You are on page 1of 15

‫جملة مدارات للعلوم االجتماعية واإلنسانية‬

‫جانفي ‪2023‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫اجمللد‪02:‬‬


‫‪------------------------------------------------‬‬

‫نظرية األنساق العامة وتطبيقاهتا يف العملية التعليمية‬


‫قراءة نظرية ألمهية تطبيق نظرية األنساق العامة يف العملية التعليمية‬
‫‪General pattern theory and its applications in the educational‬‬
‫‪process‬‬
‫‪A theoretical reading of the importance of applying general‬‬
‫‪pattern theory in the educational process‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ط‪.‬د‪ .‬شهرزاد بوهدة ‪chahrazed Bouhedda 1‬‬


‫خمرب وسائل اإلعالم‪ ،‬االستخدامات اإلجتماعية واالتصال‬
‫املدرسة الوطنية للعليا للصحافة وعلوم االعالم‬
‫‪Ecole Nationale Supérieure de Journalisme et des Sciences de l’Information.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اتريخ القبول‪2022/07/22 :‬‬ ‫اتريخ اإلرسال‪2020/11/08:‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ 1‬املؤلف املرسل‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫جملة مدارات للعلوم االجتماعية واإلنسانية‬
‫جانفي ‪2023‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫اجمللد‪02:‬‬
‫‪------------------------------------------------‬‬
‫امللخ ‪:‬‬

‫هندف من خالل هذه الدراسة إىل إبراز الدور الفاعل لنظرية األنساق العامة وأمهيتها ابعتبارها نظرية تُساهم‬
‫بتفعيل العملية التعليمية‪ ،‬هذا ما حولنا إيضاحه يف هذه الدراسة وذلك بتقدمي مفهوم لنظرية األنساق العامة‪،‬كما‬
‫تطّرقنا ملفاهيم هذه النظرية وفرضياهتا‪ ،‬وكيف يتم توظيفها يف العملية التعلمية‪،‬ليتم يف األخري عرض تطبيق نظرية‬
‫األنساق يف العملية التعليمية وكيف تساهم هذه النظرية بتحسني العالقة بني الطالب واألستاذ داخل النسق‬
‫التعليمي‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪ :‬األنساق العامة‪ ،‬العملية التعليمية‪،‬األستاذ‪ ،‬الطالب‪.‬‬

‫‪Abstract:‬‬

‫‪We aim, through this study, to highlight the effective role of the general system‬‬
‫‪theory and its importance theory that contributes activating the educational‬‬
‫‪process Finally, presented the application of the theory of patterns in the‬‬
‫‪educational process and how this theory contributes to activating it and‬‬
‫‪improving the relationship between the student and the professor within the‬‬
‫‪educational system.‬‬

‫‪key words: general systems theory ,educationalproces,professor,student‬‬

‫‪81‬‬
‫جملة مدارات للعلوم االجتماعية واإلنسانية‬
‫جانفي ‪2023‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫اجمللد‪02:‬‬
‫‪------------------------------------------------‬‬
‫‪ .1‬مق ّدمـة‪:‬‬

‫تعد عملية االتصال أحد الدعائم األساسية اليت يتم من خالهلا التفاعل اإلنساين وابلتطور السريع أصبح‬
‫لالتصال دور كبري مشل مجيع ميادين احلياة وخاصة اجلانب العلمي والبحثي ‪،‬حيث يؤكد املتخصصون يف احلقل‬
‫الرتبوي والتعليمي أ ّن الفرد واجلماعة داخل أي تنظيم جيب أن يتعايشوا يف عالقة تكاملية واتصال ومن هنا فإ ّن‬
‫الفعل الرتبوي ال حيمل على الفرد أو اجلماعة لكن ابلتأكيد على كليهما ‪ ،‬ومن هذا املنطلق فقد أصبح مؤكدا أ ّن‬
‫االنسجام واالندماج داخل اجلماعة الرتبوية جيب أن يتم دون أتخر وأ ّن العمل يف تعاون هو أكثر فاعلية من‬
‫العمل الفردي داخل اجملال العلمي والرتبوي والذي يطلق عليه ابلنسق التعليمي ‪ ،‬يف هذا السياق تربز إشكالية‬
‫العالقة بني الطالب واملعلم يف املوقف الرتبوي التعليمي أو النسق كإحدى أبعاد قياس هذ االنسجام والتعاون‬
‫اجلماعي لصاحل مؤسسة تعليمية تربوية قوية يف بنائها االجتماعي وفاعلة أبدائها الرتبوي‪،‬ويف هذا الصدد تعددت‬
‫املداخل والنظرايت اليت سامهت يف تطوير الدراسات املتعلقة ابملقارابت البيداغوجية احلديثة ‪ ،‬ومن أبرز النظرايت‬
‫اليت اهتمت ابلنسق التعليمي جند نظرية األنساق العامة ونظرهتا الشاملة للظاهرة بدراستها الكل الشامل للنسق‬
‫التعليمي واألجزاء اليت تكونه‪،‬والعالقات والتفاعالت بينها‪،‬هذا ما حاولنا دراسته ‪،‬والذي سلطنا الضوء فيه على‬
‫بعض العوامل البيداغوجية داخل النسق التعليمي وهي كفاءة األستاذ والطالب و الوسائل التعليمية واىل غري‬
‫ذلك‪ ،‬ومن هذا املنطلق جاءت دراستنا لتسليط الضوء على تطبيق نظرية األنساق العامة يف العملية التعليمية من‬
‫خالل النسق التعليمي املفتوح‪،‬وهذا ما يقودان إىل طرح التساؤل التايل‪:‬كيف تساهم نظرية األنساق التعليمية يف‬
‫تفعيل العملية التعلمية وتطويرها؟‬

‫‪ .2‬اإلطار النظري للدراسة ‪:‬‬

‫‪ 1.2‬التطور التارخيي لنظرية األنساق العامة ‪:‬‬

‫كانت بداية ظهور نظرية األنساق العامة ‪ general systems theory‬على يد عامل الفيزايء النمساوي‬
‫فون برياتالنفي ‪ Von Bertalanffy‬عام ‪1920‬م وقد تبلورت يف شكلها النهائي عام ‪1956‬م وقامت‬
‫فكرهتا على أساس أن الكل أكرب من جمموع األجزاء املكونة له‪ ،‬وكانت تطبيقاهتا يف البداية على األنساق احلية‬
‫وعلى اإلنسان وعلى كيفية تكامل وظائفه وتداخلها مع بعضها البعض واعتمادها على البيئة اخلارجية‬
‫‪،1‬واستطاعت نظرية األنساق العامة أن حتظى بقبول واهتمام الكثري من املتخصصني يف العلوم األخرى وعلى‬

‫‪82‬‬
‫جملة مدارات للعلوم االجتماعية واإلنسانية‬
‫جانفي ‪2023‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫اجمللد‪02:‬‬
‫‪------------------------------------------------‬‬
‫الرغم من أهنا ولدت يف أحضان العلوم الطبيعية على األنساق غري احلية ومنها انتقلت لألنساق احلية حيث مت‬
‫تطبيقها على الكائنات البيولوجية‪ ،‬إال أهنا أيضاً وصلت للعلوم االجتماعية واإلنسانية وأصبح ينظر هلا على أهنا‬
‫أكثر من جمرد نظرية وأهنا متثل توجها نظرايً أو فكرايً يف النظر لألنساق احلية ويف عالقتها ابلبيئة‪ ،‬كانت هذه‬
‫النظرية سائدة يف علم االجتماع يف العقد اخلامس و السادس من القرن العشرين‪،‬و قد اقرتنت مع جمموعة من‬
‫املنظرين االجتماعيني ملتفني حول اتلكوت ابرسونز يف جامعة هارفورد و معظم الطموحات األوىل لنظرية األنساق‬
‫جاءت من حماولة أتسيس بني األنساق النفسية يف العلوم الطبية و األنساق االجتماعية للعلوم االجتماعية‪،‬وتضم‬
‫عند ابرسونز نظرية الفعل االجتماعي األسلوب االجتماعي الذي حيصل يف تفاعالت فردين يف عمل ابرسونر‬
‫األخر قدم نظرية عامة لألنساق االجتماعية كحل للمشاكل القائمة بني النظرية االجتماعية والسياسية‪،‬إذحاول‬
‫ابرسونز الربط بني هذه االنقسامات و جعلها كال متكامال‪ ،‬لكن وجهت عدة انتقادات يف العقد اخلامس من‬
‫القرن العشرين و بداية العقد السادس منه للنظرية الوظيفية و نظرية األنساق لصاحل النظرية الصراعية كرؤية‬
‫بديلة‪.2‬‬

‫‪ 2.2‬املفاهيم املرتبطة بنظرية األنساق العامة ‪:‬‬

‫تتضمن نظرية األنساق العامة جمموعة من املفاهيم والعناصر وتتمثل يف‪:‬‬

‫النسق ‪ :System‬يعرف النسق أبنه"جمموعة الوحدات والعالقات املتبادلة بني هذه الوحدات"‪ .‬والنسق‬
‫حسب تعريف هارمتان والريد ‪ Hartman & Larid‬هو وحدة تتكون من أجزاء أو وحدات متباينة‬
‫ومتماسكة معاً‪ ،‬وكل وحدة معتمدة على الوحدات األخرى ‪.‬‬

‫احلدود ‪ :Boundaries‬تشري احلدود إىل جمموعة القواعد اليت تشكل إطاراً أو سياجاً حييط مبجموعة‬
‫األفراد أو األنساق اليت تتفاعل مع البعض وهذه احلدود ومهية ولكنها هي احمليط العام الذي ميكن حتديده لتوضيح‬
‫العناصر الداخلة يف النسق واخلارجة عنها اليت يتفاعل معها ‪،‬والنسق العام يضم كذلك أنساق فرعية وكل نسق من‬
‫هذه األنساق الفرعية البد أن تكون له حدوده الواضحة والدقيقة اليت حتدد مهامه وأنشطته‪ .‬وكلما كانت احلدود‬
‫واضحة كلما أدى ذلك إىل مزيد من التخصصية بني أجزاء النسق الواحد‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫جملة مدارات للعلوم االجتماعية واإلنسانية‬
‫جانفي ‪2023‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫اجمللد‪02:‬‬
‫‪------------------------------------------------‬‬
‫التوازن ‪ :Equilibrium‬متيل األنساق بشكل عام إىل حتقيق مستوى من التوازن من خالل استرياد‬
‫الطاقة وتصديرها‪ ،‬ويف حال حدث اخ تالل يف توازهنا فإهنا تسعى بشكل تلقائي الستعادة هذا التوازن للحفاظ‬
‫على بقائها‪ .‬أما يف حال اختالل اتزاهنا فإن ذلك قد يكون من أسباب فناء النسق وانتهائه‪.‬‬

‫لذا فإن لدى األنساق احلية ميالً طبيعياً للحفاظ على توازهنا واستعادته إذا تعرض لعوامل أخلت بتلك‬
‫‪3‬‬
‫اخلاصية‪.‬‬

‫التغذية العكسية ‪ :Feedback‬يشري مفهوم التغذية العكسية إىل عملية التقومي اليت حتدث للمخرجات‬
‫واملدخالت اليت يصدرها ويستوردها النسق أثناء عملية تفاعله مع البيئة اخلارجية‪ ،‬أي أهنا النتيجة اليت حتدث‬
‫نتيجة للتفاعل وتساعد على منو النسق واستمرار تفاعله‪،‬وتشكل عملية التغذية العكسية منطا من التقومي للنسق‬
‫وهناك نوعان للتقومي‪ ،‬أحدمها داخلي‪ ،‬والذي يقوم به أفراد النسق للتحقق من مدى رضاهم عن كيفية التفاعل‪،‬‬
‫وخارجي‪ ،‬من خالل استجابة ورضا األنساق يف البيئة اخلارجية عن أداء النسق ‪.‬‬

‫املدخالت ‪ :Inputs‬تشري املدخالت إىل كافة ما أييت للنسق من البيئة اخلارجية من معلومات وطاقة‪ ،‬كما‬
‫تتضمن كافة املصادر ‪ resource‬اليت تتجمع لدى النسق سواء كان ينتجها بنفسه أو حيصل عليها من اخلارج‪،‬‬
‫وهذه املصادر قد تكون مادية أو حىت معنوية ‪.‬‬

‫يقصد ابملخرجات كل ما يصدر عن النسق من معلومات وطاقة إىل البيئة اخلارجية‪ ،‬وتعكس املخرجات املدى‬
‫احلقيقي والواقعي لقدرة النسق على حتقيق أهدافه‪ .‬فكلما كانت خمرجاته تتفق مع أهدافه كان ذلك دليالً واضحاً‬
‫على توازنه‪.‬‬

‫االرتباط التفاعلي ‪ :Interfance‬يشري مفهوم التفاعل إىل تلك العملية اليت تتفاعل من خالهلا األنساق‬
‫املختلفة بشكل تباديل‪ ،‬وبينها وبني البيئة بشكل عام‪ ،‬حيث إن عملية التفاعل املتبادل واملستمر تعد من أهم‬
‫العمليات املطلوبة الستمرارية النسق وتنمية قدرته على حتقيق أهدافه‪ ،‬وعملية التفاعل خاصية من خصائص‬
‫األنساق املفتوح ة‪ ،‬بينما األنساق املغلقة تواجه صعوابت يف عملية التفاعل وغياب تلك العملية من أسباب‬
‫‪4‬‬
‫انتهائها‪.‬‬

‫‪ 3.2‬فرضيات نظرية األنساق العامة‪:‬‬

‫‪84‬‬
‫جملة مدارات للعلوم االجتماعية واإلنسانية‬
‫جانفي ‪2023‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫اجمللد‪02:‬‬
‫‪------------------------------------------------‬‬
‫قامت نظرية األنساق العامة على العديد من الفرضيات‪ ،‬وتتفاوت تلك الفرضيات يف مدى قابليتها لالختبار‪،‬‬
‫فبعضها مت اختباره جتريبياً وبعضها غري قابل لالختبار وكذلك يف قدرهتا على التنبؤ فالكثري من فرضيات األنساق‬
‫العامة ال يساعد على التنبؤ‪ ،‬ومن أهم الفرضيات اليت قدمتها نظرية األنساق العامة‪:‬‬

‫‪ -‬تفرتض أبن األنساق احلية ‪ living systems‬وغري احلية ‪ ،non-living systems‬ميكن النظر‬
‫إليها والتعامل معها على أساس أهنا أنساق هلا مواصفاهتا اخلاصة واليت تستحق الدراسة والتمعن‪ .‬ويرى قوردن‬
‫هرين (‪ )Gordon Hearn‬أن طبيعة نظرية األنساق العامة تشري إىل أهنا أتخذ اجتاهني رئيسيني االجتاه‬
‫التحليلي واالجتاه الشامل‪ .‬وأيخذ االجتاه التحليلي طبيعة العمل مع نسق ما على مستوى معني ودراسته إلجياد ما‬
‫إذا كان له خصائص معينة حتكمه والتعرف على طبيعة العالقات بني أجزاء ذلك النسق‪ ،‬ومن مث االنتقال إىل‬
‫نسق آخر على مستوى آخر للتعرف على إذا ما كان له نفس اخلصائص والسمات لذا فإن حقيقة ما أو ظاهرة‬
‫ما على مستوى معني قد تقود إىل تكوين فرضية أو جمموعة من الفرضيات‪.‬‬

‫تلك الفرضية اليت ترى أنه ميكن "النظر للمادة يف كل صورها احلية منها وغري احلية‪ ،‬كأنساق‪ ،‬وهي ابعتبارها‬
‫أنساقاً هلا خصائص مميزة ومعينة جديرة ابلدراسة فالفرد نسق واألسرة نسق واجملتمع احمللي نسق وهكذا وكل نسق‬
‫‪5‬‬
‫من تلك األنساق له صفاته وخصائصه احملددة"‬

‫‪ -‬كما أن نظرية األنساق العامة تنظر نظرة ترابطية للعامل‪ ،‬فكل كيان ينظر له من خالل عالقته ابلكياانت‬
‫األخرى اليت يتأثر هبا ويؤثر فيها ‪.‬‬

‫‪ -‬ومن فرضيات نظرية األنساق تلك الفرضية اليت ترى أن جمموع الكل أكرب من األجزاء املكونة له وأن له‬
‫خصائصه اليت متيزه عن خصائص األجزاء املكونة له‪ ،‬فاالرتباط القائم بني األجزاء يتولد عنه خصائص ختتلف عن‬
‫خصائص األجزاء األساسية واألسرة مثال على ذلك‪ ،‬فاألسرة كنسق ختتلف خصائصها عن خصائص األفراد‬
‫املكونني هلا وكذلك الفريق أو مجاعة األصدقاء ختتلف عن األفراد املكونني هلذه اجملموعة لو مت حتليل كل فرد على‬
‫أنه نسق قائم بذاته‬

‫‪ -‬كما تفرتض نظرية األنساق أن أي تغيري يطرأ يف أي جزء من أجزاء النسق يؤثر على بقية أجزاء النسق‬
‫وعلى النسق ككل‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫جملة مدارات للعلوم االجتماعية واإلنسانية‬
‫جانفي ‪2023‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫اجمللد‪02:‬‬
‫‪------------------------------------------------‬‬
‫‪ -‬ومن فرضيات نظرية األنساق أهنا ترى أن لكل نسق إطارا مرجعياً حمدداً حيدد سلوك األفراد داخل النسق‪.‬‬

‫‪ -‬كما أن نظرية األنساق تفرتض أن هناك نسقني من األنساق وهي األنساق املفتوحة ‪open system‬‬
‫واألنساق املغلقة ‪ closed system‬وأن األنساق املفتوحة هي اليت يكون هناك تفاعل دائم بينها وبني البيئة‬
‫احمليطة‪ ،‬وتتميز هذه األنساق ابلنمو املستمر وزايدة التخصصية داخل النسق وحىت حتافظ األنساق املفتوحة على‬
‫وجودها البد أن يكون هناك توازن يف عالقتها مع البيئة اخلارجية وأن حتافظ على مستوى حمدد من احلدود‬
‫املفتوحة مع العامل اخلارجي‪.‬‬

‫‪ .3‬تطبيق نظرية األنساق يف العملية التعليمية‪:‬‬

‫‪ 1.3‬مفهوم النسق التعليمي وخصائصه‪:‬‬

‫أوال نعرف النسق ‪ System‬هو ذلك الكل املتكامل املنظم واملركب الذي يربط بني عناصر وأجزاء ذات خصائص‬
‫معينة‪ .‬هذه العناصر واألجزاء تتداخل مع بعضها البعض يف عالقات تبادلية مستمرة ابلصورة اليت ال ميكن هبا عزل أحد‬
‫هذه العناصر أو األجزاء عن بعضها‪ ،‬مكونة يف جمموعها ذلك النسق الذي يوجه بدوره ضمن جمموعة من العالقات‬
‫التبادلية مع جمموعة أخرى من األنساق املتصلة به‪ ،‬واليت تكون جمتمعة ما يطلق عليه النسق ألمشل أو األوسع‪ ،‬ومعىن‬
‫ذلك أن النسق يتكون من أجزاء ذات عالقات أو ذات تعامالت فيما بينها‪ ،‬لذا فإن دراسة أي جزء من أجزاء النسق ال‬
‫‪6‬‬
‫ميكن أن يتم بشكل مستقل عن األجزاء األخرى‪.‬‬

‫يف ضوء هذا التعريف للنسق فإن النسق التعليمي هو جمموعة مرتابطة ومنظمة ومتكاملة من الطرق والوسائل‬
‫واألدوات واألساليب اليت تقوم مجيعها من خالل عالقاهتا التبادلية ابملهام الالزمة لتحقيق هدف أو أكثر من أهداف‬
‫التعليم بكفاءة‪.‬‬

‫وميكن تصنيف األنساق التعليمية الشائعة يف نسقني أساسيني مها‪ :‬األول هو النسق التعليمي املفتوح ‪Open‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ System‬ويتميز ابملرونة وقابلية التفاعل مع أنساق أخرى‪ ،‬وتقبل اجلديد والتجديد‪ ،‬والتكيف مع الظروف املتغرية‪.‬‬

‫والثاين هو النسق املغلق ‪ ،Closed System‬ويتسم ابجلمود والعجز عن استيعاب التجديد واملعارف واألساليب‬
‫اجلديدة‪ ،‬والتكيف مع الظروف املتغرية‪ ،‬وتشمل البيئة التعليمية إىل جانب النسق التعليمي نسقني آخرين مها‪ :‬النسق‬
‫‪8‬‬
‫االجتماعي‪ Social System‬والنسق الثقايف ‪.Cultural System‬‬

‫‪86‬‬
‫جملة مدارات للعلوم االجتماعية واإلنسانية‬
‫جانفي ‪2023‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫اجمللد‪02:‬‬
‫‪------------------------------------------------‬‬
‫النسق التعليمي (املفتوح)‪:‬‬ ‫خصائ‬

‫يتوقف جناح النسق التعليمي القائم على الشراكة بني الطالب واملعلم على عدة خصائص جيب أن تتوافر له من أمهها‪:‬‬

‫‪ -‬أن يكون النسق مران وقابال للتنقيح والتعديل‪ ،‬وهي خاصية البد من توافرها إذا ما أريد للنسق أن يكون منفتحاً‬
‫‪ Open‬وقابالً لتطوير وجتديد مكوانت وعملياته‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون الطالب هو أحد الشركاء األساسيني يف عملية التعليم والتعلم‪.‬‬

‫‪ -‬الرتكيز على عملية التعلم بدالً من التعليم‪.‬‬

‫بعد التوجه إىل التعلم الذايت وبعد أن أصبح التعليم ليس مقصوراً على آليات التدريس‪ ،‬وحتوله أكثر فأكثر إىل آليات‬
‫التعلم‪ ،‬أصبح على املعلم أن يوجه طالبه وحو كيف يتعلمون ال أن يعلمهم‪ ،‬وأن يعمل مع طالبه ال أن يعمل هلم‪ ،‬وعليه‬
‫فإن املعلم الذي كان يعتمد أساليب التلقني قد تغري دوره إىل مناذج جديدة يستطيع معها أن يقدم مهارات التعلم الذايت‬
‫للطالب على مهارات التلقني والتدريس‪.‬‬

‫إن توجيه هدف النظام التعليمي إىل تنمية القدرة على التعلم لدى الطالب واالنتقال من صيغة التدريس (أي التلقي)‬
‫إىل صيغة (التعلم)‪ ،‬تدفع ابلطالب إىل شراكة حقيقية يف عملية التعلم‪ ،‬وعلى املعلم أن يساعده وييسر له عملية البحث‬
‫واالستكشاف الذايت النشط (‪ )4‬هتيئة مواقف تعلم تشاركية – تعاونية‪:‬‬

‫وترتكز هذه املواقف على مشاركة أكثر من طالب يف أداء املهمة التعليمية‪ ،‬وعلى العمل اجلماعي والتفاعل والتعاون‬
‫بني الطالب واملعلم وبني الطالب وبعضهم‪ ،‬وتوزيع قاعدة املشاركة بينهم وتكوين "مجاعات التعلم" كركيزة يف عملية‬
‫التعلم‪ ،‬وهي جمموعة من الطالب يتقامسون اهتماماً مشرتكاً فيما بينهم بشأن موضوع معني‪ 9،‬أو تشكيل أساليبهم وأدواهتم‬
‫يف تكوين املعاين لبناء معارفهم‪ ،‬وتتخذ مجاعات التعلم أشكاالً من اجملموعات الصغرية املرتابطة واملتقاربة وذات املهام‬
‫التعليمية احملددة‪ ،‬وهذه اجلماعات ميكن أن تساعد يف االنتقال من عملية "تفريد التعليم" يف شكلها التقليدي إىل حتديث‬
‫هذا التفريد‪ ،‬ولكن من خالل مجاعات متقاربة القدرات‪ ،‬أي تفريده من خالل اجل ـ ــماعي ـ ـ ــة والتــشارك ـ ــية ويعترب التعلم‬
‫التعاوين من أبرز النشاطات يف هذا اجملال‪ ،‬وهي إحدى تقنيات التدريس اليت أثبتت البحوث والدراسات أثرها اإلجيايب يف‬
‫حتصيل الطالب‪.‬‬

‫‪ 2.3‬األسس واملبادئ اليت يقوم عليها النسق التعليمي ( املفتوح)‪:‬‬

‫‪87‬‬
‫جملة مدارات للعلوم االجتماعية واإلنسانية‬
‫جانفي ‪2023‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫اجمللد‪02:‬‬
‫‪------------------------------------------------‬‬
‫بغض النظر عن حمتوى التعلم الذي يقدم للطالب فإنه جيب أن يتعلمه بنفسه ولنفسه مع املشاركة يف حتمل مسئولية‬
‫تعلمه‪ ،‬وإن عملية التعلم الفاعلة واملستمرة داخل الصف الدراسي تتجاوز حدود جلوس الطالب لالستماع لشرح املعلم أو‬
‫توجيهاته‪ ،‬إىل املشاركة اإلجيابية والفاعلة يف نشاط التعلم‪.‬‬

‫‪ -‬أن دور املعلم هو موجه ومرشد سفينة التعلم‪ ،‬ولكن الطاقة اليت تدفعها ينبغي أن تصدر عن الطالب‪.‬‬

‫‪ -‬كفاءة املعلم يف التدريس تنمو من خالل النجاح احلقيقي الذي حيققه مع الطالب‪ ،‬وليس من خالل الدعم املعنوي‬
‫‪10‬‬
‫أو التشجيع الذي يتلقاه من املوجه أو املدير أو اإلدارة التعليمية‪.‬‬

‫‪ -‬املعلم الناجح هو الذي يوجد وقتاً أطول للتعلم‪ ،‬ويشرك أكرب عدد من الطالب يف عملية التعلم‪ ،‬ويساعدهم‬
‫لتحقيق مزيد من االعتماد على الذات‪.‬‬

‫‪ -‬ال ينبغي أن تسود ثقافة الصف الدراسي املفاهيم البالية والتقاليد املعوقة اليت حتد من جناح الطلبة يف التعلم‪.‬‬

‫‪ -‬املعلم ليس املصدر الوحيد للمعرفة‪ ،‬فالطالب يستطيعون أيضاً إنتاج املعرفة وتبادل اآلراء حوهلا‪.‬‬

‫‪ -‬إطالق حرية الفكر والتعبري للطالب عامل أساسي يف حتقيق تعلم أفضل‪.‬‬

‫‪ -‬يستطيع الطالب أن يبدع ويكتشف إذا ما أتيحت له الفرصة لذلك‪.‬‬


‫‪11‬‬
‫‪ -‬على املعلم أن يسلم إبجيابية الطالب وقدرته على التعلم والتفرد‪ ،‬وأن يهيئ له الفرص واملواقف لتحقيق ذلك‪.‬‬

‫‪ -‬الطالب هو املسؤول األول عن عملية تعلمه‪.‬‬

‫‪ -‬مشاركة الطالب للمعلم يف اختاذ القرارات اخلاصة بعملية التعليم والتعلم ركيزة أساسية ملشاركته بنجاح يف عملية‬
‫التعلم‪.‬‬

‫‪ -‬االرتكاز على التعلم الفعال‪ :‬التعلم الفعال هو التعلم ذو املعىن الذي يقوم على اخلربة واملمارسة ويستجيب ألمناط‬
‫التفكري اخلاصة ابلطالب‪،‬ويكون قابالً لالستخدام وانتقال أثره إىل حياة الطالب‪ ،‬ويؤدي به إىل التفكري اإلبداعي‪ ،‬وجيعله‬
‫حموراً للتعلم‪،‬كما يطور عالقات تعاونية بني الطالب‪ ،‬ويشكل حبد ذاته معززاً ومثرياً للدافعية وحو التعلم‪ ،‬ويبعث يف‬
‫الطالب شعوراً ابلنجاح واإلجناز واالرتياح ‪.‬من جهة أخرى يتطلب التعلم الفعال فاعلية املعلم‪ ،‬واملعلم الفعال هو الذي‬
‫يتميز بقدرته على القيام ابلعمل املطلوب لتحقيق أهداف التعلم‪ ،‬وليس متسكه بسلوك معني‪ ،‬وحيقق ابنتظام أهدافاً تتعلق‬
‫بشكل مباشر أو غري مباشر ابكتساب املعارف واملهارات من قبل الطالب ‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫جملة مدارات للعلوم االجتماعية واإلنسانية‬
‫جانفي ‪2023‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫اجمللد‪02:‬‬
‫‪------------------------------------------------‬‬
‫‪ -‬توظيف املستحداثت التكنولوجية يف عملية التعليم والتعلم‪ :‬إن توظيف املستحداثت التكنولوجية يف عملية التعليم‬
‫والتعلم أصبح مطلباً ملحاً له ما يربره من شواهد وأساليب سواء من انحية طبيعة العصر الذي نعيش فيه‪ ،‬أو من انحية‬
‫متطلبات تعليم املستقبل‪ ،‬فقد وضعت املستحداثت التكنولوجية بصمات واضحة على منظومة التعليم بوجه عام‪ ،‬كما‬
‫يظهر أثرها اإلجيايب عند اإلفادة منها يف إحداث تطوير حقيقي قائم على أسس منهجية يف كافة جوانب العملية‬
‫التعليمية‪ ،‬وإذا ما كان توظيفها من أجل التغلب على مشكالت تعليمية حمددة‪.‬‬

‫وميثل توظيف املستحداثت التكنولوجية عامال مهماً لتدعيم الشراكة بني الطالب واملعلم‪ ،‬فطبيعة وخصائص هذه‬
‫والتعلم‪ ،‬بل إن كلمة‬ ‫املستحداثت لن تسمح ابستمرارية الدور التقليدي للطالب واملعلم يف عملية التعليم‬
‫مدرس ‪ Teacher‬أصبحت غري مناسبة للتعبري عن مهام املعلم اجلديدة يف ظل املستحداثت التكنولوجية‪ ،‬وظهرت يف‬
‫األدبيات الرتبوية احلديثة كلمة مسهل أو ميسر ‪ Facilitator‬لوصف مهام املعلم على أساس أنه الذي يسهل عملية‬
‫التعلم لطالبه‪ ،‬ويرشدهم ويوجههم ويتابع تقدمهم‪ ،‬كما تغري دور الطالب فلم يعد متلقيا سلبيا‪ ،‬حيث ألقيت على عاتقه‬
‫مسئولية التعلم‪ ،‬وأن يكون نشطاً أثناء موقف التعلم ويبحث وينقب ويتعامل بنفسه مع املواد التعليمية القائمة على‬
‫‪12‬‬
‫املستحداثت التكنولوجية‪.‬‬

‫‪ -‬التواصل املستمر بني الطالب واملعلم‪ :‬يعترب التواصل بني الطالب واملعلم شرطاً أساسياً وضرورايً لقيام شراكة انجحة‪،‬‬
‫فاملعلم الذي ال يستطيع أن يقيم عالقة قائمة على الود واالحرتام بينه وبني طالبه لن ينجح يف حتقيق أهدافه التعليمية‬
‫ابلصورة املطلوبة‪ ،‬كما أن املعنوايت اإلجيابية والرغبة يف املوضوع املراد تعلمه له عالقة بقيام صلة من الود مع الطالب‪،‬‬
‫األمر الذي يؤدي إىل نشوء عالقة بني املعلم والطالب يكون هلا دورها اإلجيايب يف إثراء تعلم الطالب‪.‬‬

‫‪ -‬إاتحة الفرصة للطالب ليصنعوا خياراهتم ويقدموا مبادراهتم‪ :‬إن العديد من أنشطة التعلم اجليدة تتطلب أن يصنع‬
‫الطالب اخليارات وأيخذوا املبادرة‪ ،‬فالطالب ميكن أن ينشغلوا بعمق يف عملية التعلم إذا ما أتيح هلم جمال واسع من‬
‫اخليارات املتعلقة بتفاصيل النشاط‪ ،‬وتظهر أعلى مستوايت "االنشغال الطاليب ابلتعلم" عندما أيخذ الطالب املبادرة يف‬
‫صياغة أسئلتهم اخلاصة‪ ،‬ويف تصميم استقصاءاهم حول موضوع التعلم‪.‬‬

‫التوجيه الذايت املسئول للطالب‪ :‬يقوم هذا املفهوم على السماح للطالب بقدر من احلرية حبيث يستطيعون التعامل مع‬
‫هذه احلرية مبسئولية وإمنا هي حرية من أجل التخطيط واملشاركة‪ ،‬وبقدر ما يشجع املعلم ممارسة التوجيه الذايت املسئول‬
‫للطالب‪ ،‬ويسحب ابلتدريج وبطريقة مناسبة الضبط الذي يفرضه عليهم‪ ،‬بقدر ما يسهم يف نضجهم ويكون الضبط‬
‫‪13‬‬
‫والنظام هبذا املعىن جزءاً متكامالً من عملية التعلم ‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫جملة مدارات للعلوم االجتماعية واإلنسانية‬
‫جانفي ‪2023‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫اجمللد‪02:‬‬
‫‪------------------------------------------------‬‬
‫‪ 3.3‬عالقة الطالب واملعلم يف النسق التعليمي (املفتوح) ودورها يف العملية التعليمية‪:‬‬

‫العالقة والشراكة الناجحة بني الطالب واملعلم ليست هدفاً يف حد ذاهتا‪ ،‬ولكنها وسيلة من أجل " تعلم فعال " يعتمد‬
‫على" معلم فعال" من جهة‪ ،‬وعلى "طالب فعال" من جهة أخرى‪ ،‬وفيما يلي نقدم دور كل منها‪:‬‬

‫أ‪ -‬دور املعلم يف النسق التعليمي ( املفتوح) ابملقارنة مع دور املعلم يف النسق التعليمي التقليدي‪:‬‬

‫نعرض فيما يلي وإبجياز الدور املفرتض أن يقوم به املعلم يف النسق التعليمي القائم على الشراكة مع الطالب‬

‫دور األستا يف النسق التعليمي املفتوح‪:‬‬

‫‪ -‬يشارك األستاذ الطالب يف حتديد أهداف التعلم وإعادة حتديدها‪.‬‬

‫‪ -‬يستخدم أساليب للتدريس ذات ٍ‬


‫حتد عقلي وفكري عايل للطالب‪.‬‬

‫‪ -‬يعمل يف سبيل االتصال املفتوح بني الطالب واألستاذ وبني الطالب أنفسهم‪.‬‬

‫‪ -‬يُسند إىل الطالب مهام وأنشطة ذات قيمة تعليمية ينمي يف الطالب اجتاها نقدايً وعدم الرضا والوثوق يف أرائهم‬
‫ومشاركتهم بفاعلية يف عملية التعلم‪.‬‬

‫‪ -‬يُشارك الطالب تقومي األداء وإعادة حتديد األهداف‪.‬‬

‫‪ -‬يشارك الطالب يف حتديد واستخدام املصادر املتاحة للحصول على املعرفة‪.‬‬

‫‪ -‬يساعد الطالب على أن يتعلم وأن يكون ابحثاً نشطاً عن املعلومات ـ وأن حيدد مصادرها املتاحة‪ ،‬ويفيد منها‬
‫بفاعلية‪.‬‬

‫ب‪ -‬دور الطالب يف النسق التعليمي( املفتوح) ‪:‬‬

‫يقوم الطالب يف هذا النسق بدور إجيايب نشط يف عملية التعلم من خالل ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬يتفاعل حبيوية ونشاط مع مواقف التعلم داخل الصف‪.‬‬

‫‪ -‬يتواصل ذهنياً مع املعلم‪.‬‬

‫‪ -‬يتواصل ذهنياً مع زمالئه‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫جملة مدارات للعلوم االجتماعية واإلنسانية‬
‫جانفي ‪2023‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫اجمللد‪02:‬‬
‫‪------------------------------------------------‬‬
‫‪ -‬ينظم ويصنف اخلربات واملواد يف مواقف التعلم‪.‬‬

‫‪ -‬يشارك يف حتديد األهداف التعليمية وإعادة حتديدها‪.‬‬

‫‪ -‬يشارك يف حتديد املوضوعات واملشكالت املهمة املرتبطة ابلتعلم‪.‬‬

‫‪ .4‬معوقات وعراقيل جناح العملية التفاعلية وفق النسق التعليمي داخل القسم‪:‬‬

‫أ ‪ -‬معوقات داخلية‪ :‬عوائق داخلية ذات صبغة نفسية انبعة من ذات األستاذ أو كامنة يف نفس التلميذ وتتمثل يف‬
‫مجلة العوامل النفسية كاخلجل و اإلضطراب والشعور ابحلرج و اخلوف و عدم اإلحساس ابحلرية والتلقائي‪،‬ومنها ما هو‬
‫طبيعي يف نفس التلميذ و منها ما يتسبب فيه املدرس بتصرفاته غري املدروسة‪،‬وعدم مراعاة قواعد بيداغوجيا الفوارق‪ ،‬ذلك‬
‫أن مدرس اجملموعة جيد أمامه خليطا من التالميذ املختلفي الشخصيات والتكوين النفسي وإن قمعه للمغرور املتعايل أو‬
‫تتفيهه إلجابة الثراثر لسوف تكون له أاثره على اخلجول وضعيف الشخصية فتنقل فيهم روح الرغبة يف املشاركة‪ ،‬فيكون‬
‫ذلك أقوى موانع االتصال بينهم و بني األستاذ‪.‬‬

‫وهناك عوائق داخلية ذات صبغة ذهنية و تتمثل يف مجلة العوامل الذهنية مثل قصور التلميذ عن فك الرتميز‪ ،‬ومثل‬
‫إختالف املرجعية وتباين املفاهيم بني املدرس والتلميذ‪ ،‬وعوائق داخلية ذات صبغة وجدانية و تتمثل يف مجلة املشاعر‬
‫اجلاذبة أو املنفرة يف مقدمتها أتثري األستاذ يف نفوس تالميذه بشخصيته وهيئته ودرجة حيوية مما يرغبهم يف التواصل معه أو‬
‫ينفرهم منه‪.‬‬

‫ب‪ -‬معوقات خارجية تتمثل يف ‪:‬‬

‫‪ -‬قصور يف وسائل التبليغ لدى األستاذ‪ ،‬ضعف وسائل االستقبال لدى التلميذ وصعوابت تتعلق مبضمون الرسالة‬
‫البيداغوجية أو شكلها و بنيتها وعوامل متولدة عن الوسط الثقايف و املستوى احلضاري‪.‬‬

‫‪ -‬عوائق مصدرها الرسالة والصعوابت املتعلقة مبضمون الرسالة البيداغوجية أو بشكلها ومبناها هي أعقد الصعوابت و‬
‫‪14‬‬
‫أكثرها تشعبا‪.‬‬

‫‪ -‬واستخدام عبارات فضفاضة ليست هلا دالالت حمددة‪ ،‬و ميكن أن يفهم مبفهوم خمتلف تكون سببا يف اختالف‬
‫املرجعية بني املرسل واملستقبل‪،‬والتعقيد والغموض‪ ،‬ومها أيتيان إما نتيجة لالكتفاء ابلتلميح عن التصريح و إما نتيجة‬
‫التطويل حيث يشتمل الرسالة البيداغوجية على فائض من الكالم أو من الرموز‪،‬ال تقضيه مضامني الرسالة البيداغوجية‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫جملة مدارات للعلوم االجتماعية واإلنسانية‬
‫جانفي ‪2023‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫اجمللد‪02:‬‬
‫‪------------------------------------------------‬‬
‫ج ‪ -‬معوقات منهجية تتمثل يف ‪:‬‬

‫صعوابت مصدرها الوسائل املنهجية املعتمدة يف حتقيق االتصال البيداغوجي يف العملية التعلمية‪.‬‬

‫‪-‬عدم وضوح األهداف و التصورات لتأثري املواد على التلميذ‪.‬‬

‫‪-‬ضعف النقل البيداغوجي و إخفاق األستاذ يف حتديد النوافذ الواجب فتحها يف النص للوصول من خالهلا إىل‬
‫األهداف احليوية يف الدرس‪.‬‬

‫‪-‬إخفاق األستاذ يف حتديد الكفاايت األساسية للدرس وضبط املعارف أو املهارات الواجب االكتفاء هبا يف كل‬
‫درس‪.‬‬

‫صعوابت و عوائق مصدرها اإلجراءات املنهجية و أييت يف مقدمتها عدم فهم األستاذ طبيعة التواصل البيداغوجي‪ ،‬و‬
‫عدم وعيه أبن االتصال ال ميكن أن يتم يف إطار وحدة متماسكة تستمر عرب وحدة زمنية تستغرق كامل احلصة أو‬
‫تستغرق وقتا طويال منها و إمنا يتحتم جتزئة االتصال إىل وحدات صغرية متنوعة يف وسائلها‪ ،‬خمتلفة يف مضامينها تتخللها‬
‫حلظات فراغ هي مبثابة حمطات اسرتاحة‪ ،‬و أن هذه الوحدات التواصلية تتوقف على مدى توقف املدرس يف تفكيك‬
‫املعاين واألفكار وجتزئة األسئلة لضم ان التقدم يف سري درسه وفق خطوات منهجية واضحة‪ ،‬يفضي بعضها إىل بعض و‬
‫تفضي يف مجلتها إىل حتقيق اهلدف العام املراد من الدرس‪.15‬‬

‫د‪ -‬املعوقات املتعلقة ابلتلميذ‪:‬هناك مجلة من العوائق يكون مصدرها األستاذ نفسه وإن كانت ختتلف يف نسبة‬
‫حضورها و درجة أتثريها من أستاذ إىل آخر تبعا الختالف السن و اجلنس و املزاج الشخصي و اخلربة الشخصية لدى‬
‫كل أستاذ أو أستاذة وتبعا لنوعية التصورات اليت حيملها كل منهم عن نفسه أو عن طلبته‪،‬و ميكن تقسيم هذه العوائق إىل‬
‫ثالثة فئات‪:‬‬

‫‪ -‬فئة متعلقة أبدوات التبليغ ‪ :‬وجود خلل يف النطق مثل الفأفأة‪ ،‬و التأأتة و سرعة نسق الكالم‪ ،‬نوع من الضجيج‬
‫حيد من قدرة أذهان املتلقني عن االستيعاب ومينعهم من االتصال مع بعضهم ومع أساتذهتم‪ ،‬وعجز األستاذ أو تقصريه يف‬
‫استعمال العالمات غري اللغوية كاإلشارات واملشخصات‪ ،‬واملالمح املعربة و احلركات وأوضاع اجلسم‪ ،‬و احلركة يف اجملال‬
‫البيداغوجي‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫جملة مدارات للعلوم االجتماعية واإلنسانية‬
‫جانفي ‪2023‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫اجمللد‪02:‬‬
‫‪------------------------------------------------‬‬
‫‪ -‬الصورة اليت حيملها املدرس عن تالميذه ‪ :‬كلهم أو بعضهم مما يقضي به إىل البعض واإلقبال عليهم‪ ،‬والنفور من‬
‫البعض و امهاهلم‪ ،‬أو حيمله على التبسيط املفرط أوعلى الصعوبة املفرطة اليت جتعله يطلب من تالميذه ما يتجاوز‬
‫امكانياهتم الذهنية و هو ما يكون عادة نتيجة حداثة عهد األستاذ مبهنة التدريس‪.‬‬

‫‪ -‬املزاج الشخصي لألستاذ‪ :‬فقد يكون حاد الطبع سريع الثورة و الغضب متسرعا يف ردود فعله‪ ،‬مما حيمله التالميذ‬
‫على االنكماش إذ يفقدون الشعور ابألمن وحيرمون اإلحساس ابحلرية و التلقائية‪.‬‬

‫‪-‬خلل التلقي ‪:‬خلل مسعي‪ ،‬خلل بصري‪.‬‬

‫‪-‬خلل التعبري عن االستجابة ‪ :‬خلل يف نطق و القدرة على الكالم‪ ،‬قصور عضوي أو عجز مهاري حيد من قدرة‬
‫املتلقي على التعبري عن استجابته إبجناز العمل املطلوب أو القيام ابحلركة املعربة‪.‬‬

‫‪-‬عوائق نفسية متنع املتلقي من االندماج يف النشاط التواصلي وحتد من رغبته يف املشاركة و أييت يف مقدمتها شعور‬
‫ابخلجل أو ابخلوف من العقاب أو من السخرية والتتفيه‪ ،‬عدم اإلحساس ابحلرية و التلقائية‪.‬‬

‫‪-‬عوائق ذهنية وهي من الصعوابت ذات اخلطورة البالغة على أتمني مسار التواصل و ضمان استمراره وأدائه وظائفه‬
‫منها ضعف احلافز على التعلم أو فقدانه وعدم تناسب املوضوع و القضااي املطروحة على الطلبة مع مستواهم الذهين سواء‬
‫كانت فوق مستواهم مبا متثله من صعوبة ابلغة ‪ ،16‬أو كانت دون مستواهم مبا فيها من سهولة ابلغة‪ ،‬واملكتسبات ما قبل‬
‫مدرسية و ما ميلكه التالميذ من معلومات ومواقف وأحكام وقيم تتعلق مبسائل الدرس‪ ،‬و كانوا قد استقروا من حميطهم‬
‫العائلي واالجتماعي‪ ،‬هذا ابإلضافة إىل عوائق احمليط و هو ما يكون مصدره نظام التسيري أو احمليط القريب الذي يكتنف‬
‫املؤسسة الرتبوية‪ ،‬أو احمليط احلضاري و الثقايف العام‪.‬‬

‫‪ .5‬اخلامتة‪:‬‬

‫بناء على ما تق ّدم حول نظرية األنساق العامة وتطبيقاهتا يف العملية التعليمية‪ ،‬أبهنا نظرية فعال فصلت يف النسق‬
‫التعليمي املفتوح ‪،‬ذلك النسق الذي يتطلب رؤية علمية حتمل كل األبعاد ويف مقدمتها البعد اإلنساين والتفاعلي‬
‫والتحاوري واإلبداعي يف عملية االتصال البيداغوجي اليت تعد كوهنا عملية معقدة تندرج كلها ضمن نسق تعليمي أساسه‬
‫طرفان فاعالن أال ومها األستاذ و الطالب‪ ،‬وتتدخل يف جناح هذه العملية داخل النسق التعليمي عدة عوامل تكمل‬
‫إحدها األخرى وهذه العوامل اليت تؤثر يف عملية االتصال داخل النسق التعليمي املفتوح كثرية و متعددة منها ما سلطنا‬
‫الضوء عليها ومنها ما مل نسلط الضوء عليها‪ ،‬كما نؤكد أخريا على أمهية وضرورة الرتكيز لتحسني أداء األستاذ والطالب‬

‫‪93‬‬
‫جملة مدارات للعلوم االجتماعية واإلنسانية‬
‫جانفي ‪2023‬‬ ‫العدد‪03 :‬‬ ‫اجمللد‪02:‬‬
‫‪------------------------------------------------‬‬
‫داخل النسق التعليمي ابعتبارمها حمورا وأساسا هلذا النسق وهذا كله تفاداي للصعوابت وتقليص العوائق اليت تقف أمام جناح‬
‫العملية االتصالية البيداغوجية واستمرارها‪.‬‬

‫‪ .5‬اهلوامش‪:‬‬

‫‪ -1‬حســني حســن ســليمان‪،‬املمارس ــة العامــة يف اخلدمــة االجتماعيــة الفــرد واألس ــرة‪ ،‬املؤسســة اجلامعيــة للدراســات والنشــر والتوزيــع‪2004،‬بــريوت‪،‬‬
‫ص‪.45‬‬
‫‪ -2‬املرجع نفسه‪،‬ص ‪.50‬‬
‫‪ - 3‬ماجدة متويل‪ ،‬ممارسة اخلدمة االجتماعية مع األفراد والعائالت‪،‬الشركة العربية املتحدة‪،‬القاهرة‪ ،2009،‬ص‪.55 ،‬‬
‫‪ -4‬املرجع نفسه‪،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ -5‬املرجع نفسه‪،‬ص ‪.66‬‬
‫‪ -6‬إبراهيم جمدي عزيز‪،‬موسوعة التدريس‪ ،‬عمان‪ ،‬دار املسرية للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،2004،‬ص‬
‫‪ -7‬الرويب أمحد عمر‪ ،‬إطار نظري مقرتح لبناء النسـق التعليمـي يقـوم علـش الةـراكة بـل الطالـب واملعلـم داخـل الصـف الدراسـي‪،‬جملـة رسـالة اخللـيج‬
‫‪51-33،)97(1‬‬
‫‪ -8‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫‪ - 9‬البيالوي حسن ‪،‬رؤية مستقبلية للبيئة املدرسية يف القرن اجلديد ابلتعليم األساسي يف الوط العري‪ ،‬آفاق جديـدة‪ ،‬بـريوت‪، 2002،‬ص ‪231‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -10‬الرويب أمحد عمر‪ ،‬إطار نظري مقرتح لبناء النسق التعليمي يقوم علش الةراكة بل الطالب واملعلم داخل الصف الدراسي‪،‬جملة رسـالة اخللـي‬
‫‪،)97(1،‬ص ‪.97‬‬
‫‪ -11‬املرجع نفسه‪،‬ص ‪.176‬‬
‫‪ - 12‬املرجع نفسه‪،‬ص ‪.204‬‬
‫‪ -13‬املرجع نفسه‪،‬ص ‪.250‬‬
‫‪ -14‬وهيبــة لكحــل‪،‬االتصــال البيــداجوجي أســتا وطالــب(حماولــة لدراســة بعــض العوامــل البيداغوجيــة والنفســو اجتماعية)‪،‬رســالة ماجســرت غــري‬
‫منشورة‪،‬كلية األداب والعلوم اإلنسانية ‪،‬قسم علم النفس الرتبوي‪ ،‬جامعة عنابة ‪ ،2012 ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪ -15‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.123‬‬
‫‪ -16‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.125‬‬

‫‪94‬‬

You might also like