You are on page 1of 36

‫(معهد الدوحة)‬

‫‪www.dohainstitute.org‬‬

‫دراسة‬

‫ي في المغرب‬
‫الدستور ّ‬ ‫ال ّنقاش اللُّ ّ‬
‫غوي والتّعديل ّ‬

‫د‪ .‬فؤاد بوعلي‬


‫الدوحة‪ ،‬كانون الثاني‪ /‬يناير – ‪1021‬‬

‫سلسلة (دراسات وأوراق بحثية)‬

‫حقوق النشر والطبع محفوظة للمركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات © ‪1021‬‬
‫املحتوى‬

‫ي في المغرب ‪.....................‬‬
‫الدستور ّ‬ ‫ال ّنقاش اللُّ ّ‬
‫غوي والتّعديل ّ‬
‫تمهيد‪1 ............................................................................... :‬‬

‫ّأوال ــ اللُّغة في خطاب ُّ‬


‫السلطة في المغرب‪2 ............................................... :‬‬

‫سمية ‪5 ..........................................................‬‬
‫الر ّ‬
‫شريعية للّغة ّ‬
‫ّ‬ ‫القانونية والتّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬غياب الحماية‬

‫العربية‪5 ...................................... :‬‬


‫ّ‬ ‫لرسمية اللُّغة‬
‫ّ‬ ‫شريعية‬
‫ّ‬ ‫القانونية والتّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬عدم اتّخاذ اإلجراءات‬

‫بالعربية‪6 ........................................................................... :‬‬


‫ّ‬ ‫هتمة‬
‫مؤسسات معلّقة؛ ُم ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-3‬‬

‫ثانيا‪ -‬المشهد اللُّ ّ‬


‫غوي وأبعاد ال ّنقاش ‪7 .....................................................‬‬

‫ي‪11.......................... :‬‬
‫الدستور ّ‬ ‫ثالثا‪ -‬الحلقة المفقودة في ال ّنقاش اللُّ ّ‬
‫غوي والمسار ّ‬

‫ستورية للمسألة اللُّ ّ‬


‫غوية‪22........................................... :‬‬ ‫ّ‬ ‫الد‬
‫ابعا‪ -‬المعالجة ّ‬
‫ر ً‬

‫ستورية ‪22..........................................‬‬
‫ّ‬ ‫الد‬
‫خاتمة‪ :‬مخاطر تنتظر مغرب ما بعد ّ‬
‫دراسة‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫«ال تصلُ ُح اللُّغة للتّواصل‪ ،‬بل تصلُ ُح ُ‬


‫للوجود»‬

‫جاك بيرك‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫ِ‬
‫المغر ّبية‬ ‫بي‪ ،‬وفي المملكة‬ ‫ُّ‬
‫ياسي في العالم العر ّ‬
‫الس ّ‬
‫االجتماعي و ّ‬
‫ّ‬ ‫النقاش‬
‫جز من ّ‬ ‫غوي جزءا ال يت أ‬
‫النقاش الل ّ‬
‫غدا ّ‬
‫اإلعالمية‪ ،‬أصبحت‬
‫ّ‬ ‫االجتماعية‪ ،‬والمنابر‬
‫ّ‬ ‫ياسية‪ ،‬و‬
‫الس ّ‬‫على وجه الخصوص‪ .‬فلم يعد خافيا أ ّن بعض المواقف ّ‬
‫مكوناتها‪ ،‬وفي عالقتها بالتّنمية البشرّية‪ ،‬وبفضاء االنتماء‬ ‫تثير جدال يتناول اله ِوية وضرورة إعادة ّ‬
‫النظر في ّ‬
‫ياسي الّذي تقوده‬
‫الس ّ‬‫لألمة وضبطه‪ .‬ومع الحراك ّ‬
‫ي ّ‬ ‫الجيو ـ إستراتيج ّي‪ ،‬واعادة تعريف االنتماء الحضار ّ‬
‫غوي إلى العلن‪ ،‬وجعله محط‬ ‫ُّ‬ ‫بي‪ ،‬غدت الفرصة مواتِية لخروج ّ‬
‫النقاش الل ّ‬ ‫بابية في العالم العر ّ‬
‫الطّليعة ال ّش ّ‬
‫بي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫تجاذب بين األطياف اإلثنية والعرقية الم ِ‬
‫كونة للمجتمع المغر ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫النقاش في مقتضيات التّغيير‬ ‫بي في يوم ‪ 9‬آذار ‪ /‬مارس ‪ ،1122‬قد فتح ّ‬ ‫ِ‬
‫واذا كان خطاب العاهل المغر ّ‬
‫خاصة‬
‫ّ‬ ‫فإنه قد فتح كذلك المجال واسعا للتّجاذبات اله ِوياتية‪،‬‬
‫المنتظر‪ ،‬وحدوده وآفاقه في زمن الثّورة العر ّبية‪ّ ،‬‬
‫ي للطابع‬‫الدستور ّ‬
‫بي‪ ،‬وتأكيده "التّكريس ّ‬ ‫ِ‬
‫التعددي المغر ّ‬
‫ّ‬ ‫النسيج‬
‫مكونا رئيسا في ّ‬
‫يغية ّ‬
‫مع إعالنه إدراج األماز ّ‬
‫األمازيغية‪ ،‬كرصيد لجميع المغاربة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫صلبها‬‫الغنية بتنوع روافدها‪ ،‬في ُ‬
‫ّ‬ ‫الموحدة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫بية‬ ‫ِ‬
‫المغر ّ‬ ‫لله ِوية‬ ‫التّ ُّ‬
‫عددي ُ‬
‫ِ‬
‫المغر ّبية‪ ،‬مقتدية بنظيرتها‬ ‫بابية‬
‫أن المطالب الّتي راهنت عليها الحركة ال ّش ّ‬
‫الرغم من ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫دون استثناء" ‪ .‬وعلى ّ‬
‫الدافع الحاسم للتّعديل المنتظر‪ ،‬لم تستحضر المسائل‬
‫في تونس ومصر وليبيا واليمن وسورّية‪ ،‬وكانت هي ّ‬
‫السياسية‪ ،‬وضبط العالقة بين‬
‫ّ‬ ‫اله ِوياتية في بياناتها أو مطالبها‪ ،‬بل رّكزت في مجمل حديثها على القضايا‬
‫"النخب ِوّية"‪،‬‬
‫عبية؛ فقد غدت الفرصة مواتية للعديد من األصوات ّ‬
‫السلطات الثالث‪ ،‬وتوسيع مجال المشاركة ال ّش ّ‬
‫ّ‬

‫‪ - 1‬مح ّمد السّادس‪" ،‬خطاب ‪ 9‬مارس ‪ ،"1111‬جريدة العلم‪.1111/10/19 ،‬‬

‫‪1‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫يغية‬
‫عبية نحو فرض األماز ّ‬ ‫العمومي‪ ،‬واستغالل اللحظة لتوجيه المطالبات ال ّش ّ‬
‫ّ‬ ‫النقاش‬
‫لفرض أجندتها على ّ‬
‫قية‪ .‬لذا الحظ المتابعون‪ ،‬تع ُّدد ّ‬
‫الندوات‬ ‫إثنية وعر ّ‬
‫االحتجاجية بألوان ّ‬
‫ّ‬ ‫عبية‪ ،‬وصبغ الحركات‬
‫ضمن المطالب ال ّش ّ‬
‫الس ّرّية‪ ،‬المراهنة على توجيه التّغيير "المرتقب" نحو جعل لغات جديدة لغات‬
‫العلنية و ّ‬
‫ّ‬ ‫والمبادرات واللّقاءات‬
‫ي الّذي صودق عليه يوم أول‬ ‫ِ‬
‫الدستور ّ‬
‫النص ّ‬
‫أخير في ّ‬‫ا‬ ‫للدولة‪ .‬وهو ما تحقّق‬
‫رسمية ّ‬
‫ّ‬ ‫وفرضها لغات‬ ‫دستورّية‬
‫تموز‪ /‬يوليو ‪.1122‬‬

‫ي؟ وكيف نق أر تعامل السُّلطة مع‬ ‫ُّ‬


‫الدستور ّ‬
‫األيديولوجي إلى ّ‬
‫ّ‬ ‫غوي من‬
‫النقاش الل ّ‬
‫فكيف يمكننا قراءة مسار ّ‬
‫اتي؟ وما مصير‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫الدستور الجديد أن يضع حدا للتّجاذب الهوي ّ‬
‫غوي؟ وهل استطاع التصديق على ّ‬ ‫اإلشكال الل ّ‬
‫بي؟‬ ‫ِ‬
‫االجتماعي المغر ّ‬
‫ّ‬ ‫قافي بعد ترسيم اله ِويات المختلفة؟ وما المخاطر المنتظرة على تماسك ّ‬
‫النسيج‬ ‫التعدد الثّ ّ‬

‫ّأوال ــ اللُّغة في خطاب ُّ‬


‫السلطة في المغرب‪:‬‬

‫أن اللُّغة هي أكبر من كونها ّ‬


‫آلية للتّبليغ والتّواصل‪ ،‬فهي قدرة تمكن‬ ‫سانيون وعلماء االجتماع على ّ‬
‫يتعارف اللّ ّ‬
‫ساني؛‬
‫االجتماعي والكائن اللّ ّ‬
‫ّ‬ ‫بيعي ـ ـ ـ‬
‫الحد بين الواقع الطّ ّ‬
‫من اإلبداع وحمل المعرفة وانتاجها؛ ورسم معالم ّ‬
‫المكونة لرؤية اإلنسان لذاته‬
‫ّ‬ ‫الدالّة على الفكر؛ ومنظومة من القيم والمفاهيم‬
‫الرموز ّ‬
‫ونظام من العالمات و ّ‬
‫ولوجوده‪ ،‬حتّى قال ليبنتز‪ " :‬اللُّغة مرآة للعقل"(‪ ،)1‬وقال ماكس مولرلوريس‪":‬ال أفكار بدون كلمات"(‪ .)3‬وهذا‬
‫وتكون‬ ‫ُّ‬
‫القومية ّ‬
‫ّ‬ ‫الروح‬
‫الربط بين ّ‬‫أن اللغة مرآة لإلنجازات الفكرّية لمتكلميها‪ .‬بل نجد من يذهب إلى حد ّ‬ ‫يعني ّ‬
‫متكامل ربطت‬
‫ً‬ ‫احدا‬
‫إن الّذين يتكلّمون لغة واحدة يش ّكلون كيا ًنا و ً‬
‫األصوات والكلمات كما ورد عند فخته‪ّ " :‬‬
‫الصورة الّتي يتجلّى فيها‬ ‫ُّ‬ ‫(‪)4‬‬
‫إن اللغة هي ّ‬ ‫أدق‪ّ ،‬‬
‫الطّبيعة بوشائج متينة وان تكن غير مرئية" ‪ .‬وبصورة أوضح و ّ‬
‫إن األمم يتميز بعضها‬ ‫األمة ورؤيتها للعالم والوجود‪ ،‬فكانت أقدم تجليات اله ِوية‪ .‬و"نستطيع أن نقول‪ّ :‬‬
‫تفكير ّ‬
‫عن بعض – في الدرجة األولى – بلغتها‪ ،‬وا ّن حياة األمم تقوم – قبل كل شيء – على لغاتها"(‪.)5‬‬
‫ِ‬
‫ياسي‬
‫الس ّ‬‫الدول الحديثة دفاعها عن لغاتها لكونها مناط الوحدة واله ِوية واالنتماء ّ‬
‫أسست ّ‬ ‫وفق هذه المسلمة ّ‬
‫إن اللُّغة تكون في أحيان كثيرة‪ ،‬عنوان‬ ‫اإلثنية والجه ِوية‪ .‬بل ّ‬
‫ّ‬ ‫الجمعي بين أطياف المجتمع‬
‫ّ‬ ‫والمشترك‬
‫األيديولوجية‪ ،‬مع اختالف في طريقة‬
‫ّ‬ ‫السياسية و‬
‫ّ‬ ‫القوة الحضارّية‪ ،‬والهيمنة‬
‫وتعبير عن ّ‬
‫ا‬ ‫ياسي‪،‬‬
‫الس ّ‬‫االستقالل ّ‬
‫تتوصل إلى نشر لغتها‬
‫ّ‬ ‫األميركية‬
‫ّ‬ ‫اإلمبريالية‬
‫ّ‬ ‫إن‬
‫اإلجراءات والتّعامل بين القوى الكبرى‪ .‬يقول جون كالفي‪ّ " :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- leibniz ,Gottfried Wilhelm , unvorgreifliche Gedanken,betreffend die Ausubung and verbesserung der deutschen‬‬
‫‪sprache.Zwei Aufsatze. )Stuttgart: Uwe Perksen.. 1983(, P 5.‬‬
‫‪- 3‬ماكس مولر لويس‪ ،‬اللُّغة والمجتمع‪ ،‬ترجمة ت ّمام حسان‪( ،‬القاهرة‪ :‬مطبعة البابي الحلبي‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،).‬ص‪.111‬‬
‫‪ - 0‬إبراهيم أنيس‪ ،‬اللُّغة بين القوميّة والعالميّة‪( ،‬القاهرة‪ :‬دار المعارف‪ ،)1991 ،‬ص‪.119‬‬
‫‪ - 5‬ساطع الحصري‪ ،‬أبحاث مختارة في القوميّة العربيّة‪ ،‬بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربيّة‪ ،)1995 ،‬ص‪.19‬‬

‫‪2‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫االقتصادية‪ ،‬وأما فرنسا فهي على عكس ذلك تنشر لغتها وثقافتها‬
‫ّ‬ ‫السياسية و‬
‫ّ‬ ‫عن طريق فرض هيمنتها‬
‫السياسة‬
‫أما ّ‬ ‫ُّ‬
‫السياسية‪ ،‬فاللغة هنا في مركز القيادة‪ ،‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية و‬
‫ّ‬ ‫لتصل عن طريقها إلى فرض هيمنتها‬
‫(‪)6‬‬
‫المدججة بالمعارف واالقتصاد‪ ،‬أن تحقّق‬
‫ّ‬ ‫انكفونية‬
‫واالقتصاد فتابعان‪ ،‬ونتيجة ال وسيلة" ‪ .‬وقد استطاعت الفر ّ‬
‫اسية وال ّشراكات‬
‫الدر ّ‬
‫األدبية‪ ،‬والمنح ّ‬
‫ّ‬ ‫الصالونات والجوائز‬
‫حافية‪ ،‬و ّ‬
‫األدبية والص ّ‬
‫ّ‬ ‫لفرنسا من خالل "الماكينة"‬
‫يقي‪ .‬وهو ما أدركه الطاهر بنجلّون‬
‫بي واألفر ّ‬
‫األكاديمية‪ ،‬سيطرة على مصير كثير من بلدان العالمين العر ّ‬
‫ّ‬
‫كلبي‪ ،avec cynisme‬فنؤكد‬
‫احتجاجية قائال‪ ":‬لعلّ من األفضل أن نقول األشياء على نحو ّ‬
‫ّ‬ ‫وعبر عنه بلغة‬
‫ّ‬
‫االقتصادية الّتي‬
‫ّ‬ ‫سياسية تضمن لفرنسا مصالحها‬ ‫ّ‬ ‫انكفونية) ليست سوى أداة أو لعبة‬
‫ّ‬ ‫أن هذه الحكاية (الفر‬
‫ّ‬
‫(‪)7‬‬
‫ياسي والخيارات‬
‫الس ّ‬ ‫النموذج‪ ،‬التّرابط بين الفعل ّ‬ ‫مهمة" ‪ .‬ويثبت هذا ّ‬‫قياسا إلى منطقة نفوذ ّ‬
‫ً‬ ‫ال يستهان بها‬
‫الوطنية بين‬ ‫الجمعي والوحدة‬ ‫االقتصادية‪ ،‬والمشترك‬ ‫السيادة والمنعة‬ ‫ُّ‬ ‫اللُّ ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المتقدمة‪ .‬فاللغة عنوان ّ‬
‫ّ‬ ‫للدول‬
‫غوية ّ‬
‫القومية؟‬
‫ّ‬ ‫مكونات ال ّشعب المتنوعة‪ .‬ويبقى السؤال‪ :‬كيف تعاملت السُّلطة في المغرب مع لغتها‬
‫ّ‬
‫ذات‬
‫إسلمي ٌة ُ‬ ‫بية دول ٌة‬ ‫ِ‬
‫المغر ّ‬ ‫أن " المملكة‬
‫بي (قبل التعديل األخير) في ديباجته على ّ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫الدستور المغر ّ‬
‫ينص ّ‬
‫العربي الكبير"(‪ .)8‬ويقصد عادة‬
‫ّ‬ ‫العربي ُة‪ ،‬وهي جزٌء من المغرب‬
‫ّ‬ ‫الرسمية هي اللُّغة‬
‫ّ‬ ‫سيادة كاملة‪ ،‬لغتُها‬
‫الرسمية )‪ (langue officielle‬اللُّغة الّتي يشير إليها ّ‬
‫الدستور‪ ،‬وتنظّمها القوانين داخل دولة أو والية أو‬ ‫ّ‬ ‫باللُّغة‬
‫للدولة‪ ،‬من إدارات الحكومة‬ ‫الرسمية ّ‬
‫ّ‬ ‫إمارة أو منظّمة كيفما كان نوعها‪ ،‬وتفرض في جميع المجاالت‬
‫خاصة الّتي تتعامل مع الجمهور بطريقة مباشرة أو غير‬ ‫المؤسسات ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫العامة‪ ،‬وتستعملها‬ ‫المؤسسات والهيئات ّ‬ ‫و ّ‬
‫الدولة باستعمالها في مستوياتها‬ ‫النتائج منها‪ :‬التزام ّ‬ ‫رسمية اللُّغة مجموعة من ّ‬ ‫ّ‬ ‫مباشرة‪ .‬ويترتّب على تأكيد‬
‫الدستورّية‪ ،‬واالعتراف‬ ‫المؤسسات ّ‬
‫ّ‬ ‫الرسمية‪ ،‬والتّخاطب بها في‬
‫ّ‬ ‫الرسمية باللُّغة‬
‫ّ‬ ‫المختلفة‪ ،‬واصدار الجريدة‬
‫الخاص‪.‬‬ ‫العام وليس في المجال‬ ‫ُّ‬
‫ّ‬ ‫الرسمية المكتوبة باللغة العر ّبية فقط‪ ،‬أي تطبيقها في المجال ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالوثائق‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ياسي‪ ،‬تع ُّددية مجحفة تبرز في اإلعالم واإلدارة و ّ‬
‫المؤسسات‬ ‫الس ّ‬ ‫بي يشهد‪ ،‬منذ االستقالل ّ‬ ‫ِ‬
‫لكن الواقع المغر ّ‬
‫ّ‬
‫األساسية‪ .‬يقول جلبير غرانغيـوم مفس ار تعامل‬ ‫ّ‬ ‫نسي ِة لكونها لغة التّداول‬ ‫ِ‬
‫العامة نتيجة سيطرة شبه مطلقة للفر ّ‬ ‫ّ‬
‫اإلسلمية الّتي هي‬
‫ّ‬ ‫المقدسة‪ .‬وهي تحافظ على القيم‬ ‫ّ ُّ‬
‫العربي ُة اللغة ُ‬ ‫السُّلطة مع اللُّغة العر ّبية‪ ":‬تُع ُّد اللُّغ ُة‬
‫سياسية‬
‫ّ‬ ‫ِدعامة العرش‪ .‬ويمكن لهذه اللُّغة أن تستوعب الحداثة ببطء‪ .‬لكن بما أنّ ليس هناك ضرورةٌ‬
‫لتؤدي هذه الوظيفة بكيفية ُمرضية جدا‪ .‬وبما أ ّن‬ ‫الفرنسية موجودة هنا ّ‬ ‫ّ‬ ‫مستعجل ٌة لهذا االستيعاب‪ ،‬فاللُّغة‬
‫وطنية ُموحدة‬ ‫العربية إلى لغة‬ ‫ُّدية‪ ،‬فليس لها أي مصلحة في أن تتحول اللُّغة‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الملك ّية تستفيد من هذه التّعد ّ‬
‫سوسيولوجي‬
‫ّ‬ ‫تحليل‬ ‫وفق‬ ‫األمر‬ ‫الكاتب‬ ‫ر‬‫فس‬ ‫وي‬ ‫‪.‬‬‫(‪)9‬‬
‫الوطنية"‬
‫ّ‬ ‫مادامت هي نفسها (أي المل ِك ّية) ًا‬
‫رمـز للوحدة‬

‫‪ - 1‬لويس جان كالفى‪ ،‬حرب اللّغات والسياسات اللُّغويّة‪ ،‬ترجمة حسن حمزة‪ ،‬ط ‪( 1‬بيروت‪ :‬المنظمة العربيّة للترجمة‪ ،1119 ،‬ص‪.191-111‬‬
‫‪ -9‬الطاهر بنجلّون‪ ،‬حوار مع جريدة لوموند ‪ 9‬شباط‪/‬فبراير‪.1999‬‬
‫ي‪( ،‬الدار‬
‫المغرب ّي"‪( ،‬الرّباط‪ :‬المطبعة الرسميّة‪ ،)1991،‬ص‪ .1‬وانظر‪ :‬مليكة الصروخ‪ ،‬القانون الدّستور ّ‬
‫ِ‬ ‫‪ - 9‬األمانة العا ّمة للحكومة‪" ،‬ال ّدستور‬
‫البيضاء –المغرب‪ : -‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،)1999 ،‬ص‪.199‬‬
‫العربي‪ ،‬ترجمة ‪ :‬مح ّمد أسليم‪(،‬مكناس‪ :‬الفارابي للنشر‪ ،)1995 ،‬ص‪.11‬‬
‫ّ‬ ‫‪- 9‬جلبير غرانغيـوم‪ ،‬اللُّغة وأنظمة الحكم في المغـرب‬

‫‪3‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫نسية سمة‬
‫غالبيتها‪ ،‬لذا جعلت معرفة الفر ّ‬
‫ّ‬ ‫الدولة" هي فئة "مفرنسة" في‬
‫بأن "الفئة المتحكمة في جهاز ّ‬‫طبقي ّ‬
‫ّ‬
‫النخبة الّتي ترتكز عليها في ترسيخ سلطتها‪.‬‬
‫اطي‪ ،‬واالنتماء إلى هذه ّ‬
‫للتميز األرستقر ّ‬
‫أساسية ّ‬
‫ّ‬
‫بالضبابية وعدم الوضوح في كثير من األحيان‪ ،‬بل‬
‫ّ‬ ‫القضية اللُّ ّ‬
‫غوية عموما‬ ‫ّ‬ ‫الدولة مع‬
‫تميز تعامل ّ‬ ‫وقد ّ‬
‫تقرر التّعريب‪ ،‬وتأ ّكدت ضرورة اعتماد‬ ‫اإلصرار على واقع "الفرنسة"‪ .‬ففي ّأول مشروع تعليمي غداة االستقالل ّ‬
‫تطبيقية‪ .‬إذ ق ّررت اللّجنة المل ِكّية‬
‫ّ‬ ‫اجية ظهرت في ّأول خطوة‬ ‫رسمية للتّدريس‪ .‬غير أ ّن االزدو ّ‬
‫ّ‬ ‫اللُّغة العر ّبية لغة‬
‫بي‬ ‫ِ‬
‫نسية‪ ،‬مما خلق لدى التّلميذ المغر ّ‬ ‫إلصالح التّعليم في اجتماعها سنة ‪2958‬م تدريس العلوم باللُّغة الفر ّ‬
‫ابتداء من القسم األ ّول من التّعليم االبتدائي‪ ،‬وترك‬
‫ً‬ ‫إن تدريس العلوم‬ ‫عرِفّيين‪ّ " .‬‬
‫اجية بين فضاءين م ِ‬ ‫ازدو ّ‬
‫األخلقية‪ ،‬وقواعد اللُّغة‪ ،‬وكل ما يتصل باألدب؛‬
‫ّ‬ ‫اإلسلمية‪ ،‬و‬
‫ّ‬ ‫العربية مثل التّربية‬
‫ّ‬ ‫بعض المواد تدرس باللُّغة‬
‫إطار مرجعيا‪ ،‬ينظر ب إلى ك ّل لغة على حدة‪ :‬لغة علوم‪ ،‬ولغة أدب‪ ،‬لغة تسمح‬ ‫سيخلق لدى التّلميذ ًا‬
‫الخارجــي‪ ،‬ولغة أخــرى ال تسمح بالتعامل‬
‫ّ‬ ‫العلمية‪ ،‬وتسمح باالنفتاح على العالم‬
‫ّ‬ ‫اإلنسانية‬
‫ّ‬ ‫باكتساب المعرفة‬
‫شعر والحكايات واألساطير"(‪ .)21‬وقد بقي هذا االضطراب سائدا في جميع مشاريع اإلصالح‬ ‫ّإال مع األدب وال ّ‬
‫حكومية المتتالية‪ ،‬ومخطّطات اللّجان المل ِكّية المستحدثة إلصالح التّعليم‪ ،‬والّتي بنيت في أغلبها على تقارير‬ ‫ّ‬ ‫ال‬
‫االجتماعي واالقتصادي(‪.)22‬‬
‫ّ‬ ‫الوضعية التّعليمّية في المغرب‪ ،‬في ارتباطها بالمجال‬
‫ّ‬ ‫شخص‬ ‫الدولي الّتي ت ّ‬ ‫البنك ّ‬
‫بيعية‬ ‫المغربي‪ ،‬من ثم‪ ،‬بسيطرة شبه مطلقة للفر ِ‬ ‫ِ‬
‫يبية والطّ ّ‬
‫نسية‪ ،‬لكونها لغة تدريس العلوم التّجر ّ‬‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تميز التّعليم‬
‫وقد ّ‬
‫انوي‪ ،‬مما أنتج ارتباكا في مستوى‬
‫الجامعي‪ ،‬مقابل تدريس هذه العلوم بالعر ّبية في التّعليم الثّ ّ‬
‫ّ‬ ‫في التّعليم‬
‫ياسي‪ .‬يقول‬
‫الس ّ‬
‫قافي و ّ‬
‫العلمي والثّ ّ‬
‫ّ‬ ‫انكفونية على مراكز القرار‬
‫العلمي‪ ،‬و ّأدى إلى سيطرة نخبة فر ّ‬ ‫ّ‬ ‫التّحصيل‬
‫بيداغوجية‪ ،‬وا ّن لنا مشاكل‪ ،‬وا ّن التّعريب‬
‫ّ‬ ‫أي أحد أن يقول إ ّنها قضية‬ ‫المهدي المنجرة‪« :‬ال أقبل من ّ‬
‫ألن‬
‫كلم ال أساس ل ؛ ّ‬ ‫العربية في تعليم الكيمياء والبيولوجيا‪ .‬فهذا ٌ‬ ‫ّ‬ ‫وصعب أن نستعمل اللُّغة‬
‫ٌ‬ ‫صعب‪،‬‬
‫ٌ‬
‫األم في تعليم العلوم‪،‬‬
‫الوطنية‪ ،‬وبدون لغة ّ‬
‫ّ‬ ‫جارب في العالم بأسره‪ ،‬برهنت أ ّن وبدون االعتماد على اللُّغة‬
‫التّ ِ‬
‫الصين وغير‬
‫أقدم لك نماذج من كوريا وتايوان واليابان وماليزيا و ّ‬
‫تقد ٌم حقيقي‪ ،‬وأستطيع أن ّ‬
‫لن يكون هناك ّ‬
‫مناصبها ووظائفُها‪ ،‬وحياتُها ُكلُّها ّ‬
‫مبني ٌة على‬ ‫ُ‬ ‫ف من نخبة معينة لها‬
‫وتخو ٌ‬
‫ُّ‬ ‫ذلك‪ .‬هناك ضغط من الخارج‪،‬‬
‫أظن أ ّن‬
‫معينين قائمين بالعمل‪ ..‬و ّ‬
‫ادا ّ‬ ‫اضحا‪ ..‬ذهب االستعمار وخلّف أفر ً‬
‫األجنبية؛ فاالستعمار كان و ً‬
‫ّ‬ ‫اللُّغة‬
‫قضي ٌة‬
‫تقني ًة أو ف ّن ّي ًة‪ .‬يجب أن نتّفق على أ ّنها ّ‬
‫قضي ًة ّ‬
‫وقت للكلم في هذا الموضوع؛ أل ّنها ليست ّ‬
‫يتبق ٌ‬
‫ّ‬ ‫لم‬
‫ياسية»(‪.)21‬‬
‫س ّ‬

‫سياسة التّعليمية بالمغرب ورهانات المستقبل‪( ،‬منشورات مجلة علوم التّربية‪ ،)1999 ،‬ص ‪.09 - 09‬‬ ‫‪- 11‬الحسن مادي‪ ،‬ال ّ‬
‫‪ -11‬لمزيد من التفصيل ينظر‪ :‬خالد الصمدي‪" ،‬جوانب من تأثير الفرنكوفونية في نظام التّربية والتّعليم بالمغرب"‪ ،‬مجلة البيان‪ ،‬المنتدى اإلسالمي‪،‬‬
‫الكويت‪ ،‬العدد ‪( ،33‬تشرين الثاني‪/‬نوفمبر ‪ ،)1995‬ص‪199‬‬
‫صصت مجلة علوم التّربية عددا‬ ‫‪- 11‬المهدي المنجرة‪ ،‬قضايا التّربية والتّعليم بالمغرب‪ ،‬حوار مع مجلة عالم التّربية‪ ،‬العدد ‪ 1‬و ‪ ،)1991( 3‬وقد خ ّ‬
‫خاصا لمسألة التّعريب بالمغرب تحت عنوان‪( :‬تعريب التّعليم والمحيط في انتظار القرار)‪ ،‬العدد ‪( 0‬خريف ‪.)1991‬‬ ‫ّ‬

‫‪4‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫القومية كما‬
‫ّ‬ ‫غوي في المغرب‪ ،‬باإلجحاف والغموض الّذي يطبع تعامل السُّلطة مع اللُّغة‬ ‫ُّ‬
‫تميز المشهد الل ّ‬
‫وهكذا ّ‬
‫اقعية التّالية‪:‬‬
‫الصور الو ّ‬
‫يتجلّى في ّ‬

‫سمية‬
‫الر ّ‬
‫شريعية للّغة ّ‬
‫ّ‬ ‫القانونية والتّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬غياب الحماية‬
‫نسية‪ ،‬وبعد التّنصيص‬
‫سمية‪ .‬ففي التّجربة الفر ّ‬
‫الر ّ‬
‫تعتمد ج ّل دول العالم على تشريعاتها وقوانينها لحماية لغاتها ّ‬
‫الدولة "قانون توبون" في العام ‪ ،2994‬يفرض بموجبه‬ ‫سنت ّ‬ ‫رسمية في دستور ‪ّ ،2991‬‬ ‫ّ‬ ‫نسية لغة‬
‫على الفر ّ‬
‫(‪)23‬‬
‫الالمباالة‪ ،‬بل‬
‫نسية في ك ّل المجاالت ‪ .‬لكن السُّلطة في المغرب تتعامل بنوع من التّجاهل و ّ‬
‫استعمال الفر ّ‬
‫تعبر عن رأي مماثل لقائل‪ّ :‬إنه "في حالة‬
‫كثير من األصوات ّ‬
‫التّسامح مع دعوات إقصاء العر ّبية‪ .‬ولهذا نجد ا‬
‫حامل لخطر‬
‫ً‬ ‫المهني‬
‫ّ‬ ‫التقني و‬
‫العلمي و ّ‬
‫ّ‬ ‫تاريخية ما‪ ،‬يبقى التّعريب الشامل للتّعليم‬
‫ّ‬ ‫وربما لحقبة‬
‫المغرب اليوم ّ‬
‫ض أن يحقّقوا فيها ذواتهم‪،‬‬‫شباب من عوالم االقتصاد‪ ،‬واإلدارة‪ ،‬والتّواصل‪ ،‬التي ُيفتر ُ‬ ‫إقصاء مليين ال ّ‬
‫نافسية لبلدهم ككل»(‪ .)24‬بل نشهد تناسل شطحات بعض‬ ‫الرفع من القدرة التّ ّ‬ ‫ويساهموا بمقدراتهم في ّ‬
‫وطنية وبعيدة ك ّل‬
‫ّ‬ ‫حافيين الّتي تتطاول على العر ّبية وتعتبرها لغة استعمار(‪ ،)25‬أو لغة غير‬
‫الص ّ‬‫ياسيين و ّ‬
‫الس ّ‬‫ّ‬
‫(‪)27‬‬ ‫(‪)26‬‬
‫اطية ‪ .‬وفي جميع األحوال غدت العر ّبية محور الهجمات‬ ‫البعد عن واقع المغاربة ‪ ،‬أو لغة غير ديمقر ّ‬
‫المعلنة إعالميا وأكاديميا وسياسيا‪.‬‬

‫العربية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫لرسمية اللُّغة‬
‫ّ‬ ‫شريعية‬
‫ّ‬ ‫القانونية والتّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬عدم اتّخاذ اإلجراءات‬
‫االستقاللي للوحدة‬
‫ّ‬ ‫العامة"‪ ،‬الّذي تقدم به الفريق‬
‫ّ‬ ‫مدة طويلة ومقترح "قانون تعريب اإلدارة والحياة‬ ‫منذ ّ‬
‫ويتم استبعاده في ك ّل‬
‫بي‪ ،‬يراوح مكانه ّ‬ ‫ِ‬
‫والتّعاد ّلية أمام لجنة العدل والتّشريع وحقوق اإلنسان بالبرلمان المغر ّ‬
‫يعية(‪ .)28‬وتعاني المراسيم الو ازرّية القاضية باستعمال اللُّغة العر ّبية في التّواصل داخل الو ازرات‬
‫دورة تشر ّ‬
‫المد بالظّهير ال ّشريف‬
‫للدولة التّهميش‪ .‬فقد كان من المفترض أن يتّسع ّ‬
‫العمومية ّ‬
‫ّ‬ ‫المؤسسات‬
‫واإلدارات و ّ‬
‫الصادر في ‪ 16‬كانون الثاني‪/‬يناير ‪ ،1965‬الّذي وحدت بمقتضاه المحاكم‪ ،‬وباتت بفضله اللُّغة العر ّبية‬
‫ّ‬
‫العامة‪ .‬لكن مع تفنن رؤساء‬
‫ّ‬ ‫وحدها لغة التّداول والتّرافع واألحكام‪ ،‬ليشمل التّعريب المناحي األخرى للحياة‬
‫العمومية والجماعات‬
‫ّ‬ ‫المؤسسات‬ ‫ِ‬
‫المغر ّبية المتوالين في إصدار المراسيم الّتي تحتّم على اإلدارات و ّ‬ ‫الحكومات‬

‫‪ - 13‬قانون رقم‪ 0 / 115-90‬آب‪/‬أغسطس ‪ 1990‬الخاص بال ُّلغة الفرنسيّة وقد نسب إلى وزير الثّقافة آنذاك جاك توبون‪.‬‬
‫‪ - 10‬مح ّمد بردوزي‪ ،‬تحديث التّعليم بالمغرب‪( ،‬منشورات التّحديث‪ ،)1111 ،‬ص‪.11‬‬
‫حزيران‪/‬يونيو‪،1111‬‬‫‪ - 15‬انظر‪ :‬عبد العلي الودغيري‪" ،‬هل اللُّغة العربيّة لغة استعمار؟"‪ ،‬مجلة كتّاب اإلنترنت المغاربة‪ِ 11 ،‬‬
‫‪http://www.ueimarocains.com/‬‬
‫المغربيّة‪ ،‬االثنين ‪ 11‬حزيران‪/‬يونيو ‪ ، 2011‬ص‪.1‬‬
‫ِ‬ ‫تعليقا على قول المحجوبي أحرضان على ال ّدستور الجديد‪ ،‬في جريدة المساء‬
‫صباح‪ ،‬عدد ‪ ،3199‬االثنين ‪.1111/1/19‬‬ ‫‪ - 11‬عبد الكريم األمراني‪" ،‬يا ليتها تصبح لغة وطنيّة"‪ ،‬جريدة ال ّ‬
‫‪ - 19‬أحمد عصيد‪" ،‬هل ته ّدد الديمقراطيّة مستقبل اللُّغة العربيّة؟"‪ ،‬جريدة العالم األمازيغ ّي‪ ،‬العدد‪ ،115‬ص‪1‬‬
‫‪ - 19‬يتك ّون المشروع من اثني عشر فصال‪ ،‬وينّّ في بنوده على أن تلتزم اإلدارات والمجالس الجماعيّة والمؤسّسات العموميّة والمصالح ذات االمتياز‬
‫والشركات الخصوصيّة والجمعيّات والهيئات المختلفة واألفراد باعتماد اللُّغة العربيّة وجعلها وافية بأغراضها‪ .‬ويؤ ّكد المشروع إجباريّة تحرير ك ّل‬
‫الوثائق والمذ ّكرات والمراسالت وغيرها من المح ّررات المتبادلة بين اإلدارات والمجالس الجماعيّة والمؤسّسات العموميّة وشبه العموميّة والمصالح ذات‬
‫صباح ‪ 15‬تشرين األوّل‪/‬أكتوبر ‪.1111‬‬ ‫الالفتات واإلشارات وغيرها بالعربيّة‪ .‬انظر‪ :‬جريدة ال ّ‬‫االمتياز وكذا ّ‬

‫‪5‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫المحلية اعتماد اللُّغة العر ّبية وحدها في التّعامل داخلها ومع المواطنين‪ّ ،‬‬
‫فإنها لم تستطع إحداث التّغيير‬ ‫ّ‬
‫افتتاحية‬
‫ّ‬ ‫عبرت عنه‬
‫الدستور كما ّ‬
‫ائي للغة ّ‬
‫مما يعني وجود قوى "متنفذة" ترفض االستعمال اإلجر ّ‬ ‫المطلوب‪ّ ،‬‬
‫الرسمية الّتي‬
‫ّ‬ ‫األجنبي على اللُّغة‬
‫ّ‬ ‫جريدة العلم‪" :‬يوجد هنا في المغرب من يدافع عن ال ّنشاز بانتصاره للغة‬
‫غوي‬ ‫ُّ‬ ‫(‪)29‬‬
‫الدستور بذرائع ال تقوم على أساس" ‪ .‬ومع أ ّن قانون التّعريب يقصد به إصالح الوضع الل ّ‬ ‫أقرها ّ‬
‫ّ‬
‫العامة‪ ،‬فقد ثارت ثائرة كثير‬ ‫الوطنية‪ ،‬الّذي تسود فيه اللُّغة الفر ّ‬
‫نسية عمليا في الحياة ّ‬ ‫ّ‬ ‫للدستور وللقيم‬
‫المخالف ّ‬
‫يمس وضع اللُّغة األماز ّ‬
‫يغية‬ ‫أن األمر ّ‬ ‫يغي‪ ،‬حيث رأت ّ‬ ‫قافي األماز ّ‬‫من األصوات المحسوبة على العمل الثّ ّ‬
‫نسية‪ ،‬فتحدث أحدهم عن أ ّن مكان هذا القانون هو سلّة المهمالت(‪ ،)11‬و نظّم آخرون حمالت‬ ‫وليس الفر ّ‬
‫شعبية من أجل إيقافه(‪.)12‬‬
‫ّ‬

‫بالعربية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫هتمة‬
‫مؤسسات معلّقة؛ ُم ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪-3‬‬
‫بي‪ ،‬وغياب التّنسيق بينها‪ ،‬وغياب إطار مرجعي أكاديمي‬ ‫غوية في العالم العر ّ‬‫في إطار ازدياد المجامع اللُّ ّ‬
‫غوي والتّربوي‬ ‫ُّ‬
‫المهتمين بالتّخطيط الل ّ‬
‫ّ‬ ‫األكاديميين‬
‫ّ‬ ‫وينسق بين الفاعلين و‬
‫ّ‬ ‫يهتم بالعر ّبية وقضاياها‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وطني‬
‫السادس للُّغة العر ّبية ابتداء من‬
‫محمد ّ‬
‫أكاديمية ّ‬
‫ّ‬ ‫الوطني للتّربية والتّكوين‪ ،‬بإحداث‬
‫ُّ‬ ‫عجمي؛ ب ّشر الميثاق‬
‫ّ‬ ‫والم‬
‫العربي‬
‫ّ‬ ‫ساني‬
‫وطني ٌة ُمكلّف ٌة بالتّنمية المتواصلة لل ّنسق اللّ ّ‬
‫ّ‬ ‫مؤسس ٌة‬
‫بأنها " ّ‬
‫األكاديمية ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ 1112-1111‬ووصفت‬
‫المعجم؛ وتشجيع حركة اإلنتاج والتّرجمة بهدف استيعاب مكتسبات‬ ‫على مستويات التّركيب والتّوليد و ُ‬
‫عربية واضحة‪ ،‬مع تشجيع التّأليف وال ّنشر وتصدير اإلنتاج‬ ‫ّ‬ ‫قافي بلُغة‬
‫التكنولوجي والثّ ّ‬
‫ّ‬ ‫العلمي و‬
‫ّ‬ ‫طور‬
‫التّ ّ‬
‫وبعدة لغات‬
‫العربية ّ‬
‫ّ‬ ‫المتخصصين يتقنون ُمختلِف مجاالت المعرفة باللُّغة‬ ‫ّ‬ ‫الجيد‪ ،‬وتكوين صفوة من‬‫الوطني ّ‬
‫ّ‬
‫(‪)11‬‬
‫الدكتور عبد القادر الفاسي الفهري‪ ،‬مدير‬
‫حدد ّ‬ ‫ومتوسطة" ‪ .‬وقد ّ‬ ‫ّ‬ ‫تربوية عليا‬
‫ّ‬ ‫أخرى‪ ،‬تكون من بينهم أُطٌُر‬
‫األكاديمية على معالجتها في(‪:)13‬‬
‫ّ‬ ‫معهد التّعريب سابقا‪ ،‬االختالالت الّتي ستعمل‬
‫أ‪ -‬اختالالت في لغة التّعليم وتعليم اللُّغة‪.‬‬
‫العامة‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫ب‪ -‬اختالالت في وضع اللغة العر ّبية في الحياة ّ‬
‫المؤسسات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ج‪ -‬اختالالت في‬
‫الرعاية المباشرة‬
‫أكاديمية موضوعة تحت ّ‬
‫ّ‬ ‫إن قيام مؤسسة رافعة ذات جودة في شكل‬ ‫وأضاف الفهري " ّ‬
‫ي‪ ،‬ل ِمن شأن أن يضع حدا لهذه‬
‫المالي واإلدار ّ‬
‫ّ‬ ‫المعنوي واالستقلل‬
‫ّ‬ ‫لجللة الملك‪ ،‬ومتّصفة باالعتبار‬

‫‪ - 19‬انظر‪ :‬افتتاحيّة جريدة العلم‪ ،‬الجمعة ‪ 3‬آذار‪ /‬مارس ‪.1111‬‬


‫‪ - 11‬أحمد عصيد‪" ،‬تعريب الحياة العا ّمة مقترح مكانه الطّبيع ّي سلة المهمالت"‪ ،‬الحوار المتمدن‪ ،‬العدد ‪.) 1111/11/15(،3155‬‬
‫‪http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=232076‬‬
‫‪ - 11‬انظر‪" :‬عريضة الفعاليّات األمازيغيّة والديمقراطيّة بأكادير ضد مشروع "قانون تعريب اإلدارة والحياة العا ّمة"‬
‫‪http://www.amazighworld.org/arabic/index.php‬‬
‫‪ - 11‬انظر‪ :‬اللّجنة الخاصّة بالتّربية والتّكوين‪ ،‬الميثاق الوطن ّي للتّربية والتّكوين‪ ،‬الفصل ‪ ،111‬ص‪.39‬‬
‫‪ - 13‬انظر‪ :‬عبد القادر الفاسي الفهري‪ ،‬اللُّغة والبيئة‪( ،‬الدار البيضاء‪ :‬منشورات ال ّزمن‪ ،‬مطبعة النّجاح الجديدة‪ ،)1113،‬ص‪91‬‬

‫‪6‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫يغية"‬
‫الملكي للثّقافة األماز ّ‬
‫ّ‬ ‫اكمية"(‪ .)14‬لكن‪ ،‬في الوقت الّذي قطع "المعهد‬
‫تدريجية وتر ّ‬
‫ّ‬ ‫االختلالت بصفة‬
‫الدولة‬
‫انية ضخمة تكلّف ّ‬ ‫خاصة بها‪ ،‬وبميز ّ‬
‫ّ‬ ‫صورة" وانتاج معاجم ومؤلفات‬
‫أشواطا كبيرة في معايرة لغة "مت ّ‬
‫المؤسس لها‪،‬‬
‫ّ‬ ‫يعي والظّهير‬
‫النص التّشر ّ‬
‫األكاديمية وتفعيل ّ‬
‫ّ‬ ‫الدوالرات؛ تتهاون السُّلطة في إنشاء‬
‫مليارات من ّ‬
‫مسوغات عدم اتّخاذ‬
‫الحكوميين الّذين يتناوبون على تقديم ّ‬
‫ّ‬ ‫أن األمر أكبر من تبريرات المسؤولين‬
‫مما يعني ّ‬
‫ّ‬
‫العلمي‬
‫ّ‬ ‫الالزمة‪ ،‬واّنما األمر يتعلّق برغبة معلنة ومضمرة في تهميش العر ّبية وعرقلة وجودها‬
‫اإلجراءات ّ‬
‫األكاديمي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫و‬
‫ياسيين؛‬
‫الس ّ‬‫إن اللُّغة أج ُّل من أن تُترك بيد ّ‬
‫السالم المسدي‪ّ " :‬‬
‫الدكتور عبد ّ‬
‫ك ّل هذه المظاهر تجعلنا نقول مع ّ‬
‫أما رجال الفكر‬ ‫الفردي‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫الجماعي على مرآة زمنهم‬
‫ّ‬ ‫الزمن‬
‫السياسة يصنعون ّ‬ ‫السبب في ذلك‪ ،‬أ ّن رجال ّ‬ ‫و ّ‬
‫غوي يع ُّد ا‬
‫أمر‬ ‫ُّ‬ ‫(‪)15‬‬
‫ياسي في الشأن الل ّ‬‫الس ّ‬ ‫تدخل ّ‬
‫إن ّ‬ ‫الجماعي" ‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫الزمن‬
‫الفردي على مقاس ّ‬
‫ّ‬ ‫فينحتون زمنهم‬

‫ضروريا لبناء نمط ه ِوياتي م ّ‬


‫وحد‪ ،‬وتقديم إستراتيجّية التّنميط والتّنشئة على القيم نفسها دفعا للتّباعد الفئوي‬
‫مكونات المجتمع‪ .‬ويتجلّى هذا في‬
‫الضامن لتماسك ّ‬ ‫الفردي ّ‬
‫ّ‬ ‫المفضي إلى تفكيك الجماعة‪ ،‬وضبطا لإليقاع‬
‫ولكن‬ ‫ُّ‬ ‫الساسة الغر ّبيين في بناء منظومتهم اللُّ ّ‬
‫ياسي‪ّ .‬‬
‫الس ّ‬‫غوي و ّ‬
‫غوية‪ ،‬اعتقادا منهم في التّماهي بين الل ّ‬ ‫تدخالت ّ‬
‫ّ‬
‫كثير في الحالة العر ّبية‪ ،‬و ِ‬
‫المغر ّبية على وجه الخصوص‪ ،‬حيث تسود االرتجا ّلية وعدم وعي‬ ‫ا‬ ‫يتغير‬
‫المشهد ّ‬
‫يتلخص في تسيير‬‫ياسي الّذي ّ‬
‫الس ّ‬
‫االجتماعي ألبناء الوطن؛ ويتغلب الفهم ّ‬
‫ّ‬ ‫بجوهرّية اللُّغة في بناء التّماسك‬
‫(‪)16‬‬
‫الدستورّية‬
‫الصياغة ّ‬
‫لألمة ‪ .‬وهذا ما سيتضح في ّ‬ ‫في بالمتاح‪ ،‬على االهتمام بالحاجات الحضارّية ّ‬ ‫الظر ّ‬
‫ِ‬
‫المغر ّبية‪.‬‬ ‫لله ِوية اللُّ ّ‬
‫غوية‬

‫ثانيا‪ -‬المشهد اللُّ ّ‬


‫غوي وأبعاد ال ّنقاش‬
‫بي‪ ،‬كما تبلور خالل عقود االستقالل‪ ،‬وتناوبت على تدبيره الحكومات‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫غوي المغر ّ‬
‫يمكننا إيجاز المشهد الل ّ‬
‫الصور التّالية‪:‬‬
‫المختلفة‪ ،‬في ّ‬

‫‪ - 10‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪ ،99‬وانظر‪ :‬فؤاد بوعلي‪" ،‬أكاديميّة مح ّمد السّادس للّغـة العربيّة في غرفة االنتظار"‪ ،‬جريدة التّجديد‪1111/10/10،‬‬
‫ي‪ ،‬الطّبعة األوّلى‪( ،‬بنغازي‪ :‬دار الكتاب الجديد المتحدة‪ ،)1111 ،‬ص‪.9‬‬ ‫‪ - 15‬عبد السالم المسدي‪ ،‬العرب واالنتحار اللُّغو ّ‬
‫‪ - 11‬نالحظ الحالة نفسها في جل الدول المتخلفة‪ :‬يتحدث جاك لوكليرك ‪Jacques Leclerc‬في (التخطيط اللّساني في العالم ‪L'aménagement‬‬
‫ي في جنوب أفريقيا واصفا تعامل المسؤولين السّياسيّين مع المسألة اللُّغويّة بالتّجاهل‬ ‫‪ )linguistique dans le monde‬عن العالقة بين السّياس ّي واللُّغو ّ‬
‫ي في مؤ ّخرة سلّم‬ ‫التام وعدم االكتراث سواء للبيض أم ال ّسود‪ .‬فال أحد منهم يعيد النّظر في ال ّسيطرة المطّردة لإلنجليزيّة‪ ،‬بل يأتي ال ّسؤال اللُّغو ّ‬
‫االهتمامات عند السّياسيّين في جنوب أفريقيا‪.‬‬
‫‪http://www.tlfq.ulaval.ca/axl/index.html.‬‬

‫‪7‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫يغيات‬
‫حد التّجاذب‪ ،‬حيث توجد العر ّبية الفصحى إلى جانب األماز ّ‬ ‫متعددة ّ‬‫ّ‬ ‫لغوية‬
‫اجتماعية ‪ّ -‬‬
‫ّ‬ ‫وضعية‬
‫ّ‬ ‫أ‪-‬‬
‫اإلسبانية‪ ،‬واإلنجليزّية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫نسية‪ ،‬و‬
‫السيما الفر ّ‬‫األجنبية‪ ،‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫الدوارج واللّغات‬
‫وّ‬
‫اليومية في‬
‫ّ‬ ‫رسمية في البالد وواقع ممارستها‬
‫ّ‬ ‫ب‪ -‬صورة المفارقة القائمة بين وضع اللُّغة العر ّبية بوصفها لغة‬
‫المدرسة والمجتمع واإلدارة‪.‬‬
‫بوية‬
‫يلف وضعها في المنظومة التّر ّ‬
‫المعدل‪ ،‬مع وجود الغموض الّذي ّ‬
‫ّ‬ ‫الدستور‬
‫يغية في ّ‬
‫ج‪ -‬إدراج األماز ّ‬
‫التعصب‬ ‫ِ‬
‫المغر ّبية‪ ،‬باإلضافة إلى عقبات أخرى مثل الحرف‪ ،‬و ّ‬ ‫ويؤدي إلى تحجيم وجودها في المدرسة‬
‫ّ‬
‫اإلثني‪ ..‬إلخ‪.‬‬
‫اإلعالمي‪ ،‬مع انفتاح محدود على‬
‫ّ‬ ‫يو‬‫االقتصادي واإلدار ّ‬
‫ّ‬ ‫السيما في التّداول‬
‫نسية و ّ‬
‫د‪ -‬استعمال واسع للّغة الفر ّ‬
‫األجنبية األخرى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اللّغات‬
‫األمازيغية‪...،‬‬
‫ّ‬ ‫العربية و‬
‫ّ‬ ‫الصور التباسات متعددة المستويات "في العلقات بين‬ ‫ّ‬ ‫لكن تطغى على هذه‬
‫الرسمية المستعملة في المدرسة والجامعة واإلدارة‪ ،‬والتعارض بين‬
‫ّ‬ ‫اليومية واللُّغة‬
‫ّ‬ ‫والتّعارض بين لغة الحياة‬
‫غوية الّتي ت ِسم المشهد عموما‪،‬‬
‫بيعية هي الفوضى اللُّ ّ‬
‫(‪)17‬‬
‫الس ّكان" ‪ .‬فكانت النتيجة الطّ ّ‬
‫عامة ّ‬
‫لغة ال ّنخبة ولغة ّ‬
‫األجنبية‪ .‬لذا ينبغي قراءة واقع العر ّبية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الوطنية أو‬
‫ّ‬ ‫الوظيفية لك ّل لغة من اللّغات‬
‫ّ‬ ‫وعدم تحديد المجاالت‬
‫الثالثية الّتي كانت عامال حاسما في‬
‫ّ‬ ‫للدولة‪ ،‬في هذه السوق التداولّية وفق أبعاد العالقات‬
‫رسمية ّ‬
‫ّ‬ ‫بوصفها لغة‬
‫العامية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يغية‪ ،‬والعالقة مع‬
‫انكفونية‪ ،‬والعالقة مع األماز ّ‬
‫صياغة خطاب ‪ 9‬مارس وآثاره‪ :‬العالقة مع الفر ّ‬

‫نسي أونزيم ريكلوس مصطلح‬ ‫افي الفر ّ‬


‫انكفونية‪ :‬منذ أن استعمل الجغر ّ‬
‫ّ‬ ‫العربية والفر‬
‫ّ‬ ‫األول‪ -‬بين‬
‫البعد ّ‬
‫(‪)18‬‬
‫أدبيات الجغرافيا االستعمارّية‪ ،‬بغية تحديد‬
‫انكفونية في كتابه "فرنسا والجزائر والمستعمرات" ‪ ،‬ضمن ّ‬ ‫الفر ّ‬
‫نسية‪ ،‬بدأت تظهر مجموعة من الدالالت الّتي تشترك في‬ ‫افية الّتي كانت تستعمل اللُّغة الفر ّ‬
‫الفضاءات الجغر ّ‬
‫نسية بوصفها لغة‪ ،‬وثقافة‪ ،‬وحضارة تنوير‪ ،‬وأداة تواصل مع عالم الحرّية والمساواة‪ ،‬حتّى قال‬
‫إعالء شأن الفر ّ‬
‫(‪)19‬‬
‫الصراع‬
‫انكفونية تشعّ من ألف نار مثل شهب تضيء ليل أفريقيا" ‪ .‬لكن في إطار ّ‬
‫ّ‬ ‫إن الفر‬
‫سنغور‪ّ " :‬‬
‫اقتصادية‬
‫ّ‬ ‫الثقافية وتوصيل المعرفة‪ ،‬بل أصبحت أداة لهيمنة‬
‫ّ‬ ‫انكفونية عند الحدود‬
‫ي‪ ،‬لم تتوقّف الفر ّ‬‫الحضار ّ‬
‫انكفونية ليست هي اللُّغة‬
‫ّ‬ ‫إن الفر‬
‫نسي السابق‪ ،‬بالقول‪ّ ":‬‬
‫عبر عنه فرانسوا ميتران‪ ،‬الرئيس الفر ّ‬
‫سياسية‪ ،‬وهو ما ّ‬
‫و ّ‬
‫الفرنكفوني سياسيا واقتصاديا‬
‫ّ‬ ‫بأن االنتماء إلى العالم‬
‫نتوصل إلى االقتناع ّ‬
‫ّ‬ ‫الفرنسية فحسب‪ ..‬واذا لم‬
‫ّ‬

‫‪ - 19‬عبد ال ّسالم الشدادي‪" ،‬وضعيّة اللّغات بالمغرب وآفاقها"‪( ،‬ندوة تدريس اللّغات وتعلّمها في منظومات التّربية والتّكوين‪ :‬مقاربات تشخيصيّة‬
‫واستشرافيّة‪ ،‬المجلس األعلى للتّعليم‪ ،‬الرّباط‪ ،‬يومي ‪ 11‬و‪ 11‬تشرين األوّل‪/‬أكتوبر ‪.)1119‬‬
‫)‪28 - Onésime Reclus, France, Algérie et colonies, (Paris : Hachette 1886‬‬
‫‪ – 19‬بنسالم حميش‪" ،‬الفرانكفونيّة ومأساة أدبنا الفرنسي"‪ ،‬المعرفة للجميع‪ ،‬العدد‪ ،)1999( ،13‬ص‪.39‬‬

‫‪8‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫عدة سنوات"(‪ .)31‬وهذا االعتراف يثبت‬ ‫وثقافيا ُي ُّ‬


‫عد إضاف ًة‪ ،‬فإنّنا نكون قد فشلنا في العمل الّذي بدأناه منذ ّ‬
‫توهم‬
‫ي‪ ،‬أو حتّى غنيمة حرب كما ّ‬ ‫بأنها أداة تنوير حضار ّ‬
‫نسيون واألفارقة ّ‬
‫انكفونية الفر ّ‬
‫أ ّن ما يزعمه دعاة الفر ّ‬
‫كاتب ياسين‪ ،‬أو مكسب ثقافي م ِهم كما رأى آخرون‪ ،‬ليس له ما يثبته واقعيا‪ ،‬بل هي أداة لالستعمارين‬
‫ياسي‪ ،‬وسيلتها اللُّغة والثّقافة‪.‬‬
‫الس ّ‬‫االقتصادي و ّ‬
‫ّ‬

‫نسي الجنرال ليوطي ودوريته ال ّشهيرة الّتي نشرها‬ ‫ِ‬


‫وفي الحالة المغر ّبية‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى دور المقيم العام الفر ّ‬
‫في عام ‪ 2912‬عن لغة التّعليم في المغرب؛ فقد وضع فيها منهجا لعمل يفترض إجبار الس ّكان‪ ،‬على‬
‫دائما‬
‫العربية للس ّكان الّذين امتنعوا ً‬
‫ّ‬ ‫صرح‪ " :‬فليس علينا أن نعلّم‬
‫نسية حين ّ‬
‫يغية إلى الفر ّ‬
‫االنتقال من األماز ّ‬
‫ألن تعليمها يجري بواسطة القرآن‪ ،‬بينما تقتضي‬ ‫العربية عام ٌل من عوامل نشر اإلسلم؛ ّ‬
‫ّ‬ ‫إن‬
‫عن تعلّمها‪ّ .‬‬
‫(‪)32‬‬
‫القوة‬
‫نسية‪ ،‬بوصفها لغة ّ‬
‫نطور البربر خارج نطاق اإلسلم» ‪ .‬منذ ذلك الحين عملت الفر ّ‬ ‫مصلحتنا أن ّ‬
‫العامة في المغرب‪ .‬يقول روبنسون‪":‬لقد جعلت‬
‫ّ‬ ‫والهيمنة واإلمبراطورّية‪ ،‬على تقزيم دور العر ّبية في المجاالت‬
‫المستعمرين في‬
‫المذلّين ُ‬
‫اطورية في القمة‪ ،‬ولغة الم ُ ِ‬
‫سودين ُ‬ ‫ّ‬ ‫القوة اإلمبر ّ‬ ‫اطورية اللُّغة تراتُ ّ‬
‫بي ًة حيث لغة ّ‬ ‫اإلمبر ّ‬
‫انكفوني تجاوز التّعليم إلى مجاالت‬
‫ّ‬ ‫األسفل"(‪ .)31‬وقد الحظ الدكتور عبد العلي الودغيري أ ّن التّغلغل الفر‬
‫نسية وجهازها التّعليمي‪ ،‬إلى الكنيسة‬
‫أخرى‪ ،‬ضمن خطة محكمة‪ ،‬للهيمنة على المغرب‪ .‬فمن المدرسة الفر ّ‬
‫ومؤسسات البحث‬ ‫ّ‬ ‫الجيش‪،‬‬
‫ضباط ّ‬
‫وضباط االستعالمات‪ ،‬وصوال إلى ّ‬
‫ّ‬ ‫األهلية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫المسيحية‪ ،‬وادارة ال ّشؤون‬
‫ّ‬
‫الجامعي‪ ،‬ووسائل اإلعالم‪ .‬وكان الهدف هو إضعاف المغرب والتّشكيك في كيانه وحضارته وه ِويتِ ِه‪،‬‬‫ّ‬
‫(‪)33‬‬
‫محمد الفاسي‪:‬‬ ‫قافي‪ ،‬من لغة وعادات وأعراف‪ ،‬لضرب وحدته وتالحمه ‪ .‬يقول ّ‬
‫التعدد الثّ ّ‬
‫واستغالل عناصر ّ‬
‫"عندما استولت سلطة الحماية على مقاليد الحكم في بلدنا‪ ،‬كان كل ما أحدث في المغرب‪ ،‬من ألف إلى‬
‫الفرنسية"(‪.)34‬‬
‫ّ‬ ‫الفرنسية‪ ،‬وباألساليب‬
‫ّ‬ ‫الفرنسي‪ ،‬وباللُّغة‬
‫ّ‬ ‫يائ على ال ّنمط‬
‫األدبية المرتبطة‬
‫النخبة الفكرّية و ّ‬ ‫ي‪ ،‬بل انتقل إلى صناعة ّ‬ ‫ولم يتوقّف التأثير على الجانب التّعليم ّي أو اإلدار ّ‬
‫إيديولوجيا وِقي ِميا بالمنظومة الفرانكفونية‪ .‬فقراءة عر ِ‬
‫المغر ّبية المكتوبة باللُّغة الفر ّ‬
‫نسية‪ ،‬وطريقة‬ ‫ِ‬ ‫ضّية لإلبداعات‬ ‫ّ‬
‫اصلية ولسان للتّبليغ‪ ،‬بقدر ما يصل إلى‬
‫آلية تو ّ‬
‫أن األمر ال يتعلق ب ّ‬ ‫ِ‬
‫المغر ّبية‪ ،‬تجعلنا نؤمن ّ‬ ‫صياغتها للذات‬
‫الذاتية على هذه الكتابات‪ ،‬مع ما يحيل عليه‬ ‫السيرة‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫تقديم نموذج قيمي مغاير؛ حيث نالحظ سيطرة أسلوب ّ‬
‫من طرح إشكا ّلية العالقة مع اآلخر والوعي الشق ّي بال ّذات(‪ .)35‬وحرصت هذه الكتابات على تقديم ال ّذات‬

‫‪30- François Mittérand, Le Monde ,9/02/1989.‬‬


‫سياسة اللُّغويّة والتّعليمية الفرنسيّة بالمغرب‪( ،‬الرّباط‪ :‬كتاب العلم‪ ،‬ال ّسلسلة الجديدة‪ ،)1993( ،‬ص‪.91‬‬
‫‪ – 31‬عبد العلي الودغيري‪ ،‬الفرانكفونيّة وال ّ‬
‫‪ – 31‬دوغالس روبنسون‪ :‬التّرجمة واإلمبراطوريّة‪ ،‬ترجمة ‪ :‬ثائر علي ديب‪( ،‬دمشق‪ :‬دار الفرقد‪ ،)1119 ،‬ص‪.199‬‬
‫سياسة اللُّغويّة والتّعليمية الفرنسيّة بالمغرب‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.9‬‬ ‫‪ – 33‬عبد العلي الودغيري‪ ،‬الفرانكفونيّة وال ّ‬
‫‪ – 30‬مح ّمد الفاسي‪" ،‬التّعريب ووسائل تحقيقه"‪ ،‬مجلة األصالة‪ ،‬العدد‪( 19-19 :‬تشرين الثاني‪ -‬نوفمبر‪ /‬كانون األ ّول ‪ -‬ديسمبر ‪ ،)1993‬ص‪.99-91 :‬‬
‫‪ – 35‬بنسالم حميش‪" ،‬الفرانكفونيّة ومأساة أدبنا الفرنسي"‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.99‬‬

‫‪9‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫المحلية إلى "صندوق عجائب"‪ ،‬وعرض‬


‫ّ‬ ‫ائبية وفلكلورّية‪ ،‬واإلصرار على تحويل الثّقافة‬ ‫ِ‬
‫المغر ّبية بطريقة غر ّ‬
‫بي‪ .‬وخير األمثلة‬ ‫ِ‬
‫السوق وطلب المتلقّي الغر ّ‬‫بي وكأنه من كوكب آخر‪ ،‬وفق منطق ّ‬ ‫صور عن المجتمع المغر ّ‬
‫تقدمه ‪ -‬في هذا المجال ‪ -‬كتابات فؤاد العروي(‪ ،)36‬وعبد اهلل الطايع(‪ ،)37‬والطاهر‬
‫على هذا الوعي الشق ّي ما ّ‬
‫(‪)38‬‬
‫الفكرية‬
‫السؤال التّالي‪" :‬هل كان محض صدفة أن تكون األعمال األدبية و ّ‬ ‫مما يدفعنا إلى طرح ّ‬
‫بنجلّون ‪ّ ..‬‬
‫العالمية ُمتّ ِفق ًة في شيء واحد‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الرعاية حظا يصل إلى الجوائز المحلية و‬
‫الّتي تحظى باالهتمام وتلقى من ّ‬
‫هو ال ّنيل من قيمنا واإلساءة إلى معتقداتنا ؟"(‪.)39‬‬

‫انكفونية في المغرب ـ ـ على وجه الخصوص ـ ـ يجد نفسه أمام حالة هستيرية من الهجوم‬
‫والمتابع لألنشطة الفر ّ‬
‫تأملنا ـ على سبيل‬
‫الثقافية والحضارّية لفرنسا‪ .‬فلو ّ‬
‫االقتصادي‪ ،‬تأكيدا للتّبعية الفكرّية و ّ‬
‫ّ‬ ‫ياسي و‬
‫الس ّ‬‫قافي و ّ‬
‫الثّ ّ‬
‫انكفونية‪ ،‬سنجد حرصا على توزيع االهتمام على مجاالت تجمع بين‬
‫الجامعية للفر ّ‬
‫ّ‬ ‫المثال ـ ـ ما تعرضه الوكالة‬
‫العالمي‬
‫ّ‬ ‫ياضي(‪ ،)41‬كما هي الحال في الحرص على تخليد اليوم‬
‫ثقافي وما هو ر ّ‬
‫ّ‬ ‫أكاديمي وما هو‬
‫ّ‬ ‫ما هو‬
‫أن األمر أكثر من دفاع عن لغة‪ ،‬بل يحمل في ذاته منظومة من‬
‫خاصة‪ .‬مما يجعلنا نؤكد ّ‬
‫ّ‬ ‫للفرنكفونية بصفة‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المستمر على اللّغات والثّقافات‬
‫ّ‬ ‫القيم الحضارّية البديلة‪ ،‬لع ّل أهم تجلياتها الهجوم‬

‫الدعوات الّتي غدت تطرحها بعض‬


‫العامية‪ :‬يظهر هذا البعد في ّ‬
‫العربية بين الفصحى و ّ‬ ‫ّ‬ ‫البعد الثّاني‪-‬‬
‫العامية‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫المغر ّبية بالعر ّبية الفصحى‪ .‬فقد تصاعدت حملة دعاة توظيف‬ ‫العامية‬
‫ّ‬ ‫الدارجة‪/‬‬
‫الجهات لتعويض ّ‬
‫السنوات األخيرة تخاطب‬ ‫ِ‬
‫المغر ّبية بكثافة في وسائل اإلعالم واالتّصال والتّرفيه‪ ،‬وظهرت بعض العناوين في ّ‬
‫بالدارجة كليا أو جزئيا‪،‬‬
‫عدة في مناطق البالد تبث ّ‬
‫"الدارجة"‪ .‬وظهرت كذلك إذاعات ّ‬ ‫بي بلغته ّ‬ ‫ِ‬
‫القارئ المغر ّ‬
‫ي‪ .‬وحدث ذلك على وجه الخصوص‬ ‫السمعي البصر ّ‬
‫ّ‬ ‫مستفيدة من بعض االنفتاح الّذي شهده قطاع اإلعالم‬
‫عملية تحرير‬
‫ّ‬ ‫ي" في ‪ 32‬آب‪/‬أغسطس ‪ 1111‬في إطار‬ ‫السمعي البصر ّ‬
‫ّ‬ ‫مع إنشاء "الهيئة العليا لالتصال‬
‫بالعامية أو تزاوج بينها وبين‬
‫ّ‬ ‫محلية تبث‬
‫ّ‬ ‫لعدة إذاعات‬
‫ي ‪ -‬الّتي منحت تراخيص ّ‬ ‫السمعي البصر ّ‬
‫ّ‬ ‫القطاع‬

‫الذات من خالل زوايا االنحالل والفحش وال ّرذيلة‪ .‬حيث يستعمل أسلوبه ال ّساخر الالذع في روايته "سنة عند‬ ‫‪ – 31‬يصر فؤاد العروي على تصوير ّ‬
‫الفرنسيين"‪ ،‬ليروي لنا تجربة الطفل "مهدي" الّذي يراد له اكتشاف نمط عيش الفرنسيين الّذين يعيشون في الرفاهية ويتناولون أشياء ال تؤكل‪ ،‬ويتكلّمون‬
‫بحريّة‪ ،‬ويولونه اهتماما لم يفهمه إطالقا بعد حصوله على منحة لل ّدراسة في ثانويّة ليوطي بالبيضاء‪.‬انظر‪:‬‬
‫)‪Fouad Laroui , Une année chez les français , (Paris : Julliard, 2010‬‬
‫‪ –39‬اختير عبد هللا الطايع م ّرتين للحصول على جائزة الـ "رينودو" (‪ )Renaudot‬الفرنسيّة المرموقة‪ .‬نشر الطّايع خمسة كتب بالفرنسيّة‪،‬جلُّها‬
‫مستوحى من حياته الّتي عاشها‪ ،‬والمتمركزة حول تجربته كعربي ِمثلِي الجنس‪ ،‬ولم يعلن الكاتب عن ميوله الجنسيّة حتّى أرسل برقيّة إلى والدته نشرت‬
‫صحف المغاربيّة‪.‬‬‫في ال ّ‬
‫‪–39‬انظر على سبيل المثال ‪ :‬الطّاهر بن جلّون‪ ،‬ليلة القدر‪ ،‬ترجمة مح ّمد الشركي مراجعة مح ّمد بنيس‪ ،‬ط‪( ، 1‬ال ّدار البيضاء‪ :‬دار توبقال للنّشر‪،‬‬
‫‪ ،)1999‬ص ‪.19‬‬
‫‪ –39‬حسن األمراني‪" ،‬ثقافتنا المعاصرة بين الكائن والممكن"‪ ،‬مجلة المشكاة‪ ،‬العدد ‪(10‬أيار‪ /‬مايو ‪ ،) 1991‬ص‪.11‬‬
‫‪ – 01‬أحصينا في الم ّدة الزمنيّة ‪ 1111 - 1119‬أزيد من ‪ 191‬نشاطا‪ ،‬انظر في هذا المجال‪ ،‬قسم عروض المشاريع في الموقع الرّسم ّي للوكالة‬
‫الجامعيّة للفرانكفونيّة‪http://www.auf.org/international/appels-offre/var_recherche=maroc:‬‬

‫‪11‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫األمة العر ّبية‪ ،‬مشرقا‬


‫الدعوة قديمة قدم الهجمة على مقومات ّ‬
‫يغية‪ .‬والواقع أ ّن هذه ّ‬
‫نسية أو األماز ّ‬
‫الفر ّ‬
‫ِ‬
‫المغر ّبية طابعا حادا في العقد األخير من خالل تكثيف الجهود بغية‬ ‫لكنها اتّخذت في الحالة‬ ‫(‪)42‬‬
‫ومغربا ‪ّ ،‬‬
‫قي(‪ .)41‬وقد وصلت هذه‬ ‫النموذج المشر ّ‬
‫العامة بوصفها "لغة مغر ّبية" خالصة مقابل ّ‬
‫إدراجها في التّعليم والحياة ّ‬
‫مؤسسة زاكورة للتّربية من ‪ 6‬إلى ‪ 8‬حزيران‪/‬يونيو ‪1121‬‬ ‫ُّ‬
‫الدعوة أوجها في ندوة "اللغة واللّغات" الّتي نظّمتها ّ‬‫ّ‬
‫الندوة للمنافحة عن اللُّغة‬
‫منصة ّ‬‫ّ‬ ‫الدار البيضاء‪ .‬إذ تناوب باحثون عرب وأجانب على‬ ‫كلية الطّب في ّ‬
‫في ّ‬
‫األمية ونشر التّعليم‪ ،‬وضرورة‬ ‫في ومحاربة‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫اليومي في اإلنتاج المعر ّ‬
‫ّ‬ ‫(العامية)‪ ،‬ودور لغة التّواصل‬
‫ّ‬ ‫المغر ّبية‬
‫يتحدث بها المغاربة(‪ .)43‬وتستند‬
‫ّ‬ ‫المجددة والعر ّبية الّتي‬
‫ّ‬ ‫تقنين لغة عر ّبية حديثة‪ ،‬تلتقي فيها العر ّبية المكتوبة‬
‫عدة مزاعم منها‪:‬‬
‫آراء دعاة التّدريج إلى ّ‬
‫الوطني‪ .‬فاللُّغة‬
‫ّ‬ ‫قية الّتي اعتبرت تهديدا لالنتماء‬ ‫المغر ّبية مقابل اله ِوية المشر ّ‬
‫ِ‬ ‫الدفاع عن اله ِوية‬
‫أ‪ّ -‬‬
‫قية‪ .‬وبهذا نفسر التّرجمة المتصاعدة‬‫متميزة عن المشر ّ‬ ‫" ِ‬
‫المغر ّبية" لها من المميزات اللّسا ّنية ما يجعلها ّ‬
‫الشامية والمصرّية لألفالم والبرامج‬
‫ّ‬ ‫فيهية مقابل موجة التّرجمة‬ ‫لألفالم والمسلسالت والبرامج التّر ّ‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫األمية األبجدية الّتي يعاني منها جزء كبير من‬
‫ّ‬ ‫ب‪ -‬تقريب المعلومة من المواطن العادي بغية محو‬
‫بالعامية‪ ،‬فإن المعلومة ال يمكن أن تصل إال باللُّغة‬
‫ّ‬ ‫اليومي ال يجري إال‬
‫ّ‬ ‫المغاربة‪ .‬فما دام التّواصل‬
‫ِ‬
‫المغر ّبية‪.‬‬
‫ِ‬
‫المغر ّبية‪ .‬فك ّل‬ ‫الدارجة عن القيم البديلة لله ِوية‬
‫العامية‪ ،‬هو جزء من دفاع دعاة ّ‬
‫ّ‬ ‫الدفاع المست ِميت عن‬
‫ج‪ّ -‬‬
‫الدارجة مشروعا للهدم‬ ‫بي‪ ،‬غدا في خطاب دعاة ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ما يخلخل االنتماء الحضاري والعقدي لل ّشعب المغر ّ‬
‫الصريحة في‬
‫بي منذ فجر التّاريخ‪ ،‬وتجد تعبيراتها ّ‬ ‫ِ‬
‫النسيج المغر ّ‬
‫ينية الّتي أ ّسست ّ‬
‫الد ّ‬
‫النقد‪ .‬فالقيم ّ‬
‫وّ‬
‫السياسية الّتي توافق‬
‫ّ‬ ‫ثالثية العقيدة والمذهب والسلوك غدت مرفوضة ومعبرة عن التّخلّف‪ .‬والقيم‬ ‫ّ‬
‫االجتماعية عند سدنة معبدهم مرفوضة‬
‫ّ‬ ‫عليها المغاربة شعبا ونظاما منذ قرون غدت مرفوضة‪ .‬والقيم‬
‫بمقياس الحرّية والحداثة حتّى غدا الشذوذ أصال واألصل شاذا‪.‬‬
‫نكفونية تتجلّى باألصوات المدافعة عنها واألقالم الّتي‬
‫للفر ّ‬ ‫لكن األكيد‪ ،‬أ ّن هذه المزاعم ليست ّإال صورة أخرى ا‬
‫أجنبية فُرضت على‬
‫ّ‬ ‫األمازيغية‪ ،‬وا ّنما مع لُغة‬
‫ّ‬ ‫العربية و‬
‫ّ‬ ‫تروج لها‪ .‬فالواضح " أ ّن مشكلة المغاربة ليست مع‬
‫ّ‬

‫‪ – 01‬اهت ّم االستشراق األورب ّي بالعا ّميّات العربيّة منذ زمن طويل حيث ألّفوا فيها مصنفات كثيرة من أه ّمها‪ ”:‬قواعد العاميّة الشرق ّية‬
‫المغربيّة"لكوسمان دو بروفونسال سنة (‪ ”،)1959‬لغة بيروت العا ّميّة"إلمانويل ماتسون سنة ‪ ”،1911‬كتاب لهجة بغداد العاميّة"‪ ،‬تأليف لويس‬ ‫ِ‬ ‫و‬
‫ماسنيون وقد طبع بمصر سنة ‪1911‬م‪ ”،‬لغة مراكش العاميّة وقواعدها" تأليف بنسمايل والّذي طبع سنة ‪" ،1919‬عامية دمشق" تأليف برجشتراسر‪،‬‬
‫وقد طبع سنة ‪" ،1910‬عربيّة م ّراكش" تأليف لويس ميرسيي‪ ،‬وقد طبع بباريز سنة ‪" ،1915‬المقتضب في عربيّة مصر" وقد اشترك في تأليفه‬
‫اإلنجليزي باول مع ” فيلوت“ أستاذ اللّغات الشرقيّة في جامعة كامبردج ونشر سنة ‪1911‬م‪.‬‬
‫انظر‪ :‬نفوسة زكريّا سعيد‪ ،‬كتاب تاريخ ال ّدعوة إلى العاميّة وأثرها في مصر‪( ،‬القاهرة‪ :‬دار ال ّدعوة اإلسالميّة للنّشر والتّوزيع‪) 2006 ،‬‬
‫‪ – 01‬مصطفى الخلفي‪" ،‬ال ّدارجة والعربيّة عالقة تكامل وظيفي أم صراع مصيري؟"‪ ،‬جريدة التّجديد‪.1111 - 11 - 11 ،‬‬
‫‪ – 03‬انظر‪ :‬مؤ ّسسة زاكورة للتّربية‪ ،‬أشغال الملتقى ال ّدولي "اللُّغة‪ ،‬اللّغات" البيضاء ‪11‬ــــ‪ 11‬حزيران ‪ /‬يونيو ‪( ،1111‬الدار البيضاء‪ :‬مطبعة دالتون‪،‬‬
‫‪)1111‬‬

‫‪11‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫بالقوة واإلكراه"(‪ .)44‬وقد قال طه حسين منذ زمن طويل‪" :‬لم أؤمن قطّ ولن‬
‫ّ‬ ‫بلدنا في عهد االستضعاف‬
‫المميزات‪ ،‬ما يجعلها خليق ًة بأن تُسمى لغ ًة‪ ،‬وا ّنما‬
‫العامية من الخصائص و ّ‬
‫ّ‬ ‫بأن للّغة‬
‫أستطيع أن أؤمن ّ‬
‫ـ‬
‫(‪)45‬‬
‫الفساد في كثير من أوضاعها وأشكالها"‬
‫ُ‬ ‫دائما لهج ًة من اللّهجات‪ ،‬قد أدركها‬
‫رأيتها وسأراها ً‬
‫مكونات‬
‫مكونا رئيسا من ّ‬
‫يغية ّ‬‫الدارسون إزاء كون األماز ّ‬‫األمازيغية‪ :‬ال يختلف ّ‬
‫ّ‬ ‫العربية و‬
‫ّ‬ ‫البعد الثّالث‪ -‬بين‬
‫تأسس على‬
‫يغية منذ والدتها‪ ،‬قد ّ‬
‫الثقافية األماز ّ‬
‫ّ‬ ‫لكن المسار الّذي اتّخذته الحركة‬
‫الوطنية لشمال أفريقيا‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫اله ِوية‬
‫اعي مناهض للعروبة والعر ّبية وك ّل من ينافح عنهما‪ .‬لذا دخلت في حروب طويلة مع األطياف‬ ‫منطق صر ّ‬
‫دينية أو فكرّية‪ .‬فكلّما طرح موضوع العر ّبية‬
‫سياسية كانت أو ّ‬ ‫بي‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫األيديولوجية المختلفة في المجتمع المغر ّ‬
‫ّ‬
‫يتفننون في القدح في العر ّبية وتخوين المدافعين عنها‪ ،‬بل وسحب‬‫والتّعريب‪ ،‬تجد المنتمين إلى هذا الّ ّتيار‪ّ ،‬‬
‫الالذع‬ ‫ِ‬
‫المغر ّبية‪ ،‬من نقدها ّ‬ ‫االجتماعية‬
‫السياسية و‬ ‫المكونات‬ ‫أي ّتيار من‬
‫بي منهم‪ .‬إذ لم يسلم ّ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االنتماء المغر ّ‬
‫جعية والشوفينية‬
‫الر ّ‬
‫الّذي تأرجح بين التّخوين تارة والمؤامرة على حقوق األمازيغ تارة أخرى‪ ،‬والصاق تهم ّ‬
‫قومية‬
‫عروبية ّ‬
‫ّ‬ ‫الوطنية الّتي قادت االستقالل‪ ،‬هي حركة‬
‫ّ‬ ‫وغيرها من األحكام الجاهزة في أحيان كثيرة‪ .‬فالحركة‬
‫القومي‪ ،‬الّذي‬
‫ّ‬ ‫تشبعه بمبادئ الفكر‬
‫يغية‪ ،‬نتيجة ّ‬
‫لقضية األمازيغ‪ .‬واليسار كيان متآمر على األماز ّ‬
‫ّ‬ ‫سلفية معادية‬
‫ّ‬
‫اإلسالمية ما هي إال‬ ‫بتحرر ال ّشعوب العر ّبية في فلسطين والعراق‪ .‬والحركة‬ ‫بي‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تحرر ال ّشعب المغر ّ‬
‫يربط ّ‬
‫وعروبي محارب‬
‫ّ‬ ‫اطي‬
‫ياسي نظام ال ديمقر ّ‬
‫الس ّ‬‫النظام ّ‬‫ومقدسة للعر ّبية‪ .‬و ّ‬
‫سياسية ّ‬
‫ّ‬ ‫حركة مستغلّة للّدين ألهداف‬
‫لمظاهر اله ِوية األماز ّ‬
‫يغية‪ .‬وانطالقا من هذه الجبهات المفتوحة كلّها‪ ،‬اتّسمت الحركة بمنطق صراعي رافض‬
‫ألدبياتها‪ .‬ويجمل البيان‬
‫المؤسس ّ‬
‫ّ‬ ‫األيديولوجي‪ ،‬وهو ما سيظهر في الخطاب‬
‫ّ‬ ‫لآلخر كيفما كان توجهه وانتماؤه‬
‫يغية منذ انطالقتها‪ ،‬في‪:‬‬
‫الرئيسة للحركة األماز ّ‬
‫أهم المطالب ّ‬
‫يغي لسنة ‪ّ 1111‬‬ ‫األماز ُّ‬
‫رسمية للبالد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يغية لغة‬
‫أ‪ -‬وجوب توصيف األماز ّ‬
‫يغية الفقيرة‪.‬‬
‫ب‪ -‬واعتماد برنامج لتنمية المناطق األماز ّ‬
‫اسية‪.‬‬
‫الدر ّ‬
‫المقررات ّ‬
‫ج‪ -‬واعادة كتابة تاريخ المغرب و"تصحيحه" في ّ‬
‫يغية‪.‬‬
‫يغية والتّصريح لألسماء األماز ّ‬
‫د‪ -‬وانشاء تلفزة أماز ّ‬
‫الملكي للثّقافة‬ ‫المؤسس للمعهد‬ ‫األول‪/‬أكتوبر ‪،1112‬‬
‫بي في أجدير في ‪ 27‬تشرين ّ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ومنذ خطاب العاهل المغر ّ‬
‫الدولة تتعامل إيجابيا مع هذه المطالب عن طريق إنشاء إذاعات وقنوات ناطقة‬ ‫يغية‪ ،‬أخذت ّ‬‫األماز ّ‬
‫للدولة‬
‫رسمية ّ‬
‫ّ‬ ‫يغية لغة‬
‫يغية في التّنمية البشرّية‪ ،‬وصوال إلى ترسيم األماز ّ‬
‫يغية‪ ،‬وادراج المناطق األماز ّ‬
‫باألماز ّ‬
‫بي القائم على احتواء الكتل المعارضة‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ياسي المغر ّ‬
‫الس ّ‬
‫للنظام ّ‬‫المؤسس ّ‬
‫ّ‬ ‫وتأهيلها ومعايرتها‪ ..‬إلخ‪ ،‬وفق المنطق‬
‫باإلسالميين( بالتّرخيص لحزب‬
‫ّ‬ ‫ومرور‬
‫ا‬ ‫اطية)‪،‬‬
‫بدءا باليسار (بحكومة التّناوب واسنادها إلى الكتلة الديمقر ّ‬

‫المغربيّة اسما حركيّا للّسان األجنبي"‪ ،‬االتحاد االشتراكي‪.1111 – 11 - 13 ،‬‬


‫ِ‬ ‫‪ 00‬ـــ عبد اإلله بلقزيز‪" ،‬حين تكون العامية‬
‫‪ 05‬ـــ طه حسين‪ ،‬مستقبل الثّقافة في مصر‪ ،‬الطّبعة رقم ‪( ،1111/1‬القاهرة‪ :‬دار الكتب والوثائق القوميّة‪ ،)1111 ،‬ص ‪.131‬‬

‫‪12‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫مؤسسات‬
‫الحقوقية في ّ‬
‫ّ‬ ‫الحقوقية وادماج كثير من األصوات‬‫ّ‬ ‫الحقوقيين (بتصفية الملفّات‬
‫ّ‬ ‫العدالة والتّنمية)‪ ،‬و‬
‫الوطني‬
‫ّ‬ ‫ي لحقوق اإلنسان الّذي أصبح المجلس‬ ‫الدولة‪ ،‬مثل‪ :‬هيئة اإلنصاف والمصالحة‪ ،‬والمجلس االستشار ّ‬ ‫ّ‬
‫يغي‪.‬‬
‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬ويرأسه أحد المعتقلين القدامى)‪ ،‬وصوال إلى الّ ّتيار األماز ّ‬
‫األيديولوجية المختلفة على عدة مبادئ‬
‫ّ‬ ‫يغية بانتماءاتها‬
‫مكونات الحركة األماز ّ‬
‫وعلى العموم‪ ،‬تتّفق جل ّ‬
‫رئيسة(‪:)46‬‬
‫الدستور‬
‫رسمية وحيدة في ّ‬
‫ّ‬ ‫مما يعني رفض العر ّبية لغة‬ ‫الدستور‪ّ :‬‬
‫رسمي ًة في ّ‬
‫وطني ًة و ّ‬
‫ّ‬ ‫األمازيغية لغ ًة‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬جعل‬
‫بي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫المغر ّ‬
‫االجتماعي‬
‫ّ‬ ‫يؤدي إلى هدم المشترك‬ ‫مما ّ‬‫الوطني‪ّ :‬‬
‫ّ‬ ‫مصدر من مصادر التّشريع‬
‫ًا‬ ‫األمازيغية‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬جعل األعراف‬
‫يغية التّنقيب عن رموز مغايرة للواقع‬‫األدبيات األماز ّ‬ ‫بي‪ .‬لذا ساد في‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫مكونات المجتمع المغر ّ‬ ‫قافي بين ّ‬
‫والثّ ّ‬
‫المشترك‪ .‬ومن ذلك إحياء أسماء اآللهة واألساطير الّتي عاش فيها سكان المغرب قبل اإلسالم‪ ،‬بل‬
‫مصدر للقانون؛ والبحث في‬
‫ا‬ ‫القبلية‬
‫ّ‬ ‫والنضال من أجلها بوصفها حقا من حقوق األمازيغ؛ وجعل األعراف‬
‫اإلسالمي للمغاربة‪ ،‬هو االنتماء إلى بالد "تمازغا"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بي‬
‫الجغرافيا عن انتماء بديل عن االنتماء العر ّ‬
‫يغية عنوانا العتقاد أيديولوجي أو مذهبي‪،‬‬
‫العلمانية في الكتابات األماز ّ‬
‫ّ‬ ‫الدولة‪ :‬لم تكن‬
‫الدين عن ّ‬‫‪ -3‬فصل ّ‬
‫يغي‬
‫يتمسك الخطاب األماز ّ‬
‫يني للمغاربة‪ .‬لذا ّ‬
‫الد ّ‬
‫بل هي عنوان لرفض العر ّبية الّتي ارتبطت دوما باالنتماء ّ‬
‫الحداثي الديمقراط ّي الّذي تسعى‬
‫ّ‬ ‫الدين‪ ،‬كونه يتم ّشى مع المشروع‬ ‫السياسة وأمور الحكم عن ّ‬ ‫بفصل ّ‬
‫العلمانية‬
‫ّ‬ ‫النضال من أجل إق ارره(‪ .)47‬ويدفع التّطرف في االنتماء‪ ،‬إلى جعل‬
‫يغية إلى بنائه و ّ‬
‫الحركة األماز ّ‬
‫لوكية للفصل بين‬ ‫يغية‪ ،‬وذلك بِتصُّيد األمثلة ّ‬
‫الس ّ‬ ‫االجتماعي للقبائل األماز ّ‬
‫ّ‬ ‫ي و‬‫جزءا من التراث الفكر ّ‬
‫وظيفتي القائد والفقيه‪ .‬يقول أحدهم‪:‬‬

‫يظـن الـبعض‪ ،‬بـل هـي تـراث أمـازيغي حـي ألن‬


‫األمازيغية ليسـت مسـتوردةً مـن أوربـا كمـا ّ‬
‫ّ‬ ‫العلمانية‬
‫ّ‬ ‫إن‬
‫"ّ‬
‫فصـل‬
‫ً‬ ‫األمازيغيـة‬
‫ّ‬ ‫االجتماعيـة‬
‫ّ‬ ‫األمازيغي تاريخيا كان علمانيا إذ نجد ‪-‬والى اآلن‪ -‬في المنظومة‬
‫ّ‬ ‫شعب‬ ‫ال ّ‬
‫ام‬
‫مهمت هي رعاي ُة المسجد والتـز ُ‬
‫فاألول ّ‬ ‫شيخ "أمغار" ّ‬ ‫بين اختصاصات فقي القبيلة وبين اختصاصات ال ّ‬
‫وعـدم التّـد ّخل فـي سياسـات القبيلـة‪ ،‬ويقتصـر حضـوره –مـؤ ّخًار‪ -‬فـي االجتماعـات "اكـراو" بصـفت‬
‫ُ‬ ‫الحياد‬
‫منتميا إلى قبيلة أخرى‪ ،‬فـي حـين ُيعتبـر أمغـار مسـؤوًال‬
‫ً‬ ‫غالبا ما يكون‬
‫ً‬ ‫كاتبا للجتماع؛ والفقي‬
‫مقرًار أو ً‬
‫ّ‬
‫(‪)48‬‬
‫العرف من طرف األفراد" ‪.‬‬ ‫الرقابة على احترام ُ‬
‫على تدبير المياه والحقول و ّ‬
‫المحلية‪ .‬واذا‬
‫ّ‬ ‫الخصوصيات‬
‫ّ‬ ‫ابي يحترم‬
‫ذاتي وفق تقطيع تر ّ‬
‫األمازيغية في المغرب باستقلل ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -4‬تمتّع الجهات‬
‫(‪)49‬‬
‫فإن‬
‫يغي ‪ّ ،‬‬ ‫النضال األماز ّ‬
‫كان بعض النشطاء األمازيغ يرفضون هذا المبدأ اعتمادا على رفض تجزيء ّ‬

‫‪ – 01‬مصطفى عنترة‪" ،‬الحركة األمازيغيّة والمسألة اله ِويَّاتيَّة بالمغرب"‪ ،‬الحوار المتم ّدن ‪ -‬العدد‪.)1115 - 13 - 15( ،1119 :‬‬
‫‪– 09‬انظر‪ :‬انغير بوبكر‪" ،‬الحركة األمازيغيّة و العلمانية"‪ ،‬الحوار المتم ّدن‪ ،‬العدد ‪.)1111/3/9( ،1090‬‬
‫‪ – 09‬امح ّمد خي‪ ،‬ا"ألمازيغيّة‪ ..‬الشرعيّة التّاريخيّة‪ ..‬العلمانيّة وال ّدين"‪ ،‬الحوار المتم ّدن‪ ،‬العدد‪)1119-11 -10( ، 1139 :‬‬
‫الذاتي لل ّريف ال للّغة ال ّريفيّة"‪ ،‬جريدة ثاويزا‪ ،‬العدد ‪.1111 ،100‬‬ ‫‪ – 09‬مبارك بلقاسم‪" :‬ال للحكم ّ‬

‫‪13‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫سياسية لحماية اله ِوية واللُّغة األماز ّ‬


‫يغيتين في بالد‬ ‫ّ‬ ‫الذاتي خطة‬
‫ّ‬ ‫مكونات الحركة ترى في الحكم‬‫ج ّل ّ‬
‫"ثامزغا" كافّة‪.‬‬
‫الدولة عليها‪،‬‬
‫الوطني وعدم اشتراط نفاذها بتوقيع ّ‬ ‫ّ‬ ‫ولية على القانون‬
‫الد ّ‬
‫سمو المعاهدات ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -5‬ال ّنص على‬
‫الحقوقي على استيراد مطلق‬
‫ّ‬ ‫إمكانية االحتجاج بمقتضياتها أمام القضاء‪ .‬ويقوم المنطق‬
‫ّ‬ ‫ومنح المواطن‬
‫يغية نفسها مدافعة عن شعب أصيل‬‫األقليات؛ وتسوق الحركة األماز ّ‬
‫ّ‬ ‫لنماذج ه ِوياتية تتحدث بمنطق‬
‫ثقافية‬
‫األصلية والحقوق ال ّ‬
‫ّ‬ ‫مقهور في المغرب‪ ،‬باالرتكاز على مقولة حقوق اإلنسان وحقوق ال ّشعوب‬
‫واللُّ ّ‬
‫غوية(‪.)51‬‬

‫وجه نحو الخارج واستجدائه‪ ،‬مثل عقد‬ ‫يغي‪ ،‬زيادة على تراكم التّ ّ‬
‫إن هذه المبادئ المؤسسة للخطاب األماز ّ‬ ‫ّ‬
‫ائيلية‪ ،‬والعالقة مع االتّحاد‬
‫الجمعيات اإلسر ّ‬
‫ّ‬ ‫التفاقيات مع األكراد‪ ،‬ومع بعض‬
‫ّ‬ ‫يغية‬
‫بعض الهيئات األماز ّ‬
‫خارجية‬
‫ّ‬ ‫عاقدي‪ ،‬إلى إطار تدويلي تتد ّخل في أطراف‬
‫ّ‬ ‫الوطني التّ‬
‫ّ‬ ‫بي(‪ ،)52‬جعل الحركة "تنزلق من إطارها‬
‫األور ّ‬
‫األصلية‪ ،‬والحكم ال ّذاتي‪ ،‬والتّمثّلت‬
‫ّ‬ ‫شعوب‬
‫العلمانية‪ ،‬وحقوق ال ّ‬
‫ّ‬ ‫تحت شعارات عدة‪ ،‬منها حقوق اإلنسان‪ ،‬و‬
‫تحجيمية‪ ،‬تفصل بين ما هو "مشتر ٌك مغربي" وبين ما هو "خصوصي أمازيغي"(‪.)51‬‬‫ّ‬ ‫األسطورية أو ُه ِويات‬
‫ّ‬

‫ي‪:‬‬
‫الدستور ّ‬ ‫ثالثا‪ -‬الحلقة المفقودة في ال ّنقاش اللُّ ّ‬
‫غوي والمسار ّ‬

‫للمس‬ ‫ي‪ ،‬طابعا صراعيا اصطفافيا تكالبت فيه جهات عدة‬ ‫ُّ‬
‫ّ‬ ‫الدستور ّ‬
‫غوي‪ ،‬قبل فتح الورش ّ‬ ‫النقاش الل ّ‬
‫أخذ ّ‬
‫قافي‪ .‬لكن بدأت ‪ ،‬في‬ ‫ِ‬
‫الحق الثّ ّ‬
‫ّ‬ ‫المغر ّبية‪ ،‬وأخرى باسم‬ ‫الخصوصية‬
‫ّ‬ ‫بي؛ تارة باسم‬
‫بعروبة المغرب وانتمائه العر ّ‬
‫أكاديمية تتعالى دفاعا عن العر ّبية في وجه حمالت التّلهيج‬
‫ّ‬ ‫سياسية و‬
‫ّ‬ ‫الوقت نفسه‪ ،‬أصوات مثقّفين وقيادات‬
‫التنظيمي‪ ،‬في صفوف‬
‫ّ‬ ‫للدفاع عن العر ّبية‪ ،‬على عجزه‬ ‫والفرنسة والتمزيغ‪ ،‬وأبانت عن وجود ّتيار قوي ّ‬
‫شن على لغة‬ ‫ِ‬
‫المغر ّبية‪ ،‬مما يعني اإلحساس المتعاظم بخطورة الحمالت الّتي ت ّ‬ ‫سياسية‬
‫ّ‬ ‫النخبة ال‬
‫األكاديميين و ّ‬
‫ّ‬
‫(‪)53‬‬
‫لكن‬
‫النقاش متصاعدا خصوصا مع االحتفاء بالعر ّبية في ندوات وملتقيات متتالية ‪ّ .‬‬ ‫الضاد‪ .‬وكان مسار ّ‬ ‫ّ‬
‫غوي‬ ‫المدنيون مواقفهم من ّ ُّ‬
‫التعدد الل ّ‬ ‫ياسيون و ّ‬
‫الس ّ‬
‫غير مسار التّداول؛ لنرى كيف بلور الفاعلون ّ‬ ‫بي ّ‬ ‫الربيع العر ّ‬
‫ّ‬
‫بالمغرب؟‬

‫‪ – 51‬انظر‪ :‬ندوة "الحقوق اللُّغويّة والثقافيّة بالمغرب" الّتي نظّمها المعهد الملك ّي للثّقافة األمازيغيّة والمجلس االستشاري لحقوق اإلنسان يومي ‪ 08‬و‪19‬‬
‫حزيران‪/‬يونيو ‪ ،1111‬من أجل النّهوض بالحقوق اللُّغويّة والثقافيّة بالمغرب‪ ،‬النّشرة اإللكترونيّة للمجلس الوطن ّي لحقوق اإلنسان‪ ،‬العدد الخامس عشر‬
‫(حزيران‪/‬يونيو‪) 1111‬‬
‫‪– 51‬انظر‪ :‬فؤاد بوعلي‪“ ،‬األمازيغ بين إسرائيل واألمم المتّحدة”‪ ،‬القدس العرب ّي ‪2010-10-06‬‬
‫‪ – 51‬سعيد بنيس‪" ،‬تدبير المسألة األمازيغيّة بالمغرب المبادرات والمواقف والتّفاعالت"‪ 11 ،‬تموز ‪ /‬يوليو‪.1119 ،‬‬
‫‪http://hespress.com/opinions/14494.html‬‬
‫‪ – 53‬أحصينا في سنة ‪ 1111‬ما يفوق عشرين نشاطا إشعاعيّا وعلميّا كان محوره هو واقع العربيّة والدور الّذي يجب إسناده لها في المنظومة التّعليميّة‬
‫المغربيّة لحماية اللُّغة العربيّة‪ ،‬وأماديوس‪ )...‬والمؤسّسات‬
‫ِ‬ ‫واإلدارة العموميّة‪ .‬وقد تو ّزعت الهيئات المنظّمة بين المجتمع المدن ّي (مثل الجمعيّة‬
‫المغربيّة بالخارج‪ )....‬والمؤسّسات البحثيّة واألكاديميّة (الجامعة‪ ،‬معهـد‬
‫ِ‬ ‫المغربيّة‪ ،‬و مجلس الجآليّة‬
‫ِ‬ ‫الحكوميّة(الجماعة الحضريّة‪ ،‬وأكاديميّة المملكة‬
‫المغرب ّي لل ّدراسات واألبحاث المعاصرة‪)....‬‬
‫ِ‬ ‫الـ ّدراسات المـصطـلحـيّة‪ ،‬المركز‬

‫‪14‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫ال ّت َعدُّد ّية بين ال ّترسيم وال ّتوطين‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫ياسي احتواءها في‬


‫الس ّ‬‫النظام ّ‬‫احتجاجية‪ ،‬حاول ّ‬ ‫ّ‬ ‫بي ظهور حركات‬ ‫كان من النتائج المباشرة للربيع العر ّ‬
‫السبعة‬
‫ي المرتقب‪ ،‬ومرّك از على الخطوط الحمراء أو الثّوابت ّ‬ ‫الدستور ّ‬
‫خطاب ‪ 19‬آذار‪/‬مارس مب ّش ار بالتّغيير ّ‬
‫الالحق بين‬
‫للنقاش ّ‬
‫إطار مرجعيا راسخا ّ‬ ‫ا‬ ‫وطني بين جميع المغاربة‪ ،‬والّتي اعت ِمدت‬‫ّ‬ ‫الّتي هي محط إجماع‬
‫ِ‬ ‫لله ِوية‬ ‫ِ‬
‫الغنية‬
‫ّ‬ ‫الموحدة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫بية‬
‫المغر ّ‬ ‫ي ُ‬ ‫ي للطّابع التّع ُّدد ّ‬
‫الدستور ّ‬
‫ياسيين والحز ّبيين‪ .‬و ّأولها "التّكريس ّ‬
‫الس ّ‬‫الفرقاء ّ‬
‫األمازيغية‪ ،‬كرصيد لجميع المغاربة‪ ،‬دون استثناء"(‪ .)54‬وانطالقا من هذا‬ ‫ّ‬ ‫بتنوع روافدها‪ ،‬وفي صلبها‬‫ّ‬
‫يغية في هذا المجال؟ ولم كانت‬‫النقاش حول المقصود باله ِوية المتعددة للمغاربة‪ ،‬وما دور األماز ّ‬
‫التّحديد بدأ ّ‬
‫بابية كان سياسيا واجتماعيا‪،‬‬
‫أن العامل الكامن وراء انطالق الحركات ال ّش ّ‬ ‫اإلشارة إلى الموضوع؟ واذا علمنا ّ‬
‫الثقافية‪ ،‬يحمل في ثناياه تساؤالت عديدة عن الهدف الحقيقي من إدراجها؛ أي‬
‫ّ‬ ‫فإن تناول الخطاب للمسألة‬ ‫ّ‬
‫اتي؟ وهكذا تهافتت هيئات‬ ‫ِ‬ ‫هل هو اعتراف بالتّع ُّد ّ‬
‫النقاش الهوي ّ‬
‫االجتماعية نحو ّ‬
‫ّ‬ ‫دية أم توجيه للمطالبات‬
‫الدستور الجديد‪ .‬و ّأدى‬
‫يغية في ّ‬
‫ياسي ودفاعها عن ترسيم األماز ّ‬
‫الس ّ‬‫النظام ّ‬
‫سياسية كثيرة للتعبير عن رغبات ّ‬
‫ّ‬
‫العمومي‬
‫ّ‬ ‫النقاش‬
‫تطور ّ‬
‫الدستور الجديد‪ ،‬إلى ّ‬
‫االجتماعية المختلفة من مشروع ّ‬
‫ّ‬ ‫السياسية و‬
‫ّ‬ ‫تبلور مواقف القوى‬
‫تبين‬ ‫حقيقية عن إشكاالت اله ِوية و ّ‬
‫التعدد‪ ،‬كما ّ‬ ‫ّ‬ ‫ياسي عن تقديم إجابات‬
‫الس ّ‬‫نحو مستويات أثبتت عجز الفاعل ّ‬
‫يغية إلى اثنين‪:‬‬
‫قضية ترسيم األماز ّ‬
‫القضية‪ .‬ويمكن تصنيف المواقف الحز ّبية من ّ‬
‫ّ‬ ‫"االنتخابوي" مع‬
‫ّ‬ ‫في تعامله‬
‫موقف التّرسيم وموقف التّوطين‪.‬‬

‫الدستور إلى‬
‫رسمية في ّ‬ ‫ّ‬ ‫يغية لغة‬ ‫أ ـــ موقف التّرسيم‪ :‬ينطلق هذا الموقف من الحاجة الو ّ‬
‫اقعية لترسيم األماز ّ‬
‫للنجاح في مجاالت التّعليم واإلعالم‬ ‫القانونية ّ‬ ‫الضمانات‬
‫يؤمن لها ّ‬ ‫ُّ‬
‫ّ‬ ‫ألن من شأن ذلك أن ّ‬ ‫جانب اللغة العر ّبية‪ّ ،‬‬
‫اكية"‪ ،‬الحزب‬
‫قدم واالشتر ّ‬‫الحيوية‪ .‬وهكذا دعا حزب "التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫الجهوي وك ّل القطاعات‬
‫ّ‬ ‫المحلي و‬
‫ّ‬ ‫والعدل‪ ،‬والشأنين‬
‫يغية‬
‫المعينة لتعديل ا ّلدستور‪ ،‬إلى تدوين العر ّبية واألماز ّ‬
‫ّ‬ ‫الشيوعي سابقا‪ ،‬في مذ ّكرته المرفوعة إلى اللّجنة‬
‫ّ‬
‫سمي للغة‬
‫الر ّ‬ ‫الصيغ االنتقا ّلية الكفيلة ببلورة الطّابع ّ‬
‫الدولة على إيجاد ّ‬ ‫رسميتين‪ ،‬بحيث "تعمل ّ‬‫ّ‬ ‫لغتين‬
‫قافي في تعابيره الجه ِوية وتعمل على إثرائ وتطويره"(‪ .)55‬ونظّم الحزب‬ ‫نوع الثّ ّ‬‫األمازيغية‪ ،‬وتضمن التّ ّ‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫المغر ّبية هو‬ ‫بتعددية روافد اله ِوية‬
‫يغية‪ ،‬وأ ّكد أ ّن االعتراف ّ‬
‫الثقافية األماز ّ‬
‫ّ‬ ‫لقاءات متعددة مع أط ِر الحركة‬
‫مشير إلى ضرورة عدم استعمال المفاهيم والعبارات الّتي توحي‬
‫ا‬ ‫ِ‬
‫المغر ّبية‪،‬‬ ‫الوطنية‬
‫ّ‬ ‫بمنزلة إعادة تأسيس اله ِوية‬
‫الدستورّية‪.‬‬
‫بي" الّتي تقصي األمازيغ عن الوثيقة ّ‬‫اإلثنية‪ ،‬مثل عبارة "المغرب العر ّ‬
‫ّ‬ ‫بإقصاء مكون من المكونات‬

‫‪ – 50‬خطاب مح ّمد السّادس ‪ 9‬آذار‪/‬مارس ‪ ،1111‬جريدة العلم‪1111-10-19( ،‬‬


‫‪ – 55‬حزب التق ّدم واالشتراكيّة‪" ،‬المذكرة األوّليّة بخصوص اإلصالحات المتعلّقة بالفضاءين السّياس ّي واالنتخاب ّي"‪ ،‬جريدة بيان اليوم‪- 15 - 19 ،‬‬
‫‪1111‬‬

‫‪15‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫عبية‪ ،‬واألصالة والمعاصرة‪ ،‬بجديد في مذ ّكراتها‪ ،‬فقد‬


‫الوطني لألحرار‪ ،‬والحركة ال ّش ّ‬
‫ّ‬ ‫ولم تأت أحزاب التّجمع‬
‫دية‬
‫وتعد ّ‬
‫ّ‬ ‫ي إلى "المغرب الكبير"‪،‬‬
‫افي والحضار ّ‬
‫رّكزت –جميعها‪ -‬على ضرورة تحديد انتماء المغرب الجغر ّ‬
‫ِ‬
‫المغر ّبية(‪.)56‬‬ ‫رسميتين للمملكة‬
‫ّ‬ ‫يغية لغتين‬ ‫ِ‬
‫المغر ّبية‪ ،‬وجعل العر ّبية واألماز ّ‬ ‫الثقافية لله ِوية‬
‫ّ‬ ‫المكونات‬
‫ّ‬

‫ياسي ّأوال‪ ،‬ومع المواقف الّتي‬


‫الس ّ‬
‫النظام ّ‬ ‫وقد حاولت هذه األحزاب المدافعة عن التّرسيم‪ ،‬التّماهي مع موقف ّ‬
‫يغية"‪ ،‬الّتي حاولت تتويج‬‫الثقافية األماز ّ‬
‫ّ‬ ‫سمى "الحركة‬
‫الفعاليات المنضوية تحت م ّ‬
‫ّ‬ ‫عبرت عنها مجموعة من‬‫ّ‬
‫يغية الّتي صدرت ما بين ‪2996‬‬
‫مرور بوثائق الحركة األماز ّ‬
‫ا‬ ‫مطالباتها المنطلقة مع ميثاق أكادير‪،2992‬‬
‫السادس في شهر‬
‫محمد ّ‬ ‫ّ‬ ‫يغية إلى الملك‬
‫الملكي للثّقافة األماز ّ‬
‫ّ‬ ‫ي للمعهد‬‫و‪ ،1114‬ورسالة المجلس اإلدار ّ‬
‫لخصت‬
‫يغية مع ما يتبع ذلك من تغيير لوجهة االنتماء‪ .‬وقد ّ‬
‫بالرهان على ترسيم األماز ّ‬
‫نيسان‪ /‬أبريل ‪ّ ،1116‬‬
‫أهمها(‪:)57‬‬ ‫مبرر ِ‬
‫ات التّرسيم في جملة من المداخل‪ُّ ،‬‬ ‫ّ‬

‫ِ‬
‫المغر ّبية‪.‬‬ ‫األصلية لس ّكان المغرب وأقدم اللّغات على األرض‬
‫ّ‬ ‫يغية هي اللُّغة‬
‫اريخي‪ :‬اللُّغة األماز ّ‬
‫ّ‬ ‫المدخ ُل التّ‬
‫يغية أداة تواصل لنسبة كبيرة من س ّكان المغرب‪ ،‬وتنظّم بها كثير من األنشطة‬‫االجتماعي‪ :‬تع ُّد األماز ّ‬
‫ُّ‬ ‫المدخ ُل‬
‫القروية‪ ،‬وتع ّد بجانب ذلك لغة إبداع فني وأدبي‪.‬‬
‫اليومية في ك ّل مناطق المغرب الحضرّية منها و ّ‬ ‫ّ‬
‫الملكي للثّقافة‬
‫ّ‬ ‫الدولة منذ الخطاب الملكي بأجدير وتأسيس المعهد‬ ‫ي‪ :‬اعتماد ّ‬ ‫السلط ِو ُّ‬
‫ياسي ــــ ُّ‬
‫الس ُّ‬
‫المدخ ُل ّ‬
‫وطنية لجميع المغاربة”‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مسؤولية‬
‫ّ‬ ‫يغية باعتبارها‬
‫يغية مشروع “النهوض باألماز ّ‬ ‫األماز ّ‬
‫الجمعية‬
‫ّ‬ ‫الداعية إلى التّرسيم‪ ،‬مثل‬ ‫ِ‬
‫المغر ّبية ّ‬ ‫الحقوقية‬
‫ّ‬ ‫الحقوقي‪ :‬االستناد إلى مواقف المنظّمات‬
‫ُّ‬ ‫المدخ ُل‬
‫حق ال ّشعوب في‬
‫تنص على ّ‬ ‫ولية الّتي ّ‬
‫الد ّ‬
‫االتفاقيات والمواثيق ّ‬
‫ّ‬ ‫لحقوق اإلنسان؛ وما ورد في العهود و‬ ‫ِ‬
‫المغر ّبية‬
‫ولية لحقوق‬
‫الد ّ‬
‫الفدر ّلية ّ‬
‫ا‬ ‫الصادرة عن لجان األمم المتّحدة وعن‬
‫األممية ّ‬
‫ّ‬ ‫حماية لغاتها وثقافاتها؛ وفي التّوصيات‬
‫المدنية‬
‫ّ‬ ‫ولي الخاص بالحقوق‬ ‫الد ّ‬
‫العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،2948 ،‬والعهد ّ‬
‫ّ‬ ‫اإلنسان مثل‪ :‬اإلعالن‬
‫الثقافية‪.)58( ..2966 ،‬‬
‫االجتماعية و ّ‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية و‬
‫ّ‬ ‫الخاص بالحقوق‬
‫ّ‬ ‫ولي‬
‫الد ّ‬
‫السياسية‪ ،2966‬والعهد ّ‬
‫ّ‬ ‫و‬
‫االحتجاجي مطالب كثيرة‬
‫ّ‬ ‫يغية عند مطلب التّرسيم‪ ،‬بل بلورت خالل مسارها‬ ‫ولم تتوقّف مطالب الحركة األماز ّ‬
‫القانونية والحضارّية للمغرب عن طريق دستور يعترف بانتماء ه ِوياتِي جديد‪ .‬مما يعني أ ّن‬‫ّ‬ ‫تروم تغيير اله ِوية‬
‫اإلسالمي‪.‬‬ ‫بي‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫ّ‬ ‫بي وانتمائه العر ّ‬
‫اللغة ليست ّإال باب الولوج إلى تغيير بنية المجتمع المغر ّ‬

‫‪ – 51‬انظر‪ :‬مذكرات الهيئات السياسيّة المختلفة في موقع ‪:‬المغرب الدّستوريّ ‪،‬‬


‫_‪http://www.amdc-ma.net/ar/news.php?action=list&cat_id=43‬‬
‫‪ – 59‬انظر‪ :‬أحمد عصيد‪ " ،‬شرعية ترسيم اللُّغة األمازيغيّة في ال ّدستور الديمقراط ّي"‪ ،‬هسبريس ‪1111 - 11 - 19 :‬‬
‫‪ – 59‬انظر ‪ :‬انغير بوبكر‪" ،‬الحركة األمازيغيّة واالنتقال الديمقراط ّي‪ :‬مقاربات أوّلية"‪ ،‬أسيف‪،‬‬
‫‪http://www.assif.info/news/read/2133./‬‬

‫‪16‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫اكي‪ ،‬والحزب‬
‫السياسية‪ ،‬أحزاب‪ :‬االستقالل‪ ،‬واالتّحاد االشتر ّ‬
‫ّ‬ ‫النخبة‬
‫عبرت عنه في ّ‬ ‫ب ‪ -‬موقف التّوطين‪ّ :‬‬
‫الدستور‪ ،‬وهو‬
‫النص الوارد في ّ‬ ‫تبنى حزب االستقالل موقفا وسطيا يدعو إلى ّ‬ ‫الي‪ ،‬والعدالة والتّنمية‪ .‬فقد ّ‬
‫اللّيبر ّ‬
‫للدولة‪ .‬فقد جاء في مذ ّكرة الحزب‪:‬‬
‫الرسمية ّ‬
‫ّ‬ ‫وطنية دون منافسة العر ّبية في كونها اللُّغة‬
‫ّ‬ ‫يغية لغة‬
‫أن األماز ّ‬
‫ّ‬

‫األمازيغية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫بتنوع روافدها وفي صلبها‬
‫بية ّ‬ ‫ِ‬
‫المغر ّ‬ ‫لله ِوية‬
‫دي ُ‬‫عد ّ‬
‫ي للطّابع التّ ّ‬
‫الدستور ّ‬
‫"ونرى أ ّن التّكريس ّ‬
‫وطنية للجميع‪ ،‬يفرض توفير‬
‫ّ‬ ‫العربية كلغة‬
‫ّ‬ ‫شأن اللُّغة‬
‫وتعبير‪ ،‬ولغ ًة لجميع المغاربة شأ ُنها ُ‬
‫ًا‬ ‫ثقاف ًة‪،‬‬
‫ستورية وتأهيلها وتمنيعها وتطويرها‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الد‬
‫الل زمة لها في الوثيقة ّ‬
‫القانونية والحماية ّ‬
‫ّ‬ ‫الضمانات‬
‫جميع ّ‬
‫دي في أفق فرض مكانتها الجديرة بها في وطننا‪ ،‬بتضامن وتكامل وتناسق‬ ‫عد ّ‬
‫بما يكفل هذا الطّابع التّ ّ‬
‫العامة"(‪.)59‬‬
‫اإلدارية و ّ‬
‫ّ‬ ‫األجنبي في حياتنا‬
‫ّ‬ ‫المد اللُّ ّ‬
‫غوي‬ ‫العربية لمواجهة ّ‬
‫ّ‬ ‫مع اللُّغة‬

‫السابق‪ ،‬بضرورة تركيز‬ ‫كثير عن الموقف ّ‬ ‫ا‬ ‫اإلسالمي ‪ -‬العدالة والتّنمية ‪-‬‬
‫ّ‬ ‫ولم يختلف موقف الحزب‬
‫اإلسالمية‬
‫ّ‬ ‫األمة العر ّبية و‬
‫النص على كون المغرب جزءا من ّ‬ ‫ِ‬
‫المغر ّبية‪ ،‬و ّ‬ ‫دية اله ِوية‬
‫تعد ّ‬
‫الدستور المرتقب على ّ‬ ‫ّ‬
‫الدستور‬
‫نص ّ‬ ‫العامة والتّعليم واإلدارة واالقتصاد‪ ،‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫رسمية في الحياة‬
‫ّ‬ ‫وتعزيز مكانة اللُّغة العر ّبية بوصفها لغة‬
‫على اللُّغة األماز ّ‬
‫(‪)61‬‬
‫عبية ذا الحمولة‬
‫للقوات ال ّش ّ‬‫اكي ّ‬
‫وطنية ‪ .‬وفي المنحى نفسه‪ ،‬نجد االتحاد االشتر ّ‬ ‫ّ‬ ‫يغية لغة‬
‫الحضارية‬
‫ّ‬ ‫الثقافية‪ ،‬واعتبار تعبيراتها اللُّ ّ‬
‫غوية و‬ ‫ّ‬ ‫ديت‬
‫لتعد ّ‬
‫اليسارّية يرّكز على "التّنصيص على احترام المغرب ّ‬
‫بية المنفتحة‪ ،‬والتأكيد على تخويل هذه التّعبيرات كل الحقوق المتعارف عليها دوليا‬ ‫ِ‬
‫المغر ّ‬ ‫لله ِوية‬
‫مكونات ُ‬
‫ّ‬
‫تبعا لذلك على دسترة الوضع اللُّ ّ‬
‫غوي بالمغرب‪،‬‬ ‫الوطنية والتّنصيص ً‬
‫ّ‬ ‫في هذا المجال‪ ،‬في إطار الوحدة‬
‫وطنيتين"(‪.)62‬‬
‫ّ‬ ‫األمازيغية لغتين‬
‫ّ‬ ‫العربية و‬
‫ّ‬ ‫باعتبار اللّغتين‬

‫األمازيغية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬مداخل رفض ترسيم‬

‫مكونات اله ِوية‬


‫يغية عن دعوات دعاة التّرسيم‪ ،‬في االعتراف بتعدد ّ‬‫الرافضين لترسيم األماز ّ‬‫لم تختلف كتابات ّ‬
‫سمية‪ .‬وقد‬‫الر ّ‬
‫الصفة ّ‬
‫الدستور دون إعطائها ّ‬ ‫يغية لغة أو لهجات في ّ‬ ‫مكانية إدراج األماز ّ‬
‫المجتمعية للمغرب‪ ،‬وا ّ‬
‫ّ‬
‫ي‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫غوي واللّساني والفكر ّ‬
‫األكاديميين المشتغلين بالبحث الل ّ‬
‫ّ‬ ‫تصدى للتّعبير عن هذا الموقف كثير من الباحثين و‬ ‫ّ‬
‫الدكتور الفاسي الفهري‪":‬والمغرب‬
‫رسمية ثانية تهديدا لوجود الوطن وال ّشعب‪ .‬يقول ّ‬‫ّ‬ ‫الّذين أروا في إدراج لغة‬
‫العربية‪ ،‬وان كانت خصوصيات‬‫ّ‬ ‫ثقافية ُمشتركة بين ُمختلِف األقطار‬
‫سياسية و ّ‬
‫ّ‬ ‫عربية‬
‫ّ‬ ‫عموما‪ ،‬ب ُه ِوية‬
‫ً‬ ‫عربي‬

‫ي‪.‬‬
‫‪ – 59‬حزب االستقالل‪ ،‬مذكرة حول اإلصالحات الدّستوريّة‪ ،‬المغرب الدّستور ّ‬
‫‪http://www.amdc-ma.net/ar/news.php?action=view&id=59‬‬
‫ي‪.‬‬
‫‪ –11‬مذكرة حزب العدالة والتّنمية‪ ،‬المغرب الدّستور ّ‬
‫‪http://www.amdc-ma.net/ar/index.php?action=idx&start=20&page=2‬‬
‫ي‪.‬‬‫‪ – 11‬مذكرة حزب االتّحاد االشتراكي‪ ،‬المغرب الدّستور ّ‬
‫‪http://www.amdc-ma.net/ar/index.php?action=idx&start=20&page=2‬‬

‫‪17‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫العام"(‪ .)61‬فاالعتراف‬
‫ياسي ّ‬
‫الس ّ‬
‫قافي و ّ‬
‫ي والثّ ّ‬
‫ي والحضار ّ‬
‫ألن التّراكم يحدث بالعروبة بمعناها التدبير ّ‬
‫أمازيغية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫التشبث بلغت‬ ‫األمازيغي من حقّ‬ ‫غوي لله ِوية ال يتناقض مع رفض ترسيم األماز ّ‬
‫يغية‪" .‬اإلنسان‬ ‫بالتّ ّ ُّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عدد الل ّ‬
‫األم‪ ،‬وهذا ال اعتراض علي من أحد من العقلء‪ ،‬ولم يعترض علي أحد في العصور الماضية الّتي تعايش‬
‫طور وال ّنماء‪،‬‬
‫األمازيغية في الحياة والتّ ّ‬
‫ّ‬ ‫حق‬
‫فيها المغاربة إخوةً متآلفين‪ ،‬وكل ما ندعو إلي هو أال يتعارض ّ‬
‫العربية واحللِها المكانة اللئقة بها باعتبارها لغة ّ‬
‫الدين‬ ‫ّ‬ ‫مع ضرورة المحافظة على مكانة اللُّغة‬
‫(‪)63‬‬
‫موجه نحو العر ّبية‬
‫يغية على ّأنه خطاب ّ‬
‫الثقافية األماز ّ‬
‫ّ‬ ‫الدوام إلى خطاب الحركة‬
‫والوحدة" ‪ .‬ولذا نظر على ّ‬
‫مؤسسا على مداخل عديدة‪:‬‬‫الرّد عليه ّ‬
‫اإلسالمية‪ ،‬فكان ّ‬
‫ّ‬ ‫وه ِوية المغرب‬

‫ِ‬
‫تاريخي‪ :‬يعتمد على اإليمان باألصول العر ّبية للبربر أو لجزء منهم على األق ّل‪ .‬فقد سبق لألستاذ عبد‬ ‫مدخ ٌل‬
‫بع ُد أن يكون‬
‫المفند لدخول الحميرّيين إلى المغرب بقوله‪" :‬ال ي ُ‬
‫ّ‬ ‫العزيز بن عبد اهلل انتقاد رأي ابن خلدون‬
‫مرورها‬
‫ُ‬ ‫التّبابعة ورعاياهم قد هاجروا إلى المغرب في فترات متعاقبة ُوحدا ًنا أو جماعات قليل ًة‪ ،‬ال يسترعي‬
‫(‪)64‬‬
‫الرسمية الّتي ترجع أصول البربر إلى شبه الجزيرة‪ ،‬ولغتهم إلى‬
‫ّ‬ ‫بالرواية‬
‫ال ّنظر" ‪ .‬وتحتفظ كتب التّاريخ ّ‬
‫إن دار‬
‫الدين ال ّذهبي ‪" :‬البربر وبربر من ولد قيذار بن إسماعيل؛ ويقال‪ّ :‬‬ ‫السامية‪ .‬فقد قال شمس ّ‬
‫ّ‬ ‫األصول‬
‫نبي اهلل داود‪ ،‬جلت البربر إلى المغرب‪ ،‬وانتشروا إلى‬
‫ّ‬ ‫فلما قتل‬
‫البربر كانت فلسطين‪ ،‬وملكهم هو جالوت‪ّ ،‬‬
‫نحو من ألف فرسخ"(‪ .)65‬وقال ابن خلّكان‪" :‬أصل هؤالء القوم من حمير‬
‫السوس األقصى‪ ،‬فطو ُل أراضيهم ٌ‬
‫ّ‬
‫الجنوبية‪ ،‬وينتقلون من ماء إلى ماء كالعرب‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الصحارى‬
‫بن سبأ‪ ،‬وهم أصحاب خيل وابل وشاء‪ ،‬ويسكنون ّ‬
‫(‪)66‬‬
‫يخي في المنافحة عن عروبة األمازيغ الّذين‬
‫شعر والوبر" ‪ .‬وقد اعتمد على هذا التّوثيق التّار ّ‬
‫وبيوتهم من ال ّ‬
‫استوطنوا بالد المغرب‪.‬‬

‫يخية ووثائق مكتوبة ودراسات مقارنة ـ ـ‬ ‫غوي ‪ :‬يذهب كثير من اللّسانيين ـ ـ اعتمادا على روايات تار ّ‬ ‫مدخ ٌل لُ ِ‬
‫شمال‬ ‫اإلسالمي وقبل هجرات القبائل الهال ّلية‪ .‬مما يعني ّأنه "في ال ّ‬
‫ّ‬ ‫إلى أصالة العر ّبية في المغرب قبل الفتح‬
‫العربية ومن ِقبل‬
‫ّ‬ ‫العربية الفصحى من ِقبل ال ّناطقين ّ‬
‫بالدوارج‬ ‫ّ‬ ‫األفريقي‪ ،‬حدث إجماعٌ تاريخي آخر على‬
‫ّ‬
‫ربما قبل بحكم‬ ‫األمازيغية‪ .‬هذا اإلجماع الّذي توارثت األجيال منذ القرن األ ّول أو ّ‬
‫ّ‬ ‫بالدوارج‬
‫ال ّناطقين ّ‬
‫الهللي‪ ..‬هذا اإلجماع ال سبيل إلى نقض إال بخير من ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫جزرية وقبل الحضور‬
‫ّ‬ ‫عربية غير‬
‫ّ‬ ‫حضور قبائل‬

‫‪ – 11‬عبد القادر الفاسي الفهري‪" ،‬الثّورة اللُّغويّة القادمة في المغرب"‪ ،‬هسبريس‪.1111-11-19،‬‬


‫‪http://hespress.com/opinions/30918.html‬‬
‫‪ – 13‬عبد العلي الودغيري‪ ،‬اللُّغة والدّين والهُ ِويَّة‪( ،‬البيضاء‪ :‬مطبعة النّجاح الجديدة‪ ،)1111 ،‬ص‪.100‬‬
‫‪ – 10‬عبد العزيز بن عبد هللا‪ ،‬معطيات الحضارة المغ ِربيّة‪ ،‬ط‪( ،0‬الرّباط‪ :‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،)1111،‬ج‪ ،1‬ص‪.50‬‬
‫‪ – 15‬شمس ال ّدين ّ‬
‫الذهبي‪ ،‬سير أعالم النّبالء‪ ،‬أشرف على التّحقيق ال ّشيخ شعيب األرنؤوط‪ ،‬مؤ ّسسة ال ّرسالة‪ ،‬ط‪ 1019 ،11‬هـ ‪ 1991 -‬م‪ ،‬ج ‪ 19‬ص‬
‫‪.019‬‬
‫‪ – 11‬شمس ال ّدين أحمد بن مح ّمد بن خلكان‪ ،‬وفيات األعيان‪ ،‬تحقيق الدكتور إحسان عباس‪ ،‬دار صادر ج ‪ ،9‬ص ‪.119‬‬

‫‪18‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬
‫(‪)67‬‬
‫أن عين الباحث‬
‫خير ما أورثنا ّإياه األسلف" ‪ .‬بل األكثر من ذلك‪ّ ،‬‬ ‫خير من ‪ ،‬بل هو ُ‬ ‫وال أرى في األفق ًا‬
‫وسي‪ ":‬وقد وصل‬
‫الس ّ‬
‫يغية‪ .‬يقول المختار ّ‬
‫اللّساني ال يمكنها أن تخطئ التّشابه الماثل بين العر ّبية واألماز ّ‬
‫اء‬
‫تاريخية‪ ،‬االستو ُ‬
‫ّ‬ ‫ساميون من إخوان العرب‪ ،‬يشهد لذلك‪ ،‬زيادةً على ظواهر‬
‫ّ‬ ‫أن البربر‬‫البحث ال ّنزي إلى ّ‬
‫الضاد في‬
‫الضاد‪ ،‬فكما يوجد حرف ّ‬ ‫في العادات وتقارب اللّغتين‪ :‬لغة العرب ولغة البربر‪ ،‬فكلتاهما لغة ّ‬
‫اء بسواء‪ ،‬وكذلك مخارج الحروف فل فرق بينهما‪ ،‬وقد قابلنا هذا نحن في‬ ‫العربية يوجد في لغة البربر سو ً‬
‫ّ‬
‫شلحة‪ ،‬ال يمكن في غالبها إال أن‬
‫العربية في ال ّ‬
‫ّ‬ ‫اللّغتين في هذه ال ّناحية‪ ،‬زيادةً على وجود آالف من األلفاظ‬
‫(‪)68‬‬
‫يغية‬
‫يحكم بأ ّنها كانت معروفة عن البربر قبل اتّصال البربر والعرب باإلسلم" ‪ .‬فمن المعروف أ ّن األماز ّ‬
‫لحية"‬ ‫ِ‬
‫وسي أسباب تأثّر "ال ّش ّ‬
‫الس ّ‬‫حدد المختار ّ‬
‫مجاالت الحياة المختلفة‪ .‬وقد ّ‬ ‫ص‬‫تحتوي ألفاظا عر ّبية كثيرة تخ ُّ‬
‫بالعر ّبية‪ ،‬من خالل تقسيم قائمة األلفاظ المشتركة بين اللّسانين إلى ثالثة أصناف(‪:)69‬‬
‫المدنية العر ّبية من أسماء أدوات المنزل‬
‫ّ‬ ‫الدين وال ّشرع‪ ،‬أو عن طريق‬
‫األول‪ :‬ما جاء عن طريق ّ‬ ‫ّ‬
‫نزولها‪.‬‬
‫واللّباس وآالت األعمال الّتي ا‬
‫الصوت‬
‫الريح واألب واألم و ّ‬
‫الدم و ّ‬
‫الثاني‪ :‬ما وجد عند األمازيغ قبل الفتح اإلسالمي‪ ،‬كالموت والحياة و ّ‬
‫البر والبحر‪.‬‬
‫و ّ‬
‫تتردد ما بين هذين القسمين وال يرّجح فيها جانب على آخر‪ ،‬كالتّلعة واالحتباء‬ ‫الثالث‪ :‬ألفاظ ّ‬
‫المدنية العر ّبية وال من‬
‫ّ‬ ‫واالحتساء واألفول ‪ ..‬إلى غيرها من األلفاظ التي ليس عليها طابع محقّق من‬
‫يرجح ّأنها قديمة‪.‬‬
‫اإلسالمي‪ ،‬وليس هناك ما ّ‬
‫ّ‬ ‫الدين‬
‫ّ‬
‫سانية بين اللّسانين من حيث البِنية ّ‬
‫الصرفية‬ ‫أمل في هذه األمثلة‪ ،‬إلى البحث في العالقة اللّ ّ‬ ‫ويجرنا التّ ّ‬
‫ّ‬
‫الصرفي‪ .‬إذ يمكن اشتقاق عدد كبير من‬
‫أن اللّسانين يعتمدان االشتقاق في بنائهما ّ‬
‫ركيبية‪ .‬فمن المعلوم ّ‬
‫والتّ ّ‬
‫الكلمات من الجذر الواحد‪.‬‬

‫الديار‬
‫مما أتاح لها سرعة االنتشار في ّ‬ ‫المقدس‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫يني‬
‫الد ّ‬ ‫مدخ ٌل عق ِدي‪ :‬يقوم على ارتباط العر ّبية ب ّ‬
‫النص ّ‬
‫خاص ًة بالعرب أو‬
‫ّ‬ ‫الجنسية العر ّبية‪ ،‬فلم تعد "لغ ًة‬
‫ّ‬ ‫المغر ّبية واحتالل مكانة اللُّغة العالمة‪ ،‬وأبعد عنها كل صفات‬
‫ِ‬
‫الداخلة‬
‫اإلسلمية ّ‬
‫ّ‬ ‫الخصوصية لتصبح لغة القرآن واإلسلم و ِمل ًكا لل ّ‬
‫شعوب‬ ‫ّ‬ ‫بقريش‪ ،‬ولك ّنها انتقلت من هذه‬
‫بالكونية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫العالمي رغم اختلف ألسنتهم وألوانهم"(‪ .)71‬وم ّكنها هذا من وسم الحرف القرآني‬
‫ّ‬ ‫الدين‬‫في هذا ّ‬

‫‪ – 19‬أحمد العلوي‪" ،‬أصالة العربيّة في المغرب 'الدارجة' لم تأت إلى المغرب مع الفتح العرب ّي من المشرق!"‪ ،‬جريدة القدس العرب ّي‪.2011-03-23،‬‬
‫‪ – 19‬رضى هللا عبد الوافي المختار السّوس ّي‪" ،‬دروس ّ‬
‫للعالمة المختار السّوس ّي في الفقه والتّاريخ"‪ ،‬التّجديد ‪.1115/9/19‬‬
‫‪ – 19‬المصدر نفسه‪ ،‬التّجديد ‪.1115/9/19‬‬
‫‪ – 91‬عبد العلي الودغيري‪ ،‬اللُّغة والدّين والهُ ِويَّة‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص‪.95‬‬

‫‪19‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫بأبجدية اللُّغة العر ّبية‪ :‬كمجموعة اللّغات اإلير ّ‬


‫انية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فوية إلى الكتابة‬
‫فتحولت لغات كثير من الشعوب من ال ّش ّ‬
‫ّ‬
‫(‪)72‬‬
‫اخية ‪.‬‬ ‫التركمانية والكز ّ‬
‫ّ‬ ‫بكية و‬
‫ركية نحو‪ :‬األز ّ‬‫الكردية‪ ،‬والبلوتشية؛ ومجموعة اللّغات التّ ّ‬
‫الفارسية‪ ،‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫نحو‪:‬‬

‫يغية‪ .‬فمنذ دورّية المقيم العام‬


‫الدفاع عن األماز ّ‬
‫انكفونية بلبوس ّ‬
‫تلبس الفر ّ‬ ‫مدخ ٌل أيديولوجي ـــ وطني‪ :‬يتجلّى في ّ‬
‫ي‪،‬‬
‫الفرنسي الجنرال ليوطي‪ ،‬الّتي أمر فيها بتطوير البربر خارج دائرة اإلسالم وفق أحكام الظّهير البربر ّ‬
‫يغي واللُّغة األماز ّ‬
‫(‪)71‬‬
‫يغية‬ ‫انكفونية تشجيع االنتماء األماز ّ‬
‫نسية ؛ حاولت الفر ّ‬ ‫واالنتقال مباشرة من البربرّية إلى الفر ّ‬
‫الوجودية‬
‫ّ‬ ‫نسية(‪ .)73‬وقد ّأدت هذه العالقة‬
‫للدراسات البربرّية في المعاهد والجامعات الفر ّ‬
‫عن طريق إنشاء أقسام ّ‬
‫يغية بالخارج‪ .‬ولذلك أمثلة عديدة نذكر منها‪:‬‬
‫إلى ارتباط الكثير من ممثّلي الحركة األماز ّ‬

‫دخل إلرغام المغرب على‬


‫بي التّ ّ‬
‫نواب البرلمان األور ّ‬ ‫يغي" من ّ‬
‫العالمي األماز ّ‬
‫ّ‬ ‫طلب "الكونغريس‬ ‫‪‬‬
‫بي‪.‬‬
‫االنصياع لمبادئ حقوق اإلنسان ولالتّفاقات الّتي تربطه باالتّحاد األور ّ‬
‫للدفاع عن‬‫دخل ّ‬ ‫ركية التّ ّ‬
‫يغية من الواليات المتّحدة األمي ّ‬
‫طلب مجموعة من ناشطي الحركة األماز ّ‬ ‫‪‬‬
‫يهدد العالم(‪.)74‬‬
‫بي» الّذي ّ‬
‫طرف العر ّ‬
‫يغية من أجل مناهضة «التّ ّ‬
‫األماز ّ‬
‫الزيارات المتبادلة‬
‫الناشطين مع إسرائيل الّتي تنامت في العقود األخيرة‪ ،‬من خالل ّ‬ ‫عالقة بعض ّ‬ ‫‪‬‬
‫اريخية بين األمازيغ واليهود‬
‫الصلت التّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫اليهودية بغية "توثيق‬
‫ّ‬ ‫يغية‬
‫للصداقة األماز ّ‬
‫ّ‬ ‫جمعية‬
‫ّ‬ ‫وتأسيس‬
‫حد زعمهم‪ .‬لذا فلن‬
‫األمازيغية بالمغرب وهاجروا إلى إسرائيل" على ّ‬
‫ّ‬ ‫ائيليين الّذين استوطنوا المناطق‬
‫اإلسر ّ‬
‫يهمنا أل نّ‬
‫الدائر في فلسطين ال ّ‬
‫الصراع ّ‬
‫إن ّ‬ ‫يفاجئنا أحد أبرز دعاة التّطبيع‪ ،‬أحمد الدغرني‪ ،‬حينما يقول‪ّ « :‬‬
‫ائيليين وحدهم‪ ،‬ونحن أبعد ما نكون عن »(‪.)75‬‬
‫الفلسطينيين واإلسر ّ‬
‫ّ‬ ‫يخص‬
‫ّ‬
‫ومهدد لوجود‬
‫ّ‬ ‫الدستور أمر غير مقبول‪،‬‬
‫رسمية في ّ‬
‫ّ‬ ‫يغية لغة‬
‫أن إدراج األماز ّ‬
‫نتصور ّ‬
‫ّ‬ ‫وبناء على هذه المداخل‪،‬‬
‫أدبيات الحركة‬
‫المؤسسة لخطاب التّرسيم كما بلورته ّ‬
‫ّ‬ ‫الرّد – التّالي – على المسائل‬
‫المغرب كما سيتّضح في ّ‬
‫يغية‪:‬‬
‫األماز ّ‬
‫أن الحق اللّغوي اعتراف بحقوق األمازيغ‬ ‫غوي‪ :‬يعتقد المنافحون عن مبدأ ترسيم األماز ّ‬
‫يغية ّ‬ ‫الحق اللُّ ّ‬
‫ّ‬ ‫ّأوًال ‪ :‬مسألة‬

‫ي‪ ،‬واّنما يمكن العمل على‬‫قافي ال يحتاج إلى اعتراف دستور ّ‬


‫الحق في التّعبير الثّ ّ‬
‫ّ‬ ‫ثقافيا وسياسيا‪ .‬والواقع أ ّن‬
‫الجماعية سواء المتعلّقة بالمجموعات‬
‫ّ‬ ‫الدولة المختلفة‪ .‬فإذا كانت الحقوق اللُّ ّ‬
‫غوية‬ ‫مؤسسات ّ‬ ‫ذلك عن طريق ّ‬

‫‪ – 91‬مح ّمد األوراغي‪ ،‬لسان حضارة القرآن‪ ،‬الطّبعة األولى‪( ،‬بيروت‪/‬الرّباط‪ :‬الدار العربية للعلوم ناشرون منشورات االختالف‪ /‬دار األمان‪،‬‬
‫‪ ،)1111‬ص‪131‬‬
‫سياسة اللُّغويّة والتّعليمية الفرنسيّة بالمغرب‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص‪.91‬‬‫‪ – 91‬عبد العلي الودغيري‪ ،‬الفرانكفونيّة وال ّ‬
‫اعي‪ ،‬الطّبعة األولى‪(،‬البيضاء‪ :‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،)1111 ،‬ص‪.115‬‬ ‫ي انعكاساته على النّسيج االجتم ّ‬ ‫‪ – 93‬مح ّمد األوراغي‪ ،‬التّع ّدد اللُّغو ّ‬
‫‪ – 90‬مح ّمد مصباح‪" ،‬ويكيلكس‪ :‬ناشطون أمازيغ مغاربة يطلبون دعم أمريكا لمواجهة العرب!"‪ ،‬جريدة التّجديد‪ ،7/9/2011،‬ولالطّالع على الوثيقة‬
‫في مظانّها‪:‬‬
‫‪http://wikileaks.org/cable/2007/12/07RABAT1857.html‬‬
‫‪ – 95‬انظر مقالنا‪" :‬األمازيغ بين إسرائيل واألمم المتّحدة"‪ ،‬جريدة المساء‪ ،1111/11/11،‬ومقالنا‪" :‬أمازيغ" واشنطن‪ ،‬جريدة التّجديد‪.1111/19/13 ،‬‬

‫‪21‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫اإلثنية في سائر‬
‫ّ‬ ‫كالحق في إكساب القيمة للّغة‬
‫ّ‬ ‫طبيعية وثابتة ال يجوز المساس بها‪-‬‬ ‫ّ‬ ‫اإلثنية ‪ -‬وهي حقوق‬
‫ّ‬
‫وضعية ينشئها‬
‫ّ‬ ‫الوطنية ‪ -‬وهي حقوق‬
‫ّ‬ ‫أما الحقوق المتعلقة بالمجموعات‬ ‫المجاالت بما في ذلك التّعليم؛ ّ‬
‫الرسمية على إحدى اللّغات أو جميع اللّغات الموجودة على ترابها؛‬
‫ّ‬ ‫كالحق في إضفاء صفة اللُّغة‬
‫ّ‬ ‫المجتمع ‪-‬‬
‫بالحرّية في اختيار لغة التّواصل واإلبداع‪،‬‬ ‫غوي ّأوال‪ .‬واألمن ال يتعلّق‬ ‫ُّ‬
‫ّ‬ ‫فإن لكل مواطن الحق في األمن الل ّ‬ ‫ّ‬
‫الوحدوي في االختيار‪ .‬فمن الخداع أن نزعم‬ ‫غوي‪ ،‬وتقدير الجانب‬ ‫ُّ‬
‫ّ‬ ‫ولكن في احترام الفضاء العام للتّواصل الل ّ‬
‫ضاد الفاضح هو‬
‫الدراسة‪ .‬ولع ّل المثال الم ّ‬
‫معوق ومحكوم عليه بالفشل في ّ‬
‫األم ّ‬
‫أ ّن الطفل الّذي ال يتعلّم بلغته ّ‬
‫غوي‪ ،‬الّذي مصدره الهجرة الكثيفة‪ ،‬نجد لغات أ ّمهات‬ ‫ُّ‬
‫ما يجري مع عبرّية إسرائيل‪ .‬ففي هذا الوابل الل ّ‬
‫وسية واللّغات األوربية‪ ..‬إلخ‪ ،‬مع المحافظة على العبرّية لغة المدرسة‪ .‬بهذا نعتقد‬
‫الر ّ‬
‫متعددات‪ ،‬منها‪ :‬العر ّبية و ّ‬
‫إن التعبير‬
‫الحق يكون الزما عندما نؤمن به‪ ،‬وغير الزم عندما يفرض على اآلخر‪ّ .‬‬ ‫الحق‪ ،‬و ُّ‬ ‫ّ‬ ‫أن األمن يسبق‬
‫ّ‬
‫مؤسساتي‪.‬‬
‫قافي ليس في حاجة إلى نص دستوري واّنما إلى تدبير ّ‬ ‫الثّ ّ‬
‫ِ‬
‫المغر ّبية‬ ‫غوي‪ ،‬بل تشظّي اله ِوية‬‫ِ ُّ‬ ‫اله ِوياتية‪ :‬ال يقصد بترسيم األماز ّ‬
‫يغية إحقاق التّع ّدد الل ّ‬ ‫ثانيا ــ مسألة الوحدة ُ‬
‫ً‬
‫يغية في‬‫اتي في جملة من المشاهد التعبيرّية مثل‪ :‬رفع األعالم األماز ّ‬ ‫ِ‬
‫الواحدة‪ .‬وتبرز معالم التّشظّي الهوي ّ‬
‫الدولة وتحويله من المغرب‬
‫النظر في اسم ّ‬
‫الوطنية‪ .‬كذلك إعادة ّ‬
‫ّ‬ ‫السيادة‬
‫يهدد ّ‬
‫مما ّ‬‫االجتماعية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫االحتجاجات‬
‫وثيقي مثل "تمازغا"‪ ،‬والبحث في أساطير التّاريخ عن عناوين‬
‫لسند التّ ّ‬
‫إلى تسميات موغلة في القدم وفاقدة ل ّ‬
‫الغالبية‬
‫ّ‬ ‫اتي وتقرير المصير لألقاليم والجهات ذات‬ ‫لحركات معاصرة؛ إضافة إلى شعارات الحكم ال ّذ ّ‬
‫الوطنية‪ ،‬وتثبت أ ّن مسار التّشظّي قد بدأ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يغية‪ .‬وكل هذه العناصر‪ ،‬عناوين تنذر بخطر تجزيء ال ّذات‬‫األماز ّ‬
‫اتي‬ ‫ِ‬
‫عدد الهوي ّ‬‫كنا ال نختلف حول حقيقة التّ ّ‬‫النهاية‪ .‬واذا ّ‬
‫وليس ترسيم لغة أو لغات جديدة ّإال البداية نحو ّ‬
‫ِ‬
‫لمرحلة ما‬ ‫فإن اإلعالن رسميا عن تثبيت لغة جديدة هو عنوان‬ ‫يقي)‪ّ ،‬‬
‫يغي‪ /‬أفر ّ‬
‫بي‪ /‬أماز ّ‬
‫(أندلسي‪/‬عر ّ‬
‫ّ‬ ‫للمغرب‬
‫بعد المغرب الموحد‪.‬‬
‫اجتماعية ترمي إلى تصوير‬
‫ّ‬ ‫يغي قراءة‬
‫يتبنى العديد من المنتسبين للتّّيار األماز ّ‬
‫ّ‬ ‫االجتماعية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ثالثًا ـ مسألة العدالة‬

‫األمازيغ على ّأنهم الفئة المظلومة اجتماعيا؛ وقد تجلّى ذلك في كثير من البيانات الّتي تصدرها التنظيمات‬
‫السؤال الّذي يطرح في‬
‫يغية‪ .‬لكن ّ‬‫بأنها أماز ّ‬
‫تمس المناطق المحسوبة تاريخيا ّ‬
‫يغية في شأن القضايا الّتي ّ‬‫األماز ّ‬
‫يغيتهم أم النتمائهم الطّبقي؟‬
‫السياق‪ :‬هل الظّلم الّذي يعاني منه األمازيغ في مغرب اليوم هو نتيجة ألماز ّ‬
‫هذا ّ‬
‫ياسي‪ ،‬نالحظ أ ّن كثيرين من رجاالت السُّلطة والّذين مارسوا التّسلّط على مختلف‬
‫الس ّ‬‫يخي و ّ‬
‫وفي السياق التّار ّ‬
‫االجتماعية غير واقعي وال مقبول‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مبرر العدالة‬ ‫ِ‬
‫المغر ّبية هم أمازيغ لغة وانتماء‪ ،‬مما يعني أ ّن ّ‬ ‫المناطق‬

‫تنص‬
‫اطية الّتي ّ‬
‫الديمقر ّ‬
‫الدول ّ‬
‫يغية إلى دساتير ّ‬
‫الكونية‪ :‬يستند المدافعون عن ترسيم األماز ّ‬
‫ّ‬ ‫ابعا ـــ مسألة ال ّنموذج ّية‬
‫رً‬
‫غوي بترتيب منصف وعادل‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫قافي والل ّ‬
‫نوع الثّ ّ‬
‫تقدم نماذج رائعة لتدبير التّ ّ‬
‫رسمية‪ ،‬والّتي ّ‬
‫ّ‬ ‫على أكثر من لغة‬

‫‪21‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫االنتخابية‪ .‬فمن خالل قراءة الواقع‬


‫ّ‬ ‫لالنتقائية و‬
‫ّ‬ ‫الكونية ال ينبغي أن تخضع‬ ‫ّ‬ ‫والواقع أ ّن االستفادة من التّجارب‬
‫قانونية للتّشريع اللُّغوي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫فرضيات‬
‫ّ‬ ‫العالمي يمكن التّمييز بين أربع‬
‫ّ‬

‫سانية‪ :‬الماثلة في فرض لغة واحدة دستوريا مثل فرنسا‪ .‬فبدءا بالتّشريع الّذي‬
‫المركزية اللّ ّ‬
‫ّ‬ ‫فرضية‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫الدولة‪ ،‬ووصوال إلى رفض شيراك التّوقيع‬‫نسية في جميع محاكم ّ‬
‫وضعه فرنسوا األ ّول سنة ‪ 2539‬بفرض الفر ّ‬
‫نسية في جعل اللُّغة‬
‫الدولة الفر ّ‬
‫تستمر ّ‬
‫ّ‬ ‫المحلية في سنة ‪-2999‬‬
‫ّ‬ ‫على المعاهدة األور ّبية الّتي تعترف باللّغات‬
‫ورمز للوحدة(‪.)76‬‬
‫ا‬ ‫الوطنية‬
‫ّ‬ ‫مكونا رئيسا ووحيدا لله ِوية‬
‫ّ‬
‫المحلية‬
‫ّ‬ ‫رسمية واحدة‪ ،‬مع اعتماد اللّغات‬
‫ّ‬ ‫النموذج؛ توجد لغة‬ ‫ِ‬
‫الجهوية‪ :‬في هذا ّ‬ ‫فرضية االستقل ّلية‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫أهلية طويلة‬
‫رسمية في المناطق الّتي توجد فيها‪ .‬وتسود هذه الحالة في البلدان الّتي عاشت حروبا ّ‬‫ّ‬ ‫لغات‬
‫الصراع على السُّلطة‪ ،‬باعتماد نظام الحكم ال ّذاتي الموسع‪ ،‬مع مالحظة‬
‫واهتدت إلى حل تاريخي لتنظيم ّ‬
‫الدولة؛ والحالة‬
‫سانية الموجودة على أراضي ّ‬
‫الجهوي يتطابق مع توزيع المجموعات اللّ ّ‬
‫ّ‬ ‫أساسية هي‪ :‬أ ّن التقسيم‬
‫ّ‬
‫النماذج‪.‬‬
‫بانية أبرز ّ‬
‫اإلس ّ‬
‫غوي بين اللّغات المختلفة‪ ،‬على مبدأ‬‫فرضية التّماهي بين اللُّغة واألرض‪ :‬يرتكز تدبير التّ ّ ُّ‬
‫عدد الل ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫ي الّذي يعتمد ترسيم مجموعة من اللّغات في ك ّل جهة من‬
‫عدد اللّساني غير المركز ّ‬
‫"المجا ّلية"‪ .‬وهو نموذج التّ ّ‬
‫المحلية لغات‬
‫ّ‬ ‫رسمية إلى جانب اعتماد اللّغات‬ ‫ّ‬ ‫الدولة‪ .‬وتوجد في البلدان الّتي تعتمد أكثر من لغة‬
‫جهات ّ‬
‫اإلثنية واللّسا ّنية بالتّطابق‬
‫ّ‬ ‫الناحية‬
‫وبتميز س ّكانها من ّ‬
‫ّ‬ ‫الي‪،‬‬
‫رسمية‪ .‬وهذه البلدان تعرف أيضا بطابعها الكونفدر ّ‬
‫ّ‬
‫البلجيكية‪.‬‬ ‫السويسرّية و‬ ‫ُّ‬
‫ّ‬ ‫النماذج التجربتان ّ‬
‫غوي‪ .‬وخير ّ‬
‫افي والمجال الل ّ‬
‫بين المجال الجغر ّ‬
‫غوية للفرد‪ ،‬فعلى المرفق‬ ‫الدولة للمطالب اللُّ ّ‬‫الحق الفردي (كندا)‪ :‬ترضخ ّ‬ ‫ّ‬ ‫فرضية التّماهي مع‬ ‫‪‬‬
‫نسية كانت أو إنجليزّية‪.‬‬
‫الشخصية‪ ،‬فر ّ‬
‫ّ‬ ‫العمومي أن يتعامل مع الفرد بلغته‬
‫ّ‬

‫دية‪،‬‬ ‫األحادية اللُّ ّ‬


‫غوية أو التّع ُّد ّ‬ ‫ّ‬ ‫العالمية لدستورّية اللغة نالحظ أ ّن جلّها‪ ،‬سواء الّتي اعتمدت‬
‫ّ‬ ‫النماذج‬
‫وبتأمل ّ‬
‫غوي وفق مبادئ ثالثة‪:‬‬ ‫ُّ‬
‫تيسر تدبير اإلشكال الل ّ‬
‫المؤسساتية الّتي ّ‬
‫القانونية و ّ‬
‫ّ‬ ‫يضع جملة من الضوابط‬
‫مكونات ال ّشعب الواحد‪.‬‬
‫االجتماعي ل ّ‬
‫ّ‬ ‫النسيج‬
‫الوطنية والمحافظة على ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬ضمان الوحدة‬
‫إقليمية‬
‫ّ‬ ‫قبلية أو توافقات‬
‫إثنية أو ائتالفات ّ‬‫الثقافية نتاجا طبيعيا لصراعات ّ‬
‫غوية و ّ‬‫دية اللُّ ّ‬
‫‪ ‬االعتراف بالتّع ُّد ّ‬
‫يخية‪.‬‬
‫تار ّ‬
‫سانية الّتي تنجح في نقل ال ّشعب نحو مجتمع‬
‫الثقافية‪ ،‬بالبحث عن اآل ّلية اللّ ّ‬
‫االجتماعية و ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬تحقيق التّنمية‬
‫المعرفة‪.‬‬

‫‪":‬إن لغة الجمهوريّة ِطبقا لل ّدستور‪ ،‬هي اللُّغة الفرنسيّة‪ ،‬وهي ال ّركن الجوهر ّ‬
‫ي في ال ّسيادة الفرنسيّة وفي‬ ‫ّ‬ ‫‪ 91‬ـــ جاء في الفصل األوّ ل من قانون توبون‬
‫تراثها‪ ،‬وهي لغة التّعليم والعمل والمبادالت والمصالح العموميّة"‪ ،‬قانون رقم‪ 0 / 115-90‬آب‪ /‬أغسطس ‪.1990‬‬
‫‪http://www.langue-francaise.org/Loi_toubon.php‬‬

‫‪22‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫أن التّع ُّد ّ‬


‫دية المفرطة‪،‬‬ ‫ي‪ ،‬لكن يبقى التأكيد الدائم ّ‬‫الدستور ّ‬
‫النص ّ‬‫عدد في ّ‬
‫الضوابط يمكن تفسير وجود التّ ّ‬ ‫وبهذه ّ‬
‫الساطع أمامنا جنوب‬ ‫لغة الم ِ‬ ‫تؤدي عادة إلى سيطرة ِ‬
‫الوطنية‪ ،‬والمثال ّ‬
‫ّ‬ ‫ستعمر بدل إحياء وتنمية اللّغات‬ ‫ّ‬
‫الخاص‬
‫ّ‬ ‫الرسمية بامتياز‪ .‬ولذلك أشار التّقرير األ ّول " لفريق العمل‬
‫ّ‬ ‫أفريقيا‪ ،‬حيث غدت اإلنجليزّية هي اللُّغة‬
‫غوي في البالد‪ ،‬إلى مسألة عدم‬ ‫ُّ‬
‫ساني ‪ LANGTAG‬الّذي أنشئ سنة ‪ 2995‬لضبط الوضع الل ّ‬ ‫بالمشروع اللّ ّ‬
‫غوي وسيطرة اإلنجليزّية(‪.)77‬‬‫ُّ‬
‫االنسجام الل ّ‬

‫وظيفية‬
‫ّ‬ ‫أن توزيع اللغات ينبغي أن يخضع لِجدولة‬ ‫يتأسس رفض التّرسيم على ّ‬ ‫الوظيفي‪ّ :‬‬
‫ّ‬ ‫خامسا ـــ مسألة التّوزيع‬
‫ً‬
‫الجمعية للمغاربة‪ ،‬تمييز بين اللُّغة "العالمة" الّتي‬
‫ّ‬ ‫استقر في ال ّذاكرة‬
‫ّ‬ ‫الوطنية‪ .‬فقد‬
‫ّ‬ ‫تحدد فيه وظائف كل اللّغات‬
‫اليومية الّتي يتواصل بها شعبيا وبينيا‪ .‬لذلك يرفض‬ ‫ّ‬ ‫ي‪ ،‬واللّغات‬ ‫العلمي واإلدار ّ‬
‫ّ‬ ‫سمي و‬
‫الر ّ‬‫تستخدم في التّواصل ّ‬
‫المحلية‪ .‬وهذا هو السبب‬ ‫بالدارجة أو اللّهجات‬
‫الجاد ّ‬ ‫اإلعالمي‬ ‫بي‪ ،‬وعيا أو عن غير قصد‪ ،‬التّواصل‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المغر ّ‬
‫بي بالعامية‪ ،‬مثل مجلة‬ ‫ِ‬
‫تصر على مخاطبة المتلقي المغر ّ‬
‫ّ‬ ‫اإلعالمية الّتي‬
‫ّ‬ ‫المجالت أو المنابر‬
‫ّ‬ ‫في فشل ج ّل‬
‫الصدور‪.‬‬
‫"نيشان" الّتي تزّعم إدارتها رضى بنشمسي‪ ،‬أحد المنافحين عن التّدريج‪ ،‬والّتي توقّفت عن ّ‬

‫الرافضون للتّرسيم‪ ،‬مستوى تأهيل اللُّغة‬ ‫األساسية الّتي بنى عليها ّ‬


‫ّ‬ ‫غوي‪ :‬من ّ‬
‫المبررات‬ ‫سادسا ــــ مسألة التّأهيل اللُّ ّ‬
‫ً‬
‫يغية الواحدة‪ .‬إذ تذهب كتابات‬ ‫عية الحديث عن اللُّغة األماز ّ‬
‫األكاديمي في شأن شر ّ‬
‫ّ‬ ‫النقاش‬
‫يغية‪ .‬فلم ينته ّ‬ ‫األماز ّ‬
‫يغية بافتراض‬ ‫الملكي للثّقافة األماز ّ‬
‫ّ‬ ‫اضية‪ ،‬أنتجت في مختبر المعهد‬ ‫أن هذه اللُّغة هي لغة افتر ّ‬ ‫كثيرة إلى ّ‬
‫وسية(‪ .)78‬ونضيف إلى ذلك‪ ،‬أنه حتّى في حالة وجود‬ ‫الس ّ‬
‫الشلحية و ّ‬
‫ّ‬ ‫يفية و‬
‫القبلية الثّالث‪ :‬الر ّ‬
‫التّشابه بين اللّغات ّ‬
‫المعيرة‪ ،‬فتأهيلها لكي تصبح لغة تعليم وادارة وانتاج‪ ،‬يحتاج إلى وقت طويل‪ .‬لذا يخطئ‬ ‫نمطة‬ ‫ُّ‬
‫ّ‬ ‫هذه اللغة الم ّ‬
‫يغية‪ ،‬الّذي‬
‫الملكي للثقافة األماز ّ‬ ‫غوي قد ح ّل بعد عشر سنوات من عمل المعهد‬ ‫ُّ‬
‫ّ‬ ‫أن اإلشكال الل ّ‬ ‫يتصور ّ‬
‫ّ‬ ‫من‬
‫المرجعية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يتفنن المنتمون إليه في تعداد منجزاته‬ ‫ّ‬

‫ال ّنقاش اللُّ ّ‬


‫غوي؛ إلى أين؟‬

‫ُّ‬
‫النقاش اتّخذ‬ ‫غوي والتجاذبات اله ِوياتية‪ ،‬ال بد من االعتراف ّ‬
‫بأن ّ‬ ‫النقاش الل ّ‬
‫في ضوء قراءة الموقفين‪ ،‬وتقييم ّ‬
‫ذاتي‬
‫وطائفية أكثر منه نقاشا علميا‪ .‬ويمكن إرجاع ذلك إلى جملة أسباب‪ ،‬منها ما هو ّ‬ ‫ّ‬ ‫اصطفافية‬
‫ّ‬ ‫صبغة‬
‫يتعلّق بالمدافعين عن العر ّبية الّذين وجدوا أنفسهم في أتون المواجهة دون سابق إنذار‪ ،‬مثل غياب إستراتيجّية‬

‫‪77- LANGTAG, Towards a National Language Plan for South Africa, Final report of the Language Plan Task‬‬
‫‪Group presented to the Minister of Arts, Culture, Science and Technology, 8 août 1996.‬‬
‫‪ – 99‬األوراغي‪ ،‬التعدد اللُّغويّ ‪ ،‬ص‪. 95‬‬

‫‪23‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫الالمباالة عند بعض الباحثين‪،‬‬


‫حقيقية‪ ،‬وتشتت جهود المدافعين‪ ،‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫وأفق تص ُّوِري جامع‪ ،‬وغياب ّ‬
‫قوة ممانعة‬
‫الدولة المساندة‬
‫موضوعي يتعلّق بخيارات ّ‬
‫ّ‬ ‫حركي ملحوظ؛ ومنها ما هو‬
‫ّ‬ ‫قوي‪ ،‬وضعف‬
‫تنظيمي ّ‬
‫ّ‬ ‫وغياب إطار‬
‫الدولية على‬
‫ّ‬ ‫الدول األوربية والمنظّمات‬
‫انكفونية على دوائر القرار‪ ،‬ودخول ّ‬
‫النخبة الفر ّ‬‫لتيار التّغريب‪ ،‬وسيطرة ّ‬
‫ّ‬
‫النقاش‪:‬‬
‫يغية‪ .‬ويمكن إبداء جملة من المالحظات على هذا ّ‬‫الصهيوني المخترق للحركة األماز ّ‬
‫ّ‬ ‫الخطّ‪ ،‬واللوبي‬

‫ّأوال ـ ـ تتّفق مذ ّكرات األحزاب كلّها على ضرورة إدراج المقتضيات المتعلّقة باله ِوية المتعددة للمغرب‪ .‬فاستنارة‬
‫المكونات‬
‫ّ‬ ‫تعدد‬
‫الملكي ومحاولة للوفاء بالخطوط الّتي رسمها‪ ،‬حاولت ك ّل المذ ّكرات أن ترّكز على ّ‬
‫ّ‬ ‫بالخطاب‬
‫الصياغة‪.‬‬ ‫بي مع اختالف في طرق ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الهوياتية للمجتمع المغر ّ‬
‫األيديولوجي الّذي‬
‫ّ‬ ‫السند‬
‫تأملنا مرجعيات أحزاب الموقف األ ّول‪ ،‬موقف التّرسيم‪ ،‬لوجدناها تختلف في ّ‬‫ثانيا ـ ـ لو ّ‬
‫أسس طروحاته نظريا على‬ ‫يوعي ّ‬
‫اكية ال ّش ّ‬
‫قدم واالشتر ّ‬‫يغية إلى جانب العر ّبية‪ .‬فحزب التّ ّ‬
‫يبرر ترسيم األماز ّ‬
‫األيديولوجي‬
‫ّ‬ ‫السلح‬
‫الضيقة الّتي هي ّ‬
‫ّ‬ ‫الشوفينية‬
‫ّ‬ ‫العلمية تحارب‬
‫ّ‬ ‫اكية‬
‫العلمية‪" .‬فاالشتر ّ‬
‫ّ‬ ‫اكية‬
‫مبادئ االشتر ّ‬
‫السيطرة الّتي تمارسها‬
‫الدولة الواحدة‪ ،‬ك ّل أشكال ّ‬
‫ازية‪ ،‬كما أ ّنها تحارب في الوطن الواحد‪ ،‬أو في ّ‬
‫للبرجو ّ‬
‫(‪)79‬‬
‫النظرّية ال تنفي‬
‫الصياغة ّ‬
‫إقليمية على مجموعة أخرى" ‪ .‬لكن هذه ّ‬ ‫ّ‬ ‫دينية أو‬
‫سل ّلية أو ّ‬ ‫مجموع ٌة ُ‬
‫اإلسالمي‬
‫ّ‬ ‫يغية في مواجهة الّ ّتيار المحافظ ممثّال في األحزاب ذات االنتماء‬
‫ياسي للمسألة األماز ّ‬
‫الس ّ‬‫االستغالل ّ‬
‫التقليدي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أو‬
‫البدوية فلم يكن موقفه جديدا‪ ،‬بل عّبر عنه منذ انطالقته في سنة‬
‫ّ‬ ‫عبية ذو األصول‬
‫أما حزب الحركة ال ّش ّ‬
‫اإلعالمية في‬
‫ّ‬ ‫المدينية‪ .‬لكن عودته‬
‫ّ‬ ‫القوي آنذاك‪ ،‬حزب االستقالل ذي األصول‬
‫ّ‬ ‫‪2958‬في مواجهة الحزب‬
‫يغية في إطار اللّعبة‬
‫النخبة األماز ّ‬
‫تبرر رهان الحزب والسُّلطة على استيعاب احتجاجات ّ‬ ‫السنين األخيرة ّ‬ ‫ّ‬
‫وسير محافظات ومجالس تدبيرّية كثيرة‪ ،‬حتّى غدا‬
‫أن الحزب قد مارس السُّلطة في حكومات ّ‬ ‫السياسية‪ ،‬ذلك ّ‬
‫ّ‬
‫السلطات الحاكمة‪.‬‬
‫يغية لم تختلف عن ق اررات ّ‬
‫فإن تقديراته للمسألة األماز ّ‬
‫حزبا إداريا بامتياز‪ .‬لذا ّ‬

‫يغية لغة‬
‫ثالثا ـ ـ ليس غريبا أن تكون األحزاب المنضوية تحت الموقف الثّاني‪ ،‬موقف التّوطين( جعل األماز ّ‬
‫وطنية)‪ ،‬هي األحزاب األكثر ثقال‪ ،‬سياسيا وشعبيا‪ .‬فحزب االستقالل الّذي قاد معركة االستقالل والتّحرير‪،‬‬
‫المؤسسة على العروبة واالنتماء‬
‫عالل الفاسي‪ ،‬و ّ‬ ‫المؤسس ّ‬
‫ّ‬ ‫الزعيم‬
‫األيديولوجية الّتي صاغها ّ‬
‫ّ‬ ‫ظ ّل وفيا لمنطلقاته‬
‫بي‪ .‬وفي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪)81‬‬
‫يغير مواقفه الّتي تؤمن بالهوية العر ّبية للمجتمع المغر ّ‬
‫اكي فلم ّ‬‫اإلسالمي ‪ .‬أما االتّحاد االشتر ّ‬
‫ّ‬
‫اإلسالمي "العدالة والتّنمية" الّذي ظ ّل وفيا لرؤيته للعربية بوصفها لغة دين ووحدة‬
‫ّ‬ ‫السياق نفسه‪ ،‬يذهب الحزب‬ ‫ّ‬
‫وه ِوية‪.‬‬

‫‪ – 99‬مح ّمد ضريف‪" ،‬المسألة األمازيغيّة في األدبيّات األولى لحزب التّق ّدم واالشتراكيّة"‪ ،‬جريدة المساء‪.1111 - 11 - 31 ،‬‬
‫لعالل الفاسي الوعي النّقدي ومداخل اإلصالح"‪ ،‬آفاق التّراث والثّقافة‪ ،‬عدد‪1111/11/31 ، 68‬‬
‫ي ّ‬ ‫‪– 91‬انظر ‪ :‬فؤاد بوعلي‪" ،‬المشروع الفكر ّ‬

‫‪24‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫عيات الّتي استند إليها موقف‬


‫يغية وليس لترسيمها‪ .‬فال ّشر ّ‬
‫يؤسس لتوطين األماز ّ‬
‫عيات ّ‬ ‫رابعا ـ حديث ال ّشر ّ‬
‫وطنية‬
‫ّ‬ ‫تبرر‬
‫تبرر طلب التّرسيم بقدر ما ّ‬ ‫وحقوقية‪ ،‬ال ّ‬
‫ّ‬ ‫سياسية‬
‫ثقافية و ّ‬
‫افية وسوسيو ّ‬
‫يخية وجغر ّ‬‫التّرسيم‪ :‬تار ّ‬
‫الدفاع‬
‫الوطنية‪ ،‬بمحاولة ّ‬
‫ّ‬ ‫اطية إلى لغاتها‬
‫الديمقر ّ‬
‫الدول ّ‬
‫الدستورّية في ّ‬
‫النصوص ّ‬‫اللُّغة‪ .‬لذلك ترتبط إشارات ّ‬
‫مبررات أخرى مثل تأهيل‬ ‫كنوز ه ِوياتية‪ّ .‬‬
‫لكن خطاب التّرسيم يحتاج إلى ّ‬ ‫ا‬ ‫عنها وتنميتها والحفاظ عليها بوصفها‬
‫اللُّغة معجميا وتركيبيا‪ ،‬ونسبة الحضور في المدرسة‪ ،‬والقدرة على إنتاج المعرفة‪ ،‬واالستعمال ّ‬
‫النسبي في‬
‫العمومي‪.)82(..‬‬
‫ّ‬ ‫الفضاء‬

‫ي نحو الحديث عن اله ِوية األماز ّ‬


‫يغية‪.‬‬ ‫الدستور ّ‬
‫النقاش في التّعديل ّ‬
‫خامسا ـ ـ لقد وجه خطاب ‪ 9‬آذار‪ /‬مارس ّ‬
‫المتدخلون‬
‫ّ‬ ‫ي بحيث تناسى‬ ‫الدستور ّ‬
‫النقاش ّ‬‫النقاش كان مفتوحا سلفا وحادا واصطفافيا‪ ،‬فقد أثّر في ّ‬
‫ألن ّ‬
‫و ّ‬
‫المؤسسات‪ ،‬ونسبة المشاركة‬
‫ّ‬ ‫المطالب األخرى للتّعديل وخصوصا ما يتعلّق بسلطات الملك‪ ،‬واختصاصات‬
‫عبية في القرار‪.‬‬
‫ال ّش ّ‬

‫ستورية للمسألة اللُّ ّ‬


‫غوية‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫الد‬
‫ابعا‪ -‬المعالجة ّ‬
‫ر ً‬

‫اإلعالمية والفكرّية الّتي طغت‬


‫ّ‬ ‫غوية‪ ،‬والسجاالت‬ ‫تم التّرسيم‪ ،‬وبعد أشهر من التجاذبات اله ِوياتية واللُّ ّ‬
‫أخير ّ‬
‫و ا‬
‫يغية إلى جانب العر ّبية‪ .‬والّذي يستحضر‬ ‫الدستور الجديد ليعلن ترسيم األماز ّ‬ ‫القانونية‪ ،‬أتى ّ‬
‫ّ‬ ‫النقاشات‬
‫على ّ‬
‫النقاش والمنحى الّذي اتّخذه منذ البداية وتركيبة اللّجنة المكلّفة بالتّعديل(‪ ،)81‬وعالقة ك ّل هذا بخيارات‬
‫مسار ّ‬
‫طبيعية لمسار متوقّع‪ .‬فالتّرسيم الّذي منح‬
‫ّ‬ ‫الدولة في السنين األخيرة‪ ،‬لن يفاجأ باألمر بل سيجد فيه نتيجة‬‫ّ‬
‫النظر في‬‫معينة داخل الطّبقة المثقّفة‪ ،‬الّتي راهنت وتراهن على إعادة ّ‬
‫انحياز ألصوات ّ‬
‫ا‬ ‫عد‬
‫يغية ي ّ‬
‫لألماز ّ‬
‫الدستور الّذي منحه الملك‪ ،‬واحتاج إلى استفتاء‬
‫الوطنية من لغة ودين وانتماء وحضارة‪ .‬وكان ّ‬
‫ّ‬ ‫مكونات اله ِوية‬
‫ّ‬
‫الدستور الجديد على أن‪:‬‬
‫نص ّ‬‫لتشريعه‪ ،‬عنوان هذا الخيار‪ .‬لقد ّ‬

‫تعد‬
‫الدولة على حمايتها وتطويرها‪ ،‬وتنمية استعمالها‪ّ .‬‬‫للدولة وتعمل ّ‬ ‫الرسمية ّ‬
‫ّ‬ ‫العربية اللُّغة‬
‫ّ‬ ‫"تظل‬
‫يحدد‬
‫ّ‬ ‫رصيدا مشترًكا لجميع المغاربة‪ ،‬بدون استثناء‪.‬‬
‫ً‬ ‫للدولة‪ ،‬باعتبارها‬
‫رسمية ّ‬
‫ّ‬ ‫األمازيغية أيضا لغة‬
‫ّ‬
‫لألمازيغية‪ ،‬وكيفيات إدماجها في مجال التّعليم‪ ،‬وفي‬
‫ّ‬ ‫سمي‬
‫الر ّ‬‫طابع ّ‬ ‫تنظيمي مراحل تفعيل ال ّ‬
‫ّ‬ ‫قانون‬
‫مستقبل بوظيفتها‪ ،‬بصفتها لغ ًة‬
‫ً‬ ‫لوية‪ ،‬وذلك لكي تتم ّكن من القيام‬
‫العامة ذات األو ّ‬
‫ّ‬ ‫مجاالت الحياة‬
‫رسمية"(‪.)83‬‬
‫ّ‬

‫‪– 91‬انظر‪ :‬مصطفى الخلفي‪" ،‬هل السناريو األنجع لتدبير مسألة دسترة األمازيغيّة‪ ،‬هو في اتّجاه دسترة وطنيّتها أم ترسيمها؟"‪( ،‬ندوة ‪:‬األمازيغيّة‬
‫المغرب ّي لل ّدراسات واألبحاث المعاصرة‪ 15 ،‬أيار‪/‬مايو ‪.)1111‬‬
‫ِ‬ ‫الخيارات والتح ّديات‪ ،‬المركز‬
‫‪ –91‬تذكر التقارير الصحافية أ ّن أحد النّاشطين األمازيغ الّذين استنجدوا بواشنطن على العرب‪ ،‬وفق وثيقة ويكليكس المشار إليها آنفا‪ ،‬هو لحسن أولحاج‪،‬‬
‫أحد أعضاء لجنة تعديل ال ّدستور‪ .‬انظر جريدة المساء العدد ‪. 31011‬‬
‫‪ – 93‬الدّستور المغ ِرب ّي الجديد ‪.1111‬‬

‫‪25‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫ص يمكننا الخروج بالمالحظات التّالية‪:‬‬


‫الن ّ‬
‫وبقراءة مفاصل هذا ّ‬

‫بية‬ ‫ِ‬
‫المغر ّ‬ ‫الديباجة " المملكة‬
‫بي لسنة ‪ 2996‬نجد في ّ‬ ‫ِ‬
‫الدستور المغر ّ‬
‫نص ّ‬ ‫اله ِوية‪ :‬في ّ‬
‫ص على مسألة ُ‬ ‫‪-1‬ال ّن ّ‬
‫العربي‬
‫ّ‬ ‫العربية‪ ،‬وهي جزء من المغرب‬
‫ّ‬ ‫الرسمية هي اللُّغة‬
‫ّ‬ ‫إسلمية ذات سيادة كاملة‪ ،‬لغتها‬
‫ّ‬ ‫دولة‬
‫(‪)84‬‬
‫النص الحالي على التفصيل في قضايا‬ ‫المعدل يتضح إصرار ّ‬ ‫صين القديم و ّ‬‫الن ّ‬
‫الكبير" ‪ .‬وبالمقارنة بين ّ‬
‫اله ِوية‪ ،‬كما يظهر في المثالين التّاليين‪:‬‬
‫الدستور وليس في ديباجته كما هي حال دستور ‪ .2996‬ومن المعلوم‬
‫غوية في متن ّ‬ ‫ص على المسألة اللُّ ّ‬
‫الن ّ‬
‫ـــ ّ‬
‫للديباجة أو التّصدير‪ .‬إذ تتراوح اآلراء‬
‫القانونية ّ‬
‫ّ‬ ‫ي تختزن نقاشا تفصيليا حول القيمة‬
‫الدستور ّ‬
‫مدونات الفقه ّ‬
‫أ ّن ّ‬
‫قانونية‪ ،‬مع‬
‫ّ‬ ‫بأي قيمة‬
‫الدستور وعدم االعتراف لها ّ‬ ‫الدستور بقيمة أعلى من ّ‬ ‫المختلفة بين االعتراف لمقدمة ّ‬
‫األساسية‬
‫ّ‬ ‫تتضمن ديباجة المبادئ‬
‫ّ‬ ‫الدساتير‬
‫الرأيين‪ .‬فج ّل ّ‬
‫تبنت منهجا وسطا بين هذين ّ‬
‫وجود آراء عديدة ّ‬
‫ي‪،‬‬
‫الدستور ّ‬
‫الدولة‪ .‬وبموازاة نقاش التّعديل ّ‬
‫االجتماعي في ّ‬
‫ّ‬ ‫ياسي و‬
‫الس ّ‬‫تحدد المذهب ّ‬
‫للمجتمع‪ ،‬والفلسفة الّتي ّ‬
‫الدستور قيمة‬
‫لمقدمة ّ‬
‫السائد هو أ ّن ّ‬
‫الرأي ّ‬
‫الديباجة‪ ،‬وان كان ّ‬ ‫للمقدمة أو ّ‬
‫القانونية ّ‬
‫ّ‬ ‫احتدم التّجاذب بشأن القيمة‬
‫الدستور(‪.)85‬‬
‫يتجز من ّ‬
‫عد جزءا ال ّأ‬
‫الدستور‪ ،‬طالما أ ّن المقدمة ت ّ‬
‫يتضمنها ّ‬
‫ّ‬ ‫النصوص الّتي‬ ‫قانونية تعادل قيمة ّ‬
‫ّ‬
‫بي أن يدرج مسألة اله ِوية في الفصول‪ ،‬دون إلغاء ذكر‬ ‫ِ‬
‫المشرع المغر ّ‬
‫ّ‬ ‫وللخروج من هذا التّجاذب الفقهي ارتأى‬
‫القانوني‪ ":‬يش ّكل هذا التصدير جزًءا ال‬
‫ّ‬ ‫للنقاش‬
‫العامة في التّصدير مع تذييله بعبارة دالّة وحاسمة ّ‬
‫ّ‬ ‫المبادئ‬
‫الدستور"‪.‬‬
‫يتجز من هذا ّ‬
‫ّأ‬
‫المكونة له ِوية المغرب عقِديا واثنيا وعرقيا وحضاريا‪".‬المملكة‬
‫ّ‬ ‫ـــ التّفصيل في مسألة اله ِوّية بتحديد العناصر‬
‫الوطنية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الوطنية والترابية‪ ،‬وبصيانة تلحم مقومات ُه ِويتها‬
‫ّ‬ ‫متشبثة بوحدتها‬
‫ّ‬ ‫إسلمية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫بية دولة‬ ‫ِ‬
‫المغر ّ‬
‫الغنية بروافدها‬
‫انية‪ ،‬و ّ‬
‫الحس ّ‬
‫ّ‬ ‫اوية‬
‫األمازيغية‪ ،‬والصحر ّ‬
‫ّ‬ ‫اإلسلمية و‬
‫ّ‬ ‫العربية ‪-‬‬
‫ّ‬ ‫مكوناتها‪،‬‬
‫الموحدة بانصهار كل ّ‬
‫ّ‬
‫للمرة األولى تعدد عناصر‬
‫بي ويدون ّ‬ ‫ِ‬
‫الدستور المغر ّ‬
‫طية"‪ .‬وهكذا يعترف ّ‬
‫المتوس ّ‬
‫ّ‬ ‫العبرية و‬
‫األندلسية و ّ‬
‫ّ‬ ‫األفريقية و‬
‫ّ‬
‫يخية‪ ،‬وتستحضر ك ّل األطراف الّتي ساهمت في‬ ‫اله ِوية بطريقة تجمع بين األبعاد الجغرافية و ّ‬
‫اإلثنية والتّار ّ‬
‫صياغة وجوده‪.‬‬

‫‪ – 90‬الدّستور المغ ِرب ّي‪ ،1991‬ص‪.1‬‬


‫‪ – 95‬يصنف أحد الباحثين اآلراء الفقهيّة كالتّالي ‪:‬‬
‫الرّأي األوّل‪ :‬يعترف لمق ّدمة ال ّدستور بقيمة قانونيّة أعلى من قيمة ال ّدستور؛ وأساس هذا الرّأي أ ّن المق ّدمة تد ّون مبادئ كامنة في ضمير‬
‫ال ّشعوب يتعيّن احترامها‪ ،‬وهذه المبادئ واجبة االحترام من السُّلطة التّأسيسيّة األصليّة الّتي تضع ال ّدستور‪.‬‬
‫الرّأي الثاني‪ :‬يذهب إلى أ ّن مق ّدمة ال ّدستور لها قيمة قانونيّة تعادل قيمة النّصوص الّتي يتض ّمنها ال ّدستور‪ ،‬حيث ّ‬
‫إن المق ّدمة تع ّد جزءا ال يتجزأّ‬
‫من ال ّدستور‪.‬‬
‫الرّأي الثّالث‪ :‬يمنح المبادئ الواردة في المق ّدمة قيمة قانونيّة أدنى من قيمة ال ّدستور‪ ،‬وبتعبير آخر قيمة تعادل القانون العاد ّ‬
‫ي‪.‬‬
‫الرّأي ال ّرابع ‪ :‬يج ّرد مق ّدمة ال ّدستور من قيمتها القانونيّة ويق ّر لها بالقيمة المعنويّة‪.‬‬
‫الرّأي الخامس ‪ :‬يقوم على التّمييز بين نوعين من األحكام الّتي تنطوي عليها مق ّدمة ال ّدستور‪ ،‬وهما األحكام الوضعيّة والقواعد المنهجيّة‪.‬‬
‫عامر عبد زيد‪" ،‬قراءات في مفهوم ال ّدستور"‪ ،‬الحوار المتم ّدن ‪.1119/11//19‬‬
‫‪http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=0&aid=137894‬‬

‫‪26‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫بي أ ّن دوره في التّعامل مع قضايا اله ِوية مطبوع بمنطق‬ ‫ِ‬


‫ياسي المغر ّ‬
‫الس ّ‬‫‪ -2‬دستور التّوافقات‪ :‬أثبت الفاعل ّ‬
‫ي نتيجة لحوار‬
‫الدستور ّ‬
‫النص ّ‬ ‫ياسية‪ .‬ففي الوقت الّذي كان من المنتظر أن يكون ّ‬ ‫الس ّ‬
‫االجتماعية و ّ‬
‫ّ‬ ‫التّوازنات‬
‫علمية‬
‫ّ‬ ‫اجتماعي‪ ،‬تشارك فيه كل األطياف والكفاءات بحثا عن مواطن التّوافق وتقديم شرعّية‬
‫ّ‬ ‫أكاديمي و‬
‫ّ‬ ‫علمي‬
‫ّ‬
‫يديولوجية تنقّب‬
‫ّ‬ ‫ياسي‪ ،‬وفي تقديم بحوث أ‬
‫الس ّ‬‫النقاش قد انحصر في جانبه ّ‬
‫الوظيفي للّغات‪ ،‬الحظنا أ ّن ّ‬
‫ّ‬ ‫للتّوزيع‬
‫الرهان عليه لكي‬ ‫فإن ّ‬
‫"الحقيقية"‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ياسي لدينا ووظائفه‬
‫الس ّ‬‫ألننا نعرف الفاعل ّ‬
‫ومضاداتها‪ .‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫عن ال ّشرعيات‬
‫منطقية‪ .‬لذا‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫المغر ّبية هو رهان غير مقبول مادامت خياراته غير‬ ‫"يمنحنا" نصا دستوريا على عناصر اله ِوية‬
‫متعدد المفاصل وكثير الفصول ومحاوال إرضاء جميع األطراف‪ ،‬لكي يجد ك ّل فريق نفسه فيه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫النص‬
‫أتى ّ‬
‫الدولة على حمايتها‬
‫للدولة وتعمل ّ‬
‫الرسمية ّ‬
‫ّ‬ ‫الضاد ستظ ّل هي "اللُّغة‬
‫فالمدافعون عن العر ّبية وجدوا أ ّن لغة ّ‬
‫للدولة‪ ،‬باعتبارها‬
‫رسمية ّ‬
‫ّ‬ ‫أيضا لغة‬
‫األمازيغية ً‬
‫ّ‬ ‫يغية سيجدون أ ّن "‬‫وتطويرها"‪ .‬والمنافحون عن ترسيم األماز ّ‬
‫نص التّصدير على اله ِويات ّ‬
‫السبع‬ ‫رصيدا مشترًكا لجميع المغاربة‪ ،‬بدون استثناء"‪ .‬بل األكثر من ذلك‪ ،‬فقد ّ‬
‫ً‬
‫األندلسي في ه ِوية‬
‫ّ‬ ‫ي و‬
‫األندلسيون‪ ،‬حين اعترف بالبعدين العبر ّ‬
‫ّ‬ ‫وحاول إرضاء الجميع بمن فيهم اليهود و‬
‫المغاربة‪.‬‬
‫يغية بإصدار‬
‫ي التّوظيف الشامل لألماز ّ‬
‫الدستور ّ‬
‫النص ّ‬ ‫نظيمية‪ :‬ربط ّ‬
‫األمازيغية بالقوانين التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬ربط ترسيم‬
‫الالزمة‪ ،‬مع تعاظم مشاكل‬
‫وكيفية اتّخاذ اإلجراءات ّ‬ ‫غوي‬‫ُّ‬
‫ّ‬ ‫النظر في تأهيلها الل ّ‬
‫تنظيمي‪ ،‬مما يفيد إعادة ّ‬
‫ّ‬ ‫قانون‬
‫المخولة قانونا في إصدار هذه القوانين‪ ،‬فالمنتظر‬
‫ّ‬ ‫تنزيلها في التّعليم والمدرسة‪ .‬وبما أ ّن السُّلطة التشريعية هي‬
‫األيديولوجية هي المتح ّكمة في تحويل التّرسيم إلى إجراءات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫السياسية و‬
‫ّ‬ ‫أن تكون التّحالفات‬
‫الوطني‬
‫ّ‬ ‫مسماة بـ"المجلس‬
‫الدستور الجديد على تشكيل هيئة ّ‬
‫ينص ّ‬‫الوطني للّغات‪ّ :‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬إحداث المجلس‬
‫لصالحياته‬
‫ّ‬ ‫الضابط‬
‫ّ‬ ‫التنظيمي‬ ‫األساسية قبل صدور القانون‬
‫ّ‬ ‫محددا وظيفته‬
‫ّ‬ ‫بية"‪،‬‬ ‫ِ‬
‫المغر ّ‬ ‫للّغات والثقافة‬
‫ّ‬
‫بداعا‬
‫بية‪ ،‬ت ارثًا وا ً‬ ‫ِ‬
‫المغر ّ‬ ‫الثقافية‬
‫ّ‬ ‫األمازيغية‪ ،‬ومختلف التّعبيرات‬
‫ّ‬ ‫العربية و‬
‫ّ‬ ‫في‪":‬حماية وتنمية اللّغات‬

‫السوق اللُّ ّ‬
‫(‪)86‬‬
‫غوية‪،‬‬ ‫المرة األولى الّتي تطرح فيها مثل هذه الهيئة العليا لضبط ّ‬
‫أصيل" ‪ .‬وليست هذه هي ّ‬ ‫ً‬
‫الوطنية ودور كل منها في مسار التّنمية والمعرفة‪ .‬فقبل‬
‫ّ‬ ‫النقاش في شأن وظائف اللّغات‬
‫خصوصا بعد احتدام ّ‬
‫تعج بسجاالت‬ ‫ِ‬
‫المغربّية ّ‬ ‫يغية‪ ،‬كانت الساحة الفكرّية‬
‫النقاش بين المناهضين والمدافعين عن ترسيم األماز ّ‬
‫بروز ّ‬
‫اإلعالميين‬
‫ّ‬ ‫بوي لدرجة أ ّن بعض المثقّفين و‬
‫العلمي والتر ّ‬
‫ّ‬ ‫عالمية حيال اللّهجات وموقعها من التّعامل‬
‫ّ‬ ‫علمية وا‬
‫ّ‬

‫أن المقصود بالضّ بط اللّساني عن طريق إنشاء مجلس وطني أو أعلى‪ ،‬ليس اللّهجات وإنما اللّغات الوطنيّة الناشئة عن‬ ‫‪ – 91‬تؤكد التّجارب العالميّة ّ‬
‫تكوين ال ّدولة السّياس ّي واإلثن ّي‪ .‬ففي التّجربة السويديّة ــــ على سبيل المثال ـــــ تكلف ال ّدولة "المجلس األعلى للّغات" بمتابعة "تطور اللُّغة السويدية‬
‫واللّغات المهاجرة ولغات األقليات وضمان التّخطيط اللّساني والعمل بشراكة مع ال ّدول االسكندنافية حول األسئلة اللُّغويّة المشتركة"‪ .‬وينّّ ال ّدستور‬
‫الجنوب أفريق ّي على إنشاء "مجلس اللّغات الجنوب أفريقيّة" الّذي ح ّددت وظيفته الرّئيسة في‪":‬خلق ظروف تطوير وتنمية االستعمال العادل واالستفادة‬
‫من ك ّل اللّغات الرسميّة"‪ .‬أما الهند فقد أنشأت في يونيو ‪ 1995‬إدارة اللُّغة الرسميّة ‪ Department of Official Language DOL‬الّتي تعمل تحت‬
‫وصاية وزارة الداخليّة‪ ،‬وح ّددت لها مه ّمة اإلشراف على واقع واستعماالت اللّغات الرسميّة للبالد‪ .‬انظر‪ :‬فؤاد بوعلي‪" ،‬مجلس وطني للّغات أم لترسيم‬
‫اللّهجات؟"‪ ،‬هسبريس ‪http://hespress.com/writers/34091.html‬‬

‫‪27‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫غوي‬‫ُّ‬
‫يتحدث عن لغة "مغر ّبية" تمتح من العر ّبية واللّغات المجاورة‪ .‬بل األكثر من ذلك‪ ،‬يشهد الواقع الل ّ‬
‫أصبح ّ‬
‫السياسية‪ .‬في هذا الواقع‪ ،‬كان من‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية و‬
‫ّ‬ ‫القوة والهيمنة‬
‫جراء السيطرة المتصاعدة للغات ّ‬
‫معاناة العر ّبية ّ‬
‫لغوية‬
‫الوظيفي للّغات في المغرب‪ ،‬وتجيب عن إشكاالت ّ‬ ‫ّ‬ ‫تهتم بالتّوزيع‬
‫لغوية عليا‪ّ ،‬‬
‫المفترض إنشاء هيئة ّ‬
‫بحتة‪ ،‬بعد فشل المجلس األعلى للتّعليم في الخروج من ندوته حول "تدريس اللّغات وتعلّمها" برؤية إستراتيجّية‬

‫غوي للمغاربة ‪ .‬فالقصد هو ضبط الفوضى اللُّ ّ‬


‫غوية وصراعات اله ِوّية وذلك بفتح حوار‬ ‫ُّ‬
‫(‪)87‬‬
‫حقيقي‬
‫ّ‬ ‫للمستقبل الل ّ‬
‫الصراع الّذي لن‬
‫سانية والتّوزيع العادل لها‪ ،‬ويجنبنا التّجاذب و ّ‬
‫وعلمي ألجل التّنسيق بين الكيانات اللّ ّ‬
‫ّ‬ ‫ي‬
‫وجد ّ‬
‫ّ‬
‫األجنبية وحديث البعض عن لغات اله ِوية‪ .‬واألجمل في‬
‫ّ‬ ‫بي التّائه بين واقع هيمنة اللّغات‬ ‫ِ‬
‫يستفيد منه المغر ّ‬
‫المختصة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المؤسسات‬
‫األكاديميين و ّ‬
‫ّ‬ ‫الدولة بضرورة تدخلها بإشراك‬‫ذلك هو وعي ّ‬
‫الدولة حماية اللُّغة العر ّبية وتطويرها‬
‫واجب ّ‬ ‫ي إلى أ ّن‬ ‫الدستور ّ‬
‫ص ّ‬ ‫الن ّ‬
‫العربية‪ :‬يشير ّ‬
‫ّ‬ ‫ص على حماية‬ ‫‪ -2‬ال ّن ّ‬
‫مكونات اله ِوية‬
‫مكونا أساسيا من ّ‬ ‫بوصفها ّ‬ ‫النهوض بالعر ّبية‬‫مما يؤكد دور السُّلطة في ّ‬
‫وتنمية استعمالها‪ّ ،‬‬
‫لكنه أمر ملغوم‬ ‫حد ذاته جواب عن سؤال يطرح كثيرا‪ :‬هل من الضروري حماية العر ّبية؟ ّ‬ ‫الوطنية‪ .‬وهذا في ّ‬
‫ّ‬
‫الرسمية‬
‫ّ‬ ‫النهوض باللُّغة العر ّبية في أيام كانت هي اللُّغة‬ ‫الدولة قد تخلّت عن دورها في ّ‬ ‫مادام التّاريخ يشهد أ ّن ّ‬
‫الوحيدة‪ ،‬فذلك أحرى بها في زمن اعترف بلغات ولهجات أخرى‪ .‬واألمثلة كثيرة في هذا المجال‪ .‬فقوانين‬
‫حبر على ورق‪،‬‬ ‫أكاديمية اللُّغة العر ّبية مازال ا‬
‫ّ‬ ‫المؤسسات‪ ،‬ومشروع‬‫التّعريب مازالت قابعة في رفوف اإلدارات و ّ‬
‫بي في ال ّشارع مازال أوارها متّقدا‪.‬‬
‫والحرب المعلنة على الحرف العر ّ‬
‫الدولة على‬‫ثقافية تعمل ّ‬
‫مكونات ّ‬
‫‪ -6‬االعتراف باللّهجات‪ :‬يتجلّى هذا االعتراف في إدراج اللّهجات بوصفها ّ‬
‫اله ِوية الثقافيّة‬
‫يتجز من ُ‬
‫انية‪ ،‬باعتبارها جزًءا ال ّأ‬
‫الحس ّ‬
‫ّ‬ ‫الدولة " صيانة‬
‫"حمايتها"‪ ،‬وفي جعل أبرز وظائف ّ‬
‫الثقافية المستعملة في المغرب"‪ .‬وأبرز وظائف مجلس‬ ‫ّ‬ ‫الموحدة‪ ،‬وحماية اللّهجات والتّعبيرات‬
‫ّ‬ ‫بية‬ ‫ِ‬
‫المغر ّ‬
‫ِ‬
‫المغر ّبية"‪ ،‬مما يثير نوعا من اللّبس حول‬ ‫قافية‬ ‫ِ‬
‫اللّغات المشار إليه سابقا هي حماية "مختلف التّعبيرات الثّ ّ‬
‫مدة مع أنصار "التلهيج" خصوصا‬
‫النقاش الّذي احتدم منذ ّ‬
‫الحقيقي من وجوده‪ .‬فهل هذه إجابة عن ّ‬ ‫ّ‬ ‫الغرض‬
‫حضور رسميا حكوميا؟ أم هو اعتراف مضمر‬
‫ا‬ ‫أثناء عقد ندوة مؤسسة زاكورة عن "اللُّغة واللغات" والّتي عرفت‬
‫ِ‬
‫المغر ّبية؟‬ ‫بالخصوصية اللُّ ّ‬
‫غوية‬ ‫ّ‬

‫‪ – 99‬ندوة تدريس اللّغات وتعلّمها في منظومات التّربية والتّكوين‪ :‬مقاربات تشخيصيّة واستشرافيّة‪ ،‬يوما ‪ 11‬و‪ 11‬تشرين األوّل‪ /‬أكتوبر ‪ 1119‬الّتي‬
‫نظّمها المجلس األعلى للتّعليم وأتت تتويجا لتقرير المجلس األعلى للتّعليم لسنة ‪ 1119‬الّذي خلّ إلى "غياب سياسة لغويّة وطنيّة واضحة رغم أ ّن‬
‫المغربيّة‪ ،‬وإثارة االنتباه‬
‫ِ‬ ‫الميثاق اقترح مشهدا لغويّا متن ّوعا تحكمه روابط التّفاعل اإليجاب ّي بين اللّغات" وقد استطاعت بعث الحراك في ال ّسوق اللُّغويّة‬
‫إلى عمق اإلشكاليّة اللُّغويّة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫ستورية‬
‫ّ‬ ‫الد‬
‫خاتمة‪ :‬مخاطر تنتظر مغرب ما بعد ّ‬

‫اتي لل ّشعب‬ ‫ِ‬


‫الدستور‪ ،‬المجال للتداول في حقيقة االنتماء الهوي ّ‬
‫الدائر حاليا في شأن تعديل ّ‬‫النقاش ّ‬
‫لقد فتح ّ‬
‫الروافد‪ .‬فهل تحقّق المراد؟‬ ‫محمية وه ِويات ّ‬
‫متعددة ّ‬ ‫ّ‬ ‫رسميتين ولهجات‬
‫ّ‬ ‫بي‪ .‬واآلن نحن أمام لغتين‬ ‫ِ‬
‫المغر ّ‬
‫الدولة‪.‬‬
‫يتأسس عليها مفهوم ّ‬
‫الدساتير الّتي ّ‬‫جسده ّ‬
‫سر واصال ت ّ‬ ‫الجماعية ِج ا‬
‫ّ‬ ‫اإلنساني والذات‬
‫ّ‬ ‫إن بين الموضوع‬ ‫ّ‬
‫عنصر جوهريا في‬
‫ا‬ ‫القومية الّتي يتعلّق بها ال ّشعب لتكون‬
‫ّ‬ ‫ينص على اللُّغة‬
‫الدستور‪ ،‬في أغلب الحاالت‪ّ ،‬‬ ‫ف ّ‬
‫الصريح‪ .‬وقد ال نحتاج إلى‬
‫ص ّ‬ ‫مكوناته بالّن ّ‬
‫حدد ّ‬ ‫لكنه ي ّ‬
‫غوي‪ّ ،‬‬
‫عدد الل ّ‬ ‫تحديد ه ِويتِه‪ ،‬وقد يعتمد ّ‬
‫الدستور مبدأ التّ ّ ُّ‬

‫ياسي هو محاولة إيجاد نوع من التّوازن بين ك ّل الكيانات‬


‫الس ّ‬‫ي لنفهم أ ّن محرك الفاعل ّ‬
‫الدستور ّ‬
‫النص ّ‬ ‫تأويل ّ‬
‫يغية من التّرسيم لم تتوقّف‪ ،‬وقد أشارت وثيقة ويكيلكس المنشورة في‬ ‫سانية‪ /‬اله ِوياتية‪ .‬فالمطالب األماز ّ‬
‫اللّ ّ‬
‫بي‪ .‬وحديث‬‫يغية يستجدون واشنطن على التّطرف العر ّ‬ ‫أن كثيرين من قادة الحركة األماز ّ‬
‫الوطنية إلى ّ‬
‫ّ‬ ‫الجرائد‬

‫العامية ليس الغرض منه ترسيم "لغة مغر ّبية" في مواجهة اللُّغة المشر ّ‬
‫قية‪ ،‬بل هو تقديم‬ ‫المدافعين عن التلهيج و ّ‬
‫االجتماعية والعقِدّية‪ ،‬ويعاد ضبط مفاهيم اله ِوية‬
‫ّ‬ ‫بي‬ ‫ِ‬
‫قيمي مخالف‪ ،‬تراجع فيه توافقات المجتمع المغر ّ‬‫ّ‬ ‫نمط‬
‫فإن استشراف الواقع العالمي يؤ ّكد‬
‫واالنتماء‪ .‬واذا كانت السُّلطة الحاكمة قد اختارت االنحياز إلى هذا الّتيار‪ّ ،‬‬
‫لكن األمر أعمق ويتعلّق‬ ‫ِ‬
‫خطأ هذا الخيار‪ .‬فاألمر ال يتعلّق بترسيم لغة جديدة أو إنصاف أخرى موجودة‪ّ ،‬‬
‫ياسي‬
‫الس ّ‬ ‫الرابطة بين أطيافه‪ .‬فالتّشرذم ّ‬ ‫بصياغة جديدة لوجود المغرب تتناول انتماءه‪ ،‬وطبيعة العالقات ّ‬
‫يغية المب ّشرة بدولة تمازغا‬
‫نتأمل نوع األعالم األماز ّ‬
‫ثم ينتهي جغرافيا وسياسيا‪ .‬ويكفي أن ّ‬ ‫ينطلق لغويا فه ِوياتيا ّ‬
‫تبين مقدار التّشرذم الّذي‬‫االحتجاجية‪ ..‬لن ّ‬
‫ّ‬ ‫الوطنية‪ ،‬وال ّشعارات الّتي ترفع في ك ّل التّحركات‬
‫ّ‬ ‫للسيادة‬
‫المهددة ّ‬
‫و ّ‬
‫بي قد ارتضى خالل مسار وجوده العديد من التوافقات‪ :‬دينيا واجتماعيا ولغويا وحتّى‬ ‫ِ‬
‫بدأ‪ .‬فال ّشعب المغر ّ‬
‫بجرة قلم؛ فسنكون أمام‬
‫يخية وحضارّية‪ ،‬لو استغني عنها ّ‬ ‫سياسيا‪ .‬وهذه التّوافقات كانت نتيجة تراكمات تار ّ‬
‫غوي‬‫ُّ‬
‫للنقاش الل ّ‬
‫الدستورّية لم تضع حدا ّ‬
‫الدولة للمجهول‪ .‬واألكثر من ذلك أ ّن ّ‬‫تشرذم يرهن مستقبل ال ّشعب قبل ّ‬
‫اتي‪ ،‬بل فتحت جبهات جديدة تتعلّق بطبيعة اللُّغة وحقيقتها و ّ‬
‫أبجديتها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الهوي ّ‬

‫‪29‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫المراجع‬

‫العربية‬
‫ّ‬ ‫‪-2‬باللغة‬

‫كتب‬

‫العالمية‪( ،‬القاهرة‪ :‬دار المعارف‪.)2971،‬‬


‫ّ‬ ‫القومية و‬
‫ّ‬ ‫‪ .2‬أنيس‪ ،‬إبراهيم‪ .‬اللُّغة بين‬

‫االجتماعي‪ ،‬الطّبعة األولى‪( ،‬البيضاء‪:‬‬


‫ّ‬ ‫التعدد اللُّ ّ‬
‫غوي انعكاسات على ال ّنسيج‬ ‫محمد‪ّ .‬‬
‫‪ .1‬األوزاعي‪ّ ،‬‬
‫النجاح الجديدة‪.)1111،‬‬
‫مطبعة ّ‬

‫(الرباط‪ :‬منشورات االختالف‪.)1121 ،‬‬


‫محمد‪ .‬لسان حضارة القرآن‪ ،‬الطّبعة األولى‪ّ ،‬‬
‫‪ .3‬األوزاعي‪ّ ،‬‬

‫(الرباط‪ :‬منشورات التّحديث‪.)1111 ،‬‬


‫محمد‪ .‬تحديث التّعليم بالمغرب‪ّ ،‬‬
‫‪ .4‬بردوزي‪ّ ،‬‬

‫محمد ّبنيس‪ ،‬الطّبعة األولى‪( ،‬البيضاء‪:‬‬


‫محمد ال ّشركي‪ ،‬مراجعة ّ‬
‫‪ .5‬بنجلّون‪ ،‬الطاهر‪ .‬ليلة القدر‪ ،‬ترجمة ّ‬
‫للنشر‪.)2987 ،‬‬
‫دار توبقال ّ‬

‫محمد‪ .‬وفيات األعيان‪ ،‬تحقيق إحسان عباس‪( ،‬بيروت‪ :‬دار‬


‫الدين أحمد بن ّ‬
‫‪ .6‬بن خلّكان‪ ،‬شمس ّ‬
‫صادر‪.)2998 ،‬‬

‫(الرباط‪ :‬مطبعة المعارف‬


‫الرابعة‪ّ ،‬‬
‫بية‪ ،‬الطّبعة ّ‬ ‫ِ‬
‫المغر ّ‬ ‫‪ .7‬بنعبداهلل‪ ،‬عبد العزيز‪ .‬معطيات الحضارة‬
‫الجديدة‪.)1111،‬‬

‫القومية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ .8‬حسين‪ ،‬طه‪ .‬مستقبل الثقافة في مصر‪ ،‬الطّبعة األولى‪( ،‬القاهرة‪ :‬دار الكتب والوثائق‬
‫‪.)2938‬‬

‫العربية‪( ،‬بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العر ّبية‪،‬‬


‫ّ‬ ‫القومية‬
‫ّ‬ ‫‪ .9‬الحصري‪ ،‬ساطع‪ .‬أبحاث مختارة في‬
‫‪.)2985‬‬

‫الدين‪ .‬سير أعلم النبلء‪ ،‬تحقيق الشيخ شعيب األرنؤوط‪ ،‬الطّبعة الحادية عشرة‪،‬‬
‫‪ .21‬الذهبي‪ ،‬شمس ّ‬
‫مؤسسة الرسالة‪.)2996 ،‬‬
‫(بيروت‪ّ :‬‬

‫‪31‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫‪ .22‬روبنسون‪ ،‬دوغالس‪ .‬الترجمة واإلمبراطورية‪ ،‬ترجمة ثائر علي ديب‪( ،‬دمشق‪ :‬دار الفرقد‪.)1119 ،‬‬

‫الدعوة‬
‫‪ .21‬زكريا سعيد‪ ،‬نفوسة‪ .‬كتاب تاريخ الدعوة إلى العامية وأثرها في مصر‪( ،‬القاهرة‪ :‬دار ّ‬
‫للنشر والتّوزيع‪.)1116 ،‬‬
‫اإلسالمية ّ‬
‫ّ‬

‫محمد أسليم‪( ،‬بيروت‪ :‬الفارابي‬


‫العربي‪ ،‬ترجمة ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ .23‬غرانغيوم‪ ،‬جلبير‪ .‬اللُّغة وأنظمة الحكم في المغرب‬
‫للنشر‪.)2995،‬‬ ‫ّ‬

‫النجاح الجديدة‪،‬‬
‫الزمن‪ ،‬مطبعة ّ‬ ‫‪ .24‬الفاسي الفهري‪ ،‬عبد القادر‪ .‬اللُّغة والبيئة‪ّ ( ،‬‬
‫الدار البيضاء‪ :‬منشورات ّ‬
‫‪.)1113‬‬

‫السياسات اللُّ ّ‬
‫غوية‪ ،‬ترجمة حسن حمزة‪ ،‬الطّبعة األولى‪( ،‬بيروت‪:‬‬ ‫‪ .25‬كالفي‪ ،‬لويس جان‪ .‬حرب اللّغات و ّ‬
‫المنظّمة العر ّبية للتّرجمة‪.)1118،‬‬

‫السياسة التّعليمية بالمغرب ورهانات المستقبل‪( ،‬طنجة‪ :‬منشورات مجلّة علوم‬


‫‪ .26‬مادي‪ ،‬الحسن‪ّ .‬‬
‫التّربية‪.)2999،‬‬

‫السالم‪ .‬العرب واالنتحار اللُّ ّ‬


‫غوي‪ ،‬الطّبعة األولى‪( ،‬بنغازي‪ :‬دار الكتاب الجديد‬ ‫‪ .27‬المسدي‪ ،‬عبد ّ‬
‫المتّحدة‪.)1122،‬‬

‫حسان‪( ،‬القاهرة‪ :‬مطبعة البابي الحلبي‪ ،‬د‪.‬ت‪.).‬‬


‫تمام ّ‬ ‫ُّ‬
‫‪ .28‬مولرلويس‪ ،‬ماكس‪ .‬اللغة والمجتمع‪ ،‬ترجمة ّ‬

‫السلسلة الجديدة‬
‫الفرنسية بالمغرب‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫السياسة اللُّ ّ‬
‫غوية والتّعليمية‬ ‫انكفونية و ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ .29‬الودغيري‪ ،‬عبد العلي‪ .‬الفر‬
‫(الرباط‪ :‬منشورات العلم‪.)2993،‬‬
‫‪ّ ،7‬‬

‫اله ِوية‪( ،‬البيضاء‪ :‬مطبعة النجاح الجديدة‪.)1111،‬‬ ‫‪ .11‬الودغيري‪ ،‬عبد العلي‪ .‬اللُّغة و ّ‬
‫الدين و ُ‬

‫النجاح الجديدة‪.)2998،‬‬
‫الدار البيضاء‪ :‬مطبعة ّ‬
‫ي‪ّ ( ،‬‬
‫الدستور ّ‬
‫‪ .12‬القانون ّ‬

‫الدولي "اللُّغة‪ ،‬اللّغات" البيضاء ‪11‬ــــ‪ 12‬حزيران‪/‬يونيو‬


‫مؤسسة زاكورة للتّربية‪ .‬أشغال الملتقى ّ‬
‫ّ‬ ‫‪.11‬‬
‫‪( ،2212‬الدار البيضاء‪ :‬مطبعة دالتون‪.)1121 ،‬‬

‫‪31‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫دوريات‬
‫ّ‬

‫‪ .2‬األمراني‪ ،‬حسن‪" .‬ثقافتنا المعاصرة بين الكائن والممكن"‪ ،‬مجلّة المشكاة‪ ،‬العدد‬
‫‪(24‬أيار‪/‬مايو‪.)2992‬‬

‫المتمدن‪ ،‬العدد ‪(2484‬آذار‪/‬مارس ‪.)1116‬‬


‫ّ‬ ‫يغية والعلمانية"‪ ،‬الحوار‬
‫‪ .1‬أنغير‪ ،‬أبوبكر‪" .‬الحركة األماز ّ‬

‫النقدي ومداخل اإلصالح"‪ ،‬آفاق التراث‬


‫الفاسي‪ :‬الوعي ّ‬
‫ّ‬ ‫لعالل‬
‫ي ّ‬ ‫‪ .3‬بوعلي‪ ،‬فؤاد‪" .‬المشروع الفكر ّ‬
‫والثقافة‪ ،‬العدد ‪(68‬كانون الثاني‪/‬يناير‪.)1121‬‬

‫نسي" المعرفة للجميع‪ ،‬العدد ‪،)2998(13‬ص‪.38‬‬


‫انكفونية ومأساة أدبنا الفر ّ‬
‫‪ .4‬حميش‪ ،‬بنسالم‪" .‬الفر ّ‬

‫انكفونية في نظام التّربية والتّعليم بالمغرب"‪ ،‬مجلّة البيان‪،‬‬


‫الصمدي‪ ،‬خالد‪" .‬جوانب من تأثير الفر ّ‬
‫‪ّ .5‬‬
‫العدد ‪.33‬‬

‫المتمدن‪،‬‬
‫ّ‬ ‫بيعي سلّة المهمالت"‪ ،‬الحوار‬
‫العامة – مقترح مكانه الطّ ّ‬
‫‪ .6‬عصيد‪ ،‬أحمد‪" .‬تعريب الحياة ّ‬
‫العدد ‪(3255‬تشرين األ ّول‪ /‬أكتوبر‪.)1121‬‬

‫المتمدن‪ ،‬العدد‬
‫ّ‬ ‫يغية والمسألة اله ِوياتية بالمغرب"‪ ،‬الحوار‬
‫‪ .7‬عنترة‪ ،‬مصطفى‪".‬الحركة األماز ّ‬
‫‪(2218‬آذار‪/‬مارس‪.)1115‬‬

‫محمد‪" .‬التّعريب ووسائل تحقيقه"‪ ،‬مجلّة األصالة‪ ،‬العدد ‪(28-27‬تشرين الثاني‪-‬‬


‫‪ .8‬الفاسي‪ّ ،‬‬
‫نوفمبر‪/‬كانون األ ّول‪ -‬ديسمبر‪.)2973‬‬

‫‪ .9‬كولماس‪ ،‬فلوريان‪" .‬اللُّغة واالقتصاد"‪ ،‬ترجمة أحمد عوض‪ ،‬عالم المعرفة‪ ،‬العدد ‪(163‬تشرين‬
‫الثاني‪/‬نوفمبر‪.)1111‬‬

‫‪ .21‬المنجرة‪ ،‬المهدي‪" .‬قضايا التّربية والتّعليم بالمغرب"‪ ،‬عالم التّربية‪ ،‬العدد ‪1‬و‪.)2996(3‬‬

‫‪32‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّي ّ‬
‫والتعديل ّ‬ ‫ّ‬
‫ستوري في املغرب‬‫الد‬ ‫النقاش اللغو‬ ‫املركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬

‫مؤتمرات‬

‫وطنيتها‬
‫ّ‬ ‫يغية‪ ،‬هو في اتّجاه دسترة‬
‫‪ .2‬الخلفي‪ ،‬مصطفى‪" .‬هل السيناريو األنجع لتدبير مسألة دسترة األماز ّ‬
‫للدراسات واألبحاث المعاصرة‪،‬‬‫بي ّ‬ ‫ِ‬
‫حديات‪ ،‬المركز المغر ّ‬
‫يغية الخيارات والتّ ّ‬
‫أم ترسيمها؟"‪ ،‬ندوة‪ :‬األماز ّ‬
‫الوطنية للمملكة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ 15‬أيار‪/‬مايو ‪ ،1122‬المكتبة‬
‫تشخيصية‬
‫ّ‬ ‫‪ .1‬التقرير العام لندوة تدريس اللّغات وتعلّمها في منظومات التّربية والتّكوين‪ :‬مقاربات‬
‫افية‪12 ،‬أكتوبر ‪.1119‬‬ ‫واستشر ّ‬

‫وثائق‬

‫الرسمية‪.)2996( ،‬‬ ‫الرباط‪ :‬المطبعة‬


‫بي‪ّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫الدستور المغر ّ‬
‫العامة للحكومة‪ّ .‬‬ ‫‪ .2‬األمانة ّ‬
‫الرسمية‪.)1122( ،‬‬ ‫الرباط‪ :‬المطبعة‬
‫بي الجديد‪ّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫الدستور المغر ّ‬
‫‪ .1‬األمانة العا ّمة للحكومة‪ّ .‬‬
‫الرباط‪ :‬أكتوبر (‪.)2999‬‬
‫الوطني للتّربية والتّكوين‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫خاصة بالتّربية والتّكوين‪ .‬الميثاق‬
‫‪ .3‬اللّجنة ال ّ‬

‫األجنبية‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬باللغات‬

‫‪Books‬‬
‫‪1.‬‬ ‫‪Laroui,Fouad. Une année chez les français, )Paris: Julliard, 2010(.‬‬

‫‪2.‬‬ ‫‪Leibniz, Gottfried Wilhelm. unvorgreifliche Gedanken,betreffend die Ausubung and verbesserung der‬‬
‫‪deutschen sprache.Zwei Aufsatze. )Stuttgart: Uwe Perksen, 1983(.‬‬
‫‪3.‬‬ ‫‪Reclus ,Onésime. France, Algérie et colonies, )Paris: Hachette, 1886).‬‬

‫‪Conferences‬‬
‫‪LANGTAG. Towards a National Language Plan for South Africa, Final report of the Language Plan Task Group‬‬
‫‪presented to the Minister of Arts, Culture, Science and Technology, 8 août 1996.‬‬

‫‪33‬‬

You might also like