You are on page 1of 86

‫إقرار أصالة البحث‬

‫إن ه ذا البحث جه د للباحث ة نفس ها وليس منق وال من بح وث أخ رى إال بعض‬ ‫‪.1‬‬

‫االقتباس ات ال تي ذك رت مراجعه ا‪ .‬والباحث ة مس ؤولة عن مض امين ه ذا البحث‬

‫وما يحتويه من املعلومات والبيانات‪.‬‬

‫إن املراجع التي استعملها الباحثة في كتابة هذا البحث تم وضعها حسب اللوائح‬ ‫‪.2‬‬

‫املقررة والقوانين املطلوبة بكلية الدراسات اإلسالمية والعربية جامعة شريف‬

‫هداية هللا اإلسالمية الحكومية جاكرتا‪.‬‬

‫إذا كان في ه ذا البحث انتح ال آلراء الغ ير دون عزره ا إلى أصحابها‪ ،‬فالباحث ة‬ ‫‪.3‬‬

‫مس تعدة لتحم ل العقوب ات ال تي قررته ا الجامع ة بم ا فيه ا التن ازل عن الدرج ة‬

‫العلمية املمنوحة من قبل الجامعة‪.‬‬

‫جاكرتا‪ 26 ،‬سبتمبر‪ 2023‬م‬

‫الباحثة‬

‫نيرماينتى‬

‫ملخص البحث‬

‫نيرماينتى ‪ :‬استعماالت لوال في سورة النور‬


‫َل‬
‫يهدف هذا البحث إلى كشف اآليات في سورة النور التي تحتوي على كلمة " ْو ال" وتحليل‬

‫معانيه ا‪ .‬يس تخدم ه ذا البحث منهج التحلي ل الوص في في علم النح و‪ ،‬حيث يتم تحلي ل‬

‫ا‬
‫َل‬
‫اآلي ات ال تي تحت وي على كلم ة " ْو ال" في س ورة الن ور وتس تخدم البحث املكت بي ل دعم‬

‫تحليلها‪.‬‬
‫َل‬
‫اما نتائج هذا البحث تشير إلى وجود معنيين لكلمة " ْو ال" في سورة النور‪ :‬املعنى األول‬
‫َل‬
‫ه و "التهدي د" في اآلي ات ‪ ،13 ،12‬و ‪ ،16‬حيث يتم اس تخدام " ْو ال" للتهدي د أو الت ذكير‬

‫بالعقوبة املحتملة على أفعال معينة‪ .‬املعنى الثاني هو "عدم الحدوث" في اآليات ‪،14 ،10‬‬

‫‪ ،20‬و ‪.21‬‬

‫الكلمة املفتاحية ‪ :‬سورة النور‪ ,‬لوالو معاني لوال‬

‫ب‬
ABSTRAK

Nirmayanti : Isti’mālāt laulā fī sŪrati an-anŪr ( dirāsah nahwiyyah

tahlīliyyah)

Penelitian ini bertujuan untuk mengidentifikasi ayat-ayat dalam Surah An-Nur


yang mengandung kata "laula" dan untuk menganalisis maknanya. Penelitian ini
menggunakan metode analisis deskriptif dalam ilmu nahwu, di mana peneliti
menganalisis ayat-ayat yang berisi kata "laula" dalam Surah An-Nur dan
melakukan kajian pustaka untuk mendukung analisisnya.

Hasil penelitian ini menunjukkan bahwa terdapat dua makna kata "laula" yang
terdapat dalam Surah An-Nur: Setelah selesai maka peneliti menemukan
beberapa kesimpulan, yaitu : hanya terdapat 2 makna kata laula yang terdapat
pada surah yaitu laula bermakna tahdhidh pada 3 ayat (12,13, dan 16), dan kata
laula bermakna imtina' terdapat pada 4 ayat ( 10, 14,20 dan 21).

Kata kunci : surah al-nur, laula, makna laula.

‫ج‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫الشكر والتقدير‬

‫الحمدهلل وح ده والص الة والس الم على رس وله س يدنا محم د بن عب د هللا وعلى‬

‫آله وصحبه ومن وااله‪ .‬أما بعد‪.‬‬

‫فبتوفي ق هللا س بحانه وتع الى أتممت كتاب ة ه ذا البحث العلمي الستيفاء أح د‬

‫الش روط للحص ول على الدرج ة الجامعي ة األولى (‪)S.S.I‬من كلي ة الدراس ات اإلس المية‬

‫والعربية بجامعة شريف هداية هللا اإلسالمية الحكومية جاكرتا‪.‬‬

‫وه ذه الغاي ة لن أص ل إليه ا إال بمعاون ة أصحاب القل وب الكب يرة‪ ،‬فكل الش كر‬

‫والتقدير واالحترام لكل واحد منهم‪:‬‬

‫فضيلة األستاذ الدكتور أسيف سيف الدين جاهار رئيس جامعة شريف هداية‬ ‫‪.1‬‬

‫هللا اإلسالمية الحكومية جاكرتا فله منا جزيل الشكر‪.‬‬

‫فضيلة الدكتورة يولي ياسين عميدة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية بجامعة‬ ‫‪.2‬‬

‫شريف هداية هللا اإلسالمية الحكومية جاكرتا و نوائبه فلهم منا جزيل الشكر‪.‬‬

‫فض يلة ال دكتورة وردة ف اخرة املاجستير‪ ،‬املش رفة على ه ذا البحث ال تي بذلت‬ ‫‪.3‬‬

‫الكثير من أوقاتها القيمة وقامت بإسداء توجيهاتها الرشيدة فجزاها هللا أحسن‬

‫الجزاء في الدنيا واآلخرة‪.‬‬

‫األساتذة الكرام الذين بذلواجهودهم في التعليم والتدريس حتى أتمكن من إتمام‬ ‫‪.4‬‬

‫الدراسة و كتابة هذا البحث‪ .‬فجزاهم هللا خير الجزاء‪.‬‬

‫د‬
‫والدّي العزيزين اللذين ربياني منذ صغري وزوداني أحسن الزاد فأدعو هللا لهما‬ ‫‪.5‬‬

‫أن يحفظهما‪ :‬اللهم اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا‪.‬‬

‫ال زمالء واألص دقاء األع زاء ال ذين ق اموا بمس اعدتي في إتم ام ه ذا البحث‪،‬‬ ‫‪.6‬‬

‫فجزاهم هللا خير الجزاء‪.‬‬

‫ه ذا وأس أل هللا عز وج ل أن يفيض عليهم العناي ة والتيس ير والتوفي ق والس داد‬

‫ويج زيهم أوف ر الج زاء‪ ،‬ويوفق ني وإي اهم إلى مايحب ه ويرض اه‪ ،‬ولكل من ل ه ح ق‬

‫الش كر والتحي ة‪ ،‬وهللا املس تعان ومن ه أس تمد الع ون والتوفي ق‪ ،‬وه و حس بي و‬

‫نعم الوكيل‪ ،‬و صلى هللا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬

‫ه‬
‫محتويات البحث‬

‫استعماالت "لوال" في سورة النور‬

‫إقرار أصالة البحث الطالبة ‪.........................................................................................‬‬

‫أ‬

‫ملخص البحث ‪............................................................................................................‬‬

‫ب‬

‫الش كر والتق دير ‪...........................................................................................................‬‬

‫د‬

‫محتوي ات البحث ‪.........................................................................................................‬‬

‫و‬

‫الباب األول ‪ :‬املقدمة‬

‫خلفي ة البحث ‪.................................................................................................‬‬ ‫ا‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫مش كالت البحث ‪.............................................................................................‬‬ ‫ب‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫أه داف املش كلة ‪..............................................................................................‬‬ ‫ج‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫أهمي ة البحث ‪................................................................................................‬‬ ‫د‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫و‬
‫منهج البحث ‪..................................................................................................‬‬ ‫ه‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫الدراسات السابقة‪7 ........................................................................................‬‬ ‫و‪.‬‬

‫خطة البحث‪11.................................................................................................‬‬ ‫ز‪.‬‬

‫الباب الثاني‪ :‬مفهوم الكلمة لوال‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬مفهوم الكلمة لوال‪.‬‬ ‫ا‪.‬‬

‫تعري ف كلم ة ل وال ‪............................................................................‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪12‬‬

‫مع اني كلم ة ل وال ‪...............................................................................‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪15‬‬

‫الباب الثاني‪ :‬ملحة عن سورة االنورء ومميزاتها‪.‬‬

‫ملحة عن سورة اإلسراء ومميزاتها‪.‬‬

‫سبب تس مية س ورة الن ور‪.................................................................‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪24‬‬

‫أس باب ن زول س ورة الن ور‪................................................................‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪26‬‬

‫مناس بتها ملا قبله ا وم ا بع دها‪...........................................................‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪29‬‬

‫ز‬
‫فض ائل س ورة الن ور ‪........................................................................‬‬ ‫‪.4‬‬

‫‪31‬‬

‫الباب الرابع‪ :‬تحليل أسرار املعاني في استعماالت لوال من سورة النور‪.‬‬

‫أسرار املعاني في استعماالت لوال من سورة النور‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬

‫التحضيض ‪32 ..................................................................................‬‬ ‫‪.1‬‬

‫اإلمتناع‪46 ..........................................................................................‬‬ ‫‪.2‬‬

‫تق‪jj j j j‬ديم قائم‪jj j j j‬ة اآلي‪jj j j j‬ات ال‪jj j j j‬تي تحت‪jj j j j‬وي فيه‪jj j j j‬ا ال‪jj j j j‬وال العربي‪jj j j j‬ة في س‪jj j j j‬ورة‬ ‫ب‪.‬‬

‫آلـنور‪63................‬‬

‫الباب الخامس‪ :‬الخاتمة‬

‫نتائج البحث ‪65................................................................................................‬‬ ‫‪.1‬‬

‫االقتراحات ‪66..................................................................................................‬‬ ‫‪.2‬‬

‫قائم ‪jj‬ة املص ‪jj‬ادر واملراج ‪jj‬ع ‪.................................................................................‬‬

‫‪67‬‬

‫ح‬
‫الباب األول‬

‫خلفية البحث‪:‬‬ ‫ا‪.‬‬

‫تعتبر اللغة وسيلة التفاهم والتخاطب والتعبير عن ما تكنه النفس البشرية‪ ،‬وما‬

‫يحمل ه اإلنس ان من عواط ف ومش اعر تج اه اآلخ رين وتج اه األش ياء‪ ،‬فهي رأس مط الع‬

‫العل وم‪ 1.‬وأفض ل اللغ ات وأوس عها هي اللغ ة العربي ة‪ .‬ومن ‌خص ائص ‌اللغ ة ‌العربي ة‪ :‬هي‬

‫وس يلتنا في تحص يل العلم‪ .‬وق د ش رفها هللا ب أن جعله ا لغ ة الق رآن الك ريم‪ 2‬ولغ ة س نة‬

‫نبينا محمد صلى هللا عليه وسلم ولغة معظم الكتب الشرعية‪ ،‬لذلك من أراد أن يفهم‬

‫علوم الشريعة اإلسالمية ال بد عليه فهم اللغة العربية‪.‬‬

‫ًا‬ ‫ًا‬
‫ق ال بعض العلم اء ب أن اعتي اد اللغ ة ي ؤثر في العق ل والخل ق وال دين ت أثير قوي‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫َب ِّي ن ‪ ،‬وي ؤِّث ر أيض في مش ابهة ص در ه ذه األم ة من الصحابة والت ابعين‪ ،‬ومش ابهتهم تزي د‬
‫العق ل وال دين والخل ق‪ .‬وأيض ًا ف إن نفس اللغ ة العربي ة من ال دين‪ ،‬ومعرفته ا ف رٌض‬

‫واجب؛ ف إَّن َف ْه َم الكت اب والس نة ف رض‪ ،‬وال ُي ْف هم ‌إال ‌بفهم ‌اللغ ة ‌العربي ة‪ ،‬وم ا ال يتُّم‬

‫ال واجب إال ب ه فه و واجب‪ 3.‬ومعرف ة علم النح و هي وس يلة األولى لفهم اللغ ة العربي ة‬

‫‪ 1‬خالد بن حامد الحازمي‪ ،‬اآلثار التربوية لدراس‪jj‬ة اللغ‪jj‬ة العربي‪jj‬ة‪( ،‬املدينة املنورة‪ :‬الجامعة‬

‫اإلسالمية باملدينة املنورة‪١٤٢٤ ،‬هـ)‪ ،‬ص‪.448‬‬

‫‪ 2‬محمد منير مرسي‪ ،‬التربية اإلس‪jj‬المية أص‪jj‬ولها وتطوره‪jj‬ا في البالد العربي‪jj‬ة‪( ،‬طبعة مزيدة‬

‫ومنقحة‪١٤٢٥ ،‬هـ)‪ ،‬ص‪.19‬‬

‫‪ 3‬أحمد بن محمد الخراط‪ ،‬عناي‪jj‬ة املس‪jj‬لمين باللغ‪jj‬ة العربي‪jj‬ة خدم‪jj‬ة للق‪jj‬رآن الك‪jj‬ريم‪( ،‬مجمع‬

‫امللك فهد لطباعة املصحف الشريف‪1431 ،‬ه)‪ ،‬ص‪.28‬‬

‫‪1‬‬
‫كما قاله شرف الدين العمريطي (ت‪٩٨٩ .‬هـ)‪ 4‬في منظومته "والنحو أولى أوال أن يعلم إذ‬

‫الكالم دون ه لن يفهم‪ 5".‬فيفهم من هن ا أن ال سبيل لفهم مع اني الق رآن الك ريم إال‬

‫بوسيلة علم النحو‪.‬‬

‫وسورة من القرآن التي قد حث العلماء على تعليمها خاصة للنساء هي سورة النور‬
‫ًا‬
‫كما روي عن مجاهد مرفوع قال‪" :‬علموا رجالكم سورة املائدة وعلموا نسائكم سورة‬

‫النور‪ 6".‬وعن حارث بن مض ّر ب رضى هللا عنه قال‪" :‬كتب إلينا عمر بن الخطاب رضى‬

‫هللا عنه أن تعلموا سورة النساء واألحزاب والنور‪7 ".‬فيبدو أن هذه السورة هي سورة‬

‫مهمة ملا فيه من أنواع األحكام والحدود الشرعية وغير ذلك‪.‬‬

‫‪4‬ترجم‪jj j‬ة ش‪jj j‬رف ال‪jj j‬دين العم‪jj j‬ريطي‪ :‬يح يى بن موسى بن رمض ان بن عم يرة‪‌ ،‬ش رف ‌ال دين‬

‫‌العم ريطي‪ :‬فقي ه ش افعّي ‪ ،‬من العلم اء‪ ،‬من قري ة عمري ط (بش رقية مص ر) ل ه كتب‪ ،‬منه ا " تس هيل‬

‫الطرق ات ‪ -‬ط " في نظم الورق ات في األص ول‪ ،‬و " ال درة البهي ة ‪ -‬ط " نظم األجرومي ة‪ ،‬و " التيس ير ‪-‬‬

‫ط "نظم التحري ر‪ ،‬في الفق ه‪ ،‬و " نهاي ة الت دريب ‪ -‬ط " نظم غاي ة التق ريب للفش ني‪ ،‬ت وفي في ‪ 988‬ه‪.‬‬

‫انظر في األعالم الزركلي الدمشقي (ت ‪ ١٣٩٦‬هـ)‪( ،‬دار العلم للماليين‪2002،‬م)‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.175‬‬

‫‪ 5‬يحيى بن نور الدين أبي الخير بن موسى العمريطي‪ ،‬ال‪jj‬درة البهي‪jj‬ة نظم اآلجرومي‪jj‬ة‪( ،‬املصر‪:‬‬

‫مكتبة أوالد الشيخ للتراث‪2010 ،‬م)‪ ،‬ص‪.14‬‬

‫‪ 6‬أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي‪ ،‬ش‪jj‬عب اإليم‪jj‬ان‪( ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪2000 ،‬م)‪،‬‬

‫ج‪ ،2‬ص‪.469‬‬

‫روى هذا الحديث‪ :‬البيهقي وابن املنذر وسعيد بن جبير وهو مرسل‪.‬‬

‫مجموع ة من العلم اء بإش راف مجم ع البح وث اإلس المية ب األزهر‪ ،‬التفس ‪jj‬ير الوس‪jj j‬يط‬ ‫‪7‬‬

‫للقرآن الكريم‪( ،‬الهيئة العامة لشئون املطابع األميرية‪1993 ،‬م)‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.1343‬‬

‫‪2‬‬
‫قد امتّن سبحانه على عباده بما أنزل عليهم فى هذه السورة من الفرائض واألحكام‬

‫وفص له لهم من أدلة التوحي د وبينات ه الواضحة ال تي ال تقب ل ج دال‪ ،‬ليع ّد هم ب ذلك ألن‬

‫يتعظوا ويعملوا بما جاء فيها مما فيه سعادتهم فى دنياهم وآخرتهم وفيه صالحهم‪ ،‬فإن‬

‫فى حفظ الفروج صيانة لألنساب واطمئنانا على سالمتها مما يشوبها‪ ،‬كما أن فيه أمنا‬

‫من حص ول الض غائن واألحق اد ال تي ق د تج ر إلى القت ل وارتكاب أفظ ع الج رائم بين‬

‫األف راد‪ ،‬وأمن ا على الصحة والبع د من األم راض ال تي ق د ت ودى بحي اة املرء وتوقع ه فى‬
‫‪8‬‬
‫أشد املصايب وأعظم ألوان البالء‪.‬‬

‫إن ه تع الى ذك ر فى أول الس ورة أنواع ا من األحكام والح دود الش رعية‪ .‬وفى آخره ا‬

‫ال دالئل على وحدانيت ه وكام ل قدرت ه‪ ،‬والفائ دة فى كل ه ذا اتق اء املح ارم والبع د عنه ا‬

‫ومعرف ة هللا املعرف ة ال تي تجع ل املرء يخض ع لجالل ه وعظيم س لطانه‪ ،‬ويش عر بأن ه‬

‫محاسب على كل ما يعمل من عمل ق ّل أو كثر فإذا تم له ذلك صلحت نظم الفرد ونظم‬

‫املجتم ع‪ ،‬وس ادت الس كينة والطمأنين ة بين الن اس‪ 9.‬فالدراس ة عن التفس ير واملع اني‬

‫املتضنة في هذه السورة هي أمر ال يليق تركها لطالبة العلم الشرعية خاصة للنساء كما‬

‫رواه املجاهد فيما قبل‪.‬‬

‫وذك ر ال دكتور محم د الس يد حس ين ال ذهبي (ت ‪١٣٩٨‬هـ) في كتاب ه التفس ير‬


‫َملَل‬
‫واملفسرون "أن التفسير من قبيل املسائل الجزئية أو القواعد الكلية‪ ،‬أو ا كات الناشئة‬

‫أحم د بن مص طفى املراغي (ت ‪١٣٧١‬هـ)‪ ،‬تفس ‪jj‬ير املراغي‪( ،‬مص ر‪ :‬ش ركة مكتب ة ومطبع ة‬ ‫‪8‬‬

‫مصطفى البابى الحلبي وأوالده بمصر‪1946 ،‬م)‪ ،‬ج‪ ،18‬ص‪.67‬‬

‫‪ 9‬أحم د بن مص طفى املراغي (ت ‪١٣٧١‬هـ)‪ ،‬تفس ‪jj‬ير املراغي‪( ،‬مص ر‪ :‬ش ركة مكتب ة ومطبع ة‬

‫مصطفى البابى الحلبي وأوالده بمصر‪1946 ،‬م)‪ ،‬ج‪ ،18‬ص‪.67‬‬

‫‪3‬‬
‫ًا‬ ‫َّل‬
‫من مزاولة القواعد‪ ،‬فيتك ف له التعريف‪ ،‬فيذكر فى ذلك علوم أخرى ُي حتاج إليها فى‬

‫‌فهم ‌القرآن‪ ،‬كاللغة‪ ،‬والصرف‪ ،‬والنحو‪ ،‬والقراءات وغير ذلك‪ 10".‬وزاد بيانه في ذلك بأن‬

‫من شروط املفسرين فهم علم النحو "ألن املعنى يتغير ويختلف باختالف اإلعراب‪ ،‬فال‬
‫‪11‬‬
‫بد من اعتباره‪".‬‬

‫ومن مب احث علم النح و املؤثرة في فهم مع اني الق رآن هي معرف ة مع اني الح روف‪.‬‬

‫وأح د الح رف ال ذي ورد في س ورة الن ور ويحت اج إلى دراس ته ه و ح رف "ل وال" ‌‪ ،‬ق ال‬

‫الزمخشري (ت‪٥٣٨ .‬هـ) "لوال‪ :‬حروف التحضيض هي لوال ولوما وهال وأال‪ .‬تقول‪ :‬لوال‬

‫فعلت كذا‪12".‬ومن معاني لوال كما ذكره ابن إسحاق البغدادي النهاوندي (ت‪337 .‬ه) في‬
‫َل اَل َل‬
‫كتاب ه ح روف املع اني والص فات "‌ ْو َه ا موض عان فأح دهما يْم َت ن ع بَه ا الَّش ْي ء لُو ُج ود‬
‫َف‬ ‫َت ْأ‬ ‫َك َق‬ ‫آْل‬ ‫َغ‬
‫يره َو ا خ ر تكون تحضيض ا ْو ِل ك قص دت زي دا فل وال عم را ِو يل ه َه ال قص دت‬

‫عمراز‪ 13".‬فورود هذا الحرف في سورة النور طبعا له أسراس املعاني التي ال بد من أن‬

‫تكشف بها‪.‬‬

‫ال دكتور محم د الس يد حس ين ال ذهبي (ت ‪١٣٩٨‬هـ)‪ ،‬التفس‪jj j j‬ير واملفس‪jj j j‬رون‪،‬‬ ‫‪10‬‬

‫(القاهرة‪ :‬مكتبة وهبة‪١٤٣١ ،‬ه)‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.12‬‬

‫ال دكتور محم د الس يد حس ين ال ذهبي (ت ‪١٣٩٨‬هـ)‪ ،‬التفس ‪jj j j‬ير واملفس ‪jj j j‬رون‪،‬‬ ‫‪11‬‬

‫(القاهرة‪ :‬مكتبة وهبة‪١٤٣١ ،‬ه)‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.190‬‬

‫أب و القاس م محم ود بن عم رو بن أحم د‪ ،‬الزمخش ري ج ار هللا (ت ‪٥٣٨‬هـ)‪،‬‬ ‫‪12‬‬

‫املفصل في صنعة اإلعراب‪( ،‬بيروت‪ :‬مكتبة الهالل‪١٩٩٣ ،‬م)‪ ،‬ص‪.431‬‬

‫عب د ال رحمن بن إسحاق البغ دادي النهاون دي الزج اجي‪ ،‬أب و القاس م (ت ‪٣٣٧‬هـ)‪،‬‬ ‫‪13‬‬

‫حروف املعاني والصفات‪( ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪١٩٨٤ ،‬م)‪ ،‬ص‪.4‬‬

‫‪4‬‬
‫نظ را إلى فض ائل س ورة الن ور العظيم ة فمن املهم كش ف مع اني ال تي تض منتها أك ثر‬

‫تعمق ا‪ ،‬وذل ك بكش ف اس تعمال "ل وال" في س ورة الن ور ألن معرف ة اس تعماله ت ؤثر على‬

‫فهم م ا ه و صحيح في تعب ير آي ة الق رآن الك ريم‪ .‬بن اء على ذل ك أرادت الباحث ة أن تق وم‬

‫بتحليل حرف "لوال" الوارد في سورة النور بتناول هذا البحث تحت عنوان‪:‬‬

‫"استعماالت" لوال" في سورة النور؛ دراسة نحوية تحليلية‪.‬‬

‫مشكالت البحث‪:‬‬ ‫ب‪.‬‬

‫إن مشكالت هذا البحث تتمثل في النقاط التالية‪:‬‬

‫تشخيص املشكالت‬ ‫‪.1‬‬

‫بناء على خلفية البحث التي مر ذكرها شخصت الباحثة املشكالت املتعلقة باملوضوع‬

‫كما النحو التالي‪:‬‬

‫ما مفهوم استعماالت "لوال" في النحو العربي؟‬ ‫‪.1‬‬

‫ما معاني حرف "لوال" في النحو العربي؟‬ ‫‪.2‬‬

‫ما الشروط في استعمال "لوال" في النحو العربي؟‬ ‫‪.3‬‬

‫ما فضيلة سورة النور؟‬ ‫‪.4‬‬

‫كم حرف "لوال" الوارد في سورة النور؟‬ ‫‪.5‬‬

‫ما معاني حرف "لوال" في سورة النور؟‬ ‫‪.6‬‬

‫ما تأثير حرف "لوال" في معنى اآليات التي فيها "لوال" في سورة النور؟‬ ‫‪.7‬‬

‫تحديد البحث‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪5‬‬
‫أم ا املش كالت ال تي تبحث في ه ذا البحث فكث يرة‪ ،‬ف أرادت الباحث ة أن تح ددها على‬

‫الشكل املحدود حتى يكون هذا البحث موجزا ومركزا ولكيال يتوسع هذا البحث إلى غير‬

‫لب البحث‪ ،‬فتحدد الباحثة موضوع هذا البحث في تحليل تعلق الجار واملجرور ومعانيه‬

‫في سورة النور‪ .‬فلذلك طرحت الباحثة مشكالت هذا البحث على النحو التالي‪:‬‬

‫ما مفهوم استعماالت "لوال" في النحو العربي؟‬ ‫‪.1‬‬

‫ما مفهوم معاني حرف "لوال" في النحو العربي؟‬ ‫‪.2‬‬

‫كيف استعماالت "لوال" الواردة في سورة النور؟‬ ‫‪.3‬‬

‫تقرير املشكالت‬ ‫‪.3‬‬

‫وبعد أن أتت الباحثة بتشخيص املشكالت وتحديدها فقررت الباحثة املشكالت على‬

‫النحو التالي‪:‬‬

‫ما مفهوم استعماالت "لوال" في النحو العربي؟‬ ‫‪.1‬‬

‫ما معاني حرف "لوال" في النحو العربي؟‬ ‫‪.2‬‬

‫ما استعماالت "لوال" الواردة في سورة النور؟‬ ‫‪.3‬‬

‫أهداف املشكلة‬ ‫ج‪.‬‬

‫وأما األهداف لهذا البحث فهي التالية‪:‬‬

‫معرفة مفهوم "لوال" في النحو العربي‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫معرفة معاني حرف "لوال" في النحو العربي‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫معرفة استعماالت "لوال" الواردة في سورة النور‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪6‬‬
‫أهمية البحث‬ ‫د‪.‬‬

‫زيادة املعلومات على مفهوم استعماالت "لوال" في النحو العربي لدى القارئين‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫تسهيل فهم معاني حرف "لوال" في النحو العربي لدى القارئين‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫تس هيل لكش ف م ا تض منته س ورة الن ور ل دى الب احثين اآلخ رين خاص ة في‬ ‫‪.3‬‬

‫استعماالت "لوال" ومعانيه فيها‬

‫منهج البحث‬ ‫ه‪.‬‬

‫إن ه ذا البحث يعتم د على املنهج االس تقرائي والوص في والتحليلي‪ ،‬وب املنهج‬

‫االستقرائي‪ :‬تقوم الباحثة بإحصاء عدد حرف "لوال" في سورة النور‪ ،‬وباملنهج الوصفي‪:‬‬

‫تقوم الباحثة بوصف معاني حرف "لوال" الوارد في سورة النور‪ ،‬وباملنهج التحليلي‪ :‬تقوم‬

‫الباحثة بتحليل استعماالت "لوال" الواردة في سورة النور‪.‬‬

‫أم ا طريق ة كتاب ة ه ذا البحث فهي الطريق ة املكتبي ة حيث تق وم الباحث ة بجم ع‬

‫املص ادر واملراج ع ال تي تتعل ق بموض وع البحث لتن اول البيان ات والحق ائق املحتاج ة ثم‬

‫تقوم بتحليلها‪.‬‬

‫وأما الدليل الذي تعتمد عليه الباحثة في كتابة هذا البحث فهو الدليل الذي أصدرته‬

‫جامعة شريف هداية هللا اإلسالمية الحكومية جاكرتا‪ ،‬وعنوانه‪:‬‬

‫دلي ل كتاب ة البح وث العلمي ة باللغ ة العربي ة (الرس الة الجامعي ة األولى واملاجس تير) من‬
‫كلي ة الدراس ات اإلس المية والعريب ة جامع ة ش ريف هداي ة هللا اإلس المية الحكومي ة‬
‫بجاكرتا؛ ‪2021‬م‪.‬‬

‫و‪ .‬الدراسات السابقة‬

‫‪7‬‬
‫‪ " .1‬ل‪jj j‬وال " في الق‪jj j‬رآن الك‪jj j‬ريم‪ ،‬للط الب‪ :‬م ريم الدويل ة ‪ ،‬وه و بحث مق دم الى كلي ة‬

‫الشريعة والدراسات اإلسالمية جامعة الكويت أما نتائج هذا البحث فهي التالية‪:‬‬

‫آيات اإلفك شغلت خيزا من سورة <<النور>> على مدى عشر آيات‪ ،‬بدًء ا من‬ ‫‪.1‬‬

‫اآلية الحادية عشر‪ ،‬وقد اثتعملت على عدد من الزواجر وآلداب وفق نسيج‬

‫املناس بات واالعتب ارات البالغي ة‪ ،‬كبقي ة آي ات الس ورة ‪،‬كلحم ة محكم ة في‬

‫نظم الكالم ‪ ،‬عيعجز عن اإلتيان بمثله جميع البشرـ‬

‫آيات اإلفك مناسبة املحور السورة الذي يدور حول التربية األخالقية للفرد‬ ‫‪.2‬‬

‫والجتمع‪.‬‬

‫وردت (لوال) في آيات اإلفك العشر خمس مرات ‪ ،‬وجاءت بوجهين‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫األول ‪ :‬داللة التحضيض ‪ ،‬وقد جاءت بهذا املعنى في ثالثة مواضع ‪:‬‬
‫َخ‬ ‫ُت َظ ُمْلْؤ ُن َن ُمْلْؤ َٰن ُت َأ ُف‬ ‫َّل ٓاَل ْذ‬
‫‪ -‬قوله تعالى‪ْ ( :‬و ِإ َس ِم ْع ُم وُه َّن ٱ ِم و َو ٱ ِم ِب ن ِس ِه ْم ْي ًر ا‬
‫َق ُل ۟ا َٰه َذ ْف‬
‫َو ا و ٓا ِإ ٌك ُّم ِب يٌن )‬
‫‪ -‬قوله تعالى ‪َّ ( :‬ل ْو اَل َج َع َل ْي َأ َب َع ُش َد َف ْذ َل َي ْأ ُت ۟ا ُّش َد‬
‫ٓاُء و ِه ِب ْر ِة َه ٓاَء ۚ ِإ ْم و ِب ٱل َه ٓاِء‬
‫َف ُأ ۟و َٰٓل َك َد َّل ُه ُم ْل َٰك ُب َن‬
‫ِئ ِع ن ٱل ِه ٱ ِذ و )‬
‫‪ -‬وقوله تعالى ‪َّ( :‬ل ْو اَل َج َع َل ْي َأ َب َع ُش َد َف ْذ َل َي ْأ ُت ۟ا ُّش َد‬
‫ٓاُء و ِه ِب ْر ِة َه ٓاَء ۚ ِإ ْم و ِب ٱل َه ٓاِء‬
‫َف ُأ ۟و َٰٓل َك َد َّل ُه ُم ْل َٰك ُب َن‬
‫ِئ ِع ن ٱل ِه ٱ ِذ و )‬

‫الثاني ‪ :‬داللة االمتناع‪ ،‬وقد جاءت بهذا املعنى في موضعين هما‪:‬‬

‫ُّد ْن َي َو َء َر‬ ‫قول ه تع الي ‪َ( :‬و َل ْو اَل َف ْض ُل ٱلَّل َع َل ْي ُك ْم َو َر ْح َم ُت ُه‬


‫ۥ ِف ى ٱل ‪ j‬ا ٱْل اِخ ِة‬ ‫ِه‬ ‫‪-‬‬
‫َذ‬ ‫َأ َف ُت‬ ‫َمَل ُك‬
‫َّس ْم ِف ى َم ٓا ْض ْم ِف يِه َع اٌب َع ِظ يٌم )‬

‫‪8‬‬
‫َو َل ْو اَل َف ْض ُل َّل َع َل ْي ُك ْم َو َر ْح َم ُت ُه َو َأ َّن َّل َه َر ُء ٌف‬
‫و‬ ‫ٱل‬ ‫ۥ‬ ‫ٱل ِه‬ ‫وقول ه تع الى ‪( :‬‬ ‫‪-‬‬

‫َّر ِح يٌم )‬

‫أبرزت دالالت (لوال) في آيات اإلفك منهجا إسالميا رقيا ملواجهة الشائعات‬ ‫‪.4‬‬

‫حيث تضمنت عددا من الزواجر واآلداب والتي منها‪:‬‬

‫ينبغي على املؤمنين واملؤمنات أن يظنوا ببعضهم خيرا‪ ،‬كما يجب عليهم‬ ‫‪-‬‬
‫ًا‬ ‫ًال‬
‫إذا سمعوا رج يقذف أحد ال يعرفونه به أن يسارعوا باإلنكار عليه ‪،‬‬
‫َخ‬ ‫ُت َظ ُمْلْؤ ُن َن ُمْلْؤ َٰن ُت َأ ُف‬ ‫َّل ٓاَل ْذ‬
‫ويك ذبوه‪ْ ( : :‬و ِإ َس ِم ْع ُم وُه َّن ٱ ِم و َو ٱ ِم ِب ن ِس ِه ْم ْي ًر ا‬
‫َق ُل ۟ا َٰه َذ ْف‬
‫َو ا و ٓا ِإ ٌك ُّم ِب يٌن )‪.‬‬
‫َّل ْو اَل‬
‫ت وبيخ أه ل اإلف ك على تقص يرهم في اإلثب ات ‪ ،‬حيث ق ال تع الى ‪( :‬‬ ‫‪-‬‬
‫َٰٓل‬
‫َج ٓاُء و َع َل ْي َأ ْر َب َع ُش َه َد ٓاَء ۚ َف ْذ َل ْم َي ْأ ُت و۟ا ٱلُّش َه َد ٓاِء َف ُأ ۟و َك ن‪َj‬د ٱلَّل ُه ُم‬
‫ِه‬ ‫ِئ ِع‬ ‫ِب‬ ‫ِإ‬ ‫ِه ِب ِة‬
‫ْل َٰك َن‬
‫ٱ ِذ ُب و )‪.‬‬
‫ْذ‬
‫ينبغي على املرء أال يقول بلسانه إال ما يعلمه ويتحققة ‪،‬قال تعالى ‪ِ( :‬إ‬ ‫‪-‬‬
‫َن‬ ‫ْل َت‬ ‫َل َل ُك‬ ‫َت َل َّق َن َأ ْل َن ُك َتُق ُل َن َأ ْف ُك‬
‫ْو ُه ۥ ِب ِس ِت ْم َو و و ِب َو اِه م َّم ا ْي َس م ِب ِه ۦ ِع ٌم َو ْح َس ُب و ُه ۥ‬
‫ُك ُن َل َن َأ‬ ‫ُت ُق ْل ُت‬ ‫َل ٓاَل ْذ‬ ‫َّل‬ ‫ًن‬
‫َه ِّي ا َو ُه َو ِع ن‪َj‬د ٱل ِه َع ِظ يٌم )( َو ْو ِإ َس ِم ْع ُم وُه م َّم ا َي و ٓا ن‬
‫َّنَت َك َّل َذ َٰح َن َٰه َذ َٰت‬
‫َم ِب َٰه ا ُس ْب َك ا ُب ْه ٌن َع ِظ يٌم )‪.‬‬

‫تك رر االمتن ان من هللا –تع الى –ب ترك املعاجل ة بالع ذاب على عب اده في‬ ‫‪-‬‬
‫ُت‬ ‫َّل َل ُك‬ ‫َل اَل َف‬
‫آيات اإلفك مرتين ‪ :‬في قوله‪-‬تعالى ‪َ( :‬و ْو ْض ُل ٱل ِه َع ْي ْم َو َر ْح َم ُه ۥ‬
‫َذ‬ ‫َأ َف ُت‬ ‫َمَل ُك‬ ‫ْن‬
‫ِف ى ٱل‪ُّj‬د َي ا َو ٱْل َء اِخ َر ِة َّس ْم ِف ى َم ٓا ْض ْم ِف ي‪ِj‬ه َع اٌب َع ِظ يٌم )‪ ،‬وقول‪j‬ه ‪:‬‬
‫َأ َّل‬ ‫َّل َل‬ ‫َل اَل َف‬
‫(َو ْو ْض ُل ٱل ِه َع ْي ُك ْم َو َر ْح َم ُتُه ۥ َو َّن ٱل َه َر ُء وٌف َّر ِح يٌم )‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫وأم ا الف رق بين ه ذا البحث والبحث ال ذي س تقوم الباحث ة بتحليل ه فه و ‪ :‬إنم ا‬

‫هذا البحث يبحث فقط لوال في آية اإلفك (‪ )20-11‬من سورة <<النور>> والبحث الذي‬

‫ستقوم الباحثة بتحليليه فتحليل حرف "لوال" في سورة النور كامالة‪.‬‬

‫‪ .2‬دالل‪jj‬ة (ل‪jj‬وال) في االس‪jj‬تعمال القرآني‪jj‬ة ‪ ،‬للطالب ‪ :‬م‪.‬م‪ .‬عماد فاضل عبد ‪،‬وهو بحث‬

‫مق دم الي كلي ة الدراس ات القرآني ة جامع ة باب ل أم ا نت ائج ه ذا البحث فهي كم ا النح و‬

‫التالي‪:‬‬

‫اتفاق اللغويين والنحويين على أَّن (لوال) كلمة مركبة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫مجيء (لوال) في االستعمال القرآني على أكثر من صورة‪ ،‬امتناعية‪،‬‬ ‫‪.2‬‬

‫تحضيضية‪ ،‬نافية‪ ،‬استفهامية‪.‬‬

‫إمكانية تقّد م جواب (لوال) عليها في االستعمال القرآني لالهتمام به‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫داللة (لوال) في االستعمال القرآني على معان لم يذكرها النحويون كالتمني‬ ‫‪.4‬‬

‫والتعجيز‪.‬‬

‫مجيء (لوال) في االستعمال القرآني دالة على أكثر من معنى على نحو الجمع‬ ‫‪.5‬‬
‫اًل‬
‫بين معنيين‪ ،‬كالتحضيض والتوبيخ‪ ،‬أو التحضيض واالستفهام مث ‪.‬‬

‫إمكانية مجيء (لوال) التحضيضية الداخلة على الفعل املضارع مفيدة‬ ‫‪.6‬‬

‫للتوبيخ‪.‬‬

‫وأم ا الف رق بين ه ذا البحث والبحث ال ذي س تقوم الباحث ة بتحليل ه فه و ‪ :‬إنم ا ه ذا‬

‫البحث ق ام بتحلي ل دالل ة "ل وال" في اس تعماال الق رآني كامالة والبحث ال ذي س تقوم‬

‫الباحثة بتحليليه فهو فتحليل حرف "لوال" وستعماالته في سورة النور فقط‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ " . 3‬لوال" في القرآن املجيد واللغة حقيقتها وأنواعها ودورها الوظيفى ‪ ،‬للطالب‬

‫‪ :‬محمد إبرهيم خليفة الشوشترى‪ ،‬آفاق الحضارة االسالمية‪ ،‬أكاديمية العلوم االنسانية‬

‫والدراس ات الثافي ة الس نة الخمس ة عش رة‪ ،‬الع دد االول‪ ،‬الربي ع والوص يف ‪1433‬ه ‪.‬‬

‫ق‪،‬صص ‪85-63‬‬

‫أما نتائج هذا البحث فهي كما النحو التالي‪:‬‬

‫لقد اطللعنا عن كثب على حقيقة حرف مهم من حروف املعانى أال وهو (لوال) ‪،‬‬

‫وتبينا أنواعه ( لوال ) التى تدخل على جملتين هى لوال االمتناعية التى تكون مركبة من‬

‫(ل و) و( ال) ‪ .‬ولكن ل وال ال تى ت د خ ل على جمل ة واح دة تكون بس يطة)‪ .‬واس تعماالته‬

‫املختلف ة‪ ،‬وأحطن ا علم ا ب آ راء العلم اء املختف ة‪ ،‬ورأين ا بعض املناقش ات في املواض ع‬

‫الالزمة‪.‬‬

‫وأم ا الف رق بين ه ذا البحث والبحث ال ذي س تقوم الباحث ة بتحليل ه فه و‪ :‬إنم ا ه ذا‬

‫البحث ق ام بتحلي ل يبحث ل وال في الق رآن الك ريم وه ذا البحث أيض ا يبحث أن حقيق ة‬

‫لوال أما والبحث الذي ستقوم الباحثة بتحليليه فهي فتحليل حرف "لوال" واستعماالته‬

‫في سورة النور فقط‪.‬‬

‫خطة البحث‬ ‫ز‪.‬‬

‫وستتم الباحث ة ه ذا البحث إلى أربع ة أب واب ليكون ه ذا البحث مرتب ا ومنظم ا‬

‫لدى القارئين‪ ،‬وهي كما يلي‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫الب‪jj j j‬اب األول‪ :‬يش تمل على خلفي ة البحث‪ ،‬وتحدي ده‪ ،‬ومش كالته‪ ،‬وأهداف ه‪،‬‬

‫ومنهجه‪ ،‬والدراسات السابقة‪ ،‬وخطة البحث‪.‬‬

‫الب‪jj‬اب الث‪jj‬اني‪ :‬تقسم الباحثة هذا الباب إلى الفصلين‪ .‬الفصل األول يشتمل على‬

‫اإلطار النظري عن مفهوم حرف "لوال" واستعماالته ومعانيه في النحو العربي‪.‬‬

‫والفصل الثالث ‪ :‬يشتمل على تعريف سورة النور وفضائلها‪.‬‬

‫الباب الثالث‪ :‬يشتمل على تحليل متعلقات حروف الجر ومعانيها في سورة النور‪.‬‬

‫الب ‪jj j‬اب الرابع‪ :‬الخاتم ة ال تي تحت وي على نت ائج البحث‪ ،‬واالقتراح ات‪ ،‬وقائم ة‬

‫املصادر واملراجع‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الباب الثاني‬

‫مفهوم الكلمة لوال‬

‫ستبحث الباحثة في هذا الباب مفهوم الكلمة لوال‪ .‬وستقسم الباحثة إلى أربعة‬

‫فصول‪:‬‬

‫تعريف الكلمة "لوال"‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫معاني كلمة "لوال"‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫تعريف كلمة لوال‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫أوال‪" :‬لوال" في اللغة‪.‬‬

‫تكاد املصادر اللغوية تجمع على أَّن (لوال) كلمة مركبة من لو وال‪ ،‬فقد ذكر صاحب‬

‫العين (ت‪170‬ه) أَّن ها مركبة وتأتي على معنيين‪ ،‬فقال‪(( :‬وأّم ا (لوال) فجمعوا فيها بين (لو)‬
‫اّل‬
‫و(ال) في معنيين أحدهما‪( :‬لو لم يكن) ‪ ...‬واآلخر‪( :‬ه ) ))‪ .14‬وإلى مثله ذهب األزهري (ت‪3‬‬

‫‪70‬ه) فق ال‪(( :‬ل وال إَّن م ا هي (ل و) و(ال) جمعت ا فخ رجت (ل و) من ح ّد ها و(ال) من الجح د‬
‫ّن‬ ‫ًف‬
‫إذا جمعتا فصيرتا حر ا))‪ .15‬وقال ابن سيده (ت‪458‬ه)‪ (( :‬لوال‪ :‬إ ما هي (لو) و(ال) حدث‬

‫الخلي ل بن أحم د‪ ،‬الخلي ل بن أحم د عم رو بن تقيم الفراهي دي اليحم دي‪،‬أب ‪jj‬و‬ ‫‪14‬‬

‫عبد الرحمن‪،‬كتاب العين‪ ،‬دار ومكتبة الهالل‪ ،‬ج‪، 8‬ص‪35‬‬

‫محم د بن أحم د بن األزه ري اله روي‪ ،‬أب ‪jj‬و منص ‪jj‬ور‪ ،‬ته ‪jj‬ذيب اللغ ‪jj‬ة‪ ،‬دار إحي اء ال تراث‬ ‫‪15‬‬

‫العربي – بيروت‪ ٢٠٠١ ،‬م‪ ،‬ج‪،15 .‬ص‪.248‬‬

‫‪13‬‬
‫لهم ا حكم ومع نى لم يكن لهم ا قب ل أن يمتزج ا ‪ ...‬مع نى ل و امتن اع الشيء المتن اع غ يره‬
‫‪16‬‬
‫ومعنى ال النفي والنهي فلّم ا ركبا حدث معنى آخر وهو امتناع الشيء لوقوع غيره))‪.‬‬

‫وخ رج الج وهري (ت‪393‬ه) عن ه ذا اإلجماع إذ ع ّد ل وال مركبة من مع نى إن ولو‬

‫فقال‪(( :‬وأّم ا (لوال) فمركبة من معنى إن ولو‪ ،‬وذلك أَّن لوال يمنع الثاني من أجل وجود‬
‫اّل‬
‫‪17‬‬
‫األول ‪ ...‬وقد تكون بمعنى ه ))‪.‬‬

‫ثانيا‪( :‬لوال) في اصطالح‪.‬‬

‫اختلف النحويون في أصل (لوال) فذهب املبّر د (ت‪285‬ه) إلى أّن ها مركبة من (لو)‬
‫ّن‬
‫و(ال)‪ ،‬فقال‪(( :‬ولوال إ ما هي لو وال جعلتا شيًئ ا واحًد ا وأوقعتا على هذا املعنى))‪ ، 18‬وهي‬
‫ّن‬
‫حرف امتناع لوجوب؛ ألَّن (لو) حرف امتناع المتناع و(ال) نافية واالمتناع إ ما هو نفي‬

‫في املعنى فدخل النفي بـ (ال) على أحد امتناعي (لو) ونفي النفي إثبات‪ ،‬فصار معنى (لوال)‬

‫امتناع الشيء لوجود غيره‪.‬‬

‫وذهب آخرون إلى أّن ها مركبة من معنى إن ولو‪ ،‬قال ابن الس ّر اج (ت‪316‬ه)‪(( :‬لوال‬

‫وهي مركب ة من إن ول و تب دأ بع دها األس ماء وذل ك أّن ه ا تمن ع الث اني لوج ود األول))‪، 19‬‬

‫ويب دو أَّن هم أرادوا من مع نى إن ه و الش رط‪ ،‬ألَّن (ل وال) ح رف ش رط غ ير ج ازم‪ ،‬و(إن)‬

‫أب و الحس ن علي بن إس ماعيل بن س يده املرسي‪ ،‬املحكم واملحي ‪jj‬ط األعظم‪ ،‬دار الكتب‬ ‫‪16‬‬

‫العلمية – بيروت‪ ١٤٢١ ،‬ه ‪ ،‬ج ‪،10‬ص‪.361‬‬

‫أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي‪ ،‬الصحاح ت‪jj‬اج اللغ‪jj‬ة وصحاح العربي‪jj‬ة‪،‬‬ ‫‪17‬‬

‫دار العلم للماليين – بيروت‪ ١٤٠٧ ،‬ه‍ـ ‪ ،‬ج‪2004 ،6‬‬

‫أب و العب اس محم د بن يزي د املبرد‪ ،‬املقتضب‪ ،‬وزارة األوق اف – املجلس األعلى للشئون‬ ‫‪18‬‬

‫اإلسالمية – لجنة إحياء التراث اإلسالمي – القاهرة‪،‬ط‪ 1،1415:‬ه‪ ،‬ج‪،3‬ص‪.76‬‬

‫‪14‬‬
‫ح رف ش رط يفي د تعل ق أم ر بغ يره عموًم ا‪ ،20‬وه و حاص ل في (ل وال) ألَّن امتن اع الث اني‬

‫متوقف على وجود األول‪ ،‬وأّم ا معنى (لو) فأرادوا منه معنى االمتناع في (لوال)‪.‬‬

‫ّش‬
‫لوال هو أحد حروف ال رط غير الجازمة التي تدخل على الجملة االسمّي ة‪ ،‬وُي فيد هذا‬
‫ّل‬
‫الحرف امتناع شيء لوجود آخر‪ ،‬مثل‪ :‬لوال العقاب لسادِت الجريمة‪ .‬ويرى أهل ا لغة‬
‫ّش‬ ‫ّك‬
‫أّن (ل وال) هي أداة ُم ر ب ة من أداة ال رط غ ير الجازم ة (ل و) م ع (ال) الّن افي ة‪ ،‬وفي ه ذا‬
‫الّت ركيب تتغّي ر دالل ة (ل و) إلى دالل ة أخ رى‪ ،‬وذل ك رأي سيبويه‪ ،21‬بينم ا ي رى الّز ركشّي‬

‫‪23‬‬
‫‪22‬أّن (لوال) هي أداة بسيطة بنفسها غير مركبة‪.‬‬

‫اعلم أن لوال نقيضة لو وذلك أن الشيء ممتنع بها لوجود غيره وتلزمها الالم في الخير‬

‫وتقع بعدها األسماء وال تقع بعدها األفعال ضدا ملا كان في باب لو فاملرتفع بعدها يرتفع‬

‫باالبت داء والخ بر مض مر والالم داخل ة على الج واب وذل ك قول ك ل وال زي د ألكرمت ك‬

‫واملع نى إن اإلك رام إنم ا امتن ع لحض ور زي د ف ترفع زي دا باالبت داء والخ بر مض مر والالم‬

‫أبو بكر محمد بن السري بن سهل النحوي املعروف بابن السراج‪ ،‬األص‪jj‬ول في النح‪jj‬و‪،‬‬ ‫‪19‬‬

‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬لبنان‘ج‪،2‬ص‪.211‬‬

‫عثم ان بن الح اجب أب و عم رو‪ ،‬اإليضاح في ش ‪jj‬رح املفص ‪jj‬ل ‪ ،‬وزارة األوق اف ‪ -‬الع رق ‪،‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪ 1402‬ه‪ ،‬ج‪،2‬ص‪.241‬‬

‫سيبويه عم رو بن عثم ان بن قن بر الح ارثي ب الوالء‪ُ،‬و ل د سيبويه في قري ة البيض اء في بالد‬ ‫‪21‬‬

‫فارس في سنة ‪ 148‬ه ‪ 765 /‬م‪،‬‬

‫الزركشي ‪.‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪ 23‬عزيزة فوال بابت‪ ،‬املعجم املفصل في النحو العربي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ 1413،‬ه‪ ،‬ج‬

‫‪، 1‬ص ‪70‬‬

‫‪15‬‬
‫جواب لوال وذلك قولك لوال زيد أهابه أو أكرمه وما أشبه ذلك ألكرمتك قال هللا عز‬
‫‪24‬‬
‫وجل‪( :‬لوال أنتم لكنا مؤمنين) [سباء‪.]31 :‬‬

‫معاني كلمة لوال‬ ‫‪.2‬‬

‫وفي هذه الحرف لوال لها معاني املستفادة للكلمة‪:‬‬

‫التحضيض‬ ‫ا‪.‬‬

‫ًا‬
‫وهي لوال ولوما وهال وأال‪ .‬تقول‪ :‬لوال فعلت كذا‪ ،‬ولوما ضربت زيد ‪ ،‬وهال مررت به‪،‬‬

‫وأال قمت تريد استبطاء وحثه على الفعل دخولها على فعل ماض أو مستقبل‪:‬‬

‫وال تدخل إال على فعل ماض أو مستقبل قال هللا تعالى‪ " :‬لوال أخرتني إلى أجل قريب"‪،‬‬

‫وقال هللا تعالى‪" :‬لو ما تأتينا باملالئكة "‪ ،‬وقال تعالى‪ " :‬فلوال أن كنتم غير مدينين‬

‫ترجعونها "‪ .‬دخل لوال على ترجعونها‪2 :25.‬‬

‫االمتناع‬ ‫ب‪.‬‬

‫االمتناعي ة‪ ،‬وهي املختص ة ب ا ألس ماء فت دخل على جمل تين األولى اس مية والث ا ني ة‬

‫فعلية لربط امتناع الثانية لوجود األولى‪ ،26‬ومن ذلك قولهم‪" :‬لوال زيد ألكرمتك"‬

‫‪ 24‬عبد الرحمن بن إسحاق البغدادي النهاوندي الزجاجي‪ ،‬أبو القاسم‪ ,‬الالمات‪ ,‬دمشق‪ :‬دار‬

‫الفكر‪1405 ,‬هـ ‪,‬ج‪,1‬ص‪.129‬‬

‫أب و القاس م محم ود بن عم رو بن أحم د‪ ،‬الزمخش ري ج ار هللا‪ ،‬املفص ‪jj j‬ل في ص ‪jj j‬نعة‬ ‫‪25‬‬

‫اإلعراب‪ ،‬مكتبة الهالل‪ ،‬ج‪،1‬ص‪. 431‬‬

‫يعيش بن علي يعيش موفق الدين‪ ،‬شرح املفصل‪،‬إدارة الطباعة املنيرية ‪ 2008،‬م‪ ،‬ج‪، 8‬‬ ‫‪26‬‬

‫ص ‪154‬‬

‫‪16‬‬
‫وهذا املعنى يتوافق مع اعتبارها مركبة من (لو) الشرطية‪ ،‬و(ال) النافية‪ ،‬بتقدير (لو‬

‫زيد‪ ،‬ال وجود له‪ ،‬ألكرمتك)‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫التوبيخ‬ ‫ج‪.‬‬

‫وتختص باملاضي مث ل قول ه تع الى‪( :‬ل وال ج اءوا علي ه بأربع ة ش هداء) [الن ور‪ ،]13 :‬وفي‬

‫هذه اآلية زيادة تفصيل ملا جاء في اآلية قبلها‪ :‬ففيها توبيخ ألفراد املجتمع املسلم الذين‬

‫سمحوا لتلك الفرية بأن تنتشر في صفوفهم‪ ،‬وليس عند املفترين بينة عليها ‪ ،‬فكيف‬

‫تنطلي على املؤم نين؟! واملخط اب ليس موجه ا له ؤالء املف ترين وال يحض هم على اإلتي ان‬

‫بأربع ة ش هداء ألنهم كاذبون – خالف ا ملن ق ال ب ه‪ ،‬ب ل هي قاع دة للمؤم نين ينبغي أن‬

‫يلتزموا بها في املستقبل‪ ،‬يقول األربيلي ( ت‪681 :‬ه )‪ :‬وهي إن دخلت على الفعل املاضي‬

‫أف ادت الت وبيخ والل وم على ترك ه ‪ ،‬وال تكون في املاضي للحث والتحض يض اللهم إال أن‬
‫‪28‬‬
‫يراد تدارك ما فات بفعل مثله‪.‬‬

‫العرض‬ ‫د‪.‬‬

‫طلب أمر بلين ورفق مستعمال (أال‪ ،‬أما‪ ،‬لو‪ ،‬لوال) فإن استعملنا هذه االدوات مع الفعل‬
‫َّل َل ُك‬ ‫َأ ْغ‬ ‫َأ ُت‬
‫املضارع سمي ذلك عرضا‪ .‬قال تعالى‪ :‬ال ِح ُّب وَن ْن َي ِف َر ال ُه ْم [النور‪ ٢٤ /٢٢ :‬وإن‬

‫عب د الغف ور خلي ل‪،‬إع ‪jj‬راب الق ‪jj‬رآن امليس ‪jj‬ر‪ ،‬دار الّص حابة لل تراث‪ ،‬طنط ا – مص ر‪ ،‬من‬ ‫‪27‬‬

‫دوت تاريخ نشر‪،‬ص ‪ ، 351‬سّي د قطب‪ ،‬ظالل القرآن‪ ،‬دار الشروق‪،‬بيروت –لبنان‪ 1408 ،‬ه ‪،‬ج‪،4‬‬

‫ص‪ ،502‬د‪ .‬مختارعب د الحمي د عم ر بس اعدة فري ق عم ل‪ ،‬معجم الغ‪jj j‬ة العربي‪jj j‬ة املعاص‪jj j‬رة‪،‬ع الم‬

‫الكتب‪ 1429 ،‬ه‪،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 2049‬‬

‫عالء ال دين األربيلي‪،‬ج ‪jj‬واهر األدب في معرف ‪jj‬ة كالم الع ‪jj‬رب‪،‬مطبع ة وادي الني ل‪ ،‬مص ر‪،‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪1294‬ه ‪،‬ص ‪.193‬‬

‫‪17‬‬
‫استعملنا هذه األدوات مع الفعل املاضي أفاد االسلوب العتب‪ ،‬نحو‪ :‬أال اشتريت كتابا‬
‫‪29‬‬
‫فاستفدت‪.‬‬

‫وه و طلٌب بليٍن وت أّد ٍب ‪ ،‬وتختّص ك ذلك بالفع ل املض ارع أو م ا في تأويل ه‪ ،‬مث ل قول ه‬

‫تعالى ‪ ( :‬لوال أخرتني إلى أجٍل قريٍب ) [ املنافقون ‪]10 :‬‬

‫للتوبيخ و التنديم‬ ‫ه‪.‬‬

‫للتوبيخ و التنديم فإنها تحتص با املاضي ‪ ،‬كما مر في اآلية الكريمة‪ ،30‬في قوله تعالى ‪:‬‬

‫( لوال إذ سمعتموه ظن املؤمنون و املؤمنات بأنفسهم خيًر ا ) [ النور ‪" ]12:‬‬

‫وال يخفى ما في اآلية من توبيخ وعتاٍب لعامة املؤمنين‪ ،‬الذين لم يبادروا إلى رِّد اإلفك‬

‫وتكذبيه " كما أّن فيها تنديما للمؤمنين كي ال يكرروا هذه الخطيئة ؛ ف"هذا تأديٌب من‬
‫‪31‬‬
‫هللا تعالى للمؤمنين ‪ ،‬في قّص ة عائشة رضي هللا عنها"‬

‫االستفهام‬ ‫و‪.‬‬

‫ْأ َت‬ ‫َف َل اَل ْذ‬


‫االستفهام ص ّر ح به الفراء في قوله‪ :‬وقوله ( ْو ِإ َج اَء ُه م َب ُس َن ا َض رُع وا) [األنعام‪:‬‬

‫‪]43‬‬

‫ظ اهر ش وكت البي اتي‪ ،‬أدوات اإلع ‪jj‬راب‪ ،‬مج د املؤسس ة الجامعي ة للدراس ات والنش ر‬ ‫‪29‬‬

‫والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ١٤٢٥ ،‬ه‪ ،‬ط‪،1‬ص‪.153‬‬

‫محمود صافي‪ ،‬الج‪jj‬دول في إع‪jj‬راب الق‪jj‬رآن وص‪jj‬رفه وبيان‪jj‬ه م‪jj‬ع فوائ‪jj‬د نحوي‪jj‬ة هام‪jj‬ة ‪ ،‬دار‬ ‫‪30‬‬

‫الرشيد‪-‬مؤسسة اإليمان‪1416،‬ه ‪ ،‬ط‪،3‬ج ‪ ،26‬ص ‪.195‬‬

‫عب د الحمي د محم ود طهم از‪ ،‬التفس ‪jj j‬ير املوض ‪jj j‬وعي لس ‪jj j‬ور الق ‪jj j‬رآن العظيم‪ ،‬دار القلم‬ ‫‪31‬‬

‫دمشق‪،‬ط‪1435 ،2:‬ه ‪ ،‬ج ‪،6‬ص‪.30‬‬

‫‪18‬‬
‫ًا‬ ‫اّل‬
‫معنى "لوال " فه ‪ ...‬وإذا لم تر بعدها اسم فهي استفهام ‪.‬‬
‫َل‬ ‫َل‬
‫قال ابن هشام( ت ‪761 :‬ه ) " نحو ‪ْ ( :‬و ال أخرت‪j‬ني إلى أج‪j‬ل ق‪jj‬ريب )‪ْ ( ،‬و ال أن‪j‬زل علي‪j‬ه‬
‫َل ْو اَل‬ ‫َّظ‬ ‫َل‬
‫ملك ) قا ه الَه َر وي وأكثرهم ال يذكره وال اهر أن األولى للعرض وأن الثانية مثل ‪:‬‬

‫ج‪jj‬اؤوا بأربع‪jj‬ة ش‪jj‬هداء )‪ ،32‬وصدق ابن هشام‪ ،‬فماقاله صاحب األزهية ال وجه له؛ لكن‬

‫للموزعّي (ت‪ 825‬ه ) زأي آخر فقد قال ‪" :‬لم يرد الهروي إال العرض‪ ،‬وهذا اصطالحه‬

‫في العرض؛ فقد ذكر مثل هذه العبارة في (أال) وسماها استفهاما‪ ،‬فابن هشام لم يعرف‬

‫اصطالحه في عبارته‪ ،‬فأبو الحسن لم يرد إال ما يراه غيره‪ ،33‬لكن قد قال به الزّج اج‬
‫َو َق َل َّل َن َك َف ُر َل ْو ُن َل َع َل ْي ْل ُق ْر ُن ُج ْم َل ًة‬
‫ِه ا آ‬ ‫وا ال ِّز‬ ‫(ت ‪ 311‬ه) في تفس ير قول ه تع الى ‪ ( :‬ا ا ِذ ي‬
‫َل ْو اَل ُن ّز َل ْل ُق ْر ُن ُج ْم َل ًة‬
‫ا آ‬ ‫َو اِح َد ة‪[)...‬الفرق ان ‪ ]32:‬حيث ق ال يق ول ‪ :‬ألّن مع نى ق ولهم ‪( :‬‬
‫َذ‬ ‫ًق ُأ‬ ‫ُن‬
‫‪34‬‬
‫َو اِح َد ة‪ )...‬ي دل على مع نى ‪ :‬لم ّز َل عليهم الق رآن متفر ا ف ْع ِل ُم وا ِل َم ِل َك ‪ ،‬أْي للتثبت‬

‫ابن هشام األنصاري جمال الدين‪ ،‬مغ‪jj‬ني الل‪jj‬بيب عن كتب األع‪jj‬اريب‪1368 ،‬ه‪ ،‬ط‪ ،1:‬ج‬ ‫‪32‬‬

‫‪ ،1‬ص‪.290‬‬

‫محمد بن علّي الخطيب املوزعي "ابن نور الدين"‪ ،‬تح‪ :‬عائض بن نافع العمرّي ‪،‬مص‪jj‬ابيح‬ ‫‪33‬‬

‫املغاني في ح‪j‬روف املع‪j‬اني‪ ،‬دار املنار‪ ،‬ط‪1414 ،1 :‬ه‪ ،‬ج‪،1‬ص‪ ،421‬أحمدمختام عمر‪ ،‬ومعجم اللغ‪jj‬ة‬
‫العربية املعاصرة ‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬ط ‪ ١٤٢٩ ،1 :‬ه‪،‬ج‪ ،3‬ص ‪.2049‬‬
‫‪34‬‬
‫بو إسحاق الّز ّج اج ‪ :‬د‪ .‬عبد الجليل عبده شلبي‪ ،‬معاني القرآن وإعربه‪ ،‬عالم الكتاب‪،‬‬

‫‪.‬بيروت ‪ ،‬ط‪1408 ،1:‬ه ‪،‬ج‪ .4‬ص‪66‬‬

‫‪19‬‬
‫كما قال به ُد َر ُبْو د‪(35‬ت ‪ 324 :‬ه )‪ ،36‬والّن ّح اس (ت‪ 338 :‬ه )‪ ،37‬والفخر الرازّي ( ت‪604 :‬‬

‫ه )‪ ،38‬وأبو حّي ان ( ت ‪ 745 :‬ه ) ‪39‬وقال أحمد مختار عمر ( ت ‪ 2003 :‬م )‪ 40‬حرف يفيد‬
‫‪41‬‬
‫االستفهام املضمن معنى العرض " لوال سألتنا؟ ‪ :‬اسألنا"‬

‫ولع ّل الصحيح – وهللا أعلم – أنه ا ال ت أتي لالس تفهام ب ل للع رض أو الت وبيخ‬

‫فقوله‪" :‬لوال سألتنا" و"اسألنا" ليس استفهاما بل كالهما عرض ( طلب )؛ وقول الّز ّج اج‬

‫عب د هللا بن س ليمان‪ ،‬القرط ‪jj‬بي‪،‬النح ‪jj‬وي‪،‬امللقب ب ‪jj‬درون‪،‬أو دري ‪jj‬ون ( بالتص ‪jj‬غير ) ؛وكان‬ ‫‪35‬‬

‫أعمى ‪ ،‬ع رف ب ا النح و واألدب والش عر والت أليف‪ ،‬كان على م ذهب الكوف يين ‪ ،‬ش رح كت اب‬

‫الكس ائي‪،‬ت وفي س نة ‪ 325‬ه‪ .‬ينظ ر ‪ :‬عب د ال رحمن بن أبي بك ر‪ :،‬د‪ .‬عب د الجلي ل عب ده ش لبي ‪ ،‬مع ‪jj‬اني‬
‫الق‪jj‬رآن وإعرب‪jj‬ه‪ ،‬عالم الكتاب‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪1408 ،1:‬ه ‪،‬ج‪ .4‬جالل الدين السيوطي ‪ ،‬بغي‪jj‬ة الوع‪jj‬اة‬
‫في طبقات اللغويين والنحاة‪ ،‬املكتبة العصرية – لبنان ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.45-44‬‬

‫أبو حيان لنحوي؛ محمد بن يوسف بن علي بن يوسف ابن حيان الغرناطي األندلسي‬ ‫‪36‬‬

‫الجي اني ‪ ،‬النف زي ‪ ،‬أث ير ال دين ‪ ،‬أب و حي ان ‪،‬ارتش ‪jj‬اف الضرب من لس ‪jj‬ان الع ‪jj‬رب‪ ،‬مكتب ة الخ انجي‪-‬‬

‫الق اهرة‪ ،‬ط‪1،1418:‬ه‪،‬ج‪،4‬ص ‪ .1672‬حيث ذك ر عن خط اب املاردّي (ت ‪450‬ه)‪ ،‬أن ه نق ل في‬


‫اّل‬
‫"التشريح" عن " شرح كتاب الكسائي " لدريود؛ أنه أدخل (لوال) و (ه ) في حروف االستفهام ‪ ،‬ولم‬

‫يص لنا كت اب الكائي‪ ،‬وال ش رحه ل دريود‪ ،‬وال كت اب املاردي ال ذي ع ارض في ه ش رح دري ود لكت اب‬

‫الكسائي‪ ،‬وينظر ‪ :‬دريود وآراؤه النحوية ‪ ،‬د‪ .‬شريف عبد الكريم النجار‪ ،‬مجل‪j‬ة الجامع‪j‬ة االس‪j‬المية‬
‫(سلسة الدراسات االنسانية) املجلد ‪ ،16‬العدد‪ ، 2 :‬ص ‪ ،226-159‬يونية ‪ 2008‬م‪ ،‬ص ‪184‬‬

‫أب و جعف ر النح اس أحم د بن محم د‪ ،‬مع ‪jj‬اني الق ‪jj‬رآن الك ‪jj‬ريم ‪ ،‬جامع ة أم الق رى ‪ -‬مك ة‬ ‫‪37‬‬

‫املكرمة‪ ،‬ط‪1409 ،1:‬ه‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص‪.25‬‬

‫‪ 38‬أب و عب د هللا محم د بن عم ر بن الحس ن بن الحس ين ال تيمي ال رازي امللقب بفخ ر ال دين‬

‫الرازي خطيب الري‪ ،‬مفاتيح الغيب = التفسير الكب‪jj‬ير‪ ،‬دار الفكر‪ -‬دمشق ‪ ،‬ط‪1401 ، 1:‬ه ‪ ،‬ج ‪،24‬‬

‫ص ‪.80‬‬

‫‪20‬‬
‫ًة‬ ‫َل ًة‬ ‫َل ْل‬ ‫َل اَل ُن‬
‫( ت ‪311 :‬ه ) ‪" :‬معنى قولهم ‪ْ ( :‬و ِّز َل َع ْي ِه ا ُق ْر آُن ُج ْم َو اِح َد ‪ ،)...‬يدل على معنى ‪:‬‬
‫اّل‬
‫لم نّز ل عليه القرآن جملة واحدة" أو مفهومه لكن املنطوق يعني ‪ :‬ه ن ّز ل عليه القرآن‬
‫‪42‬‬
‫كما أنزلت الكتب السابقة ؛ وعندها سوف نؤمن به"‬

‫النفي‬ ‫ز‪.‬‬

‫أب و حي ان لنح وي؛ محم د بن يوس ف بن علي بن يوس ف ابن حي ان الغرن اطي األندلسي‬ ‫‪39‬‬

‫الجي اني ‪ ،‬النف زي ‪ ،‬أث ير ال دين ‪ ،‬أب و حي ان ‪،‬ارتش ‪jj‬اف الضرب من لس ‪jj‬ان الع ‪jj‬رب‪ ،‬مكتب ة الخ انجي‪-‬‬

‫القاهرة‪ ،‬ط‪1418 ،1:‬ه‪،‬ج ‪، 8‬ص ‪.1893‬‬

‫‪ 40‬أحم د عب د الحمي د مخت ار عم ر؛ ول د في الق اهرة ع ام ‪1933‬م‪ ،‬ن ال من دار العل وم‬

‫الليس انس علم اللغ ة ثم املاجس تير ‪ ،‬وال دكتوراه في علم اللغ ة من جامع ة كمبري د ج في ‪ ،1967‬كان‬

‫مستشارأ لهيئات مجلية وعربية ‪ ،‬من آثاره ‪ :‬املعجم املوسوعي أللفاظ القرآن ‪ ،‬توفي في ‪2003‬م‪.‬‬

‫د أحم د مخت ار عب د الحمي د عم ر (ت ‪ ١٤٢٤‬هـ) بمس اعدة فري ق عم ل‪ ،‬معجم اللغ ة‬ ‫‪41‬‬

‫العربية املعاصرة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬ط‪ ١٤٢٩ ،1:‬هـ‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪. 2049‬‬

‫الجالل الس يوطي‪ .‬عب د ال رحمن بن أبي بك ر بن محم د بن س ابق ال دين الخض يري‬ ‫‪42‬‬

‫الس يوطي‪ ،‬جالل ال دين‪ ،‬ل ‪jj‬در املنث ‪jj‬ور في التفس ‪jj‬ير املأثور‪،‬دار الفك ر – ب يروت ‪1414 ،‬ه‪ ،‬ج‪ ، 6‬ص‬

‫‪ .254‬أب و جعف ر‪ ،‬محم د بن جري ر الط بري‪ ،‬تح‪ :‬دار التربي ة وال تراث ‪ -‬مك ة املكرم ة‪ ،‬م ‪jj‬ع البي ‪jj‬ان عن‬
‫تأويل آي القرآن‪ ،‬دار هجر‪ ،‬ط‪1422 ، 1:‬ه‪ ،‬ج ‪ ، 17‬ص ‪.445‬‬

‫‪21‬‬
‫َف َل ۡو اَل َك َن ۡت َق ۡر َي ٌة ٰا َم َنۡت‬
‫ا‬ ‫فتكون بمعنى "لم"‪ ،‬ذكره الهروي‪ 43‬وجعل منه قوله تعالى ‪( :‬‬
‫ُن‬ ‫ۤا اَّل َق‬ ‫َف َنَف ۤا‬
‫َع َه ِا ۡيَم اُن َه ِا ۡو َم ُي ۡو س) [ي ونس‪ .]98 :‬معن اه ‪ :‬لم تكن قري ة آمنت عن د ن زول‬

‫العذاب فنفعها إيمانها إال قوم يونس"‪ 44‬وتعقبة في "املغني "‪ -‬وإن سلم باقتضاء النفي –‬

‫بقول ه ‪ ":‬والظ اهر أن املع نى على الت وبيخ أي فهال كانت قري ة واح دة من الق رى املهاك ة‬

‫تابت ن الكفر قبل مجيء العذاب فنفعها ذلك‪.‬‬

‫يق ول الزركشي‪( :‬والظ اهر أن املراد "فهال " ويؤي ده أنه ا في مصحف أبي (َف َل ۡو اَل َك اَن ۡت‬

‫َق ٌة‬
‫ۡر َي )‬
‫‪45‬‬

‫‪ 43‬أبو إسماعيل الهروي ‪ ١٠٨٩ - ١٠٠٦ (،‬م)‪ ،‬من ذرية أبي أيوب األنصاري‪ .‬شيخ خراسان‬
‫في عصره‪ ،‬من كبار الحنابلة‪ .‬كان بارعا في اللغة‪ ،‬حافظا للحديث‪ ،‬عارفا بالتاريخ واألنساب‪ُ ،‬م ظهرا‬
‫للسنة داعيا إليها‪ .‬امتحن وأوذي‪ ،‬وُس مع يقول‪ُ« :‬ع رضت على السيف خمس مرات‪ ،‬ال يقال لي ارجع‬
‫عن م ذهبك‪ ،‬لكن يق ال لي اس كت عمن خالف ك‪ ،‬ف أقول‪ :‬ال أس كت‪ ،‬ومن كتب ه‪ :‬ذم الكالم وأهل ه‪،‬‬
‫والفاروق في الصفات‪ ،‬وكتاب األربعين في التوحيد‪(.‬األعالم للزركلي‪ ،‬دار العلم للماليين‪ 2002،‬م‪ ،‬ط‬
‫الخامسة عشر‪ ،‬ج‪ 4‬ص‪)122‬‬
‫‪ 44‬علي بن محمد النحوي الهروي‪ ،‬األزهي‪jj‬ة في علم الح‪jj‬روف‪ ،‬جمع اللغة العربية بدمشق‪،‬‬

‫ط‪1413 ،2:‬ه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .169‬مج د ال دين أب و ط اهر محم د بن يعق وب الفيروزآب ادى ‪ ،‬بص ‪jj‬ائر ذوي‬
‫التمييز في لطائف الكتاب العزيز‪ ،‬املجلس األعلى للشئون اإلسالمية ‪ -‬لجنة إحياء التراث اإلسالمي‪،‬‬

‫الق اهرة‪ ،‬ط‪1416 ،3:‬ه‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪ .459‬عب د ال رحمن بن أبي بك ر‪ ،‬جالل ال دين الس يوطي‪ ،‬هم ‪jj j‬ع‬
‫الهوامع في شرح جمع الجوامع‪ ،‬املكتبة التوفيقية – مصر‪ ،‬ط‪1419 ،1:‬ه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.477‬‬

‫بدر الدين الزركشي‪ ،‬البرهان في علوم القرآن‪ ،‬دار التراث‪2008 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪.167‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪22‬‬
‫َف َك‬
‫وهو تفسير األخفش‪ ،4746‬والفراء‪ ،4948‬ويؤيدة قراءة أبي وعبدهللا‪َ ( :‬ه ال انت )‬

‫ويل زم من ه ذا املع نى الّن في ألن الت وبيخ يقتضي ع دم الوق وع"‪ ،50‬وق ال في الص احبي ‪:‬‬
‫اّل‬
‫وقوله جل وع ّز ‪ ( :‬فلوال كانت قري‪j‬ة آمنت ) فلها وجهان ‪ :‬األول ‪ :‬أن يكون املعني ‪ :‬ه ‪،‬‬

‫والوجه اآلخر‪ -‬أن يكون بمعنى (لْم ) ؛ يقول‪ :‬فلْم تكن قرية آمنت فنفعها إيمانها إال قوم‬

‫يونس"‪ ،51‬وقال أحمد عبد الحرميد ‪ " :‬حرف للنفي بمعنى (ما) أو(لم) وذلك إذا وقع بعده‬
‫ُن‬ ‫ۤا اَّل َق‬ ‫َف َل اَل َك َن ۡت َق ۡر َي ٌة ٰا َم َنۡت َف َنَف ۤا‬
‫َع َه ِا ۡيَم اُن َه ِا ۡو َم ُي ۡو َس (‪ :‬فلم تكن – (‬ ‫(إال) االستثنائية ( و ا‬

‫‪ 46‬األخفش األوسط (‪830‬م) إمام النحو أبو الحسن سعيد بن مسعدة البلخي ثم البصري‬

‫مولى بني مجاشع أخذ عن الخليل بن أحمد ولزم سيبويه حتى برع وكان من أسنان سيبويه بل أكبر‪،‬‬

‫توفي أبو الحسن األخفش سنة ‪ 215‬هـ‪ ،‬کتاب األوسط في النحو‪ ،‬کتاب تفسير معاني القرآن‪ ،‬کتاب‬

‫املقاییس في النحو‪ ،‬وفي أبو الحسن األخفش سنة ‪ 215‬هـ‪.‬‬

‫أب و الحس ن س عيد بن مس عدة األخفش األوس ط‪ ،‬تح‪ :‬د‪.‬ه دى محم ود قراع ة ‪ ،‬مع ‪jj‬اني‬ ‫‪47‬‬

‫القرآن‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ -‬القاهرة ‪ ،‬ط‪ 1411 ،1:‬ه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.123‬‬
‫َأ َك‬
‫‪ُ 48‬ب و َز ِر َّي ا َيْح َي ى ْب ْن ِز َي اْد الفراء‪ ،‬ولد اإلمام في الكوفة ثم انتقل إلى بغداد وأثرت البيئة‬

‫الكوفية في نشأته وفكره ملا اتسمت به من شيوع التصوف اإلشراقي‪ ،‬فكان لذلك أثر في نشأة اإلمام‪.‬‬
‫ًا ًا‬ ‫ًا‬
‫فكان ورع متدين بر بأهله وقومه‪ ،‬وكان الفراء شديد الطلب للمعاش ال يستريح في بيته وكان يجمع‬

‫ط ول الس نة‪ ،‬ومن كتب ه‪ :‬كت اب املع اني‪ ،‬املص ادر في الق رآن‪ ،‬كت اب الوق ف واالبت داء‪ ،‬كت اب الجم ع‬

‫والتثنية في القرآن‪ ،‬توفي الفراء سنة ‪ 207‬هجرية‪.‬‬

‫أب و زكري ا يح يى بن زي اد الف راء‪ ،‬تح ‪ :‬أحم د يوس ف النج اتي وآخ رين ‪ ،‬مع ‪jj‬اني الق ‪jj‬رآن‪،‬‬ ‫‪49‬‬

‫الدار املصرية للتأليف والترجمعة – مصر ‪ ،‬ط‪ ، 1:‬ج‪ ،1‬ص ‪.167‬‬

‫ابن هشام األنصاري جمال الدين‪ ،‬مغ‪jj‬ني الل‪jj‬بيب عن كتب األع‪jj‬اريب‪1368 ،‬ه‪ ،‬ط‪،1:‬ج‬ ‫‪50‬‬

‫‪،1‬ص‪.290‬‬

‫‪23‬‬
‫َّال َق ًال‬ ‫َأل‬ ‫َف‬ ‫َن‬ ‫َق ُك ُأ‬ ‫ُق‬ ‫َف َل َال َك َن‬
‫ْو ا ِم َن ال ُر وِن ِم ْن ْب ِل ْم ول ‪jj‬و َب ِق ّي ة يْن َه ْو َع ِن ال َس اِد ِف ي ا رِض ِإ لي )‪:‬‬

‫ماكان"‬
‫‪52‬‬

‫أبو الحسن أحمد بن فارس ‪ ،‬تح ‪ :‬السيد أحمد صقر‪ ،‬املص‪jj‬احبي في فق‪jj‬ه اللغ‪jj‬ة ‪ ،‬مطبعة‬ ‫‪51‬‬

‫عيس البابي الحلبي وشركاه ‪ -‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.254‬‬

‫أحمدمختام عمر‪ ،‬ومعجم اللغ‪jj‬ة العربي‪jj‬ة املعاص‪jj‬رة ‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬ط ‪ ،١٤٢٩ ،1 :‬ص‬ ‫‪52‬‬

‫‪.421‬‬

‫‪24‬‬
‫الباب الثالث‬

‫ملحة سورة الـنور‬

‫سيقوم الباحث في هذا الفصل بثالثة مباحث هي؛ سبب تسمية هذه السورة ثم‬

‫سبب نزولها ثم مناسبتها ملا قبلها ومابعدها‪ ،‬يبين كل منها موجزة‪ ،‬على ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬سبب تسمية سورة النور‬

‫ترتب ط س ور الق رآن الك ريم بأس ماء خاص ة به ا‪ ،‬ق د يكون له ا اس مان‪ ،‬كس ورة‬

‫البق رة يق ال له ا فس طاط الق رآن لعظمه ا وبهائه ا‪ ،‬وق د يكون له ا أس ماء كث يرة كس ورة‬

‫الفاتح ة‪ ،‬إذ تع رف ب أم الق رآن‪ ،‬والس بع املاني وأم الكت اب وغيره ا‪ ،‬وهن اك من س ور‬

‫الق رآن الك ريم له ا اس م واح د وهي كث يرة‪ ،‬ومن بينهم س ورة الن ور‪ .‬وتس مى س ورة كم ا‬

‫وردت على الرس ول ص لى هللا علي ه وس لم فعن مجاه د ق ال ‪ :‬ق ال رس ول هللا ص لى هللا‬
‫ّل‬
‫‪53‬‬
‫عليه وسلم‪ " :‬ع موا رجالكم سورة املائدة وعلموا نسائكم سورة النور "‬

‫وردت في أقوال بعض الصحابة كابن عباس وابن الزبير وعمر بن الخطاب رضي‬

‫هللا عنهم فعن حارث ة بن مض رب ق ال " كتب عم ر أن تعلم وا س ورة النس اء وألح زاب‬

‫سميت سورة النور لتنويرها طريق الحياة االجتماعية للناس‪ ،‬ببيان اآلداب‬ ‫‪54‬‬
‫والنور‪".‬‬
‫والفضائل‪ ،‬وتشريع األحكام والقواعد‪ ،‬والتضمنها اآلية املشرقة وهي قوله تعالى‪َ ( :‬ا لّٰل ُه‬

‫محم د بن علي بن محم د بن عب د هللا الش وكاني اليم ني‪ ،‬فتح الق‪jj‬دير‪ ،‬دار ابن كث ير‪ ،‬دار‬ ‫‪53‬‬

‫الكلم الطيب ‪ -‬دمشق‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ١٤١٤ ،1:‬هـ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.5‬‬

‫محمود شكري األلوسي البغدادي شهاب الدين‪ ،‬روح املع‪jj‬اني في تفس‪jj‬ير الق‪jj‬رآن العظيم‬ ‫‪54‬‬

‫والسبع املثاني‪ ،‬دار الكتب العلمية – بيروت‪ ،‬ط‪ ١٤١٥ ،1:‬هـ‪ ،‬ج‪ ،18‬ص‪.74‬‬

‫‪25‬‬
‫َاْل‬ ‫ُن‬
‫ْو ُر الَّس ٰم ٰو ِت َو ا ْر ِض ) [ الن ور ‪ ] 24/35 :‬أي منورهم ا‪ ،‬فبن وره أض اءت الس ماواة‬
‫واألرض‪ ،‬وبنوره اهتدى الحيارى والضالون إلى طريق الرشاد ‪ 55.‬وقوله تعالى ( ُّن وٌر َع َل ٰى‬
‫َّل‬ ‫ُن‬
‫وٍر ۗ َي ْه ِد ي ال ُه ِل ُن وِر ِه )‪ ،56‬وقوله تعالى ‪ ( :‬ومن لم يجعل هللا له نورا فما له من نور )‪.57‬‬
‫ُظُل‬ ‫َف‬ ‫َف‬ ‫ُّل ْغَش‬ ‫َأ ْو َك ُظُل‬
‫َم اٍت ِف ي َبْح ٍر ِّج ٍّي َي اُه َم ْو ٌج ِّم ن ْو ِق ِه َم ْو ٌج ِّم ن ْو ِق ِه َس َح اٌب ۚ َم اٌت َب ْع ُض َه ا‬
‫َل َك‬ ‫َذ َأ ْخ‬ ‫َف‬
‫‪58‬‬
‫ْو َق َب ْع ٍض ِإ ا َر َج َي َد ُه ْم َي ْد َي َر اَه اۗ )‬

‫وهي س ورة مدين ة باتف اق أه ل العلم ‪ ،‬ق ال القرط بي ‪ :‬س ورة الن ور مدني ة‬
‫ّت‬
‫باإلجم اع‪ .59‬الس ورة مدني ة باال ف اق كم ا أخ رج ابن مردوي ة عن ابن عب اس‪ .‬والّز ي ر ‪،‬‬

‫رضي هللا تعالى عنهم‪ ،‬وحكى أبو حيان اإلجماع على مدينتها ولم يستشن الكثيرة من أيها‬
‫‪60‬‬
‫شيئا‪.‬‬

‫ع دد آيته ا أربع وس تون في الع راقي والش امي‪ ،‬واثن ان في الحج ازي‪ .‬كلماته ا أل ف‬

‫وثالثمئ ة وس تة عش رة‪ .‬وحروفه ا خمس ة آالف وس تمائة وثم انون‪61.‬وق د ع دت ه ذه‬

‫السورة املائة في ترتيب نزول سور القرآن الكريم عند جابر ابن عباس‪ .‬قال نزلت بعد‬
‫وهب ة ال زحيلي‪ ،‬في تفس‪jj j‬ير املن‪jj j‬ير ‪ ،‬دار الفك ر (دمش ق ‪ -‬س ورية)‪ ،‬دار الفك ر املعاص ر‬ ‫‪55‬‬

‫(بيروت ‪ -‬لبنان)‪ ،‬ط‪ ١٤١١ ،1:‬هـ ‪ ،‬ج‪ ،9‬ص ‪.448‬‬

‫سورة النور‪35 :‬‬ ‫‪56‬‬

‫سورة النور‪40 :‬‬ ‫‪57‬‬

‫سورة النور‪40 :‬‬ ‫‪58‬‬

‫أبو عبد هللا‪ ،‬محم د بن أحم د األنصاري القرطبي‪ ،‬الج‪jj‬امع ألحكام الق‪jj‬رآن‪ ،‬دار الكتب‬ ‫‪59‬‬

‫املصرية – القاهرة‪ ،‬ط‪ ١٣٨٤ ،2:‬هـ‪ ،‬ج‪ ،12‬ص ‪.158‬‬

‫محمود شكري األلوسي البغدادي شهاب الدين‪ ،‬روح املع‪jj‬اني في تفس‪jj‬ير الق‪jj‬رآن العظيم‬ ‫‪60‬‬

‫والسبع املثاني‪ ،‬دار الكتب العلمية – بيروت‪ ،‬ط‪ ١٤١٥ ،1:‬هـ‪ ،‬ج‪ ،18‬ص‪.74‬‬

‫‪26‬‬
‫س ورة النص ر وقب ل س ورة الحج ‪ ،‬أي عن د الق ائلين ب أن س ورة الحج مدين ة‪.‬آيه ا اثن ان‬
‫‪62‬‬
‫وستون في عدا املدينة ومكة ‪ .‬وأربع وستون في البقية‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬سبب نزولها‪.‬‬

‫ن زلت س ورة الن ور مفترق ة‪ ،‬يتضح ذل ك من اختالف أس باب ال نزول آلياته ا‪،‬‬
‫اَّل‬ ‫ُة اَل‬ ‫ًة َأ ْش َك ًة‬ ‫اَّل‬ ‫اَل‬
‫فسبب نزول قوله تعالى‪( :‬ٱلَّز اِن ى َي نِك ُح ِإ َز اِن َي ْو ُم ِر َو ٱلَّز اِن َي َي نِك ُح َه ٓا ِإ َز ٍنا‬
‫َل ُمْل‬ ‫َٰذ‬ ‫َأ ْش‬
‫ْو ُم ِر ٌك ۚ َو ُح ِّر َم ِل َك َع ى ٱ ْؤ ِم ِن يَن ) [ النور ‪ ] 3 :‬قصة مرثد بن أبي مرث ٍد مع عناق‪.63‬‬

‫ومرث د استش هد في ص فر س نة ثالث للهج رة الرجي ع‪ .64‬فيكون أوئ ل ه ذه الس ورة ن زل‬

‫ن زلت مج د ال دين أب و ط اهر محم د بن يعق وب الفيروزآب ادى‪ ،‬بص ‪jj‬ائر ذوي التمي ‪jj‬يز في‬ ‫‪61‬‬

‫لطائف الكتاب العزيز‪ ،‬املجلس األعلى للشئون اإلسالمية ‪ -‬لجنة إحياء التراث اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬

‫‪1996‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.334‬‬

‫محم د الط اهر بن محم د بن محم د الط اهر بن عاش ور التونسي ‪ ،‬تفس‪jj j‬ير التحري‪jj j‬ر‬ ‫‪62‬‬

‫والتنوير‪ ،‬الدار التونسية للنشر – تونس‪ ١٩٨٤ ،‬هـ‪ ،‬ج‪ ،18‬ص ‪.140‬‬

‫مرث د‪ :‬ه و مرث د بن أب مرث د الغن وي حلي ف حم زة بن عب د املطلب‪ ،‬ش هد ه و وأب وه‬ ‫‪63‬‬

‫بدرأ‪،‬كان رجأل شديدأ يحمل األسارى من مكة إلى املدينة واستشهد مرثد يوم الرجيع مع عاصم بن‬

‫ثابت أمير السرية ‪ .‬وكان بمكة بغي يقال لها عنق‪ ،‬كانت صديقة له قبل اسالمه فسأل النبي صلى اللع‬
‫ًة َأ ْش َك ًة‬ ‫اَّل‬ ‫اَل‬
‫علي ه وس لم أن ينكحه ا‪ ،‬ف نزلت ‪ { :‬ٱل َّز اِن ى َي نِك ُح ِإ َز اِن َي ْو ُم ِر ‪ .} . . .‬استش هد في غ زوة‬

‫الرجي ع س نة ثالث للهج رة ‪ .‬أب و نعيم أحم د بن عب د هللا بن أحم د بن إسحاق بن موسى بن مه ران‬

‫األصبهاني ‪ ،‬معرفة الصحابة‪ ،‬دار الوطن للنشر‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪ ١٤١٩ ،1 :‬هـ‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص ‪.2562‬‬

‫غزوة الرجيع ‪ :‬حديث في صفر سنة ثالث للهجر ‪ ،‬حيث بعث رسول هللا صلى هللا عليه‬ ‫‪64‬‬

‫ًا‬
‫وسلم س رية من أصحابة عيون إلى مكة ليخبروه خبر قريش وأم ر عليهم عاص م بن ث ابت ‪ ،‬ح تى إذا‬

‫كانوا في مكان يق ال ل ه الّر جي ع بين مك ة وعس فان اعترض تهم جماع ة من ب ني لحي ان املش ركين فلج أ‬

‫‪27‬‬
‫قبل سنة ثالث‪ ،‬واألقرب أن يكون في أواخر السنة األولى ‪ ،‬او أوائل السنة الثانية أيام‬

‫املسلمون يتالحقون للهجرة وكان املشركون قد جعلوهم كاألسرى‪.‬‬

‫ومن آياته ا قص ة اإلف ك‪ ،‬وهي نازل ة عقب غ زوة ب ني املص طلق‪ 65‬من خزاع ة‪،‬‬
‫ُمْل َٰن‬ ‫َّل‬
‫كذلك آية (َو ٱ ِذ يَن َي ْر ُم وَن ٱ ْح َص ِت ) اآلية [النور ‪ ] 4 :‬التي تبين حد ق‪،‬ذف املحصنات‬

‫وقد نزلت عقب حادثة‬

‫اإلفك‪ ،‬وغزوة بني املصطلق كانت في شعبا من السنة السادسة من الهجرة ‪.66‬‬
‫عاص م ومن مع ه الى مكان مرتفع‪ .‬فأح اط بهم املش ركون وق الوا‪ :‬لكم العه د وامليث اق إن ن زلتم أن ال‬

‫نقت ل منكم رجال‪ .‬فق ال عاص م ومن ‪ ":‬أم ا ان ا فال أن زل في ذم ة كافر؛ اللهم أخ بر عن ا رس ولك"‪.‬‬

‫فقتلوهم فرموهم حتى قتلوا عاصمأ والبقية إال اثنين باعوهوا لقريش ‪ [ .‬ينظر‪ :‬الواقدي‪ ،‬محمد بن‬

‫عمر بن واقد السهمي ‪ (" ،‬املغ‪jj‬ازي )‪ ،‬حققه‪ :‬مارسد جونس‪ ،‬دار األعلمي‪ -‬بيروت‪ ،‬ط‪1409 ،3:‬ه‪ ،‬ج‬

‫‪،1‬ص ‪ .354‬أبو نعيم‪ ،‬أحمد بن عبد هللا بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران األصبهاني‪ (،‬دالئ‪j‬ل‬
‫النب ‪jj‬وة ) ‪ ،‬حقق ه ‪ :‬محم د رواس وعب د ال بر عب اس‪ ،‬دار النف ائس‪ -‬ب يروت‪ ،‬ط‪1406 ،2 :‬ه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‬

‫‪.505‬‬

‫سبب ه ذه الغ زوة ه و أن ه ق دبلغ رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم أن ب ني املص طلق من‬ ‫‪65‬‬

‫يهود خزاعة يجمعون له‪ ،‬وقائدهم الحارث بن أبي ضرار فلما سمع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬

‫بهم خ رج إليهم ‪ ،‬ح تى على م اء لهم يق ال ل ه‪ :‬ملريس يع‪ ،‬ف تزاحف الن اس واقتتل وا ‪ ،‬فه زم هللا ب ني‬

‫املص طلق ‪ ،‬وقت ل من منهم ‪ ،‬ونف ل رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم أبن اءهم ونس اءهم زأم والهم‪،‬‬

‫فأفاءهم عليه ‪ .‬وكانت من السبي جويرية بنت الحارث ‪ ،‬التي تزوجها رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬

‫‪ [ .‬ابن هش ام‪ ،‬عب د املل ك بن هش ام بن أي وب الحم يري‪ ،‬الس ‪jj‬يرة النبوي ‪jj‬ة‪ ،‬مطبع ة مص طفى الب ابي‬

‫الحلبي وأوالده‪-‬مصر‪ ،‬ط‪1375 ،2 :‬ه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.] .290‬‬

‫ابن هش ام‪ ،‬عب د املل ك بن هش ام بن أي وب الحم يري‪ ،‬الس ‪jj‬يرة النبوي ‪jj‬ة‪ ،‬مطبع ة مصطفى‬ ‫‪66‬‬

‫البابي الحلبي وأوالده‪-‬مصر‪ ،‬ط‪1375 ،2 :‬ه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.289‬‬

‫‪28‬‬
‫قب ل أن ت نزل الس ورة وذل ك أن الس يدة عائش ة رضي هللا عنه ا‪ ،‬كانت في تل ك‬

‫الف ترة موض وع اته ام على الس نة املش ركين واملن افقين‪ ،‬وق د أوذي رس ول هللا ص لى هللا‬

‫عليه وسلم من هذا الحديث املفترى كما أوذيت زوجته رضي هللا عنها وأوذي املسلمون‬

‫به ذا ال ذي ط اف ح ول بيت النب وة من غب ا تل ك التهم ة املف تراة فلم ا ن زلت اآلي ات ت برئ‬

‫البريئة الصادقة الصديقة بنت الصديق ‪ ،‬انقشع هذا الظالم‪ ،‬وكشف النور الّس ماوي‬

‫عن وجوه املنافقين فهذه اآليات التي أضاءت املسلمين استحقت السورة أن تحمل هذا‬

‫االسم‪.67‬‬

‫ومن آياتها قوله تعالى ‪َ( :‬و ٱَّل ِذ يَن َي ْر ُم وَن َأ ْز َٰو َج ُه ْم َو َل ْم َي ُك ن َّل ُه ْم ُش َه َد ٓاُء ٓاَّل َأ نُف ُس ُه ْم‬
‫ِإ‬
‫َّٰص‬ ‫َّل‬ ‫َأ َش َٰد‬ ‫َف َش ُة َأ‬
‫َٰه َد َح ِد ِه ْم ْر َب ُع َٰه ٍۭت ِب ٱل ِه ۙ ِإ َّنُه ۥ ِمَل َن ٱل ِد ِق يَن ‪ [ :‬النور ‪ ] 6 :‬نزلت في شعبان سنة‬
‫تس ع بع د غ زوة تب وك‪ ،‬فه ذه اآلي ة ق د ن زلت بع د آي ة الق ذف العام ة (َو ٱَّل يَن َي ْر ُم وَن‬
‫ِذ‬
‫ْل ًة اَل ُل ۟ا َل َش ًة َأ‬ ‫َث‬ ‫َف‬ ‫ُش‬ ‫ُمْل َٰن ُث َل ْأ ُت ۟ا َأ‬
‫ٱ ْح َص ِت َّم ْم َي و ِب ْر َب َع ِة َه َد ٓاَء ٱْج ِل ُد وُه ْم َٰم ِن يَن َج َد َو َتْق َب و ُه ْم َٰه َد َب ًد اۚ ‬
‫ْلَٰف‬ ‫ُأ َٰٓل‬
‫َو ۟و ِئ َك ُه ُم ٱ ِس ُق وَن ) [الن ور‪ ]4 :‬فتكون تل ك اآلي ات مم ا ن زل بع د ن زول أوئ ل ه ذه‬

‫السورة وهذا يقتض أن هذه السورة نزلت منجمة متفرقة في مدة طويلة وألحق بعض‬

‫آياتها ببعض‪.68‬‬

‫الخطيب عب د اك ريم‪ ،‬التفس‪jj j‬ير الق‪jj j‬رآني للق‪jj j‬رآن‪ ،‬دار الفك ر لع ربي – الق اهرة‪ ،‬ط‪،1:‬‬ ‫‪67‬‬

‫‪1970‬ه‪ ،‬ج‪ ،13‬ص ‪1200 -1199‬‬

‫محم د الط اهر بن محم د بن محم د الط اهر بن عاش ور التونسي‪ ،‬التحري ‪jj‬ر والتن ‪jj‬وير‪،‬‬ ‫‪68‬‬

‫الدار التونسية للنشر – تونس ‪2008،‬م‪ ،‬ج‪ ،18‬ص ‪.140‬‬

‫‪29‬‬
‫وفي ترتيب نزول سورة القرآن‪ ،‬أنها نزلت سورة النصر وقبل الحج عند أك ثر‬

‫العلم اء‪.69‬عن ابن ع ابس‪ ،‬ق ال‪ :‬ن زلت بع د س ورة (إذا ج اء نص ر هللا) [النص ر‪ .]1 :‬وقب ل‬

‫سورة الحج‪ ،‬أي عند القائلين بأن سورة الحج مدنية‪ .70‬وجعل ترتيبها في املصحف بعد‬

‫سورة املؤمنون‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬مناسبتها ملا قبلها وما بعدها‪.‬‬

‫تأتي مناسبة سورة للسرة التي قبلها وهي سورة املؤمنون من عد وجوه ‪:‬‬

‫الزركشي‪ ،‬أب و عب د هللا ب در ال دين محم د بن عب د هللا بن به ادر‪ ،‬البره ‪jj j‬ان في عل ‪jj j‬وم‬ ‫‪69‬‬

‫الق ‪jj‬رآن‪ ،‬دار إحي اء الكت اب العربي ة ‪ ،‬ط‪1376 ،1 :‬ه‪ ،‬ج‪،1‬ص ‪ .94‬مج د ال دين أب و ط اهر محم د بن‬

‫يعق وب الفيروزآب ادى‪ ،‬بص ‪jj j‬ائر ذوي التمي ‪jj j‬يز في لط ‪jj j‬ائف الكت ‪jj j‬اب العزي ‪jj j‬ز‪ ،‬املجلس األعلى للش ئون‬

‫اإلسالمية ‪ -‬لجنة إحياء التراث اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪1412 ،‬ه ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪ .99‬عبد الرحمن بن أبي بكر‪،‬‬

‫جالل الدين السيوطي‪ ،‬اإلتقان في علوم القرآن‪ ،‬الهيئة املصرية العامة للكتاب‪١٣٩٤ ،‬هـ‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‬

‫‪ .86‬مرعي بن يوسف بن أبى بكر بن أحمد الكرمى املقدسي الحنبلى ‪ ،‬قالئ‪j‬د املرج‪j‬ان في بي‪j‬ان الناسخ‬
‫واملنس ‪jj‬وخ في الق ‪jj‬رآن‪ ،‬دار الق رآن الك ريم – الكويت‪ ،‬ص ‪ .299‬ابن عاش ور ‪ ،‬التحري ‪jj‬ر والتن ‪jj‬وير‪ ،‬ج‬

‫‪ ،18‬ص ‪140‬‬

‫محم د الط اهر بن محم د بن محم د الط اهر بن عاش ور التونسي‪ ،‬التحري ‪jj‬ر والتن ‪jj‬وير‪،‬‬ ‫‪70‬‬

‫ال دار التونس ية للنش ر – ت ونس ‪2008،‬م‪ ،‬ج‪ ،18‬ص ‪ .140‬اختل ف العلم اء في كون الس ورة مكي ة‬
‫َه َذ‬
‫َخ‬
‫ْص َم اِن ) [الحج ‪،]19:‬‬‫باستثناء آيات منها‪ ،‬ومن ذلك ما ذهب إليه ابن الفرس واستثنى منها‪ ( ،‬اِن‬
‫َأ ْل َن َق‬
‫وقيل مدني ة إال أربع آيلت ( َو َم آ ْر َس اِم ْن ْب ِل َك ِم ْن َّر ُس ْو ٍل ) (َع ِق ْي ٍم )[الحج‪ ، ]55-52 :‬قاله قتادة‪.‬‬

‫وقيل مدنية كلها وهو قول الضحاك ‪ ،‬وقال الجمهور هي مختلطة فيه املكي واملدني‪ .‬عبد الرحمن بن‬

‫أبي بكر‪ ،‬جالل الدين السيوطي‪ ،‬اإلتقان في علوم القرآن‪ ،‬الهيئة املص‪j‬رية العام‪j‬ة للكت‪j‬اب‪١٣٩٤ ،‬هـ‪،‬‬

‫ج‪،1‬ص‪.47‬‬

‫‪30‬‬
‫أمر سبحانة وتعالى رسوله صلى هللا عليه وسلم في خاتمة سورة املؤمنون بطلب املغفرة‬ ‫‪.1‬‬
‫َّٰر‬ ‫َأ َخ‬ ‫ْغ‬ ‫ُق‬
‫والرحم ة (َو ل َّر ِّب ٱ ِف ْر َو ٱْر َح ْم َو نَت ْي ُر ٱل ِح ِم يَن ) [ املؤمن ون ‪ ] 118 :‬وبدأس ورة‬
‫َف‬ ‫ُة ْن ْل‬
‫النور بذكر ما هو أصل كل رحمة ومنشأ كل خير فقال ( ُس ور أ َز َن اَه ا َو ْض َن اَه ا ) أي‬
‫‪71‬‬
‫فيها أوهينا إليك سورة أنزلناها‬
‫ُظ‬ ‫َّل‬
‫أنه قال في سورة املؤمنون ‪َ ( :‬و ا ِذ ْي َن ُه ْم ِل ُف ُر ْو ِج ِه ْم َح ِف ْو َن ) [ املؤمنون ‪ ،] 5 :‬ثم قال‬ ‫‪.2‬‬
‫ْل‬ ‫ٰغ ۤا ٰذ َف ُا ٰۤل‬ ‫َف‬
‫تعالى ‪َ ( :‬م ِن اْب َت ى َو َر َء ِل َك و ِٕى َك ُه ُم ا ٰع ُد ْو َن ۚ ) [ املؤمنون ‪ ] 7 :‬استدعى الكالم بيان‬
‫َّز َي ُة‬
‫حكم الع ادي في ذل ك‪ ،‬ولم ي بين فيه ا‪ ،‬فأوضحه في الس ورة الن ور ‪ ،‬فق ال تع الى ‪( :‬ٱل اِن‬
‫۟ا َئ َة‬ ‫ْن َم‬ ‫َو َّز َف ْج ُد ۟ا ُك َٰو‬
‫) [ الن ور ‪ ] 2 :‬م ا اتص ل ب ذلك من ش أن الق ذف‬ ‫ٱل اِن ى ٱ ِل و َّل ِح ٍد ِّم ُه ا ِم‬
‫وقص ة اإلف ك واألم ر بعض ال بر ال ذي ه و داعي ة الزن ا‪ ،‬وأم ر من لم يق در على النكح ب ا‬

‫الستعفاف‪ ،‬والنهى عن إكراه الفتيات على الزنا‪.‬‬


‫ًث َأ ُك َل اَل ُت‬ ‫َأ َخ َل َٰن ُك‬ ‫َأ َف‬
‫أنه تعالى ملا قال في سورة املؤمنون ‪َ ( :‬ح ِس ْب ُت ْم َّن َم ا ْق ْم َع َب ا َو َّن ْم ِإ ْي َن ا ْر َج ُع ون‬ ‫‪.3‬‬
‫ًث‬
‫) [ املؤمنون ‪ ] 115 :‬إنه لم يخلق الخلق عب ا – بل لألمر والنهى ‪ ، -‬ذكر في سورة النور‬

‫جملة من األوامر والنواهي‪.72‬‬

‫نظام الدين الحسن بن محمد بن حسين القمي النيسابوري‪ ،‬غ‪jj‬رائب الق‪jj‬رآن ورغ‪jj‬ائب‬ ‫‪71‬‬

‫الفرقان‪ ،‬دار الكتب العلميه – بيروت‪ ،‬ط‪ ١٤١٦ ،1:‬هـ ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ‪.141‬‬

‫الغرن اطي‪ ،‬أحم د بن إب راهيم بن الزب ير الثقفي الغرن اطي‪ ،‬أب و جعف ر ‪ ،‬البره ‪jj j‬ان فى‬ ‫‪72‬‬

‫تناس ‪jj j‬ب س ‪jj j‬ور الق ‪jj j‬رآن‪ ،‬وزارة األوق اف والش ؤون اإلس المية ـ املغ رب‪ ،‬ط‪ ١٤١٠ ،1:‬هـ ‪ ،‬ص ‪.259‬‬

‫إب راهيم بن عم ر بن حس ن الرب اط بن علي بن أبي بك ر البق اعي‪ ،‬نظم ال ‪jj j‬درر في تناس ‪jj j‬ب اآلي ‪jj j‬ات‬
‫والسور‪ ،‬دار الكتاب اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ج‪ ،13‬ص ‪ .201‬أحمد بن مصطفى املراغي‪ ،‬تفس‪jj‬ير املراغي‪،‬‬

‫شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابى الحلبي وأوالده بمصر‪ ،‬ط‪1365 ، 1:‬ه‪ ،‬ج‪ ،8‬ص ‪.66‬‬

‫‪31‬‬
‫الرابع ‪ :‬فضائل سورة النور‬

‫سورة النور هي إحدى السور في القرآن الكريم‪ ،‬وهي تحمل العديد من الفضائل‬

‫واألهمية في اإلسالم‪ .‬إليك شرًح ا لبعض فضائل سورة النور‪:‬‬

‫إرش ادات أخالقي ة‪ :‬تحت وي س ورة الن ور على العدي د من اآلي ات ال تي تق دم‬ ‫‪.1‬‬

‫إرش ادات أخالقي ة وس لوكيات حس نة للمس لمين‪ .‬تتح دث عن موض وعات مث ل‬

‫الحي اء والزن ا والنميم ة والص دق‪ ،‬وتعلم املؤم نين كي ف يكون ون أشخاًص ا‬
‫ًا‬
‫مسؤولين اجتماعي ‪.‬‬

‫عقوب ات للمخط ئين‪ :‬توضح الس ورة أحكاًم ا ش رعية ملعاقب ة األشخاص ال ذين‬ ‫‪.2‬‬

‫يرتكبون الزنا أو يروجون للفاحشة‪ .‬هذا يعكس أهمية األخالق العالية والنزاهة‬

‫في املجتمع اإلسالمي‪.‬‬

‫الضوء اإللهي‪ :‬تتحدث السورة عن النور اإللهي الذي ُي ظهره هللا في الحياة املؤمنة‬ ‫‪.3‬‬
‫ُت‬
‫ويهدي الناس إلى الحق والخير‪ .‬ظهر اآليات كيفية توجيه هللا للمؤمنين وإضاءة‬

‫دروبهم‪.‬‬

‫ق وانين ال زواج‪ :‬تحت وي الس ورة على بعض اآلي ات ال تي تنظم ق وانين ال زواج‬ ‫‪.4‬‬

‫والحياة الزوجية في اإلسالم‪ ،‬مما يجعلها مصدًر ا هاًم ا لتوجيه املسلمين في هذا‬

‫الجانب‪.‬‬

‫األمانة والتقوى‪ :‬تشجع السورة على مفهوم األمانة والتقوى في الحياة اليومية‪،‬‬ ‫‪.5‬‬

‫وتعتبر ذلك من الفضائل الدينية التي يجب أن يتحلى بها املسلمون‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫س ورة الن ور تحم ل تع اليم إس المية هامة ح ول األخالق والتص رفات اإلنسانية‬
‫ُت‬
‫والعالقات االجتماعية‪ ،‬ولهذا فإنها عتبر مصدًر ا ذو أهمية كبيرة في القرآن الكريم‪.‬‬

‫‪.4‬‬

‫‪33‬‬
‫الباب الرابع‬

‫الدراسة التحليلية في لوال العربية الواردة في سورة النور‬

‫بع د بي ان ل وال العربي ة وتفاص يلها املح دودة‪ ،‬أراد الب احث أن ي ذكر ع ددها‬

‫الواردة في سورة آلـنور‪ ،‬فوجد الباحث بعد الحساب الدقيق سبع (‪ )7‬لوال‪ :‬ثالثة منها‬

‫التحضيض‪ ،‬والرابع منها االمتناع‪.‬‬

‫وفي هذا الباب لقد قسم الباحث بحثه إلى أربعة فصول‪:‬‬

‫ثالثة فصول منها تحليل بعض أنواع لوال تحت كل منها املباحث تتكون من‪:‬‬ ‫ا‪.‬‬

‫ذكر معاني بعض املفردات‬ ‫‪-‬‬

‫ثم التفسير اإلجمالي لآلية‬ ‫‪-‬‬

‫ثم سرد موقع إعراب لوال من اآليات‬ ‫‪-‬‬

‫ثم تحليل األسرار النحوية في كل نوع من لوال‬ ‫‪-‬‬

‫والفصل اآلخر تقديم قائمة اآليات التي تحتوي فيها الوال العربية في سورة‬ ‫ب‪.‬‬

‫آلـنور‪.‬‬

‫ثالثة فصول منها تحليل بعض أنواع لوال تحت كل منها املباحث تتكون من‪:‬‬ ‫أ‪.‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬لوال التحضيض‪.‬‬

‫ورد لوال التحضيض في سورة آلـنور في ثالثة مواضع‪ ،‬نبحث منها‪:‬‬

‫‪34‬‬
‫ۡم َخ ۡي ًر ۙا‬ ‫َل ۡو ۤاَل ۡذ َس ۡع ُت ُم ۡو ُه َظ َّن ُمۡلۡؤ ُن ۡو َن َو ُمۡلۡؤ ٰنُت َا ۡنُف‬
‫ا ِم ِب ِس ِه‬ ‫ا ِم‬ ‫ِا ِم‬ ‫املوض‪jj‬ع األول‪ :‬قول‪jj‬ه تع‪jj‬الى ‪:‬‬

‫َّو َق اُل ۡو ا ٰه َذ ۤا ۡف ٌك ُّم ۡي ٌن‬


‫ِب‬ ‫ِا‬

‫املبحث األول‪ :‬معاني الكلمات الغريبة في اآلية ‪12‬‬

‫‪73‬‬
‫لوال ‪ :‬أي هال وهي للحض والحث على فعل الشيء‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪74‬‬
‫بأنفسهم ‪ :‬معنى بإخوانههم‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬التفسير اإلجمالي ‪:‬‬

‫هذا شروع في عتاب القوم وتأديبهم وتعليم املسلمين وتربيتهم فقال عز‬

‫وجل‪( :‬لوال ) أي هال وهي للحض والحث على فعل الشيء إذ سمعتم قول اإلفك‬
‫ًا‬
‫ظننتم بأنفسهم خير إذ املؤمنون واملؤمنات كنفس واحدة‪ ،‬وقلتم لن يكون هذا‬

‫وإنما هو إمبين أي ظاهر اليقبل وال يقر عليه هكذا كان الواجب عليكم ولكنكم‬
‫‪75‬‬
‫مافعلتم‪.‬‬

‫اآلية تش ير إلى وق وع حادثة تتعلق بانتشار شائعة زنا تالحق امرأة من‬

‫الن بي محم د ص لى هللا علي ه وس لم‪ .‬واآلي ة توج ه النص يحة والتوجي ه للمؤم نين‬

‫واملؤمنات في كيفية التعامل مع هذه األخبار املشكوك في صحتها‪.‬‬

‫‪ 73‬أبو بكر جابر الجزائري‪ ،‬أيسر التفاسير لكالم العلي الكبير ‪ ،‬جدة‪ :‬راساه للدعاية‬

‫واإلمالء‪199 ،‬م‪1410/‬ه‪ ،‬ج‪ ، 3 .‬ص ‪554‬‬


‫‪74‬‬
‫أبو عبد هللا‪ ،‬محمد بن أحمد األنصاري القرطبي ‪ ،‬التفسير القرطبي‪ :‬أبو عبد هللا‪ ،‬محمد‬

‫بن أحمد األنصاري القرطبي ط‪ ١٣٨٤ ، 3:‬هـ ج‪ ،15 .‬ص ‪171‬‬

‫أنظر في أيسر التفاسير ‪ :‬ج ‪ ،3،‬ص ‪554‬‬ ‫‪75‬‬

‫‪35‬‬
‫املع نى اإلجم الي لآلي ة يعلم املؤم نين واملؤمن ات أنهم يجب أن يكون وا‬

‫حذرين ومتحفظين تجاه الشائعات واألخبار املشكوك فيها وأن يتجنبوا نشرها‬

‫أو تص ديقها دون التحق ق ال دقيق‪ .‬يت وجب عليهم أن يفك روا الظن الحس ن‬

‫ببعضهم البعض وأن يثقوا في صدق بعضهم البعض‪ .‬إذا كانوا غير قادرين على‬

‫التحق ق من صحة األم ور‪ ،‬فيجب عليهم االمتن اع عن نش ر األخب ار الكاذب ة أو‬
‫ُت‬
‫الش ائعات‪ .‬باإلجم ال‪ ،‬ظه ر ه ذه اآلي ة أهمي ة األمان ة والعدال ة في التعام ل م ع‬

‫املعلومات وضرورة تجنب نشر األخبار املزعومة دون تحقق‪ ،‬مما يسهم في بناء‬

‫مجتمع يعتمد على الصدق والثقة بين أفراده‪.‬‬

‫ِف ي‬ ‫قال القرطبي في تفسيره ‪َ :‬ه َذ ا َت اٌب َن الَّل ُس ْب َح اَن ُه َو َت َع اَل ى ْل ُم ْؤ يَن‬
‫ِل ِم ِن‬ ‫ِه‬ ‫ِع ِم‬
‫اَل‬ ‫َظ ْم يَن َق اَل َأ ْص َح اُب ا ْف َم ا َق اُل وا‪َ .‬ق اَل اْب ُن َز ْي ‪َ :‬ظ َّن اُمْلْؤ ُن وَن َأ َّن اُمْلْؤ َن‬
‫ِم‬ ‫ِم‬ ‫ٍد‬ ‫ِإْل ِك‬ ‫ِّن ِه ِح‬
‫َي ْف ُج ُر ُأ ‪َ ،‬ق اَل ُه اَمْلْه َد ُّي ‪َ .‬و " َل ْو ال" َم ْع َن ى َه اَّل ‪َ .‬و ي َل ‪ :‬اَمْلْع َن ى َأ َّن ُه َك اَن َي ْن َب ي َأ ْن‬
‫ِغ‬ ‫ِق‬ ‫ِب‬ ‫ِو‬ ‫ِب ِّم ِه‬
‫َي ِق يَس ُف َض اَل ُء اُمْلْؤ ِن يَن َو اُمْلْؤ َن اِت اَأْل ْم َر َع َل ى َأ ْنُف ْم ‪َ ،‬ف ْن َك اَن َذ ِل َك َيْبُع ُد ِف ي ْم‬
‫ِه‬ ‫ِإ‬ ‫ِس ِه‬ ‫ِم‬ ‫ِم‬
‫َأ‬
‫َع َش َة َو َص ْف َو َن ْب َع ُد ‪76‬‬ ‫َف َذ َك‬
‫‪.‬‬ ‫ا‬ ‫ِل ِف ي اِئ‬
‫ۡم َخ ۡي ًر ۙا‬ ‫َل ۡو ۤاَل ۡذ َس ۡع ُت ُم ۡو ُه َظ َّن ُمۡلۡؤ ُن ۡو َن َو ُمۡلۡؤ ٰنُت َا ۡنُف‬
‫ا ِم ِب ِس ِه‬ ‫ا ِم‬ ‫ِا ِم‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬إعراب‬
‫َق ُل َذ ۤا ۡف‬
‫َّو ا ۡو ا ٰه ِا ٌك ُّم ِب ۡي ٌن اآلية ‪12‬‬

‫ولوال ‪ :‬حرف تحضيض متضمن معنى الزجر والتوبيخ‪ ،‬وذلك كثير في اللعة إذا‬ ‫‪-‬‬
‫‪77‬‬
‫دخلت على الفعل‪ ،‬كقوله تعالى‪ ( :‬لوال أخرتني )‬

‫‪ 76‬شمس الدين القرطبي‪ ,‬الجامع ألحكام القرآن = تفسير القرطبي‪ ,‬القاهرة ‪ :‬دار الكتب‬
‫املصرية‪1384 ,‬هـ ‪,‬ج‪ ,12‬ص‪.202‬‬
‫‪77‬‬
‫انظر في إعراب القرآن للدرويش ‪ :‬ج‪ ،10 .‬ص ‪203‬‬

‫‪36‬‬
‫وإذا‪ :‬ظرف ملا مضى من الزمن متعلق بظن‪،‬وجملة سمعتموه في محل جر‬ ‫‪-‬‬

‫بإضافة الظرف إليها ‪.‬‬

‫وظن املؤمنون‪ :‬فعل وفاعل‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫واملؤمنات‪ :‬عطف‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫ًا‬ ‫ًا‬
‫وبأنفسم ‪ :‬متعلقان بخبر ‪ ،‬وحبر مفعول به ثان‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وقالوا‪ :‬عطف على ظن‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وهذا ‪ :‬مبتدأ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وإفك‪ :‬خبر‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ومبين‪ :‬صفة‪.‬والجملة االسمية مقول القول‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫املبحث الرابع‪ :‬األسرار النحوية من كلمة لوال من اآلية ‪12‬‬

‫‪37‬‬
‫املع نى ‪ ( :‬هال أيه ا الن اس إذا س معتم م ا ق ال أه ل اإلف ك في عائش ة ظن املؤمن ون منكم‬
‫ًا‬
‫وامؤمن ات بأنفس هم خ ير )‪ ،78‬وألنفس كناي ة عنهم وعن بعض هم من املؤم نين‬
‫‪81‬‬
‫واملؤمنات‪79.‬و"لوال" حرف تحضيض فيه معنى التوبيخ‪ ،80‬والزجر‪.‬‬

‫أبو جعفر‪ ،‬محمد بن جرير الطبري‪ ،‬ج‪j‬امع البي‪j‬ان‪ ،‬دار التربية والتراث ‪ -‬مكة املكرمة ‪،‬‬ ‫‪78‬‬

‫ط‪ :‬ب دون ت اريخ نش ر‪ ،‬ج‪ ،9‬ص ‪ .310‬إب راهيم بن الس ري بن س هل‪ ،‬أب و إسحاق الزج اج‪ ،‬مع‪jj j‬اني‬
‫الق‪jj‬رآن وإعراب‪jj‬ه للزج‪jj‬اج‪ ،‬عالم الكتب – بيروت‪ ،‬ط‪ ١٤٠٨ ،1:‬هـ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪ .36‬أبو جعفر النحاس‬

‫أحمد بن محمد ‪ ،‬معاني القرآن اللنحاس‪ ،‬جامعة أم القرى ‪ -‬مكة املكرمة‪ ،‬ط‪1409 ،1 :‬ه‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‬

‫‪ .510‬الزمخش ري؛ محم ود بن عم ر بن محم د بن أحم د الخ وارزمي الزمخش ري‪ ،‬ج ار هللا ‪ ،‬أب و‬

‫القاسم‪ ،‬تفس‪jj‬ير الكش‪jj‬اف‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬ط‪1340 ،3:‬ه‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .53‬أبو عبد هللا محمد بن عمر بن‬

‫الحس ن بن الحس ين ال تيمي ال رازي امللقب بفخ ر ال دين ال رازي خطيب ال ري‪ ،‬مف ‪jj‬اتيح الغيب‪ ،‬دار‬

‫إحياء التراث العربي – بيروت‪ ،‬ط‪ ١٤٢٠ ،3:‬هـ‪ ،‬ج‪ ،23‬ص ‪ .341‬ناصر الدين أبو سعيد عبد هللا بن‬

‫عم ر بن محم د الش يرازي البيض اوي‪ ،‬أن ‪jj‬وار التنزي ‪jj‬ل وأس ‪jj‬رار التأوي ‪jj‬ل‪ ،‬دار إحي اء ال تراث الع ربي –‬

‫بيروت‪ ،‬ط‪ ١٤١٨ ، 1:‬هـ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.101‬‬

‫‪ 79‬إبراهيم بن السري بن سهل‪ ،‬أبو إسحاق الزجاج‪ ،‬معاني القرآن وإعرابه للزجاج‪ ،‬عالم‬

‫الكتب – بيروت‪ ،‬ط‪ ١٤٠٨ ،1:‬هـ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .36‬لزمخشري؛ محمود بن عمر بن محمد بن أحمد‬

‫الخوارزمي الزمخشري‪ ،‬جار هللا ‪ ،‬أبو القاسم‪ ،‬تفسير الكشاف‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬ط‪1340 ،3:‬ه‪ ،‬ج‪،3‬‬

‫ص ‪.53‬‬

‫لزمخشري؛ محمود بن عمر بن محمد بن أحمد الخوارزمي الزمخشري‪ ،‬جار هللا ‪ ،‬أبو‬ ‫‪80‬‬

‫القاسم‪ ،‬تفسير الكشاف‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬ط‪1340 ،3:‬ه‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ‪ ،53‬أبو حيان محمد بن يوسف بن‬

‫علي بن يوسف بن حيان أثير الدين األندلسي‪ ،‬البحر املحيط‪ ،‬دار الفكر – بيروت‪ ١٤٢٠ ،‬هـ‪ ،‬ج‪،6‬‬

‫‪38‬‬
‫وقد فصل في اآلية بين " لوال" والفعل "ظن" بالظرف "إذ" والتقدير ‪ :‬لوال ظن‬

‫املؤمنون بأنفسهم إذ سمعتموه ‪ ( ،82‬وإنما جاز بين لوال وفعله بالظرف ألن‬

‫منزل منزلته من حيث إنه ال ينفك عنه‪ ،‬وذلك يتسع فيه ما ال يتسع في غيره‪).‬‬
‫‪83‬‬

‫وفي تقديم الظرف تنبية على أنهم كان من واجبهم أن يظنوا خيرا بمجرد‬

‫سماعهم‪.‬‬
‫‪84‬‬

‫ص‪ . . 402‬أبو العباس‪ ،‬شهاب الدين‪ ،‬أحمد بن يوسف بن عبد الدائم املعروف بالسمين الحلبي ‪،‬‬

‫الدر املصون في علوم الكتاب املكنون‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪ .390‬شهاب الدين محمود بن‬

‫عبد هللا الحسيني األلوسي‪ ،‬روح املعاني‪ ،‬دار الكتب العلمية – بيروت‪ ،‬ط‪ ١٤١٥ ،1:‬هـ‪ ،‬ج ‪ ،18‬ص‬

‫‪ .117‬محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي‪ ،‬التحرير والتنوير‪ ،‬الدار‬

‫التونسية للنشر – تونس‪ ١٩٨٤ ،‬هـ‪ ،‬ج‪ ،18‬ص ‪ .174‬محيي الدين بن أحمد مصطفى درويش‪،‬‬

‫إعراب القرآن وبيانه ‪ ،‬دار اإلرشاد للشئون الجامعية ‪ -‬حمص ‪ -‬سورية‪( ،‬دار اليمامة ‪ -‬دمشق ‪-‬‬

‫بيروت)‪( ،‬دار ابن كثير ‪ -‬دمشق ‪ -‬بيروت)‪ ،‬ط‪ ١٤١٥ ،4:‬هـ‪ ،‬ج‪ ،6‬ص ‪.576‬‬

‫أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان أثير الدين األندلسي‪ ،‬البحر‬ ‫‪81‬‬

‫املحيط‪ ،‬دار الفكر – بيروت‪ ١٤٢٠ ،‬هـ‪ ،‬ج‪ ،6‬ص ‪ .402‬محيي الدين بن أحمد مصطفى درويش‪،‬‬

‫إعراب القرآن وبيانه ‪ ،‬دار اإلرشاد للشئون الجامعية ‪ -‬حمص ‪ -‬سورية‪( ،‬دار اليمامة ‪ -‬دمشق ‪-‬‬

‫بيروت)‪( ،‬دار ابن كثير ‪ -‬دمشق ‪ -‬بيروت)‪ ،‬ط‪ ١٤١٥ ،4:‬هـ‪ ،‬ج‪ ،6‬ص ‪.576‬‬

‫أبو العباس‪ ،‬شهاب الدين‪ ،‬أحمد بن يوسف بن عبد الدائم املعروف بالسمين الحلبي ‪،‬‬ ‫‪82‬‬

‫الدر املصون في علوم الكتاب املكنون‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬ج‪ ،8‬ص ‪ .290‬أبو العباس أحمد بن‬

‫محمد بن املهدي بن عجيبة الحسني األنجري الفاسي الصوف‪ ،‬البحر املديد‪ ،‬الدكتور حسن عباس‬

‫زكي – القاهرة‪ ١٤١٩ ،‬هـ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪ .18‬شهاب الدين محمود بن عبد هللا الحسيني األلوسي‪ ،‬روح‬
‫املعاني‪ ،‬دار الكتب العلمية – بيروت‪ ،‬ط‪ ١٤١٥ ،1:‬هـ‪ ،‬ج‪ ،18‬ص ‪.117‬‬

‫‪39‬‬
‫ُّش َه َد ۤا‬ ‫ُش ۤا َف ْذ َل ْأ ُت‬ ‫َل اَل ۤا َل َا‬
‫ِء‬ ‫املوضع الثاني ‪ :‬قوله تعالى ‪ْ :‬و َج ُء ْو َع ْي ِه ِب ْر َب َع ِة َه َد َۚء ِا ْم َي ْو ا ِب ال‬
‫َف ُا ٰۤل َك ْنَد ّٰل ُه ُم ْل ٰك ُبْو َن‬
‫‪13‬‬ ‫و ِٕى ِع ال ِه ا ِذ‬

‫املبحث األول ‪ :‬معاني الكلمات الغريبة في اآلية ‪13 :‬‬

‫لوال‪ :‬اى هال‬ ‫‪-‬‬


‫‪85‬‬
‫جآءو ‪ :‬اى العصبة‬ ‫‪-‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬التفسير اإلجمالي ‪:‬‬

‫جعل هللا للتفصلة بين الرمي الصادق والكاذب ثبوت شهادة الشهود األربعة‪،‬‬

‫وانتفاءها والذين رموا عائشة رضي هللا عنها لم تكن لهم بينة على قولهم‪ ،‬فقامت‬

‫عليكم الحجة وكانوا (عند هللا ) أي ‪ :‬في حكمه وشريعته كانبين وهذا توبيخ وتعنيف‬

‫للذين سمعوا اإلفك‪ ،‬فلم يجدوا في دفعه وإنكاره واحتجاج عليهم بما هو ظاهر‬

‫مكشوف في الشرع من وجوب تكذيب القاذف بغير بينة والتنكيل به إذا قذف امراة‬

‫محصنة من عرض نساء املسلمين‪ ،‬فكيف بأم املؤمنين املصديقة بنت الصّد يق‪ ،‬حرمة‬
‫‪86‬‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وحبيبة حبيب هللا‪.‬‬

‫ناصر الدين أبو سعيد عبد هللا بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي‪ ،‬أنوار التنزيل‬ ‫‪83‬‬

‫وأسرار التأويل‪ ،‬دار إحياء التراث العربي – بيروت‪ ،‬ط‪ ١٤١٨ ، 1:‬هـ‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص‪.10‬‬

‫محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي‪ ،‬التحرير والتنوير‪،‬‬ ‫‪84‬‬

‫الدار التونسية للنشر – تونس‪ ١٩٨٤ ،‬هـ‪ ،‬ج‪ ،18‬ص ‪.174‬‬

‫وهبة بن مصطفى الزحيلي‪،‬التفسير املنير في العقيدة والشريعة واملنهج‪،‬ج‪ .10‬ص‪503‬‬ ‫‪85‬‬

‫‪ 86‬الزمخشري‪ ،‬محمد بن عمر بن محمد بن أحمد الخوارزمي الزمخشري‪.‬تفسير الكشاف‪.‬‬

‫الطبعة ‪ 1430 .3‬ه‪ .‬ج‪ ، 1.‬ص ‪722‬‬

‫‪40‬‬
‫هذه اآلية هي جزء من سورة النور في القرآن الكريم (اآلية ‪ ،)13‬وهي تتحدث‬
‫ًا‬
‫عن قاعدة شرعية تتعلق بالتهمة بالزنا والحاجة إلى شهود إلثباتها‪ .‬إليك تفسير للمعنى‬

‫اإلجمالي لهذه اآلية‪:‬‬

‫اآلية تشير إلى أنه إذا كان شخص متهًم ا بالزنا وتم اتهامه بهذا الفعل الخطير‪ ،‬يجب عليهم‬

‫تقديم أربعة شهود على األقل إلثبات هذه التهمة‪ .‬إذا فشلوا في تقديم هذا العدد من‬

‫الشهود‪ ،‬فإن هؤالء الذين قدموا التهمة هم الكاذبون أمام هللا‪.‬‬

‫هذه القاعدة تأتي لتحفظ حقوق األفراد وتحمي سمعتهم من التشهير بتهم زنا‬

‫كاذبة‪ .‬وهي تعكس مبدأ العدالة واإلنصاف في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬حيث ال يمكن مجرد‬

‫ادعاء التهمة دون وجود دالئل وشهود موثوقين ‪.‬باختصار‪ ،‬تؤكد هذه اآلية على ضرورة‬

‫توفير األدلة والشهود املوثوقين قبل تقديم أي اتهام بالزنا‪ ،‬وتحذر من التشهير‬

‫باألشخاص بدون دالئل قوية تثبت االتهام‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬إعراب َل ْو اَل َج ۤا ُء ْو َع َل ْي َا ْر َب َع ُش َه َد ۤا َۚء َف ْذ َل ْم َي ْأ ُت ْو ا الُّش َه َد ۤا َف ُا وٰۤل َك‬


‫ِٕى‬ ‫ِء‬ ‫ِب‬ ‫ِا‬ ‫ِه ِب ِة‬
‫ْنَد ّٰل ُه ُم ْل ٰك ُبْو َن‬
‫ِع ال ِه ا ِذ‬

‫لوال ‪ :‬حرف تخضيض‬ ‫‪-‬‬


‫ُؤ‬
‫جا ‪ :‬فعل ماض‬ ‫‪-‬‬

‫الواو ‪ :‬فاعل والجملة استئنافية‬ ‫‪-‬‬

‫عليه ‪ :‬جار مجرور متعلق ب( جاءوا)‬ ‫‪-‬‬

‫بأربعة ‪ :‬جار ومجرور متعلق ب(جاءوا)‬ ‫‪-‬‬

‫شهداَء ‪ :‬مضاف إليه مجروربالفتحة‬ ‫‪-‬‬

‫‪41‬‬
‫ْذ‬
‫فإ ‪( :‬الفاء) عاطفة (إذ) ‪ :‬ظرف للزمن املاض تضمن معنى الشرط في محل‬ ‫‪-‬‬

‫نصب متعلق بفعل محذوف أى ‪ :‬كذبوا يفسره جملة جواب الشرط وجملة‪ :‬إذا‬

‫لم يأتوا ‪ ...‬معطوفة على االستئنافية‪.‬‬

‫لْم ‪ :‬جازمة‬ ‫‪-‬‬

‫يأتوا ‪ :‬عفل مضارع مجزوم بحذف النون و(الواو ) فاعل‬ ‫‪-‬‬

‫بالشهداء ‪ :‬جار ومجرور متعلق ب(بأتوا)‪ ،‬والجملة في محل جر مضاف إليه‬ ‫‪-‬‬

‫فأولِئ ك ‪( :‬الفاء) رابطة‪(.‬أولئك) مبتدأ‬ ‫‪-‬‬

‫عند ‪ :‬ظرف منصوب متعلق ب(الكاذبون)‬ ‫‪-‬‬

‫هللا ‪ :‬لفظ الجاللة مضاف إليه مجرور‬ ‫‪-‬‬

‫هم ‪ :‬ضمير فصل‬ ‫‪-‬‬


‫‪87‬‬
‫الكاذبون ‪ :‬خبر مرفوع بالواو ‪ ،‬والجملة ال محل لها جواب شرط غير جازم‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫املبحث الرابع‪ :‬األسرار النحوية من كلمة لوال من اآلية ‪13‬‬


‫اّل‬
‫أفادت " لوال" معنى التحضيض املتضمن معنى التوبيخ والزجر ‪ ،‬أي‪ :‬ه جاء‬
‫ْس ْئ َن ٌف َث‬
‫اٍن‬ ‫هؤالء الذين رموا عائشة بالبهتان بأربعة شهداء‪ 88.‬هذه اآلية هي ا ِت ا‬

‫محي الدين بن أحمد مصطفى درويش‪،‬إعراب القرآن وبيانه‪،‬الطبعة ‪ 1410 ، 4 .‬ه‪ ،‬ج‬ ‫‪87‬‬

‫‪ ,3‬ص ‪.544‬‬

‫أبو جعفر‪ ،‬محمد بن جرير الطبري‪ ،‬جامع البيان‪ ،‬دار التربية والتراث ‪ -‬مكة املكرمة‪،‬‬ ‫‪88‬‬

‫ط‪ :‬بدون تاريخ نشر‪ ،‬ج ‪ ،9‬ص ‪ .316‬ضياء الدين أبو السعادات هبة هللا بن علي بن حمزة‪ ،‬املعروف‬

‫بابن الشجري‪ ،‬أمالي ابن الشجري‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪ ١٤١٣ ، 1:‬هـ ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪ .502‬أبو‬

‫‪42‬‬
‫َق‬ ‫ْف َو َذ َل َو َل ْو اَل َه ْث َل ْو اَل‬ ‫َت ْو ي اْل ُعْص َب َّل َن َج‬
‫ِة ا ِذ ي اُء وا ِب اِإْل ِك ٌّم ُه ْم ‪ِ ) ( .‬ذ ِه ِم ُل ( ) الَّس اِب ِة‬ ‫ِل ِب ِخ‬
‫َت‬ ‫َأ‬ ‫َغ َش‬ ‫َمْل َأ َّل ْخ َخ‬ ‫اَّل‬
‫ِب َم ْع َن ى (َه ) ‪َ.‬و ا ْع َن ى‪َّ :‬ن ا ِذ ي ُي ِب ُر َب ًر ا َع ْن ْي ِر ُم اَه َد ٍة َي ِج ُب ْن َي ْس ِن َد ِف ي‬
‫َخ َب َل ى ْخ َب ا ُم َش ا ٍد ‪َ ،‬و َي ُب َك ْو ُن اُمْلَش ا ِد يَن اُمْلْخ يَن َع َد ًد ا ُي ِف يُد َخ َب ُر ُه ُم‬
‫ِبِر‬ ‫ِه‬ ‫ِج‬ ‫ِه‬ ‫ِر ِه ِإ ِإ ِر‬
‫ْف ْخ َت َل ُق ُه ْن‬ ‫َف َّل َن َج‬ ‫ْث ْل َخ َب َّل َأ ْخ َب‬ ‫ال ْد َق‬
‫ِف ي ِم ِل ا ِر ا ِذ ي ُر وا ِب ِه ا ِذ ي اُء وا ِب اِإْل ِك ا و ِم ُس وِء‬ ‫ِّص‬
‫ُظ ُن و ْم َف َل ْم َي ْس َت ُد وا َل ى ُم َش اَه َد َم ا َأ ْخ َب ُر وا َو اَل َل ى َش َه اَد َم ْن َش اَه ُد وُه َّم ْن‬
‫ِم‬ ‫ِة‬ ‫ِب ِه ِإ‬ ‫ِة‬ ‫ِن ِإ‬ ‫ِن ِه‬
‫ُي ْق َب ُل ْث ُل ُه ْم َف َك اَن َخ َب ُر ُه ْم ْف ًك ا‪َ .‬و َه َذ ا ُم ْس َت ٌد َل ى اْل ُح ْك اُمْلَتَق َّر ْن َق ْبُل ي َأ َّو‬
‫ِف ِل‬ ‫ِر ِم‬ ‫ِم‬ ‫ِن ِإ‬ ‫ِإ‬ ‫ِم‬
‫الُّس وَر َق ْو ِل ِه َت َع اَل ى‪َ :‬و اَّل ِذ يَن َي ْر ُم وَن اُمْلْح َص ناِت ُث َّم َل ْم َي ْأ ُت وا َأ ْر َب َع ِة ُش َه داَء‬
‫ِب‬ ‫ِة ِب‬
‫َف اْج ِل ُد وُه ْم َث ماِن يَن َج ْل َد ًة [الُّن ور‪َ ]4 :‬ف َق ْد َع ِل ْم َت َأ َّن َأ َّو َل ُس وَر ِة الُّن و َن َز َل َأ َو اِخ َر‬
‫ِر‬
‫َث‬ ‫َأ‬ ‫َث‬ ‫ْش‬ ‫َثاَل َق‬ ‫ْثَن َأ َأ‬
‫َس َن ِة ا َت ْي ِن ْو َو اِئ َل َس َن ِة ٍث ْبَل اْس ِت َه اِد َم ْر ِد ْب ِن ِب ي َم ْر ٍد ‪.‬‬

‫َك َب ُق‬ ‫َو يَغ ُة اْل َح ْص ي َق ْو ‪َ :‬ف ُأ ول َك ْن َد الَّل ُه ُم اْل كا ُب وَن ْل ُم َب اَل َغ َك َأ َّن‬
‫ِذ ُه ْم ِل َّو ِت ِه‬ ‫ِة‬ ‫ِل‬ ‫ِذ‬ ‫ِه‬ ‫ِئ ِع‬ ‫ِر ِف ِل ِه‬ ‫ِص‬
‫ُة اَمْلْو ُص و يَن‬
‫ِف‬ ‫َو َش َن اَع ِتِه اَل ُي َع ُّد َغ ْي ُر ُه ْم ِم َن اْلَك اِذ يَن َك اِذ ًب ا َف َك َأ َّن ُه مُ اْن َح َص َر ْت ِف ي ْم َم ا َّي‬
‫ِه ِه‬ ‫ِب‬
‫ْلَك‬
‫ِب ا ِذ ِب ‪.‬‬
‫َأ َث َل‬ ‫َذ‬ ‫َت‬ ‫َش‬
‫َو اْس ُم اِإْل اَر ِة ِل ِز َي اَد ِة ْم ِي يِز ِه ْم ِب َه ِذ ِه الِّص َف ِة ِل َيْح َر الَّن اُس ْم ا ُه ْم ‪.‬‬
‫َو الَّتْق ي ُد َق ْو ‪ْ :‬ن َد الَّل َي اَد َت ْح ي َك ْم ‪َ ،‬أ ْي ُه َو َك ٌب ي ْل الَّل َف َّن‬
‫ِذ ِف ِع ِم ِه ِإ‬ ‫ِه ِل ِز ِة ِق ِق ِذ ِب ِه‬ ‫ِي ِب ِل ِه ِع‬
‫ْل َم الَّل اَل َي ُك وُن اَّل ُم َو ا ًق ا َنْف اَأْل ْم ‪َ .‬و َل ْي َس اُمْلَر اُد َم ا َذ َك َر ُه َك يٌر َن اُمْلَف يَن َأ َّن‬
‫ِّس ِر‬ ‫ِث ِم‬ ‫ِر‬ ‫ِف ِل ِس‬ ‫ِإ‬ ‫ِه‬ ‫ِع‬

‫عبد هللا‪ ،‬محمد بن أحمد األنصاري القرطبي‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬ط‪،3‬‬

‫‪ ١٣٨٤‬ه‪ ،‬ج‪ ، 6‬ص ‪ .4738‬شهاب الدين محمود بن عبد هللا الحسيني األلوسي‪ ،‬روح املعاني‪ ،‬دار‬

‫الكتب العلمية – بيروت‪ ،‬ط‪ ١٤١٥ ،1 :‬هـ‪ ،‬ج ‪ ،18‬ص ‪ .117‬محيي الدين بن أحمد مصطفى درويش ‪،‬‬

‫إعراب القرآن وبيانه ‪ ،‬دار اإلرشاد للشئون الجامعية ‪ -‬حمص ‪ -‬سورية‪( ،‬دار اليمامة ‪ -‬دمشق ‪-‬‬

‫بيروت)‪( ،‬دار ابن كثير ‪ -‬دمشق ‪ -‬بيروت)‪ ،‬ط‪ ١٤١٥ ،4:‬ه‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪.576‬‬

‫‪43‬‬
‫ْلَك‬ ‫َمْل‬ ‫َف‬ ‫َق‬ ‫َأِل َذ‬ ‫َش‬ ‫َّل‬
‫َم ْع َن ى ِع ْن َد ال ِه ِف ي ْر ِع ِه َّن ِل َك ُيَص ِّي ُر ُه ْي ًد ا ِل اِل ْح ِت َر اِز ‪َ .‬ي ِص يُر ا ْع َن ى‪ُ :‬ه ُم ا اِذ ُب وَن ِف ي‬
‫ْج َر اِء َأ ْح َك ا الَّش يَع ِة ‪َ .‬و َه َذ ا ُي َن ا ي َغ َر َض اْلَك اَل َو ُيَج ا ي َم ا اْق َت َر َن ِه ْن َت ْأ ِك ي ِد َو ْص ِف ْم‬
‫ِه‬ ‫ِب ِم‬ ‫ِف‬ ‫ِم‬ ‫ِف‬ ‫ِر‬ ‫ِم‬ ‫ِإ‬
‫اْلَك ِذ َع َل ى َأ َّن َك ْو َن َذ ِل َك ُه َو َش ْر ُع الَّل ِه َم ْع ُل وٌم ِم ْن َق ْو ِل ِه ‪َ :‬و اَّل ِذ يَن َي ْر ُم وَن اُمْلْح َص ناِت ُث َّم‬
‫ِب ِب‬
‫َل ْم َي ْأ ُت وا َأ ْر َب َع ِة ُش َه داَء َف اْج ِل ُد وُه ْم َث م اِن يَن َج ْل َد ًة [الُّن ور‪َ ]4 :‬ل ى َق ْو ِل ِه ‪َ :‬ف ُأ ولِئ َك ِع ْن َد الَّل ِه ُه ُم‬
‫ِإ‬ ‫ِب‬
‫اْل كا ُب وَن ‪َ .‬ف َم ْس َأ َل ُة اَأْل ْخ الَّظ ا ي ْج َر ا اَأْل ْح َك ا الَّش ْر َّي َم ْس َأ َل ٌة ُأ ْخ َر ى اَل ُتْؤ َخ ُذ ْن‬
‫ِم‬ ‫ِع ِة‬ ‫ِم‬ ‫ِذ ِب ِه ِر ِف ِإ ِء‬ ‫ِذ‬
‫آْل َي ‪89‬‬
‫َه ِذ ه ا ة‪.‬‬

‫َأ َث َل‬ ‫َذ‬ ‫َت‬ ‫َش‬


‫َو اْس ُم اِإْل اَر ِة ِل ِز َي اَد ِة ْم ِي يِز ِه ْم ِب َه ِذ ِه الِّص َف ِة ِل َيْح َر الَّن اُس ْم ا ُه ْم ‪.‬‬
‫ْل َّل َف َّن ْل َم َّل اَل‬ ‫َك ْم َأ ْي ُه َو َك‬ ‫َت‬ ‫َّل‬ ‫َق‬
‫ِذ ٌب ِف ي ِع ِم ال ِه ِإ ِع ال ِه‬ ‫َو الَّتْق ِي يُد ِب ْو ِل ِه ‪ِ :‬ع ْنَد ال ِه ِل ِز َي اَد ِة ْح ِق يِق ِذ ِب ِه ‪،‬‬
‫َي ُك ُن اَّل ُم َو ًق َنْف َأْل ْم َو َل ْي َس ُمْلَر ُد َم َذ َك َر ُه َك ٌر َن ُمْلَف َن َأ َّن َم ْع َن ْنَد َّل‬
‫ى ِع ال ِه‬ ‫ِث ي ِم ا ِّس ِر ي‬ ‫ا ا ا‬ ‫اِف ا ِل ِس ا ِر ‪.‬‬ ‫و ِإ‬
‫َأ َك‬ ‫ْلَك‬ ‫َمْل‬ ‫َف‬ ‫َق‬ ‫َأِل َذ‬ ‫َش‬
‫ِف ي ْر ِع ِه َّن ِل َك ُيَص ِّي ُر ُه ْي ًد ا ِل اِل ْح ِت َر اِز ‪َ .‬ي ِص يُر ا ْع َن ى‪ُ :‬ه ُم ا اِذ ُب وَن ِف ي ِإ ْج َر اِء ْح ِما‬
‫ْن َت ْأ ي َو ْص ْم اْلَك َع َل ى َأ َّن‬ ‫الَّش يَع ‪َ .‬و َه َذ ا ُي َن ا ي َغ َر َض اْلَك اَل َو ُيَج ا ي َم ا اْق َت َر َن‬
‫ِب ِه ِم ِك ِد ِف ِه ِب ِذ ِب‬ ‫ِف‬ ‫ِم‬ ‫ِف‬ ‫ِر ِة‬
‫َك ْو َن َذ َك ُه َو َش ْر ُع الَّل َم ْع ُل وٌم ْن َق ْو ‪َ :‬و اَّل يَن َي ْر ُم وَن اُمْلْح َص ُث َل َي ْأ ُت َأ َب َع‬
‫ناِت َّم ْم وا ِب ْر ِة‬ ‫ِل ِه ِذ‬ ‫ِم‬ ‫ِه‬ ‫ِل‬
‫ْل‬ ‫َّل‬ ‫َف ُأ‬ ‫َل َق‬ ‫ْل ًة‬ ‫َث‬ ‫َف‬ ‫ُش‬
‫َه داَء اْج ِل ُد وُه ْم ماِن يَن َج َد [الُّن ور‪ِ ]4 :‬إ ى ْو ِل ِه ‪ :‬ولِئ َك ِع ْنَد ال ِه ُه ُم ا كاِذ ُب وَن ‪.‬‬
‫آْل‬ ‫ْج َر َأْل ْح َك َّش ْر َّي َم ْس َأ َل ٌة ُأ ْخ اَل َخ ُذ‬ ‫َف َم ْس َأ َل ُة َأْل ْخ َّظ‬
‫َر ى ُتْؤ ِم ْن َه ِذ ه ا َي ة‬ ‫ِع ِة‬ ‫ال‬ ‫ِم‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا ِذ ِب ال ِه ِر ِف ِإ ِء‬
‫ا‬ ‫ي‬ ‫ا‬

‫( سبحانك هذا بهتان عظيم يعظكم هللا أن تعودوا ملثله أبدا إن كنتم مؤمنين) هال قلتم‬

‫إذ سمعتم اإلفك ما يصح لنا أن نتكلم بهذا (سبحانك) للتعجب من عظم األمر ومعنى‬

‫التعجب في كلمة التسبيح أن األصل ان يسبح هللا عند رؤبة العجيب من صنائعه ثم كثر‬

‫حتى استعمل في كل متعجب منه أو لتنزيه هللا من أن تكون حرمة نبيه فاجرة وإنما جاز‬

‫محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي‪ ،‬التحرير والتنوير‪،‬‬ ‫‪89‬‬

‫الدار التونسية للنشر – تونس‪ 1984 ،‬هـ‪ ،‬ج‪ ،18‬ص ‪.176‬‬

‫‪44‬‬
‫أن تكون امرأة النبي كافرة كامرأة نوح ولوط ولم يجز أن تكون فاجرة ألن النبي‬

‫مبعوث إلى الكفار ليدعوهم فيجب أن ال يكون معه ما ينفرهم عنه والكفر غير منفر‬

‫عندهم وأما الكشخنة فمن أعظم املنفرات (هذا بهتان) زوريبهت من يسمع (عِظ يٌم )‬
‫‪90‬‬
‫وذكر فيما تقدم هذا إفك مبين ويجوز أن يكونوا أمروا بهما مبالغة في التبري‪.‬‬

‫هذه اآلية هي جزء من سورة النور في القرآن الكريم (اآلية ‪ ،)16‬وتتعامل مع‬

‫موقف تعبيري للنبي محمد صلى هللا عليه وسلم وأصحابه من شائعة زنا كاذبة‪ .‬إليك‬

‫تفسيًر ا للمعنى اإلجمالي لهذه اآلية‪:‬‬

‫اآلية تشير إلى أنه عندما سمع النبي محمد صلى هللا عليه وسلم وأصحابه هذه الشائعة‬

‫الزائفة عن أم النمالء (عائشة رضي هللا عنها)‪ ،‬ردوا على هذه الشائعة بالتوبيخ‬

‫واالستنكار وأبدوا استغرابهم من مثل هذه األقاويل‪.‬‬

‫املعنى اإلجمالي لآلية يكمن في التأكيد على براءة النبي محمد صلى هللا عليه‬

‫وسلم وأم املؤمنين عائشة من هذه الشائعة الزائفة‪ .‬اآلية تظهر كيفية تعامل النبي‬

‫وأصحابه مع مثل هذه األخبار املزعومة وتعلم املسلمين أنه يجب التحري والتحقق من‬

‫صحة األخبار قبل االستجابة لها أو نشرها‪.‬‬

‫باختصار‪ ،‬اآلية تعلمنا أهمية الصدق والتحري في التعامل مع املعلومات وعدم االنسياق‬

‫وراء الشائعات الكاذبة‪.‬‬

‫أبو البركات عبدهللا بن أحمد بن محمود حافظ الدين النسفي‪ ،‬تفسير النسفي‪،‬الطبعة‬ ‫‪90‬‬

‫‪ 1419 ،1‬ه ‪،‬ج ‪ ، 2‬ص ‪494‬‬

‫‪45‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬إعراب َو َل ْو ٓاَل ْذ َس ْع ُت ُم ْو ُه ُق ْل ُت ْم َّم ا َي ُك ْو ُن َل َن ٓا َا ْن َّنَت َك َّل َم ٰه َذ ۖا ُس ْبٰح َن َك‬
‫ِب‬ ‫ِا ِم‬
‫َذ َت‬
‫ٰه ا ُب ْه اٌن َع ِظ ْي ٌم ‪.‬‬

‫ولوال ‪ :‬الواو مستـأنفة‪ ،‬لوال تحضيضية‬ ‫‪-‬‬

‫إذ ‪ :‬ظرف زمان متعلق ب(قلتم) وجملة‬ ‫‪-‬‬

‫مايكون ‪ :‬مقول القول‪ ،‬وجملة (قلتم) مستأفة‪،‬وجملة‬ ‫‪-‬‬

‫سمعتموه ‪ :‬مضاف إليه ‪،‬واملصدر‬ ‫‪-‬‬


‫ْن‬
‫ا نتكلم ‪ :‬اسم (يكون)‪ ،‬الجار‬ ‫‪-‬‬

‫لنا ‪ :‬متعلق بخبر مفعول مطلق بالفعل‬ ‫‪-‬‬

‫نتكلم ‪ :‬جملة (نسبح سبحانك) مستأنفة في حيز القول‬ ‫‪-‬‬

‫سبحانك ‪ :‬نائب مفعول مطلق‪،‬ألنه اسم مصدر ‪،‬وجملة‬ ‫‪-‬‬


‫‪91‬‬
‫هذا بهتان عظيم ‪ :‬مستأنفة في حيز القول‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫َو َل ْو اَل َف ْض ُل ّٰل َع َل ْي ُك ْم َو َر ْح َم ُتٗه َو َا َّن ّٰل َه َر ُء ْو ٌف‬


‫َّر ِح ْيٌم ‪.‬‬ ‫ال‬ ‫ال ِه‬ ‫قوله تعالى‪:‬‬

‫املبحث الرابع‪ :‬األسرار النحوية من كلمة لوال من اآلية ‪16‬‬

‫أز‪.‬د‪ .‬أحمد بن محمد الخراط ‪،‬املجتبى من مشكل إعراب اقرآن‪ 1326 ،‬ه‪،‬ج ‪،2‬ص‬ ‫‪91‬‬

‫‪791‬‬

‫‪46‬‬
‫اّل‬
‫"لوال" التحضيض بمعنى "ه " وفيها معنى التوبيخ والزجر‪ ،92‬وفصل وفصل بين‬

‫"لوال" والفعل "قلتم"‪ .‬ب"إذ" يقول الزمخشري ‪ ( :‬فإن قلت ‪ :‬كيف جاز الفصل بين‬

‫"ل وال" و" قلتم" ‪ :‬للظ رف ش أن وه و تنزله ا من األش ياء منزل ة أنفس ها لوقوعه ا فيه ا‬

‫وأنها ال تنفك عنها فلذلك يتسع فيها ما ال يتسع في غيرها‪ ،‬فإن قلت ‪ :‬فأي فائدة في‬
‫ًال‬
‫تق ديم الظ رف ح تى أوق ع فاص ؟ قلت الفائ دة في بي ان أن ه كان ال وجب عليهم أن‬

‫يتف ادوا أول ماس معوا باإلف ك عن املتكلم ب ه‪ ،‬فلم ا كان ذك ر ال وقت أهم وجب‬

‫التقديم )‪. 93‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬لوال االمتناع‬

‫ورد لوال االمتناع في سورة آلـنور في الرابع مواضع‪ ،‬نبحث منها‪:‬‬

‫ُت َا ّٰل َت‬ ‫ّٰل َل ُك‬ ‫َل اَل َف‬


‫املوضع األول ‪ :‬قال تعالى ‪َ :‬و ْو ْض ُل ال ِه َع ْي ْم َو َر ْح َم ٗه َو َّن ال َه َّو اٌب َح ِك ْي ٌم ‪10‬‬

‫املبحث األول‪ :‬معاني الكلمات الغريبة في اآلية ‪10‬‬

‫ينظر املغني ‪ .361‬محيي الدين بن أحمد مصطفى درويش‪ ،‬إعراب القرآن وبيانه‪ ،‬دار‬ ‫‪92‬‬

‫اإلرشاد للشئون الجامعية ‪ -‬حمص ‪ -‬سورية‪( ،‬دار اليمامة ‪ -‬دمشق ‪ -‬بيروت)‪( ،‬دار ابن كثير ‪ -‬دمشق‬

‫‪ -‬بيروت) ط‪ ١٤١٥ ،4:‬ه‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.576‬‬

‫الزمخشري؛ محمود بن عمر بن محمد بن أحمد الخوارزمي الزمخشري‪ ،‬جار هللا ‪ ،‬أبو‬ ‫‪93‬‬

‫القاسم‪ ،‬تفسير الكشاف‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬ط‪1340 ،3:‬ه‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪ .55-54‬أبو حيان محمد بن يوسف‬

‫بن علي بن يوسف بن حيان أثير الدين األندلسي‪ ،‬البحر املحيط في التفسير‪ ،‬دار الفكر – بيروت‪،‬‬

‫‪ ١٤٢٠‬ه‪ ،‬ج‪ ،6‬ص ‪ . 403‬أبو العباس‪ ،‬شهاب الدين‪ ،‬أحمد بن يوسف بن عبد الدائم املعروف‬

‫بالسمين الحلبي ‪ ،‬الدر املصون في علوم الكتاب املكنون‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪ .392‬املغني‪،‬‬

‫ص ‪.362‬‬

‫‪47‬‬
‫ل‪jj j‬وال ‪ :‬ل وال يجئ على وجهين أح دهما ‪ :‬بمع نى امتن اع الشئ لوق وع غ يره ويل زم‬ ‫‪-‬‬

‫خبره الحذف ويستغنى بحوابه عن الخبر‪.‬‬


‫‪94‬‬
‫فضل ‪ :‬أي الفضل الزيادة عن االقتصار‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫هللا عليكم ‪ :‬أي لفضح القاذف أو املقاذوف ببيان كذب أحدهما‪.‬‬


‫‪95‬‬
‫‪-‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬التفسير اإلجمالي ‪:‬‬

‫ولوال تفضله سبحانه عليكم ورحمته بكم وأنه قابل لتوبتكم في كل آن‬

‫وأنه حكيم في جميع أفعاله وأحكامه التى منها ماشرعه لكم من اللعان لفضحكم‬

‫وع اجلكم بالعقوب ة ولكن ه س تر عليكم ودف ع عنكم الح د باللع ان ‪ ،‬إذ ل و لم‬

‫يش رع لكم ذل ك ل وجب على ال زوج ح د الق ذف م ع أن ق رأن األح وال ت دل على‬

‫صدقة ‪ ،‬ألنه أعرف بحال زوجه ‪ ،‬وانه اليفترى عليهاال شترا كما في الفضيحة‪،‬‬

‫ولو جعل شهادته موجبة لحد الزنا عليها ألهمل أمرها وكثير افتراء الزوج عليها‬

‫لض غينة ق د تكون في نفس ه من أهله ا‪ ،‬وفي كل ه ذ خ روج من س بق الحكم ة‬

‫والفض ل والرحم ة ‪ ،‬ومن ثم جع ل ش هادات كل منه ا م ع الج زم بك ذب أح دهما‬

‫دارث ة عن ه العقوب ة الدنيوي ة ‪ ،‬وإن كان ق د ابتلى الكاذب منهم ا فى تض اعيف‬


‫‪96‬‬
‫شهادته بأشد مما درأة عن نفسه وهو العقاب األخروى‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫الراغب األصفهاني‪،‬املفردات في غريب القرآن‪ ،‬ج‪( ،1.‬دار‪ :‬املعرفة )‪ ،‬ص‪590 -494 .‬‬

‫أبو بكر الجزئري‪،‬أيسر التفاسير لكالم العلي الكبير‪،‬وبهامشة نهر الخيرعلى أيسر‬ ‫‪95‬‬

‫التفاسير‪،‬الطبعة‪ 1410 ،3 :‬ه‪،‬ج ‪، 5‬ص ‪550‬‬

‫أحمد مصطفى املراغي ‪،‬تفسير املراغي ‪ ،‬الطبعة ‪ 1365 ،1‬ه‪ ،‬ج ‪ ، 30‬ص ‪76‬‬ ‫‪96‬‬

‫‪48‬‬
‫ه ذه اآلي ة هي ج زء من س ورة الن ور في الق رآن الك ريم (اآلي ة ‪ ،)20‬وهي‬

‫تحمل رسالة مهمة للمؤمنين‪ .‬إليك تفسيًر ا للمعنى اإلجمالي لهذه اآلية‪:‬‬

‫اآلية تشير إلى فضل هللا ورحمته نحو املؤمنين‪ ،‬وكيف أن هللا هو الذي‬

‫يتوب على التوبة الصادقة والذي يتسامح مع عباده‪ .‬فضل هللا ورحمته تتجلى في‬

‫قبول التوبة من الخطايا والزالت‪ ،‬حيث يغفر هللا للمؤمنين ويرحمهم‪.‬‬


‫ُت‬
‫و ظه ر اآلي ة أيًض ا أن هللا ه و الحكيم ال ذي يعلم كي ف ي دير األم ور‬

‫ويوجهه ا بحكم ة‪ .‬ه ذا يش ير إلى أن ه في حال ة التوب ة واالع تراف باألخط اء‪ ،‬هللا‬

‫يعامل البشر بحكمة ورحمة‪.‬‬

‫باختص ار‪ ،‬اآلية تذكر املؤم نين بأهمية فض ل هللا ورحمت ه‪ ،‬وأن هللا ه و‬

‫التواب الذي يقبل التوبة‪ ،‬وأنه حكيم في تدبير أمور الخلق‪.‬‬

‫تلقي الضوء على مفهومين أساسيين في اإلسالم‪:‬‬

‫فضل هللا ورحمته‪ :‬هللا يعامل املؤمنين بفضله ورحمته‪ ،‬وهذا يعني أنه‬

‫يمن عليهم بكرم ه ويغف ر لهم ذن وبهم عن دما يتوب ون ويطلب ون الغف ران‪ .‬ه ذا‬

‫املفهوم يشير إلى العالقة الرحيمة والرحبة التي يجب أن تكون بين هللا وعباده‪.‬‬

‫توب ة هللا وحكمت ه‪ :‬هللا ه و الت ّو اب‪ ،‬وه ذا يع ني أن ه يقب ل توب ة العب اد‬

‫وي رحب بع ودتهم إلي ه بص در رحب‪ .‬كم ا أن ه حكيم في ت دبير أم ور الكون‬

‫وقوانينه‪ ،‬وهو يعلم كيف يدير األمور بحكمة تامة‪.‬‬

‫ه ذه اآلي ة تق دم ت ذكيًر ا للمؤم نين بأهمي ة االعتم اد على هللا‪ ،‬وب أنهم‬

‫يمكنهم اللج وء إلي ه في أوق ات الخط أ والض عف م ع الثق ة في فض له ورحمت ه‬

‫وحكمته‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫ُت َا ّٰل َت‬ ‫ّٰل َل ُك‬ ‫َل اَل َف‬
‫املبحث الث ‪jj‬الث‪ :‬إع ‪jj‬راب َو ْو ْض ُل ال ِه َع ْي ْم َو َر ْح َم ٗه َو َّن ال َه َّو اٌب َح ِك ْي ٌم آي ‪jj‬ة‬

‫‪10‬‬

‫ول‪jj j‬وال فضل هللا ‪ :‬ال واو ‪ :‬استئنافيه‪ .‬ل وال ‪ :‬ح رف ش رط غ ير ج ازم‪ .‬فض ل ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫مبتدأ مرفوع با الضمة‪ ،‬خبره محذفوف وجوبا وهو مضاف‪ .‬هللا لفظ الجاللة ‪:‬‬

‫مض اف إلي ه مج رور للتعظيم بالكس رة بمع نى ل وال تفض ل هللا عليكم‪ .‬وج واب‬

‫الش رط مح ذوف بمع نى ‪ :‬لس ارع بمع اقبتكم أو ج واب (ل وال) مح ذوف لدالل ة‬

‫الكالم علي ه بمع نى م تروك وترك ه دال على أم ر عظيم ال يكتن ه‪ .‬ورب مس كوت‬

‫عنه أبلغ من منطوق به ‪ .‬و(لوال) امتناع لوجود‪.‬‬

‫عليكم ورحمت ‪jj j‬ه ‪ :‬ج ار ومج رور متعل ق بفض ل وامليم عالم ة جم ع ال ذكور‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ورحمته ‪ :‬معطوفة بالواو على ( فضل هللا )مرفوعة مثلها والهاء ضمير متصل في‬

‫محل جر مضاف إليه‪.‬‬


‫َا ّٰل‬
‫َو َّن ال َه ‪ :‬ال واو عاطف ة‪ .‬أَّن ‪ :‬ح رف نص ب وتوكي د مش بة بالفع ل‪ .‬هللا لف ظ‬ ‫‪-‬‬
‫َا‬
‫‪97‬‬
‫الجاللة ‪ :‬اسم ( َّن ) منصوب للتعظيم بالفتحة‪.‬‬

‫ت‪jj j‬واب حكيم ‪ :‬خ بر (أّن ) مرف وع بالض مة ‪ .‬حكيم‪ :‬ص فة – نعت – لت واب ‪ .‬أو‬ ‫‪-‬‬

‫خبر ثان مرفوع بالضمة‪.‬‬

‫املبحث الرابع‪ :‬األسرار النحوية من كلمة لوال من اآلية‪10‬‬

‫بهجت عبد الواحد صالح‪ ،‬اإلعراب املفصل الكتاب هللا املرتل‪ ،‬ج‪( ، 8.‬عمان‪:‬دار الفكر‬ ‫‪97‬‬

‫للنشر والتوزيع‪1413 ،‬ه )‪ ،‬ص‪.14-13.‬‬

‫‪50‬‬
‫سياق اآليات في حكم القذف على ذلك عرض إشكاال وهو أن يكون القذف بسن‬

‫الزوجين؛ أن يقذف الرجل زوجبه بالزنا أو ينكر ان يكون الولد منه‪ .98‬وهو‪ -‬عادة‪-‬‬

‫ال يفع ل ذل ك من ف راغ؛ ألن العاق ل ال يق دح في عرض ه باته ام زوجت ه وال يت برأ من‬

‫ولده دون دليل أو شبه دليل؛ مع احتمال أنيفتري عليهاـ‬

‫ف إذا طبقن ا أحكام الق ذف على ال زوج ولم يكون لدي ه أربع ة ش هداء؛ فس يجلد‬

‫ثمانين جلدة؛ وفي ذلك ظلم له إذ نكلفه بالصمت ومعاشرة زانية؛ وربنا بتربية ولد‬

‫غيره ؛ وإذا نطق جلدناه ثمانين‪.‬‬

‫كانت الزوج ة مذنب ة وليس ش هود فال سبيل إلى معاقبته ا؛ وإن كانت‬ ‫وإذا‬

‫بريئة فقد طعن في شرفها ؛ وذلك ظلم لها ال يمكن تفاديه أو تعويض ضرره‪.‬‬

‫وتفاديا للتكليف بما يصعب تحمله أو معاقبة بريء؛ أو تفلت مذنبة من العقابب‬

‫أو الطعن في شرف بريئة ؛ فحل هللا تعالى ذلك اإلشكال بتشريع اللعان‪.‬‬

‫وجاء التعقيب بقوله تعالى ‪َ( :‬و َل ْو اَل َف ْض ُل الّٰل َع َل ْي ُك ْم َو َر ْح َم ُت ٗه َو َا َّن الّٰل َه َت َّو اٌب‬
‫ِه‬
‫َح ِك ْي ٌم ) إلظه ار االمتن ان على الن اس بهات ه األحكام العظيم ة وهي ‪ :‬ح د الزن ا وح د‬

‫الق ذف وح د اللع ان‪ ،‬وه و بح د اللع ان أخص لغابي ه إذ ليس ل ه مث ال في الش رائع‬

‫السابقة‪.‬‬

‫أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبي الشهير بابن رشد‬ ‫‪98‬‬

‫الحفيد‪ ،‬بداية املجتهد ونهاية املقتصد‪ ،‬دار الحديث – القاهرة‪ ،‬ط ‪ :‬بدون طبعة‪1425 ،‬ه‪ ،‬ج ‪،3‬‬

‫ص ‪.134‬‬

‫‪51‬‬
‫وعلى ف رض الع وم فج واب (ل وال) مح ذوف لقص د تهوي ل وتفحيم مض مونة‪99‬؛‬

‫فتذهب النفس فيه كل مذهب‪ ،‬فرب مسكوت عنه أبلغ من منطوق به؛ أي " لفضح‬

‫كل عاص‪ ،‬ولم يوجب أربعة شهداء سترا لكم ‪ ،‬وألمر بعقوبته بما توجبه معصيته‪،‬‬
‫‪100‬‬
‫ففسد نظامكم واختل نقضكم وإبرامكم‪ ،‬ونحو ذلك مما ال يبلغ وصفه‪" . . .‬‬

‫وعلى فرض كون التذييل مختصا باللعان؛ فجواب ( لوال ) محذوف "ألنه معلوم‬

‫املعنى ‪ ،‬وكذلك كل ماكان معلوم الجواب فإن العرب تكتفي بترك جوابه أال ترى أن‬

‫الرج ل يش تم ص احبه فيق ول املش تون‪ :‬أم ا وهللا أب وك‪ ،‬فيعلم أن ه يري د لش تمتك ‪،‬‬

‫فمث ل ه ذا ي تر جواب ه‪ .101‬والتق دير ‪ :‬ملا ش رع لكم اللع ان أو " لكلفكم بم ا يش ق أو‬

‫بمعاقبة بريء"‬

‫ودلي ل م ا يش ير إلى حكم اللع ان املبت دأ بع د ( ل وال ) ( فض ل هللا عليكم ) وم ا‬

‫عط ف علي ه ؛ ( رحم ة ) و( أن هللا ت واب حكيم ) ففيه ا " م ا ي دل على ذل ك وآث ار‬

‫التفضل والرحمة ما ال يخفى أما على الصادق فظاهر واما على الكاذب فهو إمهاله‬
‫‪102‬‬
‫والستر عليه في الدنيا ودرء الحد عنه وتعريضه للتوبه"‪.‬‬
‫أبو السعود العمادي محمد بن محمد بن مصطفى ‪ ،‬إرشاد العقل السليم إلى مزايا‬ ‫‪99‬‬

‫الكتاب الكريم‪ ،‬دار إحياء التراث العربي – بيروت‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.168‬‬

‫إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي‪ ،‬نظم الدرر في تناسب‬ ‫‪100‬‬

‫اآليات والسور‪ ،‬دار الكتاب اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪1408 ،‬ه‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص ‪.239‬‬

‫أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد هللا بن منظور الديلمي الفراء‪ ،‬معاني القرآن‪ ،‬دار‬ ‫‪101‬‬

‫املصرية للتأليف والترجمة – مصر الطبعة‪ :‬األولى‪ ،‬ط‪ ،1 :‬ج‪ ،2‬ص ‪.247‬‬

‫أبو السعود العمادي محمد بن محمد بن مصطفى ‪ ،‬إرشاد العقل السليم إلى مزايا‬ ‫‪102‬‬

‫الكتاب الكريم‪ ،‬دار إحياء التراث العربي – بيروت‪ ،‬ج‪ ،6‬ص ‪.160‬‬

‫‪52‬‬
‫والحاصل ‪ :‬أن جواب (لوال) قد حذف ألنه معلوم من السياق؛ لعرض التهويل‬

‫والتفخيم‪ ،‬ولشناعه ذكره فال يستحسن أْن يقال‪ ( :‬الفضحكم )‪.‬‬

‫املوضع الثاني‪ :‬قوله تعالى ‪َ :‬و َل ْو اَل َف ْض ُل الّٰل َع َل ْي ُك ْم َو َر ْح َم ُت ٗه ى الُّد ْن َي ا َو اٰاْل َر َمَلَّس ُك ْم‬
‫ِخ ِة‬ ‫ِف‬ ‫ِه‬
‫َذ‬ ‫َاَف ُت‬
‫ِف ْي َم ٓا ْض ْم ِف ْي ِه َع اٌب َع ِظ ْي ٌم ‪14‬‬

‫املبحث األول‪ :‬معاني الكلمات الغريبة في اآلية ‪14‬‬

‫َمَل ُك‬
‫‪103‬‬
‫َّس ْم ‪ :‬أي أصابكم‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬التفسير اإلجمالي ‪:‬‬

‫َو َل ْو َال َف ْض ُل هللا َع َل ْي ُك ْم َو َر ْح َم ُت ُه ى ال دنيا واآلخ رة ملس كم فيم ا َأ َف ْض ُت ْم ِف ي ِه َع َذ اٌب‬


‫ِف‬
‫َع ِظ يٌم ‪ .‬ل وال ه ذه المتن اع الشئ لوج ود غ يره بخالف م ا تق دم أي ول وال أني قضيت أن‬

‫أتفضل عليكم في الدنيا بضروب النعم التي من جملتها اإلمهال للتوبة وأن أترحم عليكم‬

‫في اآلخ رة في العف و واملغف رة لع اجلتكم بالعق اب على م ا خض تم في ه من ح ديث اإلف ك‬


‫‪104‬‬
‫يقال أفاض في الحديث وخاض واندفع‬

‫ه ذه اآلي ة هي ج زء من س ورة الن ور في الق رآن الك ريم (اآلي ة ‪ ،)14‬وهي توج ه‬

‫تح ذيًر ا وت ذكيًر ا للمؤم نين بفض ل هللا ورحمت ه‪ ،‬وبأهمي ة االعتم اد على هللا في ال دنيا‬
‫ًا‬
‫واآلخرة‪ .‬إليك تفسير للمعنى اإلجمالي لهذه اآلية‪ :‬اآلية تشير إلى أن فضل هللا ورحمته‬

‫هما الذين يمكن أن ينقذان اإلنسان من عذاب هللا في الدنيا واآلخرة‪ .‬إذا لم يكن هناك‬
‫أنظرى في تفسير سورة النور‪4/12:‬‬ ‫‪103‬‬

‫أبو البركات عبدهللا‪ ،‬تفسير النسفي‪،‬الطبعة ‪ 1419 ,1‬ه‪،‬ج ‪ ،2‬ص ‪493‬‬ ‫‪104‬‬

‫‪53‬‬
‫فضل هللا ورحمته‪ ،‬لكان للمؤمنين عاقبة سيئة بسبب أفعالهم الخاطئة‪ .‬املعنى اإلجمالي‬

‫لآلي ة يعلم املؤم نين بأهمي ة التوب ة واالع تراف بال ذنوب واالس تغفار من هللا‪ .‬إذا لم يكن‬

‫هن اك الفض ل والرحم ة اإللهي ة‪ ،‬لكانت الع واقب ص عبة وعذيم ة‪ .‬ولكن بفض ل هللا‬

‫ورحمته‪ ،‬يمكن للمؤمنين التوبة واالستغفار والعيش بأمان من عذاب هللا‪.‬‬

‫باختص ار‪ ،‬اآلي ة ت ذكر املؤم نين بأهمي ة فض ل هللا ورحمت ه في ال دنيا واآلخ رة‬

‫وكيف يمكن لإلنسان تجنب العذاب باالعتماد على هللا والتوبة‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬إعراب َو َل ْو اَل َف ْض ُل الّٰل ِه َع َل ْي ُك ْم َو َر ْح َم ُت ٗه ى الُّد ْن َي ا َو اٰاْل ِخ َر ِة َمَلَّس ُك ْم ْي‬


‫ِف‬ ‫ِف‬
‫َذ‬ ‫َاَف ُت‬
‫َم ٓا ْض ْم ِف ْي ِه َع اٌب َع ِظ ْي ٌم ‪.‬‬

‫ولوال ‪ :‬الواو استئنافية ‪ ،‬لوال حرف شرط غير جازم‬ ‫‪-‬‬

‫فضل ‪ :‬مبتدأ خبره محذوف‬ ‫‪-‬‬

‫هللا ‪ :‬لفظ الجاللة مضاف إليه‬ ‫‪-‬‬

‫عليكم ‪ :‬متعلقان بفضل‬ ‫‪-‬‬

‫ورحمته ‪ :‬معطوف على فضل والهاء مضاف إليه‬ ‫‪-‬‬

‫في الدنيا ‪ :‬متعلقان برحمته‬ ‫‪-‬‬

‫واآلخرة ‪ :‬معطوف على الدنيا‬ ‫‪-‬‬


‫‪105‬‬
‫ملّس كم ‪ :‬الالم واقعة في جواب‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫املبحث الرابع‪ :‬األسرار النحوية من كلمة لوال من اآلية ‪14‬‬

‫أحمد عبيد الدعاس‪ ،‬إعراب القرآن الكريم ‪ ،‬الطبعة ‪ 1425 ، 1‬ه ‪ ،‬ج ‪، 2‬ص ‪363‬‬ ‫‪105‬‬

‫‪54‬‬
‫َف‬
‫حرف لوال لواردة في اآلية أعاله يعمل على أنه إمتناع لوجود‪ .‬وأما حرف ( ْض َّل )‬
‫َمَل ُك‬ ‫ًا‬
‫مبتدأ‪ ،‬والخبر محذوف وجوب تقديره " موجود " ‪ .‬فااملعنى أنه أمتنع ( َّس م ) وحرف‬
‫"ال" كإجبة على لوجود ( َف ْض ُل الّل ِه َع َل ْي ُك ْم َو َر ْح َم ُت ُه ) كما شرح على اآلية (َو َل ْو اَل َف ْض ُل‬
‫َذ‬ ‫َاَف‬ ‫َمَل ُك‬ ‫ْن ٰاْل‬ ‫ّٰل َل ُك‬
‫ال ِه َع ْي ْم َو َر ْح َم ُتٗه ِف ى الُّد َي ا َو ا ِخ َر ِة َّس ْم ِف ْي َم ٓا ْض ُت ْم ِف ْي ِه َع اٌب َع ِظ ْيٌم )‪.‬‬

‫َو َل ْو اَل َف ْض ُل ّٰل َع َل ْي ُك ْم َو َر ْح َم ُت ٗه َو َا َّن ّٰل َه َر ُء ْو ٌف‬


‫ال‬ ‫ال ِه‬ ‫املوض‪jj j‬ع الثالث‪jj j‬ة ‪ :‬قول‪jj j‬ه تع‪jj j‬الى ‪:‬‬
‫َّر ِح ْيٌم‬

‫املبحث األول‪ :‬التفسير اإلجمالي ‪:‬‬

‫ل وال فض ل هللا عليكم أيه ا املؤمن ون ورحمت ه بكم‪ ،‬ملا اكتفى بالح د‪ ،‬وملا ما قب ل‬
‫ًا‬
‫منكم توب ة‪ ،‬وملا غف ر لكم ذنب ‪ ،‬ولكن بم ا أنكم أذنبتم‪ ،‬وبم ا أنكم أسأتم مع الص الح في‬

‫ال داخل وس المة العقي دة والتوحي د رحمكم هللا‪ ،‬ف اكتفى منكم بثم انين جل دة‪ ،‬وقب ل‬

‫منكم توبتكم‪.‬‬

‫(وهللا رءوف) بعبادة‪ ،‬مشفق بهم‪ ،‬يغفر الذنب ويقيل العثرة‪ ،‬فهو رحيم بضعاف عباده‬

‫ال ذين ي ذنبون عن جه ل‪ ،‬أو عن عم د ق د ض اع في ه عقلهم‪ ،‬فع ادوا وت ابوا وأن ابوا‪،‬‬

‫واس تغفروا ربهم‪ ،‬وهللا ت واب ملن ت اب‪ ،‬وب اب رحمت ه مفت وح باس تمرار‪ ،‬فيم د هللا ي ده‬
‫َل ُك‬ ‫َأ‬
‫بالليل لتائب الليل‪ ،‬وفي النار لتائب النهار‪ ( :‬اْد ُع وِن ي ْس َت ِج ْب ْم ) ( غافر‪ )٦٠:‬وهللا جل‬
‫ًا‬
‫جالله يغفر الذنوب جميع ملن تاب وأناب‪ ،‬واإلسالم يجب ما قبله و‪( :‬التائب من الذنب‬

‫كمن ال ذنب له)‬

‫‪55‬‬
‫فمهما عظم الذنب‪ ،‬فاهلل الكريم العظيم‪ ،‬الرحيم الرءوف‪ ،‬رءوف بعباده‪ ،‬وبمن‬
‫‪106‬‬
‫تاب منهم حتى ولو بعد كفر‪.‬‬
‫َو َل ْو اَل َف ْض ُل ّٰل َع َل ْي ُك ْم َو َر ْح َم ُت ٗه َو َا َّن ّٰل َه َر ُء ْو ٌف‬
‫َّر ِح ْي م‬ ‫ال‬ ‫ال ِه‬ ‫املبحث الثاني‪ :‬إعراب‬

‫ولوال‪ :‬الواو‪ :‬اسئنافية ‪ .‬لوال ‪ :‬حرف امتناع لوجود‬ ‫‪-‬‬

‫فضل هللا ‪ :‬مبتدأ‬ ‫‪-‬‬

‫عليكم ‪ :‬متعلق به‬ ‫‪-‬‬

‫ورحمت‪jj j‬ه ‪:‬معط وف على ( فض ل هللا )‪ .‬خ بر املبت دأ مح ذوف وجوًب ا ‪،‬تق ديره ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫موجودات‬
‫ّن‬
‫وأ هللا رءوف ‪ :‬ناصب واسمه وخبره‬ ‫‪-‬‬

‫رحيم ‪:‬خ بر ث ان‪ .‬وجمل ة (أّن ) في تأوي ل مص در معط وف على (فض ل) ‪ :‬أي وكون‬ ‫‪-‬‬

‫هللا رؤوفا رحيما موجودا ‪.‬وجواب (لوال ) محذوف ‪ ،‬تقديره لعا جلكم بالعقوبة‬
‫‪107‬‬
‫‪.‬وجملة (لوال)‪ :‬مستأنفة‬

‫املبحث الثالث ‪ :‬األسرار النحوية من كلمة لوال من اآلية ‪20‬‬

‫قي ل ب أن الج واب معل وم؛ وه و ( لفضحكم ب ذنوبكم وع ذبكم )‪ ،‬أو (لهلكتم‘‬
‫ّذ‬
‫‪108‬‬
‫لع بكم هللا واستأصلكم )‬

‫محمد املنتصر باهلل بن محمد الزمزمي الكتاني اإلدريسي الحسني‪ ،‬تفسير القرآن‬ ‫‪106‬‬

‫الكريم‪ 1419 ،‬ه‪ ،‬ج ‪،99‬ص ‪.8‬‬

‫محمد األمين بن عبدهللا األرمي العلوي الهرري الشافعي‪ ،‬تفسير حدائق الروح‬ ‫‪107‬‬

‫والريحان في روابي علوم القرآن ‪ ،‬الطبعة األولى‪1421 ،‬ه ‪ ،‬ج ‪ ، 19‬ص ‪. 285‬‬

‫‪56‬‬
‫ّن‬
‫والع ذاب هن ا ال يش مل ع ذاب اآلخ رة ؛ أل ه رأي ج ل املفس رين؛ وألن‬
‫ّل‬
‫اسم هللا (الرؤوف ) ورد في القرآن في عشرة مواضع؛ وليس له تع ق في املواضع‬

‫التسعة‪-‬حسب السياق‪ -‬بعذاب اآلخرة ‪ ،‬وهذا املوضع ال يخرج عنها في ذلك‪.‬‬

‫ونج د " أب ا الحس ن بن الحص ار " ( ت ‪610 :‬ه )‪109‬؛ يع رف اس م هللا‬


‫َّن‬
‫(الرؤوف ) بقوله ‪" :‬والذي يقع في قلبي أ الرأفة صفة شاملة الستصالح العب اٍد‬
‫والرف ق بهم في ت ربيتهم جمل ة وتفص يال‪ ،‬والّن ظ ر لهم بم ا هم علي ه من الض عف‬

‫أبو جعفر‪ ،‬محمد بن جرير الطبري‪ ،‬جامع البيان عن تأويل آي القرآن‪ ،‬دار التربية‬ ‫‪108‬‬

‫والتراث ‪ -‬مكة املكرمة‪ ،‬ط‪ :‬بدون تاريخ نشر‪ ،‬ج‪ ،7‬ص ‪ .220‬محمود بن عمر بن أحمد الزمخشري‪،‬‬

‫الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون األقاويل في وجوه التأويل‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬ط‪،3:‬‬

‫‪1430‬ه‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪ .221‬ناصر الدين أبو سعيد عبد هللا بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي‪،‬‬

‫أنوار التنزيل وأسرار التأويل‪ ،‬دار إحياء التراث العربي – بيروت‪ ،‬ط‪ ١٤١٨ ،1 :‬هـ‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪. 102‬‬

‫أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام بن عطية األندلسي املحاربي ‪ ،‬املحرر‬
‫الوجيز في تفسير الكتاب العزيز‪ ،‬دار الكتب العلمية – بيروت‪ ،‬ط‪ ١٤٢٢ ،1 :‬هـ‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪ .172‬أبو‬

‫عبد هللا محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي امللقب بفخر الدين الرازي‬

‫خطيب‪ ،‬التفسير الكبير ‪ ،‬دار إحياء التراث العربي – بيروت‪ ،‬ط‪ ١٤٢٠ ،3 :‬هـ‪ ،‬ج ‪ ،23‬ص ‪.347‬‬

‫علي بن محمد‪ ،‬األنصاري الخزرجي ‪ ،‬أبو الحسن‪ ،‬ابن ال؛ فاسي‪ ،‬شبيلي األصل‪ ،‬كان‬ ‫‪109‬‬

‫محدثا رواية فقيهامتكلما عارفا بأصول الفقه‪ ،‬ذا حظ وافر من علوم اللسان وقرض الشعر‪ ،‬رحل‬

‫إلى الحج وجاور بمكة؛ ثم طايبعة‪ ،‬ودرس بهما‪ ،‬فجاور بها من آثاره‪ :‬مقالة في إعجاز القرآن ‪ ،‬وبيان‬

‫البيان في شرح البرهان‪ ،‬توفي في ‪620‬ه‪ ،‬ودفن بالبقيع‪ .‬الذيل والتكملة لكتابي املوصول والصلة‪ ،‬أبو‬

‫عبد هللا محمد ‪ ،‬املراكشي‪ ،‬تح‪ :‬الدكتور إحسان وآخرين ‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬تونس‪ ،‬ط‪،1:‬‬

‫‪2012‬م‪ ،‬ج‪،5‬ص ‪.75-70‬‬

‫‪57‬‬
‫والحاجة واملسكنة والفقر‪110". . .‬؛ فحسب تعريفه ال تعلق له بعذاب؛ وفي هذا‬

‫املوضع ك ذلك إال أن يكون نتيجة لحدث قبله‪ ،‬ولهذا يكون الجواب‪ ( :‬لش‪jj‬اعت‬
‫َّن‬
‫الفاحشة‪ ،111‬ولهلك ال اس )‪.‬‬
‫ًا‬
‫وه و تقريب م ا ذهب إلي ه " أب و مس لم األص فهاني "(ت‪322 :‬ه )‪ 112‬حين‬

‫قال ‪ " :‬لكانت الفاحشة تشيع فتعظم املضرة "‪ ،113‬ولعل "ابن عاشو" يميل إليه‬

‫حين قال ‪ " :‬وذكر هنا بأن رؤوف رحيم‪ ،‬ألن هذا التنبيه الذي تضمنه التنذييل‬

‫محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح األنصاري القرطبي‪ ،‬تح‪ :‬محمد حسن جبل‪ ،‬وطارق‬ ‫‪110‬‬

‫أحمد محمد‪ ،‬األسنى في شرح أسماء هللا الحسنى ‪،‬دارالصحابة للتراث‪ ،‬طنطا‪-‬مصر ‪ ،‬ط‪،1:‬‬

‫‪1416‬ه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.174‬‬

‫في اصطالح القرآن ؛ حسب االستقراء كلمة‪ ( :‬فاحشة ) – وردت فيثالثة عشرة‬ ‫‪111‬‬

‫موضعا‪ -‬إذا أطلقت على الزنا فإنه يرادبها الفعل؛ ال مجرد الحديث عنه؛ الذي تدل عليه كلمة ‪:‬‬

‫(فحشاء ) التي وردت في سبعة مواضع‪.‬‬

‫محمد بن بحر الصفهاني‪ ،‬ابو مسلم؛ ولد في ‪254‬ه‪،‬كان من بلغاء الكتاب ‪ ،‬عاملا‬ ‫‪112‬‬

‫بالتفسير وغيره من صنوف العلم‪ ،‬كان معتزليا‪ ،‬ولي أصفهان وبالد فارس للمقتدر باهللا العباسي‪،‬‬

‫واستمر إلى أن سيطر عليها بنو بويه‪ ،‬من آثاره‪ :‬جامع التأويل ملحكم التنزيل ( في التفسير)‪ ،‬لم يبق‬

‫منه سوى مانقله عنه الفحر الرازي في تفيسره‪ ،‬توفي في ‪322‬ه‪ .‬عادل نويهض‪ ،‬معجم املفسرين‪،‬‬

‫مؤسسة نويهض الثقافية للتأليف والترجمة والنشر‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬ط‪ ١٤٠٩ ،3 :‬هـ ‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‬

‫‪.499-498‬‬

‫أبو عبد هللا محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي امللقب بفخر الدين‬ ‫‪113‬‬

‫الرازي خطيب‪ ،‬التفسير الكبير ‪ ،‬دار إحياء التراث العربي – بيروت‪ ،‬ط‪ ١٤٢٠ ،3 :‬هـ‪ ،‬ج ‪ ،23‬ص‬

‫‪.347‬‬

‫‪58‬‬
‫فيه انتشال لألمة من اضطراب عظيم في أخالقها وآدابها وانفصام عرى وحدتها‬

‫فأنقذها من ذلك رأفة ورحمة آلحادها وجماعتها وحفظا ألواصرها‪"114‬‬

‫وق ريب من ه ق ول البق اعي (ت‪885 :‬ه )‪ :115‬ل ترككم في ظلم ات الجه ل‬

‫تعمهون ‪ ،‬فثارت بينكم الفتن حتى تفانيتم ووصلتم إلى العذاب الدائم بعد الهم‬

‫الالزم"‪.116‬‬

‫فج واب (ل وال) مح ذوف للعلم ب ه؛ وه و هالك املجتم ع بسبب انتش ار‬
‫الفاحشة وعدم وجود نظام ضاب ‪ ،‬وال عقوبات رادعة ‪ ،‬وتشير إليه اآلية ‪َّ ( :‬ن‬
‫ِإ‬ ‫ٍط‬
‫ْل َف َش ُة‬ ‫َن َأ َت‬ ‫َّل‬
‫ا ِذ ْي َن ُي ِح ُّبْو ن ِش يَع ا اِح ) [ النور ‪ ]19:‬ومن حالل السياق‪.‬‬

‫والحاصل ‪ :‬أن الجواب محذوف للعلم به من السياق؛ لعرض التهويل واللتفحيم‪.‬‬

‫محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي‪ ،‬التحرير والتنوير‪،‬‬ ‫‪114‬‬

‫الدار التونسية للنشر – تونس‪ ١٩٨٤ ،‬ه‪ ،‬ج ‪،18‬ص ‪.186‬‬

‫إبرهيم بن عمر‪ ،‬الخرباوي البقاعي‪ ،‬أبو الحسن ‪ ،‬برهان الدين؛ مؤرخ‪ ،‬مفسر‪،‬‬ ‫‪115‬‬

‫محدث ‪،‬أديبـ ولد في ‪809‬ه بقرية خربة روحا من عمل البقاع بلبنان‪ ،‬وبها نشأ وتعلم‪ .‬وسكن دمشق‪،‬‬

‫ودخل بيت املقدس والقاهرة‪ .،‬من آثاره‪ :‬نظم الدرر في تناسب اآليات والسور‪ ،‬ومصاعد النظر‬

‫لإلشراف على مقاصد السور‪ ،‬توفي بدمشق في ‪885‬ه‪ .‬عادل نويهض‪ ،‬معجم املفسرين‪ ،‬مؤسسة‬

‫نويهض الثقافية للتأليف والترجمة والنشر‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬ط‪ ١٤٠٩ ،3 :‬هـ ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.18-17‬‬

‫إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي‪ ،‬نظم الدرر في تناسب‬ ‫‪116‬‬

‫اآليات والسور‪ ،‬دار الكتاب اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪ ،1404 ،‬ج ‪ ،5‬ص ‪.246‬‬

‫‪59‬‬
‫ااملوض‪jj‬ع الرابع ‪ :‬قول‪jj‬ه تع‪jj‬الى ‪ٰٓ :‬يَا ُّي َه ا اَّل ْي َن ٰا َم ُن ْو ا اَل َتَّت ُع ْو ا ُخ ُط ٰو الَّش ْي ٰط ِۗن َو َم ْن‬
‫ِت‬ ‫ِب‬ ‫ِذ‬
‫َّي َّت ْع ُخ ُط ٰو ِت الَّش ْي ٰط َف ِا َّن ٗه َي ْأ ُم ُر اْل َف ْح َش ۤا ِء َو اُمْلْن َك ِۗر َو َل ْو اَل َف ْض ُل الّٰل َع َل ْي ُك ْم‬
‫ِه‬ ‫ِب‬ ‫ِن‬ ‫ِب‬
‫َش ۤاُۗء ّٰل‬ ‫ّٰل‬ ‫َا َا ۙا ٰل‬ ‫َز ٰك ْن ُك‬ ‫ُت‬
‫َو َر ْح َم ٗه َم ا ى ِم ْم ِّم ْن َح ٍد َب ًد َّو ِك َّن ال َه ُي َز ِّك ْي َم ْن َّي َو ال ُه َس ِم ْيٌع َع ِل ْي ٌم ‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬معاني الكلمات الغريبة في اآلية ‪21‬‬


‫َأ‬ ‫ُمْل‬
‫‪117‬‬
‫‪َ( -‬و ا نكر) ‪ :‬ي كل َم ا يكرهُه هللا‪.‬‬
‫اّل‬
‫‪118‬‬
‫(لوال) ‪ :‬بمعنى ه تفيد الحث على فعل ما بعدها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫َز َك‬
‫(َم ا ى) أي‪ :‬لم يكن زاكًي ا‬ ‫‪-‬‬
‫َط‬ ‫ْن ُك‬
‫‪119‬‬
‫(ِم ْم ) أي‪ :‬ما ُه ر من دنسها‬ ‫‪-‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬التفسير اإلجمالي ‪:‬‬

‫ياأيها الذين آمن وا ال تتبعوا طرق الشيطان التي يوسوس باتباعها‪،‬كإشاعة‬

‫الفاحش ة‪ ،‬ومن يتب ع ط رق الش يطان‪ ،‬ف إن الش يطان ي أمر بم ا عظم قبح ه من‬

‫الذنوب (الفحشاء) وبما ينكره الشرع (املنكر) ومتبعه مطيع له مقتدبه‪ ،‬ولوال‬

‫أبو املظفر السمعانى‪ ،‬تفسير السمعانى‪،‬الطبعة‪ :‬األولى ‪ 1318 ،‬ه ‪،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪513‬‬ ‫‪117‬‬

‫أحمد بن مصطفى املراغي‪ ،‬تفسيراملراغي‪،‬الطبعة‪ :‬األولى‪ 1365 ،‬ه ‪ ،‬ج ‪ ، 18‬ص ‪78‬‬ ‫‪118‬‬

‫مجير الدين بن محمد العليمي املقدسي الحنبلي‪ ،‬فتح الرحمن في التفسير‬ ‫‪119‬‬

‫القرآن‪،‬الطبعة األولى‪ 1430،‬ه‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪520‬‬

‫‪60‬‬
‫فضل هللا موجود عليكم ورحمته بكم‪ ،‬بالتوفيق إلى التوبة املاحية للذنوب ‪ ،‬ما‬

‫طّه ر من دنس ال ذنوب أح دا‪ ،‬ولكن هللا يطه ر من ال ذنب من يش اء بقب ول‬
‫‪120‬‬
‫توبته‪،‬وهللا سميع ملقالتهم‪،‬عليهم بنياتهم ويجميع املعلومات‪.‬‬

‫ه ذه اآلي ة هي ج زء من س ورة الن ور في الق رآن الك ريم (اآلي ة ‪ ،)21‬وهي‬


‫ُخ ُط‬
‫تق دم توجيًه ا وتنبيًه ا للمؤم نين بع دم اتب اع وات الش يطان وأهمي ة التوب ة‬

‫واالستغفار‪ .‬إليك تفسيًر ا للمعنى اإلجمالي لهذه اآلية‪:‬‬


‫ُخ ُط‬
‫وات‬ ‫اآلي ة تب دأ بن داء أله ل اإليم ان‪ ،‬حيث تحثهم على ع دم اتب اع‬

‫الشيطان‪ .‬هذا يشير إلى أهمية الحذر من الوقوع في الخطايا واملعاصي التي يدعو‬

‫إليها الشيطان‪ ،‬والبقاء على الطريق الصحيح واملستقيم‪.‬‬


‫ُخ ُط‬ ‫ُت‬
‫ظه ر اآلي ة أيًض ا نتيج ة اتب اع وات الش يطان‪ ،‬حيث ي دعو إلى الفحش اء‬

‫واملنكر‪ .‬الشيطان يسعى دائًم ا للتسبب في الشرور واملعاصي بين البشر‪.‬‬


‫ُت‬
‫و ذكر املؤم نين أن ه ل وال فض ل هللا ورحمت ه‪ ،‬لم يكن هن اك أي تنقي ة أو طه ارة من‬

‫الخطايا‪ .‬لكن هللا بفضله ورحمته يزكي من يشاء‪ ،‬ويغفر للتائبين‪.‬‬

‫باختصار‪ ،‬اآلية تدعو املؤمنين إلى الحذر من الشيطان وعواقب اتباعه‪ ،‬وتؤكد على‬

‫أهمية فضل هللا ورحمته في تطهير النفوس وتوجيه اإلنسان نحو الخير والطاعة‪.‬‬

‫املبحث الث ‪jj‬الث‪ :‬إع ‪jj‬راب يَا ُّي َه ا اَّل ْي َن ٰا َم ُن ْو ا اَل َتَّت ُع ْو ا ُخ ُط ٰو الَّش ْي ٰط ِۗن َو َم ْن َّي َّت ْع‬
‫ِب‬ ‫ِت‬ ‫ِب‬ ‫ِذ‬
‫ُت‬ ‫ّٰل َل ُك‬ ‫ْل َف َش ۤا ُمْلْن َك َل اَل َف‬ ‫َّش ٰط َف َّن ْأ‬ ‫ُخ ُط‬
‫ٰو ِت ال ْي ِن ِا ٗه َي ُم ُر ِب ا ْح ِء َو ا ِۗر َو ْو ْض ُل ال ِه َع ْي ْم َو َر ْح َم ٗه َم ا‬
‫َش ۤاُۗء ّٰل‬ ‫ّٰل‬ ‫َا َا ۙا ٰل‬ ‫َز ٰك ْن ُك‬
‫ى ِم ْم ِّم ْن َح ٍد َب ًد َّو ِك َّن ال َه ُي َز ِّك ْي َم ْن َّي َو ال ُه َس ِم ْيٌع َع ِل ْي ٌم ‪.‬‬

‫وهبة الزحيلى‪ ،‬تفسير الوجيز وهبة الزحيلى‪،‬ج ‪ ،1‬ص ‪353‬‬ ‫‪120‬‬

‫‪61‬‬
‫يا‪ :‬أداة نداء‬ ‫‪-‬‬

‫أيها ‪ :‬منادى نكرة مقصودة في محل نصب على النداء والها للتنبيه والجملة‬ ‫‪-‬‬

‫ابتدائية‬

‫الذين ‪ :‬اسم موصل بدل‬ ‫‪-‬‬

‫آمنوا‪ :‬ماض وفاعله والجملة صلة‬ ‫‪-‬‬

‫ال تتبعوا ‪ :‬ال ناهية ومضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعل‬ ‫‪-‬‬

‫خطوات ‪ :‬مفعول به منصوب بالكسرة ألنه جمع مؤنث سالم‬ ‫‪-‬‬

‫الشيطان ‪ :‬مضاف إليه‬ ‫‪-‬‬

‫ومْن ‪ :‬الواو استئنافية من شرطية مبتدأ‬ ‫‪-‬‬

‫يتبْع ‪ :‬مضارع مجزوم ألنه فعل الشرط وفاعله مستتر‬ ‫‪-‬‬

‫خطوات الشيطان ‪ :‬مفعول به منصوب بالكسرة ألنه جمع مؤنث سالم ‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫الشيطان ‪ :‬مضاف إليه‬

‫فإنه ‪ :‬الفاء رابطة للجواب وإن واسمها والجملة في محل جزم جواب الشرط‬ ‫‪-‬‬

‫يأمُر ‪ :‬مضارع فاعله مستتر والجملة خبر إن‬ ‫‪-‬‬

‫بالفحشاء ‪ :‬متعلقان بيأمر‬ ‫‪-‬‬

‫واملنكر ‪ :‬معطوفعلى الفحشاء‬ ‫‪-‬‬

‫ولوال ‪ :‬الواو استئنافية لوال حرف شرط غير جازم‬ ‫‪-‬‬

‫فضل ‪ :‬مبتدأ خبره محذوف‬ ‫‪-‬‬

‫هللا ‪ :‬لفظ الجاللة مضاف إليه‬ ‫‪-‬‬

‫علكيم ‪ :‬متعلقان بفضل‬ ‫‪-‬‬

‫‪62‬‬
‫ورحمته ‪ :‬معطوف على فضل والهاء مضاف إليه‬ ‫‪-‬‬

‫مازكى ‪ :‬ما نافية وماض مبني على الفتح املفتح املقدر على األلف للتعذر‬ ‫‪-‬‬

‫منكم ‪ :‬متعلقان بزكى‬ ‫‪-‬‬

‫من ‪ :‬حرف جر زائد‬ ‫‪-‬‬

‫أحٍد ‪ :‬فاعل مجرور لفظا ومرفوع محال‬ ‫‪-‬‬


‫ًأ‬
‫أبد ‪ :‬ظرف زمان متعلق بزكى‬ ‫‪-‬‬

‫ولكن ‪ :‬الواو عاطفة لكن حرف مشبه بالفعل‬ ‫‪-‬‬

‫هللا ‪ :‬لفظ الجاللة اسم لكن والجملة معطوفة‬ ‫‪-‬‬

‫يزكي ‪ :‬مضارع فاعله مستتر والجملة خبر‬ ‫‪-‬‬

‫مْن ‪ :‬اسم موصول مفعول به‬ ‫‪-‬‬

‫يشاء ‪ :‬مضارع فاعله مستتر والجملة صلة‬ ‫‪-‬‬

‫إن هللا سميع عليم ‪ :‬إن ولفظ الجاللة اسمها وسميع وعليم والجملة‬ ‫‪-‬‬
‫‪121‬‬
‫مستأنفة‪.‬‬

‫املبحث الرابع‪ :‬األسرار النحوية من كلمة لوال من اآلية ‪.21‬‬


‫َف‬
‫في اآلية أعاله تستعمل "لوال" كحرف امتناع لوجود ‪ .‬وأما جملة ( ْض ُل ) مبتدأ‬
‫َك‬
‫والخبر محذوف تقديره " موجود" ‪ ،‬فاملعنى أنه أمتنع (ماز ى) حرف "ما" حرف نافي‬
‫َو َل ْو اَل َف ْض ّٰل‬ ‫َف اُل ّل َل ُك‬
‫ُل ال ِه‬ ‫كجواب "لوال" ‪ .‬لوجود ( ْض ل ِه َع ْي م َو َر ْح َم ـُتُه )‪ .‬كما شرح اآلية (‬
‫أحمد عبيد الدعاس – أحمد محمد حميدان – إسماعيل محمود القاسم‪ ،‬إعراب‬ ‫‪121‬‬

‫القرآن لدعاس‪ ،‬الطبعة ‪:‬األولى‪ 1425 ،‬ه ‪ ،‬ج ‪ ، 2‬ص ‪347‬‬

‫‪63‬‬
‫َع َل ْي ُك ْم َو َر ْح َم ُت ٗه َم ا َز ٰك ى ْن ُك ْم ْن َا َح ٍد َا َب ًد ۙا َّو ٰل ِك َّن الّٰل َه ُي َز ِّك ْي َم ْن َّي َش ۤاُۗء َو الّٰل ُه َس ْيٌع‬
‫ِم‬ ‫ِم ِّم‬
‫َع ِل ْيٌم )‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫تقديم قائمة اآليات التي تحتوي فيها الوال العربية في سورة آلـنور‬ ‫ب‪.‬‬

‫املعني لوال‬ ‫اآليات‬ ‫رقم اآلية‬ ‫رقم‬


‫االمتناع‬ ‫َو َل ْو اَل َف ْض ُل الّٰل َع َل ْي ُك ْم َو َر ْح َم ُتٗه َو َا َّن‬ ‫‪10‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ِه‬
‫الّٰل َه َت َّو اٌب َح ِك ْيٌم‬
‫َل ْو ٓاَل ْذ َس ْع ُت ُم ْو ُه َظ َّن ُمْلْؤ ُن ْو َن‬
‫التحضيض‬ ‫ا ِم‬ ‫ِا ِم‬ ‫‪12‬‬ ‫‪.2‬‬
‫َخ ۙا َق ُل َذ‬ ‫َا‬ ‫ُمْل‬
‫َو ا ْؤ ِم ٰنُت ِب ْنُف ِس ِه ْم ْي ًر َّو ا ْو ا ٰه ٓا‬
‫ْف‬
‫ِا ٌك ُّم ِب ْي ن‬
‫التخضيض‬ ‫َل ْو اَل َج ۤا ُء ْو َع َل ْي ِه َا ْر َب َع ِة ُش َه َد ۤا َۚء َف ِا ْذ َل ْم‬ ‫‪13‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ِب‬
‫َي ْأ ُت ْو ا الُّش َه َد ۤا ِء َف ُا وٰۤل ِٕى َك ِع ْنَد الّٰل ِه ُه ُم‬
‫ِب‬
‫ْل ٰك ُبْو َن‬
‫ا ِذ‬
‫ّٰل َل ُك‬ ‫َل اَل َف‬
‫االمتناع‬ ‫َو ْو ْض ُل ال ِه َع ْي ْم َو َر ْح َم ُتٗه ِف ى‬ ‫‪14‬‬ ‫‪.4‬‬
‫الُّد ْن َي ا َو اٰاْلِخ َر َمَلَّس ُك ْم ْي َم ٓا َاَف ْض ُت ْم‬
‫ِف‬ ‫ِة‬
‫ِف ْي ِه َع َذ اٌب َع ِظ ْيٌم‬
‫ُك ُن َل‬ ‫ُق ْل‬ ‫َل ٓاَل ْذ‬
‫التحضيض‬ ‫َو ْو ِا َس ِم ْع ُت ُم ْو ُه ُت ْم َّم ا َي ْو َن ٓا‬ ‫‪16‬‬ ‫‪.5‬‬
‫َا ْن َّنَت َك َّل َم ٰه َذ ۖا ُس ْبٰح َنَك ٰه َذ ا ُب ْه َت اٌن‬
‫ِب‬
‫َع ِظ ْيٌم‬

‫االمتناع‬ ‫َو َل ْو اَل َف ْض ُل الّٰل َع َل ْي ُك ْم َو َر ْح َم ُتٗه َو َا َّن‬ ‫‪20‬‬ ‫‪.6‬‬


‫ِه‬
‫ٌف‬ ‫ّٰل‬
‫ال َه َر ُء ْو َّر ِح ْيٌم ࣖ‬
‫ُخ ُط‬ ‫ٰٓيَا َّل َن ٰا ُن اَل َتَّت‬
‫االمتناع‬ ‫ُّي َه ا ا ِذ ْي َم ْو ا ِب ُعْو ا ٰو ِت‬ ‫‪21‬‬ ‫‪.7‬‬
‫َّش ْي ٰط ِۗن َو َم ْن َّي َّت ْع ُخ ُط ٰو َّش ْي ٰط‬
‫ِت ال ِن‬ ‫ِب‬ ‫ال‬
‫َف َّنٗه َي ْأ ُم ُر ْل َف ْح َش ۤا َو ُمْلْن َك ِۗر َو َل ْو اَل‬
‫ِء ا‬ ‫ِب ا‬ ‫ِا‬

‫‪65‬‬
‫ٰك‬ ‫ّٰل َل ُك‬ ‫َف‬
‫ْض ُل ال ِه َع ْي ْم َو َر ْح َم ُتٗه َم ا َز ى‬
‫ِم ْن ُك ْم ِّم ْن َا َح ٍد َا َب ًد ۙا َّو ٰل ِك َّن الّٰل َه ُي َز ِّك ْي‬

‫َم ْن َّي َش ۤاُۗء َو الّٰل ُه َس ْيٌع َع ِل ْيٌم‬


‫ِم‬

‫‪66‬‬
‫الباب الرابع‬

‫الخاتمة‬

‫أ‪ .‬نتائج البحث‬

‫وبعد أن قامت الباحثة بعرض بحثها ستستخرج أهم النتائج التالية ‪:‬‬

‫ق د وج دت الباحث ة كلم ة ل وال في س ورة الن ور بمعن يين فق ط وهم ا ل وال بمع نى‬ ‫‪.1‬‬

‫التحضيض‪ ،‬االمتناع ‪.‬‬

‫وجدت الباحثة كلمة لوال بمعنى التحضيض في آية( ‪).16 ،13 ،12‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫تض منت ه ذه اآلي ة أم ر للمؤم نين ب أن يحمل وا ظن حس ن ‪ .‬ه ذه أم ر ه ام في‬ ‫‪.3‬‬

‫اإلسالم‪ ،‬تذكير للمسلمين بضرورة التفاؤل وتجنب الظنون السيئة ‪ .‬وفي اآلية‬

‫‪ 13‬تض منت اآلي ة أم ر بإحض ار أربع ة ش هود للشخص ال ذي يتهم بالزن ا‪ .‬ه ذا‬

‫يس لط الضوء على أهمي ة العدالة في اإلسالم ويش ير إلى أن التهم الجسيمة مثل‬

‫الزنا يجب أن تثبت بدالئل قوية لتجنب الظلم تجاه الشخص املتهم‪ .‬ثم في اآلية‬
‫ًخ‬
‫‪ ،16‬يمثل توبي ا من هللا ألولئك الذين ال ينبهون إلى من ينشر األخبار الكاذبة‪.‬‬
‫ًا‬ ‫َل اَل‬
‫اس تخدام كلم ة " ْو " في ه ذا الس ياق يمكن أن يكون ت ذكير بض رورة ت وبيخ‬

‫أولئك الذين ينشرون األخبار الزائفة‪ ،‬كجزء من الحفاظ على الصدق والنزاهة‬

‫في املجتمع املسلم‪ .‬تضمن هذه االيات كلمة لوال بمعنى التحضيض ألن وقع فعل‬

‫املضارع بعد كلمة لوال‬

‫وأما كلمة لوال بمعنى االمتناع في آية( ‪) .21 ،20 ،14 ،10‬‬ ‫‪.4‬‬

‫‪67‬‬
‫َل اَل‬
‫ثم هناك اآليات تظهر معنى االمتناع بسبب اكتشاف الباحث لكلمة " ْو " بعد‬ ‫‪.5‬‬

‫فع ل املاضي‪ ،‬في اآلي ة ‪ 10‬توج د مع نى ل و ال رحمت ه لكان هللا ليج زيهم ع ذاًب ا في‬

‫الدنيا‪ .‬ولكن بفضل رحمة هللا‪ ،‬فإن هذا لم يحدث‪ .‬ثم في اآلية ‪ ،14‬يستخدم هللا‬
‫َل اَل‬
‫كلم ة " ْو " م ع إش ارة إلى أن ه ل وال رحم ة هللا وقب ول توبت ه لألشخاص ال ذين‬

‫تحدثوا عن السيدة عائشة‪ ،‬لكانوا قد تعرضوا للعذاب في الدنيا واآلخرة‪ .‬لذا‪،‬‬


‫َل اَل‬
‫" ْو " في هذه اآلية يشير إلى معنى االمتناع‪ ،‬وهو أن هللا منع تنفيذ عقوبة على‬

‫وجه وجود هذا الرحمة وتوبة من هللا‪.‬‬

‫االقتراحات‬ ‫ب‪.‬‬

‫ّف‬
‫الحمد هلل الذي و ق الباحثة في كتابه هذا البحث وإتمامه‪ ،‬وتدعو هللا أن يكون نافعا‬

‫له ا وللق راء ولكل من أراد أن يس تفيد من ه‪ ،‬فت ود الباحث ة في نهاي ة ه ذا البحث تق ديم‬

‫االقتراحات وهي األمور اآلتية‪:‬‬

‫للب احثين في املس تقبل خاص ة ال ذين سيبحثون عن ه ذا املوض وع يمكنهم‬ ‫‪.1‬‬

‫االستفادة من هذا البحث‪ .‬لذلك ترجوا الباحثة أن تكون بحثها وسيلة وتسهيال‬

‫لآلخرين ملن يريد أن يكشف ويدرس عن كلمة لوال في السورة النور ‪.‬‬

‫ولم تكن الباحث ة ببحثه ا على وج ه أكم ل فالكم ال هلل وح ده ‪ .‬ل ذلك ترج وا‬ ‫‪.2‬‬

‫الباحث ة املدخالت واالقتراح ات واإلف ادة من الق راء ح تى يكون ه ذا البحث على‬

‫أحسن صورة وهللا ولي التوفيق‬

‫‪68‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫إب راهيم بن عم ر بن حس ن الرب اط بن علي بن أبي بك ر البق اعي‪ ،‬نظم ال ‪jj j‬درر في‬
‫تناسب اآليات والسور‪ ،‬دار الكتاب اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪ 1404.‬ه‪.‬‬

‫ابن آُج ُّر وم‪ ،‬محم د بن محم د بن داود الص نهاجي‪ ،‬أب و عب د هللا‪ ،‬متن اآلجرومي‪jj j‬ة‪،‬‬
‫القاهرة‪ :‬دار الصميعي‪1998 ،‬م‪.‬‬

‫ابن حي ان األندلوسي‪ ،‬محم د بن يوس ف بن علي‪ ،‬البح‪jj j j‬ر املحي‪jj j j‬ط‪ ،‬درا الرس الة‬

‫العاملية‪ ،‬د‪.‬م‪ 2015 ،‬م‪.‬‬

‫ابن عاشور‪ ،‬محمد الطاهر‪ ،‬التحرير والتنوير‪ ،‬تونس‪ 1984 ،‬م‪.‬‬

‫ابن عطي ة‪ ،‬املح ‪jj‬رر الوج ‪jj‬يز في تفس ‪jj‬ير الكت ‪jj‬اب العزي ‪jj‬ز‪ ،‬ب يروت‪ :‬دار الكتب العلمي ة‪،‬‬

‫‪ 2001‬م‪.‬‬

‫ابن هش ام األنص اري أب و محم د عب د هللا جم ال ال دين‪ ،‬مغ ‪jj j‬ني الل ‪jj j‬بيب عن كتب‬
‫األعاريب‪ ،‬بيروت‪ :‬املكتبة العصرية‪ 1991 ،‬م‪.‬‬

‫ابن هش ام األنص اري‪ ،‬حاشيتان من حواشي ابن هش ‪jj j j‬ام على ألفَّي ة ابن مال ‪jj j j‬ك‪،‬‬
‫ُّل‬
‫املدينة‪ :‬مكتبة كلَّي ة ال غة العربَّي ة ‪ -‬الجامعة اإلسالمَّي ة باملدينة املنَّو رة‪ ١٤٤٠ ،‬هـ‪.‬‬

‫ابن هش ام‪ ،‬عب د املل ك بن هش ام بن أي وب الحم يري‪ ،‬الس ‪jj j‬يرة النبوي ‪jj j‬ة‪ ،‬مطبع ة‬

‫مصطفى البابي الحلبي وأوالده‪-‬مصر‪ ،‬ط‪1375 ،2 :‬ه‪.‬‬

‫أب و إسحاق الّز ّج اج ‪ :‬د‪ .‬عب د الجلي ل عب ده ش لبي‪ ،‬مع ‪jj‬اني الق ‪jj‬رآن وإعرب ‪jj‬ه‪ ،‬ب يروت‪:‬‬

‫عالم الكتاب‪ ،‬ط‪1408 ،1:‬ه ‪،‬‬

‫‪69‬‬
‫أبو البركات عبدهللا بن أحمد بن محمود حافظ الدين النسفي‪ ،‬تفس‪j‬ير النس‪j‬في‪ ،‬دار‬

‫الكلم الطيب ‪،‬د‪.‬م‪ 1419 ،‬ه‪.‬‬

‫أب و البق اء عب د هللا بن الحس ين بن عب د هللا العك بري البغ دادي محب ال دين (ت‬

‫‪٦١٦‬هـ)‪ ،‬اللباب في علل البناء واإلعراب‪ ،‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪1995 ،‬م‪.‬‬

‫أب و الحس ن أحم د بن ف ارس ‪ ،‬تح ‪ :‬الس يد أحم د ص قر‪ ،‬املص ‪jj‬احبي في فق ‪jj‬ه اللغ ‪jj‬ة ‪،‬‬

‫مطبعة عيس البابي الحلبي وشركاه ‪ -‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.254‬‬

‫أبو الحسن سعيد بن مسعدة األخفش األوسط‪ ،‬تح‪ :‬د‪.‬هدى محمود قراعة ‪ ،‬معاني‬
‫القرآن األخفش‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ -‬القاهرة ‪ ،‬ط‪ 1411 ،1:‬ه‪.‬‬

‫أب و الحس ن علي بن إس ماعيل بن س يده املرسي‪ ،‬املحكم واملحي‪jj j j‬ط األعظم‪ ،‬دار‬

‫الكتب العلمية – بيروت‪ ١٤٢١ ،‬ه ‪.‬‬

‫أبو السعود العمادي محمد بن محمد بن مصطفى ‪ ،‬إرشاد العق‪j‬ل الس‪j‬ليم إلى مزاي‪j‬ا‬
‫الكتاب الكريم‪ ،‬دار إحياء التراث العربي – بيروت‪ ،‬د‪.‬س‪.‬‬

‫أبو العباس أحمد بن محمد بن املهدي بن عجيبة الحسني األنجري الفاسي الصوف‪،‬‬

‫البحر املديد‪ ،‬الدكتور حسن عباس زكي – القاهرة‪ ١٤١٩ ،‬هـ‪.‬‬

‫أب و العب اس‪ ،‬ش هاب ال دين‪ ،‬أحم د بن يوس ف بن عب د ال دائم املع روف بالس مين‬

‫الحلبي ‪ ،‬الدر املصون في علوم الكتاب املكنون‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬د‪.‬س‪.‬‬

‫أب و الفتح عثم ان بن ج ني املوص لي (ت ‪٣٩٢‬هـ)‪ ،‬الخص ‪jj‬ائص‪ ،‬مص ر‪ :‬الهيئ ة املص رية‬

‫العامة للكتاب‪،‬‬

‫أب و القاس م محم ود بن عم رو بن أحم د ‪ ،‬الكش ‪jj‬اف عن حق ‪jj‬ائق غ ‪jj‬وامض التنزي ‪jj‬ل‬
‫وعيون األقاويل في وجوه التأويل‪ ،‬بيروت ‪ :‬دار الكتاب العربي‪1407‬م‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫أب و القاس م محم ود بن عم رو بن أحم د‪ ،‬الزمخش ري ج ار هللا‪ ،‬املفص ‪jj‬ل في ص ‪jj‬نعة‬
‫اإلعراب‪ ،‬بيروت‪ :‬مكتبة الهالل‪١٩٩٣ ،‬م‪.‬‬

‫أبو املظفر السمعانى‪ ،‬تفس‪jj‬ير الس‪jj‬معانى‪ ،‬السعودية‪ :‬دار الوطن‪ ،‬الرياض ‪1318 ،‬‬

‫ه‪.‬‬

‫أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبي الشهير بابن رشد‬

‫الحفيد‪ ،‬بداي‪jj‬ة املجته‪jj‬د ونهاي‪jj‬ة املقتص‪jj‬د‪ ،‬دار الحديث – القاهرة‪ ،‬ط ‪ :‬بدون طبعة‪،‬‬

‫‪1425‬ه‪.‬‬

‫أب و بك ر أحم د بن الحس ين ال بيهقي‪ ،‬ش‪jj j‬عب اإليم ‪jj‬ان‪ ،‬ب يروت‪ :‬دار الكتب العلمي ة‪،‬‬

‫‪2000‬م‪.‬‬

‫أب و بك ر محم د بن الس ري بن س هل النح وي املع روف ب ابن الس راج‪ ،‬األص ‪jj‬ول في‬
‫النحو‪ ،‬لبنان‘‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬د‪.‬س‪.‬‬

‫أبو جعف ر النحاس أحمد بن محمد ‪ ،‬مع‪jj‬اني الق‪jj‬رآن اللنح‪jj‬اس‪ ،‬جامعة أم الق رى ‪-‬‬

‫مكة املكرمة‪ ،‬ط‪1409 ،1 :‬ه‪.‬‬

‫أبو جعفر النحاس أحمد بن محمد‪ ،‬معاني القرآن الكريم ‪ ،‬جامعة أم القرى ‪ -‬مكة‬

‫املكرمة‪ ،‬ط‪1409 ،1:‬ه‪.‬‬

‫أب و جعف ر‪ ،‬محم د بن جري ر الط بري‪ ،‬تح‪ :‬دار التربي ة وال تراث ‪ -‬مك ة املكرم ة‪ ،‬م ‪jj‬ع‬
‫البيان عن تأويل آي القرآن‪ ،‬دار هجر‪،‬د‪.‬م‪ ،‬ط‪1422 ، 1:‬ه‪.‬‬

‫أب و حي ان ‪،‬ارتش ‪jj‬اف الضرب من لس ‪jj‬ان الع ‪jj‬رب‪ ،‬الق اهرة‪ :‬مكتب ة الخ انجي ‪ ،‬ط‪،1:‬‬

‫‪1418‬ه‬

‫‪71‬‬
‫أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء‪ ،‬تح ‪ :‬أحمد يوسف النجاتي وآخرين ‪ ،‬معاني الق‪j‬رآن‬
‫للفراء‪ ،‬الدار املصرية للتأليف والترجمعة – مصر ‪ ،‬ط‪2006 ، 1:‬م‪.‬‬

‫أب و نص ر إس ماعيل بن حم اد الج وهري الف ارابي‪ ،‬الصحاح ت ‪jj j‬اج اللغ ‪jj j‬ة وصحاح‬
‫العربية‪ ،‬دار العلم للماليين – بيروت‪ ١٤٠٧ ،‬ه‍ـ‬

‫أب و نعيم أحم د بن عب د هللا بن أحم د بن إسحاق بن موسى بن مه ران األص بهاني ‪،‬‬

‫معرفة الصحابة‪ ،‬دار الوطن للنشر‪ ،‬الرياض‪ ،‬د‪.‬م ‪ ،‬ط‪ ١٤١٩ ،1 :‬هـ‪.‬‬

‫أحم د بن محم د الخ راط ‪،‬املجت ‪jj‬بى من مش ‪jj‬كل إع ‪jj‬راب الق ‪jj‬رآن‪ ،‬مجم ع املل ك فه د‬

‫لطباعة املصحف الشريف د‪.‬م ‪ 1426 ،‬ه‪.،‬‬

‫أحم د بن محم د الخ راط‪ ،‬عناي ‪jj‬ة املس ‪jj‬لمين باللغ ‪jj‬ة العربي ‪jj‬ة خدم ‪jj‬ة للق ‪jj‬رآن الك ‪jj‬ريم‪،‬‬

‫مجمع امللك فهد لطباعة املصحف الشريف‪ ،‬د‪.‬م ‪1431 ،‬ه‪.‬‬

‫أحم د مخت ار عب د الحمي د عم ر (ت ‪ ١٤٢٤‬هـ) بمس اعدة فري ق عم ل‪ ،‬معجم اللغ ‪jj‬ة‬
‫العربية املعاصرة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬د‪.‬م‪ ،‬ط‪ ١٤٢٩ ،1:‬هـ ‪.‬‬

‫أحمد عبيد الدعاس – أحمد محمد حميدان – إسماعيل محمود القاسم‪ ،‬إع‪jj‬راب‬

‫القرآن للدعاس‪ ،‬دار املنير ودار الفارابي ‪ -‬دمشق الطبعة ‪ 1425 ,1 :‬ه ‪.‬‬

‫أحمد عبيد اللدعاس‪ ،‬إع‪jj‬راب الق‪jj‬رآن الك‪jj‬ريم ‪،‬دار ابن كثير‪ -‬دار اإلشاد ‪ ،‬د‪.‬م‪ ،‬ط‪:‬‬

‫‪ 1425 ، 1‬ه ‪.‬‬

‫األلوسي محم ود‪ ،‬روح املع ‪jj‬اني في تفس ‪jj‬ير الق ‪jj‬رآن العظيم والس ‪jj‬بع املث ‪jj‬اني‪، ،‬ب يروت‪:‬‬

‫إحياء التراث العربي‪ ،‬د‪.‬س‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫بهجت عبد الواحد صالح‪ ،‬اإلع‪jj‬راب املفص‪jj‬ل الكت‪jj‬اب هللا املرت‪jj‬ل‪( ،‬عمان‪:‬دار الفكر‬

‫للنشر والتوزيع‪ ،‬د‪.‬م ‪1413،‬ه‪.‬‬

‫الجزائ ري أب و بك ر ج ابر‪ ،‬أيس ‪jj‬ر التفاس ‪jj‬ير لكالم العلي الكب ‪jj‬ير‪ ،‬ج‪ ،1 .‬ج دة‪ :‬راس اه‬

‫للدعاية واإلمالء‪ 1990 ،‬م‬

‫جالل ال دين الس يوطي ‪ ،‬بغي‪jj j j‬ة الوع‪jj j j‬اة في طبق‪jj j j‬ات اللغ‪jj j j‬ويين والنح‪jj j j‬اة‪ ،‬املكتب ة‬

‫العصرية ‪-‬لبنان ‪1384،‬ه ‪.‬‬

‫الجالل الس يوطي؛ عب د ال رحمن بن أبي بك ر بن محم د بن س ابق ال دين الخض يري‬

‫الس يوطي‪ ،‬جالل ال دين‪ ،‬ل ‪jj j‬در املنث ‪jj j‬ور في التفس ‪jj j‬ير املأثور‪،‬دار الفك ر – ب يروت ‪،‬‬

‫‪1414‬ه‪.‬‬

‫خال د بن حام د الح ازمي‪ ،‬اآلث ‪jj‬ار التربوي ‪jj‬ة لدراس ‪jj‬ة اللغ ‪jj‬ة العربي ‪jj‬ة‪ ،‬املدين ة املن ورة‪:‬‬

‫الجامعة اإلسالمية باملدينة املنورة‪١٤٢٤ ،‬هـ‪.‬‬

‫الخطيب عبد اكريم‪ ،‬التفس‪j‬ير الق‪j‬رآني للق‪j‬رآن‪ ،‬دار الفكر لعربي – القاهرة‪ ،‬ط‪،1:‬‬

‫‪1970‬ه ‪.‬‬

‫الخلي ل بن أحم د‪ ،‬الخلي ل بن أحم د عم رو بن تقيم الفراهي دي اليحم دي‪،‬أب و عب د‬

‫الرحمن‪،‬كتاب العين‪ ،‬دار ومكتبة الهالل‪،‬د‪.‬س‪.‬‬

‫دريود وآراؤه النحوية ‪ ،‬د‪ .‬شريف عبد الكريم النجار‪ ،‬مجل‪jj‬ة الجامع‪jj‬ة االس‪jj‬المية‬
‫(سلسة الدراسات االنسانية) املجلد ‪ ،16‬العدد‪ ، 2 :‬ص ‪ ،226-159‬يونية ‪ 2008‬م‪.‬‬

‫الدكتور محمد السيد حسين الذهبي (ت ‪١٣٩٨‬هـ)‪ ،‬التفس‪jj‬ير واملفس‪jj‬رون‪ ،‬القاهرة‪:‬‬

‫مكتبة وهبة‪١٤٣١ ،‬ه‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫الرازي‪ ،‬فخر الدين‪ ،‬مفاتيح الغيب‪ ،‬درا الفكر‪ 1401 ،‬ه ‪.‬‬

‫الراغب األصفهاني ‪ ،‬املف‪jj‬ردات في غ‪jj‬ريب الق‪jj‬رآن ‪ ،‬مكتبة نزار مصطفى الباز د‪.‬م ‪،‬‬

‫ط‪ ١٤١٢ ، 1:‬هـ‬

‫الزج اج أب و إسحاق إب راهيم بن الس ري‪ ،‬مع‪jj j‬اني الق‪jj j‬رآن وإعراب‪jj j‬ه‪ ،‬ب يروت‪ :‬ع الم‬

‫الكتب‪ ،‬ط‪1988 ،1 .‬م‪.‬‬

‫الزركشي‪ ،‬أب و عب د هللا ب در ال دين محم د بن عب د هللا بن به ادر‪ ،‬البره ‪jj‬ان في عل ‪jj‬وم‬
‫القرآن‪ ،‬دار إحياء الكتاب العربية ‪،‬د‪.‬م‪ ،‬ط‪1376 ،1 :‬ه‪.‬‬

‫الزمخش ري‪ ،‬محم ود بن عم ر‪ ،‬تفس‪jj j j‬ير الكش‪jj j j‬اف عن حق‪jj j j‬ائق التنزي‪jj j j‬ل وعي‪jj j j‬ون‬
‫األقاويل في وجوه التأويل‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬د‪.‬م ‪ 1430‬ه ‪.‬‬

‫س يد قطب إب راهيم حس ين الش اربي‪ ،‬في ظالل الق ‪jj j‬رآن‪ ،‬ب يروت ‪ :‬دار الش روق‪،‬‬

‫‪1312‬ه‪.‬‬

‫ضياء الدين أبو السعادات هبة هللا بن علي بن حمزة‪ ،‬املعروف بابن الشجري‪ ،‬أمالي‬
‫ابن الشجري‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪ ١٤١٣ ، 1:‬هـ ‪.‬‬

‫ط اهر بن أحم د بن بابش اذ‪ ،‬ش‪jj j‬رح املقدم‪jj j‬ة املحس‪jj j‬بة‪ ،‬كويت‪ :‬املطبع ة العص رية‪،‬‬

‫‪1977‬م‪.‬‬

‫الط بري أب و جعف ر محم د بن جري ر‪ ،‬ج‪jj j j j j j‬امع البي‪jj j j j j j‬ان عن تأوي‪jj j j j j j‬ل آي‬
‫القرآن‪،‬القاهرة‪:‬هجر ‪ ،‬ط‪ 2001 ،1 .‬م‪.‬‬

‫ظاهر شوكت البياتي‪ ،‬أدوات اإلعراب‪ ،‬مجد املؤسسة الجامعية للدراسات والنشر‬

‫والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ١٤٢٥ ،‬ه‪.‬‬

‫عباس حسن‪ ،‬النحو الوافي‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار املعارف‪١٤٣١ ،‬ه‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫عبد الحميد محمود طهماز‪ ،‬التفس‪jj‬ير املوض‪jj‬وعي لس‪jj‬ور الق‪jj‬رآن العظيم‪ ،‬دار القلم‬

‫دمشق‪،‬ط‪1435 ،2:‬ه ‪.‬‬

‫عبد الرحمن بن أبي بكر‪ ،‬جالل الدين السيوطي‪ ،‬اإلتق‪jj‬ان في عل‪jj‬وم الق‪jj‬رآن‪ ،‬الهيئة‬

‫املصرية العامة للكتاب ‪،‬د‪.‬م‪١٣٩٤ ،‬هـ‪.‬‬

‫عب د ال رحمن بن أبي بك ر‪ ،‬جالل ال دين الس يوطي‪ ،‬هم‪jj j‬ع الهوام‪jj j‬ع في ش‪jj j‬رح جم‪jj j‬ع‬
‫الجوامع‪ ،‬املكتبة التوفيقية – مصر‪ ،‬ط‪1419 ،1:‬ه‪.‬‬

‫عبد الرحمن بن إسحاق البغدادي النهاوندي الزجاجي‪ ،‬أبو القاسم‪ ,‬الالمات‪ ,‬دمشق‪:‬‬

‫دار الفكر‪1405 ,‬هـ‬

‫عب د الغف ور خلي ل‪،‬إع ‪jj‬راب الق ‪jj‬رآن امليس ‪jj‬ر‪ ،‬مص ر ‪ :‬دار الّص حابة لل تراث‪ ،‬طنط ا ‪،‬‬

‫مصر‪1430 ،‬ه‬

‫عزي زة ف وال ب ابت‪ ،‬املعجم املفص ‪jj j‬ل في النح ‪jj j‬و الع ‪jj j‬ربي‪ ،‬دار الكتب العلمي ة‪ 1413،‬ه‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫عالء ال دين األربيلي‪،‬ج ‪jj j‬واهر األدب في معرف ‪jj j‬ة كالم الع ‪jj j‬رب‪،‬مطبع ة وادي الني ل‪،‬‬

‫مصر‪1294 ،‬ه ‪.‬‬

‫علي بن محم د النح وي اله روي‪ ،‬األزهي ‪jj j‬ة في علم الح ‪jj j‬روف‪ ،‬جم ع اللغ ة العربي ة‬

‫بدمشق‪ ،‬ط‪1413 ،2:‬ه‪.‬‬

‫عمل‪ ،‬معجم الغة العربية املعاصرة‪،‬القاهرة ‪ :‬عالم الكتب‪ 1429 ،‬ه‪.‬‬

‫الغرن اطي‪ ،‬أحم د بن إب راهيم بن الزب ير الثقفي الغرن اطي‪ ،‬أب و جعف ر ‪ ،‬البره ‪jj‬ان فى‬
‫تناسب سور القرآن‪ ،‬وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ـ املغرب‪ ،‬ط‪ ١٤١٠ ،1:‬هـ‬

‫‪75‬‬
‫فاضل صالح السامرائي‪ ،‬معاني النحو‪ ،‬األردن‪ :‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‬

‫‪،‬د‪.‬م ‪2000 ،‬م‪.‬‬

‫القرط بي محم د بن أحم د بن أبي بك ر‪ ،‬الج ‪jj‬امع ألحكام الق ‪jj‬رآن واملبين بم ‪jj‬ا تضمنه‬
‫من السنة وآي الفرقان‪ ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ 2006 ،‬م‪.‬‬

‫املبرد محمد بن يزيد‪ ،‬املقتضب‪،‬القاهرة‪ 1994 ،‬م‪.‬‬

‫مج د ال دين أب و الس عادات املب ارك بن محم د بن محم د بن محم د ابن عب د الك ريم‬

‫الشيباني الج زري ابن األث ير (ت ‪ ٦٠٦‬هـ)‪ ،‬الب ‪jj j‬ديع في علم العربي ‪jj j‬ة‪ ،‬مك ة املكرم ة‪:‬‬

‫جامعة أم القرى‪ ١٤٢٠ ،‬هـ‬

‫مج د ال دين أب و ط اهر محم د بن يعق وب الفيروزآب ادى ‪ ،‬بص‪jj j‬ائر ذوي التمي‪jj j‬يز في‬
‫لط‪jj j‬ائف الكت‪jj j‬اب العزي‪jj j‬ز‪ ،‬املجلس األعلى للش ئون اإلس المية ‪ -‬لجن ة إحي اء ال تراث‬

‫اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1416 ،3:‬ه‪.‬‬

‫مج ير الدين بن محم د العليمي املقدسي الحنبلي‪ ،‬فتح ال‪jj‬رحمن في التفس‪jj‬ير الق‪jj‬رآن‪،‬‬
‫ُؤ‬ ‫ّي َد َر ُة ُش‬ ‫ُش‬
‫وِن‬ ‫دار الن وادر (إص َد ارات وَز ارة األوق اف وال ُؤ ون اِإل س الِم ة ‪ -‬إ ا ال‬
‫اَل‬
‫اِإل س ِم ّي ِة ‪،1430‬د‪.‬م‪ ،‬ه‪.‬‬

‫محم د األمين بن عبدهللا األرمي العل وي اله رري الش افعي‪ ،‬تفس‪jj j‬ير ح‪jj j‬دائق ال‪jj j‬روح‬
‫والريحان في روابي علوم القرآن ‪ ،‬دار ظوق النجاة د‪.‬م ‪1421 ،‬ه ‪.‬‬

‫محم د املنتص ر باهلل بن محم د الزم زمي الكت اني اإلدريسي الحس ني‪ ،‬تفس ‪jj‬ير الق ‪jj‬رآن‬
‫الكريم‪ ،‬دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة اإلسالمية‪ ،‬د‪.‬م‪ 1419 ،‬ه‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫محم د بن أحم د بن أبي بك ر بن ف رح األنص اري القرط بي‪ ،‬تح‪ :‬محم د حس ن جب ل‪،‬‬

‫وط ارق أحم د محم د‪ ،‬األس ‪jj‬نى في ش ‪jj‬رح أس ‪jj‬ماء هللا الحس ‪jj‬نى ‪،‬دارالصحابة لل تراث‪،‬‬

‫طنطا‪-‬مصر ‪ ،‬ط‪1416 ،1:‬ه‪.‬‬

‫محمد بن أحمد بن األزهري الهروي‪ ،‬أب‪jj‬و منص‪jj‬ور‪ ،‬ته‪jj‬ذيب اللغ‪jj‬ة‪ ،‬دار إحياء التراث‬

‫العربي – بيروت‪٢٠٠١ ،‬م‪.‬‬

‫محم د بن علّي الخطيب املوزعي "ابن ن ور ال دين"‪، ،‬مص‪jj j j‬ابيح املغ‪jj j j‬اني في ح‪jj j j‬روف‬
‫املعاني‪ ،‬دار املنار‪،‬د‪.‬م‪ ،‬ط‪1414 ،1 :‬ه‪.‬‬

‫محم د بن علّي الخطيب املوزعي "ابن ن ور ال دين"‪ ،‬تح‪ :‬ع ائض بن ن افع‬

‫العمرّي ‪،‬مصابيح املغاني في حروف املعاني‪ ،‬دار املنار‪ ،‬ط‪1414 ،1 :‬ه‪.‬‬

‫محم د بن علي بن محم د بن عب د هللا الش وكاني اليم ني‪ ،‬فتح الق ‪jj‬دير‪ ،‬دار ابن كث ير‪،‬‬

‫دار الكلم الطيب ‪ -‬دمشق‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ١٤١٤ ،1:‬هـ‪.‬‬

‫محمد سيد طنطاوي‪ ،‬التفس‪jj‬ير الوس‪jj‬يط للق‪jj‬رآن الك‪jj‬ريم‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار نهضة مصر‬

‫للطباعة والنشر والتوزيع‪1998 ،‬م‪.‬‬

‫محم د من ير مرسي‪ ،‬التربي ‪jj‬ة اإلس ‪jj‬المية أص ‪jj‬ولها وتطوره ‪jj‬ا في البالد العربي ‪jj‬ة‪ ،‬د‪.‬ن‪،‬‬

‫د‪.‬م‪ ،‬طبعة مزيدة ومنقحة‪١٤٢٥ ،‬هـ‪.‬‬

‫محمود صافي‪ ،‬الج‪jj‬دول في إع‪jj‬راب الق‪jj‬رآن وص‪jj‬رفه وبيان‪jj‬ه م‪jj‬ع فوائ‪jj‬د نحوي‪jj‬ة هام‪jj‬ة‪،‬‬

‫دار الرشيد‪-‬مؤسسة اإليمان د‪.‬م ‪1416،‬ه‪.‬‬

‫مح يي ال دين بن أحم د مص طفى درويش‪ ،‬إع ‪jj j‬راب الق ‪jj j‬رآن وبيان ‪jj j‬ه‪ ،‬دار اإلرش اد‬

‫للشئون الجامعية ‪ -‬حمص ‪ -‬سورية‪( ،‬دار اليمامة ‪ -‬دمشق ‪ -‬بيروت)‪( ،‬دار ابن كثير‬

‫‪ -‬دمشق ‪ -‬بيروت) ط‪ ١٤١٥ ،4:‬ه‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫مختار عمر أحمد ‪ ،‬معجم اللغة العربية املعاصرة‪ ،‬القاهرة‪ :‬عالم الكتب‪ 2008 ،‬م‪.‬‬

‫املراغي أحمد مصطفى‪ ،‬تفسير املراغي‪ ،‬مصر‪ :‬شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي‬

‫الحلبي وأوالده‪ 1946 ،‬م‪.‬‬

‫مرعي بن يوسف بن أبى بكر بن أحمد الكرمى املقدسي الحنبلى ‪ ،‬قالئ‪jj‬د املرج‪jj‬ان في‬
‫بيان الناسخ واملنسوخ في القرآن‪ ،‬دار القرآن الكريم – الكويت‪ ،‬ص ‪.299‬‬

‫ناص ر ال دين البض اوي‪ ،‬أن ‪jj‬وار وأس ‪jj‬رار التأوي ‪jj‬ل‪ ،‬ب يروت‪ :‬دار إحي اء ال تراث الع ربي‪،‬‬

‫‪1418‬ه‪.‬‬

‫نظ ام ال دين الحس ن بن محم د بن حس ين القمي النيس ابوري‪ ،‬غ ‪jj j‬رائب الق ‪jj j‬رآن‬
‫ورغائب الفرقان‪ ،‬دار الكتب العلميه – بيروت‪ ،‬ط‪ ١٤١٦ ،1:‬هـ ‪.‬‬

‫ن ويهض ع ادل ‪ ،‬معجم املفس ‪jj‬رين‪ ،‬ب يروت‪ :‬مؤسس ة ن ويهض الثقافي ة للت أليف‬

‫والترجمة والنشر‪،‬ط‪ ١٤٠٩ ،3 :‬هـ ‪.‬‬

‫الواقدي‪ ،‬محمد بن عمر بن واقد السهمي ‪ (" ،‬املغ‪jj‬ازي )‪ ،‬حققه‪ :‬مارسد جونس‪،‬‬

‫دار األعلمي‪ -‬بيروت‪ ،‬ط‪1409 ،3:‬ه‪..‬‬

‫وهبة الزحيلي‪ ،‬التفسير املنير‪ ،‬ج‪ ،2 .‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪ 2009 ،‬م‪.‬‬

‫يح يى بن ن ور ال دين أبي الخ ير بن موسى العم ريطي‪ ،‬ال ‪jj‬درة البهي ‪jj‬ة نظم اآلجرومي ‪jj‬ة‪،‬‬

‫املصر‪ :‬مكتبة أوالد الشيخ للتراث‪2010 ،‬م‪.‬‬

‫يعيش بن علي يعيش موفق الدين‪ ،‬شرح املفص‪j‬ل‪،‬إدارة الطباعة املنيرية د‪.‬م ‪2008،‬‬

‫م‪.‬‬

‫‪78‬‬

You might also like