You are on page 1of 20

‫أ‪.‬د‪ .

‬وفـــاء كــــاظـــم الـــشــمـــري‬ ‫تخــــطـــيط مـــــدن جـــديــــدة‬

‫التركيب الداخلي للمدن‬

‫تتنوع استعماالت األرض داخل المدينة مهما صغر حجمها ‪ .‬وتقسم المنطقة إلى عدة استعماالت أساسية‬
‫تتمثل بالوظائف التي تقوم بها وتقدم خدمة لسكانها أو سكان األقاليم المحيطة بها ‪ ،‬ومن تلك الوظائف السكنية‬
‫وال تجارية واإلدارية والصناعية والدينية والترفيهية ‪ ،‬وكلما كبر حجم المدينة وازدادت أهمية موقعها كلما ازداد تنوع‬
‫استعماالت األرض فيها وأضيفت إلى وظائفها وظائف جديدة كاالستعمال الصناعي والصحي والتعليمي واستعماالت‬
‫األرض للنقل وغيرها ‪.‬‬

‫إن توزيع استعماالت األرض داخل المدينة والتي تظهره خرائط خاصة بها وتجاور بعضها البعض من حيث‬
‫التجاذب أو التنافر یسمى التركيب الداخلي للمدينة أو البنية الداخلية ‪.‬‬

‫وبالرغم من التشابك والتداخل بين استعماالت األرض المختلفة في المدينة ‪ ،‬فأن المهتمين بدارسة المدن‬
‫من جغارفيين واجتما عيين واقتصاديين قد اكتشفوا قوانين وأفكار ونظريات تفسر توزيع استعماالت األرض سواء‬
‫من حيث قربها لقلب المدينة أو ابتعادها عنه نحو األطراف‪.‬‬
‫ويجب أن نشير إلى أنه ال توجد نظرية متكاملة تنطبق في تفسيرها لجميع االستعماالت ولكل المدن ‪ ،‬وان‬
‫استعماالت األرض داخل المدن ليست أماكن ثابتة معلومة الحدود والمساحات أو قوالب جامدة غير متحركة‬
‫بل العكس فأن الوظائف داخل المدن تتفاعل وتتنافس على احتالل األ ارضي ويتوسع بعضها ويتطور ويتقلص‬
‫بعضها وينتقل ليفسح المجال لوظائف أخرى ‪.‬‬
‫ويقسم الباحثين المدينة إلى ثالثة قطاعات رئيسية هي ‪-:‬‬
‫‪ -1‬القطاع المركزي ‪Central Zone‬‬
‫‪ -2‬القطاع األوسط ‪Middle Zone‬‬
‫‪-3‬القطاع الخارجي‪Outer or Peripheral Zone‬‬

‫نظریات التركيب الداخلي للمدينة‬


‫أهم النظريات التي تفسر التباين وتوزيع استعماالت األرض داخل المدن أو تركيبها الداخلي هي ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫أواًل‪ -:‬نظریة الدوائر المتراكزة‬

‫ظهرت هذه النظرية بعد أن قام الباحث االجتماعي "آرنست برجس" بدارسة لمدينة شيكاغو في‬
‫الوالیات المتحدة األمريكية عام ‪ . 1925‬وجوهر هذه النظرية يتلخص بـان (اتساع المدن یحدث‬
‫بشكل دوائر متداخلة مشتركة المركز) واعتبر ذلك نموذج ينطبق على جميع المدن وخاصة الكبيرة‬
‫منها ‪ ،‬واستطاع أن یميز خمس مناطق دائرية هي‪- :‬‬
‫‪-1‬المنطقة التجارية المركزية ‪ -2‬المنطقة االنتقالية ‪ -3‬منطقة دور العمال ‪ -4‬منطقة‬
‫الدور الجيدة و المتوسطة النوعية ‪ -5‬منطقة الذهاب و اإلیاب (الضواحي )‬
‫وعلى الرغم من إن هذه المناطق تختلف في اتساعها ‪،‬إال انه أرى أن المدينة تنمو وتتطور‬
‫على شكل عملية تبدأ من الداخل إلى الخارج ‪ ،‬ويرجع سبب التوسع إلى الضغط الذي يولده نمو‬
‫المنطقة التجارية والصناعية على المنطقة السكنية ‪ ،‬باإلضافة إلى نمو هذه المنطقة عند اإلطراف‬
‫ورغبة سكانها االبتعاد عن مركز المدينة الصاخب ‪.‬‬

‫المنطقة التجاریة المركزیة ‪ :‬تمثل هذه المنطقة قلب المدينة وتلتقي عندها أهم طرق النقل‬ ‫‪-1‬‬
‫الداخلي وتتميز بانها مركز النشاط التجاري في المدينة ‪،‬حيث تشتهر بمحالتها وفنادقها ومصارفها والدوائر‬
‫الحكومية وعيادات األطباء وغيرها من الخدمات األخرى ‪،‬كما تتميز بارتفاع العمارات فيها ‪،‬اذ ان سعر‬
‫األرض فيها يؤدي الى التوسع العمودي الستغالل أمثل لألرض ‪ ،‬أما أطراف هذه المنطقة فتتصف باختالط‬
‫الوظائف المختلفة ‪،‬ففيها محالت بيع المفرد والجملة ومحالت خزن البضائع وبعض الصناعات الخفيفة‬

‫المنطقة اًلنتقالية ‪ :‬تتميز هذه المنطقة بتباين الوظائف المنتشرة فيها ‪،‬وهي انتقالية‪ .‬ألنها تجمع‬ ‫‪-2‬‬

‫بين صفات المنطقة األولى والثالثة ‪ ،‬وعند نمو المدينة تتعرض المنطقة السكنية الى غزو المؤسسات‬
‫التجارية والصناعات الخفيفة في المنطقة األولى ‪،‬لذا فأن الدور السكنية تصبح قدیمة ومتدهورة وبذلك تحتلها‬
‫العوائل ذات الدخل الواطئ ‪،‬وتكثر في هذه المنطقة مؤسسات تجارية واجتماعية كما تكثر فيها الدور‬
‫القدیمة بعد أن هجرها أصحابها بعد أن ارتفع مستوى معيشتهم ‪،‬ومع ذلك يبقى سعر األرض مرتفعا‬
‫منطقة دور العمال‪ :‬یسكن هذه المنطقة العمال والموظفون من ذوي الدخل المحدود ‪ ،‬اذ یفضل ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫هؤالء السكن قرب مواقع أعمالهم مستفيدين من فرق أجرة النقل والوقت ‪.‬‬
‫منطقة الدور الجيدة والمتوسطة النوعية ‪ :‬تشمل هذه المنطقة على أغلب األحياء السكنية‬ ‫‪-4‬‬
‫ألصحاب األعمال التجارية وذوي المهن یسكن األغنياء في بيوت مستقلة وذات حدائق ‪،‬‬
‫وتحتوي هذه المنطقة على الحدائق العامة والمراكز التجارية المحلية التي تقدم خدمات وبضائع‬
‫االستهالك المحلي اليومي‪.‬وبضائع ذات االستهالك المحلي اليومي ‪.‬‬
‫منطقة الذهاب واإلیاب الضواحي ‪ :‬تتكون هذه المنطقة من مجموعة من المدن الصغيرة‬ ‫‪-5‬‬
‫والضواحي وفيها تسكن مجموعات متباينة في طبقاتها االجتماعية ‪ ،‬ففي بعض أجزائها یسكن أصحاب‬
‫الدخل لمحدود الذين ترتبط مصالحهم بداخل المدينة ‪.‬‬

‫أهم اًلنتقادات التي وجهت الى هذه النظریة هي ‪-:‬‬

‫‪ -1‬ان برجس نظر الى توسع المدينة على انها عملية نمو منتظمة عند اإلطراف وبشكل موحد وبنفس‬
‫السرعة ‪ ،‬وبذلك أهمل عامل سطح األرض والمناخ ‪،‬فليس من الضروري أن تتوسع المدينة من‬
‫جميع أطرافها بنفس معدل النمو ‪،‬فقد تعترض التوسع عوارض طبيعية كالبحيرات أو البحار أو‬
‫المرتفعات ‪،‬وأن مدينة شيكاغو التي درسها برجس لم تكن قطاعاتها على شكل دوائر منتظمة بل‬
‫أن اعت ارض بحيرة مشيكن لها أدى الى ظهورها بشكل دوائر غير متكاملة‬
‫‪ -2‬بنى برجس استنتاجاته بعد دارسته لمدينة واحدة وهي شيكاغو ودعم فرضياته من حاالتها ‪ ،‬ثم‬
‫عمم ذلك على غيرها ‪ ،‬ومن المعلوم أن لكل مدينة خصائصها والعوامل التي تؤثر على نمو‬
‫وشكل بنيتها ‪.‬‬
‫‪ -3‬عينت النظرية مكان الصناعات الخفيفة في المنطقة االنتقالية ‪ ،‬اال أنها أهملت مكان الصناعات‬
‫الثقيلة التي یمكن أن تنشأ على أطراف المدينة أو عند تفرعات سكك الحديد أو المواقع النهرية ‪.‬‬
‫‪ -4‬من النادر أن تتخذ استعماالت األرض داخل المدينة أشكاال هندسية دائرية منتظمة ‪ ،‬فالمنطقة‬

‫المركزية مثال قد تأخذ أشكاال متباينة كالمستطيل أو المثلث ‪.‬‬

‫‪ -5‬لم يدخل برجس في حساباته األثر الذي یمكن أن تتركه وسائل النقل وسرعة الحركة على‬
‫استعماالت األرض داخل المدن ‪،‬فأن تقدم وسائل النقل والمواصالت الحديثة باختالف أنواعها‬
‫وزيادة عدد السكان أدى الى أن يتغير الشكل الدائري‬
‫‪:‬‬ ‫ثانيا‪ :-‬نظریة القطاع‬

‫تعود فكرة هذه النظرية الى هارد في األصل عام ‪ ، 1903‬حيث ميز نوعين من النمو الحضري‬
‫‪ ،‬النوع األول یسمى )النمو المحوري( یحدث بتوسع المدينة من المركز نحو الخارج على امتداد‬
‫خطوط المواصالت الرئيسية ‪ ،‬أما النوع الثاني یسمى )النمو المركزي( وهو التوسع الذي یحدث‬
‫حول مركز المدينة الرئيسي أو المنطقة التجارية أو حول الماركز التجارية الثانوية الموجودة داخل‬
‫المدينة وخاصة عند تقاطع الطرق ‪ ،‬وأرى أن هذين النوعين من النمو يؤدیان الى اتخاذ المدينة‬
‫الشكل النجمي او الشعاعي‪.‬‬

‫النمو الحضري المحوري والمركزي حسب نظرية هويت‬

‫اال ان (هومرهويت) بذل جهودا كبيرة في تطوير هذه النظرية وتطبيقها عمليا حتى سميت هذه النظرية‬
‫باسمه والتي نشرها عام ‪ ، 1939‬اذ قام بدراسات حقلية استعمل فيها حقائق تتعلق بسعر األرض وقيمة اإلیجار‬
‫إضافة الى‬ ‫للمناطق السكنية في ‪ 64‬مدينة صغيرة ومتوسطة الحجم في الوالیات المتحدة األمريكية‪.‬‬
‫استطالع وجمع حقائق عن خمسة مدن كبرى وهي) نيويورك‪،‬واشنطن‪،‬شيكاغو‪،‬ديترويت‪،‬فيالدلفيا( ووصل‬
‫الى تعميمات مفيدة عن المناطق السكنية في هذه المدن والتي اتخذها أساسا لنظرية القطاعات و يؤكد‬
‫(هويت) على أن الطبقات االجتماعية للسكان في أي مدينة تحاول أن تتكتل كل منها على انفراد مكونة‬
‫قطاعات تبدأ من المنطقة التجارية ذات الشكل الدائري في المدينة ‪ ،‬فالدور ذات األثمان العالية واإلیجارات‬
‫المرتفعة تتركز في قطاعات خاصة وهناك تدرج في أثمان وإیجارات الدور واألرض يبدا بالتناقص كلما‬
‫ابتعدنا عن قلب المدينة ال ى مختلف االتجاهات ‪ ،‬أما الدور التي تأتي بالدرجة الثانية تنتشر على جميع‬
‫حافات قطاعات الدور ذات المستوى العالي أو تنتشر على جهة واحدة منها ‪ ،‬أما الدور ذات المستوى‬
‫المنخفض فتشكل قطاعات اخرى تبدأ من المركز وتستمر الى القطاعات الخارجية ‪ ،‬لذا فأن هويت یصر‬
‫على ان المناطق ذات ألثمان المرتفعة واإلیجارات العالية للمساكن تقع في العادة عند الحافة الخارجية لقطاع‬
‫أو أكثر‪ ،‬أما المناطق الصناعية فتظهر على طول خطوط المواصالت بدال أن تتكتل في منطقة دائرية تحيط‬
‫بالمنطقة التجارية المركزية ‪.‬‬

‫‪ -1‬المنطقة التجارية المركزية ‪.‬‬


‫‪ -2‬منطقة مؤسسات تجارة الجملة والصناعات الخفيفة ‪.‬‬
‫‪ -3‬منطقة سكنية ذات دور واطئة النوعية ‪.‬‬
‫‪ -4‬منطقة سكنية ذات دور متوسطة النوعية ‪.‬‬
‫‪ -5‬منطقة سكنية ذات دور عالية النوعية ‪.‬‬

‫أهم اًلنتقادات التي وجهت لنظریة القطاعات هي ‪-:‬‬


‫‪ -1‬ان استنتاجات هذه النظرية تتعلق بالدرجة األولى بتحليل المنطقة السكنية في المدينة وال تتطرق اال‬

‫بشكل عرضي الستعماالت األرض األخرى ‪.‬‬


‫‪ -2‬غموض الطريقة التي تتكون بواسطتها القطاعات المختلفة ‪.‬‬

‫‪ -3‬إن االستعماالت األخرى لألرض تتداخل مع االستعمال السكني وليس من الضروري أن تتميز‬
‫قطاعات سكنية ذات نوعيات من الدور الخاصة ‪.‬‬
‫‪ -4‬لم تراعي النظرية ظهور الضواحي خارج المدن ‪.‬‬
‫ثالث ا ‪ -:‬نظریة النوى المتعددة ‪:‬‬

‫لقد وضع هذه النظرية مكنزي ‪ ،‬وأوضح أن المدن الكبرى غالبا ما تتكون من عدد من النوى أو‬
‫المراكز الثانوية باإلضافة الى المركز الرئيسي ‪،‬ثم وسع هذا المفهوم من قبل جانسي هرس وادوارد‬
‫المن عام ‪ 1945‬وأشار الباحثان أن هذه النوى أو الم اركز تنشأ نتيجة الى عدد من األمور منها‪:‬‬

‫‪ -1‬وجود مراكز استيطانية منفصلة منها بمركز تجاري منفصل أو مركز لفعاليات أخرى ثم امتألت‬
‫الفراغات التي تفصل بين هذه المراكز الى أن اتصلت جميعها مكونة منطقة مدنية واحدة ذات‬
‫بؤارت متعددة‪.‬‬
‫‪ -2‬نشوء مراكز جديدة في الضواحي وهذه المراكز تتميز ببؤارت مستقلة الى حد ما ومن مجموع هذه‬
‫المراكز المختلفة يتكون الحيز المدني الكبير‪.‬‬

‫وقد قسم المدينة الى عدد من األقسام وهي ‪-:‬‬


‫‪ -1‬المنطقة التجارية المركزية‬
‫‪ -2‬منطقة مؤسسات تجارة الجملة والصناعات الخفيفة‬
‫‪ -3‬منطقة سكنية ذات دور واطئة النوعية‬
‫‪ -4‬منطقة سكنية ذات دور متوسطة النوعية‬
‫‪ -5‬منطقة سكنية ذات دور عالية النوعية‬
‫‪ -6‬منطقة الصناعات الثقيلة‬
‫‪ -7‬منطقة تجارية خارجية‬
‫‪ -8‬منطقة الضواحي السكنية‬
‫‪ -9‬منطقة الضواحي الصناعية‬

‫العوامل التي تؤدي الى ظهور النوى المتعددة هي ‪-:‬‬


‫‪ -1‬ان بعض النشاطات تتطلب متطلبات متخصصة مثل منطقة البيع بالمفرد تحتجز منطقة كبيرة من قلب‬
‫المدينة یمكن الوصول اليها ‪ ،‬ومنطقة الميناء تكون على جهة مائية مالئمة والمنطقة الصناعية تكون‬
‫ممتدة على مساحة كبيرة من األرض والماء أو على منطقة السكك الحديدیة ‪.‬‬

‫‪ -2‬عامل التكتل والتجاذب یمكن أن تكون النشاطات متجمعة سوية وذلك للحصول على الفائدة‬

‫فمنطقة البيع بالمفرد تستفيد من هذا التجمع الذي يزيد من تركز أكبر عدد ممكن من الزبائن وهذا یعمل ‪،‬‬
‫منافسة في التسوق كما أن المراكز المالية والدوائر الحكومية تعتمد على سهولة المواصالت فيما ينها وبين‬
‫الدوائر الرسمية في المنطقة‪.‬‬

‫‪ -3‬بعض النشاطات ال ينسجم مع البعض اآلخر مثل عدم االنسجام بين الصناعات الثقيلة ودور السكن‬
‫وأن هذا التنافر بين المؤسسات يؤدي الى تلك الصناعات والمناطق السكنية في مراكز ونوى معين ة ‪.‬‬

‫‪ - 4‬ارتفاع االیجار أو السعر العالي لألرض قد يؤدي الى طرد ب عض المؤسسات التي ال تستطيع دفع االیجار‬
‫المطلوب بسبب قلة دخلها فتختار الموقع المناسب لها في منطقة معينة و تظهر على شكل نوى في المدينة‬

‫‪.‬‬
‫ضوابط التركيب الداخلي للمدن‬
‫هناك نوعان من الضـوابط( ‪ )Controls‬أو( المنظمات ‪ )Regulator‬التي تؤثر‬
‫على بنيـة المـدينـة من حيـث التجـاذب الوظيفي أو العالقـات المكـانيـة والتي تبـدو‬
‫واضحة من خالل التباين المكاني الستعماالت األرض فيها وهذه الضوابط هي‪:‬‬
‫‪ -1‬القوى الطاردة من المركز نحو األطراف ‪.Centre fugal force‬‬
‫‪.Centripetal force‬‬ ‫‪ -2‬القوى الجاذبة إلى المركز‬

‫‪-1‬القوى الطاردة من المركز نحو األطراف (الالمركزیة)‬


‫تظهر هذه القوى من خالل نمو وتوسـع المنطقة المركزية ‪،‬إذ تنتقل على أثرها‬
‫بعض اسـتعماالت األرض نحو أطراف المدينة ‪،‬أو تنشـأ وظائف جديدة لم یسـبق أن‬
‫كانت موجودة في هذه المنطقة ‪.‬ويأخذ هذا التوسـع من الشـوارع المحيطة بالمنطقة‬
‫المركزية سبيال له كشارع السعدون وأبي نؤاس في مدينة بغداد‪.‬‬
‫أما على مسـتوى القطاع الوسـطي فيتم انتقال بعض االسـتعماالت التجارية من‬
‫الحافات الداخلية له إلى الحافات الخارجية ‪،‬إذ تنشـا شـوارع تجارية كشـارع العامرية‬
‫التجاري أو نشوء مجمعات أسواق حديثة كسوق الثالثاء في بغداد مثال ‪.‬‬
‫أن الحركـة االنتقـاليـة السـتعمـاالت األرض من مركز المـدينـة نحو أطرافها نتيجـة‬
‫مساوئ القطاع المركزي والمتمثلة بما یأتي ‪-:-‬‬
‫‪ -‬ارتفاع سعر األرض وقيم اإلیجار‪.‬‬
‫‪ -‬صـغر مسـاحة المنطقة المركزية انعكس على ضـيق مسـاحة المحالت ‪،‬وبالتالي ال‬
‫تسمح ألغ ارض التوسع المستقبلي‪.‬‬
‫‪ -‬مشـكلة المرور الناتجة عن عملية التحميل والتفريغ للبضـائع من المحالت التجارية‬
‫‪.‬‬
‫أو إليها‬
‫‪ -‬عدم السـماح لتركز بعض الصـناعات الملوثة للبيئة في القطاع المركزي أو تدفع‬
‫بالقدیمة منها على االنتقال منه إلى القطاع الخارجي‪.‬‬
‫‪ -‬قدم وتدهور بعض أحياء القطاع المركزي يدفع بالكثير من أصـحاب المحالت أو‬
‫الدور لتركها بحثا عن أماكن أكثر رقيا في إطراف المدينة‪.‬‬
‫إن انتقال اسـتعماالت األرض نحو القطاع الخارجي لتوفر بعض المحاسـن التي‬
‫تسـتفيد منها كسـعة األرض وانخفاض إیجارها مما تغري المخططين و المسئولين عن‬
‫اإلسـكان لتنفيذ مشـاريعهم ف ي بناء األحياء الجديدة النموذجية البعيدة عن الضـوضـاء‬
‫ومص ـادر التلوث ‪،‬فض ـال عن إمكانية الوصـول إلى هذه المناطق وقلة المشـاكل‬
‫المرورية فيها‪.‬‬

‫‪-2‬القوى الجاذبة نحو مركز المدينة‬


‫رغم مسـاوئ القطاع المركزي التي تحدثنا عنها إال انه ال یخلو من مازیا تسـتقطب‬
‫الكثير من النشـاطات والوظائف من القطاعين الوسـطي والخارجي نحوها وذلك بسـبب‬
‫المازیا التي يتمتع بها القطاع المركزي وهي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬إمكانية الوصول إليه من قبل المستهلكين من مختلف قطاعات المدينة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تركز بعض األنشـطة الحيوية فيه كوكاالت السـفر والبنوك الرئيسـة ودور‬
‫السينما والمسارح وعيادات األطباء وبيع الجملة ‪.‬‬
‫ج‪ -‬التجـاذب الوظيفي بين الوظـائف لالستفـادة من المنفعـة المش ـتركـة كجـذب‬
‫عيادات األطباء للصـيدليات وجذب محالت األقمشـة للخياطين وتجمع محالت‬
‫بيع األحذیة والحقائب بالقرب من الصناعات الجلدیة وهكذا‪.‬‬

‫‪ -‬اما محاسن القطاعين الوسطي و الخارجي فتتمثل بما یأتي‪:‬‬


‫‪ -1‬توفر مسـاحات شـاسـعة من األراضي غير المسـتثمرة والتي تصـلح كموقع‬
‫یمكن الحصـول على هذه األرضي بأثمان منخفضـة تقل كثي ار‬
‫لوظائف مد نية‪ .‬و ٌ‬
‫عن اثمان القطاع المركزي‪.‬‬
‫‪ - 2‬سهولة المواصالت وقلة مشاكل المرور وتوفر المساحات الكافية ألغراض‬
‫يغ ووقوف السيارات الخاصة‪.‬‬‫التحميل والتفر ٌ‬
‫یمكن اختيار الموقع الطبيعي او المظهر الطب ی ٌعي المناسب الذي‬ ‫‪ٌ - 3‬‬
‫يتٌفق مع متطلبات الوظيفة المدنيةٌ كمحالت التسليةٌ والمتنزهات ‪.‬‬
‫‪ - 4‬لقد وجد المخططون المسئول ون عن اإلسكان ان القطاع الخارج انسب‬
‫يدة عن‬
‫القطاعات لتنفي ٌذ مشاريعهم في بناء االحياء الجديدةٌ النموذجية البع ٌ‬
‫الضوضاء ومصادر التلوث ‪.‬‬
‫العوامل المؤثرة على التركيب الداخلي للمدن‬
‫إن صـفة التغير وعدم الثبات السـتعماالت األرض داخل المدن لم یكن عفويا ‪ ،‬بل ناتج‬
‫من تأثر هذه االسـتعماالت بعوامل اقتصـادیة واجتماعية ٕ ٕوادارية تتفاعل معها لتنتج في‬
‫نهایة المطاف الشكل والبنية النهائية للمركز الحضري ‪،‬وهذه العوامل ندرجها كاآلتي‪:‬‬

‫‪Economic factors‬‬ ‫‪ -1‬العوامل اًلقتصادیة‬


‫تعد العوامل االقتصـادیة من أهم العوامل المؤثرة في اسـتعماالت ارض المركز الحضـري‬
‫‪.‬اذ تعتبر األرض الحضـرية عبارة عن سـلعة تخضـع لقانون العرض والطلب ‪،‬والن أسـعار‬
‫األراضي تتباين من منطقة إلى أخرى داخل المدينة ‪ ،‬وتتباين تبعا لذلك إیجا ارت المباني‬
‫التي تقوم عليها ‪ ،‬فسعر األرض هو الذي یحدد نوع البناء الذي یقوم على األرض ‪.‬‬
‫ولسعر األرض تجاذبات كثيرة داخل الحيز الحضـري ويتأثر هو اآلخر بعوامل عديدة منها‬
‫سـهولة الوصـول وموقع األرض أو قربها من االسـتعماالت األخرى المرغوب فيها ‪،‬ونوع‬
‫اسـتعمالها ‪،‬ورغبة المسـتثمرين في اختيار هذه الموقع دون غيره ‪،‬ومعدل الزيادة اإلسـكانية‬
‫والكثافة السـكانية والمنافسـة في االسـتثمار ومقدار الضـارئب ‪ .‬وبما أن سـعر األرض‬
‫‪ Land price‬في مركز المدينة هو أعلى من المناطق األخرى ‪،‬نجد االسـتعماالت‬
‫التجارية والصـناعية والمالية ش ـغلت معظم مسـاحة المركز لقابليتها على منافسـة‬
‫االسـتعماالت األخرى والذي یعتبر االسـتعمال السـكني أضـعفها قدرة على المنافسـة‪،‬‬
‫وبالتالي تش ـكل ص ـورة التركيب الداخلي للمدينة انظر الشكل التوضيحي لما تقدم في‬
‫ادناه‪.‬‬
‫‪ 80‬مليون‬

‫‪ 70‬مليون‬
‫ل التركيب الداخلي للمدينة‬
‫‪ 60‬مليون‬
‫‪ 50‬مليون‬
‫‪ 40‬مليون‬
‫سعر‬

‫األرض‬
‫‪ 30‬مليون‬
‫‪ 20‬مليون‬
‫او‬
‫قیمة‬
‫‪ 10‬مليون‬
‫االیجار‬
‫التجاري‬ ‫الصناعي‬ ‫سكني‬
‫)البعد عن مركز المدينة(‬

‫‪Social factors‬‬ ‫العوامل اًلجتماعية‬


‫تش ـترك العوامـل االجتمـاعيـة في التـأثير على التركيـب الـداخلي للمـدن مع العوامـل‬
‫االقتصـادیة جنبا الى جنب ويتحدد هذا التأثير بظواهر اجتماعية مؤثرة في اسـتثمار ارض‬
‫المراكز الحضرية ويمكن ایجازها باالتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الغزو‪ Invasion‬یقصـد بالغزو أو التسـلط ‪ Comanance‬تغلغل جماعة من‬
‫السـكان أو اسـتعمال معين في منطقة أخرى تتصـف بجماعات أو اسـتعماالت تختلف‬
‫اجتماعيا أو اقتصـادیا عن الجماعة أو االسـتعماالت الغازية المتغلغلة ‪.‬ويعرف أیضـا‬
‫باالنتهاك المكاني‪ Spatial violation‬الـذي یمـارس ـه نمط معين من األرض لنمط‬
‫آخر مختلف ‪،‬وس ـبـب هـذا الغزو یعود إلى تحركات السـكان كانتقال السـكان من مركز‬
‫بغداد نحو العامرية أو الشـعب أو حي أور‪ ،‬أو التوسـع في احد أجازء منطقة على‬
‫حسـاب منطقة مجاورة كسـيادة منطقة الشـورجة وشـارع الرشـيد وشـارع المسـتنصـر في‬
‫بغداد كمركز للفعاليات التجارية على بقية المراكز الثانوية األخرى ‪ .‬أو التغيارت التي‬
‫تطأر على خطوط النقل كإنشـاء الشوارع السـريعة في بغداد وأثرها في تشـجيع‬
‫االسـتثماارت في أط ارف المدينة ‪،‬أو التغيارت االقتصـادیة التي یمكن أن تؤدي إلى‬
‫إعادة توزيع الدخل وتؤثر في قدرة السـكان على اختيار موضـع السـكن أ و االحتفاظ‬
‫به‪.‬‬

‫‪ -2‬التكتل ‪ Segregation‬يرتبط التكتل بظاهرة الغزو ‪،‬فعملية الغزو نجدها تفضـي إلى‬
‫عملية التكتل أو عملية التشتت واالنتشار ‪،‬فقد يزداد عدد الجماعات الغازية وهم‬
‫ينتمون إلى صنف واحد ‪،‬أو تربطهم خصـائص معينـة متشـابهـة ويتغلبون على‬
‫الجمـاعـة القـدیمـة ف يتكتلون في محلهم الجديد ‪،‬وقد یكون هذا التكتل تلقائيا أو قس‬
‫ـريا ‪.‬وهو على نوعين األول تكتل الوحدات السكانية المتشابهة ‪،‬والثاني تكتل‬
‫نشاطات وظيفية معينة‪.‬‬
‫‪ -3‬التدرج‪ Pheasant‬إن سـيطرة المنطقة التجارية المركزية لم يتم بش ـكل متسـاوي‬
‫بين المناطق البعيدة ‪،‬إذ إن هذا التأثير یقل بالتدريج كلما ابتعدنا عن المركز ‪،‬ويضـم‬
‫هذا التدرج في السـيطرة سـعر األرض واإلیجاارت ونوع المؤسـسـات التي تتدرج من‬
‫المركز التجاري إلى األطراف ‪.‬إن هذا التناقص في درجة السيطرة من المركز إلى‬
‫االطراف یعرف بالتدرج‪.‬‬

‫‪-4‬السلوك الفردي‪Individual behavior‬‬


‫إن المراكز الحضرية ليست قوالب جامدة وان كانت تبدو كذلك فالفعاليات واألنشطة المتنوعة‬
‫یحركها البشر وهؤالء البشر لهم رؤى ورغبات وحاجات مختلفة ‪،‬وبالتالي یظهر لنا سلوك‬
‫بشري متنوع نابع من القيم واألعارف واألصول التي ينتمي لها سكان المدن وعلى اثر ذلك‬
‫يؤثر هؤالء في مظهر المدينة وفي توزيع وظائفها زمنيا ومكانيا‪.‬‬

‫‪ -4‬العوامل المتعلقة بالمصلحة العامة‬


‫تتخذ الدولة لضمان بيئة حضریة صحية تضمن سالمة و ارحة سكان المدينة عدة اجارءات هي‪:‬‬
‫‪ -‬تنظيم وتوزيع اسـتعماالت األرض داخل المدينة لضـمان إمكانية االسـتفادة من وظائفها‬
‫لكافة سكان المدينة ‪،‬كان ال یكون تكدس وظيفي في مكان وفارغ وظيفي في مكان‬
‫آخر‪.‬‬
‫‪ -‬توزيع سكان المدينة بشكل متكافئ على قطاعاتها لضمان كثافة سكانية متساوية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم السـماح إلقامة صـناعات ملوثة للبيئة الحضـرية وضـرورة فصـل هذه الصـناعات‬
‫عن المناطق السكنية‪.‬‬
‫‪ -‬توفير إمكانية وص ـول سـهلة للمواطن من خالل تنظيم استعماالت األرض الخاصـة‬
‫بالنقل ‪،‬وانسـيابية المرور ‪،‬ووضـع ضـوابط خاصـة لتنظيم العالقة بين اسـتعماالت النقل‬
‫واالستعماالت األخرى ‪،‬وذلك للتخلص من االختناقات المرورية‬
‫‪ -‬االهتمام بنظافة البيئة الحضـرية ومورفولوجيتها من خالل التناسـق التام بين المضـمون‬
‫والشكل وبما يبعث البهجة في نفوس الناس‪.‬‬
‫استعماًلت األرض داخل المدن‬
‫تتعـدد اسـتعماالت األرض ‪ Land use‬فـي المدينـة لتشـمل علـى االسـتعمال السـكني والتجـاري‬
‫والصناعي والترفيهي واستعماالت األرض إلغراض النقل واسـتعماالت األرض للخـدمات كـاإلداري‬
‫والتعليمي والمالي والديني والصحي‪.‬وتشكل بم جموعها التركيب الداخلي للمدن ‪.‬ومن ابرزها‪-:‬‬
‫أوًل ‪ -‬استعماًلت األرض التجاریة ‪Commercial land uses‬‬
‫يـأتي هـذا االسـتعمال فـي طليعـة اسـتعماالت األرض الحضـرية ذات األهميـة المركزيـة وكـان‬
‫للوظيفـة التجاريـة مسـاهمة كبيـرة فـي ظهـور الحضـرية فـي العـالم فـي مرحلـة التحـول مـن نمـط‬
‫االستيطان الريفي المبعثـر إلـى االسـتيطان المتجمـع ضـمن نـوى مركزية‪.‬ويعـد النشـاط التجـاري مـن‬
‫أهـم األنشـطة التـي تقـدمها المدينـة لسـكانها وسـكان المنـاطق المحيطـة بهـا‪ .‬وال تخلـو مدينـة مهمـا‬
‫كان حجمها إال وتشغل الوظيفة التجارية حيـ از مكانيـا فيهـا ‪،‬بـل يتعـدى ذلـك إلـى مراكز االسـتيطان‬
‫الريفي ‪.‬ومن ابرز ما يتميز بها اًلستعمال التجاري ‪-:‬‬
‫‪ -1‬هنـاك عالقـة عضـوية بـين ا نتعـاش الوظيفيـة التجاريـة وأهميتهـا بالنسـبة للمدينـة وبـين حجـم‬
‫وتنوع وسعة األقاليم التي تتصل أو تتعامل معها المدينة ‪.‬‬
‫‪ -2‬كلمـا كـان طـابع العالقـات عالميـا كلمـا ارتفعـت القيمـة التجاريـة ‪،‬وبـالعكس فكلمـا كانـت‬
‫العالقات محلية النطاق والطابع كلما تدهورت الوظيفة التجارية‪.‬‬
‫‪ -3‬ويـرتبط بهـذه الوظيفـة الكثيـر مـن الفعاليـات كالنشـاط المـالي ٕ ٕوادارة الشـركات واألعمـال كداللـة‬
‫علـى أهميتهـا وبالتـالي فإنهـا تختـار أفضـل المواقـع فـي المدينـة لتشـغل مركزهـا الـرئيس فضـال عـن‬
‫الشوارع وتجمعات المحالت التجارية في المراكز الثانوية‪.‬‬
‫‪ - 4‬تشـ غل األمـاكن ذات األسـعار المرتفعـة جـدا نظـار لمـا تتمتـع بـه هـذه الوظيفـة مـن دفـع أعلـى‬
‫اإلیجار ‪،‬وذلك لطبيعتها التنافسية العالية‪.‬‬
‫‪ -5‬انهـا مـن اكثـر اسـتعماالت األرض قـدرة علـى التنـافس مـع االسـتعماالت االخـرى لتزيحهـا أ و‬
‫تهـيمن علـ ى مواقعهـا أو تـدفع بعضـها بعيـدا عـن المواقـع المركزيـة ‪.‬وال وظيفـة السـكنية تـأتي فـي‬
‫مقدمة الوظائف استسالما لها لضعف قوتها التنافسية‪.‬‬
‫‪ -6‬ومـن خصـائص الوظيفـة التجاريـة أنهـا تشـغل حيـاز مكانيـا صـغيار مـن مسـاحة المدينـة ال‬
‫يتعـدى ‪ %5‬مـن مسـاحة المنطقـة المعمـورة فـي المـدن األمريكيـة كمـا أوضـحت دارسـة ميرفـي‬
‫‪Murph‬‬
‫إلى أن مساحة هذه االس تعمال تزداد في المدن التي تتمتع بعالقات تجاريـة عالميـة كـالموانئ علـى‬
‫وجه الخصـوص ‪ .‬وال تعنـي هـذه النسـب الواطئـة قلـ ة أهميـة هـذا النشـاط ‪،‬بـل العكـس فهـو‬
‫المسـؤول عن األسـاس االقتصـادي للمدينـة ‪،‬وعلـى تشـغيل أكثـر مـن ثلـث القـوى العاملـة الحضـرية‬
‫‪،‬هـذا إلـى جانب حاجة الناس اليومية لها‪.‬‬

‫أنماط اًلستعمال التجاري‪Patterns commercial use‬‬


‫أجريت بحوث عديـدة لتحديـد اسـتعماالت األرض التجاريـة فـي المـدن نـذكر أهمهـا دارسـة ريمونـد‬
‫مورفي ‪ Raymon Murphy‬حيث تتخذ استعماالت األرض التجارية فـي توزيعهـا المكـاني‬
‫داخـل المدينة األنماط التوزيعية األتية وهو ما حدده ( مورفي) كما یأتي‪:‬‬
‫‪-‬منطقة األعمال التجارية المركزية‪C.B.D .‬‬
‫‪-‬المراكز التجارية الخارجية(الثانوية) التقل يدیة‪.‬‬
‫‪-‬المراكز التجارية الخارجية المخططة‪.‬‬
‫‪-‬األشرطة التجارية المحلية‪.‬‬
‫‪-‬الشوارع التجارية المحلية‪.‬‬
‫‪-‬تجمعات المخازن المعزولة‪.‬‬
‫‪-‬مراكز التسويق اإلقليمية المخططة (خارج حدود المدينة‪).‬‬
‫‪-‬مناطق تجارة الجملة على طول السكك الحديد‪.‬‬
‫‪-‬مناطق تجارة الجملة على طول الطرق العامة‪.‬‬
‫وفيما یأتي نبحث تفاصيل هذه األنماط‪:‬‬
‫أوًل‪-‬منطقة األعمال المركزیة)‪Central Business District. (C.B.D‬‬
‫تمثـل النـواة األولـى للمدينـة ‪ ،‬ويعـ د موقعهـا مـن أفضـل المواقـع المرغوبـة فـي المدينـة‬
‫بتـأثير خصائصـه المفضـلة لالسـتثمار‪ ،‬مـن خـالل مـا لـه مـن مكانـة تاريخيـة اسـتقر وانتشـر‬
‫ومـارس ضغطا على استعماالت ارض المدينة‪ ،‬فتشتت عنه متباعدة بنظام تاركمـي أو شـعاعي أو‬
‫محـوري وتتمتع منطقة األعمال المركزية بذات األهمية المكانية داخل إطار الحيز المستثمر في‬
‫المدينة ‪.‬‬
‫ونظـار لكونهـا ذات اسـتثماارت عاليـة القيمـة تسـابقت أجـازء المدينـة األخـرى فـي الوصـول إليهـا‬
‫بأیسر وأسهل الطرق ‪،‬األمر الذي جعلهـا مشـدودة للم دينـة بواسـطة شـبكة منوعـة مـن خطـوط النقـل‬
‫ممـا ازد فـي درجـة مركزيتهـا ‪، degree of centralization‬ومـع اتسـاع المدينـة تبقـى منطقـة‬
‫األعمال المركزية موجهة خدماتها لكل أج ازء المدينة وإلقليمها‪.‬‬
‫تتركـز فـي منطقـة اإلعمـال المركزيـة مكاتـب اإلعمـال التجاريـة الكبـرى وشـركات التـامين‬
‫والمحالت التجارية وبيوت المال والفنادق ‪،‬وتزداد كثافـة المحـالت التجاريـة فيهـا ازديـادا كبيـ ار‬
‫ينـتج عنـه ارتفـاع ملمـوس فـي أسـعار األرض ويـنعكس ذلـك علـى ارتفـاع المبـاني فيهـا‪، .‬ولكونهـا‬
‫تمثـل بؤرة النشـاط الـداخلي للمد ينـة فإنهـا أصـبحت ملتقـى ألهـم شـوارع المدينـة وأكثرهـا نشـاطا‬
‫وتقـوم هـذه الشوارع مقام الشاريين للقلب تدفع لها الحركة والنشاط‪.‬‬
‫وباختصار یمكن تحديد خصائص منطقة األعمال المركزیة بما یأتي‪:‬‬
‫‪-1‬سهولة ال وصول إليها الرتباطها بنهایات الشوارع العامة في المدينة‪.‬‬
‫‪-2‬ارتفـاع قيمـة األرض إذ أدى الطلـب المتازيـد للخـدمات المختلفـة فـي قلـب المدينـة إلـى منافسـة‬
‫شـديدة فـي الحصـول علـى مسـاحات مـن األرض فـي هـذا القلـب مـا أدى إلـى ارتفـاع سـعر‬
‫األرض فيه‪.‬‬
‫‪-3‬قلـة السـكان المقيمـين فيهـا بصـفة عامـة حيـث تركـزت الكثيـر مـن المبـاني لخدمـة األنشـطة‬
‫المختلفة التي يؤديها هذا الحي الم ركزي‪.‬‬
‫‪ -4‬قلة الصناعات إذ ليست الصناعات اإلنتاجية مهمة في وسـط المدينـة تمامـا كالسـكان المقيمـين‬
‫ولكن مع ذلك توجد بعض الصناعات الخفيفة ‪.‬‬
‫‪ -5‬التخصص الداخلي ؛تميل بعض الشوارع المتفرعة من المنطقة المركزيـة بتخصصـها فـي‬
‫نشـاط معـين سـواء تخصـص تجـاري أم شـوارع البنـوك وأخـرى للمسـارح وثالثـة لـإلدارة الحكوميـة‬
‫ودوائرهـا ‪.‬ومن أمثلة شوارع المنطقة المركزية لمدينة بغداد شارع الرشيد وشارع المستنصـر وشـارع‬
‫األمـين ‪ .‬هذا فضال عن التجمعات ذات الطبيعـة المتخصصـة كأسـواق المجوهرات وأسـواق‬
‫األلبسـة الجـاهزة وأسواق األقمشة وسوق الساري لبيع القرطاسية وسوق الذهب ‪.‬‬

‫أساليب تحديد منطقة األعمال المركزیة‬


‫بالنظر لخصوصية منطقة األعمال المركزية وأهميتها اسـتدعت الضـرورة إلـى تحديـدها ومالحظـ ة‬
‫صيغ نموها‪ ،‬وتعتمد في تحديد المنطقة التجارية المركزية مجوعة من الطرق ابرزها ‪-1 -:‬‬
‫طریقة احتساب حجم البيع لجهة البلوك ‪Block –Frontage-value of sales‬‬
‫وأساسـها یقـوم علـى احتسـاب مجمـوع البيـع السـنوي لكـل جهـة مـن جهـات البلـوك علـى مسـتوى‬
‫المخازن التي تشرف على الشارع‪ .‬وحدد‪ 700000‬كحد أدنى لمبيعات البلـوك الواحـد سـنويا حتـى‬
‫يـدخل ضـمن منطقـة األعمـال المركزية ‪،‬وما یقـل عـن ذلـك ال یعتبـر ضـمن المنطقـة التجاريـة‬
‫المركزية ‪.‬‬

‫‪height of buildings‬‬ ‫‪ -2‬على أساس ارتفاع المباني (المظهر الخارجي)‬


‫تتسم منطقة األعمال المركزية بأنها ذات كثافـة اسـتثمارية عاليـة كـرد فعـل عـن قيمـة األرض‬
‫المرتفعـة ‪،‬وعلـى هـذا األسـاس تسـيطر منطقـة األعمـال المركزيـة علـى أعلـى مسـتوى للمبـاني فـي‬
‫المدينـة ‪.‬لكـن مـا يؤخـذ علـى هـذا المعيـار هـو انـه ليسـت كـل المبـاني العاليـة فـي المنطقـة تسـتغل‬
‫ألغراض تجارية كمبنى البنك المركزي في بغداد ومبنى االتصاالت وبعض المباني الحكومية ‪.‬‬
‫‪population density‬‬ ‫‪-3‬على أساس كثافة السكان‬
‫تعتمـد خـارئط توزيـع السـكان فـي المدينـة بعـد أن تمثـل دورهـم السـكنية علـى شـكل نقـاط علـى‬
‫الخريطـة ‪.‬وبـالنظر لقلـة وجـود الـدور السـكنية فـي المنطقـة المركزيـة فإنهـا تبـدو وكأنهـا خاليـة مـن‬
‫السكان ‪.‬‬
‫‪ - 4‬تحديد المنطقة على أساس سعر األرض ومقدار إیجارها ‪Land price and rent‬‬
‫ظهـر لنـا سـابقا بـان أعلـى قيمـة لـألرض الحضـرية توجـد فـي المنطقـة المركزيـة بتـأثير عامـل‬
‫المنافسة ثم تأخذ باالنخفاض باتجاه األطارف ‪،‬فقد وجـد مـورفي وفـانس‪ Vance‬إن أسـعار األرض‬
‫تهبط بنسبة ‪ %40‬من موقع أعلى سعر حثی إمكانية الوصول ‪.‬‬
‫‪Standard Movement‬‬ ‫‪ -5‬معيار كثافة النقل وحركة المرور‬
‫وتشـمل حركـة المـارة وكثافـة النقـل ‪،‬إذ إن ازدحـام حركـة المـرور یعكـس فعاليـة المنطقـة‬
‫التجاريـة ‪،‬فمـن المفـ روض أن تتفـق بـؤرة المنطقـة التجاريـة مـع أعلـى نسـبة لمـرور النـاس ‪،‬ومـن‬
‫هـذه البـؤرة التي تمثل ‪ %100‬من حركة المرور تتدرج حركة المرور بالقلة إلى الجهات األخرى‬
‫‪،‬ويعم تد ذلـك من خالل الدارسة الميدانية‪.‬‬
‫‪-6‬تحديد المنطقة على أساس أنماط استعماًلت األرض‬
‫يـتم فـي هـذه الطريقـة جـرد اسـتعماالت األرض المختلفـة فـي المدينـة ونقلهـا إلـى خـ ارئط اسـتعماالت‬
‫األرض ‪ ،‬فالمنطقة التجارية المركزية هي التي تستأثر بأعلى نسبة من االستعمال التجاري‪.‬‬
‫‪ -7‬طریقة الفهرست (جرد استعماًلت األرض) ‪Index method‬‬
‫هذه الطريقة ابتكرها ريموند ميرفـي وفـانس بعـد أن اجريـا دارسـتهما علـى مجموعـة مـن‬
‫(‪)20‬‬
‫وتعتمد هذه الطريقة على العمل الحقلي أساسا‪ ،‬وتتطلـب قـبل‬ ‫المـدن األمريكية عام ‪1954‬‬
‫القيـام بهـا خريطة أساس أوليـة لمنطقـة اإلعمـال المركزيـة تحتـوي علـى كافـة شـوارعها والقطـع‬
‫األرضـية فيهـا ‪.‬وعلى الباحث الذي يـروم تطبيـق هـذه الطريقـة أن یميـز بـين المؤسسـات التـي‬
‫تنتمـي إلـى ا لمنطقـة المركزية أو الفعاليات التي من اختصاصها وبين المؤسسات التي ال تنتمي‬
‫إليها ‪.‬‬
‫یستخدم الباحث أكثر من خريطة لمختلف الطوابـق التـي تتكـون منهـا أبنيـة المنطقـة‬
‫المركزيـة وفي هذه الخ ارئط یستخدم رمواز مميزة فيستخدم ‪ A‬لالستعمال التجاري و‪ B‬للبنـوك‬
‫و‪ C‬ل لقرطاسـية وهكـذا ‪،‬وكـذلك األبنيـة ذات الطوابـق المتعـددة فتتمثـل ب ‪ c/x/x‬للمبنـى ذات‬
‫الطـابق األرضـي مشغول باالستعمال التجاري والطابق األول والثاني باسـتعماالت أخـرى ‪.‬بعـدها‬
‫يـتم حسـاب مجمـوع مساحة األرض التي تشغلها المؤسسات التجارية والمساحة التي تشغلها‬
‫المؤسسات غير تجارية‪.‬‬
‫وبعـد أن یفـرغ مـن ذلـك یعـد الباحـث الفهرسـت أو (دليـل االرتفـاع )ع ‪،‬ويـتم بواسـطة التقسـيم‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫=‬ ‫مساحة الطوابق‬ ‫=‬ ‫دليل االرتفاع‬
‫مساحة الطابق األرضي‬ ‫ع‪1‬‬
‫أما معيار ارتفاع المباني في المنطقة المركزية فيتم حسابه كاآلتي‪:‬‬

‫جملة مساحة الطوابق المستعملة في الوظائف المركزية‬ ‫معيار ارتفاع المباني =‬


‫مساحة الطابق األرضي ثم حساب معيار الكثافة للمنطقة المركزية بالشكل اآل تي‪:‬‬

‫المساحة المشغولة باإلعمال المركزية×‪100‬‬ ‫معيار الكثافة للمنطقة المركزية =‬


‫_________________________ _‬
‫مساحة الطوابق‬

‫ولكـن یعـد البلـوك داخـال ضـمن منطقـة األعمـال الم ركزيـة مـن حيـث االسـتعمال و یجـب أن ال‬
‫یقل فهرست االرتفاع عن واحد وفهرست الكثافة عن ‪ . %50‬وهكذا یمكـن التعـرف علـى البلوكـات‬
‫التي تدخل ضمن المنطقة التجارية المركزية ‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬المناطق التجاریة الثانویة‬
‫تحمل هذه المنطقة صفات منطقة األعمال المركزية نفسها لكنها اصغر منهـا حجمـا‬
‫ونشـاطا وتقع خارجها ‪ ،‬وتقسم إلى صنفين هما‪:‬‬
‫‪ -1‬المنـاطق التجاريـة الثانويـة القدیمة(التقليديـة)ومـن أمثلتهـا المنـاطق التجاريـة فـي الكاظميـة‬
‫واالعظمية والك اردة ‪.‬‬
‫المنصـور‬ ‫‪ -2‬المنـاطق التجاريـ ة الثانويـة المخططـة‪ .‬ومـن أمثلتهـا األسـواق المركزيـة فـي‬
‫والشعب وزيونة‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬الشوارع التجاریة الرئيسة ‪Commercial main streets‬‬


‫تلك التي تتفرع من المنطقة المركزية أو أنها امتدادا لها كشارع السعدون والرشـيد والمستنصـر‬
‫في بغداد ‪،‬وشارع الوطني في البصرة يليه شارع الكويت‪.‬‬

‫اربعا‪ -‬األشرطة التجاریة ‪Commercial tapes‬‬


‫هـي الشـوارع الفرعيـة المنبثقـة مـن الشـوا رع التجاريـة الرئيسـة كشـارع الكـرداة وشـارع موسـى الكـاظم‬
‫واإلمام األعظم عند تفرعه من باب المعظم‪ .‬وهذه الشوارع هي ابعد مسافة من المنطقة المركزية‬

‫خامسا‪ -‬الشوارع التجاریة المحلية‪Local commercial streets .‬‬


‫وهـذه الشـوارع تمتـد بـين األحيـاء السـكنية والتـي بـدأت كمحـالت منفـردة ومتفرقـة بـين األحيـاء‬
‫السـكنية مـا لبثـت أن نمـت واسـتقطبت إلـى جانبهـا محـالت أخـرى متخـذه مـن واجهـات الشـوارع‬
‫السكنية موقعا لهـا مثـل شـارع ‪ 20‬فـي البيـاع وشـارع العمـل الشـعبي فـي العامريـة والشـارع الرئيسـي‬
‫في حي الجامعة ‪ ،‬فيمـا اتخـذت الكثيـر مـن الشـوارع التجاريـة صـفة رسـمية بعـد أن كانـت مخططـة‬
‫كشوارع سكنية كشارع عدن في حي الشعب وشارع أور شرق بغداد‪.‬‬

‫سادسا‪ -‬تجمعات المخـازن المعزولـة ومخـازن التسـویق الواسـعة عنـد أطـارف المدينـة و مخـازن‬
‫بيع الجملة الحديثة والدكاكين المبعثرة ‪ .‬وهذه في اغلبها انشات عند أطراف المدينة كما في حـي‬
‫األعـالم ‪ ،‬ومخـازن بيـع الجملـة الحديثـة فـي حـي جميلـة والـدورة ‪ .‬وقـد اسـتقطبت هـذه المخـازن‬
‫روادها من مالكي السياارت تماشيا لالزدحام الذي يتسم به مركز المدينة‪.‬‬

You might also like