Professional Documents
Culture Documents
كـذلك يمكـن تعريـف النظـام بأنـه مجموعـة مـن الـنظم الفرعيـة Subsystemsتـرتبط مـع البيئـــة
Environmentبواســـطة عالقـــات Relationshipsلتحقيـــق هـــدف .Goal
والـــنظم الفرعيـة هـي المكونـات األساسـية للنظـام ،أمـا البيئـة فهـي مـا يحـيط بالنظـام وتـؤثر وتتـأثر
بـذلك النظام ،من خالل العالقات التي تربط النظم الفرعية مع النظام ،وكذلك العالقات بـين النظـام والبيئة
.
ولقــد تعــددت تعريفــات النظــام ،فمنهــا مــا يــشير إلى أنــه المفـردات الـتي تعمـل معـا
لتحقيـق هـدف معـين ،أ و مجموعـة مـن المكونـات الـتي تـرتبط ببعـضها بعض ا وبينه ا
عالقات تفاعلية تمكنها من تكوين كل متكامل من أجل تحقيق هدف معين .
وهناك م ن يعطـي النظـام تفـصيال أكثـر علـى أنـه" :مجموعـة مـن األجـزاء أ و الـنظم
الفرعيـة الت ي تتداخ ل العالقات بي ن بعضه ا وبي ن النظام الذي يـضمها والـتي يعتمـد كـل
جـزء منهـا علـى اآلخر في تحقيق األهداف التي يسعى إليها هذا النظام الكلي".
من خالل ما سبق من التعريفات المتعددة للنظام نالحظ بأنها تشترك في أمور هي:
-إن األجزاء أو العناصر المكونة للنظام تتفاعل وتتداخل مع بعضها بعض (والتي يجب ان
تكون متفاعلة ،متداخلة ،مترابطة)
-إن األجزاء والعناصر والنظم الفرعية تشترك معا من أجل تحقيق هدف معين (من خالل
عم ل ك ل االجزاء المنفص لة معا ً لجع ل النظام يعم ل ويحق ق هدف محدد ،حي ث ال يعم ل ك ل
جزء منفصل لوحده بدون االجزاء االخرى)
-يتص ف النظام بالديناميكي ة (وذل ك حي ن ترتب ط مكونات النظام ببعضه ا البع ض،
فهي تؤثر على بعضها البعض.
كم ا يتلق ى النظام ويرس ل التأثيرات م ن وإل ى البيئ ة الخارجي ة (العوام ل الخارجي ة
التي تؤثر على عمل النظام) ،ألنه بمرور الوقت ،تتغير المكونات ،تتغير العالقات
المتبادلة ،ويتغير المجتمع ،وبالتالي يتغير النظام ،مما يجعله ديناميكيًا!
)2العناص ر الجغرافي ة :تع بر ع ن المنطق ة المص در أ و المنطق ة المولدة للس ياح ،منطق ة
الوجهة أو المقصد السياحي ،وطريق العبور.
)3صناعة السياحة :هي تلك الشركات والمنظمات العاملة في مجال تقديم المنتج السياحي.
أوال :العنصر البشري (السائح)
العنص ر البشري وه و العنص ر األس اسي ف ي النظام والنشاط الس ياحي ،وه و عبارة ع ن
شخ ص أ و مجموع ة أشخاص يشاركون ف ي س لوك س ياحي ،وذل ك أل ن نظام الس ياحة الذي
يفتقر إلى سائح واحد على األقل أمر ال يمكن تصوره .حيث يعتبر السائح وبشكل ال لُبس فيه
القل ب الناب ض لظاهرة الس ياحة ،و المحور المه م الذي يج ب أ ن تص ب ف ي خدمت ه جمي ع
العمليات و األنشطة التي تدخل ضمن نطاق هذه الظاهرة بغية منها لتلبية حاجياته و تطلعاته.
و عليه فإنه من األهم بما كان على صانعي القرار والمسوقين لدى مختلف أجهزة
المناطق السياحية ،البحث في فهم سلوك هذا السائح ،والمحفزات التي من شأنها
دفعه التخاذ القرار باختيار وجهة سياحية دون غيرها ،وأسلوب للسفر دون غيره،
إضافة إلى األنشطة التي يرى أنها السبيل لتلبية رغباته .وهو ما سيساعدهم ال حقا
ف ي المض ي نح و التمي ز ع ن باق ي الوجهات األخرى م ن خالل تطوي ر المراف ق
والعمليات ،والبرامج التي ستكون عنصر جذب لهذا السائح.
ثانيا ً :العناصر الجغرافية
تعدد القطاعات بشتى أنواع نشاطاتها واألعمال التجارية المختلفة الجوانب يزيد من
درجة التعقيد التي تتميز بها السياحة ،وهذا في حد ذاته يخلق صعوبة عند محاولة
تعميم نمط إلدارة النشاط السياحي .كما أنه ت برير لعدم وجود هيكل مشترك مستقل
بذاته لهذه الصناعة ،مما يُصعب تقييم و قياس تأثيرها النسبي في االقتصاد الكلي
مقارنة بنظيراتها من القطاعات األخرى.
وباعتبار أ ن عنص ر الحرك ة (التنق ل) جزء ال يتجزأ م ن الظاهرة المدروس ة ،والذي
يمك ن أ ن يكون س بيال لشرحه ا وتفس يرها ،شاع تص ور بي ن مختل ف األدبيات
المختص ة لنظام مبن ي عل ى أس اس جغراف ي بح ت ،س مي بـ "النظام الجغراف ي
للس ياحة" ،وبشك ل بديه ي يتضم ن النظام الس ياحي هذه العناص ر الجغرافي ة ،أل ن
السياحة تتضمن السفر بين األماكن و/أو المناطق و/أو البلدان .حيث يتطلب تحديد
العناص ر الجغرافي ة النظ ر ف ي األدوار الت ي تلعبه ا األماك ن ف ي مس ارات الس ياح
وتقليص تلك األدوار إلى الحد األدنى.
توجد ثالثة أنواع من العناصر الجغرافية في نظام السياحة
بأكمله:
()1منطق ة موط ن أ و مص در الس ائح ( أ و المنطق ة المولدة للمس افرين) ،حي ث تعت بر
السياحة مستحيلة بدون المكان الذي تبدأ فيه الرحلة وتنتهي .
هذا يمكن أن يسمى أيضا ً منطقة توليد المسافر" .المسافر" هنا هو الوصف المناسب
لهذا العنصر ألن ذلك هو وصف طبيعي لألشخاص الذين ينطلقون في رحالت ومن ثم
العودة إلى الوطن ،و"المسافرين" الذين يُعتبرون "سائحين" أثناء زيارة أماكن أخرى.
()2مسار أو طريق العبور :من أجل زيارة األماكن التي يرون أنها جذابة ،يجب على
الس ياح الس فر ع بر األماك ن الوس يطة وه ي عبارة ع ن األماك ن الت ي يم ر به ا الس ائح
على طول الطريق للوصول إلى مناطق المقصد السياحي.
في بعض األحيان ،تكون مرحلة السفر قصيرة ج ًدا وأحيانً ا يمكن أن تنتشر في جميع
أنحاء العالم .لكن ه موجود دائما .دائ ًم ا م ا يكون هناك فاص ل زمن ي ف ي الرحل ة عندم ا
يشعر المسافر أنهم غادروا منطقتهم أو بلدهم األصلي ولكنهم لم يصلوا بعد إلى منطقة
أو بلد يختارون زيارته .يمكن أن يسمى هذا العنصر مسار العبور.
بلد
الوجهة
المساف محطة
السياحية
ر
()3وأخيراً ،هناك المكان أ و األماك ن الت ي يختار المس افر زيارته ا (منطق ة المقص د
السياحي) وهي األماكن التي تحدث فيها أنشطة الزيارة الرئيسية للسائح.
ويمك ن تعري ف منطق ة المقص د الس ياحي بأنه ا أماك ن يختار فيه ا المس افرون البقاء
للتجارب الترفيهي ة ،حي ث يت م البح ث ع ن تجارب الترفي ه الس ياحي .تحدث ف ي هذا
العنصر أو المكان النتائج األكثر وضوحا ودرامية النظام.
ثالثا ً :صناعة السياحة (الخدمات والتسهيالت السياحية)
عادة ،يحج ز الس ياح ك ل شي ء م ن وكال ة الس فر ولك ن البع ض منه م فق ط يحجزون تذاك ر الطيران
فقط ،لذا فإن صناعات السياحة مهمة ج ًدا للسائح.
الص ناعات الس ياحية ه ي عنص ر تنظيم ي وه و عبارة ع ن مجموعات م ن المنظمات المدارة ف ي
مجال السياحة التي تعمل م ًع ا إلى حد ما في تسويق السياحة وتقدي م الخدمات والسلع والمرافق،
وتمث ل ص ناعات الس ياحة المؤس سات الت ي تشارك أ و تؤث ر عل ى أنشط ة الس ياح وكذل ك المنظمات
والشركات والمرافق التي تهدف إلى خدمة احتياجات ورغبات محددة لدى السياح.
من الناحية النظرية ،يمكن للمرء أن يتخيل السياحة (سلوك السياح) بدون مثل هذه الصناعة،
حيث يكون السياح مكتفين ذاتيً ا تما ًم ا ،ولكن من الناحية العملية ،سيكون ذلك نادر الحدوث،
وفي الواقع ،قد يتم دعم أو تأثر سائح يبدو مكتفًا ذاتيًا إلى حد ما ببعض جوانب صناعة السفر
والسياحة.
وبصفة عامة ،يمكن تحديد الصناعة الخاصة بالسياحة على أنها تشكل بشكل مباشر أو غير
مباشر أو تدعم جميع السياح المعاصرين تقريبً ا ،ويمكن اعتبار صناعة ما بمثابة عنصر في
النظم السياحية.
في المثال التالي ،يمكن تحديد النظام السياحي الذي يضم العناصر المذكورة أعاله:
س ائح (محم د) ؛ منطق ة تولي د المس افر (األردن)؛ منطق ة مقص د س ياحي (أمريك ا)؛
عدة طرق عبور (الطرق المس تخدمة بي ن األردن وأمريك ا والعودة مرة أخرى ،بم ا
ف ي ذل ك أ ي نقاط توق ف قص يرة)؛ والوحدات ف ي ص ناعة الس فر والس ياحة (مكت ب
المعلومات في األردن ،الفنادق في أمريكا ،باإلضافة إلى أي موارد صناعية أخرى
مستخدمة ،مع افتراض أن هذه الوحدات مرتبطة صناعيا).
يتأث ر تفاع ل هذه العناص ر الخمس ة بالعوام ل البيئي ة ،والنظام (العناص ر الخمس ة)
بدوره يؤث ر عل ى بيئات مختلفة .بمعن ى آخ ر ،األنظم ة الس ياحية أنظم ة مفتوح ة،
وتشم ل أنواع ال بيئات البشري ة واالجتماعي ة والثقافي ة واالقتص ادية والس ياسية
والقانونية والتكنولوجية والمادية.
وفي طرح أخر يرى( )Vanhove 2011أنه يمكن تعريف نظام السياحة بـ" اإلطار
الذي يوضح التفاعل بين كل من العرض السياحي في الوجهة السياحية ،عناصر
الربط بين العرض والطلب ،والطلب على السياحة .ويشير الشكل التالي إلى الدور
الكبير للعرض في الوجهة السياحية الذي يعتبر جوهر النظام السياحي ،إضافة إلى
أهمي ة عناص ر الرب ط ذات االشتراك المتبادل بي ن العرض والطل ب ،كم ا يلخ ص
المعلومات التالية:
الموردون أ و العارضون ف ي الوجه ة الس ياحية وه م المس ؤولون ع ن توفي ر
المعلومات األساسية التي تشكل مجمل التجربة السياحية التي يبحث عنها السياح،
فهناك مجموع ة ك بيرة م ن العوام ل والموارد الت ي تبح ث عنه ا المنظمات الس ياحية
كالي د العامل ة ،منتج ي األغذي ة والمشروبات ،الحرف اليدوي ة والتقليدي ة ،ومص نعي
المعدات الخ.
*السياح عنصر مهم في نظام السياحة ،والذي تتنافس الوجهات السياحية لخدمة
حاجياته م ،ويج ب اإلشارة الى أ ن هؤالء السياح ليسوا متجانسين في خصائصهم.
كما أن دوافعهم السياحية تختلف من شخص آلخر ،مما أدى الى ظهور مجموعة
كبيرة من القطاعات السوقية السياحية في العقود الماضية.
يتص ل الموردون بالس ياح ع ن طري ق قنوات التس ويق خاص ة الوس طاء (الوكاالت
الس ياحية ،تجار التجزئ ة ال خ) ومقدم ي التس هيالت الس ياحية الذي يعملون عل ى
ضمان فاعلية تشغيل النظام السياحي ،إضافة إلى مختلف أنواع النقل.
غير أن كل من ) )Charles & Brent ,2009بيّنا أن النموذج الذي يسعي إلى
تص وير الس ياحة ،يج ب أ ن يل م بكام ل مكونات المنظوم ة الس ياحية ،إضاف ة إل ى
العمليات واألنشط ة الرئيس ية الت ي تنطوي تحته ا ،دون نس يان التطرق إل ى
المخرجات هذه النظام وقدما نموذجا ضم كل من العناصر التالية:
السائح
تعتبر الموارد الطبيعية والبيئية من األبعاد األساسية ،التي من شأنها جذب السائح
لالس تجمام والترفيه .والت ي ه ي مجموع عناص ر الهواء ،والمناخ ،وطبيع ة
التضاري س ف ي المنطق ة ،الحيوانات ،المس طحات المائي ة ،الشواط ئ ،وجمال
الطبيعة ،و غيرها من المقومات.
البيئة المشيدة
تمثل البيئة التي تم إنشائها من قبل البشر بعدا آخرا من أبعاد الظاهرة السياحية،
والت ي تع بر ع ن بدايات شعوب المنطق ة المضيف ة وثقافته ا ف ي الماض ي ،واتجاه
نموه ا وطريقه ا الحال ي للحياة ،فالثقاف ة س مة دائم ة ومس تمرة ص عبة التغيي ر (م ع
وجود عدم المحاولة للتغيير) إذا ما أريد تعزيز التنمية السياحية.
إضافة إلى البنية التحتية للمقصد السياحي التي تمثل عنصرا مهما آخرا في عملية
جذب الس ياح ،رغ م عدم وجوده ا ف ي األس اس لخدمتهم ،حيث أ ن األمور األس اسية
في المجتمعات من طرق ،وشبكات للصرف الصحي ،وشبكات االتصال ،والعديد من
المراف ق العام ة التجاري ة ،وغي ر التجاري ة وجدت ف ي المكان المناس ب لخدم ة
احتياجات الس كان المحليين .وم ع ذل ك فان هذه البن ى التحتي ة م ن شأنه ا تس هيل
الوظائف اليومية للسياح شأنهم في ذلك شأن المحليين.
إضافة إلي البنى الفوقية الموجهة خصيصا للسياحة ،والتي تشمل المنشآت التي تم
تطويره ا خص يصا لتس تجيب لمطال ب الزوار والت ي تشم ل الفنادق ،والمطاع م،
ومراك ز المؤتمرات ،واس تئجار الس يارات ،وعناص ر الجذب األخرى ،والت ي يمك ن
للسكان المحليين االستفادة من أغلبها.
دون أن ننسى التكنولوجيا التي تعد من أحدث األبعاد في تاريخ السياحة ،والتي لها
األثر الهام والمتزايد على جوهر الظاهرة السياحية يوما بعد يوم ،حيث يمكن القول
أنها أكبر انفجار أتى بعد الحرب العالمية الثانية ،ساعد في الدفع بالسياحة إلى ما
ه ي علي ه ،كان ذل ك نتيج ة التطور الهائ ل الذي م س جمي ع الميادي ن ،وه و عام ل
س اهم الحق ا ف ي وفرة أنواع المعلومات ع ن الوجهات والمقاص د الس ياحية ،بعدم ا
كان السياح يفتقرون إلى أدنى مستوياتها.
وف ي األخي ر يأت ي النظام الشام ل للحك م ف ي المنطق ة المعين ة بجل ب الس ياح ،وم ا
ينطوي عليه من أطر سياسية ،وقانونية ،ومالية منظمة لسير األعمال .والتي لها
األثر البالغ في تحديد تنافسية هذه المناطق في السوق الدولية.
القطاعات العاملة في السوق السياحي
القطاعات العاملة في صناعة السياحة ،أو ما يسميه الكثير من عامة الناس " السياحة في حد ذاتها " تعبر
عن:
الذي يتأل ف م ن شركات الطيران وشركات الحافالت ،وغيره ا م ن مؤس سات النق ل الت ي -قطاع النق ل
تلبي ميول األفراد.
السكن ،بشتى أنواعه كسالسل الفنادق ،وغيرها من وجوه السكن األخرى. -قطاع اإليواء أو
-قطاع المؤس سات والوكاالت الس ياحية المس ؤولة ع ن عملي ة بي ع األس فار ،وتقدي م الخدمات
السياحية.
-قطاع الخدمات الذي يوف ر نوع ا آخرا م ن الدع م الهام للس ياحة الناجح ة ،كالخدمات
المالية ،الخدمات االستشارية المتخصصة ،الخدمات التكنولوجية ،وتكوين األفراد العاملين فيها.
روح الضيافة
وكم ا ذك ر ف ي العنص ر الس ابق فإ ن القطاعات العامل ة ه ي المس ؤولة ع ن توص يل
الخدمات لطالبيه ا بالجودة العالي ة ،والتجارب الت ي ال يمك ن للس ائح نس يانها ،يأت ي
هذا ف ي ظ ل عدم إهمال مزج هذه التجارب بروح الضياف ة العال ي ،وإدراج الجان ب
اإلنساني في العملية.
فبكل بساطة ال يكفي تقديم الخدمات أو بعضها بطريقة باردة ،بحيث يجب على كل
عنصر أن يشعر الزائر أنه أكثر من مجرد مصدر للدخل النقدي.
وعلي ه فان التحدي الذي يواج ه الجهات المقدم ة للخدمات ه و شح ذ خبراته ا عل ى
الطريق ة الت ي تمك ن الزوار م ن االعتقاد بأنه م موض ع ترحي ب ،وأنه م حق ا ضيوف.
وال يجب أن يقتصر هذا السلوك عند مقدمي الخدمة فحسب ،بل يجب أن يتجاوزه
ليشم ل الس كان الدائمي ن ،فتقدي م معلومات أس اسية ع ن وجهات معني ة ،والود ف ي
التعامل ،ربما هي أمور بسيطة ،لكنها في األصل ذات أهمية بالغة في تعزيز روح
الضيافة التي بدورها تساهم في الرفع من القيمة المتوقعة لدى السائح.
التخطيط ،التنمية ،الترويج ،و المؤسسات المحفزة
مم ا ال ش ك في ه ،أ ن نجاح الس ياحة ف ي أ ي وجه ة يعتم د عل ى :مدى كفاء ة وقدرة جمي ع
القطاعات العاملة في السوق والتي سبق ذكرها ،في توفير تجربة نوعية رائدة حيث يعتبر
ك ل م ن التخطيط ،والتنمي ة ،والتروي ج ،م ن القوى الخفي ة الت ي ال تق ل أهمي ة ع ن العناص ر
األخرى المكونة للنظام السياحي والتي من شأنها تحديد نجاحه ورقيّه ،إضافة إلى أصحاب
القرار ،وصانعي السياسات ،والمخططين االستراتيجيين ،واألفراد العاملين في المستويات
التشغيلية ،والمنظمات المحفزة التي تسهر على تنفيذ الخطط والمشاريع ،وضمان وجودها
ضمن نصابها ومسارها الصحيح ،وهو ما يعتبر بالعامل الحاسم لنجاح السياحة.
فبعد التعرف على الخبرات المالئمة ،وتحديدها بغية الضمان تخطيط فعال ،فإنه من
الضروري أ ن تترج م هذه المخططات ،إل ى عمليات ،ومراف ق ،ونشاطات ،وبرام ج
ناجعة ،بغية توفير تجربة مميزة للزائر على أرض الواقع ،وهنا يجب اإلشارة إلى
أ ن هذه العمليات مس ؤولية مشترك ة بي ن القطاع العام ممثال بالحكومات المحلي ة،
إضافة إلى مختل ف هيئات وأجهزة القطاع الخاص المتكفل ة بالنشاط السياحي داخل
وخارج حدود المقصد السياحي ذاته.
عمليات ،أنشطة ،و مخرجات السياحة
تمثل طبيع ة ونوعي ة العمليات واألنشط ة ف ي القطاع الس ياحي البع د الهام والمؤثر،
الذي من شأنه في نهاية المطاف خلق المخرجات السياحية التي هي جوهر الظاهرة
السياحية في األصل ،وعليه وجب تحديدها وفهمها ،بشكل يزيل كل لبس عنها بغية
العمل على تكاملها في إطار نمط إداري داخل المقصد السياحي.
ويعتبر التسويق بأوسع معانيه وفلسفته الحديثة من أهم هذه العمليات ،والذي من شأنه
خل ق وتوفي ر تجارب س ياحية راقي ة تس موا إل ى مس توى تطلعات األفراد الباحثي ن عنه ا،
وذل ك ف ي إطار الجهود الت ي يعتمده ا م ن تروي ج ،وتس عير ،وتوزي ع ،فالتس ويق الناج ح
يؤدي بالضرورة إل ى جذب مجموع ة م ن الس ياح والزوار مهم ا اختلف ت س لوكياتهم،
وتزويدهم بالمنتجات و الخدمات السياحية التي يبحثون عنها ،فهو يضمن لهم أقصى قدر
من الرضا واالرتياح دون المساس أو تدمير مختلف الموارد الطبيعية ،والثقافية ،وغيرها
لدى المجتمعات المستضيفة لهؤالء الزوار ،و التي تعتبر أصال مقومات السياحة فيها.
دون أ ن ننس ى ضرورة التقيي م الدائ م والمس تمر لهذه النشاط ،والذي ال غن ى عن ه
لتحقي ق نم ط إداري وتشغيل ي فعال عل ى المدى الطوي ل ،فالس ياحة يج ب أ ن تحظ ى
بعملي ة مراقب ة وتقيي م مس تمر لمعرف ة مدى مالئم ة ،وفعالي ة وكفاء ة األداء العام
لجمي ع المكونات والعمليات ف ي المنظوم ة الس ياحية ،والت ي س تمثل نتائج ه قاعدة
معلومات لص ياغة الس ياسات ،والتص ورات ،والمخططات ،واالس تراتيجيات ،لخل ق
تنمية فعالة في المستقبل.