You are on page 1of 31

‫التشخيص الترابي‬

‫مقدمة عامة‪:‬‬

‫إن التشخٌص الترابً(ت‪.‬ت) لٌس ولٌد الٌوم‪ .‬لقد ظهر مند سنٌن‪ ،‬إذ عرفته "دتار"‬
‫‪ -DATAR‬وهً إدارة فرنسٌة مكلفة بإعداد التوجهات ووضع سٌاسة وطنٌة إلعداد و تنمٌة‬
‫التراب التً أسست فً ‪ 14‬فبراٌر ‪ ،1663‬وحملت عدة أسماء (‪ ) CIADT(-)DIACT‬قبل أن‬
‫تحمل اسمها الحالً ‪ .‬لٌس هناك طرٌقة واحدة للتشخٌص الترابً‪ ،‬هذا األخٌر لٌس غاٌة فً حد‬
‫ذاته‪ ،‬ولكن مرحلة تدخل ضمن التخطٌط وتأخذ بعٌن االعتبار تنوع المجاالت والجهات الفاعلة‬
‫داخله ‪.‬‬

‫إن التشخٌص الترابً هو قبل كل شًء أداة تساعد على اتخاد القرارات عن طرٌق جمع‬
‫المعطٌات الكمٌة والموضوعٌة وكذا المعطٌات الكٌفٌة التً من شأنها إبراز الخصائص ومكامن‬
‫مجال معٌن‪ .‬إن التشخٌص هو فً آن واحد أداة‬ ‫القوة والضعف واإلمكانٌات المتوفرة لد‬
‫إلضفاء الشرعٌة على المنهجٌة المتبعة اتجاه مجال معٌن و أداة لمعرفة عملها و أداة للوساطة و‬
‫الحوار بٌن مختلف األطراف الفاعل‪ ،‬مما ٌتطلب المحافظة على المرونة أثناء استعمال طرق‬
‫التشخٌص‪.‬‬

‫فحسب ‪ Lardorn et Piveteau‬التشخٌص الترابً"ت‪.‬ت" الٌمكنه أن ٌرتكز على‬


‫التجارب الخارجٌة أو تراكم التجارب‪ ،‬فهو لٌس عبارة عن " وصفة جاهزة "‪ ،‬فهو تعلم جماعً‬
‫من طرف الفاعلٌن ‪.‬فالتشخٌص الترابً‪ ،‬لٌس بدراسة قطاعٌة‪ ،‬إنه دراسة متعددة المشارب‪،‬‬
‫ٌدمج محاور مختلفة ‪ .‬بالفعل‪ ،‬إنه مرتبط بالتراب ولٌس بمحور واحد‪ ،‬إذن هو دراسة‪،‬‬
‫دٌموغرافٌة‪ ،‬نقل‪ ،‬تطورالعقار األنشطة‪ ،‬وعدة قضاٌا مرتبطة بالمحٌط االقتصادي‪ ،‬االجتماعً‬
‫‪ ...‬كل هذه العناصر ‪ٌ ،‬جب أخدها بعٌن االعتبار فً مجموعها وال ٌجوز تجزئتها لكً نكون‬
‫رؤٌة مندمجة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فالتشخٌص الترابً هو مرحلة من مراحل اإلعداد‪ ،‬وهو تعاون بٌن مختلف المصالح والفاعلٌن‬
‫وهناك عدة مناهج لتحقٌق "ت‪ .‬ت "‪ ،‬سنتطرق الحقا لبعض األمثلة وهناك عدة أصناف من "‬
‫ت‪.‬ت " سنتناولها فً ما بعد ‪.‬‬
‫عموما‪ ،‬وانطبلقا من الدراسات و األدبٌات السابقة‪ ،‬هناك عدة طرق ل " ت‪.‬ت " مع العلم‬
‫أنه لٌس هناك إطار محدد مسبقا إلعداد التشخٌص‪.‬‬
‫فحسب مذكرة فبراٌر ‪ 2002‬لنٌكوالس بوري ‪ ، Nicolas Poirier‬هناك طرٌقتٌن ل " ت‪.‬ت "‬
‫تستعمل على نطاق واسع ‪:‬‬
‫‪ -‬طرٌـــقة ‪ : ClCBE‬لجنة االتصال (أو االرتباط) لمجاالت العمل التً ترتكزعلى‬
‫التشارك والتقاسم للتشخٌص‪.‬‬
‫‪ -‬طرٌقة ‪ : DATAR‬التً ترتكز على الفاعلٌن‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الترابً"‬ ‫المدخل األول‪ :‬سٌاقات و أهداف و منهجٌة "التشخٌـــــــص‬
‫التحلٌل‪ :‬السٌاقات و الممارسات و األهذاف‪.‬‬ ‫‪.I‬‬
‫هو تطبٌق مباشرإذ ٌشكل المرحلة األولى لعملٌة اإلعداد أو لوضع تصمٌم جدٌد ‪ .‬لقد أصبح‬
‫هذا التشخٌص جاري به العمل وله قٌمة و أصبح محطة عمل للتعرٌف بمناهجه‪.‬‬
‫بالفعل‪ ،‬إنه ٌساعد على أخد القرارات وغالبا ما نتداول" التشخٌص التشاركً" ‪ٌ :‬عنً أن‬
‫"ت‪.‬ت" ٌمكن من بناء رؤٌة و توافق وإجماع فً اآلراء حول التنمٌة الترابٌة‪.‬‬
‫‪ -1‬الشخٌص موجه مسبقا اتجاه أهداف و مشروع ‪:‬‬
‫إن التشخٌص لٌس محاٌدا‪ ،‬فهو بمثابة طرٌقة لتصور العالم‪ ،‬فإذا أخدنا مثال مواضع تهم‬
‫البٌئة‪ -‬كندرة الموارد‪ -‬فهدا الموضوع لٌس محاٌدا ‪ :‬إذ ٌعنً أنه تم اختٌار عنصر اإلعداد‬
‫( ‪)l'aménagement‬والمحافظة على الموارد ‪ .‬التشخٌص إذن‪ٌ ،‬حمل فً طٌاته عنصر‬
‫البٌئة‪ .‬فإدا أخدنا بعٌن االعتبار بعض الفوارق‪ ،‬هذا ٌعنً أننا اعتبرناها مسبقا أنها عنصر ٌجب‬
‫دمجه فً اإلعداد‪.‬‬
‫فحسب "‪ "lardon et Piveteau‬إن " ت‪.‬ت "ٌطبق على مختلف المقاٌٌس ومختلف‬
‫األهداف (‪ .)2005‬بالفعل‪ ،‬قبل البدئ بالتشخٌص‪ٌ ،‬جب تحدٌد األهداف‪ ،‬حتى نتمكن من توجٌه‬
‫االبحاث خبلل مراحل التشخٌص فالتشخٌص الترابً هو دائم مرتبط بإشكالٌة مسبقة‪ ،‬لذا‬
‫فاألهداف تحدد قبل "ت‪.‬ت" وتكون غالبا عامة ‪ .‬لذا ٌقتصر العمل على جمع العناصر األساسٌة‬
‫وتحلٌلها حتى نبدأ بوضع تصمٌم استراتٌجً‪ٌ ،‬هدف لئلجابة على هذه األهداف العامة‪ ،‬مما‬
‫ٌتوجب وضع مجموعة من األسئلة تتعلق بهذه األهداف حتى نتمكن من إنجاز خطة عمل وبناء‬
‫"ت‪.‬ت" ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬ما هو التراب الذي ٌجب أن نهتم به؟ من هم الفاعلون‪ ،‬وماهً حقول التجارب المطلوبة؟‬
‫إن التشخٌص لٌس هدفا فً حد ذاته و إنما الهدف منه هو التصمٌم و اإلعداد وتنمٌة األداة التً‬
‫ستساعدنا على أخد القرارات‪ ،‬هاته األداة صممت حسب إشكالٌة معٌنة‪ .‬هو ٌمكن من إضفاء‬
‫الشرعٌة على القرارات المتخذة و التً بنٌت على أساس التشخٌص األولً ‪ .‬هذا ال ٌعنً أن‬

‫‪3‬‬
‫هناك تبلعب‪ ،‬ولكن طرٌقة وضع السؤال لها تأثٌر كبٌرعلى مختلف األجوبة‪ ،‬لكنه ٌشكل كذلك‬
‫نقطة بناء توافقً و ٌشكل خطوة تشاركٌة ‪.‬‬

‫غالبا ما ٌعتبر التشخٌص مجرد إجراء شكلً‪ ،‬نظرا لكونه ٌضم الفصول التقلٌدٌة‬
‫"اإلطارالطبٌعً"‪" ،‬الدٌموغرافٌة"‪ ...‬ولكنه فً النهاٌة ٌعتبر تقرٌر تمهٌدي فً سٌاق معٌن‪.‬‬

‫إن التشخٌص هوعنصر مهم لوضع اإلعداد المستدام لوضع النقط حول الموارد محدودٌتها‬

‫إذن التشخٌص لٌس عبارة عن بٌان تمهٌدي‪ ،‬إنه موجه مسبقا نحو مشروع‪ -‬مراقبة‬
‫الموارد تقٌٌم التأثٌرات و اإلعدادات‪ .‬إنه ٌعنً االحتماالت الممكنة فً المستقبل‪ٌ ،‬عنً‬
‫ودعم التغٌٌر‪ ،‬عن طرٌق رؤٌة‬ ‫سٌنارٌوهات‪ .‬التشخٌص له وظٌفة مزدوجة ‪ :‬تكوٌن رؤ‬
‫استرجاعٌة وموجه نحو المستقبل‪ ،‬إنه موجه نحو اإلجراءات العملٌة و التغٌٌر الترابً ‪.‬‬

‫‪ -2‬هو عبارة عن سٌرورة بعٌدة المدى و ٌتطلب تدخل عدد كبٌر‬


‫من الفاعلٌن‪:‬‬
‫هو سٌرورة بعٌدة المد إذ ٌتطلب مابٌن‪ 6‬أو‪ 8‬أشهر وفً بعض األحٌان أكثر‪ .‬بالفعل‪ ،‬إنه‬
‫ٌتناول عدة دراسات قطاعٌة و تقارٌر‪ ،‬مثبل ‪ :‬دراسة حول المجاالت الطبٌعٌة مع إدماج‬
‫النتائج التً تهم مواضٌع جزئٌة‪ .‬كما ٌهدف إلى خلق توافقات حول إعداد التراب‪ ،‬لذا ٌتوجب‬
‫أن تكون انطبلقته من بناء جماعً‪ ،‬ولكن لكل فاعل رؤٌة خاصة به "للعالم"‪ .‬فالتشخٌص‬
‫الترابً هو وسٌلة إلظهار مختلف رؤ الفاعلٌن و تصورهم للتنمٌة الترابٌة‬
‫‪ -3‬دراسة متعددة األبعاد ‪.‬‬
‫التشخٌص الترابً لٌس بدراسة قطاعٌة ولكنه ٌدمج مختلف المواضٌع‪ ،‬إنه مرتبط بالتراب‬
‫ولٌس بالموضوع ‪ .‬إذن هً دراسة تهم مختلف القطاعات ‪ :‬الدٌموغرافٌا‪ ،‬النقل‪ ،‬التطور‬
‫العقاري‪ ،‬األنشطة‪ ،‬القضاٌا البٌئً‪... ،‬إذن ٌجب تكوٌن رؤٌة مندمجة ن وأخذ جمٌع العناصر‬
‫بعٌن االعتبار‪ ،‬ألنهم ٌشكلن تفاعبلت فٌما بٌنهم ‪ .‬حتى ولو كان هناك موضوع واحد ولٌس‬
‫مشروع ترابً شامل‪ ،‬هناك ضرورة للقٌام بدراسة متعددة األبعاد‬

‫‪4‬‬
‫المنهجٌة التطبٌقٌة " ل ت‪.‬ت " ‪:‬‬ ‫‪.II‬‬

‫إن"ت‪.‬ت" ٌمكنه أن ٌعتمد إما على طرٌقة ‪ CLCBE‬أو طرٌقة ‪ DATAR‬أو كبلهما معا‪.‬‬

‫‪ -1‬طرٌقة ‪ : CLCBE‬ترتكز على عنصرٌن أساسٌن كمدخل للتشخٌص ‪:‬‬


‫التحدٌات التً ٌجب السٌطرة علٌها و ضبطها و المشارٌع الموحدة‪ .‬إضافة للخبراء و الموارد التً‬
‫ٌجب حشدها‪ٌ .‬توفر فرٌق التشخٌص على اختصاصات متعددة تمكنه من التوجه إلى مجموعة من‬
‫الجهات الفاعلة (منتخبون‪ ،‬الفئات االجتماعٌة المهنٌة‪ ،‬الجمعٌات‪ )...‬مرتكزٌن على أسئلة تمكنهم من‬
‫قٌاس ‪:‬‬
‫‪ -‬منطقة نفوذهم على التراب‪.‬‬
‫‪ -‬تصورهم للتراب (نظرتهم – تمثٌلٌتهم)‪.‬‬
‫‪ -‬درجة ارتباطهم ورضاهم ‪.‬‬
‫‪ -‬النظرة المستقبلٌة للتراب‪.‬‬
‫‪ -‬المشارٌع‪ ،‬التحالفات ومكامن الدعم الممكنة فً ذلك التراب ‪.‬‬
‫جمٌع األسئلة و مختلف رؤ الفاعلٌن ستحلل وستمكن بواسطة طرق سهلة مع تحدٌد األولوٌات‬
‫لتعرٌف التحدٌات التً ٌجب السٌطرة علٌها و المشارٌع الموحدة التً ٌرتكز علٌها التشخٌص‪.‬‬
‫ٌبقى أن ٌمفصل هاته المعطٌات مع المعطٌات الكمٌة و الكٌفٌة‪ ،‬ثم نقوم بتحلٌلها الستنتاج مسار‬
‫معٌن‪.‬‬
‫‪ -2‬طرٌقة ‪ : DATAR‬تعرف " دتار" التشخٌص الترابً فً إطار‬
‫االستبصار الترابً كاآلتً ‪":‬هو تقرٌر ٌهم تحدٌد األماكن‪ -‬حسب مجال معٌن‪ -‬التً تعرف مشاكل‪،‬‬
‫مكامن القوة‪ ،‬مكامن الضعف‪ ،‬احتٌاجات األفراد وانتظاراتهم‪ ،‬قضاٌا اقتصادٌة‪ ،‬بٌئٌة و اجتماعٌة‪...‬‬
‫إنه ٌقدم تفسٌر و تعلٌل حول الماضً و تطوره‪ ،‬كما ٌقوم بتقٌٌم التطورات المستقبلٌة‬
‫ولهذا توصً هذه الطرٌقة بعدد من اإلجراءات للقٌام ب"ت‪.‬ت" ‪:‬‬
‫‪ -‬جمع المعلومات( كمٌة ‪ -‬مقارنة)‬
‫‪ -‬نتائج اإلجراءات السابقة حول التراب‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -‬وضعٌة األماكن‪ ،‬هذا األخٌر هو مشترك و ٌرتكز على تصور الفاعلٌن فً التراب‪ ،‬حسب‬
‫المشارٌع و التصورات لهذا األخٌر‪ ،‬مما ٌعنً أبحاث مٌدانٌة للفاعلٌن‪.‬‬
‫إن التحلٌل الجماعً للمعطٌات الناتجة عن وضعٌة األماكن ٌمكن من مناقشة اإلشكالٌات الكبر‬
‫للتراب و التعرٌف بالمؤهبلت لكً ٌعتمد علٌها فً االستراتٌجٌة المقرر اتخادها‪.‬‬
‫إن حشد عدد كثٌر من الجمعٌات و الفاعلٌن المحلٌٌن ممكنة‪ ،‬انطبلقا من فرق العمل حول‬
‫المحاور ووصوال إلى السكان مباشرة (استمارات ‪ ،‬أبواب مفتوحة‪.)....‬‬
‫المدخل الثانً ‪ :‬اإلنجاز و المواتٌة األدوات و الفاعلون‪.‬‬
‫نتوفر غالبا على مصادر مختلفة و متنوعة من أجل تحقٌق "ت‪.‬ت" ونرتبها على الشكل‬
‫اآلتً‪:‬‬
‫‪ -‬مصادر كمٌة‪ :‬هً عبارة عن معطٌات رقمٌة مستوحات من التعددات ‪.‬‬
‫‪ -‬مصادر كٌفٌة‪ :‬هً عبارة عن نصوص‪ ،‬آراء مختلف الفاعلٌن‪ ،‬وثائق تارٌخٌة‪.‬‬
‫هناك معٌار آخر‪ ،‬هو نوعٌة الوثٌقة‪:‬‬
‫‪ ‬مكتوب ‪ :‬نص تارٌخً‪ ،‬اللوائح‪...‬‬
‫‪ ‬خرٌطة ‪ :‬كمورد أو نتٌجة ‪.‬‬
‫‪ :Iconographie ‬الصور الجوٌة‪ ،‬صور األقمار الصناعٌة ‪ ،‬صور تمكن من إعطاء مؤشرات‬
‫حول التراب ‪.‬‬
‫قبل البدئ بالتشخٌص الترابً"ت‪.‬ت" ٌتعٌن تمٌٌز التراب المعنى بالدراسة‪ ،‬لذا فإن استعمال‬
‫الخرٌطة ٌعتبر ضرورٌا إذ تلعب دورا مهما فً أي "ت‪.‬ت"‪ .‬فً البداٌة تمكننا الخرائط من تمٌٌز‬
‫التراب بطرق مختلفة و متنوعة‪ ،‬وبعدها ٌقود "ت‪.‬ت" لوضع خرائط جدٌدة‬
‫‪ -‬الفاعلٌن‪ :‬عددهم كثٌر حسب المنهجٌات المختارة‪.‬‬

‫فً غالب األحٌان‪ٌ ،‬نبنً "ت‪.‬ت" على ركٌزتٌن ‪:‬‬


‫‪ -1‬تشخٌص ثقنً ‪ٌ :‬رتكز على جمع المعطٌات الموضوعٌة وتحلٌلها ( اإلحصاء‪ ،‬منهجٌة رسم‬
‫الخرائط‪.).....‬‬

‫‪6‬‬
‫مختلفة‬ ‫‪ -2‬تشخٌص مشترك ‪ٌ :‬مكن من نهج مقاربة أكثر دقة للمجال ‪ ،‬إذ ٌفترض مواجهة رؤ‬
‫المشارب من أجل تقٌٌم القضاٌا المحلٌة ‪.‬‬

‫نبدئ فً األول بالتحلٌل التقنً ألنه ٌشكل المادة األولٌة المتعلقة بالتبادل بٌن مختلف الفاعلٌن‬
‫خبلل المرحلة الثانٌة‪.‬‬
‫مصادر جمع المعطٌات أو البٌانات‪.‬‬ ‫‪.I‬‬
‫إن "ت‪.‬ت" ٌهدف إلى معرفة التراب‪ ،‬لكً ٌتم التعامل و التصرف فً هذا الشأن‬
‫وجمع المعلومات الضرورٌة لهذا الهدف‪ .‬إذ بقدر ما نعرف التراب‪ ،‬بقدر ما نتمكن بإحداث‬
‫مشروع مطابق له‪ .‬إن المعرفة الدقٌقة لمكامن القوة و الضعف للمنطقة ( الموارد‪ ،‬المعٌقات‬
‫األساسٌة‪ ،‬قوة موجهة لبلبتكار‪ ،‬قنوات التنمٌة‪ )...‬تسهل بناء دٌنامٌة التنمٌة‪ .‬هاته المعرفة‪،‬‬
‫ستمكن من تقٌٌم آثار نهج التنمٌة‪ .‬فبغض النظر عن خصوصٌات التراب موضوع الدراسة‪،‬البد‬
‫من اإللمام بالمعلومات المتعلقة بالمجاالت العامة من أجل" ت‪.‬ت"‪ ،‬ندكر منها على الخصوص ‪:‬‬
‫‪ -‬المعٌقات و المزاٌا الجغرافٌة‪.‬‬
‫‪ -‬الخصوصٌات التارٌخٌة والثقافٌة ‪.‬‬
‫‪ -‬المعطٌات و االتجاهات الدٌموغرافٌة‪.‬‬
‫لكن قبل الدراسة المٌدانٌة ‪ٌ ،‬جب معرفة طرٌقة جمع المعطٌات ‪:‬‬

‫جمع المعطٌات‬

‫البحث فً المواقع االنترنٌت‬


‫مقاببلت فردٌة‬ ‫لقاءات جماعٌة‬ ‫االلكترونٌة البرٌدٌة‬
‫والمقاببلت الهاتفٌة‬

‫تعد طرٌقة جمع المعطٌات هً العملٌة األولى التً ترتكز علٌها كل العملٌات التً تلٌها‪ .‬وهكذا‬
‫كلما كانت المعطٌات المتعلقة بموضوع ما أو مشكلة ما فً أي من المجاالت العلمٌة‪ ،‬االجتماعٌة‬

‫‪7‬‬
‫أو الطبٌعٌة‪ ...‬معطٌات صحٌحة ودقٌقة و مفصلة وشاملة لكل جوانب البحث كانت القاعدة سلٌمة‬
‫وتكون بذ لك القرارات المبنٌة على أساسها سلٌمة‪ .‬وقبل أن نتطرق إلى جمع المعطٌات نستعرض‬
‫أوال المصادر التً نحصل منها على هذه المعطٌات‪.‬‬

‫‪ -1‬المصادر الغٌر المباشرة ‪ :‬وهً بٌانات معدة مسبقا من قبل الجهات المعنٌة‪ ،‬غالبا ما تكون‬
‫رسمٌة‪ .‬بالفعل تقوم الوزارات و المؤسسات الحكومٌة و الخاصة و الهٌئات المختلفة‪ ،‬إلصدار‬
‫إحصاءات أو نشرات إحصائٌة فً مجال نشاطها‪ .‬و تقوم أغلب هذه الجهات الرسمٌة بإنشاء نظام‬
‫معلومات لئلدارة ٌحتوي على إحصاءات عدٌدة تتعلق بطبٌعة نشاطها كل فترة زمنٌة حسب طبٌعة‬
‫ها النشاط‪ .‬وهذه النشرات هً التً تمثل المصادر التارٌخٌة للبٌانات وتخول للباحث الرجوع إلٌها‬
‫متى شاء‪ .‬وٌجب علٌه أن ٌتحر عن مصدر هذه البٌانات المنشورة حتى ٌتمكن أن ٌحٌط بنواحً‬
‫قصورها أو تحٌزها‪ .‬ومن بٌن مزاٌا هذه المصادر الغٌر المباشرة أنها توفر الوقت و الجهد‬
‫والمال‪ ،‬ومن مساوئها أن البٌانات تكون غٌر دقٌقة فً بعض األحٌان‪.‬‬

‫‪ -2‬المصادر المباشرة ‪ٌ :‬تم الحصول على البٌانات من مصادرها األصلٌة مباشرة‪ ،‬وٌلجأ‬
‫الباحث إلى هذا المصدر فً حالة انعدام البٌانات الرسمٌة أو تقادمها أو عدم إلمامها بالموضوع وٌتم‬
‫الحصول على هذه البٌانات بعدة طرق منها‪:‬‬

‫‪ 2-1‬المقابلة الشخصٌة ‪ٌ :‬تم طرح األسئلة من قبل أشخاص مدربٌن ومؤهلٌن‬


‫على األفراد الذٌن تتم مقابلتهم وٌتم تدوٌن إجاباتهم عن طرٌق االستمارة‪.‬‬

‫كٌف نضع االستمارة؟‬

‫االستمارة عبارة عن صٌاغة لمجموعة من األسئلة‪ ،‬معدة مسبقا‪ ،‬لٌقوم المبحوث بتسجٌل‬
‫إجابته عنها باختٌار أحد البدائل المحددة‪ .‬وتعتبر االستمارة وسٌلة فعالة لجمع البٌانات الكمٌة‪.‬‬
‫أنواع األسئلة‪ٌ :‬جب أن تراعى عند صٌاغة أسئلة االستمارة‪ ،‬عدة اعتبارات منها ‪:‬‬

‫‪ٌ -‬جب أن تفً استمارة البحث بجمٌع البٌانات التً ٌتطلبها الهدف من البحث‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -‬تصاغ البٌانات المطلوبة فً صورة أسئلة ٌراعى فٌها التسلسل المنطقً‪ ،‬وأن تكون سهلة‬
‫واضحة خالٌة من األلفاظ التً تحمل اللبس‪ ،‬حتى ٌتمكن الجمٌع من فهمها بنفس المعنى‪ ،‬وتأخٌر‬
‫االستفسار عن بعض األسئلة وتركها للنهاٌة حتى ال ٌتأثر سٌر االستجواب ‪.‬‬
‫‪ٌ -‬راعى أن تكون إجابات األسئلة بقدر اإلمكان رقمٌة‪ ،‬وحٌن تتعلق األسئلة بظواهر طبٌعتها غٌر‬
‫رقمٌة فٌجب أن تحدد لؤلوجه المختلفة التً تأخذها كل ظاهرة من الظواهر‪ ،‬بحٌث ال تكون هذه‬
‫الحاالت متداخلة‪.‬‬
‫‪ٌ -‬راعى فً حالة البٌانات الكمٌة أن تحدد وحدات قٌاس هذه الكمٌات حتى تكون البٌانات لجمٌع‬
‫مفردات البحث متجانسة‪.‬‬
‫‪ٌ -‬راعى أن تبتعد األسئلة عن النواحً التً تثٌر إحراج المبحوثٌن‪ ،‬وكذلك ٌجب أن تصاغ‬
‫بأسلوب حٌادي ‪،‬أي ال ٌوحً للمبحوث بإجابة معٌنة‪ .‬بعبارة أخر ‪ ،‬ال ٌجب أن ٌتضمن السؤال‬
‫الجواب‪.‬‬
‫‪ٌ -‬جب أن تسمح األسئلة لكل االختٌارات الممكنة‪ ،‬أي أن تشتمل على كل البدائل الممكنة باإلضافة‬
‫إلى بدٌل عام‪ ،‬لٌشمل الحبلت الشاذة‪.‬‬
‫‪ٌ -‬جب أخد الحذر عند االتصال بالمستجوب وكذلك أثناء بداٌة استجوابه‪.‬‬
‫‪ٌ -‬جب أن ٌكون عدد األسئلة باستمارة البحث قلٌبل بقدر اإلمكان حتى ال تستغرق وقتا طوٌبل من‬
‫المبحوثٌن فً الحصول على اإلجابات‪ .‬فكلما كان عدد األسئلة كثٌرا وموضوعاتها متشعبة‪،‬‬
‫ازداد ملل معطً البٌانات‪ ،‬وهذا ٌسبب عدم البلمباالة فً اإلجابة وعدم الدقة‪ ،‬وهو ما ٌقلل من‬
‫قٌمة البحث وٌشكك فً االعتماد على بٌاناته‪ .‬لذا ٌجب التركٌز على األسئلة التً لها عبلقة‬
‫بموضوع الدراسة المتعلقة ب "ت‪.‬ت"‪.‬‬
‫‪ -‬تحدٌد السؤال تحدٌدا دقٌقا ومراعاة اإلطار المرجعً للمبحوث‪.‬‬
‫‪ -‬مراعاة المستو اللغوي للمبحوث وصٌاغة األسئلة من كلمات االستعمال الٌومً‪ٌ ،‬عنً اختٌار‬
‫مصطلحات تبلئمه‪.‬‬
‫‪ -‬االكتفاء بفكرة واحدة فً السؤال‪ ،‬بحٌث ال ٌجمع السؤال بٌن سؤالٌن فرعٌٌن مما ٌشتت ذهن‬
‫المبحوث‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬تجنب استخدام الكلمات والجمل الغامضة التً ٌمكن أن ٌفهمها فهما مختلفا‪ ،‬مما ٌؤثر فً صحة‬
‫اإلجابة‪.‬‬
‫‪ -‬إضافة مجموعة من األسئلة التأكٌدٌة لقٌاس صدق المبحوث‪.‬‬

‫‪ ‬تمكن هذه الطرٌقة من‪:‬‬


‫‪ -‬الحصول على معلومات مباشرة من مصدرها األولً‪.‬‬
‫‪ -‬توضٌح أي غموض أو التباس باألسئلة مما ٌمكن من الحصول على بٌانات جد دقٌقة‪.‬‬
‫‪ ‬ولكن عٌبها ٌتجلى فً ‪:‬‬
‫‪ -‬إمكانٌة التحٌز أو الذاتٌة‪.‬‬
‫‪ -‬الوقوع فً بعض األخطاء خبلل عملٌة تدوٌن اإلجابات‪.‬‬

‫‪ 2-2‬المقابلة الهاتفٌة ‪ :‬هً وسٌلة مباشرة لجمع البٌانات من مصادرها وبتكلفة‬

‫منخفضة‪ ،‬وهً متشابهة للمقابلة الشخصٌة وٌؤخذعلٌها أنها تقتصرعلى األشخاص الذٌن ٌمتلكون‬

‫جهاز الهاتف‪.‬‬

‫‪2-3‬المراسلة البرٌدٌة ‪ :‬جمع البٌانات ٌتم بإرسال الباحث االستمارة إلى‬


‫المبحوثٌن عن طرٌق البرٌد على عناوٌنهم للتمكن من اإلجابة عنها فً الوقت المناسب وبحرٌة‬
‫كاملة‪ ،‬دون أي تأثٌر من طرف الباحث‪ ،‬والمٌزة الرئٌسٌة للمراسلة البرٌدٌة هً إمكانٌة تغطٌة‬
‫مساحة جغرافٌة شاسعة فً المسح كما أنها تمتاز بقلة تكالٌفها‪ .‬لكن هناك سلبٌات ‪:‬‬
‫معدل ردود االستمارة البرٌدٌة منخفض وفً بعض األحٌان منخفض جدا‪ ،‬مما ٌؤدي إلى‬ ‫‪-‬‬
‫صعوبة تمثٌل العٌنة المختارة للمجتمع‪.‬‬
‫عدم إمكانٌة توضٌح أي غموض أو استفسار فً األسئلة ربما ٌحتاج إلٌه المبحوث‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدم إجابة المبحوث عن كل أسئلة االستمارة فً بعض األحٌان‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪10‬‬
‫ٌمكن معالجة هذه العٌوب أو بعضها باستخدام بعض الوسائل‪ :‬إرسال خطابات متابعة ‪،‬‬

‫إرفاق بعض الحوافز المادٌة مع االستمارة‪ ،‬تزوٌد المبحوث بمغلف معنون إلى الباحث وملصق‬

‫علٌه الطوابع البرٌدٌة البلزمة‪ ،‬أن تكون االستمارة موجزة بقدر اإلمكان‪.‬‬

‫‪ 2-4‬المالحظة المباشرة ‪ٌ :‬تم الحصول على البٌانات الخاصة بالظاهرة‬

‫المعنٌة عن طرٌق مراقبتها مباشرة و بصورة آلٌة او ٌدوٌة‪.‬‬

‫‪ 2-5‬طرق أخرى ‪ :‬باإلضافة إلى الطرق التقلٌدٌة السابقة فً جمٌع البٌانات‪،‬‬


‫هناك طرق حدٌثة مثل استخدام الفاكس أو البرٌد اإللكترونً أو األنترنٌت‪ ،‬كما قد تستخدم‬
‫المجبلت‬
‫(أوالجرائد)‪ ،‬التلفزٌون (أوالمذٌاع) وغٌرها من وسائل االتصال المتاحة فً جمع البٌانات‬
‫المٌدانٌة‪.‬‬
‫و المعطٌات التً ثم جمعها‪ٌ ،‬جب أن تشمل عدة قطاعات‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬البنٌة التحتٌة الموجودة والخدمات المتاحة محلٌا‪.‬‬
‫‪ -‬البنٌة‪ ،‬التنظٌم و التطورات الراهنة لبلقتصاد المحلً‪.‬‬
‫‪ -‬السٌاق العام الذي ٌحول تطوٌر القطاعات المهٌمنة لبلقتصاد المحلً‪.‬‬
‫‪ -‬تطور سوق العمل ‪.‬‬
‫‪ -‬وضعٌة العرض و الطلب فً مجال أنشطة الشباب‪.‬‬
‫‪ -‬المشاكل االجتماعٌة الراهنة‪.‬‬
‫‪ -‬مشارٌع مبتكرة خططت فعلٌا أو التً ٌحملها بعض الفاعلٌن المحلٌٌن‪.‬‬
‫‪ -‬تحلٌل اإلطار المؤسساتً فً المنطقة أو التراب المعنً خاصة فً مجال الكفاءات الترابٌة‪.‬‬
‫‪ -‬أهمٌة األنشطة الجمعوٌة‪...‬‬

‫إن جمٌع المجاالت التً تم تناولها‪ ،‬لن تظهر بالضرورة فً التشخٌص النهائً بل‬

‫ٌجب أن تظهر المعلومات المهمة و العناصر ذات الصلة لتطوٌر مناهج التنمٌة‪ٌ ،‬عنً إظهار و‬

‫‪11‬‬
‫تسلٌط الضوء على بنٌة التراب و السكان‪ .‬كما أن المعطٌات المحصل علٌها تمكن من تقٌٌم‬

‫المنهج الذي اتبع بعد فترة من الزمن ‪ .‬بالفعل‪ ،‬إن المعلومات الواقعٌة واالتجاهات التنموٌة ألهم‬

‫العناصر تمكن من إنشاء " الوضع المرجعً"‪ ،‬حتى نستطٌع قٌاس تأثٌر العملٌة ‪.‬‬

‫‪ .II‬الفاعلون ‪:‬‬
‫عندما ٌكون التشخٌص ال ٌقتصرر فقرط علرى المنتخبرٌن أو الثقنٌرٌن أو مكترب الدراسرات‬
‫الخاصررة ولكررن ٌضررم كررذلك الفرراعلٌن المحلٌررٌن ( ٌمكررن أن ٌكررون عررددهم كثٌرحسررب المنهجٌررات )‬
‫والسكان‪ ،‬نكون بصدد "ت‪.‬ت" التشاركً‪ .‬فالتشرخٌص الترابرً التشراركً هرو النشراط الرذي ٌحردث‬
‫فً مكران معرٌن مرن أجرل فهرم أفضرل للمحرٌط و إمكانٌاتره و المشراكل المطروحرة‪ .‬فهرو نشراط غٌرر‬
‫مهٌكل‪ ،‬ألنه ٌمارس بطرٌقة مرنة‪.‬‬
‫إن المجلررس الجمرراعً هررو الفاعررل األساسررً و المسررؤول األول عررن ترردبٌر الشررؤون المحلٌررة بعبلقررة‬
‫مباشرررة مررع ظررروف عررٌة السرراكنة‪ .‬فغالبررا مررا ٌظ رل تررراب الجماعررة مجررال لتدددخل عدددة يدداعلٌن‬
‫باإلضرافة إلررى كونرره موضرع عرردة أعمررال و مشررارٌع و بررامج‪ ،‬خاصررة تلررك الترً تقرروم بهررا مصررالح‬
‫الدولة و المؤسسات العمومٌة‪.‬‬
‫بالفعل‪ ،‬هناك عدة مسرتوٌات مؤسسراتٌة و ترابٌرة‪ ،‬حٌرت نجرد علرى المسرتو المركرزي"‬
‫الدولة" ثم" الجهة" ثم " اإلقلٌم" وصوال للمجال الترابً للجماعة‪ ،‬و بالتالً تكون الجماعة عنصررا‬
‫فاعبل اتجاه الفاعلٌن المؤسساتٌٌن على ترابها‪ .‬لذا‪ٌ ،‬جرب علٌهرا أن تكرون قرادرة علرى الرتحكم فرً‬
‫المررؤهبلت ومعرفررة مكررامن الضررعف و الرهانررات ذات األولوٌررات القصررو وأن تكررون لهررا رؤٌررة‬
‫واضرحة حرول اسرتعمال مواردهررا الذاتٌرة علرى المرد القرٌررب و المتوسرط و البعٌرد‪ .‬وأن تكرون لهررا‬
‫القدرة على توقع ما قد ٌترترب علرى تردخل الفراعلٌن اآلخررٌن فرً ترابهرا‪ ،‬حترى ترتمكن مرن تحسرٌن‬
‫ظروف عٌة ساكنتها بصفة مستدامة‪ ،‬مما ٌتوجرب علٌهرا أن تتروفر علرى أداة تخطرٌط خاصرة بهرا‪،‬‬
‫تمكنها من برمجة أولوٌات الجماعة مع تحدٌد رؤٌة مستقبلٌة للجماعة مرع شرركائها االقتصرادٌٌن و‬
‫االجتماعٌٌن‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -1‬على مستوى الجماعات ‪:‬‬

‫المحلً‪ٌ ،‬كون‬ ‫تتوفر الجماعات الحضرٌة على جهاز استشاري له خبرة على المستو‬
‫على رأسها رئٌس المجلس الجماعً‪ ،‬باإلضافة إلى ممتلوا اللجان المحلٌة والجمعٌات وهٌئات‬
‫المنتخبٌن‪ ،‬وممثلوا الفئات االجتماعٌة والمهنٌة المتواجدة على تراب الجماعة وكذلك ممثلو الشباب‪.‬‬

‫ٌكمن دور هذه الفعالٌات فً الربط بٌن السكان والفرٌق التقنً الجماعً باإلضافة إلى تنظٌم‬
‫الساكنة و تعبئتهم فً إطار" ت‪.‬ت‪.‬ت " وٌزودون النظام المعلوماتً الجماعً بالمعطٌات‪.‬‬

‫‪ -2‬على مستوى األقالٌم‪:‬‬

‫نجد اللجنة اإلقلٌمٌة التقنٌة الموسعة لرؤساء الجماعات‪ ،‬وتتكون من ‪ :‬الوالً (عامل اإلقلٌم)‪،‬‬
‫رئٌس المجلس اإلقلٌمً‪ ،‬رؤساء الجماعات المعنٌة‪ ،‬المندوبٌن والمدٌرٌن اإلقلٌمٌٌن لمختلف‬
‫القطاعات الوزارٌة‪ .‬تقوم هذه اللجن بالتحكٌم بٌن الجماعات المنتمٌة إلى نفس اإلقلٌم‪ ،‬تحث و‬
‫تواكب وضع آلٌات العمل بٌن الجماعات‪ ،‬وتقوم بجمٌع التقوٌمات التقنٌة و تقدم مقترحات‬
‫اإلصبلح و التعدٌل وترسلها إلى مختلف الجماعات ‪.‬‬

‫إن الهٌأة السالفة الذكر( سواء على مستو الجماعات أو األقالٌم)‪ ،‬تعتمد على موظفً اإلدارة‬
‫الترابٌة المتواجدٌن ‪:‬‬

‫‪ 2-1‬على مستوى القٌادات ‪:‬‬

‫ٌدعم القٌاد التخطٌط المحلً الذي ٌبدأ من "ت‪.‬ت"‪ ،‬و ذلك بالتحسٌس و تثمٌن مهمتهم كفاعلٌن‬
‫فً هذا المجال‪ .‬وٌكونوا ممثلٌن داخل اللجان االستشارٌة الجماعٌة‪ ،‬وتكون مشاركتهم فً إطار‬
‫مشاركة اإلدارة الترابٌة‪ ،‬وتتمثل مهمتهم فً دعم الفرق المٌدانٌة عبر تعبئة الشٌوخ و المقدمٌن من‬
‫أجل استدعاء الساكنة‪ ،‬خاصة تلك المتواجدة فً المناطق المعزولة من أجل جمع المعطٌات و‬
‫التشخٌص‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ 2-2‬على مستوى الدوائر‪:‬‬

‫ٌتجلى دورها فً الدعم التقنً للفرق الجماعٌة‪ ،‬من وسائل لوجستٌكٌة وتحسٌس و مواكبة عن طرٌق‬
‫اللجوء إلى رئٌس الدائرة ‪.‬‬

‫‪ 2-3‬على المستوى الوطنً‪:‬‬

‫ٌتمثل فاعلوه فً المدٌرٌة العامة للجماعات المحلٌة و الوزارات المعنٌة بمستوٌات التشخٌص‪.‬‬
‫تقوم هذه المستوٌات بأدوار التتبع و االستمرارٌة الضرورٌتان لضمان استقرار الفرق المحلٌة و‬
‫التنسٌق بٌن القطاعات الوزارٌة على المستو المركزي‪ .‬كما تقوم بتعبئة الخبرة على نطاق عال‬
‫حتى تتمكن من تكوٌن و مواكبة الفرق المحلٌة و تعبئة الموارد المالٌة‪.‬‬
‫من سلبٌات هذا المستو ‪ :‬ال ٌمكنه دعم جمٌع المراحل المحلٌة (للتشخٌص) فً نفس‬
‫الوقت‪ ،‬الستحالة تعبئة اإلمكانٌات البشرٌة و المادٌة بشكل متوازي ‪ .‬مما تضطر معه المستوٌات‬
‫العلٌا‪ ،‬بالتكفل فقط بتخصٌص الموارد البلزمة‪ ،‬والتواصل المؤسساتً وتطوٌر المنظومات و‬
‫األدوات وتتبع وتثمٌن التجارب التشخٌص الترابً‪.‬‬

‫‪ -‬إن التشخٌص ٌمكن من جرد ما ٌنبغً القٌام به وما ممكن القٌام به ولكنه ال ٌقرر‪:‬‬
‫العناصر التً ٌزود نا بها تمكن فٌما بعد من تحدٌد االستراتٌجٌة ( مخطط التنمٌة) التشخٌص ٌجب‬
‫أن ٌقدم جمٌع العناصر الضرورٌة حتى تكون االختٌارات االستراتٌجٌة فً محلها‪ .‬كما ٌجب‬
‫المحافظة على توازن جٌد بٌن األهداف و التً تكون فً بعض األحٌان متناقضة‪.‬‬
‫التحلٌل من شأنه أن نفهم تماما دٌنامٌة العمل وفً‬ ‫فً نهاٌة المطاف التوصل إلى مستو‬
‫الوقت نفسه‪ٌ ،‬بقى على مستو وضوح حتى ال نعٌق التواصل‪.‬‬

‫‪ -‬فأحد األهداف الرئٌسٌة لمرحلة التشخٌص هوالتواصل مع السكان أو مجموعة المتدخلٌن‬


‫المستهدفٌن حول األعمال التً أجرٌت و االستنتاجات التً توصلنا إلٌها‪.‬‬
‫فالتواصل هو جزء مهم من التشخٌص ‪ :‬فالفاعلٌن الذٌن تمت استشارتهم أثناء التشخٌص‪ٌ ،‬جب‬
‫أن ٌكونوا على علم بالنتائج‪ ،‬حتى فً حالة ما تم التشخٌص فً فترة وجٌزة‪ ،‬من األفضل أن‬
‫تكون اتصاالت مؤقتة (عن طرٌق الصحافة‪ ،‬خبلل التجمعات‪ ،‬نقاة واسع‪ ،‬مائدة مستدٌرة‬

‫‪14‬‬
‫حول مواضٌع‪ )...‬بصفة دورٌة ومرفوقة بدعوة للمساهمة‪ .‬هذا من شأنه إغناء التحلٌل و ٌمكن‬
‫باإلضافة‪ ،‬استعمال التشخٌص كفرصة ممتازة إلشراك أصحاب المصلحة المحلٌٌن فً العملٌة‬
‫من أجل بناء رؤٌة جماعٌة للتراب‪.‬‬

‫إن أحد األهداف الرئٌسٌة لمرحلة التشخٌص هو التواصل مع السكان أو مجموعة من‬
‫المتدخلٌن المستهدفٌن‪ ،‬حول األعمال التً أجرٌت وحول االستنتاجات التً توصلنا إلٌها ‪.‬‬
‫‪ -‬إذن ماهً األسئلة الممكن طرحها؟‬
‫‪ -‬كٌف ٌمكن طرحها على المستجوبٌن‪ ،‬لكً نتمكن من معرفة دور كل الفاعلٌن فً " التحلٌل‬
‫االستراتٌجً للتراب"‪.‬‬
‫لذا ٌجب أن تكون انطبلقة األسئلة من اإلشكالٌة العامة للبحث واستنتاجات انطبلقا من‬
‫المبلحظات المٌدانٌة أو المقاببلت ‪.‬‬
‫لكن قبل هذا‪ٌ ،‬جب التعرٌف بالمجموعة التً ستقوم ب "ت‪.‬ت" مضمون كل مجموعة و أوجه‬
‫المشاركة‪ ،‬فإدا كانت المجموعة مختلفة ٌجب تحدٌد ‪ :‬لجنة القٌادة ن مدة العمل‪ ،‬تارٌخ‬
‫االجتماعات‪ ،‬وهكذا سٌحدد ‪:‬‬
‫‪ -‬فرق تقنٌة مهتمة بدلك السؤال أو غٌره ‪.‬‬
‫‪ -‬ورشات للتفكٌر الجماعً‪ٌ ،‬مكن أن تتضمن السكان و الفاعلٌن‪.‬‬
‫‪ -‬لجنة القٌادة لتسهر على انسجام الجمٌع ‪.‬‬
‫‪ -‬المسؤول فً الجماعة الترابٌة‪.‬‬
‫‪- -‬هٌأة المصادقة‬

‫‪15‬‬
‫‪ .III‬اإلستطالعا ت التشاركٌة‪.‬‬
‫حسب االحتٌاجات المحددة‪ٌ ،‬مكن اللجوء إلى نوعٌن من االستطبلعات التشاركٌة‪:‬‬
‫‪ -‬دراسة سوسٌو اقتصادٌة معمقة أواستطبلعات سرٌعة‪ ،‬تعتبر كأداة تشخٌصٌة متكاملة‪.‬‬
‫كلتا الطرٌقتٌن‪ ،‬لهما نفس الهدف ‪ :‬اكتساب فهم أفضل للتراب واشراك مختلف الفاعلٌن‬
‫المحلٌٌن فً عملٌة التنمٌة‪ ،‬الدراسة أو االستطبلع هً فً آن واحد أداة المعرفة و أداة إنعاة‪.‬‬
‫أ‪ -‬دراسة سوسٌو‪ -‬اقتصادٌة معمقة‪.‬‬
‫نلجأ إلى هذا النوع من الدراسة‪ ،‬عندما تكون المعطٌات حول المنطقة‪ .‬ال وجود لها‪ ،‬أو هً‬
‫عامة أو غٌر موثوق بها‪ .‬هذه الدراسة هً جد ثقٌلة ومكلفة وتتطلب وقت أكثر من‬
‫االستطبلعات التً سنتناولها فٌما بعد‪ ،‬وهً فً نفس الوقت دراسة استطبلعٌة و تشاركٌة إن‬
‫المعطٌات المحصل علٌها من هذه الدراسة‪ٌ ،‬مكن استعمالها الحقا فً تحدٌد و تنفٌد و إدارة و‬
‫تقٌٌم المشارٌع التنموٌة ‪:‬‬
‫دراسات اإلعداد و التقٌٌم‪ ،‬تشٌر هذه البٌانات إلى المزٌد من العروض‬ ‫‪ -‬على مستو‬
‫الممٌزة‪.‬‬

‫‪ -‬تشكل االستطبلعات – عند تحقٌق المشارٌع – لبنة لوضع نظام التتبع و التقٌٌم مرتكزا‬
‫فً ذلك على معاٌٌر و مؤشرات التً ثم تحدٌدها خبلل الدراسات التحضٌرٌة‪.‬‬
‫‪ -‬حتى ولو وجدت دراسات أساسٌة حول البلد أو المنطقة‪ ،‬غالبا ما ٌكون من الضروري‬
‫صقل المعرفة لمجموعة معٌنة من السكان أو أنواع معٌنة من األنشطة التً لم تحضى بتحلٌل‬
‫معمق فً الدراسات الموجودة سابقا‪.‬‬
‫ب‪ -‬استطالعات سرٌعة‪.‬‬
‫إن هذه االستطبلعات ‪ ،‬تستهدف وتركز تحدٌدا على األجوبة لمشكلة معٌنة ‪ ،‬قد تكون‪:‬‬
‫‪ -‬البحث لجمع معلومات دقٌقة حول موضوع معٌن ‪ :‬تقٌٌم لوضعٌات معٌنة‪ ،‬تحدٌد مسالك‬
‫من‬ ‫اجتماعٌة‪ ،‬ثقافٌة أو اقتصادٌة ممكنة‪ ،‬تحدٌد االستراتٌجٌات و المتطلبات لفئة أو ألخر‬
‫السكان‪...‬‬
‫‪ -‬اإلجابة عن سؤال ٌنطوي على مجموعة معقدة من العوامل تمكن فً أفق األنشطة‪ ،‬من معرفة‬
‫دقٌقة لبعض المجموعات المستهدفة‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ماهو المقصود من المشاركة‪.‬‬
‫ٌمكننا تحدٌد أربع مستوٌات للمشاركة ‪:‬‬
‫‪ -1‬المعلومة ‪ٌ :‬تم نشر المعلومات من األعلى إلى األسفل‪ٌ ،‬مكن تقلٌص هذه المعلومة‬
‫إلى الحد األدنى أو نشرها على نطاق واسع وتكٌٌفها مع المستهدفٌن ‪.‬على عكس‪ٌ ،‬مكن أن نحدد‬
‫البحث كرد معٌن للطلب الفردي أو الجماعً‪ .‬مع ذلك‪ٌ ،‬مكن للمعلومات أن تشكل األساس لمشاركة‬
‫الفاعلٌن‪.‬‬

‫‪ -2‬التشاور‪ٌ :‬تم من خبلل طلب رأي األشخاص المعٌنٌن بدون تقاسم عملٌة صنع‬
‫القرارات معهم‪ .‬إن استعمال دفاتر االقتراحات‪ ،‬استطبلعات الرأي‪ ،‬لقاء مجموعات من األشخاص‬
‫المجهولٌن‪ ...‬هً األدوات المعتادة االستعمال‪ .‬بالفعل ٌشكل الشخص فً هذه الحالة مادة أولٌة‬
‫سواء من وجهة نظر أو إحصائٌات‪ ،‬غالبا تم جمعها من منظور تقنً‪.‬‬
‫‪ -3‬التوايق ‪ٌ :‬ختلف عن التشاور‪ ،‬حٌث نعتبر المستجوب كمحاور‪ ،‬كما أن القرارات‬
‫المتخذة‪ ،‬تأخذ بعٌن االعتبار آرائه المعبر عنها‪ٌ .‬وضح التوافق دٌنامٌات المشاركة‪ .‬بالفعل إن‬
‫الموقف األحادي المتخذ من جانب واحد‪ ،‬لم ٌعد ٌمكن الدفاع عنه من قبل صانع القرار‪ ،‬ألن‬
‫المتحاورٌن ال ٌتحملن التحدث عن أي شًء كما أن الفاعلٌن أنفسهم ٌدمجون بعض مساهمات‬
‫الشركاء بواسطة دٌنامٌات الحوار كما أن هذا ٌكسبهم قٌمة‪ ،‬فاجتماع لجان المستخدمٌن حول‬
‫مشارٌع ٌشكل أكبر متال‪.‬‬
‫‪ -4‬الشراكة ‪ :‬تعنً إضفاء الطابع المؤسساتً على ممارسة المهام فً عرض واضح‬
‫‪ -‬من قبل الهٌئة العامة ‪ -‬لمجال مفتوح للحوار والتوافق واالستقرار واالعتراف المتبادل للشركاء‪.‬‬
‫للعمل بفعالٌة ثابتة‪ ،‬فإنه ٌتطلب إجماع حول القرارات المشتركة ونمط اإلدماج فً الهٌئة العامة ألن‬
‫مشاركة األعضاء فً هذه الهٌئات تعطً ضمانة بشأن األخذ بعٌن االعتبار لوجهات نظر‬
‫المستهدفٌن وشفافٌة اتخاد القرارات‪.‬‬
‫خاتمة‪ :‬مما سبق‪ ،‬نستنتج أن " ت‪.‬ت‪.‬ت " هو مرحلة من مراحل التخطٌط الترابً‪ ،‬مما ٌتطلب‬
‫إشراك كل الفعالٌات من ساكنة وفاعلٌن محلٌٌن قصد إنجازه مع التعرف على مكامن القوة‪،‬‬
‫الضعف المعٌقات‪(... ،‬سواء من الداخل أو الخارج) وتحدٌد اآلفاق المستقبلٌة‪ ،‬المحتملة‪ ،‬استنادا‬
‫إلى المشاكل المرتبطة بالتراب ووجهة نظر الساكنة و الفاعلٌٌن المحلٌٌن‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫المعطٌات‪.‬‬ ‫‪ .IV‬تحلٌل‬
‫انطبلقا من المعلومات المحصل علٌها‪ ،‬سنقوم بتحلٌلها و تسلٌط الضوء على مكامن القوة‬
‫و الضعف‪ ،‬الفرص‪ ،‬التهدٌدات و كذا األعمال الدٌنامٌة و الرئٌسٌة التً ٌجب أن تنفذ على‬
‫التراب‪ .‬هذا ٌعنً أن هذا التشخٌص ٌجب أن ٌظهر بوضوح دٌنامٌة التراب و السكان فً جمٌع‬
‫و مختلف أجزاء التراب بمعاٌنة االتجاهات العمٌقة للظواهر الملحوظة حول التراب‪:‬‬
‫الدٌموغرافٌا‪ ،‬االقتصاد‪ ،‬الحٌاة االجتماعٌة و الثقافٌة‪ ،‬القرارات السٌاسٌة‪.‬‬
‫‪ -1‬مكامن القوة‪:‬‬

‫بتقٌٌم الدٌنامٌات الماضٌة و الحاضرة للتراب بالنسبة للسٌر العام للنظام و قدرته على‬
‫تحقٌق أهداف السٌاسة المتعلقة بمحٌطه‪ٌ ،‬مكننا معرفة مكامن القوة و مزاٌا التراب مختلفة‬
‫األنواع ‪ :‬اقتصادٌة‪ ،‬اجتماعٌة‪ ،‬بٌئٌة و معمارٌة‪ ...‬وجود‪/‬غٌاب موارد معٌنة‪/‬مشاكل غالبا ما ٌتم‬
‫ذكرها كموارد للتراب من حٌث المجال‪ .‬الموارد‪ٌ ،‬مكن أن تهم تمركز بعض الظواهر فً مجال‬
‫أو مساحة محددة جٌدا أو وجودها على نطاق واسع على التراب و تنوعها بالنسبة لبعض‬
‫الظواهر‪.‬‬
‫‪ -2‬مكامن الضعف ‪:‬‬
‫إن تقٌٌم دٌنامٌات الماضً و الحاضر تطلعنا على مكامن الضعف فً التراب‪ ،‬مما ٌؤدي‬
‫إلى خلل فً كثٌر من األحٌان فً األداء مقارنة مع تسٌٌر النظم‪ .‬إن مكامن الضعف تشٌر أٌضا‬
‫إلى تكوٌنات الظواهر المكانٌة المحددة (االختبلالت الترابٌة‪ ،‬تفاقم التخصصات‪ ،‬والعزل‬
‫االجتماعً و المكانً ‪ ،‬و الصراعات الٌومٌة‪ ،)...‬معاٌنة فئات السكان المتضررة أكثر بالمشاكل‬
‫االجتماعٌة أو االقتصادٌة‪.‬‬
‫‪ -3‬الفرص‪:‬‬
‫ٌجب التطلع للتطورات المستقبلٌة الممكنة للتراب‪ ،‬ومعرفة العناصر المرجحة والتً‬
‫ٌمكن أن تشكل موارد التراب فً المستقبل‪ .‬الفرص ال تشكل بالضرورة حالٌا نقاط القوة‪ٌ .‬سعى‬
‫التشخٌص‪ -‬فً إطار نهج استباقً إرادي لتعبئة الموارد الطبٌعٌة ‪ -‬إلى تحدٌد مكامن الضعف و‬
‫التً تشكل حالٌا نقطة ضعف التراب (مثال‪ :‬وجود القفار الصناعً) ٌمكن أن تصبح فرص‬
‫حقٌقٌة للمستقبل وٌمكن تقٌٌمها بمثابة فرصة كبٌرة للتنمٌة فً المستقبل‪ .‬االهتمام بالمبادرات و‬

‫‪18‬‬
‫المشارٌع التً تبدو بالفعل مصدرا لبلبتكار‪ ،‬و بالموارد الداخلٌة و الخارجٌة التً ٌجب حشدها‬
‫لمختلف األعمال‪ .‬كما ٌجب كسر الحواجز بإحداث أنشطة فً المٌادٌن االجتماعٌة‪ ،‬االقتصادٌة‪،‬‬
‫الثقافٌة‪...‬‬
‫‪ -4‬التهدٌدات‪:‬‬

‫نفس الرؤٌة التطلعٌة ٌجب أن تحدد فً الدٌنامٌات الحالٌة‪.‬‬


‫إن الفرص و التهدٌدات ‪ٌ ،‬مكنها أٌضا أن تأتً من البٌئة الخارجٌة للنظام حٌث ٌمكن لهم أن‬
‫ٌتسببا فً تطورات إٌجابٌة أو سلبٌة للنظام‪ .‬مثال ‪:‬ارتفاع أسعار الوقود‬
‫باإلضافة إلى مكامن القوة‪ ،‬مكامن الضعف‪ ،‬الفرص المتاحة و التهدٌدات التً تمكن من‬
‫تقٌٌم التشخٌص الترابً‪ ،‬نضٌف معٌارٌن آخرٌن‪ ،‬هما المقترحات و األخطاء التً ٌجب تجنبها‪.‬‬
‫ففً إطار التشخٌص المساحات الحضرٌة‪ ،‬نقترح إضافة فئتٌن جدٌدتٌن بالنسبة لعملٌة التحلٌل‬
‫لفتح التشخٌص حول مشروع اإلعداد‪ ،‬الغرض من التشخٌص هو تنفٌد المشروع ‪.‬‬
‫االقتراحات‪ :‬ان األخذ بعٌن االعتبار لمكامن القوة والضعف‪ ،‬وخاصة الفرص و‬
‫التهدٌدات للتراب موضوع الدراسة‪ٌ ،‬نبغً أن ٌؤدي إلى اقتراحات للتخطٌط االستراتٌجً‬
‫والقدرة على تحقٌق التوازن فً العملٌة الترابٌة وتفعٌل الفرص‪ ،‬وإٌجاد األجوبة للتهدٌدات ‪.‬‬
‫وٌمكن لهذه االقتراحات‪ ،‬تعزٌز و تثمٌن عملٌات اتخاذ القرارات الجارٌة تارة‪ ،‬وتارة أخر‬
‫القطع مع التدخبلت السابقة حول التراب ‪.‬‬
‫األخطاء التً ٌجب تجنبها ‪ :‬إن معرفة القرارات السابقة المتعلقة بالتراب أو المجال‬
‫المدروس‪ ،‬تمكن من أخد الحذر بالنسبة للتنمٌة المستقبلٌة‪ .‬بالفعل‪ٌ ،‬مكن لصناع القرار‬
‫المحلٌٌن‪ ،‬أن ٌتشبثوا بالحلول الكبلسٌكٌة من أجل تطبٌقها على الوضع الحالً وهو ما ٌساهم‬
‫فً تفاقم التهدٌدات للتراب‪.‬‬
‫إن االقتراحات التً ٌجب أن نأخذها بعٌن االعتبار و‪ /‬أو األخطاء التً ٌجب تفادٌها‪،‬‬
‫ٌمكنها أن تتعلق بعناصر متمركزة بدقة داخل التراب‪ ،‬وٌمكنها كذلك أن تشكل التوجهات‬
‫االستراتٌجٌة لمعالجة المجبلت الجزئٌة األقل أو األكثر وضوح (واضحة المعالم)تحدٌدا‪ .‬إن هذه‬
‫التوصٌات واالجراءات الترابٌة تمثل على شكل رسم تخطٌطً‪ .‬هذا ال ٌشكل تصمٌما لئلعداد فً‬
‫حد ذاته‪ ،‬ولكن االستراتٌجٌات السابقة و المتعلقة بالتراب و الناتجة عن التشخٌص النظامً و‬

‫‪19‬‬
‫القادرة على توجٌه ‪ -‬على األقل فً مراحلها األولٌة ‪ -‬التنمٌة المتعاقبة لتصمٌم اإلعداد‪ .‬إن الرسم‬
‫ٌمكن أن ٌشمل مؤشرات متناقضة جزئٌا‪ ،‬نظرا لكون الفرص و التهدٌدات صممت طبقا‬
‫لسٌنارٌوهات مختلفة جزئٌا‪ .‬ولهذا ستكون مهمة خطة التنمٌة إعطاء الشكل المجالً الدقٌق و‬
‫المتناسق مع التوج هات المحددة بالنسبة لؤلهداف و السٌنارٌوهات التً اختٌرت فً إطار المنهج‬
‫التشاركً لصنع القرار‪.‬‬
‫إن تحلٌل النظم‪ٌ ،‬كشف عن القضاٌا الرئٌسٌة للتراب‪ ،‬ألنه ٌسمح بتقٌٌم أداء النظام الترابً فٌما‬
‫ٌتعلق باألهداف االجتماعٌة‪ ،‬مما ٌؤدي إلى اكتشاف فئة من الفئات األربع من الرسم البٌانً‪،‬‬
‫(‪" AFOM )SWOT‬أيوم"‬
‫‪ٌ =AFOM/ SWOT‬عتبر كإطار لتحلٌل جد متطور‪ .‬فهو عبارة عن شبكة لتحلٌل المحٌط حتى‬
‫نحدد استراتٌجٌة تناسب التنمٌة فهو ال ٌرتبط فقط ب " ت‪.‬ت "‪ ،‬بل نصادفه كدلك أثناء دراسة‬
‫المؤسسات‬
‫بالنسبة لمكامن القوة ومكامن الضعف‪ ،‬هما خاصٌات لصٌقة بالتراب وٌمكنهما أن ٌعرفا‬
‫تغٌرا‪.‬‬
‫‪ -‬مكامن القوة ‪ :‬ماهً نقط قوة التراب؟ ماهً الموارد؟ ماهً الصورة النمطٌة‬
‫للتراب؟‬
‫‪ -‬مكامن الضعف ‪ :‬ماهً محدودٌة التنمٌة؟ مثال ‪ :‬مشكل دٌموغرافٌاجتماعً‪،‬‬
‫تعلٌمً‪...‬‬
‫‪ ‬بالنسبة للفرص و التهدٌدات فهً تهم المحٌط ‪ٌ .‬جب انتهاز الفرص‪ ،‬ووضع خطط استباقٌة‬
‫بالنسبة للتهدٌدات‪.‬‬
‫‪ -‬الفرص ‪ :‬ماهً المزاٌا التً ٌمكن الحصول علٌها من خبلل التنمٌة؟ ماهً‬
‫اإلمكانٌات األخر إذا نجحت االستراتٌجٌات؟ ماهً الظروف االقتصادٌة؟‬
‫وهل ستكون لصالحنا؟‬
‫‪ -‬التهدٌدات ‪ :‬ماهً الحواجز؟ ماهً المجازفات؟ مثبل‪ :‬استنزاف‬
‫مورد‪،‬تعرض الموارد البٌئٌة للتلوث‪ ،‬تغٌٌر فً الظرفٌة االقتصادٌة‪ ،‬كل هذه‬
‫العوامل ٌمكن أن تؤدي إلى خطرالتخصص االقتصادي للتراب‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ -‬فمكامن القوة‪ ،‬الضعف‪ ،‬الفرص‪ ،‬التهدٌدات هً عبارة عن قٌم ولٌست‬
‫معطٌات فً حد ذاتها‪ .‬إذن هما معطٌات ٌجب إدماجها هكذا سٌرتكز‬
‫تشخٌصنا على طرٌقة ‪ ،AFOM‬انطبلقا من تكهنات وسٌنارٌوهات ‪ .‬فتحلٌل‬
‫‪ٌAFOM‬هدف إلى المساعدة ألخد القرارات ‪ .‬سنلخص هذا فً الجدول اآلتً‪:‬‬

‫تحلٌل ‪  AO‬بتقاطع مكامن القوة والفرص ‪ ‬كٌف ٌمكن استعمال نقاط القوة من أجل‬
‫االستفادة من الفرص؟‪.‬‬

‫تحلٌل ‪  AM‬بتقاطع القوة مع التهدٌدات ‪ ‬كٌف ٌمكن استعمال القوة اتجاه التهدٌدات؟‪.‬‬

‫بتقرراطع الضررعف مررع الفرررص ‪ ‬كٌرف ٌمكررن تجرراوز الضررعف لبلسررتفادة مررن‬ ‫تحلٌرل ‪ FO‬‬
‫الفرص؟‬

‫بتحلٌل ‪  FM‬بتقاطع الضعف مع التهدٌدات ‪ٌ ‬جب تجاوز الضعف لحصر التهدٌدات‪.‬‬

‫غالبا‪ ،‬ما تتم هذه التحلٌبلت بطرٌقة تشاركٌة‪ ،‬باستضافة الفاعلٌن المحلٌٌن والسكان‪.‬‬

‫عن طرٌق تحلٌل االتجاهات و االستراتٌجٌات‪ٌ ،‬مكننا استنتاج سٌنارٌوهات‪ .‬قلما ٌكون لنا‬
‫سٌنارٌو واحد‪ ،‬غالبا ما تكون لدٌنا سٌنارٌوهات وذلك باللجوء إلى تغٌٌر بعض المتحوالت لكً‬
‫نتمكن من خطوات استباقٌة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫باالستراتٌجٌة‪.‬‬ ‫‪ .V‬من التشخٌص إلى التعرٌف‬
‫بعد تقٌٌم التشخٌص ٌتم إعداد وثٌقة من طرف األعضاء الذٌن قاموا "ب‪ .‬ت‪ .‬ت" ‪ .‬ماهً‬
‫هذه الوثٌقة؟ تضم هذه الوثٌقة ‪:‬‬

‫‪ -1‬المحتو وعرض الوثٌقة ٌحددان االستراتٌجٌة المختارة ‪:‬‬


‫هذه الوثٌقة تمثل أوال منهجٌة السٌاق المقصود بالفعل ‪ .‬تلخص هذه الوثٌقة العناصر األكثر أهمٌة‬
‫وتبرز أٌضا المنهجً المتبعة واألهداف المتوخاة فً إطار التعبئة المستخدمة‪.‬‬

‫‪ -2‬تطرح هذه الوثٌقة كذلك‪:‬‬

‫‪ -‬الرؤٌة التً توحً بالمنهجٌة التً ٌجب اتباعها ( وهذا هو المطلوب بالنسبة‬
‫للتراب‪ ،‬وتمتد من خمسة‪ 5‬إلى ‪ 6‬سنوات) وتحقٌقها‪.‬‬
‫‪ -‬األهداف االستراتٌجٌة المحددة ‪ :‬مثبل ‪ :‬نرغب فً دعم ‪ 5‬أو ‪ 6‬عملٌات على‬
‫المد المتوسط‪.‬‬
‫‪ -‬أهداف العملٌة ‪ :‬النتائج المتوقعة فً زمن محدد على مجموعة من النقاط‬
‫تحدٌدا‪ ،‬و بالتزامن مع اإلجراءات‪.‬‬
‫‪ -3‬تحدٌد هذه الوثٌقة كذلك شروط تنفٌد عملٌة التنمٌة‪ ،‬مشٌرة‬
‫بالخصوص إلى ‪:‬‬

‫‪ -‬تعبئة المصادر والموارد البشرٌة ‪ ،‬المالٌة و التقنٌات ‪...‬‬


‫‪ -‬الشركات المكتسبة أو المقترحة‪.‬‬
‫‪ -‬التوارٌخ أو اآلجال المحددة من أجل تحقٌق مختلف األهداف لمختلف خطوات‬
‫تقٌٌم العمل من أجل تنقٌح هذه االستراتٌجٌة ‪...‬‬

‫‪ -4‬تقدم بالطرٌقة األكثر قراءة ممكنة ‪ :‬نص واضح‪ ،‬استخدام‬


‫المبٌانات‪ ،‬والجداول وبطاقات تصور الستراتٌجٌات وتحدٌد مناطق التدخل ذات‬
‫األولوٌة ‪ٌ.‬جب أن تظهر هذه الوثٌقة وبشكل واضح االختٌارات التً أنجزت ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ -5‬انتشارها ٌجب أن ٌكون واسع النطاق ومؤمن اتجاه جمٌع الفاعلٌن‬
‫المعنٌٌن‪ .‬وإذا لزم األمر ٌجب أن تكون رهن جمٌع السكان المستهدفٌن ‪.‬‬

‫‪ .VI‬أصناف التشخٌص الترابً‪.‬‬

‫‪ -1‬التشخٌص التشاركً ‪:‬‬

‫ٌعتبر التشخٌص التشاركً نشاطا ٌنجز داخل مجال ترابً معٌن ‪ :‬الجماعة‪ ،‬الحً‪،‬‬
‫الدوار‪ٌ ....‬هدف إلى معرفة المؤهبلت والفرص المتاحة وكذا الصعوبات واإلشكاالت المعترضة‬
‫لمسار التنمٌة من أجل اٌجاد الطرق والوسائل إلعداد آلٌات التحكم الجماعً فً المشاكل من‬
‫خبلل برمجة األنشطة التً سوف تعززالمشاركة الواسعة و بالتالً تساهم فً تنمٌةالجماعة‪.‬‬
‫إضافة إلى أنه ٌعد من أهم المراحل لنجاح العمل التنموي وضمان شرط االستدامة‪ .‬وبناءا على‬
‫نتائجه‪ٌ ،‬تم تحدٌد المعٌقات و الحاجٌات و األولوٌات التً ٌتم من خبللها إعداد أهداف وغاٌات‬
‫البرنامج من خبلل التفكٌر مع السكان فً حالتهم ووضعٌتهم وتسهٌل الحوارالجماعً والتواصل‬
‫اإلٌجابً‪ ،‬حتى ٌتسنى للجمٌع التعبٌر عن آرائهم و المشاركة فً أخذ القرار و االلتزام به وتقاسم‬
‫مسؤولٌة الفشل أو النجاح‪.‬‬
‫وٌمكن تقسٌم التشخٌص الترابً التشاركً – انطبلقا من معٌار الدقة المطلوبة وعامل الوقت‬
‫المتاح للتنفٌذ‪ -‬إلى ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تشخٌص معمق ‪ٌ :‬عتمد تحقٌق هذا التشخٌص على شرطٌن ‪:‬‬
‫‪ -‬اتساع الغبلف الزمنً المتاح‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع حجم الموارد والوسائل الضرورٌة للتنفٌذ‪ .‬وٌهم استكشاف األبعادالطبٌعٌة‬
‫االجتماعٌة االقتصادٌة‪ ،‬الثقافٌة‪ ،‬المؤسساتٌة‪ ...‬والعبلقات القانونٌة التً تربط هذه‬
‫األبعاد‪ ( .‬بشكل خاص) بطرٌقة متأنٌة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ب‪ -‬تشخٌص سرٌع ‪ :‬وهو بالعكس اآلخر‪ ،‬ال ٌحتاج إلى الحد األدنى من الوقت أو‬
‫الموارد والوسائل‪ .‬وهو عبارة عن جولة سرٌعة تهم المجال بشكل عام من أجل‬
‫استكشاف األبعاد ذات األهمٌة القصو ‪.‬‬
‫وكبل التشخٌصٌن ٌهتم باإلجابة على سؤالٌن ‪:‬‬
‫ماذا نشخص؟ ٌنصب هذا السؤال عن موضوع التشخٌص أي مجموع المعطٌات والمعلومات‬
‫المستهدفة‪.‬‬
‫كٌف نشخص ؟ ٌتعلق هذا السؤال بطرٌقة التشخٌص أي مجموع الوسائل والطرق المعتمدة فً‬
‫جمع تلك المعطٌات والمعلومات‪.‬‬

‫‪ - 2‬التشخٌص المؤسساتً ‪.‬‬

‫حالٌا‪ ،‬تواجه معظم المؤسسات العدٌد من التحدٌات فً ظل األوضاع االقتصادٌة‬


‫والعالمٌة الجدٌدة ‪ ،‬نظرا لوجود التكتبلت االقتصادٌة فً المنافسة الدولٌة مما تضطر معه‬
‫المؤسسات لنهج استراتٌجٌات حتى تتمكن من التموقع على خرٌطة العالم الجدٌد ‪.‬‬
‫لذا فعلى المؤسسات التً ترٌد البقاء والنمو‪ ،‬أن تنمً استراتٌجٌات تحسبا للظروف المتغٌرة‬
‫والمتجددة‪ ،‬ألنها تخضع باستمرار لعدٌد من المتغٌرات‪ .‬هذه األخٌرة‪ ،‬قد تتٌح للمؤسسة فرص‬
‫معٌنة ٌمكن استغبللها أو تهدٌدات علٌها تجنبها‪ .‬وبناءاعلى تشخٌص المحٌط وما ٌطرأ علٌه من‬
‫متغٌرات‪ٌ ،‬جب على المؤسسة أن تتكٌف مع الظروف وتغٌر نظرتها لؤلسواق والمنافسٌن‬
‫والمنتجات وتنمٌة االستراتٌجٌات لمواجهة تلك الظروف المتغٌرة‪.‬‬
‫وٌنقسم هذا التشخٌص إلى ثبلث أنواع ‪:‬‬
‫‪ .2-1‬التشخٌص اإلداري ‪ :‬وٌتجلى فً قٌام اإلدارة العلٌا بإتاحة الفرص‬
‫لرؤساء الوحدات ورؤساء األنشطة بالمشاركة فً وضع تصور للمؤسسة بالتفكٌر فً مكامن‬
‫القوة والضعف للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ .2-2‬التشخٌص الوظٌفً ‪ :‬وٌرتكز هذا التشخٌص حول األنشطة‬
‫والعملٌات الرئٌسٌة للمؤسسة مثل اإلنتاج ‪،‬التسوٌق التموٌل ‪.‬‬
‫‪ .2-3‬التشخٌص االستراتٌجً ‪ :‬وهو تشخٌص البٌئة الداخلٌة والخارجٌة للمؤسسة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -3‬التشخٌص االستراتٌجً ‪ :‬نموذج المؤسسة أو المقاولة‪.‬‬

‫األركان األساسٌة للتسٌٌر االستراتٌجً‪ ،‬إذ‬ ‫ٌتسم بالسعة والشمول وٌشكل إحد‬
‫ٌتخصص فً تقٌٌم وتحدٌد العناصر االستراتٌجٌة فً المحٌط من يرص متاحة وتهدٌدات تحد‬
‫من قدرة المؤسسة على االستفادة من هذه الفرص وموازاتها مع عناصر القوة والضعف‬
‫الداخلٌة بها‪.‬‬

‫وٌرتكز التشخٌص االستراتٌجً على بعدٌن متكاملٌن ‪:‬‬

‫بعد داخلً (التشخٌص الداخلً ) للمؤسسة وبعد خارجً (التشخٌص الخارجً) خاص بمحٌط‬
‫المؤسسة باعتبار هذه األخٌرة نظام مفتوح على المحٌط واالستراتٌجٌة التً تأخذ بعٌن االعتبار‬
‫العبلقة بٌن المؤسسة والمحٌط كما ٌوضح الشكل اآلتً ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أبعاد التشخٌص االستراتٌجً ‪:‬‬
‫التشخٌص االستراتٌجً‬

‫داخلً‬ ‫خارجً‬

‫المؤسسة‬ ‫المحٌط‬

‫مكامن القوة‪ /‬مكامن‬


‫الفرص‪ /‬التهدٌدات‬
‫الضعف‬
‫الرؤٌة االستراتٌجٌة‬
‫المهارات الموارد‬

‫القدرات االستراتٌجٌة‬
‫حالة محٌط المؤسسة‬
‫للمؤسسة‬

‫االتجاهات االستراتٌجٌة الممكنة‬

‫‪25‬‬
‫ب‪ -‬مفهوم التشخٌص الخارجً ‪:‬‬
‫ٌعرف التشخٌص الخارجً بأنه عملٌة استكشاف وفحص العوامل والمتغٌرات‬
‫المنافسة وذلك من أجل تحدٌد‬ ‫االقتصادٌة والتكنولوجٌة والسٌاسٌة واالجتماعٌة والثقافٌة وقو‬
‫الفرص والتهدٌدات الموجودة فً محٌط المؤسسة ومعرفة مصادر ومكونات هذه الفرص‬
‫والتهدٌدات من خبلل تجزئتها إلى عناصر أو أجزاء فرعٌة وفهم عبلقات التأثٌر والتأثر فٌما‬
‫بٌنهما من جهة وبٌن مؤسسة األعمال من جهة أخر ‪.‬‬

‫ج‪ -‬مفهوم التشخٌص الداخلً ‪:‬‬

‫ٌهم عملٌة فحص وتحلٌل العوامل الخاصة بوظائف وأنشطة المؤسسة وكذا مهنة المؤسسة‬
‫والكفاءات التً تتوفر علٌها ونظام المعلومات فٌها‪ٌ ،‬عنً عملٌة تحلٌل األنشطة االستراتٌجٌة‬
‫الخاصة بالمؤسسة كل على حدة من أجل تحدٌد مكامن القوة والضعف الداخلٌة‪ ،‬ومقارنتها مع‬
‫المنافسٌن‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الترابً‪:‬‬ ‫‪ - VII‬بعض نماذج التشخٌص‬
‫لسٌرورة التنمٌة‬ ‫بالنسبة للكاتبٌن ‪ٌ ،Lardon et Pireteau‬عتبر التشخٌص ذا أهمٌة قصو‬
‫الترابٌة ‪ :‬إنه ٌعطً األداة وٌرافق وٌوجه التنمٌة الترابٌة‪ ،‬إنه ٌؤدي إلى دٌنامٌة العمل ‪.‬‬
‫لذا ٌقترح الكاتبان أن ٌتضمن التشخٌص ‪ 4‬مراحل ‪:‬‬
‫‪ -‬وضعٌة األماكن ‪ :‬التحلٌل المنظم للوقائع واألعمال التً تخص التراب‪ .‬تعتبر‬
‫وضعٌة األماكن عبارة عن نظام منظم وتراتبً حٌث تحلل‬
‫تركٌبةعناصره والعبلقة فً بٌنهم‪.‬‬
‫‪ -‬تحدٌد القضاٌا ‪ :‬صٌاغة من الناحٌة االقتصادٌة‪ ،‬االجتماعٌة‪ ،‬والبٌئٌة لآلثار‬
‫المحتملة الدٌنامٌات فً العمل والمخاطر ‪.‬‬
‫‪ -‬اختٌاراالستراتٌجٌة ‪ :‬ترتٌب القضاٌا حسب الدٌنامٌات الملحوظة واألهداف‬
‫المحددة ‪.‬‬
‫‪ -‬اقتراح مسارات العمل ‪ :‬االعتماد على تدابٌر أو أعمال من شأنها تغٌٌرٌرضاه‬
‫الفاعلون‬

‫مختلف مراحل التشخٌص الترابً ‪:‬‬

‫إقرار‬ ‫الخطوات المستقبلٌة‬

‫تطبٌق‬ ‫خطة عمل‬ ‫اقتراحات‬ ‫اختٌار‬ ‫تحدٌد القضاٌا‬ ‫وضعٌة‬


‫العمل‬ ‫استراتٌجٌة‬ ‫األماكن‬
‫المدة‬ ‫التشخـــــــــــٌص‬

‫فً بعض الحاالت نمر مباشرة من وضعٌة األماكن إلى اقتراحات عملٌة ونغض الطرف عن‬
‫تحدٌد القضاٌا واختٌار االستراتٌجٌات (لتفادي المشاكل والمعارضات)‪ ،‬لكون هاته المراحل‬
‫ٌصعب تنفٌذها نظرا لغٌاب طرق معالجتها‪.‬‬
‫اتبع الكاتبان منهجٌة مبلئمة لسٌاق وأهداف "ت‪.‬ت"‪ ،‬إذا أخدا بعٌن االعتبارثبلث أهداف ‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ -‬تحدٌد مسار الدعم الحالً للشخص الموجود فوق التراب (قطاع الصحة‪،‬‬
‫الرٌاضة‪.)...‬‬
‫‪ -‬عامل الوقت ‪:‬شهرٌن ‪.‬‬
‫‪ -‬الوسائل الموضوعة تحت التصرف‪ :‬الموارد البشرٌة‪ ،‬المادٌة‪...،‬‬
‫لئلجابة عن اهداف التشخٌص المقررة سابقا‪ ،‬اتبعا الكاتبان‪ ،‬خطة عمل تتضمن كلتا‬

‫الطرٌقتٌن(‪ )DATAR‬جمع المعطٌات‪ ،‬المقاببلت مع الفاعلٌن الترابٌن (‪ )CLBE‬من أجل جمع‬

‫المعلومات بطرٌقة رسمٌة أو غٌر رسمٌة لتثمٌن "وضعٌة األماكن " ولمعرفة دور كل الفاعلٌن‬

‫فً التحلٌل االستراتٌجً للتراب‪ ،‬اللقاءات الجماعٌة والمقاببلت الفردٌة‪ .‬كما اختار طرٌقة‪.‬‬

‫"المناهج الكٌفٌة فً العلوم االجتماعٌة" ‪ :‬إذ اعتمدا على مقاببلت شبه توجٌهٌة‪ ،‬هذا ٌعنً أن‬

‫األسئلة ملتصقة ومرتبطة ببعضها البعض قدر اإلمكان خبلل االستجواب‪ ،‬للتحقق بأن المحاور‬

‫كلها تم التطرق إلٌها‪.‬‬

‫مثال ‪ : 1‬التشخٌص " التعلٌمً"‪.‬‬

‫‪ -1‬بطاقة ( أو وثٌقة ) التعرٌف المجالٌة ("ت ‪ .‬ت ")‪.‬‬


‫‪ -‬االسم ‪ :‬الجماعة أو الجماعات ‪.‬‬
‫‪ -‬الجماعات أو البلدٌات ‪ :‬مجتمع حضري ‪ ،‬حً ‪...‬‬
‫‪ -‬عدد السكان‬
‫‪ -‬نسبة السكان من الشباب واألطفال‪.‬‬
‫‪ ‬خصائص الساكنة ( الفئات االجتماعٌة المهنٌة‪ ،‬نوع السكن ‪)...‬‬
‫‪ -‬عدد ونوع المؤسسات التعلٌمٌة‪.‬‬
‫‪ -‬عدد المرافق الرٌاضٌة وتصنٌفها ‪.‬‬
‫‪ -‬عدد المرافق الثقافٌة وأنشطتها ‪.‬‬
‫‪ -‬نسبة البطالة لد الشباب حسب المنطقة والسن ‪ ،‬عمالة النساء‪...‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ -2‬التشخٌص التعلٌمً ‪.‬‬
‫‪ -‬تحلٌل حسب المؤسسات التعلٌمٌة ‪.‬‬
‫‪ -‬األجهزة الموجودة‪ ،‬فوائدها‪ ،‬صعوبتها ‪.‬‬
‫‪ -‬نقاط القوة والضعف فً هذا المجال ‪.‬‬
‫‪ -‬مؤهبلت المدٌنة ‪.‬‬
‫‪ -‬الطلب االجتماعً ‪.‬‬
‫‪ -‬مجاالت التحسٌن ‪.‬‬

‫‪ -3‬مصادر المعلومات ‪.‬‬


‫ٌمكننا الحصول على هذه المعلومات من عدة مصادر ‪:‬‬
‫‪ -‬المدٌرٌة اإلقلٌمٌة للشباب والرٌاضة ‪ :‬المعدات الرٌاضٌة (جرد للمرافق‬
‫الرٌاضٌة والجمعٌات والمدربٌن الرٌاضٌٌن ومؤسسات األنشطة الثقافٌة‬
‫وأجهزة الشباب )‪.‬‬
‫‪ -‬الوكاالت المتخصصة ‪ :‬مدٌرٌة اإلحصاء ( السكان وخصائصهم )‪ ،‬الحركة‬
‫الرٌاضٌة ‪ :‬نوادي‪ ،‬نوعٌة العرض‪...،‬‬
‫‪ -‬اإلدارات األخر للدولة ‪ :‬السكان المتمدرسون ‪ ،‬الشغلٌن ‪...‬‬
‫‪ -‬السلطات المحلٌة ‪.‬‬
‫االستشهاد بمصادر المعلومات‪ ،‬التحقق والتقاطع ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪29‬‬
‫‪:‬‬ ‫مثال‬
‫تحالٌل قطاعٌة‬

‫‪ ‬الوسط الطبٌعً ‪ ،‬الموارد البٌئٌة ‪.‬‬

‫‪ ‬النمو الدٌموغرافً والتفاوتات المجالٌة ‪.‬‬


‫‪ ‬الفبلحة والتنمٌة القروٌة‪.‬‬
‫التشخٌص المجالً العام‬
‫‪ ‬األنشطة غٌر الفبلحٌة‪.‬‬
‫‪ ‬الجهاز الحضاري ‪ :‬جاذبٌة وتنافسٌة المدن ‪.‬‬
‫‪ ‬عوامل االندماج الجهوي‪.‬‬

‫تحلٌل المؤهبلت ‪ ،‬المعٌقات‬

‫الفرص والمخاطر ‪.‬‬

‫الرهانات والتوجٌهات‬ ‫الرهانات والتوجٌهات‬ ‫الرهانات والتوجٌهات‬


‫على المستوى المحلً‬ ‫على المستو الوطنً‬
‫على المستو الجهوي‬

‫مشاورات عامة‬

‫اقتراح مجاالت المشارٌع‬

‫‪,,n‬‬
‫االنطالق يً أعمال‬

‫‪‬‬
‫تحدٌد االختٌارات‬
‫االستراتٌجٌة‬ ‫مشاورات محلٌة‬
‫وبرنامج التدخل‬
‫الجهوي المندمج‬
‫‪30‬‬
Bibliographie

Alexandre provost.

- Repères méthodologiques Pour la réalisation de diagnostics


territoriaux au Québec .
- Sherbrooke, Québec Canada, mars 2011.
"Le marketing territorial et l’attractivité des territoires".
D’après le mercator 2010 et V. Gollain 2016.
- "Le diagnostic territorial participatif intégrant le genre
(DTPG)".
Un partenariat entre le réseau ASTER et le RADEV.
Décembere 2007.
SAID BONJROUF.
- "Tourisme et aménagement du territoire au maroc :Quels
agencement ?"
Téaros . Revue de recherche en tourisme 24-1/2005.
DEBARBIEUX B et LARDONS.
- "Figures du projet territorial".
2003. Ed de L’aube, Dator, collectin bibliothèque des
territorial.

31

You might also like