You are on page 1of 16

‫‪Journal of Economic,‬‬ ‫مجلة العلوم االقتصادية‬

‫‪Administrative and Legal Sciences‬‬ ‫واإلدارية والقانونية‬


‫‪Volume (4), Issue (6) : 30 June 2020‬‬ ‫املجلد (‪ ،)4‬العدد (‪ 30 : )6‬يونيو ‪ 2020‬م‬
‫‪P: 1 - 16‬‬ ‫‪ISSN: 2522-3372‬‬ ‫ص‪16 - 1 :‬‬

‫‪The effect of E-commerce on the audit profession‬‬


‫‪Anas Abdelbagi Elamin‬‬
‫‪College of Economic || Post Graduate College || Alzaim Alazhari University || Sudan‬‬
‫‪Abstract: This study aimed to identify the most important challenges facing the audit profession in the light of the‬‬
‫‪to companies that deal with electronic commerce and to show the impact of electronic commerce on auditing standards and‬‬
‫‪elated torclarify the impact of electronic commerce on audit procedures and rules. The researcher surveyed all the literature‬‬
‫‪the subject of the study following the historical inductive approach. The study reached a number of results the most‬‬
‫‪important of which were, there are major challenges facing the auditing profession after the large emergence of E-‬‬
‫‪commerce companies. Based on the results the researcher suggested a number of recommendations most notably of which‬‬
‫‪were, Synchronization between the publication of the accompanying financial statements of the companies through the‬‬
‫‪website of the auditor and the company's website as long as that the company refers to its website to publish a copy of these‬‬
‫‪financial statements on the website of the Capital Market Authority for companies listed on the capital market.‬‬
‫‪Keywords: Effect E – Commerce Auditing Profession Auditor.‬‬

‫مدى تأثير التجارة اإللكترونية على مهنة املراجعة‬


‫أنس عبد الباقي المين‬
‫كلية االقتصاد || كلية الدراسات العليا || جامعة الزعيم الزهري || السودان‬
‫امللخص‪ :‬هدفت الدراسة إلى معرفة أهم التحديات التي تواجه مهنة املراجعة في ظل الشركات التي تتعامل بالتجارة اإللكترونية‪ ،‬وبيان‬
‫أثر التجارة اإللكترونية على معايير املراجعة‪ ،‬وتوضيح أثر التجارة اإللكترونية على إجراءات وقواعد التدقيق‪ ،‬وقد قام الباحث بمسح‬
‫ً‬
‫جميع االدبيات املتعلقة بموضوع الدراسة‪ ،‬متبعا املنهج التاريخي االستقرائي‪ ،‬وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج‪ ،‬كان أهمها‪،‬‬
‫ً‬ ‫الظهور الواسع لشركات التجارة اإللكترونية ساهم في نشؤ تحديات كبرى تواجه مهنة املراجعة‪ً ،‬‬
‫بناء على النتائج اقترح الباحث عددا من‬
‫التوصيات‪ ،‬أبرزها‪ ،‬ضرورة التزام ن بين نشر القوائم املالية املرفقة للشركات من خالل موقع املراجع اإللكتروني وموقع الشركة‬
‫اإللكتروني على أن تشير الشركة بموقعها إلى نشر نسخة من هذه القوائم املالية بموقع هيئة سوق املال بالنسبة للشركات املدرجة بسوق‬
‫املال‪.‬‬
‫ُ‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬تأثير – التجارة اإللكترونية – مهنة املراجعة – املراجع‪.‬‬

‫املقدمة‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إن التطور التكنولوجي للمعلومات وظهور ما يعرف بالعصر الرقمي الذي انتشر فيه اإلنترنت انتشارا هائال‪،‬‬
‫شاع فيه مفهوم التجارة اإللكترونية عن طريق استخدام شبكة اإلنترنت وشبكات االتصال املختلفة والوسائط‬
‫ً‬
‫املتعددة نظرا ملا تتمتع به هذه الوسائل من مزايا عديدة من اهمها اختصار الوقت والسرعة وقلة التكلفة في تنفيذ‬
‫عمليات التجارة اإللكترونية وطاملا هنالك عمليات مالية ومحاسبية للتجارة اإللكترونية كان البد من أن يكون هنالك‬
‫مراجعة لهذه العمليات اإللكترونية‪ .‬وتختلف املراجعة اإللكترونية عن املراجعة املسندية التقليدية حيث إن املراجع‬

‫‪DOI: https://doi.org/10.26389/AJSRP.B031119‬‬ ‫(‪) 1‬‬ ‫‪Available at: https://www.ajsrp.com‬‬


‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم االقتصادية واإلدارية والقانونية ــ المجلد الرابع ــ العدد السادس ــ يونيو ‪2020‬م‬

‫هنا يلزمه االطالع واملعرفة الكافية بأساليب وتقنيات التجارة اإللكترونية بل ظهرت الحاجة إلى ادخال وظائف‬
‫اضافية للمراجع القانوني عليه القيام بها في حال مراجعته للشركات التي تتعامل بالتجارة اإللكترونية مثل الخدمات‬
‫التوكيدية واملراجعة املستمرة ملوقع املنشاة اإللكتروني‪.‬‬

‫مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫يعتبر النشر اإللكتروني للقوائم املالية على شبكة اإلنترنت نتيجة للتطورات التقنية في قطاع االعمال وانتشار‬
‫ً‬
‫عمليات التجارة اإللكترونية يمثل تحديا يواجه عملية املراجعة حيث إن بعض الشركات ترفق تقرير مراجعة‬
‫الحسابات بدون توضيح لنوعية املعلومات املرفقة وغير املرفقة وهذا يؤدي إلى تقديم معلومات مضللة ملستخدمي‬
‫القوائم املالية‪ ،‬ولتوضيح املشكلة أكثر سيطرح الباحث املشكلة في شكل نقاط كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬لجوء الشركات إلى نشر قوائم مالية غير مدققة في موقعها على شبكة اإلنترنت أو املزج بين بياناتها املالية‬
‫املدققة وغير املدققة‪ ،‬وهذا يؤدي إلى تضليل املستخدمين‪.‬‬
‫‪ -‬تعرض البيانات املالية املنشورة على اإلنترنت سواء كانت مدققة او غير مدققة للتالعب والتغيير من قبل‬
‫العميل او أطراف اخرى بسبب عدم تأمين املوقع اإللكتروني‪.‬‬
‫‪ -‬من املسؤول عن صحة ودقة البيانات املالية‪ ،‬العميل أم املراجع؟ وهل يتبع تقرير املراجعة ملوقع العميل ام‬
‫ملوقع املراجع؟‬
‫‪ -‬إشكالية تثبيت تاريخ تقرير املراجعة املنشور على اإلنترنت‪.‬‬
‫‪ -‬املسؤولية املحتملة على املراجع وااللتزام عن املعلومات املنشورة في موقع اإلنترنت وطبيعة تقرير املراجعة‪.‬‬

‫فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫تسعى هذه الدراسة للتحقق من صحة الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬املراجعة القانونية للقوائم املالية بشكلها الحالي ال تصلح ملراجعة شركات التجارة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ .2‬معايير املراجعة الحالية ال تتناسب مع شركات التجارة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ .3‬يحتاج مدقق الحسابات إلى دورات متخصصة تؤهله للتعامل مع البيانات الخاصة بشركات التجارة‬
‫اإللكترونية‪.‬‬

‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬دراسة أهم التحديات التي تواجه مهنة املراجعة في ظل الشركات التي تتعامل بالتجارة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ .2‬بيان أثر التجارة اإللكترونية على معايير املراجعة‪.‬‬
‫‪ .3‬توضيح أثر التجارة اإللكترونية على اجراءات وقواعد التدقيق‪.‬‬

‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫تستمد هذه الدراسة أهميتها من اهمية مهنة املراجعة بالنسبة للشركات التقليدية وشركات التجارة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬بالتالي كان البد من املساهمة في معرفة أثر التجارة اإللكترونية على مهنة املراجعة‪ ،‬توضيح التحديات‬
‫التي تواجه مهنة املراجعة في ظل مراجعة شركات التجارة اإللكترونية‪ ،‬كذلك املساعدة في بيان اوجه القصور – إن‬

‫مدى تأثير التجارة اإللكترونية على مهنة المراجعة‬ ‫(‪) 2‬‬ ‫األمين‬
‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم االقتصادية واإلدارية والقانونية ــ المجلد الرابع ــ العدد السادس ــ يونيو ‪2020‬م‬

‫ً‬
‫وجدت – في معايير املراجعة الحالية‪ ،‬وايضا معرفة ما يحتاجه مدقق الحسابات من علم ومعرفة بتقنية املعلومات‬
‫حيث إنه يتعامل مع معلومات إلكترونية‪.‬‬

‫منهجية الدراسة‪:‬‬
‫اتبع الباحث املناهج اآلتية في الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬املنهج التاريخي‪ :‬يتم من خالله جمع البيانات من املصادر املختلفة واستصحاب الدراسات السابقة لم يتم‬
‫توضيح الدراسات السابقة‬
‫‪ -‬املنهج االستنباطي‪ :‬لتحديد املحاور االساسية املرتبطة بمشكلة الدراسة ووضع الفرضيات‪.‬‬
‫‪ -‬املنهج االستقرائي‪ :‬حيث يتبع الباحث منهج استقرائي نظري يقوم على الرجوع إلى الدراسات والبحوث‬
‫النظرية والنشرات والدوريات التي اصدرتها الجهات ذات الصلة‪.‬‬

‫اإلطار النظري‬

‫املبحث الول‪ :‬التحديات التي تواجه مهنة املراجعة في ظل عمليات التجارة اإللكترونية‪.‬‬
‫إن التطور التكنولوجي للمعلومات من اهم التحديات التي تواجه مهنة املراجعة‪ ،‬وتعتبر قضية تطوير‬
‫املهارات واملعرفة املرتبطة بالتجارة اإللكترونية من اهم التحديات التي انعكست على بيئة االعمال‪ ،‬االمر الذى دفع‬
‫العديد من التنظيمات املهنية إلصدار العديد من املعايير واالرشادات التي تهدف إلى تطوير وإصالح التعليم املحاسبي‬
‫(‪)1‬‬
‫والتأهيل املنهي للمراجع‪.‬‬
‫يعتبر النشر اإللكتروني للقوائم املالية على شبكة اإلنترنت نتيجة للتطورات التقنية في قطاع االعمال وانتشار‬
‫عمليات التجارة اإللكترونية‪ ،‬ومع ما يوفره من سرعة وتوقيت مالئمين في الحصول على املعلومات وزيادة املنفعة‬
‫التحديات حيث أصبحت مهنة املحاسبة واملراجعة‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬
‫مصحوبا ببعض‬ ‫وحرية الحصول على املعلومات‪ ،‬اال انه ال يزال‬
‫‪2‬‬
‫وتكيف ممارساتها ومعاييرها التقليدية لرغبة وطلب الشركات وأسواق املال‪.‬‬ ‫مطالبة بأن تستجيب ِّ‬
‫إلكترونيا بين الشركات‪ ،‬فبعضها يرفق تقرير مراجع الحسابات‬ ‫ًّ‬ ‫تختلف طبيعة ومحتويات التقارير املنشورة‬
‫ومضللة ملستخدمي‬
‫ِّ‬ ‫املدققة وبما يؤدي إلى تقديم معلومات خادعة‬ ‫املدققة وغير ِّ‬
‫ِّ‬ ‫بدون توضيح لنوعية املعلومات‬
‫القوائم املالية‪ .‬وقد أدى النشر اإللكتروني للقوائم املالية إلى أن مهنة املحاسبة واملراجعة قد واجهت تحديات جديدة‬
‫(‪)3‬‬
‫التحديات ما يلي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫من شأنها إضعاف الثقة في البيانات املالية‪ .‬ومن هذه‬
‫‪ ‬لجوء الشركات إلى نشر قوائم مالية غير مدققة في موقعها على شبكة اإلنترنت أو الربط بين بياناتها املالية‬
‫املدققة‪ ،‬وهذا قد يؤدى إلى تضليل املستخدمين‪.‬‬
‫املدققة وغير ِّ‬
‫ِّ‬
‫‪ ‬تعرض البيانات املالية املنشورة على اإلنترنت سواء كانت مدققة أو غير مدققة للتالعب والتغيير من قبل‬
‫أطراف أخرى بسبب عدم تأمين املوقع اإللكتروني‪.‬‬
‫واملدققة للتالعب والتغيير من قبل صاحب املنشأة‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ ‬تعرض البيانات املالية املنشورة على املوقع‬

‫(‪)1‬أمين‪ ،‬لطفي‪ ،)2005( ،‬مراجعة و تدقيق نظم املعلومات‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ص ‪18‬‬
‫(‪)2‬عبيد‪ ،‬املطيري‪ ،)2004( ،‬مستقبل مهنة املحاسبة و املراجعة‪ :‬تحديات و قضايا معاصرة‪ ،‬دار املريخ للنشر‪ ،‬الجيزة‪ ،‬ص ‪33‬‬
‫(‪)3‬عبيد‪ ،‬املطيري‪ ،)2004( ،‬مستقبل مهنة املحاسبة و املراجعة‪ :‬تحديات و قضايا معاصرة‪ ،‬دار املريخ للنشر‪ ،‬الجيزة‪ ،‬ص ‪34‬‬

‫مدى تأثير التجارة اإللكترونية على مهنة المراجعة‬ ‫(‪) 3‬‬ ‫األمين‬
‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم االقتصادية واإلدارية والقانونية ــ المجلد الرابع ــ العدد السادس ــ يونيو ‪2020‬م‬

‫يرى الباحث أنه لتفادي هذه االشكاليات يتم نشر القوائم املالية ِّ‬
‫املدققة للشركات من خالل موقع املراجع‬
‫اإللكتروني بالتزامن مع نشر الشركة قوائمها املالية بموقعها اإللكتروني على أن تشير الشركة بموقعها إلى نشر نسخة‬
‫املدققة بموقع هيئة سوق املال‬
‫من هذه القوائم بموقع املراجع اإللكتروني‪ ،‬هذا باإلضافة إلى نشر نسخة من القوائم ِّ‬
‫بالنسبة للشركات املدرجة بسوق املال‪ .‬وقد استحدثت بيئة تقنية املعلومات وأنشطة التجارة اإللكترونية خدمات‬
‫جديدة تقدمها مهنة املحاسبة واملراجعة وهذه الخدمات أدت إلى إحداث ُّ‬
‫تغيرات في ممارسة وتنظيم املهنة‪ .‬وتتمثل‬
‫‪4‬‬
‫هذه الخدمات في اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬الخدمات التوكيدية‪ :‬هي خدمات مهنية مستقلة تهدف إلى تحسين وضمان جودة املعلومات ومحتواها‬
‫لغراض اتخاذ القرارات‪ .‬من خالل هذه الخدمة يضمن املحاسب القانوني جودة املعلومات ويساهم في‬
‫ً‬
‫إعدادها بدال من أن يصدر تقريره عن معلومات قائمة معدة من قبل إدارة املنشاة‪ ،‬وهذه الخدمة تختلف‬
‫عن خدمة إبداء الرأي وخدمة االستشارات‪ .‬ويوجد نوعان من الخدمات التوكيدية يمكن للمحاسب القانوني‬
‫القيام بهما وهما كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬إضفاء الثقة في موقع العميل على اإلنترنت‪ :‬حيث تضيف هذه الخدمة أمن وسالمة املوقع اإللكتروني وما‬
‫يحتويه من معلومات وذلك بدون إضافة أية ضمانات لجودة السلعة أو الخدمة املعروضة‪ .‬ولتحقيق هذه‬
‫الخدمة يجب التأكد من تطبيق املبادئ اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬التأكد من وجود أساليب ممارسة نشاط التجارة اإللكترونية وضمان الخصوصية‪ ،‬على أن تتضمن‬
‫االفصاح الكامل عن السلعة أو الخدمة املقدمة‪ ،‬وكيفية تنفيذ العملية‪ ،‬واالجراءات املتوفرة لدى‬
‫الشركة بخصوص استفسارات العمالء‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -‬االحتفاظ بإجراءات رقابية َّ‬
‫فعالة عن اكتمال وموضوعية وشفافية الصفقات‪ ،‬على أن يتضمن توكيدا‬
‫بتنفيذ الصفقات اإللكترونية ً‬
‫طبقا لالتفاقيات مع العمالء‪.‬‬
‫فعالة تؤكد حماية وسرية املعلومات‪.‬‬‫‪ -‬االحتفاظ بإجراءات َّ‬
‫‪ ‬الثقة واالعتماد على النظام الخاص بشركة التجارة اإللكترونية‪ :‬هي خدمة إضفاء الثقة في النظام القائم‬
‫في شركات التجارة اإللكترونية من خالل تأكيد املحاسب القانوني بوجود تأمين وسالمة ومتابعة للنظام مع‬
‫وجود االجراءات الرقابية التي تضمن الثقة في النظام الخاص بالشركة‪.‬‬
‫‪ .2‬املراجعة املستمرة (اإللكترونية)‪ :‬قد ظهرت الحاجة إلى املراجعة اإللكترونية املستمرة نتيجة لظهور اإلنترنت‬
‫واالستخدام املتزايد للتجارة اإللكترونية حيث إن التحول من النظام املحاسبي التقليدي إلى النظم املحاسبية‬
‫الفورية يتطلب إجراء مراجعة تتماش ى مع طبيعة النظم املحاسبية واملستندات اإللكترونية‪ ،‬وهذا التحول‬
‫َّ‬
‫املستمرة بتوكيد املعلومات املالية وغير املالية املوجودة‬ ‫يتطلب تغييرا في إجراءات املراجعة‪ .‬وتهتم املراجعة‬
‫على موقع العميل اإللكتروني في وقت معاصر لحدوث العمليات واالحداث وبشكل مستمر‪.‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬أثر التجارة اإللكترونية على معايير املراجعة‪.‬‬


‫تواجه معايير املراجعة الصادرة في معظم دول العالم عن عدد من الهيئات العاملية والوطنية تحديات كبيرة‬
‫في ظل نشاط التجارة اإللكترونية‪ .‬ولكشف أهم آثار التطورات في تقنية املعلومات والتجارة اإللكترونية على معايير‬

‫(‪)4‬عبيد‪ ،‬املطيري‪ ،)2004( ،‬مستقبل مهنة املحاسبة و املراجعة‪ :‬تحديات و قضايا معاصرة‪ ،‬دار املريخ للنشر‪ ،‬الجيزة‪ ،‬ص‪ -39‬ص‪45‬‬

‫مدى تأثير التجارة اإللكترونية على مهنة المراجعة‬ ‫(‪) 4‬‬ ‫األمين‬
‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم االقتصادية واإلدارية والقانونية ــ المجلد الرابع ــ العدد السادس ــ يونيو ‪2020‬م‬

‫املراجعة والدور املطلوب من املراجعين في البيئة اإللكترونية‪ .‬نقوم فيما يلي بمناقشة لبعض معايير املراجعة الدولية‪،‬‬
‫لبيان أهم آثار التجارة اإللكترونية على أعمال املراجعة‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ .1‬املعيار الدولي للتدقيق رقم ‪:230‬‬
‫ويهدف هذا املعيار إلى وضع معايير وتوفير إرشادات تخص التوثيق املتعلق بتدقيق البيانات املالية‪.‬‬
‫املدقق توثيق االمور املهمة والتي توفر له قرائن لدعم رأيه وكذلك‬ ‫‪ ‬أوضحت الفقرة رقم (‪ )2‬من املعيار أنه على ِّ‬
‫قرائن بأن عملية التدقيق قد َّتمت ً‬
‫وفقا للمعاير الدولية للمراجعة‪.‬‬
‫املدقق أو التي َّ‬ ‫َّ‬
‫تم‬ ‫‪ ‬أوضحت الفقرة رقم (‪ )3‬من املعيار أن التوثيق يعني أوراق العمل االساسية املعدة من قبل ِّ‬
‫الحصول عليها واالحتفاظ بها لعالقتها بعملية التدقيق وتكون أوراق العمل على شكل معلومات مخزونة في‬
‫االوراق أو االفالم أو الوسائل اإللكترونية أو أية وسائل أخرى‪.‬‬
‫أنه على الرغم من شمول الفقرة رقم (‪ )3‬من املعيار الدولي للتدقيق رقم ‪( 230‬التوثيق) على الوسائل‬
‫اإللكترونية ضمن أوراق العمل الخاصة باملراجع لتكون قرائن لدعم رأيه‪ ،‬اال أن التعامل مع القرائن اإللكترونية‬
‫تقنيا بدرجة عالية واستمرار‬ ‫تحتاج إلى مهارات خاصة من املُراجع االمر الذي يتطلب تأهيل املحاسبين واملراجعين ًّ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ً‬
‫متابعتهم لكل جديد في هذا املجال‪ ،‬نظرا لسرعة التطور فيه حتى يكون لديهم الخبرة الكافية للحصول على التوثيق‬
‫املدقق على دورات متخصصة تؤهله للتعامل مع الوسائل اإللكترونية‬ ‫الالزم‪ ،‬يقترح الباحث إضافة شرط حصول ِّ‬
‫املدقق ومعرفته بالوسائل‬ ‫نظرا ملا يترتب على خبرة ِّ‬ ‫والتقنية الحديثة إلى شروط املوافقة له بمزاولة مهنة التدقيق‪ً ،‬‬
‫اإللكترونية والتقنية من إمكانية تقييم نظم العمل ونظم الرقابة الداخلية في شركات التجارة اإللكترونية وتمكنه من‬
‫الحصول على القرائن التي تدعم رأيه بصورة دقيقة‪.‬‬
‫َّ (‪)6‬‬
‫‪ .2‬معيار التدقيق الدولي رقم (‪ )250‬مراعاة القوانين واالنظمة عند تدقيق البيانات املالية‪.‬‬
‫‪ ‬أوضحت الفقرة رقم (‪ )2‬من املعيار َّأنه عند تخطيط وتنفيذ إجراءات التدقيق‪ ،‬وكذلك عند تقييم وإبالغ‬
‫ُ‬
‫يؤثر بشكل أساس ي على‬ ‫دقق االدراك بأن عدم التزام املنشأة بالقوانين واالنظمة قد ِّ‬ ‫نتائج التدقيق فإن على امل ِّ‬
‫البيانات املالية‪.‬‬
‫نظرا الختالف القوانين واالنظمة من بلد إلى آخر‪ ،‬فإن الحسابات‬ ‫‪ ‬أوضحت الفقرة رقم (‪ )6‬من املعيار أنه ً‬
‫القومية ومعايير التدقيق ستكون على االرجح متعلقة بشكل أكبر بالقوانين واالنظمة من تعلقها بالتدقيق‪.‬‬
‫ُ‬
‫دقق الحصول على فهم‬ ‫‪ ‬أوضحت الفقرة رقم (‪ )15‬من املعيار أنه لغرض التخطيط لعملية التدقيق على امل ِّ‬
‫عام لإلطار القانوني والنظامي املالئم للمنشأة والقطاع العائدة له ومدى التزام املنشأة بهذا االطار‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ ‬أوضحت الفقرة رقم (‪ )19‬من املعيار أنه على املد ِّقق أن يحصل على أدلة إثبات كافية ومناسبة حول االلتزام‬
‫َّ ُ‬
‫دقق بتأثيرها على تحديد املبالغ الجوهرية واالفصاح عنها في البيانات املالية‪،‬‬ ‫أقر امل ِّ‬ ‫بالقوانين واالنظمة والتي‬
‫ُ‬
‫كاف لهذه القوانين والنظمة‪ ،‬لغرض االخذ بها عند تدقيق التأكيدات املتعلقة‬ ‫دقق امتالك فهم ٍ‬ ‫وعلى امل ِّ‬
‫بتحديد املبالغ التي ستسجل واالفصاح الذي سيتم‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َّ‬ ‫َ‬
‫يرى الباحث أن هناك ُمشكالت قانونية ناشئة في حقل التجارة اإللكترونية تتمثل فيما يترتب على استخدام‬
‫َّ‬
‫اإللكترونية في تنفيذ االنشطة التجارية‪ ،‬باإلضافة إلى اختالف القوانين واالنظمة من بلد إلى آخر‪.‬‬ ‫الوسائل‬

‫(‪)5‬عبدالعال‪ ،‬طارق‪ ،)2010( ،‬موسوعة معايير املراجعة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ص ‪417‬‬
‫(‪)6‬عبدالعال‪ ،‬طارق‪ ،)2010( ،‬موسوعة معايير املراجعة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ص‪721‬‬

‫مدى تأثير التجارة اإللكترونية على مهنة المراجعة‬ ‫(‪) 5‬‬ ‫األمين‬
‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم االقتصادية واإلدارية والقانونية ــ المجلد الرابع ــ العدد السادس ــ يونيو ‪2020‬م‬

‫َّ‬
‫اإللكترونية‬ ‫ونظرا لعدم مراعاة معيار التدقيق الدولي رقم ‪ 250‬للقوانين واالنظمة الخاصة ببيئة التجارة‬ ‫ً‬
‫نقترح إجراء التعديالت اآلتية على املعيار املذكور‪ ،‬لكي يشمل تلك البيئة‪:‬‬
‫نظرا الختالف القوانين واالنظمة من بلد إلى آخر‪ ،‬فإن‬ ‫‪ ‬تعديل الفقرة رقم (‪ )6‬من املعيار لتصبح "أنه ً‬
‫اإللكترونية ومعايير التدقيق ستكون على االرجح ُمتعلقة بشكل‬
‫َّ‬ ‫الحسابات القومية وحسابات شركات التجارة‬
‫َ‬
‫أكبر بالقوانين واالنظمة من تعلقها بالتدقيق"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫دقق عند قيامه بتدقيق حسابات الشركات التي تعمل في مجال التجارة‬ ‫‪ ‬إضافة فقرة جديدة تلزم امل ِّ‬
‫يوضح مدى التزام تلك الشركات بالقوانين واالنظمة الخاصة بطبيعة‬ ‫ُ َّ‬ ‫َّ‬
‫اإللكترونية بتقديم تقرير منفصل ِّ‬
‫نشاطها‪ ،‬وذلك بخالف تقرير تدقيق البيانات املالية‪.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫الدولي للتدقيق رقم ‪( 300‬التخطيط)‪.‬‬ ‫‪ .3‬املعيار َّ‬
‫ويهدف هذا املعيار إلى وضع معايير وتوثيق إرشادات لتخطيط عمليات تدقيق البيانات املالية وقد وضع‬
‫ليناسب التدقيق متكرر الحدوث‪ .‬أما في التدقيق لول مرة فقد يحتاج ِّ‬
‫املدقق لتوسيع عملية التخطيط إلى حد أبعد‪.‬‬
‫ُّ‬
‫املدقق يساعد في التأكد من أن العناية‬
‫ِّ‬ ‫‪ ‬أوضحت الفقرة رقم (‪ )4‬من املعيار أن التخطيط املالئم لعمل‬
‫املالئمة قد أعطيت للمجاالت الهامة في عملية التدقيق وأن املشاكل املحتملة قد حددت وأن العمل سيتم‬
‫إنجازه بسرعة‪ ،‬كذلك يساعد التخطيط على توزيع االعمال بشكل مالئم على املساعدين وتنسيق العمل‬
‫املدققين االخرين والخبراء‪.‬‬
‫الذي يتم من قبل ِّ‬
‫ً‬
‫استنادا إلى حجم املنشأة وتعقيدات‬ ‫‪ ‬أوضحت الفقرة رقم (‪ )5‬من املعيار أن مدى التخطيط سوف يختلف‬
‫املدقق مع املنشاة ومعرفته بطبيعة العمل‪.‬‬ ‫عملية التدقيق وخبرة ِّ‬
‫املدقق بوضع خطة التدقيق‬ ‫‪ ‬أوضحت الفقرة رقم (‪ )9‬من املعيار أن االمور التي تؤخذ بعين االعتبار عند قيام ِّ‬
‫الشاملة اآلتي‪:‬‬
‫‪ o‬املعرفة بطبيعة العمل‪.‬‬
‫‪ o‬فهم النظام املحاسبي ونظام الرقابة الداخلية‪.‬‬
‫‪ o‬املخاطر واالهمية النسبية (املادية)‪.‬‬
‫‪ o‬طبيعة االجراءات وتوقيتها ومداها‪.‬‬
‫‪ o‬التنسيق والتوجيه واالشراف واملتابعة‪.‬‬
‫يرى الباحث أن التحول من التجارة التقليدية إلى التجارة اإللكترونية سوف يؤدي إلى زيادة أعمال املراجعة‬
‫حيث كان الشائع في السابق في ممارسة عمليات املراجعة أنها تتم بإتباع أسلوب املراجعة النهائية التي كانت تبدأ عادة‬
‫عملها الرئيس ي بعد انتهاء السنة املالية للشركات‪ ،‬ولكن في ظل ظروف عمليات التجارة اإللكترونية فقد أصبح من‬
‫الضروري اللجوء إلى املراجعة املستمرة وبالتالي فإن التخطيط لعمال املراجعة يحتاج إلى إعادة نظر‪.‬‬
‫تغير من بيئة الشركة وبالتالي تؤثر على العالقات التقليدية بين‬ ‫كما أن من شأن التجارة اإللكترونية أن ِّ‬
‫أرصدة الحسابات في القوائم املالية مما يتطلب إعادة النظر في مؤشرات املراجعة التحليلية التي يمكن االعتماد عليها‬
‫عند مراجعة شركات التجارة اإللكترونية حيث تتميز هذه الشركات بانخفاض املخزون وضآلة قيمة االصول املادية‬
‫امللموسة وأرصدة العمالء واملوردين مما ينعكس على مؤشرات املراجعة التحليلية وبالتالي على تخطيط أعمال‬
‫املراجعة‪.‬‬

‫(‪)7‬عبدالعال‪ ،‬طارق‪ ،)2010( ،‬موسوعة معايير املراجعة‪ ،‬ج (‪ ،)2‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ص‪89‬‬

‫مدى تأثير التجارة اإللكترونية على مهنة المراجعة‬ ‫(‪) 6‬‬ ‫األمين‬
‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم االقتصادية واإلدارية والقانونية ــ المجلد الرابع ــ العدد السادس ــ يونيو ‪2020‬م‬

‫كما نرى أن تحديد املشاكل املحتملة وفقا ملا ورد بالفقرة الرابعة من املعيار وكذلك املخاطر واالهمية‬
‫نظرا لطبيعتها حيث إن مخاطر‬‫النسبية كما ورد بالفقرة التاسعة من املعيار تختلف في عمليات التجارة اإللكترونية‪ً ،‬‬
‫التجارة اإللكترونية تتمثل في مخاطر في عملية السداد ومخاطر تسليم البضائع ومخاطر التعامل في النقد اإللكتروني‬
‫والتوقيعات اإللكترونية‪.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪ .4‬املعيار الدولي للتدقيق رقم (‪ )310‬معرفة طبيعة عمل املنشأة‪:‬‬
‫يهدف هذا املعيار إلى وضع معايير وتوفير إرشادات حول معنى املعرفة بطبيعة عمل املنشاة وما هي أهميتها‬
‫للمدقق ولعضاء الهيئة العاملين بمهنة التدقيق‪ ،‬ومدى صلتها الوثيقة بكافة جوانب التدقيق وكيفية حصول ِّ‬
‫املدقق‬
‫على املعرفة واستخدامها‪.‬‬
‫‪ ‬أوضحت الفقرة رقم (‪ )2‬من املعيار أنه عند إجراء عملية تدقيق البيانات املالية على ِّ‬
‫املدقق أن يكون لديه أو‬
‫أن يحصل على معرفة كافية بطبيعة عمل املنشاة تمكنه من تحديد وفهم الحاالت واملعامالت واملمارسات التي‬
‫املدقق بأن لها تأثيرا ًّ‬
‫مهما على البيانات املالية أو على االختبارات أو على تقريره‪.‬‬ ‫يعتقد ِّ‬
‫‪ ‬أوضحت الفقرة رقم (‪ )9‬من املعيار أن املعرفة بطبيعة العمل هي إطار مرجعي يستند إليه ِّ‬
‫املدقق في إصدار‬
‫آرائه املهنية‪ ،‬وأن فهم طبيعة العمل واستخدام هذه املعلومات بشكل مناسب سيساعد علي‪:‬‬
‫‪ o‬تقدير املخاطر وتشخيص املشاكل‪.‬‬
‫‪ o‬تخطيط وأداء عملية التدقيق بفاعلية وبكفاءة‪.‬‬
‫‪ o‬تقييم أدلة االثبات‪.‬‬
‫‪ o‬توفير خدمات أفضل للعمالء‪.‬‬
‫‪ ‬أوضحت الفقرة رقم (‪ )12‬من املعيار أنه لكي يتم استخدام املعرفة بطبيعة عمل املنشأة بشكل فعال فإنه على‬
‫املدقق النظر بتأثيراتها على البيانات املالية ككل وفيما إذا كانت التأكيدات في البيانات املالية متفقة مع معرفة‬ ‫ِّ‬
‫املدقق بطبيعة عمل املنشأة‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫َّ‬ ‫املدقق لألعمال التي تقوم بها الشركة ٌ‬
‫أمر ضروري‪ ،‬لكي يتمكن من معرفة أثر التجارة‬ ‫يرى الباحث أن معرفة ِّ‬
‫املدقق مهارات بمستوى مناسب في‬‫اإللكترونية على نشاط الشركة وعلى أخطار املراجعة وهذا يتطلب أن يكون لدى ِّ‬
‫تكنولوجيا املعلومات واملعرفة باإلنترنت وكذلك التكنولوجيا التي يتم من خاللها تنفيذ عمليات التجارة اإللكترونية‬
‫أيضا من تقويم مهارات العاملين بالشركة بخصوص تكنولوجيا املعلومات‪.‬‬ ‫وهذا سيمكنه ً‬
‫ِّ‬
‫متخصصة تؤهله للتعامل مع الوسائل‬ ‫ِّ‬ ‫يؤكد أهمية اقتراحنا إضافة شرط حصول ِّ‬
‫املدقق على دورات‬ ‫وهذا ِّ‬
‫اإللكترونية والتقنية الحديثة إلى شروط املوافقة له بمزاولة مهنة التدقيق‪.‬‬
‫(‪)9‬‬
‫‪ .5‬املعيار الدولي للتدقيق رقم (‪ )401‬التدقيق في بيئة أنظمة معلومات تستعمل الحاسوب‪.‬‬
‫َيهدف هذا املعيار إلى وضع معايير وتوفير إرشادات لإلجراءات التي يجب اتباعها عندما يتم التدقيق في بيئة‬
‫نظم املعلومات املحوسبة‪.‬‬
‫‪ ‬أوضحت الفقرة رقم (‪ )3‬من املعيار أن الهدف العام ونطاق عملية التدقيق ال يتغير في بيئة نظم املعلومات‬
‫َ‬
‫املحوسبة‪ .‬ومع ذلك فإن استعمال الحاسوب سيؤدي إلى تغيير معالجات وحفظ وإبالغ املعلومات‪ ،‬وقد ُي ِّؤثر‬

‫(‪)8‬عبدالعال‪ ،‬طارق‪ ،)2010( ،‬موسوعة معايير املراجعة‪ ،‬ج (‪ ،)2‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ص‪115‬‬
‫(‪)9‬عبدالعال‪ ،‬طارق‪ ،)2010( ،‬موسوعة معايير املراجعة‪ ،‬ج‪ ،)2( ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ص‪418‬‬

‫مدى تأثير التجارة اإللكترونية على مهنة المراجعة‬ ‫(‪) 7‬‬ ‫األمين‬
‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم االقتصادية واإلدارية والقانونية ــ المجلد الرابع ــ العدد السادس ــ يونيو ‪2020‬م‬

‫على النظام املحاسبي ونظام الرقابة الداخلية املطبق في املنشأة‪ .‬وعليه فإن بيئة نظم املعلومات املحوسبة قد‬
‫تؤثر على اآلتي‪:‬‬
‫ِّ‬
‫ُ‬
‫كاف للنظام املحاسبي ولنظام الرقابة الداخلية‪.‬‬ ‫دقق في الحصول على فهم ٍ‬ ‫‪ -‬االجراءات التي يتبعها امل ِّ‬
‫ُ‬
‫دقق تقدير املخاطر‪.‬‬ ‫‪ -‬اعتبارات املخاطر املالزمة ومخاطر الرقابة والتي من خاللها يستطيع امل ِّ‬
‫ُ‬
‫دقق وإنجازه الختبارات الرقابة وإلجراءات التحقق املناسبة لتحقيق أهداف عملية‬ ‫‪ -‬النماذج التي يضعها امل ِّ‬
‫التدقيق‪.‬‬
‫كترونية فإنه يتم تنفيذ العمليات التجارية أو تأدية الخدمات من خالل املوقع‬ ‫َّ‬ ‫وفي ظل بيئة التجارة اإلل‬
‫اإللكتروني للشركة‪ ،‬وباستخدام برامج وتقنيات حديثة تختلف عن النظام املحاسبي والذي هو محور عملية التدقيق‬
‫اإللكترونية سوف تؤثر على عملية التدقيق من خالل اآلتي‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫وعليه فإننا نرى أن بيئة التجارة‬
‫دقق في الحصول على فهم كاف للنظام املحاسبي ولنظام الرقابة الداخلية‪ ،‬حيث نرى‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫‪ .1‬االجراءات التي يتبعها امل ِّ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫اإللكترونية من خالل موقع الشركة لكي‬ ‫دقق على فهم كاف آللية تنفيذ عمليات التجارة‬ ‫ضرورة حصول امل ِّ‬
‫يتمكن من الربط بين العمليات املنفذة من خالل املوقع والعمليات املسجلة على النظام املحاسبي‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫اإللكترونية سواء في عملية تسليم‬ ‫دقق للمخاطر حيث توجد مخاطر ترافق عمليات التجارة‬ ‫‪ .2‬مدى تقدير امل ِّ‬
‫السلع أم تحصيل القيمة‪ ،‬هذا خالف مخاطر املالزمة ومخاطر الرقابة في النظام املحاسبي‪.‬‬
‫ُ‬
‫دقق إلنجاز عملية املراجعة وكذلك إجراءات التحقق‪ ،‬حيث نرى أنه يجب أن تتضمن‬ ‫‪ .3‬النماذج التي يضعها امل ِّ‬
‫النماذج عملية فحص للموقع وآلية التنفيذ وآلية التحصيل والرقابة الداخلية على عمليات التنفيذ وذلك‬
‫لتقليل مخاطر التدقيق إلى املستوى االدنى املطلوب‪.‬‬
‫َّ‬
‫اإللكترونية لتصبح كما‬ ‫يقترح الباحث تعديل الفقرة رقم (‪ )3‬من املعيار املذكور لتستوعب عمليات التجارة‬
‫يلي‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫اإللكترونية سوف يؤديان إلى تغيير معالجات وحفظ‬ ‫" إن استعمال الحاسوب وممارسة عمليات التجارة‬
‫ُ‬
‫وإبالغ املعلومات‪ ،‬وقد ُي ِّؤثران على النظام املحاسبي ونظام الرقابة الداخلية املطبق في املنشأة"‪.‬‬
‫ُ‬
‫دقق املعرفة الكافية لبيئة نظم املعلومات املحوسبة لغرض تخطيط‬ ‫‪ ‬أوضحت الفقرة رقم (‪ )4‬أن يملك امل ِّ‬
‫ُ‬
‫دقق النظر فيما إذا كانت هناك حاجة خالل عملية‬ ‫وإدارة واالشراف ومراجعة ومتابعة العمل املؤدي‪ ،‬وعلى امل ِّ‬
‫التدقيق إلى مهارات متخصصة في نظم املعلومات املحوسبة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫متخصص في عمليات التجارة اإللكترونية‪ ،‬وذلك عند تدقيق‬ ‫ِّ‬ ‫دقق باالستعانة بخبير‬ ‫يقترح الباحث إلزام امل ِّ‬
‫ُ‬
‫دققين من خالل حصولهم على دورات متخصصة في هذا‬ ‫حسابات الشركات التي تمارس هذا النشاط ولحين تأهيل امل ِّ‬
‫املجال تؤهلهم للتعامل مع تلك البيئة‪.‬‬
‫َّ َ‬
‫تقدم نرى أن معيار التدقيق الدولي رقم (‪ )401‬التدقيق في بيئة أنظمة معلومات تستعمل‬ ‫من خالل ما‬
‫َّ‬
‫اإللكترونية‪.‬‬ ‫الحاسوب ال يتناسب بصيغته الحالية مع طبيعة عمليات التجارة‬
‫(‪)10‬‬
‫‪ .6‬معيار التدقيق الدولي رقم (‪ )501‬أدلة االثبات ـ اعتبارات إضافية لبنود محددة‪.‬‬
‫ُ‬
‫دقق في الحصول على أدلة إثبات تتعلق بمبالغ محددة في البيانات املالية‬ ‫يهدف هذا املعيار إلى مساعدة امل ِّ‬
‫واال فصاحات لخرى ذات العالقة‪.‬‬

‫(‪)10‬عبدالعال‪ ،‬طارق‪ ،)2010( ،‬موسوعة معايير املراجعة‪ ،‬ج (‪ ،)2‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ص‪519‬‬

‫مدى تأثير التجارة اإللكترونية على مهنة المراجعة‬ ‫(‪) 8‬‬ ‫األمين‬
‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم االقتصادية واإلدارية والقانونية ــ المجلد الرابع ــ العدد السادس ــ يونيو ‪2020‬م‬

‫َّ‬
‫جوهرية للبيانات املالية‪ ،‬وعندما يكون‬ ‫‪ ‬أوضحت الفقرة رقم (‪ )19‬من املعيار أنه عندما تكون الذمم املدينة‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫دقق عادة بالتخطيط للحصول على مصادقات مباشرة‬ ‫هناك توقعا معقوال بأن املدينين سيستجيبون يقوم امل ِّ‬
‫لحسابات الذمم املدينة أو لقيود فردية في رصيد هذه الحسابات‪.‬‬
‫ُ‬
‫دقق عدم استجابة املدينين عليه‪ ،‬فإنه يخطط للقيام‬ ‫‪ ‬أوضحت الفقرة رقم (‪ )21‬من املعيار أنه عندما يتوقع امل ِّ‬
‫النقدية الالحقة املتعلقة برصيد حساب خاص أو بقيود َّ‬
‫فردية في نهاية‬ ‫َّ‬ ‫بإجراءات بديلة مثل‪ :‬اختبار املقبوضات‬
‫املدة‪.‬‬
‫اإللكترونية يصعب الحصول على مصادقات مباشرة من‬ ‫َّ‬ ‫يرى الباحث أنه في ظل طبيعة عمليات التجارة‬
‫نظرا النتشارهم في مختلف دول العالم‪.‬‬ ‫املدينين‪ً ،‬‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫دقق بالتأكد من تسليم السلعة للعميل من خالل مستندات الشحن واالستالم‪،‬‬ ‫يقترح الباحث أن يقوم امل ِّ‬
‫ُّ‬
‫يؤكد صحة االعتراف بالرصيد املدين هذا‬ ‫وكذلك التأكد من إرسال الفاتورة له عبر البريد اإللكتروني وهذا االجراء ِّ‬
‫باإلضافة إلى اختبار املقبوضات الالحقة املتعلقة بذات الحساب‪.‬‬
‫ُ‬
‫دقق أن يراعي املعلومات القطاعية وعالقتها بالبيانات املالية‬ ‫‪ ‬أوضحت الفقرة رقم (‪ )43‬من املعيار أنه على امل ِّ‬
‫ُ‬
‫يطبق إجراءات تدقيق تعبر بالضرورة عن رأي منفرد حول املعلومات‬ ‫دقق أن ِّ‬ ‫ككل وعادة ال يتطلب من امل ِّ‬
‫القطاعية بشكل منفرد ومع ذلك فإن مبدأ االهمية النسبية يشمل العوامل الكمية والنوعية وإن إجراءات‬
‫ُ‬
‫تقدر ذلك‪.‬‬ ‫دقق ِّ‬ ‫امل ِّ‬
‫اإللكترونية ال يتم إعداد تقارير قطاعية عن نشاط التجارة‬ ‫َّ‬ ‫وفى الشركات التي تمارس عمليات التجارة‬
‫ُ‬ ‫يؤثر ً‬ ‫َّ‬
‫دقق‪ ،‬يقترح الباحث إلزام الشركات التي‬ ‫سلبيا على تقرير امل ِّ‬ ‫اإللكترونية بصفة مستقلة ونعتقد أن ذلك سوف ِّ‬
‫َّ‬
‫اإللكترونية‪.‬‬ ‫تعمل في هذا املجال بإعداد تقارير قطاعية عن نشاط التجارة‬
‫تقدم نرى أن معيار التدقيق الدولي رقم (‪ )501‬ال يتناسب بصيغته الحالية مع طبيعة عمليات‬ ‫من خالل ما َّ‬
‫اإللكترونية ويحتاج إلى إعادة النظر ليراعي طبيعة تلك العمليات‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫التجارة‬
‫‪ .7‬البيان الدولي ملهنة التدقيق رقم (‪ )1008‬تقدير املخاطر والضبط الداخلي ـ خواص واعتبارات لنظمة معلومات‬
‫(‪)11‬‬
‫تستعمل الحاسوب‪.‬‬
‫‪ ‬تتواجد بيئة نظم املعلومات املحوسبة عندما تستخدم املنشأة الحاسوب من أي نوع أو حجم في معالجة‬
‫َ‬
‫املعلومات املالية ذات االهمية لعملية التدقيق بغض النظر فيما إذا كان الحاسوب ُيشغل من قبل املنشأة أو من‬
‫قبل طرف ثالث‪.‬‬
‫‪ ‬أوضحت الفقرة رقم (‪ )2‬من البيان أنه في بيئة نظم املعلومات املحوسبة تقوم املنشأة بتشكيل هيكل‬
‫تنظيمي وإجراءات لغرض إدارة فعاليات بيئة االنظمة هذه ويتضمن الهيكل التنظيمي للبيئة الخواص‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫‪ o‬تركز الوظائف واملعرفة في بعض موظفي معالجة البيانات ممن لديهم معرفة مفصلة عن العالقات املتبادلة‬
‫بين مصادر البيانات وكيفية معالجتها وفي حالة ضعف نظام الضبط الداخلي يمكن لهم تعديل البرامج أو‬
‫البيانات خالل تخزينها أو معالجتها‪.‬‬

‫(‪)11‬ثناء‪ ،‬القباني‪ ،)2008( ،‬مراجعة نظم تشغيل البيانات إلكترونيا‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ص‪12‬‬

‫مدى تأثير التجارة اإللكترونية على مهنة المراجعة‬ ‫(‪) 9‬‬ ‫األمين‬
‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم االقتصادية واإلدارية والقانونية ــ المجلد الرابع ــ العدد السادس ــ يونيو ‪2020‬م‬

‫‪ o‬تركز البرامج والبيانات في صيغة قابلة للقراءة أما في جهاز حاسوب مركزي أو في عدة أجهزة موزعة في كافة‬
‫أنحاء املنشأة وفي حالة غياب الضوابط املناسبة فإن هناك احتمال بزيادة الوصول غير املرخص إلى هذه‬
‫البرامج والبيانات وتعديلها‪.‬‬
‫تقدم نجد أن البيان الدولي للتدقيق رقم ‪ 1008‬يتناول فقط املخاطر املرافقة ملعالجة‬ ‫من خالل ما َّ‬
‫َّ َ‬
‫اإللكترونية تحتفظ‬ ‫املعلومات املالية (النظام املحاسبي) في حين نرى أن الشركات التي تمارس عمليات التجارة‬
‫بنظامين للمعلومات على نفس القدر من االهمية هما‪:‬‬
‫‪ ‬نظام معالجة املعلومات املالية (النظام املحاسبي للمنشأة)‪.‬‬
‫َّ‬
‫اإللكترونية (املوقع اإللكتروني للمنشأة)‪.‬‬ ‫‪ ‬نظام تنفيذ عمليات التجارة‬
‫يرى الباحث أن البيئة الخاصة بنظام املعلومات للموقع اإللكتروني للمنشأة تتمتع بنفس خواص البيئة‬
‫َ‬
‫الخاصة بنظام معالجة املعلومات املالية ومن ثم تحتاج إلى تقييم ومراجعة لنظم الضبط والرقابة الداخلي وتقدير‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫دقق أسوة بنظم املعلومات املالية‪.‬‬ ‫للمخاطر من قبل امل ِّ‬
‫تقدم أن البيان الدولي ملهنة التدقيق رقم (‪ )1008‬تقدير املخاطر والضبط الداخلي ـ خواص‬ ‫يتضح مما َّ‬
‫واعتبارات لنظمة معلومات تستعمل الحاسوب ـ ال يكفي بصيغته الحالية للتعامل مع الشركات التي تعمل في مجال‬
‫َّ‬
‫اإللكترونية‪.‬‬ ‫التجارة‬
‫(‪)12‬‬
‫‪ .8‬البيان الدولي ملهنة التدقيق رقم (‪ )1010‬اعتبارات االمور البيئية عند تدقيق البيانات املالية‪.‬‬
‫‪ ‬حددت الفقرة رقم (‪ )10‬من البيان املذكور االمور البيئية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬املبادرة ملنع أو إلغاء أو معالجة أضرار بيئية أو التعامل مع صيانة املصادر املمكن تحديدها وغير املمكن‬
‫تحديدها‪.‬‬
‫‪ -‬عواقب خرق قوانين وأنظمة البيئة‪.‬‬
‫‪ -‬عواقب أضرار بيئية حدثت لآلخرين أو للمصادر الطبيعية‪.‬‬
‫‪ ‬أوردت الفقرة رقم (‪ )11‬من البيان املذكور بعض االمثلة حول أمور بيئية تؤثر على البيانات املالية شملت‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬صدور قوانين وأنظمة بيئية قد تتضمن تعطيل االصول وبالتالي الحاجة إلى شطب قيمتها‪.‬‬
‫‪ -‬الفشل في االلتزام باملتطلبات القانونية املتعلقة بالمور البيئية أو التخلص من االنبعاثات أو النفايات أو التغير‬
‫في القوانين بأثر رجعي مما يتطلب تكاليف مستحقة عالجية أو تفويضية أو قانونية‪.‬‬
‫‪ -‬بعض املنشآت كالصناعات االستخراجية (استكشاف النفط أو الغاز أو املناجم) أو الصناعات الكيماوية أو‬
‫تتكبد التزام بيئي كناتج عرض ي مباشر من عملها االساس ي‪.‬‬ ‫شركات إدارة النفايات قد َّ‬
‫ُ‬
‫دقق أن يستخدم اجتهاده املنهي لتقييم العوامل‬ ‫‪ ‬أوضحت الفقرة رقم (‪ )18‬من البيان املذكور أنه على امل ِّ‬
‫املتعلقة بتقدير املخاطر املالزمة عند وضع خطة التدقيق الشاملة وقد تتضمن هذه العوامل في بعض الحاالت‬ ‫ِّ‬
‫ً‬
‫مخاطر وجود أخطاء جوهرية في البيانات املالية بسبب أمور بيئية لذا فإن املخاطر البيئية قد تكون جزءا من‬
‫املخاطر املالزمة‪.‬‬
‫َّ‬
‫أن هناك اعتبارات بيئية خاصة بحقل التجارة اإللكترونية قد تؤثر على البيانات املالية للشركات التي تعمل‬
‫في هذا املجال تتمثل في اآلتي‪:‬‬

‫(‪)12‬عبدالعال‪ ،‬طارق‪ ،)2010( ،‬موسوعة معايير املراجعة‪ ،‬ج‪ ،)3( ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ص‪715‬‬

‫مدى تأثير التجارة اإللكترونية على مهنة المراجعة‬ ‫(‪)10‬‬ ‫األمين‬


‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم االقتصادية واإلدارية والقانونية ــ المجلد الرابع ــ العدد السادس ــ يونيو ‪2020‬م‬

‫‪ ‬أمن وسالمة املوقع اإللكتروني وما يحتويه من معلومات وبما يضمن الثقة في النظام الخاص بالشركة حيث‬
‫إن اختراق املوقع اإللكتروني للشركة يحملها خسائر ال يمكن تقديرها بشكل معقول وهذه الخسائر ِّ‬
‫تؤثر على‬
‫البيانات املالية للشركة‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪ ‬االلتزام الناش ئ عن قيام تلك الشركات بشراء وتحديث برامج مكافحة القرصنة اإللكترونية والفيروسات‬
‫يحمل الشركة تكاليف إضافية‬ ‫للحفاظ على أمن موقعها اإللكتروني وما يتضمنه من معلومات حيث إن ذلك ِّ‬
‫ال يمكن تقديرها بشكل دقيق وتؤثر على البيانات املالية للشركة‪.‬‬
‫يعرضها إلى خسائر كبيرة ال يمكن تقديرها باإلضافة‬ ‫وحيث إن مخاطر اختراق املوقع اإللكتروني للشركة قد ِّ‬
‫متطورة تستدعي قيام تلك الشركات‬ ‫َّ‬
‫اإللكترونية بأساليب‬ ‫إلى املحاوالت املستمرة من قراصنة اإلنترنت الختراق املواقع‬
‫ِّ‬
‫بالسعي إلى الحصول على كل جديد في مجال مواجهة القرصنة والفيروسات مما يحملها التزامات إضافية ال يمكن‬
‫مخصصات لذلك مما يترتب عليه التأثير على البيانات املالية لتلك‬ ‫َّ‬ ‫تقديرها بشكل دقيق وقد تقوم الشركات بتكوين‬
‫الشركات‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬أثر التجارة اإللكترونية على إجراءات وقواعد التدقيق‪.‬‬

‫‪ .1‬مفهوم التدقيق‪.‬‬
‫َعرفت إحدى لجان جمعية املحاسبة االمريكية عملية التدقيق بأنها عملية منتظمة للحصول على القرائن‬
‫ُّ‬
‫املرتبطة بالعناصر الدالة على االحداث االقتصادية وتقييمها بطريقة موضوعية لغرض التأكد من درجة مسايرة هذه‬
‫(‪)13‬‬
‫العناصر للمعايير املوضوعة ثم توضيح نتائج ذلك إلى االطراف املعنية‪.‬‬
‫كما توجد هناك العديد من التعريفات ملفهوم التدقيق نورد منها اآلتي‪:‬‬
‫التدقيق‪" :‬هو فحص القوائم املالية ويشتمل على بحث وتقييم تحليلي للسجالت واالجراءات ونواحي الرقابة‬
‫مع تحليل انتقادي لألدلة املستخدمة في تلخيص العمليات املختلفة للخروج برأي فني محايد عن مدى داللة القوائم‬
‫(‪)14‬‬
‫املالية للمركز املالي ونتائج العمليات خالل فترة معينة"‬
‫التدقيق‪" :‬عملية فحص ملجموعة من املعلومات تقوم على االستقصاء بهدف التحقق من سالمة القوائم‬
‫وفقا ملجموعة من املعايير املوضوعة تعكس احتياجات مستخدمي تلك القوائم مع ضرورة إيصال هذا‬ ‫املالية وذلك ً‬
‫الرأي إلى االطراف املعنية ملعاونتها في الحكم على مدى جودة ونوعية هذه املعلومات وتحديد مدى االعتماد على تلك‬
‫(‪)15‬‬
‫القوائم"‪.‬‬
‫التدقيق‪" :‬هو عملية تجميع االدلة من املعلومات بما يؤدي إلى تحديد درجة العالقة بين املعلومات‬
‫(‪)16‬‬
‫واملقاييس املحددة لها من قبل ويجب أن تتم بواسطة شخص مستقل"‪.‬‬
‫يرى الباحث أنه في ظل عمليات التجارة اإللكترونية يمكن تعريف عملية التدقيق بأنها‪ :‬عملية فحص االدلة‬
‫ً‬
‫محايدا للتحقق من‬ ‫فحصا ً‬
‫فنيا‬ ‫ً‬ ‫املادية واإللكترونية ونظم املعلومات ونظام الرقابة الداخلية للوحدة االقتصادية‬
‫وفقا للمعايير املوضوعة بغرض التحقق من سالمة القوائم املالية‪.‬‬ ‫صحة العمليات ً‬

‫(‪)13‬مهيب‪ ،‬الساعي‪ ،)1991( ،‬علم تدقيق الحسابات‪ ،‬دار الفكر للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ -‬االردن‪ ،‬ص‪11‬‬
‫(‪)14‬مهيب‪ ،‬الساعي‪ ،)1991( ،‬علم تدقيق الحسابات‪ ،‬دار الفكر للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ -‬االردن‪ ،‬ص‪11‬‬
‫(‪)15‬محمد‪ ،‬الصبان‪ ،)1988( ،‬االصول العلمية للمراجعة‪ ،‬دار النهضة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص‪13‬‬
‫(‪)16‬ثناء‪ ،‬القباني‪ ،)2008( ،‬مراجعة نظم تشغيل البيانات إلكترونيا‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ص‪11‬‬

‫مدى تأثير التجارة اإللكترونية على مهنة المراجعة‬ ‫(‪)11‬‬ ‫األمين‬


‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم االقتصادية واإلدارية والقانونية ــ المجلد الرابع ــ العدد السادس ــ يونيو ‪2020‬م‬

‫‪ .2‬الجوانب امليدانية لعملية املراجعة وإجراءات التحقق‪.‬‬


‫َّ‬
‫‪ ‬املراجعة املستندية‪ :‬تمثل املراجعة املستندية نقطة البداية في مراجعة القوائم املالية الختامية مراجعة فنية‪،‬‬
‫ويعتمد عليها مراقب الحسابات في التحقق من مدى سالمة البيانات التي تحتوي عليها القوائم‪ ،‬ويعتمد نجاح‬
‫عملية املراجعة على املراجعة املستندية حيث تستهدف التحقق من وجود مستند لكل عملية وتوافر الشروط‬
‫(‪)17‬‬
‫الالزمة لصحة هذا املستند‪ .‬ويمكن حصر أهداف املراجعة املستندية فيما يلي‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فعال قد َّ‬
‫تم إثباتها بدفاتر املنشأة بطريقة سليمة وفقا للقواعد‬ ‫‪ -‬التحقق من أن جميع العمليات املالية التي تمت‬
‫املحاسبية املتعارف عليها‪.‬‬
‫‪ -‬التحقق من أن جميع العمليات املثبتة بالدفاتر تخص املنشأة محل الفحص‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد من صحة التوجيه املحاسبي للعمليات املالية‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ -‬التحقق من أن جميع العمليات املالية املثبتة بالدفاتر مؤيدة بمستندات سليمة من الناحية القانونية‬
‫واملوضوعية‪.‬‬
‫يرى الباحث أن هذه القضايا سوف تؤثر على مدى تأكد املراجع الخارجي من صحة التوجيه املحاسبي‬
‫وفقا للقواعد املحاسبية املتعارف عليها‪ .‬ولتحقيق‬ ‫للعمليات املالية‪ ،‬وكذلك مدى التأكد من إثباتها بدفاتر املنشأة ً‬
‫وفقا للمقترحات الواردة‬ ‫أهداف املراجعة املستندية في ظل عمليات التجارة اإللكترونية نرى معالجة القضايا السابقة ً‬
‫بهذه االطروحة والتي سبق تناولها بالتفصيل‪.‬‬
‫‪ ‬التحقق من الصول‪ :‬على الرغم من تباين أهداف وإجراءات التحقق لكل نوع من أنواع االصول فإن هناك‬
‫(‪)18‬‬
‫مجموعة من االهداف العامة تستخدم مع جميع أنواع االصول‪ .‬وتتمثل تلك االهداف فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬التحقق من الوجود‪.‬‬
‫‪ -‬التحقق من امللكية‪.‬‬
‫‪ -‬التحقق من القيمة (تقييم االصل)‪.‬‬
‫‪ -‬التحقق من وجود أي حقوق للغير على االصل‪.‬‬
‫‪ -‬التحقق من الدقة الحسابية‪.‬‬
‫‪ .3‬قواعد التدقيق املتعارف عليها‪ :‬أصدرت لجنة إجراءات التدقيق املنبثقة عن املعهد االمريكي للمحاسبين‬
‫(‪)19‬‬
‫القانونيين معايير وقواعد التدقيق نوردها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬قاعدة التأهيل العلمي والعملي‪ :‬تتطلب هذه القاعدة ثالثة شروط لنجاحها وهي‪:‬‬
‫‪ -‬توفر هيكل من املعلومات املتخصصة املتطورة‪.‬‬
‫‪ -‬توفر عملية تعليمية مستمرة لتوفير وتأمين هذه املعلومات لألعضاء لضمان اطالعهم عليها واستخدامها في‬
‫املمارسات العملية‪.‬‬
‫‪ -‬توفر مستوى من املؤهالت التي تحكم عملية دخول املهنة‪.‬‬

‫(‪)17‬محمد‪ ،‬الصبان‪ ،)1988( ،‬االصول العلمية للمراجعة‪ ،‬دار النهضة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص‪457‬‬
‫(‪)18‬محمد‪ ،‬الصبان‪ ،)1988( ،‬االصول العلمية للمراجعة‪ ،‬دار النهضة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص‪469‬‬
‫(‪)19‬مهيب‪ ،‬الساعي‪ ،)1991( ،‬علم تدقيق الحسابات‪ ،‬دار الفكر للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ -‬االردن‪ ،‬ص‪ -62‬ص‪65‬‬

‫مدى تأثير التجارة اإللكترونية على مهنة المراجعة‬ ‫(‪)12‬‬ ‫األمين‬


‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم االقتصادية واإلدارية والقانونية ــ المجلد الرابع ــ العدد السادس ــ يونيو ‪2020‬م‬

‫يرى الباحث أنه في ظل عمليات التجارة اإللكترونية واستخدام التقنيات الحديثة ضرورة إعادة النظر في‬
‫التأهيل العلمي والعملي للمدقق‪ ،‬حيث إن التعامل مع القرائن اإللكترونية يحتاج إلى دراسات متخصصة‪ ،‬وتدريب‬
‫مكثف‪ .‬يقترح الباحث إضافة شرط رابع إلى شروط نجاح قاعدة التأهيل العلمي والعملي‪ ،‬وهو توفر مستوى من‬
‫التأهيل العلمي والعملي في تقنية املعلومات يمكن من التعامل مع الوسائل والقرائن اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ ‬قاعدة االستقالل‪ :‬تتوقف الثقة في رأي املدقق على القوائم املالية على استقالله وحياده في إبداء رأيه‪ ،‬وهناك‬
‫نوعان من االستقالل‪ ،‬الول‪ :‬خاص باالستقالل املنهي بحيث ال يكون تابعا لعميله بأية صورة من الصور‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬خاص باستقالل التدقيق‪ ،‬وهو مرتبط بعملية إبداء الرأي في القوائم املالية‪ ،‬ويعني التزام املدقق‬
‫ُّ‬
‫التحيز عند إبداء رأيه‪.‬‬ ‫املوضوعية وعدم‬
‫يرى الباحث أنه في ظل عمليات التجارة اإللكترونية‪ ،‬واستخدام الوسائل اإللكترونية الحديثة في تنفيذ‬
‫االنشطة التجارية‪ ،‬باإلضافة إلى اختالف القوانين واالنظمة من بلد إلى آخر‪ ،‬وحاجة املدقق إلى االستعانة بخبير في‬
‫مجال تقنية املعلومات للتحقق من القرائن اإللكترونية‪ ،‬وفحص نظام الرقابة الداخلية‪ ،‬وفحص مدى أمن وسالمة‬
‫املوقع اإللكتروني للشركة وكثير من أعمال املنشأة‪ ،‬باإلضافة إلى الحاجة لخبير آخر الختبار مدى التزام املنشأة‬
‫بالقوانين واالنظمة الخاصة بنشاطها بالدول التي تمارس نشاطها من خاللها‪ ،‬فإن إبداء رأي املدقق يعتمد بدرجة‬
‫كبيرة على آراء الخبراء‪ ،‬وبالتالي فإن هناك تأثيرا على مدى استقالل املدقق فى إبداء رأيه عند تدقيق حسابات‬
‫الشركات التي تعمل في مجال التجارة اإللكترونية‪ ،‬وهذا االمر يتطلب التأهيل املناسب للمدقق‪ ،‬والذي يمكنه من‬
‫التعامل مع تلك العمليات دون الحاجة لخبير‪ ،‬وبالتالي تمتعه باالستقالل الالزم‪.‬‬
‫وفقا لخطة مالئمة‪،‬‬‫‪ ‬قاعدة التخطيط واالشراف‪ :‬تتطلب هذه القاعدة ضرورة تنفيذ عملية التدقيق ً‬
‫فمسؤولية القيام بقدر كاف من التخطيط املسبق تقع على املدقق ومساعديه وذلك لتوفير أساس سليم‬
‫لعملية التدقيق الفعالة‪.‬‬
‫وهناك العديد من القضايا ترتبط بطبيعة املحاسبة واملراجعة لشركات التجارة اإللكترونية‪ ،‬منها‪ :‬ضرورة‬
‫إعادة بحث خصائص الخطاء في النواع املختلفة من الحسابات في شركات التجارة اإللكترونية‪ ،‬وتحديد ماهية‬
‫الحسابات الكثر عرضة لألخطاء في هذه الشركات‪ ،‬فقد كان في السابق يسود اقتناع بأن حسابات املخزون والعمالء‬
‫هي أكثر الحسابات عرضة لألخطاء من بين النواع املختلفة من الحسابات‪ ،‬ولكن شركات التجارة اإللكترونية تعمل‬
‫في ظل مستوى منخفض من املخزون بسبب سرعة إنجاز الصفقات‪ ،‬وعدم الحاجة إلى مخزون كبير‪ ،‬وبالتالي‬
‫تتضاءل الهمية النسبية للمخزون من وجهة نظر املراجع في هذه الشركات‪.‬‬
‫يرى الباحث أنه في ظل عمليات التجارة اإللكترونية فإن مقاييس االهمية النسبية سوف تتغير لدى املراجع‪،‬‬
‫حيث يجب عليه تقويم عوامل أخرى‪ ،‬مثل‪ :‬أمن وسالمة املوقع اإللكتروني وما يحتويه من معلومات وتأمين وسالمة‬
‫ومتابعة للنظام مع وجود االجراءات الرقابية التي تضمن الثقة في النظام الخاص بالشركة وبالتالي سوف تتغير خطة‬
‫التدقيق التي يضعها املراجع عند مراجعة حسابات تلك الشركات‪.‬‬
‫كما يرى الباحث أن هناك زيادة في أعمال املراجعة في ظل التجارة اإللكترونية حيث كان الشائع في السابق‬
‫أن املراجع يقوم بتنفيذ عملية املراجعة باتباع أسلوب املراجعة النهائية التي كانت تبدأ عادة عملها الرئيس ي بعد انتهاء‬
‫السنة املالية للشركات ولكن في ظل ظروف التجارة اإللكترونية فقد أصبح من الضروري اللجوء إلى املراجعة‬
‫َّ‬
‫املستمرة‪.‬‬

‫مدى تأثير التجارة اإللكترونية على مهنة المراجعة‬ ‫(‪)13‬‬ ‫األمين‬


‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم االقتصادية واإلدارية والقانونية ــ المجلد الرابع ــ العدد السادس ــ يونيو ‪2020‬م‬

‫‪ ‬قاعدة دراسة وتقييم نظام الرقابة الداخلية‪ :‬إن مستوى نظام الرقابة الداخلية يحدد مدى الفحص لدلة‬
‫التدقيق والوقت املناسب إلجراءات التدقيق‪ ،‬واالجراءات التي يجب التركيز عليها أكثر من غيرها‪ .‬ويمر تقييم‬
‫نظام الرقابة الداخلية بثالث خطوات رئيسية هي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬االملام بالنظام املوضوع عن طريق املتابعة واملالحظة واالطالع لتحديد الكيفية التي يعمل بها‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد مدى مالئمة ودقة االجراءات املوضوعة واملستخدمة باملقارنة بالنموذج االمثل لتلك االجراءات‪.‬‬
‫ً‬
‫واقعيا‪.‬‬ ‫‪ -‬تحديد الكيفية التي يسير عليها النظام‪ ،‬إذ قد يكون النظام سليما نظريا‪ ،‬وغير مطبق‬
‫يرى الباحث أنه في ظل عمليات التجارة اإللكترونية‪ ،‬واستخدام الوسائل اإللكترونية الحديثة‪ ،‬وتقنيات‬
‫املعلومات في تنفيذ أنشطة الشركات‪ ،‬وعدم وجود الخبرة التقنية الكافية لدى املدقق فإنه يصعب على املدقق‬
‫فحص وتقييم نظام الرقابة الداخلية‪ ،‬وتحديد مدى مالئمة ودقة االجراءات املستخدمة‪ ،‬وعلى املدقق االستعانة‬
‫بخبير في تقنيات املعلومات لتقييم نظام الرقابة الداخلية‪.‬‬
‫يقترح الباحث إنشاء شركات تدقيق إلكترونية موازية لشركات التدقيق التقليدية‪ ،‬تكون مهمتها فحص‬
‫السياسات واالجراءات اإللكترونية التي تتبعها شركات التجارة اإللكترونية‪ ،‬وكذلك نظم الرقابة الداخلية‪ ،‬وتقديم‬
‫ً‬
‫استنادا إلى ذلك التقرير‪.‬‬ ‫تقرير مستقل بذلك‪ ،‬ويقوم املدقق بوضع خطة املراجعة‬
‫‪ .4‬تقويم نظام الرقابة الداخلية في ظل عمليات التجارة اإللكترونية‪ :‬يقصد بالرقابة الداخلية‪ :‬الخطة التنظيمية‬
‫واالجراءات والوسائل املتبعة داخل املنشأة‪ ،‬والتي من شأنها املحافظة على االصول‪ ،‬والتأكد من دقة وصحة‬
‫البيانات املحاسبية املسجلة‪ ،‬ودرجة االعتماد عليها‪ ،‬وتحقيق أكبر قدر من الكفاية االنتاجية في عمليات املنشأة‪،‬‬
‫وااللتزام بتنفيذ السياسات االدارية املرسومة‪.‬‬
‫يعتبر نظام الرقابة الداخلية بالنسبة للمراجع نقطة البداية لعملية املراجعة‪ ،‬حيث يتعين عليه تقويم‬
‫النظام حتى يتمكن من تحديد حجم العينة‪ ،‬واالختبارات التي سوف يجريها‪.‬‬

‫(‪)20‬‬
‫أهداف نظام الرقابة الداخلية‪:‬‬
‫‪ -‬حماية أصول الوحدة‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع الدقة ومدى االعتماد على املعلومات والتقارير املحاسبية‪ ،‬وأية تقارير أخرى تعد داخل الوحدة‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع وتقييم الكفاية التشغيلية لكل جوانب أنشطة الوحدة‪.‬‬
‫‪ -‬إيصال السياسات االدارية وتشجيع وقياس مدى التمش ي معها‪.‬‬
‫ً‬
‫إلكترونيا وانخفاض استخدام املستندات‬ ‫وفي ظل عمليات التجارة اإللكترونية وتنفيذ عمليات البيع والشراء‬
‫الورقية‪ ،‬فإن ذلك يؤدي إلى ارتفاع خطر املعلومات‪ ،‬حيث قد تسمح بعض الثغرات التي قد تكون موجودة في برنامج‬
‫تنفيذ عمليات التجارة اإللكترونية من سهولة التالعب باملعلومات‪ ،‬مما يحتم على املنشآت التي تستخدم شبكة‬
‫املعلومات أن تعيد تصميم أنظمة الرقابة الداخلية‪ ،‬بحيث يكون نظام الرقابة الداخلية على صفقات التجارة‬
‫قادرا على حماية املنشأة من االختراقات الخارجية‪ ،‬بحيث يكون للمنشأة نظام متكامل لمن املعلومات‪.‬‬‫اإللكترونية ً‬

‫(‪)20‬محمد‪ ،‬الصبان‪ ،)1988( ،‬االصول العلمية للمراجعة‪ ،‬دار النهضة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص‪87‬‬

‫مدى تأثير التجارة اإللكترونية على مهنة المراجعة‬ ‫(‪)14‬‬ ‫األمين‬


‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم االقتصادية واإلدارية والقانونية ــ المجلد الرابع ــ العدد السادس ــ يونيو ‪2020‬م‬

‫تحليل الفرضيات‪:‬‬
‫كانت الفرضية الولى‪ :‬أن املراجعة الحالية واملصممة ملراجعة الشركات التقليدية ال تصلح ملراجعة شركات‬
‫التجارة اإللكترونية‪.‬‬
‫اتضح ان قواعد املراجعة الحالية يمكن لها أن تؤدي مهمة مراجعة القوائم املالية الخاصة بشركات التجارة‬
‫اإللكترونية ولكن بشرط ادخال بعض االضافات والتعديالت عليها مثل املراجعة التوكيدية والتي من خاللها يضمن‬
‫ً‬
‫املراجع جودة املعلومات ويساهم في إعدادها بدال من أن يصدر تقريره عن معلومات قائمة معدة من قبل ادارة‬
‫املنشاة وهذه الخدمة تختلف عن خدمة إبداء الرأي وخدمة االستشارات واملراجعة املستمرة حيث إن التحول من‬
‫النظام املحاسبي التقليدي إلى النظام املحاسبي الفوري يتطلب اجراء مراجعة تتماش ى مع طبيعة النظام املحاسبي‬
‫ً‬
‫واملستندات اإللكترونية وهذا التحول يتطلب تغييرا في اجراءات املراجعة ‪.‬‬
‫إذا تم ادخال هذه التعديالت فان الباحث يرى ان قواعد واجراءات املراجعة الحالية تصلح ملراجعة‬
‫الشركات املتعاملة بالتجارة اإللكترونية‪.‬‬
‫إن معايير املراجعة الحالية ال تتناسب مع شركات التجارة اإللكترونية‪ ،‬وبعد ان تم‬ ‫كانت الفرضية الثانية‪َ :‬‬
‫استعراض معايير املراجعة اتضح اآلتي‪:‬‬
‫املعيار الدولي للتوثيق رقم ‪ 230‬التوثيق‪ :‬هذا املعيار شامل وصالح ملراجعة شركات التجارة اإللكترونية ولكن‬
‫ينبغي االنتباه إلى ان التعامل مع القرائن اإللكترونية تحتاج إلى مهارات خاصة من املراجع االمر الذي يتطلب تأهيل‬
‫ً‬
‫املحاسبين واملراجعين تقنيا بدرجة عالية‪.‬‬
‫املعيار رقم ‪ 250‬مراعاة القوانين واالنظمة عند تدقيق البيانات املالية‪ :‬يحتاج هذا املعيار إلى تعديل في‬
‫بعض فقراته لكي يشمل بيئة التجارة اإللكترونية‪.‬‬
‫املعيار الدولي للتدقيق رقم ‪ 300‬التخطيط‪ :‬يحتاج هذا املعيار إلى إعادة صياغة ليتضمن آليات جديدة‬
‫لتخطيط اعمال املراجعة للشركات املتعاملة بالتجارة اإللكترونية‪.‬‬
‫املعيار الدولي للتدقيق رقم ‪ 310‬معرفة طبيعة عمل املنشأة‪ :‬في حالة عدم توافر املعرفة الجيدة بتكنولوجيا‬
‫ا ملعلومات لدى املدقق فسوف يترتب عليه الكثير من النتائج السلبية ولذلك البد من إضافة فقرة في هذا املعيار وهي‬
‫ضرورة حصول املدقق على دورات متخصصة تؤهله للتعامل مع الوسائل اإللكترونية والتقنية الحديثة‪.‬‬
‫املعيار الدولي للتدقيق رقم ‪ 501‬أدلة االثبات‪ :‬يحتاج هذا املعيار للتعديل في بعض فقراته مثل فقرة التحقق‬
‫من ارصدة املدينين الن املدينين في شركات التجارة اإللكترونية منتشرون في جميع انحاء العالم وكذلك فقرة مراعاة‬
‫املعلومات القطاعية الن الشركات املتعاملة بالتجارة اإللكترونية ال يتم اعداد تقارير قطاعية عن نشاط التجارة‬
‫اإللكترونية بصفة مستقلة‪ ،‬وعليه نقترح إلزام الشركات التي تعمل في هذا املجال بإعداد تقارير قطاعية عن نشاط‬
‫التجارة اإللكترونية‪ .‬عليه يرى الباحث أنه قد تم إثبات صحة الفرضية الثانية‪.‬‬
‫كان الفرض الثالث‪ :‬هو ضرورة خضوع املراجع القانوني لدورات متخصصة تؤهله للتعامل مع التقارير‬
‫املالية الخاصة بشركات التجارة اإللكترونية وذلك الن املدقق كان في السابق يقوم بمراجعة وتدقيق حسابات‬
‫الشركات التقليدية وهذه ال تحتاج إلى توافر خصائص فنية او تقنية او املام ببيئة التجارة اإللكترونية او االستعانة‬
‫بخبير متخصص في عمليات التجارة اإللكترونية عليه يرى الباحث ان هذا الفرض صحيح‪.‬‬

‫مدى تأثير التجارة اإللكترونية على مهنة المراجعة‬ ‫(‪)15‬‬ ‫األمين‬


‫المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ مجلة العلوم االقتصادية واإلدارية والقانونية ــ المجلد الرابع ــ العدد السادس ــ يونيو ‪2020‬م‬

‫خالصة النتائج‪:‬‬
‫يتضح من خالل هذه الدراسة االثار التالية للتجارة اإللكترونية على مهنة املراجعة‪:‬‬
‫هنالك تحديات كبرى تواجه مهنة املراجعة بعد الظهور الكبير لشركات التجارة اإللكترونية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تواجه معايير املراجعة الصادرة في معظم دول العالم تحديات كبيرة في ظل نشاط التجارة اإللكترونية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫حاجة مدققي الحسابات إلى املزيد من التأهيل واملعرفة بالوسائل اإللكترونية والتقنية الحديثة لكي يقوموا‬ ‫‪-3‬‬
‫بمراجعة الشركات العاملة في مجال التجارة اإللكترونية‪.‬‬
‫يشمل مفهوم التدقيق في ظل عمليات التجارة اإللكترونية فحص االدلة املادية واإللكترونية ونظم املعلومات‬ ‫‪-4‬‬
‫ونظام الرقابة الداخلية للوحدة االقتصادية‪.‬‬
‫عدم وجود حلول متكاملة ومتفق عليها للممارسات املحاسبية الناشئة عن شركات التجارة اإللكترونية‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫مقاييس االهمية النسبية سوف تتغير في ظل عمليات التجارة اإللكترونية حيث يجب االخذ في االعتبار عوامل‬ ‫‪-6‬‬
‫اخرى مثل أمن وسالمة املوقع اإللكتروني وما يحتويه من معلومات وتامين وسالمة ومتابعة النظام‪ ،‬وبالتالي‬
‫سوف تتغير خطة التدقيق التي يضعها املراجع عند مراجعة حسابات تلك الشركات‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬
‫استنادا لنتائج الدراسة يوص ي الباحث باآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬التزامن بين نشر القوائم املالية املرفقة للشركات من خالل موقع املراجع اإللكتروني وموقع الشركة اإللكتروني‬
‫على أن تشير الشركة بموقعها إلى نشر نسخة من هذه القوائم املالية بموقع هيئة سوق املال بالنسبة للشركات‬
‫املدرجة بسوق املال‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -2‬يجب تأهيل املراجعين تقنيا كشرط اساس ي للموافقة على تولي املراجع أعباء مراجعة الشركات العاملة بالتجارة‬
‫اإللكترونية‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -3‬إلزام املراجع غير املؤهل تقنيا باالستعانة بخبير متخصص في مجال اعمال التجارة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -4‬إلزام الشركات التي تعمل في مجال التجارة اإللكترونية بضرورة إعداد تقارير قطاعية عن نشاط التجارة‬
‫اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -5‬إلزام املراجع بفحص نظام املعلومات الخاص باملوقع اإللكتروني لتقدير املخاطر املحيطة به وكذلك الربط بينه‬
‫وبين نظام معالجة املعلومات املالية (النظام املحاسبي) للتأكد من إجراء املعالجات املالية للعمليات التي تمت‬
‫من خالل موقع الشركة اإللكتروني‪.‬‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫لطفي‪ ،‬أمين (‪ ،)2005‬مراجعة وتدقيق نظم املعلومات‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫املطيري‪ ،‬عبيد (‪ ،)2004‬مستقبل مهنة املحاسبة واملراجعة‪ :‬تحديات وقضايا معاصرة‪ ،‬دار املريخ للنشر‪ ،‬الجيزة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الساعي‪ ،‬مهيب وآخر (‪ ،)1991‬علم تدقيق الحسابات‪ ،‬علم تدقيق الحسابات‪ ،‬دار الفكر للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫الصبان‪ ،‬محمد (‪ ،)1988‬الصول العلمية للمراجعة‪ ،‬دار النهضة‪ ،‬بيروت‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ً‬
‫القباني‪ ،‬ثناء (‪ ،)2008‬مراجعة نظم تشغيل البيانات إلكترونيا‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫عبدالعال‪ ،‬طارق (‪ ،)2010‬موسوعة معايير املراجعة شرح معايير املراجعة الدولية واالمريكية والعربية الدار‬ ‫‪-6‬‬
‫الجامعية االسكندرية‪.‬‬

‫مدى تأثير التجارة اإللكترونية على مهنة المراجعة‬ ‫(‪)16‬‬ ‫األمين‬

You might also like