Professional Documents
Culture Documents
Untitled
Untitled
إعداد الطالب:
إعداد الطالب:
رقم القيد:
11170600000024
1تحت إشراف:
1444هـ 2023/م
HUKMU TA’KHIR QADHA’I SHAUMI RAMADHAN LI
AL- HAMIL WA AL-MURDHI’ ‘INDA MADZAHIB AL-
FIQHIYYAH AL-SITTAH
Skripsi
Diajukan kepada Fakultas Dirasat Islamiyah
untuk memenuhi persyaratan memperoleh
Gelar Sarjana Studi Islam (S.S.I)
Diajukan oleh:
Muhammad Albi Salim
NIM:
11170600000024
Pembimbing:
.1إن هذا البحث جهد للباحث نفسه وليس منقوال من بحوث أخرى إال بعض االقتباسات
التي ذكرت مراجعها .والباحث مسؤول عن مضامن هذا البحث وما يحتويه من
املعلومات والبيانات.
.2إن املراجع التي استعمله الباحث في كتابة هذا البحث تم وضعها حسب اللوائح املقررة
والقوانين املطلوبة بالكلية الدراسات اإلسلمية والعربية جامعة شريف هداية هللا
.3إذا كان في هذا البحث انتحال آلراء الغير دون ذكر مراجع ألصحاب تلك اآلراء ،فالباحث
مستعد الستلم العقوبات التي قررتها الجامعة بما فيها التنازل عن الدرجة العلمية
أ
تقريرلجنة املناقشة والحكم على البحث
وبعد ،فقد تمت مناقشة هذا البحث وعنوانه :حكم تأخير قضاء صوم رمضان للحامل
واملرضع عند املذاهب الستة ،أمام لجنة املناقشة والحكم على البحث بكلية الدراسات اإلسلمية
والعربية جامعة شريف هداية هللا الحكومية جاكرتا ،وذلك في يوم االثنين 20من شهر مارس
عام ،2023وقد تم قبوله شرطا للحصول على الدرجة الجامعية األولى ).(S.S.I
الدكتوريولي ياسين
()....................................................
عميد الكلية/رئيسا
الدكتور....................
عضوا ومشرفا
()....................................................
الدكتورآيب سيف هللا
عضوا ومناقشا
()....................................................
أندي زمخشري بحرالدين املاجستير
عضوا ومناقشا
()....................................................
ب
ملخص البحث
الستة
إ ّن هللا قضية قضاء صوم رمضان للحامل واملرضع لم يذكر صراحة في القرآن الكريم أي ما إذا كان
ُيسمح لهم بالفطر خلل شهر رمضان أم ال .ألنه لم يرد في القرآن رخصة من الصيام ،مما دفع العلماء إلى
االجتهاد في حكم املفطرات للحامل واملرضع ما عواقب ذلك في حال أفطرن .خاصة عندما يؤجلون قضاء
رمضان ،فيؤخرون قضاء رمضان إلى ما بعد رمضان القادم. .ويهدف هذا البحث إلى معرفة معنى تأخير قضاء
صوم رمضان ،وإدراك آراء علماء املذاهب الستة في حكم تأخير قضاء صوم رمضان للحامل واملرضع وأدلتهم
فيه ،وتعريف الرأي الراجح عند الباحث في حكم تأخير قضاء صوم رمضان للحامل واملرضع .مع زيادة
املعلومات عما يتعلق بحقيقة تأخير قضاء صوم رمضان ،وضرورة اإلطلع عن آراء علماء املذاهب الستة في
حكم تأخير قضاء صوم رمضان للحامل واملرضع وأدلتهم فيه وإعلما عن الرأي الراجح عند الباحث في حكم
تأخير قضاء صوم رمضان للحامل واملرضع .ويستخدم الباحث في كتابة هذا البحث بمنهجين :منهجين وهو
منهج الوصفي حيث يوصف آراء العلماء حول قضية تأخير قضاء صوم رمضان للحامل واملرضع وفقا لنظر
الشريعة اإلسلمية ،وكذلك لوصف تأثيره حسب الطبي .والثاني ،منهج التحليلي من خلل تعميق آراء املذاهب
الستة في قضية تأخير قضاء صوم رمضان للحامل واملرضع نظرا إلى الشريعة اإلسلمية ،واإلهتمام بأثره على
صحة الحامل واملرضع .ونتائج هذا البحث منها ،أن العلماء قد اختلفوا في حكم تأخير قضاء صوم رمضان
للحامل واملرضع عند املذاهب الستة .قال فقهاء الحنابلة واملالكية والشافعية و اإلمام األوزاعي إن من تأخر
قضاء صوم رمضان تخصيصا للحامل واملرضع فعليهما الفدية لكل يوم ّ
مد ،إذا تأخرا قضائهما بغير عذر .أما
ّ
إذا عذرا في قضائه كالحامل أيضا بعد النفاس أو ترضع إلى مجيئ رمضان املقبل أو غير ذلك من املشقات
األخرى فل يجب عليهما دفع الفدية في تأخر قضائهما .بخلف قول فقهاء الحنفية والظاهرية وهم يقولون إن
ً
التأخر في قضاء رمضان حتى يأتي رمضان مرة أخرى ،فعليه أن يقض ي صيام رمضان تلك السنة أوال ،ثم
يقض ي صيام العام املاض ي ،وال يجب عليهم الفدية.
الكلمات املفتاحية :تأخير قضاء صوم رمضان ،الحامل واملرضع ،املذاهب الستة
ج
ABSTRAk
Nama Penulis : Muhammad Albi Salim
Judul Skripsi : Hukmu Ta’khiri Qadha’i Shaumi Ramadhan li al-Hamil wa al-
Murdhi’ ‘Inda Madzahib al-Sittah
د
كلمة الشكروالتقدير
الحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات ،نحمده سبحانه وتعالى ونستعينه ونستهديه،
ونسأله عز وجل أن يجنبنا الزلل في القول والعمل ،وأن يرينا الحلل حلال ويرزقنا اتباعه،
والحرام حراما وارزقنا اجتنابه .ونصلى ونسلم على رحمة ونعمة وسراج املنير نبينا محمد صلى هللا
عليه وسلم ،وعلى آله وأصحابه أجمعين .أما بعد.
نشكر هللا على إتمام هذا كتابة البحث بعد أن أحاط الباحث العقبات وعان الصعوبات،
فأحاله هللا بقدرته ولطفه إلى يسر وسهولة .ثم نتوجه الشكر والتقدير ملن كان سببا ألن تم هذا
البحث بالتوجيهات والنصائح واملثمن واإلعانة الكبيرة ،فكل الشكر والتقدير واالحترام لكل واحد
منهم:
.1فضيلة الدكتور محمد شيرازى دمياطى إلياس ،عميد كلية الدراسات اإلسلمية والعربية
.2فضيلة الدكتوراه عائدة حميراء املاجستير على كرمها باإلشراف على كتابة هذا البحث.
عس ى هللا أن يجعل هذه كلها عمل صالحا ،ويجزيها هللا خير الجزاء من الدنيا واآلخرة.
.3عائلة األحباء ،وهم :أم الباحث زينة ،واألب عبد الحافظ،واألخ صدق زهرو ،الذين دعوا
.4جميع األساتذ واألستاذات الذين بذلوا جهودهم في تعليم الباحث أحسن تدريس وتزود
.5جميع أصدقاء األحباء في كلية الدراسات اإلسلمية والعربية الذين شجعوا وساعدوا
ه
محتويات البحث
................................................................................................................................ABSTRAKد
الشكروالتقدير ..........................................................................................................................ه
الباب األول
املقدمة
و
الباب الثاني
الباب الثالث
.1القول األول الذين يقولون بأن حكم تأخير قضاء صوم رمضان للحامل واملرضع
.2القول الثاني الذين يقولون بأن حكم تأخير قضاء صوم رمضان للحامل واملرضع
ز
ج .الرأي الراجح عند الباحث 61 ......................................................................................................
الباب الرابع
الخاتمة
املصادرواملراجع68 .........................................................................................................................
ح
الباب األول
املقدمة
اتفق جميع علماء الفقه على أن املرأة الحامل أو املرضع التي تجد صعوبة في الصيام جاز
لهن أن تركن الصيام ،ولكن في األحاديث والقرآن لم يذكرا ما عواقب الصوم الذي تركن الحامل
ّإن أول وجوب صوم رمضان وقع في يوم اإلثنين من شهر شعبان من السنة الثانية
للهجرة .وبناء على هذا الشرط ،فإن صيام شهر رمضان هو فرض العين لكل مسلم ناضج وذكي
ً
وعقليا أن يصوم في شهر رمضان ،رجاال كان أو نساء صغارا كان أو كبارا .ويشترط وقادر ً
بدنيا
العلماء في الصوم أن يمتنعوا عن األشياء مما يفسد أجر الصيام .ال ينبغي ترك صيام رمضان إال
هناك أسباب معينة لجواز الفطر ،وهي :للمرض ى واملسافرين والحامل واملرضع بجوب تبديلهم
ً
أياما آخر .وعلى من يعسر على الجري أن يدفع فدية ،أي إطعام مسكينا1.
اعلم ّأن هللا ال يذكر قضية قضاء صوم رمضان للحامل واملرضع صراحة في القرآن
الكريم أي ما إذا كان ُيسمح لهم بالفطر خلل شهر رمضان أم ال .ألنه لم يرد في القرآن رخصة من
الصيام ،مما دفع العلماء إلى االجتهاد في حكم املفطرات للحامل واملرضع ما عواقب ذلك في حال
أفطرن .خاصة عندما يؤجلون قضاء رمضان ،فيؤخرون قضاء رمضان إلى ما بعد رمضان
1أبو بكر جابر الجزيري( ،“Pedoman Hidup Muslim” ،جاكرتا :لنترا أنتار نوسا 1996 ،م) ،ص55 .
1
ََ ْ َ َ ُْ ْ َ ً َ َ َ َ ٌ َ
يضا أ ْو َعلى َسف ٍر ف ِع َّدة ِم ْن أ َّي ٍام
القادم 2.وفيه قال هللا تعالى في القرآن الكريم :فمن كان ِمنكم م ِر
َ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ ً َ ُ َ َ ْ ٌ َ ُ َ َ ْ َ ُ ُ َ َ ُ ٌ َ َ ُأ َخ َر َو َع َلى َّالذ َ
وموا خ ْي ٌر لك ْم ين ُي ِط ُيقون ُه ِف ْد َية ط َع ُام ِم ْس ِك ٍين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تص ِ
ُ َ َ َ
ِإ ْن ك ْن ُت ْم ت ْعل ُمون (البقرة)184 :
وفي اآلية السابقة ،يذكر هللا تعالى أن للمرض ى واملسافر أن يفطروا في شهر رمضان
ً
ويقضون يوم آخر خارج شهر رمضان .وأما من عجز عن الصيام ،فيلزمه فدية تعويضا عن
فوات الصيام .إذا نظرتم إلى اآلية السابقة ،فيبين لكم أن الحامل واملرضع ليست من الذين عفا
هللا عنهم في شهر الصيام ،بل مذكور في الحديث النبوي" :إن هللا عز وجل وضع عن املسافر
الصوم وشطر الصلة ،وعن الحبلى واملرضع" (رواه أحمد)3
ً
وبناء على الحديث السابق ،اتفق جميع علماء الفقه على أن املرأة الحامل أو املرضع التي
تجد صعوبة في الصيام جاز لهن أن تركن الصيام ،ولكن في ذلك الحديث لم يذكر النبي ما
عواقب الصوم الذي تركن الحامل واملرضع غير القادرات عليه ،هل يجب عليهن القضاء أو دفع
فدية كافية أو غير ذلك؟ ومن هذا املنظور اختلف علماء الفقه في الرأي ،ومنهم املذهب الحنفي
واملذهب املالكي واملذهب الشافعي واملذهب الحنبلي وكذا املذهب الظاهري واألوزاعي4.
إذن يباح للحامل واملرضع اإلفطار إذا خافتا على أنفسهما أو على الولد ،سواء أكان الولد
ً َ ً ً
ولد املرضعة أم ال ،أي نسبا أو رضاعا ،وسواء أكانت أما أم مستأجرة ،وكان الخوف نقصان
ً
العقل أو الهلك أو املرض ،والخوف املعتبر :ما كان مستندا لغلبة الظن بتجربة سابقة ،أو إخبار
فرمان علي فاندي ،الحامل واملرضع القضاء أو الفدية( ،جاكرتا :رفوبليكا 2019 ،م) ،ص3 . 2
أحمد بن حنبل أبو عبد هللا الشيباني ،مسند اإلمام أحمد بن حنبل( ،القاهرة :مؤسسة قرطبة 1998 ،م) ،ج ،5 .ص29 . 3
فرمان علي فاندي ،الحامل واملرضع القضاء أو الفدية ،ص4 . 4
2
ّ
ودليل الجواز لهما :القياس على املريض واملسافر ،وقوله صلى هللا عليه وسلم" :إن هللا
عز وجل وضع عن املسافر الصوم وشطر الصلة ،وعن الحبلى واملرضع الصوم" ويحرم الصوم
إن خافت الحامل أواملرضع على نفسها أو ولدها الهلك .وإذا أفطرتا وجب القضاء دون الفدية
عند الحنفية ،ومع الفدية إن خافتا على ولدهما فقط عند الشافعية والحنابلة ،ومع الفدية على
املرضع فقط ال الحامل عند املالكية كما وقع في الفقة اإلسلمي5.
ال يجب قضاء صوم رمضان بالتتابع .ولكن يمكن القيام به بحرية في أي وقت ترغب فيه
بالتتابع أو بشكل منفصل .في هذه األثناء ،فإن الوقت والفرصة لقضاء صيام رمضان زمانا
ً
طويل ،أي حتى جاء رمضان املقبل .لكن األفضل أن تقض ي صوم رمضان فورا ،ألنه ليس
ً
مستحيل إذا ظهرت عقبات .وهذا يسبب تأخير القضاء حتى حلول شهر رمضان القادم فصار
تعليق قضاء صيام رمضان حتى رمضان6.
ال فرق في الفقه رأي في تعليق صيام رمضان بسبب انسداد أو مرض طويل ولكن في حالة
اإليقاف صوم القضاء بسبب إهمال اختلف أهل الرأي .اتفقت على مذاهب املالكي والشافعي
ً
والحنبلي بأن تعليق قضاء الصوم ناتجة عن اإلهمال ،باإلضافة إلى اإللزام بالقضاء ،لذالك يجب
عليهم الفديةأيضا .وترى املذهب املالكي أنه في حالة وجوب قضاء صوم رمضان على اإلنسان فل
يقضيه مع قدرته على الصيام إلى أن يأتي شهر رمضان التالي وجب عليه إطعام رجل فقير يوميا
بطين القمح ،فيما يجب القضاء7.
5أبي عبد املعطي محمد نواوي بن عمر الشافعي ،نهاية الزين( ،جاكرتا :دار الكتب اإلسلمي 2008 ،م) ،ص235 .
عبد الرحمن الشرخوي ،فقه املذاهب التسعة( ،جاكرتا :هداية ،)1999 ،ص95 . 6
محطوف عدنان ،رسالة فقه املرأة( ،سورابايا :تربيت تراغ 1999 ،م) ،ص242 . 7
3
كما وقع في الشرح الزرقني" :حدثني عن مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أنه
كان يقول :من كان عليه قضاء رمضان فلم يقضه وهو قوي على صيامه حتى جاء رمضان أخر
ولكن رأى املذهب الحنبلي أن من لم يقض قضاء رمضان أو تأخير قضاء صوم رمضان
ً
حتى يحل رمضان القادم ويبقون حيا ،فالواجب صيام ذلك الشهر ثم قضاء من فاته وإطعام
مسكين كل يوم .كما وقع في املقني" :فإن لم تمت املفرطة حتى أ ظلها شهر رمضان أخر صامته ثم
قضت ماكان عليها ثم اطعمت ّ
لكل يوم مسكينا"9
ورأى اإلمام الشافعي ،فإن املرض ى واملسافر الذين ال يطيقون صوم رمضان واليستطيع
الصوم بسب صحتهما حتى يأتي الشهر في رمضان التالي فيجب القضاء وال فدية وكذلك للحامل
واملرضع .ثم أداء صوم رمضان الذي وقع في ذلك السنة ،وقضاء في األيام بعد رمضان ذلك
السنة .وإن كانوا ال يؤدون القضاء بغير عذر فيجب عليهم القضاء ووجوب إطعام املسكين كل
يوم ّ
مدا .كما وقع في كتاب ّ
"األم" :فاءن مرض او سافر املفطر من رمضان فلم يصح ولم يقد ر
رمضان أخر الذي جاء عليه وقضاهن وكفرعن كل يوم بمد حنطة 10. حتى يأتي
فحينئذ
ٍ على عكس املذهب الحنفي إذا تأخير قضاء صوم رمضان إلى رمضان املقبل،
يعوض عن ديون املاض ي ً
صوما دون عطاء كل مسكين .كما وقع في كتاب "فتح القادر" :وان أخره
ى ال ول بعده والفدية عليه11. حتى دخل رمضان اخرصام الثانى قض
8محمد عبد الباقي يوسف الزرقني املصري املالكي ،شرح الزرقني( ،بيروت :دار الكتب العلمية 1995 ،م) ،ج ،2 .ص256 .
9عبد هللا بن قدامة املقديس ي ،املغني( ،بيروت :دار الكتب العلمية1980 ،م) ،ج ،5.ص85 .
10أبي عبدهللا محمد بن إدريس الشافعيّ ،
األم( ،ليبان :دار الفكر1980 ،م) ،ج ،1 .ص113 .
11كمال الدين محمد بن عبد الوحيد السيراس ي ،شرح فتح القادر( ،بيروت :دار الكتب العلمية 1995 ،م) ،ج ،2 .ص361 .
4
أما تحديد الوقت بين رمضانين زيادة على ذلك الشهر أي شهررمضان ،وألن الصيام
عبادة مؤقتة فل يلزم تعويضه قبل دخول شهر رمضان املقبل كعبادة أخرى .كما وقع في الكتاب
"املبسوط" :والتو قيت بما بين رمضين يكون زيادة ثم هذه عبادة مؤقتة قضاؤها ال يتو قت بما
قبل مجئ وقت مثلها كسائرالعبادات12.
وفقا للمذهب الحنفي ،فإن قانون تأخير القضاء هو نفسه بتأخير التنفيذ ال تجب عليه ً
َ ٌ َ ُ َ
الفدية .بدليل " ...ف ِع َّدة ِم ْن أ َّي ٍام أخ َر( "...البقرة )183 :وكما وقع في "كتاب املبسوط" :فالتأخر عن
وقت القضاء كا لتأخر عن وقت األداء وتأخير األداء عن وقته اليوجب عليه13.
الحنفي ومذهب املالكي ومذهب الشافعي ومذهب الحنبلي ومذهب األوزاعي وكذا مذهب الظاهري
عن حكم تأخير قضاء صوم رمضان بالتخصيص للحامل واملرضع على دليل كثيرا ما من الناس
أن تأخروا قضاء رمضان حتى جاء رمضان املقبل كالحامل واملرضع ،مع ّأن لهما رخصة في
تأخيرها ،فكيف إذا كان وجود الرخصة ولكن تأخر إلى رمضان املقبل؟
إن البحث عن قضاء رمضان للحامل واملرضع يتناول مجاالت واسعة وجوانب متعددة،
فيحدد الباحث بحثه حول تنفيذ حكم تأخير قضاء صوم رمضان للحامل واملرضع عند املذاهب
الستة بدليل كثيرا ما من الناس أن تأخروا قضاء رمضان حتى جاء رمضان املقبل كالحامل
12شمس الدين الشرخش ي ،املبسوط( ،بيروت :داراملعرفة 1997 ،م) ،ج ،2 .ص77 .
5
واملرضع ،مع ّأن لهما رخصة في تأخيرها ،ولذلك يتعرض الباحث هذا املبحث بذكر أدلة املذاهب
الستة لقوة الحجة في هذا املبحث .ويحدد الباحث عن هذه املباحث فيما يلي:
.2ما هي آراء علماء املذاهب الستة في حكم تأخير قضاء صوم رمضان للحامل واملرضع
وأدلتهم فيه؟
.3ما هو الرأي الراجح عند الباحث في حكم تأخير قضاء صوم رمضان للحامل
واملرضع؟
انطلقا من األسئلة السابقة اتضحت لنا األهداف من هذا البحث بما هو آت:
.2معرفة آراء علماء املذاهب الستة في حكم تأخير قضاء صوم رمضان للحامل واملرضع
وأدلتهم فيه.
.3معرفة الرأي الراجح عند الباحث في حكم تأخير قضاء صوم رمضان للحامل
واملرضع.
6
.2بيانا للناي على آراء علماء املذاهب الستة في حكم تأخير قضاء صوم رمضان
.3إعلما لنساء املسلمين على قيام قضاء صوم رمضان وخاصة للحامل واملرضع تبعا
تمت كتابة هذا البحث باستخدام منهجية عبارة تقية بشكل منهج الوصفي حيث
يوصف آراء املذاهب الستة حول قضية تأخير قضاء صوم رمضان للحامل واملرضع وفقا لنظر
الشريعة اإلسلمية .واختار الباحث هذه املذاهب ألنهم اشتهروا بآرائهم ،السيما في هذا البلد.
والثاني ،منهج التحليلي من خلل تعميق آراء املذاهب الستة في قضية تأخير قضاء صوم رمضان
للحامل واملرضع نظرا إلى الشريعة اإلسلمية ،ألن بعض العلماء يقول بأنهما ال يجبان القضاء ،بل
تدفعان الفدية.
وأما الطريقة التي اعتمد عليها الباحث في كتابة بحثه هي الطريقة املكتبية .وذلك بالرجوع
إلى كتب الفقه املتعلقة بصوم رمضان وإلى املصادر واملراجع األخرى ،سواء كانت بالعربية أو
اإلندونيسية التى تتحدث عن املوضوع من املتقدمين واملعاصرين ككتاب األم ،كتاب فقه
العبادات على املذهب املالكي ،كتاب فقه املذاهب التسعة .ثم رجع الباحث إلى املعاجم اللغوية في
تعريف بعض الكلمات ،وكذلك ضبط نص الكتاب واستخراج نتائج البحث في أخر الكتابة .وأما
الدليل الذي اعتمد عليه الباحث في كتابة هذا البحث فهو دليل كتابة البحوث العلمية باللغة
العربية للرسالة الجامعية األولى الذي أصدرته كلية الدراسات اإلسلمية والعربية جامعة شريف
7
و .الدراسات السابقة
بعد أن يعمل الباحث qww56املطالعة على أكثر الكتب والرسائل والبحوث ،وجد بعض
Penangguhan Qodho Puasa Ramadhan Menurut Madzhab " ،Masdinar Pulungan .1
."Hanafiومن نتائج هذا البحث هو رأى املذهب الحنفي أن تأخير قضاء رمضان جائز ،مع
السبب ّ
بأن وقت قضاءها قبل شهر رمضان وبعده ،ومن يؤخر قضاء الصوم حتى أتى رمضان
القادم ال يجب إال القضاء فحسب وال يلزم الفدية .أما األسباب التي تشكل األساس القانوني
للمذهب الحنفي بأن جواز تأخير قضاء رمضان إلى حلول شهر رمضان يرد إلى القرآن سورة
البقرة اآلية ( )184وحديث عائشة رض ي هللا عنها وهي كانت تأخرت قضاء صوم رمضان إلى شهر
شعبان.
ألن املذهب الحنفي ليس لديه الكثير من الحجج التي يمكن أن تكون حجة فصار دليله
ً
قويا إلى حد ما كدليل آخر .فخلصة القول أن قضاء صوم رمضان ال يجوز أن تأخيره إلى شهر
مضان املقبل ،ووجوبه عليه أي :ملن يؤخر قضاء الصوم فدية عن كل مسكين كل يوم ّ
مدا وفقا ر
للقرآن والحديث .وهذه الحكم أيضا يجري للحامل واملرضع ،من تأخر قضاء صوم رمضان
14
ومن هذه النتيجة تساعد الباحث في نتيجة رأي املذهب الحنفي. فوجب عليهما والفدية.
،"Penangguhan Qodho Puasa Ramadhan Menurut Madzhab Hanafi ،Masdinar Pulungan 14بكلية
الشريعة والقانون جامعة اإلسلمية الحكومية فاداغ سيمفوان ) (Padangsimpuanسومطرة الشمالية 2011
8
والفرق بين ذلك البحث وهذا البحث هو أنه يذكر رأي املذهب الحنفي فحسب ،فيهتم
الباحث بأن هذا البحث يحتاج إلى التكميلّ ،
فكمل بآراء املذاهب األخرى وهي املذهب املالكي،
والشافعي ،والحنبلي ،والظاهري ،وألوزاعي بذكر أدلتهم مع تحليل بآراء الفقهاء األخرى.
" ،Juliani Safitri .2تحليل آراء سيد سابق عن قضاء صوم رمضان للحامل واملرضع"،
ومن نتائج هذا البحث هو رأي السيد سابق ،بـأن ُيسمح للنساء الحوامل واملرضعات املفطرات إذا
كانوا مقلقين على حالتهم أو أوالدهم إن كن صائمات ،مع وجوب دفع الفدية إلى املسكين لكل يوم
ّ
مدا .بدليل حديث عن ابن عباس وابن عمر مع عمل الترجيح بانتباه إلى الحجج التي تعتبر قوية
ليتم ممارستها .وفي وضع الدليل ،يشير السيد سابق إلى القرآن والسنة واإلجماع .وهي تستخدم
منهج التحليلي فقط ،وهو تحليل آراء سيد سابق عن قضاء صوم رمضان للحامل واملرضع.
هو أيضا سبب واجبات الفدية املقررة دون القضاء ،أي إنتاج الفقه يعتقد أنه يتوافق
مع روح ومبادئ الشريعة اإلسلمية ،وال سيما مبدأ الحرج (غير مراهق) ومبدأ التكاليف بمنهج
تيسيره .لذلك في أوقات الشدة على ذلك ،ال تتحمل النساء الحوامل واملرضعات أعباء بالصوم.
ألنهم حصلوا على تنازالت الشريعة والقضاء لهما إال الفدية .هذا الرأي تحرروا من أغلل التقليد
األعمى واملواقف املتعصبة للمذهب .تنفيذ قضاء الصوم للحامل واملرضع عذر للصيام بسبب
حالة الحمل والرضاعة الطبيعية مختلفة .بحيث في ظل ظروف معينة لكل منهما لدى النساء
15
الحوامل واملرضعات قوانين مختلفة تثقلهن.
والفرق بين ذلك البحث وهذا البحث هو أنه يذكر رأي سيد سابق في رخصة الحامل
واملرضع في ترك الصوم ،وأما بحث الذي يبحث الباحث هو حكم تأخير قضاء رمضان للحامل
،Juliani Safitri 15تحليل آراء سيد سابق عن قضاء صوم رمضان للحامل واملرضع ،بكلية الشريعة والقانون جامعة
9
واملرضع ،حيث ّ
يعرض حكم ترك صوم رمضان في هذا السنة للحامل واملرضع وكذا تأخير
" ،Maharani .3قضاء صوم رمضان عند ابن حزم" ،ونتائج هذا البحث هو بحسب ابن
حزم ،أن الحامل واملرضع إن ّ
كن صائمات ويخش ى على الولد الذي يحمله ويرضعه فعليه أن
يفطر وال يؤمرون بالقضاء والفدية في سائر األيام .وحجة ابن حزم في عدم وجود املرأة الحامل
وعلى حد قوله أي قول ابن حزم فمن وجب عليه القضاء هو خمسة فقط ،وهي:
الحائض ،والنفاس حيث يجب على كليهما القضاء في األيام التي ال تصوم في فيها الحائض
16
والنفاس ،والوالة ،واملرض ى ،واملسافر الذي سافر فأذن له قصر الصلة ،والقائئ يتقيأ عمدا.
والفرق بين هذا البحث مع البحث قبله هو ّأن الباحث في هذا البحث يبحث عن أراء
املذاهب الستة في تأخير قضاء رمضان للحامل واملرضع بذكر أدلتهم تفصيل .وأما البحث قبله
Wanita Hamil Dan Menyusui Yang Meninggalkan Puasa " ،Ahmad Efendi .4
بين العلماء علماء الحنفية والشافعية وهو من عدة الوجوه ،وهو :اختلفهم في استخدام حجة،
والحجة التي تستند إليها الحنفية هي حديث رواه أنس بن مالك ،وأما حجة الشافعية هي حديث
ابن عمر وابن عباس ،وتختلف في فهم كلمة هللا سبحانه وتعالى في سورة البقرة آية ،184يرى
،Maharani16قضاء صوم رمضان عند ابن حزم ،بكلية الشريعة والقانون جامعة اإلسلمية الحكومية سلطان شريف
10
الحنفية أن اآلية موجهة إلى الرجال والنساء املسنات فقط .ويرى علماء الشافعية ليس فقط من
أجل كبار السن من الرجال والنساء بل للنساء الحوامل واملرضعات أيضا بناء على حديث ابن
عمر .وهم مختلفون في التصنيف عبارة (يطيقونه) في سورة البقرة اآلية .184
علماء الحنفية يجادلون بذلك أن املرأة الحامل واملرضع لها نفس الوضع القانوني مع
املرض ى واملسافرين الذين ال يجيبون دفع الفدية بل يجب عليهم الصيام فقط .ولكن ذهب علماء
الشافعية إلى أن موقف املرأة الحامل املرضع يساوي مع من له كبار السن من الرجال والنساء
ألنها مبنية على الحديث ابن عمر .اختلفاتهم في تحديد االلتزامات التي يتعين دفعها عند النساء
الحوامل واملرضعات تاركات صيام رمضان .وذهب علماء الحنفية إلى أن الحوامل واملرضعات من
ترك صيام رمضان تجب فقط القضاء .من هذه العبارة تطرح علماء الشافعية رأيين ،أوال عندما
تكون املرأة حامل والرضاعة تركن الصيام بسبب خوف على سلمته فيلزمه القضاء .ثانيا إن
تركن صيام رمضان خائفا من أجل سلمته وولده أو ولده فقط فيجب عليهن قضاء الصيام
17
والفدية.
والفرق بين هذا البحث بما قبله هو أن الباحث املاض ي ذكر رأي املذهبين فقط وهما
الحنفية والشافعية ،وأما هذا البحث مذكر من آراء املذاهب الستة مع بحث حكم تأخير قضاء
" ،Tjek Tanti .5مشاكل النساء في أداء صوم رمضان" ،ونتائج هذا البحث هو أن رمضان
شهر عظيم ومبارك .كل من يجب على املؤمنين صيام هذا الشهر ذكرا كان أو أنثى ،إال بعض
Wanita Hamil Dan Menyusui Yang Meninggalkan Puasa Ramadhan Dalam ،Ahmad Efendi 17
،"Prespektif Hanafiyah Dan Syafi’iyahبكلية الشريعة والقانون جامعة اإلسلمية الحكومية باتو ساغكار )(Batusangkar
11
الناس الذين يحصلون على إعفاء من هللا سبحانه وتعالى .كثير من مشاكل النساء التي تتعلق
بهذه العبادة الواحدة ،مها :الحيض والنفاس اللذان أصبحا طبيعة املرأة ،حرم للحيض والنفاس
صوم في شهر رمضان من وتلزمان أن تفضيا في أشهر أخرى ما عدا األيام التي نهى عنها الصوم.
يسمح للحامل واملرضع ترك الصيام خلل شهر رمضان عندما تكون قلقة على نفسها أو
على ولدهاّ .
ويبدلن بدفع الفدية .ويختلف العلماء في هذه املسألة ،بعضهم يقولون بأن يشترط
قضاء الصوم والفدية ،واألخرى يقول القضاء فقط إذا كن يشعرن شدة املشقة ،فل يمكن إال
أن يكون فدية .وبحسب جمهور العلماء فإن تركيب موانع الحمل الحلزونية على سطح رمضان
يفسد الصيام ،لكن علماء املالكي يقولون إنه ال يبطل أثناء السيطرة على اللولب ،يقول معظم
الدم الذي يخرج من فرج املرأة غير الحيض والوالدة يسمى االستحاضة ال ُرخصة لهؤالء
النسوة أن يفطرن .أما بالنسبة ألخذ حبوب تأخير الدورة الشهرية ،فل ينصح باستعمالها خلل
الشهر مضان؛ ألنه يخش ى أن تكون له آثار جانبية ضا ة باملرأة ،ولكن إذا كان ذلك ً
وفقا لطبيب ر ر
خبير ويمكن الوثوق في استخدام الحبوب إنه غير ضار وال توجد قيود مصادفة .وأما تذوق
الطعام للصائم فل بد من اجتنابه؛ ألن يمكن أن يفسد الصيام ،أما إذا لم يبلع فالصوم كذلك
18
التلغي.
وأما بحث الذي بحث الباحث مخصوص في اهتمام مسألة الحامل واملرضع الذان
تتأخران في قضاء رمضان مع ذكر أدلهم من ناحية آراء املذاهب الستة ،وبحث الذي للباحث قبله
،Tjek Tantiمشاكل النساء في أداء صوم رمضان ،بكلية الشريعة والقانون جامعة اإلسلمية الحكومية سومطرة 18
12
" ,Nasruddin Andi .6الصوم للحامل واملرضع" ،ونتائج هذا البحث أن الصوم هو شكل
من أشكال العبادة التي له خصائص في االمتناع عن ممارسة الجنس ،وخاصة النية ،والقول ،
ً
وأداء األعمال التي تسمى "االمتناع" من أجل تحقيق الكمال األخلقي ،حيث يصبح هللا ممثل في
اإلنسان .الحمل هو حالة خاصة تواجهها النساء فقط ويصبح اختبا ًرا ً
صعبا مرهقة جدا للمرأة.
تحدث العديد من التغييرات أثناء الحمل نفسيا وجسديا .في اإلسلم ،املرأة التي ال يجب عليها
الصيام هي؛ النساء الحامل في استمرار الحمل خطرة على نفسها وعلى جنينها واملرضع ومن هم
الحائض واملرأة في النفاس .فترة الصيام اآلمنة للحوامل هي في الثلث األول والثاني من الحمل (في
6-4أشهر) ثم تعتمد على على صحة املرأة الحامل وهناك إذن وإشراف من طبيب أمراض النساء.
يمكن أن يؤدي نقص التغذية إلى فقر الدم ،واإلجهاض ،والوالدة املبكرة ،وقصور الرحم ،ونزيف
الوالدة ،واإلنتان النفاس ي ،وغيرها .في حين أن الطعام مفرط ،ألنه يعتبر لشخصين األم
والجنين ،يمكن أن تسبب مضاعفات مثل السمنة وتسمم الحمل وكبر حجم الجنين وما إلى ذلك.
خاصة الكالسيوم والفوسفور والحديد الفيتامينات واملاء .قدم اإلسلم العديد من التسهيلت
للحوامل واملرضعات لسوء حالتهن إذا صام يضره وبجنينه أو ولده .إذن القانون الذي يحكم .وفي
19
هذا الصدد ،ال يجب على الحامل واملرضعة الصيام واستبداله بصوم يوم آخر أو دفع الفدية.
والفرق بين هذا البحث والبحث الذي يقدمه الباحث هو أن هذا البحث يبحث عن
رخصة الصوم للحامل واملرضع وحكمه من جهة الطب ،وأما بحث الذي يقدم الباحث هو حكم
نصر الدين أندي ،الصوم للحامل واملرضع ،بكلية الصحة والطب2020 ، 19
13
صوم رمضان للحامل واملرضع الذي يتأخر في أداءه إلى رمضان مقبل مع أن له رخصة في تركه من
Golongan Yang Mendapatkan Rukhsah Dalam Ibadah Puasa " ,Irsyad Rafi .7
"Dan Konsekuensi Hukumnyaونتائج هذا البحث هو املجموعات التي يقبلن الرخصة في
عبادة الصيام هو املرض ى الذين إذا صاموا ستسوء الحال األلم ،أو قد ينتج عنه في ذمة هللا
تعالى .ثم يلزم عليه الفطر والقضاء .املسافرون الذين يحصلون عليها اإلغاثة ملنقير صلوا وخذوا
الرخصة ووجوب الفطر منقيع .الحيض والنفاس فوجب عليهما الفطر والقضاء .الشيوخ العجوز
لهم ألم الذي ال يرجى شفاءه ،جاز لهم ترك الصيام ووجب عليهم دفع الفدية .الحامل أو املرضع
لهما عذرا في أداء صوم رمضان إذا كانا قلقا نفسه أو نفسه وولده ،فيجب عليه ذلك القضاء
والفدية .ولكن إذا كان فقط القلق على طفلها فالعلماء مختلفون في الرأي والقول الراجح يكفي
20
عليهما القضاء.
والفرق هذا البحث بما قبله هو أن هذا البحث يتحدث عن كيفية قضاء صوم رمضان
املؤخر للحامل واملرضع من ناحية آراء املذاهب الستة وهي مذهب الحنفي ،ومذهب املالكي،
ومذهب الشافعي ،ومذهب الحنبلي ،ومذهب الظاهري ،وكذا ومذهب األوزاعي بذكر أدلتهم مع
وجه داللتهم .وأما بحث الذي قبله فقط يتحدث عن املقابلت الرخصة في ترك صوم رمضان مع
ذكر كيفية قضاءه في كل األنواع ،وقضاءه بدون التأخير إلى رمضان املقبل.
“Tinjauan Hukum Islam Tentang Campur Tangan Manusia Dalam ,Febriani .8
” Udzur, Syara’ (Studi Rukhsah pada perempuanونتائج هذا البحث هو الحائض والحامل
إرشاد رافي،Golongan Yang Mendapatkan Rukhsah Dalam Ibadah Puasa Dan Konsekuensi Hukumnya ، 20
2018
14
أو املرضع لهن الرخصة ،ألن كلهن يشعرن بمشقة في أداء صوم رمضان فيدخله العلماء في
مجموعة الذين ال يستطيعون أداء صوم رمضان أو مع اعتبار آخر أنهم ليس لديهن الفرصة
لتنفيذ صوم رمضان وهن ممكن من بين أمور أخرى بسبب الوضع الحالي تعاني من الشيخوخة.
تغيير القانون في تحول ألن البشر كانوا قادرين تنظيم الحمل والوالدة .فتم إجراء تغييرات العلة
ً
أحيانا إلى أن يكون وخلقت من قبل البشر سينتج عنها للتغييرات في العبء القانوني أن يميل
ً ً
مرهقا نفسه .من ناحية أخرى ،بعض من البشر األقل اتساقا في فهم العيش أو التنفيذ بتغيير
األمر .لكن في األساس يمكن ذلك فهم أن القانون للمرأة التي استخدام حبوب منع الدورة
الشهرية بإحكام شديد علقة النية .بينما النية نفسها تقع في القلب سيكون من الصعب معرفة
21
ذلك.
ذلك البحث يبحث عن تحول املرأة في تنظيم الحمل والوالدة وكذا استخدام حبوب منع
الدورة الشعرية أو يسمى حائضا ،فصار تغير حكمه أيضا في مقابلة الرخصة ألداء صوم رمضان
بحسب نيتهم كالحامل واملرضع .وأما بحث الذي بحث الباحث عن تأخير قضاء رمضان بسبب
الحمل واملرضع دون تخل قضائي من البشر أي خالصة من هللا تعالى مع ذكر آراء املذاهب الستة
وأدلتهم من كل املذاهب.
هذا البحث أن صوم النص هو معرفة األمور مما يتعلق مع الصيام على النصوص التي هي
مصدرها أي فهم الصوم في اإلسلم من القرآن والحديث وكذلك رأي العلماء في فهم القرآن
واألحاديث النبوية ،ومن نصوص الصيام في اإلسلم هو فهم الصوم ،وشريعة الصوم ،مجموعة
فيرييانيTinjauan Hukum Islam Tentang Campur Tangan Manusia Dalam Udzur Syara’ (Studi ، 21
15
الذين ال يستطيعون الصوم ،أنواع الصوم ،ومبطلت الصوم .والصم السياقي هو يعتبر من
أحوال الشخصية وآثاره على الجسد كالحامل واملرضع إن خافتا على نفسهما أو ولدهما أو
كلهما .إن العلقة بين الصوم النص ي والسياقي في اإلسلم تشمل من حيث السياق والنصوص
ً
تباطا ً
وثيقا بـانتباه للظروف االجتماعية .سياق الصائم تم تدريبه على االهتمام ً
دائما املرتبطة ار
بالظروف االجتماعية ،حتى ال يتم تدميره بسبب كلماته ،وكذلك نصوص الناس الصائم ال يأكل
وال يشرب طوال اليوم ،على األقل يستطيع أدركت شعور الفقير واملساكن ،كيف تشعر أن تكون
من الطبقة الدنيا بالحياة مليئة باملصاعب بهذا الجوع والعطش من املأمول أن يوقظ الشعور
22
ينفق بعض ثروته على الفقراء.
والفرق هذا البحث بما قبله هو أن هذا البحث يهتم في مبحث حكم تأخير قضاء رمضان
للحامل واملرضع عند املذاهب السته ،والبحث قبله يبحث عن كل املشقات ملن ال صام في شهر
رمضان وكيف قضاءه هل الصوم أن يبدل بنفقة الفقراء أو يسمى بدفع الفدية.
" Ririn fauziyah .10شرط الصوم للحامل واملرضع" ونتائج هذا البحث هو حول رخصة
للحامل واملرضع بأن العلماء يختلفون في الرأي .قسم الجمهور على الرأيين .إذا كانت الحامل
والرضاعة تقلق على نفسهما فوجب عليهما القضاء دون دفع الفدية .وأما إذا قلقا للجنين أو
الطفل فقط فالواجب القضاء ودفع الفدية .القرآن والحديث ال يشرح تنظيم القضاء والفدية
بالتفصيل .القرآن والحديث يتبين فقط معايره حتى يؤدي إلى تفسيرات مختلفة واالختلف في
الرأي بين العلماء فيما يتعلق باألحكام القانونية في الصيام للحوامل والرضاعة .رأي جمهور
العلماء ال يقال بالرأي الراجح ،ألن اعتبار الراجح في الرأي يتأثر بالعوامل االجتماعية والثقافية
محمود محسنين ،Puasa Tekstual dan Kontekstual Dalam Islam ،بكلية الدين اإلسلمية 2018 22
16
للمجتمع .في تطبيق قانون العوامل يجب النظر إلى املجتمع االجتماعي والثقافي بحيث القانون
أنتج غير معجبة صقلك وقاسية ،وبالطبع سيكون لها تأثير لتصور الجمهور ضد اإلسلم كدين
23
عاملي وإنساني.
والفرق ذلك البحث بما بحث الباحث هو أن ذلك البحث يتحدث عن تنظيم قضاء
رمضان للحامل واملرضع في أداءه في سنة التي قبل مجيئ رمضان املقبل أي غير تأخر مع ذكر آرا
العلماء الجمهورية وأما بحث الذي بحث الباحث عن تأخير قضاء رمضان للحامل واملرضع مع
الباب األول هو املقدمة ،وتحتوي على :خلفية البحث ،وتحديد البحث ومشكلته،
وأهداف البحث ،وأهمية البحث ،ومنهج البحث ،والدراسات السابقة ،ثم تنظيم البحث.
الباب الثاني هو اإلطار النظري في قضية قضاء رمضان ،وهو يحتوي على :تعريف قضاء
الصوم ،أدلة مشروعية قضاء الصوم ،شروط قضاء الصوم ،أنواع الصوم ،حكمة الصوم.
الباب الثالث هو آراء فقهاء املذاهب الستة في حكم تأخير قضاء صوم رمضان للحامل
واملرضع ،وهو يحتوي على :القول األول الذين يذهبون بأن حكم تأخير قضاء صوم رمضان
للحامل واملرضع هو القضاء والفدية ،القول الثاني الذين يذهبون بأن حكم تأخير قضاء صوم
رمضان للحامل واملرضع هو القضاء دون الفدية ،والرأي الراجح عند الباحث.
ريرين فوزية ،شرط الصوم للحامل واملرضع ،بكلية الشريعة والقانون2021 ، 23
17
الباب الثاني
ذكر في املعجم الوسيط إن معنى القضاء لغة :هو قيام املسلم بأحد العبادات في غير
وقتها ،والتي لم يستطع تأديتها في وقتها املحدد بسبب عذر شرعي معين أو بغير عذر شرعي ،فقضاء
هو أداؤه في وقت غير وقته املفروض أي في أيام غير أيام ،وفي املصطلحات الفقهية بمعنى أداؤه في
إبراهيم مصطفى وأحمد الزيات وحامد عبد القادر ومحمد النجار ،املعجم الوسيط ،تحقيق :مجمع اللغة العربية( ،دمشق: 24
25سعيد حوى ،األساس في السنة وفقهها( ،الرياض :مكتبة الرشد ،)2008 ،ص206 .
18
والنفاس؛ يجوز للحائض والنفساء اإلفطار في شهر رمضان ،والحامل واملرضع التي قد يؤثر
الصيام على صحة مولودها؛ بشرط القضاء بعد انتهاء شهر رمضان املبارك .النسيان والنوم
واإلغماء؛ إذا فات موعد الصلة بسبب النسيان أو النوم ،أو اإلغماء؛ فإنه يجب قضاء الصلة
الفائتة فور التذكر ،وفور االستيقاظ من النوم ،وفور االستيقاظ من اإلغماء27.
الصوم واجب على كل مسلم بالغ عاقل .والصوم مأخوذ من كلمة صام -يصوم -صوما
بمعنى اإلمساك عن االكل .وبحسب اللغة ،بمعنى إمساك عن ش يء سواء كان مأكوال أم مقاال.
والدليل كلم هللا تعالى في قصة قول سيدتنا مريم " :إ ّني َن َذ ْر ُت ل َّلر ْح َمن َ
ص ْو ًما"28.ومعنى الصوم ِ ِ ِ
هو اإلمساك عن املفطرات أي اإلمساك عن مبطلت الصوم29.
حسب الشرع ،اإلمساك عن األكل والشرب ،والجماع وغيرها ما يقتضيه الشرع في نهار
الصوم هو عبادة التي أمر هللا بإمساك عن األكل والشرب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب
الشمس31.و ّ
يعرف محمد بن إسماعيل الكهلني أن الصوم هو اإلمساك عن األكل والشرب
والجماع وغيرهم كما ورد في الشريعة اإلسلمية نهارا بالطريقة املقررة32.
وقال وهبة الزحيلي إن الصوم هو إمساك نهارا عن املفطرات بنية من أهله من طلوع
الفجر إلى الشمس ،أي إن الصوم إمتناع فعلي عن شهوتي البطن والفرج وعن كل شيئ حس ي
عبد العزيز دهلن ،املوسوعة اإلسالمية( ،جاكرتا :موتيارا سومبر وديا ،)1984 ،ص861 . 29
محمد إدريس املربوي ،قاموس املربوي( ،سماراغ ،فوستاكا رزقي فوترا ،)2000 ،ص201 . 30
31سيد سابق ،فقه السنة( ،بيروت :دار الفكر ،)1983 ،ج ،2 .ص364 .
أبو بكر محمد ،ترجمة سبل السالم( ،باندوغ ،مكتبة دهلن ،)2003 ،ج ،2 .ص150 . 32
19
بدخول الجوف ومن حواء ونحوه في زمن معين وهو من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس
من محض معين33.
ومن املعاني السابقة فمعنى الصوم هو عبادة أمرها هللا لعباده املؤمن بإمساك من
الشهوات ،واملأكوالت ،واملشروبات ،والجماع ،ومبطلت الصوم األخرى في نهار رمضان من طلوع
الفجر إلى غروب الشمس34.وبذلك العبارة فإن تعليق قضاء رمضان هو تأخير قضاء رمضان إلى
أقوال في بيان معنى كلمة رمضان ،وبيان سبب تسميته بهذا الواحدي ّ
عدة ّ َ
ذكر اإلمام
ٍ
(الرمض)؛ وهي شتق ٌة من َّ األصمعي عن أبي عمرو ّأن كلمة مضان ُم ّ
ر ّ ً
االسم؛ فأورد قوال عن
ّ
الحجارة شديدة الحرارة؛ بسبب ما تسلط عليها من حرارة الشمسَ ،وو ْه ِجها ،ولذلك ُس ِ ّمي
ّ
شدة حرارة الصيف ،كما ورد عن الخليل ّأن كلمة رمضان ألنه َو َج َب على املسلمين في ّ (رمضان)؛
خفف
ّ
ألنه ُي ّ شت ّق ٌة من (الرميض)؛ وهو املطر أو الغيم الذي يكون في ّأول الخريفُ ،
وس ِ ّمي بذلك؛ ُم َ
ّ
ألنه يغسل النفوسُ ،وي ّ
طهرها ويدرأ من حرارة شمس الصيف ،ولذلك ُس ِ ّمي رمضان بهذا االسم؛
ويغسلها من أدرانها ،وجاء عن األزهر ّي ّأن كلمة من آثار الذنوب والخطايا كما ُي ّ
طهر املطر األرضِ ،
ًّ ً
معروفة؛ إذ كان ُيراد بهاَ :ر ْمض السيوف؛ ّ َ ْ
قيقة ،فقد كان العرب
أي جعلها حادة ر ٍ رمضان كانت
35
يفعلون ذلك في رمضان.
فرض هللا تعالى على املسلمين صيام شهر رمضان املبارك في السنة الثانية للهجرة النبوية
ّ ّ
الشريفة ،وذلك في شهر شعبان منها ،فصام الرسول صلى هللا عليه وسلم تسعة رمضانات في
33وهبة الزحيلي ،الفقه اإلسالمي وأدلته( ،بيروت :دار الفكر ،)1989 ،ج ،3 .ص615 .
الحميدة الحسيني ،املبحث الخالفية( ،باندوغ :معهد الحميدي ،)1996 ،ص562 . 34
النواوي ،تهذيب األسماء واللغات( ،بيروت :دار الكتب العلمية ،)2000 ،ج ،3 .ص126 . 35
20
ركن ٌ
ثابت من أركان اإلسلم كما أخبر الرسول عليه الصلة والسلم ،وقد حياته ،وصيام رمضان ٌ
على كفر من أنكره ،وقد ّميز هللا شهر رمضان بالعديد من الفضائل ،فهو الشهر الذي نزل فيه
القرآن الكريم ،وجعل فيه ليلة القدر ،التي هي خير من ألف شهر ،كما ّ
خصه بإجابة الدعاء، ٍ
.36 والعتق من النيران ،كما جعل ثواب العمرة فيه كثواب ّ
الحج إلى بيت هللا الحرام
شروط ،وهي37:اإلسلم .البلوغ .العقل .الطهارة اإلقامة؛ بحيث يكون الصيام على اإلنسان ّ
عدة
ٍ
ً
مقيما في بلده ،فل يجب الصيام على املسافر بل يباح له اإلفطار .القدرةّ .أما مفسدات الصيام
ً
الجماع ،وهي أعظم أنواع املفطرات إثما.
أنواع ،فيما يأتي ذكرهاِ :
ٍ أو املفطرات ،فهي سبعة
االستمناء ،أي إنزال املني باليد ونحو ذلك .األكل والشرب .ما كان بمعنى األكل والشرب ،كحقن
38 الدم والحقن املغذية .االحتجام .التقيؤ بشكل ّ
متعم ٍد .خروج دم الحيض أو النفاس من املرأة. ٍ
ّ
ومن آداب صيام رمضان التي يجدر باملسلم أن يتحلى بها ،هي :إخلص النية في الصيام
هلل تعالى ،بأن يبتغي املسلم من صيامه رضا هللا عنه ،ونيل األجر الجزيل منه .املواظبة على وجبة
ّ ّ
السحور ،كما أوص ى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم .االنشغال بمختلف أنواع الطاعات
مصطفى عبد الباقي ،فضائل شهررمضان( ،بيروت :دارالعلمية ،)2019 ،ص70 . 36
فؤاد علي مخيمر ،أركان الصيام( ،جاكرتا :رفلوبيكا ،)2019 ،ص85 . 37
21
ً
والسيئات .اإلعراض عن املراء والجدال والسباب ونحوها ،فاألصل في الصائم أن يكون حليما
ً
مسيطرا على مشاعره .أداء الصلوات في وقتها .تعجيل اإلفطار عند دخول وقت املغرب .البدء عند
39 ً ً
اإلفطار بأكل الرطب ،فإن لم يجد الصائم رطبا أكل شيئا من التمر ،وإن لم يجد شرب املاء.
بعدد من أوجب هللا تعالى على املسلمين صيام رمضان ،وفرضه عليهم ،وقد ثبت ذلك ٍ
َ َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ ُ َ َ َ ْ ُ ُ ّ َ ُ ّ
الص َي ُام ك َما ك ِت َب َعلى 40
األدلة ،بيانها فيما يأتي :قال هللا تعالى( :يا أيها ال ِذين آمنوا ك ِتب عليكم ِ
اس ان َّالذي ُأنز َل فيه ْال ُق ْر ُآن ُه ًدى ّل َّ
لن ض َ ً َ
(ش ْه ُر َ َم َ
ر
َ ُ َ َّ ُ َ َ
ين ِمن ق ْب ِلك ْم ل َعلك ْم ت َّت ُقون)41،وقال أيضا: َّالذ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َ َ ّ َ ّ َ ْ ُ َ َ ْ ُ ْ َ َ َ َ َ ُ ُ َّ ْ َ َ ْ َ ُ ْ ُ َ َ َ َ َ ً َ َ َ َ ٌ
يضا أ ْو َعلى َسف ٍر ف ِع َّدة ات ِمن الهدى والفرق ِان فمن ش ِهد ِمنكم الشهر فليصمه ومن كان م ِر وب ِين ٍ
َّ َ ْ ُ ْ َ َ ُ ْ َ َّ ُ ْ َ ُ َ
ِّم ْن أ َّي ٍام أخ َر ُي ِر ُيد الل ُـه ِبك ُم ال ُي ْس َر َوال ُي ِر ُيد ِبك ُم ال ُع ْس َر َوِل ُتك ِملوا ال ِع َّدة َوِل ُتك ِّب ُروا الل َـه َعلى َما
ون)42،فقد فرض هللا -تعالى -الصيام على املسلمين ،وأمرهم به ،كما كتبه َه َد ُاك ْم َو َل َع َّل ُك ْم َت ْش ُك ُر َ
ّ ُ
املتحقق باإلمساك على َمن كان قبلهم من األمم ،واألمر بالصيام يقتض ي امتثال أمر هللا -تعالى-
ّ ُ
كل املفطرات في شهر رمضان ،كما ّبين هللا -سبحانهُ -يسر الصيام؛ بتحديد ّأيامه وتعيينها، عن
ٌ
معدودات. وعدم الوصال أو التأبيد فيه؛ إذ وصف ّأيام شهر رمضان ّ
بأنها ّأي ٌام
ً
وإذا كان األصل في العبادات أن تؤدى في أوقاتها املحددة شرعا ،فإن أداء العبادة قد
يتخلف عن وقتها لعذر شرعي ،وألجل ذلك شرع هللا قضاء بعض العبادات ليستدرك العبد ما
ُ
فاته منها ،وهو ما ُي ْع َرف بالقضاء ،الذي يقابل أداء العبادة في وقتها املحدد ،وصيام رمضان ال
خاليد بن سعود البليهد ،آداب الصيام( ،جاكرتا :الكوثر ،)2018 ،ص90 . 39
أشجان محمد عبد الرحمن خليفة ،أحكام معاصرة في الصيام من ناحية طبية( ،باندوغ :مكتبة ابن كثير ،)2008 ،ص10 . 40
41سورةالبقرة183 :
42سورةالبقرة185 :
22
يخرج عن القاعدة السابقة ،فالصوم له وقت محدد وهو شهر رمضان ،فمن تركه بعذر فإنه
يقضيه ،ليستدرك ما فاته من صيام ،وسنتناول في هذا املوضوع جملة من أحكام القضاء
رمضان ،لعذر شرعي ،كالسفر ،واملرض املؤقت ،والحيض ،والنفاس ،والحامل ،واملرضع .ودليل
43وقول عائشة رض ي
ذلك قوله تعالى( :فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر) ،
هللا عنها" :كان ُيصيبنا ذلك أي الحيض فنؤمر بقضاء الصوم ،وال نؤمر بقضاء الصلة"44.
ومن لزمه القضاء فإنه يقض ي بعدد األيام التي أفطرها ،فإن أفطر جميع الشهر لزمه
ً
جميع أيامه ،سواء أكانت ثلثين أم تسعة وعشرين يوما .ويستحب املبادرة بالقضاء بعد زوال
العذر املانع من الصوم؛ ألنه أبرأ للذمة وأسبق إلى الخير ،وله أن يؤخره ،بشرط أن يقضيه قبل
حلول رمضان القادم ،لقول عائشة رض ي هللا عنها" :كان يكون َّ
علي الصوم من رمضان ،فما
أستطيع أن أقضيه إال في شعبان"45.
وال يلزم التتابع األيام في قضاء رمضان ولكنه ُيستحب؛ ألن القضاء يحاكي األداء ،كما
قال أهل العلم .ومن استمر به العذر حتى مات قبل أن يتمكن من قضاء ما عليه من أيام
رمضان ،فل ش يء عليه؛ ألن هللا أوجب عليه عدة من أيام أخر ،ولم يتمكن منها ،فسقطت عنه،
43سورة البقرة184:
أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري .صحيح مسلم .املحقق :محمد فؤاد عبد الباقي. 44
45محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن املغيرة البخاري .الجامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم وسننه وأيامه (صحيح البخاري) ،ص30 .
23
وأما من تمكن من القضاء ،ولكنه فرط حتى أدركه املوت ،فلوليه أن يصوم عنه األيام التي تمكن
من قضائها ،لقوله صلى هللا عليه وسلم" :من مات وعليه صيام ،صام عنه وليه" 46.
واتفق العلماء على وجوب القضاء مع الكفارة املغلظة في حالة الجماع املتعمد في نهار
ً
رمضان؛ ملا رواه أبو هريرة رض ي هللا عنه ،أن رجل أتى النبي صلى هللا عليه وسلم ،فقال" :هلكت يا
رسول هللا! قال :وما شأنك؟ قال :وقعت على أهلي في رمضان ،قال :تجد رقبة؟ قال :ال ،قال :فهل
ً
مسكينا ،قال: تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال :ال ،قال :فتستطيع أن تطعم ستين
ال47. "...
ً
فالحديث يدل على وجوب الكفارة على من جامع متعمدا في نهار رمضان على الترتيب
الوارد في الحديث ،وبما أن العتق غير ممكن اليوم ،فيجب صيام شهرين متتابعين ،فإن عجز
ً
عنه أطعم ستين مسكينا ،وال يجوز االنتقال من حالة إلى أخرى إال إذا عجز عنها .ومما يتعلق
بالكفارة ،عدم جواز صرف كفارة اإلطعام إلى األهل املوسرين ،بل الواجب صرفها إلى الفقراء
ً
واملساكين ،ومما يتعلق بها أيضا وجوب التتابع في صيام الشهرين ،فلو قطع التتابع لعذر ،فإنه
يبني على ما سبق بعد زوال العذر ،وأما إن قطعه بغير عذر ،فعليه أن يعيد الصيام من البداية،
.48
وال يعتبر ما صامه قبل االنقطاع
الشيخ الكبير واملرأة العجوز اللذان ال قدرة لهما على الصيام ،أو كان الصيام يشق
عليهما مشقة شديدة في جميع فصول السنةُ ،ي َر َّخص لهما في الفطر ،وال قضاء عليهما ،وعليهما
46محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن املغيرة البخاري .الجامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم وسننه وأيامه (صحيح البخاري) ،ج ،7 .ص50 .
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن املغيرة البخاري .الجامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا صلى هللا عليه 47
24
ً
أن ُيطعما عن كل يوم مسكينا ،لقوله تعالى( :وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين)49،بمعنى
ً
من عجز عن الصيام ،فيلزمه فدية تعويضا عن فوات الصيام .وإذا نظرتم إلى اآلية السابقة،
فيبين لكم أن الحامل واملرضع ليست من الذين عفا هللا عنهم في شهر الصيام ،بل مذكور في
الحديث النبوي" :إن هللا عز وجل وضع عن املسافر الصوم وشطر الصلة ،وعن الحبلى
واملرضع" (رواه أحمد)50
ً
وبناء على الحديث السابق ،اتفق جميع علماء الفقه على أن املرأة الحامل أو املرضع التي
تجد صعوبة في الصيام جاز لهن أن تركن الصيام كما قال ابن عباس رض ي هللا عنهما" :اآلية
ليست منسوخة ،وهي للشيخ الكبير ،واملرأة الكبيرة ،ال يستطيعان أن يصوما ،فيطعمان مكان
ً ً
كل يوم مسكينا" ،ومثلهما املريض مرضا ال ُيرجى برؤه ،ويشق عليه الصوم ،فإنه يفطر ،ويطعم
ً
مسكينا .أما إذا بلغ الشيخ الكبير أو املرأة العجوز َّ
حد الهذيان وعدم التمييز ،فل عن كل يوم
.51
يجب عليهما الصيام وال اإلطعام؛ لسقوط التكليف عنهما
ُّ
التطوع بالصيام؛ األيام التي أفطرها من رمضان في الوقت الذي ُيباح فيه
يقض ي املسلم ّ
49سورة البقرة184:
أحمد بن حنبل أبو عبد هللا الشيباني ،مسند اإلمام أحمد بن حنبل ،ج ،5 .ص29 . 50
عبد الرقيب الشامي ،الكفارات أحكام وضوابط( ،جاكرتا :موتيارا سومبر وديا ،)1999 ،ص13 . 51
25
ّ ُ َّ َ ً ّ
صيامها ،كأيام العيدّ ،أما القضاء في وقت الصيام الواجب ،كالقضاء في أي ٍام محد ٍ
دة نذرا ،فقد
ً َ
آتيا52: اختلف العلماء في ُحكمه ،وذهبوا في ذلك إلى قولين ،بيانهما
عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري ،الفقه على املذاهب األربعة( ،بيروت :دار الكتب العلمية ،)2003 ،ط ،2 .ص524 . 52
عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري ،الفقه على املذاهب األربعة ،ص525 . 53
حسين بن العودة ،املوسوعة الفقهية الكويتية( ،القاهرة :دار الصفوة ،)1993 ،ط ،2.ج ،11 .ص163 . 54
26
َ ُ َ َ ٌ ً
ستح ّب؛ استدالال بقول هللا تعالى( :ف ِع َّدة ِّم ْن أ َّي ٍام أخ َر)55،ووجه االستدالل من اآلية ّأنها لم
ُي َ
التتابع ،وعليه فل ُي َ
شترط ،كما ّ
تضمنت اآلية تقليل العدد ،وإثبات التخيير56. تذكر ُ
ٌ
مندوب ،كتعجيل القضاء58.الحنابلة :قالوا ُ
التتابع في قضاء الصيام املالكية :قالوا ّ
بأن ّ
ّ ُ ُ َ ًّ ّ ُ ّ
حبا ،وقد استدلوا ِبما ُر ِوي بجواز قضاء الصيام بشكل متفر ٍق دون ٍ
تتابع ،وإن كان التتابع مست
َ َّ
وسل َ صلى ُُ َ َّ ّ
مضان ،فقال :ذلكقضاء ر
ِ تقطيع
ِ عن م عليه هللا ل ئ
ِ (س قال: ه أن عن محمد بن املنكدر
قضاء؟ ُ َ ُ هم ّ قض ى ّ ين َأيت لو كان على أحدكم َد ٌ إليك ،أ َ
َ
فاهلل ُّ
أحق ً هم ِين ،ألم يك ْن ذلك
والدر َ ِ
الدر َ
ِ ِ ر
ْأن ُ
يعف َو ويغف َر)59
ِ
الفورية في قضاء الصيام ُيشير لفظ الفور إلى أداء األعمال في أوقاتها األولى قدر
ّ ُحكم
أي ّ
ذم على التأخير60،وحكم قضاء الصيام على الفور ّ ّ
يترتب ّ
محل اتفاق بين ٍ اإلمكان ،وبذلك ال
ّ
الشافعية :قالوا بعدم وجوب جمهور أهل العلم ،وفيما يأتي تفصيل آرائهم في املسألة وأدلتها:
البغوي ،التهذيب في الفقه اإلمام الشافعي( ،بيروت :دار الكتب العلمية ،)1997 ،ط ،1 .ج ،8 .ص112 . 56
النووي ،املجموع شرح املهذب( ،مصر :دار الفكر ،)1998 ،ص367 . 57
كوكب عبيد ،فقه العبادات على املذهب املالكي( ،دمشق :مطبعة اإلنشاء ،)1986 ،ط ،1 .ص314. 58
محمد بن املنكدر ،أعالم املوقعين( ،مصر :دار الفكر ،)1990 ،ج ،4 .ص247 . 59
حسين بن العودة ،املوسوعة الفقهية الكويتية ،ج ،14 .ص47 . 60
27
ً ّ
وإنما ُي َ
ستح ّب التعجيل واملبادرة إليه؛ إبر ًاء ّ
للذمة ،ويجب فورا إن كان القضاء على الفور،
اإلفطار في رمضان بغير ُعذر61.
ٍ
61شهاب الدين ،املنهاج القويم( ،بيروت :دار الكتب العلمية ،)2000ط ،1 .ص251 .
ابن عابدين ،رد املحتارعلى الدراملختار( ،بيروت :دار الفكر ،)1992،ج ،3 .ص423 . 62
الحطاب ُّ
الرعيني املالكي ،مواهب الجليل في شرح مختصرخليل( ،بيروت :دار الفكر ،)1992 ،ط ،3 .ج ،2 .ص448 . 63
كوكب عبيد ،فقه العبادات على املذهب املالكي ،ص315 . 64
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن املغيرة البخاري .الجامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وسننه 65
28
قضاء الصيام ّاتفق العلماء على وجوب قضاء املسلم ّ
لأليام التي أفطرها في شهر رمضان؛
ْ ً
شرعي ،كالسفر ،واملرض ،والحيض ،والحامل ،واملرضع أو دون ع ٍ
ذر ٍ عذر
ٍ بسبب ر ط الف
سواء كان ِ
ً
إسقاطا للواجب ،وإبر ًاء ّ شرعي مع ُّ
للذمة ،مع ترتب اإلثم عليه ،واألفضل التعجيل في القضاء؛ ٍ
اإلشارة إلى ّأن وقت القضاء يبدأ بعد انتهاء رمضانّ ،أما تأخير القضاء إلى حين دخول رمضان
ّ
الشافعية إلى تكرار آخر؛ فجمهور أهل العلم ذهبوا إلى وجوب القضاء مع الفدية ،بل ذهب
ٍ
الفدية بتأخير القضاء ،ولو
الفدية بتكرار األعوام ،وخالف الحنفية في ذلك؛ فقالوا بعدم وجوب ِ
ِ
دخل رمضان آخر ،وال يلزمه سوى القضاء66.
)1صوم العين
ّ
التطوع. معي ٌن من هللا تعالى؛ كصوم رمضان وصوم
صوم وقته ّ
.1تعيين هللا تعالى :وهو ٌ
حسين بن العودة ،املوسوعة الفقهية الكويتية ،ط ،1 .ج ،28 .ص7 . 67
29
.2تعيين العبد :وهو الصوم الذي ّ
عين العبد وقته وألزم به نفسه؛ كأداء الصوم املنذور به في
وقت بعينه.
ٍ
)2صوم َّ
الدين
ّ ّ
كليفيباعتبارالحكم الت
ً
تبعا لحالة ّ الت ّ ينقسم الصيام إلى باعتبار الحكم ّ
كل قسم، أقسام ،وذلك
ٍ كليفي إلى أربعة
ّ ً ً ًّ ً
محرما ]3[،وفيما يأتي مكروها ،وقد يكون في أحوال ّ
معي ٍنة ٍ مستحبا أو فإما ّأن يكون واجبا أو
ّ
تفصيل األقسام.
)1الصوم املفروض
ّ
الصوم املفروض هو الصوم الواجب ،ويتمثل في صيام رمضان ،وقضائه ،وصيام النذر،
وينقسم الصوم املفروض إلى قسمين71: ّ
والكفارة ،والفدية70،
محمد حسن هيتو ،فقه الصيام( ،بيروت :دار البشائر اإلسلمية ،)1988 ،ط ،1 .ص147 . 69
30
.1ما يجب فيه التتابع :وهو الصوم الذي يجب فيه توالي ّأيامه؛ كصوم رمضان ،وذلك بداللة
ْ َ َ ْ
ات ِّم َن ال ُه َدى َوال ُف ْرق ِان ف َمن ان َّالذي ُأنز َل فيه ْال ُق ْر ُآن ُه ًدى ّل َّلن َ ّ َ
ض َ (ش ْه ُر َ َم َ َ
اس و َب ِين ٍ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ر قول هللا تعالى:
حتى يسارع العبد إلى يضا َأ ْو َع َلى َس َفر َفع َّد ٌة ّم ْن َأ َّيام ُأ َخ َر)ّ 73،
لكنهم يرون استحباب التتابع؛ ّ َمر ً
ٍ ٍ ِ ِ ِ
الحجّ ،
وكفارة َ حقه ،كما ال يشترط التتابع في صيام متعة ّ الثابت في ّ ّ
الحلق وجزاء إسقاط الفرض
ً
الصيد حال اإلحرام؛ لورودها في القرآن الكريم مطلقة عن قيد التتابع ،وكذلك ال يشترط التتابع
َ ً ّ في ّ
املالكية ،وال يلزم التتابع أيضا في صيام اليمين والنذر املطلقين عن شرط كفارة اليمين عند
التتابع74.
)2الصوم املندوب
حسين الويشاة ،املوسوعة الفقهية الكويتية( ،الكويت :دار السلسل ،)1999 ،ط ،2 .ج ،10 .ص127 . 74
محمد بن إبراهيم التويجري ،مختصرالفقه اإلسالمي في ضوء الكتاب والسنة( ،بريدة :دار أصداء املجتمع ،)2010 ،ص640 . 76
31
يكفر ذنوب السنة السابقة، ويكمن فضل صيامه في ّأنه ّ محرمُ ، .2صيام اليوم العاشر من شهر ّ
َ ْ ُ َ ّ َ َّ َ َّ َ َ ُ َ َ ُ َ َ َ َْ
الس َنة التي وراء ،أحت ِس ُب على ِ
هللا أن يك ِفر وم عاش قال رسول هللا -عليه الصلة والسلمِ :
(صيام ي ِ
ً
محرم بصوم اليوم التاسع منه كذلك؛ مخالفة ويستحب أن ُيسبق صيام العاشر من ّّ َق ْب َل ُه)77،
لفعل اليهود.
ّ ّ ّ .3صيام ّ
ستة ّأيام من شهر ّ
شوال؛ فقد ثبت عن رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم -أنه قال(َ :من ٍ
كان َكصيام َّ
الد ْهر)78. ضان ُث َّم ْأت َب َع ُه س ًّتا من َش َّوالَ ،
صام َ َم َ
َر
ِ ِ ِ ٍ ِ ِ
ُ
األ َولى من شهر ذي َّ .4صيام ّ
الحجة ،وأفضلها اليوم التاسع من ذي الحجة؛ أي يوم األيام التسع
الحاج؛ إذ ّإنه ُي ّ
كفر ذنوب السنة املاضية والسنة التالية، ّ ٌ
عظيم لغير ٌ
فضل عرفة ،وفي صيامه
ودليل ذلك ما رواه اإلمام مسلم في صحيحه عن أبي قتادة أ ّن النبي عليه الصلة والسلم ُ
(س ِئ َل
املاض َي َة َو ْال َباق َي َة)79.
َ ْ َ َ َ َ َ َ ُ َ ّ َّ َ َ َ
ِ وم ع َرفة؟ فقال :يك ِف ُر السنة ِ
عن صو ِم ي ِ
َ كل شهر ،فقد ورد عن أبي هريرة -رض ي هللا عنهّ -أنه قال(َ :أ ْو َ
صا ِني خ ِل ِيلي ثلثة من ّ ّ
ٍ .5صيام أي ٍام ٍ
على و ْتر)80. ُّ َ َ ْ َ ََ ْ ُ ّ َ ص ْوم َث َل َثة َّ َبث َلث ال َأد ُع ُه َّن َّ
حتى ُأم َ
وتَ :
ِ ٍ مٍ و ون ى، ح الض ة
ِ ل وص ، ر
ٍ ه ش ل ك ن
ٍ ِ ِم امأي ِ ِ ٍ
ّ ّ ّ
النبي -صلى هللا عليه وسلمُ -يكثر من الصيام في .6صيام ّأي ٍام من أول شهر شعبان ،حيث كان
ص َّلى ُ
هللا عليه (كان َرسو ُل ََّّللا َ
هذا الشهر ،كما روت عنه السيدة عائشة ض ي هللا عنها فقالتَ :
ر
ِ
77أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري ،صحيح مسلم ،ج ،5 .ص360 .
أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري ،صحيح مسلم ،ص361 . 78
أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري .صحيح مسلم .ص360 . 79
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن املغيرة البخاري .الجامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا صلى هللا عليه 80
32
هللا عليه ومَ ،فما َ َرأ ْي ُت َرسو َل ََّّللا َ
ص َّلى ُ ص ُحتى َن ُقو َل :ال َي ُ حتى َن ُقو َل :ال ُي ْفط ُرُ ،وي ْفط ُر َّ وم َّص ُ َّ
وسل َم َي ُ
ِ ِ ِ
ان ،وما َ َأ ْي ُت ُه ْأك َث َر ص َي ًاما منه في َش ْع َب َ
ان)81. ض َ اس َت ْك َم َل ص َي َام َش ْهر َّإال َ َم َ
وسل َم ْ َّ
ِ ر ٍ ر ِ
ً ً ّ
يوم قربة هلل تعالى وفي سبيله كان ذلك سببا في الوقاية
.7الصيام في سبيل هللا؛ فمن تطوع بصيام ٍ
ّ ّ ّ ّ
النبي -صلى هللا عليه وسلم -أنه سعيد الخدر ّي رض ي هللا عنه عن
ٍ من عذاب النار ،كما روى أبو
وج َه ُه َعن ا َّلنار َس ْبع َين َخر ً
يفا)82. صام َي ْو ًما في َسبيل ََّّللاَ ،ب َّع َد َّ ُ
َّللا ْ قال(َ :من َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
)3الصوم املكروه
ٌ
جملة من النصوص ّ
الدالة على كراهة تخصيص ّأي ٍام بعينها بالصوم أو كراهة وردت
معينة؛ كمواصلة الصيام ،وفيما يأتي تفصيل هذه ّ
األيام واألحوال83. أحوال ّ ٍ ٍ
.1إفراد يوم الجمعة بالصيام ذهب جمهور الفقهاء إلى القول بكراهة إفراد يوم الجمعة بالصيام؛
َّ ّ
وسلمّ -أنه قال( :ال تصوموا َ
يوم الجمعة َّ ّ ّ
عيد إال ْأن فإنه ُ
يوم ٍ ِ النبي -صلى هللا عليه ملا ورد عن
تصلوه َّ
بأيام)84،
ٍ ِ
ً ً ّ
املالكية عدم كراهة صيامه مفردا ،وإن صام الواحد يوما ونقل الدردير ّأن املذهب عند
روايات في ّ
ٌ ّ
السنة قبله أو بعده فل خلف باستحباب صومه في هذه الحال ،وقيل إنه قد وردت
ً
بطلب صومه ،ووردت أخرى في النهي عن صومه ،ورواية النهي جاءت الحقة ،وقد حمل العلماء
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن املغيرة البخاري .الجامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا صلى هللا عليه 81
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن املغيرة البخاري .الجامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا صلى هللا عليه 82
محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي ،صحيح ابن حبان( ،بيروت :مؤسسة الرسالة ،)1993 ،ج ،8 .ص375 . 84
33
روايات النهي والكراهة في حال إفراده بالصيام؛ وألجل الروايات الواردة في كراهة صوم الجمعة
ُ ً ُ
يوم بعده ،فتنتفي الكراهة بذلك؛ ملا ثبت عن ّأم املؤمنين
يوم قبله أو ٍ
منفردا يحتاط بصيام ٍ
وم ُ
الج ُم َع ِة وسل َمَ ،د َخ َل َع َل ْي َها َي َ
َّ ص َّلى ُ
هللا عليه النبي َ
(أن َّ جويرية بنت الحارث رض ي هللا عنها قولهاَّ :
.3إفراد يوم النيروز ويوم املهرجان بالصيام وهما عيدان للفرس؛ فالنيروز ٌ
يوم في طرف فصل
يوم في طرف فصل الخريف ،ويكره إفرادهما وتخصيصهما بالصوم دون الربيع ،واملهرجان ٌ
ً ّ سواهما؛ ّ
ألنهما يومان يعظمهما الفرس ،فيكره موافقتهم في تخصيصهما وتعظيمهما قياسا على
حكم صيام السبت87.
ّ ً
مكمل له إلى ما بعد غروب الشمس ،ويوصله .4صيام الوصال :وهو أن يستمر الفرد في صومه
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن املغيرة البخاري .الجامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا صلى هللا عليه 85
34
ً ٌ ّ ّ ٌ
ّ
واستدل القائلون بالكراهة بما ّ
تحريمية، مكروه كراهة الشافعية أنه مكروه ،و ُروي عن في الصوم
َّللا عليه َو َس َّل َم َو َ
اص َل في ص َّلى َّ ُ (أن َرسو َل هللا َ ورد عن عبد هللا بن عمررض ي هللا عنهما في قولهَّ :
ِ
قال :إ ّني َل ْس ُت م ْث َل ُك ْم إ ّني ُأ ْط َع ُم َو ُأ ْ
س َقى)88. َ ؟ ُ
ل اص قيل لهَ :أ ْن َت ُت َ
و اسَ ،ف َن َه ُاه ْم َ
الن ُ انَ ،ف َو َ
اص َل َّ ض ََ َم َ
ر
ِ ِ ِ ِ
.5صيام الدهرُ :ويقصد به أن يصوم الفرد دهره ّكله وال يستثني ّإال ّ
األيام التي ّ
نص الشرع على
ّ
الشافعية إلى ّ
واملالكية والحنابلة وبعض ّ
الحنفية تحريم صومها ،وقد ذهب جمهور الفقهاء من
ّ
وسلم( :ال َ ّ ّ ّ
ص َام َمن النبي صلى هللا عليه القول بكراهة صيام الدهر ،مستدلين على ذلك بقول
ّ
األب َد)89،وعلل الفقهاء كراهة صيام الدهر بما قد يؤدي بسببه إلى إضعاف الصائم عن
ص َام َ
َ
ّ
الشافعية من قال بعدم الكراهة العبادات ،وتقصيره في األمور الواجبات ،وفي طلب الكسب ،ومن
ً
واجبا ،أو لم ُيخف بسببه ٌ إن لم ُي ّ
ضرر. ضيع
)4الصوم َّ
املحرم
يحرم صومه ّ
يحرم على املسلم صيام يوم عيد الفطر ،ويوم عيد األضحى؛ أي يوم ما ُ
ّ
الحنفية يحرم صيام ّأيام التشريق الثلثة؛ وهي ّ
األيام التالية ليوم النحر ،وخالف النحر ،كما ّ
أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري .صحيح مسلم .ص339 . 88
أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري .صحيح مسلم .ص498 . 89
أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري .صحيح مسلم .ص485 . 90
35
ه .حكمة الصوم
ّ
املترتب عليها غير ُم ّ
حدد ،فهو ُيضاعف ومن أعظم خصائص عبادة الصيام ّأن األجر
َ ّ
فرحتين؛ فرحة حين أضعافا كثيرة ،كما أضافه هللا سبحانه وتعالى إلى نفسه ،ورتب للصائم
فطره ،وفرحة عند لقاء رّبه92،أخرج اإلمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رض ي هللا عنه ّأن
عمئة
َ ْ َ
بس إلى ا هالح َس َن ُة َع ْش ُر َأ ْم َث ِال َ
فَ ، ُ ُّ َ َ ْ َ َ ُ َ َ ُ
النبي عليه الصلة والسلم قال( :كل عم ِل اب ِن آدم يضاع ّ
ِ
َ َ َ َ ََ َ َّللا َع َّز َو َج َّلَّ :إال َّ
قال َّ ُ
فإنه لي َوأنا أ ْج ِزي بهَ ،ي َد ُع ش ْه َوت ُه َوط َع َام ُه ِمن أ ْج ِلي الص ْو َمَّ ، فَ ، ِضع ٍ
ْ
ّ
تجلت حكمة هللا سبحانه وتعالى من تشريع صيام شهر رمضان وفرضه على ّ
مسلم في العديد
ٍ كل
ً
من األمور ،بيان البعض منها وتفصيله آتيا:
َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ ُ َ َ َ ْ ُ ُ ّ َ ُ
الص َي ُام ك َما ك ِت َب
.1تحقيق تقوى هللا في النفوس ،قال هللا تعالى( :يا أيها ال ِذين آمنوا ك ِتب عليكم ِ
ٌ َ ُ َ َّ ُ َ َ َع َلى َّالذ َ
وتعززه لدى املسلم؛ اإليماني ّ
ّ عبادة ّ
تقوي الوازع ين ِمن ق ْب ِلك ْم ل َعلك ْم ت َّت ُقون)94،فالصيام ِ
وقاية يحميه من ُّ ّ فتمنعه من الوقوع في ّ
تتبع اآلثام املحرمات ،أو التمادي فيها ،وتشكل له حاجز ٍ
يحققها الصيام تحمل النفس على االلتزام بما أمر به هللا تعالى ،واجتناب والشرور؛ فالتقوى التي ّ
92عبد املعز خطاب ،أسرارالصيام في القرآن الكريم( ،الرياض :مدار الوطن ،)1999 ،ص6 .
93أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري .صحيح مسلم .ص378 .
36
ًّ
سرا بين العبد ّ ّ عز ّيشتهيه؛ لنيل رضا رّبه ّ
وربه؛ وجل ،كما يتجلى اإلخلص في تلك العبادة في كونها
ُ ّ فل يعلم ٌ
أحد بصيام العبد سوى رّبه املطلع على عباده؛ ولذلك اختص هللا سبحانه تلك العبادة
ُ
لخ ّلوها من ّ
الرياء ُّ
والسمعة95. ُ
ِ باألجر العظيم املضاعف؛
األمة ،كما ّأن توحيد هللا تعالى هو األساس الذي قامت عليه الشرائع أهم ما ُيظهر وحدة ّ ّ
ّ َ َ َ ّ َ َ
وجل(َ :وما أر َسلنا ِمن ق ِبل َك ِمن َرسو ٍل ِإال نوحي ِإل ِيه أ َّن ُه ال ِإل َـه ِإال أنا
عز ّالسماوية جميعها96،قال ّ
ّ
َف ُ
اعبدون)97.
ِ
َْ
البذل والعطاء؛ فالصائم يستشعر حاجات الفقراء واملساكين ،فيبذل .3تعويد النفس على
ُ ً ً ً
ُويحسن إليهم ،وبذلك يصبح املجتمع املسلم مجتمعا متكامل متراحما ،تسوده معاني األلفة
ّ
واملودة98.
من هللا بها على عباده ،قال هللا تعالى(َ :ول ُت َك ّب ُروا َّ َ
َّللا .4استشعار نعمة الهداية إلى دين اإلسلم التي ّ
ِ ِ
ون)99،فعبادة الصيام تجعل املسلم يستشعر نعمة هداية هللا تعالى َع َلى َما َه َد ُاك ْم َو َل َع َّل ُك ْم َت ْش ُك ُر َ
ُ
امل ّ
حرمات ،ويلتزم بما أمر به هللا سبحانه وتعالى100. له؛ وذلك حينما يمتنع عن
عبد الكريم العمري ،من أسرترالصيام وحكمه( ،املدينة املنورة :مكتبة امللك فهد ،)2006 ،ط ،1 .ص25 . 95
عبدهللا بن محمد الطيار ،الفقه امليسر( ،الرياض :مدار الوطن ،)2012 ،ط،2 .ج ،3 .ص12 . 98
أبو التراب سيد بن حسين بن عبد هللا العفاني ،نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان( ،جدة :دار ماجد )2003 ،ص19 . 100
37
صالح عمل خص عبادة الصيام باألجر العظيم املُضاعف؛ ومع ّأن ّ
كل .1أن هللا سبحانه وتعالى ّ
ٍ ٍ
ّ ّ
ف ،إال
أضعاف ،وإلى سبعمئة ضع ٍ
ٍ يؤديه املسلم ُيجازيه به هللا ُبمضاعفة الحسنة إلى عشرة
الصيام؛ فقد نسبه هللا تعالى إليه ،وفي هذا يقول الرسول عليه الصلة والسلم فيما يرويه عن
َ
فرحتان؛ إحداهما في الدنيا ،واألخرى في اآلخرة ،قال النب ّي عليه الصلة والسلم: .3نيل الصائم
َ َ ٌ ْ َ ٌ َّ َ
104
لصا ِئ ِم ف ْر َح َت ِان :ف ْر َحة ِع ْن َد ِفط ِر ِهَ ،وف ْر َحة ِع ْن َد ِلق ِاء َرِّب ِه). ِ(ل
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن املغيرة البخاري .الجامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا صلى هللا عليه 101
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن املغيرة البخاري .الجامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا صلى هللا عليه 103
أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري .صحيح مسلم .ص376 . 104
38
وغ ْلق أبواب النار ،وتصفيد الشياطين في شهر رمضان ،قال ّ
النبي عليه
َ َ .4ف ْتح أبواب ّ
الجنة،
ِ .5ط ْيب رائحة فم الصائمين عند هللا -سبحانه وتعالى؛ إذ أخرج البخار ّي في صحيحه عن ّ
النبي -
ْ َ َّ َْ َ ُُ ُ
وف َفم َّ
106
تحصيل الخيرات َّللا ِمن ِر ِيح ا ِمل ْس ِك".
الصا ِئ ِم أطي ُب ِعند ِ ِ عليه الصلة والسلم" :لخل
َ
والر َحمات في شهر رمضان ،ون ْيل ما فيه من الرحمة واملغفرة من هللا ،وال ِعتق من النار ،ونيل
َّ
107
ُ
واألجور املُ َ
ضاعفة. الدرجات الرفيعة ،والحسنات،
أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري .صحيح مسلم .ص375 . 105
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن املغيرة البخاري .الجامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا صلى هللا عليه 106
الدكتور صالح بن عبد الكريم الزيد ،أيام رمضان ثالثون كلمة في الصيام( ،الرياض :مكتبة املعارف ،)1995 ،ط ،1 .ص6 . 107
39
الباب الثالث
آراء فقهاء املذاهب الستة في حكم تأخيرقضاء صوم رمضان للحامل واملرضع
معنى تأخير لغة من أخر يؤخر تأخيرا وهو اإلبطاء والتأجيل ،واصطلحا فقهية هو تأجيل
وقت أدائها .فمعنى تأخير قضاء صوم رمضان عند املذاهب الستة هو من عليه شيئ من رمضان
فأخر قضاءه بغير عذر حتى دخل رمضان القابل .وعلى مؤخر قضاء بل عذر .فإن أخر القضاء
بعذر كأن استمر سفره أونسيانه أو جهله الذي يعذر به أو إكراهه أو إرضاع املرأة إلى عام قابل
فل شيئ عليه من الفدية والحرمة ما بقي العذر وإن استمر سنين ولو كان إفطاره بغير عذر ،إذ ال
يلزم من اإلثم الفدية .وخرج بالعذر خلوه عن العذر بقدر ما عليه فتلزمه الفدية .ويتكرر املد
بتكرر السنين فيجب لكل سنة ألن الحقوق املالية ال تتداخل بخلفه في نو الهرم ال يتكرر لعدم
التقصير ،ومن عجز عن ذلك استقر في ذمته .أما القن فل يلزمه فدية هنا وال فيما مر إذ ال قدرة
له غليها ،فإن عتق لزمته ،فإن العبرة بوقت األداء ال بوقت الوجوب ،ولو لم يبق بينه وبين رمضان
108
القابل ما يسع قضاء جميع الفائت لزمته الفدية حاال عما ال يسعه.
ّ ُ
األصل في ُحكم صيام الحامل واملرضع في شهر رمضان هو الوجوب ،إال ّأن هناك ما قد
ُ
املرضع ّ ُ
الفطر في شهر رمضان؛ وذلك إن خافتا ،أو غلب
مما يبيح لها ِ يطرأ على املرأة الحامل أو
ً ظنهما ّأن الصيام ُ
سي ّ على ّ
ؤدي إلى وقوع ضرر على نفسيهما ،أو على جنينها إن كانت حامل ،وعلى
أبي عبد املعطي محمد نواوي الشافعي ،نهاية الزين( ،جاكرتا :دار الكتب العلمية ،)2008 ،ص222 . 108
40
ُ
رضعة ،وال يجوز لهما ِ
الفطر إذا قويت أجسادهما على الصيام ،وكان الصيام ال طفلها إن كانت م ِ
ُي ّ
ؤدي إلى إلحاق ضرر بالجنين ،أو الطفل الرضيع109.
ً
واجبا في ّ
حق الحامل أو املرضع إذا خافتا على َ
نفسيهما الهلك ،أو ُويصبح ُحكم اإلفطار
ُ
حدوث ضرر ٍ
بالغ لهما ،وكذلك إذا خافت الحامل على جنينها ،أو املرضع على طفلها الرضيع،
ً
قياسا على املريض الذي يجب عليه الفطر؛ ّ
ألن الصيام ّ ً ويكون الصوم في ّ
يضر ِ حقهما واجبا؛
(إن َّ َ
َّللا َّ
عز َّ ّ
وسلم قالَّ : ّ ّ
وجل النبي صلى هللا عليه به ؛110فعن أنس بن مالك رض ي هللا عنه عن
وم ،أو ّ
الصيام)111. لص َ
الصلة ،وعن املسافر والحامل واملرضع ا َّ
شطر َّ َ
وضع عن املسافر َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ً ّاتفق الفقهاء على وجوب القضاء في ّ
حق املرأة الحامل إذا أفطرت خوفا على نفسها ،أو
ً
كان فطرها خوفا على نفسها باإلضافة إلى خوفها على حياة جنينها ،فتقض ي ما فاتها من شهر
ّ
فإنه يقض ي ّ َ ً
األيام التي رمضان ،وال فدية عليها في ذلك؛ قياسا على الذي أفطر ملرض أصابه،
ّ
أفطرها ،وال تجب عليه الفدية112،كما اتفقوا على وجوب القضاء على املرأة الحامل إذا كان
سبب فطرها هو الخوف على جنينها فقط ،وليس الخوف على نفسها.
الفدية على املرأة الحامل إذا كان سبب فطرها في شهر رمضان هو الخوف على ولدها فقط؛
ّ وذلك ّ
ألن الجنين ُم َّت ِصل بجسد املرأة الحامل كا ِتصال أحد أعضائها بها؛ فالخوف على الجنين في
ً
ُحكم الخوف على أحد أعضاء املرأة الحامل ،وهو قو ٌل عند الشافعية أيضا .الشافعية والحنابلة:
109وزارة األوقاف والشؤون اإلسلمية ،املوسوعة الفقهية الكويتية) ،الكويت :ذات السلسل ،)1989 ،ط ،2 .ج ،16 .ص271 .
عبدهللا الطيار ،الفقه امليسر( ،الرياض :مدار الوطن ،)2011 ،ط ،1 .ج ،3 .ص82 . 110
محمد ناصر الدين األلباني ،صحيح ابن ماجه( ،بيروت :دار الكتب العلمية ،)2001 ،ج ،1 .ص290 . 111
محمد هيتو ،فقه الصيام( ،بيروت :دار البشائر اإلسلمية ،)1988 ،ط ،1 .ص133 . 112
وزارة األوقاف والشؤون اإلسلمية ،املوسوعة الفقهية الكويتية ،ص272 . 113
41
ً
ذهبوا إلى ّأن املرأة الحامل إذا أفطرت في شهر رمضان خوفا على ولدها فقط ،وجب عليها القضاء
ثم تقض ي ما َ ً
مسكيناّ ، ً
معا؛ فتطعم عن ّ
فاتها. كل يوم أفطرت فيه والفدية
في بعض الحاالت املخصوصة التي ُيخش ى فيها وقوع ضرر عليهم ،وقد اصطلح العلماء على تسمية
ُ ُ
العوارض املبيحة للفطر ب ُرخص ا ِلفطر ،أو األعذار املبيحة ِ
للفطر ،وتختلف هذه األعذار من
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن املغيرة البخاري .الجامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وسننه 115
42
ّ
يختص باملرأة ،كالحمل ،والرضاع، شخص إلى آخر بحسب األحوال التي ّ
يتعرض لها؛ فمنها ما
السن ،والسفر املُباح116.
عام للناس جميعهم ،كاملرض ،وكبر ّ
ومنها ما هو ّ
ً
بداية مسألة وجوب فدية الصيام على املرأة الحامل التي أفطرت في شهر رمضان فيها
تفصيل بين الفقهاء ،وبيان ذلك فيما يأتي117:مسألة إفطار الحامل وعدم قضاء األيام التي
من أيام ،إلى جانب دفعها لفدية الصيام ،وهذا باتفاق جمهور العلماء.
ً
مسألة إفطار الحامل في رمضان خوفا على ولدها أو على نفسها إذا أفطرت الحامل في
رمضان بسبب خوفها على ولدها؛ فيجب عليها قضاء أيام فطرها إلى جانب الفدية ،وإن خافت
على نفسها بسبب الصوم فيجوز لها اإلفطار في رمضان ،وقضاء تلك األيام دون فدية ،وهذا
ين ُيط ُيق َون ُه ف ْد َي ٌة َط ُ
عام
ّ
استدلوا بقول هلل تعالى(َ :و َع َلى َّالذ َ باتفاق جمهور الفقهاء الذين
ِ ِ ِ
وخالفهم في ذلك الحنفية ،الذين قالوا بعدم وجوب الفدية أو الكفارة عن الحامل
سكين)118، ْ
ِم ِ ٍ
برخصة كاملريض. إذا أفطرت؛ ّ
ألنها أفطرت
ٍ
ً ً
وأما مقدار فدية الصيام للحامل فقد أوجب هللا تعالى مقدارا ثابتا لفدية الصيام ،قال
عام ِم ْس ِكين) ،فهي إطعام مسكين عن ّ
كل يوم أفطرته ين ُيط ُيق َون ُه ف ْد َي ٌة َط ُ
تعالى(َ :و َع َلى َّالذ َ
ٍ ِ ِ ِ
الحامل بحسب تفصيل املسألة السابق ،ومقدار إطعام املسكين هو ُم ّد من قوت أهل البلد
الغالب ،كالقمح أو األرز أو ما شابه .واملُ ّد ّ
قدره العلماء بستمئة غرام ،وهو ما يساوي ما بين
116وهبة الزحيلي ،الفقه اإلسالمي وأدلته( ،دمشق :دار الفكر ،)2008 ،ط ،4 .ج ،3 .ص1701 .
43
ً
قرشا إلى دينار أردني عن ّ
كل يوم أو يساوي بستون ربوبية كما وقع في تقرير رئيسة الزكاة الستون
قم السابع سنة ،2003تفطره حسب ما ّ
حدده بعض أهل العلم ،مع ضرورة مراعاة اختلف ر
مقدار ذلك من بلد إلى آخر119.
ً
ووقت دفع الفدية للحامل هو تجب الفدية على الحامل التي أفطرت خوفا على جنينها
بعد كل يوم تفطره ،أو بعد طلوع فجر ّ
كل يوم تفطر فيه ،ويجوز لها تأجيل دفع الفدية إلى آخر
الشهرّ ،أما إن أرادت تعجيل الفدية ودفعها قبل رمضان فلم ُيجز الفقهاء ذلك ،إال عند أصحاب
120على من تجب فدية الصيام؟ أوجب هللا تعالى الفدية على من عجز عن
املذهب الحنفي .و
ً
مطلقا ،ولم يستطع الصيام حتى بعد انقضاء الشهر الكريم ،وهي تجب على ّ ً
كل مما
ٍ الصيام عجزا
يأتي121:
ّ
السن ،وال قدرة له على الصيام ،ويجد فيه أ .الشيخ الكبير أو العجوز الذي طعن في
ِ
ً
املشقة والعناء ،فتجب عليه الفدية عن كل يوم لم يصمه ،وإن كان عاجزا عن دفع الفدية وليس
له قد ة مالية على دفع الكفا ة؛ فإ َّن هللا تعالى يعفو عنه وال َّ
يترتب عليه ش يء ،قال هللا -تعالى( :-ال ر ر
ً
نفسا إال وسعها)122. يكلف هللا
ً
ب .املريض مرضا ال ُيرجى شفاؤه أي أن يكون املرض مزمن ودائم ،ويمنعه من الصيام؛
ً ُ
كاملصاب بمرض السرطان مثل.
وزارة األوقاف والشؤون اإلسلمية ،املوسوعة الفقهية الكويتية ،ص274 . 119
محمد ناصر الدين األلباني ،صحيح ابن ماجه ،ج ،1 .ص291 . 120
44
ج .الحامل واملرضع إذا خافتا على ولديهما بسبب تأثير الصيام عليهما ،فتجب عليهما
الفدية كما أسلفنا عند بعض الفقهاء إلى جانب وجوب قضاء األيام التي حصل فيها إفطار.
دّ .
كل من أفطر برمضان بعذر إذا أدركه رمضان آخر دون قضاء؛ كالحائض التي أفطرت
تقض ما فاتها من أيام حتى أدركها رمضان آخر ،فيجب عليها الفدية إلى جانب قضاء تلك
ولم ِ
األيام ،وذلك بسبب التهاون في القضاء مع وجود س ِعة في العام كله.
ّ
ال بد لكل املؤمنين أن يقضوا قضاء صوم رمضان قبل مجيئ رمضان القادم ،ومن أخر
قضاء مضان مع إمكانه حتى دخل مضان آخر لزمه مع القضاء لكل يوم ّ
مد .واملراد باإلمكان ر ر
عدم العذر ،فإذا كان مسافرا أو مريضا فل فدية عليه بهذا التأخير ،ألن تأخير األداء بهذا العذر
ّ
فكيف بالنسبة للحامل واملرضع إن تأخرا قضاء رمضان؟
جائز ،فتأخير القضاء أولى123.
.1القول األول الذين يقولون بأن حكم تأخير قضاء صوم رمضان للحامل واملرضع هو
القضاء فقط دون الفدية ،والقائلون بهذا القول هم من جمهور الفقهاء من مذاهب الحنفية
قبل معرفة أقوال الحنفية وأدلتهم عن تأخير قضاء رمضان ،علينا أن نعرف من هو أبو
حنيفة .أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن ُ
مرزبان ا ّ
لكوفي هو فقيه وعالم مسلم ،وأول األئمة األربعة
عند أهل السنة والجماعة ،وصاحب املذهب الحنفي في الفقه اإلسلمي .وأبوه :ثابت بن النعمان
ُ
بن زوطى بن ماه ،وهناك خلف في تحديد انتماءه العرقي ،حيث توجد روايات متعددةُ ،ي ْب ِطل كل
ً ما قيل ُ
عنه سابقا بانه غير عربي ،كما ورد في كتاب (عروبة اإلمام أبي حنيفة النعمان) للدكتور ِ
بدر الدين محمد بن أبي بكر ،بداية املحتاج في شرح املنهاج( ،جاكرتا :دار الكتب العلمية ،) 1990،ج ،1 .ص501 . 123
45
ً
واستنادا إلى مقولة( :أهل مكة أدرى بشعابها) ُتؤكد املَ َ
الح َنفية ،إنه عربي
صادر َ ناجي معروف،
األرومة ،وان ثابت بن املرزبان ،من بني يحيى بن زيد بن أسد ،من عرب األزد الذين هاجروا من
اليمن وسكنوا أرض العراق بعد انهيار سد مأرب جراء سيل العرم وباتوا جزء من نبط العراق.
اإلسلم ،وعلى ذلك يكون أبو حنيفة قد نشأ أول نشأته في بيت إسلمي خالص ،وذلك ما يقرره
ً
العلماء جميعا إال من ال يؤبه لشذوذهم وال يلتفت لكلمهم.
لم يكن عصر اإلمام أبي حنيفة عصر تأليف وتدوين باملعنى املعروف فيما بعد ،بمعنى أن
يخلو العالم إلى نفسه فيكتب أو يملي األشياء الكثيرة ،فلم يكن أبو حنيفة قد فرغ نفسه للتأليف
ّ
واإلملء ،فقد كان يقوم الليل حتى يصبح ،فإذا أصبح صلى الصبح ثم جلس ُي ِعلم الناس حتى
َ
ويعود َ
لينظر في شؤون تجارته ودنياه، يضحي ،ثم ذهب إلى بيته لحاجاته ،ثم يخرج إلى السوق
ً َ ً
ميتا ،أو َ ً
يزور صديقا ،وينام بين الظهر والعصر ،ثم يجلس بعد العصر لتعليم مريضا ،أو يشيع
الناس واإلجابة على أسئلتهم إلى الليل ،وهكذا .والتدريس شغله عن التأليف ،وهو فوق ذلك
مرجع طلب العلم ،يقصدونه من الكوفة والبصرة وداني البلد وقاصيها ،لذا لم تكن ألبي حنيفة
يعتبر مذهب األحناف من املذاهب التي كان لها فضل كبير على الفقه اإلسلمي ،من
خلل تحرير مسائله ،وترتيبها في أبواب ،حيث يعد اإلمام أبو حنيفة أول من دون علم الشريعة
46
ورتبه ً
أبوابا ،ثم تابعه مالك بن أنس في ترتيب املوطأ ،ولم يسبق أبا حنيفة في ذلك أحد ،ألن
124
كتبا. الصحابة والتابعين لم يضعوا في علم الشريعة ً
أبوابا مبوبة ،وال ً
وأما أقوال الحنيفة عن تأخير قضاء رمضان هو قال الحنفية ال تجب الفدية ملن تأخر
قضاء رمضان إلى رمضان القادم عذرا كان أو بغير عذر ،والحامل واملرضع لو كاناعذرا في قضاء
رمضان أم ال فجاء رمضان القادم فل تجب لهما الفدية في كل يوم مذ ،بل تجب له القضاء
ّ
لرمضان الذي تركاه كما قد ذكر في القرآن الكريم .كما قاله الحنفي في فتح القادر :وإن أخره حتى
دخل رمضان آخر صام الثاني قض ى األول بعده وال فدية عليه125.
بهذه العبارة قال الحنفية من
تأخر قضاء رمضان عذرا كان أو بغير عذر فوجب عليه القضاء فقط دون الفدية.
وقال الحنفية عن حكم تأخير قضاء رمضان في املبسوط :فالتأخير عن وقت القضاء
ذكر الحنفية أن التوقيت بين رمضانين يكون زيادة كما قاله فياملبسوط :والتوقيت بين
الرمضانين يكون زيادة ثم هذه عبادة مؤقتة قضاءها ال يتوقت بما قبل مجيئ وقت مثلها كسائر
من هذه العبارة يفهم بأن يجوز قضاء رمضان إلى مجيئ رمضان القادم ،ألن وقت
العبادات127.
القضاء ال يشترط قبل دخول رمضان القادم بسبب سواء عبادة صوم رمضان مع سائر العبادة
األخرى.
محمد أبو زهرة ،أبو حنيفة :حياته وعصره آراؤه وفقهه( ،لبنان :دار الفكر العربي ،)1977 ،ط ،2 .ص27 . 124
كمال الدين محمد بن عبد الواحد السيراس ي ،فتح القادر( ،بيروت :دار الكتب العلمية ،)1995 ،ص360 . 125
كمال الدين محمد بن عبد الواحد السيراس ي ،فتح القادر ،ص361 . 126
شمس الدين الشركس ي ،املبسوط( ،بيروت :دار الكتب العلمية ،)1999 ،ص77 . 127
47
دليل الحنفية في تأخير قضاء رمضان هو حديث عائشة رض ي هللا عنها:
حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا يحيى عن أبي سلمة قال سمعت عائشة رض ي هللا عنها
تقول
كان يكون علي الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقض ي إال في شعبان قال يحيى الشغل من
النبي أو بالنبي صلى هللا عليه وسلم128.
هم يرون بهذا الدليل ،ألن وقت القضاء ليس مقيدا ،فل يلزم القضاء قبل دخول شهر
رمضان القادم ،لكن اختارت عائشة وقت قضاء رمضان في شهر شعبان بحجة أن النبي لم يكن
في حاجة إليها ً
حقا في ذلك الشهر ،ألن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم صام شهر شعبان كله ،وفي
هذا الحديث أيضا لم ّ
يبين وجوب الفدية ملن تأخر في قضاء صيام رمضان ،ولكن الحديث يبين
َ ٌ
عن وقت قضاء عائشة في صوم رمضان .ودليل اآلخر هو قول هللا تعالى في القرآن الكريم :ف ِع ّدة
ْ َ َّ ُ َ
خر129 ِمن أي ٍام أ
في اآلية السابقة ال يذكر متى تكون األيام األخرى ،هكذا هو مطلق ،بمعنى أنه كلما كان
لدى شخص له الوقت للقيام بذلك ،وفي اآلية السابقة أيضا ال تتعلق بتوقيت ألن وقت بين
رمضانين زيادة .ألن الصوم عبادة معينة الوقت ،فقضائها ال يلزم قبل دخول شهر رمضان
اآلتي130.
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن املغيرة البخاري .الجامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا صلى هللا عليه 128
ترجمة من وزارة الدينية اإلندونيسية( ،سماراغ :طه فوترا ،)1971 ،ص44 . 130
48
ً
في تأسيس الفكر األساس ي للمذهب الحنفي في تأخير قضاء صيام رمضان قياسا على
وقت قضاء العبادات األخرى ،كما قال مذهب الحنفي :قضاؤها ال يتوقت بما قبل مجيئ وقت
مثلها كسائر العبادات .بمعنى ال يشترط أن يكون وقت قضاء صيام رمضان قبل دخول الشهر
رمضان القادم مثل أي عبادة أخرى .وبناء على ما سبق يتضح أن املذهب الحنفي يقيس صيام
رمضان على تأخير قضاء العبادة األخرى ألنه في قضاء العبادة األخرى بل حتى السنة القادمة.
بهذا الحال جاز قضاء رمضان بغير عذر دون الفدية131.
من الوصف أعله ،يمكن رؤية طريقة تفكير املذهب الحنفي السماح بتأخير قضاء
رمضان إلى حلول شهر رمضان القادم دون أي سبب .هذا بسبب أساس أو كلم هللا سبحانه
وتعالى عن أمر قضاء الصوم الذي تركها في أيام أخرى ،في تعبير هذه اآلية ال تتبين وقت القضاء
فصفاته مطلق .إلى جانب ذلك هم يقاسون تأخير قضاء رمضان بتأخير قضاء العبادة األخرى
ملوافقة وجود العلة وهي موافقة العبادة في وقت املعينة ،فقضائها ال يؤقت قبل دخول رمضان
القادم ،وألن جاز تأخير عبادة األخرى132.
فتأخير ضاء رمضان جاز فللحامل واملرضع إذا تأخرا في
الظاهرية هو مذهب فقهي ،وقيل منهج فكري وفقهي ،نشأ املذهب في بغداد في منتصف
القرن الثالث الهجري (وبذلك يعد من ضمن الثلث القرون األولى) ،وإمامهم داود بن علي
الظاهري ثم تزعمهم وأظهر شأنهم وأمرهم اإلمام علي بن حزم األندلس ي .وتعد بعض املصادر أن
الظاهرية هو املذهب السني الخامس .املدرسة الظاهرية تنادي بالتمسك وفق رؤيتها بالقرآن الذي
49
هو كلم هللا وسنة الرسول وذلك بحسب الداللة املتيقنة منهما وإجماع الصحابة ،وطرح كل ما
عدا ذلك من األمور التي تعتبرها ظنية كالرأي والقياس واستحسان ومصالح مرسلة وسد الذرائع
وشرع من قبلنا ،فالظاهرية تسعى لتقرير مراد هللا من العباد في اتباع البراهين وهي األدلة الثابتة
من كتاب هللا والسنة وأجماع الصحابة ،وشاع كثيرا أن أتباع املدرسة الظاهرية يقولون بالقياس
الجلي ،وهذا باطل إذ الظاهرية املنتسبون للظاهر ينكرون هذا وعلى رأسهم اإلمام ابن حزم في
املحلى ،وقد نقل ابن الصلح عنهم أنهم ال يقولون به وعد هذا من الشذوذ.
يعتقد الظاهرية أن أصول منهجهم ومدرستهم مستمدة مما كان عليه النبي
محمد وأصحابه من غير زيادة وال نقصان إال ما يعتري البشر من الخطأ والنسيان ،فهم يرون
العمل بالقطعيات املتيقنات وترك الظنون واآلراء (ذهب بعضهم بجواز األخذ بغالب الظن)ألن
القطعيات هي ما أجمعت عليه األمة وهو اليفي أبدا في إثبات األدلة من السنن الثابتة ،فالشريعة
عندهم هي ما أمر هللا ورسوله بحيث نقطع أنه مرادهما ،وهذا ما يلزم جميع األمة بحسب
منهجهم .بينما يعتقد مخالفوهم أنهم اخترعوا هذا املنهج وخالفوا فيه جماهير علماء اإلسلم
فبينهم من يخرج الظاهرية من عموم العلماء ومنهم من يعتقد بأنهم من علماء األمة ويقبل
133
اجتهادهم وأنهم يدخلون في اإلجماع وينخرم اإلجماع من دونهم.
أما الحائض ،والوالدة ،والنفساء ،بطل صومهن على الرغم أن ذلك حدث في األخيرة بعد
العصر ،وكان عليهن قضاء الصوم في األيام اآلخر .كما قال أبو الزناد :إن السنن ووجوه الحق
عبد الهادي ،تاريخ أهل الظاهر( ،القاهرة :دار اآلفاق العربية ،)1999 ،ص97 . 133
50
لتأتي كثيرا على خلف الرأي ،فما يجد املسلمون بدا من اتباعها ،من ذلك أن الحائض تقض
الصيام وال تقض الصلة135.
ً
متسعا من الوقت وكفارات قضاء صيام رمضان ال يشترط في قضائه معجل ،بل ُيعطى
الصيام .كما رويت عائشة رض ى هللا عنها من حديث أحمد ومسلم أنها ذكرت قضاء صومها في
شهر شعبان ،لم تقض عائشة صيامها على الفور مع أنها تمكن من ذلك136.صيام القضاء
كصيام األداء .أي أن عدد األيام يجب أن يكون هو نفسه ،وال ُيسمح بإضافته .والفرق بين
ََ ْ َ َ ُ
ان ِم ْنك ْمالقضاء واألداء أن القضاء يجوز أن ال يتتابع في رتبته ،كما يقول هللا تعالى" :فمن ك
َ ُ َ َ َ ٌ َ ً َ َ
يضا أ ْو َعلى َسف ٍر ف ِع َّدة ِم ْن أ َّي ٍام أخ َر" 137.واملقصود :أن املرض ى أو املسافر ،ثم أفطر ،فيصوم م ِر
ً ً
أياما خارج رمضان متوالية أو غير متتالية؛ ألن هللا لم يضع حدا للتسلسل ،كما رواه الدرقطني
عن ابن عمر أن النبي صلى هللا عليه وسلم في قضاء رمضان" :إن شاء فرق إن شاء تابع"138.
إذا كان الناس تأخر في قضاء رمضان حتى يأتي رمضان مرة أخرى ،فعليه أن يقض ي
ً
صيام رمضان تلك السنة أوال ،ثم يقض ي صيام العام املاض ي ،وال يجب عليهم الفدية .كما قاله
مذهب الحنفي .وأما اإلمام مالك ،والشافعي ،وأحمد ،وإسحاق فل يجب عليهم دفع الفدية إذا
وجد فهم عذرا .وأما إذا كان التأجيل أو التأخر متعمدا ،ليس بسبب مانع ،فإنهم دفع الفدية مع
القضاء .ولكن هم اليذكرون الدليل في قضيتهم ،لذالك قال املذهب الظاهري بدون الفدية كما
قاله الحنفي139.
محمد ناصر الدين الباني ،مختصرصحيح البخاري( ،جاكرتا :فوستاكا عزم ،)2007 ،ج ،2.ص489 . 135
136سيد سابق ،فقه السنة( ،جاكرتا الشرقية ،االعتصام جاهايا أمة ،)2010 ،ثص674 .
51
.2القول الثاني الذين يقولون بأن حكم تأخير قضاء صوم رمضان للحامل واملرضع هو
القضاء والفدية ،والقائلون بهذا القول هم من جمهور الفقهاء من مذاهب املالكية ،والشافعية،
وأما اإلمام مالك هو أبو عبدهللا مالك بن أنس بن مالك شيخ اإلسلم ،حجة األمة ،مفتى
الحجاز ،فقيه األمة ،سيد األئمة ،وثانى األئمة األربعة عند أهل السنة والجماعة ،وصاحب
ً ُ
اشتهر بعلمه الغزير وقوة حفظه للحديث النبوى ُّ
وتثبته فيه ،وكان معروفا بالصبر
والذكاء والهيبة والوقار واألخلق الحسنة ،وقد أثنى عليه ٌ
كثير من العلماء منهم اإلمام الشافعى
بقوله" :إذا ُذكر العلماء فمالك النجم ،ومالك حجة هللا على خلقه بعد التابعين"ُ .وي ُّ
عد كتابه
ّ
وأصحها ،حتى قال فيه اإلمام الشافعي" :ما بعد "املوطأ" من أوائل كتب الحديث النبوى وأشهرها
ِ
ً كتاب هللا تعالى ٌ
كتاب ُ
أكثر صوابا من موطأ مالك" .وقد اعتمد اإلمام مالك فى فتواه على عدة
مصادر تشريعية هي :القرآن الكريم ،والسنة النبوية ،واإلجماع ،وعمل أهل املدينة ،والقياس،
ُولد اإلمام مالك سنة 93هـ ،باملدينة املنورة فى خلفة سليمان بن عبدامللك ونشأ فى بيت
ً
كان مشتغل بعلم الحديث واستطلع اآلثار وأخبار الصحابة وفتاواهم ،فحفظ القرآن الكريم،
ُّ
ثم اتجه إلى حفظ الحديث النبوى وتعل ِم الفقه اإلسلمي ،ثم اقترح على أهله أن يذهب إلى
مجالس العلماء ليكتب العلم ويدرسه ،كما أخذ ايضا عن كثير من غيره من العلماء كنافع مولى
ابن عمر وابن شهاب الزهري ،وبعد أن اكتملت د استه لآلثار ُ
والفتيا ،وبعد أن شهد له سبعون ر
52
ً ً
شيخا من أهل العلم أنه موضع لذلك ،اتخذ له مجلسا فى املسجد النبوى للدرس واإلفتاء ،وكان
فى املكان الذى كان عمر بن الخطاب يجلس فيه للشورى والحكم والقضاء ،وهو املكان الذى كان
يوضع فيه فراش النبى محمد إ ذا اعتكف وقد ُعرف در ُسه بالسكينة والوقار واحترام األحاديث
ُ
يتحرز أن ُيخطئ فى إفتائه ُوي ُ
كثر من قول "ال أدري" ،وكان يقول" :إنما أنا النبوية وإجللها ،وكان
بشر أخطئ وأصيب ،فانظروا فى رأيي ،فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوا به ،وما لم يوافق
الكتاب والسنة فاتركوه" .كما كان ينهى عن الجدال فى الدين ويقول" :املراء والجدال فى الدين
َ ً ً ً
يذهب بنور العلم من قلب العبد" .كان صبورا مثابرا ،مغالبا لكل الصعاب ،غال َب الفقر حتى باع
.140
أخشاب سقف بيته فى سبيل العلم
ْ والفقهاء ّ
متفقون على ّأن الحامل واملرضع ُلهما أن تفطرا في رمضانِ ،بشرط أن تخافا
ْ َ ْ ْ ْ على أنفسهما أو على ولدهما ْاملرض ْأو زيادتهَ ،أو ّ
الضرر ِأو الهلك ،فالولد من الحامل بمنزلة ِ ِ
ّْ ْْ ْْ ْ َ
ويج ُب
عضو منها ،فاإلشفاق عليه من ذلك كاإلشفاق منه على بعض أعضائها ،قال الدر ِديرِ :
وصرحشديد أذى ،ويجوز ْإن خافتا عليه املرض أو زيادتهّ ، ْ ْ ْ
يعني :الفطر ِإن خافتا هلكا أو ِِ
ْ بأن ْالحمل مرض حقيقةّ ، كية ّاملال َ
والرضاع في حكم املرض .ويلزم القضاء قبل دخول رمضان
القادم ،فإن لم تتمكن من القضاء قبله فاقض بعده ،وال تلزم فدية بسبب التأخير للعذر ،وأما
ي حتى دخل رمضان فإنه يلزمك مع القضاء فدية عن كل يوم141. إن تمكن من القضاء ولم تقض
وأما دليل املالكية بأن تجب الفدية ملن تأخر في قضاء رمضان هو:
أحمد فريد ،من أعالم السلف( ،املدينة :دار التراث) ،ص4 . 140
أبو العباس بن محمد بن حجرالهيتمي ،الفتاوى الكبرى( ،بيروت :دارالكتب العلمية ،)2002 ،ج ،1 .ص158 . 141
53
حدثني عن مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه انه كان يقول :من كان عليه قضاء
رمضان فلم يقصه وهو قوي علي صيامه حتى جاء رمضان أخر فإنه يطعم مكان كل يوم مسكينا
مد من حنطة ،وعليه مع ذلك القضاء142.
وبهذا يقول املالكية أن تأخير قضاء الصيام حتى مجيئ شهر رمضان القادم بدون عذر
شرعي فوجب عليه قضاء الصوم وإطعام املسكين كل يوم مد .االلتزام بتوفير الطعام لكل يوم مد
جانب القضاء قياسا على من يجب عليه الفدية كالعاجز في بدله حتى جاء رمضان القادم.
والعاجز هو كبار السن أو مريض فيشفي ولم يستطع قضائه ،فهؤالء يلزمون إطعام مسكين كل
ووضحت اآلية السابقة على وجوب الفدية ملن له مشقة في أداء الصوم فدفع فدية
إطعام املسكين ،وملن لم يكن لديه وقت لقضاء صوم رمضان حتى حلوله رمضان املقبل دون أي
ّ ُ 144
وإن أ ِخر عذر أو مشقات ،وملن له مشقة في أداء الصوم أو بمن فيهم أو غير قادر على الصوم.
ّ ّ ّ
إثم ،وإنما القضاء القضاء إلى حين دخول رمضان التالي ،وكان التأخير ٍ
لعذر ما ،فل يترتب أي ٍ
ّ
فقط ،وإن لم يستطع القضاء؛ بسبب العذر ،فل ش يء عليه باتفاق العلماء ،كاملرض ،والحمل،
ّ
والجهل بوجوب القضاء ،أو نسيانهَ ،ومن أخر قضاء ما أفطره في رمضان حتى دخول رمضان
محمد عبد البقيع يوسف الزرقني املصري املالكي ،شرح الزرقني( ،بيروت :دار الكتب العلمية ،)1995 ،ص256 . 142
أبي يحي زكريا األنصاري ،فتح الوهاب( ،سماراغ :طه فوترا ،)1971 ،ج ،1 .ص123 . 144
54
ّ ُ ّ ً
آثما ،ويجب عليه القضاءّ ،
145أما الفدية؛ فجمهور أهل العلم على عذر ،فإنه يعد
آخر بغير ٍ
ٍ
وجوبها إضافة إلى القضاء ،وتكون بإطعام مسكين عن ّ
كل يوم146.
ٍ ٍ
أكثر الرواة على أن الشافعي قد ولد بغزة الشام ،وعلى ذلك اتفق رأى الجمهور الكبرى من
مؤرخى الفقهاء ،وكاتبى طبقاتهم ،ولكن وجد بجوار هذه الرواية التي اعتنقها هذه الكثرة من يقول.
انه ولد بعسقلن وهي على بعد ثلثة فراسخ من غزة ،بل وجد من يتجاوز الشام الى اليمن ،فيزعم
انه ولد باليمن ولكن الكثرة قد علمت ما رجحت ،ولقد حاول بعضهم الجمع بين هذه الروايات
فذكر أن معنى رواية والدته أنه ولد باليمن فنشأ بعسقلن وغزة ،وعسقلن كلها من قبائل اليمن،
وبطونها .وقد اتفقت الروايات على أنه ولد سنة ،150وهي السنة التي توفي فيها اإلمام أبو
حنيفة ،وما كانت هذه الزيادة إال ليقول الناس مات إمام ،فجاء في ليلة موته إمام آخر ،وما لذلك
فصل جدا.
وقد نشأ من أسرة فقيرة كانت مشردة بفلسطين ،وكانت مقيمة بألحياء اليمنية منها،
ولقد روى عن الشافعي عدة روايات تدل على أن أباه مات صغيرا ،وأن أمه انتقلت به إلى مكة،
خشية أن يضيع نسبه الشريف .فلقد جاء في معجم ياقوت في إحدى الروايات عن الشافعي أنه
قال "ولدت بغزة سنة خمسين ومائة ،وحملت إلى مكة وأنا ابن سنتين" وروى عنه أنه وصل إلى
مكة وهو فيالعاشرة ،فلقد قال الخطيب في تاريخ بغداد بسند متصل إلى الشافعي أنه قال:
"ولدت باليمن فخافت أمي على الضيغة ،وقالت ألحق بأهلك فتكون مثلهم ،فإني أخاف بأهلك
فتكون مثلهم ،فإني أخاف أن تغلب على نسبك ،فجهزتني إلى مكة فقدمتها وأنا يومئذ ابن عشر أو
محمد عبد البقيع يوسف الزرقني املصري املالكي ،شرح الزرقني، 145
عبد الرحمن الجزيري ،الفقه على املذاهب األربعة( ،بيروت :دار الكتب العلمية ،)2003 ،ط ،2 .ج ،1 .ص521 . 146
55
شبه بذلك ،فصرت إلى نسيب لي وجعلت أطلب العلم ،والشك أن بين الروايتين تعارضا في
الظاهر ،وقد يمكن الجمع بينهما بانها كانت تتردد بين مكة وأحياء قومها اليمن بفلسطين ،وأن
االنتقال األول كان ،وهو ابن سنتين لتعرف أهله به ،وتنيبه إليهم ،وأن انتقاله وهو ابن عشر
ليقيم بين 1ويه يتثقف بثقافتهم ،ويعيش بينهم ويكو منهم .توفي اإلمام الشافعي ليلة الجمعة بعد
صلة العشاء ،في آخر يوم من رجب ،عام 204هجري ،وقد دفن في مقبرة املقطم بمصر ،وقيل
إن سبب موته هو إصابته بمرض البواسير ،والذي اشتد عليه في أواخر أيامه147.
ُ ّ
الشافعية بوجوب إفطار الحامل أو املرضع إن خافتا على نفسيهما ،أو ولدهما ،أو وقال
ّ ُ
الفدية ،إال في حالة الخوف كليهما الضرر الشديد الذي ال يحتمل ،ويجب عليهما القضاء دون ِ
ُ ً ُ ُ
سواء كانت املرضعة أ ّما ،أو ً والفدية ،وال يختلف الحكم على ولدهما فقط؛ فتلزمان بالقضاء ِ
تعين عليها اإلرضاع ،فإن ُو ِجدت حل وجوب الف ْطر على املُرضع إن ّ عةَ ،وم ّ ُ ّ ً ً
ُمستأجرة ،أو متبر
ِ
ّ 148
واستدلوا على رأيهم بقول هللا - غيرها ،جاز لها اإلفطار ،وجاز لها الصيام مع ترك اإلرضاع،
يضا َأ ْو َع َلى َس َفر َفع َّد ٌة ّم ْن َأ َّيام ُأ َخ َر َو َع َلى َّالذ َ
ين
َ َّ ً َّ ْ ُ َ َ َ َ َ ُ
نكم َّمر ًات فمن كان ِم
ِ ٍ ٍ ِ ِ ِ تعالى( :أياما معدود ٍ
ألنهما من الذين ُيط ُيق َون ُه ف ْد َي ٌة َط َع ُام م ْسكين)؛149فعموم اآلية يشمل الحامل واملُرضع؛ ّ
ِ ِ ٍ ِ ِ
يستطيعون الصيام150.
وقال اإلمام الشافعي في كتابه شرح األم ،فإن املرض ى والعاجز واملسافر والحامل واملرضع
الذين لهم مشقة في قضاء رمضان حتى جاء رمضان املقبل ،ال يلزمه إال القضاء فقط دون
ّ
املالكية، الفدية ،ولكن إن عبثوا في قضائها فوجب عليهم القضاء والفدية .و ّ
تعددت آراء علماء
نجاح شاهر سعد الغضباني ،منهج اإلمام الشافعي في كتابه األم( ،بيروت :دار الكتب العلمية ،)1998 ،ص 11 147
أبي عبد هللا محمد بن إدريس الشافعي ،األم( ،لبان :دار الفكر ،)1995 ،ج ،3 .ص113 . 148
149سورةالبقرة184 :
شمس الدين محمد بن أبي العباس ،نهاية املختار( ،بيروت :دار الفكر ،)1995 ،ج ،3 .ص196 . 150
56
الفدية على اإلفطار في رمضان في حكم تكرار الفدية بتكرار ُّ ّ
والشافعية ،والحنابلة القائلين بترتب ِ
ً
آتيا151: َ
األعوام ،وذهبوا في ذلك إلى قولين ،بيانهما
هو أبو عبدهللا أحمد بن محمد بن حنبل بن هلل بن أسد الشيباني ،ولد أحمد رض ي
هللا عنه في شهر ربيع األول سنة 164ه ،وكانت وفاته في نفس الشهر سنة 241ه ،وهو عربي
األصل ،شيباني في نسبه ألبيه وأمه ،وشيبان قبيلة من ربيعة ،عدنانية ،اشتهرت باألباء ،والهمة،
والصبر ،كانت منازلها بالبصرة وباديتها .وأبوه محمد بن حنبل ،وجده حنبل بن هلل ،وقد نشأت
أبي عبد هللا محمد بن إدريس الشافعي ،األم ،ص115 . 151
رجاء بن عابد املطرفي ،الكفارات في الفقه اإلسالمي( ،املدينة املنورة :مكتبة امللك فهد الوطنية ،)2008 ،ط ،1.ص293 . 153
57
أسرته بالبصرة إال أن جده قد انتقل إلى خراسان ،وكان واليا على سرخس في العهد األموي ،ثم
انضم إلى صفوف الدعوة العباسية ،وأوذو في ذلك وانتقلت األسرة بعد هذا إلى بغداد حيث كانت
والدة أحمد.
وكانت بغداد التي نشأ فيها أحمد حاضرة العالم اإلسلمي ،ومعهدا للعلوم املختلفة
الشرعية ،واللغوية ،والعقلية ،تموج بأنواع املعارف والفنون ،وتزخر باملشارب املختلفة ،واألفكار
املتباينة ،وقد اختارت أسرة أحمد له منذ صباه أن يتجه لخدمة الدين ،فحفظ القرآن وتزود من
علوم العربية وظهرت املعيته وعرف بين أقرانه ورفاقه بالتقوى واالستقامة ،وحسن الخلق ،وملا
شب غن الطوق وجد أمامه في بغداد منهجين لطلب الشريعة ،أحدهما :منهج الفقه ،واآلخر
منهج الحديث ،فراد طريق الفقهاء بادئ ذي بدء على مذهب أهل الرأي ،وأخذ عن القاض ي أبي
يوسف صاحب أبي حنيفة ،ثم مال من بعد إلى طريق املحدثين وانصرف إلى الحديث وإن لم
155
ينقطع انقطاعا كاملن عن الفقه.
ْ ّ
ترخيص الفطر لهما:
ِ كاملريض ودليل
ِ ونص الحنابلة على كراهة صوم الحامل واملرضع،
ََ ْ َ َ َ ً َ َ َ َ ٌ َ ُ َ
يضا أ ْو َعلى َسف ٍر ف ِع َّدة ِم ْن أ َّي ٍام أخ َر) وليس املراد من املرض صورته ،أو عين املرض، (ومن كان م ِر
ذكر ْاملرض كناية عن أمر ّ
يضر
ْ
الصوم ليس له أن يفطر ،فكان يضره ّ فإ ّن املريض ّالذي ال ّ
ِ ِ
ْ ّ
الصوم معه ،وهو معنى املرض ،وقد وجد هاهنا ،فيدخلن تحت رخصة اإلفطار
ّ
مناع القطان ،تاريخ التشريع اإلسالمي التشريع والفقه( ،الرياض :مكتبة املعارف 1417 ،ه 1996 -م) ط ،2 .ص378 . 155
58
ّ
موقوف على أبي هريرة ،أي أنه ِمن كلمه هو ،ونسبة هذا إلى رسول هللا ـ صلى هللا عليه وسلم
وهو:
عن أبي هريرة عن النبي صلى هللا عليه وسلم في رجل مرض في رمضان فافطر ثم ّ
صح ولم
يصم حتى أدركه رمضان آخر فقال يصوم الذي أدركه ثم يصوم الشهر الذي أفطر فيه ويطعم
كل يوم مسكينا156.
ً
وبناء على الحديث السابق ،قال العلماء أنه إذا تأخر قضاء صيام رمضان حتى حلول
شهر رمضان في القادم دون عذر فوجب عليه إطعام املسكين لكل يوم مد .ألنه حسب قولهم
ذلك الشخص ال يحترم شهر رمضان أو من ال يحترمه واحتقروا شهر رمضان .وإذا عبث صوم
رمضان فله إثم؛ ألن دين القضاء أوجب على الكمال وصوم القضاء دين على هللا فل تضيعه
أبدا157.
ُ
واألندلس أبو عمرو ُ َّ
عبد الرحمن هو اإلمام الحافظ إمام بيروت وسائر الشام واملغرب
ُ بن عمرو بن ُيحمد األوزاعي .فقيه ُوم ّ
حدث وأحد تابعي التابعين وإمام أهل الشام في زمانه .أضيف
َّ ُ ُ
إلى ألقابه في العصر الحديث لقب إمام العيش املشترك في لبنان ِملا مثلته مواقفه في عصره من
ُ َّ
تسامح مع النصارى واليهود من أهل الشام ،ول ِّقب ِبشفيع النصارى ِملوقفه الحازم في ُمواجهة والي
العباس ي أبي جعفر املنصور ،اللذين عزما على إجلء أهالي جبل لبنان النصارى َّ
الشام والخليفة َّ
العباسيين َّ
وشقت عصا الطاعة ،فرفض األوزاعي إجلء وتمردت على َّ
بعد أن ثارت جماعة منهم َّ
156محمد الشوكاني ،سنن أبي داوود( ،سماراغ :الشفاء ،)1994 ،ص540 .
157محمد شمس الدين الحق العظيم آبدي ،عون املعبود شرح سنن أبي داوود( ،لبنان :دار الكتب العلمية ،)2000 ،ج.
،6ص306 .
59
الخلفة بعناد ُم ً َّ ً ُّ
ذكرا أهل ِ هؤالء ك ِلهم طاملا أن فئة منهم فقط كانت من ثارت ،ووقف بوجه ِ
ُ السلطة بالعدل بين الناس َُّ
وأن خطأ فئة ال يستوجب ُمعاقبة الجماعة ،فأبطل هذا القرار،
.158
السلطة ،وحفظوا ِلألوزاعي جميله وسلم أهالي جبل ُلبنان من ُّ
تعسف ُ
َّ
البقاعية ً
يتيما وعلى األرجح ُولد األوزاعي في بعلبك ،وعاش فترة من صباه في قرية الكرك
وتنقل بين حلب فقيراُ ،ث َّم انتقل مع ُأ ّمه إلى بيروت .وكان قبل ذلك قد عاش مع عائلته في دمشقَّ ،
ً
ِ
َّ ً
نسبة إلى «األوزاع» وهي قبيلة َّ ُ
حميرية يمنية وحماة وقنسرين وسواها .أطلق عليه اسم «األوزاعي»
ُ
من بطن ذي الكلع من قحطان .نزل أفر ٌاد منها في دمشق قرب باب الفراديس ،وقد أطلق على
والعلماء ً
والفقهاء ُ ُ
املؤرخون ُ
شيئا عن والد املنطقة التي نزلوا فيها اسم قرية «األوزاع» .لم يذكر
اإلمام األوزاعي باستثناء ما أشار إليه اإلمام نفسه ،وال عن والدته أو أخواله ،غير َّأنهم أشاروا إلى
َّ
والثابت َّأن ُه َّ َّأنه كان له ٌّ
ّ
وصبي واحد ،وكان له
ٍ مرة ،و ُرزق ِبثلث بنات
تزوج أكثر من َّ عم واحد،
159
حفيدين من بناته ِبحسب الظاهر.
فرع في مذاهب العلماء فيمن أخر قضاء رمضان بغير عذر حتى دخل رمضان آخر قد
ذكرنا أن مذهب الشافعي أنه يلزمه صوم رمضان الحاضر ثم يقض ي األول ويلزمه عن كل يوم
فدية ،وهي مد من طعام ،وبهذا قال ابن عباس وأبو هريرة وعطاء بن أبي رباح والقاسم بن محمد
والزهري واألوزاعي ومالك والثوري وأحمد وإسحاق ،إال أن الثوري قال :الفدية مدان عن كل يوم،
وقال الحسن البصري وإبراهيم النخعي وأبو حنيفة واملزني وداود :يقضيه وال فدية عليه ،أما إذا
دام سفره ومرضه ونحوهما من األعذار حتى دخل رمضان الثاني فمذهب الشافعي أنه يصوم
أحمد بن يحيى بن جابر البلذري ،فتوح البلدان( ،لبنان :دار ومكتبة الهلل ،)1988 ،ج ،2 .ص167 . 158
حسان علي حلق ،موسوعة العائالت البيروتية( ،لبنان :دار النهضة العربية ،)2010 ،ط ،1 .ص51 . 159
60
وحكاه ابن املنذر عن طاوس والحسن البصري والنخعي وحماد بن أبي سليمان واألوزاعي
وابن عمر وسعيد بن جبير وقتادة :يصوم رمضان الحاضر عن الحاضر ،ويفدي عن الغائب وال
قضاء عليه .فرع في مذاهبهم في تفريق قضاء رمضان وتتابعه قد ذكرنا أن مذهبنا أنه يستحب
تتابعه ويجوز تفريقه ،وبه قال علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل وابن عباس وأنس وأبو هريرة
واألوزاعي والثوري وأبو حنيفة ومالك وأحمد وإسحاق وأبو ثور رض ي هللا عنهم ،وعن ابن عمر
وعائشة والحسن البصري وعروة بن الزبير والنخعي وداود الظاهري أنه يجب التتابع ،قال داود:
هو واجب ليس بشرط ،وحكى صاحب البيان عن الطحاوي أنه قال :التتابع والتفريق سواء ،وال
فضيلة في التتابع161.
فقول األوزاعي من تأخر قضاء رمضان بغير عذر فيجب عليه الفدية بدليل حديث أبي
هريرة رض ي هللا عنه كما ذكر في السابق ،وأما إذا وجد فيه العذر فل يجب عليه الفدية كما قاله
الحنبلي واملالكي والشافعي ،وال يشترط األزاعي التتابع في أيام قضائه بل يجوز تفرقه.
باعتبار العبارة السابقة ،رأى الباحث أن الرأي الراجح هو من مذهب الحنبلي واملالكي
والشافعي وهو من تأخر قضاء صوم رمضان تخصيصا للحامل واملرضع فعليهما الفدية لكل يوم
ّ ّ
مد ،إذا تأخرا قضائهما بغير عذر .أما إذا عذرا في قضائه كالحامل أيضا بعد النفاس أو ترضع إلى
مجيئ رمضان املقبل أو غير ذلك من املشقات األخرى فل يجب عليهما دفع الفية في تأخر
قضائهما .بدليل:
أبو زكريا محي الدين يحي بن شرف النواوي ،املجموع شرح املهذب( ،بيروت :دار الكتب العلمية ،)1997 ،ج 6 .ص413 . 160
أبو زكريا محي الدين يحي بن شرف النواوي ،املجموع شرح املهذب ،ص415 . 161
61
حدثني عن مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه انه كان يقول :من كان عليه قضاء
رمضان فلم يقصه وهو قوي علي صيامه حتى جاء رمضان أخر فإنه يطعم مكان كل يوم مسكينا
مد من حنطة ،وعليه مع ذلك القضاء162.
وبهذا الدليل أن تأخير قضاء الصيام حتى مجيئ شهر رمضان القادم بدون عذر شرعي
فوجب عليه قضاء الصوم وإطعام املسكين كل يوم مد .االلتزام بتوفير الطعام لكل يوم مد جانب
القضاء قياسا على من يجب عليه الفدية كالعاجز في بدله حتى جاء رمضان القادم .والعاجز هو
كبار السن أو مريض فيشفي ولم يستطع قضائه ،فهؤالء يلزمون إطعام مسكين كل يوم مد.
محمد عبد البقيع يوسف الزرقني املصري املالكي ،شرح الزرقني ،ص256 . 162
62
الباب الرابع
الخاتمة
لقد ّ
مر الباحث هذه الرسالة بعون هللا عز وجل .وهلل الحمد على ما من به عليه في دراسة
سنة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم .وتوصلت اآلن إلى البحث األخير من هذه الرسالة وهو
. 1معنى القضاء :هو قيام املسلم بأحد العبادات في غير وقتها ،والتي لم يستطع تأديتها في
وقتها املحدد بسبب عذر شرعي معين أو بغير عذر شرعي ،فقضاء الصلة :أداء الصلة في غير
يأت بها في وقتها ،وقضاء الصيام :أداء الصيام في غير وقته من شهر رمضان املبارك
وقتها ملن لم ِ
ملن لم يأتي به في وقته .تعريف ومعنى قضاء الصيام في معجم العربي هو أداؤه في وقت غير وقته
املفروض أي في أيام غير أيام ،وفي املصطلحات الفقهية بمعنى أداؤه في وقت غير وقته املفروض
.ويتعلق القضاء بالصلة والصيام بحاالت عديدة ،كالسفر؛ في حال كان الشخص
ً
مسافرا يجوز له أن يفطر في رمضان ،وبعد ذلك يتوجب عليه صيام األيام التي أفطرها بعد شهر
ً ً ً
رمضان .واملريض؛ بحيث يكون الشخص مريضا مرضا شديدا ال يمكنه معه الصيام ،قال تعالى:
َ ُ َ َّ ُ َ َ َ الص َي ُام َك َما ُكت َب َع َلى َّالذ َ َ(يا َأ ُّي َها َّالذ َ
ين َآم ُنوا ُكت َب َع َل ْي ُك ُم ّ
ين ِمن ق ْب ِلك ْم ل َعلك ْم ت َّت ُقون* أ َّي ًاما ِ ِ ِ ِ ِ
ٌ َ يضا َأ ْو َع َلى َس َفر َفع َّد ٌة ّم ْن َأ َّيام ُأ َخ َر ۚ َو َع َلى َّالذ َ
ين ُي ِط ُيقون ُه ِف ْد َية نكم َّمر ً ََ َ َ ُ ُ َ
ِ ٍ ِ ِ ٍ ِ ات ۚ فمن كان ِم َّم ْعدود ٍ
ُ َ َ َ َ َ َ َ َّ َ َ ْ ً َ ُ َ َ ْ ٌ َّ ُ َ َ َ ُ ُ َ َّ ُ َ
وموا خ ْي ٌر لك ْم ۖ ِإن ك ُنت ْم ت ْعل ُمون) .والحيض ط َع ُام ِم ْس ِك ٍين ۖ فمن تطوع خيرا فهو خير له ۚ وأن تص
63
والنفاس؛ يجوز للحائض والنفساء اإلفطار في شهر رمضان ،والحامل واملرضع التي قد يؤثر
الصيام على صحة مولودها؛ بشرط القضاء بعد انتهاء شهر رمضان املبارك .النسيان والنوم
واإلغماء؛ إذا فات موعد الصلة بسبب النسيان أو النوم ،أو اإلغماء؛ فإنه يجب قضاء الصلة
.2قال الحنفية ال تجب الفدية ملن تأخرقضاء رمضان إلى رمضان القادم عذرا كان أو
بغير عذر ،والحامل واملرضع لو كاناعذرا في قضاء رمضان أم ال فجاء رمضان القادم فل تجب
لهما الفدية في كل يوم مذ ،بل تجب له القضاء لرمضان الذي تركاه ،و دليل الحنفية في تأخير
قضاء رمضان هو حديث عائشة رض ي هللا عنها :حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا يحيى
عن أبي سلمة قال سمعت عائشة رض ي هللا عنها تقول كان يكون علي الصوم من رمضان فما
أستطيع أن أقض ي إال في شعبان قال يحيى الشغل من النبي أو بالنبي صلى هللا عليه وسلم.
يقول املالكية أن تأخير قضاء الصيام حتى مجيئ شهر رمضان القادم بدون عذر شرعي
فوجب عليه قضاء الصوم وإطعام املسكين كل يوم مد .االلتزام بتوفير الطعام لكل يوم مد جانب
القضاء قياسا على من يجب عليه الفدية كالعاجز في بدله حتى جاء رمضان القادم .والعاجز هو
كبار السن أو مريض فيشفي ولم يستطع قضائه ،فهؤالء يلزمون إطعام مسكين كل يوم مد .كما
ٌ َ َ وقع في القرآن الكريم"َ :و َع َلى َّالذ َ
ين ُي ِط ُيقون ُه ِف ْد َية ط َع ُام ِم ْس ِك ٍين". ِ
وقال اإلمام الشافعي في كتابه شرح األم ،فإن املرض ى والعاجز واملسافر والحامل واملرضع
الذين لهم مشقة في قضاء رمضان حتى جاء رمضان املقبل ،ال يلزمه إال القضاء فقط دون
َ َّ ُ
الفدية ،ولكن إن عبثوا في قضائها فوجب عليهم القضاء والفدية ،بدليل قزل هللا تعالى" :ال ُيك ِلف
َّ َّ َ
الل ُـه ن ْف ًسا ِإال ُو ْس َع َها".
64
َ ّ ً
يوجب فدية على من أخر قضاء ما فاته من رمضان ،حتى دخل ورأى الحنابلة بأن ِ
ّ
الفدية ،وهي إطعام ِمسكين عن كل
رمضان الذي بعده ،كما قال املالكية والشافعية .وتتأكد هذه ِ
ُّ وع ً يوم بما َيكفيه َغ ً
داء َ
شاء ،إذا كان تأخير القضاء لغير عذر ،واستدلوا على هذا الحكم بحديث
ّ
موقوف على أبي هريرة ،أي أنه ِمن كلمه هو ،ونسبة هذا إلى رسول هللا ـ صلى هللا عليه وسلم
وهو :عن أبي هريرة عن النبي صلى هللا عليه وسلم في رجل مرض في رمضان فافطر ثم ّ
صح ولم
يصم حتى أدركه رمضان آخر فقال يصوم الذي أدركه ثم يصوم الشهر الذي أفطر فيه ويطعم
قال الظاهري إذا كان الناس تأخر في قضاء رمضان حتى يأتي رمضان مرة أخرى ،فعليه
ً
أن يقض ي صيام رمضان تلك السنة أوال ،ثم يقض ي صيام العام املاض ي ،وال يجب عليهم الفدية.
بدليل رواية عائشة رض ى هللا عنها من حديث أحمد ومسلم أنها ذكرت قضاء صومها في شهر
شعبان ،لم تقض عائشة صيامها على الفور مع أنها تمكن من ذلك.
فقول األوزاعي من تأخر قضاء رمضان بغير عذر فيجب عليه الفدية بدليل حديث أبي
هريرة رض ي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم في رجل مرض في رمضان فافطر ثم ّ
صح ولم
يصم حتى أدركه رمضان آخر فقال يصوم الذي أدركه ثم يصوم الشهر الذي أفطر فيه ويطعم
كل يوم مسكينا ،.وأما إذا وجد فيه العذر فل يجب عليه الفدية كما قاله الحنبلي واملالكي
.3باعتبار العبارة السابقة ،رأى الباحث أن الرأي الراجح هو من مذهب الحنبلي واملالكي
والشافعي وهو من تأخر قضاء صوم رمضان تخصيصا للحامل واملرضع فعليهما الفدية لكل يوم
ّ ّ
مد ،إذا تأخرا قضائهما بغير عذر .أما إذا عذرا في قضائه كالحامل أيضا بعد النفاس أو ترضع إلى
65
مجيئ رمضان املقبل أو غير ذلك من املشقات األخرى فل يجب عليهما دفع الفدية في تأخر
قضائهما .بدليل:
حدثني عن مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه انه كان يقول :من كان عليه قضاء
رمضان فلم يقصه وهو قوي علي صيامه حتى جاء رمضان أخر فإنه يطعم مكان كل يوم مسكينا
ب .االقتراحات
وفي نهاية البحث ،ال يدعي الباحث الكمال في هذا البحث ،ففيه النقصان واألخطاء
العديدة من الكتابة أو املعلومات أو االستنباط أو ما أشبه ذلك في مضمون هذا البحث .فإن
املرء وإن بذل جهده منتهى املستطاع ،فإنه لن يبلغ درجة الكمال .لذالك يرجو الباحث
.1نشأة االجتماعية لحكم تأخير قضاء رمضان للحامل واملرضع عند املذاهب الستة مع ذكر
أدلتهم وفقا للشريعة اإلسلمية من خلل ممارسة نساء الحامل واملرضع في إندونيسيا.
.2قديم دراسات علمية لواضعي السياسات مثل مجلس علماء إندونيسيا ) (MUIفي وضع اللوائح
.3قديم النسخة العلمية لجامعة شريف هداية هللا اإلسلمية الحكومية جاكرتا في االقتراح على
حكم تأخير قضاء رمضان للحامل واملرضع عند املذاهب الستة (لطالبات والهيئات ومحاضرات)
66
67
املصادر واملراحع
آبدي ،محمد شمس الدين الحق العظيم ،عون املعبود شرح سنن أبي داوود ،لبنان :دار الكتب
العلمية2000 ،
ابن أبي بكر ،بدر الدين محمد ،بداية املحتاج في شرح املنهاج ،جاكرتا :دار الكتب
العلمية1990،
ابن العودة ،حسين ،املوسوعة الفقهية الكويتية ،القاهرة :دار الصفوة1993 ،
اإلسلمية 2018م
آفندي ،أحمد ،ترك صوم رمضان للحامل واملرضع عند الشافعية والحنفية ،بكلية الشريعة
أندي ،رافي ،الصوم للحامل واملرضع ،بكلية الصحة والطب 2020 ،م
األنصاري ،أبي يحي زكريا ،فتح الوهاب ،سماراغ :طه فوترا1971 ،
األلباني ،محمد ناصر الدين ،مختصرصحيح البخاري ،جاكرتا :فوستاكا عزم2007 ،
البخاري ،محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن املغيرة ،الجامع الصحيح املسند من حديث رسول
هللا صلى هللا عليه وسلم وسننه و أيامه (صحيح البخاري) ،بيروت :دار بن كثير2002،
البستي ،محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي ،صحيح ابن حبان ،بيروت :مؤسسة
الرسالة1993 ،
البغوي ،التهذيب في الفقه اإلمام الشافعي ،بيروت :دار الكتب العلمية1997 ،
68
بن أبي العباس ،شمس الدين محمد ،نهاية املختار ،بيروت :دار الفكر1995 ،
تانتي ،جك ،مشاكل النساء في أداء صوم رمضان ،بكلية الشريعة والقانون جامعة اإلسلمية
التويجري ،محمد بن إبراهيم ،مختصر الفقه اإلسالمي في ضوء الكتاب والسنة ،بريدة :دار
الجزيري ،أبو بكر جابر ،“Pedoman Hidup Muslim” ،جاكرتا :لنترا أنتار نوسا 1996 ،م
الجزيري ،عبد الرحمن بن محمد عوض ،الفقه على املذاهب األربعة ،بيروت :دار الكتب
العلمية2003 ،
خطاب ،عبد املعز ،أسرارالصيام في القرآن الكريم ،الرياض :مدار الوطن1999 ،
دهلن ،عبد العزيز ،املوسوعة اإلسالمية ،جاكرتا :موتيارا سومبر وديا1984 ،
سافطري ،جولياني ،تحليل آراء سيد سابق عن قضاء صوم رمضان للحامل واملرضع ،بكلية
السيراس ي ،كمال الدين محمد بن عبد الواحد ،فتح القادر ،بيروت :دار الكتب العلمية1995 ،
69
الشافعي ،أبي عبد هللا محمد بن إدريس ،األم ،لبان :دار الفكر1995 ،
_______ ،أبي عبد املعطي محمد نواوي بن عمر ،نهاية الزين ،جاكرتا :دار الكتب اإلسلمي،
2008
الشامي ،عبد الرقيب ،الكفارات أحكام وضوابط ،جاكرتا :موتيارا سومبر وديا1999 ،
الشرخوي ،عبد الرحمن ،فقه املذاهب التسعة ،جاكرتا :هداية 1999 ،م
الشريعة والقانون جامعة اإلسلمية الحكومية سلطان شريف كاسيان ريياو 2021م
الشيباني ،أحمد بن حنبل أبو عبد هللا ،مسند اإلمام أحمد بن حنبل ،القاهرة :مؤسسة قرطبة،
عبيد ،كوكب ،فقه العبادات على املذهب املالكي ،دمشق :مطبعة اإلنشاء1986 ،
عدنان ،محطوف ،رسالة فقه املرأة ،سورابايا :تربيت تراغ 1999 ،م
العفاني ،أبو التراب سيد بن حسين بن عبد هللا ،نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان،
العمري ،عبد الكريم ،من أسرترالصيام وحكمه ،املدينة املنورة :مكتبة امللك فهد20061 ،
فاندي ،فرمان علي ،الحامل واملرضع القضاء أو الفدية ،جاكرتا :رفوبليكا 2019 ،م
فوزية ،ريرين ،شرط الصوم للحامل واملرضع ،بكلية الشريعة والقانون 2021 ،م
فولوغان ،مصدنار ،تأخيرقضاء صوم رمضان عند املذهب الحنفي ،رسالة كلية الشريعة
املالكي ،الخطاب ُّ
الرعيني ،مواهب الجليل في شرح مختصرخليل ،بيروت :دار الفكر1992 ،
70
_____ ،محمد عبد الباقي يوسف الزرقني املصري ،شرح الزرقني ،بيروت :دار الكتب العلمية،
1995
ماهاراني ،قضاء صوم رمضان عند ابن حزم ،بكلية الشريعة والقانون جامعة اإلسلمية
محسنين ،محمود ،Puasa Tekstual dan Kontekstual Dalam Islam ،بكلية الدين
محمد ،أبو بكر ،ترجمة سبل السالم ،باندوغ ،مكتبة دهلن2003 ،
املربوي ،محمد إدريس ،قاموس املربوي ،سماراغ ،فوستاكا رزقي فوترا2000 ،
املطرفي ،رجاء بن عابد ،الكفارات في الفقه اإلسالمي ،املدينة املنورة :مكتبة امللك فهد الوطنية،
2008
املقدس ي ،عبد هللا بن قدامة ،املغني ،بيروت :دار الكتب العلمية 1980 ،م
النجار ،إبراهيم مصطفى وأحمد الزيات وحامد عبد القادر ومحمد ،املعجم الوسيط ،تحقيق:
النواوي ،أبو زكريا محي الدين يحي بن شرف ،املجموع شرح املهذب ،بيروت :دار الكتب العلمية،
1997
النيسابوري ،أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري ،صحيح مسلم .املحقق :محمد
الهيتمي ،أبو العباس بن محمد بن حجر ،الفتاوى الكبرى ،بيروت :دارالكتبالعلمية2002 ،
هيتو ،محمد حسن ،فقه الصيام ،بيروت :دار البشائر اإلسلمية1988 ،
والقانون 20011م
71