Professional Documents
Culture Documents
Revisi Skrispi-Muhammad Albi-13 Maret 2023
Revisi Skrispi-Muhammad Albi-13 Maret 2023
إعداد الطالب:
إعداد الطالب:
رقم القيد:
11170600000024
تحت إشراف:
1444هـ 2023/م
HUKMU TA’KHIR QADHA’I SHAUMI RAMADHAN LI
AL- HAMIL WA AL-MURDHI’ ‘INDA MADZAHIB AL-SITTAH
Skripsi
Diajukan kepada Fakultas Dirasat Islamiyah
untuk memenuhi persyaratan memperoleh
Gelar Sarjana Studi Islam (S.S.I)
:Diajukan oleh
Muhammad Albi Salim
:NIM
11170600000024
:Pembimbing
إن هGGذا البحث جهGGد للبGGاحث نفسGGه وليس منقGGوال من بحGGوث أخGGرى إال بعض االقتباسGGات الGGتي .1
ذك GG G G Gرت مراجعه GG G G Gا .والب GG G G Gاحث مس GG G G Gؤول عن مض GG G G Gامن ه GG G G Gذا البحث وما يحتويه من املعلومات
والبيانات.
إن املراج GG Gع ال GG Gتي اس GG Gتعمله الب GG Gاحث في كتاب GG Gة ه GG Gذا البحث تم وضعها حس GG Gب الل GG Gوائح املق GG Gررة .2
والقGGوانين املطلوبة بالكليGGة الدراسGGات اإلسGGالمية والعربيGGة جامعGGة شGGريف هدايGGة هللا اإلسGGالمية
الحكومية جاكرتا.
إذا كان في ه GG Gذا البحث انتح GG Gال آلراء الغ GG Gير دون ذك GG Gر مراج GG Gع ألصحاب تل GG Gك اآلراء ،فالب GG Gاحث .3
مسGGتعد السGGتالم العقوبات الGGتي قررتهGGا الجامعGGة بمGGا فيهGGا التنGGازل عن الدرجة العلميGGة املمنوحة
وبع GG Gد ،فق GG Gد تمت مناقش GG Gة ه GG Gذا البحث وعنوان GG Gه :حكم ت GG Gأخير قض GG Gاء ص GG Gوم رمض GG Gان
للحامGG G G Gل واملرضع عنGG G G Gد املذاهب السGG G G Gتة ،أمGG G G Gام لجنGG G G Gة املناقشGG G G Gة والحكم على البحث بكليGG G G Gة
الدراس GGات اإلس GGالمية والعربي GGة جامع GGة ش GGريف هداي GGة هللا الحكومي GGة جاكرتا ،وذل GGك في ي GGوم ....
من شهر ....عام ،2023وقد تم قبوله شرطا للحصول على الدرجة الجامعية األولى (.)S.S.I
عضوا ومشرفا
()....................................................
عضوا ومناقشا
()....................................................
عضوا ومناقشا
()....................................................
ملخص البحث
قGد اختلGف العلمGاء في حكم تGأخير قضGاء صGوم رمضGان للحامGل واملرضع عنGد املذاهب السGتة .قGال
فقهGGاء الحنابلGGة واملالكيGGة والشGGافعية و اإلمGGام األوزاعي إن من تGGأخر قضGGاء صGGوم رمضGGان تخصيصGGا للحامGGل
ّذ
واملرضع فعليهمGGا الفديGGة لكل يGGوم مّGد ،إذا تGGأخرا قضGGائهما بغGGير عGGذر .أمGGا إذا ع Gرا في قضGGائه كالحامGGل أيضGGا
بعد النفاس أو ترضع إلى مجيئ رمضان املقبل أو غير ذلGك من املشGقات األخGرى فال يجب عليهمGا دفGع الفديGة
في تأخر قضائهما .بخالف قول فقهاء الحنفيGة والظاهرية وهم يقولون إن التGأخر في قضGاء رمضGان حGتى يGأتي
ًال
رمض GGان م GGرة أخ GGرى ،فعلي GGه أن يقضي ص GGيام رمض GGان تل GGك الس GGنة أو ،ثم يقضي ص GGيام الع GGام املاضي ،وال
يجب عليهم الفدي GG Gة .ويس GG Gتخدم الب GG Gاحث في كتاب GG Gة ه GG Gذا البحث بمنهجين :منهجين وهو منهج الوصفي حيث
يوصف آراء العلماء حول قضية تأخير قضاء صوم رمضان للحامGل واملرضع وفقGا لنظGGر الشGريعة اإلسGGالمية،
وكذلك لوصف تGGأثيره حسGGب الطGGبي .والثGGاني ،منهج التحليلي من خالل تعميGGق آراء املذاهب السGGتة في قضGGية
تأخير قضاء صوم رمضان للحامل واملرضع نظرا إلى الشريعة اإلسالمية ،واإلهتمام بGGأثره على صحة الحامGGل
واملرضع من الجه GGة الطبي GGة .ويه GGدف ه GGذا البحث إلى معرفة مع GGنى ت GGأخير قض GGاء ص GGوم رمض GGان ،وإدراك آراء
علمGG Gاء املذاهب السGG Gتة في حكم تGG Gأخير قضGG Gاء صGG Gوم رمضGG Gان للحامGG Gل واملرضع وأدلتهم فيGG Gه ،وتعريف ال G Gرأي
ال Gراجح عن GGد الب GGاحث في حكم ت GGأخير قض GGاء ص GGوم رمض GGان للحام GGل واملرضع .م GGع زيادة املعلومات عم GGا يتعل GGق
بحقيق GGة ت GGأخير قض GGاء ص GGوم رمض GGان ،وضرورة اإلطالع عن آراء علم GGاء املذاهب الس GGتة في حكم ت GGأخير قض GGاء
ص GGوم رمض GGان للحام GGل واملرضع وأدلتهم في GGه وإعالم GGا عن ال Gرأي ال Gراجح عن GGد الب GGاحث في حكم ت GGأخير قض GGاء
صوم رمضان للحامل واملرضع.
الكلمات املفتاحية :تأخير قضاء صوم رمضان ،الحامل واملرضع ،املذاهب الستة
ABSTRAK
1
Kata Kunci: Penundaan Qodho Puasa Ramadhan, Hamil dan Menyusui, Enam
Madzhab.
2
كلمة الشكر والتقدير
الحمGGد هلل الGGذي بنعمتGGه تتم الصGGالحات ،نحمGGده سGGبحانه وتعGGالى ونسGGتعينه ونسGGتهديه،
ونس GGأله ع GGز وجل أن يجنبن GGا الزلل في الق GGول والعم GGل ،وأن يرين GGا الحالل حالال ويرزقن GGا اتباع GGه،
والحرام حراما وارزقنا اجتنابه .ونصلى ونسلم على رحمة ونعمGGة وسراج املنGGير نبينGGا محمGGد صGلى
هللا عليه وسلم ،وعلى آله وأصحابه أجمعين .أما بعد.
نش GG G Gكر هللا على إتم GG G Gام ه GG G Gذا كتاب GG G Gة البحث بع GG G Gد أن أح GG G Gاط الب GG G Gاحث العقب GG G Gات وعان
الصGG Gعوبات ،فأحالGG Gه هللا بقدرته ولطفGG Gه إلى يسGG Gر وسهولة .ثم نتوجه الشGG Gكر والتقGG Gدير ملن كان
سببا ألن تم هGGذا البحث بالتوجيهGGات والنصGGائح واملثمن واإلعانGGة الكبGGيرة ،فكل الشGGكر والتقGGدير
واالحترام لكل واحد منهم:
فض GGيلة ال GGدكتور محم GGد ش GGيرازى دمي GGاطى إلي GGاس ،عمي GGد كلي GGة الدراس GGات اإلس GGالمية والعربي GGة .1
فضGGيلة الGGدكتوراه عائGGدة حمGGيراء املاجسGGتير على كرمهGGا باإلشGراف على كتابGGة هGGذا البحث .عسى .2
هللا أن يجعل هذه كلها عمال صالحا ،ويجزيها هللا خير الجزاء من الدنيا واآلخرة.
عائلGG Gة األحبGG Gاء ،وهم :أم البGG Gاحث زينGG Gة ،واألب عبGG Gد الحافGG Gظ،واألخ صGG Gدق زهرو ،الGG Gذين دعGG Gوا .3
جمي GG Gع األس GG Gاتذ واألس GG Gتاذات ال GG Gذين ب GG Gذلوا جه GG Gودهم في تعليم الب GG Gاحث أحس GG Gن ت GG Gدريس وتزود .4
جميGGع أصGGدقاء األحبGGاء في كليGGة الدراسGGات اإلسGGالمية والعربيGGة الGGذين شجعوا وساعدوا البGGاحث .5
1
محتويات البحث
................................................................................................................................ ABSTRAKد
الباب األول
املقدمة
2
ز .تنظيم البحث 17 ........................................................................................................................
الباب الثاني
الباب الثالث
آراء فقهاء املذاهب الستة في حكم تأخير صوم رمضان للحامل واملرضع
ب .آراء فقهاء املذاهب الستة في حكم تأخير صوم رمضان للحامل واملرضع 41...................................
.1القول األول
.2القول الثاني
3
د .أقوال املالكية وأدلتهم 50............................................................................................................
الباب الرابع
الخاتمة
املصادر واملراجع
4
الباب األول
املقدمة
ًال
إن الش GGهر من األش GGهر ال GGذي أثبت هللا في GGه بالص GGيام في النه GGار واالستيقاظ لي ه GGو ش GGهر
ًا
رمضGGان ،وجوب الصGGوم ليس واجب Gعلى أّم ة الرسول محمGGد صGGلى هللا عليGGه وسلم فقGGط ،لكنهGGا
كانت واجبGGة على األمGGة السGGابقة .كمGGا قGGال هللا تعGGالى في الق Gرآن الكGGريمَ :ي اَأ ُّي َه ا اَّل ِذ يَن آَم ُن وا ُك ِت َب
َن َق ُك َل َّلُك َل َّل َك ُك َل ُك
َع ْي ُم الِّص َي اُم َم ا ِت َب َع ى ا ِذ يَن ِم ْن ْب ِل ْم َع ْم َتَّتُق و (البقرة)183 :
أول وجوب ص GG Gوم رمض GG Gان وقع في ي GG Gوم اإلث GG Gنين من ش GG Gهر ش GG Gعبان من الس GG Gنة الثاني GG Gة
للهج GGرة .وبن GGاء على ه GGذا الش GGرط ،ف GGإن ص GGيام ش GGهر رمض GGان ه GGو ف GGرض العين لكل مس GGلم ناضج
وذكي وقادر ب GGدنًي ا وعقلًي ا أن يص GGوم في ش GGهر رمض GGان ،رجاال كان أو نس GGاء ص GGغارا كان أو كب GGارا.
ويشترط العلماء في الصوم أن يمتنعوا عن األشياء مما يفسد أجر الصيام .ال ينبغي ترك صGGيام
رمضGG Gان إال هنGG Gاك أسGG Gباب معينGG Gة لجGG Gواز الفطGG Gر ،وهي :للمرضى واملسGG Gافرين والحامGG Gل واملرضع
ًا
1
بجوب تبديلهم أيام آخر .وعلى من يعسر على الجري أن يدفع فدية ،أي إطعام مسكينا.
اعلم أّن هللا ال ي GGذكر قض GGية قض GGاء ص GGوم رمض GGان للحام GGل واملرضع ص Gراحة في الق Gرآن
الكريم أي ما إذا كان ُي سمح لهم بالفطر خالل شهر رمضان أم ال .ألنه لم يرد في القGرآن رخصGGة
من الصGGيام ،ممGGا دفGGع العلمGGاء إلى االجتهGGاد في حكم املفطGرات للحامGGل واملرضع مGGا عGGواقب ذلGGك
1
ص)، 55 .جاكرتا :لنترا أنتار نوسا 1996 ،م( ، “Pedoman Hidup Muslim”،أبو بكر جابر الجزيري 1
1
في ح GGال أفط GGرن .خاص GGة عن GGدما يؤجل GGون قض GGاء رمض GGان ،في GGؤخرون قض GGاء رمض GGان إلى م GGا بع GGد
رمض GGان الق GGادم .2وفي GGه ق GGال هللا تع GGالى في القG Gرآن الك GGريمَ :ف َم ْن َك اَن ْن ُك ْم َم يًض ا َأ ْو َع َل َس َف
ى ٍر ِر ِم
َف َّد ٌة ْن َأ َّي ا ُأ َخ َر َو َع َل ى اَّل يَن ُي يُق وَن ُه ْد َي ٌة َط َع اُم ْس ي َف َم ْن َت َط َّو َع َخ ْي ًر ا َف ُه َو َخ ْي ٌر َل ُه َو َأ ْن
ِم ِك ٍن ِف ِذ ِط ٍم ِع ِم
ُك َت َل َن َخ َل ُك َت
ُص وُم وا ْي ٌر ْم ِإ ْن ْنُت ْم ْع ُم و (البقرة)184 :
وفي اآلي GGة الس GGابقة ،ي GGذكر هللا تع GGالى أن للمرضى واملس GGافر أن يفط GGروا في ش GGهر رمض GGان
ًا
ويقضGGون يGGوم آخGGر خGGارج شGGهر رمضGGان .وأمGGا من عجGGز عن الصGGيام ،فيلزمه فديGGة تعويض Gعن
فGGوات الصGGيام .إذا نظGGرتم إلى اآليGGة السGGابقة ،فيGGبين لكم أن الحامGGل واملرضع ليسGGت من الGGذين
عف GG Gا هللا عنهم في ش GG Gهر الص GG Gيام ،ب GG Gل م GG Gذكور في الح GG Gديث النب GG Gوي" :إن هللا ع GG Gز وجل وضع عن
3
املسافر الصوم وشطر الصالة ،وعن الحبلى واملرضع" (رواه أحمد)
وبنGGاًء على الحGGديث السGGابق ،اتفGGق جميGGع علمGGاء الفقGGه على أن املرأة الحامGGل أو املرضع
الGGتي تجGGد صGGعوبة في الصGGيام جGGاز لهن أن تGGركن الصGGيام ،ولكن في ذلGGك الحGGديث لم يGGذكر النGGبي
ما عواقب الصوم الذي تركن الحامل واملرضع غGير القGادرات عليGه ،هGGل يجب عليهن القضGاء أو
دفGGع فديGGة كافيGGة أو غGGير ذلGGك؟ ومن هGGذا املنظGGور اختلGGف علمGGاء الفقGGه في الGرأي ،ومنهم املذهب
4
الحنفي واملذهب املالكي واملذهب الشافعي واملذهب الحنبلي وكذا املذهبالظاهري واألوزاعي.
إذن يب GGاح للحام GGل واملرضع اإلفط GGار إذا خافت GGا على أنفس GGهما أو على الولد ،س GGواء أكان
ًا َأ ًا ًا
الولد ولد املرضعة أم ال ،أي نس GG G Gب أو رضاع ،وسواء أكانت أم G G Gم مس GG G Gتأجرة ،وكان الخ GG G Gوف
ًا
نقص GG G Gان العق GG G Gل أو الهالك أو املرض ،والخ GG G Gوف املعت GG G Gبر :م GG G Gا كان مستند لغلب GG G Gة الظن بتجربة
فرمان علي فاندي ،الحامل واملرضع القضاء أو الفدية( ،جاكرتا :رفوبليكا 2019 ،م) ،ص3 .
2
3
أحمد بن حنبل أبو عبد هللا الشيباني ،مسند اإلمام أحمد بن حنبل( ،القاهرة :مؤسسة قرطبة 1998 ،م) ،ج ،5 .ص29 .
4
فرمان علي فاندي ،الحامل واملرضع القضاء أو الفدية ،ص4 .
2
ّل
ودلي GGل الج GGواز لهم GGا :القي GGاس على املريض واملس GGافر ،وقوله ص G Gى هللا علي GGه وسلم" :إن
هللا عGG Gز وجل وضع عن املسGG Gافر الصGG Gوم وشطر الصGG Gالة ،وعن الحبلى واملرضع الصGG Gوم" ويحGG Gرم
الص GG Gوم إن خ GG Gافت الحام GG Gل أواملرضع على نفس GG Gها أو ولدها الهالك .وإذا أفطرتا وجب القض GG Gاء
دون الفديGGة عنGGد الحنفيGGة ،ومع الفديGGة إن خافتGGا على ولدهما فقGGط عنGGد الشGGافعية والحنابلGGة،
5
ومع الفدية على املرضع فقط ال الحامل عند املالكية كما وقع في الفقة اإلسالمي.
ال يجب قضGGاء صGGوم رمضGGان بالتتGGابع .ولكن يمكن القيGGام بGGه بحرية في أي وقت تGGرغب
في GGه بالتت GGابع أو بش GGكل منفص GGل .في ه GGذه األثن GGاء ،ف GGإن ال GGوقت والفرصة لقض GGاء ص GGيام رمض GGان
ًا
زمان GGا ط GGويال ،أي ح GGتى ج GGاء رمض GGان املقب GGل .لكن األفض GGل أن تقضي ص GGوم رمض GGان ف GGور ،ألن GGه
ًال
ليس مسGGتحي إذا ظهGGرت عقبGGات .وهذا يسبب تGGأخير القضGGاء حGGتى حلGGول شGGهر رمضGGان القGGادم
6
فصار تعليق قضاء صيام رمضان حتى رمضان.
ال ف GGرق في الفق GGه رأي في تعلي GGق ص GGيام رمض GGان بسبب انس GGداد أو م GGرض طويل ولكن في
حالGG Gة اإليقGG Gاف صGG Gوم القضGG Gاء بسبب إهمGG Gال اختالف أهGG Gل ال G Gرأي .اتفقت على مGG Gذاهب املالكي
ًة
والشGG G Gافعي والحنبلي بGG G Gأن تعليGG G Gق قضGG G Gاء الصGG G Gوم ناتج G G Gعن اإلهمGG G Gال ،باإلضGG G Gافة إلى اإلل G G Gزام
بالقضاء ،لذالك يجب عليهم الفديةأيضا .وترى املذهب املالكي أنه في حالة وجوب قضاء صGGوم
رمضGGان على اإلنسGGان فال يقضGGيه مGGع قدرته على الصGGيام إلى أن يGGأتي شGGهر رمضGGان التGGالي وجب
7
عليه إطعام رجل فقير يوميا بطين القمح ،فيما يجب القضاء.
5
أبي عبد املعطي محمد نواوي بن عمر الشافعي ،نهاية الزين( ،جاكرتا :دار الكتب اإلسالمي 2008 ،م) ،ص235 .
6
عبد الرحمن الشرخوي ،فقه املذاهب التسعة( ،جاكرتا :هداية ،)1999 ،ص95 .
7
محطوف عدنان ،رسالة فقه املرأة( ،سورابايا :تربيت تراغ 1999 ،م) ،ص242 .
3
كمGGا وقع في الشGGرح الزرقGGني" :حGGدثني عن مالGGك عن عبGGد الGGرحمن بن القاسGGم عن أبيGGه
أنه كان يقول :من كان عليه قضاء رمضان فلم يقضGه وهو قGوي على صGيامه حGتى جGاء رمضGان
8
أخر فإنه يطعم مكان كل يوم مسكينا مد من حنطة وعليه مع ذلك القضاء.
ولكن رأى املذهب الحنبلي أن من لم يقض قض GG G G Gاء رمض GG G G Gان أو ت GG G G Gأخير قض GG G G Gاء ص GG G G Gوم
ًا
رمضان حتى يحل رمضان القادم ويبقون حي ،فالواجب صيام ذلك الشهر ثم قضGGاء من فاتGGه
وإطعام مسكين كل يوم .كما وقع في املقني" :فإن لم تمت املفرطة حتى أ ظلها شهر رمضان أخر
9
صامته ثم قضت ماكان عليها ثم اطعمت لكّل يوم مسكينا"
ورأى اإلم GG G Gام الش GG G Gافعي ،ف GG G Gإن املرضى واملس GG G Gافر ال GG G Gذين ال يطيق GG G Gون ص GG G Gوم رمض GG G Gان
واليسGGتطيع الصGGوم بسGGب صحتهما حGGتى يGGأتي الشGGهر في رمضGGان التGGالي فيجب القضGGاء وال فديGGة
وكذلك للحامل واملرضع .ثم أداء صوم رمضان الGذي وقع في ذلGك السGنة ،وقضGاء في األيGام بعGد
رمضان ذلك السنة .وإن كانوا ال يؤدون القضاء بغير عذر فيجب عليهم القضاء ووجGوب إطعGام
املس GGكين كل ي GGوم م ّGد ا .كم GGا وقع في كت GGاب "األّم " :ف GGاءن م GGرض او س GGافر املفط GGر من رمض GGان فلم
يصح ولم يقGG Gد ر حGG Gتى يGG Gأتي رمضGG Gان أخGG Gر الGG Gذي جGG Gاء عليGG Gه وقضGG Gاهن وكفGG Gرعن كل يGG Gوم بمGG Gد
حنطة.10
على عكس املذهب الحنفي إذا تGGأخير قضGGاء صGGوم رمضGGان إلى رمضGGان املقبGGل ،فحينئ ٍGذ
يع GGوض عن دي GGون املاضي ص GGوًم ا دون عط GGاء كل مس GGكين .كم GGا وقع في كت GGاب "فتح الق GGادر" :وان
11
أخره حتى دخل رمضان اخرصام الثانى قضى ال ول بعده والفدية عليه.
8
محمد عبد الباقي يوسف الزرقني املصري املالكي ،شرح الزرقني( ،بيروت :دار الكتب العلمية 1995 ،م) ،ج ،2 .ص8 256 .
9
عبد هللا بن قدامة املقديسي ،املغني( ،بيروت :دار الكتب العلمية1980 ،م) ،ج ،5.ص9 85 .
10
أبي عبدهللا محمد بن إدريس الشافعي ،األّم ( ،ليبان :دار الفكر1980 ،م) ،ج ،1 .ص10 113 .
11
كمال الدين محمد بن عبد الوحيد السيراسي ،شرح فتح القادر( ،بيروت :دار الكتب العلمية 1995 ،م) ،ج ،2 .ص11 .
361
4
أمGGا تحديGGد الGGوقت بين رمضGGانين زيادة على ذلGGك الشGGهر أي شهررمضGGان ،وألن الصGGيام
عب GGادة مؤقت GGة فال يل GGزم تعويض GGه قب GGل دخ GGول ش GGهر رمض GGان املقب GGل كعب GGادة أخ GGرى .كم GGا وقع في
الكت GGاب "املبس GGوط" :والت GGو قيت بم GGا بين رمض GGين يكون زيادة ثم ه GGذه عب GGادة مؤقت GGة قض GGاؤها ال
12
يتو قت بما قبل مجئ وقت مثلها كسائرالعبادات.
وفًق ا للم GGذهب الحنفي ،ف GGإن ق GGانون ت GGأخير القض GGاء ه GGو نفس GGه بت GGأخير التنفي GGذ ال تجب
َف ٌة َأ ُأ َخ
علي GGه الفدي GGة .ب GGدليل "ِ ...ع َّد ِم ْن َّي اٍم َر ( "...البق GGرة )183 :وكم GGا وقع في "كت GGاب املبس GGوط":
13
فالتأخر عن وقت القضاء كا لتأخر عن وقت األداء وتأخير األداء عن وقته اليوجب عليه.
بنGGاًء على العبGGارة السGGابقة بنGGاًء يهتم البGGاحث بمناقشGGة اآلراء املذهب السGGتة وهي مGGذهب
الحنفي ومذهب املالكي ومذهب الش GG G G G G G G Gافعي ومذهب الحنبلي ومذهب األوزاعي وكذا م GG G G G G G G Gذهب
الظاهري عن حكم تأخير قضاء صGوم رمضGان بالتخصGيص للحامGل واملرضع على دليGل كثGيرا مGا
من الن GGاس أن تGGأخروا قض GGاء رمض GGان ح GGتى ج GGاء رمض GGان املقب GGل كالحامGGل واملرضع ،مGGع أّن لهم GGا
رخصة في تأخيرها ،فكيف إذا كان وجود الرخصة ولكن تأخر إلى رمضان املقبل؟
إن البحث عن قضGG G G Gاء رمضGG G G Gان للحامGG G G Gل واملرضع يتنGG G G Gاول مجGG G G Gاالت واسGG G G Gعة وجوانب
متعGGددة ،فيحGGدد البGGاحث بحثGGه حGGول تنفيGGذ حكم تGGأخير قضGGاء صGGوم رمضGGان للحامGGل واملرضع
عن GGد املذاهب الس GGتة ب GGدليل كث GGيرا م GGا من الن GGاس أن ت GGأخروا قض GGاء رمض GGان ح GGتى ج GGاء رمض GGان
املقبGGل كالحامGGل واملرضع ،مGGع أّن لهمGGا رخصGGة في تأخيرها ،ولذلك يتعGGرض البGGاحث هGGذا املبحث
12
شمس الدين الشرخشي ،املبسوط( ،بيروت :داراملعرفة 1997 ،م) ،ج ،2 .ص12 77 .
13
شمس الدين الشرخشي ،املبسوط ،ص13 78 .
5
بذكر أدلGة املذاهب السGتة لقGوة الحجGة في هGذا املبحث .ويحGدد البGاحث عن هGذه املبGاحث فيمGا
يلي:
.2م GG Gا هي آراء علم GG Gاء املذاهب الس GG Gتة في حكم ت GG Gأخير قض GG Gاء ص GG Gوم رمض GG Gان للحام GG Gل
.3م GGا هGG Gو الG Gرأي الG Gراجح عن GGد الب GGاحث في حكم ت GGأخير قض GGاء ص GGوم رمض GGان للحام GGل
واملرضع؟
انطالقا من األسئلة السابقة اتضحت لنا األهداف من هذا البحث بما هو آت:
.2معرفة آراء علم GG Gاء املذاهب الس GG Gتة في حكم ت GG Gأخير قض GG Gاء ص GG Gوم رمض GG Gان للحام GG Gل
.3معرفة ال Gرأي ال Gراجح عن GGد الب GGاحث في حكم ت GGأخير قض GGاء ص GGوم رمض GGان للحام GGل
واملرضع.
6
.2بيانGGا للنGGاي على آراء علمGGاء املذاهب السGGتة في حكم تGGأخير قضGGاء صGGوم رمضGGان
.3إعالمGGا لنسGGاء املسGGلمين على قيGGام قضGGاء صGGوم رمضGGان وخاصGGة للحامGGل واملرضع
تمت كتاب GG G G G Gة ه GG G G G Gذا البحث باس GG G G G Gتخدام منهجين وهو منهج الوصفي حيث يوصف آراء
املذاهب السGGتة حGGول قضGGية تGGأخير قضGGاء صGGوم رمضGGان للحامGGل واملرضع وفقGGا لنظGGر الشGGريعة
اإلس GGالمية ،وكذلك لوصف ت GGأثيره حس GGب الط GGبي .والث GGاني ،منهج التحليلي من خالل تعمي GGق آراء
املذاهب الس GG Gتة في قض GG Gية ت GG Gأخير قض GG Gاء ص GG Gوم رمض GG Gان للحام GG Gل واملرضع نظG G Gرا إلى الش GG Gريعة
اإلس GGالمية ،واإلهتم GGام ب GGأثره على صحة الحام GGل واملرضع من الجه GGة الطبي GGة ،ألن بعض العلم GGاء
وأم GGا الطريق GGة ال GGتي اعتم GGد عليه GGا الب GGاحث في كتاب GGة بحث GGه هي الطريق GGة املكتبي GGة .وذل GGك
بGG Gالرجوع إلى كتب الفقGG Gه املتعلقGG Gة بصGG Gوم رمضGG Gان وإلى املصGG Gادر واملراجGG Gع األخGG Gرى ،سGG Gواء كانت
بالعربيGGة أو اإلندونيسGGية الGGتى تتحGGدث عن املوضوع من املتقGGدمين واملعاصGGرين .ثم رجع البGGاحث
إلى املعGG Gاجم اللغوية في تعريف بعض الكلمGG Gات ،وكذلك ضGG Gبط نص الكتGG Gاب واسGG Gتخراج نتGG Gائج
البحث في أخGGر الكتابGGة .وأمGGا الGGدليل الGGذي اعتمGGد عليGGه البGGاحث في كتابGGة هGGذا البحث فهGGو دليGGل
كتابGGة البحGGوث العلميGGة باللغGGة العربيGGة للرسالة الجامعيGGة األولى الGGذي أصGGدرته كليGGة الدراسGGات
اإلسالمية والعربية جامعة شريف هداية هللا اإلسالمية الحكومية جاكرتا 2021م.
7
و .الدراسات السابقة
بع GG G Gد أن يعم GG G Gل الب GG G Gاحث املطالع GG G Gة على أك GG G Gثر الكتب والرسائل والبح GG G Gوث ،وجد بعض
" .1ت GG Gأخير قضGG G Gاء ص GG Gوم رمضGG G Gان عنGG G Gد املذهب الحنفي" .ومن نتGG G Gائج هGG G Gذا البحث رأى
املذهب الحنفي أن تأخير قضاء رمضان جائز ،مGع السبب بGأّن وقت قضGاءها قبGل شGهر رمضGان
وبعGGده ،ومن يGGؤخر قضGGاء الصGGوم حGGتى أتى رمضGGان القGGادم ال يجب إال القضGGاء فحسGGب وال يلGGزم
الفدي GGة .أم GGا األس GGباب ال GGتي تش GGكل األس GGاس الق GGانوني للم GGذهب الحنفي ب GGأن ج GGواز ت GGأخير قض GGاء
رمضGGان إلى حلGGول شGGهر رمضGGان يGGرد إلى القGرآن سGGورة البقGGرة اآليGGة ( )184وحديث عائشGGة رضي
هللا عنها وهي كانت تأخرت قضاء صوم رمضان إلى شهر شعبان.
ألن املذهب الحنفي ليس لديGG G Gه الكثGG G Gير من الحجج الGG G Gتي يمكن أن تكون حجGG G Gة فصGG G Gار
دليلGه قوًي ا إلى حGGد مGا كGGدليل آخGGر .فخالصGة القGGول أن قضGGاء صGوم رمضGGان ال يجGGوز أن تGأخيره
إلى ش GGهر رمض GGان املقب GGل ،ووجوبه علي GGه أي :ملن ي GGؤخر قض GGاء الص GGوم فدي GGة عن كل مس GGكين كل
ي GGوم م ّGد ا وفق GGا للق Gرآن والح GGديث .وهذه الحكم أيض GGا يج GGري للحام GGل واملرضع ،من ت GGأخر قض GGاء
14
صوم رمضان فوجب عليهما والفدية.
والفرق بين ذلك البحث وهذا البحث هو أنGGه يGGذكر رأي املذهب الحنفي فحسGGب ،فيهتم
البGاحث بGأن هGGذا البحث يحتGاج إلى التكميGل ،فكّم ل بGآراء املذاهب األخGرى وهي املذهب املالكي،
والشافعي ،والحنبلي ،والظاهري ،وألوزاعي بذكر أدلتهم مع تحليل بآراء الفقهاء األخرى.
14
مصدنار فولوغان ،تأخير قضاء صوم رمضان عند املذهب الحنفي ،بكلية الشريعة والقانون جامعة اإلسالمية الحكومية
سومطرة الشمالية (Padangsimpuan) 2011فاداغ سيمفوان
8
" .2تحليل آراء سيد سابق عن قضاء صGوم رمضGان للحامGل واملرضع" .ومن نتGائج هGGذا
البحث ه GG Gو رأي الس GG Gيد س GG Gابق ،بـأن ُي س GG Gمح للنس GG Gاء الحوام GG Gل واملرضعات املفط G Gرات إذا كانوا
مقلقين على حGGالتهم أو أوالدهم إن كن صGGائمات ،مGGع وجوب دفGGع الفديGGة إلى املسGGكين لكل يGGوم
م ّGد ا .ب GGدليل ح GGديث عن ابن عب GGاس وابن عم GGر م GGع عم GGل ال GGترجيح بانتب GGاه إلى الحجج ال GGتي تعت GGبر
قوية ليتم ممارستها .وفي وضع الدليل ،يشير السيد سابق إلى القرآن والسنة واإلجماع.
ه GG Gو أيضGG Gا سبب واجبGG Gات الفديGG Gة املقGG Gررة دون القضGG Gاء ،أي إنتGG Gاج الفقGG Gه يعتقGG Gد أنGG Gه
يتوافق مع روح ومبادئ الشريعة اإلسالمية ،وال سيما مبدأ الحGرج (غGير مرهق) ومبGدأ التكاليف
بمنهج تيسGGيره .لGGذلك في أوقات الشGGدة على ذلGGك ،ال تتحمGGل النسGGاء الحوامGGل واملرضعات أعبGGاء
بالصGGوم .ألنهم حصGGلوا على تنGGازالت الشGGريعة والقضGGاء لهمGGا إال الفديGGة .هGGذا ال Gرأي تحGGرروا من
أغالل التقليGد األعمى واملواقGف املتعصGبة للمGذهب .تنفيGذ قضGاء الصGوم للحامGل واملرضع عGذر
للص GGيام بسبب حال GGة الحم GGل والرضاعة الطبيعي GGة مختلف GGة .بحيث في ظ GGل ظ GGروف معين GGة لكل
15
منهما لدى النساء الحوامل واملرضعات قوانين مختلفة تثقلهن.
والفGGرق بين ذلGGك البحث وهذا البحث هGGو أنGGه يGGذكر رأي سGGيد سGGابق في رخصGGة الحامGGل
واملرضع في ترك الصوم ،وأما بحث الGذي يبحث البGاحث هGو حكم تGأخير قضGاء رمضGان للحامGل
واملرضع ،حيث يعّG Gر ض حكم ت GGرك ص GGوم رمض GGان في ه GGذا الس GGنة للحام GGل واملرضع وكذا ت GGأخير
" .3قضGGاء صGGوم رمضGGان عنGGد ابن حGGزم" .ونتGGائج هGGذا البحث هGGو بحسGGب ابن حGGزم ،أن
الحامGGل واملرضع إن كّن صGGائمات ويخشى على الولد الGGذي يحملGGه ويرضعه فعليGGه أن يفطGGر وال
15
جولياني سافطري ،تحليل آراء سيد سابق عن قضاء صوم رمضان للحامل واملرضع ،بكلية الشريعة والقانون جامعة
اإلسالمية الحكومية سلطان شريف كاسيان ريياو 2021
9
يGؤمرون بالقضGاء والفديGة في سGائر األيGام .وحجGة ابن حGزم في عGدم وجود املرأة الحامGل واملرضع
وعلى حGG Gد قوله أي قGG Gول ابن حGG Gزم فمن وجب عليGG Gه القضGG Gاء هGG Gو خمسGG Gة فقGG Gط ،وهي:
الح GGائض ،والنف GGاس حيث يجب على كليهم GGا القض GGاء في األي GGام ال GGتي ال تص GGوم في فيه GGا الح GGائض
16
والنفاس ،والوالة ،واملرضى ،واملسافر الذي سافر فأذن له قصر الصالة ،والقائئ يتقيأ عمدا.
والفGGرق بين هGGذا البحث مGGع البحث قبلGGه هGGو أّن البGGاحث في هGGذا البحث يبحث عن أراء
املذاهب الستة في تأخير قضاء رمضGان للحامGل واملرضع بGذكر أدلتهم تفصGيال .وأمGا البحث قبلGه
" .4تGGرك صGGوم رمضGGان للحامGGل واملرضع عنGGد الشGGافعية والحنفيGGة" .ونتGGائج البحث هGGو
سبب الخالف بين العلمGGاء علمGGاء الحنفيGGة والشGGافعية وهو من عGGدة الوجوه ،وهو :اختالفهم في
اسGGتخدام حجGGة ،والحجGGة الGGتي تستند إليهGGا الحنفيGGة هي حGGديث رواه أنس بن مالGGك ،وأمGGا حجGGة
الشافعية هي حديث ابن عمر وابن عبGاس ،وتختلGف في فهم كلمGة هللا سGبحانه وتعGالى في سGورة
البقGGرة آيGGة ،184يGGرى الحنفيGGة أن اآليGGة موجهGGة إلى الرجال والنسGGاء املسGGنات فقGGط .ويرى علمGGاء
الشGافعية ليس فقGGط من أجGGل كبGGار السGن من الرجال والنسGاء بGل للنسGاء الحوامGل واملرضعات
أيضGGا بنGGاء على حGGديث ابن عمGGر .وهم مختلفGGون في التصنيف عبGGارة (يطيقونه) في سGورة البقGGرة
اآلية .184
16ماه GGاراني ،قض ــاء ص ــوم رمض ــان عن ــد ابن ح ــزم ،بكلي GGة الش GGريعة والق GGانون جامع GGة اإلس GGالمية الحكومي GGة س GGلطان
10
علمGاء الحنفيGة يجGادلون بGذلك أن املرأة الحامGل واملرضع لهGا نفس الوضع القGانوني مGع
املرضى واملس GGافرين ال GGذين ال يجيب GGون دف GGع الفدي GGة ب GGل يجب عليهم الص GGيام فق GGط .ولكن ذهب
علمGGاء الشGGافعية إلى أن موقف املرأة الحامGGل املرضع يسGGاوي مGGع من لGGه كبGGار السGGن من الرجال
والنسGGاء ألنهGGا مبنيGGة على الحGGديث ابن عمGGر .اختالفGGاتهم في تحديGGد االلتزامGGات الGGتي يتعين دفعهGGا
عنGGد النسGGاء الحوامGGل واملرضعات تاركات صGGيام رمضGGان .وذهب علمGGاء الحنفيGGة إلى أن الحوامGGل
واملرضعات من تGG G Gرك صGG G Gيام رمضGG G Gان تجب فقGG G Gط القضGG G Gاء .من هGG G Gذه العبGG G Gارة تطGG G Gرح علمGG G Gاء
الش GG Gافعية رأيين ،أوال عن GG Gدما تكون املرأة ح GG Gامال والرضاعة ت GG Gركن الص GG Gيام بسبب خ GG Gوف على
س GGالمته فيلزمه القض GGاء .ثاني GGا إن ت GGركن ص GGيام رمض GGان خائف GGا من أج GGل س GGالمته وول GGده أو ولده
17
فقط فيجب عليهن قضاء الصيام والفدية.
والفرق بين هGذا البحث بمGا قبلGه هGو أن البGاحث املاضي ذكGر رأي املذهبين فقGط وهمGا
الحنفيGG Gة والشGG Gافعية ،وأمGG Gا هGG Gذا البحث مGG Gذكر من آراء املذاهب السGG Gتة مGG Gع بحث حكم تGG Gأخير
" .5مش GGاكل النس GGاء في أداء ص GGوم رمض GGان" .ونت GGائج ه GGذا البحث ه GGو أن رمض GGان ش GGهر
عظيم ومبGارك .كل من يجب على املؤمنين صGيام هGGذا الشGهر ذكGرا كان أو أنGثى ،إال بعض النGاس
الGGذين يحصGGلون على إعفGGاء من هللا سGGبحانه وتعGGالى .كثGGير من مشGGاكل النسGGاء الGGتي تتعلGGق بهGGذه
العبGGادة الواحGGدة ،مهGGا :الحيض والنفGGاس اللGGذان أصGGبحا طبيعGGة املرأة ،حGGرم للحيض والنفGGاس
صوم في شهر رمضان من وتلزمان أن تفضيا في أشهر أخرى ما عدا األيام التي نهى عنها الصوم.
يسمح للحامل واملرضع ترك الصيام خالل شهر رمضان عندما تكون قلقGGة على نفسGGها
أو على ولدها .ويبّG Gد لن ب GGدفع الفدي GGة .ويختل GGف العلم GGاء في ه GGذه املس GGألة ،بعض GGهم يقولون ب GGأن
17
أحمد آفندي ،ترك صوم رمضان للحامل واملرضع عند الشافعية والحنفية ،بكلية الشريعة والقانون جامعة اإلسالمية
سومطرة الغربية (Batusangkar) 2009الحكومية باتو ساغكار
11
يشترط قضاء الصوم والفدية ،واألخرى يقول القضاء فقط إذا كن يشعرن شGGدة املشGGقة ،فال
يمكن إال أن يكون فدي GGة .وبحس GGب جمه GGور العلم GGاء ف GGإن ت GGركيب موانع الحم GGل الحلزوني GGة على
سGG Gطح رمضGG Gان يفسGG Gد الصGG Gيام ،لكن علمGG Gاء املالكي يقولون إنGG Gه ال يبطGG Gل أثنGG Gاء السGG Gيطرة على
ال GGدم ال GGذي يخ GGرج من ف GGرج املرأة غ GGير الحيض وال GGوالدة يس GGمى االستحاض GGة ال ُر خص GGة
لهGG G Gؤالء النسGG G Gوة أن يفطGG G Gرن .أمGG G Gا بالنسGG G Gبة ألخGG G Gذ حبGG G Gوب تGG G Gأخير الGG G Gدورة الشGG G Gهرية ،فال ينصح
باسGGتعمالها خالل الشGGهر رمض GGان؛ ألنGGه يخشى أن تكون لGGه آثGGار جانبي GGة ضGGارة بGGاملرأة ،ولكن إذا
كان ذلGGك وفًق ا لطGGبيب خبGGير ويمكن الوثوق في اسGGتخدام الحبGGوب إنGGه غGGير ضGGار وال توجد قيGGود
مصادفة .وأما تذوق الطعام للصائم فال بد من اجتنابGه؛ ألن يمكن أن يفسGد الصGيام ،أمGا إذا
18
لم يبلع فالصوم كذلك التلغي.
وأم GGا بحث ال GGذي بحث الب GGاحث مخص GGوص في اهتم GGام مس GGألة الحام GGل واملرضع ال GGذان
تتGGأخران في قضGGاء رمضGGان مGGع ذكGGر أدلهم من ناحيGGة آراء املذاهب السGGتة ،وبحث الGGذي للبGGاحث
" .6الص GG Gوم للحامGG Gل واملرضع" ،ونت GG Gائج ه GG Gذا البحث أن الص GG Gوم ه GG Gو شGG Gكل من أشGG Gكال
العبGG Gادة الGG Gتي لGG Gه خصGG Gائص في االمتنGG Gاع عن ممارسة الجنس ،وخاصGG Gة النيGG Gة ،والقGG Gول ،وأداء
ًال
األعمGG Gال الGG Gتي تسGG Gمى "االمتنGG Gاع" من أجGG Gل تحقيGG Gق الكمGG Gال األخالقي ،حيث يصGG Gبح هللا ممث في
اإلنس GGان .الحم GGل ه GGو حال GGة خاص GGة تواجهه GGا النس GGاء فق GGط ويص GGبح اختب GGاًر ا ص GGعًب ا مرهق GGة ج GGدا
للم Gرأة .تح GGدث العدي GGد من التغي GGيرات أثن GGاء الحم GGل نفس GGيا وجس GGديا .في اإلس GGالم ،املرأة ال GGتي ال
يجب عليهGG Gا الصGG Gيام هي؛ النسGG Gاء الحامGG Gل في اسGG Gتمرار الحمGG Gل خطGG Gرة على نفسGG Gها وعلى جنينهGG Gا
18
جك تانتي ،مشاكل النساء في أداء صوم رمضان ،بكلية الشريعة والقانون جامعة اإلسالمية الحكومية سومطرة الشمالية
مدان 2019
12
واملرضع ومن هم الح GGائض واملرأة في النف GGاس .ف GGترة الص GGيام اآلمن GGة للحوام GGل هي في الثلث األول
والثاني من الحمل (في 6-4أشGهر) ثم تعتمGد على على صحة املرأة الحامGل وهنGاك إذن وإشGراف
من طGGبيب أم Gراض النسGGاء .يمكن أن يGGؤدي نقص التغذيGGة إلى فق GGر الGGدم ،واإلجه GGاض ،والGGوالدة
ال GGوالدة ،واإلنت GGان النفاسي ،وغيرها .في حين أن الطع GGام مف GGرط ،ألن GGه يعت GGبر لشخص GGين
األم والجGGنين ،يمكن أن تسبب مضGGاعفات مثGGل السGGمنة وتسGGمم الحمGGل وكبر حجم الجGGنين وما
إلى ذل GGك .املواد الالزمة هي البروتين GGات أو الكربوهي GGدرات أو املواد الدهني GGة أو املع GGادن أو األمالح
املختلفGG G Gة ؛ خاصGG G Gة الكالسGG G Gيوم والفوسفور والحديGG G Gد ()FeالفيتامينGG G Gات واملاء .قGG G Gدم اإلسGG G Gالم
العدي GGد من التس GGهيالت للحوام GGل واملرضعات لس GGوء ح GGالتهن إذا ص GGام يض GGره وبجنين GGه أو ولده.
إذن القانون الGذي يحكم .وفي هGGذا الصGGدد ،ال يجب على الحامGل واملرضعة الصGGيام واستبداله
19
بصوم يوم آخر أو دفع الفدية.
والف GGرق بين ه GGذا البحث والبحث ال GGذي يقدم GGه الب GGاحث ه GGو أن ه GGذا البحث يبحث عن
رخص GGة الص GGوم للحام GGل واملرضع وحكم GGه من جه GGة الطب ،وأم GGا بحث ال GGذي يق GGدم الب GGاحث ه GGو
حكم صوم رمضان للحامل واملرضع الذي يتأخر في أداءه إلى رمضان مقبل مع أن لGGه رخصGGة في
" .7املق GGابلون الرخص GGة في عب GGادة الص GGوم وحكمهم" ونت GGائج ه GGذا البحث ه GGو املجموعات
التي يقبلن الرخصة في عبادة الصيام هو املرضى الذين إذا صاموا ستسGوء الحGال األلم ،أو قGGد
ينتج عن GGه في ذم GGة هللا تع GGالى .ثم يل GGزم علي GGه الفط GGر والقض GGاء .املس GGافرون ال GGذين يحص GGلون عليه GGا
اإلغاث GGة ملنق GGير ص GGلوا وخذوا الرخص GGة ووج GGوب الفط GGر منقي GGع .الحيض والنف GGاس ف GGوجب عليهم GGا
19
نصر الدين أندي ،الصوم للحامل واملرضع ،بكلية الصحة والطب2020 ،
13
الفطGGر والقضGGاء .الشGGيوخ العجGGوز لهم ألم الGGذي ال يGGرجى شGGفاءه ،جGGاز لهم تGGرك الصGGيام ووجب
عليهم دفGGع الفديGGة .الحامGGل أو املرضع لهمGGا عGGذرا في أداء صGGوم رمضGGان إذا كانGGا قلقGGا نفسGGه أو
نفس GG Gه وول GG Gده ،فيجب علي GG Gه ذل GG Gك القض GG Gاء والفدي GG Gة .ولكن إذا كان فق GG Gط القل GG Gق على طفله GG Gا
20
فالعلماء مختلفون في الرأي والقول الراجح يكفي عليهما القضاء.
والفGG Gرق هGG Gذا البحث بمGG Gا قبلGG Gه هGG Gو أن هGG Gذا البحث يتحGG Gدث عن كيفيGG Gة قضGG Gاء صGG Gوم
رمضGG Gان املؤخر للحامGG Gل واملرضع من ناحيGG Gة آراء املذاهب السGG Gتة وهي مGG Gذهب الحنفي ،ومذهب
املالكي ،ومذهب الش GG Gافعي ،ومذهب الحنبلي ،ومذهب الظ GG Gاهري ،وكذا ومذهب األوزاعي ب GG Gذكر
أدلتهم م GGع وجه داللتهم .وأم GGا بحث ال GGذي قبل GGه فق GGط يتح GGدث عن املق GGابالت الرخص GGة في ت GGرك
صوم رمضان مع ذكر كيفية قضاءه في كل األنواع ،وقضاءه بدون التأخير إلى رمضان املقبل.
Tinjauan Hukum Islam Tentang Campur Tangan Manusia Dalam Udzur“ .8
”Syara’ (Studi Rukhsah pada perempuanونتGG Gائج هGG Gذا البحث هGG Gو الحGG Gائض والحامGG Gل أو
املرضع لهن الرخص GG Gة ،ألن كلهن يش GG Gعرن بمش GG Gقة في أداء ص GG Gوم رمض GG Gان فيدخل GG Gه العلم GG Gاء في
مجموعة ال GGذين ال يس GGتطيعون أداء ص GGوم رمض GGان أو م GGع اعتب GGار آخ GGر أنهم ليس ل GGديهن الفرصة
لتنفي GG G G Gذ صGG G G Gوم رمض GG G G Gان وهن ممكن من بين أمGG G G Gور أخ GG G G Gرى بسبب الوضع الحGG G G Gالي تع GG G G Gاني من
الشGGيخوخة .تغيGGير القGGانون في تحGGول ألن البشGGر كانوا قGGادرين تنظيم الحمGGل والGGوالدة .فتم إجGراء
تغييرات العلة وخلقت من قبل البشر سينتج عنها للتغييرات في العبء القانوني أن يميGل أحياًن ا
ًق
إلى أن يكون مرهًق ا نفسGGه .من ناحيGGة أخGGرى ،بعض من البشGGر األقGGل اتسGGا ا في فهم العيش أو
التنفيGذ بتغيGير األمGر .لكن في األسGاس يمكن ذلGك فهم أن القGانون للمGرأة الGتي اسGتخدام حبGوب
20
إرشتد رافي ،املقابلون الرخصة في عبادة الصوم2018 ،
14
منGGع الGGدورة الشGGهرية بإحكام شGGديد عالقGGة النيGGة .بينمGGا النيGGة نفسGGها تقGGع في القلب سGGيكون من
21
الصعب معرفة ذلك.
ذل GGك البحث يبحث عن تح GGول املرأة في تنظيم الحم GGل وال GGوالدة وكذا اس GGتخدام حب GGوب
منGGع الGGدورة الشGGعرية أو يسGGمى حائضGGا ،فصGGار تغGGير حكمGGه أيضGGا في مقابلGGة الرخصGGة ألداء صGGوم
رمض GG Gان بحس GG Gب نيتهم كالحام GG Gل واملرضع .وأم GG Gا بحث ال GG Gذي بحث الب GG Gاحث عن ت GG Gأخير قض GG Gاء
رمضGان بسبب الحمGل واملرضع دون تخGل قضGائي من البشGر أي خالصGة من هللا تعGالى مGع ذكGر
"Puasa Tekstual dan Kontekstual Dalam Islam" .9ونت GGائج ه GGذا البحث أن ص GGوم
النص هو معرفة األمور مما يتعلق مع الصيام على النصوص التي هي مصدرها أي فهم الصGGوم
في اإلس GGالم من الق G Gرآن والح GGديث وكذلك رأي العلمGG Gاء في فهم الق G Gرآن واألحGG Gاديث النبوية ،ومن
نصGGوص الصGGيام في اإلسGGالم هGGو فهم الصGGوم ،وشريعة الصGGوم ،مجموعة الGGذين ال يسGGتطيعون
الصوم ،أنواع الصوم ،ومبطالت الصوم .والصم السياقي هو يعتبر من أحوال الشخصية وآثGGاره
على الجس GG Gد كالحام GG Gل واملرضع إن خافت GG Gا على نفس GG Gهما أو ولدهما أو كالهم GG Gا .إن العالق GG Gة بين
ًط
الصوم النصي والسياقي في اإلسGالم تشGمل من حيث السGياق والنصGوص املرتبطGة ارتبا ا وثيًق ا
بـانتباه للظ GG G Gروف االجتماعي GG G Gة .س GG G Gياق الص GG G Gائم تم تدريب GG G Gه على االهتم GG G Gام دائًم ا ب GG G Gالظروف
االجتماعي GG Gة ،ح GG Gتى ال يتم ت GG Gدميره بسبب كلمات GG Gه ،وكذلك نص GG Gوص الن GG Gاس الص GG Gائم ال يأكل وال
يشGرب طGوال اليGGوم ،على األقGGل يسGتطيع أدركت شGعور الفقGGير واملسGاكن ،كيGGف تشGعر أن تكون
من الطبقة الدنيا بالحياة مليئة باملصاعب بهGGذا الجGGوع والعطش من املأمول أن يوقظ الشGGعور
21
، Tinjauan Hukum Islam Tentang Campur Tangan Manusia Dalam Udzur Syara’ (Studi Rukhsahزفيريياني
بكلية الشريعة والقانون pada perempuan)، 2021
15
22
ينفق بعض ثروته على الفقراء.
والفGG Gرق ه GG Gذا البحث بمGG Gا قبلGG Gه ه GG Gو أن ه GG Gذا البحث يهتم في مبحث حكم تGG Gأخير قضGG Gاء
رمض GG Gان للحام GG Gل واملرضع عن GG Gد املذاهب الس GG Gته ،والبحث قبل GG Gه يبحث عن كل املش GG Gقات ملن ال
صام في شهر رمضان وكيف قضاءه هل الصوم أن يبدل بنفقة الفقراء أو يسمى بدفع الفدية.
" .10شGG Gرط الصGG Gوم للحامGG Gل واملرضع" ونتGG Gائج هGG Gذا البحث هGG Gو حGG Gول رخصGG Gة للحامGG Gل
واملرضع ب GG G Gأن العلم GG G Gاء يختلف GG G Gون في الG G G Gرأي .قس GG G Gم الجمه GG G Gور على الG G G Gرأيين .إذا كانت الحام GG G Gل
والرضاعة تقلGGق على نفسGGهما فGGوجب عليهمGGا القضGGاء دون دفGGع الفديGGة .وأمGGا إذا قلقGGا للجGGنين أو
الطف GG Gل فق GG Gط ف GG Gالواجب القض GG Gاء ودف GG Gع الفدي GG Gة .الق G Gرآن والح GG Gديث ال يش GG Gرح تنظيم القض GG Gاء
والفدي GGة بالتفصGG Gيل .الق G Gرآن والح GGديث يتبين فقGG Gط معGG Gايره حGG Gتى ي GGؤدي إلى تفس GGيرات مختلفGG Gة
واالختالف في الGرأي بين العلمGGاء فيمGGا يتعلGGق باألحكام القانونيGGة في الصGGيام للحوامGGل والرضاعة.
رأي جمهGG G Gور العلمGG G Gاء ال يقGG G Gال بGG G Gالرأي ال G G Gراجح ،ألن اعتبGG G Gار ال G G Gراجح في ال G G Gرأي يتGG G Gأثر بالعوامGG G Gل
االجتماعي GGة والثقافي GGة للمجتم GGع .في تط GGبيق ق GGانون العوام GGل يجب النظ GGر إلى املجتم GGع االجتم GGاعي
والثق GGافي بحيث الق GGانون أنتج غ GGير معجب GGة ص GGقلك وقاس GGية ،وبالطبع س GGيكون له GGا ت GGأثير لتص GGور
23
الجمهور ضد اإلسالم كدين عالمي وإنساني.
والف GGرق ذلGGك البحث بم GGا بحث الب GGاحث ه GGو أن ذلGGك البحث يتح GGدث عن تنظيم قض GGاء
رمضGGان للحامGGل واملرضع في أداءه في سGGنة الGGتي قبGGل مجGGيئ رمضGGان املقبGGل أي غGGير تGGأخر مGGع ذكGGر
آرا العلماء الجمهورية وأمGا بحث الGذي بحث البGاحث عن تGأخير قضGاء رمضGان للحامGل واملرضع
مع ذكر أدلة املذاهب الستة وكذا الرأي الراجح عند الباحث.
22
بكلية الدين اإلسالمية ، Puasa Tekstual dan Kontekstual Dalam Islam، 2018محمود محسنين
23
ريرين فوزية ،شرط الصوم للحامل واملرضع ،بكلية الشريعة والقانون2021 ،
16
ز .تنظيم البحث
الب ــاب األول ه GGو املقدم GGة ،وتحت GGوي على :خلفي GGة البحث ،وتحدي GGد البحث ومش GGكالته،
وأهداف البحث ،وأهمية البحث ،ومنهج البحث ،والدراسات السابقة ،ثم تنظيم البحث.
الب ــاب الث ــاني ه GGو اإلط GGار النظ GGري في قض GGية قض GGاء رمض GGان ،وهو يحت GGوي على :تعريف
قضGGاء الصGGوم ،أدلGGة مشGGروعية قضGGاء الصGGوم ،شGGروط قضGGاء الصGGوم ،أنGGواع الصGGوم ،حكمGGة
الصوم.
البـ ــاب الثـ ــالث هGG Gو آراء فقهGG Gاء املذاهب السGG Gتة في حكم تGG Gأخير صGG Gوم رمضGG Gان للحامGG Gل
واملرضع ،وهو يحت GGوي على :أق GGوال الحنفي GGة وأدلتهم ،أق GGوال املالكي GGة وأدلتهم ،أق GGوال الش GGافعية
وأدلتهم ،أق GG G Gوال الحنابل GG G Gة وأدلتهم ،أق GG G Gوال الظاهرية وأدلتهم ،أق GG G Gوال اإلم GG G Gام األوزاعي وأدلتهم،
17
الباب الثاني
ذكGGر في املعجم الوسيط إن معGGنى القضGGاء لغGGة :هGGو قيGGام املسGGلم بأحGGد العبGGادات في غGGير
وقته GGا ،وال GGتي لم يس GGتطع تأديته GGا في وقته GGا املح GGدد بسبب ع GGذر ش GGرعي معين أو بغ GGير ع GGذر ش GGرعي،
فقضاء الصالة :أداء الصالة في غير وقتها ملن لم يGأِت بهGا في وقتهGا ،وقضGاء الصGيام :أداء الصGيام
في غGير وقتGه من شGهر رمضGان املبGارك ملن لم يGأتي بGه في وقتGه 24.تعريف ومعGنى قضGاء الصGيام في
معجم الع GG Gربي ه GG Gو أداؤه في وقت غ GG Gير وقت GG Gه املف GG Gروض أي في أي GG Gام غ GG Gير أي GG Gام ،وفي املص GG Gطلحات
الفقهية بمعنى أداؤه في وقت غير وقته املفروض أي في أيام غير أيام الصوم.
ويتعل GGق القض GGاء بالص GGالة والص GGيام بح GGاالت عدي GGدة 25،كالس GGفر؛ في ح GGال كان الشخص
ًا
مسGGافر يجGGوز لGGه أن يفطGGر في رمضGGان ،وبعGGد ذلGGك يتGGوجب عليGGه صGGيام األيGGام الGGتي أفطرها بعGGد
ًا ًا ًا
ش GGهر رمضGG Gان .واملريض؛ بحيث يكون الشخص مريض G Gمرض ش GGديد ال يمكنGG Gه معGG Gه الصGG Gيام،
ق GGال تع GGالىَ( :ي ا َأ ُّي َه ا اَّل ِذ يَن آَم ُن وا ُك ِت َب َع َل ْي ُك ُم ال َي اُم َك َم ا ُك ِت َب َع َل ى اَّل ِذ يَن ن َق ْب ِل ُك ْم َل َع َّلُك ْم
ِم ِّص
َتَّتُق وَن * َأ َّي اًم ا َّم ْع ُد وَد ا ۚ َف َم ن َك اَن نُك م َّم يًض ا َأ ْو َع َل ٰى َس َف َف َّد ٌة ْن َأ َّي ا ُأ َخ َر ۚ َو َع َل ى اَّل يَن
ِذ ٍم ٍر ِع ِّم ِر ِم ٍت
ُي ِط يُق وَن ُه ِف ْد َي ٌة َط َع اُم ْس ِك ي ۖ َف َم ن َت َط َّو َع َخ ْي ًر ا َف ُه َو َخ ْي ٌر َّل ُه ۚ َو َأ ن َت ُص وُم وا َخ ْي ٌر َّلُك ْم ۖ ن ُك نُت ْم
ِإ ِم ٍن
24
إبراهيم مصطفى وأحمد الزيات وحامد عبد القادر ومحمد النجار ،املعجم الوسيط ،تحقيق :مجمع اللغة العربية،
(دمشق :دارالدعوة ،)2006 ،ص96 .
25
سعيد حوى ،األساس في السنة وفقهها( ،الرياض :مكتبة الرشد ،)2008 ،ص206 .
1
َت َل َن
ْع ُم و ) 26.والحيض والنف GGاس؛ يج GGوز للح GGائض والنفس GGاء اإلفط GGار في ش GGهر رمض GGان ،والحام GGل
واملرضع ال GGتي ق GGد ي GGؤثر الص GGيام على صحة مولوده GGا؛ بش GGرط القض GGاء بع GGد انته GGاء ش GGهر رمض GGان
املبارك .النسGيان والنGوم واإلغمGاء؛ إذا فGات موعد الصGالة بسبب النسGيان أو النGوم ،أو اإلغمGاء؛
فإن GGه يجب قض GGاء الص GGالة الفائت GGة ف GGور الت GGذكر ،وفور االستيقاظ من الن GGوم ،وفور االستيقاظ
27
من اإلغماء.
الصGG Gوم واجب على كل مسGG Gلم بGG Gالغ عاقGG Gل .والصGG Gوم مGG Gأخوذ من كلمGG Gة صGG Gام -يصGG Gوم-
صوما بمعنى اإلمساك عن االكل .وبحسGب اللغGة ،بمعGنى إمسGاك عن شيء سGواء كان مGأكوال أم
َن َذ
مقاال .والدليل كالم هللا تعالى في قصة قول سGيدتنا مGريمِ " :إِّن ي ْر ُت ِل لَّGر ْح َم ِن َص ْو ًم ا" .28ومعGنى
29
الصوم هو اإلمساك عن املفطرات أي اإلمساك عن مبطالت الصوم.
حسب الشرع ،اإلمساك عن األكل والشرب ،والجماع وغيرها ما يقتضيه الشرع في نهار
رمضGان من طلGوع الشGمس إلى غروبهGا الشGمس على احتسGابا من رضاء هللا 30.قGال السGيد سGابق
أن الص GGوم ه GGو عب GGادة ال GGتي أم GGر هللا بإمس GGاك عن األكل والش GGرب والجم GGاع من طل GGوع الفج GGر إلى
غGG Gروب الشGG Gمس 31.ويع ّG Gر ف محمGG Gد بن إسGG Gماعيل الكهالني أن الصGG Gوم هGG Gو اإلمسGG Gاك عن األكل
32
والشرب والجماع وغيرهم كما ورد في الشريعة اإلسالمية نهارا بالطريقة املقررة.
وقال وهبGGة الGGزحيلي إن الصGGوم هGGو إمسGGاك نهGGارا عن املفطGرات بنيGGة من أهلGGه من طلGGوع
الفجGGر إلى الشGGمس ،أي إن الصGGوم إمتنGGاع فعلي عن شGGهوتي البطن والفGGرج وعن كل شGGيئ حسي
26
سورة البقرة 184 -183
27
سعيد حوى ،األساس في السنة وفقهها ،ص207 .
28
سورة مريم26 :
29
عبد العزيز دهالن ،املوسوعة اإلسالمية( ،جاكرتا :موتيارا سومبر وديا ،)1984 ،ص861 .
30
محمد إدريس املربوي ،قاموس املربوي( ،سماراغ ،فوستاكا رزقي فوترا ،)2000 ،ص201 .
31
سيد سابق ،فقه السنة( ،بيروت :دار الفكر ،)1983 ،ج ،2 .ص364 .
32
أبو بكر محمد ،ترجمة سبل السالم( ،باندوغ ،مكتبة دهالن ،)2003 ،ج ،2 .ص150 .
2
ب GG Gدخول الج GG Gوف ومن ح GG Gواء ونح GG Gوه في زمن معين وهو من طل GG Gوع الفج GG Gر الص GG Gادق إلى غ GG Gروب
33
الشمس من محض معين.
ومن املع GGاني الس GGابقة فمع GGنى الص GGوم ه GGو عب GGادة أمرها هللا لعب GGاده املؤمن بإمس GGاك من
الش GG Gهوات ،واملأكوالت ،واملش GG Gروبات ،والجم GG Gاع ،ومبطالت الص GG Gوم األخ GG Gرى في نه GG Gار رمض GG Gان من
طل GGوع الفج GGر إلى غ GGروب الش GGمس 34.وبذلك العب GGارة ف GGإن تعلي GGق قض GGاء رمض GGان ه GGو ت GGأخير قض GGاء
ذكَر اإلمام الواحدّي عّد ة أقواٍل في بيان معGنى كلمGة رمضGان ،وبيGان سبب تسGميته بهGذا
ٌة ًال
االس GGم؛ ف GGأورد ق GGو عن األص GGمعّي عن أبي عم GGرو أّن كلم GGة رمض GGان ُم ش GGتّق من (ال َّGر مض)؛ وهي
ّل
الحج GGارة ش GGديدة الح Gرارة؛ بسبب م GGا تس Gط عليه GGا من ح Gرارة الش GGمس ،وَو ْه ِج ه GGا ،ولذلك ُس ِّم ي
ّن
(رمض GGان)؛ أل ه َو َج َب على املس GGلمين في شّG Gد ة حG Gرارة الص GGيف ،كم GGا ورد عن الخلي GGل أّن كلم GGة
ٌة
رمضGGان ُم شَGتّق من (الGGرميض)؛ وهو املطGGر أو الغيم الGGذي يكون في أّو ل الخريف ،وُس ِّم ي بGGذلك؛
ّن ّن
أل ه ُي خّف ف ويدرأ من ح Gرارة ش GGمس الص GGيف ،ولذلك ُس ِّم ي رمض GGان به GGذا االس GGم؛ أل ه يغس GGل
النفوس ،وُي طّه رها من آثار الذنوب والخطايا كمGا ُي طّه ر املطGر األرض ،ويغِس لها من أدرانهGا ،وجاء
ّد ًة ًة
عن األزهرّي أّن كلمGGة رمضGGان كانت معروف G؛ إذ كان ُي راد بهGGاَ :ر ْم ض السGGيوف؛ أّي َج ْع لهGGا حGGا
35
رقيقٍة ،فقد كان العرب يفعلون ذلك في رمضان.
ف GGرض هللا تع GGالى على املس GGلمين ص GGيام ش GGهر رمض GGان املب GGارك في الس GGنة الثاني GGة للهج GGرة
ّل ّل
النبوية الش GGريفة ،وذل GGك في ش GGهر ش GGعبان منه GGا ،فص GGام الرسول -ص G Gى هللا علي GGه وس م -تس GGعة
رمض GG Gانات في حيات GG Gه ،وصيام رمض GG Gان ركٌن ث GG Gابٌت من أركان اإلس GG Gالم كم GG Gا أخ GG Gبر الرسول علي GG Gه
33
وهبة الزحيلي ،الفقه اإلسالمي وأدلته( ،بيروت :دار الفكر ،)1989 ،ج ،3 .ص615 .
الحميدة الحسيني ،املبحث الخالفية( ،باندوغ :معهد الحميدي ،)1996 ،ص562 .
34
35
النواوي ،تهذيب األسماء واللغات( ،بيروت :دار الكتب العلمية ،)2000 ،ج ،3 .ص126 .
3
الص GG Gالة والس GG Gالم ،وقد دّل ت اآلي GG Gات الكريم GG Gة واألح GG Gاديث النبوية الش GG Gريفة على وجوبه في ح ّG Gق
املس GG Gلمين ،كم GG Gا أجم GG Gع العلم GG Gاء على كف GG Gر من أنك GG Gره ،وقد مّي ز هللا ش GG Gهر رمض GG Gان بالعدي GG Gد من
الفضGGائل ،فهGGو الشGGهر الGGذي نGGزل فيGGه الق Gرآن الكGGريم ،وجعGGل فيGGه ليلGGة القGGدر ،الGGتي هي خGGير من
ألف شهٍر ،كما خّص ه بإجابGة الGدعاء ،والعتGق من النGيران ،كمGا جعGل ثGواب العمGرة فيGه كثGواب
36
الحّج إلى بيت هللا الحرام.
ّط ّن
عرف الصيام بأ ه التعبد هلل تعالى باإلمساك عن املف رات ،من طلوع الفجر الثGGاني إلى
حين غ GGروب الش GGمس ،ويش GGترط لوجوب الصGG Gيام على اإلنس GGان عّG Gد ة ش GGروٍط ،وهي 37:اإلس GGالم.
ًا
البلGGوغ .العقGGل .الطهGGارة اإلقامGGة؛ بحيث يكون مقيم Gفي بلGGده ،فال يجب الصGGيام على املسGافر بGGل
يب GGاح ل GGه اإلفط GGار .الق GGدرة .أّم ا مفس GGدات الص GGيام أو املفطG Gرات ،فهي س GGبعة أن GGواٍع ،فيم GGا ي GGأتي
ًا
ذكرها :الِج م GGاع ،وهي أعظم أن GGواع املفط Gرات إثم . Gاالس GGتمناء ،أي إن Gزال املني بالي GGد ونح GGو ذل GGك.
األكل والشGGرب .مGGا كان بمعGGنى األكل والشGGرب ،كحقن الGGدم والحقن املغذيGGة .االحتجGGام .التقيGGؤ
38
بشكٍل متعّم ٍد .خروج دم الحيض أو النفاس من املرأة.
ّل
ومن آداب ص GG G Gيام رمض GG G Gان ال GG G Gتي يج GG G Gدر باملس GG G Gلم أن يتح ى به GG G Gا ،هي :إخالص الني GG G Gة في
الصيام هلل تعالى ،بأن يبتغي املسلم من صيامه رضا هللا عنه ،ونيل األجGر الجزيل منGه .املواظبGة
ّل ّل
على وجب GG Gة السحور ،كم GG Gا أوصى رسول هللا ص G Gى هللا علي GG Gه وس م .االنشGG Gغال بمختلGG Gف أنGG Gواع
الطاعGG Gات والعبGG Gادات أثنGG Gاء الصGG Gيام؛ من تهلي ٍG Gل وتكبGG Gيٍر وصالٍة ودع G Gاٍء ونحGG Gو ذلGG Gك ،واالنشGG Gغال
بالقي GGام وقراءة الق Gرآن أثن GGاء اللي GGل .االجته GGاد في حف GGظ الص GGيام من لغ GGو الكالم ،وشهادة ال GGزور،
ومختلGG G G Gف املعاصي والسيئات .اإلع G G G Gراض عن املراء والجGG G G Gدال والسGG G G Gباب ونحوها ،فاألصGG G G Gل في
36
مصطفى عبد الباقي ،فضائل شهر رمضان( ،بيروت :دارالعلمية ،)2019 ،ص70 .
37
فؤاد علي مخيمر ،أركان الصيام( ،جاكرتا :رفلوبيكا ،)2019 ،ص85 .
38
مصطفى عبد الباقي ،فضائل شهر رمضان ،ص71 .
4
ًا ًا
الص GGائم أن يكون حليم Gمس GGيطر على مش GGاعره .أداء الص GGلوات في وقته GGا .تعجي GGل اإلفط GGار عن GGد
ًا ًا
دخGGول وقت املغGGرب .البGGدء عنGGد اإلفطGGار بأكل الGGرطب ،فGGإن لم يجGGد الصGGائم رطب Gأكل شيئ من
39
التمر ،وإن لم يجد شرب املاء.
أوجب هللا تعGGالى على املسGGلمين صGGيام رمضGGان ،وفرضه عليهم ،وقد ثبت ذلGGك بعGدٍد من
األدّل ة ،بيانه GGا فيم GGا ي GGأتي 40:ق GGال هللا تع GGالىَ( :ي ا َأ ُّي َه ا اَّل ِذ يَن آَم ُن وا ُك ِت َب َع َل ْي ُك ُم ال َي اُم َك َم ا ُك ِت َب
ِّص
ْل َّل ُأ ًا َش َن َق ُك َل َّلُك َل َّل
َع ى ا ِذ يَن ِم ن ْب ِل ْم َع ْم َتَّتُق و ) 41،وقال أيضْ ( : Gه ُر َر َم َض اَن ا ِذ ي نِGزَل ِف يِGه ا ُق ْر آُن ُه ًد ى
ِّل لَّن ا َو َب َن اٍت ِّم َن اْل ُه َد ٰى َو اْل ُف ْر َق ا َف َم ن َش َد ِم نُك ُم الَّش ْه َر َف ْل َيُص ْم ُه َو َم ن َك اَن َم يًض ا َأ ْو َع َل ٰى
ِر ِه ِن ِس ِّي
َس َف َف َّد ٌة ْن َأ َّي ا ُأ َخ َر ُي يُد الَّل ـُه ُك ُم اْل ُي ْس َر َو اَل ُي يُد ُك ُم اْل ُعْس َر َو ُت ْك ُل وا اْل َّد َة َو ُت َك ُر وا الَّل ـَه
ِع ِل ِّب ِل ِم ِر ِب ِب ِر ٍم ٍر ِع ِّم
َع َل ٰى َم َه َد ُك ْم َو َل َع َّلُك ْم َت ْش ُك
ُر وَن ) 42،فقGد فGرض هللا -تعGالى -الصGيام على املسGلمين ،وأمGرهم بGه، ا ا
ُأل
كما كتبه على َم ن كان قبلهم من ا مم ،واألمر بالصيام يقتضي امتثGال أمGر هللا -تعGالى -املتحّق ق
ُمل
باإلمس GGاك عن كّل ا فطG Gرات في ش GGهر رمض GGان ،كم GGا بّي ن هللا -س GGبحانهُ -ي س GGر الص GGيام؛ بتحدي GGد
أّي امه وتعيينها ،وعدم الوصال أو التأبيد فيه؛ إذ وصف أّي ام شهر رمضان بأّن ها أّي اٌم معدوداٌت .
أخ GGرج اإلمGGام البخ GGارّي في صحيحه عن طلحGGة بن ُع بيدهللا رضي هللا عن GGه أّن ه ق GGال( :أَّن
َذ َّل ْخ ْأ َف َّل َث َّل َّل
أْع َر اِب ًّي ا َج اَء إلى َر سوِل ال ِه َص ى ُهللا عليGه وس َم اِئ َر الَّGر ِس ،قGاَل :يGا َر سوَل ال ِه ،أ ِب ْر ِن ي َم ا ا
ْخ َف اَّل َت َط َخ َل اَل َف َّل َل َف
َر َض ال ُه َع َّي ِم َن الَّص ِة ؟ قGG Gاَل :الَّص َو اِت ال ْم َس إ أْن َّو َع شيًئ ا قGG Gاَل :أ ِب ْر ِن ي بمGG Gا
خاليد بن سعود البليهد ،آداب الصيام( ،جاكرتا :الكوثر ،)2018 ،ص90 .
39
40
أشجان محمد عبد الرحمن خليفة ،أحكام معاصرة في الصيام من ناحية طبية( ،باندوغ :مكتبة ابن كثير ،)2008 ،ص.
10
41
سورةالبقرة183 :
42سورةالبقرة185 :
5
َف َر َض الَّل ُه َع َل َّي َن ال َي ا ؟ قGGاَل َ :ش ْه َر َر َم َض اَن إاَّل أْن َت َط َّو َع شيًئ ا قGGاَل :أْخ ْر ي بمGGا َف َر َض الَّل ُه
ِب ِن ِم ِّص ِم
اَل َّل َش َّل َّل ْخ َك َل
َع َّي ِم َن الَّز اِة ؟ قGG Gاَل :فGG Gأ َب َر ُه َر سوُل ال ِه َص ى ُهللا عليGG Gه وس َم َر اِئ َع اإلْس ِم .قGG Gاَل :والGG Gذي
َّل َّل َف َّل َل َف اَل َت َط ْك
أ َر َم َك ،ال أ َّو ُع شيًئ ا ،و أْنُق ُص مَّم ا َر َض ال ُه َع َّي شيًئ ا .قGGاَل َر سوُل ال ِه َص ى ُهللا عليGGه
َة َخ َّل ْف َل
وس َم :أ َح إْن َص َد َق ،أْو َ :د َل الَج َّن إْن َص َد َق ) 43،وُي سGGتدّل من الحGGديث على أّن هللا فGGرض
ًة ًا
ص GGيام رمض GGان ،ومن أراد ص GGيام غ GGيره كان ذل GGك تطُّو ع من GGه ونافل . Gأجم GGع العلم GGاء على وجوب
ًا
وإذا كان األصGGل في العبGGادات أن تGGؤدى في أوقاتهGGا املحGGددة شGGرع ،فGGإن أداء العبGGادة قGGد
يتخلف عن وقتها لعذر شGرعي ،وألجGل ذلGك شGرع هللا قضGاء بعض العبGادات ليسGتدرك العبGد مGا
ُف
فاته منها ،وهو ما ُي ْع َر بالقضGاء ،الGذي يقابGل أداء العبGادة في وقتهGا املحGدد ،وصيام رمضGان ال
يخGGرج عن القاعGGدة السGGابقة ،فالصGGوم لGGه وقت محGGدد وهو شGGهر رمضGGان ،فمن تركه بعGGذر فإنGGه
يقض GGيه ،ليس GGتدرك م GGا فات GGه من ص GGيام ،وسنتناول في ه GGذا املوضوع جمل GGة من أحكام القض GGاء
ًا
اتفGGق أهGGل العلم على وجوب القضGGاء على كل من أفطGGر يوم أو أكGGثر من رمضGGان ،لعGGذر
ش GGرعي ،كالس GGفر ،واملرض املؤقت ،والحيض ،والنف GGاس ،والحام GGل ،واملرضع .ودلي GGل ذل GGك قوله
تعالى( :فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر) ، 44وقول عائشة رضي هللا عنها:
45
"كان ُي صيبنا ذلك أي الحيض فنؤمر بقضاء الصوم ،وال نؤمر بقضاء الصالة".
43
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن املغيرة البخاري .الجامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
وسننه وأيامه (صحيح البخاري)( ،بيروت :دار بن كثير ،)2002،ط ،1 .ج ،7 .ص27 .
44
سورة البقرة184:
45
أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري .صحيح مسلم .املحقق :محمد فؤاد عبد الباقي( .بيروت :دار
الكتب العلمية ،)2004 ،ج ،5 .ص490
6
وكل من لزمه القضGGاء فإنGGه يقضي بعGGدد األيGGام الGGتي أفطرها ،فGGإن أفطGGر جميGGع الشGGهر
ًا
لزمه جميGGع أيامGGه ،سGGواء أكانت ثالثين أم تسGGعة وعشGGرين يوم .ويسGGتحب املبGGادرة بالقضGGاء بعGGد
زوال العGG Gذر املانع من الصGG Gوم؛ ألنGG Gه أب G Gرأ للذمGG Gة وأسGG Gبق إلى الخGG Gير ،وله أن يGG Gؤخره ،بشGG Gرط أن
يقض GGيه قب GGل حل GGول رمض GGان الق GGادم ،لق GGول عائش GGة رضي هللا عنه GGا" :كان يكون علَّي الص GGوم من
46
رمضان ،فما أستطيع أن أقضيه إال في شعبان".
وال يلGGزم التتGGابع في قضGGاء رمضGGان ولكنGGه ُي سGGتحب؛ ألن القضGGاء يحGGاكي األداء ،كمGGا قGGال
أهل العلم .ومن استمر به العذر حتى مات قبل أن يتمكن من قضاء ما عليGGه من أيGGام رمضGGان،
فال شيء عليGGه؛ ألن هللا أوجب عليGGه عGGدة من أيGGام أخGGر ،ولم يتمكن منهGGا ،فسGGقطت عنGGه ،وأمGGا
من تمكن من القضGGاء ،ولكنGGه فGGرط حGGتى أدركه املوت ،فلوليGGه أن يصGGوم عنGGه األيGGام الGGتي تمكن
من قضائها ،لقوله صلى هللا عليه وسلم" :من مات وعليه صيام ،صام عنه وليه".47
واتفGGق أهGGل العلم على وجوب القضGGاء مGGع الكفGGارة املغلظGGة في حالGGة الجمGGاع املتعمGGد في
ًال
نهGGار رمضGGان؛ ملا رواه أبGGو هريرة رضي هللا عنGGه ،أن رج أتى النGGبي صGGلى هللا عليGGه وسلم ،فقGGال:
"هلكت يا رسول هللا! قال :وما شأنك؟ قال :وقعت على أهلي في رمضGان ،قGال :تجGد رقبGة؟ قGال:
ال ،قGGال :فهGGل تسGGتطيع أن تصGGوم شGGهرين متتGGابعين؟ قGGال :ال ،قGGال :فتسGGتطيع أن تطعم سGGتين
ًا
فالحGGديث يGGدل على وجوب الكفGGارة على من جGGامع متعمGGد في نهGGار رمضGGان على الGGترتيب
الوارد في الحديث ،وبمGا أن العتGق غGير ممكن اليGوم ،فيجب صGيام شGهرين متتGابعين ،فGإن عجGز
46
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن املغيرة البخاري .الجامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
وسننه وأيامه (صحيح البخاري) ،ص30 .
47
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن املغيرة البخاري .الجامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
وسننه وأيامه (صحيح البخاري) ،ج ،7 .ص50 .
48
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن املغيرة البخاري .الجامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
وسننه وأيامه (صحيح البخاري) ،ج ،7 .ص52 .
7
ًا
عنGه أطعم سGتين مسGكين ،وال يجGوز االنتقGال من حالGة إلى أخGرى إال إذا عجGز عنهGا .وممGا يتعلGق
بالكفGGارة ،عGدم جGGواز صGرف كفGGارة اإلطعGGام إلى األهGGل املوسرين ،بGل الGواجب صGرفها إلى الفقGراء
ًا
واملس GGاكين ،ومم GGا يتعل GGق به GGا أيض Gوجوب التت GGابع في ص GGيام الش GGهرين ،فل GGو قط GGع التت GGابع لع GGذر،
فإنه يبني على ما سبق بعGد زوال العGذر ،وأمGا إن قطعGه بغGير عGذر ،فعليGه أن يعيGد الصGيام من
49
البداية ،وال يعتبر ما صامه قبل االنقطاع.
الش GGيخ الكب GGير واملرأة العج GGوز الل GGذان ال ق GGدرة لهم GGا على الص GGيام ،أو كان الص GGيام يش GGق
عليهمGG Gا مشGG Gقة شGG Gديدة في جميGG Gع فصGG Gول السGG Gنةُ ،ي َر َّخ ص لهمGG Gا في الفطGG Gر ،وال قضGG Gاء عليهمGG Gا،
ًا
وعليهمGG G Gا أن ُي طعمGG G Gا عن كل ي GG Gوم مس GG Gكين ،لقوله تعGG G Gالى( :وعلى ال GG Gذين يطيقونه فدي GG Gة طعGG G Gام
مسGكين) ،50قGال ابن عبGاس رضي هللا عنهمGا" :اآليGة ليسGت منسGوخة ،وهي للشGيخ الكبGير ،واملرأة
ًا ًا
الكبيرة ،ال يسGتطيعان أن يصGوما ،فيطعمGان مكان كل يGوم مسGكين " ،ومثلهمGا املريض مرض ال
ًا
ُي رجى بGGرؤه ،ويشGGق عليGGه الصGGوم ،فإنGGه يفطGGر ،ويطعم عن كل يGGوم مسGGكين .أمGGا إذا بلGGغ الشGGيخ
الكب GG Gير أو املرأة العج GG Gوز حَّG G Gد اله GG Gذيان وعدم التمي GG Gيز ،فال يجب عليهم GG Gا الص GG Gيام وال اإلطع GG Gام؛
51
لسقوط التكليف عنهما.
هذه أهم األحكام املتعلقة بقضاء رمضان ،فاحرص أخي املسGلم على املسGارعة واملبGادرة
ًال
في أداء م GGا علي GGك ،واغتنم فرصة ه GGذا الش GGهر الك GGريم ،وال تجع GGل للش GGيطان علي GGك سبي ،وإن
50
سورة البقرة184:
51
عبد الرقيب الشامي ،الكفارات أحكام وضوابط( ،جاكرتا :موتيارا سومبر وديا ،)1999 ،ص13 .
8
يقضي املس GG Gلم األّي ام ال GG Gتي أفطرها من رمض GG Gان في ال GG Gوقت ال GG Gذي ُي ب GG Gاح في GG Gه التطُّG G Gو ع
ًا ُأ ُأ
بالص GG Gيام؛ فكّل وقٍت بيح في GG Gه الص GG Gيام تطُّو ع ،بيح ص GG Gيام القض GG Gاء في GG Gه ،ومن ذل GG Gك ج GG Gواز
َمل
القضاء يوم الشّك ؛ لصّح ة التطُّو ع فيGه ،وعلى ذلGك ال يصّح قضGاء الصGيام في األّي ام ا نهّي عن
َن ًا
ص GGيامها ،كأّي ام العي GGد ،أّم ا القض GGاء في وقت الص GGيام ال GGواجب ،كالقض GGاء في أّي اٍم ُم ح َّGد دٍة ذر ،
ًا َل
52
فقد اختلف العلماء في ُح كمه ،وذهبوا في ذلك إلى قو ين ،بيانهما آتي :
ْذ
القGGول األّو ل :قGGال الشGافعّي ة ،واملالكّي ة بعGGدم جGGواز القضGGاء وقت صGيام الَّن ر؛ لتحديGد
ّث
تل GGك األي GGام بنّي ة الَّن ذر .الق GGول ال اني :ق GGال الحنفّي ة ،والحنابل GGة بصّح ة قض GGاء الص GGيام في أّي ام
الَّن ذر ،وقال الحنفّي ة بوجوب قضاء الَّن ذر .كما تعّد دت مذاهب أهGGل الفقGGه في ُح كم القضGGاء في
53
رمضان الحاضر ،وبيان املسألة فيما يأتي:
القGG Gول األّو ل :قGG Gال جمهGG Gور العلمGG Gاء من الشGG Gافعّي ة ،واملالكّي ة ،والحنابلGG Gة بعGG Gدم صّح ة
ٌة
القض GGاء في رمض GGان الحاض GGر؛ ألّن النّي ة ُم ح َّGد د لص GGيام وأداء رمض GGان الحاض GGر .الق GGول الث GGاني:
خ GGالف الحنفّي ة جمه GGور العلم GGاء؛ فق GGالوا بصّح ة القض GGاء في رمض GGان الحاض GGر ،ولكّن الص GGيام
ًا
ُي جزئ عن رمضان الحاضر ال عن القضاء؛ ألّن الوقت ُم حّGد ٌد شGرع برمضGان الحاضGر ،وال يلGزم
ٌظ
في GGه تع GGيين الني GGةُ .ح كم التت GGاُب ع في قض GGاء الص GGيام التت GGاُب ع لف Gي GGدّل على وقوع األم GGور وحدوثها
ّن َق
بعض GGها خل GGف بعٍض ،بحيث تكون على إث GGر بعٍض دون طٍG Gع ،وُي عَّG Gر ف التت GGابع في الص GGيام بأ ه:
ْط َق ًا
54
االستمرار فيه يوم ِت لو آخر دون طعها بالِف ر،
ّت
وقد ا ف GGق جمه GGور أه GGل العلم في ُح كم التت GGاُب ع في قض GGاء الص GGيام ،وفيم GGا ي GGأتي تفص GGيل
ُب اّل
ل Gرأي كّل م GGذهٍب :الش GGافعّي ة :ق GGالوا بج GGواز التفريق في قض GGاء الص GGيام ،وعدم وجوب التت GGا ع ،إ
52
عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري ،الفقه على املذاهب األربعة( ،بيروت :دار الكتب العلمية ،)2003 ،ط ،2 .ص.
524
53
عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري ،الفقه على املذاهب األربعة ،ص525 .
54
حسين بن العودة ،املوسوعة الفقهية الكويتية( ،القاهرة :دار الصفوة ،)1993 ،ط ،2.ج ،11 .ص163 .
9
َف ٌة َأ ُأ َخ ًال ّن
أ ه ُي ستَح ّب ؛ استدال بقGول هللا تعGالىِ ( :ع َّد ِّم ْن َّي اٍم َر ) 55،ووجGه االسGتدالل من اآليGة أّن هGا
56
لم تذكر التتاُب ع ،وعليه فال ُي شتَر ط ،كما تضّم نت اآلية تقليل العدد ،وإثبات التخيير.
الحنفّي ة :ق GGالوا بج GGواز قض GGاء األّي ام ال GGتي أفطرها املس GGلم في رمض GGان بش GGكٍل ُم تت GGابٍع ،أو
َّل َّل ًال
ُم تفّر ٍق ،مع تفضيل التتابع؛ استدال بالحديث النبوّي ُ( :س ِئ َل ص ى ُهللا عليGGه وس َم عن تقطي ِعG
َل
قضاِء رمضاَن ،فقال :ذلك إليَك ،أرأيَت لو كان على أحِد كم َد يٌن قَض ى الِّد رهَم والِّد رهَم يِن ،أ م
ُك
ي ْن ذلك قضاًء ؟ فاُهلل أحُّق أْن يعُف َو ويغِف ).
َر 57
املالكّي ة :ق GGالوا ب GGأّن التت GGاُب ع في قض GGاء الص GGيام من GGدوٌب ،كتعجي GGل القض GGاء 58.الحنابل GGة:
ّل ًا
قGGالوا بجGGواز قضGGاء الصGGيام بشGGكّل ُم تف ّGر ٍق دون تتGGابٍع ،وإن كان التتGGاُب ع ُم س َGت حّب ،وقد اسGGتد وا
عن تقطيِGع قضGاِء رمضGاَن ، ما ُر ي عن محمد بن املنكدر أّن ه قالُ( :س َل صَّل ى ُهللا عليه وسَّل َم
ِئ ِب ِو
َل ُك فقGG Gال :ذلGG Gك إلي َG Gك ،أرأيَت لGG Gو كان على أح ِG Gد كم َد يٌن قَض ى ال ِّG Gد رهَم
وال ِّG Gد رهَم يِن ،أ م ي ْن ذلGG Gك
59
قضاًء ؟ فاُهلل أحُّق أْن يعُف َو ويغِف َر )
ُح كم الفورّي ة في قضاء الصGيام ُي شGير لفGظ الفGور إلى أداء األعمGال في أوقاتهGا األولى قGدر
ّت
اإلمكان ،وبذلك ال ي GGتر ب أّي ذٍّم على الت GGأخير 60،وحكم قض GGاء الص GGيام على الف GGور مح ّGل اتف GGاق
بين جمه GGور أه GGل العلم ،وفيم GGا ي GGأتي تفص GGيل آرائهم في املس GGألة وأدلته GGا :الش GGافعّي ة :ق GGالوا بع GGدم
ًا ّن
وجوب القضاء على الفور ،وإ ما ُي سGتَح ّب التعجيGل واملبGادرة إليGه؛ إبGراًء للذّم ة ،ويجب فGور إن
61
كان اإلفطار في رمضان بغير ُع ذٍر .
55
سورة البقرة184 :
56
البغوي ،التهذيب في الفقه اإلمام الشافعي( ،بيروت :دار الكتب العلمية ،)1997 ،ط ،1 .ج ،8 .ص112 .
57
النووي ،املجموع شرح املهذب( ،مصر :دار الفكر ،)1998 ،ص367 .
58
كوكب عبيد ،فقه العبادات على املذهب املالكي( ،دمشق :مطبعة اإلنشاء ،)1986 ،ط ،1 .ص314.
59
محمد بن املنكدر ،أعالم املوقعين( ،مصر :دار الفكر ،)1990 ،ج ،4 .ص247 .
60
حسين بن العودة ،املوسوعة الفقهية الكويتية ،ج ،14 .ص47 .
61
شهاب الدين ،املنهاج القويم( ،بيروت :دار الكتب العلمية ،)2000ط ،1 .ص251 .
10
ًال
الحنفّي ة :قGGالوا بعGGدم وجوب قضGGاء الصGGيام على الفGGور؛ اسGGتدال بجGGواز صGGيام التطُّGو ع
مَل ُأ
قب GGل ص GGيام القض GGاء ،فل GGو وجب القض GGاء على الف GGور ا ِج يز التط ُّGو ع قبل GGه ،باعتب GGار ع GGدم ج GGواز
ًا ُمل
تGG Gأخير األمGG Gر الGG Gواجب عن وقتGG Gه ا ض ّG Gي ق 62.املالكّي ة :قGG Gال البعض منهم بوجوب القضGG Gاء فGG Gور ،
ًا
وعدم جواز التأخير ،وُر ِو ي عنهم أيض القول بعدم وجوب القضاء على الفور ،وجواز تأخيره إلى
شGGهر شGGعبان ،وتحGGريم تGGأخيره إلى مGGا بعGGد شGGعبان ،وذكGGر ابن عرفة في ذلGGك ثالثGGة أقGGواٍل ؛ األّو ل:
ّن
وجوب القضGGاء على الفGGور ،والثGGاني :أ ه على الGGتراخي إلى مGGا قبGGل حلGGول رمضGGان آخGGر ،مGGع شGGرط
ّن ُّف
تGGو ر السGGالمة من أّي عGGارٍض ،والثGGالث :أ ه على الGGتراخي إلى حين بقGGاء أّي اٍم بعGGدد أيGGام القضGGاء
63
قبل حلول رمضان آخر،
ًا
وقال اإلمام مالك بأّن التعجيل في القضاء مندوٌب ،وليس واجب ،فإن مGGات املسGGلم ولم
َخ ّن
يقِض ما عليه ،فإ ه ال ُي ؤا ذ بذلك؛ لعدم وجوب التعجيGل في القضGاء 64.الحنابلGة :قGالوا بعGدم
ّل
وجوب قض GGاء الص GGيام على الف GGور ،ويج GGوز تأجي GGل القض GGاء م GGا لم ي GGأِت رمض GGان آخ GGر ،واس GGتد وا
على ذلGG Gك بمGG Gا أخرجه اإلمGG Gام البخGG Gاري في صحيحه عن أّم املؤمنين عائشGG Gة رضي هللا عنهGG Gا أّن هGG Gا
ْعَب َن 65
اَّل َش ْق َف ُن َل
قالت( :كاَن َي كو َع َّي الَّص ْو ُم ِم ن َر َم َض اَن ،ما أْس َت ِط يُع أْن أ ِض َي إ في ا ).
ّت
قضGG Gاء الصGG Gيام ا فGG Gق العلمGG Gاء على وجوب قضGG Gاء املسGG Gلم لألّي ام الGG Gتي أفطرها في شGG Gهر
ْط
رمضGGان؛ سGGواًء كان الِف ر بسبب عGGذٍر شGGرعٍي ،كالسGGفر ،واملرض ،والحيض ،والحامGGل ،واملرضع
ًا
أو دون ع GGذٍر ش GGرعٍي م GGع ت GGرُّت ب اإلثم علي GGه ،واألفض GGل التعجي GGل في القض GGاء؛ إس GGقاط لل GGواجب،
وإب Gراًء للذّم ة ،مGGع اإلشGGارة إلى أّن وقت القضGGاء يبGGدأ بعGGد انتهGGاء رمضGGان ،أّم ا تGGأخير القضGGاء إلى
ابن عابدين ،رد املحتار على الدر املختار( ،بيروت :دار الفكر ،)1992،ج ،3 .ص423 .
62
63
الحطاب الُّر عيني املالكي ،مواهب الجليل في شرح مختصر خليل( ،بيروت :دار الفكر ،)1992 ،ط ،3 .ج ،2 .ص448 .
64
كوكب عبيد ،فقه العبادات على املذهب املالكي ،ص315 .
65
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن املغيرة البخاري .الجامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
وسننه وأيامه (صحيح البخاري) ،ج ،7 .ص59 .
11
حين دخGGول رمضGGان آخ ٍGر ؛ فجمهGGور أهGGل العلم ذهبGGوا إلى وجوب القضGGاء مGGع الفديGGة ،بGGل ذهب
الشGG Gافعّي ة إلى تك G Gرار الِف ديGG Gة بتك G Gرار األعGG Gوام ،وخالف الحنفيGG Gة في ذلGG Gك؛ فقGG Gالوا بعGG Gدم وجوب
66
الِف دية بتأخير القضاء ،ولو دخل رمضان آخر ،وال يلزمه سوى القضاء.
ينقسGGم الصGGوم باعتبGGار الّت عGGيين وعدمGGه إلى :صGGوم عيٍن ،وصوم َد يٍن 67،وفيمGGا يGGأتي بيGGان
)1صوم العين
68
وهو الّص وم الذي تعّي ن بوقٍت محّد ٍد له ،والّت عيين على وجهين ،هما:
.1تعيين هللا تعالى :وهو صوٌم وقته معّي ٌن من هللا تعالى؛ كصوم رمضان وصوم التطّو ع.
.2تعيين العبد :وهو الصوم الذي عّي ن العبد وقته وألزم بGه نفسGه؛ كGأداء الصGوم املنGذور بGه في
وقٍت بعينه.
وهو الصوم الذي ليس له وقٌت معّي ٌن ألدائه؛ كصوم قضGGاء رمضGGان ،وصوم الكّف ارات؛
ككّف ارة القتGل ،وكفGارة الِّظ هGار ،وكّف ارة اليمين ،وكّف ارة اإلفطGار في رمضGان ،وصوم اليمين؛ كمن
ًا
حلGGف فقGGال :وهللا ألصGGومّن أسGGبوع ،وصوم الّن ذر غGGير املقّي د بGGوقٍت ،وصوم املتمّت ع بGGالحّج ملن
66
سعيد حوى ،األساس في السنة وفقهها ،ص260 .
67
حسين بن العودة ،املوسوعة الفقهية الكويتية ،ط ،1 .ج ،28 .ص7 .
68
حسين بن العودة ،املوسوعة الفقهية الكويتية ،ص10 .
12
لم ي GGذبح اله GGدي ،أو الص GGيام ج Gزاء ارتكاب محظ Gوٍر من محظ GGورات اإلح Gرام في الحّج أو العم GGرة؛
ْل
69
كالَح ق أو الصيد.
ينقس GGم الص GGيام إلى باعتب GGار الحكم الّت كليفّي إلى أربع GGة أقس GGا ،وذل GGك تبعًG Gا لحال GGة كّل
ٍم
ًا ًا ًا ًا
قس GG Gم ،فإّم ا أّن يكون واجب G Gأو مس GG Gتحّب أو مكروه ، G Gوقد يكون في أح GG Gواٍل معّي ن ٍG Gة محّر م ]٣[،
)1الصوم املفروض
ّث
الص GGوم املف GGروض ه GGو الص GGوم ال GGواجب ،ويتم ل في ص GGيام رمض GGان ،وقض GGائه ،وصيام
71
النذر ،والكّف ارة ،والفدية 70،وينقسم الصوم املفروض إلى قسمين:
.1ما يجب فيه التتابع :وهو الصوم الذي يجب فيه تGوالي أّي امGه؛ كصGوم رمضGان ،وذلGك بداللGة
ْل َق ْل ْل َّل ُأ َش
قGGول هللا تعGGالىْ ( :ه ُر َر َم َض اَن ا ِذ ي نِGزَل ِف يِGه ا ُق ْر آُن ُه ًد ى ِّل لَّن اِس َو َب ِّي َن اٍت ِّم َن ا ُه َد ٰى َو ا ُف ْر ِنا
ٌة َف ْل ُك َف َش
َم ن ِه َد ِم ن ُم الَّش ْه َر َيُص ْم ُه )؛ 72فأّي ام الشGGهر متتابع ، Gمّم ا يقتضي بالضGGرورة تتGGابع صGGيام
أّي ام رمض GGان ،كم GGا ُي ش GGترط التت GGابع في ص GGيام كّف ارات القت GGل الخط GGأ ،والِّظ ه GGار ،والِج م GGاع في نه GGار
69
محمد حسن هيتو ،فقه الصيام( ،بيروت :دار البشائر اإلسالمية ،)1988 ،ط ،1 .ص147 .
70
محمد حسن هيتو ،فقه الصيام ،ص152 .
71
حسين بن العودة ،املوسوعة الفقهية الكويتية ،ص13 .
72
سورة البقرة185 :
13
.2مGGا ال يجب فيGGه التتGGابع :وهو مGGا يجGGوز فيGGه صGGيام األّي ام متفّر قة متباعGGدة؛ كقضGGاء رمضGGان،
ًا
حيث ال ُي ش GGترط التت GGابع في ص GGيام قض GGاء رمض GGان عن GGد جمه GGور الفقه GGاء؛ استناد لقوله تع GGالى:
َف ٌة َأ ُأ َخ َأ َل َك
(َو َم ن اَن َم ِر يًض ا ْو َع ٰى َس َف ٍر ِع َّد ِّم ْن َّي اٍم َر ) 73،لكّن هم ي GG Gرون اس GG Gتحباب التت GG Gابع؛ حّت ى
ّث
يسGGارع العبGGد إلى إسGGقاط الفGGرض ال ابت في حّق ه ،كمGGا ال يشGGترط التتGGابع في صGGيام متعGGة الحّج ،
ًة
وكّف ارة الَح لGGق وجزاء الصGGيد حGGال اإلحGرام؛ لورودهGGا في القGرآن الكGGريم مطلق Gعن قيGGد التتGGابع،
ًا
وكذلك ال يشGGترط التتGGابع في كّف ارة اليمين عنGGد املالكّي ة ،وال يلGGزم التتGGابع أيض Gفي صGGيام اليمين
َل
74
والنذر املط قين عن شرط التتابع.
)2الصوم املندوب
ًا ًة
76
وهو ما جاءت النصوص باستحباب التطوع به 75،ويضّم أنواع عّد ،منها:
ّث
.1الصيام كصيام نبّي هللا داود عليه الّس الم ،واملتم ل بصيام يوٍم وإفطار الذي يليه.
ّن
.2ص GG Gيام الي GG Gوم العاش GG Gر من ش GG Gهر مح ّG Gر م ،ويكُم ن فض GG Gل ص GG Gيامه في أ ه يكّف ر ذن GG Gوب الس GG Gنة
الس GGابقة ،ق GGال رسول هللا -علي GGه الص GGالة والس GGالمَ ( :ي اُم َي و َع اُش وَر اَء َ ،أ ْح َت ُب عَل ى َأ ْن
ِهللا ِس ِم ِص
َة َّل َق َل َك
ُي ِّف َر الَّس َن ا تي ْب ُه ) 77،ويستحّب أن ُي سبق صيام العاشر من محّر م بصوم اليوم التاسع منه
ًة
كذلك؛ مخالف لفعل اليهود.
73
سورة البقرة185 :
حسين الويشاة ،املوسوعة الفقهية الكويتية( ،الكويت :دار السالسل ،)1999 ،ط ،2 .ج ،10 .ص127 .
74
75
محمد حسن هيتو ،فقه الصيام ،ص154 .
76
محمد بن إبراهيم التويجري ،مختصر الفقه اإلسالمي في ضوء الكتاب والسنة( ،بريدة :دار أصداء املجتمع ،)2010 ،ص.
640
77
أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري ،صحيح مسلم ،ج ،5 .ص360 .
14
ّل ّن ّل
.3صGGيام س ّGت ة أّي اٍم من شGGهر ش ّGو ال؛ فقGGد ثبت عن رسول هللا -ص Gى هللا عليGGه وس م -أ ه قGGال:
َك َش ُث ْت
78
(َم ن صاَم َر َم ضاَن َّم أ َبَع ُه ِس ًّت ا ِم ن َّو اٍل ،كاَن ِص ياِم الَّد ْه ِر ).
ُأل
.4صGGيام األّي ام التسGGع ا َو لى من شGGهر ذي الحَّج ة ،وأفضGGلها اليGGوم التاسGGع من ذي الحجGGة؛ أي
ّن
ي GGوم عرفة ،وفي ص GGيامه فض ٌGل عظيٌم لغ GGير الح GGاّج ؛ إذ إ ه ُي كّف ر ذن GGوب الس GGنة املاض GGية والس GGنة
التالي GGة ،ودلي GGل ذل GGك م GGا رواه اإلم GGام مس GGلم في صحيحه عن أبي قت GGادة أّن الن GGبي علي GGه الص GGالة
َة َمل َة ْل َة َك َف َة َف
79
والسالم (ُس ِئ َل عن َص ْو ِم َي وِم َع َر ؟ قاَل ُ :ي ِّف ُر الَّس َن ا اِض َي َو ا َب اِق َي ).
َأ ّن
.5ص GGيام أّي اٍم ثالث ٍGة من كّل ش GGهٍر ،فق GGد ورد عن أبي هريرة -رضي هللا عن GGه -أ ه ق GGالْ ( :و َص اِن ي
َل َن اَل ُك َش َد ُع ُه َّن َّت ُم َت َص ْو َثاَل َث َث اَل َخ
ِة أَّي اٍم ِم ن ِّل ْه ٍر ،وَص ِة الُّض َح ى ،و ْو ٍم ع ى ِم : و أ ى ح أ ال ٍث ِل يِل ي ب
ْت
80
ِو ٍر ).
ّل ّل
.6صيام أّي اٍم من أول شهر شعبان ،حيث كان النبّي -ص Gى هللا عليGه وس مُ -ي كGثر من الصGيام في
ه GGذا الش GGهر ،كم GGا روت عن GGه الس GGيدة عائش GGة رضي هللا عنه GGا فق GGالت( :كاَن َر سوُل الَّل َص َّل ى ُهللا
ِه
َّل َّل َف َأ َّل
عليه وس َم َيُص وُم حَّت ى َنُق وَل :ال ُي ْف ِط ُر ،وُي ْف ِط ُر حَّت ى َنُق وَل :ال َيُص وُم ،ما َر ْي ُت َر سوَل ال ِه َص ى
ْعَب َن 81
َش َأ ْك َث َش اَّل ْك َّل
ُهللا عليه وس َم اْس َت َم َل ِص َي اَم ْه ٍر إ َر َم َض اَن ،وما َر ْي ُتُه أ َر ِص َي اًم ا منه في ا ).
أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري ،صحيح مسلم ،ص361 .
78
أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري .صحيح مسلم .ص360 .
79
80
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن املغيرة البخاري .الجامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
وسننه وأيامه (صحيح البخاري) ،ج ،7 .ص190 .
81
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن املغيرة البخاري .الجامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
وسننه وأيامه (صحيح البخاري) ،ص246 .
15
ًا ًة
.7الص GGيام في سبيل هللا؛ فمن تطّG Gو ع بص GGيام ي GGوٍم قرب هلل تع GGالى وفي سبيله كان ذل GGك سبب في
ّل
الوقايGة من عGذاب النGGار ،كمGGا روى أبGو سGعيٍد الخGدرّي رضي هللا عنGGه عن النGGبّي -ص Gى هللا عليGGه
َخ َّل َّل ّل ّن
82
وس م -أ ه قالَ( :م ن صاَم َيْو ًم ا في َس بيِل ال ِه َ ،ب َّع َد ال ُه وْج َه ُه َع ِن الَّن اِر َس ْب ِع يَن ِر يًف ا).
)3الصوم املكروه
ٌة
وردت جمل Gمن النصGGوص الّد الGGة على كراهGGة تخصGGيص أّي اٍم بعينهGGا بالصGGوم أو كراهGGة
83
أحواٍل معّي نٍة ؛ كمواصلة الصيام ،وفيما يأتي تفصيل هذه األّي ام واألحوال.
.1إفG Gراد ي GGوم الجمع GGة بالص GGيام ذهب جمه GGور الفقه GGاء إلى الق GGول بكراه GGة إفG Gراد ي GGوم الجمع GGة
بالصGGيام؛ ملا ورد عن النGGبّي -صّGل ى هللا عليGGه وسّل م -أّن ه قGGال( :ال تصGGوموا يGGوَم الجمعِGة فإَّن ه يGGوُم
اَّل
84
عيٍد إ أْن تِص لوه بأَّي اٍم )،
ًا
ونق GGل ال GGدردير أّن املذهب عن GGد املالكّي ة ع GGدم كراه GGة ص GGيامه مف GGرد ،وإن ص GGام الواح GGد
ّن ًا
يوم قبلGGه أو بعGGده فال خالف باسGGتحباب صGGومه في هGGذه الحGGال ،وقيGGل إ ه قGGد وردت روايGGاٌت في
ًة
السّن ة بطلب صومه ،ووردت أخرى في النهي عن صومه ،ورواية النهي جاءت الحق ،وقد حمل
العلم GGاء رواي GGات النهي والكراه GGة في ح GGال إفG Gراده بالص GGيام؛ وألج GGل الرواي GGات ال GGواردة في كراه GGة
ُة ًا
صGGوم الجمع GGة منف GGرد ُي حت GGاط بص GGيام يGGوٍم قبلGGه أو يGGوٍم بع GGده ،فتنتفي الكراه GبGGذلك؛ ملا ثبت
َّل َّل
عن أّم املؤمنين جويرية بنت الح GG Gارث رضي هللا عنه GG Gا قوله GG Gا( :أَّن الن GG Gبَّي َص ى ُهللا علي GG Gه وس َم ،
82
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن املغيرة البخاري .الجامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
وسننه وأيامه (صحيح البخاري) ،ص298 .
83
حسين بن العودة ،املوسوعة الفقهية الكويتية ،ص15 .
84
محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي ،صحيح ابن حبان( ،بيروت :مؤسسة الرسالة ،)1993 ،ج ،8 .ص.
375
16
َت ُت َل اَل ٌة َف َخ َل
َد َل َع ْيَه ا َي وَم الُج ُم َع ِة وهي َص اِئ َم ،قGGاَل :أُص ْم ِت أْم ِس ؟ قGGا ْت ، :قGGاَل ِ :ر يِد يَن أْن ُص وِم ي
ْف َل اَل َغ
85
ًد ا؟ قا ْت ، :قاَل :فأ ِط ِري).
ّت
.2تخص GG Gيص ي GG Gوم السبت أو األح GG Gد بالص GG Gيام ا ف GG Gق الفقه GG Gاء على كراهGG G Gة إف G Gراد ي GG Gوم السبت
اّل
بالصيام إ إذا صادف يوم السبت ما ُع هد صيامه؛ كصيام يوم عرفة أو يوم عاشوراء ،ويرجع
ّظ ًا
الق GGول بكراه GGة إف Gراد السبت بالص GGيام إلى أّن في إف Gراده بالص GGوم تش ّGب ه ب GGاليهود ال GGذين يع م GGون
ًا
ي GG G Gوم السبت ،فُي ك GG G Gره إفG G G Gراده بالص GG G Gوم حّت ى ال يكون في ذل GG G Gك تشّG G G Gب ه بهم ،والق GG G Gول ك GG G Gذلك في
ًا
تخصيص يوم األحد بالصوم ما لم يوافق يوم اعتيد صيامه ،أّم ا صيام يوٍم قبلهمGGا أو بعGGدهما
86
فيرفع الكراهة.
.3إفGراد يGوم النGيروز ويوم املهرجان بالصGيام وهمGا عيGدان للفGرس؛ فGالنيروز يGوٌم في طGرف فصGل
الربي GGع ،واملهرجان ي GGوٌم في ط GGرف فص GGل الخريف ،ويك GGره إفرادهم GGا وتخصيص GGهما بالص GGوم دون
ًا ّظ
س GGواهما؛ ألّن هم GGا يومان يع مهم GGا الف GGرس ،فيك GGره م GGوافقتهم في تخصيص GGهما وتعظيمهم GGا قياس G
87
على حكم صيام السبت.
ًال
.4ص GG Gيام الوصال :وهو أن يس GG Gتمر الف GG Gرد في ص GG Gومه مكّم ل GG Gه إلى م GG Gا بع GG Gد غ GG Gروب الش GG Gمس،
ويوصله بGGاليوم الGGذي بعGGده ،وقد ذهب جمهGGور الفقهGGاء من الحنفّي ة ،واملالكّي ة ،والحنابلGGة ،إلى
أّن الوصال في الص GG Gوم مك GG Gروٌه ،وُر وي عن الش GG Gافعّي ة أّن ه مك GG Gروٌه كراهًG G Gة تحريمّي ة ،واس GG Gتدّل
َّل
الق GGائلون بالكراه GGة بم GGا ورد عن عب GGد هللا بن عمررضي هللا عنهم GGا في قوله( :أَّن َر سوَل ِهللا َص ى
85
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن املغيرة البخاري .الجامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
وسننه وأيامه (صحيح البخاري) ،ص260 .
86
حسين بن العودة ،املوسوعة الفقهية الكويتية ،ص17 .
87
حسين بن العودة ،املوسوعة الفقهية الكويتية ،ص18 .
17
َأ ُت َف َف َّل َّل
ال ُه علي GGه َو َس َم َو اَص َل في َر َم َض اَن َ ،و اَص َل الَّن اُس َ ،ن َه اُه ْم قي َGل ل GGهْ :نَت َو اِص ُل ؟ ق GGاَل :إِّن ي
ُأ ْط ُأ َق ْثَلُك َل
88
ْس ُت ِم ْم إِّن ي َعُم َو ْس ى).
اّل ّل
.5صGGيام الGGدهر :وُي قص GGد بGGه أن يص GGوم الف GGرد ده GGره ك ه وال يستثني إ األّي ام الGGتي نّص الشGGرع
على تح GG G Gريم ص GG G Gومها ،وقد ذهب جمه GG G Gور الفقه GG G Gاء من الحنفّي ة واملالكّي ة والحنابل GG G Gة وبعض
ّل ّل
الش GGافعّي ة إلى الق GGول بكراه GGة ص GGيام ال GGدهر ،مس GGتد ين على ذل GGك بق GGول الن GGبّي ص G Gى هللا علي GGه
ّل ّل
وس م( :ال َص اَم َم ن َص اَم األَب َد ) 89،وع ل الفقهGGاء كراهGGة صGGيام الGGدهر بمGGا قGGد يGGؤدي بسببه إلى
إض GG G Gعاف الص GG G Gائم عن العب GG G Gادات ،وتقص GG G Gيره في األم GG G Gور الواجب GG G Gات ،وفي طلب الكس GG G Gب ،ومن
ًا
الشافعّي ة من قال بعدم الكراهة إن لم ُي ضّي ع واجب ،أو لم ُي خف بسببه ضرٌر .
)4الصوم املحَّر م
مGا يحُGر م صGومه يحّGر م على املسGلم صGيام يGوم عيGGد الفطGGر ،ويوم عيGGد األضGحى؛ أي يGوم
النحر ،كما يحّر م صيام أّي ام التشريق الثالثة؛ وهي األّي ام التاليGة ليGوم النحGر ،وخالف الحنفّي ة
ٌة ٌة
ال Gرأي السGGابق بقGGولهم إّن في صGGيامها كراه Gتحريمّي ؛ ألّن في صGGيامها إع Gراٌض عن ضGGيافة هللا؛
ّل
إذ إّن ه GGذه األي GGام أي GGام أكٍل وشرٍب وعي ٍGد ق ّGد رها هللا للمس GGلمين ،كم GGا ثبت عن الن GGبّي -ص Gى هللا
َأ َأ ْك ُش َّت ْش َأ ّل ّن
علي GGه وس م -أ ه ق GGالَّ ( :ي اُم ال ِر يِق َّي اُم ٍل َو ْر ٍب ) 90،كم GGا يح ّGر م على املرأة ص GGيام التط ّGو ع
دون إذن زوجهGGا ،وصيام الحGGائض والنفسGGاء ،ويحّGر م الصGGوم على من يخشى على نفسGGه الهالك
91
إن صام.
88
أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري .صحيح مسلم .ص339 .
89
أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري .صحيح مسلم .ص498 .
90
أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري .صحيح مسلم .ص485 .
91
محمد حسن هيتو ،فقه الصيام ،ص159 .
18
ه .حكمة الصوم
ّت
ومن أعظم خصGGائص عبGGادة الصGGيام أّن األجGGر املتر ب عليهGGا غGGير ُم ح ّGد د ،فهGGو ُي ضGGاعف
ّت
أضGGعافا كثGGيرة ،كمGGا أضGGافه هللا سGGبحانه وتعGGالى إلى نفسGGه ،ور ب للصGGائم فGGرحَت ين؛ فرحة حين
فطره ،وفرحة عند لقGاء ّب ه 92،أخGرج اإلمGام مسGلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي هللا عنGه أّن
ر
ُة ْش َأ َث ُف ُك
الن GG Gبّي علي GG Gه الص GG Gالة والس GG Gالم ق GG Gالُّ ( :ل َع َم ِل اْب ِن آَد َم ُي َض اَع ،الَح َس َن َع ُر ْم اِل َه ا إلى
َش َت َط َأ َن َأ اَّل َّل َئ
َس ْب عِم ة ِض ْع ٍف ،قاَل ال ُه َع َّز َو َج َّل :إ الَّص ْو َم ،فإَّن ه لي َو ا ْج ِزي بهَ ،ي َد ُع ْه َو ُه َو َع اَم ُه ِم ن
َأ ْط َل ُخ ُل ُف َق ْط َف ٌة َف ٌة َف َأ
ْج ِل ي ِل لَّص اِئ ِم ْر َح َت اِن ْ :ر َح ِع ْنَد ِف ِر ِه َ ،و ْر َح ِع ْنَد ِل اِء َر ِّب ِه َو و فيه َي ُب ِع ْنَد ِهللا ِم ن
93
ِر يِح اِمل ْس ِك ).
ّل
تج ت حكم GG Gة هللا سGG Gبحانه وتع GG Gالى من تشGG Gريع صGG Gيام شGG Gهر رمض GG Gان وفرضه على كّل مس G Gلٍم في
ًا
العديد من األمور ،بيان البعض منها وتفصيله آتي :
من تتُّب ع اآلثGGام والشGGرور؛ فGGالتقوى الGGتي يحّق قهGGا الصGGيام تحمGGل النفس على االلGGتزام بمGGا أمGGر بGGه
هللا تع GG Gالى ،واجتن GG Gاب م GG Gا نهى عن GG Gه ،فتحميه GG Gا من ارتكاب م GG Gا ي GG Gؤّد ي به GG Gا إلى الهالك والخس G Gران،
ًا
وتجّن به GGا التع ّGر ض لسخط هللا ،وعذاب GGه في اآلخ GGرة ،كم GGا أّن تك Gرار الص GGيام عام Gتل GGو آخ ٍGر يج ّGد د
ّظ ًا ًا
اإليم GGان ،ويجعل GGه أك GGثر رسوخ وثبات ، Gكم GGا يع م الص GGيام مراقب GGة هللا ل GGدى النفس اإلنس GGانية؛
ّل
فالصائم يمتنع عن طعامه وشرابه وما يشتهيه؛ لنيل رضا رّب ه عّز وجّل ،كما يتج ى اإلخالص في
92
عبد املعز خطاب ،أسرار الصيام في القرآن الكريم( ،الرياض :مدار الوطن ،)1999 ،ص6 .
93
أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري .صحيح مسلم .ص378 .
94
سورة البقرة183 :
19
ُملّط ًا
تلGGك العبGGادة في كونهGGا س ّGر بين العبGGد ورّب ه؛ فال يعلم أح ٌGد بصGGيام العبGGد سGGوى رّب ه ا لGGع على
ُخ ُمل
عب GGاده؛ ولذلك اختص هللا س GGبحانه تل GGك العب GGادة ب GGاألجر العظيم ا ض GGاعف؛ ل لّو ها من الِّر ياء
95
والُّس معة.
.2تحقيق وحدة األمة اإلسالمّي ة؛ إذ إّن وحدة العقيدة ،واإلخالص هلل سبحانه في عباداتGGه ،من
أهّم م GGا ُي ظه GGر وحدة األّم ة ،كم GGا أّن توحي GGد هللا تع GGالى ه GGو األس GGاس ال GGذي ق GGامت علي GGه الش Gرائع
َه اّل َل َأ َّن ُه اّل َر َق َك ّز ّل َو َأ َس ّي
السماو ة جميعها ،قال ع وج ( :ما ر لنا ِم ن بِل ِم ن سوٍل ِإ نGوحي ِإ يِGه ال ِإ لـ ِإ
96
َأ َف
97
نا اعُب دوِن ).
ْذ
.3تعويد النفس على الَب ل والعط GGاء؛ فالص GGائم يستش GGعر حاج GGات الفق Gراء واملس GGاكين ،فيب GGذل
ُأل ًا ًال ًا
وُي حس GGن إليهم ،وبذلك يص GGبح املجتم GGع املس GGلم مجتمع Gمتكام متراحم ، Gتس GGوده مع GGاني ا لف GGة
98
واملوّد ة.
َك
.4استشعار نعمة الهداية إلى دين اإلسالم التي مّن هللا بها على عباده ،قال هللا تعالىَ( :و ِل ُت ِّب ُر وا
َّل َه َع َل ٰى َم َه َد ُك ْم َو َل َع َّلُك ْم َت ْش ُك
ُر وَن ) 99،فعبGGادة الصGGيام تجعGGل املسGGلم يستشGGعر نعمGGة هدايGGة ا ا ال
ُمل
100
هللا تعالى له؛ وذلك حينما يمتنع عن ا حّر مات ،ويلتزم بما أمر به هللا سبحانه وتعالى.
عبد الكريم العمري ،من أسرتر الصيام وحكمه( ،املدينة املنورة :مكتبة امللك فهد ،)2006 ،ط ،1 .ص25 .
95
96
عبد الكريم العمري ،من أسرتر الصيام وحكمه ،ص63 .
97
سورة األنبياء25 :
98
عبدهللا بن محمد الطيار ،الفقه امليسر( ،الرياض :مدار الوطن ،)2012 ،ط،2 .ج ،3 .ص12 .
99
سورة البقرة185 :
100
أبو التراب سيد بن حسين بن عبد هللا العفاني ،نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان( ،جدة :دار ماجد)2003 ،
ص19 .
20
ّن ّل ُمل ّص
.1أن هللا سGG Gبحانه وتعGG Gالى خ عبGG Gادة الصGG Gيام بGG Gاألجر العظيم ا ضGG Gاعف؛ ومع أ ك عم ٍG Gل
ص GG Gالٍح يؤّد ي GG Gه املس GG Gلم ُي جازيه ب GG Gه هللا بُم ض GG Gاعفة الحس GG Gنة إلى عش GG Gرة أض GG Gعاٍف ،وإلى س GG Gبعمئة
اّل
ضGGعٍف ،إ الصGGيام؛ فقGGد نسGGبه هللا تعGGالى إليGGه ،وفي هGGذا يقGGول الرسول عليGGه الصGGالة والسGGالم
َأ َن اَّل ُك
فيما يرويGه عن رّب ه -عّGز وجّل ُّ ( :ل َع َم ِل اْب ِن آَد َم لGه ،إ الِّص َي اَم ،فإَّن ه لي و ا أْج ِزي بGه) 101،وال
ّذ
يخفى أّن طبيعة عبادة الصيام تتضّGم ن عبGادات أخGرى ،ولعّGل أهّم هGا الصGبر على مل Gات النفس
ّن
وشهواتها ،كاألكل ،والُّش رب؛ والصGGائم إذ يحم ُGل نفسGGه على تGGرك هGGذه الّر غبGGات فإ ه ينGGال أجGGر
َغ َأ َّف
102
الصابرين ،حيث يقول سبحانهِ( :إ َّن َم ا ُيَو ى الَّص اِب ُر وَن ْج َر ُه م ِب ْي ِر ِح َس اٍب ).
.2مجازاة الصائمين بدخولهم الجّن ة في اآلخرة من بGاٍب خGاٍّص بهم ُي سّGم ى بGاب الرّي ان ،وقد ثبت
ذلGGك فيمGGا أخرجه اإلمGGام البخGGارّي في صحيحه عن سGGهل بن سGGعد السGGاعدي رضي هللا عنGGه أّن
النبّي -عليه الصالة والسالم قGال( :إَّن في الَج َّن َب اًب ا ُي َق اُل لGه الَّر َّي اُن َ ،ي ْد ُخ ُل منGه الَّص ا ُم وَن َي وَم
ِئ ِة
َح ٌد َغ ُخ
ْي ُر ُه ْم 103
). الِق َي اَم ِة ،ال َي ْد ُل منه أ
.3ني GG Gل الص GG Gائم فرحَت ان؛ إح GG Gداهما في الGG Gدنيا ،واألخ GG Gرى في اآلخ GG Gرة ،ق GG Gال الن GG Gبّي علي GG Gه الص GG Gالة
َق ْط َف ٌة َف ٌة َف
104
والسالمِ( :ل لَّص اِئ ِم ْر َح َت اِن ْ :ر َح ِع ْنَد ِف ِر ِه َ ،و ْر َح ِع ْنَد ِل اِء َر ِّب ِه ).
101محمGGد بن إسGGماعيل بن إبGراهيم بن املغGيرة البخGGاري .الجــامع الصحيح املســند من حــديث رسول هللا صــلى هللا
عليه وسلم وسننه وأيامه (صحيح البخاري) ،ص263 .
102
سورة الزمر10 :
103
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن املغيرة البخاري .الجامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
وسننه وأيامه (صحيح البخاري) ،ص263 .
104
أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري .صحيح مسلم .ص376 .
21
َغ ْل َف
ْ .4ت ح أبGGواب الجّن ة ،و ق أبGGواب النGGار ،وتصGGفيد الشGGياطين في شGGهر رمضGGان ،قGGال النGGبّي عليGGه
َد َّن ُغ َق ْت َج َّن ُن ُف َح ْت
الصGG G Gالة والسGG G Gالم" :إذا جGG G Gاَء َر َم ضGG G Gا ِّت أْب واُب ال ِة ،و ِّل أْب واُب ال اِر ،وُص ِّف ِت
105
الَّش ياِط ين".
ِ .5ط ْي ب رائحة فم الصائمين عند هللا -سبحانه وتعالى؛ إذ أخرج البخارّي في صحيحه عن النGGبّي
َّل ْط َل ُخ ُل ُف َف
-علي GG Gه الص GG Gالة والس GG Gالم " :و ِم الَّص اِئ ِم أ َي ُب ِع ْن َد ال ِه ِم ن ِر يِح اِمل ْس ِك " 106.تحص GG Gيل
َن
الخ GGيرات والَّر َح م GGات في ش GGهر رمض GGان ،و ْي ل م GGا في GGه من الرحم GGة واملغف GGرة من هللا ،والِع ت GGق من
ُمل ُأل
107
النار ،ونيل الدرجات الرفيعة ،والحسنات ،وا جور ا ضاَع فة.
الباب الثالث
آراء فقهاء املذاهب الستة في حكم تأخير قضاء صوم رمضان للحامل واملرضع
معGGنى تGGأخير لغGGة من أخGGر يGGؤخر تGGأخيرا وهو اإلبطGGاء والتأجيGGل ،واصGGطالحا فقهيGGة تأجيGGل
وقت أدائها .فمعنى تأخير قضاء صوم رمضان هGGو من عليGه شGيئ من رمضGان فGأخر قضGاءه بغGير
عGGذر حGGتى دخGGل رمضGGان القابGGل فلزمه فديGGة التGGأخير لكل يGGوم مGGد طعGGام .وعلى مGGؤخر فضGGاء بال
أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري .صحيح مسلم .ص375 .
105
106
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن املغيرة البخاري .الجامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
وسننه وأيامه (صحيح البخاري) ،ص260 .
107
الدكتور صالح بن عبد الكريم الزيد ،أيام رمضان ثالثون كلمة في الصيام( ،الرياض :مكتبة املعارف ،)1995 ،ط،1 .
ص6 .
22
عGذر بGأن أمكنGGه القضGGاء في تلGك السGنة مّGد .فGGإن أخGGر القضGGاء بعGGذر كGGأن اسGتمر سGفره أونسGيانه
أو جهل GG Gه ال GG Gذي يع GG Gذر ب GG Gه أو إكراه GG Gه أو إرضاع املرأة إلى ع GG Gام قاب GG Gل فال ش GG Gيئ علي GG Gه من الفدي GG Gة
والحرمة ما بقي العذر وإن استمر سنين ولو كان إفطGGاره بغGGير عGذر ،إذ ال يلGزم من اإلثم الفديGة.
وخرج بالعGGذر خلGGوه عن العGGذر بقGGدر مGGا عليGGه فتلزمه الفديGGة .ويتكGGرر املد بتكGGرر السGGنين فيجب
لكل سنة ألن الحقوق املالية ال تتداخل بخالفه في نو الهرم ال يتكرر لعدم التقصير ،ومن عجGGز
عن ذلGGك اسGGتقر في ذمت GGه .أمGGا القن فال يلزمه فديGGة هن GGا وال فيم GGا مGGر إذ ال ق GGدرة لGGه غليه GGا ،ف GGإن
عتق لزمته ،فإن العبرة بوقت األداء ال بوقت الوجوب ،ولو لم يبق بينه وبين رمضGGان القابGGل مGGا
108
يسع قضاء جميع الفائت لزمته الفدية حاال عما ال يسعه.
ب .آراء فقهاء املذاهب الستة في حكم تأخير صوم رمضان للحامل واملرضع
اّل ُمل
األص GGل في ُح كم ص GGيام الحام GGل وا رضع في ش GGهر رمض GGان ه GGو الوجوب ،إ أّن هن GGاك م GGا
ُمل
قGGد يطGرأ على املرأة الحامGGل أو ا رضع مّم ا ُي بيح لهGGا الِف طGGر في شGGهر رمضGGان؛ وذلGGك إن خافتGGا ،أو
غلب على ظّن همGG G Gا أّن الصGG G Gيام س ُG G Gي ؤّد ي إلى وقوع ضGG G Gرر على نفسGG G Gيهما ،أو على جنينهGG G Gا إن كانت
ًال
حام ،وعلى طفلها إن كانت ُم رِض عة ،وال يجوز لهمGا الِف طGر إذا قGويت أجسGادهما على الصGيام،
109
وكان الصيام ال ُي ؤّد ي إلى إلحاق ضرر بالجنين ،أو الطفل الرضيع.
ًا
وُي صبح ُح كم اإلفطGار واجب Gفي حّGق الحامGل أو املرضع إذا خافتGا على نفَس يهما الهالك،
ُمل
أو حGG G Gدوث ضGG G Gرر بGG G Gالٍغ لهمGG G Gا ،وكذلك إذا خGG G Gافت الحامGG G Gل على جنينهGG G Gا ،أو ا رضع على طفلهGG G Gا
الرضيع ،ويكون الص GG Gوم في حّق هم GG Gا واجب ًG Gا ؛ قياس ًG Gا على املريض ال GG Gذي يجب علي GG Gه ال ط GG Gر؛ ألّن
ِف
الصيام يضّر به110؛ فعن أنس بن مالك رضي هللا عنه عن النGبّي صّGل ى هللا عليGه وسّل م قGال( :إَّن
أبي عبد املعطي محمد نواوي الشافعي ،نهاية الزين( ،جاكرتا :دار الكتب العلمية ،)2008 ،ص222 .
108
109
وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ،املوسوعة الفقهية الكويتية) ،الكويت :ذات السالسل ،)1989 ،ط ،2 .ج ،16 .ص.
271
110
عبدهللا الطيار ،الفقه امليسر( ،الرياض :مدار الوطن ،)2011 ،ط ،1 .ج ،3 .ص82 .
23
َّص َم َر َّص َّل َه َّز َّل َع
ال ع G Gوج وض عِن املس GG Gافِر ش GG Gط ال الِة ،وعِن املس GG Gافِر والحام ِG Gل واملرضِع ال و ،أِو
111
الِّص يام).
ًا ّت
ا فGGق الفقهGGاء على وجوب القضGGاء في ح ّGق املرأة الحامGGل إذا أفطGGرت خوف على نفسGGها،
ًا
أو كان فطرها خوف على نفس GGها باإلض GGافة إلى خوفه GGا على حي GGاة جنينه GGا ،فتقضي م GGا فاته GGا من
ّن َمل ًا
شGGهر رمضGGان ،وال فديGGة عليهGGا في ذلGGك؛ قياس Gعلى الGGذي أفطGGر رض أصGGابه ،فإ ه يقضي األّي ام
ّت
ال GGتي أفطرها ،وال تجب علي GGه الفدي GGة 112،كم GGا ا فق GGوا على وجوب القض GGاء على املرأة الحام GGل إذا
كان سبب فطرها هو الخوف على جنينها فقط ،وليس الخوف على نفسها.
وتعّد دت آرائهم في ُح كم الفدية في حّق هGا 113:الحنفيGة واملالكيGة :ذهبGوا إلى انتفGاء وجوب
الفدي GGة على املرأة الحام GGل إذا كان سبب فطرها في ش GGهر رمض GGان ه GGو الخ GGوف على ولدها فق GGط؛
وذلك ألّن الجنين ُم َّت ِص ل بجسGد املرأة الحامGل كاِّت صGال أحGد أعضGائها بهGا؛ فGالخوف على الجGنين
ًا
في ُح كم الخ GGوف على أح GGد أعض GGاء املرأة الحام GGل ،وهو ق GGوٌل عن GGد الش GGافعية أيض . G Gالش GGافعية
ًا
والحنابلة :ذهبوا إلى أّن املرأة الحامل إذا أفطرت في شهر رمضان خوف على ولدها فقGGط ،وجب
ًا ًا
عليها القضاء والفدية مع ؛ فتطعم عن كّل يوم أفطرت فيه مسكين ،ثّم تقضي ما فاَت ها.
هللا تعGGالى ،وُي شGGار إلى أّن هللا تعGGالى فGGرض على عبGGاده املؤمنين صGGيام شGGهر رمضGGان من كّل سGGنة،
ّك
وأ د سGGبحانه وتعGGالى على وجوب هGGذه الفريضGGة بِGذ كرها في كتابGGه العزيز ،قGGال هللا عّGز وجّل َ( :ي ا
َن َق ُك َل َّلُك َل َّل َك ُك َل ُك ُك َأ َّل
ُّي َه ا ا ِذ يَن آَم ُن وا ِت َب َع ْي ُم الِّص َي اُم َم ا ِت َب َع ى ا ِذ يَن ِم ن ْب ِل ْم َع ْم َتَّتُق و ) 114،وبهGGذا
111
محمد ناصر الدين األلباني ،صحيح ابن ماجه( ،بيروت :دار الكتب العلمية ،)2001 ،ج ،1 .ص290 .
112
محمد هيتو ،فقه الصيام( ،بيروت :دار البشائر اإلسالمية ،)1988 ،ط ،1 .ص133 .
113
وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ،املوسوعة الفقهية الكويتية ،ص272 .
114
سورة البقرة183 :
24
ًة
أبقى هللا جّل جالله -فرضّي ة الصيام خالGد في كتابGه الكGريم إلى قيGام السGاعة ،وقد اسGتأثر هللا
ًا
سGGبحانه وتعGGالى من بين أعمGGال اإلنسGGان جميعهGGا بGGأجر الصGGيام ،وجعلGGه خالص GلGGه وحده؛ فعن
اَّل
ِل اْب ِن آَد َم ل GG G Gه إ أبي هريرة رضي هللا عن GG G Gه عن الن GG G Gبّي ص ّG G Gل ى هللا علي GG G Gه وسّل م ،ق GG G Gالُ( :ك ُّل َع َم
َّل ْط َل ُخ ُل ُف َف
115
اِمل ْس ِك ). الَّص ْو َم ،فإَّن ه لي وأنا أْج ِزي به ،و و ِم الَّص اِئ ِم أ َي ُب ِع ْنَد ال ِه ِم ن ِر ِحي
وقد فGGرض هللا تعGGالى صGGيام شGGهر رمضGGان املبGGارك على كّل مسGGلم بGGالغ عاقGGل ُم سGGتطيع،
ُمل َّل
وأب GGاح س GGبحانه للُم ك ف الِف ط GGر إذا كان ل GGه ُع ذر ،أو طG Gرأ علي GGه ع GGارٌض من الع GGوارض ا بيح GGة
ًا ًا
للِف ط GGر؛ فأس GGقط عن أه GGل األع GGذار وجوب الص GGيام؛ تخفيف Gعليهم ،وَد فع Gللَم ش ّGق ة عنهم ،ب GGل
أوجبGG Gه عليهم في بعض الحGG Gاالت املخصوصة الGG Gتي ُي خشى فيهGG Gا وقوع ضGG Gرر عليهم ،وقد اصGG Gطلح
ُمل ُمل
العلم GG Gاء على تس GG Gمية الع GG Gوارض ا بيح GG Gة للفط GG Gر ب ُG Gر خص الِف ط GG Gر ،أو األع GG Gذار ا بيح GG Gة للِف ط GG Gر،
وتختلGGف هGGذه األعGGذار من شخص إلى آخGGر بحسGGب األحGGوال الGGتي يتع ّGر ض لهGGا؛ فمنهGGا مGGا يختّص
ب GGاملرأة ،كالحم GGل ،والرضاع ،ومنه GGا م GGا ه GGو ع GGاّم للن GGاس جميعهم ،كاملرض ،وكبر السّG Gن ،والس GGفر
ُمل
116
ا باح.
ًة
بداي GمسGألة وجوب فديGة الصGيام على املرأة الحامGل الGتي أفطGرت في شGهر رمضGان فيهGا
تفصGGيل بين الفقهGGاء ،وبيGGان ذلGGك فيمGGا يGGأتي 117:مسGGألة إفطGGار الحامGGل وعدم قضGGاء األيGGام الGGتي
أفطرتهGGا إلى أن دخGGل عليهGGا رمضGGان آخGGر إذا أفطGGرت الحامGGل في رمضGGان ولم تقِض مGGا عليهGGا من
األيGGام بعGGد شGGهر رمضGGان ،ثّم أدركهGGا شGGهر رمضGGان التGGالي ،ففي هGGذه الحالGGة وجب عليهGGا قضGGاء مGGا
أفطرته من أيام ،إلى جانب دفعها لفدية الصيام ،وهذا باتفاق جمهور العلماء.
115
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن املغيرة البخاري .الجامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
وسننه وأيامه (صحيح البخاري) ،ج ،7 .ص53 .
116
وهبة الزحيلي ،الفقه اإلسالمي وأدلته( ،دمشق :دار الفكر ،)2008 ،ط ،4 .ج ،3 .ص1701 .
117
وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ،املوسوعة الفقهية الكويتية ،ص273 .
25
ًا
مسGألة إفطGار الحامGل في رمضGان خوف على ولدها أو على نفسGها إذا أفطGرت الحامGل في
رمض GG Gان بسبب خوفه GG Gا على ولدها؛ فيجب عليه GG Gا قض GG Gاء أي GG Gام فطرها إلى ج GG Gانب الفدي GG Gة ،وإن
خافت على نفسها بسبب الصوم فيجوز لهGا اإلفطGار في رمضGان ،وقضGاء تلGك األيGام دون فديGة،
وهذا باتفاق جمهور الفقهاء الذين اسGتدّل وا بقGول هلل تعGالىَ( :و َع َل ى اَّل ِذ يَن ُي ِط يُق وَن ُه ِف ْد َي ٌة َط عGاُم
ِم ْس ِك يٍن ) 118،وخالفهم في ذل GG Gك الحنفي GG Gة ،ال GG Gذين ق GG Gالوا بع GG Gدم وجوب الفدي GG Gة أو الكف GG Gارة عن
ًا ًا
وأم GGا مق GGدار فدي GGة الص GGيام للحام GGل فق GGد أوجب هللا تع GGالى مق GGدار ثابت Gلفدي GGة الص GGيام،
ٌة َط َن َل َّل
ق GG Gال تع GG Gالىَ( :و َع ى ا ِذ يَن ُي ِط يُق و ُه ِف ْد َي عGG Gاُم ِم ْس ِك يٍن ) ،فهي إطع GG Gام مسGG Gكين عن كّل يGG Gوم
أفطرته الحامل بحسب تفصيل املسألة السGابق ،ومقGدار إطعGام املسGكين هGو ُم ّد من قGوت أهGل
ُمل
البلGد الغGGالب ،كالقمح أو األرز أو مGا شGابه .وا ّد قّGد ره العلمGGاء بسGتمئة غGرام ،وهو مGا يسGاوي مGا
ًا
بين الس GGتون قرش إلى دين GGار أردني عن كّل ي GGوم تفط GGره حس GGب م GGا ح ّGد ده بعض أه GGل العلم ،م GGع
119
ضرورة مراعاة اختالف مقدار ذلك من بلد إلى آخر.
ًا
ووقت دفع الفدية للحامل هو تجب الفدية على الحامل الGGتي أفطGGرت خوف على جنينهGGا
بعGGد كل يGGوم تفطGGره ،أو بعGGد طلGGوع فجGGر كّل يGGوم تفطGGر فيGGه ،ويجGGوز لهGGا تأجيGGل دفGGع الفديGGة إلى
آخGGر الشGGهر ،أّم ا إن أرادت تعجيGGل الفديGGة ودفعهGGا قبGGل رمضGGان فلم ُي جGGز الفقهGGاء ذلGGك ،إال عنGGد
أصحاب املذهب الحنفي 120.وعلى من تجب فديGG G Gة الصGG G Gيام؟ أوجب هللا تعGG G Gالى الفديGG G Gة على من
ًا ًا
عج GGز عن الص GGيام عج GGز مطلق ، G Gولم يس GGتطع الص GGيام ح GGتى بع GGد انقض GGاء الش GGهر الك GGريم ،وهي
121
تجب على كٍّل مما يأتي:
119
وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ،املوسوعة الفقهية الكويتية ،ص274 .
120
محمد ناصر الدين األلباني ،صحيح ابن ماجه ،ج ،1 .ص291 .
121
وهبة الزحيلي ،الفقه اإلسالمي وأدلته ،ص1744 .
26
أ .الشGGيخ الكبGGير أو العجGGوز الGGذي طعن في الس ِّGن ،وال قGGدرة لGGه على الصGGيام ،ويجGGد فيGGه
ًا
املشGGقة والعنGGاء ،فتجب عليGGه الفديGGة عن كل يGGوم لم يصGGمه ،وإن كان عGGاجز عن دفGGع الفديGGة
وليس له قدرة مالية على دفGع الكفGارة؛ فGإَّن هللا تعGالى يعفGو عنGه وال يGترَّت ب عليGه شيء ،قGال هللا
ًا
122
-تعالى( :-ال يكلف هللا نفس إال وسعها).
ًا
ب .املريض مرض ال ُي رجى ش GG G G G Gفاؤه أي أن يكون املرض م GG G G G Gزمن ودائم ،ويمنع GG G G G Gه من
ًال ُمل
الصيام؛ كا صاب بمرض السرطان مث .
ج .الحام GGل واملرضع إذا خافت GGا على ولديهما بسبب ت GGأثير الص GGيام عليهم GGا ،فتجب عليهم GGا
الفدية كما أسلفنا عند بعض الفقهاء إلى جانب وجوب قضاء األيام التي حصل فيها إفطار.
د .كّل من أفط GG Gر برمض GG Gان بع GG Gذر إذا أدركه رمض GG Gان آخ GG Gر دون قض GG Gاء؛ كالح GG Gائض ال GG Gتي
أفطGGرت ولم تقِض مGGا فاتهGGا من أيGGام حGGتى أدركهGGا رمضGGان آخGGر ،فيجب عليهGGا الفديGGة إلى جGGانب
قضاء تلك األيام ،وذلك بسبب التهاون في القضاء مع وجود سِع ة في العام كله.
ال ب GGد لكل املؤمنين أن يقض GGوا فض GGاء ص GGوم رمض GGان قب GGل مج GGيئ رمض GGان الق GGادم ،ومن
ّخ
أ ر قض GGاء رمض GGان م GGع إمكان GGه ح GGتى دخ GGل رمض GGان آخ GGر لزمه م GGع القض GGاء لكل ي GGوم م ّGد .واملراد
باإلمكان عGدم العGذر ،فGإذا كان مسGافرا أو مريضGا فال فديGة عليGه بهGذا التGأخير ،ألن تGأخير األداء
ّخ
به GGذا الع GGذر ج GGائز ،فت GGأخير القض GGاء أولى 123.فكي GGف بالنس GGبة للحام GGل واملرضع إن ت GGأ را قض GGاء
رمضان؟
123
بدر الدين محمد بن أبي بكر ،بداية املحتاج في شرح املنهاج( ،جاكرتا :دار الكتب العلمية ،) 1990،ج ،1 .ص501 .
27
قبGGل معرفة أقGGوال الحنفيGGة وأدلتهم عن تGGأخير قضGGاء رمضGGان ،علينGGا أن نعGGرف من هGGو
ُز
أبو حنيفة .أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن مر بان الكوفّي هو فقيه وعالم مسGGلم ،وأول األئمGGة
األربعGGة عنGGد أه GGل السGGنة والجماعGGة ،وصاحب املذهب الحنفي في الفقGGه اإلسGGالمي .وأبGGوه :ثGGابت
بن النعم GGان بن زوطى بن م GGاه ،وهن GGاك خالف في تحدي GGد انتم GGاءه الع GGرقي ،حيث توجد رواي GGات
ًا ُك
متع GGددةُ ،يْب ِط ل ل م GGا ِق ي GGل عن ُGه س GGابق بان GGه غ GGير ع GGربي ،كم GGا ورد في كت GGاب (عروب GGة اإلم GGام أبي
ُت ًا
حنيف GGة النعم GGان) لل GGدكتور ن GGاجي مع GGروف ،واستناد إلى مقولة( :أه GGل مك GGة أدرى بش GGعابها) ؤكد
َمل
ا َص ادر الَح َن فيGة ،إنGه عGربي األرومGة ،وان ثGابت بن املرزبGان ،من بGني يحGيى بن زيد بن أسGد ،من
ع GGرب األزد ال GGذين ه GGاجروا من اليمن وسكنوا أرض العG Gراق بع GGد انهي GGار س GGد م GGأرب جG Gراء س GGيل
ولد على اإلسGG Gالم ،وعلى ذلGG Gك يكون أبGG Gو حنيفGG Gة قGG Gد نشGG Gأ أول نشGG Gأته في بيت إسGG Gالمي خGG Gالص،
ًا
وذلك ما يقرره العلماء جميع إال من ال يؤبه لشذوذهم وال يلتفت لكالمهم.
لم يكن عصر اإلمام أبي حنيفة عصر تأليف وتدوين بGاملعنى املعGروف فيمGا بعGد ،بمعGنى
أن يخلGGو العGGالم إلى نفسGGه فيكتب أو يملي األشGGياء الكثGGيرة ،فلم يكن أبGGو حنيفGGة قGGد فGGرغ نفسGGه
للت GGأليف واإلمالء ،فق GGد كان يق GGوم اللي GGل ح GGتى يص GGبح ،ف GGإذا أص GGبح ص GGلى الص GGبح ثم جلس ُي عِّل م
الن GGاس ح GGتى يض GGحي ،ثم ذهب إلى بيت GGه لحاجات GGه ،ثم يخ GGرج إلى الس GGوق لينظ َGر في ش GGؤون تجارته
ًا ًا ًا
ودنياه ،ويعوَد مريض ،أو يشيَع ميت ،أو يزوَر صديق ،وينGام بين الظهGر والعصGر ،ثم يجلس بعGد
28
العصGGر لتعليم النGGاس واإلجابGGة على أسGGئلتهم إلى الليGGل ،وهكGGذا .والتGGدريس شGGغله عن التGGأليف،
وهو ف GGوق ذل GGك مرجع طالب العلم ،يقص GGدونه من الكوفة والبص GGرة وداني البالد وقاص GGيها ،ل GGذا
لم تكن ألبي حنيفة تآليف كثيرة تتناسب مع مكانته العلمية العظيمة.
يعت GGبر م GGذهب األحن GGاف من املذاهب ال GGتي كان له GGا فض GGل كب GGير على الفق GGه اإلس GGالمي ،من
خالل تحرير مسائله ،وترتيبها في أبواب ،حيث يعد اإلمام أبو حنيفGة أول من دون علم الشGريعة
ورتبGGه أبواًب ا ،ثم تابعGGه مالGGك بن أنس في تGGرتيب املوطأ ،ولم يسGGبق أبGGا حنيفGGة في ذلGGك أحGGد ،ألن
124
الصحابة والتابعين لم يضعوا في علم الشريعة أبواًب ا مبوبة ،وال كتًب ا.
وأم GGا أق GGوال الحنيف GGة عن ت GGأخير قض GGاء رمض GGان ه GGو ق GGال الحنفي GGة ال تجب الفدي GGة ملن
تأخرقضGGاء رمضGGان إلى رمضGGان القGGادم عGGذرا كان أو بغGGير عGGذر ،والحامGGل واملرضع لGGو كاناعGGذرا في
قض GGاء رمض GGان أم ال فج GGاء رمض GGان الق GGادم فال تجب لهم GGا الفدي GGة في كل ي GGوم م GGذ ،ب GGل تجب ل GGه
القضGGاء لرمضGGان الGGذي تركاه كمGGا قGGد ذكGGر في الق Gرآن الكGGريم .كمGGا قالGGه الحنفي في فتح القGGادر:
ّخ
وإن أ ره حGGتى دخGGل رمضGGان آخGGر صGام الثGGاني قضى األول بعGGده وال فديGة عليGGه 125.بهGGذه العبGGارة
قGGال الحنفيGGة من تGGأخر قضGGاء رمضGGان عGGذرا كان أو بغGGير عGGذر فGGوجب عليGGه القضGGاء فقGGط دون
الفدية.
وقال الحنفية عن حكم تأخير قضاء رمضان في املبسوط :فالتأخير عن وقت القضاء
كالتGGأخير عن وقت األداء وتأخير األداء عن وقتGGه ال يGGوجب عليGGه 126.بهGGذه العبGGارة نفهم أنهم قGGالوا
124
محمد أبو زهرة ،أبو حنيفة :حياته وعصره آراؤه وفقهه( ،لبنان :دار الفكر العربي ،)1977 ،ط ،2 .ص27 .
125
كمال الدين محمد بن عبد الواحد السيراسي ،فتح القادر( ،بيروت :دار الكتب العلمية ،)1995 ،ص360 .
126
كمال الدين محمد بن عبد الواحد السيراسي ،فتح القادر ،ص361 .
29
ذك GGر الحنفي GGة أن الت GGوقيت بين رمض GGانين يكون زيادة كم GGا قال GGه فياملبس GGوط :والت GGوقيت
بين الرمضGGانين يكون زيادة ثم هGGذه عبGGادة مؤقتGGة قضGGاءها ال يتGGوقت بمGGا قبGGل مجGGيئ وقت مثلهGGا
كسGGائر العبGGادات 127.من هGGذه العبGGارة يفهم بGGأن يجGGوز قضGGاء رمضGGان إلى مجGGيئ رمضGGان القGGادم،
ألن وقت القضGGاء ال يشGGترط قبGGل دخGGول رمضGGان القGGادم بسبب سGGواء عبGGادة صGGوم رمضGGان مGGع
دليل الحنفية في تأخير قضاء رمضان هو حديث عائشة رضي هللا عنها:
حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا يحيى عن أبي سلمة قال سمعت عائشة رضي هللا
عنها تقول
كان يكون علي الصGGوم من رمضGGان فمGGا أسGتطيع أن أقضي إال في شGعبان قGGال يحGGيى الشGغل من
128
النبي أو بالنبي صلى هللا عليه وسلم.
هم ي GGرون به GGذا ال GGدليل ،ألن وقت القض GGاء ليس مقي GGدا ،فال يل GGزم القض GGاء قب GGل دخ GGول
شGهر رمضGان القGادم ،لكن اختGارت عائشGة وقت قضGاء رمضGان في شGهر شGعبان بحجGة أن النGبي
لم يكن في حاج GGة إليه GGا حًق ا في ذل GGك الش GGهر ،ألن رسول هللا ص GGلى هللا علي GGه وسلم ص GGام ش GGهر
شGGعبان كله ،وفي هGGذا الحGGديث أيضGGا لم يGGبّي ن وجوب الفديGGة ملن تGGأخر في قضGGاء صGGيام رمضGGان،
ولكن الحديث يبين عن وقت قضاء عائشة في صGوم رمضGان .ودليGل اآلخGر هGو قGول هللا تعGالى في
َف ٌة َأ ُأ َخ
129
القرآن الكريمِ :ع ّد ِم ْن َّي اٍم ر
شمس الدين الشركسي ،املبسوط( ،بيروت :دار الكتب العلمية ،)1999 ،ص77 .
127
128
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن املغيرة البخاري .الجامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
وسننه وأيامه (صحيح البخاري) ،ص602 .
129
سورة البقرة184 :
30
في اآلية السابقة ال يذكر متى تكون األيام األخرى ،هكذا هو مطلق ،بمعGنى أنGه كلمGا كان
لGGدى شخص لGGه الGGوقت للقيGGام بGGذلك ،وفي اآليGGة السGGابقة أيضGGا ال تتعلGGق بتGGوقيت ألن وقت بين
رمض GGانين زيادة .ألن الص GGوم عب GGادة معين GGة الGGوقت ،فقض GGائها ال يلGGزم قب GGل دخ GGول شGGهر رمض GGان
130
اآلتي.
ًا
في تأسGGيس الفكGGر األساسي للمGGذهب الحنفي في تGGأخير قضGGاء صGGيام رمضGGان قياس Gعلى
وقت قضاء العبادات األخرى ،كما قال مGذهب الحنفي :قضGاؤها ال يتGوقت بمGا قبGل مجGيئ وقت
مثلها كسائر العبادات .بمعنى ال يشترط أن يكون وقت قضاء صيام رمضGGان قبGGل دخGGول الشGهر
رمض GG Gان الق GG Gادم مث GG Gل أي عب GG Gادة أخ GG Gرى .وبن GG Gاء على م GG Gا س GG Gبق يتضح أن املذهب الحنفي يقيس
صGGيام رمضGGان على تGGأخير قضGGاء العبGGادة األخGGرى ألنGGه في قضGGاء العبGGادة األخGGرى بGGل حGGتى السGGنة
131
القادمة .بهذا الحال جاز قضاء رمضان بغير عذر دون الفدية.
من الوصف أعاله ،يمكن رؤيGG Gة طريقGG Gة تفكGG Gير املذهب الحنفي السGG Gماح بتGG Gأخير قضGG Gاء
رمضGGان إلى حلGGول شGGهر رمضGGان القGGادم دون أي سبب .هGGذا بسبب أسGGاس أو كالم هللا سGGبحانه
وتعGG Gالى عن أمGG Gر قضGG Gاء الصGG Gوم الGG Gذي تركهGG Gا في أيGG Gام أخGG Gرى ،في تعبGG Gير هGG Gذه اآليGG Gة ال تتبين وقت
القضاء فصفاته مطلق .إلى جانب ذلك هم يقاسون تGأخير قضGاء رمضGان بتGأخير قضGاء العبGادة
األخرى ملوافقة وجود العلة وهي موافقة العبادة في وقت املعينة ،فقضائها ال يؤقت قبGGل دخGGول
رمضان القادم ،وألن جاز تأخير عبادة األخرى 132.فتأخير ضGاء رمضGان جGاز فللحامGل واملرضع إذا
130
ترجمة من وزارة الدينية اإلندونيسية( ،سماراغ :طه فوترا ،)1971 ،ص44 .
131
شمس الدين الشركسي ،املبسوط ،ص79 .
132
الشرقوي ،فقه املذاهب الستة ،ص187 .
31
وأمGGا اإلمGGام مالGGك هGGو أبGGو عبدهللا مالGGك بن أنس بن مالGGك شGGيخ اإلسGGالم ،حجGGة األمGGة،
مف GGتى الحج GGاز ،فقي GGه األم GGة ،س GGيد األئم GGة ،وثانى األئم GGة األربع GGة عن GGد أه GGل الس GGنة والجماع GGة،
ًا
اشُG Gت هر بعلم GGه الغزير وقوة حفظ GGه للح GGديث النب GGوى وتثُّب ت GGه في GGه ،وكان معروف G Gبالص GGبر
والذكاء والهيبة والوقار واألخالق الحسنة ،وقد أثنى عليGه كثGيٌر من العلمGاء منهم اإلمGام الشGافعى
ُذ
بقوله" :إذا كGGر العلمGGاء فمالGGك النجم ،ومالGGك حجGGة هللا على خلقGGه بعGGد التGGابعين" .وُي عُّGد كتابGGه
"املوطأ" من أوائGGل كتب الحGGديث النبGGوى وأشGGهرها وأصِّح ها ،حGGتى قGGال فيGGه اإلمGGام الشGGافعي" :مGGا
ًا
بعGGد كتGGاب هللا تعGGالى كتGGاٌب أكGGثُر صGGواب من موطأ مالGGك" .وقد اعتمGGد اإلمGGام مالGGك فى فتGGواه على
عGG Gدة مصGG Gادر تشGG Gريعية هي :الق G Gرآن الكGG Gريم ،والسGG Gنة النبوية ،واإلجمGG Gاع ،وعمGG Gل أهGG Gل املدينGG Gة،
ُو لد اإلمGGام مالGGك سGGنة 93هـ ،باملدينGGة املنGGورة فى خالف GGة سGGليمان بن عبGGدامللك ونشGGأ فى
ًال
بيت كان مش GGتغ بعلم الح GGديث واس GGتطالع اآلث GGار وأخب GGار الصحابة وفت GGاواهم ،فحف GGظ القG Gرآن
ُّل
الكGG Gريم ،ثم اتجGG Gه إلى حفGG Gظ الحGG Gديث النبGG Gوى وتع ِم الفقGG Gه اإلسGG Gالمي ،ثم اقGG Gترح على أهلGG Gه أن
ي GG Gذهب إلى مج GG Gالس العلم GG Gاء ليكتب العلم ويدرسه ،كم GG Gا أخ GG Gذ ايض GG Gا عن كث GG Gير من غ GG Gيره من
العلم GGاء كن GGافع م GGولى ابن عم GGر وابن ش GGهاب الزهري ،وبع GGد أن اكتملت دراس GGته لآلث GGار والُف تي GGا،
ًا ًا
وبعGGد أن شGGهد لGGه سGGبعون شGGيخ من أهGGل العلم أنGGه موضع لGGذلك ،اتخGGذ لGGه مجلس Gفى املسجد
النب GG Gوى لل GG Gدرس واإلفت GG Gاء ،وكان فى املكان ال GG Gذى كان عم GG Gر بن الخط GG Gاب يجلس في GG Gه للش GG Gورى
والحكم والقضGGاء ،وهو املكان الGGذى كان يوضع فيGGه فGراش النGGبى محمGGد إ ذا اعتكGGف وقد ُع رف
ُز
درُس ه بالس GGكينة والوقار واح GGترام األح GGاديث النبوية وإجالله GGا ،وكان يتح GGر أن ُي خطئ فى إفتائ GGه
وُي كGGثُر من قGGول "ال أدري" ،وكان يقGGول" :إنمGGا أنGGا بشGGر أخطئ وأصيب ،فGGانظروا فى رأيي ،فكل مGGا
32
واف GGق الكت GGاب والس GGنة فخ GGذوا ب GGه ،وما لم يواف GGق الكت GGاب والس GGنة ف GGاتركوه" .كم GGا كان ينهى عن
الجGG Gدال فى الGG Gدين ويقGG Gول" :املراء والجGG Gدال فى الGG Gدين يGG Gذهب بنGG Gور العلم من قلب العبGG Gد" .كان
َل ًا ًا ًا
صGG Gبور مثGG Gابر ،مغالب G Gلكل الصGG Gعاب ،غGG Gا َب الفقGG Gر حGG Gتى بGG Gاع أخشGG Gاب سGG Gقف بيتGG Gه فى سبيل
133
العلم.
ْل
والفقهاء مّت فقون على أّن ا حامل واملرضع لُه مGا أن تفطGرا في رمضGGانِ ،ب شGرط أن تخافGGا
ْن َل ْل ْل ْل َأ مْل
على أنفس ِGه ما أو على ولدهما ا رض أْو زيادت GGهِ ،و الّض رر أِو ا هالك ،فا ولد من ا حام GGل بم ز ة
عْض و منَه ا ،فاْإلْش فاق عليGGه من ذلGGك كاْإلْش فاق منGGه على بعض أعضGGائها ،قGGال الّGد ْر ِد ير :وي ُب
ِج
ْل ْط
يعِن ي :ا ف ر ِإ ْن خافتGG Gا هالكا أو ش ِG Gد يد أذى ،ويجGG Gوز إْن خافتGG Gا عليGG Gه املرض أو زيادتGG Gه ،وصّرح
مْل ْل
املالكَي ة بأّن ا حمل مرض حقيقGة ،والّر ضاع في حكم ا رض .ويلGزم القضGاء قبGل دخGول رمضGان
الق GGادم ،ف GGإن لم تتمكن من القض GGاء قبل GGه ف GGاقض بع GGده ،وال تل GGزم فدي GGة بسبب الت GGأخير للع GGذر،
وأما إن تمكن من القضاء ولم تقضي حتى دخGل رمضGان فإنGه يلزمك مGع القضGاء فديGة عن كل
134
يوم.
وأما دليل املالكية بأن تجب الفدية ملن تأخر في قضاء رمضان هو:
حGGدثني عن مالGGك عن عبGGد الGGرحمن بن القاسGGم عن أبيGGه انGGه كان يقGGول :من كان عليGGه
قض GGاء رمض GGان فلم يقص GGه وهو ق GGوي علي ص GGيامه ح GGتى ج GGاء رمض GGان أخ GGر فإن GGه يطعم مكان كل
135
يوم مسكينا مد من حنطة ،وعليه مع ذلك القضاء.
وبهذا يقول املالكية أن تأخير قضاء الصيام حتى مجيئ شهر رمضGان القGادم بGدون عGذر
شرعي فوجب عليه قضاء الصوم وإطعام املسكين كل يوم مGد .االلGتزام بتوفير الطعGام لكل يGوم
أحمد فريد ،من أعالم السلف( ،املدينة :دار التراث) ،ص4 .
133
134
أبو العباس بن محمد بن حجرالهيتمي ،الفتاوى الكبرى( ،بيروت :دارالكتب العلمية ،)2002 ،ج ،1 .ص158 .
135
محمد عبد البقيع يوسف الزرقني املصري املالكي ،شرح الزرقني( ،بيروت :دار الكتب العلمية ،)1995 ،ص256 .
33
مد جانب القضاء قياسا على من يجب عليه الفدية كالعاجز في بدله حGGتى جGGاء رمضGGان القGGادم.
والعGGاجز هGGو كبGGار السGGن أو مGGريض فيشGGفي ولم يسGGتطع قضGGائه ،فهGGؤالء يلزمون إطعGGام مسGGكين
ووضحت اآليGGة السGGابقة على وجوب الفديGGة ملن لGGه مشGGقة في أداء الصGGوم فGGدفع فديGGة
إطعGام املسGكين ،وملن لم يكن لديGه وقت لقضGاء صGوم رمضGان حGتى حلوله رمضGان املقبGل دون
أي عذر أو مشقات ،وملن له مشقة في أداء الصوم أو بمن فيهم أو غGير قGادر على الصGوم 137.وإن
ّن ّت ُأ
ِّخ ر القض GGاء إلى حين دخ GGول رمض GGان الت GGالي ،وكان الت GGأخير لع GGذٍر م GGا ،فال ي GGتر ب أّي إثٍم ،وإ م GGا
ّت
القضاء فقط ،وإن لم يستطع القضاء؛ بسبب العذر ،فال شيء عليGه با فGاق العلمGاء ،كاملرض،
والحمل ،والجهل بوجوب القضاء ،أو نسيانه ،وَم ن أّخ ر قضاء ما أفطره في رمضGان حGتى دخGول
ًا ّن
رمضان آخٍر بغير عذٍر ،فإ ه ُي عّد آثم ،ويجب عليه القضGاء 138،أّم ا الفديGة؛ فجمهGور أهGل العلم
139
على وجوبها إضافة إلى القضاء ،وتكون بإطعام مسكيٍن عن كّل يوٍم .
أكثر الرواة على أن الشافعي قد ولد بغزة الشام ،وعلى ذلك اتفGGق رأى الجمهGGور الكGبرى
من مGGؤرخى الفقهGGاء ،وكاتبى طبقGGاتهم ،ولكن وجد بجGGوار هGGذه الروايGGة الGGتي اعتنقهGGا هGGذه الكGGثرة
من يقول .انه ولد بعسقالن وهي على بعد ثالثة فراسخ من غزة ،بل وجد من يتجاوز الشGGام الى
اليمن ،ف GGيزعم انGGه ولد بGGاليمن ولكن الكGGثرة ق GGد علمت مGGا رجحت ،ولق GGد ح GGاول بعض GGهم الجم GGع
136
سورة البقرة184 :
137
أبي يحي زكريا األنصاري ،فتح الوهاب( ،سماراغ :طه فوترا ،)1971 ،ج ،1 .ص123 .
138
،محمد عبد البقيع يوسف الزرقني املصري املالكي ،شرح الزرقني
139
عبد الرحمن الجزيري ،الفقه على املذاهب األربعة( ،بيروت :دار الكتب العلمية ،)2003 ،ط ،2 .ج ،1 .ص521 .
34
بين هذه الروايات فذكر أن معنى رواية والدته أنه ولد بGاليمن فنشGأ بعسGقالن وغزة ،وعسGقالن
كلهGGا من قبائGل اليمن ،وبطونهGGا .وقد اتفقت الروايGات على أنGه ولد سGنة ،150وهي السGنة الGتي
تGGوفي فيهGGا اإلمGGام أبGGو حنيفGGة ،وما كانت هGGذه الزيادة إال ليقGGول النGGاس مGGات إمGGام ،فجGGاء في ليلGGة
وقد نشGGأ من أسGGرة فقGGيرة كانت مشGGردة بفلسGGطين ،وكانت مقيمGGة بألحيGGاء اليمنيGGة منهGGا،
ولق GGد روى عن الش GGافعي ع GGدة رواي GGات ت GGدل على أن أب GGاه م GGات ص GGغيرا ،وأن أم GGه انتقلت ب GGه إلى
مك GGة ،خش GGية أن يض GGيع نس GGبه الش GGريف .فلق GGد ج GGاء في معجم ي GGاقوت في إح GGدى الرواي GGات عن
الش GGافعي أن GGه ق GGال "ولدت بغ GGزة س GGنة خمس GGين ومائ GGة ،وحملت إلى مك GGة وأن GGا ابن سنتين" وروى
عن GGه أن GGه وصل إلى مك GGة وهو فيالعاش GGرة ،فلق GGد ق GGال الخطيب في ت GGاريخ بغ GGداد بس GGند متص GGل إلى
الشافعي أنه قال" :ولدت باليمن فخافت أمي على الضيغة ،وقالت ألحق بأهلك فتكون مثلهم،
فGGإني أخGGاف بأهلGGك فتكون مثلهم ،فGGإني أخGGاف أن تغلب على نسGGبك ،فجهزتني إلى مكGGة فقGGدمتها
وأنGGا يومئGGذ ابن عشGGر أو شGGبه بGGذلك ،فصGGرت إلى نسيب لي وجعلت أطلب العلم ،والشGGك أن بين
الروايGGتين تعارضا في الظGGاهر ،وقد يمكن الجمGGع بينهمGGا بانهGGا كانت تGGتردد بين مكGGة وأحيGGاء قومهGGا
اليمن بفلس GGطين ،وأن االنتق GGال األول كان ،وهو ابن سنتين لتع GGرف أهل GGه ب GGه ،وتنيب GGه إليهم ،وأن
انتقال GGه وهو ابن عش GGر ليقيم بين 1ويه يتثق GGف بثق GGافتهم ،ويعيش بينهم ويكو منهم .ت GGوفي اإلم GGام
الشافعي ليلة الجمعة بعد صالة العشاء ،في آخر يوم من رجب ،عGام 204هجGري ،وقد دفن في
مقGGبرة املقطم بمصGGر ،وقيGGل إن سبب موته هGGو إصGGابته بمGGرض البواسGGير ،والGGذي اشGGتد عليGGه في
140
أواخر أيامه.
140
نجاح شاهر سعد الغضباني ،منهج اإلمام الشافعي في كتابه األم( ،بيروت :دار الكتب العلمية ،)1998 ،ص 11
35
ُمل
وقال الشافعّي ة بوجوب إفطار الحامل أو ا رضع إن خافتا على نفسيهما ،أو ولدهما ،أو
اّل
كليهما الضرر الشGديد الGذي ال ُي حتمGل ،ويجب عليهمGا القضGاء دون الِف ديGة ،إ في حالGة الخGوف
ُأ ًا ُمل
على ولدهما فقGGط؛ فُت لزمان بالقضGGاء والِف ديGGة ،وال يختلGGف الحكم سGGواًء كانت ا رضعة ّم ،أو
ُمل ْط ًة ًة
ُم سGG Gتأجر ،أو ُم تبّر ع ،وَم ح ّG Gل وجوب الِف ر على ا رضع إن تعّي ن عليهGG Gا اإلرضاع ،فGG Gإن ُو ِج دت
ّل
غيرها ،جGGاز لهGGا اإلفطGGار ،وجاز لهGGا الصGGيام مGGع تGGرك اإلرضاع 141،واسGGتد وا على رأيهم بقGGول هللا -
تع GGالىَ( :أ َّي اًم ا َّم ْع ُد وَد ا َف َم ن َك اَن نُك م َّم يًض ا َأ ْو َع َل ٰى َس َف َف َّد ٌة ْن َأ َّي ا ُأ َخ َر َو َع َل ى اَّل يَن
ِذ ٍم ٍر ِع ِّم ِر ِم ٍت
ُمل ٌة َط َن
ُي ِط يُق و ُه ِف ْد َي َع اُم ِم ْس ِك يٍن )؛ 142فعمGG Gوم اآليGG Gة يشGG Gمل الحامGG Gل وا رضع؛ ألّن همGG Gا من الGG Gذين
143
يستطيعون الصيام.
وقال اإلم GG Gام الش GG Gافعي في كتاب GG Gه ش GG Gرح األم ،ف GG Gإن املرضى والع GG Gاجز واملس GG Gافر والحام GG Gل
واملرضع الذين لهم مشقة في قضاء رمضان حتى جاء رمضان املقبل ،ال يلزمه إال القضاء فقط
دون الفدي GGة ،ولكن إن عبث GGوا في قض GGائها ف GGوجب عليهم القض GGاء والفدي GGة .وتع ّGد دت آراء علم GGاء
املالكّي ة ،والشGGافعّي ة ،والحنابلGGة الق GGائلين بGGترُّت ب الِف ديGGة على اإلفط GGار في رمض GGان في حكم تك Gرار
ًا َل
144
الفدية بتكرار األعوام ،وذهبوا في ذلك إلى قو ين ،بيانهما آتي :
القGGول األول :قGGال املالكّي ة ،والحنابلGGة بGGأّن الِف ديGGة ال تتكّGر ر بتكGرار األعGGوام ،بGGل تتGGداخل
ًا
قياس Gعلى الح GGدود .الق GGول الث GGاني :ق GGال الش GGافعّي ة بتك Gرار الِف دي GGة بتك ّGر ر األع GGوام؛ ألّن الحق GGوق
املالّي ة ال تتداخل .وتسقط الِف دية حGال العجGز عن أدائهGا ،كالعجز؛ بسبب الفقGر ،وال يGترّت ب أّي
أبي عبد هللا محمد بن إدريس الشافعي ،األم( ،لبان :دار الفكر ،)1995 ،ج ،3 .ص113 .
141
142
سورةالبقرة184 :
143
شمس الدين محمد بن أبي العباس ،نهاية املختار( ،بيروت :دار الفكر ،)1995 ،ج ،3 .ص196 .
144
أبي عبد هللا محمد بن إدريس الشافعي ،األم ،ص115 .
36
اَّل اَل َك ُف َّل
إثٍم على ذلك ،قال تعالىُ ( :ي ِّل ال ـُه َنْف ًس ا ِإ ُو ْس َع َه ا) 145،إذ إّن العجز خGGارٌج عن اإلرادة ،وال
146
عالقة للعبد به.
ُت
ووقت دف GGع الِف دي GGة خ َGرج الِف دي GGة عن كّل ي GGوٍم بع GGد استباحة إفط GGاره؛ أي حين تحّق ق
اّل ّذ
طل GGوع فج GGره ،وبذلك تثبت بال م GGة ،أّم ا قب GGل ذل GGك فال تثبت؛ إذ ال تكلي GGف بالص GGيام إ بتحّق ق
ًة ًة
طلGوع الفجGGر ،ويصّح أداء الِف ديGة عن كّل يGوٍم ،أو أداؤها مّGر واحGGد عن كامGل مGا تّم إفطGGاره في
147
شهر رمضان بعد انقضائه.
هو أبو عبدهللا أحمد بن محمGGد بن حنبGGل بن هالل بن أسGد الشيباني ،ولد أحمGGد رضي
هللا عنGGه في شGGهر ربيGGع األول سGGنة 164ه ،وكانت وفاتGGه في نفس الشGGهر سGGنة 241ه ،وهو عGGربي
األص GG Gل ،شيباني في نس GG Gبه ألبي GG Gه وأم GG Gه ،وشيبان قبيل GG Gة من ربيع GG Gة ،عدناني GG Gة ،اش GG Gتهرت باألب GG Gاء،
والهمة ،والصبر ،كانت منازلها بالبصGرة وباديتهGا .وأبGوه محمGد بن حنبGل ،وجده حنبGل بن هالل،
وقد نشGG Gأت أسGG Gرته بالبصGG Gرة إال أن جGG Gده قGG Gد انتقGG Gل إلى خراسGG Gان ،وكان واليGG Gا على سGG Gرخس في
العهد األموي ،ثم انضم إلى صGفوف الGدعوة العباسGية ،وأوذو في ذلGك وانتقلت األسGرة بعGد هGGذا
وكانت بغGGداد الGGتي نشGGأ فيهGGا أحمGGد حاضGGرة العGGالم اإلسGGالمي ،ومعهGGدا للعلGGوم املختلفGGة
الش GG Gرعية ،واللغوية ،والعقلي GG Gة ،تم GG Gوج ب GG Gأنواع املع GG Gارف والفن GG Gون ،وتزخر باملش GG Gارب املختلف GG Gة،
واألفكار املتباين GGة ،وقد اخت GGارت أس GGرة أحم GGد ل GGه من GGذ ص GGباه أن يتج GGه لخدم GGة ال GGدين ،فحف GGظ
القرآن وتزود من علوم العربيGة وظهGرت املعيتGه وعرف بين أقرانGه ورفاقGه بGالتقوى واالسGتقامة،
145
سورة البقرة286 :
146
رجاء بن عابد املطرفي ،الكفارات في الفقه اإلسالمي( ،املدينة املنورة :مكتبة امللك فهد الوطنية ،)2008 ،ط ،1.ص293 .
147
رجاء بن عابد املطرفي ،الكفارات في الفقه اإلسالمي ،ص294 .
37
وحس GGن الخل GGق ،وملا ش GGب غن الط GGوق وجد أمام GGه في بغ GGداد منهجين لطلب الش GGريعة ،أح GGدهما:
منهج الفقGGه ،واآلخGGر منهج الحGGديث ،فGراد طريق الفقهGGاء بGGادئ ذي بGGدء على مGGذهب أهGGل الGرأي،
وأخGG G G Gذ عن القاضي أبي يوسف صGG G G Gاحب أبي حنيفGG G G Gة ،ثم مGG G G Gال من بعGG G G Gد إلى طريق املحGG G G Gدثين
148
وانصرف إلى الحديث وإن لم ينقطع انقطاعا كاملن عن الفقه.
ْط
ونّص الحنابلة على كراهة صوم الحامل واملرضع ،كاملريِض ودليل ترخيِص الف ر لهمGGا:
َف ٌة َأ ُأ َخ َأ َل َك
(َو َم ْن اَن َم ِر يًض ا ْو َع ى َس َف ٍر ِع َّد ِم ْن َّي اٍم َر ) وليس املراد من املرض ص GG Gورته ،أو عين
ْك مْل ّل
املرض ،فِإ ّن املِر يض ا ذي ال يضّGر ه الّص وم ليس لGه أن يفطGر ،فكان ذ ر ا رض كنايGة عن أمGر
مْل
يضّر الّص وم معه ،وهو معنى ا رض ،وقد وجد هاهنا ،فيدخالن تحت رخصة اإلفطار
عن أبي هريرة عن النGGبي صGGلى هللا عليGGه وسلم في رجل مGGرض في رمضGGان فGGافطر ثم صّح
ولم يصGGم حGGتى أدركه رمضGGان آخGGر فقGGال يصGGوم الGGذي أدركه ثم يصGGوم الشGGهر الGGذي أفطGGر فيGGه
149
ويطعم كل يوم مسكينا.
وبناًء على الحديث السGابق ،قGال العلمGاء أنGه إذا تGأخر قضGاء صGيام رمضGان حGتى حلGول
شGهر رمضGان في القGادم دون عGذر فGوجب عليGه إطعGام املسGكين لكل يGوم مGد .ألنGه حسGب قGولهم
148
مّن اع القطان ،تاريخ التشريع اإلسالمي التشريع والفقه( ،الرياض :مكتبة املعارف 1417 ،ه 1996 -م) ط ،2 .ص378 .
149
محمد الشوكاني ،سنن أبي داوود( ،سماراغ :الشفاء ،)1994 ،ص540 .
38
ذلGGك الشخص ال يحGGترم شGGهر رمضGGان أو من ال يحترمه واحتقGGروا شGGهر رمضGGان .وإذا عبث صGGوم
رمضGGان فلGGه إثم؛ ألن دين القضGGاء أوجب على الكمGGال وصوم القضGGاء دين على هللا فال تضGGيعه
150
أبدا.
الظاهرية ه GG G Gو م GG G Gذهب فقهي ،وقي GG G Gل منهج فك GG G Gري وفقهي ،نش GG G Gأ املذهب في بغ GG G Gداد في
منتصف القرن الثالث الهجري (وبذلك يعد من ضمن الثالث القرون األولى) ،وإمGGامهم داود بن
علي الظ GG Gاهري ثم تGG Gزعمهم وأظه GG Gر شGG Gأنهم وأمGG Gرهم اإلمGG Gام علي بن ح GG Gزم األندلسي .وتع GG Gد بعض
املص GG Gادر أن الظاهرية ه GG Gو املذهب الس GG Gني الخ GG Gامس .املدرسة الظاهرية تن GG Gادي بالتمس GG Gك وفق
رؤيتهGGا بGGالقرآن الGGذي هGGو كالم هللا وسنة الرسول وذلGGك بحسGGب الداللGGة املتيقنGGة منهمGGا وإجمGGاع
الصحابة ،وطرح كل م GGا ع GGدا ذل GGك من األم GGور ال GGتي تعتبرها ظني GGة كالرأي والقي GGاس واستحس GGان
ومصGGالح مرسلة وسد الGGذرائع وشرع من قبلنGGا ،فالظاهرية تسGGعى لتقرير م Gراد هللا من العبGGاد في
اتباع البراهين وهي األدلة الثابتة من كتاب هللا والسنة وأجمGGاع الصحابة ،وشاع كثGGيرا أن أتبGGاع
املدرسة الظاهرية يقولون بالقيGGاس الجلي ،وهذا باطGGل إذ الظاهرية املنتسGGبون للظGGاهر ينكGGرون
هذا وعلى رأسGهم اإلمGام ابن حGزم في املحلى ،وقد نقGل ابن الصGالح عنهم أنهم ال يقولون بGه وعد
هذا من الشذوذ.
يعتق GG G G G Gد الظاهرية أن أص GG G G G Gول منهجهم ومدرستهم مس GG G G G Gتمدة مم GG G G G Gا كان علي GG G G G Gه الن GG G G G Gبي
محمGGد وأصحابه من غGGير زيادة وال نقصGGان إال مGGا يعGGتري البشGGر من الخطGGأ والنسGGيان ،فهم يGGرون
العمل بالقطعيGات املتيقنGات وترك الظنGون واآلراء (ذهب بعضGهم بجGواز األخGGذ بغGالب الظن)ألن
القطعي GG Gات هي م GG Gا أجمعت علي GG Gه األم GG Gة وهو اليفي أب GG Gدا في إثب GG Gات األدل GG Gة من الس GG Gنن الثابت GG Gة،
150
محمد شمس الدين الحق العظيم آبدي ،عون املعبود شرح سنن أبي داوود( ،لبنان :دار الكتب العلمية ،)2000 ،ج،6 .
ص306 .
39
فالشGريعة عنGGدهم هي مGا أمGر هللا ورسGوله بحيث نقطGGع أنGه مرادهمGGا ،وهذا مGا يلGزم جميGGع األمGة
بحسGGب منهجهم .بينمGGا يعتقGGد مخGGالفوهم أنهم اخGGترعوا هGGذا املنهج وخالفوا فيGGه جمGGاهير علمGGاء
اإلسGGالم فGGبينهم من يخGGرج الظاهرية من عمGGوم العلمGGاء ومنهم من يعتقGGد بGGأنهم من علمGGاء األمGGة
151
ويقبل اجتهادهم وأنهم يدخلون في اإلجماع وينخرم اإلجماع من دونهم.
ق GGال املذهب الظاهرية ه GGو أن الحام GGل واملرضع مقلق GGون في أنفس GGهما أو أوالدهم GGا ،ه GGذا
َر 152
َف َم ْن َك َن ْن ُك ْم َم ًض َأ ْو َع َل َس َف َف َّد ٌة ْن َأ َّي ُأ َخ
". ى ٍر ِع ِم اٍم ِر ي ا ا ِم يقاس على املرضى ،كما قوله تعالى:
أمGGا الحGGائض ،والGGوالدة ،والنفسGGاء ،بطGGل صGGومهن على الGGرغم أن ذلGGك حGGدث في األخGGيرة
بعGGد العصGGر ،وكان عليهن قضGGاء الصGGوم في األيGGام اآلخGGر .كمGGا قGGال أبGGو الزناد :إن السGGنن ووجGGوه
الحGGق لتGGأتي كثGGيرا على خالف الGرأي ،فمGGا يجGGد املسGGلمون بGGدا من اتباعهGGا ،من ذلGGك أن الحGGائض
153
تقض الصيام وال تقض الصالة.
قضGG G Gاء صGG G Gيام رمضGG G Gان ال يشGG G Gترط في قضGG G Gائه معجال ،بGG G Gل ُي عطى متس ًG G Gع ا من الGG G Gوقت
وكفGGارات الصGGيام .كمGGا رويت عائشGGة رضى هللا عنهGGا من حGGديث أحمGGد ومسGGلم أنهGGا ذكGGرت قضGGاء
صGGومها في شGGهر شGGعبان ،لم تقض عائشGGة صGGيامها على الفGGور مGGع أنهGGا تمكن من ذلGGك 154.صGGيام
القضاء كصيام األداء .أي أن عدد األيام يجب أن يكون هو نفسه ،وال ُي سمح بإضافته .والفGGرق
بين القضGG Gاء واألداء أن القضGG Gاء يجGG Gوز أن ال يتتGG Gابع في رتبتGG Gه ،كمGG Gا يقGG Gول هللا تعGG Gالىَ" :ف َم ْن َك اَن
عبد الهادي ،تاريخ أهل الظاهر( ،القاهرة :دار اآلفاق العربية ،)1999 ،ص97 .
151
152
سورة البقرة184 :
153
محمد ناصر الدين الباني ،مختصرصحيح البخاري( ،جاكرتا :فوستاكا عزم ،)2007 ،ج ،2.ص489 .
154
سيد سابق ،فقه السنة( ،جاكرتا الشرقية ،االعتصام جاهايا أمة ،)2010 ،ثص674 .
155
سورة البقرة184 :
40
الGدرقطني عن ابن عمGر أن النGبي صGلى هللا عليGه وسلم في قضGاء رمضGان" :إن شGاء فGرق إن شGاء
156
تابع".
إذا كان النGGاس تGGأخر في قضGGاء رمضGGان حGGتى يGGأتي رمضGGان مGGرة أخGGرى ،فعليGGه أن يقضي
ًال
ص GGيام رمض GGان تل GGك الس GGنة أو ،ثم يقضي ص GGيام الع GGام املاضي ،وال يجب عليهم الفدي GGة .كم GGا
قالGG Gه مGG Gذهب الحنفي .وأمGG Gا اإلمGG Gام مالGG Gك ،والشGG Gافعي ،وأحم GG Gد ،وإسحاق فال يجب عليهم دف GG Gع
الفدي GGة إذا وجد فهم ع GGذرا .وأم GGا إذا كان التأجي GGل أو الت GGأخر متعم GGدا ،ليس بسبب م GGانع ،ف GGإنهم
دفع الفديGة مGع القضGاء .ولكن هم اليGذكرون الGدليل في قضGيتهم ،لGذالك قGال املذهب الظGاهري
157
بدون الفدية كما قاله الحنفي.
ُل
هو اإلمام الحافظ إمام بيروت وسائر الَّش ام واملغرب واألنGد س أبGو عمGرو عبُGد الGرحٰم ن
بن عمGGرو بن ُي حمGGد األوزاعي .فقيGGه وُم ح ّGد ث وأحGGد تGGابعي التGGابعين وإمGGام أه GGل الشGGام في زمانGGه.
َّث ُل ُمل ُأ
ضGGيف إلى ألقابGGه في العصGGر الحGGديث لقب إمGGام العيش ا شGGترك في بنGGان مِل ا م لتGGه مواقفGGه في
ُل
عصGره من تسGامح مGع النصGارى واليهGود من أهGGل الَّش ام ،و ِّق ب ِب شGفيع النصGارى مِل وقفGه الحGازم
في ُم واجهGG Gة والي الَّش ام والخليفGG Gة العَّب اسي أبي جعفGG Gر املنصGG Gور ،اللGG Gذين عزما على إجالء أهGG Gالي
جبل لبنان النصارى بعGد أن ثGارت جماعGة منهم وتمَّGر دت على العَّب اسGيين وشَّق ت عصGا الطاعGة،
ًة ُك
فGG G Gرفض األوزاعي إجالء هGG G Gؤالء ِّل هم طاملا أَّن فئ G G Gمنهم فقGG G Gط كانت من ثGG G Gارت ،ووقGG G Gف بوجه
الِخ الف GGة ِب عن GGاد ُم ذكًر ا أه GGل الُس لطة بالع GGدل بين الن GGاس وأَّن خط GGأ فئ GGة ال يس GGتوجب ُم عاقب GGة
156
سيد سابق ،فقه السنة ،ص675 .
157
سيد سابق ،فقه السنة ،ص254 .
41
ُل ُأ
الجماعGGة ،ف بطGGل هGGذا القGرار ،وسلم أهGGالي جبGGل بنGGان من تعُّس ف الُس لطة ،وحفظGGوا ِل ألوزاعي
158
جميله.
وعلى األرجح ُو لد األوزاعي في بعلب GG Gك ،وعاش ف GG Gترة من ص GG Gباه في قرية الك GG Gرك البقاعَّي ة
ُأ ُث
يتيًم ا فقيًر اَّ ،م انتقل مع ِّم ه إلى بيروت .وكان قبل ذلك قGد عGاش مGع عائلتGه في دمشGق ،وتنَّق ل
ًة ُأ
بين حلب وحمGGاة وقنسGGرين وسواها .طلGGق عليGGه اسGGم «األوزاعي» نسGGب إلى «األوزاع» وهي قبيلGGة
يمنَّي ة حميرَّي ة من بطن ذي الكالع من قحطGGان .نGGزل أفGراٌد منهGGا في دمشGGق قGGرب بGGاب الفGراديس،
ُمل ُأ
وقد طل GG Gق على املنطق GG Gة ال GG Gتي نزلوا فيه GG Gا اس GG Gم قرية «األوزاع» .لم ي GG Gذكر ا ؤرخ GG Gون والُف قه GG Gاء
والُع لمGGاء شيًئ ا عن والGGد اإلمGGام األوزاعي باستثناء مGGا أشGGار إليGGه اإلمGGام نفسGGه ،وال عن والدتGGه أو
َّث
أخواله ،غير أَّن هم أشاروا إلى أَّن ه كان له عٌّم واحد ،وال ابت أَّن ُه تGزَّو ج أكGثر من مَّGر ة ،وُر زق ِب ثالث
159
بنات وصبٍّي واحد ،وكان له حفيدين من بناته ِب حسب الظاهر.
فGGرع في مGGذاهب العلمGGاء فيمن أخGGر قضGGاء رمضGGان بغGGير عGGذر حGGتى دخGGل رمضGGان آخGGر قGGد
ذكرنا أن مذهب الشافعي أنGه يلزمه صGوم رمضGGان الحاضGر ثم يقضي األول ويلزمه عن كل يGوم
فدي GGة ،وهي م GGد من طع GGام ،وبه GGذا ق GGال ابن عب GGاس وأب GGو هريرة وعط GGاء بن أبي رباح والقاس GGم بن
محم GGد والزهري واألوزاعي ومالGGك والث GGوري وأحم GGد وإسحاق ،إال أن الث GGوري ق GGال :الفديGGة مGGدان
عن كل ي GGوم ،وقال الحس GGن البص GGري وإبG Gراهيم النخعي وأب GGو حنيف GGة واملزني وداود :يقض GGيه وال
فديGGة عليGGه ،أمGGا إذا دام سGGفره ومرضه ونحوهمGGا من األعGGذار حGGتى دخGGل رمضGGان الثGGاني فمGGذهب
الشافعي أنه يصوم رمضان الحاضر ثم يقضي األول وال فدية عليه ألنه معذور.
158
أحمد بن يحيى بن جابر البالذري ،فتوح البلدان( ،لبنان :دار ومكتبة الهالل ،)1988 ،ج ،2 .ص167 .
159
حسان علي حالق ،موسوعة العائالت البيروتية( ،لبنان :دار النهضة العربية ،)2010 ،ط ،1 .ص51 .
42
وحكاه ابن املن GG G Gذر عن ط GG G Gاوس والحس GG G Gن البص GG G Gري والنخعي وحم GG G Gاد بن أبي س GG G Gليمان
واألوزاعي ومال GG Gك وأحم GG Gد وإسحاق ،وهو م GG Gذهب أبي حنيف GG Gة واملزني وداود 160.ق GG Gال ابن املن GG Gذر:
وقال ابن عب GG Gاس وابن عم GG Gر وسعيد بن جب GG Gير وقت GG Gادة :يص GG Gوم رمض GG Gان الحاض GG Gر عن الحاض GG Gر،
ويفGGدي عن الغGGائب وال قضGGاء عليGGه .فGGرع في مGذاهبهم في تفريق قضGGاء رمضGGان وتتابعGGه قGGد ذكرنا
أن مذهبنا أنه يستحب تتابعه ويجGوز تفريقGه ،وبه قGال علي بن أبي طGالب ومعGاذ بن جبGل وابن
عبGGاس وأنس وأبGGو هريرة واألوزاعي والثGGوري وأبGGو حنيفGGة ومالGGك وأحمGGد وإسحاق وأبGGو ثGGور رضي
هللا عنهم ،وعن ابن عم GGر وعائش GGة والحس GGن البص GGري وعروة بن الزبير والنخعي وداود الظ GGاهري
أنGGه يجب التت GGابع ،ق GGال داود :ه GGو واجب ليس بشGGرط ،وحكى صGGاحب البي GGان عن الطح GGاوي أنGGه
161
قال :التتابع والتفريق سواء ،وال فضيلة في التتابع.
فقول األوزاعي من تأخر قضاء رمضان بغير عذر فيجب عليGه الفديGة بGدليل حGديث أبي
هريرة رضي هللا عنGGه كمGGا ذكGGر في السGGابق ،وأمGGا إذا وجد فيGGه العGGذر فال يجب عليGGه الفديGGة كمGGا
قاله الحنبلي واملالكي والشافعي ،وال يشترط األزاعي التتابع في أيام قضائه بل يجوز تفرقه.
باعتبGار العبGارة السGابقة ،رأى البGاحث أن الGرأي الGراجح هGGو من مGذهب الحنبلي واملالكي
والشGGافعي وهو من تGGأخر قضGGاء صGGوم رمضGGان تخصيصGGا للحامGGل واملرضع فعليهمGGا الفديGGة لكل
ّذ
يGGوم مّGد ،إذا تGGأخرا قضGGائهما بغGGير عGGذر .أمGGا إذا ع Gرا في قضGGائه كالحامGGل أيضGGا بعGGد النفGGاس أو
ترضع إلى مجGGيئ رمضGGان املقبGGل أو غGGير ذلGGك من املشGGقات األخGGرى فال يجب عليهمGGا دفGGع الفيGGة في
160
أبو زكريا محي الدين يحي بن شرف النواوي ،املجموع شرح املهذب( ،بيروت :دار الكتب العلمية ،)1997 ،ج 6 .ص413 .
161
أبو زكريا محي الدين يحي بن شرف النواوي ،املجموع شرح املهذب ،ص415 .
43
حGGدثني عن مالGGك عن عبGGد الGGرحمن بن القاسGGم عن أبيGGه انGGه كان يقGGول :من كان عليGGه
قض GGاء رمض GGان فلم يقص GGه وهو ق GGوي علي ص GGيامه ح GGتى ج GGاء رمض GGان أخ GGر فإن GGه يطعم مكان كل
وبهذا الدليل أن تأخير قضاء الصيام حGتى مجGيئ شGهر رمضGان القGادم بGدون عGذر شGرعي
فGGوجب عليGGه قضGGاء الصGGوم وإطعGGام املسGGكين كل يGGوم مGGد .االلGGتزام بتوفير الطعGGام لكل يGGوم مGGد
جGGانب القضGGاء قياسGGا على من يجب عليGGه الفديGGة كالعGGاجز في بدلGGه حGGتى جGGاء رمضGGان القGGادم.
والعGGاجز هGGو كبGGار السGGن أو مGGريض فيشGGفي ولم يسGGتطع قضGGائه ،فهGGؤالء يلزمون إطعGGام مسGGكين
162
محمد عبد البقيع يوسف الزرقني املصري املالكي ،شرح الزرقني ،ص256 .
44
الباب الرابع
الخاتمة
لق GGد م ّGر الب GGاحث ه GGذه الرسالة بع GGون هللا عGGز وجل .وهلل الحم GGد على مGGا من بGGه علي GGه في
دراسGGة سGGنة رسول هللا صGGلى هللا عليGGه وسلم .وتوصلت اآلن إلى البحث األخGGير من هGGذه الرسالة
.1معنى القضاء :هو قيام املسGلم بأحGد العبGادات في غGير وقتهGا ،والGتي لم يسGتطع تأديتهGا
في وقتها املحدد بسبب عذر شرعي معين أو بغير عذر شرعي ،فقضاء الصالة :أداء الصالة في غير
وقتهGG Gا ملن لم يGG Gأِت بهGG Gا في وقتهGG Gا ،وقضGG Gاء الصGG Gيام :أداء الصGG Gيام في غGG Gير وقتGG Gه من شGG Gهر رمضGG Gان
املب GGارك ملن لم ي GGأتي ب GGه في وقت GGه .تعريف ومع GGنى قض GGاء الص GGيام في معجم الع GGربي ه GGو أداؤه في
وقت غير وقته املفروض أي في أيام غير أيام ،وفي املصطلحات الفقهية بمعنى أداؤه في وقت غير
.ويتعل GGق القض GGاء بالص GGالة والص GGيام بح GGاالت عدي GGدة ،كالس GGفر؛ في ح GGال كان الشخص
ًا
مسGGافر يجGGوز لGGه أن يفطGGر في رمضGGان ،وبعGGد ذلGGك يتGGوجب عليGGه صGGيام األيGGام الGGتي أفطرها بعGGد
ًا ًا ًا
ش GGهر رمضGG Gان .واملريض؛ بحيث يكون الشخص مريض G Gمرض ش GGديد ال يمكنGG Gه معGG Gه الصGG Gيام،
ق GGال تع GGالىَ( :ي ا َأ ُّي َه ا اَّل ِذ يَن آَم ُن وا ُك ِت َب َع َل ْي ُك ُم ال َي اُم َك َم ا ُك ِت َب َع َل ى اَّل ِذ يَن ن َق ْب ِل ُك ْم َل َع َّلُك ْم
ِم ِّص
َتَّتُق وَن * َأ َّي اًم ا َّم ْع ُد وَد ا ۚ َف َم ن َك اَن نُك م َّم يًض ا َأ ْو َع َل ٰى َس َف َف َّد ٌة ْن َأ َّي ا ُأ َخ َر ۚ َو َع َل ى اَّل يَن
ِذ ٍم ٍر ِع ِّم ِر ِم ٍت
1
ُي ِط يُق وَن ُه ِف ْد َي ٌة َط َع اُم ْس ِك ي ۖ َف َم ن َت َط َّو َع َخ ْي ًر ا َف ُه َو َخ ْي ٌر َّل ُه ۚ َو َأ ن َت ُص وُم وا َخ ْي ٌر َّلُك ْم ۖ ن ُك نُت ْم
ِإ ِم ٍن
َت َل َن
ْع ُم و ) .والحيض والنفGG Gاس؛ يجGG Gوز للحGG Gائض والنفسGG Gاء اإلفطGG Gار في شGG Gهر رمضGG Gان ،والحامGG Gل
واملرضع ال GGتي ق GGد ي GGؤثر الص GGيام على صحة مولوده GGا؛ بش GGرط القض GGاء بع GGد انته GGاء ش GGهر رمض GGان
املبارك .النسGيان والنGوم واإلغمGاء؛ إذا فGات موعد الصGالة بسبب النسGيان أو النGوم ،أو اإلغمGاء؛
فإن GGه يجب قض GGاء الص GGالة الفائت GGة ف GGور الت GGذكر ،وفور االستيقاظ من الن GGوم ،وفور االستيقاظ
من اإلغماء.
.2قال الحنفية ال تجب الفدية ملن تأخرقضاء رمضGان إلى رمضGان القGادم عGذرا كان أو
بغGير عGذر ،والحامGل واملرضع لGو كاناعGذرا في قضGاء رمضGان أم ال فجGاء رمضGان القGادم فال تجب
لهما الفدية في كل يوم مذ ،بل تجب له القضاء لرمضان الذي تركاه ،و دليل الحنفيGة في تGأخير
قضاء رمضان هو حديث عائشة رضي هللا عنها :حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا يحيى
عن أبي سGلمة قGال سGمعت عائشGة رضي هللا عنهGا تقGول كان يكون علي الصGوم من رمضGان فمGا
أستطيع أن أقضي إال في شعبان قال يحيى الشغل من النبي أو بالنبي صلى هللا عليه وسلم.
يقول املالكية أن تأخير قضاء الصيام حتى مجيئ شهر رمضان القادم بدون عGذر شGرعي
فGGوجب عليGGه قضGGاء الصGGوم وإطعGGام املسGGكين كل يGGوم مGGد .االلGGتزام بتوفير الطعGGام لكل يGGوم مGGد
ج GGانب القض GGاء قياس GGا على من يجب علي GGه الفدي GGة كالع GGاجز في بدل GGه ح GGتى ج GGاء رمض GGان الق GGادم.
والعGGاجز هGGو كبGGار السGGن أو مGGريض فيشGGفي ولم يسGGتطع قضGGائه ،فهGGؤالء يلزمون إطعGGام مسGGكين
ٌة َط َن َل َّل
كل يوم مد .كما وقع في القرآن الكريمَ" :و َع ى ا ِذ يَن ُي ِط يُق و ُه ِف ْد َي َع اُم ِم ْس ِك يٍن ".
وقال اإلم GG Gام الش GG Gافعي في كتاب GG Gه ش GG Gرح األم ،ف GG Gإن املرضى والع GG Gاجز واملس GG Gافر والحام GG Gل
واملرضع الذين لهم مشقة في قضاء رمضان حتى جاء رمضان املقبل ،ال يلزمه إال القضاء فقط
2
دون الفديGGة ،ولكن إن عبثGGوا في قضGGائها فGGوجب عليهم القضGGاء والفديGGة ،بGGدليل قGGزل هللا تعGGالى:
اَّل اَل َك ُف َّل
" ُي ِّل ال ـُه َنْف ًس ا ِإ ُو ْس َع َه ا".
عليه وسلم وهو :عن أبي هريرة عن النبي صلى هللا عليه وسلم في رجل مرض في رمضان فافطر
ثم صّح ولم يص GGم ح GGتى أدركه رمض GGان آخ GGر فق GGال يص GGوم ال GGذي أدركه ثم يص GGوم الش GGهر ال GGذي
قال الظاهري إذا كان الناس تأخر في قضاء رمضان حتى يأتي رمضان مرة أخرى ،فعليه أن
ًال
يقضي صيام رمضان تلك السنة أو ،ثم يقضي صيام العام املاضي ،وال يجب عليهم الفدية.
بدليل رواية عائشة رضى هللا عنها من حديث أحمد ومسلم أنها ذكرت قضاء صومها في شهر
.شعبان ،لم تقض عائشة صيامها على الفور مع أنها تمكن من ذلك
فقول األوزاعي من تأخر قضاء رمضان بغير عذر فيجب عليGه الفديGة بGدليل حGديث أبي
هريرة رضي هللا عن GGه عن الن GGبي ص GGلى هللا علي GGه وسلم في رجل م GGرض في رمض GGان ف GGافطر ثم صّح
ولم يصGGم حGGتى أدركه رمضGGان آخGGر فقGGال يصGGوم الGGذي أدركه ثم يصGGوم الشGGهر الGGذي أفطGGر فيGGه
ويطعم كل ي GGوم مس GGكينا ،.وأم GGا إذا وجد في GGه الع GGذر فال يجب علي GGه الفدي GGة كم GGا قال GGه الحنبلي
واملالكي والشافعي ،وال يشترط األزاعي التتابع في أيام قضائه بل يجوز تفرقه.
.3باعتب GG Gار العب GG Gارة الس GG Gابقة ،رأى الب GG Gاحث أن ال G Gرأي ال G Gراجح ه GG Gو من م GG Gذهب الحنبلي
واملالكي والش GG Gافعي وهو من ت GG Gأخر قض GG Gاء ص GG Gوم رمض GG Gان تخصيص GG Gا للحام GG Gل واملرضع فعليهم GG Gا
3
ّذ
الفديGGة لكل يGGوم مّGد ،إذا تGGأخرا قضGGائهما بغGGير عGGذر .أمGGا إذا ع Gرا في قضGGائه كالحامGGل أيضGGا بعGGد
النفاس أو ترضع إلى مجيئ رمضان املقبل أو غير ذلك من املشقات األخرى فال يجب عليهما دفع
حGGدثني عن مالGGك عن عبGGد الGGرحمن بن القاسGGم عن أبيGGه انGGه كان يقGGول :من كان عليGGه
قض GGاء رمض GGان فلم يقص GGه وهو ق GGوي علي ص GGيامه ح GGتى ج GGاء رمض GGان أخ GGر فإن GGه يطعم مكان كل
ب .االقتراحات
وفي نهاي GGة البحث ،ال ي GGدعي الب GGاحث الكم GGال في ه GGذا البحث ،ففي GGه النقص GGان واألخط GGاء
العديGGدة من الكتابGGة أو املعلومات أو االستنباط أو مGGا أشGGبه ذلGGك في مضGGمون هGGذا البحث .فGGإن
املرء وإن ب GG Gذل جه GG Gده منتهى املس GG Gتطاع ،فإن GG Gه لن يبل GG Gغ درجة الكم GG Gال .ل GG Gذالك يرجو الب GG Gاحث
.1نشGGأة االجتماعيGGة لحكم تGGأخير قضGGاء رمضGGان للحامGGل واملرضع عنGGد املذاهب السGGتة مGGع ذكGGر
أدلتهم وفقا للشريعة اإلسالمية من خالل ممارسة نساء الحامل واملرضع في إندونيسيا.
.2ق GGديم دراس GGات علمي GGة لواض GGعي السياس GGات مث GGل مجلس علم GGاء إندونيس GGيا ( )MUIفي وضع
4
.3ق GGديم النسخة العلمي GGة لجامع GGة ش GGريف هداي GGة هللا اإلس GGالمية الحكومي GGة جاكرتا في االق GGتراح
على حكم ت GG Gأخير قض GG Gاء رمض GG Gان للحام GG Gل واملرضع عن GG Gد املذاهب الس GG Gتة (لطالب GG Gات والهيئ GG Gات
5
املصادر واملراحع
آب GGدي ،محم GGد ش GGمس ال GGدين الح GGق العظيم ،ع GGون املعب GGود ش GGرح س GGنن أبي داوود ،لبن GGان :دار
ابن أبي بكGGر ،بGGدر الGGدين محم GGد ،بدايــة املحتــاج في ش ــرح املنه ــاج ،جاكرتا :دار الكتب العلمي GGة،
1990
ابن العودة ،حسين ،املوسوعة الفقهية الكويتية ،القاهرة :دار الصفوة1993 ،
ابن عابدين ،رد املحتار على الدر املختار ،بيروت :دار الفكر1992،
اإلسالمية 2018م
آفن GG Gدي ،أحم GG Gد ،ت ـ ــرك ص ـ ــوم رمض ـ ــان للحام ـ ــل واملرضع عن ـ ــد الش ـ ــافعية والحنفي ـ ــة ،بكلي GG Gة
الشريعة
أندي ،رافي ،الصوم للحامل واملرضع ،بكلية الصحة والطب 2020 ،م
األنصاري ،أبي يحي زكريا ،فتح الوهاب ،سماراغ :طه فوترا1971 ،
األلباني ،محمد ناصر الدين ،مختصرصحيح البخاري ،جاكرتا :فوستاكا عزم2007 ،
البخ GGاري ،محم GGد بن إس GGماعيل بن إبG Gراهيم بن املغ GGيرة ،الج ــامع الصحيح املس ــند من ح ــديث
رسول هللا صـ ــلى هللا عليـ ــه وسلم وسننه وأيامـ ــه (صحيح البخـ ــاري) ،ب GG Gيروت :دار بن
كثير2002،
1
البس GGتي ،محم GGد بن حب GGان بن أحم GGد أب GGو ح GGاتم التميمي ،صحيح ابن حب ــان ،ب GGيروت :مؤسس GGة
الرسالة1993 ،
البغوي ،التهذيب في الفقه اإلمام الشافعي ،بيروت :دار الكتب العلمية1997 ،
بن أبي العباس ،شمس الدين محمد ،نهاية املختار ،بيروت :دار الفكر1995 ،
تانتي ،جك ،مشاكل النساء في أداء صوم رمضان ،بكلية الشريعة والقانون جامعة اإلسالمية
التGGويجري ،محمGGد بن إبGراهيم ،مختصـر الفقـه اإلسـالمي في ضـوء الكتـاب والسـنة ،بريدة :دار
الجزيري ،أبو بكر جابر ،”Pedoman Hidup Muslim“ ،جاكرتا :لنترا أنتار نوسا 1996 ،م
الجزيري ،عبGG Gد الGG Gرحمن بن محمGG Gد عGG Gوض ،الفق ــه على املذاهب األربع ــة ،بGG Gيروت :دار الكتب
العلمية2003 ،
خطاب ،عبد املعز ،أسرار الصيام في القرآن الكريم ،الرياض :مدار الوطن1999 ،
دهالن ،عبد العزيز ،املوسوعة اإلسالمية ،جاكرتا :موتيارا سومبر وديا1984 ،
2
__________ ،فقه السنة ،جاكرتا الشرقية ،االعتصام جاهايا أمة2010 ،
سافطري ،جولياني ،تحليل آراء سيد سابق عن قضاء صوم رمضان للحامل واملرضع ،بكلية
السيراسي ،كمGG Gال الGG Gدين محمGG Gد بن عبGG Gد الواحGG Gد ،فتح القـ ــادر ،بGG Gيروت :دار الكتب العلميGG Gة،
1995
الشافعي ،أبي عبد هللا محمد بن إدريس ،األم ،لبان :دار الفكر1995 ،
_______ ،أبي عب GGد املعطي محم GGد ن GGواوي بن عم GGر ،نهاي ــة ال ــزين ،جاكرتا :دار الكتب اإلس GGالمي،
2008
الشامي ،عبد الرقيب ،الكفارات أحكام وضوابط ،جاكرتا :موتيارا سومبر وديا1999 ،
الشرخوي ،عبد الرحمن ،فقه املذاهب التسعة ،جاكرتا :هداية 1999 ،م
الشريعة والقانون جامعة اإلسالمية الحكومية سلطان شريف كاسيان ريياو 2021م
الشيباني ،أحم GGد بن حنب GGل أب GGو عب GGد هللا ،مس ــند اإلم ــام أحم ــد بن حنب ــل ،الق GGاهرة :مؤسس GGة
قرطبة،
عبيد ،كوكب ،فقه العبادات على املذهب املالكي ،دمشق :مطبعة اإلنشاء1986 ،
عدنان ،محطوف ،رسالة فقه املرأة ،سورابايا :تربيت تراغ 1999 ،م
العفاني ،أبو التراب سيد بن حسين بن عبد هللا ،نداء الريان في فقه الصــوم وفضــل رمضــان،
العمري ،عبد الكريم ،من أسرتر الصيام وحكمه ،املدينة املنورة :مكتبة امللك فهد20061 ،
3
فاندي ،فرمان علي ،الحامل واملرضع القضاء أو الفدية ،جاكرتا :رفوبليكا 2019 ،م
فوزية ،ريرين ،شرط الصوم للحامل واملرضع ،بكلية الشريعة والقانون 2021 ،م
فولوغان ،مصدنار ،تأخير قضاء صوم رمضان عند املذهب الحنفي ،رسالة كلية الشريعة
املالكي ،الخطاب الُّر عيني ،مواهب الجليل في شرح مختصر خليل ،بيروت :دار الفكر1992 ،
_____ ،محمد عبد الباقي يوسف الزرقGGني املصGGري ،شرح الزرقـني ،بGيروت :دار الكتب العلميGGة،
1995
ماهاراني ،قضاء صوم رمضان عند ابن حزم ،بكلية الشريعة والقانون جامعة اإلسالمية
محسنين ،محمود ،Puasa Tekstual dan Kontekstual Dalam Islam ،بكلية الدين
محمد ،أبو بكر ،ترجمة سبل السالم ،باندوغ ،مكتبة دهالن2003 ،
املربوي ،محمد إدريس ،قاموس املربوي ،سماراغ ،فوستاكا رزقي فوترا2000 ،
املطGG Gرفي ،رجاء بن عابGG Gد ،الكفـ ــارات في الفقـ ــه اإلسـ ــالمي ،املدينGG Gة املنGG Gورة :مكتبGG Gة امللGG Gك فهGG Gد
الوطنية2008 ،
املقدسي ،عبد هللا بن قدامة ،املغني ،بيروت :دار الكتب العلمية 1980 ،م
النج GG Gار ،إبG G Gراهيم مص GG Gطفى وأحم GG Gد الزيات وحام GG Gد عب GG Gد الق GG Gادر ومحم GG Gد ،املعجم الوسيط،
تحقيق :مجمع اللغة العربية ،دمشق :دارالدعوة2006 ،
الن GG Gواوي ،أب GG Gو زكريا محي ال GG Gدين يحي بن ش GG Gرف ،املجم ـ ــوع ش ـ ــرح امله ـ ــذب ،ب GG Gيروت :دار الكتب
العلمية1997 ،
النيسGG Gابوري ،أبGG Gو الحسGG Gين مسGG Gلم بن الحجGG Gاج بن مسGG Gلم القشGG Gيري ،صحيح مس ــلم .املحقGG Gق:
4
الهيتمي ،أبو العباس بن محمد بن حجر ،الفتاوى الكبرى ،بيروت :دارالكتبالعلمية2002 ،
هيتو ،محمد حسن ،فقه الصيام ،بيروت :دار البشائر اإلسالمية1988 ،
والقانون 20011م
5