You are on page 1of 80

‫جامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي‬

‫كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‬

‫قسم العلوم اال نسانية‬

‫شعبة التاريخ‬

‫غزوات االسكندر المقدوني بين‬


‫(‪ 332‬ق‪.‬م – ‪ 330‬ق‪.‬م)‬

‫مذكرة مكملة للحصول على شهادة الماستر في تاريخ الحضارات القديمة‬

‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبتين‪:‬‬

‫التجاني مياطة‬ ‫سارة دادة‬

‫نبيهة شراد‬

‫السنة الجامعية ‪2020-2019:‬م‬


‫شكر وعرفان‬
‫يدَّن ُك ْم>> سورة إبراهيم اآلية ‪07‬‬ ‫ِ‬
‫قال هللا تعالى << َلئن َش َكْرُت ْم َأل َِز َ‬

‫الحمد هلل رب العالمين والشكر له جل وعلى الذي أعاننا و أخذ بأيدينا إلنجاز هذا العمل‬
‫المتواضع‪.‬‬

‫من باب <<من ال يشكر الناس ال يشكر اهلل >> نتقدم بجزيل الشكر واالمتنان من بعد هللا‬

‫إلى كل من شجعنا طول مسيرتنا الدراسية‪ ,‬ونخص بالذكر الوالدين الكريمين حفظهم هللا‬
‫وراعهم‪.‬‬

‫كما نتقدم بالشكر إلى األستاذ مياطة التجاني ونتوجه بالشكر إلى كل أساتذتنا في تخصص‬
‫تاريخ الحضارات القديمة بجامعة الشهيد حمه األخضر بالوادي‪ ,‬كما نتقدم بالشكر الجزيل‬
‫إلى الذين أمدونا بالعون والنصح واإلرشاد طيلة إعدادنا لهذا الموضوع‪.‬‬

‫‌أ‬
‫الملخص ‪:‬‬

‫يعتبر اإلسكندر المقدوني من أعظم القادة السياسيين والعسكرين في تاريخ اإلغريق ‪,‬حيث‬
‫حكم مقدونيا بعد موت والده فيليب سنة ‪336‬ق‪.‬م ‪.‬وأستطاع في فتره قصيره أن يوحد أركان‬
‫دولته ويكون جيشا قويا منظما ‪ ,‬وقام بغزو مناطق الشرق وحقق انتصار في كل معاركه‬
‫الحربية ضد الفرس ‪ ,‬وقام بدخول منطقة "صور" بعد حصار دام مدة ‪7‬أشهر ‪,‬ثم دخل "غزة‬
‫" و"مصر" وكان من نتائج غزو مصر محاربة الفرس وإنهاء حكم الفرس على مصر ‪ .‬وقام‬
‫بتأسيس مدينة اإلسكندرية سنة ‪ 332‬ق‪.‬م ثم عاد إلي أرض الشام وقام بمعركة "جاوجاميال "‬
‫سنة ‪331‬ق‪.‬م ‪ ,‬هذه المعركة كانت النهائية بين اإلسكندر والملك الفارسي داريوس الثالث‬
‫وأنتهت المعركة بانتصار اإلسكندر المقدوني ‪ .‬وكان هدفه لغزو" بابل"سنة ‪331‬ق‪.‬م وغزو‬
‫"سوسة " و "برسيس " سنة ‪330‬ق‪.‬م سياسيا وعسكريا والسيطرة عليها ‪ .‬وبعد وفاة داريوس‬
‫الثالث سنة ‪330‬ق‪.‬م انتهت ساللة الملوك األخمنين ‪ ,‬وزال الخطر الفارسي عن بالد‬
‫اليونان‪ .‬وقام األسكندر المقدوني بالسيطرة على المناطق التي قام بحروب فيها وأصبح‬
‫اإلسكندر المقدوني بطل آسيا وسيدها وبالتالي فإن هذه الفترة (‪330-32‬ق‪.‬م) كانت مليئة‬
‫باألحداث وحافلة باالنتصارات لصالح اإلسكندر المقدوني‪.‬‬

‫‌‬
‫ب‬
Summary:

Alexander the Macedonian was considered one of the greatest political and
military leaders in the history of the Greeks, as he ruled Macedonia after the
death of his father Philip in 336 BC. In a short period, he was able to unite the
pillars of his state and form a strong, organized army. He invaded the eastern
regions and was victorious in all his wars against the Persians. He entered the
“Tire” area after a siege that lasted for 7 months, then entered “Gaza” and
“Egypt”. He ended the reign of Persians over Egypt. And he founded the city
of Alexandria in 332 BC then returned back to the land of Levant and waged
the last battle of "Gaugamela" between Alexsander and the Persian king
Darius III in 331 BC, and of course the Macedonian king was triumphal. His
goal was to invade "Babylon" in 331 BC and take over "Susa" and "Persis"
politically and military in the year 330 BC.

After the death of Darius III in the year 330 BC, the dynasty of the
Achaemenid kings was no more. So thus, the Persians no longer became a
threat to Greece .

Alexander then, ruled over the regions in which he waged awars and became
the hero and master of Asia.

This period (332 BC - 330 BC) was a period full of the events and victories
that shaped the legend of "THE GREAT ALEXANDER".


‫ت‬
‫قائمـــة المختصرات بالعربية‬

‫الكلمات‬ ‫االختصار‬

‫قبل الميالد‬ ‫قم‬

‫الجزء‬ ‫ج‬

‫ترجمة‬ ‫تر‬

‫تحقيق‬ ‫تح‬

‫بدون دار النشر‬ ‫(ب‪.‬ن)‬

‫بدون طبعة‬ ‫(ب‪.‬ط)‬

‫بدون مكان الطبعة‬ ‫(ب‪.‬م‪.‬ط)‬

‫بدون تاريخ‬ ‫(ب‪.‬ت)‬

‫صفحة‬ ‫ص‬

‫تعدد الصفحات‬ ‫صص‬

‫‌‬
‫ث‬
‫مـقـدمــة‬
‫مقدمة‬

‫* التعريف بموضوع البحث ‪:‬‬

‫‪-‬إن ازدهار وتطور اإلغريق يعود الفضل فيه إلى حضارات الشرق األدنى القديم‪ ,‬كما أن‬
‫التطور الذي عرفته هاته الحضارتين هو نتاج اتصال وتفاعل حضاري ظهر منذ أزمنة‬
‫بعيدة‪ ,‬وهذا التفاعل أزاد نشاط بين حضارات الشرق األدنى القديم مع ظهور شخصية غيرت‬
‫مجرى التاريخ الحضاري اإلغريقي ‪ ,‬والمتمثلة في شخصية "اإلسكندر المقدوني " ‪ .‬وهو من‬
‫أشهر رجال العالم القديم‪ ,‬حيث تمكن من التوسع في بالد العالم القديم لمساحات لم يصل‬
‫إليها أحد من قبل‪ ,‬وفي هذا الصدد اخترنا موضوع البحث عن غزوات اإلسكندر المقدوني‪.‬‬

‫* اإلطار الزماني والمكاني ‪:‬‬

‫ينحصر اإلطار الزماني للموضوع بين الفترة (‪ 332‬ق‪.‬م و‪330‬ق‪.‬م ) بحيث تشير سنة‬
‫‪ 332‬ق‪.‬م كبداية للفترة المدروسة للحصار صور وغزة وغزو مصر وهذا ما جاء في‬
‫مختلف المراجع التاريخية ‪ ,‬وينتهي تاريخ الدراسة في عام ‪ 330‬ق‪.‬م وهي نهاية داريوس‬
‫الثالث وسقوط اإلمبراطورية األخمينية‪ .‬أما بالنسبة للمكان فهو بالد الشرق األدنى القديم‬
‫خالل فترة الحكم الفرس األخمنيين‪.‬‬

‫* المنهج المتبع‪ :‬اعتمدنا في دراسة موضوعنا على المنهج التاريخي الوصفي والسردي‬
‫واالستداللي‪ ,‬فالتاريخ الوصفي لجأنا إليه عند معالجة سير األحداث التي وقعت في الماضي‬
‫مركزين على وصف بالد اليونان شخصية اإلسكندر المقدوني ‪ ,‬أما السردي في سرد‬
‫مجريات أحداث الغزوات وكيفية التنظيم لها‪ ,‬أما االستداللي من خالل آراء بعض المصادر‬
‫التاريخية العربية حول نسب اإلسكندر المقدوني‪.‬‬

‫* الخطة المتبعة في الدراسة ‪ :‬وقد تطلب موضوع دراستنا مراعاة التسلسل التاريخي لكل‬
‫زمان وم كان لذلك شمل هذا البحث مدخل تمهيدي بعنوان‪ :‬أوضاع بالد اليونان وبروز‬
‫‌‬
‫ح‬
‫مقدمة‬

‫مقدونيا كقوة عظمى وتناولنا فيه التعريف ببالد اليونان‪ ,‬وأوضاع بالد اليونان السياسية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية والدينية‪ ,‬المملكة المقدونية تحت زعامة فليب الثاني ‪.‬‬

‫الفصل األول بعنوان اإلسكندر المقدوني من الطفولة إلى السلطة وتناولنا فيه والدت‬
‫اإلسكندر المقدوني ونشأته‪ ,‬صفاته وتعليمه‪ ,‬وصوله إلى السلطة ‪ .‬والفصل الثاني بعنوان ‪:‬‬
‫تنظيم الغزوات وسيرها نحو الشرق‪ :‬وتناولنا فيه دوافع الغزوات وتنظيمها‪ ,‬حصار صور‬
‫وغزة (‪ 332‬ق‪.‬م)‪ ,‬وتأسيس اإلسكندرية (‪ 332‬ق‪.‬م)‪ ,‬معركة جاوجاميال(‪331‬ق‪.‬م) و‬
‫نتائجها العسكرية و السياسية ( غزو بابل‪ ,‬سوسة‪ ,‬برسيس)‪ ,‬اإلسكندر بطل آسيا‬

‫* المصادر و المراجع المعتمدة‪ :‬ا عتمدنا في موضوعنا على العديد من المصادر و المراجع‬
‫من ابرزها‪:‬‬

‫‪ -‬المصادر‪ :‬القرآن الكريم‪ ,‬محمد الرازي فخر الدين التفسير الكبير تفسير فخر الدين الرازي‪,‬‬
‫أبي الحسن بن علي المسعودي مروج الذهب و معادن الجوهر تحقيق كمال حسن مرعي ‪.‬‬

‫‪-‬المراجع‪ :‬من أهم المراجع التي اعتمدنا عليها هي سيد احمد علي الناصري‪ ,‬اإلغريق‬
‫تاريخهم وحضارتهم من كريت حتى قيام إمبراطورية اإلسكندر األكبر‪ ,‬صالح األشتر‪ ,‬أعالم‬
‫مبروزن من الشرق و الغرب – اإلسكندر األكبر‪ -‬واللذان استفدنا منهما في جميع الفصول‪,‬‬
‫وكذلك جورجي ديمتري سرسق‪ ,‬تاريخ اليونان‪ ,‬اسماعيل مظهر‪ ,‬مصر في قيصرية‬
‫اإلسكندر المقدوني‪ ,‬و افادنا بشكل كبير في غزو مصر و تأسيس اإلسكندرية‪.‬‬

‫*أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫‪ -‬أما عن األسباب التي دفعتنا الختيار هذا الموضوع هي‪:‬‬

‫‪ -‬كثرة الدراسات التي كتبت عن هذه الشخصية‪.‬‬

‫‪ -‬حب المعرفة و االطالع على حضارات العالم القديم‪.‬‬

‫‌‬
‫خ‬
‫مقدمة‬

‫‪ -‬اعطاء صورة واضحة عن شخصية اإلسكندر المقدوني ‪.‬‬


‫‪ -‬رغبتنا في التعرف على الغزوات التي خاضها خالل هذه الفترة المحدودة بين(‪332‬ق‪.‬م‪-‬‬
‫‪330‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫* اإلشكالية المطروحة‪:‬‬
‫وبناء على معطيات الموضوع تمحورت لدينا اإلشكالية الرئيسية وهي‪:‬‬
‫‪ -‬ماهي الغزوات التي قام بها اإلسكندر المقدوني بين (‪332‬ق‪.‬م‪330-‬ق‪.‬م) ؟‬
‫و تندرج تحت هذه اإلشكالية عدة إشكاليات فرعية متمثلة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬كيف كانت أوضاع اليونان قبل اعتالء اإلسكندر المقدوني الحكم؟ و من هو اإلسكندر‬
‫المقدوني؟ وكيف تسلم السلطة؟ وماهي دوافع غزواته لبالد الشرق؟ وكيف تم التجهيز لهذه‬
‫الغزوات ؟ وكيف كانت مجريات هذه الغزوات و نتائجها؟‬
‫* صعوبات البحث‪:‬‬
‫‪ -‬ال يخلو أي بحث علمي من الصعوبات على المستوى المعرفي و المنهجي أيضا‪ ,‬لكن‬
‫أعظم صعوباتنا كانت تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬صعوبة الحصول على المصادر األجنبية و ترجمتها‪.‬‬
‫‪ -‬كانت تاريخ دراستنا لفترة قصيرة و محدودة مما جعلنا مقيدين بها‪ ,‬بالرغم من وجود أحداث‬
‫مرتبطة قبل هذه الفترة بموضوعنا عجزنا عن دراستها نظ ار للفترة المقيدين بها‪.‬‬
‫‪ -‬اختالف طفيف في بعض التواريخ بين مختلف المراجع‪.‬‬
‫‪ -‬وما زاد من عنائنا في مثل هذه الظروف الحالية الصعبة وهي جائحة الكورونا العالمية‬
‫والتي عرقلتنا في انجاز هذا البحث‪.‬‬
‫‪ -‬نسأل هللا التوفيق والسداد في نصبو إليه ‪.‬‬

‫‌د‬
‫أوضاع بالد اليونان وبروز مقدونيا كقوة عظمى‬ ‫الفصل التمهيدي‬
‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫الفصل التمهيدي‪:‬‬ ‫‌‬

‫‌‬

‫أوضاع بالد اليونان وبروز مقدونيا كقوة عظمى‬


‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬
‫أوال‪ :‬التعريف ببالد اليونان (االغريق)‪:‬‬
‫‌‬

‫أ‪ -‬الدراسة الجغرافية‬


‫‌‬

‫‌‬

‫ب‪ -‬الدراسة البشرية‬ ‫‌‬

‫‌‬

‫ثانيا‪ :‬أوضاع بالد اليونان‬ ‫‌‬

‫‌‬

‫سياسيا – اقتصاديا‬ ‫‌‬

‫‌‬

‫أ‪ -‬اجتماعيا – دينيا‬ ‫‌‬

‫‌‬

‫ثالثا‪ :‬المملكة المقدونية تحت زعامة فيليب الثاني(‪-359‬‬ ‫‌‬

‫‪ 336‬ق‪.‬م)‬
‫‌‬

‫‌‬

‫أ‪ -‬التعريف بمقدونيا‬


‫‌‬

‫‌‬

‫‌ ب‪ -‬انجازات فيليب العسكرية‬


‫‌‬

‫‌‬
‫أوضاع بالد اليونان وبروز مقدونيا كقوة عظمى‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫أوال‪ :‬التعريف ببالد اليونان (االغريق)‪:‬‬

‫أ‪ -‬الدراسة الجغرافية‪:‬‬


‫• الموقع‪:‬‬

‫تحتل اليونان مرك اًز جغرافيا ممتا از يؤهلها أن تتوسط ثالث قرات‪ ,1‬وهي تقع بين بحرين؛ بحر‬
‫ايجة الذي يفصلها من الشرق عن آسيا الصغرى‪ ,‬وبحر االدرياتيك وايوننيا اللذان يفصالنها‬
‫من جهة الغرب عن ايطاليا وصقلية ويكاد خليجين كورنثة وسارونيا اللذان يتوغالن من‬
‫الغرب والشرق في اليونان أن يشطر البالد إلى شطرين ويحول دون التقاء هذين الخليجين‬
‫برزخ كورنثة الضيق الذي يصل شمال اليونان بجنوبها‪2‬؛ وبالتالي تكون اليونان تقع في‬
‫الجزء الجنوبي من شبه جزيرة البلقان‪3‬؛ أما في الفترة القديمة وصلت حدودها الى البحر‬
‫االسود‪ ,‬بعد توسعاتها انتشرت مستعمراتها على طول الشواطئ الشمالية للبحر المتوسط‬
‫ينظر خريطة رقم (‪.4)01‬‬

‫• المساحة‪ :‬ثم ان من يسمع بشهرة بالد اليونان وعظمتها القديمة البد من ان يظنها‬
‫بالدا واسعة ذات أقطار شاسعة مع أنها اصغر مملكة بين ممالك أوروبا اذ ان‬
‫مساحة سطحها مع مساحة سائر جزائرها ال تكاد ان تقاس بمملكة البرتغال حيث ان‬
‫مساحتها ال تزيد عن ‪ 17511‬كيلومتر مربعا‪5‬؛ فطولها ‪ 400‬كلم‪ ,‬وعرضها ‪300‬‬
‫كلم‪ 6,‬ويحيط بها من الشرق البحر االيجي ومن الغرب االدرياتيكي بمساحة تقدر ‪82‬‬
‫‪7‬‬
‫ألف ميل مربع (‪ 131,966‬ألف كيلومتر مربع)‪.‬‬

‫‪‌1‬لبيب‌عبد‌الستاتر‪،‬الحضارات‪‌،‌:‬ط‪،1‬دار‌المشرق‪،،‬بيروت‪،‬سنة‪،1982‬ص‪‌ .128‬‬
‫‪‌2‬حسن‌الشيخ‪‌،‬دراسات‌في‌تاريخ‌الحضارات‌القديمة(‪،)1‬اليونان‪،‬دار‌المعرفة‌الجامعية‌‪،‬اسكندرية‪،‬مصر‌(دس‌ن)‪،‬ص‪‌ .6‬‬
‫‪‌3‬علي‌عكاشة‌وآخرون‪،‬اليونان‌والرومان‪‌،‬ط‪،1‬دار‌االمل‌للنشر‌والتوزيع‪(‌،‌،‬دب)‪،‬سنة‪1410‬ه‪1991‌،‬م‪،‬ص‪.37‬‬
‫‪‌4‬فاطمة‌الزهراء‌جاوشي‪‌،‬أثار‌حملة‌االسكندر‌المقدوني‌على‌بالد‌مابين‌النهرين‌خالل‌فترة‌الهلنستية‌‪30/331‬ق‪.‬م‪،‬رسالة‌لنيل‌شهادة‌الماجستير‌‬
‫في‌التاريخ‌القديم‪،،‌،‬قسم‌التاريخ‌‪،‬كلية‌العلوم‌االنسانية‌واالجتماعية‌‪‌،‬جامعة‌الجزائر‪،2‬سنة‪،2013/2012‬ص‪‌ .32‬‬
‫‪‌5‬جرجي‌ديمتري‌سرسق‪،‬تاريخ‌اليونان‪‌(‌،‬ب‌ن)‪‌،‬ط‪،1‬بيروت‪،‬سنة‪1876‬م‪،‬ص‌ص‪‌ .2.3‬‬
‫‪‌6‬علي‌عكاشة‌واخرون‪،‬المرجع‌السابق‌‪،‬ص‪‌ .37‬‬
‫‪David saks, oswyn Murray, Lisa brody Encyclopedia of the ancieient Greek world,Infabase publishing, ‌7‬‬
‫‪‌ usa,1995,P140.‬‬
‫أوضاع بالد اليونان وبروز مقدونيا كقوة عظمى‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫• التضاريس والمناخ ‪:‬‬

‫أما عن التضاريس الطبيعية لبالد االغريق فإن الجبال تشكل الجانب الرئيسي فيها حيث أنها‬
‫تشغل ما يقرب من أربعة أخماس اجمالي السطح‪ ,1‬وتمتد على هيئة سالسل جبلية تخرقها‬
‫في كل االتجاهات تقريبا بشكل يجعلها تنقسم أقساما طبيعيا الى مناطق صغيرة تكاد تكون‬
‫منعزلة عن بعضها‪2‬؛ وأهم هذه السالسل الجبلية الموجودة في بالد اليونان والمسؤولة عن‬
‫تمزقها السياسي‪ ,‬هي‪:‬‬

‫‪-‬جبال جرانية ‪ :Geranea‬بين كورينثة وأتيكا‪.‬‬

‫‪-‬كراتة ‪ :Kérota‬في نفس المنطقة‪.‬‬

‫‪-‬كيثايرون ‪ :Kithaeon‬في الممر بين كورينثة وبؤوتيا‪.‬‬

‫‪-‬هلكيون ‪ :Helicon‬بين بؤوتيا وفوكيس‪.‬‬

‫‪-‬جبال بيندوس ‪ :Pindos‬بين تيساليا وابيروس‪.‬‬

‫• االنهار ‪:‬‬

‫معظم أنهار اليونان غير صالحة للمالحة‪ ,‬كما لم تكن ايضا وسيلة لالتصال‪.‬‬

‫• السهوب‪:‬‬

‫المناطق السهبية هي االخرى كانت تتسم بصغر المساحة وعدم الترابط راجع لوعارة الجبال‬
‫التي تفصلها هذا ما أدى الى ظهور العزلة بين مناطق اليونان‪ ,‬وتشكل العزلة السياسية‬
‫‪3‬‬
‫والفكرية ‪.‬‬

‫‪1‬محمود‌درويش‌مصطفى‪‌،‬ابراهيم‌السايح‪‌،‬مقدمة‌في‌تاريخ‌الحضارة‌الرومانية‌واليونانية‪(،)1(‌،‬د‌ط)‌تاريخ‌اليونان‌المكتب‌الجامعي‌الحديث‪‌،‬‬
‫االسكندرية‪‌،‬مصر‪،‬سنة‪1999.1998‬م‪،‬ص‪‌ .12‬‬
‫‪‌2‬لطفي‌عبد‌الوهاب‌يحي‪‌،‬اليونان‌مقدمة‌في‌التاريخ‌الحضري‪‌،‬دار‌المعرفة‌الجامعية‪‌،‬االسكندرية‪‌،‬مصر‪‌،‬سنة‪1991‬م‪،‬ص‌ص‪‌ .35.36‬‬
‫‪‌3‬محمود‌درويش‌مصطفى‪‌‌،‬ابراهيم‌السايح‪‌،‬المرجع‌السابق‌‪،‬ص‪‌ .2‬‬
‫أوضاع بالد اليونان وبروز مقدونيا كقوة عظمى‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫• التربة‪:‬‬

‫كما أن التربة كانت تربة فقيرة قليلة الخصوبة‪ ,‬ولم تكن صالحة لزراعة كآفة المحاصيل‪ ,‬وقد‬
‫كانت نتيجة لذلك ان اليونان عانت فق ار شديدا في بعض المحاصيل الزراعية حيث اتسمت‬
‫اثار ذلك الى نتائج سياسية واجتماعية خطيرة كان أهمها الحرب بين أثيوبيا واسبرطة في‬
‫‪1‬‬
‫القرن الخامس قبل الميالد‪.‬‬

‫• المناخ‪:‬‬

‫أما عن المناخ الذي يسود المنطقة يتميز بمناخ معتدل دافئ وشمس مشرقة‪.‬‬

‫فالمناخ يتميز بالح اررة صيفا والدفء شتاء وبرد قارص في منطقة الجبال وال يتحمله االنسان‬
‫‪2‬‬
‫اذ هبت رياح الشمال‪.‬‬

‫فتتحول هذه الرياح الى عواصف في فصلي الخريف والشتاء‪ ,‬مما يجعل المالحة خالل‬
‫هذين الفصلين نوعا من المغامرة غير مأمونة العواقب ‪ .‬وبالتالي قرب اليونان من القارة‬
‫االفريقية أثر كبي ار في اعتدال مناخها‪ ,‬وكلما كان التوغل داخل شبه جزيرة اليونان –البلد‬
‫‪3‬‬
‫االم‪ -‬والبعد عن الساحل‪ ,‬كلما مان الجو قاريا شبيها بمثيله في أوروبا أو في افريقية‪.‬‬

‫ب‪ -‬الدراسة البشرية‪:‬‬

‫• أصل التسمية‪:‬‬

‫تعرف بالد اليونان في اللغة اليونانية القديمة والمعاصرة باسم هيلالس ‪ ,Hellas‬وأطلق‬
‫‪ Hellenes‬او الهللينيين؛ لكن الرومان أطلقوا عليهم اسم‬ ‫االغريق على أنفسهم لفظ‬
‫‪ Graed‬وهو في الحقيقة اسم قبيلة هللينية نزحت من اقليم بيوتيا ‪ Boeotia‬في شمال بالد‬

‫‪‌1‬محمود‌فهمي‪‌،‬تاريخ‌اليونان‪(،‬د‌ط)مكتبة‌ومطبعة‌الغد‪‌،‬الجيزة‪،‬مصر‪،‬سنة‪1419‬ه‪1999‬م‪،‬ص‪‌ .10‬‬
‫‪‌2‬فوزي‌مكاوي‪‌،‬تاريخ‌العالم‌االغريقي‌وحضارته‌من‌اقدم‌العصور‌حتى‌عام‪322‬ق‪.‬م‪‌،‬ط‪‌،1‬دار‌الرشاد‌الحديثة‪‌،‬الدار‌البيضاء‪‌،‌،‬المغرب‪،‬سنة‌‬
‫‪1400‬ه‌‪1980‬م‪،‬ص‪‌ .17‬‬
‫‪‌3‬محمود‌ابراهيم‌السعدني‪‌،‬تاريخ‌وحضارة‌اليونان‌دراسة‌تاريخية‌اثرية(سلسلة‌قراءات‌في‌التاريخ‌القديم‌‪‌،)1‬ط‪،1‬الدار‌الدولية‌لالستثمارات‪‌،‌،‬‬
‫القاهرة‪‌،‬مصر‪،‬سنة‪،2008‬ص‪‌ .17‬‬
‫أوضاع بالد اليونان وبروز مقدونيا كقوة عظمى‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫اليونان الى جنوب ايطاليا‪ ,‬وسرعان ما أصبح االسم الروماني هو الذي اشتهر به هذا‬
‫‪1‬‬
‫الشعب في اللغات المعاصرة‪.‬‬

‫ان كلمة اغريق تسمية أطلقها الرومان على اليونانيين الذين أسسوا مستعمرة كوماي‪.‬‬

‫أما لفظ " يونان" فهو تحريف للفظ "أيونين" وهم االغريق الذين استوطنوا الساحل الغربي‬
‫‪2‬‬
‫آلسيا الصغرى‪.‬‬

‫وقال ابن سعيد فيما نقله من تواريخ المشرق عن البهيقي وغيره ان يونان هو ابن علجان بن‬
‫يافث‪ ,‬قال ‪ :‬ولذلك يقال لهم العلوج ويشركهم في هذا النسب سائر أهل الشمال من غير‬
‫الترك وإن الشعوب الثالثة من ولد يونان‪ .‬فاالغريقيون من ولد أغريقش بن يونان؛ والروم من‬
‫‪3‬‬
‫ولد رومي بن يونان؛ واللطينيون من ولد لطين بن يونان‪.‬‬

‫• أصل السكان‪:‬‬

‫تبقى أصول اليونان متعددة وغير واضحة‪ ,‬يكتفيها الغموض وكثرة األساطير‪ ,‬فقط اعتمد‬
‫المؤرخون المعاصرون على االساطير لتحديد اصلهم فمن بين االساطير نذكر أسطورة‬
‫"زيوس" كبير االلهة اليونانية الذي دمر العالم بعد انحالل البشر وطلب من أتقي عبادة‬
‫"ديوكاليون" وزوجته "بورا" اللجوء الى قمم الجبال العالية في ذلك وهو تدمير البشر عن‬
‫طريق الطوفان‪ ,‬عدا ديوكاليون وزوجته‪ .‬كان لهذا االخير عدة أبناء أشهرهم هللين ‪Hellien‬‬
‫الذي أصبح له ولدان هما‪ :‬دوروس ‪ Doros‬وايولوس ‪ Aeolos‬اللذان رزقا بإبنين هما يون‬
‫‪ Yon‬و أخايوس ‪ Achaeos‬ومنهم هؤالء االبناء انحدر رجال القبائل اليونانية االربعة‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫الدوريون‪ ,‬االيوليون‪ ,‬االخيون‪.‬‬

‫‪‌1‬سيد‌احمد‌علي‌الناصري‪ ‌،‬االغريق‌تاريخهم‌وحضارتهم‌من‌حضارة‌كريت‌حتى‌قيام‌امبراطورية‌االسكندر‌االكبر‪‌،‬ط‪،2‬دار‌النهضة‌العربية‪‌،‬‬
‫‪،‬القاهرة‪،‬مصر‪،‬سنة‪1976‬م‪،‬ص‪‌ .8‬‬
‫‪‌2‬فاطمة‌الزهرة‌جاوشي‌‪،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‌ص‪‌ .30.31‬‬
‫‪‌3‬عبد‌الرحمان‌بن‌خلدون‪‌،‬تاريخ‌ابن‌خلدون‌المسمى‌ديوان‌المبتدأ‌والخبر‌في‌تاريخ‌العرب‌والبربر‌ومن‌عاصرهم‌من‌ذوي‌الشأن‌االكبر‪،‬ج‪‌،2‬‬
‫دار‌الفكر‌للطباعة‌والنشر‌والتوزيع‪،‬بيروت‪،‬لبنان‪،‬سنة‪1421‬ه‪2000/‬م‪،‬ص‌ص‪‌ .218.219‬‬
‫‪‌4‬فاطمة‌الزهراء‌جاوشي‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‌ص‪‌ .30.31‬‬
‫أوضاع بالد اليونان وبروز مقدونيا كقوة عظمى‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫يذكر استرابون* عن وجود مجموعتين مختلفتين تميزها اللغة االيونية التي استعملوها‪ ,‬فيقال‬
‫أنهم سيطروا على آسيا وادخلوا لغتهم وانهم انتسبوا الى رهللين‪ ,‬ولهذا اطلق عليهم اسم‬
‫‪1‬‬
‫الهيلينيين وعلى بالدهم اسم الهيالس او الميالد‪.‬‬

‫ويذكر هيردوت** ان اصل سكان االغريق يعود الى مجموعات بشرية وفدت من اسيا‬
‫الصغرى (االناضول) واندمجت مع الكريتيين وااليجيين مشكلة سكان االغريق‪ ,‬وحدود ‪200‬‬
‫ق‪.‬م هاجر مجموعات هندواوربية من نهر الدانوب واستولت على بالد االغريق أولهم‬
‫االخيون ظهروا في حدود ‪ 1600‬ق‪.‬م‪ ,‬الموكينيون وااليونيون والتساليون‪ ,‬مارست الرعي‬
‫وصناعة البرونز تمكنت بسهولة من االندماج بالسكان االوائل‪.‬‬

‫واما الدوريين فقد وصلوا لبالد االغريق في حدود ‪ 1400‬ق‪.‬م مارست النهب والسطو‬
‫‪2‬‬
‫واالستغالل‪.‬‬

‫وهناك من يذكر ان أصل الشعب الساكن في هذه البالد الضيقة النطاق من الجنس األري‬
‫‪3‬‬
‫انسباء الهنود والفرس جاءوا مثلهم من جبال آسيا‪.‬‬

‫‪‌1‬سيد‌احمد‌علي‌الناصري‪‌،‬المرجع‌السابق‪،‬ص‪‌ .12‬‬
‫‪‌2‬سيد‌احمد‌علي‌الناصري‪‌،‬المرجع‌نفسه‪‌،‬ص‌ص‪‌ .21.22‬‬
‫*استرابون‪‌:‬ابو‌استرابو‪‌،‬ولد‌في‌اساسيا‌على‌سواحل‌بحر‌مرمرة‪‌،‬حوالي‪63‬ق‪.‬م‪،‬كان‌من‌اصول‌اغريقية‪‌،‬واصل‌تعليمه‌في‌روما‌حوالي‌‪44‬ق‪.‬م‪‌،‬‬
‫ينظر‌الى‪‌:‬مهى‌عيساوي‪‌ .‬‬
‫**هيردوت‪‌:‬ولد‌في‌"هاليكارناسوس"‌من‌مدائن‌الركن‌الجنوبي‌الغربي‌من‌اسيا‌الصغرى‪‌،‬يختلف‌الباحثون‌في‌تحديد‌تاريخ‌مولده‪‌،‬فمنهم‌من‌‬
‫يجعله‌حوالي‌عام‪ 489‬ق‪.‬م‪‌،‬ومنهم‌من‌يجعله‌بعد‌ذلك‌بخمسة‌اعوام‪‌،‬ينظر‌الى‌‪:‬هيردوت‌يتحدث‌عن‌مصر‪‌،‬تر‌محمد‌صقر‌خفاجة‪‌،‬دار‌القلم‪‌،‬‬
‫(ب)‪،‬سنة‪1966‬م‪‌ .‬‬
‫‌‬
‫‪‌3‬شارل‌سنيوبوس‪‌،‬المرجع‌السابق‪،‬ص‪‌ .59‬‬
‫‌‬
‫أوضاع بالد اليونان وبروز مقدونيا كقوة عظمى‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫ثانيا‪ :‬أوضاع بالد اليونان‪:‬‬

‫‪ )1‬سياسيا واقتصاديا‪:‬‬
‫• سياسيا‪ :‬ان تضاريس بالد اليونان الوعرة ساهمت الى حد كبير في بروز نظام‬
‫دويالت المدن بحيث اصبحت كل مدينة تعتمد على نفسها سياسيا مما خلق صراع‬
‫وحروب* بين هذه الدول حاال دون تحقيق الوحدة السياسية سواء كانت محوالت‬
‫كان مآلها‬ ‫****‬ ‫ام طبية‬ ‫***‬ ‫طوعية أم محاوالت قسرية قامت بها أثينا** ام اسبرطة‬
‫الفشل ألن اليونان قد ارتبط نظام الحكم في ذهنهم بهذا الشكل من التنظيم السياسي‪,‬‬
‫وكانت لكل مدينة تتمتع بميزات ثالثة وهي ‪ :‬الحرية‪ ,‬حق حكم نفسها بنفسها‪,‬‬
‫‪1‬‬
‫واالعتماد على ذاتها لسد حاجياتها‪.‬‬

‫كان النظام الملكي اسميا عصت االستبداد والحكم الفردي‪ ,‬هذا بسبب الظروف الداخلية التي‬
‫‪2‬‬
‫عرفتها البالد‪.‬‬

‫وقد مر نظام الحكم بعدة مراحل‪:‬‬

‫‪.1‬النظام الملكي‪.‬‬

‫‪.2‬النظام االرستوقراطي (نظام االفضل) ‪.‬‬

‫‪.3‬نظام حكم االقلية(االولجارشي)‪.‬‬

‫‪.4‬نظام حكم الفرد المطلق أو ما يسمى بعهد الطوغات‪.‬‬

‫‪.5‬النظام الديمقراطي‪.‬‬

‫‪‌1‬علي‌عكاشة‌و‌اخرون‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‌ص‪‌ .95.96‬‬
‫‪‌2‬فاطمة‌الزهراء‌جاوشي‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪‌ .36‬‬
‫*من‌بين‌الحروب‌التي‌وقعت‌بين‌اسبرطة‌واثينا‌الحروب‌البيلونيزية‌من‌عام‌‪431.404‬ق‪.‬م‌للمزيد‌ينظر‌في‌لطفي‌عبد‌الوهاب‌يحي‪‌،‬اليونان‌‬
‫مقدمة‌في‌التاريخ‌الحضري‪‌،‬دار‌المعرفة‌الجامعية‪‌،‬االسكندرية‪‌،‬مصر‪‌،‬سنة‪1991‬م‪،‬ص‌ص‪‌ .169.173‬‬
‫**أثينا‪‌:‬احتلت‌شبه‌جزيرة‌"اتيكا"‌شرق‌بالد‌اليونان‌الحالية‪‌،‬سكنها‌االخيون‪‌،‬ينظر‌لبيب‌عبد‌الستاتر‪‌،‬المرجع‌السابق‪،‬ص‪‌ ..21‬‬
‫***اسبرطة‪‌:‬موقعها‌في‌جنوبي‌اليونان‌اي‌في‌منطقة‌البلوبونيز(المورة‌حاليا)‪‌،‬ينظر‌لبيب‌عبد‌الستاتر‪‌،‬المرجع‌السابق‪،‬ص‪‌ .135‬‬
‫****طيبة‪‌: Thebes‬تقع‌على‌الحافة‌الجنوبية‌للسهل‌الشرقي‌القليم‌بيوتيا‌الجبلي‌الوعر‌ذكرت‌االساطير‌ان‌مؤسسها‌هو‌قدموس‌ابن‌ملك‌صور‌‬
‫الذي‌حط‌رحلته‌في‌بيوتيا‌وجلب‌حروف‌الكتابة‌من‌فينيقيا‪‌.‬ينظر‌لبيب‌عبد‌الستاتر‪‌،‬المرجع‌السابق‪،‬ص‪‌ .420‬‬
‫أوضاع بالد اليونان وبروز مقدونيا كقوة عظمى‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫• اقتصاديا‪:‬‬
‫❖ الزراعة‪:‬‬

‫عرفت بالد اليونان نظام ضيق خاصة في العصر الكالسيكي‪ ,‬مما دفع بالسكان الى‬
‫االستيطان خارج البالد كصقلية وغيرها وبالتالي انحصرت الزراعة في المناطق السهولية‬
‫القليلة االتساع التي تحيطها الجبال مثل سهول اسبرطة وسهل اركاديا وغيرها‪ .‬فكان القمح‬
‫والشعير والكروم والزيتون المنتوج الزراعي المعتمد عند اليونانيين وبالتالي انحصر حيز‬
‫‪1‬‬
‫الزراعة واضطرت البالد الى استيراد المواد الزراعية لسد النقص‪.‬‬

‫❖ الصناعة‪:‬‬

‫كانت ارض اليونان تنتج بعض مقومات الصناعة فقد كانت غنية بالرخام للبناء‪ ,‬والطمي‬
‫لصناعة االواني الخزفية والنحاس والفضة لصناعات المعدنية‪ ,‬فاشتهرت اثينا بالصناعة‬
‫الفخارية‪ ,‬وعرفت كورنثة وخالكيس بالمشغوالت المعدنية وميلتيوس بالمالبس الصوفية‪.‬‬

‫ولتطور المجال الصناعي كان البد من الحصول على المواد الخام‪ ,‬لذا وجه االغريق‬
‫‪2‬‬
‫انظارهم نحو التجارة البحرية في عملية االستيراد‪.‬‬

‫❖ التجارة‪:‬‬

‫كانت اول واهم المشاكل التي واجهت التجارة في اليونان فقد كانت الطرق البرية وعرة بهذا‬
‫اصبح النقل البحري أقل تكلفة من النقل البري وكل مدينة كانت تتميز بنظامها الخاص في‬
‫‪3‬‬
‫الموازين والمقاييس والعملة‪.‬‬

‫‪‌1‬سيد‌احمد‌علي‌الناصري‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‌ص‌‪‌ ‌‌.94-91‬‬
‫‪‌2‬حسن‌الشيخ‪‌،‬المرجع‌السابق‪،‬ص‪‌ .12‬‬
‫‪‌3‬حسن‌الشيخ‪‌،‬المرجع‌نفسه‪‌،‬ص‪‌ .13‬‬
‫أوضاع بالد اليونان وبروز مقدونيا كقوة عظمى‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫‪ )2‬االجتماعي والديني‪:‬‬
‫• االجتماعي‪:‬‬

‫يعد الوضع االجتماعي في بالد اليونان نتاج الوضعين السياسي والديني لذا خلف الوضع‬
‫السياسي القائم في الدويالت تكريس طبقة المجتمع وبالتالي وجود الطبقات المتمثلة في الملك‬
‫والنبالء وطبقة المواطنون وطبقة العبيد هذا فضال عن دور الكهنة في وجود بعض العادات‬
‫‪1‬‬
‫والتقاليد التي اتبعت في شتى الدويالت المجتمع اليوناني‪.‬‬

‫• دينيا‪:‬‬

‫تميز اليونانيون بتدينهم كالمصريين‪ ,‬فقد كان لكل عائلة يونانية إلهها الخاص توقد له نار‬
‫في البيت ال تنطف‪ ,‬ينطبق نفس الشيء على القبيلة والمدينة تميزت الديانة بتعقيدها وقد‬
‫عبد االغريق عدد كبير من االلهة ومن اهم االلهة االغريقية نذكر‪ :‬االله زيوس ‪ zeus‬واالله‬
‫زفس إله العواصف وهي ار زوجته وشقيقته‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫كما اهتم اليونانيون ببناء المعابد ومن أهم المعابد معبد زيوس في أولمبيا‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المملكة المقدونية تحت زعامة الملك فيليب الثاني(‪ 336-359‬ق‪.‬م)‪:‬‬

‫‪ .1‬التعريف بمقدونيا ‪:‬‬

‫كانت مقدونيا بلدا جماليا واسعا‪ ,‬تقع في شمال غرب جزيرة البلقان‪ 3‬يحدها من الجنوب‬
‫الغربي ايبيريا‪ ,‬ترساليا وشبه جزيرة شالسديك‪ ,‬ومن الشرق تجاورها بالد ‪ ,‬ويربط بينها وبين‬
‫تساليا ممر جبلي شهير اسمه ممر "تمبى" ‪ Tempe‬كانت عاصمة مقدونيا القديمة مدينة‬
‫"أيجاي"‪ Aegae‬وهي العاصمة المقدونية األصلية‪ ,‬فيما بعد نقلت العاصمة من قلعة ايجاي‬
‫الى أديسا ‪ Edessa‬ينظر خريطة رقم (‪.)02‬‬

‫‪‌1‬حسن‌الشيخ‪،‬ا‌لمرجع‌السابق‪،‬ص‪‌ .13‬‬
‫‪‌2‬محمد‌ناجي‌شاكرة‌ابو‌غنيم‪‌،‬دراسة‌تحليلية‌لالوضاع‌السياسية‌والدينية‌واالجتماعية‌لبالد‌االغريق‪‌،‬وأثرها‌في‌انطالق‌االلعاب‌االولمبية‌‬
‫القديمة‪،‬ص‪‌ .178‬‬
‫‪‌3‬ول‌ديورانت‪‌،‬قصة‌الحضارة(حياة‌اليونان)‪،‬ج‪،1‬م‪،2‬تر‌محمد‌بدران‪‌،‬دار‌الجيل‌للطباعة‌والنشر‪‌،‬بيروت‪‌(،‬ب‌‪.‬س)‪‌،‬ص‌‪‌ .407‬‬
‫أوضاع بالد اليونان وبروز مقدونيا كقوة عظمى‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫كانت ايجاي عاصمة ألكبر اقاليم مقدونيا وأعناها‪ ,‬وقد عرف عن مقدونيا بشهرتها بتربية‬
‫الخيول وبصناعة النبيذ‪ ,‬وكذلك تملك مناجم غنية بالذهب والفضة فمقدونيا بخيراتها‬
‫وأراضيها واقتصادها القوي مؤهلة لكي تلعب دو ار سياسيا وعسكريا ناجحا في تاريخ شبه‬
‫القارة اليونانية‪ .‬استمر المجتمع القبلي فيها الى القرن ‪ 06‬ق‪.‬م ‪ ,1‬حافظ النظام السياسي‬
‫طويال على السمات الديمقراطية الحربية‪ ,‬وان الملوك المقدونيون يحكمون حسب مبدأ‬
‫االستبداد مع ان سلطتهم كانت محدودة وغير مستقرة يصطلح المجلس الوراثي (أسرة الملك)‬
‫بالدور الرئيس‪ ,‬المجلس الذي يضم ممثلي الطبقة االورستقراطية العسكرية والمقاربة وكان ثم‬
‫‪2‬‬
‫ايضا جمعية وطنية شعبية من النموذج القديم الذي يجمع كل محاربيه‪.‬‬

‫‪ .2‬مقدونيا بزعامة فيليب الثاني(‪ 336-359‬ق‪.‬م)‪:‬‬

‫بعد وفاة ارخيالس ملك مقدونيا في عام ‪ 399‬ق‪.‬م سيط الضعف هذه المملكة مما شجع‬
‫ملك طيبة من مهاجمة مقدونيا عام ‪ 367‬ق‪.‬م وأخذ معه االمير فيليب ‪ Philip‬وقد أتاح‬
‫البقاء في طيبة لهذا االمير الفرصة ان تعلم من مدرسة طيبة العسكرية التي كانت افضل‬
‫‪3‬‬
‫المدارس في اليونان‪ ,‬وبعد ان شب فيليب عاد الى مقدونيا‪.‬‬

‫تزعم الملك فيليب الثاني مقدونيا سنة ‪ 359‬ق‪.‬م وهو في ‪ 23‬من العمل فعمل على تقوية‬
‫بالده في جميع المجاالت بعد سلسلة االضطرابات التي عاشتها المملكة المقدونية وقد‬
‫استطاع فيليب في عهده ان يحولها من دولة ضعيفة مفككة يسيطر عليها االستقراطيون الى‬
‫دولة قوية أخذت ترنو بأبصارها صوب بالد اليونان‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وبدأ باالستيالء على المدن اليونانية واحدة تلوى االخرى‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫حيث كان يحاصر المدينة ويهادن المدن االخرى ويسالمها‪ ,‬ثم ينتقل الى غيرها وهكذا‪.‬‬

‫‪‌1‬سيد‌احمد‌علي‌الناصري‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‌ص‪‌ .446.447‬‬
‫‪‌2‬ف‪.‬دياكوف‪،‬س‪.‬كوفاليف‪‌،‬الحضارات‌القديمة‌‪،‬ج‪‌،2‬تر‌نسيم‌واكيم‌اليازجي‪،‬منشورات‌دار‌عالء‌الدين‪،‬دمشق‪،‬سنة‪2000‬م‪.‬ص‪‌ .389‬‬
‫‪‌3‬ابو‌اليس‌فرح‪‌،‬الشرق‌االدنى‌في‌العصر‌بين‌الهللينشي‌والروماني‪‌،‬ط‪‌،1‬دار‌اوتابرينت‌للطباعة‪(،،‌،‬ب‌د)‪،‬سنة‪2002‬م‪،‬ص‪‌ .25‬‬
‫‪‌4‬فاطمة‌الزهراء‌جاوشي‪‌،‬المرجع‌السابق‪،‬ص‪‌ .68‬‬
‫أوضاع بالد اليونان وبروز مقدونيا كقوة عظمى‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫ففي سنة ‪ 338‬ق‪.‬م تمكن من اخضاع القبائل " الياسانوسيين" واجبارهم على اعادة االموال‬
‫المنهوبة‪ ,‬كما وجه أنظاره نحو االليرين وهزمهم هزيمة ساحقة‪ ,‬فتمكن بذلك من استعادة كل‬
‫ما خسره أخوة الملك "برديكاس"‪ .‬واستطاع هزيمة الجيوش االثينية شمال بويوثية عام ‪338‬‬
‫‪2‬‬
‫ق‪.‬م‪.‬‬

‫وباالضافة الى ذلك فان موقع مقدونيا على الحدو الشمالية لبالد اليونان كان من العوامل‬
‫التي أوحت للملك فيليب بسهولة غزو البالد من ناحية الجغرافية مستغال االنقسام الشديد في‬
‫صفوف المجتمع اليوناني وافتقاده الكامل للوحدة السياسية حيث بدأ في تطبيق سياسته بحيث‬
‫قام بمهاجمة احدى المدن ويهادن في نفس الوقت المدن االخرى‪ ,‬وكلما أسقط مدينة اتجه‬
‫الى اخرى ولم تنتبه المدن اليونانية الى خطته اال بعد فوات األوان‪ ,‬فحين اتحدت اثينا وطيبة‬
‫لمواجهته كان خطرة قد استفحل بحيث لم يكن من الممكن التصدي له وتمكن من هزيمة‬
‫‪3‬‬
‫جيوشها في موقعه " خايرونيا" سنة ‪ 338‬ق‪.‬م‪ ,‬وأتم بذلك سيطرته على كل المدن اليونانية‪.‬‬

‫فقد سلك فيليب لتحقيق هذا الهدف مسالك شتى منها التقرب الى كهنة أبولو في دلفي وقد‬
‫ساعده هذا االسلوب على احتالل مقعد فوكيس في الحلف االمفكتيوني‪ ,‬ولجأ الة رشوة‬
‫رجاالت السياسة والحروب في المدن االغريقية كلما وجد الى ذلك سبيال‪ ,‬واستطاع ان يحقق‬
‫انتصارات حيث استولى على امفيبولس عام ‪ 357‬ق‪.‬م وبدناو بوتيدايا ‪ 356‬ق‪.‬م وميثوني‬
‫‪ Methone‬عام ‪355‬ق‪.‬م وأتم سيطرته على الساحل االوروبي لبحر ايجة باستيالئه على‬
‫‪4‬‬
‫اولينثوس ثم استولى على فوكيس وأصبح زعيما للحلف االمفتيوني في دلفي‪.‬‬

‫وقد حاول فيليب ان يجعل سيطرته على المدن اليونانية سيطرة غير مباشرة وغير مرئية الى‬
‫حد كبير فقد جمع المدن على هيئة حلف أسس في السنة نفسها أسمه الحلف الهليني‬
‫(اليوناني) وجعل مركزه في كورنثة حيث اصبح لهذا الحلف مجلس يضم مندوبين على كل‬

‫‪‌1‬سارس‌سينيويوس‪‌،‬تاريخ‌حضارات‌العالم‌الحضارات‌الفرعونية‌االشورين‪-‬البايليون‪-‬الفنيقيون‪-‬الفرس‪-‬اليونان‪-‬الرومان‪،‌،‬تر‌محمد‌كرد‌علي‪‌،‬‬
‫ط‪،1‬دار‌طيبة‌للطباعة‪‌،‬الجيزة‪،‬مصر‪،‬سنة‪،2012‬ص‪‌ .120‬‬
‫‪‌2‬علي‌عكاشة‌واخرون‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‌ص‪‌ .93-92‬‬
‫‪‌3‬محمود‌درويش‌مصطفى‪‌،‬ابراهيم‌السايح‪‌،‬المرجع‌السابق‪،‬ص‪‌ .39‬‬
‫‪‌4‬فوزي‌مكاوي‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‌ص‪.216.217‬‬
‫أوضاع بالد اليونان وبروز مقدونيا كقوة عظمى‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫المدن اليونانية االوربية وكانت المهمة الرئيسية لهذا المجلس هو العمل على تزويد الملك‬
‫المقدوني بما يحتاجه من قوات يونانية مقاتلة في اي مشروعات عسكرية ولكن رغم هذا‬
‫الحلف فإن عام‪ 338‬ق‪.‬م كان نهاية نظام المدينة وحقيقة ان فيليب لم يقضي على نظام‬
‫دولة المدينة فقد أبقى المدن اليونانية كما هي بمجالسها التشريعية لكن هذه المجالس لم تعد‬
‫‪1‬‬
‫قادرة على مناقشة كل شيء‪ ,‬حيث كانت الزعامة االجبارية لمقدونية وللملك المقدوني‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫واستطاع فيليب ملك مقدونيا جمع المدن اليونانية تحت زعامته‪.‬‬

‫‪‌1‬لطفي‌عبدالوهاب‌يحي‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‌ص‪‌ .184.185‬‬
‫‪‌2‬مصطفى‌العابدي‪‌،‬مصر‌من‌االسكندر‌االكبر‌الى‌الفتح‌العربي‪‌،‬د‪.‬ط‌‪‌،‬دار‌اللواء‌للطباعة‪،‌،‬سنة‪،1999‬ص‪‌ .18‬‬
‫االسكندر المقدوني من الطفولة إلى السلطة‬ ‫الفصل األول‬
‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫الفصل األول ‪:‬‬ ‫‌‬

‫‌‬

‫اإلسكندر المقدوني من الطفولة الى‬ ‫‌‬

‫‌‬

‫السلطة‪.‬‬ ‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫أوال‪ :‬والدة اإلسكندر المقدوني ونشأته ‪.‬‬


‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬
‫ثانيا‪ :‬صفاته وتعليمه‪.‬‬ ‫‌‬

‫‌‬
‫إلى‬ ‫المقدوني‬ ‫االسكندر‬ ‫وصول‬ ‫ثالثا‪:‬‬ ‫‌‬

‫السلطة‪.‬‬
‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬
‫االسكندر المقدوني من الطفولة إلى السلطة‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬والدة اإلسكندر المقدوني ونشأته ‪:‬‬

‫ولد االسكندر الثالث المقدوني أو ما يسمى باإلسكندر األكبر (‪)Alexander thegreat‬‬


‫أو ما يسمى باالسكندروس‪ ,‬وهذا يعني –حامي االنسانية‪ -‬باإلغريقية وهو اسم مشهور بين‬
‫االمراء اإلغريق في القديم‪ 1.‬ولد يوم ‪ 22‬جوان سنة ‪ 356‬ق‪.‬م ‪.2‬وقيل ولد في ‪ 20‬جويلة‬
‫‪ 356‬ق‪.‬م ‪ .3‬في مدينة بيال عاصمة مقدونيا‪.‬‬

‫من أبوين وهما فيليب الثاني والملكة أولمبياس‪,4‬ينظر الشكلين (‪ )02()01‬ويذكر أن‬
‫أولمبياس* قبل زفافها بيوم واحد رأت في المنام ان صاعقة نزلت في جسدها فأصبح شعلة‬
‫من النار‪ ,‬وفسر حلمها بأن الصاعقة لم يكن إال مظهر لعانية اإلله "زيوس" كبير اآللهة عند‬
‫اليونانيين‪ ,‬بمولودها الذي سوف يكون ثمرة هذا الزواج‪.‬‬

‫وكذلك الملك فيليب الثاني حلم هو اآلخر بعد زفافه من أولمبياس بليلة وحدة بأنه على‬
‫جسم زوجته بخاتم منقوش عليه أسد‪ ,‬وفسر هذا من قبل عراف القصر وأتضح لهم بأنها‬
‫‪5‬‬
‫ستنجب ولد شجاعاً قوياً كبأس األسد‪.‬‬

‫كما يذكر المؤلف "بلوتارك" ‪ ,‬ان االسكندر المقدوني قد انحدر من ساللة هوقل؛‪ 6‬وينتمي‬
‫من ناحية أبيه إلى الساللة األرغية‪ ,‬وهي العشيرة الحاكمة للمقدونيين‪ .‬ينظر مخطط رقم‬
‫‪7‬‬
‫(‪.)01‬‬

‫أخذت تسميته بـ "اإلسكندر" عن أخ الملك "فيليب" وأخ "أولمبياس"‪1‬؛ نشأ اإلسكندر في‬
‫‪2‬‬
‫بيئة مرفهة وفرت له سبل الراحة والطمأنينة‪.‬‬

‫‪‌1‬ابراهيم‌العيد‌بشى‪‌،‬التوسع‌العسكري‌المقدوني‌من‌خالل‌حملة‌االسكندر‌الثالث‌على‌الشرق‪‌،‬مجلة‌الدراسات‌التاريخية‪‌،‌،‬معهد‌التاريخ‪‌،‬جامعة‌‬
‫الجزائر‪‌،‬العدد‌السابع‪‌،‬سنة‌‌‪1993‬م‪‌،‬ص‪‌ .214‬‬
‫‪‌2‬صالح‌االشتر‪‌،‬أعالم‌مبرزون‌من‌الشرق‌والغرب‪-‬االسكندر‌االكبر‪‌،-‬ط‪3‬دار‌الشرق‌العبي‪‌،‌،‬حلب‌سوريا‪‌،‬سنة‌‌‪1423‬ه‪2002‌،‬م‪،‬ص‪‌ .27‬‬
‫‪‌3‬لطفي‌عبد‌الوهاب‪‌،‬المرجع‌السابق‪،‬ص‪‌ .59‬‬
‫‪‌4‬مجدي‌سيد‌عبد‌العزيز‪‌،‬موسوعة‌المشاهير‪،‌،‬دار‌االمين‌للنشر‌والتوزيع‪‌،‬ط‪،1‬القاهرة‪‌،‬مصر‪،1996‌،‬ص‪‌ .27‬‬
‫‪‌5‬احمد‌الريفي‌الشريف‪‌،‬االسكندر‌المقدوني‌(‪356.323‬ق‪.‬م)‪،‬مجلة‌جامعة‌سهاء‌للعلوم‌االنسانيه‪‌،‬العدد‌الثالث‪‌،‬سنة‌‪،2007‬ص‪‌ .57‬‬
‫‪‌ Plytarque, Lesvviesdes des hommes illustres,imad Aymot jacques, Tomeii:Fmance .II³, 195‌6‬‬
‫‪‌7‬كارول‌جي‌توماس‪‌:‬عالم‌االسكندر‌االكبر‪‌،‬خالد‌غريب‌علي‪‌،‬مؤسسة‌هذداوي‪‌،‬سي‌اي‌سي‪(‌،‬د‪.‬ط)‪‌،‬المملكة‌المتحدة‪‌،‬سنة‌‪،2017‬ص‌‬
‫ص‪‌ .27.28‬‬
‫االسكندر المقدوني من الطفولة إلى السلطة‬ ‫الفصل األول‬

‫حيث أرضعت اإلسكندر "هيلالنيكة" وهي امرأة من أسرة نبيلة وقد أحبها "اإلسكندر"‬
‫وجعلها بمنزلة أمه‪ ,‬كما ضلت هي تحبه كما تحب أوالدها‪ ,‬وكان أبوه "فيليب" يلحق طفله‬
‫إلى حضن مرضعته ويداعبه قائالً ‪ " :‬أرى يا صغيري أنك ال تحبني والكن البد لك من أن‬
‫تتعود عشيرتي وتأنس بي‪. ".‬‬

‫وم نذ أن بلغ الثانية من عمره عاهده إلى الضابط الشاب " كيلثوس" باالشراف على الطفل‬
‫–اإلسكندر‪ -‬ومراقبته وهذا الضابط شقيق مرضعته " هيلالنيكة" ‪ ,‬ويعد أول رفيق لإلسكندر‪,‬‬
‫وكان األمير الصغير يعدو وراء رفيقه الضابط‪ ,‬وهو يلعب بعمد سيفه في أرجاء القصر‬
‫‪3‬‬
‫ويكاد ال يفارقه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬صفاته وتعليمه‪:‬‬

‫أ‪ -‬صفاته‪:‬‬

‫تميز االسكندر المقدوني بجمال وقوة البنية‪ ,‬حيث وصفه ابن الوردي قائال‪ " :‬كان االسكندر‬
‫‪4‬‬
‫أشقر الشعر وأزرق العينين ‪." ...‬‬

‫ضف الى تمتعه بذكاء حاد جعله شخصية متميزة عن غيره منذ صغره‪ ,‬ويروي أنه زيارة ملك‬
‫فارس مملكة مقدونيا أثناء غياب أبوه فيليب الثاني‪ ,‬أحسن االسكندر المقدوني الترحيب بهم‬
‫لدرجة أثارت دهشة الفرس‪ ,‬ومما زادهم دهشة هو سؤاله عن طريق بها إلى مقدونيا‪ ,‬وكم‬
‫تبعد عن بالد فارس‪ ,‬وبم تقوم قوة فارس‪ ,‬وكيف يتعامل الملك الفارسي مع شعبه وأعدائه‪,‬‬
‫‪5‬‬
‫بدل السؤال عن غنى ملكهم‪ ,‬والغرائب التي في وطنهم‪.‬‬

‫‪‌1‬صالح‌االشتر‪‌،‬المرجع‌نفسه‌‪،‬ص‪‌ .28.27‬‬
‫‪‌2‬احمد‌الريفي‌الشريف‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪‌ .57‬‬
‫*‌ألمبياس‪‌:‬من‌أصل‌ملكي‌شقيقها‌اسكندر‌(ملوس)‌ملك‌ولية‌ابيريا‌المجاورة‌لمقدونيا‪‌،‬انجبت‌بعد‌االسكندر‌سنة‌‪354‬ق‪.‬م‌ابنة‌سمية‌كليوباترة‌‬
‫‪.‬ينظر‌صالح‌االشتر‪‌،‬المرجع‌نفسه‪،‬ص‪‌ .28‬‬
‫‪‌3‬صالح‌االشتر‪‌،‬المرجع‌السابق‪،‬ص‪‌ .28‬‬
‫‪‌4‬زين‌الدين‌عمراني‌الوردي‪‌،‬المختصر‌في‌اخبار‌البشر‪‌،‬تح‌احمد‌رفعت‌البدراوي‪‌،‬ط‪،1‬دار‌المعرفة‪‌،،‬بيروت‪‌،‬لبنان‪‌،‬ص‪‌ .80‬‬
‫‪‌5‬فاطمة‌الزهراء‌جاوشي‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪‌ .74‬‬

‫‌‬
‫االسكندر المقدوني من الطفولة إلى السلطة‬ ‫الفصل األول‬

‫فكان مغرم بالقتال‪ ,‬يحسن ركوب الصافنات الجياد‪ ,‬حسن البيان‪ ,‬مولع بحب الشهرة‪ ,‬وكان‬
‫‪1‬‬
‫أبوه يقول له‪ " :‬إن مقدونيا ضيقة النطاق فال تمسك‪. " .‬‬

‫اتصف االسكندر بجسم مثالي وكان معتدل في طعامه وشرابه‪ ,‬كان وجهه ناصعاً وسيماً‪,‬‬
‫وكان ذو عينين زرقاوين وشعر غزير أشقر‪ ,‬ينظر شكل رقم(‪,) 03‬كان يجيد أنواع األلعاب‬
‫عداء وسريعاً وفارساً جريئاً ومبار اًز ماه اًر ورامياً دقيقاً ال يهاب شيئاً‪,‬‬
‫ً‬ ‫الرياضية يمتاز بكونه‬
‫ومما ذكر عن فروسيته ترويضه للجواد الجامع الجبار بوسفلس بعد أن عجز فرسان مقدونيا‬
‫من تذليله‪ ,‬األمر الذي أثار فخر أبيه الملك فيليب الثاني‪.2.‬‬

‫كان االسكندر كثير الحركة ال يهدأ وال يسكن فإذا ما خال من حب ال يترك يومه يمر دون‬
‫أن يكون له أثر فيه‪ .‬وكان االسكندر محبا للعلم لدرجة كبيرة‪ .‬ومحبا لتعلم أنواع المعارف‬
‫وقراءة أنواع الكتب المختلفة‪ ,‬إذ كان يسهر في منتصف الليل يتحدث إلى الطالب والعلماء‬
‫بعد أن يقضي يومه في القتال أو التدريب‪ 3.‬وقد أظهر االسكندر منذ صبه شجاعة وثقة‬
‫‪4‬‬
‫كبيرة في النفس‪.‬‬

‫ويذكر أن االسكندر قد اتسم بالتدين وسعة خياله‪ ,‬ويمتلكه الشعور الدائم بأنه يحضى‬
‫بالرعاية السماوية كما اتسمت شخصية االسكندر بالغرور والخشونة‪ ,‬وقد اختلف الباحثون‬
‫حول شخصية االسكندر وخصاله ظنهم من يقول أنه كان خليع متهتكاً يقظي الليالي في‬
‫شرب الخمر‪ ,‬وأنه قاسي ال يرح وال يحجم عن شيء في سبيل تحقيق أغراضه‪ ,‬ومنهم من‬
‫‪5‬‬
‫يصفه باالعتدال في سلوكه وتصرفاته‪.‬‬

‫‪‌1‬شارل‌ستيويوس‪‌،‬المرجع‌السابق‪،‬ص‪‌ .123‬‬
‫‪‌2‬ول‌وايرل‌ديورانت‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‌ص‪‌ .518.519‬‬
‫‪‌3‬قيس‌حاتم‌هاني‌الجنابي‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪‌ .210‬‬
‫‪‌4‬ابو‌اليس‌فرح‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪‌ .26‬‬
‫‪‌5‬احمد‌الريفي‌الشريف‪‌،‬المرجع‌السابق‪،‬ص‪‌ .58‬‬

‫‌‬
‫االسكندر المقدوني من الطفولة إلى السلطة‬ ‫الفصل األول‬

‫ويذكر عن االسكندر كثير الزوجات‪ ,‬إال ان غالبية زيجاته كانت ألسباب سياسية‪ ,‬أي يندرج‬
‫تحت ما يعرف بالزواج السياسي؛ وتميز بعطف ومعاملة حسنة للنساء‪ ,‬وتميز كذلك بحبه‬
‫ألصدقائه وإخالصه لهم‪ ,‬ولم يبخل على جنوده بالعطف عليهم‪ ,‬ويحس بجراحهم‬
‫‪1‬‬
‫واحتياجاتهم‪.‬‬

‫ب‪ -‬آراء حول نسب االسكندر‪:‬‬

‫تمددت اآلراء عن نسب االسكندر ومنه رأي الرحالة والمؤرخ الجليل المسعودي في كتابه‬
‫(مروج الذهب ومعادن الجوهر)‪ ,‬ويقول‪ :‬ونسب قوم االسكندر‪ ,‬أنه االسكندر بن فيليب بن‬
‫مصديم بن همرس بن هردوس بي ميطون ب رومي بن ليطي بن يونان بن يافت بن نوح؛‬
‫ونسبه قوم أنه من ولد العيص بن اسحاق بن ابراهيم‪ ,‬ومنهم من رأى أنه االسكندر بن يوته‬
‫‪2‬‬
‫بن رومي بن األصغرين اليفز بن العيص بن اسحاق بين ابراهيم‪.‬‬

‫ويذكر أن االسكندر المقدوني نسب نفسه إلى اإلله أمون (‪ )Ammon‬في واحة سيوة وهو‬
‫إله طيبة في عهد األسرة الثانية عشر المصرية (‪ 2000‬ق‪.‬م) التي حكمت طيبة وما لبث‬
‫‪3‬‬
‫أن أضفى عليه عهد األسرة الثامنة عشر المصرية في طيبة "أمون رع" أي كبير األلهة‪.‬‬

‫ويظهر أن زيارة االسكندر لمعبد اإلله أمون في واحة سيوة وما دار بينه وبين كاهن هذه‬
‫اإلله هي التي أدت الى ظهور قصة بنوة االسكندر لهذا اإلله نتيجة اتحاد جزئي بين‬
‫‪4‬‬
‫أولمبياس والدة االسكندر وبين اإلله أمون‪.‬‬

‫‪‌1‬قيس‌حاتم‌هاني‌الجنابي‪‌،‬المرجع‌السابق‪،‬ص‪‌ .210‬‬
‫‪‌2‬ابي‌الحسن‌بن‌علي‌المسعودي‪‌،‬مروج‌الذهب‌ومعادن‌الجوهر‪‌،‬كمال‌حسن‌رعي‪،‬ج‪(‌،1‬د‌ط)المكتبة‌العصرية‌للطباعة‌والنشر‪‌،‬صيدا‪‌،‬بيروت‪‌،‬‬
‫‪،1987‬ص‪‌ .218‬‬
‫‪‌3‬اسماعيل‌مضهر‪‌،‬مصرفي‌قيصرية‌االسكندر‪(،‬د‪.‬ط)‪‌،‬مكتبة‌النهضة‌المصرية‪‌،،‬القاهره‪،1937،‬ص‪‌ .76‬‬
‫‪‌4‬لطفي‌عبد‌الوهاب‌يحي‪‌،‬المرجع‌السابق‪،‬ص‪‌ .70‬‬

‫‌‬
‫االسكندر المقدوني من الطفولة إلى السلطة‬ ‫الفصل األول‬

‫وقد اختلف المفسرون المسلمون حول االسكندر المقدوني وتسمية بذي القرنين ومنهم االمام‬
‫محمد الرازي فخر الدين في كتابه ( التفسير الكبير) ويقول‪ :1‬كقوله تعالى " َوَي ْسأَُلوَن َك َعن‬
‫ِذي اْلَقْرَن ْي ِن ُق ْل َسأَ ْتُلو َعَل ْي ُكم ِمْن ُه ِذ ْكًرا" سورة الكهف ‪ ,‬اآلية‪2-83-‬؛ وفيها عدة مسائل منها‪:‬‬
‫األولى أن اليهود أمروا المشركين أن يسألوا رسول هللا (صلى هللا عليه وسلم) عن قصة‬
‫أصحاب الكهف ‪ ,‬وذي القرنين‪ ,‬والروح‪ .‬أما المسألة الثانية تتمثل في اختالف الناس في أن‬
‫ذي القرنين من هو‪ ,‬وذكروا فيه أقواال أنه هو االسكندر بن فيليبوس اليوناني‪ ,‬والدليل على‬
‫أن القرآن دل على أن الرجل المسمى بذي القرنين بلغ مكة إلى أقصى المغرب كقوله‬
‫ِ‬
‫س َو َج َد َها َت ْغُر ُب ِفي َع ْين َح ِمَئة َو َو َج َد ع َ‬
‫ند َها َق ْو ًما ُقْلَنا َيا‬ ‫الش ْم ِ‬ ‫تعالى‪َ ":‬ح َّتى ِإ َذا َبَل َغ م ْغ ِر َب َّ‬
‫َ‬
‫يه ْم ُح ْسًنا" سورة الكهف ‪ ,‬اآلية‪.-86-‬‬ ‫َذا اْلَقْرَن ْي ِن ِإ َّما أَن ُت َع ِذ َب َوإ َّ‬
‫ِما أَن َت َّت ِخ َذ ِف ِ‬
‫‪3‬‬

‫ويذكر االمام الجليل الدمشقي في كتابه (تفسير القرآن العظيم) يفسر لنا ان االسكندر‬
‫المقدوني هو ذي القرنين الوارد في سورة الكهف ويؤكد لنا بأن نفر من اليهود جاءوا يسألون‬
‫النبي (صلى هللا عليه وسلم) عن ذي القرنين فأخبرهم بما جاءوا له في أن هناك شاب من‬
‫الروم وأنه شيد االسكندرية وأنه عال به ملك في السماء وذهب به الى السد؛ ويظهر أن‬
‫الشاب الرومي هو االسكندر ابن فيليبس المقدوني الذي تؤرخ به الروم‪.‬‬

‫وعن وهب بن منبه يرجع أن تسميه بذي القرنين صفحتي رأسه كانتا من النحاس‪ ,‬وقال‬
‫بعض أهل الكتاب ألنه ملك الروم وفارس؛ والبعض اآلخر ألنه في رأسه شبه القرنين؛ وسلك‬
‫‪4‬‬
‫االسكندر طريق حتى وصل إلى أقصى ما سلك فيه من ناحية االرض من ناحية المغرب‪.‬‬

‫وأن االسكندر قصد بالد الشمال وتحديداً بالد ياجوج وماجوج‪ ,‬وهم أقوام من الترك لهم شوكة‬
‫وفيهم شروهم كثيرون ويفسدون فيما يجاورهم من االرض ويخربون ما قدروا عليه من البالد‬
‫‪1‬‬
‫ويقضون‪ ,‬فلما رأى أهل تلك البالد االسكندر شكو إليه شرهم ‪.‬‬

‫‪‌1‬محمد‌الرازي‌فخر‌الدين‌خطيب‌الري‪‌،‬التفسير‌الكبير‪‌،‬تفسير‌فخر‌الدين‌الرازي‪،‬ج‪‌،11‬ط‪،1‬دار‌الفكر‌للطباعه‌والنشر‌والتوزيع‪،‌،‬بيروت‪‌،‬‬
‫‪،1981‬ص‪‌ .164‬‬
‫‪‌2‬سوره‌الكهف‪‌،‬اآلية‌‪‌ .83‬‬
‫‪‌3‬محمد‌الرازي‌فخر‌الدين‌خطيب‌الري‪‌،‬المرجع‌السابق‪،‬ص‪‌ .165‬‬
‫‪‌4‬الحافظ‌عماد‌الدين‌الدمشقي‪‌،‬تفسبر‌القرآن‌الكريم‪‌،‬ج‪(‌،3‬د‌ط)دار‌المعرفه‪‌،‬بيروت‪،1982‌،‬ص‌ص‪‌ .100.101‬‬

‫‌‬
‫االسكندر المقدوني من الطفولة إلى السلطة‬ ‫الفصل األول‬

‫وج م ْف ِس ُدو َن ِفي األَْر ِ‬


‫ض َف َه ْل َن ْج َع ُل َل َك‬ ‫كقوله تعالى‪َ " :‬قاُلوا َيا َذا اْلَقْرَن ْي ِن ِإ َّن َيأ ُ‬
‫ْج َ ُ‬
‫وج َو َمأ ُ‬
‫ْج َ‬
‫‪2‬‬
‫َخْر ًجا َعَلى أَن َت ْج َع َل َب ْيَنَنا َوَب ْيَن ُه ْم َسًّدا" سورة الكهف ‪ ,‬اآلية‪.-94-‬‬

‫ويتضح من خالل آراء المفسرين االسالميين بأن االسكندر المقدوني هو نفسه ذو القرنين‬
‫الوارد ذكره في القرآن الكريم‪ ,‬ينظر إلى الشكل رقم (‪.)04‬‬

‫ت‪ -‬تعليمه‪:‬‬

‫وقد أشرفت أمه على تعليمه وتربيته وتأديبه وتدريسه واختارت خيرة مربين اليونان لتعليم‬
‫االسكندر اللغة االغريقية والبالغة والمنطق ‪ ,‬ومنهم "اليونيداس الهارم" وهو ملك إسبرطي‪ ,‬و‬
‫‪3‬‬
‫"القماحوس" الذي علمه االلياذة وحثه على أن يكون شجع ًا‪.‬‬

‫وأيضا أحد أقرباء أولمبياس وأيضا اغريقي يسمى "ليسيماخوس قوتين" ‪ 4,‬وانت مربيته النكي‬
‫)‪ (Laniké‬أخت ميالس( ‪ ) Mélas‬وكان ليونيديس )‪ (Leonides‬هو القائم على طعامه‪,‬‬
‫ومعلمه بولينكيس )‪ (Polyneikés‬وهو مدرسه في الموسيقى من جزيرة ليمنوس‬
‫)‪ (Lémons‬ومعلمه في الهندسة هو مينيكليس )‪ (ménékles‬من البيلوبونير‪ ,‬ومعلمه في‬
‫الخطابة )‪ (Rhetorike‬كان أناكسيمينيس )‪ 5,(Anaximenes‬وعندما استهل االسكندر‬
‫العقد الثاني من عمره استعين بالفيلسوف االغريقي أريسطو لتعزيز نضجه الفكري ومعه‬
‫‪6‬‬
‫أصدقائه‪.‬‬

‫اعتنى بي وأنا طفل استاذان جيدان هما" ليونيداس البيري" الذي كان له قرابة مع أمي‬
‫أولمبياس و"لوسيماخوس" وليد إقليم اكازنيا‪ ,‬واذكر أيضا حاضنتي "النيتي" التي كانت‬

‫‪‌1‬عز‌الدين‌ابي‌الحسن‌بن‌األثير‪‌،‬الكامل‌في‌التاريخ‪،‬ج‪‌،1‬ط‪‌،‌6‬دار‌صادر‌للطباعه‌والنشر‪،،‬بيروت‪،1995‌،‬ص‪‌ .287‬‬
‫‪‌2‬سوره‌الكهف‪‌،‬اآلية‌‪‌ .94‬‬
‫‪‌3‬قيس‌حاتم‌هاني‌الجنابي‪‌،‬االسكندر‌المقدوني‌ومشروعه‌العالمي‌في‌بابل‪‌‌،‬ج‪‌،5‬مجلة‌مركز‌بابل‌للدراسات‌اإلنسانية‪‌،‬كلية‌التربية‌االساسية‪‌،‬‬
‫جامعة‌بابل‪،‬العدد‪‌،‌،1‬ص‪‌ .210‬‬
‫‪‌4‬كارل‌جي‌توماس‪‌،‬المرجع‌السابق‪،‬ص‪‌ .22‬‬
‫‪‌5‬كالليسثينيس‌المزيف‪‌،‬حياة‌االسكندر‪‌،‬محمود‌ابراهيم‌السعدني‪‌،‬ط‪‌،1‬المركز‌القومي‌للترجمة‪‌،‌،‬سنة‌‪‌،2015‬ص‪‌ .40‬‬
‫‪‌6‬كارل‌جي‌توماس‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪‌ .22‬‬

‫‌‬
‫االسكندر المقدوني من الطفولة إلى السلطة‬ ‫الفصل األول‬

‫ترعاني في ذلك العهد‪ ,‬ماذا أقول عن ارسطو طاليس فقد كان يرفض الحدود التي ترفضها‬
‫‪1‬‬
‫طبيعة االنسان حين علمني الشجاعة واالعتماد على النفس‪.‬‬

‫فكان فيليب الثاني يبدي المزيد من االهتمام بتربية ابنه وتنشئته‪ ,‬وقد اختار له أقدر المعلمين‬
‫وأكبر فالسفة العصر‪ ,‬فدعا أرسطو لتعليم ابنه‪ ,‬وقد جاءته رسالة‪ ":‬أنا سعيد أن يكون‬
‫‪2‬‬
‫االسكندر مولوداً في عصرك كي يتمكن من أن يكون تلميذك"‪.‬‬

‫وهكذا أتاح إلسكندر أن يعلمه زبدة العلوم التي عرفت في عصره‪ :‬الطب ‪ ,‬السياسة‪,‬‬
‫الحقوق‪ ,‬وأن يزوده بعلوم العقل والحكمة؛ وقد أنشأ أرسطو مدرسة ملكية كان فيها شبان أنبل‬
‫األسر في المملكة يتلقون دروسهم عليه‪ ,‬قضى فيها االسكندر ثالثة سنوات (‪343-340‬‬
‫‪3‬‬
‫ق‪.‬م)‪.‬‬

‫وقد تمكن االسكندر بذكائه المتفوق من تحصين كل ما ينبغي أن يعرفه من الهندسة‬


‫والجغرافيا واالخالق والطبيعات والتاريخ والفلسفة‪ 4,‬بحيث ال يستطيع أحد من رعاياه التفوق‬
‫عليه في هذه المعارف التي اكتسبها‪.‬‬

‫وفي عام ‪ 340‬ق‪.‬م أصبح االسكندر في السادسة عشر من عمره‪ ,‬وقد أتم الفتى تكوينه‬
‫الجسماني والعقالني حتى قيل عنه‪ ":‬أنه كان يتمتع وهو في السادسة عشر من عمره‬
‫بصالبة اسبرطي وثقافة أثيني‪ ,‬وعلم كاهن مصري‪ ,‬وطموح فتى بربري‪ ,‬فكان يحرز بذلك‬
‫كله اعجاب الجميع"‪.‬‬

‫وقد أحس أبيه بالحاجة الى استدعائه ليمارس الحياة العسكرية ويخوض الحروب‪ ,‬فأرسل‬
‫يستدعيه ليلحق به أمام أسوار مدينة" بيرنثيا" على حجر مرمرة وأسرع االسكندر يلبي دعوة‬
‫‪1‬‬
‫أبيه مستقبل بذلك مرحلة جديدة من حياته‪.‬‬

‫‪‌1‬نسطور‌ماتساس‪‌،‬مذكرات‌االسكندر‌الكبير‌(عن‌مخطط‌بابل)‪‌،‬الطاهر‌ڨيڨة‪‌،‬مطبعة‌الشركة‌التونسية‌للتوزيع‌باب‌سعدون‪‌،‬تونس‪،‬ط‪‌،1‬سنة‌‬
‫‪،1989‬ص‌ص‪‌ .28.29‬‬
‫‪‌2‬صالح‌االشتر‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‌ص‌‪‌ .40.41‬‬
‫‪‌3‬صالح‌االشتر‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‌ص‌‪‌ .40.41‬‬
‫‪‌4‬قيس‌حاتم‌هاني‌الجنابي‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪‌ .210‬‬

‫‌‬
‫االسكندر المقدوني من الطفولة إلى السلطة‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا‪ :‬وصول االسكندر المقدوني الى السلطة‪:‬‬

‫لم يكن االسكندر قد جاوز العشرين ربيعاً عندما لقي أبوه فيليب مصرعه في خريف ‪336‬‬
‫ق‪.‬م في يوم زفاف ابنته كليوباترة –أخت االسكندر‪ -‬من خالها إسكندروس ملك إبيراء‪.‬‬

‫حيث وجد نفسه ملكا على مقدونيا‪ 2‬ولكنه لم يتهيب المخاطر وتولى ذلك العرش العظيم‬
‫بمسؤوليات جسام في هذا السن المبكر‪ ,‬ذلك ألنه كان يعتقد أنه خرافي االرادة مؤله النسب‬
‫بطل ال يقهر مثل إخليس وكان يعتقد في قرار نفسه أنه جاء ليكمل رسالة مقدسة وهي‬
‫تحرير أسيا الصغرى وسوريا‪ ,‬وقبل كل شيء مصر؛ مقر أبيه أمون من جبروت ملك الفرس‬
‫وطغيانه؛‪ 3‬ومن الصعوبات التي اعترضته في البداية هي ظهور بعض المطالبين بالعرش‬
‫المقدوني‪ ,‬حيث بايعه الجيش بقيادة انتيباتر )‪ (Antipater‬صديق فيليب أما الجيش اآلخر‬
‫فكان بقيادة أت للوس خال عروس فيليب الجديدة الذي أظهر معارضة وأعلن مبايعته‬
‫ألمونتاس الثالث بن برديكاس شقيق فيليب مما أثار غضب االسكندر الذي أرسل مبعوثه‬
‫‪4‬‬
‫للقبض على أثالولوس وتنفيذ االعدام عليه وعلى أسرته كما تمكن من اعدام أمونتاس‪.‬‬

‫واجه االسكندر االضطرابات الداخلية وخاصة الدويالت التي تطالب باستقاللها عن مملكة‬
‫مقدونيا وراحت تنبذ كل المعاهدات التي كانت قد أبرمتها مع الملك فيليب لتبدأ بوادر‬
‫التمردات في كل الواليات االغريقية المتمردة‪ ,‬فأول مسيرته كانت تساليا حيث زار مدينة‬
‫‪5‬‬
‫فتيوتس مسقط رأس أخي أخيليوس‪.‬‬

‫وقد اشتغل االسكندر في بداية حكمه بإخماد القالقل واالضطرابات‪ ,‬التي ثارت في أنحاء‬
‫‪6‬‬
‫اليونان‪.‬‬

‫‪‌1‬صالح‌االشتر‌‪،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‌ص‪‌ .42.43‬‬
‫‪‌2‬سيد‌احمد‌علي‌الناصري‌‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪‌ .507‬‬
‫‪‌3‬صالح‌االشتر‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪‌ .45‬‬
‫‪‌4‬سيد‌احمد‌علي‌الناصري‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪‌ .395‬‬
‫‪‌5‬فاطمة‌الزهراء‌جاوشي‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‌ص‪‌ .76.77‬‬
‫‪‌6‬فوكس‌وبيرن‪‌،‬االسكندر‌االكبر‪‌،‬رؤوف‌سالمة‌موسى‪(‌،‬د‪.‬ط)‪،‬مؤسسة‌المعارف‌للطباعه‌والنشر‪‌،‬بيروت‪(‌،‌،‬د‪.‬ت)‪،‬ص‪‌ .23‬‬

‫‌‬
‫االسكندر المقدوني من الطفولة إلى السلطة‬ ‫الفصل األول‬

‫وانصرف همه الى الجيش يحسن تدريبه ويقوي من عدته ويزيد في عدده‪ ,‬كما عرف كيف‬
‫‪1‬‬
‫يقوي سالح الفرسان‪.‬‬

‫وعندما خلف االسكندر والده فيليب وجد أن الدولة تغيرت تغي ار جذريا عما كانت عليها من‬
‫قبل‪ ,‬كما ارتقى مستوى الشعب الثقافي ‪.‬‬

‫وفي الخطبة التي وضعها أريان على لسان االسكندر وصف فيها التغيرات التي أدخلها‬
‫فيليب على الشعب المقدوني‪ ,‬وهذه العبارات‪ ":‬لقد وجدكم فيليب متشردين وفقراء يرتدي‬
‫أغلبكم مالبس من جلود االغنام تقومون برعي أعداد ضئيلة من االغنام في الجبال‪,‬‬
‫وتنخرطون في حروب هزيلة للدفاع عن ذلك ضد االليريين والتريباليين والطرقيين على‬
‫حدودهم‪ ,‬ولقد أعدكم لمعركة البرابرة الذين بجواركم وأصبحت لديكم ثقة أكبر في شجاعتكم‬
‫بدال من الحصون القوية‪ ,‬وحولكم الى سكان مدن وقام بتحضيركم بمنحكم القوانين والعادات‬
‫الجيدة‪ , ".‬وعندما تولى االسكندر عرش مقدونيا وجد أن الحروب الفارسية* قد بدأ نصفها‬
‫لذلك حصلت على تدعيمه الكامل‪ ,‬ألنه كان بأمل في تحقيق مجد شخصي وأمضى‬
‫االسكندر أول عامين ‪ 335-336‬في تأمين حدود الشمالية في ترقيا ‪ Thrace‬وإليريا‬
‫‪2‬‬
‫‪ illyria‬وفي القضاء على الثورة في بالد االغريق ‪.‬‬

‫وقد أنجزها هذا العمل وأكثر من ذلك بكثير على الرغم من قوة الثروة والقوة العسكرية‬
‫‪3‬‬
‫لخصومه وقد فعل ذلك وهو في مقبل العمر‪.‬‬

‫‪‌1‬متوديوس‌زهيراتي‪‌،‬االسكندر‌الكبير‌وفتوحاته‌وزيادة‌الفكر‌اليوناني‌في‌الشرق‪‌،‬نديم‌مرعشلي‪(،‬دط)‪‌،‬دار‌طالس‌للدراسات‌والترجمه‌والنشر‪‌،‬‬
‫دمشق‪،،‬سنة‌‪،1999‬ص‪‌ .9‬‬
‫‪‌2‬فرانك‌ولبانك‪‌،‬العالم‌الهيللينستي‌حملة‌االسكندر‌على‌الشرق‌ونشأة‌الممالك‌الهيللينستية‌لمملكة‌مقدونيا‪‌-‬مملكة‌البطالمة‌في‌مصر‪‌-‬المملكة‌‬
‫السلوقية‌في‌سوريا‪‌،‬آمال‌محمد‌الروبي‪‌،‬ط‪‌،1‬المركز‌القومي‌للترجمة‪‌،‬القاهره‪‌،‌،‬سنة‌‪‌،2009‬ص‌ص‪‌ .40.41‬‬
‫‪‌ .Empire of Alexander the Great, Debra skeleton pamela dell, Johnw.I.lee, Historical consultant 2009,7‌3‬‬

‫‌‬
‫االسكندر المقدوني من الطفولة إلى السلطة‬ ‫الفصل األول‬
‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬ ‫‌‬

‫‌‬

‫تنظيم الغزوات وسيرها نحو الشرق‬ ‫‌‬

‫‌‬

‫أوال‪ :‬دوافع الغزوات وتنظيمها‬ ‫‌‬

‫‌‬
‫ثانيا‪ :‬حصار صور وغزو غزة ‪ 332‬ق‪.‬م‬ ‫‌‬

‫‌‬
‫ثالثا‪ :‬غزو مصر وتأسيس مدينة اإلسكندرية ‪ 332‬ق‪.‬م‬
‫‌‬

‫رابعا‪ :‬معركة جاوجاميال ‪ 331‬ق‪.‬م ونتائجها‬ ‫‌‬

‫‌‬

‫أ‪ -‬معركة جاوجاميال ‪331‬ق‪.‬م‬ ‫‌‬

‫‌‬

‫ب‪ -‬نتائج المعركة‬ ‫‌‬

‫‌‬
‫‪-1‬عسكريا‬ ‫‌‬

‫‌‬
‫‪ -2‬سياسيا‬
‫‌‬

‫* غزو بابل‬
‫‌‬

‫‌‬

‫*غزو سوسة وبرسيس‬ ‫‌‬

‫‌‬

‫*اإلسكندر المقدوني بطل آسيا‬ ‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬
‫تنظيم الغزوات وسيرها نحو الشرق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال‪ :‬دوافع الغزوات وتنظيمها‬

‫أ‪ -‬دوافع الغزوات‪:‬‬

‫إن من أهم األسباب التي دفعت باإلسكندر إلى غزو الشرق‪ ,‬وهو وضع ّ‬
‫حد للسيطرة‬
‫الفارسية ومواصلة ما بدأه والده فيلب ‪ ,‬بإعتبار الصراع اإلغريقي لفارسي قديم كما أن‬
‫ا إلسكندر وفيليب رأى في هذه الحرب هدفها األساسي في توحيد المدن اإلغريقية تحت لواء‬
‫‪1‬‬
‫مقدونيا‬

‫عزم اإلسكندر على تحقيق دعوة " اسيوقراط ‪ "asicrate‬الذي كان من أشهر فالسفة‬
‫اإلغريق وخطبائهم في القرن الرابع قبل الميالد‪ ,‬منذ أن حكم والده فيليب‪ .‬حيث حاول هذا‬
‫الفيلسوف تحقيق هذه الدعوة منذ حوالي نصف قرن تقريبا ‪ ,‬ولكن انهماك المدن اإلغريقية‬
‫بالخالفات الداخلية حال دون ذلك وأكد أن أفضل وسيلة إلنهاء هذه الصراعات هو توحيد‬
‫هذه المدن اإلغريقية والثأر من الفرس‪ .2‬كذلك تأجيج الروح الوطنية عند اإلغريق لالنتقام‬
‫من الفرس عما اقترفوه من تدنيس للمعابد المقدسة في أثينا* ‌في القرن الخامس ق ‪.‬م وكذلك‬
‫نجح اإلسكندر بعد أبيه في الدعاية لتلك الحرب وحرك نفوس المقدونيين واإلغريق المملوءة‬
‫بالكراهية والبغضاء ضد خصمهم التقليدي وهم الفرس‪.3‬‬

‫وقد كان السبب الرئيسي لغزو الفرس البحث عن األموال‪ ,‬ذلك إن بالد الهلينيين كانت تعاني‬
‫من أزمة مالية‪ ,‬ومن نقص الغذاء في القرب الرابع ق‪.‬م‪ ,‬حيث كان اإلسكندر المقدوني‪ ,‬في‬
‫حاجة للمال لكي يحتفظ بجيش والده‪ ,‬وتوفي الدعم المادي له‪ ,‬ودفع ديون والده التي أنفقها‬
‫على المنظومة العسكرية‪ ,‬التي لم يكن لها الحل سواء غزو أغنى إمبراطورية في العالم‬

‫‪‌1‬فوزي‌مكاوي‪‌،‬تاريخ‌العالم‌اإلغريقي‌و‌حضاراته‌م‌أقدم‌العصور‌حتى‌عام‌‪322‬ق‪.‬م‪‌،‬ط‪‌،1‬دار‌الشرشاد‌الحديثة‪،‌،‬الدار‌البيضاء‪1400‌،‬ه‪-‬‬
‫‪1980‬م‌‪،‬ص‪.219‬‬
‫‪‌2‬فاطمة‌الزهراء‌جاوشي‪‌،‬المرجع‌السابق‌‪‌،‬ص‪‌ .80‬‬
‫‪‌3‬علي‌بشير‌مصباح‌الهدار‪‌،‬مدينة‌اإلسكندرية‌في‌عهد‌اإلسكندر‌األكبر‌وخلفائه‌وعالقتها‌بكوريني‌الليبية‌(‪96-356‬ق‪.‬م)‌(دراسة‌تاريخية‌أثرية)‪‌،‬‬
‫رسالة‌ماجستير‌‪‌،‌،‬قسم‌األثار‪‌،‬كلية‌االدب‌والعلوم‌بالخمس‪‌،‌،‬جامعة‌المرقد‌الليبية‪‌،‬سنة‌‪،2008‬ص‪‌ .33‬‬
‫*قام‌الفرس‌في‌عاد‌داريوس‌األول‌بالهجوم‌على‌أثينا‌ألنها‌قدمت‌المساعدة‌للمدن‌الثائرة‌ضد‌الفرس‌في‌اسيا‌الصغرى‪‌.‬ينظر‌لطفي‌عبد‌الوهاب‪‌،‬‬
‫اليونان‪‌،‬دار‌المعرفة‌الجامعية‪‌،‬االسكندرية‌مصر‪،1993،‬ص‪‌ .175‬‬
‫تنظيم الغزوات وسيرها نحو الشرق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫القديم‪ ,‬كما كان للضرائب نصيب من هذه األسباب‪ ,‬ومع تمرد األقاليم التي رفضت دفع‬
‫الضريبة والجزية‪ ,‬أصبح لإلسكندر المقدوني القدرة على غزو الفرس المتداعين‪.1‬‬

‫ب‪ /‬تنظيــــــم الجيـش المقدوني‪:‬‬

‫استطاع اإلسكندر أن يضم أكثر من ثالثين ألفا من المشاة وخمسة آالف من الفرسان‪,‬‬
‫وحوالي مائة وستين سفينة حربية‪ .2‬وعددا من الخبراء في الفنون العسكرية والميدانية من‬
‫مهندسين* وجغرافيين* وإداريين وماليين باإلضافة إلى لفيف من العلماء والفالسفة والتجار‪.3‬‬

‫وهناك من يذكر أن عدد جيشه قدر من خمسة وخمسين ألف من المحاربين‪ .4‬وقد نظم‬
‫اإلسكندر قواته على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬المشاة الثقيلة‪ :‬كانت تشكل الفيالق الكبرى في جيشه وتسمى برفاق المشاة‪ ,‬حيث‬
‫منظمة في ألوية يتألف كل لواء من ‪ 1536‬مقاتال تقريبا موزعين بدورهم إلى كتائب وسرايا‪,‬‬
‫وقد كانت أغر وحدة من المشاة تتألف من ستة عشر مقاتال‪ ,‬وأحيانا تنخفض إلى ثمانية من‬
‫المقاتلين وهذا تابع لظروف المعركة‪.‬‬

‫كان تسليح الجنود المشاة مسلحين برماح طويلة يبلغ طولها حوالي خمسة أمتار ونص المتر‬
‫و ينتهي رأسها بسكين طوله ‪ 30‬سم تقريبا وكان دول رفاق المشاة ميدانيا في وسط المعركة‬
‫في صفوف منظمة كل جندي يبعد عن األخر بحوالي ‪90‬سم‪ .‬فكان االلتحام مع العدو‬
‫بصياح بأعلى أصواتهم مسببين الفزع والرعب في جيش العدو‪.5‬‬

‫‪ -2‬الخيالة الثقيلة‪:‬‬

‫‪‌1‬خديجة‌طاهري‪‌،‬النظام‌العسكري‌وأثره‌على‌النظام‌السياسي‌من‌قورش‌الثاني‌إلى‌اإلسكندر‌المقدوني‌‪‌،‬مذكرة‌مقدمة‌لنيل‌شهادة‌الماجستير‌في‌‬
‫التاريخ‌القديم‪‌،‌،‬قسم‌التاريخ‌‪،‬كلية‌العلوم‌اإلجتماعية‌واإلنسانية‪‌،‌،‬جامعة‌الجزائر‌‪‌2‬ابو‌القاسم‌سعدهللا‌سنة‌‪،2016-2015‬ص‪.192‬‬
‫‪‌2‬علي‌بشير‌مصباح‌الهدار‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‌ص‪.34-33‬‬
‫‪‌3‬إبراهيم‌السايح‪‌،‬تاريخ‌اليونان‪‌،‬المكتب‌الجامعي‌الحديث‪‌،‬اإلسكندرية‪‌،‬مصر‪‌،‬سنة‌‪1999‬م‪،‬ص‪.186‬‬
‫‪‌4‬صالح‌األشتر‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪.65‬‬
‫‪‌5‬علي‌بشير‌مصباح‌الهدار‪‌،‬المرجع‌نفسه‪،‬ص‪‌ .34‬‬
‫*من‌بين‌المهندسين‌نذكر‌"ديمتريوس"‌و"دياد"‌مخصصان‌في‌وضع‌اآلالت‌الحربية‌وفي‌إقامة‌الجسور‌ينظر‌إلى‌متوديوس‌زهيراتي‪‌،‬المرجع‌‬
‫السابق‪‌،‬ص‪‌ .76‬‬
‫*من‌بين‌الجغرافيين‌نذكر‌"أرخياس"‌من‌بيال‌و‌"أندوستين"‌من‌جزيرة‌طاسوس‪‌،‬وهما‌ضابطان‌في‌الجيش‌ينظر‌إلى‌متوديوس‌زهيراتي‪‌،‬‬
‫المرجع‌نفسه‪‌ .‬‬

‫‌‬
‫تنظيم الغزوات وسيرها نحو الشرق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وهي من العناصر الرئيسية في ميدان المعركة يسلحون بالسيوف‪ ,‬و الدروع الحامية للصدور‬
‫جلدية أو معدنية‪ ,‬و خوذات فوق رؤوسهم‪ ,‬مهامهم في ميدان المعركة يقدر عددهم حوالي‬
‫‪ 3400‬محاربا‪.‬‬

‫‪-3‬المشاة الخفيفة‪:‬‬

‫تعد من أحسن عناصر الجيش المقدوني‪ ,‬و قدر عددها بثالثة آالف‪.1‬موزعين إلى ثالثة‬
‫فرق‪ ,‬وعرفت باسم << مشاة الحرس الملكي >> مما فيهم من يتولى حراسة الملك والسهر‬
‫على خدمته‪ .‬و يسمون أيضا <<بحملة التروس و الدروع>> نسبة إلى التروس المدورة و‬
‫العريضة التي يحملونها‪ .‬مهامهم حماية و حراسة الجناح األيمن لوفاق المشاة بمثابة حواجز‬
‫لهم و وسيلة وصل مع جناح الخيالة يسلحون بالسيوف ويرتدون دروعا للصدور و السيقان و‬
‫خوذات فوق رؤوسهم‪ .‬و نظ ار لسرعة حركتهم على المناورة و العدو استعملوا في الغارات‬
‫الليلية على مواقع العدو‪ ,‬و تسلق المرتفعات‪.2‬‬

‫‪ -4‬سالح النبالة و رماة المقالع‪:‬‬

‫كانت هناك تشكيالت مخصصة لمناوشة للتقدم عناصرها أمام جهة العدو‪ ,‬موقعة به بعض‬
‫الخسائر تتكون من فرق النبالة المتطوعين من جزيرة كريت موطن األقواس و النبال‪ .‬وعدد‬
‫من حملة المقاليع من أهل تروس الذين كانت لهم شهرتهم الواسعة بقذف الحجارة بواسطة‬
‫مقاليعهم‪.3‬‬

‫‪‌1‬محمود‌مسعود‪‌،‬المنحة‌الدهرية‌في‌تخطيط‌مدينة‌االسكندرية‪‌،‬ط‪‌،1‬المطبعة‌الحلميه‪،،‬االسكندرية‪‌،‬مصر‪‌،‬سنة‌‪‌،1308‬ص‌ص‌‪.‌19،20‬‬
‫‪‌2‬علي‌بشير‌مصباح‪‌،‬مرجع‌سابق‪‌،‬ص‌ص‌‪.‌34،35‬‬
‫‪‌3‬علي‌بشير‌مصباح‪‌،‬المرجع‌نفسه‪،‬ص‪.35‬‬

‫‌‬
‫تنظيم الغزوات وسيرها نحو الشرق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -5‬القيادة العسكرية‪ :‬معظم القادة العسكريين كانوا من المقدونيين‪ ,‬حيث كان االسكندر‬
‫القائد األول لهذه الغزوات ويليه مباشرة قائده " بار مينيون" و والدين "فيلوتاس" مهمته قيادة‬
‫فرقة الفرسان‪ ,‬واب نه اآلخر " ميكادور" و مهمته قيادة حملة التروس‪ .‬أما قيادة الفيليق من‬
‫أهمهم " بريديكاس" و " امونتاس" و " ميلياجيووس" وكان القائد "كليوتوس" يتولى حراسة‬
‫االسكندر المقدوني مع باقي الحرس الملكي‪ ,‬أما " أميتجوس" كان يقود قوات حلفاء‬
‫اإلغريق‪ .1‬وكان تنظيم العساكر وقت الغزو كاآلتي ‪ ,‬العساكر الثقيلة في القلب و المشاة‬
‫الخفيفة و الخيالة الخفيفة من المقدونيين و البيونيين و حاملي القسي بالجناح األيمن‪ ,‬و‬
‫التراسيون و الخيالة الهالينيون و التاساليون في الجناح االيسر‪ ,‬ثم يتبع جميع الفرق من‬
‫حاملي القسي‪.2‬‬

‫بالرغم من أن االسكندر المقدوني هو القائد االعلى لجميع القوات إال أنه من عادته قيادة‬
‫رفاق الخيالة‪ ,‬ولكن نتيجة ما تمليه عليه ظروف المعارك فإن االسكندر قد قاد رفاق المشاة‬
‫ثالث مرات وحملة التروس ثالث مرات و النبالة مرة واحدة‪.3‬‬

‫‪ -6‬العتاد الحربي و التجهيزات‪ :‬يضم مجموعة من المهندسين ومن الفنيقيين البارعين في‬
‫صناعة السفن وبناء الجسور و القناطر و الساللم وبناء أبراج الحصار‪ ,‬ويساعدهم عدد من‬
‫الجنود المكلفين ببناء المعسكرات‪ ,‬وحمل التجهيزات الحربية‪.‬‬

‫‪ -7‬طرق المواصالت و التموين‪ :‬استخدم االسكندر المقدوني الجنود المتطوعين من المدن‬


‫اإلغريقية في حراسة طرق المواصالت‪ ,‬واستخدامهم في الحاميات على األراضي التي‬
‫سيطر عليها‪ ,‬واستخدم وسائل النقل البرية و البحرية التي تقوم باإلشراف على اإلمدادات‬

‫‪‌1‬السيد‌أحمد‌علي‌الناصري‪‌،‬مرجع‌سابق‪‌،‬ص‌‪.515‬‬
‫‪‌2‬محمود‌مسعود‪‌،‬مرجع‌سابق‪‌،‬ص‌‪.21‬‬
‫‪‌3‬السيد‌أحمد‌علي‌الناصري‪‌،‬مرجع‌سابق‪.515‌،‬‬

‫‌‬
‫تنظيم الغزوات وسيرها نحو الشرق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫العسكرية و التموينية‪ ,‬و قد استعمل االسكندر سياسة جمع موارد اإلقليم الذي سيطر عليه‪,‬‬
‫واستخدمه في المراحل التي تليه‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬حصار صور وغزو غزة ‪ 232‬ق‪.‬م‪:‬‬

‫أ‪ -‬حصار صور ‪ 323‬ق‪.‬م‪:‬‬

‫كانت مواجهة االسكندر المقدوني مع الملك الفارسي " دايروس الثالث*" وكان هذا االخير‬
‫يسير منهزما على ضفة الفرات و االسكندر المقدوني يتقدم سائ ار على الشواطئ البحرية و‬
‫يستولي على المدن بال منازع وال مدافع‪ ,‬حتى وصل مدينة صور‪.2‬‬

‫كانت صور محصنة طبيعيا‪ ,‬وهي مدينة بحرية على جزيرة طولها ميالن و تبعد عن‬
‫الشاطئ‪ ,‬مسافة نصف ميل وكان يحيط بها أسوار ارتفاعها ‪ 150‬قدما‪ ,‬إلى جهة البر وكان‬
‫التيار في المضيق البحري شديد‪ ,‬خطي ار السيما عندما كانت تهب الرياح الجنوبية وكان‬
‫لدي ها صور منيع‪ ,‬و أساطيل بحرية في البحر المتوسط كانت نواة االسطول الفارسي وكانت‬
‫صور تعتمد على هذه المراكب في دفاعها‪ ,‬فضال عن هذه كانت تأمل في العون العسكري‬
‫من جيرانها في الشمال‪ ,‬وقد تعهدت قرطاجة بالمزيد من مساعدتها ولكن هذه الوعود‬
‫بالمساعدة‪ ,‬تالشت رويدا ولم تسفر عن شيء ملموس‪. 3‬‬

‫و كان أعظم هدف لإلسكندر في سوريا هو االستالء على بالد فينيقيا‪ ,‬و بخاصة مدن‬
‫(صور) و (صيدا) و (أرادوس)‪ ,‬وقد خطفت صيدا لإلسكندر دون عناء كبير‪ ,‬أما صور‬
‫فقاومت جيش االسكندر‪.4‬‬

‫‪‌1‬علي‌بشير‌مصباح‌الهدار‪‌،‬مرجع‌سابق‪‌،‬ص‪.36‬‬
‫‪‌2‬جورحي‌ديميتري‪‌،‬سرسق‪‌،‬مرجع‌سابق‪‌،‬ص‌ص‌‪.‌222،223‬‬
‫‪‌3‬ابتهال‌عادل‌ابراهيم‌الطائي‪‌،‬تاريخ‌اإلغريق‌منذ‌فجر‌بزوغه‌وحتى‌نهاية‌عصر‌االسكندر‌المقدوني‪‌،‬ط‪،1‬دار‌الفكر‌للتوزيع‪،‌،‬عمان‪1435‌،‬ه‪‌،‬‬
‫‪‌،2014‬ص‌‪‌‌.174‬‬
‫‪‌4‬سليم‌حسن‪‌،‬موسوعة‌مصر‌القديمة‌في‌عصر‌ما‌قبل‌التاريخ‌إلى‌نهاية‌العصر‌اإلهناسي‪‌،‬ج‪‌،‌1‬مؤسسة‌هنداوي‌للتعليم‌والثقافة‪‌،‬القاهرة‪‌،‬سنة‌‬
‫‪‌،2012‬ص‪‌ .15‬‬

‫‌‬
‫تنظيم الغزوات وسيرها نحو الشرق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فقرر االسكندر أن يلقن الوريين درسا قاسيا على عدم تسليمهم المدينة و أراد أن يجعل منها‬
‫عبرة لمن يحاول أن يقاومه‪ ,‬تحصن الصوريين بمدينتهم و سألوا االسكندر أن يعود عنهم‪ ,‬و‬
‫لإلسكندر ان‬ ‫وعدوه بخالفته على أن ال يدخل مدينتهم أحد من المقدونيين‪ ,‬ولم يأذنوا‬
‫يضحي إلى (هيريقل )‪ ,‬فض اإلسكندر من قبول شروطهم‪.‬‬

‫فشرع اإلسكندر بردم البحر إلنشاء طريق يربط بين المدينة البرية والبحرية‪ ,‬وأما االخشاب‬
‫فكان يقتطعها من غابات لبنان‪ ,‬فبناء بروج من الخشب‪ ,‬فأحرقها الصوريين فاستعمل‬
‫الحجارة لردم البحر والتي كانت من ركام البيوت التي هدمها صور البرية‪ ,‬كان هذا السد‬
‫بطئ يتقدم نحو الجزيرة وكان يقسم فوق رؤوس العمال ستائر من الجلود ليقيهم شر النبال‬
‫والحجارة التي كان يقذفها بها حراس األسوار في صور البحرية ‪.‬‬

‫كذلك قاوم الصوريين البحريين باستعمال القوس والمقالع واستعمال الغواصين لعرقلة البناء‬
‫في السد‪ ,‬وأنشئوا مراكب نار صغيرة محملة بالزفت والكبريت ومواد أخرى شديدة االشتعال‬
‫لقذفها على العمال‪ ,‬وعلى أدوات البناء الخشبية‪ ,‬وأخي ار حينما علم الصوريين أن اإلسكندر‬
‫نجح في االستعانة بثمانين مركبا حربيا جاء بها من صيدا‪ ,‬وجبيل‪ ,‬وأرواد‪ ,‬حملوا النساء‬
‫واالوالد والعجزة الذين ال يرجا منهم خي ار في األعمال الحربية وأرسلوه إلى قرطاجة‪.1‬‬

‫أما اإلسكندر فترك الحصار يأخذ مجراه وقاد بنفسه حملة من المخاطر لتأديب القبائل‬
‫العربية في لبنان الشرقي وبعد مقاومة الصوريين‪ ,‬مقاومة عنيفة وأخي ار تم له االستيالء على‬
‫الجزيرة في أوت ‪ 332‬ق‪.‬م بعد حار دام سبعة أشهر وتأخرت هذا كان نابع من رغبته في‬
‫عدم التقدم أية خطوة قبل أن يأمن خطوط مواصالته وينظم عملياته العسكرية‪.2‬‬

‫وقعوا الجنود بأهل الصور‪ ,‬ويذكر أنهم قتلوا منهم ثمانية آالف ولم ينجى إال‬
‫الملك(أزيماكوس) وأعيان المدينة وبعض اهل قرطاجة وكانوا قدموا إليها ليضحوا إلى هيريقل‪,‬‬

‫‪‌1‬جورحي‌ديمتري‌سرسق‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪‌ .223‬‬
‫‪‌2‬ابتهال‌عادل‌ابراهيم‌الطائي‪‌،‬المرجع‌السابق‪،‬ص‪.175‬‬

‫‌‬
‫تنظيم الغزوات وسيرها نحو الشرق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اما سائر السكان ويذكر ان عددهم ثالثون ألف فقد ضرب عليهم الرق وضحى اإلسكندر‬
‫‪1‬‬
‫المقدوني لهيريقل وهو مخضب بدماء أهل صور وجعل لذلك احتفاال عظيما‬

‫ب‪/‬غزو غزة ‪ 332‬ق‪.‬م ‪:‬‬

‫كان الملك الفارسي داريوس قد كتب لإلسكندر بعنفه على تعديه ويسأله في أهله فأجابه‬
‫اإلسكندر مبين ما ألحق الفرس من الضرر باليونانيون وأنه إذا راما مواد عنه فليسلم نفسه‬
‫إليه فيرد عليه أهله ويمنحه ما أمكن مما يقترحه لكن بعد حصار صور اتضح لداريوس أن‬
‫ممتلكاته باتت على شفا خطر‪ 2‬فعرض على اإلسكندر ان يحمل إليه ألفي تالنت من الفضة‬
‫فدية‪ ,‬عن أهله اللذين هم في أسر اإلسكندر وكذلك أسراء الفرس ويتخلص له من جميع‬
‫البالد التي بين بحر إيجه والفرات وأن يزوجه إبنته "ستاتييرا" وكان قائد اإلسكندر (برمينيون)‬
‫ينصح اإلسكندر ان يجيبه إلى ذلك وقال لإلسكندر <<إني لو كنت اإلسكندر لقبلت ذلك>>‬
‫فأجابه اإلسكندر قائال <<وأنا لو كنت (برمينيون)‪ ,‬لقبلت>>‪ .‬وكتب إلى داريوس قائال‬
‫<<إنن ي ال أحسن وجود سالطانينا ‪ ,‬كما أنه ال يوحد شمسان‪ ,‬ولم يعد بعد ذلك إلى‬
‫القتال>>‪.3‬‬

‫فداوم اإلسكندر سيره‪ ,‬وكانت السواحل فلسطين ومصر لم تزل خارج واليته فأراد االستيالء‬
‫عليها قبل أن يتوغل في آسيا‪ 4‬العليا‪ ,‬رغبة أن يقطع صيالت الفرس في بالد اليونان مخالفة‬
‫انحياز أحد جنوده إليهم بواسطة الرشوة‪ ,‬فقصد مدينة غزة وكانت منيعة حصينة‪ ,‬وكانت في‬
‫ما مضى أحدي المدن المشهورة التي أحتلها الفلسطينيون فلما غزها اإلسكندر كانت مركز‬
‫تجاري مرموق وكانت شبه مستودع للبضائع الثمينة والمستوردة من به الجزية‬
‫‪5‬‬
‫العربية(البخور*والتوابل)‪.‬‬

‫‪‌1‬ابتهال‌عادل‌الطائي‪‌،‬المرجع‌نفسه‪،‬ص‪‌ .175‬‬
‫‪2‬جورحي‌ديمتري‌سرسق‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪.223‬‬
‫‪‌3‬فاليريو‌ماسيمو‌مانفريدي‪‌،‬اإلسكندر‌رمال‌آمون‪‌،‬تر‪‌،‬سعيد‌الحسنية‪‌،‬ط‪‌،1‬الدار‌العربية‌للعلوم‌ناشرون‪‌،‌،‬بيروت‪‌،‬لبنان‪‌،‬سنة‌‪‌1431‬‬
‫ه‪2010/‬م‪،‬ص‌ص‪.466,467‬‬
‫‪‌4‬جورجي‌ديمتري‪‌،‬المرجع‌نفسه‪،‬ص‪.223‬‬
‫‪‌5‬جورجي‌ديمتري‪‌،‬المرجع‌نفسه‪‌،‬ص‪‌ .223‬‬

‫‌‬
‫تنظيم الغزوات وسيرها نحو الشرق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫دام حصار غزة مدة ثالثة أشهر وقاومت بقيادة (باتيس) وهو من أشهر رواد الفرس‪ ,‬وتم‬
‫تعينه حاكم للمدينة وقائد حاميتها من قبل "داريوس" يذكر ان اإلسكندر المقدوني أسر‬
‫"باتيس" وعلقه من رجله بعربة وأمر أن يطاف به حول المدينة سبع مرات‪ ,‬وماحكاه‬
‫عرج على أورشليم (فلسطين) وسجد هناك للكاهن األعظم‪ ,‬ولم‬
‫"بوسيفوس" من أن اإلسكندر ّ‬
‫يكن يفعل ذلك إال لمجرد السياسة‪ .‬وبذلك فتحت له المدينة المقدسة وقدم كاهن اليهود األكبر‬
‫الوالء له ورحب أهلها بقدومه‪ ,‬حيث قدموا له ما فيها من كنوز فتقبل منهم الهدايا ووعدهم‬
‫بإصالح وبناء هياكلهم التي دمرها الفرس األخينيون ‪.1‬‬

‫ثالثــــــــا‪ :‬غزو مصر وتأسيس اإلسكندرية‪:‬‬

‫أ‪ -/‬اإلسكندر في مصر‪:‬‬

‫زحف اإلسكندر بجيشه من غزة نحو مصر‪ ,‬و وصل إلى الحدود المصرية بعد مسير سبعة‬
‫أيام وعسكر في (بلوز) (الفرما)‪ ,‬حيث كانت الحامية المصرية التي تقع على الحدود وتشرف‬
‫على الفرع الشرقي لنيل‪ ,‬وكان أسطوله قد وصل عند مصبه بقيادة أمير البحر‬
‫‪ ,‬كان يحكم مصر<<مزاكس >> نائب‬ ‫‪3‬‬
‫(هفاستيون)‪,2‬وكان ذلك في خريف سنة ‪ 332‬ق‪.‬م‬
‫عن عاهل الفرس <<سباكس>> والي مصر‪ ,‬فلما وفد جيش اإلسكندر متوجا بإنتصاراته‬
‫العجيبة‪ ,‬خيل للمصريين أن اإلغريق هم األصدقاء والمنقذون‪ ,‬ولم يكن يخلد في ذهن‬
‫المصريين أن اليونانيين قد هبطوا مصر غزاة ال حلفاء‪ ,‬وبدخول اإلسكندر مصر أمر‬
‫<<مزاكس>>‪ 4‬الفارسي المدن المصرية مبتدئا بمدينة (فلوسيون) ظان تفتح أبوابها ومنها‬
‫اتجه جنوبا إلى الفرع البلوزي للنيل حتى وصل إلى (ممنيس)(منف)* وهناك سلمه البالد‬

‫‪‌1‬ابتهال‌عادل‌إبراهيم‌الطائي‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪‌ .175‬‬
‫*البخور‪‌:‬كان‌أحيانا‌يساوي‌ثقل‌وزنه‌ذهبا‌كما‌كان‌أرسطو‌يوصي‌اإلسكندر‌قبل‌غزواته‌بتخصيص‌جزء‌من‌البخور‌واللبان‌لمعبد‌<<زيوس>>‌‬
‫كبير‌آلة‌اليونان‪‌،‬ينظر‌محمود‌حمود‪‌،‬أعمال‌اإلسكندر‌المقدوني‌وأثاره‌في‌منطقة‌الخليج‌العربي‪‌،‬مجلة‌آفاق‌المعرفة‪‌،‬العدد‌‪‌،680‬بتاريخ‌ماي‌‬
‫‪‌،2020‬ص‪‌ .168‬‬
‫‪‌2‬سليم‌حسن‪‌،‬المرجع‌السابق‌‪‌،‬ص‪.11‬‬
‫‪‌3‬أبو‌اليسر‌فرح‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‌‪.30‬‬
‫‪‌4‬اسماعيل‌مضهر‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪‌.13‬‬

‫‌‬
‫تنظيم الغزوات وسيرها نحو الشرق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أن أماله بدأت تتحقق وأن مرحلة الخطر والمعارك الكبرى قد‬ ‫‪1‬‬
‫مزاكس‪ ,‬وشعر اإلسكندر‬
‫انتهت‪ ,‬فهذه مصر أكبر وأغنى قطر في الدولة الفارسية قد دانت له‪ ,‬واستقبله أهالي مصر‬
‫بالترحاب واستقبال البطل المنقذ‪.2‬‬

‫وألول مرة تربع مقدوني ملكا في قصر فرعون* وتروي قصة كتب في مصر خالل القرن‬
‫ال ثالث بعد الميالد على المرجع أن اإلسكندر قد احتفل بتتويجه في معبد فتاح بممفيس وأن‬
‫اإلسكندر قد أبدي احترما بينا آللهة البالد‪ ,‬وكان سلوكه على نقيض سلوك (الفرس)‪ ,‬حيث‬
‫أن اإلسكندر عندما هبط (ممفيس) قرب للعجل المقدس قربانا‪ ,‬وضمي لغيره من اآللهة‪,3‬‬
‫وبتتويج اإلسكندر ملك على مصر في احتفال عظيم وأقام مبارات رياضية وموسيقية هناك‪,‬‬
‫وأحضر من بالد اإلغريق أشهر المغنيين لهذه المباريات‪ ,‬بمناسبة تتويجه حيث أظهر‬
‫اإلسكندر نفسه في دورة السياسي الذي يرغب في التقريب بين الشرق والغرب‪ .4‬أيضا غرضه‬
‫بهذا االحتفال عرض أمام المصريين لجانب من جوانب الحضارة اليونانية‪.5‬‬

‫تأسس اإلسكندرية‪ :‬وبعد االحتفال بتتويجه انحدر اإلسكندر من (منف ) في أقسى فرع النيل‬
‫وهو الفرع الكانوبي حتى مصبه ومن هناك أقلع في اتجاه غربي على الشاطئ ليشاهد كال‬
‫من جزيرة (فاروس) التي اشتهرت في شهر "هومر" وبحيرة مريوط‪ ,‬حيث لفت اإلسكندر اثناء‬
‫مسيره في فرع النيل هذه القرية (راكوتيس)‪( 6‬وتعرف باسم راقودة)* ‪ ,‬هناك قرر اإلسكندر‬
‫تأسيس مدينة اإلسكندرية وأمر بأن تتخذ عاصمة لمصر وتعتبر هذه المدينة من أعظم وخلد‬
‫أعمال اإلسكندر في مصر‪.7‬‬

‫‪‌1‬مصطفى‌العبادي‪‌‌،‬العصر‌الهلينيستي‌في‌مصر‪‌،‬دار‌النهضة‌العربية‪‌،‬بيروت‪‌،‬لبنان‪،1988،‬ص‪‌ .11‬‬
‫*‌منف‪‌:‬كانت‌أولى‌مقاطعات‌الوجهة‌البحرية‌ والتي‌عرفت‌بإسم(أتب‌حح)‌أي‌الجدار‌األبيض‌وكانت‌تسمى‌بالمصرية‌القديمة‪‌.‬من‌نفر‌وتسمى‌‬
‫باإلغرقية‌مفيس‪‌،‬وإسمها‌الحالي‌ميت‌‌رهنية‌للمزيد‌ينظر‪‌،‬محمد‌الفتحي‌بكير‌محمد‪‌،‬الجغرافيا‌التاريخية‌‪‌،‬دراسة‌أولية‌تطبيقية‌دار‌المعرفة‌‬
‫الجامعية‌‪‌،‬اإلسكندرية‪(‌،‬د‪.‬ت)‪‌،‬ص‌ص‌‪.396,399‬‬
‫‪‌2‬مصطفى‌العبادي‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪.19‬‬
‫‪‌3‬إسماعيل‌مضهر‪‌،‬المرجع‌السابق‌‪‌،‬ص‌‪.15‬‬
‫‪‌4‬سليم‌حسن‌‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪‌ .14‬‬
‫‪‌5‬مصطفى‌العبادي‌‪‌،‬المرجع‌نفسه‪‌،‬ص‪.19‬‬
‫‪‌6‬سليم‌حسن‪‌،‬المرجع‌نفسه‌‪،‬ص‪.12‬‬
‫‪‌7‬مصطفى‌العبادي‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪‌ .20‬‬
‫*راقودة‪‌:‬تسمي(‪‌)rhacotis‬وهي‌قرية‌صغيرة‌تقع‌إلى‌شمال‌الغربي‌من‌دلتا‌بمحاذاة‌ساحل‌البحر‌المتوسط‪‌،‬وتقع‌ورائها‌بحيرة‌ماريوط‪‌،‬وكان‌‬
‫يسكن‌هذه‌القرية‪‌،‬بعض‌الرعاة‌وصيادي‌األسماك‌للمزيد‌ينظر‌فادية‌محمد‌أبوبكر‪‌،‬دراسات‌في‌العصر‌الهللنيستي‪‌،‬ص‪‌ .15‬‬

‫‌‬
‫تنظيم الغزوات وسيرها نحو الشرق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وعليه فإنه ما إن وطئت قدما اإلسكندر أرض (راقودة) وما حولها‪ ,‬التي ترتفع على مستوى‬
‫الدلتا‪ ,‬وبعيدة على رواسب فروعه أعجب اإلسكندر بموقعها االستراتيجي‪ ,‬وقرر إقامة‬
‫اإلسكندرية وقد كلف المهندس اإلغريقي المشهور (دينوكراتيس ‪ )dinocrates‬بتخطيط‬
‫المدينة حيث قام بتخطيطها على أساس نظام الهيبودامس* (‪ )Hippodamos‬الذي أصبح‬
‫تبني به المدن اإلغريقية‪.1‬‬

‫و من المعروف أن اإلسكندر أنشأ مدينته على نمط الزاوية القائمة المستقيمة الذي كان طابع‬
‫ذلك العصر في تخطيط المدن الحديثة‪ ,‬وهو نمط ابتكره (هفوذامس) الميلطي‪ ,‬واستخدم‬
‫االسكندر مهندسا من أهل جزيرة (رودس) يدعى (ذينقراطسن)‪ ,‬فخطط المدينة كلها مستطيال‬
‫يمتد على طول البقعة بين بحيرة(مريوطس) و البحر و كان المهرجان بوضع أساس المدينة‪,‬‬
‫و تروي األسطورة أن المهندسين خططوا المدينة ليشرف علها اإلسكندر و أنهم تفألوا بما‬
‫سوف يكون للمدينة من عظمة في المستقبل مستبشرين بما حدث عند شروعهم في وضع‬
‫الدقيق من فوق األرض و أول من سكن اإلسكندرية خليط من المقدونيين و األغارقة‪.2‬‬

‫أ‪ -‬موقع اإلسكندرية الجغرافي‪:‬‬

‫تقع اإلسكندرية في منطقة تتميز بخصائصها عن أي جهة أخرى من جهات مصر‪ ,‬و ترتبط‬
‫هذه المدينة ارتباطا وثيقا باألهمية الجغرافية لجزيرة فاروس‪ ,‬حي تقع اإلسكندرية و جزيرتها‬
‫على خط عرض ‪ 31‬شماال على شريط ضيق مموج السطح‪.3‬‬

‫يتميز بمظهر تضاريسي يتلخص في ما يلي ‪:‬‬

‫‪‌1‬زكي‌علي‪‌،‬اإلسكندرية‌تأسيسها‌وبعض‌مظاهر‌الحضارة‌فيها‌في‌عصر‌البطالمة‪‌،‬مجلة‌كلية‌اآلداب‪‌،‬جامعة‌فاروق‌األول‪‌،‬منشورات‌فاروق‌‬
‫األول‪1943‌،‬م‪‌،‬اإلسكندرية‪‌،‬ص‌ص‌‪.‌141،142‬‬
‫‪‌2‬اسماعيل‌مظهر‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‌‪‌ .30‬‬
‫* نظام‌الهيبودامس‪‌:‬هو‌أسلوب‌روماني‌في‌تخطيط‌المدن‌نسبة‌إلى‌المهندس‌اإلغريقي‌"هيبودامس"‌من‌مدينة‌ملتوس‌في‌بالد‌اليونان‪‌،‬واشتهر‌‬
‫باسم‌"التخطيط‌الشبكي"‪‌،‬للمزيد‌ينظر‪‌:‬فريد‌بوبيش‪‌،‬مالمح‌االستدامة‌البيئية‌في‌العمران‌قديما‌و‌حديثا‪‌،‬ص‌‪‌ .‌173‬‬
‫‪‌3‬عبد‌الفتاح‌محمد‌وهيبة‌‪‌،‬مصر‌والعالم‌القديم‌–جغرافية‌تاريخية‪،‌-‬منشأة‌المعارف‌‪‌،‬اإلسكندرية‌‪(،‬د‌ت)‪‌،‬ص‪‌ ‌.382‬‬
‫‌‬

‫‌‬
‫تنظيم الغزوات وسيرها نحو الشرق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-‬جزيرة فاروس ‪ :‬تبدأ من رأس التين في الغب حتى قلعة قايتباي* في الشرق‪ ,‬وهي تتكون‬
‫من ثالث جزر منفصلة بعضها عن بعض‪ ,‬وهي الجزيرة الغربية‪ ,‬والجزيرة الوسطى‪,‬‬
‫والجزيرة الشرقية التي أقيم عليها الفنار‪.1‬‬

‫ب‪ -‬الخليج البحري‪:‬‬

‫وهو يبدأ من رأس لوخياس شرقا حتى رأس العجمي غربا‪ ,‬وهو عبارة عن سلسلة من‬
‫الصخور المنخفضة بعضها تحت الماء‪ ,‬و البعض اآلخر فيه بروز إلى األعلى‪ ,‬و تعترض‬
‫هذه السلسلة مدخل الميناء الغربي و تتجه شرقا حتى تصل مرتفعات رأس التين الذي يتكون‬
‫منه جزيرة فاروس‪ ,‬ثم يمتد شرقا بخط من الصخور التي تعترض أيضا مدخل الميناء‬
‫‪2‬‬
‫الشرقي وتتجه هذه السلسلة المنخفضة حتى تصل رأس لوخياس‬

‫ج‪ -‬النطاق الساحلي‪:‬‬

‫وهو يبدأ من أبي قير شرقا حتى برج العرب غربا‪ ,‬و يمتاز هذا النطاق بوجود سلسلة من‬
‫التالل الرملية التي تكون متماسكة بعض الشيء‪ ,‬وهذه التالل ال تعلو علوا كبيرا‪ ,‬و يمتد‬
‫جنوب هذه التالل واد طولي يمتد من الشرق إلى الغرب‪ ,‬و أما خلف هذا الوادي تمتد سلسلة‬
‫‪3‬‬
‫صخرية تعرف بسلسلة أبو حير‬

‫‪-‬بحيرة مريوط‪:‬‬

‫كانت البحيرة متصلة من الجهة الجنوبية بنهر النيل و من الجهة الشمالية بالبحر المتوسط‪,‬‬
‫كانت طريقا مالحيا للسفن و تتصل بالفرع الكانوبي للنيل بواسطة قناة تسمى "نوقراطس"‪ ,‬و‬

‫‪‌1‬عزت‌زكي‌حامد‌قادوس‪‌،‬آثار‌اإلسكندرية‌القديمة‪‌،‬ط‪‌،2‬منشاة‌معارف‌باإلسكندرية‪‌،‌،‬سنة‌‪‌،2000‬ص‪‌ ‌‌.‌7‬‬
‫‪‌2‬عزت‌زكي‌حامد‌قادوس‪‌،‬المرجع‌نفسه‪‌،‬ص‪.‌8‬‬
‫‪‌3‬عاطف‌معتمد‌عبد‌الحميد‪‌،‬النطاق‌الساحلي‌لخليج‌العرب‌(غرب‌اإلسكندرية)‪‌،‬دراسة‌جيومورفولوجية‪‌،‬رسالة‌ماجستير‌مقدمة‌لقسم‌الجغرافيا‪‌،‬‬
‫كلية‌اآلداب‪‌،‬جامعة‌القاهرة‪‌،‬سنة‪‌،1996‬ص‌ص‌‪‌ .‌3،4‬‬
‫*قلعة‌قايتباي‌‪‌:‬على‌ساحل‌البحر‌األبيض‌المتوسط‌في‌اإلسكندرية‪‌،‬وعلى‌الجنوب‌الشرقي‌لجزيرة‌فاروس‌عند‌مصب‌المياء‌الرقي‌كانت‌واحدة‌‬
‫من‌أهم‌المعاقل‌الدفاعية‌عن‌السواحل‌المصرية‌أقيمت‌القلعة‌في‌مقع‌الفنارة‌الشهيرة‌القديمة‌"منارة‌اإلسكندرية"‌التي‌كانت‌إحدى‌عجائب‌الدنيا‌‬
‫السبع‪‌،‬تبلغ‌مساحتها‌‪‌150‬متر‌طوال‪‌،‬و‌‪‌130‬متر‌عرضا‪‌.‬للمزيد‌ينظر‪‌:‬أمال‌محمد‌صفوت‌األلفي‪‌،‬قلعة‌قايتباي‪‌،‬هيئة‌اآلثار‌المصرية‪‌،‬‬
‫اإلسكندرية‪772‌،‬ه‪1477‌،‬م‪‌،‬ص‪‌‌.5‬‬

‫‌‬
‫تنظيم الغزوات وسيرها نحو الشرق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كانت تتصل بالنيل بواسطة فروعه العديدة لتي تتناسب منها المياه حتى تصل إليها و لهذا‬
‫كانت مياهها عذبة‪ ,‬و قد استفادت مدينة اإلسكندرية من موقعها في المالحة النيلية‪.1‬‬

‫‪-‬الدلتا‪:‬‬

‫تقع شرقي اإلسكندرية وهي منطقة من األراضي المستوية الواسعة‪ ,‬و المنطقة الممتدة من‬
‫الساحل و األجزاء الغربية من الدلتا التي تعرف بصحراء مريوط‪.2‬‬

‫و يتفرع منها عدة فروع أهمها الفرع الكانوبي الذي يتفرع منه فروع تصب في بحيرة مريوط‪.3‬‬

‫تخطيط اإلسكندرية‪:‬‬

‫بدأ المهندس دينوكراتيس يضع تصو ار لخارطة اإلسكندرية على النحو اآلتي‪:‬‬

‫أ‪ -‬أسوارها‪:‬‬

‫أحيط بهذه المدينة العديد من التحصينات‪ ,‬و المتاريس و كل جانب‪ ,‬و أهمها كان سورها‬
‫العظيم الذي بلغ مداه حول المدينة ‪ 15‬لم‪ ,‬و كان هذا السور يضم عدة بوابات من أهمها‬
‫البوابة الشرقية التي تقع في شرقي الشارع الرئيسي الطولي‪ ,‬وقد سميت في العصر الروماني‬
‫باسم بوابة الشمس‪ ,‬و كذلك البوابة الغربية التي تقع غربي الشارع الرئيسي الطولي‪ ,‬التي‬
‫‪4‬‬
‫سميت أيضا ببوابة القمر‬

‫ب‪ -‬شوارعها‪:‬‬

‫خطط المهندس شوارع اإلسكندرية بشكل مستقيم‪ ,‬و أهم هذه الشوارع شارعان يتقاطعان‬
‫‪5‬‬
‫عموديا أحديهما الشارع الرئيسي الطولي‪ ,‬و يمتد من الشرق إلى الغرب بادئا من الكانوبي‬
‫(شارع فؤاد حاليا)‪ ,‬و أما الشارع الرئيسي العرضي الذي يمتد من الشمال إلى الجنوب‪,‬‬

‫‪‌1‬ماجدة‌محمد‌عيسى‌بالنور‪ ‌،‬رصد‌و‌تقييم‌الملوثات‌باستخدام‌تقنية‌االستشعار‌عن‌بعد‌(‌حالة‌الدراسة‪‌:‬بحيرة‌مريوط)‪‌،‬ص‪.‌7‬‬
‫‪‌2‬عزت‌زكي‌حامد‌قادس‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪‌ .‌8‬‬
‫‪‌3‬محمد‌حجازي‌محمد‪‌،‬جغرافية‌مصر‪‌،‬دار‌الثقافة‌للنشر‌و‌التوزيع‪‌،‬القاهرة‪‌،‬سنة‌‪‌،1976‬ص‪.‌7‬‬
‫‪‌4‬عبد‌الحليم‌نور‌الدين‪‌،‬مواقع‌اآلثار‌اليونانية‌و‌الرومانية‌في‌مصر‪‌،‬ط‪،1‬دار‌الخليج‌العربي‌للطباعة‌و‌النشر‪‌،‬سنة‌‪1999‬م‪‌،‬ص‌ص‪.‌13،14‬‬
‫‪‌5‬أبو‌اليسر‌فرح‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‌‪.‌106‬‬

‫‌‬
‫تنظيم الغزوات وسيرها نحو الشرق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مبتدئا من بحيرة مريوط في الجنوب و ينتهي في الشمال عند الجسر الممتد من جزيرة‬
‫فاروس‪ .1‬و ينتج عن التقاء هاذين الشارعين الشارع الطولي و الشارع العرضي‪ ,‬و يكون‬
‫‪2‬‬
‫مقر األجور ( الساحة العامة) و أما باقي الشوارع بشكل عام تون موازية لهاذين الشارعين‬

‫ج‪ -‬مساحتها‪:‬‬

‫يحدد مساحتها محمود الفلكي أن طولها حوالي ‪5.90‬م‪ ,‬و أما عرضها فإنه متغير من ناحية‬
‫الغرب يكون ‪1150‬م‪ ,‬و من ناحية الشرق ‪1400‬م و من وسطها ‪1500‬م‪ ,‬و أما عند رأس‬
‫‪3‬‬
‫لوخياس فيمتد عرضها نتيجة المتداد لسان رأس لوخياس في الشمال فيكون حوالي ‪2250‬م‬

‫د‪ -‬الجسر‪:‬‬

‫واشتمل التخطيط أيضا على ربط جزيرة فاروس بالمدين االم بجسر أطلق عليه‬
‫هيبتاستاديوس (‪ .4)HiptasTadious‬و قد كان طول هذا الجسر حوالي ‪1400‬م‪ ,‬و قد نتج‬
‫عن قيامه أي أصبح للمدينة ميناءين أحدهما في الشرق و اآلخر في الغرب‪. 5‬‬

‫ه‪ -‬أحياؤها‪:‬‬

‫قسم المهندس ال مدينة إلى خمسة أحياء كل منها باسم حرف من االحرف الخمسة األولى‬
‫من االبجدية اإلغريقية وهي ألفا(‪ )‬بيتا(‪ )‬جاما(‪ )‬دلتا(‪ )‬إبيسلون (‪ )‬و ربما أيضا‬
‫تكون هذه الحروف الخمسة األولى من الكلمات الخمس اإلغريقية شيدها اإلسكندر الملك ابن‬
‫‪6‬‬
‫اإلله‬

‫‪‌1‬عبد‌الحليم‌نور‌الدين‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪.‌106‬‬
‫‪‌2‬محمد‌احمد‌عبد‌هللا‪‌،‬تاريخ‌تخطيط‌المدن‪(‌،‬د‪‌.‬ط)‪،‬مكتبة‌االنجلو‌المصرية‪‌،‬القاهرة‪‌،‬سنة‌‪1981‬م‪‌،‌،‬ص‌‪‌.38‬‬
‫‪‌3‬محمود‌الفلكي‪‌،‬اإلسكندرية‌القديمة‌و‌ضواحيها‌و‌الجهات‌الغربية‌منها‌التي‌اكتشفت‌بالحفريات‪‌،‬و‌أكمال‌سير‌الغرو‌و‌المسح‌و‌صرق‌البحث‌‬
‫األخرى‪‌،‬ت‪‌.‬محمود‌صالح‌الفلكي‪‌،‬دار‌نشر‌الثقافة‪‌،‬اإلسكندرية‪‌،‬سنة‌‪1968‬م‌‪‌،‬ص‪.‌67‬‬
‫‪‌4‬سيد‌كريم‪‌،‬لغز‌الحضارة‌المصرية‪‌،‬الهيئة‌المصرية‌العامة‌للكتاب‪‌،‬القاهرة‪‌،‬سنة‌‪1996‬م‪‌،‬ص‪‌ .217‬‬
‫‪‌5‬سيد‌كريم‪‌،‬المرجع‌نفسه‪‌،‬ص‌‪‌ .‌217‬‬
‫‪‌6‬عزت‌زكي‌أحمد‌قادوس‪‌،‬أثار‌مصر‌في‌العصرين‌اليوناني‌و‌الروماني‪(‌،‬د‪.‬ط)‪،‬كلية‌اآلداب‪‌،‬جمعة‌اإلسكندرية‪‌‌،‬اإلسكندرية‪‌،‬سنة‌‪‌،2005‬‬
‫ص‪‌ .‌10‬‬

‫‌‬
‫تنظيم الغزوات وسيرها نحو الشرق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫نمت اإلسكندرية نموا هائال قليل الحدوث‪ ,‬و اصبحت عاصمة لمصر‪ ,‬و مركز لحامية‬
‫عسكرية و اهم ميناء في البحر المتوسط و من أشهر المراكز الحضارية في العالم القديم‪ ,‬و‬
‫من اكثر مدنه سكانا‪.1‬ينظر إلى خريطة رقم (‪.)03‬‬

‫ذهاب اإلسكندر إلى معبد اإلله آمون‪:‬‬

‫بعد أن انتهى اإلسكندر من معاينة هذه المدينة الجديدة واصل السير غربا‪ ,‬مستأنفا رحلته‬
‫إلى "سيوة" و كان خط سيوة عن طريق الساحل الشمالي إلى بريتونيوم (‪ ,)paretonium‬ثم‬
‫اتجه جنوبا غلى سيوة‪ ,‬مضى اإلسكندر إلى سيوة‪ , 2‬و عندما بلغ الركب نهاية الرحلة تقدم‬
‫اإلسكندر نحو معبد اإلله آمون فاستقبله كبير الكهنة قائال‪ <<:‬أهال يا ابن آمون>>‪ ,‬و دعاه‬
‫إلى دخول قدس االقداس‪ ,‬و كان اإلسكندر يرغب في سماع هذا االعتراف من كبير الكهنة‪,‬‬
‫ثم ذهب قاعة قدس االقداس بمفرده‪ , 3‬و قال‪ << :‬يا أبتاه اعطيني عالمة بأن ما قالته امي‬
‫لي هو حقيقة‪ ,>>.‬اي بأنني ولدت من صلبك‪ ,‬فارسل له عالمة‪ ,‬و يرى اإلسكندر طيفا‬
‫يشاهد فيه‪ ,‬أمه تنام مع آمون الذي يقول له‪ <<:‬يا بني‪ ,‬يا إسكندر إنك ولدت من‬
‫صلبي! >> و لذا فإن اإلسكندر من بعد ذلك الوحي و النبوءة قام بترميم المحراب‪ ,‬كما امر‬
‫التالي‪:‬‬ ‫النقش‬ ‫له‬ ‫اهدى‬ ‫و‬ ‫الخشبي‪,‬‬ ‫اإلله‬ ‫تمثال‬ ‫بتذهيب‬
‫<<‪ >> patritheo ammohialexandros‬بمعنى‪ <<:‬من اإلسكندر‪ ,‬إلى ابيه اإلله‬
‫بعد أن أتم الزيارة‬ ‫‪4‬‬
‫آمون‪ >>.‬ثم رأى اإلسكندر اإلله آمون بقرونه الذهبية‪ ,‬و قرون الكبش‬
‫عاد بالطريق المباشر عبر الصحراء ممفيس‪ ,‬حيث أقام بعض الوقت إلعادة نظام اإلدارة في‬
‫حكم في مصر على أسس جديدة تتلخص فيما يلي‪ :‬قسم مصر إلى قسمين‪ ,‬شمالي و‬
‫جنوبي ( و عهد بإدارة كل قسم إلى موظف مصري ‪ ,‬و لكن حيث تنحى بتيزس ‪potiais‬‬
‫تولى زميله دوالسبيس ‪ dolosspis‬إدارة الوجهين معا‪ ,‬امام الحدود الشرقية و الغربية فانشأ‬

‫‪‌1‬مصطفى‌العبادي‪‌،‬مجتمع‌اإلسكندرية‌في‌العصر‌البطلمي‌مصريون‌و‌إغريق‪(‌،‬د‪.‬ط)‪،‬مطبعة‌جامعة‌اإلسكندرية‪‌،‬سنة‌‪‌،1975‬ص‪‌ .‌26‬‬
‫‪‌2‬مصطفى‌العبادي‪‌،‬المرجع‌نفسه‪‌،‬ص‪‌ .210‬‬
‫‪‌3‬أبو‌اليسر‌فرح‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪.36‬‬
‫‪‌4‬كالليسثينيس‌المزيف‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪‌ ‌.58‬‬

‫‌‬
‫تنظيم الغزوات وسيرها نحو الشرق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بهما مقاطعتين وعين على االولى كليومنيس النقراطيسي و الثانية أبولونيوس بن مكارتاتوس‬
‫وعين بولبمون ابن ثيرامين قائد لألسطول أما اإلشراف على الخزانة و شؤون المالية‬
‫لكليومنيوس النقراطيسي و أيضا‪ ,‬عهد إلى كليومنيس اإلشراف على بناء اإلسكندرية‬
‫‪1‬‬
‫الجديدة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬معركة جاوجاميال ‪331‬ق‪.‬م و نتائجها‪:‬‬

‫أ‪ -‬معركة جاوجاميال ‪331‬ق‪.‬م‪:‬‬

‫بعد أ ن استتب األمر لإلسكندر المقدوني في مصر ارتحل منها و عاد إلى بالد الشام و‬
‫هناك أعد العدة للمعركة الفاصلة بين جيشه و الجيش الفارسي‪ ,‬بقيادة الملك "داريوس‬
‫الثالث "‪ ,‬فوصل اإلسكندر مدينة<<تابساكوس>> على نهر الفرات في أوت عام ‪331‬ق‪.‬م‪,‬‬
‫و كانت << بابل>> القديمة هي هدف اإلسكندر فغير طريقه شماال‪ 2‬رغبة بأن يكون مروره‬
‫بأرض خصبة كثيرة الكالء للخيل و الزاد للرجال‪ ,3‬ثم هبط على شاطئ دجلة الشرقي وهناك‬
‫عرف من بعض الجنود الفرس الذين قبض عليهم أن <<داريوس الثالث>> في سهل‬
‫<<جاوجاميال>>* ينظر إلى الخريطة رقم (‪ ,)04‬و قد بالغ في ذكر عدد قوات الفرس و‬
‫قدرت القوات المشتركة في المعركة كما يلي‪:‬‬

‫اإلغريق‪:‬‬

‫‪-‬أربعين الفا من المشاة ‪.‬‬

‫‪ -‬سبعة آالف من الفرسان‪. 4‬‬

‫‪-‬خمسة عشر فيال و مائتي عربة‪. 5‬‬

‫‪‌1‬مصطفى‌العبادي‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‌ص‌‪‌ .‌22،23‬‬
‫‪‌2‬سيد‌أحمد‌علي‌الناصري‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪‌ ‌536‬‬
‫‪‌3‬جرجي‌ديمتري‌سرقس‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪234‬‬
‫‪‌4‬سيد‌أحمد‌على‌الناصري‪‌،‬المرجع‌نفسه‪‌،‬ص‪‌536‬‬
‫‪‌5‬علي‌ظريف‌األعظمي‪‌،‬تاريخ‌الدول‌اليونانية‌و‌الفارسية‌في‌العراق‪(‌،‬ب‪‌.‬ط)‪‌،‬مكتبة‌الثقافة‌الدينية‪(،‌‌،‬ب‪.‬م‪.‬ن)‪(‌،‬ب‪.‬س‪.‬ن)‪‌،‬ص‪‌ 6‬‬

‫‌‬
‫تنظيم الغزوات وسيرها نحو الشرق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرس‪:‬‬

‫حوالي مائة الف من المشاة ( مع النساء و االطفال و عناصر التموين و غيرهم) و بينهم‬
‫عشرة آ الف من المرتزقة اليونانيين‪.‬‬

‫‪ -‬خمسة و ثالثون ألفا من الفرسان( من مختلف أنحاء اإلمبراطورية)‪ ,‬و مائتين عربة‬
‫منجلية‪.‬‬

‫‪ -‬خمسة عشر فيل قتال هندي‪.1‬‬

‫و يذكر بأن القائد << برمينيون>> نصح اإلسكندر بشن هجوم ليلي فاعرض اإلسكندر قائال‬
‫<< أنا ال أسرق النصر >> كان اإلسكندر يريد نص ار في وضح النهار‪ ,‬و أن يرتاح جيشه‬
‫جنود الفرس ليلتهم في تحصين معسكرهم خوفا من هجوم ليلي قد يشنه‬ ‫ليال‪ ,‬بينما‬
‫اإلسكندر عليهم‪ ,‬و دارت المعركة الفاصلة في أول أكتوبر عام ‪331‬ق‪.‬م و ازاء هجوم‬
‫فسان اإلسكندر وهن خط القتال الفارسي و انهار تماما و ولى << داريوس >>هاربا تاركا‬
‫حرسه يقاومون اإلسكندر و تمكن من الفرار و قد شاع فرار الملك داريوس و أدى إلى تفشي‬
‫االضطراب في صفوف الفرس فارتدوا خاسرين‪ . 2‬و بذلك حقق اإلسكندر انتصاره على‬
‫داريوس الثالث الذي فر إلى أربيال و منها داخل البالد الفارسية و تحديدا بالد<< مادي>>‬
‫ألن طريقها صعب و وعر‪.3‬‬

‫ب‪ -‬نتائج المعركة‪:‬‬

‫‪ -1‬عسكريا‪ :‬هذه المعركة اسفرت عن انتصار حاسم بالنسبة لإلسكندر يعلق عليه أمال‬
‫كبي ار‪.4‬‬

‫* سهل‌جاوجاميال‪‌:‬يقع‌بالقرب‌من‌أربيال‌(أربيل)‌عند‌الموصل‌و‌أربيل‌تقع‌بالقرب‌من‌انقاض‌مدينة‌نينوي‌ينظر‌إلى‌ه‪‌،‬ج‌ويلز‪‌،‬موجز‌تاريخ‌‬
‫العالم ‪‌،‬عبد‌العزيز‌توفيق‌جاويد‪(‌،‬ب‪.‬ط)‪‌،‬مكتبة‌النهضة‌المصرية‪‌،‬القاهرة‪‌،‬مصر‪‌(‌،‬ب‪.‬س‪.‬ن)‪‌،‬ص‪114‬‬
‫‪‌1‬ابتهال‌عادل‌ابراهيم‌الطائي‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‌‪180‬‬
‫‪‌2‬سيد‌أحمد‌علي‌الناصري‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‌‪536‬‬
‫‪‌3‬ابتهال‌عادل‌ابراهيم‌الطائي‪‌،‬المرجع‌نفسه‪‌،‬ص‌‪‌184‬‬
‫‪‌4‬أرنولد‌توينبي‪‌،‬تاريخ‌الحضارة‌الهيلينية‪‌،‬تر‪‌،‬رمزي‌جرجس‪‌،‬مكتبة‌االسرة‪‌،‬مصر‪‌،‬سنة‪2003‬م‪‌،‬ص‪206‬‬

‫‌‬
‫تنظيم الغزوات وسيرها نحو الشرق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬قدرت خسائر اإلسكندر بحوالي ‪ 2000-1500‬قتيل و جريح‬

‫‪ -‬قدرت خسائر الفرس بحوالي خمسين ألف قتيال و جريح (حسب أرقام المصادر اإلغريقية)‬

‫‪ -2‬سياسيا‪:‬‬

‫* غزو بابل ‪331‬ق‪.‬م‪:‬‬

‫من اهم نتائج المعركة أنها كانت النهاية الحقيقية إلمبراطورية الفرس‪ ,‬اتجه بعدها اإلسكندر‬
‫إلى جنوب من << جاوجاميال>> إلى << أربيل>> ثم عبر الزاب االسفل‪ ,‬و بعدها نهر‬
‫<<ديالي >> باتجاه<< بابل>> فدخلها من غير قتال‪ ,‬حيث تعد المقر الرئيسي لحكومة‬
‫الفرس‪ ,‬فاستقبل بحفاوة من طرف حاكمها << مازايوس*>> و على إثر دلك‬
‫حافظ<<مازايوس>> على منصبه‪ ,‬و الجدير بالذكر فقد عامل اإلسكندر البابليين بنفس‬
‫الطريقة التي عامل بها المصريين فعمل على اصالح المعابد الدينية خاصة معبد‬
‫<<‪ >>Bel‬الذي دمره << اكسيركيس>> عند عودته منهزما من بالد اإلغريق ‪.‬‬

‫و كانت بداية سياسة اإلسكندر الجديدة في بالد الشرق في توزيع المهام فأسند المهام المالية‬
‫‪1‬‬
‫و العسكرية في أيدي المقدونيين‪ ,‬أما المهام اإلدارية فكانت في أيدي الفرس‬

‫*غزو سوسة و برسيس‪330‬ق‪.‬م‪( :‬معركة المعابد الفارسية)‬

‫بعد ان استراح الجيش المقدوني سار به اإلسكندر تجاه الجنوب الشرقي إلى <<سوسة>>‬
‫مقر القصر الصيفي للملك << داريوس الثالث>>‪ ,‬و استولى على قلعتها حيث وضع يده‬
‫على كنوز هائلة من الذهب و الفضة‪ ,‬و ذلك على مجموعة تماثل قتلة طغاة‪ ,‬حيث وجد‬
‫اإلسكندر في إعادة هذه المجموعة العزيزة على نفوس اإلغريق كسبا معنويا كبيرا‪ ,‬و بعد‬
‫غزو اقليم << برسوبوليس*>> غادر اإلسكندر سوسة قاصدا عاصمة اإلمبراطورية الفارسية‬

‫‪‌1‬ابتهال‌عادل‌ابراهيم‌الطائي‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪‌ ‌485‬‬
‫*‌ كان‌تعيين‌اإلسكندر‌لمازايوس‌على‌بابل‌أول‌عمل‌من‌نوعه‌يقوم‌به‌اإلسكندر‌فهو‌أول‌فارسي‌يعين‌من‌قبل‌ملك‌مقدوني‌لكن‌لم‌يخيل‌له‌أي‌‬
‫سلطة‌عسكرية‌و‌المالية‪‌،‬ينظر‌سيد‌احمد‌علي‌الناصري‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪‌ ‌537‬‬
‫*‌برسوبوليس‪‌:‬كانت‌عاصمة‌الفرس‌ذكرها‌ديودور‌الصقلي‌وقال‌إنها‌أغنى‌مدينة‌طلعت‌عليها‌الشمس‪‌ ‌‌.‬‬

‫‌‬
‫تنظيم الغزوات وسيرها نحو الشرق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫طمعا في قصور << قورش>> و << دايروس>> و غيرهم من الملوك‪ ,‬و لما وصل إلى‬
‫<<برسيس>> في جانفي ‪330‬ق‪.‬م وجد الوالي الفارسي << أريوباززانيس>> قد حصنها و‬
‫استبسل في الدفاع عنها لكن اإلسكندر حاصره في وسط التالل في قلب الشتاء و كثرة الثلوج‬
‫و كان النصر لإلسكندر و يعد هذا النصر من اصعب نصر حققه اإلسكندر في ظروف‬
‫صعبة‪.1‬‬

‫دخل اإلسكندر << برسوبوليس>> أقدم و أغنى مدينة على وجه األرض استولى على‬
‫قصورها و كنوزها*‪ ,‬و تلك ثروة لم يصدقها أحد في العالم اإلفريقي‪ ,‬و يروى لنا المؤرخون‬
‫أن أهم حدث قام به اإلسكندر هو حرق قصر<< أكسركسيس>>‪ ,2‬و تعود األسباب إلى‬
‫الثأر و االنتقام لشرف اإلغريق و ذلك عندما احرق الفرس مدينة << أثينا>> و دنسوا‬
‫المعابد اإلغريقية‪.3‬‬

‫ينظر إلى موقع المدن التي غزاها اإلسكندر في الخريطة رقم (‪)05‬‬

‫*اإلسكندر المقدوني بطل آسيا ‪:‬‬

‫انحصر الملك داريوس و ما تبقى له من قواته و قادته في << اكباتاتا>> عاصمة إقليم‬
‫<<ميديا>> أقد أقاليم فارس القديمة و لما علم بمالحقة اإلسكندر له‪ ,‬فر شرقا إلى‬
‫<<باكتريا>> و استولى اإلسكندر على المدينة و اإلقليم استولى على ثروة كبيرة و دفع‬
‫مرتبات الجنود اإلغريق‪ 4‬لمواصلة الزحف على<< داريوس>> الذي فر إلى أرض ابن عمه‬
‫<< باسوس>> في << بقطر>> ( أفغان الشمالية )‪ ,‬فقسم اإلسكندر جيشه إلى ثالث‬
‫أقسام‪ ,‬األول تركه في << إقبطان>> (همدان) عاصمة داريوس ال اربعة و سلم حراسته‬
‫‪‌1‬سيد‌أحمد‌علي‌الناصري‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‌ص‪‌537،538‬‬
‫‪‌2‬سيد‌أحمد‌علي‌الناصري‪‌،‬المرجع‌نفسه‪‌،‬ص‌‪‌ ‌539‬‬
‫‪‌3‬فاطمة‌الزهراء‌جاوشي‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪90‬‬
‫‪‌4‬سيد‌أحمد‌علي‌الناصري‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪‌ .‌539‬‬
‫*‌يذكر‌أن‌جيش‌اإلسكندر‌استولى‌على‌قيمة‌مائة‌و‌عشرين‌ألف‌زنة‌‌وهي‌تعادل‌نحو‌ستمائة‌و‌ثالثين‌مليونا‌من‌الفرنكات‌كانت‌في‌خزائن‌‬
‫المدينة‌من‌خراج‌البالد‪‌،‬ينظر‌جرجي‌ديمتري‌سرسق‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪.238‬‬

‫‌‬
‫تنظيم الغزوات وسيرها نحو الشرق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لصديقه << هربال>> و القسم الثاني بقيادة<< بارمينيون>> و احتفظ بالقسم الثالث لنفسه‬
‫و الذي كان جيش سريع التحرك‪ ,‬اتجه به نحو الشرق‪ ,‬غير أن فرار الملك داريوس المرة تلو‬
‫المرة دفع ضباطه إلى التأمر على حياته للتخلص منه و توليه ابن عمه << باسوس>> ملكا‬
‫على الفرس عوضا عنه‪ ,‬و هكذا وصل اإلسكندر إلى داريوس‪ ,‬و قد تم اغتياله على يد‬
‫المتمرين عليه‪ ,‬في جوان ‪330‬ق‪.‬م‪ 1‬بجوار<< بلخ>> و يموت داريوس اسدل الستار على‬
‫‪2‬‬
‫األسرة االخمينية الفارسية‪ ,‬وأصبح اإلسكندر سيد آسيا و مالكها‬

‫‪‌1‬صالح‌االشتر‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪.‌91‬‬
‫‪‌2‬سيد‌أحمد‌علي‌الناصري‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‌‪‌ .540‬‬

‫‌‬
‫تنظيم الغزوات وسيرها نحو الشرق‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫الخاتمة‬
‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬
‫الخاتمة‬

‫من خالل هذا البحث توصلنا إلى النتائج التالية التي يمكن اجمالها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تحتل بالد اليونان موقع استراتيجي هام جعلها تتوسط ثالث مسطحات مائية‪ ,‬هي بحر‬
‫إيجة و البحر اإلدرياتيك و البحر األبيض المتوسط‪.‬‬

‫‪ -‬عرفت بالد اليونان بنظام دويالت المدن‪ ,‬لما جعلها تمر بفترات صعبة من الحروب حول‬
‫السيادة تحت راية حكم موحد‪ ,‬فبرزت مقدونيا بزعامة فيليب كقوة عظمى و نجحت في جمع‬
‫المدن اليونانية تحت زعامتها‪ ,‬بعدما كانت أثينا و اسبرطة في صراع طويل حول الزعامة ‪.‬‬

‫‪ -‬وكان ألسرة اإلسكندر المقدوني أثر كبير في تربيته مما جعله شخصية قوية أهلته ليحقق‬
‫كل هذه المنجزات و النجاحات‪ ,‬فحمل سيمات قيادية و روح المغامرة محاوال تقليد أبطال‬
‫األساطير في أعمالهم الخارقة‪.‬‬

‫‪ -‬كانت الفرص متاحة أمام اإلسكندر المقدوني لغزو الشرق بسبب عقم سياسة الفرس وتذمر‬
‫شعوب بالد الشرق من حكم األقلية الفارسية إضافة إلى التفكك االجتماعي الذي عانى منه‬
‫السكان مما سمح له من تحقيق مشروعه التوسعي‪.‬‬

‫‪ -‬كان من أهم نتائج هذه الغزوات في هذه الفترة دخوله مصر وتأسي اإلسكندرية وفتح بابل‪.‬‬

‫‪ -‬تجسدت سياسة اإلسكندر في إبداء العفو واحترام العادات و القوانين التي غزاها‪ ,‬غير أنه‬
‫احدث بعض التغيرات في السلطات اإلدارية و العسكرية أسند هذا األخير بين أيدي‬
‫المقدونيين حفاظا على حركات التمرد استعان بالتراث الشرقي خاصة تراث البابليين و تراث‬
‫الفرس و اليونان‪.‬‬

‫‪ -‬النهاية التي كتبها اإلسكندر المقدوني بق ارره غزو آسيا و يموت داريوس الثالث سقطت‬
‫اإلمبراطورية األخمينية التي دامت مائتي سنة ليصبح اإلسكندر سيد أسيا و بطلها‪.‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ -‬يمكننا القول بكل راحت ضمير‪ ,‬إذا كان اإلسكندر المقدوني قد نجح إلى حد ما بتوحيد‬
‫شطر كبير من أرجاء بلدان العالم القديم تحت سلطان سيفه وفكره وكان رجل عصره في‬
‫السياسة و الحرب فمرد الفضل في ذلك إلى أبيه الملك فيليب الثاني ‪.‬‬

‫‌‬
‫الخاتمة‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫المـالحـق‬
‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬
‫الخاتمة‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫الخرائط‬
‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬
‫مالحق‬

‫‪1‬‬
‫خريطة رقم (‪: )01‬بالد اإلغريق وأهم المدن والجزر‬

‫‪‌1‬فوزي‌مكاوي‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪.14‬‬

‫‪58‬‬
‫‪1‬‬
‫خريطة رقم )‪ :(02‬أهم المناطق والمواقع في المحيط اإلغريقي‪.‬‬

‫‪‌1‬كارل‌جي‌توماس‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪.44‬‬
‫المالحق‬

‫‪1‬‬
‫خريطة رقم (‪ :)03‬أول خريطة لإلسكندرية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫خريطة رقم (‪ :)04‬توضح سير معركة جوجاميال ‪.‬‬

‫‪‌1‬فوكس‌وبيرين‪‌،‬المرجع‌السابق‪،‬ص‪‌ .69‬‬

‫‪‌2‬ابتهال‌عادل‌الطائي‪‌،‬المرجع‌السابق‌‪،‬ص‪.173‬‬
‫ث ‌‬
‫ث‬ ‫ث ‌‬
‫‌‬
‫المالحق‬

‫‪1‬‬
‫خريطة رقم (‪ :)05‬فتوحات اإلسكندر (‪)02‬‬

‫‪‌1‬رمال‌آمون‪‌،‬المرجع‌السابق‪،‬ص‪.09‬‬
‫ج‌‬
‫ج‬ ‫ج‌‬
‫‌‬
‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫األشكال‬
‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬
‫‌‬

‫‌‬

‫الشكل رقم (‪ :)01‬رأس عاجي من زينة حامل التابوت المطعم بالذهب والعاج في الغرفة‬
‫‪1‬‬
‫الرئيسة بالمدفن الملكي الثاني في فرجينيا‪ ,‬ويعتقد أنه رأس فليب الثاني ‪.‬‬

‫‪‌1‬كارل‌جي‌توماس‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‌‪‌ .81‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)02‬رأس عاجي من زينة حامل التابوت المطعم بالذهب والعاج في الغرفة‬
‫‪1‬‬
‫الرئيسة بالمدفن الملكي الثاني ‪,‬ويعتقد أنه رأس اوليمبياس‪.‬‬

‫‪‌1‬كارل‌جي‌توماس‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪‌ .95‬‬
‫‪1‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)03‬صورة االسكندر المقدوني‪.‬‬

‫‪‌1‬فوكس‌وبيرن‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪.35‬‬
‫‪1‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)04‬اإلسكندر ذو القرنين‪.‬‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‪‌1‬فوكس‌وبيرن‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪.36‬‬
‫‪1‬‬
‫مخطط رقم (‪ :)01‬النسب األرغي أسماء الحكام مكتوبة بخط سميك‪.‬‬

‫‪‌1‬كارل‌جي‌توماس‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‪‌ .66‬‬
‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬


‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬
‫‪-)1‬قائمة المصادر‪:‬‬

‫*الدينية‪:‬‬

‫القرآن الكريم‪.‬‬

‫*العربية‪:‬‬

‫‪ -1‬ابن االثير عز الدين بن الحسنين‪ ,‬الكامل في التاريخ‪ ,‬مج‪ ,1‬دار صادر للطباعة و‬
‫النشر(ب‪.‬ط)‪ ,‬بيروت‪ ,‬سنة ‪1995‬م ‪.‬‬

‫‪ -2‬ابن الوردي زين الدين عمر‪ ,‬المختصر في اخبار البشر‪ ,‬تح احمد رفعت البدراوي‪ ,‬دار‬
‫المعرفة‪ ,‬ط‪ ,1‬بيروت‪ ,‬لبنان‪( ,‬ب‪.‬ت)‪.‬‬

‫‪ -3‬ابن خلدون عبد الرحمان‪ ,‬تاريخ ابن خلدون المسمى ديوان المبتداء و الخبر في تاريخ‬
‫العرب و البربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن األكبر‪ ,‬دار الفكر للطباعة و النشر و التوزع‪,‬‬
‫(ب‪.‬ط)‪,‬ج‪ ,2‬بيروت‪ ,‬لبنان‪ ,‬سنة ‪1321‬ه‪2000/‬م‪.‬‬

‫‪ -4‬الدمشقي الحافظ عماد الدين‪ ,‬تفسير القرآن الكريم‪ ,‬دار المعرفة‪(,‬ب‪.‬ط)‪,‬ج‪ ,3‬ببيروت‪,‬‬
‫سنة‪1982‬م ‪.‬‬

‫‪ -5‬الرازي محمد فخر الدين خطيب الري‪ ,‬التفسير الكبير‪ ,‬تفسير فخر الدين الرازي مج‪,11‬‬
‫دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع‪ ,‬ط‪ ,1‬بيروت‪ ,‬لبنان‪ ,‬سنة‪1981‬م‪.‬‬

‫مكتبة النهضة‬ ‫‪-6‬المسعودي ابن الحسن بن علي‪ ,‬مروج الذهب و معادن الجوهر‪,‬‬
‫المصرية‪( ,‬ب‪.‬ط)‪ ,‬ج‪ ,1‬القاهرة‪ ,‬مصر‪1937 ,‬م‪.‬‬

‫*المعربة‪:‬‬

‫‪-1‬هيردوت‪ ,‬هيردوت يتحدث عن مصر‪ ,‬تر محمد صقر حفاجة‪ ,‬دار القلم‪( ,‬ب‪.‬ط)‬
‫‪(,‬ب‪.‬م‪.‬ط)‪ ,‬سنة ‪.1966‬‬
‫*الكالسيكية‪:‬‬

‫‪1-plytarque,lesiesdes,des.bommesillustres,imadaymotjacques, tomeli‬‬
‫‪France.‬‬

‫*األجنبية‪:‬‬

‫‪1- empire of alexander the creat, de bia, 5keleton, pamela,‬‬


‫‪jonnw.l.lee, historical, consltant.2009.‬‬

‫الرسائل الجامعية‪:‬‬

‫‪-1‬الهدار علي بشير‪ ,‬مدينة اإلسكندرية في عهد اإلسكندر األكبر و خالفاته و عالقتها‬
‫بكوريني الليبية(‪96-356‬ق‪.‬م)‪( ,‬دراسة تاريخية أثرية)‪ ,‬رسلة الماجستير‪ ,‬إشراف أحمد‬
‫انديشه‪ ,‬كلية اآلداب و العلوم بالخمس‪ ,‬قسم اآلثار‪ ,‬جامعة المرقب الليبية‪ ,‬سنة ‪2008‬م‪.‬‬

‫‪ -2‬جاوشي فاطمة الزهراء‪ ,‬أثار حملة اإلسكندر المقدوني على بالد ما بين النهرين خالل‬
‫فترة الهلنسينية (‪30/331‬ق‪.‬م)‪,‬رسالة لنيل الماجستير في التاريخ القديم‪ ,‬إشراف ابراهيم العيد‬
‫الجزائر‪,2‬‬ ‫جامعة‬ ‫التاريخ‬ ‫قسم‬ ‫اإلجتاعية‪,‬‬ ‫و‬ ‫اإلنسانية‬ ‫العلوم‬ ‫كلية‬ ‫بشي‪,‬‬
‫سنة‪2013/2012‬م‪.‬‬

‫‪ -3‬خضر قاسم توفيق قاسم‪ ,‬شخصية فرعون في القرآن‪ ,‬رسالة ماجستير في التفسير‪,‬‬
‫إشراف محسن الخالدي‪ ,‬كلية الدراسات العليا‪ ,‬جامعة النجاح‪ ,‬نابلس‪ ,‬فلسطين‪,‬‬
‫سنة‪2003/1423‬م‪.‬‬

‫‪ -4‬طاهري خديجة‪ ,‬النظام العسكري و اثره على النظام السياسي من قوش الثاني إلى‬
‫اإلسكندر المقدوني‪ ,‬مذكرة بلقاسم رحماني‪ ,‬كلية العلوم اإلنسانية‪ ,‬قسم التاريخ‪ ,‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ,2‬أبو القاسم سعد هللا‪ ,‬سنة ‪.2016/2015‬‬

‫‌‬
‫‪ -5‬عاطف معتمد عبد الحميد‪ ,‬النطاق الساحلي لخليج العرب (غرب اإلسكندرية)‪ ,‬دراسة‬
‫جيومورفولوجية‪ ,‬رسالة ماجستير مقدمة لقسم الجغرافيا‪ ,‬إشراف علي محمد محمود‪ ,‬كلية‬
‫اآلداب‪ ,‬جامعة القاهرة‪ ,‬سنة ‪1996‬م‪.‬‬

‫‪ -6‬بالنور ماجدة محمد عيسى‪ ,‬رصد و تقييم الملوثات باستخدام تقنية اإلستشعار عن بعد‬
‫(حالة الدراسة‪ :‬بحيرة مريوط)‪ ,‬رسالة مقدمة لألاديمية العربية للعلوم و التكنولوجيا و النقل‬
‫البحري إلستكمال متطلبات منح درجة الماجستير في تكنولوجيا النقل البحري(حماية البيئة‬
‫البحرية)‪ ,‬إشراف إيمان ابراهيم صيام و عصام محمد عبد المولي‪ ,‬قسم الدراسات العليا‪,‬‬
‫اإلسكندرية‪ ,‬سنة‪2006‬م‪.‬‬

‫‪ -7‬عيساوي مها‪ ,‬المجتمع اللوبي في بالد المغرب القديم( من عصور ما قبل التاريخ إلى‬
‫عشية الفتح اإلسالمي) ‪ ,‬أطروحة مقدمة لنيل دكتوراه في تاريخ المغرب القديم‪ ,‬إشراف محمد‬
‫الصغير غانم‪ ,‬كلية العلوم اإلنسانية و اإلجتماعية‪ ,‬قسم التاريخ‪ ,‬جامعة منتوري قسنطينة‪,‬‬
‫سنة ‪2020/2019‬م‪.‬‬

‫المجالت‪:‬‬

‫‪ -1‬الجنابي قيس حاتم‪ ,‬اإلسكندر المقدوني و مشروعه في بابل‪ ,‬مجلة مركز بلبل لدراسات‬
‫كلية التربية األساسية‪ ,‬جامعة بابل‪ ,‬العدد االول‪ ,‬المجلد الخامس‪(,‬ب‪.‬ت)‪.‬‬

‫‪ -2‬الريفي الشريف أحمد‪ ,‬اإلسكندر المقدوني(‪323-336‬م)‪ ,‬مجلة جامعة سبها‪ ,‬العلوم‬


‫اإلنسانية‪ ,‬العدد الثالث‪ ,‬سنة‪2007‬م ‪.‬‬

‫‪ -3‬بشي ابراهيم العيد‪ ,‬التوسع العسكري المقدوني خالل حملة اإلسكندر الثالث على الشرق‪,‬‬
‫مجلة جامعة الجزائر‪ ,‬للعلوم اإلنسانية‪ ,‬العدد الثالث‪ ,‬سنة ‪2007‬م ‪.‬‬

‫‪ -4‬بوبيش فريد‪ ,‬مالمح اإلستدامة البيئية في العمران قديما و حديثا‪ ,‬مجلة الدراسات و‬
‫البحوث اإلجتماعية‪ ,‬جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ,‬الوادي‪ ,‬العدد‪ ,13‬سنة‪.2015‬‬

‫‌‬
‫‪ -5‬حمود محمود‪ ,‬أعمال اإلسكندر المقدوني و أثاره في منطقة الخليج العربي‪ ,‬مجلة أفاق‬
‫المعرفة‪ ,‬العدد‪ ,680‬ماي سنة ‪.2020‬‬

‫الموسوعات‪:‬‬

‫‪ -1‬سيد مجدي عبد العزيز‪ ,‬موسوعة المشاهير‪ ,‬دار األمين للنشر و التوزيع‪ ,‬ط‪ ,1‬القاهرة‪,‬‬
‫مصر‪ ,‬سنة ‪1996‬م‪.‬‬

‫‪ -2‬سليم حسن‪ ,‬موسوعة مصر القديمة في عصر ماقبل التاريخ إلى نهاية العصر اإلهناس‬
‫‪,‬ج‪ ,1‬مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة‪ ,‬القاهرة‪ ,‬سنة ‪.2012‬‬

‫‪ -)2‬قائمـــة المراجع‬

‫‪-1‬أبو بكر فادية محمد‪ ,‬دراسات في العصر الهللنيستي‪ ,‬دار المعرفة الجامعة‪ ,‬كلية‬
‫اآلداب‪ ,‬جامعة اإلسكندرية‪ ,‬اإلسكندرية‪.1998 ,‬‬

‫‪-1‬أرموار روبرت‪ ,‬آلهة مصر القديمة وأساطيرها‪ ,‬تر مروى الفقي‪ ,‬المجلس األعلى للثقافة‪,‬‬
‫ط‪ ,1‬القاهرة‪ ,‬سنة ‪2005‬م‪.‬‬

‫‪-3‬األشتر صالح ‪ ,‬أعالم مبرزون من الشرق والغرب‪ ,‬اإلسكندر األكبر‪ ,‬دار الشرق‪ ,‬ط‪,3‬‬
‫سوريا‪ ,‬سنة ‪1423‬ه ‪2002-‬م‪.‬‬

‫‪ -4‬األلفي أمال محمد صفوت‪ ,‬قلعة فايتباي‪ ,‬هيئة اآلثار المصرية (ب‪.‬ط) ‪ ,‬اإلسكندرية ‪,‬‬
‫سنة ‪772‬ه‪1477-‬م‪.‬‬

‫‪ -5‬السايح إبراهيم‪ ,‬تاريخ اليونان‪ ,‬المكتب الجامعي الحديث‪( ,‬ب ‪.‬ط)‪ ,‬اإلسكندرية ‪ ,‬مصر‬
‫‪,‬سنة ‪.1999‬‬

‫‪ -6‬السعدني محمد إبراهيم‪ ,‬تاريخ وحضارة اليونان‪ ,‬دراسة تاريخية أثرية (سلسلة قراءات في‬
‫التاريخ القديم ‪ ,)1‬الدار الدولية لالستثمارات‪ ,‬ط‪ , 1‬القاهرة ‪ ,‬مصر‪ ,‬سنة ‪2008‬م ‪.‬‬

‫‌‬
‫‪-7‬الشيخ حسن‪ ,‬دراسات في تاريخ الحضارات القديمة (‪,)1‬اليونان‪ ,‬دار المعرفة الجامعية‪,‬‬
‫(ب‪.‬ط) ‪ ,‬اإلسكندرية مصر‪( ,‬ب‪.‬س‪.‬ن)‪.‬‬

‫العصر الهلينيستي في مصر‪ ,‬دار النهضة العربية‪ ,‬بيروت‪,‬‬ ‫‪‌ -8‬العبادي مصطفى‪,‬‬
‫لبنان‪.1988,‬‬

‫‪ ,___________ -9‬مجتمع اإلسكندرية في العصر البطلمي مصريون و إغريق‪ ,‬مطبعة‬


‫جامعة اإلسكندرية‪( ,‬د‪.‬ط)‪ ,‬سنة ‪.1975‬‬

‫‪ ,____________‌ -10‬مصر من االسكندر االكبر الى الفتح العربي‪ ,‬د‪.‬ط‪ ,‬دار اللواء‬
‫للطباعة‪,‬سنة‪.1999‬‬

‫‪‌ -11‬الفلكي محمود ‪ ,‬اإلسكندرية القديمة و ضواحيها و الجهات الغربية منها التي اكتشفت‬
‫بالحفريات‪ ,‬و أكمال سير الغرو و المسح و صرق البحث األخرى‪ ,‬ت‪ .‬محمود صالح‬
‫الفلكي‪ ,‬دار نشر الثقافة‪ ,‬اإلسكندرية‪ ,‬سنة ‪1968‬م‪.‬‬

‫‪ ‌ -12‬المزيف كالليسثينيس ‪ ,‬حياة االسكندر‪ ,‬محمود ابراهيم السعدني‪ ,‬المركز القومي‬


‫للترجمة‪ ,‬ط‪ ,1‬سنة ‪.2015‬‬

‫‪-13‬الناصري سيد احمد علي ‪ ,‬االغريق تاريخهم وحضارتهم من حضارة كريت حتى قيام‬
‫امبراطورية االسكندر االكبر‪,‬ط‪,2‬دار النهضة العربية‪ ,‬القاهرة‪,‬مصر‪,‬سنة‪1976‬م‪.‬‬

‫‪‌ -14‬ابتهال عادل ابراهيم الطائي‪ ,‬تاريخ اإلغريق منذ فجر بزوغه وحتى نهاية عصر‬
‫االسكندر المقدوني‪ ,‬ط‪ ,1‬دار الفكر للتوزيع‪ ,‬عمان‪1435 ,‬ه‪.2014 ,‬‬

‫‪ ,-15‬بكير محمد الفتحي محمد‪ ,‬الجغرافيا التاريخية ‪ ,‬دراسة أولية تطبيقية دار المعرفة‬
‫الجامعية ‪ ,‬اإلسكندرية‪( ,‬د‪.‬ت)‪.‬‬

‫‪ -16‬تارن و و ‪ ,‬اإلسكندر األكبر قصته وتاريخه‪ ,‬تر ‪ ,‬زكي علي‪ ,‬مركز الشرق األوسط‪,‬‬
‫(ب ط)‪ ,‬القاهرة‪ ,‬مصر‪ ,‬سنة ‪1963‬م‪.‬‬
‫‌‬
‫‪‌ -17‬أرنولد توينبي‪ ,‬تاريخ الحضارة الهيلينية‪ ,‬تر‪ ,‬رمزي جرجس‪ ,‬مكتبة االسرة‪ ,‬مصر‪,‬‬
‫سنة‪2003‬م‪.‬‬

‫‪ ‌ -18‬حجازي محمد محمد‪ ,‬جغرافية مصر‪ ,‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ,‬القاهرة‪ ,‬سنة‬
‫‪.1976‬‬

‫‪ ‌ -19‬جي كارول توماس‪ :‬عالم االسكندر االكبر‪ ,‬خالد غريب علي‪ ,‬مؤسسة هذداوي‪ ,‬سي‬
‫اي سي‪( ,‬د‪.‬ط)‪ ,‬المملكة المتحدة‪ ,‬سنة ‪.2017‬‬

‫‪ -20‬محمود درويش مصطفى‪ ,‬ابراهيم السايح‪ ,‬مقدمة في تاريخ الحضارة الرومانية‬


‫مصر‪,‬سنو‬ ‫‪,‬‬ ‫اإلسكندرية(ب‪.‬ط)‬ ‫الجامعي‪,‬‬ ‫المكتب‬ ‫اليونان‪,‬‬ ‫تاريخ‬ ‫واليونانية‪,‬‬
‫‪1999/1998‬م‪.‬‬

‫‪ ‌-21‬ديمتري جرجي سرسق‪,‬تاريخ اليونان‪,‬ط‪ (,1‬ب ن)‪,‬بيروت‪,‬سنة‪1876‬م‪.‬‬

‫‪‌ ‌-22‬دياكوف ف‪,.‬س‪.‬كوفاليف‪ ,‬الحضارات القديمة ‪,‬ج‪ ,2‬تر نسيم واكيم اليازجي‪,‬منشورات‬
‫دار عالء الدين‪,‬دمشق‪,‬سنة‪2000‬م‪.‬‬

‫‪ -23‬ديورانت ول وايرل‪ ,‬قصة الحضارة (حياة اليونان ج‪ ,)1‬م‪ ,1‬تر‪ ,‬محمد بدران‪ ,‬دار‬
‫الجليل للطباعة و النشر‪( ,‬ب‪.‬ط)‪( ,‬ب‪.‬ت)‪.‬‬

‫‪ -24‬زكي عزت حامد قادوس‪ ,‬أثار اإلسكندرية القديمة‪ ,‬منشأة معارف باإلسكندرية‪ ,‬ط‪,1‬‬
‫مصر‪ ,‬سنة‪2000‬م ‪.‬‬

‫‪ ,______________ -25‬أثار مصر في العصرين اليوناني و الروماني‪ ,‬كلية األداب‪,‬‬


‫جامعة اإلسكندرية‪( ,‬ب‪.‬ط)‪ ,‬اإلسكندرية‪ ,‬سنة‪2005‬م‪.‬‬

‫‪ -26‬زهيراتي متوديوس‪ ,‬اإلسكندر الكبير و فتوحاته و ريادة الفكر اليوناني في الشرق‪ ,‬تر‪,‬‬
‫نديم مرعشلي‪ ,‬دار طالس للدراسات و الترجمة و النشر‪( ,‬ب‪.‬ط)‪ ,‬دمشق‪ ,‬سنة‪1999‬م‪.‬‬

‫‌‬
‫‪ -27‬ستيويوس شارل‪ ,‬تاريخ حضارات العالم (الحضارة الفرعونية – االشوريون‪ -‬البابليون‪-‬‬
‫الفينيقيون‪ -‬الفرس‪-‬اليونان‪-‬الرومان)‪ ,‬تر محمد كرد علي‪ ,‬دار طيبة‪,‬ط‪ ,1‬الجيزة‪ ,‬مصر‪,‬‬
‫سنة‪2012‬م‪.‬‬

‫‪ -28‬شاكر محمد ناجي أبو غنيم‪ ,‬دراسة تحليلية لألوضاع السياسية و اإلجتماعية لبالد‬
‫اإلغريق وأثرها في انطالق األلعاب األولمبية القديمة‪ -‬دراسة وثائقية‪ -‬كلية التربية‬
‫للبنات‪(,‬ب‪.‬ط)‪ ,‬جامعة الكوفة‪(,‬ب‪.‬ت)‪.‬‬

‫‪ -29‬عبد الستار لبيب‪ ,‬الحضارات‪ ,‬دار المشرق‪( ,‬ط‪ ,)1‬بيروت‪ ,‬سنة‪1983‬م‪.‬‬

‫‪ -30‬عبد هللا محمد أحمد‪ ,‬تاريخ تخطيط المدن‪ ,‬مكتبة االنجلو المصرية‪( ,‬ب‪.‬ط)‪,‬القاهرة‪,‬‬
‫سنة‪1981‬م‪.‬‬

‫‪ -31‬علي عكاشة و آخرون‪ ,‬اليونان و الرومان‪ ,‬دار األمل للنشر و التوزيع‪( ,‬ط‪,)1‬‬
‫(ب‪.‬م‪.‬ط)‪ ,‬سنة ‪1410‬ه‪1991/‬م‪.‬‬

‫‪ -32‬فرح أبو اليسر‪ ,‬الشرق األدنى في العصور ما بين الهلينيستي و الروماني‪ ,‬دار‬
‫اوتارينت للطباعة‪( ,‬ط‪( ,)1‬ب‪.‬م‪.‬ط)‪,‬سنة‪2003‬م‪.‬‬

‫‪ -33‬فوكس و بيرون‪ ,‬اإلسكندر األكبر‪ ,‬تر ‪ ,‬رؤوف سالمة موسى‪ ,‬مؤسسة المعارف‬
‫للطباعة و النشر‪( ,‬ب‪.‬ط)‪( ,‬ب‪.‬م‪.‬ن)‪( ,‬ب‪.‬ت)‪.‬‬

‫‪ -34‬فهمي محمود‪ ,‬تاريخ اليونان‪ ,‬مكتبة و مطبعة الغد‪( ,‬ب‪.‬ط)‪ ,‬الجيزة‪ ,‬مصر‪,‬‬
‫سنة‪1419‬ه‪1999/‬م‪.‬‬

‫‪ -35‬كريم سيد‪ ,‬لغز الحضارة المصرية‪ ,‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪( ,‬ب‪.‬ت)‪ ,‬القاهرة‪,‬‬
‫سنة‪1996‬م‪.‬‬

‫‪ -36‬ماتساس نسطور‪ ,‬مذكرات اإلسكندر الكبير (عن مخطط بابل)‪ ,‬تر‪ ,‬الطاهر قية‪,‬‬
‫مطبعة الشركة التونسية للتوزيع باب سعدون‪( ,‬ط‪ ,)1‬تونس‪ ,‬سنة‪1989‬م‪.‬‬
‫‌‬
‫‪ -37‬مانفريدي فاليريوماسيمو‪ ,‬اإلسكندر رمال آمون‪ ,‬تر سعيد الحسنية‪ ,‬الدار العربية للعلوم‬
‫ناشرون‪ ,‬ط‪ ,1‬بيروت‪ ,‬لبنان‪ ,‬سنة‪1431‬ه‪2010/‬م‪.‬‬

‫‪ -38‬محمد وهيبة عبد الفتاح‪ ,‬مصر و العالم القديم‪-‬جغرافية تاريخية‪ -‬منشأة‬


‫المعارف‪(,‬ب‪.‬ط)‪ ,‬اإلسكندرية‪( ,‬ب‪.‬ت)‪.‬‬

‫‪ -39‬مسعود محمد‪ ,‬المنحة الدهرية في تخطيط اإلسكندرية‪ ,‬المطبعة الحلمية‪( ,‬ط‪,)1‬‬


‫اإلسكندرية‪ ,‬مصر‪ ,‬سنة ‪1308‬ه‪.‬‬

‫‪ -40‬مكاوي فوزي‪ ,‬تاريخ العالم اإلغريقي و حضارته من أقدم العصور حتى عام‬
‫‪323‬ق‪.‬م‪ ,‬المكتب المصري‪( ,‬ب‪.‬ط)‪ ,‬القاهرة‪( ,‬ب‪.‬ت)‪.‬‬

‫‪ -41‬ولبانك فرانك‪ ,‬العالم الهيلينستي حملة اإلسكندر على الشرق و نسأة المماليك‬
‫الهيلينستية مملكة مقدونيا‪ -‬مملكة البطالمة في مصر‪ -‬المملكة السلوقية في سوريا‪ ,‬تر‪,‬‬
‫أمال محمد الروبي‪ ,‬المركزالقومي للترجمة‪( ,‬ط‪ ,)1‬القاهرة‪ ,‬سنة ‪2009‬م‪.‬‬

‫‪ -42‬نور الدين عبد الحليم‪ ,‬مواقع األثار اليونانية و الرومانية في مصر‪ ,‬دار الخليج‬
‫العربي للطباعة و النشر‪( ,‬ط‪( ,)1‬ب‪.‬م‪.‬ن)‪ ,‬سنة ‪1999‬م‪.‬‬

‫‪ -43‬ويلز‪.‬ه‪.‬ج‪ ,‬موجز تاريخ العالم‪ ,‬تر‪ ,‬عبد العزيز توفيق جاويد‪ ,‬مكتبة النهضة‬
‫المصرية‪( ,‬ب‪.‬ط)‪ ,‬القاهرة‪ ,‬مصر‪( ,‬ب‪.‬ت)‪.‬‬

‫‪ -44‬يحي لطفي عبد الوهاب‪ ,‬اليونان‪ -‬مقدمة في التاريخ الحضاري‪ -‬دار المعرفة‬
‫‪1991‬م‪.‬‬ ‫سنة‬ ‫مصر‪,‬‬ ‫اإلسكندرية‪,‬‬ ‫(ب‪.‬ط)‪,‬‬ ‫الجامعية‪,‬‬

‫‌‬
‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫الفهرس‬
‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬
‫مقدمة‬ ‫الفهرس‬

‫الفهرس‪:‬‬

‫الشكر والعرفان ‪..................................................................‬أ‬

‫الملخص‪......................................................................‬ب‬

‫قائمة المختصرات ‪............................................................‬ث‬

‫المقدمة‪........................................................................‬ج‬

‫الفصل التمهيدي‪ :‬أوضاع بالد اليونان وبروز مقدونيا كقوة عظمى‪10.............‬‬

‫أوال‪ :‬التعريف ببالد اليونان ( اإلغريق) ‪11........................................‬‬

‫‪ -1‬الدراسة الجغرافية‪11.........................................................‬‬

‫‪ -2‬الدراسة البشرية‪14...........................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬أوضاع بالد اليونان ‪16..................................................‬‬

‫‪ -1‬سياسيا‪ -‬اقتصاديا‪16........................................................‬‬

‫‪ -2‬اجتماعيا‪ -‬دينيا‪18..........................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬المملكة المقدونية تحت زعامة فيليب الثاني( ‪336-356‬ق‪.‬م)‪18.............‬‬

‫التعريف‬ ‫‪-1‬‬
‫بمقدونيا‪18..........................................................‬‬

‫‪ -2‬إنجازات فيليب العسكرية‪19..................................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلسكندر المقدوني من الطفولة إلى السلطة ‪22...................‬‬

‫‪81‬‬
‫مقدمة‬ ‫الفهرس‬

‫أوال‪ :‬والدت اإلسكندر المقدوني و نشأته‪23........................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬صفاته و تعليمه‪24.........................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬وصول االسكندر المقدوني إلى السلطة‪30..................................‬‬

‫الفصل الثاني‪‌:‬تنظيم الغزوات وسيرها نحو الشرق ‪33 ............................‬‬

‫أوال‪ :‬دوافع الغزوات وتنظيمها ‪34................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬حصار صور و غزو غزة (‪332‬ق‪.‬م)‪38...................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬غزو مصر و تأسيس اإلسكندرية (‪332‬ق‪.‬م)‪41.............................‬‬

‫رابعا‪ :‬معركة جاوجاميال (‪331‬ق‪.‬م) ونتائجها ‪48.................................‬‬

‫أ‪ -‬معركة جاوجاميال ‪ 331‬ق‪.‬م ‪48..............................................‬‬

‫ب‪ -‬نتائج المعركة ‪50...........................................................‬‬

‫‪-1‬عسكريا‪50...................................................................‬‬

‫‪-2‬سياسيا ‪50...................................................................‬‬

‫* غزو بابل(‪331‬ق‪.‬م)‪50.......................................................‬‬

‫* غزو سوسة و برسيس ‪330‬ق‪.‬م ( معركة المعابر الفارسية)‪51................‬‬

‫* اإلسكندر بطل آسيا (‪330‬ق‪.‬م)‪52...........................................‬‬

‫الخاتمة‪53......................................................... ............‬‬

‫المالحق‪56....................................................................‬‬

‫‪82‬‬
‫مقدمة‬ ‫الفهرس‬

‫قائمة المصادر والمراجع ‪70.....................................................‬‬

‫الفهرس‪80.......................................................................‬‬
‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‪83‬‬

You might also like