Professional Documents
Culture Documents
الملف الكامل لمحاضرات نظرية المنظمة
الملف الكامل لمحاضرات نظرية المنظمة
تتعدد التعاريف املرتبطة ابملنظمة ابختالف املنطلقات الفكرية للباحثني ،وسنشري إىل البعض منها كاآليت:
" املنظمة هي نظام اجتماعي هادف ،منسقة أنشطتها بوعي ،يتفاعل فيه األفراد ،ضمن حدود واضحة نسبيا،
لتحقيق أهداف مشرتكة"
" املنظمة هي كيان تنظيمي يهدف إىل حتقيق أغراض معينة من خالل حتريك أنشطة ووظائف حمددة ابستخدام
موارد خمتلفة مع أخذها يف االعتبار املتغريات البيئية الداخلية واخلارجية احمليطة ابملنظمة"
-1البعد االجتماعي :املنظمة كيان اجتماعي تضم جمموعة من األفراد يتفاعلون فيما بينهم وينتج عنة ذلك
عمليات اجتماعية عديدة كالتعاون ،التنافس ،الصراع...اخل.
-2بعد اهلدف :ال توجد منظمة بدون هدف ،كما أن سبب وجود األفراد هو حتقيق أهدافهم واحتياجاهتم.
-3البعد التنظيمي :ال ميكن ألي منظمة أن حتقق أهدافها دون تنظيم ،ومن مها تتجلى أمهية اهليكل التنظيمي
والذي ال ميكن فصله عن عملية التنظيم ،وبناءا عليه تتحدد:
-حيدد عمليات تنسيق املهمات مع بعضها وحتقيق الرتابط بينها جلعل املنظمة تعمل كوحدة واحدة.
-4البعد البيئي :تعمل املنظمة ضمن إطار حمدد يعرف ببيئة املنظمة الداخلية كما أهنا تتفاعل مع خارجها( البيئة
اخلارجية).
1
اثلثا :أنواع املنظمات
توجد عدة أنواع من املنظمات ،وميكن تقسيمها ابالستناد إىل جمموعة من املؤشرات واملعايري كاآليت:
-1معيار امللكية:
-2معيار احلجم:
-4معيار اهلدف:
-1املسؤولية االقتصادية :يتجسد هذا النوع من املسؤولية يف املنظمات الرحبية واليت تسعى أساسا لتحقيق
مكسب مادي ،واليت تتحقق من خالل إنتاج وتقدمي السلع واخلدمات اليت حيتاجها اجملتمع.
-2املسؤولية القانونية :من خالل االلتزام مبجمل القوانني واألنظمة اليت تفرضها الدولة والتزام قواعد العدالة يف
التعامل مع اآلخرين.
-3املسؤولية األخالقية :من خالل توافق سلوك املنظمة مع السلوك العام للمجتمع ،والذي يتحقق من خالل:
2
-االلتزام أبخالق املهنة؛
-4املسؤولية االجتماعية :وهي املسؤولية اليت حتقق التوازن بني أهداف املنظمة وأهداف اجملتمع ،ومن خالل
هذه املسؤولية تلتزم املنظمة ب:
-تطوير السلوكيات االجتماعية اإلجيابية :احلفاظ على نظافة البيئة ،عدم تلويث البيئة...اخل.
-5املسؤولية الذاتية :واليت تتحقق من خالل تقدمي خدمات تطوعية ،وكمثال عن ذلك نذكر:
-1تعريف بيئة املنظمة :متثل البيئة اإلطار العام الذي تعمل فيه املنظمة وتشري إىل كل ما حييط هبا من منظمات
وخمتلف املتغريات اليت تؤثر عليها ،هذا ابإلضافة إىل العمليات اليت جتريها وخمتلف املوارد اخلاصة هبا.
-التفرد
3
-تغري البيئة
-3تقسيمات بيئة املنظمة :تنقسم إىل البيئة الداخلية والبيئة اخلارجية وهو ما يوضحه الشكل املوايل:
العوامل االقتصادية
المنافسون اإلجتماعية
البعد الدولي
-العاملون
-املالكون
الموردون
– البيئة املادية
-جملس اإلدارة
المستهلكون
السياسية والقانونية
-ثقافة املنظمة
التكنولوجية
4
أوال :نظرية اإلدارة العلمية لفريديريك اتيلور
يعترب فريديريك اتيلور رائد هذه النظرية ،حيث لقب أببو اإلدارة العلمية ،وقد كان اتيلور مهندسا ميكانيكيا بشركة
ميدفيل للفوالذ والفحم أبمريكا ،وقد بدأ عمله كمراقب للعمال يف هذه الشركة ،مث أصبح مساعد مهندس حىت
وصل إىل منصب رئيس املهندسني.
تعترب نظرية اإلدارة العلمية أول النظرايت اليت أكدت على ضرورة استخدام املنهج العلمي يف العمل ويف حل
املشكالت التنظيمية ،وتستند هذه النظرية إىل ثالثة قواعد أساسية ،وهي:
-1القاعدة العلمية :مبعىن االستناد إىل املنهج العلمي (التجرييب) يف حتديد طرق العمل وأساليبه ،وقد توصل إىل
حتديد أفضل احلركات وأسرعها لكل عامل لديه ،وهو ما سيؤدي إىل اختصار الزمن املطلوب لإلجناز.
-2قاعدة الكفاءة واملهارة :حيث اعتقد اتيلور أن مطالبة العاملني ابجناز األعمال حسب ما يطلب منهم ليس
كاف ،فال بد أن حترص اإلدارة على حتقيق هذا املطلب من خالل مساعدة العاملني على رفع قدراهتم ،وذلك من
خالل:
-تدريب العاملني على أساليب العمل وأدواته ،من أجل هتيئتهم ابستمرار وضمان توافر لديهم القدرة الالزمة
للعمل؛
-حتديد وصف وظيفي ودقيق لكل وظيفة ،ومطالبة العاملني ابلتنفيذ احلريف لذلك.
-3االلتزام واإللزام :ويعين ضرورة التزام العاملني ابلتنفيذ احلريف ملا هو مطلوب منهم ،ولضمان ذلك ال بد من
إتباع أسلوبني:
-األسلوب الرتهييب لتحقيق اإللزام :من خالل وضع القواعد واإلجراءات واإلرشادات الضرورية مع حتديد احلركات
الالزمة ،والتهديد املستمر لكل من خيالف ما هو مطلوب منه.
-األسلوب الرتغييب لتحقيق االلتزام :من خالل تقدمي حوافز مادية (األجر ابلقطعة)
5
اثنيا :نظرية مبادئ اإلدارة أو التقسيمات اإلدارية هلنري فايول
ميثل هذا االجتاه نظرة مكملة لالجتاه السابق( اإلدارة العلمية) ،ففي اإلدارة العلمية كان الرتكيز على إنتاجية الفرد
وحتسينها ،أما فايول فقد ركز على املنظمة كوحدة واحدة ،وقد نشر كتااب بعنوان "اإلدارة العليا واإلدارة
الصناعية" ،وسنربز أهم إسهامات فايول كاآليت:
-1العمليات اإلدارية:حيث قسم مهام اإلدارة إىل أربعة عمليات رئيسية ،وهي :التخطيط ،التنظيم ،القيادة
وإصدار األوامر ،الرقابة.
-2أنشطة املنظمة :النشاط اإلنتاجي(الفين) ،النشاط التجاري ،النشاط املايل ،النشاط األمين ،النشاط احملاسيب،
النشاط اإلداري.
-3املبادئ اإلدارية األربعة عشر لفايول :التخصص وتقسيم العمل ،توازن السلطة واملسؤولية ،القواعد املنظمة
للعمل ،التسلسل اهلرمي ،وحدة األمر ،وحدة االجتاه ،خضوع مصاحل األفراد ملصاحل املنظمة ،العدالة ،املركزية
والالمركزية،االستقرار ،روح الفريق ،املبادرة ،الرتتيب.
ماكس فيرب هو ابحث أملاين وهو أول من استخدم مصطلح "البريوقراطية" ،واليت تتكون من جزأين:األول
(bureauأصل التيين) وتعين مكتب ،والثاين (cracyأصل يوانين) وتعين سلطة أو حكم.
وحسب فيرب فإن البريوقراطية تشري إىل املنظمات اليت متتاز ابلتضخم والتعقيد ،كما أهنا متثل مواصفات املنظمة
املثالية ( النموذجية ) ،وقد اقرتح فيرب منوذجا يشكل جمموعة من اخلصائص حىت تكون هذه املنظمة بريوقراطية
وقادرة على ممارسة أدوارها وخل املشكالت اليت تواجهها ،ومن أهم هذه اخلصائص جند:
-1خصائص البريوقراطية:
اإلدارة العليا
اإلدارة الوسطى
اإلدارة اإلشرافية
6
-الرمسية:مبعىن ضرورة االعتماد على جمموعة من األنشطة واإلجراءات والقواعد املكتوبة
-فصل اإلدارة عن امللكية :مبعىن أن مالك املنظمة ال ينبغي أن يباشروا مسؤولية اإلدارة ،بل جيب أن يشركوها إىل
اإلداريني املتخصصني
-2أشكال السلطة:
-السلطة التقليدية :يرتكز هذا النوع من السلطة على التقاليد واألعراف السائدة يف االنتقال إىل السلطة
-السلطة الكاريزماتية :يعترب فيرب أول من أشار إىل مصطلح الكاريزما ،ويستند هذا النوع من السلطة إىل
السمات الشخصية للفرد اليت متيزه عن اآلخرين
السلطة العقالنية" القانونية الرشيدة" :ويرى فيرب أن هذا النوع من السلطة هو الشرعي ،وهو املطلوب تطبيقه
واتباعه ،أي أن السلطة متارس من خالل اتباع نظام حمدد والذي يكون حمدد وواضح.
-االهتمام ابحلوافز املادية فقط لزايدة اإلنتاجية وإغفال حاجات ودوافع اإلنسان األخرى
-يرى البعض أن النموذج البريوقراطي يالءم الظروف اليت نشأت وتطورت فيه حيث كانت بيئة األعمال بسيطة
ومستقرة.
احملاضرة الثالثة :املدخل السلوكي يف دراسة املنظمة ( مدرسة العالقات اإلنسانية واملدرسة السلوكية )
7
أوال :مدرسة العالقات اإلنسانية
-احلركة النقابية وتزايد نشاطها إثر ظهور مشاكل جديدة يف العمل ،وذلك لعدم قدرة إدارة املنظمة على توفري
املناخ املناسب للعمل يف ظل الرتكيز على اجلانب املادي وإغفال اجلانب اإلنساين للعامل.
-كرب حجم املشروعات أدى إىل ظهور مشكالت إنسانية جديدة ،إذ أصبح من الصعب على اإلداري االتصال
الرمسي جبميع العاملني ،مما أدى إىل ظهور االتصاالت والتنظيمات غري الرمسية.
-زايدة تكلفة عنصر العمل ،مما جعل املنظمة تبحث عن أفضل السبل لالستفادة من هذا العنصر ،وهذا هو
األساس الذي انطلق منه فريق البحث يف جتارب اهلاوثورن بقيادة إلتون مايو( اهلدف هو حتسني اإلنتاجية).
مؤسس هذه املدرسة هو إلتون مايو( ابحث يف جامعة هارفرد يف قسم حبوث التصنيع) ،قاد فريقا من الباحثني
أجرى معه م جمموعة من التجارب ،من بينها "جتارب اهلاوثورن" ،وقد مسيت هبذا اإلسم نسبة إىل املصنع الذي مت
إجراء التجارب فيه-مصنع اهلاوثورن -يف شركة وسرتن إلكرتيك (.)1933-1924
-فحوى هذه الدراسة وسبب إجراء هذه التجارب اليت أجريت عام 1927هو معرفة ما إذا كان يوجد عالقة بني
الظروف املادية ملكان العمل(احلرارة ،الضوضاء ،التهوية )...وإنتاجية العاملني .وبعد سلسلة من األحباث ملعرفة
أتثري اإلضاءة والضوضاء واحلرارة وغريها تبني أن أتثري هذه العوامل ال يرتبط بعالقة من نوع حمدد( ابختصار مت
إختيار جمموعتني من العمال ،األوىل كانت الشاهدة والثانية مت تغيري مستوى احلرارة وخمتلف العوامل املادية
األخرى ،وقد الحظ أبن كلتا اجملموعتني كانت هلما نفس اإلنتاجية عكس املتوقع) ،وهذا األمر دفع إلتون مايو
وفريق عمله إىل االعتقاد أبن هناك عوامل غري مرئية تساهم يف حتسني اإلنتاجية وليس الظروف املادية والعوامل
اإلقتصادية لوحدها ،وعند التقرب من عينة الدراسة استنتج أنه توجد عوامل أخرى تفسر الزايدة يف اإلنتاجية( رغم
الظروف املادية القاسية) ،وقد مت تلخيصها بعاملني أساسيني:
األول :مناخ العمل اجلماعي:حيث يتقاسم العاملون عالقات إجتماعية طيبة ومرحة بني بعضهم البعض والذي
يؤدي إىل أداء العمل بنشاط.
8
الثاين :اإلشراف املشرتك :من خالل االستماع إىل أراء العاملني وتقاسم املعلومات معهم( بني املشرف والتابعني
له)
إذن ميكننا القول أبن هذه التجارب توصلت إىل:
-ميل العاملني يف فرتة اإلنتاج إىل تكوين تنظيمات غري رمسية فيما بينهم.
-أتثري احلوافز املعنوية (االستماع أبراء العاملني واألخذ هبم أدى إىل شعور العامل أبمهيته ،وهذا ما ساهم يف رفع
الروح املعنوية للعاملني).
-إنتاجية العاملني ال تتأثر فقط ابلعوامل املادية وإمنا تتأثر ابلعوامل اإلجتماعية( شعور العاملني ابلرضا يف ظل
العالقات القائمة بينهم-العالقات الغري رمسية -والتفاهم القائم بني الرؤساء واملرؤوسني -إاإلشراف املشرتك.)-
وخالصة القول أن دراسة إلتون مايو تعترب أول دراسة اهتمت ابلعالقات اإلنسانية داخل املنظمة حيث ركزت
على ضرورة مراعاة اجلوانب النفسية واالجتماعية للعاملني ،كما تعترب املمهد والسبب لظهور املدرسة السلوكية واليت
اهتمت بدراسة سلوك الفرد يف املنظمة.
هذا وقد نتج تغيريات كثرية خالل الثالثينات من القرن العشرين كنتيجة ألحباث إلتون مايو ،نذكر منها:
-ظهرت ألول مرة إدارة مهمة يف املنظمة تسمى"إدارة األفراد والعالقات اإلنسانية" تتوىل اإلهتمام حبسن
استخدام األفراد املتاحة والعمل على رفاهيتها وحل مشكالهتم .
-بدأت ساعات العمل يف االخنفاض.
-االعرتاف حبقوق العاملني يف الرعاية الصحية واإلجتماعية.
يوجد تداخل كبري بني مدرسة العالقات اإلنسانية واملدرسة السلوكية لدرجة أن البعض يطلق على كالمها ابملدرسة
السلوكية ،ويكمن اإلختالف يف:
-ركزت مدرسة العالقات اإلنسانية على العالقات بني األفراد واجلماعات يف حني ركزت املدرسة السلوكية على
الفرد وسلوكه يف املنظمة من حيث دراسة املؤثرات والعوامل اليت حترك سلوك الفرد يف املنظمة( احلاجات ،املتغريات
الشخصية...اخل) مبعىن أن املدرسة السلوكية كانت نظرهنا أمشل من مدرسة العالقات اإلنسانية اليت ركزت على
عامل واحد وهو العالقات اإلنسانية.
-تضم املدرسة السلوكية عدة نظرية غري أننا سنركز على البعض منها كااليت:
9
-1نظرية( )x,yلدوقالس ماك جرجيور( مدرسة الفلسفة اإلدارية):
يس تند املفكر" ماك جرجيور" إىل افرتاض يقول أبن األفراد داخل املنظمة يتأثرون جزئيا( هناك عوامل أخرى تؤثر
عليهم) ابلفلسفة اإلدارية اليت يؤمن هبا املدير( مبعىن تصورات املدراء حول العاملني) ،ويف هذا الصدد على املدراء
االنتقال من املمارسات القائمة على أساس النظرة الكالسيكية ( كما مساها نظرية ) xإىل املمارسات القائمة على
أساس النظرة اإلنسانية( مساها نظرية ،) yويوضح اجلدول املوايل هتني النظريتني:
يعد كريس أرجريس مؤسس هذه النظرية وهو من أشد املنتقدين للتنظيم الرمسي مبفهومه الكالسيكي.
10
لقد أوضح أرجريس يف نظريته هته أبن العنصران األساسيان يف أي منظمة مها "الفرد والتنظيم الرمسي" ،واعتمد يف
توضيحه للعالقة بينهما أمه يوجد تناقضا أساسيا بني متطلبات الفرد وبني خصائص التنظيم الرمسي ،وتزيد حدة
هذا التناقض كلما طبقت مبادئ املدرسة الكال سيكية ،حيث يعتقد أبن اجلو الذي يعمل فيه الفرد يف تنظيم مثل
ذلك يتعارض مع شخصية الفرد ،ومن هذا املنطلق يرى أرجريس أبن املتنفس الوحيد لألفراد حلماية أنفسهم من
الضغوطات اليت تفرضها متطلبات التنظيم الرمسي هو اللجوء إىل تكوين اجلماعات غري الرمسية.
ماجيدر اإلشارة إليه هو أن أرجريس ال يرفض فكرة التنظيم الرمسي كلية وإمنا يشرتط تعديله مبا يؤدي إىل
ختفيف آاثره على الفرد ،ولقد أوضح أنتكيف الفرد مع هذا النوع من التنظيم الرمسي ميكن أن أيخذ أحد األشكال
التالية:
-ترك العمل هنائيا
-التخلص من ضغط املعاملة وذلك عن طريق تسلق السلم الوظيفي واستالم منصب أعلى
-استخدام إحدى الوسائل الدفاعية كالعدوانية( عدم االنصياع لألوامر والتعليمات ،الصراع...اخل)
-عدم االهتمام ابلعمل واالستهتار به
-اللجوء إىل التنظيم غري الرمسي بداخل التنظيم الرمسي.
وبشكل عام ميكن القول أبن هذه النظرية تتمحور أساسا حول أمهية وضرورة تعديل مبادئ التنظيمي الرمسي الذي
جاء به التوجه الكالسيكي من خالل إضفاء عليه أفكار إدارية معاصرة خاصة من خالل ختفيف حدة املعاملة
اآللية للفرد والتعامل معه مبا يتناسب وطبيعة الشخصية اإلنسانية اليت يفرتض أن تكون طموحة ،وقد اعتربه شرطا
لقبول مبادئ التنظيم الرمسي ،ألن التنسك والتطبيق احلفي لألوامر والتعليمات(فكرة املدرية الكالسيكية) دون
مراعاة اجلوانب النفسية للفرد سينتج عنه تناقض بني أهداف الفرد وأهداف املنظمة ،ألن الفرد يسعى إىل حتقيق
آماله وتط لعاته من خالل املنظمة ،وإذا مل يتحقق ذلك فسيحدث صراع وتناقض ،لذلك وجب العمل على حتقيق
التقارب بني الفرد والتنظيم الرمسي.
هذا وقد أشار "أرجريس" أيضا إىل أن سلوك الفرد يف املنظمة يتأثر ب ثالثة عوامل أساسية ،وهي:
-العوامل الذاتية للفرد :واليت ترتبط بشخصية الفرد
-عوامل تتعلق ابجلماعات الصغرية غري الرمسية ،وهذا ما يتطلب دراسة اجلماعات
-عوامل تنظيمية رمسية وتتعلق مبجمل اإلجراءات والقواعد واألساليب اليت حتددها املنظمة يف إطار حتقيق
أهدافها.
11
وعلى هذا األساس وجب دراسة هذه العوامل والبحث فيها من أجل فهم سلوك الفرد يف املنظمة.
12
ظهر هذا املدخل يف الوالايت املتحدة األمريكية خالل احلرب العاملية الثانية نتيجة احتياج السلطات العسكرية
الستعمال الطرق العلمية يف اختاذ قراراهتم العاجلة ،ومما شجع بروز هذا التيار هو ظهور اإلعالم االيل الذي قدم
الطرق احلسابية الالزمة إلجياد احللول للمشاكل اإلدارية.
وقد مت استخدام هذا املدخل يف جمال اإلدارة بشكل عام وجمال اإلنتاج ،ومع حلول عام 1965شهد هذا
املدخل انتشارا واسعا يف املنظمات ،املدخل انتشارا واسعا يف املنظمات ،أين مت استخدامه وحقق جناحا كبريا يف
حل الكثري من املشكالت اإلدارية ،غري أنه ال ميكن االعتماد على هذا املدخل يف معاجلة كل املشكالت اإلدارية،
خاصة تلك اليت ال ميكن ترمجتها عدداي أو وضعها يف معادلة رايضية مثل الروح املعنوية للعاملني ،الرضا
الوظيفي...اخل.
يرى رواد هذا املدخل أبن املنظمة هي "جمموعة من القرارات والعمليات أكثر من كوهنا هياكل تنظيمية ومبادئ
اثبتة" ..فبعد أن كانت النظرايت الكالسيكية تركز على العمل ،جاءت مدرسة العالقات اإلنسانية واليت ركزت
على أمهية العنصر البشري وسلوكه يف املنظمة ،جاء رواد هذا املدخل أمثال ساميون وبرانرد حيث نظرا إىل املنظمة
ابعتبارها نظاما اجتماعيا يقوم على اختاذ القرارات وحتديد املؤثرات اليت تتفاعل لتوجيه الوصول إىل قرار.
ويرى "ساميون" يف حتليله للقرار اإلداري أبنه يتكون من عنصرين أساسيني ،ومها:
عنصر التكلفة :يتمثل فيما يتطلبه اختاذ القرار وتنفيذه من املال والوقت واجلهد خالل مرحلة االعداد ومجع
البياانت واملعلومات وتصنيفها واقرتاح البدائل وتقييمها.
نتائج القرار :ويتسم هذا العنصر ابلتعقيد ألنه يرتبط ابألهداف املرجوة من القرار واليت قد تكون متمثلة يف حتقيق
الربح أو أي أهداف أخرى.
كما قام "ساميون" بتحليل صفة الرشد يف القرارات ،وأوضح أن القرار اإلداري ال يكون رشيدا بنسبة 1000
%ألنه ليس من املمكن أن تتوافر لدى متخذ القرار كل مقومات الرشد ،واليت تتطلب توافر معرفته بكل احللول
املمكنة ونتائج كل حل والتقييم السليم لكل البدائل واحللول ،وابلتايل فإنه ال بد من الرتكيز على القرار املرضي
وفق املتاح من البدائل املتاحة ،وقد توصل إىل فكرة " الرشد احملدود" ،فأي قرار يتم اختاذه لن يساهم يف حتقيق
املنفعة القصوى ،كما أشار أنه جيب توفر شرطني أساسيني يف متخذ القرار:
13
-أن يكون قادرا على اختاذ قرارات مناسبة.
فساميون يرى أبن القرار ال قيمة هلا إن مل جير تنفيذها من املرؤوسني ،وهلذا فهو يركز على ضرورة مشاركة العاملني
يف اختاذ القرار حىت يتم تنفيذه.
من جهة أخرى تعترب نظرية " التوازن التنظيمي" من أهم اسهامات ساميون يف جمال املشاركة ،واليت تتمحور فكرهتا
حول أنه حىت حتقق املنظمة أهدافها جيب أن يتحقق التوازن بني املغرايت املقدمة للعاملني واسهاماهتم داخل
املنظمة.
احملاضرة اخلامسة :املدخل النظمي " مدرسة النظم" واملدخل املوقفي يف دراسة املنظمة
14
أحدث املدخل النظمي حتوال فكراي يف جمال األعمال ،ومل ينشأ هذا االجتاه من فراغ ،بل كانت نقطة اإلنطالق
هي املشاكل اليت نتجت عن إغفال املتغريات البيئية" فكرة النظام املفتوح".
-1مفهوم النظام :يعرف النظام أبنه" جمموعة من العناصر املرتابطة فيما بينها" وقد ركزت مدرسة النظم على أن
املنظمة هي نظام مفتوح.
-3-2احملرجات :وهي إفرازات املنظمات للبيئة اخلارجية من سلع أوخدمات أو إنتاج معنوي مقابل تعويض ،ويف
نفس الوقت متثل البيئة مصدرا للحصول على موارد جديدة للمدخالت.
لقد أوضح كال من دانيال كاتز وروبرت كاهن أهم خصائص النظام يف كتاهبما "علم النفس االجتماعي
للمنظمات ،كما يلي:
-1-3استرياد الطاقة :وذلك ابع تماده على استرياد الطاقة" أفراد ،أموال...اخل من البيئة اخلارجية ،وعالقته املتبادلة
معها.
-2-3النشاط والتحويل :أي قدرة النظام على حتويل املدخالت املتحصل عليها من البيئة اخلارجية ،ويعيدها إليها
مرة اثنية يف شكل خمرجات ـ من خالل األنشطة والعمليات اليت يتم القيام هبا بفضل جهود أعضاء املنظمة.
-3-3املخرجات :وتتمثل يف قدرة النظام على تزويد البيئة ابملنتجات ،وهلذا تلعب البيئة اخلارجية دورا أساسيا يف
وجود املنظمة واستمراريتها ،سواء من خالل امدادها ابملدخالت أو من خالل استقبال املخرجات.
-4-3تدفق املعلومات "التغذية العكسية" :حيصل النظام علىى معلومات من البيئة اخلارجية.
15
-5-3الدورية واستمرار النشاط :أي استمرار أنشطة النظام املفتوح ،وبصورة دورية ،على شكل سلسلة متصلة.
-6-3الالتالشي" االستقرار وبقاء النظام" :مبا أنه توجد بيئة خارجية تزود النظام ابملخالت وتستقبل خمرجاته
بصورة متجددة ،فإن هذا النظام لن يتالشى.
7-3االستقرار والتوازن والتكيف حيث تتميز النظم املفتوحة ابالستقرار يف جممل التفاعالت اجلارية مع البيئة
اخلارجية ،وابلتوازن بني عناصر النظام ،والتكيف والنسجام مع البيئة اخلارجية.
-8-3التميز والتخصص :حيث يتميز كل نظام عن ابقي األنظمة األخرى ،أما التخصص فيكون يف األدوار
والوظائف.
-9-3التنسيق والتكامل :والذي يكون بني عناصر النظام ومكوانته مبا يسهم يف حتقيق األهداف.
-10-3الشمولية.
يف الستينات من القرن املاضي برزت مدرسة جديدة يف ساحة الفكر التنظيمي تدعى " املدرسة املوقفية" ،والفكرة
اليت قامت عليها هذه املدرسة هي درورة دراسة كل موقف بذاته بدال من التعميم والشمولية ،ويقرتح رواد هذا
املدخل أمثال برين ،ستولكر ،لورنس ،جون وودورد ،فيدلر..اخل ،أبن كل منظمة تعترب نظاما متفردا يف خصائصه
وبيئته ،ولذلك ال ميكن تعميم طرق وأساليب شاملة جيب اتباعها دائما ،وإمنا لكل موقف يوجد سلوك إداري
يالئمه ويتأثر ابلعديد من العوامل املوقفية
16
تعود اجلذور التارخيية لنظرية اإلدارة ابألهداف إىل الكاتب اإلداري " بيرت دراكر" عام 1954حيث يقول " إن
كل عضو يف املنظمة يساهم بشيء خمتلف إال أنه على اجلميع القيام ابإلسهام من أجل هدف مشرتك عام ،كما
جيب أن تعمل جهودهم يف نفس االجتاه ،وأن تتالءم إسهاماهتم مع بعضها إلنتاج كل كامل شامل".
وتشري الفكرة العامة هلذه النظرية أبن اإلدارة ابألهداف هي أسلوب إداري حديث يقوم على أساس أن واجبات
املدير املتعددة ال تسمح له ابإلشراف املباشر على مجيع املوظفني ،وهلذا فإن املدير الناجح هو الذي يقوم بتهيئة
وتوفري الظروف املالئمة للعمل ،والذي يتحقق من خالل إشراك العاملني يف حتديد األهداف ورسم اخلطط،
ابإلضافة إىل الرتكيز على العمل اجلماعي.
اثنيا :نظام اإلدارة ابألهداف
املخرجات املدخالت
-املعرفة النظرية
التغذية العكسية
-1مبدأ املشاركة
-2مبدأ االلتزام
17
-4رفع الروح املعنوية
-التخطيط متكامل
تبعا هلذا األسلوب فإن العامل متنح له صالحيات عديدة ،ويف املقابل يتم حماسبته على النتائج احملققة.
يتميز أسلوب اإلدارة ابألهداف ابلسرعة يف تصحيح االختالالت وربح الوقت ،ويرجع هذا إىل اختصار مراحل
املراجعة وحتديد الواجبات وتقاسم األعمال.
18
خامسا :مشكالت تطبيق اإلدارة ابألهداف
-حجم املنظمة
-هيكل املنظمة
19
تعد اإلدارة الياابنية أحد عوامل النجاح والتطور يف الياابن ،حيث أصبحت حمل اهتمام الباحثني والدارسني
يف جمال األعمال واملنظمات.
-1نظام التوظيف مدى احلياة :يعترب التوظيف مدى احلياة أحد امليزات الشائعة يف املنظمات الياابنية ،حيث
يبقى الفرد حىت سم التقاعد اإلجباري يف 55سنة من العمر.
-2نظام التدريب املستمر واملسارات الوظيفية غري املتخصصة :إن عملية التدريب يف املنظمات الياابنية تكون
مستمرة وتشمل كل فرد يف املنظمة ،كما يتم الرتكيز أيضا على اإلملام العام للفرد بدال من التخصص الدقيق.
-3نظام اختاذ القرار :من اخلصائص املعروفة عن املنظمات الياابنية هي اختاذ القرار بشكل مجاعي.
-4البطء يف التقييم والرتقية :وهذا من منطلق أن األداء اجليد للفرد ال يظهر يف السنوات األوىل من عمله.
-5املسؤولية اجلماعية
-6الرعاية الشمولية
-7الرقابة الذاتية
20
جاءت نظرية zللعامل الياابين أوشي " "ouchiوقد طور هذه النظرية لتتعامل مع البيئة األمريكية ،وهو ما
يوضحه اجلدول املوايل:
اإلدارة وفق نظرية ""z اإلدارة األمريكية اإلدارة الياابنية اخلصائص اإلدارية
استخدام بعيد األمد استخدام قريب األمد استخدام مدى احلياة التوظيف
بطيء سريع بطيء التقييم
متوسطة السعة ضيقة واسع جدا املسارات الوظيفية
صرحية وغري رمسية صرحية ورمسية ضمنية وغري رمسية الرقابة
مجاعي وابالتفاق فردي مجاعي وابالتفاق اختاذ القرار
فردية فردية مجاعية املسؤولية
مشويل كلي ضيق وحمدود مشويل كلي االهتمام ابألفراد
تتعدد التعاريف املرتبطة إبدارة اجلودة الشاملة ،وسنشري إىل البعض منها كاآليت:
"التأكيد على اجلودة اليت تشمل املنظمة أبكملها من املورد إىل الزبون ،وأهنا تؤكد على التزام اإلدارة يف قيادة
املنظمة ككل لتسري ابستمرار ابجتاه التميز يف مجيع اجلوانب املهمة للزبون يف املنتج أو اخلدمة"
"إهنا حتسني مستمر لألنشطة ،يقوم على اشرتاك كل األفراد يف التنظيم ،مدراء وعاملني جبهد متكامل وشامل حنو
حتسني األداء يف خمتلف املستوايت ،وحتقيق رضا الزابئن".
-1رضا الزبون:
-3مشاركة العاملني:
-4التحسني املستمر:
21
-5الرتكيز على العمليات والنتائج معا:
22