You are on page 1of 6

‫"مضناك"‬

‫شرح قصيدة ُ‬
‫بقلم األستاذ هناد خوري‬
‫‪1‬‬
‫الصب"‬
‫ّ‬ ‫قصيدة "مضناك" ألمحد شوقي َغنّاها حممد عبد الوهاب‪ ،‬وقد نظمها أمري الشعراء معارضة لقصيدة "اي ليل‬
‫للحصري القريوانّ‪ ،2‬وهي من عيون الشعر العريب القدمي‪.‬‬

‫وبك ـاهُ َورح ـ َم عُ ـوُدهُ‬ ‫ُمضناك جفاهُ َم ْرقَ ُدهُ‬ ‫‪.1‬‬


‫مقروح اجلف ِن مسه ُدهُ‬ ‫القلب ُم َعذبُهُ‬ ‫حريا ُن ِ‬ ‫‪.2‬‬
‫ُ‬
‫تنه ُدهُ‬ ‫الصخر ُّ‬‫َ‬ ‫ذيب‬
‫ويُ ُ‬ ‫أتوُههُ‬ ‫الوْر َق ُّ‬ ‫يستهوي ُ‬ ‫‪.3‬‬
‫ِ‬
‫الليل ويـُ ْقع ُدهُ‬ ‫قيم َ‬ ‫ويُ ُ‬ ‫النجم ويُتعبُهُ‬ ‫ويناجي َ‬ ‫‪.4‬‬
‫فرُدهُ‬ ‫ك ُم َ‬ ‫الس َورة" أنّ َ‬‫و" ُّ‬ ‫ت بيُو ُس ِف ِه‬ ‫احلسن َحلَ ْف ُ‬
‫ُ‬ ‫‪.5‬‬
‫شهدهُ‬
‫ث تَ ُ‬ ‫يدها لو تُـْبـ َع ُ‬ ‫َ‬ ‫كل ُمقط َع ٍة‬ ‫ومتنت ُّ‬ ‫‪.6‬‬
‫ُّك ََْي َح ُدهُ؟‬ ‫أكذلك خد َ‬ ‫َ‬ ‫اك َزكِي َد ِمي‬ ‫ت َعْيـنَ َ‬‫َج َح َد ْ‬ ‫‪.7‬‬
‫أشهدهُ‬
‫ُ‬ ‫فأشرت خل ِّد َك‬
‫ُ‬ ‫قد عز ُشهودي إذ َرمتا‬ ‫‪.8‬‬
‫ال يـ ْق ِدر و ٍ ِ‬
‫اش يـُ ْفس ُدهُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ك ما‬ ‫احلب وبينَ َ‬ ‫بيين يف ِّ‬ ‫‪.9‬‬
‫ُوص ُدهُ؟‬ ‫الس ْلو ِان وأ ِ‬‫ابب ُّ‬ ‫فتح يل‬ ‫ما ُ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ابل العاذل يَ ُ‬ ‫‪.10‬‬
‫َقول‪ :‬وأ ِ‬
‫ك أ َْعبُدهُ‬ ‫ُوش ُ‬ ‫فأ ُ‬ ‫ويقول‪ :‬تكاد ُُت ُّن به‬ ‫ُ‬ ‫‪.11‬‬
‫ِ‬ ‫وحي يف ي ِدهِ‬ ‫موالي ور ِ‬
‫مت يَ ُدهُ‬ ‫ضيعها َسل ْ‬ ‫قد َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ُ‬ ‫‪.12‬‬
‫َضلُ ِع َم ْعبَ ُدهُ‬
‫وحنااي األ ْ‬ ‫يدق لهُ‬ ‫القلب ُّ‬ ‫انقوس ِ‬ ‫‪.13‬‬
‫ُ‬
‫نض ُدهُ‬‫الياقوت ُم ّ‬
‫َ‬ ‫قسم‬
‫َ‬ ‫قسماً بثنااي لؤلُ ِؤها‬ ‫‪.14‬‬
‫تربُدهُ‬ ‫ِ‬
‫ابلقلب ّ‬ ‫خطرت سلوى‬
‫ْ‬ ‫خنت هو َاك‪ ،‬وال‬ ‫ما ُ‬ ‫‪.15‬‬

‫‪1‬‬
‫حلب‪:‬‬
‫يف األبيات األربعة األوىل يصف الشاعر عذابه ومعاانته بسبب ا ّ‬

‫ورح ـ َم عُ ـو ُدهُ‬
‫وبك ـاهُ َ‬ ‫‪ُ .1‬مضناك جفاهُ َم ْرقَ ُدهُ‬
‫ضناك‪ُ :‬مع ّذبُك‪ .‬الشاعر خياطب حبيبَه أي حمبوبته‪ .‬كلمة احلبيب يف اللغة تستعمل للمؤنث واملذكر‪.‬‬
‫ُم َ‬
‫املضىن‪ :‬املتعب‪ ،‬املع ّذب وهو الشاعر نفسه العاشق‪.‬‬
‫جفاه‪ :‬فارقه‪ ،‬ابتعد عنه‪.‬‬
‫مرقده‪ :‬سرير نومه‪.‬‬
‫جفاه مرقده‪ :‬كناية عن عدم النوم‪.‬‬
‫عُ ّوده‪ :‬املفرد العائد وهو الزائر وقت املرض‪.‬‬
‫كل من يزوره يبكيه ويشفق على حاله‪.‬‬
‫واملعىن أ ّن ّ‬

‫مقروح اجلف ِن مسه ُدهُ‬


‫ُ‬ ‫ِ‬
‫القلب ُم َعذبُهُ‬ ‫‪ .2‬حريا ُن‬
‫ومسهد‪ .‬أي إ ّن عينيه أصبحتا جمروحتني‬
‫ومع ّذب‪ ،‬وإ ّن جفنه مقروح ّ‬
‫يقول يف البيت الثان‪ :‬إ ّن قلبه َحريان ُ‬
‫من كثرة البكاء‪ ،‬وال تعرفان النوم‪.‬‬

‫تنه ُدهُ‬
‫الصخر ُّ‬
‫َ‬ ‫ذيب‬
‫ويُ ُ‬ ‫أتو ُههُ‬
‫الوْر َق ُّ‬
‫‪ .3‬يستهوي ُ‬
‫يستهوي‪ :‬يشتهي‪َ ،‬يذب‬
‫الورق‪ :‬املفرد ورقاء وهي احلمامة‪.‬‬
‫ُ‬
‫أتوهه‪ :‬آهاته‪ ،‬أوجاعه‪.‬‬
‫ّ‬
‫حت احلمام أصبح ينجذب آلهاته وأحزانه‪.‬‬
‫احلمام مشهور ابلنواح‪ .‬يقول‪ّ :‬‬
‫تنه ُده‪ :‬تنهداته الصادرة من صدره املشتعل بنار العشق‪.‬‬
‫ّ‬
‫يقول‪ :‬إ ّن تنهداته أصبحت تذيب الصخر بسبب ما حتمله من هليب منبعث من صدره‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الليل ويُـ ْق ِع ُدهُ‬
‫قيم َ‬ ‫ويُ ُ‬ ‫النجم ويُتعبُهُ‬
‫َ‬ ‫‪ .4‬ويناجي‬
‫يناجي النجم‪ :‬خياطب النجم‪.‬‬
‫ميضي ليله يناجي النجوم ويتعبها‪ ،‬فهو ال يعرف طعم النوم‪ ،‬ويقضي الليل حريان سهران‪.‬‬

‫يف االبيات األربعة التالية ‪ 5،6،7،8‬يصور الشاعر حماسن حمبوبته ومجاهلا‪:‬‬

‫فر ُدهُ‬
‫ك ُم َ‬
‫ورة" أنّ َ‬
‫الس َ‬
‫و" ُّ‬ ‫ت بيُو ُس ِف ِه‬
‫احلسن َحلَ ْف ُ‬
‫ُ‬ ‫‪.5‬‬
‫احلُسن‪ :‬اجلمال‪.‬‬
‫يوسفه‪ :‬املقصود يوسف بن يعقوب سيّد اجلمال‪.‬‬
‫السورة‪ :‬سورة يوسف الواردة يف القرآن‪.‬‬
‫يقول‪ :‬إنّه أقسم بيوسف والسورة أ ّن مجال حمبوبته فريد ال مثيلَ له‪.‬‬

‫ث تَشه ُدهُ‬
‫ي َدها لو تُـ ْبـ َع ُ‬ ‫كل ُمقط َعة‬
‫‪ .6‬ومتنت ُّ‬
‫وهن يف‬
‫أيديهن ّ‬
‫ّ‬ ‫كل مقطّعة يدها‪ :‬إشارة إىل القصة الواردة يف سورة يوسف عن الفتيات اللّوايت قطّعن‬
‫ّ‬
‫قلبهن به‪( .‬سورة يوسف آية‬
‫هلن يوسف فجأة‪ ،‬وقد ُُبرن جبماله‪ ،‬ومل يشعرن ابألمل لشغل ّ‬
‫املطبخ‪ ،‬عندما ظهر ّ‬
‫كل واحدة من هؤالء أن تُ َبعث إىل احلياة من جديد كي تشاهد هذا اجلمال‪ ،‬مجال‬
‫‪ .)31‬يقول‪ :‬متنّت ّ‬
‫حمبوبته‪.‬‬
‫أكذلك ُّ‬
‫خد َك ََْي َح ُدهُ؟‬ ‫َ‬ ‫اك َزكِي َد ِمي‬
‫ت َع ْيـنَ َ‬
‫‪َ .7‬ج َح َد ْ‬
‫جحدت‪ :‬أنكرت‪ ،‬أي أنكرت عيناها ما فعلتا (قتله)‪.‬‬
‫دمي الطاهر الذي أراقته أو سفكته حمبوبته‪.‬‬
‫كي دمي‪َ :‬‬
‫زّ‬
‫أثرا لدمه املسفوك‪ .‬وهذا دليل مجال عينيها وسحرمها‪ ،‬ال ّن مجال‬
‫عيين حمبوبته فال َيد ً‬
‫يقول‪ :‬إنّه ينظر إىل َ‬
‫انصعا‪.‬‬
‫العينني أن َيتمع البياض والسواد (احلََوُر)‪ .‬وأن يكون البياض يف العينني ً‬
‫بالغي‪ :‬أكذلك خ ّدك‬
‫ّ‬ ‫بينما االمحرار يف اخلدين دليل اجلمال‪ .‬لذلك يتساءل يف عجز البيت أبسلوب‬
‫َيحده؟ هل يُعقل أن يُنكر خ ّداك دمي واالمحرار ظاهر عليهما؟‬
‫الشاعر يصف حماسن حمبوبته‪ ،‬مجال عينيها وخ ّديها‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫فأشرت خل ِّد َك أشه ُدهُ‬
‫ُ‬ ‫رمتا‬
‫‪ .8‬قد عز ُشهودي إذ َ‬
‫يف هذا البيت يقول‪ :‬ليس عنده شهود على ما فعلت به عيناها سوى خ ّديها‪.‬‬
‫ابلرامي‪ .‬وقد أصيب بسهامهما وقتلتاه‪.‬‬
‫عيين حمبوبته ّ‬
‫إذ رمتا‪ :‬حني رمتا‪ ،‬يشبّه َ‬
‫يقول‪ :‬إن شاهده الوحيد على ما فعلت عيناها هو خدُّها‪ .‬فامحرار خ ّديها كما يقول من دمه املسفوك أو‬
‫املراق‪.3‬‬

‫ينتقل الشاعر يف األبيات ‪ 9،10،11‬ليصف عظم حبّه هلا‪:‬‬

‫ال يَـ ْق ِد ُر واش يُـ ْف ِس ُدهُ‬ ‫ك ما‬ ‫‪ .9‬بيين يف ِّ‬


‫احلب وبينَ َ‬
‫احلب بني العاش َقني‪.‬‬
‫عدو العاشق الذي يسعى إىل إفساد ّ‬
‫النمام‪ ،‬وهو ّ‬
‫الواشي‪ّ :‬‬
‫خيربه‪.‬‬
‫فسده أو ّ‬ ‫أي و ٍ‬
‫اش أن يُ َ‬ ‫يقول خماطبًا حمبوبته‪ :‬إ ّن حبّهُ هلا عظيم لدرجة ال يستطيع ُّ‬

‫ُوص ُدهُ؟‬ ‫السل ِ‬


‫ْوان وأ ِ‬ ‫ابب ُّ‬ ‫فتح يل‬ ‫ما ُ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ابل العاذل يَ ُ‬ ‫‪.10‬‬
‫العاذل‪ :‬الالئم‪ ،‬وعادة يكون قريبًا من العاشق‪ ،‬ويلومه ألجل مصلحته‪.‬‬
‫ابب السلوان‪ :‬النسيان‪.‬‬
‫وأوصده‪ :‬أغلقه‪.‬‬
‫كل أبواب السلوان‪.‬‬
‫يقول‪ :‬إن العاذل يلومين ويق ّدم يل طرقًا كثرية ألنساك‪ ،‬لكنّين أرفضها‪ ،‬وأغلق ّ‬

‫ك أَ ْعبُدهُ‬ ‫َقول‪ :‬وأ ِ‬


‫ُوش ُ‬ ‫فأ ُ‬ ‫ويقول‪ :‬تكاد ُُت ُّن به‬
‫ُ‬ ‫‪.11‬‬
‫ُتن به‪ ،‬فيجيب‪ :‬وأكثر من ذلك وأوشك أن أعبده‪.‬‬
‫ويقول له هذا العاذل‪ :‬إنّك تكاد ّ‬
‫احلب‬
‫ما أراد الشاعر أن يقوله‪ :‬إنّه رغم ما يسبب له حبّه من أمل وعذاب‪ ،‬فانّه يرفض أن يتنازل عنه‪ .‬فهذا ّ‬
‫يبقى عنده عش ًقا مجيالً‪.‬‬
‫ضيعها َسلِ ْ‬ ‫موالي ور ِ‬
‫وحي يف ي ِدهِ‬
‫مت يَ ُدهُ‬ ‫قد َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ُ‬ ‫‪.12‬‬
‫موالي‪ :‬سيّدي‪ ،‬يف هذا البيت يصل الشاعر إىل ذروة التعبري عن تعلقه مبحبوبته عندما خياطبها مبوالي‪.‬‬
‫يقول‪ :‬إ ّن حمبوبته متلك روحه‪ ،‬وقد ضيّعتها (قتلته) ومع ذلك سلمت يداها‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وحنااي األَ ْ‬
‫ضلُ ِع َم ْعبَ ُدهُ‬ ‫القلب ُّ‬
‫يدق لهُ‬ ‫ِ‬ ‫انقوس‬
‫ُ‬ ‫‪.13‬‬
‫انقوس القلب‪ :‬جرس القلب‪.‬‬
‫يشبّه قلبه ابلناقوس لقوة خفقانه‪.‬‬
‫حنااي األضلع‪ :‬الصدر‪.‬‬
‫يدق ملواله (حمبوبته) وإ ّن صدره مكان عبادته‪( .‬حت نفهم املعىن علينا الربط بني‬
‫يقول الشاعر‪ :‬إ ّن قلبه ّ‬
‫كلمات‪ :‬موالي‪ ،‬انقوس‪ ،‬معبده)‪.4‬‬

‫ض ُدهُ‬
‫الياقوت ُمن ّ‬
‫َ‬ ‫قسم‬
‫َ‬ ‫قسماً بثنااي لؤلُ ِؤها‬ ‫‪.14‬‬
‫قسما‪ :‬الشاعر ينهي قصيدته ابلقسم‪ .‬حيلف بثنااي لؤلؤها‪.‬‬
‫ً‬
‫الثنااي‪ :‬األسنان‪ ،‬يشبّه أسنان حمبوبته ابللؤلؤ والياقوت‪.‬‬
‫اجلوهري الذي يرتب الياقوت إبحكام ومهارة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫نضد الياقوت هو‬
‫منض ُدهُ‪ :‬م ّ‬
‫الياقوت ّ‬
‫َ‬ ‫قسم‬
‫يشبّه أسناهنا ابلياقوت املنضد أي املرتّب إبحكام ومجال‪.‬‬

‫ترب ُدهُ‬ ‫ِ‬


‫ابلقلب ّ‬ ‫خطرت سلوى‬
‫ْ‬ ‫هواك‪ ،‬وال‬
‫خنت َ‬‫ما ُ‬ ‫‪.15‬‬
‫جواب القسم يف هذا البيت‪:‬‬
‫وخملصا هلا‪.‬‬
‫ً‬ ‫احلب بل سيبقى وفيّا‬
‫يقول‪ :‬إنّه يُقسم جبمال أسناهنا أنّه لن خيون هذا ّ‬
‫تربده‪ :‬تطفئ انره‪.‬‬
‫ابلقلب ّ‬
‫بكل هذا العذاب ما دام من عند حمبوبته‪.‬‬
‫اض ّ‬‫يوما أن ينساها‪ .‬فهو ر ٍ‬
‫حت مل خيطر بباله ً‬
‫يقول‪ّ :‬‬

‫________________________________________________‬
‫املعارضة‪ :‬احملاذاة‪ ،‬وهي يف الشعر أن يقول الشاعر قصيدة يف موضوع ما‪ ،‬فيأيت شاعر آخر فينظم قصيدة‬
‫‪َ .1‬‬
‫تفوقه‪ .‬وقد‬
‫أخرى على غرارها‪ ،‬مقلّ ًدا القصيدة األوىل يف وزهنا‪ ،‬وقافيتها‪ ،‬وموضوعها‪ .‬وغرضه يف ذلك إظهار ّ‬
‫اشتهر شوقي بقصائد املعارضات‪.‬‬
‫‪ .2‬هو شاعر من مدينة القريوان يف تونس كان ضر ًيرا وتويف عام ‪ 1095‬م‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ .3‬املعىن ذاته ورد يف قصيدة احلصري اليت عارضها شوقي‪:‬‬
‫وعلى َخـ ـ ـ ـ ـ ّديـ ـ ِه ُّ‬
‫تورُدهُ‬ ‫ت عيناهُ دمي‬
‫اي َمن َج َح َد ْ‬
‫ُتحدهُ؟‬ ‫خ ّد َاك ِ‬
‫ك ُ‬ ‫فعالم جفونُ َ‬ ‫َ‬ ‫قد اعرتفا بدمي‬

‫‪ .4‬من معان املوىل‪ :‬هللا‪.‬‬


‫احلنبلي‪ .‬ومن بني ما‬
‫ّ‬ ‫هناك تيّار يف التاريخ اإلسالمي عارض بش ّدة العشق‪ ،‬وأقصد احلنابلة أتباع املذهب‬
‫قالوه أ ّن العاشق قد يتعلّق مبعشوقه إىل درجة العبادة‪ ،‬فهو بذلك يساوي بينها وبني اخلالق‪ .‬وقد ألّف هؤالء‬
‫"ذم اهلوى" البن اجلوزي‪.‬‬
‫كتبًا عديدة أظهروا فيها أ ّن العشق يفسد القلوب واألبدان‪ .‬أشهرها كتاب ّ‬
‫دمث‬
‫التوجه أن العشق يه ّذب صاحبه‪ ،‬وَيعله َ‬
‫ابملقابل هناك تيّار أيّد ودعم العشق‪ ،‬ورأى أصحاب هذا ّ‬
‫احلس‪.‬‬
‫مرهف ّ‬ ‫اخلُلق‪َ ،‬‬
‫كذلك اعترب اجلاحظ يف إحدى رسائله أن عشق الرجل للمرأة دليل على أمهية املرأة وقيمتها يف حياته‪.‬‬

‫‪6‬‬

You might also like