Professional Documents
Culture Documents
تتنوع استعماالت األرض داخل المدينة مهما صغر حجمها .وتقسم المنطقة إلى عدة استعماالت أساسية
تتمثل بالوظائف التي تقوم بها وتقدم خدمة لسكانها أو سكان األقاليم المحيطة بها ،ومن تلك الوظائف السكنية
وال تجارية واإلدارية والصناعية والدينية والترفيهية ،وكلما كبر حجم المدينة وازدادت أهمية موقعها كلما ازداد تنوع
استعماالت األرض فيها وأضيفت إلى وظائفها وظائف جديدة كاالستعمال الصناعي والصحي والتعليمي واستعماالت
األرض للنقل وغيرها .
إن توزيع استعماالت األرض داخل المدينة والتي تظهره خرائط خاصة بها وتجاور بعضها البعض من حيث
التجاذب أو التنافر یسمى التركيب الداخلي للمدينة أو البنية الداخلية .
وبالرغم من التشابك والتداخل بين استعماالت األرض المختلفة في المدينة ،فأن المهتمين بدارسة المدن
من جغارفيين واجتما عيين واقتصاديين قد اكتشفوا قوانين وأفكار ونظريات تفسر توزيع استعماالت األرض سواء
من حيث قربها لقلب المدينة أو ابتعادها عنه نحو األطراف.
ويجب أن نشير إلى أنه ال توجد نظرية متكاملة تنطبق في تفسيرها لجميع االستعماالت ولكل المدن ،وان
استعماالت األرض داخل المدن ليست أماكن ثابتة معلومة الحدود والمساحات أو قوالب جامدة غير متحركة
بل العكس فأن الوظائف داخل المدن تتفاعل وتتنافس على احتالل األ ارضي ويتوسع بعضها ويتطور ويتقلص
بعضها وينتقل ليفسح المجال لوظائف أخرى .
ويقسم الباحثين المدينة إلى ثالثة قطاعات رئيسية هي -:
-1القطاع المركزي Central Zone
-2القطاع األوسط Middle Zone
-3القطاع الخارجيOuter or Peripheral Zone
ظهرت هذه النظرية بعد أن قام الباحث االجتماعي "آرنست برجس" بدارسة لمدينة شيكاغو في
الوالیات المتحدة األمريكية عام . 1925وجوهر هذه النظرية يتلخص بـان (اتساع المدن یحدث
بشكل دوائر متداخلة مشتركة المركز) واعتبر ذلك نموذج ينطبق على جميع المدن وخاصة الكبيرة
منها ،واستطاع أن یميز خمس مناطق دائرية هي- :
-1المنطقة التجارية المركزية -2المنطقة االنتقالية -3منطقة دور العمال -4منطقة
الدور الجيدة و المتوسطة النوعية -5منطقة الذهاب و اإلیاب (الضواحي )
وعلى الرغم من إن هذه المناطق تختلف في اتساعها ،إال انه أرى أن المدينة تنمو وتتطور
على شكل عملية تبدأ من الداخل إلى الخارج ،ويرجع سبب التوسع إلى الضغط الذي يولده نمو
المنطقة التجارية والصناعية على المنطقة السكنية ،باإلضافة إلى نمو هذه المنطقة عند اإلطراف
ورغبة سكانها االبتعاد عن مركز المدينة الصاخب .
المنطقة التجاریة المركزیة :تمثل هذه المنطقة قلب المدينة وتلتقي عندها أهم طرق النقل -1
الداخلي وتتميز بانها مركز النشاط التجاري في المدينة ،حيث تشتهر بمحالتها وفنادقها ومصارفها والدوائر
الحكومية وعيادات األطباء وغيرها من الخدمات األخرى ،كما تتميز بارتفاع العمارات فيها ،اذ ان سعر
األرض فيها يؤدي الى التوسع العمودي الستغالل أمثل لألرض ،أما أطراف هذه المنطقة فتتصف باختالط
الوظائف المختلفة ،ففيها محالت بيع المفرد والجملة ومحالت خزن البضائع وبعض الصناعات الخفيفة
المنطقة اًلنتقالية :تتميز هذه المنطقة بتباين الوظائف المنتشرة فيها ،وهي انتقالية .ألنها تجمع -2
بين صفات المنطقة األولى والثالثة ،وعند نمو المدينة تتعرض المنطقة السكنية الى غزو المؤسسات
التجارية والصناعات الخفيفة في المنطقة األولى ،لذا فأن الدور السكنية تصبح قدیمة ومتدهورة وبذلك تحتلها
العوائل ذات الدخل الواطئ ،وتكثر في هذه المنطقة مؤسسات تجارية واجتماعية كما تكثر فيها الدور
القدیمة بعد أن هجرها أصحابها بعد أن ارتفع مستوى معيشتهم ،ومع ذلك يبقى سعر األرض مرتفعا
منطقة دور العمال :یسكن هذه المنطقة العمال والموظفون من ذوي الدخل المحدود ،اذ یفضل . -3
هؤالء السكن قرب مواقع أعمالهم مستفيدين من فرق أجرة النقل والوقت .
منطقة الدور الجيدة والمتوسطة النوعية :تشمل هذه المنطقة على أغلب األحياء السكنية -4
ألصحاب األعمال التجارية وذوي المهن یسكن األغنياء في بيوت مستقلة وذات حدائق ،
وتحتوي هذه المنطقة على الحدائق العامة والمراكز التجارية المحلية التي تقدم خدمات وبضائع
االستهالك المحلي اليومي.وبضائع ذات االستهالك المحلي اليومي .
منطقة الذهاب واإلیاب الضواحي :تتكون هذه المنطقة من مجموعة من المدن الصغيرة -5
والضواحي وفيها تسكن مجموعات متباينة في طبقاتها االجتماعية ،ففي بعض أجزائها یسكن أصحاب
الدخل لمحدود الذين ترتبط مصالحهم بداخل المدينة .
-1ان برجس نظر الى توسع المدينة على انها عملية نمو منتظمة عند اإلطراف وبشكل موحد وبنفس
السرعة ،وبذلك أهمل عامل سطح األرض والمناخ ،فليس من الضروري أن تتوسع المدينة من
جميع أطرافها بنفس معدل النمو ،فقد تعترض التوسع عوارض طبيعية كالبحيرات أو البحار أو
المرتفعات ،وأن مدينة شيكاغو التي درسها برجس لم تكن قطاعاتها على شكل دوائر منتظمة بل
أن اعت ارض بحيرة مشيكن لها أدى الى ظهورها بشكل دوائر غير متكاملة
-2بنى برجس استنتاجاته بعد دارسته لمدينة واحدة وهي شيكاغو ودعم فرضياته من حاالتها ،ثم
عمم ذلك على غيرها ،ومن المعلوم أن لكل مدينة خصائصها والعوامل التي تؤثر على نمو
وشكل بنيتها .
-3عينت النظرية مكان الصناعات الخفيفة في المنطقة االنتقالية ،اال أنها أهملت مكان الصناعات
الثقيلة التي یمكن أن تنشأ على أطراف المدينة أو عند تفرعات سكك الحديد أو المواقع النهرية .
-4من النادر أن تتخذ استعماالت األرض داخل المدينة أشكاال هندسية دائرية منتظمة ،فالمنطقة
-5لم يدخل برجس في حساباته األثر الذي یمكن أن تتركه وسائل النقل وسرعة الحركة على
استعماالت األرض داخل المدن ،فأن تقدم وسائل النقل والمواصالت الحديثة باختالف أنواعها
وزيادة عدد السكان أدى الى أن يتغير الشكل الدائري
: ثانيا :-نظریة القطاع
تعود فكرة هذه النظرية الى هارد في األصل عام ، 1903حيث ميز نوعين من النمو الحضري
،النوع األول یسمى )النمو المحوري( یحدث بتوسع المدينة من المركز نحو الخارج على امتداد
خطوط المواصالت الرئيسية ،أما النوع الثاني یسمى )النمو المركزي( وهو التوسع الذي یحدث
حول مركز المدينة الرئيسي أو المنطقة التجارية أو حول الماركز التجارية الثانوية الموجودة داخل
المدينة وخاصة عند تقاطع الطرق ،وأرى أن هذين النوعين من النمو يؤدیان الى اتخاذ المدينة
الشكل النجمي او الشعاعي.
اال ان (هومرهويت) بذل جهودا كبيرة في تطوير هذه النظرية وتطبيقها عمليا حتى سميت هذه النظرية
باسمه والتي نشرها عام ، 1939اذ قام بدراسات حقلية استعمل فيها حقائق تتعلق بسعر األرض وقيمة اإلیجار
إضافة الى للمناطق السكنية في 64مدينة صغيرة ومتوسطة الحجم في الوالیات المتحدة األمريكية.
استطالع وجمع حقائق عن خمسة مدن كبرى وهي) نيويورك،واشنطن،شيكاغو،ديترويت،فيالدلفيا( ووصل
الى تعميمات مفيدة عن المناطق السكنية في هذه المدن والتي اتخذها أساسا لنظرية القطاعات و يؤكد
(هويت) على أن الطبقات االجتماعية للسكان في أي مدينة تحاول أن تتكتل كل منها على انفراد مكونة
قطاعات تبدأ من المنطقة التجارية ذات الشكل الدائري في المدينة ،فالدور ذات األثمان العالية واإلیجارات
المرتفعة تتركز في قطاعات خاصة وهناك تدرج في أثمان وإیجارات الدور واألرض يبدا بالتناقص كلما
ابتعدنا عن قلب المدينة ال ى مختلف االتجاهات ،أما الدور التي تأتي بالدرجة الثانية تنتشر على جميع
حافات قطاعات الدور ذات المستوى العالي أو تنتشر على جهة واحدة منها ،أما الدور ذات المستوى
المنخفض فتشكل قطاعات اخرى تبدأ من المركز وتستمر الى القطاعات الخارجية ،لذا فأن هويت یصر
على ان المناطق ذات ألثمان المرتفعة واإلیجارات العالية للمساكن تقع في العادة عند الحافة الخارجية لقطاع
أو أكثر ،أما المناطق الصناعية فتظهر على طول خطوط المواصالت بدال أن تتكتل في منطقة دائرية تحيط
بالمنطقة التجارية المركزية .
-3إن االستعماالت األخرى لألرض تتداخل مع االستعمال السكني وليس من الضروري أن تتميز
قطاعات سكنية ذات نوعيات من الدور الخاصة .
-4لم تراعي النظرية ظهور الضواحي خارج المدن .
ثالث ا -:نظریة النوى المتعددة :
لقد وضع هذه النظرية مكنزي ،وأوضح أن المدن الكبرى غالبا ما تتكون من عدد من النوى أو
المراكز الثانوية باإلضافة الى المركز الرئيسي ،ثم وسع هذا المفهوم من قبل جانسي هرس وادوارد
المن عام 1945وأشار الباحثان أن هذه النوى أو الم اركز تنشأ نتيجة الى عدد من األمور منها:
-1وجود مراكز استيطانية منفصلة منها بمركز تجاري منفصل أو مركز لفعاليات أخرى ثم امتألت
الفراغات التي تفصل بين هذه المراكز الى أن اتصلت جميعها مكونة منطقة مدنية واحدة ذات
بؤارت متعددة.
-2نشوء مراكز جديدة في الضواحي وهذه المراكز تتميز ببؤارت مستقلة الى حد ما ومن مجموع هذه
المراكز المختلفة يتكون الحيز المدني الكبير.
-2عامل التكتل والتجاذب یمكن أن تكون النشاطات متجمعة سوية وذلك للحصول على الفائدة
فمنطقة البيع بالمفرد تستفيد من هذا التجمع الذي يزيد من تركز أكبر عدد ممكن من الزبائن وهذا یعمل ،
منافسة في التسوق كما أن المراكز المالية والدوائر الحكومية تعتمد على سهولة المواصالت فيما ينها وبين
الدوائر الرسمية في المنطقة.
-3بعض النشاطات ال ينسجم مع البعض اآلخر مثل عدم االنسجام بين الصناعات الثقيلة ودور السكن
وأن هذا التنافر بين المؤسسات يؤدي الى تلك الصناعات والمناطق السكنية في مراكز ونوى معين ة .
- 4ارتفاع االیجار أو السعر العالي لألرض قد يؤدي الى طرد ب عض المؤسسات التي ال تستطيع دفع االیجار
المطلوب بسبب قلة دخلها فتختار الموقع المناسب لها في منطقة معينة و تظهر على شكل نوى في المدينة
.
ضوابط التركيب الداخلي للمدن
هناك نوعان من الضـوابط( )Controlsأو( المنظمات )Regulatorالتي تؤثر
على بنيـة المـدينـة من حيـث التجـاذب الوظيفي أو العالقـات المكـانيـة والتي تبـدو
واضحة من خالل التباين المكاني الستعماالت األرض فيها وهذه الضوابط هي:
-1القوى الطاردة من المركز نحو األطراف .Centre fugal force
.Centripetal force -2القوى الجاذبة إلى المركز
70مليون
ل التركيب الداخلي للمدينة
60مليون
50مليون
40مليون
سعر
األرض
30مليون
20مليون
او
قیمة
10مليون
االیجار
التجاري الصناعي سكني
)البعد عن مركز المدينة(
-2التكتل Segregationيرتبط التكتل بظاهرة الغزو ،فعملية الغزو نجدها تفضـي إلى
عملية التكتل أو عملية التشتت واالنتشار ،فقد يزداد عدد الجماعات الغازية وهم
ينتمون إلى صنف واحد ،أو تربطهم خصـائص معينـة متشـابهـة ويتغلبون على
الجمـاعـة القـدیمـة ف يتكتلون في محلهم الجديد ،وقد یكون هذا التكتل تلقائيا أو قس
ـريا .وهو على نوعين األول تكتل الوحدات السكانية المتشابهة ،والثاني تكتل
نشاطات وظيفية معينة.
-3التدرج Pheasantإن سـيطرة المنطقة التجارية المركزية لم يتم بش ـكل متسـاوي
بين المناطق البعيدة ،إذ إن هذا التأثير یقل بالتدريج كلما ابتعدنا عن المركز ،ويضـم
هذا التدرج في السـيطرة سـعر األرض واإلیجاارت ونوع المؤسـسـات التي تتدرج من
المركز التجاري إلى األطراف .إن هذا التناقص في درجة السيطرة من المركز إلى
االطراف یعرف بالتدرج.
ولكـن یعـد البلـوك داخـال ضـمن منطقـة األعمـال الم ركزيـة مـن حيـث االسـتعمال و یجـب أن ال
یقل فهرست االرتفاع عن واحد وفهرست الكثافة عن . %50وهكذا یمكـن التعـرف علـى البلوكـات
التي تدخل ضمن المنطقة التجارية المركزية .
ثانيا -المناطق التجاریة الثانویة
تحمل هذه المنطقة صفات منطقة األعمال المركزية نفسها لكنها اصغر منهـا حجمـا
ونشـاطا وتقع خارجها ،وتقسم إلى صنفين هما:
-1المنـاطق التجاريـة الثانويـة القدیمة(التقليديـة)ومـن أمثلتهـا المنـاطق التجاريـة فـي الكاظميـة
واالعظمية والك اردة .
المنصـور -2المنـاطق التجاريـ ة الثانويـة المخططـة .ومـن أمثلتهـا األسـواق المركزيـة فـي
والشعب وزيونة.
سادسا -تجمعات المخـازن المعزولـة ومخـازن التسـویق الواسـعة عنـد أطـارف المدينـة و مخـازن
بيع الجملة الحديثة والدكاكين المبعثرة .وهذه في اغلبها انشات عند أطراف المدينة كما في حـي
األعـالم ،ومخـازن بيـع الجملـة الحديثـة فـي حـي جميلـة والـدورة .وقـد اسـتقطبت هـذه المخـازن
روادها من مالكي السياارت تماشيا لالزدحام الذي يتسم به مركز المدينة.