You are on page 1of 25

‫ملخص بحوث مادة " مناهج وتقنيات البحث في علوم اإلعالم واالتصال "‪ -‬سنة‪ -2‬سداس ي ‪-، 4‬فوج

‪ – 10:‬جامعة‬
‫الجزائر‪ -3‬كلية علوم اإلعالم واالتصال‪ -‬قسم علوم اإلعالم‬

‫ستجدون في هذا امللف تلخيصا ألهم البحوث املتبقية من السداس ي السادس‪ ،‬واملتعلقة بمقياس‬
‫" مناهج وتقنيات البحث في علوم اإلعالم واالتصال " ‪ .‬علما بأن الطلبة مطالبون كذلك بإنجاز "مشاريع‬
‫بحث" فردية ‪ ،‬لتقييم مكتسباتهم املعرفية املتعلقة بالوحدة‪( .‬أستاذة املادة ‪ :‬د‪ .‬ص ـونية عـ ـبديش)‪.‬‬

‫‪ ‬أنواع الدراسات في علوم اإلعالم واالتصال‬


‫‪ -1‬الدراسات الكمية والدراسات الكيفية ‪:‬‬
‫أ‪ .‬البحوث الكيفية‪: Qualitative Research‬‬
‫إنها تلك البحوث التي تقوم على مادة علمية غير كمية يتم جمعها باألدوات املناسبة ‪ ،‬وتنظيم هذه‬
‫املادة وصياغتها‪ ،‬مع ربطها باألفكار والنظريات ‪ ،‬وتفسيرها في السياق الزمني واملجتمعي‪ ،‬دون أن يكون‬
‫للتحليل الكمي دور جوهري ‪ ،‬ويتضح من ذلك أن البحوث الكيفية ال تقوم على معالجات إحصائية‬
‫للتحقق من فروض أو لإلجابة على تساؤالت معينة ‪ ،‬كما أنها ترتكز على البيانات التي يتم جمعها جمعها‬
‫باألدوات املناسبة ‪ ،‬مثل املالحظة‪ ،‬املناقشة ‪ ،‬نماذج رصد وتدوين األفكار والنظريات املتعلقة باملوضوع ‪،‬‬
‫البحوث الكيفية ‪ ،‬يمكن أن تقوم على على تحليل محتوى الرسالة تحليال كيفيا بأشكال متعددة ‪ ،‬كما قد‬
‫تتضمن تحليل استجابات املبحوثين والتعبير عن مضمون هذه االستجابات ودالالتها في مقوالت وأفكار‬
‫ورؤى ‪ ،‬دون أن ترتكز على التحليل اإلحصائي أو الكمي بشكل جوهري (فهي ال تقوم مثال على فروض‬
‫يتطلب التحقق منها الحصول على بيانات كمية واستخدام أساليب إحصائية معينة)‪ ،‬ومن املعروف أن‬
‫الدراسات الكيفية ضرورية وهامة‪ ،‬بل إن ندرة تلك الدراسات يعني ضعف وتشويه النظريات واألطر‬
‫املعرفة‬ ‫لتطور‬ ‫أساسيا‬ ‫محورا‬ ‫تشكل‬ ‫التي‬ ‫الفكرية‬

‫ب‪ .‬البحوث الكمية‪: Quantitative Research‬‬


‫تعتبر البحوث الكمية من أكثر البحوث شيوعا واستخداما من قبل الباحثين عامة والباحثين العرب‬
‫خاصة‪ ،‬وتعرف بأنها تلك البحوث التي تستخدم األرقام في تحليل بياناتها وتخضع لشروط الصدق والثبات‬
‫وتعالج بياناتها إحصائيا ‪ ،‬ويمكن تعميم نتائجها على املجتمع األصلي ‪ ،‬وهي تعتمد على البحوث املسحية التي‬
‫تعنى بجمع البيانات من خالل استعمال أدوات قياس كمية ‪ ،‬فالهدف من البحوث الكمية هو التأكد من‬
‫صدق الظاهرة ودراسة املجتمع األصلي للعينات ودراسة السلوك ومالحظة الظواهر التي يمكن مالحظتها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ملخص بحوث مادة " مناهج وتقنيات البحث في علوم اإلعالم واالتصال "‪ -‬سنة‪ -2‬سداس ي ‪-، 4‬فوج ‪ – 10:‬جامعة‬
‫الجزائر‪ -3‬كلية علوم اإلعالم واالتصال‪ -‬قسم علوم اإلعالم‬

‫فهذه البحوث تعتمد بصفة أساسية على البيانات املعبر عنها باألرقام أيا كانت مصادرها وأساليب جمعها ‪،‬‬
‫وتتم معالجة تلك البيانات وبلورة النتائج من خالل معطيات إحصائية ذات مغزى ‪ ،‬أي أن التحليل اإلحصائي‬
‫هنا يلعب دورا أساسيا في التحقق من الفروض أو اإلجابة على التساؤالت باعتبارها جوهر الدراسة‪ ،‬وفي‬
‫مجال االتصال قد تكون البحوث الكمية بحوثا تحليلية أو بحوثا ميدانية ‪ ،‬وكثيرا ما تتضمن الدراسة‬
‫الواحدة الجانبين التحليلي وامليداني ‪ ،‬فالبحوث التحليلية الكمية هي تلك البحوث التي تتضمن تحليل‬
‫الرسالة اإلعالمية تحليال كميا أيا كان شطل وموضوع تلك الرسالة‪ ،‬أما البحوث امليدانية فهي البحوث التي‬
‫تتضمن دراسة الجمهور أو القائم باالتصال أو أي أفراد آخرين باعتبار ذلك جانبا أساسيا في البحث‬
‫‪ -2‬الدراسات االستكشافية والوصفية والسببية والتاريخية والسيميولوجية‪:‬‬
‫اإلستكشافية ‪ _ :‬اإلستطـ ـ ّ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ـالعية _‪:‬‬ ‫أ‪-‬البحوث‬
‫إن األبحاث االستكشافية ‪ ،‬التي تعرف أيضا باألبحاث االستطالعية‪ ،‬هي تلك األبحاث األولية ‪ ،‬التي يلجأ‬
‫إليها الباحث عادة ‪ ،‬لتذليل الصعوبات ‪ ،‬التي يواجهها على مستوى استكشاف الظواهر محل الدراسة‪ ،‬أو‬
‫التعرف عليها بصورة جيدة ‪ ،‬بعد اكتشافها‪،‬ـ سواء على مستوى التأكد من بعض بنودها أو التوسع في دراسة‬
‫إحدى نقاطها الغامضة‪ ،‬التي هي في حاجة إلى مزيد من تسليط الضوء عليها‪ ،‬كما يستخدم هذا النوع من‬
‫األبحاث في تحديد إشكالية البحث بصورة دقيقة ‪ ،‬قبل معالجتها أو اختيار الفرضيات الخاصة باختبار طرح‬
‫معين ‪ .‬وهي بذلك الخطوة األولى –كما سلف الذكر‪ -‬في عملية البحث ‪ ،‬الستكشاف الظواهر غير املعروفة‬
‫كليا أو جزئيا ‪ ،‬دون الذهاب إلى أبعد من ذلك في ‪ .‬وهي تكون في شكل إجابة على سؤال واحد‪ ،‬يتناول نقطة‬
‫بعينها ال غير ‪ .‬وبالتاالي فإن بناءها الفني يتم بصورة مرنة‪ ،‬ال يتطلب الكثير من اإلجراءات البحثية أو‬
‫التصميم الهيكلي املعقد‪ .‬كما أن األبحاث االستكشافية ال تتطلب استخدام التساؤالت أو الفرضيات ‪ ،‬لكونها‬
‫كما سبق الذكر تعالج نقطة واحدة في شكل إجابة ال يخش ى الدارس في معالجته الخروج عن مسار ما هو‬
‫بصدد السعي إليه‪.‬‬
‫أ‪ -‬الدراسات الوصفية‪:‬‬
‫إن األبحاث الوصفية هي الخطوة البحثية التي تلي مباشرة إجراء األبحاث االستكشافية ‪ .‬وهي خطوة البد‬
‫منها ‪ ،‬ألنه ال يمكن في أي حال من األحوال االنتقال مباشرة من استكشاف الظاهرة إلى دراسة عالقات الـاثير‬
‫والتأثر بين متغيراتها ‪ ،‬كون املعطيات التي توفرها األبحاث االستكشافية غير كافية ‪ ،‬من حيث دقتها وحجمها‬
‫بالشكل الذي يمكن من التعرف بدقة على فئات الظواهر محل الدراسة ‪ ،‬أو أصناف عناصرها املكونة لها ‪،‬‬
‫أو طبيعة العالقات ‪ ،‬التي تربطها ببعضها البعض ‪ .‬هذه املعلومات التي هي ضرورية ألي دراسة تفسيرية‬

‫‪2‬‬
‫ملخص بحوث مادة " مناهج وتقنيات البحث في علوم اإلعالم واالتصال "‪ -‬سنة‪ -2‬سداس ي ‪-، 4‬فوج ‪ – 10:‬جامعة‬
‫الجزائر‪ -3‬كلية علوم اإلعالم واالتصال‪ -‬قسم علوم اإلعالم‬

‫للعالقات السائدة بين املتغيرات املبحوثة‪ . .‬من خالل جمع البيانات عن الظاهرة ووصف الظروف واملمارسات‬
‫املختلفة وتحليل هذه البيانات واستخالص االستنتاجات ومقارنة املعطيات بما يسمح من إمكانية تعميمها في‬
‫إطار معين‪ .‬إن الهدف العلمي لألبحاث الوصفية ‪-‬كما تجلى منذ قليل‪ -‬هو تصويري للواقع املدروس ‪ .‬ومن‬
‫ذلك فهي ال تستخدم الفرضيات في تحقيق نتائجها النهائية ‪ ،‬لكونها ليست أبحاثا تفسيرية للعالقات السائدة‬
‫بين املتغيرات ‪ ،‬بل تستخدم التساؤالت ‪ ،‬حتى يتمكن الباحث من الحفاظ على التطوير السليم ملسارات‬
‫البحث ‪ ،‬وفق ما يستجيب ألهدافه النهائية‪ ،‬من خالل االرتباط دائما بما يتطلبه التساؤل من إجابة ‪ ،‬على‬
‫مستوى كل محور من محاور الدراسة‪.‬‬
‫ُ‬
‫ب‪ -‬بحوث العالقات املتبـ ـ ــادلة ‪ _ :‬العالقات السببية بين املتغيرات _‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫شار إليها ‪ ،‬بل‬
‫اسات الوصفية ال تتوقف عند الحدود البحثية امل ِ‬ ‫هناك من الباحثين من يرى أن الدر ِ‬
‫ُ‬
‫تتعداها إلى ما هو أعمق من ذلك و املتمثل في دراسة العالقات املتبادلة أو ما ُيعرف أيضا في البحث العلمي‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫الحقائق التي يتم الحصول عليها في ِ‬
‫شكل نتائج من‬ ‫ِ‬ ‫التشخصية التي تقوم على دراسة العالقات بين‬ ‫اسات‬
‫بالدر ِ‬
‫توجيه هذه األخيرة‬‫ِ‬ ‫أجل‬
‫تشخيص األسباب املؤدية إلى حدوث الظاهرة تمهيدا لتغيير هذه العوامل من ِ‬ ‫ِ‬ ‫أجل‬
‫ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ ّ‬
‫ّ‬
‫العلمي‬ ‫فيه ‪. " ..‬و َيجدر القو ُل أن هذه األبحاث تمثل مرحلة النضوج املنهجي و‬ ‫تحكميا نحو االتجاه املرغوب ِ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫اسة أهم العوامل التي‬ ‫التصوير إلى در ِ‬‫ِ‬ ‫الوصف و‬
‫ِ‬ ‫مرحلة االستكشاف و‬
‫ِ‬ ‫ينتقل من‬ ‫لدى الباحث بإعتبار أنه‬
‫أبحاث إختبار‬
‫ِ‬ ‫ذهب أحمد بن مرسلي دائما إلى َّأن ّ‬
‫عملية دراسة‬ ‫أوجدت الظاهرة في الحالة التي هي عليها ‪.‬و َي ُ‬
‫اسة‬‫بالبحث و الدر ِ‬
‫ِ‬ ‫عملية معقدة جدا بإعتبار أنها تتناو ُل‬ ‫السببية في حقل علوم اإلعالم و االتصال ّ‬ ‫ّ‬ ‫العالقات‬
‫يصعب فيها تحديد‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫العوامل لدرجة‬ ‫ُ‬
‫تتشعب‬ ‫انسانية و اجتماعية متعددة و متحركة غير ثابتة و بالتالي‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ظواهر‬
‫َ ُ‬
‫تلك املؤثرة في الظاهرة‪.‬‬
‫ث‪ -‬الدراسات التاريخية‪:‬‬
‫ُ‬
‫تجرى بهدف دراسة األحداث املاضية؛ للوصول إلى استنتاجات تتعلق بمعرفة أسبابها وآثارها‪ .‬كما تفيد‬
‫ماضية؛ للوصول إلى شرح مناسب ألحداث حاضرة‪ ،‬والتنبؤ‬
‫ٍ‬ ‫أحداث‬
‫ٍ‬ ‫اتجاهات‬
‫ِ‬ ‫البحوث التاريخية في دراسة‬
‫بأحداث املستقبل‪ .‬لها طبيعتها الوصفية ‪ ،‬فهي تصف ‪ ،‬وتسجل األحداث والوقائع التي جرت وتمت في‬
‫املاض ي‪ .‬كما يمكن للبحث التاريخي أن يقوم بوظائف عديدة تشمل ما يلي ‪:‬‬
‫‪-‬التحقق من املعنى أو املغزى أو القصد وثبات الحقائق املاضية ‪ ،‬ربما يريد الباحث التعرف على كيفية تفسير‬
‫املتلقين لرسالة معينة ‪ ،‬أو ما إذا كانت وسائل اإلعالم املحلية أخطأت تفسير انطباعات الجمهور ‪.‬‬
‫‪-‬تقدير حقائق املاض ي ‪ .‬من مركز إلى آخر ‪ ،‬وذلك بالنسبة لألشخاص والرموز؛‬

‫‪3‬‬
‫ملخص بحوث مادة " مناهج وتقنيات البحث في علوم اإلعالم واالتصال "‪ -‬سنة‪ -2‬سداس ي ‪-، 4‬فوج ‪ – 10:‬جامعة‬
‫الجزائر‪ -3‬كلية علوم اإلعالم واالتصال‪ -‬قسم علوم اإلعالم‬

‫‪-‬اإلمداد باختبار متعمق لألحداث املاضية لرسم خالصات واستنتاجات منها‪.‬‬


‫‪-‬وأخيرا التنبؤ ‪ ،‬فالباحث يريد التعرف على العوامل الضابطة للتنبؤ باملخرجات‪.‬‬
‫‪-‬دراسة االتجاهات وحركتها ‪.‬‬
‫‪-‬عقد املقارنات بين املتشابهات أو املتباينات ‪.‬‬
‫‪-‬دراسة التغير في البناء االجتماعي ‪.‬‬
‫‪-‬دراسة التحول من موقع آلخر ‪ .‬والتغير املرتبط بهذا التحول أو االنتقال‪.‬‬
‫ج‪-‬الدراسات السيميولوجية‪:‬‬
‫حتى وإن كان علم السيميولوجيا حديث الظهور باملقارنة باملجاالت املعرفية األخرى‪ ،‬إال أن مكانته فيها‬
‫ترسخت إلى درجة أننا ال يمكن التغاض ي عنه في دراسة بعض اإلشكاليات اإلعالمية االتصالية ‪ ،‬وهو يهتم‬
‫بإشكاليات دقيقة وفي مستويات مختلفة من عناصر العملية االتصالية ‪ .‬السيميولوجيا هي علم الدالالت‬
‫اللغوية وغير اللغوية‪ ،‬بمعنى آخر تفكيك الرموز النصية والبصرية ملحتوى معين‪ ،‬وعلى هذا األساس فهي‬
‫تقوم على التفكيك والتركيب للدوال اللغوية النصية أو البصرية لكشف املعنى أو املعاني واستخراج داللتها‪،‬‬
‫ومن ثم ‪ ،‬فالهدف من دراسة املحتوى سيميولوجيا وتطبيقيا‪ ،‬هو البحث عن املعنى والداللة واستخالص‬
‫البنية املولدة للمحتوى منطقيا ودالليا‪ ،‬فعند دراسة الومضات اإلشهارية على سبيل املثال‪ ،‬نقول أن نوع هذه‬
‫الدراسة هو دراسة سيميولوجية‪.‬‬
‫‪ ‬املنهج املسحي‬
‫‪ -1‬تعريف املنهج املسحي‪:‬‬
‫يعتبر املنهج املسحي أحد األشكال الخاصة بجمع املعلومات عن األفراد وسلوكاتهم وإدراكهم ومشاعرهم‬
‫واتجاهاتهم ‪ ،‬كما يعتبر الشكل الرئيس ي واملعياري لجمع املعلومات عندما تشمل الدراسة على املجتمع الكلي‬
‫أو تكون العينة كبيرة ومنتشرة بالشكل الذي يصعب االتصال بمفرداتها ‪ ،‬حيث يستخدم على نطاق واسع‪،‬‬
‫نظرا إلمكانية الحصول على بيانات دقيقة عن مجتمع كبير من واقع عينة أصغر نسبيا‪ ،‬لتصوير الوضع‬
‫الـراهن وتحــديد العالقات التي توجد بين الظاهرات واالتجاهات‪ ،‬للوصول إلى إجابة حاسمة على التساؤالت‪،1‬‬
‫ولوصف حجم وتركيب الجمهور وتصنيف الدوافع والحاجات واملعايير الثقافية واالجتماعية وكذلك األنماط‬
‫السلوكية ودرجاتها أو شدتها ومستويات االهتمام والتفضيل‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ملخص بحوث مادة " مناهج وتقنيات البحث في علوم اإلعالم واالتصال "‪ -‬سنة‪ -2‬سداس ي ‪-، 4‬فوج ‪ – 10:‬جامعة‬
‫الجزائر‪ -3‬كلية علوم اإلعالم واالتصال‪ -‬قسم علوم اإلعالم‬

‫‪-2‬استخدامات املنهج املسحي‪:‬‬


‫املنهج املسحي أحد املناهج األساسية للدراسات الوصفية وفق ما ذكر منذ قليل‪ ،‬حيث يستخدم على‬
‫املستوى املذكور في دراسة الظواهر االجتماعية والسلوكية ‪ ،...‬السيما في أبحاث اإلعالم واالتصال في مجاالت‬
‫متنوعة‪ .‬مثل مجال مسوح الرأي العام‪ ،‬التي تستهدف التعرف ميدانيا على اآلراء واألفكار واالتجاهات والقيم‬
‫واملفاهيم والدوافع واملعتقدات واالنطباعات والتأثيرات املختلفة الخاصة بجمهور معين‪ ،‬وفي مجال تحليل‬
‫املضمون املتعلق بتحليل املواد املنشورة في وسائل اإلعالم ‪ ،‬قصد التعرف على ما قدم فيها من موضوعات ‪،‬‬
‫وعلى كيفية الحصول على هذا التقديم إلى القراء‪ ،‬أو في مجال مسوح جماهير وسائل اإلعالم ‪ ،‬سواء بغرض‬
‫التعرف على الخصائص املميزة لجمهور معين ‪ ،‬عن طريق جمع معلومات وبيانات تفيد إعداد البرامج‬
‫اإلعالمية املسحية لرغبات هذا الجمهور‪ ،‬أو بغرض إجراء دراسات قياسية ألثر ما تبثه وسائل اإلعالم من‬
‫مواد على جماهيرها ‪ ،‬للتعرف على مدى التأثير الحاصل على مستواها ‪ ،‬أو يستخدم املسح في مجال وسائل‬
‫اإلعالم ‪ ،‬للتعرف على نشاطاتها املختلفة الخاصة بالبث والنشر والتوزيع واإلعالن وسير العمل الفني اإلعالمي‬
‫والتسييري اإلداري واملالي واالجتماعي الخاص بالعاملين‪.‬‬
‫‪-3‬أهداف املنهج املسحي وخطواته ‪:‬‬
‫أ‪-‬أهداف املنهج املسحي‪ : :‬يهدف املسح إلى‪:‬‬
‫‪ ‬جمع معلومات حقيقية ومفصلة لظاهرة موجودة فعال في مجتمع معين ‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد املشاكل املوجودة أو توضيح بعض الظواهر‪.‬‬
‫‪ ‬إجراء مقارنة وتقييم لبعض الظواهر‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد ما يفعله األفراد في مشكلة ما واالستفادة من آرائهم وخبراتهم ووضع تصور وخطط مستقبلية‬
‫واتخاذ قرارات مناسبة في مشاكل ذات طبيعة مشابهة‬
‫‪ ‬إيجاد العالقة بين الظواهر املختلفة‪.‬‬
‫ب‪-‬خطوات تطبيق املنهج املسحي‪:‬‬
‫‪ ‬توضيح ماهية مشكلة البحث‪ :‬وتتطلب هذه الخطوة تناول عناصر‪ ،‬من مثل‪ :‬مقدمة‪ ،‬وتحديد املشكلة‪،‬‬
‫وصياغة أسئلة فرعية‪ ،‬وفرض الفروض‪ ،‬وتحديد أهمية البحث‪ ،‬وتحديد أهداف البحث‪ ،‬وتحديد‬
‫حدوده‪ ،‬وجوانب قصوره‪ ،‬ومصطلحاته‪.‬‬
‫‪ ‬مراجعة الكتابات السابقة‪ :‬وتتطلب هذه الخطوة تناول عنصرين هامين‪ ،‬هما اإلطار النظري‪،‬‬
‫والدراسات السابقة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ملخص بحوث مادة " مناهج وتقنيات البحث في علوم اإلعالم واالتصال "‪ -‬سنة‪ -2‬سداس ي ‪-، 4‬فوج ‪ – 10:‬جامعة‬
‫الجزائر‪ -3‬كلية علوم اإلعالم واالتصال‪ -‬قسم علوم اإلعالم‬

‫‪ ‬تحديد إجراءات البحث‪ :‬وتتطلب هذه الخطوة تحديد مجتمع البحث‪ ،‬وتحديد عينته وطريقة اختيارها‪،‬‬
‫واألدوات املراد استخدامها وتناول إجراءات‪ :‬تصميمها‪ ،‬وتحكيمها‪ ،‬وتطبيقها‪ ،‬وجمعها‪ ،‬وإجراء صدقها‪،‬‬
‫وثباتها‪ ،‬وأساليب تحليل بيانات الدراسة‪.‬‬
‫‪ ‬تحليل البيانات وتفسيرها‪ :‬وتتطلب هذه الخطوة تحليل البيانات بصورة كمية وعرضها بواسطة جداول‬
‫إحصائية أو رسوم بيانية‪ ،‬ثم يناقشها ـ أي البيانات ـ ويفسرها‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬عمل ملخص للبحث وتوصياته‪ :‬وتتطلب هذه الخطوة عرضا ملا تم في الجزء النظري وامليداني للبحث‪،‬‬
‫ً‬
‫كما تتطلب عرضا للتوصيات التي قدمها الباحث‪ ،‬واملقترحات بشأن دراسات أو بحوث مستقبلية‪.‬‬
‫‪ -2‬مميزات الدراسات املسحية وسلبياتها‪:‬‬
‫أ‪-‬مميزات الدراسات املسحية‪:‬‬
‫‪ ‬دراسة الواقع في حين أن الدراسات التاريخية تتركز حول املاض ي‪.‬‬
‫‪ ‬يتم املسح في الظروف الطبيعية بينما التجريب يتم في ظروف اصطناعية أو في املختبر‪.‬‬
‫‪ ‬ويهدف املسح ملعرفة الواقع بينما يعمد التجريب إلى التعرف إلى األسباب املباشرة أو‬
‫العوامل املؤثرة‪.‬‬
‫‪ ‬يختلف املسح عن دراسة الحالة في أن الحالة أكثر عمقا ألنها تتم في مجال ضيق بينما‬
‫تكون الدراسات املسحية أكثر شموال‪.‬‬
‫ب‪-‬سلبيات الدراسات املسحية‪ :‬يرى بع ض الباحثين أن الدراسات املسحية ال تعطي الباحث مرونة كافية‬
‫الستيعاب الظاهرة‪ ،‬كما قد يجدها في الواقع‪ ،‬وذلك ألن الباحث يعد مسبقا بحثه كاالستبيان مثال ‪ ،‬قبل أن‬
‫يبدأ عملية املسح‪ ،‬ولذلك يقيد نفسه في أسئلة االستبيان فقط‪ ،‬مما قد يؤدي إلى إغفال بعض املعلومات‬
‫التي يستوعبها االستبيان ‪ ،‬غير أن هذا النقد يمكن أن تقل أهميته كثيرا إذا كان الباحث قد أعد استبيانه بغد‬
‫فترة كافية من الدراسة واملالحظة ‪ ،‬كما يستطيع الباحث أن يعزز املعلومات التي يحصل عليها من االستبيان‬
‫باستخدام أدوات أخرى كاملقابلة أو املالحظة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ملخص بحوث مادة " مناهج وتقنيات البحث في علوم اإلعالم واالتصال "‪ -‬سنة‪ -2‬سداس ي ‪-، 4‬فوج ‪ – 10:‬جامعة‬
‫الجزائر‪ -3‬كلية علوم اإلعالم واالتصال‪ -‬قسم علوم اإلعالم‬

‫‪ ‬املنهج التاريخي ‪The Historical Method‬‬


‫‪-1‬تعريف املنهج التاريخي‪:‬‬
‫هو وضع األدلة املأخوذة من الوثائق واملسجالت مع بعضها بطريقة منطقية واالعتماد على هذه األدلة في‬
‫تكوين النتائج التي تؤدي إلى حقائق جديدة ‪ ،‬وتقدم تعميمات سليمة عن األحداث املاضية أو الحاضرة‪ . 2‬إنه‬
‫الطريق الذي يتبعه الباحث في جمع معلوماته عن األحداث والحقائق املاضية‪ ،‬وفي فحصها ونقدها وتحليلها‬
‫والتأكد من صحتها وفي عرضها وترتيبها وتفسيرها‪ ،‬واستخالص التعميمات والنتائج العامة منها‪ ،‬والتي ال تقف‬
‫فائدتها على فهم أحداث املاض ي فحسب‪ ،‬بل تتعداه إلى املساعدة في تفسير األحداث واملشاكل الجارية وفي‬
‫توجيه التخطيط بالنسبة للمستقبل‪.3‬من هنا فإن املنهج التاريخي يستخدم في دراسة الظواهر اإلنسانية‬
‫واالجتماعية والطبيعية التي مر عليها زمن طويل أو قصير أو تلك التي تنتمي إلى الحاضر من حيث التعرف على‬
‫نشأتها األولى والتغيرات التي طرأت عليها قبل االستقرار على وضعها في الزمن الحاضر‪.‬‬
‫من الضروري أن تستخدم الدراسة التاريخية في أبحاث اإلعالم واالتصال‪ ،‬إال أن هناك مواضيع وإشكاالت‬
‫بحثية تعتمد اعتمادا رئيسيا عليها‪ ،‬كالدراسات التطورية التي تتجاوز مجرد عملية وصف الوضع الحالي‬
‫للظاهرة‪ ،‬إلى وصف التغيرات التي حدثت خالل فترة زمنية معينة نتيجة ملرور الزمن‪ ،‬وهي مهمة ربما تقود إلى‬
‫تفسير ظاهرة أو ظواهر حالية‪ ،‬بل ربما تؤدي الدراسات التاريخية إلى أبعد من ذلك في فتح آفاق أخرى‬
‫لدراسات جديدة‪ ،‬كتلك املتعلقة بتطورات تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪.‬‬
‫‪ -2‬أهمية املنهج التاريخي‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ ‬يمكن استخدام املنهج التاريخي في حل مشكالت معاصرة على ضوء خبرات املاض ي‪.‬‬
‫‪ ‬يساعد على إلقاء الضوء على اتجاهات حاضرة ومستقبلية ‪.‬‬
‫‪ ‬يؤكد األهمية النسبية للتفاعالت املختلفة التي توجد في األزمنة املاضية وتأثيرها‪.‬‬
‫د ـ ـ يت ــيح الفرص ــة إلع ــادة تقي ــيم البيان ــات بالنس ــبة لف ــروض معين ــة أو نظري ــات أو تعميم ــات ظه ــرت ف ــي ال ــزمن‬
‫الحاضر دون املاض ي‪.‬‬
‫‪-3‬خطوات املنهج التاريخي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تحديد املشكلة موضوع البحث‪ :‬من الضروري بالنسبة لهذا املنهج تحديد املشكلة موضوع البحث‬
‫تحديدا دقيقا يتناول توصيفها بشكل كامل من حيث أحداث الزمان واملكان واألفراد الذين ساهموا فيها‬
‫بشكل مباشر أو غير مباشر وتحديد ورسم البيئة الظرفية واالجتماعية واالقتصادية التي تمت فيها هذه‬

‫‪7‬‬
‫ملخص بحوث مادة " مناهج وتقنيات البحث في علوم اإلعالم واالتصال "‪ -‬سنة‪ -2‬سداس ي ‪-، 4‬فوج ‪ – 10:‬جامعة‬
‫الجزائر‪ -3‬كلية علوم اإلعالم واالتصال‪ -‬قسم علوم اإلعالم‬

‫املشكلة واألنشطة اإلنسانية التي ارتبطت بهذه املشكلة وبأحداثها ‪ ،‬ويفيد هذا التحديد في اختيار موضوع‬
‫البحث وعنوان الرسالة التي يجب أن يأتي مناسبا للتعبير عن املشكلة املراد بحثها‪.‬‬
‫ب‪ -‬جمع املادة التاريخية وتصنيفها‪ ،‬تمهيدا لتحليلها‪ :‬قد يرى البعض أن جمع املادة التاريخية أمر يسير‬
‫أو بسيط يمكن القيام به بسهولة خاصة ألن الحدث أو املشكلة البحثية قد تمت فعال وبالتالي من السهل‬
‫تتبع أحداثها ووقائعها وعواملها‪ ،‬وهو أمر قد يبعد عن الحقيقة حيث تتعدد اآلراء وتختلف الروايات‬
‫وبالتالي فإن تحديد وحصر العوامل واألسباب التاريخية الكامنة وراء الظاهرة يحتاج في حد ذاته إلى جهد‬
‫ووقت وتكلفة لتجميع هذه اآلراء والوقوف على األحداث ‪ ،‬وفقا ملا يرويه معاصريها بصرف النظر عن‬
‫اختالف رؤية كل منهم لها وتحليل هذه البيانات تحليال علميا وموضوعيا ألحداث نوع من االختبار ملدى‬
‫صدق كل رواية وكل رأي قيل أو كتب واستبعاد املشكوك فيه واالعتماد على الجزء أو البيانات األكثر‬
‫صدقا أو موضوعية‪ ،‬وبصفة عامة يتم الحصول على املادة التاريخية الالزمة للبحث من‪.‬‬
‫‪-‬مصادر أولية‪ :‬وهي أقوال األشخاص املعتمدين الذين عاصروا الحدث في زمانه ومكانه وكوجهاء وأعيان‬
‫وشيوخ مجتمع الدراسة واالعتماد عليهم كمخبرين وكذلك السجالت والوثائق الرسمية الصادرة عن‬
‫مؤسسات حكومية أو جهات رسمية ‪ ،‬والسجالت الشخصية‪ ،‬كالسير الذاتية والوصايا واملذكرات‪ .‬كما‬
‫تشمل هذه املصادر على القوانين واللوائح أيضا‪.‬‬
‫‪-‬مصادر ثانوية ‪ :‬وهي ما نقل أو اشتق أو أخذ عن مصادر أولية‪ ،‬أي أن الجهة التي تستفيد أو تستخدم‬
‫البيانات األولية تعتمد على البيانات التي تنشر في البحوث أو الرسائل العلمية أو في الصحف واملجالت‪،‬‬
‫وتكون مستقاة من مصادر أولية أو من مصادر ثانوية أخرى ‪ .‬ومن األفضل استخدام املصادر األولية ‪ ،‬إذ‬
‫أن املصادر الثانوية كثيرا ما تكون معرضة لألخطاء الناتجة عن عدم الدقة في نقل البيانات ‪ ،‬أو أخطاء‬
‫في الكتابة أو التحليل‪ ،‬كما أن املصادر األولية قد تحتوي على تفاصيل أكثر بطبيعة الحال من املصادر‬
‫الثانوية والرسائل العلمية ‪ ،‬يراعى في كتابتها أن تكون مستندة إلى مصادر أولية بعد تحقيقها والتأكد من‬
‫صحتها‪.‬‬
‫‪ -3‬مصادرميدانية‪ :‬إذا ما كانت املعلومات املطلوبة موجودة لدى بعض األفراد أو الهيئات أو تكون مشاهدات‬
‫غير مدونة في سجالت‪ ،‬فإن الباحث يقوم بجمعها عن طريق توجيه أسئلة لألفراد أو الحصول عليها عن طريق‬
‫املشاهدة املباشرة أو دراسة اآلثار وبقايا الحضارات القديمة والتراث التاريخي لبعض الثقافات‪ ،‬عن طريق‬
‫مشاهدة الرحالة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ملخص بحوث مادة " مناهج وتقنيات البحث في علوم اإلعالم واالتصال "‪ -‬سنة‪ -2‬سداس ي ‪-، 4‬فوج ‪ – 10:‬جامعة‬
‫الجزائر‪ -3‬كلية علوم اإلعالم واالتصال‪ -‬قسم علوم اإلعالم‬

‫ت‪ -‬اختبارات املصادرالتاريخية‪:‬‬


‫في أكثر الحاالت تصاحب الباحث حالة من الشك فيما يتعلق بدرجة الثقة في صحة وثبات وموضوعية‬
‫البيانات التي جمعها وهذا ما يؤكده جوهانسون آلن في الدراسات التاريخية يعتبر الشك بداية الحكمة‬
‫والنقد يقسم إلى ‪ :‬النقد الخارجي والنقد الداخلي ‪.‬‬
‫‪-‬النقد الخارجي‪ :‬يهتم النقد الخارجي ملصادر املادة بالبراهين واألدلة من أجل إثبات صدق وثيقة ما وهذا يعني‬
‫تاريخها ‪ ،‬مكانها‪ ،‬مؤلفها الحقيقي ‪ .‬وإرجاع ذلك كله إلى املصدر األصلي‪ .‬فأحيانا نجد وثيقة غير مؤرخة أو‬
‫وضع اسم مستعار لها وهذا ما يبعدها عن الصدق واملوضوعية‪.‬‬
‫‪-‬النقد الداخلي‪ :‬في حالة التأكد من صدق الوثيقة فإن املؤرخ يسعى إلى تأكيد بياناتها من معان جديرة بالثقة‬
‫واالعتماد ‪ ،‬وهذه العملية تسمى بالنقد الداخلي وإذا ما استخدم املؤرخ الترجمة وقام بنفسه بهذا العمل‪،‬‬
‫فعليه أن يتأكد بأن الترجمة تنقل نفس املعنى كما جاء في األصل وبدرجة عالية من الصدق والثبات‬
‫واملوضوعية‪.‬‬
‫ث‪ -‬صياغة الفروض واختبارصحتها‪:‬‬
‫يقوم الباحث في ضوء ما حصل عليه من بيانات تفصيلية باستشفاف مجموعة من العوامل واألسباب التي‬
‫تكمن وراء أحداث الظاهرة ووفقا لهذا االستشفاف يقوم بفرض مجموعة من الفروض التي تتعلق بأسباب‬
‫هذه املشكلة أو هذه الظاهرة استنادا إلى رؤيته املوضوعية لتلك األسباب والبواعث ويقوم بوضع كل فرض‬
‫من هذه الفروض موضع االختبار وقياس النتائج التي يحصل عليها وفي ضوء هذه النتائج يقوم باإلبقاء أو‬
‫استبعاد بعض الفروض خاصة التي لم يثبت تأثيراها على أحداث الحدث التاريخي أو املشكلة محل البحث‪.‬‬
‫ج‪-‬استخالص النتائج وكتابة تقريرالبحث‪:‬‬
‫بانتهاء املؤرخ من جمع معلوماته ونقدها وفحصها وتحليلها ومن صياغة الفروض املختلفة لتفسير‬
‫الحوادث والظواهر التاريخية التي يدرسها ومن تحقيق واختبار كل فرض من الفروض التي قدمها ‪ ،‬فإن عليه‬
‫أن ينتقل إلى املرحلة النهائية واألخيرة وهي مرحلة استخالص النتائج وكتابة تقرير بحثه الذي يلخص فيه‬
‫الحقائق والنتائج التي توصل إليها في أسلوب علمي رصين ‪ ،‬لكون النتائج التي تم التوصل اليها استخالصها من‬
‫خالل دراسة وتحليل العوامل الداخلية والخارجية التي أثرت على األحداث وأدت إلى إيجاد البواعث واألسباب‬
‫وساهمت في إحداث التنافر أو التصارع القائم ‪ ،‬ويتم الوصول إلى تلك النتائج وصياغتها في شكل قواعد‬
‫وقوانين يمكن تطبيقها إذا ما توفرت أو تشابهت الظروف الحالية مع الظروف التي كانت سائدة أثناء أحداث‬

‫‪9‬‬
‫ملخص بحوث مادة " مناهج وتقنيات البحث في علوم اإلعالم واالتصال "‪ -‬سنة‪ -2‬سداس ي ‪-، 4‬فوج ‪ – 10:‬جامعة‬
‫الجزائر‪ -3‬كلية علوم اإلعالم واالتصال‪ -‬قسم علوم اإلعالم‬

‫املشكلة‪ ،‬ويجب التحذير من خطورة تعميم هذه النتائج بشكل مبالغ فيه أو تضخيم ما توصل إليه بهدف‬
‫إبراز الجهد الذي بذله الباحث أو الحصول على تقييم من لجنة املناقشة أفضل ‪.‬‬
‫‪– 4‬إيجابيات وسلبيات املنهج التاريخي‪:‬‬
‫أ‪-‬إيجابيات املنهج التاريخي‪:‬‬
‫إن إخضاع املادة التاريخية للنقد الداخلي والخارجي يوفر قدرا من الدقة واملوضوعية يرقى باملنهج التاريخي‬
‫إلى مستوى األسلوب العلمي‪ .‬يسمح إذن املنهج التاريحي بتفحص الوثائق ‪ ،‬وأي تطبيق له يتوقف على‬
‫اكتشاف وثائق أخرى جديدة واملحافظة على القديمة منها‪ ،‬باختصار أن املنهج التاريخي ليس مجرد عملية‬
‫بحث عن الوثائق بل يعتبر أيضا إجراء إلثبات أصالة الوثائق ولترميزها والحفاظ عليها‪ .‬ومن جهة أخرى يمكن‬
‫تطبيقه عند دراسة كل أنواع الوثائق مكتوبة كانت أم سمعية ‪ ،‬بصرية أو سمعية بصرية والتي تم إنتاجها في‬
‫ماض قديم أو ماض حديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬سلبيات املنهج التاريخي‪:‬‬
‫‪ ‬يتضمن فرضيات تخمينية غير يقينية‪ ،‬أي غير قابلة للتحقيق منها بشكل عام‪.‬‬
‫‪ ‬إن البدايات األولى للتاريخ اإلنساني غير معروفة‪.‬‬
‫‪ ‬ال يستطيع هذا املنهج أن يفسر لنا كيفية ربط املاض ي املجهول عندنا بالحاضر املعروف‪ ،‬فهو بهذه‬
‫الحالة ال يعطينا شيئا وال يفسر شيئا إنما هو منهج تأويلي‪.‬‬
‫‪ ‬إن آراء املؤرخين تختلف حول املوضوع التاريخي الواحد وأن بعضهم ينقد بعضا‪ .‬وهذا دليل على‬
‫ضرورة االعتراف بوجود العنصر الذاتي في التفكير التاريخي‪.‬‬
‫‪ ‬منهج دراسة الحالة ‪Study method-Case‬‬
‫‪-1‬تعريف منهج دراسة الحالة‪:‬‬
‫دراسة الحال هو بحث متعمق في العوامل املعقدة واملتعددة والتي تسهم في تشكيل وحدة اجتماعية ما ‪،‬‬
‫وذلك باالستعانة بأدوات البحث الضرورية لتجميع البيانات‪ .‬وتتميز دراسة الحالة عن املسح ‪ ،‬بأنها تتعمق في‬
‫الحالة املدروسة وتركز عليها‪ ،‬بعد عزلها نسبيا ومؤقتا عن الحاالت األخرى املحيطة بها‪.‬منهج دراسة الحالة قد‬
‫يدرس مرحلة معينة من تاريخ الوحدة أو يدرس جميع املراحل التي مرت بها للوصول إلى التعميمات العلمية‬
‫املتعلقة بالوحدة املدروسة وبغيرها من الوحدات املتشابهة لها‪.‬‬
‫يتميز منهج دراسة الحالة عن املناهج األخرى بكونه يهدف إلى التعرف على وضعية واحدة معينة وبطريقة‬
‫تفصيلية دقيقة‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬فالحالة التي يتعذر علينا أن نفهمها أو يصعب علينا إصدار حكم عليها ‪،‬‬

‫‪10‬‬
‫ملخص بحوث مادة " مناهج وتقنيات البحث في علوم اإلعالم واالتصال "‪ -‬سنة‪ -2‬سداس ي ‪-، 4‬فوج ‪ – 10:‬جامعة‬
‫الجزائر‪ -3‬كلية علوم اإلعالم واالتصال‪ -‬قسم علوم اإلعالم‬

‫نظرا لوضعيتها الفريدة من نوعها‪ ،‬يمكننا أن نركز عليها بمفردها‪ ،‬ونجمع جميع البيانات واملعلومات املتعلقة‬
‫بها‪ ،‬ونقوم بتحليلها والتعرف على جوهر موضوعها‪ ،‬ثم نتوصل إلى نتيجة واضحة بشأنها‪.‬‬
‫‪-2‬استخدامات منهج دراسة الحالة‪:‬‬
‫‪ ‬أن دراسة الحالة تشبه إلى حد كبير أسلوب املسح‪ ،‬في كونها تعتمد على مجموعة واسعة من أدوات‬
‫البحث كاملالحظة واملقابلة واملشاهدة واملشاركة واالستبيان والتحليل اإلحصائي‪ ،‬التي تكمل ما ورد‬
‫في التقارير والوثائق والسجالت الرسمية ‪.‬‬
‫‪ ‬يتداخل املنهج التاريخي مع دراسة الحالة‪ ،‬إذ يشمل تاريخ الحالة‪ ،‬فقد تكون الحالة حي أو قرية أو قد‬
‫تكون الحالة شخصا ‪ ،‬وفي دراسة تاريخ الحالة ال يكتفي الباحث بالحصول على املعلومات من الحالة‪،‬‬
‫وإنما يحصل عليها أيضا من مختلف املصادر والوثائق للتثبيت من صحة البيانات‪ .‬في حين أن دراسة‬
‫التاريخ الشخص ي تكتفي باملعلومات التي تقدمها الحالة شفاهة أو كتابة في صورة مذكرات أو يوميات‬
‫أو مؤلفات أو مقاالت ‪ ،‬وكل ما يتعلق بخبرات الفرد املاضية وسلوكه واتجاهاته وسماته الشخصية‪.‬‬
‫‪ -3‬خطوات دراسة الحالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬تحديد مشكلة البحث ‪ ،‬وصياغة أهدافها ومتطلباتها اإلجرائية األخرى‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحديد املفاهيم واملصطلحات املستخدمة في البحث‪ ،‬بهدف التثبيت من حدود استخدام كل مفهوم‪.‬‬
‫ت‪ -‬تحديد الحالة التي سيجري بحثها وأسباب تحديدها‪.‬‬
‫ث‪ -‬البحث وراء البيانات التي تلقي الضوء على تاريخ الحالة في املاض ي‪ ،‬وطبيعتها في الحاضر‪.‬‬
‫ج‪ -‬البحث عن البيانات واملعلومات التي قد تلقي الضوء على العمليات والعوامل املسببة ومعدل التغيير‬
‫واتجاهه عن طريق تحديد أدوات البحث املناسبة لدراسة الحالة‪.‬‬
‫ح‪ -‬التعامل مع مفردات الحالة التي وقع االختيار عليها ودراستها دراسة متعمقة في اإلطار اإلعالمي‬
‫للدراسة ‪ ،‬باعتبارها وحدات ممثلة ملجتمع الحالة‪.‬‬
‫خ‪ -‬البحث عن االتجاهات والقيم واملواقف واألنشطة التي استهدفها اإلطار اإلعالمي من خالل دراسة‬
‫بعض النماذج التي تتسم بقدر من اإلثبات واالستمرارية‪.‬‬
‫د‪ -‬مقارنة االتجاهات والقيم واملواقف التي تبين سمات الحالة في املاض ي ووضعيتها الحالية‪.‬التعامل مع‬
‫دراسة الحالة ‪ ،‬كدراسة استطالعية تهدف الكشف عن درجة التداخل النسبي بين الدراسة‬
‫اإلعالمية ‪ ،‬بغرض الوصول إلى الفروض أو االحتماالت التي يمكن إخضاعها للمزيد من البحث العلمي‬
‫الدقيق‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ملخص بحوث مادة " مناهج وتقنيات البحث في علوم اإلعالم واالتصال "‪ -‬سنة‪ -2‬سداس ي ‪-، 4‬فوج ‪ – 10:‬جامعة‬
‫الجزائر‪ -3‬كلية علوم اإلعالم واالتصال‪ -‬قسم علوم اإلعالم‬

‫ذ‪ -‬تحليل البيانات واملعلومات قبل وبعد إجراء املقارنة وفقا لألسس التالية‪:‬‬
‫‪-‬تحليل عام للموقف بغرض استخالص السمات العامة للحالة‪.‬‬
‫‪-‬تحليل جزئي للمواقف املتباينة بغرض استخالص السمات الخاصة التي تميز بعض‬
‫‪-4‬خصائص ومزايا وعيوب منهج دراسة الحالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬خصائص منهج دراسة الحالة‪:‬‬
‫‪ ‬أنها طريقة للحصول على معلومات شاملة عن الحاالت املدروسة‪.‬‬
‫‪ ‬أنها طريقة للتحليل الكيفي للظواهر والحاالت‪.‬‬
‫‪ ‬أنها طريقة تهتم باملوقف الكلي وبمختلف العوامل املؤثرة فيه والعمليات التي يشهدها‪.‬‬
‫‪ ‬أنها طريقة تتبعية أي أنها تعتمد اعتمادا كبيرا على عنصر الزمن ومن تم تهتم بالدراسة التاريخية‪.‬‬
‫‪ ‬أنها منهج ديناميكي ال يقتصر على دراسة الحالة الراهنة‪.‬‬
‫‪ ‬أنها منهج يسعى إلى تكامل املعرفة‪ ،‬ألنه يعتمد على أكثر من مادة للحصول على املعلومات‪.‬‬
‫ب‪ -‬مزايا منهج دراسة الحالة‪:‬‬
‫يمتاز هذا املنهج عن غيره من املناهج عن غيره من املناهج بالعمق والتركيز على ظاهرة أو موضوع محدد‬
‫وعدم االكتفاء بالوصف الخارجي للحالة موضوع االهتمام ‪ .‬ذلك أن هذا املنهج يهتم باملوقف الكلي من خالل‬
‫تحليل مختلف العوامل املؤثرة في الحالة‪ ،‬وبصورة ديناميكية تأخذ في اعتبارها تأثير البيئة الخارجية على‬
‫الحالة موضوع االهتمام‪ .‬باختصار يعد هذا املنهج أسلوبا مناسبا لجمع معلومات شاملة عن حالة محددة‬
‫وتحليل ما تم جمعه من معلومات حولها ‪ ،‬بطريقة معمقة وشاملة ملختلف الفترات الزمنية التي مرت بها‬
‫الحالة وباستخدام أدوات تحليلية تتناسب ومضمون الحالة وخصائصها‪.‬‬
‫كما تعتبر دراسة الحالة مصدرا للفرضيات التي تستدعي التحقيق واالختبار عن طريق املزيد من‬
‫املشاهدات واملالحظات‪ .‬ولكي يتمكن منهج دراسة الحالة من اختبار الفرضيات ونتائج البحث فيها ‪ ،‬يجب أن‬
‫تكون الحاالت املدروسة ممثلة للمجتمع الذي يراد التعميم عليه تمثيال مناسبا‪ ،‬لذلك يجب استخدام الطرق‬
‫والوسائل املوضوعية والدقيقة في جمع املعلومات وتفسيرها‪.‬‬
‫ج‪-‬عيوب منهج دراسة الحالة‪:‬‬
‫‪ ‬الحالة التي نختارها كعينة للدراسة قد ال تمثل املجتمع كله أو الحاالت األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬تقوم هذه الدراسة على حالة مفردة أو حاالت قليلة‪ ،‬وعليه فإنها قد تكون مكلفة جدا‪ ،‬سواء من‬
‫الناحية املادية‪ ،‬أو من ناحية الوقت‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ملخص بحوث مادة " مناهج وتقنيات البحث في علوم اإلعالم واالتصال "‪ -‬سنة‪ -2‬سداس ي ‪-، 4‬فوج ‪ – 10:‬جامعة‬
‫الجزائر‪ -3‬كلية علوم اإلعالم واالتصال‪ -‬قسم علوم اإلعالم‬

‫‪ ‬قد ال تعتبر هذه الطريقة علمية بشكل كامل‪.‬‬


‫‪ ‬قد تبرز بعض الشكوك في صحة البيانات املعممة‪ ،‬وخاصة إذا كانت البيانات غامضة ومبهمة‪،‬‬
‫وحاول الباحث أن يستغلها ألهداف وميول شخصية‪ ،‬أو قام بالتهويل لبعض جوانب الدراسة‬
‫والتقليل من أهمية بعض الجوانب تبعا لنظرية أو لسلوكه‪ ،‬حيث يلجأ إلى التركيز على الجوانب التي‬
‫تهمه ويهمل الجوانب التي تتناقض ومعتقداته‪.‬‬
‫‪ ‬ومن املآخذ األخرى على منهج دراسة الحالة عدم توافر املعلومات بدقة ‪ ،‬حيث ال يكشف املبحوث أو‬
‫املفحوص عنها عمدا أو عن طريق النسيان‪ ،‬وبذلك قد تضيع بعض التفاصيل املهمة‪.‬‬

‫‪ ‬املنهج املقارن‪The Comparative Method‬‬


‫‪-1‬املنهج املقارن واملقارنة املنهجية‪:‬‬
‫اختلط األمر على كثير من الباحثين في الدراسات اإلعالمية بين املقارنة املنهجية ‪ ،‬باعتبارها مطلبا أساسيا‬
‫في تطبيقات العديد من املناهج العلمية املختلفة ‪ ،‬وبين الدراسات املقارنة ‪ Comparative Studies‬التي تهتم‬
‫بدراسة توزيع الظاهرات االجتماعية في مجتمعات مختلفة ‪ ،‬أو أنماط محددة من املجتمعات أو حتى مقارنة‬
‫مجتمعات كلية بعضها البعض ‪ ،‬أو مقارنة النظم االجتماعية الرئيسية من حيث استمرارها ‪ ،‬وتطورها‬
‫والتغير الذي يطرأ عليها ‪ ،‬وهذه الدراسات تجد مجاالتها أكثر في علم االجتماع وعلم األنثروبولوجي التي تهتم‬
‫بتحليل عمليات التغير في املجتمعات ومقارنتها‪ ،‬أو مقارنة خصائص املجتمعات الثقافية عبر الزمن‪.‬‬
‫أما في الدراسات اإلعالمية فاألمريختلط على الباحثين في حاالت متعددة مثل ‪:‬‬
‫‪ ‬لنتائج املقارنة في تحليل محتوى اإلعالم عبر الوثائق املختلفة (صحف‪ ،‬قنوات ‪ ،‬برامج‪...‬إلى آخره)‪ ،‬أو عبر‬
‫الزمن مثل مقارنة نتائج التحليل بين املراحل التاريخية ملا قيل في هذه املراحل أو الفترات‪.‬‬
‫‪ ‬لنتائج املقارنة بين الفئات أو الجماعات أو العينات في الدراسات امليدانية للسلوك االتصالي ‪ .‬وفي مثل‬
‫هذه الحاالت يسجل الباحث خطأ استخدام املنهج املقارن بينما لم يزد األمر عن إجراء املقارنة باعتبارها‬
‫مطلبا منهجيا الستقراء نتائج التحليل ‪ ،‬أو نتائج املسح امليداني على سبيل املثال ‪ .‬ولوال هذه األخطاء التي‬
‫يقع فيها الباحثون لم يكن هناك ما يدعو لتناول املنهج املقارن لحدود استخدامه في الدراسات اإلعالمية‬
‫التي مازالت تقف عند حدود وصف الجمهور وسلوكه االتصالي أو تحليل محتوى اإلعالم بصفة مستقلة‬
‫أو ألغراض اختبار الفروض الخاصة بالنظريات اإلعالمية املعاصرة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ملخص بحوث مادة " مناهج وتقنيات البحث في علوم اإلعالم واالتصال "‪ -‬سنة‪ -2‬سداس ي ‪-، 4‬فوج ‪ – 10:‬جامعة‬
‫الجزائر‪ -3‬كلية علوم اإلعالم واالتصال‪ -‬قسم علوم اإلعالم‬

‫‪-2‬مجاالت استخدام املنهج املقارن‪:‬‬


‫‪ ‬دراسة أوجه الشبه أو االختالف بين األنماط الرئيسية للسلوك االجتماعي‪ ،‬مثل دراسة السلوك السياس ي‬
‫أو السلوك اإلجرامي ‪ .‬وفي هذه الحاالت يمكن تطبيق املنهج املقارن في الدراسات اإلعالمية في مجاالت‬
‫دراسة السلوك االتصالي مع وسائل اإلعالم ومقارنته بين املجتمعات أو الثقافات ‪ Gross-culture‬أو‬
‫دراسة املؤشرات الثقافية املختلفة من خالل محتوى اإلعالم في املجتمعات املتباينة كمدخل لدراسة‬
‫الثقافات والحضارات املقارنة ‪.‬‬
‫‪- ‬دراسة نمو وتطور مختلف أنماط الشخصية أو األنماط الدافعية واالتجاهات السيكولوجية‬
‫واالجتماعية في مجتمعات مختلفة وثقافات متعددة ‪ .‬وتمثل هذه الدراسات بحوث الثقافة والشخصية‬
‫ودراسة الطابع القومي ‪ . National Char-acteur‬ويمكن استخدام الدراسات اإلعالمية في هذا املجال في‬
‫دراسة الصورة الذهنية للمجتمعات في وسائل اإلعالم ‪ ،‬أو اتجاهات الرأي العام تجاه القضايا اإلنسانية‬
‫املقارنة في هذه املجتمعات‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة النماذج املختلفة من التنظيمات ‪ Organisation‬وعلى األخص التنظيمات البيروقراطية مثل‬
‫نقابات العمال ‪ ،‬أو التنظيمات السياسية أو التنظيمات الصناعية املختلفة‪ .‬وفي هذا املجال يمكن‬
‫دراسة التنظيمات اإلعالمية في إطار املقارنة بين املجتمعات مثل هياكل املؤسسات اإلعالمية أو نقابات‬
‫الصحفيين في إطار دراسة النماذج املختلفة من التنظيمات ‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة النظم االجتماعية في املجتمعات وتحليل املعايير االجتماعية العامة التي تعتبر محددات لهذه‬
‫النظم مثل نظام األسرة والزواج واملعتقدات ودراسة الجماعات الرئيسية والنظم الفرعية مثل العادات‬
‫والتقاليد والفولكلور ‪.‬‬
‫‪ ‬تحليل املجتمعات الكلية واملقارنة بين املجتمعات وفقا للنمط الرئيس ي السائد للنظ أو التوجهات‬
‫الثقافية‪.‬‬
‫‪-3‬الخطوات املتبعة في املنهج املقارن‪:‬‬
‫ال يختلف تطبيق البحث السببي املقارن عن غيره من املناهج البحثية في الخطوة األولى والثانية ألي موضوع‬
‫دراسة وهي‪ :‬توضيح كامل ملشكلة البحث متبعا في ذلك الخطوات العلمية املعروفة وهي بإيجاز‪:‬‬
‫‪ -‬موضوع الدراسة ويشمل على املقدمة واملدخل‪.‬‬
‫‪ -‬مشكلة الدراسة وتساؤالتها‪.‬‬
‫‪ -‬أهمية الدراسة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ملخص بحوث مادة " مناهج وتقنيات البحث في علوم اإلعالم واالتصال "‪ -‬سنة‪ -2‬سداس ي ‪-، 4‬فوج ‪ – 10:‬جامعة‬
‫الجزائر‪ -3‬كلية علوم اإلعالم واالتصال‪ -‬قسم علوم اإلعالم‬

‫‪ -‬أهداف الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬فروض الد راسة (وفيها اختالف في البحث السببي املقارن(‪.‬‬
‫‪ -‬مصطلحات الد راسة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلطار النظري والدراسات السابقة وفيه ي ا رجع الباحث أدبيات الدراسة ويذكرها‪،‬‬
‫ويتناول عدد من الدراسات السابقة في موضوع دراسته أو املتعلقة واملرتبطة بها ‪ .‬ويذكر عدد منها سواء‬
‫دراسات عربية أو أجنبية‪.‬‬
‫‪-4‬مميزات وصعوبات تطبيق املنهج املقارن‪:‬‬
‫أ‪-‬مميزات املنهج املقارن‪:‬‬
‫‪ ‬تؤدي البحوث املقارنة إلى زيادة قدرة الباحث على تقديم تفسيرات أكثر قوة للظاهرة املدروسة‪ ،‬إذ أن‬
‫هذه التفسيرات تستند إلى أدلة تجمع من عدة مجتمعات‪ ،‬وليس من مجتمع واحد‪ ،‬مما يقلل من تأثير‬
‫عوامل الصدفة‪ ،‬والتحيزات الثقافية‪.‬‬
‫‪ ‬البحوث املقارنة إلى تدعيم قدرة الباحث على زيادة مدى املتغيرات املدروسة التي يشملها تصميم البحث‬
‫باستخدام مؤشرات متنوعة مستمدة من أكثر من مجتمع مثل املؤشرات التي تستخدم لقياس املكانة‬
‫االجتماعية ‪ ،‬والتي تشمل في املجتمع الغربي‪ ،‬الدخل واملهنة‪ ،‬لكنها في املجتمعات النامية تشتمل أيضا على‬
‫مكان السكن ‪ ،‬والنسب األسري‪.‬‬
‫‪ ‬تسمح البحوث املقارنة باالستعانة بالعوامل والجوانب الثقافية واالجتماعية الخاصة بكل مجتمع‬
‫مدروس في تفسير النتائج‪ ،‬مما يدعم أيضا قوة هذه التفسيرات‪ ،‬ويزيد من صمودها في وجه االنتقادات‪.‬‬
‫ب‪ -‬صعوبات تطبيق املنهج املقارن‪:‬‬
‫‪ ‬من الصعب في كثير من األحيان تحديد السبب من النتيجة أو العلة من املعلول ‪ ،‬خصوصا إذا كان‬
‫التالزم بينهما هو تالزم قائم على الصدفة‪ ،‬وليس تالزما سببيا‪.‬‬
‫‪ ‬ال ترتبط النتائج غالبا وفي كثير من العلوم بعامل واحد‪ ،‬بل تكون حصيلة مجموعة من العوامل‬
‫املتداخلة واملتفاعلة مع بعضها البعض‪.‬‬
‫‪ ‬قد تحدث ظاهرة ما نتيجة لسبب ما في ظروف معينة‪ ،‬وقد تحدث هذه الظاهرة نتيجة لسبب آخر‬
‫يختلف عن السبب األول في ظرف آخر‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ملخص بحوث مادة " مناهج وتقنيات البحث في علوم اإلعالم واالتصال "‪ -‬سنة‪ -2‬سداس ي ‪-، 4‬فوج ‪ – 10:‬جامعة‬
‫الجزائر‪ -3‬كلية علوم اإلعالم واالتصال‪ -‬قسم علوم اإلعالم‬

‫‪ ‬املنهج التجريبي‬
‫‪-1‬تعريف املنهج التجريبي‪:‬‬
‫يمكن تعريف التجربة بأنها‪ :‬مالحظة الظواهر بعد تعديلها تعديال كبيرا أو قليال‪ ،‬أي التحكمفي الظروف‬
‫والشروط عن طريق بعض الظروف املصطنعة‪.‬يستخدم املنهج التجريبي في دراسة العالقة السببية القائمة‬
‫بين متغيرات الظاهرة الواحدة أو مجموعة ظواهر التجريب في جوهره تغيير عمدي ومضبوط للشروط‬
‫‪.‬‬
‫املحددة لحدث ما ‪ ،‬مع مالحظة التغيرات الواقعة في ذات الحدث وتفسيرها‬
‫املنهج التجريبي هو ‪ :‬املنهج الذي تتضح فيه معالم الطريقة العلمية في التفكير بصورة جلية‪ ،‬ألنه يتظمن‬
‫تنظيما يجمع البراهين بطريقة تسمح باختبار الفروض والتحكم في مختلف العوامل التي يمكن أن تؤثر في‬
‫الظاهرة موضع الدراسة ‪ ،‬والوصول إلى العالقات بين األسباب والنتائج ‪ .‬وتمتاز التجربة العلمية بأفكار إعادة‬
‫إجرائها بواسطة أشخاص آخرين مع الوصول إلى نفس النتائج إذا توحدت الظروف‪ .‬لذا فهو (املنهج التجريبي)‬
‫يقوم على"‪ é‬قاعدة (أن األمور املتماثلة تحدث في الظروف املتماثلة)‪ .‬فهو محاولة من الباحث للتحكم في‬
‫جميع املتغيرات والع وامل األساسية املكونة أو املؤثرة في تكوين الظاهرة ‪ ،‬باستثناء متغير واحد يقوم الباحث‬
‫بتطويعه أو تغييره بهدف تحديد وقياس تأثيره في العملية‪ .‬وهذا يعني أن التجريب ممكن فقط حين يكون‬
‫باإلمكان ضبط املتغيرات (‪.)....‬‬
‫‪-2‬إجراءات املنهج التجريبي وخطواته‪:‬‬
‫أ‪-‬إجراءات املنهج التجريبي‪:‬‬
‫‪ ‬التحكم في البيئة املحيطة باملوقف املدروس‪ ،‬قصد عزل التأثير العادي للمتغيرات املعترضة‪ .‬وهذا من‬
‫أجل توفير فرصة ظهور تأثير العامل التجريبي وقياسه‪.‬‬
‫‪ ‬التحكم في املتغير التجريبي وطريقة قياس تأثيره على مستوى املجموعات التجريبية كلها‪.‬‬
‫‪ ‬التحكم الجيد في اختيار عينة البحث املمثلة للمجتمع املبحوث بصورة دقيقة من خالل اختيار وحدات‬
‫مفردات مجموعات البحث بصورة متكافئة تبعد التأثيرات الجانبية املشوشة على عملية القياس محل‬
‫التجريب‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ملخص بحوث مادة " مناهج وتقنيات البحث في علوم اإلعالم واالتصال "‪ -‬سنة‪ -2‬سداس ي ‪-، 4‬فوج ‪ – 10:‬جامعة‬
‫الجزائر‪ -3‬كلية علوم اإلعالم واالتصال‪ -‬قسم علوم اإلعالم‬

‫ب‪-‬خطوات املنهج التجريبي‪:‬‬


‫إن أول خطوة يقوم بها الباحث في إجراء األبحاث التجريبية هي اختيار مشكلة قابلة للدراسة ‪ ،‬يطرح فيها‬
‫وجود عالقة سببية بينها وبين متغير واحد أو أكثر من ذاك في شكل سؤال أساس ي يجعل صياغة الفرضية‬
‫ممكنة‪ .‬وهذا في شكل إيجابي بتأكيد وجود هذه العالقة أو في شكل سلبي ينفي وجودها‬
‫بعد قيام الباحث بما ذكر سابقا‪ ،‬ينتقل إلى اختيار التصميم التجريبي املالئم الختيار مدى صحة الفرضية‬
‫املطروحة ‪ ،‬ألن التصميمات التجريبية تختلف من بحث إلى آخر‪ ،‬وذلك حسب طبيعة املشكلة والغاية من‬
‫دراستها ‪.‬أي بعد عملية إنشاء الفرضيات العلمية ‪ ،‬تأتي عملية التجريب على الفرضيات‪ ،‬إلثبات مدى سالمتها‬
‫وصحتها‪ ،‬عن طريق استبعاد الفرضيات التي يثبت يقينا عدم صحتها وعدم صالحيتها ‪ ،‬لتفسير الظواهر‬
‫والوقائع علميا‪ ،‬وإثبات صحة الفرضيات العلمية بواسطة إجراء عملية التجريب في أحوال وظروف وأوضاع‬
‫متغايرة ومختلفة‪ ،‬و اإلطالة والتنوع في التجريب على ذات الفرضيات‪ .‬وإذا ما ثبتت صحة الفرضيات علميا‬
‫ويقينيا تتحول إلى قواعد ثابتة وعامة ‪ ،‬ونظريات علمية تكشف وتفسر وتتنبأ بالوقائع والظواهر ‪.‬‬
‫‪-3‬أنواع التجارب‪:‬‬
‫أ‪-‬تجربة املجموعة الواحدة‪ ّ:‬إن أبسط تصميم تجريبي يعتمد مجموعة واحدة فقط من املفحوصين ‪ ،‬ويقوم‬
‫الباحث بمالحظة ‪ ،‬وقياس أي تغير يطرأ على الجماعة بعد أن يعرضها لعامل أو متغير محدد‪ .‬فإذا أراد‬
‫الباحث أن يدرس أثر فترات الراحة على أداء العمال‪ ،‬فإنه يحدد مسبقا مقدار إنتاجية العمال في مؤسسة‬
‫محددة‪ ،‬ثم يعطي لهؤالء فترات راحة ويراقب ما إذا حدث تغير في اإلنتاجية ‪ ،‬ويقيس هذا التغير‪.‬‬
‫ولكن حتى تؤدي طريقة املجموعة الواحدة نتائج إيجابية ‪ ،‬يجب التأكد من أنه تم التحكم في جميع العوامل‬
‫األخرى التي قد تؤثر على التجربة‪ .‬وهذا ما يصعب التحكم فيه أحيانا‪.‬‬
‫ب‪-‬التجربة على مجموعتين‪ :‬بحسب هذا النوع من التجارب يتم التعامل مع مجموعتين متشابهتين ‪ ،‬وفي‬
‫الوقت نفسه يقوم الباحث بعرض العامل التجريبي على مجموعة واحدة (املجموعة املفحوصة) من‬
‫املجموعتين مع تجاهل عرضه على املجموعة الضابطة ‪ ،‬بعدها تتم مقارنة املجموعتين‪ ،‬بهدف تعرف وجود‬
‫أي تغير ملموس على املجموعة املفحوصة أم ال؟‬
‫ت‪-‬التجربة على مجموعات عدة‪ :‬يرتكز هذا األسلوب على استخدام أكثر من مجموعة وبالتناوب‪ .‬الشرط‬
‫األساس ي لهذا النوع من التجارب هو وجود مجموعات متشابهة أو متكافئة لهذا النوع من التجارب هو وجود‬
‫مجموعات متشابهة أو متكافئة ن أمكن ‪ ،‬وذلك من أجل تطبيق العامل التجريبي على كل مجموعة بالتناوب ‪،‬‬
‫بحيث تصبح كل واحدة من املجموعات في املرة األولى مجموعة تجريبية ‪ ،‬وفي املرة الثانية مجموعة ضابطة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ملخص بحوث مادة " مناهج وتقنيات البحث في علوم اإلعالم واالتصال "‪ -‬سنة‪ -2‬سداس ي ‪-، 4‬فوج ‪ – 10:‬جامعة‬
‫الجزائر‪ -3‬كلية علوم اإلعالم واالتصال‪ -‬قسم علوم اإلعالم‬

‫وتجدر اإلشارة هنا إلى ضرورة توفر بعض الشروط إلنجاح البحث التجريبي ‪ ،‬منها أن تكون الفرضيات املراد‬
‫اختبارها ذات أساس نظري دقيق‪ ،‬كخطة أولى ‪ ،‬مع توفر إجراءات واضحة لعملية التجريب امليدانية أو‬
‫املخبرية كخطوة ثانية‪ ،‬باإلضافة إلى ضرورة وجود باحثين مجربين من ذوي املالحظة الدقيقة‪ ،‬حتى يمكن‬
‫الوصول إلى نتائج واقعية يمكن تعميمها على مجموعات أو عينات ممثلة ملجتمع الدراسة‪.‬‬
‫‪-4‬أهم مميزات املنهج التجريبي وصعوبات تطبيقه وعيوبه‪:‬‬
‫أ‪ -‬أهم مميزات املنهج التجريبي‪:‬‬
‫‪ ‬ارتفاع الثقة في نتائجه (معرفة أثر السبب على النتيجة ال استنتاجا بل تجريبا وجزما)‪.‬‬
‫‪ ‬ضبط املتغيرات الخارجية ذات األثر على املتغير التابع‪ ،‬يساعد على الجزم بمقدار أثر السبب‬
‫على النتيجة ‪ .‬حيث يمكن التنبؤ بصالحية أي تغيير إصالحي في الظاهرة املدروسة‪.‬‬
‫‪ ‬تعدد تصميمات املنهج التجريبي وتطور وسائل القياس جعل املنهج التجريبي منهج مرن يمكن تكييفه‬
‫لحاالت كثيرة ومتنوعة‪.‬‬
‫‪-‬يمكن للباحث في املنهج التجريبي أن يكرر التجربة أكثر من مرة‪ ،‬وبهذا يملك الفرصة من التأكد من صحة‬
‫نتائجه‪.‬‬
‫ب‪ -‬صعوبات تطبيق املنهج التجريبي‪:‬‬
‫يكتنف املنهج التجريبي صعوبات عديدة‪ ،‬شأنها في ذلك شأن طرق البحث األخرى‪ ،‬وذلك بالنسبة الختبار‬
‫الفرض عن طريق التجريب ‪ ،‬ولعل أكثر هذه األخطاء شيوعا‪ ،‬هو ميل الباحث الطبيعي لالعتماد على النتائج‬
‫التي يحصل عليها في تجربة واحدة‪ ،‬وعلى كل حال فإذا كانت التجربة قد أجريت بطريقة سليمة فإن النتائج‬
‫التي يحصل عليها الباحث ستكون هي نفسها النتائج التي يتم التوصل إليها عند إعادة التجربة‪ ،‬هذا ويوص ي‬
‫البعض بتكرار التجربة ولو مرة واحدة على األقل‪ ،‬إذا أردنا أن نطمئن إلى النتائج التي توصلنا إليها‪ ،‬وإن كان‬
‫من املفضل تكرار التجربة مرات عديدة‪.‬‬
‫وهناك مصدر آخر للخطأ‪ ،‬وهو عدم توفر األدوات واألجهزة الدقيقة‪ ،‬ذلك ألن استخدام األجهزة غير‬
‫الدقيقة في التجربة كثيرا ما يؤدي إلى بيانات ونتائج غير دقيقة‪ ،‬وبالتالي فشل التجربة والدراسة نهائيا‪.4‬‬
‫ت‪-‬عيوب املنهج التجريبي‪:‬‬
‫‪ ‬حاجة املنهج التجريبي في العلوم اإلنسانية إلجراءات إدارية معقدة‪ ،‬فالباحث الذي يريد إجراء أسلوب‬
‫تجريبي جديد في التدريس (‪ ، )....‬يحتاج إلى إذن من قبل الوزارة –إدارة التعليم‪-‬اإلشراف التربوي‪-‬‬
‫املدرسة‪ -‬تدريب املعلمين‪ .‬مما يقلل من ميل الباحثين ملثل هذه املناهج‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ملخص بحوث مادة " مناهج وتقنيات البحث في علوم اإلعالم واالتصال "‪ -‬سنة‪ -2‬سداس ي ‪-، 4‬فوج ‪ – 10:‬جامعة‬
‫الجزائر‪ -3‬كلية علوم اإلعالم واالتصال‪ -‬قسم علوم اإلعالم‬

‫‪ ‬عادة ما يجري املنهج التجريبي على عينة محدودة ‪ ،‬مما يجعل من الضروري أن تكون ممثلة للمجتمع‬
‫األصلي تمثيال دقيقا حتى يمكننا تعميم النتائج‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبة إيجاد مجموعتين متكافئتين تماما في كل العوامل‪ ،‬وبذلك تتأثر النتائج بالفروق بين املجموعات‪.‬‬
‫‪ ‬من الصعب على الباحث في العلوم اإلنسانية ضبطه لكافة العوامل املؤثرة في الظاهرة اإلنسانية؛ لتأثرها‬
‫بعوامل عدة‪.‬‬
‫‪ ‬يواجه استخدام املنهج التجريبي في العلوم اإلنسانية صعوبات أخالقية ‪ ،‬تمنع إخضاع اإلنسان لبعض‬
‫أنواع التجريب التي قد تؤثر عليه‪.‬‬
‫‪ ‬يميل األفراد الذين يشعرون أنهم يخضعون للتجربة إلى تعديل سلوكهم أو استجابتهم لتلك التجربة‪.‬‬
‫‪ ‬تحليل املضمون‬
‫‪-1‬تعريف تحليل املضمون‪:‬‬
‫يعرف "موريس أنجرس" تحليل املحتوى على أنه تقنية غير مباشرة للتقص ي العلمي تطبق على املواد‬
‫املكتوبة ‪ ،‬املسموعة أو املرئية ‪ ،‬والتي تصدر عن األفراد أو الجماعات ‪ ،‬حيث يكون املحتوى غير رقمي ‪،‬‬
‫ويسمح بالقيام بسحب كيفي أو كمي بهدف التفسير والفهم واملقارنة‪.‬‬
‫من جهته؛ يعرف أحمد بن مرسلي تحليل املضمون على أنه األسلوب املستخدم في بحث مواد اإلعالم‬
‫واالتصال ‪ ،‬من خالل الوصف الكمي للبيانات املستهدفة بالدراسة عبر تحويلها إلى معطيات رقمية تساعد‬
‫على معالجتها اإلحصائية ‪ ،‬بكيفية تمكن من استنتاج القيم واألفكار الكامنة وراء هذه البيانات الصريحة ‪،‬‬
‫عن طريق التعبير عن هذه االستنتاجات كيفيا‪ .‬يعتمد في تحليل املضمون على أسلوبين من التحليل‪ :‬الكمي‬
‫القائم على تقديم املسح العددي للمواد املدروسة في شكل أرقام باستخدام الجداول والرسومات التوضيحية‬
‫والبيانية والنوعي (الكيفي) في تحليل وقراءة هذه األرقام لكشف الجوانب التي تعبر عنها كمعطيات مادية‬
‫تحمل مدلوالت معينة البد من الوصول إليها‪.‬وذكرت الباحثة نوال محمد عمر في هذا الصدد أن تحليل‬
‫املضمون هو تفكيك ما ينتجه القائمون على وسائل اإلعالم الجماهيري املكتوبة واملسموعة واملرئية‬
‫من مضامين متنوعة إلى إجزاء مادية (دالية ‪ /‬مبنائية)‪ ،‬تسمح بكشف الرموز والصيغ املختلفة املستخدمة‬
‫في التعبير عن القيم واألفكار املراد توصيلها إلى الطرف اآلخر في عملية االتصال‪.‬‬
‫‪ -2‬استخدامات تحليل املضمون ‪:‬‬
‫‪ ‬تحليل محتوى املادة التي ترمي إليها وسائل االتصال الجماهيري‪ ،‬مثل الصحف واملجالت‪ ،‬وبرامج اإلذاعة‬
‫املرئية واملسموعة‪ .‬فالباحث الذي يرمي إلى تحليل محتوى املادة التي ترمي إليها وسائل االتصال يتساءل‬

‫‪19‬‬
‫ملخص بحوث مادة " مناهج وتقنيات البحث في علوم اإلعالم واالتصال "‪ -‬سنة‪ -2‬سداس ي ‪-، 4‬فوج ‪ – 10:‬جامعة‬
‫الجزائر‪ -3‬كلية علوم اإلعالم واالتصال‪ -‬قسم علوم اإلعالم‬

‫عادة على مضمون الرسالة االتصالية‪ ،‬إلى جانب التساؤل عن عناصر العملية االتصالية املتمثلة في (من‬
‫يقول ماذا‪ ،‬إلى من‪ ،‬كيف وما هو األثر)‪ ،‬حيث نلحظ أن األدبيات تزخر بهذا النوع من الدراسات النظرية‬
‫والتطبيقية‪ .‬فوسائل االتصال الجماهيري ترمي عادة إلى توصيل رسائل محددة إلى قرائها عن طريق‬
‫الرموز االجتماعية والسياسية وغيرها من الرموز األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬تحليل النص للوصول إلى االستنتاجات عن املرسل من ناحية‪ ،‬وعن األسباب أو خلفيات الرسالة‬
‫االتصالية من ناحية أخرى‪ .‬فمن خالل تحليل مضموم النصوص يمكن للباحث التمييز بين كتاب أو‬
‫مؤلفين‪ ،‬حيث يمكن تمييز باحث عن آخر من خالل الكلمات أو التعبيرات املميزة لكل منهم على حدة‪.‬‬
‫‪ ‬يستخدم تحليل املضمون الستنتاج أوجه التغير الثقافي والثقافة‪ ،‬عن طريق قيام الباحث مثال بتحليل‬
‫مضمون األدبيات السائدة في أكثر من ثقافة مختلفة‪.‬‬
‫‪-3‬الخطوات املنهجية لتحليل املحتوى‪:‬‬
‫يمكن أن تكون الخطوات التالية كإطار عام لهذا التحليل‪ ،‬كما يمكن أال تتبع هذه الخطوات بالتتابع‬
‫املشار إليه‪ ،‬إذ قد تتضمن املراحل األولية للتحليل بعض هذه الخطوات مجتمعة‪:‬‬
‫‪ -2‬تحديد مجتمع البحث‪.‬‬ ‫‪-1‬صياغة سؤال البحث أو الفرض‪.‬‬
‫‪-4‬اختيار وتحديد وحدة التحليل‪.‬‬ ‫‪-3‬اختيار العينة املناسبة من املجتمع‪.‬‬
‫‪-6‬وضع نظام للتعبير الكمي‪.‬‬ ‫‪-5‬إعداد الفئات التي سيتم تحليلها‪.‬‬
‫‪ -7‬القيام بدراسة مبدئية للتأكد من الثقة ‪Reliability‬‬
‫‪-9‬تحليل البيانات املجمعة‪.‬‬ ‫‪ -8‬تكويد املحتوى بناء على التعاريف املوضوعة‪.‬‬
‫‪-10‬الوصول للنتائج والبحث عن داللتها‪.‬‬
‫‪-4‬تنظيم تحليل املضمون‪:‬‬
‫أ‪ -‬وحدات تحليل املضمون‪:‬‬
‫أوال‪ -‬وحدة الكلمة‪ :‬هي الجزء األصغر في اللغة املكتوبة أو في اللفظ املنطوق ‪ ،‬الذي يمكن استخدامه‬
‫في حساب معنى معين أو مفهوم ما أو رمز محدد‪ ،‬أو شخصية بذاتها يدور حولها النص‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬وحدة املوضوع‪ :‬وتعرف أيضا بوحدة الفكرة التي يدور حولها املوضوع‪ .‬لذا تستخدم كوحدة عد‬
‫في قياس املوضوعات ‪ ،‬وكوحدة تسجيل في حساب األفكار الخاصة باألسباب والدوافع واآلراء والتصرفات‬
‫والقيم واالعتقادات واالتجاهات‪...‬إلخ‪ .‬ووحدة الفكرة غير ثابتة الشكل ‪ ،‬من حيث الظهور ‪ ،‬فيمكن العثور‬

‫‪20‬‬
‫ملخص بحوث مادة " مناهج وتقنيات البحث في علوم اإلعالم واالتصال "‪ -‬سنة‪ -2‬سداس ي ‪-، 4‬فوج ‪ – 10:‬جامعة‬
‫الجزائر‪ -3‬كلية علوم اإلعالم واالتصال‪ -‬قسم علوم اإلعالم‬

‫عليها في جملة أو فقرة كاملة أو نص مستقل ‪ .‬وهي مرتبطة الظهور هنا حسب املستوى اللغوي ‪ ،‬الذي يجري‬
‫على أساسه التحليل‪.‬‬
‫ثالثا‪-‬وحدة املساحة والزمن ‪ :‬وهي املقاييس املادية التي يستخدمها الباحث في حساب املضامين الصحفية‬
‫فوق صفحات الجرائد واملجالت ‪ ،‬أو الوقت ‪ ،‬الذي يستغرقه بث برنامج معين ‪ ،‬حيث يعتمد في قياس‬
‫مساحات املواد الصحفية فوق صفحات الدوريات على وحدة العمود في حالة ثبات إخراج املواد املدروسة‬
‫فوق صفحات هذه الدوريات على نفس النمط ‪ ،‬من حيث توزيع األعمدة خالل فترة الدراسة ‪.‬أما في الحاالت‬
‫التي يؤخذ فيها بأنماط متعددة في إخراج املواد املعالجة فوق صفحات الدوريات املدروسة ‪ ،‬ودائما من حيث‬
‫توزيع األعمدة ‪ ،‬التي تكون هنا غير متساوية ‪ ،‬أو عدم اعتماد نظام العمود نهائيا‪ -‬على غرار ما يتم في إخراج‬
‫اإلعالنات خالل فترة الدراسة –فيستخدم السنتمتر مربع كوحدة قياس حسابي‪ .‬في حين تعتبر الدقيقة‬
‫الوحدة الزمنية األساسية لل قياس الكمي للمضامين الصوتية واملرئية في األشرطة ‪ .‬كما يمكن اعتماد وحدة‬
‫املتر في القياس الكمي ملحتويات األفالم السينمائية‪.‬‬
‫رابعا ‪-‬وحدة الشخصية‪ :‬تطبق وحدة الشخصية في القياس الكمي ملحتويات القصص واملسرحيات‬
‫والتمثيليات واملسلسالت والكتابات‪ ،‬التي تتناول حياة الشخصيات ‪ ،‬وسيرهم الذاتية ‪ ،‬لتحليل شخصياتهم‬
‫الحقيقية والخيالية في النص املدروس ‪ ،‬للتعرف عليها وضبط درجة تكرارها تكرارها وأسلوب إظهارها ‪.‬‬
‫خامسا‪-‬وحدة مفردة النشر‪ :‬وهي النوع اإلعالمي الذي يختاره منتج املادة املدروسة في توصيل هذه األخيرة‬
‫إلى الجمهور املستهدف ‪ .‬مثل ‪ :‬كتاب ‪ ،‬قصة‪ ،‬فلم‪ ،‬مقال ‪ ،‬تحقيق ‪ ،‬خبر ‪ ،‬إعالن ‪ ،‬صورة ‪ ،‬برنامج إذاعي ‪،‬‬
‫برنامج تلفزيوني ‪ ،‬مسلسل ‪ ،‬مسرحية ‪ ،‬نشرة أخبار‪...‬إلخ‪)...( .‬‬
‫سادسا‪-‬وحدة السياق ‪ :‬وحدات السياق هي تلك الوحدات اللغوية (جملة ‪ ،‬فقرة‪ ،‬نص كامل) ‪ ،‬التي يعود إليها‬
‫الباحث في بحثه عن املعاني الخاصة بالجوانب محل التحليل في املادة املدروسة ‪ .‬وهي الوحدة اللغوية األكبر‬
‫من وحدة التسجيل ‪ ،‬ألنها الحاوية ملعناها املبحوث‪ .‬فمثال فإذا كان املعنى الخاص بكلمة معينة هو وحدة‬
‫التحليل (وحدة التسجيل) ‪ ،‬فإن الجملة هي التي يمكن أن تكون وحدة قياسها ‪ ،‬ألنها املجال اللغوي األكبر ‪،‬‬
‫الذي يمكن الباحث من التعرف على املعنى الدقيق لهذه الكلمة ‪ ،‬وأيضا الفقرة بالنسبة ملعنى الجملة والنص‬
‫بالنسبة ملعنى الفقرة ‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة في هذا التحليل إلى التمييز بين مصطلحي وحدة التسجيل ووحدة العد‪ ،‬كما يلي ‪:‬‬
‫سابعا ‪-‬وحدة العد‪ :‬هي وحدة التحليل األساسية ‪ ،‬التي يستخدمها الباحث في القياس الكمي لحجم املادة‬
‫املدروسة في شكلها املادي الذي ظهرت فيه ‪ .‬أي قياس الوحدات املادية ‪ :‬مثل املساحات والزمن ومفردة النشر‬

‫‪21‬‬
‫ملخص بحوث مادة " مناهج وتقنيات البحث في علوم اإلعالم واالتصال "‪ -‬سنة‪ -2‬سداس ي ‪-، 4‬فوج ‪ – 10:‬جامعة‬
‫الجزائر‪ -3‬كلية علوم اإلعالم واالتصال‪ -‬قسم علوم اإلعالم‬

‫‪...‬إلخ‪ .‬والتي ال نحتاج في عدها إلى االستعانة بوحدات السياق للعثور عليها ‪ ،‬ألنها وحدات مادية يتم حسابها‬
‫بصورة مباشرة ‪ ،‬وفق الكيفيات التي تناولناها سابقا‪.‬‬
‫ثامنا‪-‬وحدة التسجيل ‪ :‬إن وحدة التسجيل تختلف عن وحدة العد ‪ ،‬كونها تعتمد على عنصر املعنى في ترميز‬
‫املدلوالت املستهدفة في التحليل واملشكلة ألغراضه النهائية ‪ .‬هذه املدلوالت (املعاني) التي يمكن أن نعثر عليها في‬
‫كلمة واحدة أو في مجموعة كلمات (جملة‪ ،‬فقرة ‪ ،‬نص)‪ ،‬أو عالقة محددة بين كلمات‪...‬إلخ‪ .‬وهي بذلك وحدة‬
‫املعنى التي نقوم بدراستها انطالقا من مباني لغوية ومادية أخرى متباينة الشكل ‪ ،‬املعروفة في البحث العلمي‬
‫بوحدة السياق‪.‬‬
‫ب‪ -‬فئات التحليل ‪:‬‬
‫‪L’analyse du contenu vaut ce que valent ces catégories -‬‬
‫هكذا يعبر عن أهمية الفئات في تحليل املحتوى‪ ،‬بل أبعد من هذا فإن تحليل املحتوى هو الفئات ‪،‬‬
‫جاءت لتسهيل التحليل وتصنيفه بأعلى نسبة ممكنة من املوضوعية والشمول وعليه تسعى عملية وضع‬
‫الفئات إلى تنظيم وفي نفس اإلطار أشياء أو أشخاص من نفس الطبيعة‪ ،‬وهي تهدف إلى تقسيم املحتوى‬
‫إلى منظومة من األفكار التي لها عالقة مباشرة بإشكالية وأهداف الدراسة ‪ ،‬ومنه تجنب باقي األفكار التي‬
‫ال تخدم تلك التوجهات‪ ،‬وعلى هذا فإنه ال توجد أفكار نمطية صالحة لكل أنواع البحوث‪ ،‬بل يتوقف‬
‫اختيارها على إشكالية البحث وأهدافه‪ ،‬كما يتوقف على طبيعة املحتوى املراد تحليله وطبيعة الدراسة‬
‫وقيمتها‪.‬‬
‫الش يء الواجب التأكيد عليه هنا هو ‪ :‬أن العمل بفئات التحليل يخضع إلى خطوتين أساسيتين ‪ ،‬حيث‬
‫تبدأ الخطوة األولى بجرد وحدات التحليل في املادة املدروسة ‪ ،‬ثم القيام في الخطوة الثانية بتجميع هذه‬
‫العناصر إلى مجموعات معينة ‪ .‬أي إلى فئات يتم تحديدها وفق املبدإ السالف الذكر ‪ .‬لكن اإلجراءات‬
‫الواجب اتخاذها في هذه العملية تتمثل في ‪ :‬أن تصنيف كل وحدة تحليل يكون مرة واحدة في فئة معينة ‪،‬‬
‫وفق ما يحقق األهداف النهائية للبحث ‪ .‬في إجراء البحوث التحليلية للمواد اإلعالمية ‪ ،‬يمكن أن يستهدف‬
‫هذا التحليل جانب ماذا قيل من موضوعات في النص الخاضع للتحليل أو جانب كيف قيل ‪ .‬أي كيف تم‬
‫عرض هذه املعلومات املدروسة من حيث القوالب الفنية املستخدمة (خبر‪ ،‬تحقيق‪ ،‬مقال أو شكل‬
‫العبارة ‪ ،‬أو نوع اللغة أو طبيعة املوقع‪...‬إلخ)‪.‬توضع فئات التحيل وفق محددات واضحة تعد بصورة‬
‫دقيقة ‪ ،‬انطالقا من املتطلبات البحثية املطروحة في العرض النظري ملشكلة البحث ‪ ،‬أو املثارة في‬
‫التساؤالت والفروض ‪ ،‬أو املسطرة في النتائج النهائية للتحليل‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ملخص بحوث مادة " مناهج وتقنيات البحث في علوم اإلعالم واالتصال "‪ -‬سنة‪ -2‬سداس ي ‪-، 4‬فوج ‪ – 10:‬جامعة‬
‫الجزائر‪ -3‬كلية علوم اإلعالم واالتصال‪ -‬قسم علوم اإلعالم‬

‫ت‪-‬تصميم استمارة التحليل‪:‬‬


‫يتم استخدام استمارة التحليل خالل عملية املالحظة ‪ ،‬ورصد أو تسجيل البيانات أو الوحدات التي‬
‫يتم عليها العد أو القياس ‪ .‬وتعتبر هذه االستمارة في حد ذاتها إطارا متكامال للرموز الكمية بكل وثيقة من‬
‫عينة وثائق التحليل –الحف أو الصفحات‪ -‬ولذلك يقوم الباحث بتصميم هيكلها العام بحيث تشمل‬
‫األقسام التالية ‪:‬‬
‫‪-‬البيانات األولية عن الصحيفة ‪ ،‬مثل رقم العدد ‪ ،‬وتاريخه ‪ ،‬وعدد صفحاته ‪.‬‬
‫‪-‬فئات التحليل ‪.‬‬
‫‪-‬وحدات التحليل‪ ،‬وهي نفسها وحدات العد في حالة استخدام التكرار كوسيلة للرصد والتسجيل‪.‬‬
‫‪-‬وحدات القياس ‪ ،‬في حالة عدم االعتماد على التكرار كوسيلة للعد والقياس ‪ .‬مثل قياس املساحة أو‬
‫الزمن‬
‫‪-‬مالحظات يسجل فيها الباحث البيانات الكيفية التي ال يسمح تصميم االستمارة بتسجيلها تسجيال كميا‪.‬‬
‫وتعتبر بعد ذلك الجداول التفريغية جزء مكمال الستمارة التحليل ‪ ،‬بحيث تختص االستمارة الواحدة‬
‫بوثيقة واحدة من وثائق التحليل وتضم بياناتها الكمية ‪ ،‬ويهتم الباحث أيضا بتصميم هذه الجداول‪،‬‬
‫ويفرغ كل منها مجموعة البيانات الخاصة بمجموعة الوثائق ذات الخصائص أو السمات الواحدة ‪ ،‬مثل‬
‫الوحدات الزمنية ‪ ،‬أو وحدات التصنيف الرئيسية أو غيرها من املعايير التي يتم تصنيف الوثائق على‬
‫أساسها‪ ،‬تبعا ألهداف الدراسة‪.‬‬
‫ث‪ -‬تحديد أسلوب العد والقياس‪:‬‬
‫يعتبر التصنيف الذي يضعه الباحث لكل من فئات التحليل ‪ ،‬ووحدات التحليل ‪ ،‬األساس الذي‬
‫يعتمد عليه في تحديد أسلوب العد والقياس ‪ ،‬ذلك أن التعامل مع الوحدات الكبيرة مثل املوضوع ‪،‬‬
‫يختلف عن التعامل مع الوحدات األصغر كالجمل والكلمات ‪ ،‬وإن كان هذا ال يمنع من استخدام تكرار‬
‫النشر في جميع الحاالت كمقياس لهذه الوحدات ‪ .‬ويصطدم التكرار في حاالت عديدة بصعوبة تعبيره عن‬
‫القيمة أو الوزن املقارن وعلى سبيل املثال ال يمكن أن نقارن بين املوضوعات الفئوية على أساس تكرار‬
‫النشر ‪ ،‬دون أن نضع في اعتبارنا مساحة وموقع النشر ‪ ،‬التي تعكس القيمة الحقيقية للموضوع أو تؤكد‬
‫االتجاه في الوسيلة اإلعالمية‪ .‬ولذلك تثير هذه املرحلة عند الباحث محاولة اكتشاف العالقة بين‬
‫املتغيرات الخارجية املصاحبة للموضوع عند النشر‪ ،‬مثل املساحة ‪ ،‬واملوقع من الصفحة أو الصفحات‬
‫وكذلك مساحة العنوان‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ملخص بحوث مادة " مناهج وتقنيات البحث في علوم اإلعالم واالتصال "‪ -‬سنة‪ -2‬سداس ي ‪-، 4‬فوج ‪ – 10:‬جامعة‬
‫الجزائر‪ -3‬كلية علوم اإلعالم واالتصال‪ -‬قسم علوم اإلعالم‬

‫ج‪-‬جمع البيانات الكمية‪ :‬وتتم هذه الخطوة على مرحلتين ‪ :‬األولى وتستخدم فيها استمارة التحليل‬
‫لجمع البيانات الخاصة بكل وثيقة ‪ ،‬الثانية يتم فيها تصنيف االستمارات إلى مجموعات طبقا ملعيار‬
‫التصنيف الذي يراه الباحث ‪ ،‬مصدر‪/‬زمني‪ /‬فئة من الفئات‪...‬إلخ‪ .‬ثم تفريغ هذه املجموعات في‬
‫الجداول التفريغية الخاصة بكل تصنيف على حدى ‪ .‬وذلك لتسهيل استخراج النتائج وعرضها بإحدى‬
‫الطرق اإلحصائية‪.‬‬
‫ح‪-‬استخراج النتائج وعرضها إحصائيا‪.‬‬
‫خ‪-‬إجراء اختبارات الثبات والصدق‪ :‬إن البحوث الكمية أكثر تقنينا وضبطا‪ ،‬في حين أن البحوث‬
‫الكيفية أقل تحديدا وأكثر تأثرا بذاتية امل بحوثين‪ ،‬وإذا كان التقنين والضبط يرتبطان بالثبات ‪ ،‬فإن‬
‫فهم االستجابات الذاتية للمبحوثين يؤدي إلى تفسير أكثر صدقا لها‬
‫هناك عدة طرق لتقديرالثبات في تحليل املضمون‪ ،‬كما يلي‪:‬‬
‫إعادة التحليل‪ :‬يقوم الباحث بتحليل عينة من املادة قيد الدراسة ويترك تلك املادة لفترة كافية‬ ‫‪-1‬‬
‫من الزمن (أسبوعين أو أكثر)‪ ،‬ثم يعود لتحليل املادة نفسها‪ .‬ويستخرج معامل االتفاق بين‬
‫التحليلين‪.‬‬
‫االتفاق بين محللين مستقلين ‪ :‬يقوم محلالن مستقالن بتحليل العينة نفسها‪ ،‬ثم يجري حساب‬ ‫‪-2‬‬
‫معامل االتفاق بين التحليلين‪.‬وتشير الدراسات إلى أن معامل الثبات املقبول يفوق (‪. )% 80‬‬
‫إذن‪ ،‬يعني بالثبات‪ ،‬حدوث توافق أو تطابق بين النتائج التي يتوصل إليها أكثر من باحث يستخدم نفس‬
‫فئات التحليل على نفس املضمون‪ .‬أما املقصود بالصدق في حالة الدراسات التي تستخدم أسلوب تحليل‬
‫املضمون‪ ،‬هو صالحية فئات تحليل املضمون لقياس ما هو مراد قياسه‪.‬‬
‫د‪ -‬التفسير واالستدالل‪ :‬وهي املرحلة األخيرة التي يجيب فيها الباحث على كل التساؤالت املرتبطة بأهداف‬
‫الدراسة ‪ ،‬ذات العالقة بمحتوى الصحف (مثال)‪ .‬وهذا بعد معالجة البيانات في مستويين من التحليل‬
‫هما‪ :‬املستوى الظاهري ‪ :‬الذي يتناول وصف البيانات الظاهرة في املضمون كما عبر عنه صاحبها بشكل‬
‫صريح‪ .‬وهي البيانات التي يقوم الباحث بقياسها وإحصاء تكرارها في شكل مادي أو معنوي إحصاء دقيقا ‪،‬‬
‫ثم تصنيفها إلى الفئات املعتمدة في التحليل‪ .‬املستوى االستداللي الذي يتخطى حدود وصف املضمون‬
‫الصريح كميا ‪ .‬على غرار ما حصل في املستوى األول إلى محاولة استخالص النتائج من املعطيات الكمية‬
‫املحصل عليها في فئات التحليل ‪ .‬وهذا من خالل بناء جملة من العالقات القائمة بين األرقام اإلحصائية‬
‫املسجلة (‪ .)....‬الش يء الذي يبين أن صالحية هذه األداة ال تنحصر في وصف الظاهرة اإلعالمية فحسب ‪،‬‬

‫‪24‬‬
‫ملخص بحوث مادة " مناهج وتقنيات البحث في علوم اإلعالم واالتصال "‪ -‬سنة‪ -2‬سداس ي ‪-، 4‬فوج ‪ – 10:‬جامعة‬
‫الجزائر‪ -3‬كلية علوم اإلعالم واالتصال‪ -‬قسم علوم اإلعالم‬

‫وإنما أيضا في تفسير مسبباتها واالستدالل عن مصادرها وتأثيراتها املختلفة على الجمهور‪ ،‬لدرجة أن‬
‫بعض الباحثين ‪ .‬مثل محمد عبد الحميد اعتبر تحليل املضمون منهجا قائما بذاته‬
‫‪-5‬مزايا وعيوب تحليل املضمون‪:‬‬
‫أ‪ -‬مزايا تحليل املضمون‪:‬‬
‫‪ ‬إن عدم االتصال املباشر باملصادر البشرية يمكن أن يقلل من احتمال تدخل ذاتي للمصدر البشري‬
‫الذي يقدم املعلومات‪ ،‬أو يقلل من إمكان وقوع هذا املصدر في أخطاء مقصودة أو غير مقصودة‪.‬‬
‫‪ ‬ال يؤثر الباحث في املعلومات التي يقوم بتحليلها فتبقى كما هي وبعد إجراء الدراسة ‪.‬‬
‫‪ ‬هناك إمكانية إلعادة إجراء الدراسة مرة ثانية ومقارنة النتائج مع املرة األولى لنفس الظاهرة أو مع نتائج‬
‫دراسة ظواهر وحاالت أخرى‪.‬‬
‫ب‪ -‬عيوب تحليل املضمون‪:‬‬
‫‪ ‬كون بعض الوثائق التي يحللها الباحث ليست واقعية‪ ،‬بل تمثل صورة مثالية‪.‬‬
‫‪ ‬قد ال يستطيع الباحث االطالع على بعض الوثائق الهامة والتي تتسم بطابع السرية‪.‬‬
‫‪ ‬قد تكون بعض الوثائق محرفة أو مزورة‪ ،‬مما يؤدي إلى نتائج خاطئة بعد تحليلها‪.‬‬

‫‪25‬‬

You might also like