You are on page 1of 43

‫‪1‬‬

‫اااا ااااا ااااا‪:‬‬


‫تقع مدينة أثينا فى سهل أتيكا وعلى بعد حوالى ‪6‬كم عن مينائها بيريه‬
‫وترجع الى العصر النيوليتى المتأخر ‪،‬كانت أثينا مركزا للحضارة والفنون‬
‫والداب ‪،‬أدخل إليها سولون نظام التحرير الفكرى وحارب الرستقراطية‬
‫فى القرن الخامس ق‪.‬م واستمر ازدهارها فى عهد الحكم الرومانى وأصبح‬
‫لثينا مركزا ً أكاديميا ً مرموقا ً للعلوم في عهد الباطرة الرومان أنشئ بها‬
‫العديد من المعابد لللهة أثينا)‪.(1‬‬

‫أما أتيكا حيث تقع أثينا فهى شبه جزيرة مثلثة الشكل تبرز من جنوب‬
‫بيوتيا فى داخل البحر‪ ،‬ويفصلها عن بيوتيا سلسلة من الجبال تكاد تكون‬
‫متصلة من الخليج الكورنثى حتى البحر اليجى هذه الجبال فى مجموعها‬
‫غير شاهقة الرتفاع فل يزيد أعلها عن ‪4700‬قدم ‪ .‬وتنقسم الشعاب‬
‫المنحدرة من هذه السلسلة الجبلية الى جنوب إقليم اتيكا الى أربعة‬
‫سهول)‪.(2‬‬

‫الشريط الساحلى الخصب ينتهى فى الجنوبى عند رأس سونيوم‬


‫وكان يحمل اسم براليا‪ ،‬كانت المنطقة التي تقع على الحدود الشمالية‬
‫الشرقية بين اتيكا وبيوتيا وتطل على بحر يوبويا وهى أر وبوس تنتمي‬
‫جغرافيا إلى بويوتيا ولكن أثينا كانت حريصة دائما أن تضعها تحت سيطرتها‬
‫وكانت سبب نزاع مستمر بين الدولتين)‪.(3‬‬

‫تشمل دولة أثينا مقاطعة اتيكا كلها‪ ،‬وسكان هذه المنطقة يطلق‬
‫عليهم اسم الثنين ويتمتعون بحق المواطنة الثينية‪.‬‬

‫‪ (1)1‬محمد كمال صدقى‪ ،‬المصطلحات الثرية‪) ،‬كلية الداب‪-‬جامعة الملك سعود(‪ ،‬ص ‪51‬‬
‫‪ (2)2‬عبد اللطيف أحمد على‪ ،‬التاريخ اليونانى‪) ،‬القاهرة ‪1976‬م(‪ ،‬ص ‪149‬‬
‫‪ (3)3‬المؤلف نفسه‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪150‬‬
‫‪2‬‬

‫تمتاز أتيكا بأنها من اجمل المناطق على الطلق فى بلد اليونان فهى‬
‫تقع فى وسط شبه جزيرة اليونان‪ ،‬تتصل بالمقاطعات الشمالية والجنوبية‬
‫على السواء يربطها جسر بجزر آسيا الصغرى وهى برية وبحرية معا ً ‪ ،‬فهي‬
‫تمتد ضمن بحر ايجه وتشغل سواحلها مكانا ً فسيحا ً على حوض هذا البحر‬
‫الذي كان دوما مركزا ً للحضارة )‪.(1‬‬

‫معنى كلمة اتيكا هى البلد الساحلية ولم تكن تلك المقاطعة سوى‬
‫شبه جزيرة متقدمة داخل البحر ومجاورة لمعظم الجزاء المهمة من العالم‬
‫اليونانى ‪ .‬ولقد قال عنها الكاتب الرومانى شيشرون "إن هواء أثينا الصافى‬
‫هو الذي صقل عقول أهلها "‪ .‬فمقاطعة اتيكا هى خلصة بلد اليونان وهى‬
‫أصلح البقاع على وجه الرض للحياة البشرية والحضارة)‪.(2‬‬

‫اااا ااااا‪:‬‬

‫بلد اتيكا التي تظهر ككتلة واحدة منسجمة كانت فى بادئ أمرها‬
‫عبارة عن عدة إمارات منفصلة ‪ .‬ويظهر من الروايات القديمة انه كان لكل‬
‫إمارة يحكمها ملك مستقل‪ ،‬وفى القرن السابع ق‪.‬م نجد بلد اتيكا كلها‬
‫تؤلف دولة واحدة عاصمتها أثينا ‪ .‬ولكن كيف ومتى تم توحيدها ؟ ل أحد‬
‫يعرف ول يوجد فى التاريخ ما يثبت تحديدا الجابة على هذا السؤال ‪.‬‬

‫تتحدث الساطير اليونانية القديمة أن الملك سيقروبس أحد أحفاد‬


‫ايون قد أسس بمساعدة اللهة أثينا عند هضبة أكروبوليس مدينة جديدة‬
‫أطلق عليها اسم اللهة‪ ،‬وكان يسكن تلك المنطقة البلسيغيون ثم قام‬
‫حفيده تيزئيوس حوالى سنة ‪ 120‬ق‪.‬م بدمج مدن أتيكا الثنى عشر ضمن‬
‫كتلة سياسية واحدة واعتبر جميع السكان مواطنين أثينيين‪ ،‬ويمكن أن‬
‫نستخلص من كل تلك الساطير أن توحيد بلد أتيكا يرجع إلى عهد قديم‪،‬‬
‫نستدل من صيغة الجمع في اسم مدينة أثينا ‪ Athenae‬أنها قد تكونت من‬

‫‪ (4)1‬محمد كامل عياد‪ ،‬تاريخ اليونان‪) ،‬القاهرة ‪ ،(1980‬ص ‪209‬‬


‫‪ (1)2‬المؤلف نفسه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪210‬‬
‫‪3‬‬

‫انضمام عدة قرى بعضها إلى بعض ‪ .‬في عهد البلسغيين خمس أو ست‬
‫قرى عند الهضبة وعلى المرتفعات المحيطة بها أدرك المهاجرين اليونين‬
‫أهمية تلك المنطقة القريبة من الشاطئ إلى الحد الذي يسمح لهم‬
‫الشتغال بالملحة‪ ،‬وأيضا بعيد إلى الحد الذى يمكنهم من رؤية القراصنة‬
‫قبل وصولهم وعمل الستعدادات لمقامتهم ‪ .‬وقد حصن السكان القدماء‬
‫هضبة الكروبوليس بإقامة سور يحيط بالذروة يسمى )بيلرغيقون‬
‫‪ (pelargicon‬فقلب الثينين هذا السم فيما بعد خطأ إلى )بيلسجيقون‬
‫‪ (pelasgicon‬نسبة إلى البلسجيبين ‪ .‬ويأتي ذكر سكان أتيكا جميعا فى اللياذة‬
‫والوديسة باسم الثينين ‪ .‬ونستدل من ذلك على أن تم توحيد أتيكا قبل‬
‫القرن الثامن ق‪.‬م وكان الثينيون يحتفلون فى العصور التالية بالوحدة دون‬
‫سفك دماء وهذا دليل على آن الوحدة قد تمت بصورة سلمية‪.‬‬

‫ول نستطيع أن نحدد فى عهد أى ملك قد تمت الوحدة وذلك بسبب‬


‫الروايات الكثيرة التى قد رويت حول تلك الوحدة ‪.‬ومهما كان المر فان‬
‫الوحدة من الحوادث الخطيرة ‪ .‬وكان اليونانيون يعتبرونها بحق السبب‬
‫الساسى فى عظمة أثينا ‪ .‬وهى بذلك امتازت على العديد من المدن‬
‫اليونانية)‪.(1‬‬

‫اااا ااااا ‪:‬‬

‫ظلت أثينا تحكم من قبل الملوك فترة طويلة وتذكر الروايات القديمة‬
‫اكثر من ثلثين ملكا ‪ ،‬على أن القوائم التى تعدد أسماء هؤلء الملوك‬
‫يختلف بعضها عن الخر وتتعارض ‪.‬لذلك فان أخبار هؤلء الملوك وأحداث‬
‫عهدهم ليس لها قيمة تاريخية ول يجوز العتماد عليها ‪.‬‬

‫يوجد رواية طريفة عن نهاية الملكية فى أثينا وتقول "لما قتل‬


‫)قوردروس( ‪ ،‬أخر الملوك من أسرة الريختيين وهو يحارب الغزاة الدوريين‬

‫‪(1)1‬محمد كامل عياد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪213،212‬‬


‫)‪(2‬محمد كامل عياد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الصفحة نفسها‬
‫‪4‬‬

‫رأى الثينيون انه ليس هناك شخص يمكن أن يقارن به فى كمال الصفات‬
‫والتضحية بالنفس حتى يستحق أن يخلفه ففضلوا حينئذ إلغاء الملكية بالمرة‬
‫)‪(2‬‬
‫ورغم أن هذه الرواية ليمكن الطمئنان الى صحتها إل أننا نستدل منها‬ ‫"‬
‫بان انتقال السلطة من الملوك الى النبلء لم يكن نتيجة ثورة بل قد تم‬
‫بصورة سلمية ‪.‬‬

‫ااااا ااااااااااا اا ااااا ‪:‬‬

‫تلشى الحكم الملكى فى أثينا تدريجيا تحت ضغط الطبقة‬


‫الرستقراطية التى كانت تشارك فى الحكم ثم أرادت أن تستأثر بالسلطة‬
‫وحدها)‪.(1‬‬

‫بعد انتقال الحكم الى الطبقة الرستقراطية نجد أن الصلحيات التى‬


‫كانت مركزة فى يد الملك ‪،‬تصبح الن موزعة بين عدد من المناصب يشغلها‬
‫عدد من أفراد الطبقة الرستقراطية)‪.(2‬‬

‫ااااااا ‪:‬‬

‫الحاكم أو الرخون ‪ :‬وهو رئيس الجهاز التنفيذى والمشرف على الشؤون‬


‫العسكرية أو البوليمارخوس‪ ،‬وستة قضاة ‪ ،‬ورئيس للشؤون الدينية وكان‬
‫هؤلء يشغلون مناصبهم فى البداية لمدى الحياة ثم اصبحوا يشغلونها لفترة‬
‫محددة ‪ ،‬وتدرجت حتى أصبحت سنة واحدة فى النهاية‪ .‬وانتقلت‬
‫الصلحيات التخطيطية والتشريعية الى مجلس يأتى أعضاؤه من بين‬
‫صفوف الطبقة الرستقراطية ‪ .‬وهو مجلس الريوباجوس الذى كانت فى‬
‫يده الداره الحقيقية لمور الثينيين ‪.‬‬

‫‪ (3)1‬لطفى عبد الوهاب يحيى‪ ،‬اليونان مقدمة فى التاريخ الحضارى‪) ،‬القاهرة ‪1997‬م(‪ ،‬ص ‪122‬‬
‫‪ (1)2‬لطفى عبد الوهاب يحيى ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪123‬‬
‫‪5‬‬

‫اتسم حكم الطبقة الرستقراطية بالتسلط والنحراف المتزايد فى‬


‫مجال القضاء الى خدمة مصالح تلك الطبقة‪،‬مما أدى سخط متزايد فى‬
‫صفوف الطبقات الخرى‪ ،‬مما اضطر الطبقة الحاكمة الى العمل على‬
‫تشريع القوانين ‪ ،‬وقد عهد بتلك النهمة الى مشرع اسمه درا كون ‪ .‬كانت‬
‫تلك القوانين التى سنها هذا المشرع فى ‪621‬ق‪.‬م على قدر كبير من‬
‫القسوة‪ ،‬ولكنها لم تعالج إل جوانب محددة من مشاكل المجتمع الثينى‪ .‬إل‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬فنجد دور‬ ‫أنها شكلت فى الواقع تطورا هاما فى حياة هذا المجتمع‬
‫القانون يبرز كأداة للتعامل داخل المجتمع الثينى أول مرة ‪ .‬وبذلك فان‬
‫إصدار هذه القوانين كانت فى صالح الطبقات المحكومة من حيث أن هذه‬
‫الطبقات بدأت تعرف مواقع أقدامها وان العلقة بينها وبين الدولة لبد أن‬
‫تبينها وتضبطها قوانين تبين الحقوق وتوضح الحدود ‪ .‬وبدأ المجتمع الثينى‬
‫يخطو خطواته الولى على درب التطور الذى أدى الى الحكم الشعبى فى‬
‫النهاية ‪.‬‬

‫قوانين دراكون لم تتناول إل جانبا من جوانب المجتمع الثينى وقد‬


‫ظهرت آثار ذلك فى الحالة التى انحدرت إليها طبقة العامة والتى وصلت‬
‫الى درجة بالغة من السؤ ‪ .‬فقد وقع كثير من أفراد هذه الطبقة تحت طائلة‬
‫الدين ‪،‬وانتزعت أملك من كانت له أملك للوفاء بديونهم نحو دائنيهم من‬
‫الطبقة الرستقراطية ‪ ،‬وبيع بعضهم فى أسواق الرقيق ممن لم تكن لهم‬
‫أراضى ‪،‬واضطر من أراد أن ينجو الى أن يفر خارج حدود اتيكا فى منفى‬
‫اختيارى حتى ل يدخل فى العبودية‪ .‬وفى هذه الثناء بدأت طبقة جديدة فى‬
‫الظهور وهى طبقة التجار التى كانت تكتسب موقعا ملموسا فى المجتمع‬
‫الثينى يوما بعد يوم‪ ،‬وبدأ يسعى أفراد هذه الطبقة الى الشتراك فى‬
‫الحقوق السياسية حتى يضمنوا مصالحهم وتنميتها)‪.(2‬‬

‫وفى وسط هذه الظروف التى شهدت تسلط الطبقة الرستقراطية‬


‫واستئثارها بكل جوانب السلطة من جهة‪،‬وسخط العامة ‪،‬وطبقة التجار‬

‫‪ (2)1‬لطفى عبد الوهاب يحيى ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪124‬‬


‫‪ (1)2‬المؤلف نفسه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪124‬‬
‫‪6‬‬

‫وتحفزها من جهة أخرى ‪ ،‬تولى منصب الحاكم التنفيذى شخص اسمه‬


‫سولون ‪ ،‬يبدو انه كان من الطبقة الرستقراطية المعتدلة ولكنه اتجه الى‬
‫التجارة وكون ثروة عن طريقها‪.‬وقد قام سولون نتيجة للموقف المتفجر‬
‫الذى كان يمر به المجتمع الثينى آنذاك ‪ ،‬بوضع بعض التشريعات بفرض‬
‫التدقيق بين المصالح المتضاربة بين طبقات هذا المجتمع)‪.(1‬‬

‫ااااااا ااااا‪:‬‬

‫قام سولون خلل سنوات حكمه بعدد من الصلحات هدف بها إلى‬
‫تخفيف حدة المظالم التى يتعرض لها الفقراء وإعادة التوازن إلى الدولة‬
‫التى كانت قد وصلت إلى حافة الهاوية ‪.‬‬

‫تنقسم هذه التشريعات الى قسمين رئيسيين أولهما نستطيع أن‬


‫نربطه بالطبقة التجارية الصاعدة ومحاولة التوفيق بين مصالحها ومصالح‬
‫الطبقة الرستقراطية القديمة ‪ ،‬والقسم الثانى يستهدف معالجة وضع‬
‫العامة ‪ .‬ونجد سولون يربط فى تشريعاته بين الثروة بوجه علم وبين‬
‫الحقوق السياسية ‪.‬‬

‫ااا ااااااا ااااا‪:‬‬


‫اااا ‪:‬‬
‫ألغى الديون القائمة سواء كانت للفراد أو للدولة‪ ،‬وأطلق سراح‬
‫الذين اصبحوا عبيدا بسبب الدين ‪ ،‬كما حرم رهن النسان لنفسه فى‬
‫المستقبل لقاء دين ما ‪.‬‬
‫ااااا‪:‬‬
‫استبدل النظام النقدى المستخدم فى أثينا ‪ .‬فبدل نظام ايجينا ‪aegina‬‬

‫واقر نظام ايوبيا النقدى ‪.‬ويقال انه خفض قيمة العملة ‪،‬ويبدو أن الهدف من‬
‫هذا التعديل كان إتاحة الفرص أمام التجارة الثينية للتطور والزدهار‪.‬‬

‫‪(2)1‬المؤلف نفسه‪ ،‬المرجع االسابق‪ ،‬ص ‪125‬‬


‫‪7‬‬

‫ااااا‪:‬‬
‫ألغى سولون قوانين دراكون التى كانت محل شكوى من جميع‬
‫الثينين ‪.‬‬
‫ااااا ‪:‬‬
‫استصدر سولون عددا من التشريعات فى اليدان الجتماعي فاعتبر‬
‫البطالة جريمة ‪ ،‬وحث المواطنين على تعليم أبنائهم الحرف وسن قانون‬
‫يعفى البن من مسؤولية والده المسن إذا لم يعلمه حرفه ‪،‬وفرض ضريبة‬
‫على من يعتدى على امرأة حرة ‪ ،‬وأباح قتل المتلبس بجريمة الزنا‪.‬‬
‫خامسا عاقب كل من يواجه بالسلبية محاولة إثارة الفتنة أو قلب نظام‬
‫الحكم بالقوة وكان عقاب السلبى هو فقدان المواطن لحقه فى‬
‫المواطنة)‪.(1‬‬

‫وقد قام سولون بتقسيم اجتماعى ربما كان موجودا كله أو قسم منه‬
‫على القل فى أثينا قبل عهد سولون‪ .‬وبمقتضى هذا التقسيم كان المجتمع‬
‫الثينى ينقسم إلى طبقات أربعة حسب دخل كل فرد فى السنة مقدرا‬
‫بمعايير ‪ medimnoi‬من الحبوب أو الزيت أو النبيذ ‪.‬أولى هذه الطبقات‬
‫وينتمى إليها كل من كان دخله فى السنة خمسمائة معيار وتسمى طبقة‬
‫"أصحاب الخمسمائة "‪.‬والطبقة الثانية تسمى "طبقة الفرسان" ول يقل‬
‫دخل الفرد فيها عن ثلث مائة معيار)‪ .(2‬الطبقة الثالثة كان دخل الفرد فيها‬
‫ل يقل عن مائتى معيار فى السنة وقد سماها الثينيون "طبقة أصحاب‬
‫النير" ‪ zeugitae‬على أساس أن الرض التى تنتج هذا القدر من الدخل يلزم‬
‫لفلحتها على القل اثنين من الماشية وشدهما إلى المحراث بالنير‬
‫الخشبى‪.‬الطبقة الخيرة وهى طبقة العمال اليدويين والجراء والتى يقل‬
‫دخل الفرد فيها عن مائتى معيار ‪ .‬يرجع الفضل إلى سولون فى الربط بين‬
‫هذا التقسيم وبين الحقوق السياسية بشكل تدريجى يتناسب مع دخل‬
‫الفرد ‪ .‬وهكذا اصبح المنتمون إلى الطبقة الولى مثل هم الذين يختار من‬

‫‪ (1)1‬فوزى مكاوى‪ ،‬تاريخ العالم الغريقى وحضارته‪) ،‬الدار البيضاء‪1980 ،‬م(‪ ،‬ص ص ‪98-97‬‬
‫‪ (2)2‬لطفى عبد الوهاب يحيى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪126‬‬
‫‪8‬‬

‫بينهم العضاء التسع للجهاز التنفيذى بينما تعطى المناصب القل درجة‬
‫لطبقة الفرسان وهكذا‪.‬‬

‫لم يربط سولون بين الدخل السنوى وبين الرض إنما تركه مفتوحا‪:‬‬
‫لي مصدر من مصادر الدخل ‪،‬اصبح فى إمكان الطبقة التجارية أن تشترك‬
‫فى المناصب التنفيذية للدولة وفى الجهاز الداري بها إلى جانب أفراد‬
‫الطبقة أرستقراطية القديمة ‪ ،‬لم يقتصر سولون على الربط بين الثروة‬
‫وبن المناصب التنفيذية والدارية إنما نقل ذلك إلى المجال التشريعى فأقام‬
‫إلى جانب مجلس اريوباجوس الرستقراطى مجلسا جديدا وهو مجلس‬
‫البولى ‪) boule‬مجلس الشورى ( يتكون من أربعمائة عضو مائة عضو عن‬
‫كل قبيلة من القبائل الثينية الربعة ‪ ،‬وكانت صلحياته تشمل تحضير‬
‫مشاريع القوانين التى تطرح على مجلس الكليزيه ‪) ekklesia‬مجلس العامة‬
‫أو المجلس الشعبى ( الذى يتكون من عموم المواطنين الثينين)‪.(1‬‬

‫النقطة الثانية التى تهم العامة فهى تخص اشتراك الطبقة الجتماعية‬
‫الرابعة فى مناقشات مجلس الكليزيه ‪ .‬ويذكر لنا أر سطو عن تلك النقطة‬
‫أن سولون أعطى لفراد هذه الطبقة مكانا فى المجلس والذي تدرجت‬
‫صلحياته فيما بعد لتشمل الفصل عن طريق المناقشات ثم التصويت فى‬
‫العديد من المسائل المجتمع الثينى من بينها سن القوانين وتعديلها أو‬
‫إلغائها والمسائل المتعلقة بإعلن الحرب وإبرام السلم‪ .‬ولكن طرقة تكون‬
‫هذا المجلس ومدى صلحياته أو سلطته يشوبها الكثير من عدم التحديد‬
‫)‪(2‬‬
‫فى العصر الرستقراطى ‪ ،‬وفى‬ ‫ولبد انه مر بمرحلة طويلة من التطور‬
‫هذا التطور لبد انه واجه بعض الصعوبات والعقبات العملية نتيجة للظروف‬
‫الواقعية التى كانت تجهد أفراد الطبقة الرابعة ومن ثم تؤثر على إمكانية‬
‫حضورهم جلسات هذا المجلس واشتراكهم اشتراكا فعال فى المناقشات‬
‫التى تدور فى ساحته ومن هنا فان ما ذكره أر سطو من إعطاء تشريعات‬
‫سولون لعضاء الطبقة الرابعة مكانا فى المجلس الشعبى ربما ل يزيد فى‬

‫‪(1)1‬لطفى عبد الوهاب يحيى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪127‬‬


‫)‪ (2‬لطفى عبد الوهاب يحيى‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪126‬‬
‫‪9‬‬

‫حقيقته عن النص فى هذه التشريعات على حق هذه الطبقة المذكورة فى‬


‫عضوية هذا المجلس كتأكيد رسمى لحق موجود أصل وان كانت تنقصه‬
‫الممارسة الفعلية ‪.‬‬

‫النقطة الثالثة التى تخص العامة فى تشريعات سولون وهى تتعلق‬


‫بالناحية القضائية وتنص على قيام المحاكم الشعبية وفى هذه المحاكم التى‬
‫أصبحت ملمحا أساسيا من ملمح المجتمع الثينى منذ عهد سولون أصبحت‬
‫الهيئات القضائية تتكون من عدد كبير من المواطنين بما فيهم أفراد الطبقة‬
‫الجتماعية الرابعة ‪ .‬وكان المواطنين الجالسين فى صورة هيئة قضائية فى‬
‫هذه المحاكم ينظرون فيما يقدم أمامهم من شكاوى وتظلمات واتهامات)‪.(1‬‬

‫ااااااااااا اااا اااااا ‪:‬‬

‫وضع سولون أساس الدستور لنظام الحكم الذى يقوم على الثروة‪،‬‬
‫وهو حكم القلية التى تضم طبقة ملك الراضى وطبقة التجار ‪،‬كما أعطى‬
‫طبقة العامة قدرا من الحقوق يتناسب مع مقدار الوعى الذى وصلوا أليه ‪.‬‬
‫وقد أرضت هذه التشريعات طبقة التجار إلى حد كبير ولكنها لم تحل فى‬
‫الواقع كل المشاكل التى كان يعانى منها طبقة العامة ‪ ،‬ولم ترضى الطبقة‬
‫الرستقراطية القديمة من ملك الراضى بالدستور الذى انقص من‬
‫امتيازاتها القديمة ‪ .‬وقد أدى هذا الوضع إلى انقسام فى المجتمع الثنى‬
‫واخذ صورة أحزاب ثلثة سميت بحسب الماكن التى يقيم فيها سكان اتيكة‬
‫وهى ‪ :‬حزب الجبل حث يوجد الفقراء والرعاه‪ ،‬وحزب السهل حيث‬
‫المتشددون من الطبقة الرستقراطية‪ ،‬وحزب الساحل حث يوجد التجار‬
‫‪،‬وانتهى هذا النقسام إلى صراع بين الحزاب الثلث انتهى بانتصار حزب‬
‫الجبل الذى كان يتزعمه شاب اسمه بيزستراتوس اصبح حاكما لثينا حوالى‬
‫عام ‪545‬ق‪.‬م)‪.(2‬‬

‫‪(1)1‬المؤلف نفسه‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪129‬‬


‫‪ (2)2‬لطفى عبد الوهاب يحيى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪130‬‬
‫‪10‬‬

‫ااااا اااااا اااااا‪:‬‬

‫كان نظام حكم بزستراتوس حكما فرديا فى حقيقته ‪ ،‬ولكنه لم يحول‬


‫أن يمارس سلطته المستبدة هذه بشكل سافر وانما اكتفى بجوهر السلطة‬
‫وترك الواجهة الدستورية للحكم ‪ .‬ومن ناحية أخرى قام بعدة خطوات أدت‬
‫إلى تدعيم حكمة وازدهار المجتمع الثينى فى اكثر من اتجاه‪ .‬وقد قام‬
‫بمصادرة بعض أراضى الطبقة الرستقراطية وتوزيعها على المعدمين من‬
‫طبقة العامة ‪ .‬وقام بدفع عجلة النشاط التجارى إلى المام‪ ،‬فاحكم‬
‫السيطرة عل مداخل البحر السود التى كانت تتحكم فى طريق القوافل‬
‫السفن المحملة بالقمح والتية من شواطئ هذا البحر واللزمة للمجتمع‬
‫الثينى ‪ ،‬وذلك بالستيلء على حصن سيجون ‪ sigeon‬على الشاطئ السيوي‬
‫لمضيق الهللسبونتوس ‪ hellespotos‬ثم بإقامة مستعمرة اثينية فى سستوس‬
‫‪ sestos‬على الشاطئ الوربي المقابل لسيجيون ‪ ،‬وقام باستيلء على شبه‬
‫جزيرة الخرسونيسوس ‪ chersonnesos‬التى تطل على طريق القوافل‪ .‬ومد‬
‫بيزستراتوس اهتمامه أيضا إلى العتناء بالنواحي الفنية والدبية فى المجتمع‬
‫الثينى وأقيمت فى عهده عدد كبير من المعابد ‪ ،‬ينسب إلى عهد‬
‫بيزستراتوس تدوين ملحمتى اللياذة والوديسة لول مرة)‪.(1‬‬

‫ااااااااا اااااااا ااااااااااا ‪:‬‬

‫الدستور الذى وضعه كليسثينيس والذي بدأ العمل به فى ‪503‬ـ ‪ 502‬ق‪.‬م مثل حل لبعض‬
‫مشاكل المجتمع الثينى و أول أركان هذا الدستور هو إعادة تقسيم المجتمع الثينى إلى قبائل)‪ (2‬من‬
‫نوع جديد تقوم على أساس مكانى لتصبح قاعدة للتنظيم الداري وللحقوق السياسية بدل من التقسيم‬
‫القديم الذى كان يقوم على رابطة القرابة أو الدم ‪ .‬كانت اتيكة مقسمة إلى أربعة قبائل كل منها مقسم‬
‫إلى عشائر تضم كل واحدة عدد من السر وكان ذلك يعطى الرستقراطيين قبضة حديدية على‬
‫الجهاز الداري والذى كان أساسا لحقوق المواطنة يقصى عنها كل من لينتمى بحكم المولد إلى‬
‫هذه القبائل أو إلى تقسيماتها ‪.‬‬

‫‪(1)1‬لطفى عبد الوهاب يحيى‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪131‬‬


‫)‪ (2‬لطفى عبد الوهاب يحيى‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪132‬‬
‫‪11‬‬

‫أعاد كليسثينيس تقسيم اتيكة إلى عشرة قبائل أساس كل منها هو المكان وكل قبيلة‬
‫‪phyl‬مقسمة إلى ثلثة أقسام يدعى الواحد منها الثلث ‪ trittys‬موزعة بين أقسام اتيكة الطبيعية وكل‬
‫من هذه القسام مقسم إلى عدد من الحياء تترواح مساحته من قسم لخر حسب المساحة الكلية‬
‫للقسم ‪ .‬وقد جعل كليسثينيس عضوية الحى أساسا للمواطنة وللحقوق السياسية المترتبة عليها ‪،‬‬
‫وجعل هذه الحياء أساسا للتنظيم الداري وبذلك قضى على التكتل الطائفي الذى يؤدى إلى ظهور‬
‫الحزاب المتناحرة ‪.‬‬

‫أهم انعكاس للرابطة المكانية الجديدة التى حلت محل رابطة الدم القديمة‬
‫ظهر فى التنظيم الجديد لدستور كليسثينيس وهو مجلس الشورى وهو‬
‫المجلس الذى رأيناه يبرز ضمن تشريعات سولون وكان هذا المجلس مكوم‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ ،‬أعيد تنظيمه الن ليصبح عدده‬ ‫من أربعمائة عضو ‪ ،‬مائة عن كل قبيلة‬
‫خمسمائة عضو خمسين عن كل قبيلة من القبائل الجديدة ‪ ،‬وحددت مدة‬
‫العضوية بسنة واحدة ‪ ،‬وعدد المرات التى يمكن للثينى فيها أن يصبح‬
‫عضوا فى هذا المجلس مرتين فى الحياة ‪ .‬وكانت سلطة هذا المجلس من‬
‫ثم‬ ‫الناحية التشريعية هى تحضير وتنظيم القتراحات ومشروعات القوانين‬
‫تقديمها إلى الجمعية الشعبية لتناقشها ثم تصدر القوانين على أساسها ‪.‬‬

‫مهمة مجلس الشورى لم تعد تشريعية محضة فقد أصبحت له فى‬


‫التنظيم الجديد صلحيات إدارية تتلخص فى أنه كان يدير الشؤون العامة‬
‫للمدينة بمعاونة أفراد السلطة التنفيذية أو الجهاز التنفيذى ز وقد كان على‬
‫هؤلء ن يقدمو تقريرات إلى المجلس وان يتلقوا توجيهاته فيما يخص تدبير‬
‫الشؤون العامة بعد الستنارة بهذه التقريرات ‪ .‬وهكذا اضمحلت السلطة‬
‫فى يد الجهاز التنفيذى لتستقر فى يد هذا المجلس)‪.(2‬‬

‫‪ (1) 1‬المؤلف نفسه‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪133‬‬


‫‪ (2)2‬المؤلف نفسه‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪134‬‬
‫‪12‬‬

‫الركن الثالث فى دستور كليسثينيس وهو قانون النص السياسى‬


‫‪ ostrakismos‬وبموجب هذا القانون اصبح الثينيون يستطيعون خلل دورات‬
‫محددة منى دورات المجلس الشعبى ‪ ،‬أن يصوتوا على نفى اى زعيم‬
‫سياسى يرغبون فى نفيه لسبب أو لخر وكان الشرط الوحيد فى هذا‬
‫الصدد أن يدلى ستة آلف شخص بأصواتهم حتى بصبح النظر فى مسألة‬
‫النفى قانونيا ‪ ،‬والشخص الذى تسجل غالبية الصوات بنفيه يسرى عليه‬
‫قرار النفى ويكون هذا لمدة عشر سنوات ‪.‬‬

‫اااااا اااااااااا ‪:‬‬

‫تنقسم الموارد القتصادية فى اثينا الى الزراعججة والصججناعة والتجججارة‪.‬‬


‫كان سججكان اتيكججةحتى اواخججر القججرن الثججامن ق‪.‬م يعتمججدون فججى معيشججتهم‬
‫علىاالزراعة بالدرجة الولى ثم على صيد السججماك فججى المنججاطق السججاحلية‬
‫‪.‬ولكن بعد أن بدأ عدد السججكان يزيججد بعججد اسججتقرار حالججة السججلم وجججدوا أن‬
‫أراضيهم ل تكفى لتأمين حاجاتهم فاضطر الكثيرون منهم إلى اقتحججام البحججر‬
‫للبحث عن موارد جديدة للمعيشة ‪ .‬وكان اليونانيون فججى هججذا العهججد قججد بججد‬
‫أووا يتعلمون من الفينيقييجن فجن الملحجة وإنشجاء السجفن وصجناعة الوانجى‬
‫الخزفية وأساليب التجارة)‪.(1‬‬

‫اااا ااااااا‪:‬‬

‫تعتبر اتيكة من حيث المناخ اجف أقاليم بلد اليونان ‪ .‬ومعدل المطر‬
‫السنوى ضئيل والتربة فقيرة وغير خصبة بوجه عام ‪.‬وإذا كانت مثل هذه‬
‫الظروف ملئمة لزراعة الزيتون والكروم على نطاق واسع على السهول ‪،‬‬

‫‪ (1)1‬محمد كامل عياد‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪219‬‬


‫‪13‬‬

‫فهى غير ملئمة لزراعة الحبوب وبخاصة القمح إل على نطلق ل يكفى‬
‫لحاجة السكان)‪.(1‬‬

‫أدى إلى افتقار تربة اتيكا تقطيع الغابججات وانحبججاس المطججار وسججرعة‬
‫اكتساح فيضانات الشججتاء للطبقججة الخصججبة السججطحية ولججم يججدخر الفلحججون‬
‫جهججدهم للتغلججب علججى ذلججك فكججانوا يججدخرون المججاء فججى خزانججات ويقيمججون‬
‫الجسور حول المجارى المائية للسيطرة علججى فيضججانها ويمججدونها بالسججمدة‬
‫اللزمة لستصلحها)‪.(2‬‬

‫حاول الفلحين أن يستعيضوا عن محصول الحبوب الضئيل بمحصول‬


‫وفير من الزيتون والعنب‪ .‬ويرجع الفضل فى تنمية زراعة الزيتون فى تلك‬
‫البلد إلى بزستراتوس وسولون‪.‬والزيتون ذو فوائد كثيرة لليونانى ‪ ،‬فعصرته‬
‫الولى تمده بالزيت الذى يأكله ‪ ،‬وعصرته الثانية تمده بالزيت الذى يدهن به‬
‫‪ ،‬والثالثة تعطيه زيتا يضئ به وما بقى منه يتخذه وقودا ‪.‬وكان الزيتون اثمن‬
‫الغلت فى اتيكا فى عصر بركليز)‪.(3‬‬

‫كانت البلد تحرم تصدير التين تحريما باتا ‪ ،‬لنه من مصادر القوة‬
‫والنشاط لهل البلد ‪ .‬وشجرة التين تنمو وتترعرع حتى فى التربة الجدباء‬
‫فجذورها الكثيرة النتشار تمتص كل ما عساه أن يوجد من ماء فى التربة ‪،‬‬
‫وأوراقها القليلة تساعد على عدم تبخر الماء منها ‪ .‬وقد تعلم زارع التين من‬
‫بلد الشرق سر إنضاج ثماره بالتلقيح ‪.‬وكانت هذه الغلت من الحبوب‬
‫والتين والعنب والنبيذ أهم الماد الغذائية فى اتيكا ‪.‬‬

‫ااااااا ‪:‬‬

‫‪ (2)1‬عبد اللطيف احمد على ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪151‬‬


‫‪ (3)2‬ول ديورانت‪ ،‬قصة الحضارة‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد بدران‪) ،‬القاهرة ‪2001‬م(‪ ،‬ص ‪45‬‬

‫‪ (1)3‬المؤلف نفسه‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪46‬‬


‫‪14‬‬

‫كانت ارض اتيكا تنتج من المعادن والوقود كما تنتج الطعام ‪ .‬ولم‬
‫يكن الغرض من التعدين فى بلد اليونان الحصول على الوقود ‪ ،‬بل كان‬
‫غرضه استخراج المعادن ‪ ،‬وكانت ارض اتيكا غنية بالرخام ‪ ،‬والحديد‬
‫والخارصين ‪،‬والفضة‪،‬والرصاص)‪.(1‬‬

‫وصناعة التعدين تتقدم بتقدم استخراجها فكانت الخامات المستخرجة‬


‫من المنجم تدق فى مهارس ضخمة بمدقات ثقيلة من الحديد ثم تنقل إلى‬
‫مطاحن تطحنها بين حجرين دوارين شديدى الصلبة ثم تغربل ويؤخذ ما‬
‫ينزل من الثقوب إلى حيث يغسل ‪ ،‬فيوضع على منضدة مائلة مستطيلة‬
‫الشكل مصنوعة من الحجر ومغطاة بطبقة رفيعة ملساء من السمنت‬
‫الصلب ويسلط عليها الماء من حوض ‪ .‬يندفع تيار الماء ثم ينثنى بزوايا حادة‬
‫عندها فجوات تلتقط جزئيات المعدن ‪ .‬ثم يؤخذ ما تجمع فيها ويلقى فى‬
‫أفران لصهره ثم بعد ذلك تتم عملية فصل المعادن عن بعضها)‪.(2‬‬

‫كان فى اتيكا غير ذلك عدد من الصناعات غير المجهدة وهى أن‬
‫كانت صغيرة فى حجمها شديدة التخصص فى نوعها ‪ ،‬فقد كانت تستخرج‬
‫الرخام وغيرة من الحجارة من محاجرها وتصنع آلف من أشكال النية‬
‫الخزفية وكانت تدبغ الجلود وكان هناك صانعوا العربات وببناء السفن‬
‫وصانعوا السروج وعدد الخيل والحذاء ون‪ ،‬والمشتغلين بحرف البناء‬
‫النجارون ‪،‬وصانعوا القوالب‪ ،‬وقاطعوا الحجار ومصورون وطالون للجدران‬
‫والخشاب وكان فيها حدادون ‪ ،‬وصانعو السيوف والدروع والمصابيح‬
‫والقيثارات ‪ ،‬والطحانون والخبازون‪ ،‬والوزانون والسماكون وغيرهم الكثير ‪.‬‬
‫والمنسوجات العدية كانت ل تزال تنسج فى المنازل ‪ ،‬فالنساء كن ينسجن‬
‫ويصلحن ثياب السرة وفراشها ‪ ،‬ومنهن من كن يمشطن الصوف أو يدرن‬
‫عجلة الغزل ‪ ،‬ومنهن من يتعهدن النوال ومن ينحنين أمام التطريز)‪.(1‬‬

‫ااااااا‪:‬‬

‫‪ (2)1‬المؤلف نفسه‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪49‬‬


‫‪ (3)2‬المؤلف نفسه‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪51‬‬
‫‪15‬‬

‫الصعاب التى واجهت التجارة أتيكا هى أن وسائل النقل فيها غالية‬


‫وغير متيسرة‪ ،‬فطرقها البرية غير ممهدة ول مأمونة‪ ،‬والبحر شراك وليس‬
‫من السهل على سفنها أن تفلت منه‪.‬‬

‫كانت ثانى مشاكل التجارة هى العثور على واسطة للتبادل يثق بها‬
‫الناس‪ ،‬فقد كان لكل مدينة نظامها الخاص فى الموازين والمقاييس‬
‫وعملتها التى ل تشاركها فيها أى مدينة أخرى‪.‬‬

‫عرفت أثينا أنواع متغيرة من التجارة‪ ،‬منها التجارة الخارجية والتجارة‬


‫الداخلية وتجارة التجزئة‪ ،‬حيث كان لثينا ارتباط تجارى مع دول حوض البحر‬
‫المتوسط ودول أسيا الصغرى‪ ،‬حيث كانت تستورد العديد من المواد‬
‫والدوات التى تستخدم فى أغراض الحياة اليومية‪ ،‬فكانت تستورد الخشاب‬
‫والحلى من دول أسيا الصغرى‪ ،‬فبالضافة إلى استيرادها لورق البردى‬
‫والمنسوجات الصوفية من مصر‪ ،‬كما قامت بتصدير سلعتان هامتان لتكل‬
‫الدول وهما زيت الزيتون والنبيذ‪،‬وعلى الرغم من تأثر تلك التجارة فى كثير‬
‫من الحيان بالشئون السياسية التى شهدتها الحياة الثينية كالمعارك التى‬
‫خاضتها إل أن أثينا كانت من أكبر مراكز التجارة العالمية فى حوض البحر‬
‫المتوسط‪ ،‬فهى بمثابة المعبر التى تمر منه التجارة من الشرق إلى غرب‬
‫وشمال أوربا‪.‬‬

‫كانت التجارة الخارجية تتم عن طريق مؤسسات الدولة حيث كانت‬


‫تعقد الصفقات التجارية فى مبنى خاص بالسوق يتم التصديق عليه من قبل‬
‫حاكم المدينة‪ ،‬ويتم تأمين تلك التجارة بتخصيص وحدات حراسة خاصة‪،‬‬
‫حيث كانت الممرات الملحية التى تعبر مياه البحر المتوسط يتم حمايتها‬
‫من قبل السفن العسكرية فى السطول الثينى‪.‬‬
‫‪16‬‬

‫عرفت أثينا إلى جانب التجارة الداخلية التى تتم بين دول شبة‬
‫الجزيرة اليونانية‪ ،‬تجارة التجزئة فى السوق الثينية حيث كان لكل سلعة‬
‫مستورد رئيسى يتم من خلله توزيع تلك السلعة فى السوق عبر تجار أقل‬
‫ذو رأس مال تجارى بسيط‪ ،‬على أن يتم محاسبة صاحب السلعة أو‬
‫)‪(1‬‬
‫محتكرها بالسعار التى يحددها مسبقا‪.‬‬

‫اااااا اااااااااا‪:‬‬

‫مرت أثينا بأقدم النظم الجتماعية المعروفة تاريخيا‪ ،‬فعرفت القبائل‬


‫والعشائر والسرة‪ ،‬وقد كانت أثينا تضم أربعة قبائل وكل قبيلة تضم ثلث‬
‫عشائر وكل عشيرة تضم ثلثين أسرة‪ ،‬أى أن الجميع كانوا ثلثمائة وستون‬
‫أسرة بعدد أيام السنة‪ ،‬وأثنا عشر عشيرة بعدد أشهرها‪ ،‬وأربعة قبائل بعدد‬
‫فصولها‪.‬‬

‫كانت السرة تضم المواطنين الثينين بحكم المولد‪ ،‬وأرتبط هؤلء‬


‫جميعا برابطة قوية كانت أساس لنظام اجتماعي تكاد تنعدم فيه شخصية‬
‫الفرد وتكون السيادة فيه لرئيس السرة)‪.(2‬‬

‫قام المشرع الثينى سولون بتقسيم المجتمع الثينى إلى أربع طبقات‬
‫وفقا لمقدار الثروة التى تتملكها كل طبقة‪:‬‬

‫اااااا اااااا اااااااا‪:‬‬


‫هم الذين يملكون خمسمائة مكيال من الحبوب أو قيمتها‬
‫سنويا ‪ ،‬وهم يتولون الوظائف الكبرى ومناصب القيادة فى الجيش‪.‬‬
‫اااااا ااااااا ااااااا‪:‬‬
‫كانت تضم مجن يجتراوح دخلججه مججا بيجن ثلثمججائة وخمسججمائة مكيجال أو‬
‫قيمتها‪ ،‬وكانوا يتولون المناصب القل أهمية من الطبقة الولى‪.‬‬

‫‪ (1)1‬المؤلف نفسه‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪61-54‬‬


‫‪ (2)2‬فوزى مكاوى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪94‬‬
‫‪17‬‬

‫اااااا ااااااا اااااااا‪:‬‬


‫كان يتراوح دخل هذه الطبقة بين مائتين إلى ثلثمائة مكيال أو‬
‫قيمتها‪ ،‬وكان يحق لهم العمل بالتجارة أو زراعة الرض أو العمل فى‬
‫المناصب الصغرى‪.‬‬
‫اااااا ااااااا ااااااااا اااااااا ااااااا‪:‬‬
‫تضم من يقل دخلة عن مائتين مكيال أو ما يعادله ماليا وليس لهم‬
‫الحق فى تولى مناصب رسمية‪ ،‬وكان لهم حق عضوية الجمعية الشعبية)‪.(1‬‬

‫اااا ااااااا ااااااا‪:‬‬

‫كان المواطن الثينى وخاصة الثينى متوسط القامة قوى البنية ملتح‪،‬‬
‫بيد أنه لم يكن وسيما إلى الحد الذى صوره الفن اليونانى‪ ،‬شعره طويل‬
‫أسود اللون أما اللون الشقر فقد كان نادرا‪ ،‬إل أنه عرف تقصير الشعر بعد‬
‫معرفته باللعاب الوليمبية‪ ،‬كما عرف حلقة الشارب واللحية بعد‬
‫السكندر)‪.(2‬‬

‫أما النساء فكن رشيقات الجسم بارعات الجمال لكنهن ل يفقن نساء‬
‫الشرق جمال‪ ،‬شعورهن طويل أسود اللون مما دفع الكثيرات منهم لصباغة‬
‫شعرهن ليبدوا أشقرا للفت أنظار الرجال‪ ،‬ويدهن رؤوسهن بالزيت ليساعد‬
‫على نموه‪ ،‬وعرفن تصفيف الشعر منذ القرن الخامس ق‪.‬م‪ ،‬ولكل سيدة‬
‫راقية عدد كبير من المرايا والمشاط وقنينات العطور‪ ،‬وأدوات التزين)‪.(3‬‬

‫كانت ملبس الثينى تتكون من قطعتين من القماش‪ ،‬تلف حول‬


‫الجسد ونادرا ما عرفت حياكة الملبس‪ ،‬ويسمى رداء للرجل "‪ ،"Tunic‬ورداء‬
‫"‪ ،"Peplos‬وكان لون الملبس الشائع فى القرن الخامس هو اللون‬ ‫المرأة‬
‫البيض‪ ،‬إل أن الغنياء وخاصة النساء منهم عرفن اللوان)‪.(4‬‬

‫‪ (1)1‬المؤلف نفسه‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪99-98‬‬


‫‪(2)2‬ول ديورانت‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪88‬‬
‫‪(3)3‬المؤلف نفسه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪89‬‬
‫‪ (1)4‬المؤلف نفسه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪91‬‬
‫‪18‬‬

‫لم يغطى الرأس إل فى مناسبات قليلة كالسفر أو القتال أو العمل‬


‫تحت أشعة الشمس الحارة‪ ،‬حيث كانوا يرون أن تغطية الرأس سوف تفسد‬
‫الشعر‪ ،‬أما الحذية فقد كانت خفيفة )كالصندل( لسهولة الحركة‪ ،‬وكانت‬
‫للرجال باللون السود بينما عرفت النساء الحذية الملونة‪ ،‬وكان معظم‬
‫الطفال والعمال ل ينتعلون شيئا فى أقدامهم‪.‬‬

‫عرف الرجال التزين بالحلى‪ ،‬حيث ارتدى الرجل عدة خواتم فى‬
‫يديه‪ ،‬وكانت عصاه تنتهى فى أعلها بالفضة أو الذهب‪ ،‬بينما تحلت النساء‬
‫بالقلئد والساور والقراط ودبابيس الصدر‪ ،‬ومشابك الشعر المحلة‬
‫بالجواهر‪.‬‬

‫نظرا لقلة المياه فلم تعرف الحمامات الخاصة إل فى بيوت الثرياء‪،‬‬


‫حيث كانوا يستحمون مرة أو مرتين فى اليوم‪ ،‬وكانوا يستخدمون صابونا‬
‫مصنوع من زيت الزيتون ثم يتعطرون‪ ،‬أما الفقراء ممن ل تتوافر لديهم‬
‫المياه فكانوا يدلكون أجسادهم بالزيت ثم يزيلونه بالكشط‪ ،‬بيد أن اليونانى‬
‫لم يكن حريصا على النظافة لذلك كان يندر تواجدهم فى الماكن المغلقة‪،‬‬
‫وقلما كان يعمل فى الحوانيت أو المصانع المقفلة أبوابها‪ ،‬حيث كانت كل‬
‫مظاهر حياته معرضة للهواء وضوء الشمس‪ ،‬وخاصة دور العبادة ودور‬
‫الفن)‪.(1‬‬

‫اااااا‪:‬‬

‫على الرغم من وجود العديد من الشارات على الحب فى أشعار‬


‫اليونان القدماء أمثال هوميروس‪ ،‬إل أن الحب لم يكن السبب المباشر فى‬
‫إتمام عملية الزواج)‪.(2‬‬

‫‪ (2)1‬المؤلف نفسه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الصفحة نفسها‬


‫‪(3)2‬المؤلف نفسه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪111‬‬
‫‪19‬‬

‫بل أن الحد وصل إلى أن يعتبر اليونان الحب ما هو إل تقمص‬


‫الشيطان للجسد أو مس من الجنون يراد به فقط إشباع رغبة حلت بما‬
‫يشعر به المحب وكانوا يسخرون من أنه وسيلة لختيار الزوجة الصالحة‪.‬‬

‫كان الزواج عادة يتفق عليه والدا الزوجين أو عن طريق خطاب‬


‫محترفين )الخاطبة(‪ ،‬وكان كل همهم هو مؤخر الصداق ل الحب الذى يجمع‬
‫بين الزوجين‪ ،‬وكان والد العروس هو من يقوم بدفع المؤخر إل أن هذا‬
‫المال يكون ملكا للزوجة يعود إليها إذا افترقت عن زوجها‪ ،‬وربما أتبع هذا‬
‫النظام للتقليل من احتمال وجود طلق‪ ،‬وتشتيت للسرة)‪.(1‬‬

‫كما كان والد العروس يقوم بإعداد ثيابها وجواهرها وشراء العبيد التى‬
‫تحتاج إليها فى منزلها الجديد‪ ،‬وإذا لم يستطع والد العروس تحمل تلك‬
‫النفقات أجتمع أقاربها وتكاتفوا ليمدوها بما يلزمها من مال يساعدها على‬
‫إتمام الزواج‪.‬‬

‫كان الرجل دائما ما يقبل على الزواج فى سن متأخرة حتى وصل‬


‫سن الزواج فى بلد اليونان إلى ما فوق الثلثين من العمر‪ ،‬إل أن الرجل‬
‫كان يصر على أن يكون سن المرأة التى يتزوجها ل يتعدى السادسة عشر‬
‫من عمرها‪ ،‬ذلك أن اليونانيين كان يرون أن الجمال سرعان ما يزول بينما‬
‫قوة الرجل تبقى طويل‪ ،‬هذا إلى جانب رغبة الرجل فى التمتع بحريته قدر‬
‫ما يستطيع‪.‬‬

‫بعد التفاق على المؤخر والمهر تتم الخطبة فى بيت والد العروس‪،‬‬
‫ويحضر هذه الخطبة شهود‪ ،‬وربما ل تحضر العروس بنفسها‪ ،‬فإذا لم تعلن‬
‫الخطبة رسميا‪ ،‬ل يعترف القانون بإتمام الزواج‪ ،‬وتقام بعد الخطبة بأيام‬
‫وليمة يحضرها العروسان وأقاربهما‪ ،‬حيث يأكل الجميع ويحتسون الخمر‪ ،‬ثم‬
‫يصطحب الزوج زوجته إلى عربة تقلها إلى منزلها الجديد بصحبة الموسيقى‬
‫وأناشيد الزواج‪ ،‬وتستقبل العروس فى بيتها الجديد استقبال دينيا حيث تدخل‬
‫‪(1)1‬المؤلف نفسه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪113‬‬
‫‪20‬‬

‫فى عبادة أسرة الزوج‪ ،‬ولم يكن للكهنة دور فى هذه المراسم‪ ،‬حيث يقوم‬
‫والد العريس بمقام الكاهن‪ ،‬ويتسلم الزوج بعد ذلك مهام الكاهن داخل بيته‬
‫الجديد)‪.(1‬‬

‫نتيجة للحروب التى خاضها اليونان وفقدهم للكثير من الرجال‪ ،‬عرف‬


‫القانون اليونانى "الزوجة الثانية" بيد أن أبناء الزوجة الولى فقط هم من‬
‫يعدون أبناء شرعيين‪ ،‬حتى أن الزوجة الثانية إذا ما فارقها جمالها ل تعدو‬
‫أكثر من جارية بالمنزل‪.‬‬

‫كان الزنا يؤدى إلى الطلق‪ ،‬وكان القانون يعاقب الزانية والزانى بالعدام‪،‬‬
‫وكان يحق للرجل أن يطلق زوجته وأن يخرجها من بيته دون إبداء السباب‪،‬‬
‫وكان عقم الزوجة سببا كافيا للطلق‪ ،‬ولم يكن يباح للزوجة أن تترك زوجها‬
‫متى شاءت‪ ،‬ولكن كان بوسعها طلب الطلق إذا قسا عليها زوجها‪ ،‬وكان‬
‫الطلق يباح أيضا إذا أرتضى الطرفان )الزوج والزوجة(‪.‬‬

‫مجمل القول أن السرة فى الحضارة اليونانية من أقوى النظم‬


‫الجتماعية ترابطا حيث كانت تؤلف البناء القتصادي الذى يعتمد عليه‬
‫المجتمع اليونانى‪ ،‬حيث كان من سلطان رب البيت أن يكون بوسعه قتل‬
‫الطفال حديثي الولدة‪ ،‬وتزويج بناته لمن يشاء‪ ،‬وبيع عمل أبناءه القصر‪،‬‬
‫وكان الولد إذا ما تزوج يخرج عن سلطان أبيه‪ ،‬ويؤسس لنفسه منزل خاصة‬
‫ويصبح عضوا مستقل فى الحياة المدنية‪.‬‬

‫ااااااا‪:‬‬

‫كان الطفال )الولد( يرسلون إلى التعليم فى المدرسة منذ سن‬


‫السادسة وكان يصاحب الطفل أثناء ذهابه وعودته من المدرسة عبدا يسمى‬
‫فى اللغة اليونانية "بيدجوجوس"‪ ،‬ولم تكن هناك مدارس داخلية وكان‬
‫الطفل يظل يدرس فى المدرسة حتى يبلغ سن السادسة عشر من عمره‬
‫‪(2)1‬المؤلف نفسه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪114‬‬
‫‪21‬‬

‫وربما يتجاوز هذا السن إذا كان من أبناء الغنياء الذين كان فى استطاعتهم‬
‫أيضا توفير معلم خاص لبنائهم)‪.(1‬‬

‫إلى جانب المؤسسة التعليمية )المدرسة( كانت توجد ساحات‬


‫لللعاب ومدارس متخصصة فى التربية البدنية‪ ،‬وكانت قاعات المدرسة‬
‫تحتوى على مقاعد فقط‪ ،‬ونزدان بتماثيل لبطال اليونان‪ ،‬وكان المعلم‬
‫يدرس جميع المواد ويستخدم النعال فى التأديب حيث كان يهتم بتعليم‬
‫الخلق إلى جانب العلم‪.‬‬

‫كان المنهج الدراسى مقسما إلى ثلثة أقسام وهى‪ :‬الكتابة‬


‫والموسيقى واللعاب الرياضية‪ ،‬ثم أضيف الرسم والتصوير فى عهد لحق‪،‬‬
‫وكانت الكتابة تشمل القراءة والحساب حيث كانت تستخدم الحرف بدل‬
‫على آلة القيثارة‬ ‫من الرقام‪ ،‬كما كان كل تلميذ عليه أن يتعلم العزف‬
‫وأن يلم بالشعر‪ ،‬ولم يتعلموا لغات أجنبية بل كانوا يحرصون على إتقان‬
‫اللغة المحلية‪ ،‬ول يعترف بالتلميذ متعلما إل إذا أتقن المصارعة والسباحة‬
‫واستعمال القوس‪.‬‬

‫عندما يبلغ الولد السادسة عشرة من عمرهم‪ ،‬اهتموا بالعداد البدنى‬


‫الذى يؤهلهم إلى العمال الحربية‪ ،‬حيث كانوا يدربون على العدو‬
‫والمصارعة والصيد وسوق العربات وقذف الحراب واستعمال السيف‪ ،‬حتى‬
‫إذا بلغوا الثامنة عشر من عمرهم وهى مرحلة الشباب التحقوا فى صفوف‬
‫الجند)‪.(2‬‬

‫يدربون فى هذه المرحلة لمدة عامين كاملين على أيدى "مدربين"‬


‫يختارون بعناية‪ ،‬حيث يعيشون ويأكلون مجتمعين‪ ،‬ويلبسون زيا رسميا‪،‬‬
‫ويخضعون لرقابة خلقية صارمة‪ ،‬يتعلمون خللها محاضرات فى الداب‬

‫‪ (1)1‬المؤلف نفسه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪83‬‬


‫‪ (2)2‬المؤلف نفسه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪84‬‬
‫‪22‬‬

‫والموسيقى والهندسة وعلوم البلغة‪ ،‬وبعد ذلك يرسلون لحماية حدود‬


‫أوطانهم‪ ،‬ويعهد إليهم لمدى عامين بهذا العمل لصد أى غزو خارجى‪.‬‬

‫بعد أن يتم الشاب تدريبه وتعليمه فى سن الحادية والعشرين‪ ،‬يصبح‬


‫من حقه النخراط فى السياسة العامة للدولة‪ ،‬وأن يصبح مواطنا رسميا‬
‫يتمتع بكافة حقوق المواطنة‪.‬‬

‫أما البنات فلم يكن لهن حظ فى التعليم خارج المنزل اليونانى‪ ،‬إل‬
‫البنات فى "إسبرطة" حيث كن يتدربن على اللعاب الرياضية خارج المنزل‪،‬‬
‫وأقتصر التعليم بالمنزل على الشئون المنزلية‪ ،‬وكانت أمهاتهن من يقمن‬
‫بتعليمهن القراءة والكتابة والحساب‪ ،‬والغزل والنسج والتطريز‪ ،‬والغناء‬
‫والرقص والعزف على اللت الموسيقية‪.‬‬

‫أما التعليم العالى فكان يقتصر على مجالت بعينها كفن الخطابة‬
‫والفلسفة والتاريخ والعلوم الطبيعية‪ ،‬حيث كان مدرس تلك العلوم يتلقى‬
‫أجرا ويقوم بتأجير قاعات خاصة لهذا الغرض بالقرب من الساحات‬
‫الرياضية العامة‪ ،‬وكان أنباء الغنياء وحدهم هم من يستطيعون أن يتكبدوا‬
‫التكاليف الباهظة لهذا التعلم‪.‬‬

‫اااا اا ااااا‪:‬‬

‫ازدهرت مدينة أثينا في القرن الخامس‪ ،‬وكانت تفد إليها كل تيارات الدب‬
‫والفن والمعرفة‪ ،‬وفي عبارة لبركليس رجل السياسة الشججهير يقججول فيهججا "‬
‫أصبحت أثينا مدرسة هيلس "‬

‫ول يوجد في التاريخ ما يعادل الثروة و العبقرية التى أنتجتهما أثينا في‬
‫هذا القرن حيث يعتبر الفن في أثينا فن إنساني أو فن دينى‪ ،‬وهذه الصفة‬
‫تظل صادقة علي هذا الفن لنه يعالج مواضيع متعلقة باللهة وبالدين وفي‬
‫‪23‬‬

‫أي موضوع آخر نجد الفن اليوناني يتخذ النسان محور أساسيا يدور حوله‬
‫يعتنى بحاجته ويعالج رغباته وتطلعاته ويصور أدق تفاصيل جسمه وحركاته‬
‫من أهم هذه الفنون هو فن العمارة وفن انحت والن سوف أقوم بشرح كل‬
‫فن على حده‪.‬‬

‫اااا اا ااااااا‪:‬‬

‫يعتبر فن العمارة من أهم الفنون في أثينا بحيث اكتسب شخصيته‬


‫الخاصة المتطورة والتي تتلمذ فيها علي يد حضارات الشرق الدنى القديم‬
‫وذلك بالنسبة للمباني والمنشآت العامة فحسب ا‪ ،‬أما المباني الخاصة مثل‬
‫المنازل فقد كانت تبني في أغلب الحوال بمواد بدائية هي الخشب واللبن‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫ومن أهم آثار أثينا المعمارية هي ‪:‬‬

‫" ‪: "Acropolis‬‬ ‫ااااااااااا‬


‫يعتبر الكروبوليس"‪ "Acropolis‬أهم تل في أثينا وهي هضبة بيضاوية‬
‫)‪(2‬‬
‫الشكل تقع فى جنوب المدينة ومساحة ‪ 1000‬قدم × ‪ 480‬قدم‬

‫كان الكروبوليس يطل علي جميع المباني في المدينة والتي تبدأ في‬
‫تدرج يبدأ بالمساكن المتواضعة ثم لمنشآت العامة كالسواق والمسارح‬
‫تعلوها جميعا المعابد الدينية ‪.‬‬

‫ولم يكن الوصول إلي الكروبوليس "‪ "Acropolis‬ممكنا إل مع المعبر‬


‫الغربي الشاق وكان الطريق المقدس المؤدي إلي قمة التل القادمة من‬
‫)‪(3‬‬
‫قلب المدينة ينتهي بأعمدة البروبيلت ‪ propylaca‬اليونية والدورية‪.‬‬

‫‪(1)1‬لطفى عبد الوهاب يحيى‪ ،‬المرجع السابق ص ‪121‬‬


‫‪(2)2‬عبد اللطيف احمد علىن المرجع السابق‪،‬ص ‪136‬‬
‫‪(ّ1)3‬ثروت عكاشة‪،‬الفن الغريقى‪،‬القاهرة‪،1982،‬ص ‪223‬‬
‫‪24‬‬

‫وتعتبر البروبيلت ‪ propylaca‬من أهم المباني التي بنيت في القرن‬


‫الخامس قبل الميلد وقد نفذها المعماري ‪ Mensicles‬عام) ‪ 437‬ج ‪ (432‬ق‪.‬م‬
‫وقد بنيت من رخام البنتبلك بالضافة لبعض الجزاء الصغيرة من الحجار‬
‫الجيرية السود من اليوسيس لحداث التلعب باللوان في مواضع مختلفة‬
‫)‪(1‬‬
‫ويأخذ تصميم البوابة شكل ‪ I‬يتجه لطبيعة المكان‪.‬‬

‫وقد شيدت البروبيلت "أي مدخل الكروبول" علي شكل بوابة‬


‫فسيحة ذات جناحين يمتدان مسافة سبعة وأربعين مترا تقريبا‪ ،‬أما المدخل‬
‫الخارجي فيشمل ستة أعمدة دورية‪ ،‬وبين العمودين المركزيين مسافة أكثر‬
‫اتساعا من المسافات الخرى كي تسمح بمرور المركبات خلل المناسبات‬
‫والحفلت الرسمية علي حين يدخل المشاة من الجوانب إلي دهليز‬
‫مكشوف شيدت أعمدته الداخلية وفق الطراز اليونى‪.‬‬

‫وكان يوجد في البروبيلت ‪ Propylaca‬تمثال برونزي للربه "أثينا‬


‫بروماخو ") البطلة المحاربة ( وكذلك لموازاة محورة لمحور البارثنون مما‬
‫)‪(2‬‬
‫يربط بينهما من الناحية التخطيطية‪.‬‬

‫ااااااا “ ‪: ”Agora‬‬

‫يطلق لفظ الجورا علي السوق الثينية وكان السوق في أثينا يعتبر‬
‫مكانا عاما يتركز فيه النشاط السياسي والتجاري والجتماعي‪ .‬قبل عصر‬
‫"سولون" كانت الجورا تقع إلي الغرب من الكروبول بين الديوباجوسو‬
‫"مكان اجتماع الكليزيا" ‪ .‬غير أن نمو أثينا فضل عن شبكة‬ ‫البنيكس‬
‫القنوات الجوفية اقتضى مكان أوسع وهكذا نجد أن الجورا أصبحت تقع إلي‬
‫)‪(3‬‬
‫الشمال من الكروبول‪.‬‬

‫‪(2)1‬منى الشحات‪ ،‬العمارة اليونانية‪،‬السكندرية‪،1991،‬ص ص ‪83-82‬‬


‫‪(ّ3)2‬ثروت عكاشةالمرجع السابق‪،‬ص ‪223‬‬

‫‪(!)3‬عبد اللطيف احمد على‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ص ‪146-145‬‬


‫‪25‬‬

‫والمنطقة التي أقيم فيها الجور كانت جبانة لدفن الموتى علي مدي‬
‫ألف عام حتى عهد "سولون "حتى عام ‪ 600‬ق‪.‬م تم اقتطاع مساحة‬
‫فسيحة من هذه الجبانة وأزال ما بها من مباني وبعد أن سويت أرضها‬
‫أنشئت فوقها مباني مدينة خاصة علي الجانب الغربي إلى أن أقيمت بعدها‬
‫المباني العامة للعصر الكلسيكي‪.‬‬

‫وأخذ الميدان يتسع شرقا حتى اتخذت الجور"‪ "Agora‬شكلها النهائي‬


‫في القرن الثامن قبل الميلد‪ ،‬بإنشاء الروقة المرتفعة علي الجانبين‬
‫الجنوبي الشرقى وكثرت بالجورا المعابد والمذابح‪ ،‬والتى من أهمها " معبد‬
‫هيفا يستوس " الذي يظل علي المنطقة كلها من الغرب‪.‬‬

‫وكان يوجد طريق مقدس عريض مائل يشق الجورا “‪"Agora‬‬

‫وأخذ اسمه من موكب " البانابينايا" الذي كان يقطعة منطلقا من البوابة‬
‫المزدوجة "دبيليون" حتى الكروبول‪ .‬وكانت تقام الصلوات للله "أبوللو"‬
‫في معبد صغير غربي الجورا بوصفة اللة لبوي لثينا‪ ،‬إذ هو والد "أيون"‬
‫الذي أسبغ اسمه علي الفرع اليوني من الشعب الغريقي الذي ينتمى إليه‬
‫الثينيون‪ .‬وتنتهي المباني علي الجانب الغربي بالرواق الملكي وكان مقرا‬
‫)‪(1‬‬
‫لعمل الرخون‪.‬‬

‫ااااااا ‪:‬‬

‫من أهم الثار المعمارية عند الغريق جميعا هي المعابد‪ ،‬والمعابد في‬
‫أثينا تعتبر من أهم الفنون المعمارية علي الطلق‪ ،‬والمعبد عبارة عن‬
‫مساحة مقدسة أطلق عليها الغريق كلمة " تيمنيوس ‪ " Temenos‬وكانت‬
‫هذه الكلمة تعني في الفترة الهوميرية " المنطقة الملكية " ولكنها اكتسبت‬
‫معني جديدا بعد الغزو الدوري فأصبحت تعني " مجال الله " وكان يحيط‬
‫بالمعبد سياج خشبي أو مجري تتخلله البوابات ذات العمدة لتؤدي إلى‬

‫‪(ّ2)1‬ثروت عكاشة‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ص ‪177-176‬‬


‫‪26‬‬

‫داخل التيمينوس "‪"Temenos‬ومن المعروف أن تخطيط المعبد اليوناني‬


‫مستقي من الميجاراون في المنزل المنيوى‪.‬‬
‫الميجارون)عبارة عن صالة مستطيلة‪ ،‬المدخل المامي مقام علي أعمججدة(‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫وأبسط صورة للمعبد اليونججاني هججو المعبججد ذو عمججودين عنججد المججدخل‬


‫ويكون الدخول إلى المعبججد عنججد طريججق ردهججة أماميججة تعججرف باسججم "‪proch,‬‬

‫" وعند مدخل هذه الردهة يوجد عمودين ثججم بعججد ذلججك نصججل إلججى‬ ‫‪pronaos‬‬

‫الصالة المامية للمعبد وتسججمى"‪ "cella, naos‬قجرب نهايجة هججذه الصججالة يوجججد‬
‫تمثال الله ‪ .‬وخلف المعبد كانت تضاف ردهة مفتوحة لحججداث التججوازن فججي‬
‫مخطط المعبد وتعرف باسم ‪ pisthodomus‬وقد تكون مغلقة تستخدم كمخججزن‬
‫للشياء الثمينة الخاصة بالمعبد ‪.‬‬

‫وقد يكون أمام مدخل المعبد صججف مججن العمججدة يسججمى ‪ prostyle‬وقججد‬
‫تكون هذه العمدة عددها أربعة فتسمى ‪tetra style prostyle‬وقججد تكججون سججتة‬
‫فتسججمى ‪ Hexa style prostyle‬وقججد تكججون ثمانيججة ‪ octastyle‬وقججد تكججون عشججرة‬
‫)‪(2‬‬
‫فتسمى ‪.Decastyle‬‬

‫هنججاك ثلث طججرز للعمججدة اليونانيججة وهججم ‪ ) :‬الججدوري ججج اليججوني‬


‫جالكورنثي (‪.‬‬

‫اااااا اااااا ‪: The Doric‬‬

‫في المعبد اليوناني ذو الطراز الدوري يقام المعبد على قاعججدة تتكججون‬
‫)‪(3‬‬
‫من ثلث درجات تسمى ‪ crepis‬وأهم ما يميز الطراز الدوري‬

‫‪(1)1‬فوزى مكاوى‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ص ‪114-113‬‬


‫‪(2)2‬منى الشحات‪،‬المرجع السابق‪،‬صص ‪36-35‬‬
‫(‪(3‬الؤلف نفسه‪ ،‬المرجع السلبق‪45-40،‬‬
‫‪3‬‬
‫‪27‬‬

‫‪-1‬أن البدن ‪ shaft‬يقام مباشرة فوق ال ‪ crepis‬أي انه ل يوجد قاعججدة خاصججة‬
‫به‬
‫‪-2‬البدن يتكجون مجن كتلججة حجريجة واحجدة أو مجن مجموعججة كتججل أسججطوانية‬
‫الشكل تسمى ‪. Drums‬‬
‫‪-3‬بعد عملية تركيب ال ‪ Drums‬تنحججت العمججدة بقنججوات ‪ flutes‬وتتشججكل حججول‬
‫العمود يفصلها عن بعضها البعض حافة حادة تسمى ‪ arris‬وعدد القنججوات ‪20‬‬
‫قناة ‪.‬‬
‫‪ -4‬أما عن حجم العمود فنجده يتسع بالتجاه إلى اسفل ويضيق بالتجاه إلى‬
‫أعلى‪.‬‬
‫ااااا ‪: Capital‬‬
‫يتكون من جزئين ‪ -:‬هما ‪Abacus -Echinus‬‬

‫اااااا ااااااا ‪: Ionic‬‬


‫اليجونى يقجام علجى قاعجدة خاصجة مجن‬ ‫مكون من بدن العمجود ‪shaft‬‬

‫جزأين ؛وترتكز هذه القاعدة بجزأيها على قاعدة أخرى مربعة و تقججع بججدورها‬
‫فوق الدرجة العليا من درجات ال ‪. crepis‬‬
‫أما عججن بججدن العمججود فنحتججت بججه قنججوات ‪ flutes‬مثججل العمججود الججدورى مججع‬
‫الختلف في التقاء هذه القنججوات حيججث تلتقججي فججي اليججونى وكأنهججا شججريط‬
‫متمججوج وتسججمى ‪. fillet‬بججدن العمججود اليججوني مثججل الججدوري‪ ،‬ولكججن العمججود‬
‫اليونى فيضيق بالتجاه إلى أعلى ويتسع بالتجاه إلى أسفل أيضا ‪.‬‬

‫ااااا‪:‬‬
‫مكون مججن ثلثججة أجججزاء منفصججلة توضججع فججوق بعضججها ‪ :‬الولججى ‪spiral‬‬

‫) اللولب ( الثانية ‪ Echinus‬ويختلف عن الدوري في أنه مزخرف بزخرفججة ‪egg‬‬

‫‪ . & tongue‬الثالثة ‪Abacus‬‬

‫‪: The Corinthian‬‬ ‫اااااا اااااااا‬


‫‪28‬‬

‫يشججبه اليججونى فججي القاعججدة والبججدن‪ .‬أمججا التججاج الكورنججثي يتكججون مججن‬
‫)‪ Echinus ,Abacus .(1‬يحتوى على صفين من ورق‬ ‫‪Echinus‬‬

‫الكانتوس ‪ acanthus‬في الركان مكونين ‪ Volutes‬و ترتكز عليهما ال ‪. abacus‬‬

‫والن سوف نأخذ مثالين من أروع المثلة على المعابد في أثينا وهما‪:‬‬
‫معبد البارثنون جج ومعبد الرخيثوم ‪.‬‬

‫اااا ااااااااا ‪: Parthenon‬‬


‫يعتججبر مججن أهججم البنيججة الججتي أقامهججا بركليججس علججى الكروبججول عججام‬
‫‪447‬ق‪.‬م وقد شيد هذا المعبد بأكمله من الرخام البيض من جبل نتيليكوس‬
‫باستثناء بعض الجزاء منه مثل السقف الخشبي الذي يحمججل القراميججد وقججد‬
‫انتهت العمال المعمارية به عام ‪ 438‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫أما العمال النحتية في هذا المعبد فكانت مججن صججنع فيججدياس وزملئه‬
‫من مهرة الصناع )‪ .(2‬وقد انتهى من أعماله النحتية في عام ‪432‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫وتبلغ مساحة هذا المعبد ‪ 101 × 228‬قدم وارتفاعه ‪ 64‬قدم)‪ ،(3‬وقد‬


‫أقيم هذا المعبد لللهة أثينا العذراء‪.‬‬
‫تخطيط المعبد من الداخل ينقسم إلى قسمين غير متصلين‪:‬‬
‫القسم الول‪ :‬أو ) الناحية الشرقية (‬
‫يوجد بين الحجرة الرئيسية أي الج ‪ cella‬يتقدمها مججدخل ‪ pronaos‬يوجججد‬
‫بها قاعدة من الحجر الجيري لتمثال ‪ Athena Parthenon‬الججذي صججنعه فيججدياس‬
‫من العاج والذهب‪.‬‬
‫القسم الثاني‪:‬‬
‫فكججان بججه حجججرة ‪ opisthodomus‬يتقججدها مججدخل أيضججا‪ ،‬وأمججام كججل مججن‬
‫مدخلي القسمين يوجد ‪ 6‬أعمدة بروستيل وخلف أعمدة الركان توجججد ‪anta-‬‬

‫‪ wall‬قصيرة‪.‬‬
‫‪(1)1‬منى الشحات‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪49‬‬
‫‪(1)2‬و‪.‬ج‪.‬دى بورج‪،‬تراث العالم القديم‪،‬ترجمة زكى سوس واخرون‪،‬القاهرة‪،1965،‬ص ‪161‬‬
‫‪(2)3‬عبد اللطيف احمد‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ص ‪79-78‬‬
‫‪29‬‬

‫على امتداد طول المعبد كججان هنججاك سججبعة عشججرة عمججودا علججى كججل‬
‫جانب من جانبيه الطويلين وإذا كان هناك ثمانية أعمدة علججى امتججداد عججرض‬
‫المعبد في كل من واجهة المعبد وخلفيته‪.‬‬

‫وتعد البارثنون عمل فنيا باهرا يكشف عن مهجارة تجثير الدهشجة إذ لجم‬
‫)‪(1‬‬
‫يستعمل فيه الملط"المونة" قط‪.‬‬

‫كان معبد البارثنون يرتفع فوق مصججطبة مسججطحة علججى الرض بثلث‬
‫درجات ترتكز العمدة على الدرجة العليا مباشرة بدون قاعدة للعمود فتبعد‬
‫العمدة كأنها قطعة واحدة مع الرخام مع الركيزة وكان العمججود مكججون مججن‬
‫طبلت رخاميججة أسججطوانية الشججكل‪ ،‬ونحججت فججي سججطح العمججود الخججارجى‬
‫عشرون أخدودا ً طوليججا تمتججد مججن أسججفل العمججود وحججتى قمتججه وتججؤدي هججذه‬
‫الخاديد عرضا مزدوجا ً فهى تلقى ظلل ً على بججدن العمججود حسججب اتجاهججات‬
‫الضوء المختلفة بما يوحى باستدارته‪ ،‬كما تضفي طابعا جماليا بتججوفير جملججة‬
‫من الخطوط الرشيقة التي تريح العين‪.‬‬

‫ويوجد في هذا المعبد قطاع يعتمد على استخدام اللججون فججي الجججزاء‬
‫التي تعلو العتب وقد ذكر موريججاس أن الججتريجليف كججانت تطلججى بطلء أزرق‬
‫قاتم‪ ،‬وبعض أجزاء الحليات باللون الحمر‪ ،‬بينما تترك الجزاء المنحوتججة مججن‬
‫الميتوبات بيضاء على لونها مع طلء خلفيتها‪.‬‬

‫وقد وجججدت بالبججارثنون العديججد مججن التججأثيرات اليونيججة منهججا العمججدة‬


‫الربعة الجتي يرتكجز عليهجا سجقف الجج ‪ opisthodomus‬ومجن المحتمجل أنهجا مجن‬
‫الطججراز اليججونى وأيضججا الفريججز المنحججوت المسججتمر فججوق ‪ prostyle‬أعمججدة‬
‫)‪(2‬‬
‫المدخلين الشرقى والغربى وأيضا موجود داخل الج ‪. cella‬‬

‫‪(3)1‬ثروت عكاشة‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.236‬‬


‫‪(1)2‬منى الشحات‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.79‬‬
‫‪30‬‬

‫أمججا الزخججارف النحتيججة الججتي نفججذها فيججدياس مججن الخججارج حيججث ال‬
‫‪ Architrave‬الدورى يعلوه إفريز دورى معتججاد أي توجججد بججه ‪Triglyphs , Metopes‬‬

‫والخيرة عددها ‪92‬لوحة نفذت عليها المنحوتات في نحت بجارز‪ ،‬وقججد نحتججت‬
‫هججذه اللوحججات أول ً ثججم وضججعت بعججد ذلججك بيججن الج ج ‪ Triglyphs‬والموضججوعات‬
‫المنفذة على الواجهة الشرقية تصور معارك اللهة والعمالقة‪ ،‬بينما الواجهججة‬
‫الغربيججة تصججور معججارك المازونججات ‪ Amazons‬الثينيججن‪ ،‬أمججا الجججانب الجنججوبي‬
‫فيصور عليه صراع ‪ centaurs‬الكنتور مع اللبثيس ‪.(1) Lopiths‬‬

‫أما الجانب الشمالي فيصور سقوط طروادة فتصججور منحوتجات إفريجز‬


‫الحائط الخارجي للج ‪ cella‬احتفالت أعيججاد الباناثنيججا ‪ panathenaic‬ويبججدأ تصججوير‬
‫الحتفالت من الزاوية الجنوبيجة الغربيجة ثجم تسجتمر علجى الناحيجة الشججرقية‬
‫الجنوبية ثم فوق المدخل ‪ Pronaos‬حيث الموكب‪.‬ويذكر بوزانيججاس أن النحججت‬
‫على الجمالون ‪ Pedmist‬الشججرقي كججان يصججور مولججد اللهججة أثينججا بينمججا يصججور‬
‫الغربي معارك بوسيدون وأثينا‪ .‬حتى وقعت كارثة مؤسفة في أواخججر القججرن‬
‫السابع عشر حيث اتخذت حامية تركية من المبنى مخزنا للذخيرة فاشججتعلت‬
‫قنبلة بداخلة فدمرت الجزء الوسط من المبنى وحولته إلى أثر‪.‬‬
‫اااا ااااااااا ‪: Erechtheum‬‬
‫معبد الرخججثيوم يقججع فججي مواجهججة البججارثنون علججى الجججانب الشججمالي‬
‫للكروبولس ولقد أقيم فيه نفس الموقع القديم لمعبد ‪ Peisistratid‬المخصججص‬
‫لثينا وقد بني على مستويين من الرض ونتج عنها أربعة مداخل للمعبد ذات‬
‫طججرز مختلفججة‪ ،‬وأيضججا كججان يوجججد بججداخل المعبججد أربججع حجججرات مختلفججة‬
‫المستويات‪.‬‬

‫أما مهنججدس الرخججثيوم فهججو غيججر معججروف ويبججدو أنججه نفججس مهنججدس‬
‫البروبيلت قد يظهر ذلك من حلول بعض المشاكل المعمارية في الرخججثيوم‬
‫والمشابه لتلك الموجودة فججي الججبروبيلى ومججن المحتمججل أن يكججون النحججات‬
‫والمعماري الشهير ‪ callimachus‬ع طرز التيجان الكورنيش أما متي بنججي هججذا‬

‫‪(2)1‬و‪.‬ج‪.‬دى بورج‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.161‬‬


‫‪31‬‬

‫المعبد فهو أمر غير محدد بالضبط ‪ ,‬ويبدو أن عام ‪ 421‬ق‪.‬م كان بداية بنججائه‬
‫وقد أكتمل بنائه حوالي علم ‪ 405‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫وقد وقع اختيارهم على هذا المكان لنججه المكججان التقليججدي الجذي أقجام‬
‫فيه مليكهم أرخثييوس والذي ذكره الشججاعر هججوميروس بقججوله "قلعججة أثينججا‬
‫الجميلججة مملكججة أرخججثيوس الشجججاع الجسججور الججذي أرضججعته أثينججا ابنججة رب‬
‫الرباب زيوس بعد أن أنشق من بطن أمه الرض التي تمنحنا الحب والثمرة‬
‫ثم وهبته مقرا لمدينة أثينا في رحاب معبدها وهيكلهججا الخججاص الججذي يضججيء‬
‫بالثراء فظل في هذا المكان المقدس حيث يعبججده البنججاء مججن سججللة أثينججا"‬
‫وكان هذا الموقع أيضا موقع أسطورى التقت فيه الربة أثينا واللة بوسيدون‬
‫)‪(1‬‬
‫لقتسام ملكية بلد أتيكا وأمجاد مدينة أثينا‪.‬‬

‫اااااا اااااا ‪:‬‬


‫هذا المدخل الرئيسي لمعبد الرخثيوم " ‪ "Erechtheum‬وهججو عبججارة عججن‬
‫حجرة رئيسية ‪ cella‬مخصصة لللة أثينا العذراء يتقدمها صف من ستة أعمدة‬
‫)‪(2‬‬
‫أيونية‪.‬‬

‫اااااا اااااا ‪:‬‬


‫ويقع جانب الناحية الشرقية وينقسم إلى ‪ 3‬أقسام تتصل ببعضها عججن‬
‫طريق أبواب ‪ ,‬مجدخل هجذه الناحيجة بجه ‪ prostyle‬مجن أنصجاف أعمجدة أيونيجة‬
‫‪ cella‬الججتي خصصججت لللهججه‬ ‫وهججذه العمججدة تججؤدي إلججى الججداخل حيججث الجج‬
‫)‪(3‬‬
‫‪. pardrosus‬‬

‫اااااا ااااااا ‪:‬‬


‫ويعتبر أكبر مدخل في المعبد من حيث الحجم وأكثر ارتفاعججا ‪ ,‬يتقججدمه‬
‫‪ prostyle‬من ست أعمدة أيونية ‪ ,‬ولكنها ل تصف في صججف واحججد ولكنهججا فججي‬

‫‪(1)1‬ثروت عكاشة‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.239‬‬


‫‪(2)2‬منى الشحات‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.90‬‬
‫‪(3)3‬المؤلف نفسه‪ ،‬المرجع السابق‪،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫)‪(1‬المؤلف نفسه‪ ،‬المرجع السابق‪،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫‪32‬‬

‫مقصورة" أي أربعة أعمدة في المام وأثنين خلجف أعمجدة‬ ‫شكل"‪" portico‬‬


‫)‪(1‬‬
‫الركان‪.‬‬

‫المدخل الجنوبي ‪- :‬‬


‫عبارة عن مقصججورة ‪portico‬ويحمججل سججقفها فتيججات بججدل مججن العمججدة‬
‫اليونية ‪ caryatid‬أربعة في المقدمة وأثنين خلف أعمدة الركان يقفن جميعا‬
‫في مواجهة الجنوب على ‪ podiuan‬ارتفاعها ‪ 5‬أقدام و ‪ 9 4/3‬بوصة ‪ ,‬ويوجد‬
‫سلم على شكل حرف ‪ L‬منحدر من باب صغير إلى داخل المبنى ‪.‬‬
‫ونجد أن الج ‪ Entablature‬الخاص بهذا الجججزء ل يوجججد بججه إفريججز ‪ ,‬وذلججك‬
‫للتقليل من نقل السقف على رؤوس تماثيل السيدات وذلججك بججدون إختججذال‬
‫زائد لمقاسات أجزاء الج ‪ , Entablature‬وقجد وضجعت الجج ‪ Fascia‬العليجا الخاصجة‬
‫بالج ‪ Architrave‬لتتيح لفريز على شكل سلسلة من زخرفة الورود ‪.‬‬
‫وتماثيججل ال ‪ caryatid‬ربمججا تمثججل عججذارى سججماهم بوزينججاس ‪Arrephoroi‬‬

‫وهن يحملن فوق رؤوسهن ما تهبه لهن كاهنة الرب أثينججا ‪ ,‬ودائمججا يصججورون‬
‫وفوق رؤوسججهن تيجججان العمججدة أو الجج ‪ Echinus‬مججن خججزف بزخرفججة البيضججة‬
‫والسهم ‪.‬‬

‫اا ااااا ‪:‬‬


‫أهم ما يميز فن النحت اليوناني هو " العرى " الذي يتميز به عن نظيره‬
‫في حضارات الشججرق الدنججى القججديم ‪ ,‬حيججث التماثيججل العاريججة كججانت صججفة‬
‫أختججص بهججا الفججن اليونججاني دون غيججره وذلججك بسججبب العججادات والممارسججات‬
‫اليونانية منذ العصر المبكر ‪ .‬لكن مع كل هذا كانت هناك بعض الحججدود الججتي‬
‫التزم بها النحت في تمثيله للشخاص في عريهم ‪ ,‬حيججث كججان قاصججرا علججى‬
‫الشخاص الذكور لفترة امتدت أكججثر مججن قججرن منججذ أن بججدأ هججذا الفججن فججي‬
‫الظهور ‪.‬‬
‫أمججا بالنسججبة للمججرأة فلججم يظهججر نحججت المججرأة عاريججة إل فججي القججرن‬
‫الخامس ق‪.‬م وحتى عندما حدث ذلك كان يتم فججي تحفججظ حيججث لججم يظهججر‬

‫‪1‬‬
‫‪33‬‬

‫جسم المججرأة بكججل تفاصججيله هججذا الشججيء نفسججه اتبعججه اليونججان فججي نحتهججم‬
‫)‪(2‬‬
‫لشخاص اللة فيما عدا اللة أفر وديتى‪.‬‬
‫وتميز فن النحت أيضا بالتعبير الصريح في تصوير الواقع اليوناني دون‬
‫أن يحججاول الفنججان الختبججاء وراء الرمججز فججي تصججوير مججا يججراه أو مججا يعتقججده‬
‫المجتمع حتى إذا كان يشير ذلك إلى انحراف ‪.‬‬
‫ويتداخل فن النحت مع العمارة ليصل في بعض الحيان إلى حد التكامل بين‬
‫الفنججانين اليونججان يملؤن المسججاحات الججتي توجججد فججي‬ ‫الفنيججن ‪,‬‬
‫مسججتدير يمثججل أعيججاد‬ ‫الجمججالون والفريججز وغيرهججا بنحججت بججارز أو‬
‫اليونانيون وأساطيرهم وآلهتهم وأبطالهم وقصصهم ‪.‬‬
‫ومع بداية القرن السادس ق‪.‬م تطججور فججن النحججت وفججي تلججك الفججترة‬
‫أصبح فن النحت يتبججع نمججط النحججت المصججري بشججكل تججام وقججد اسججتمر هججذا‬
‫) ‪ 480‬ق‪.‬م ( حججتى نهايججة‬ ‫التجاه مججن نهايججة الحججرب الفارسججية اليونانيججة‬
‫القرن الخامس ق‪.‬م وقد بقيت النمطية المثالية فججي هججذه المرحلججة ظججاهرة‬
‫في جانبين هما البتعاد عن إبراز شخص بعينه أو انفعال بعينة ‪ ,‬ثم بعججد ذلججك‬
‫يأتي القرن الرابع فنجد في هججذا القججرن يحتفظججون بالمسججتوى الفنججي الججذي‬
‫حققه فنانو القرن السابق ولكنهم ل يزيدون عليه ولكنهم يسيرون في اتجاه‬
‫جديد يميز أعمالهم الفنية في ردة فعل واضججحة لحالججة تخلخججل النظججام فججي‬
‫دولة المدينة التي مرت بها بلد اليونان في تلك الفترة ‪ ,‬وقد تمثل ذلك فججي‬
‫معنى واحد هو الفردية ‪ ,‬حيث أن الفنان لم يقدم عمل نمطيججا مثاليججا مجججردا‬
‫يرمز إلى قيمة عامة في المجتمع وإنما أصججبح يقججدم تماثيججل تظهججر الملمججح‬
‫الشخصية لموضوعات هذه التماثيل ‪.‬‬

‫ومن أشهر النحاتين في أثينا هم ‪:‬‬

‫‪Myron‬‬ ‫اااااا‬
‫وهو مجن أشجهر النحجاتين فجي أثينجا فجي العصجر الكلسجيكي الجذهبي "‬
‫النصف الثانى " من القرن الخامس ق‪.‬م وقبل ميرون توصل الفن الغريقي‬
‫‪(1)2‬لطفى عبد الوهاب‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ص ‪.280-278‬‬
‫‪34‬‬

‫إلى تصوير الحركة بأسلوبين الول يمثل الجسم وهو يسهم بالندفاع والثاني‬
‫يمثل الجسم أثناء اندفاعية بالفعل ‪.‬‬

‫ثم جاء ميرون ومزج الواقع بالخيال والحركة بالسججكون ومثججال علججى‬
‫ذلك تمثال “رامي القرص “ وهو مججن أشججهر التماثيججل لهججذا النحججات ‪ :‬وهججو‬
‫تمثال لشاب يتهيأ لرمجي القجرص ويلتفجت برأسجه وجسججمه فجي التججواء غيجر‬
‫مألوف بعد ومع ذلك جاء منسقا ليكشف لنا أنه إذا كانت الملحظة الواقعيججة‬
‫تمد الفنان دائما بالعناصر الجوهرية اللزمة فإن فكرة المبدع تعيججد صججياغتها‬
‫)‪(1‬‬
‫إلى ما يجاوز الواقع‪.‬‬
‫ويوجججد تمثجال آخجر لميجرون وهججو نسججخة رومانيجة لمرسججياس وقججد بجدا‬
‫مذعورا قبل سلخة بعد ما خسر في المنافسججة الججتي تمججت بينججه وبيججن اللججة‬
‫أبوللو في العزف على الناي ‪ .‬ويكشف لنا ميرون في تمثالي رامي القرص‬
‫و مارسياس عن ولعه الشديد بوضوح الجسم الجديد المر الججذي كججان يميججز‬
‫العصر الكلسيكي ‪.‬‬

‫اااااااا ‪:Pheidias‬‬
‫من أشهر وأعظم نحججاتي العصججر الكلسججيكي علججى الطلق ‪ ,‬فقججد أصججدر‬
‫)‪(2‬‬
‫بركليس قرارا بتبعيته مشرفا عاما على كافة أوجه النشاط الفني‪.‬‬
‫ومن أبرز أعمال فيدياس‪:‬‬
‫منحوتات معبد البارثنون الرائعة حيث خلق عالما غريبا نابضا بالحياة ‪ ,‬فنجججد‬
‫في تلك الرؤوس المذهلة التي قيل أنه نحججت إحججداها بنفسججه فججي الميتججوب‬
‫الول من الجانب الجنوبي ‪.‬‬
‫ومن أشهر أعمال فيدياس أيضا هجو تمثجال أثينجا بجارثنوس التمثجال الصجلي‬
‫المصنوع من العاج والذهب غير موجود ‪ ,‬ولكن لدينا مستنسججخات عججدة مججن‬
‫الرخام ذات أحجام متعددة ‪ ,‬يبدو في إحداها مرتدية ثججوب الببلججوس ويكسججو‬
‫صدرها الدرع‪ ,‬وترتدي خوذة يعلوها أبو الهول المجنح وممسكة الرمح بيججدها‬
‫اليسرى المستندة على الججرأس المرتكججزة علججى الرض ويوجججد إلججى جججواره‬

‫‪(1) 1‬ثروت عكاشة‪،‬المرجع السابق‪266-265،‬‬


‫‪ (2)2‬المؤلف نفسه‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.265‬‬
‫‪35‬‬

‫الثعبان المقدس حول نفسه بينما حط بجسمه فوق يجدها اليمنجى المسجتندة‬
‫علججى تمثججال صججغير لربججة النصججر المجنحججة " ليكججس" وكججان وجججه الججترس‬
‫الخارجي مزخرفا بنقوش تتناول موضوع القتال بين الغريق والمزونا وجهة‬
‫الداخلي تصور الصراع بين اللهة والعمالقة ‪.‬‬

‫ااااااااا ‪:Praxiteles‬‬
‫عاش براكستليس فججي وسججط فنججي حيججث كججان أبيججه نحججات مججن أثينججا‬
‫بالضافة إلى وجوده في موطنه الول اليونان كل ذلك جعلججه يمضججي فججي‬
‫طريقه على هدى التقاليد التيكية ‪ .‬غير أنه كثيرا ما عمل خججارج أثينججا وتفججرد‬
‫بطابع خاص مستمدا موضوعاته من أساطير اللة المتوارثة ‪ .‬وضع فنججه فججي‬
‫خدمة العقيدة الدينية ‪.‬‬
‫وأشهر أعمال براكستليس هو تمثال أفروديججتي مججن كينسججوس حيججث‬
‫يصورها عارية في وقفة رشيقة تسججتعد للتطهججر وفججق الطقججوس السججائدة و‬
‫تهم يدها اليسرى برفع غللة من فوق جججرة ذات زخججارف نباتيججة بديعججة إلججى‬
‫جوارها وقد أقيم هذا التمثال فججي معبججد مكشججوف حججتى تتسججنى رؤيتججه مججن‬
‫جوانبه الربعة ‪.‬‬
‫ويوجد تمثال له أيضا من أشهر تماثيله وهو أفروديتي من أرل الذي‬
‫يعتبر المحاولة الولى لبراكستليس قبل نحته أفروديتي من كينسوس حيث‬
‫نلحظ أن الخطوط الدائرية خاصة خط الرداف تبشججر بميلد أفروديججتي مججن‬
‫كينسوس ‪ ,‬وتظهر حساسية الفنان أوضججح مججا تكججون فججي قسججمات الججوجه ‪.‬‬
‫ويدل هذا كله على أن الفن الغريقي قد شدته الحقيقة النسانية وبدأ يبتعججد‬
‫عن المثل العلى الكلسيكي ويتجلى هججذا التطججور فججي أعمججال براكسججتليس‬
‫بوضوح ‪ ,‬وإذا كججان تججأثير براكسججتليس فججي عصججره علججى الفججن عميججق فقججد‬
‫انعكس ذلك على كثير من العمال الكبرى والصغرى لجيله والجيال اللحقة‬
‫‪.‬‬

‫ااااا اا اااااا‪:‬‬
‫‪36‬‬

‫يتمثل الدب في أثينا في المسرح حيث الحتفالت الدينية التي كججانت‬


‫تقام للله "ديونسوس ‪ "Dionysus‬وكان هذا العيججد يسججمى "ديونيسججيل"وكججان‬
‫من أهم أعياد الغريق على الطلق ‪.‬‬
‫وكانت هذه الحتفالت تقام تحت رعاية الدولة من كان يعطججى للدولججة‬
‫صلحية المراقبة والتوجيه في مثل هذه العياد وإذا أراد أى شجاعر هزلجى أو‬
‫كاتب المأساة أن يشترك فى احتفالت ديونيسيل كان عليه أن يقدم روايتججه‬
‫أو تمثيليته إلى لجنجة وذلجك قبجل الحتفجالت بزمجن طويجل ‪ ,‬فكجانت اللجنجة‬
‫تنتقي ثلثة شعراء مججن شججعراء المأسججاة ‪ ,‬وخمسججة مججن الشججعراء الهزلييججن‬
‫وكان كل كاتب مسرحي يشرف على إخراج تمثيليته ‪.‬‬
‫أما مكان تمثيل الرواية في أثينا فكان على مسرح ديونسججوس ‪ ,‬وكججان‬
‫في الهواء الطلق يقع على سفح تججل الكروبجوليس الجنجوبى ‪ ,‬وكجانت قاعججة‬
‫المسرح العامية تتسع لحوالي ثمانية عشرة ألف مشاهد ‪ ,‬وكان على سججفح‬
‫المسرح فسحة منبسطة يسمونها الوركسججترا حيججث كججان يجججري التمثيججل ‪,‬‬
‫وفي وسط ساحة الوركسترا مذبح مقدس لللة ديونسوس ويكلل بالكاليججل‬
‫فى المناسبات والعياد ‪ ,‬وكانت احتفالت عيد ديونسوس تستمر ستة أيام ‪.‬‬
‫أزدهر الدب في أثينججا بججوجه خججاص عججن غيرهججا مججن المججدن فججي بلد‬
‫اليونان وذلك بسبب طبيعتهججا الجغرافيججة حيججث أن الموقججع المتوسججط لشججبه‬
‫جزيرة أتيكا قد مكن أدباء أثينا من التعرف على أساليب وطرق أدبية جديدة‬
‫استطاعوا بالحتكاك المستمر أن يسججتوعبوها ‪ ,‬ومججن ثججم أن يججدفعوا بججأدبهم‬
‫خطوات نحو المام ومن أهم مظاهر الدب في أثينا التراجيديا والملهاة ‪.‬‬
‫اااا ااااااااااا ‪:‬‬
‫تعتبر التراجيديا هي بداية الفن الحقيقججي المسججرحي اليونججاني ‪,‬‬
‫حيث بدأ فيها سرد المواقف الذي تحججول إلججى حججوار لول مججرة ‪ ,‬وكججان هججذا‬
‫التطور بدأ على يد شخص اسمه "تيبيس ‪ " Thepis‬والذي عاش في أثينا فججي‬
‫أواسط القرن السادس ق‪.‬م وقد كانت المسججرحية التراجيديججة بسججيطة فججي‬
‫بدايتها فهي ملتزمة بأن يكون موضعها متصل باللة ديونيسججيوس والحججوار ل‬
‫يتعججدى ممثل واحججدا يقججوم بتقمججص كججل الشخصججيات الججتي يججرد ذكرهججا فججي‬
‫‪37‬‬

‫المسرحية وإنشاد الكورس أو الجوقة هو العنصر الساسي في المسججرحية‪.‬‬


‫)‪(1‬‬

‫وكان الممثل وأفراد الجوقة كانوا جميعا يلبسججون جلججد المججاعز فجي‬
‫أثناء العرض وكانت الجائزة التي تفوز بها أحسن مجموعة أو أحسن ممثلين‬
‫كانت عنترا‪ ,‬ومن هنا أصبح اسم المسججرحية الججتي مججن هججذا النججوع تراجيججديا‬
‫‪ Tragoidia‬وهي كلمة يوناني مركبة مججن كلمججتين ‪ Tragos‬بمعنججى العنججتر و ‪oidia‬‬

‫بمعنى أغنية أي الغنية العنترية ‪.‬‬


‫ولم تستمر المسرحية التراجيدية على بساطتها ‪ ,‬ففي أوائل القججرن‬
‫الخامس ق‪.‬م تطورت التراجيديا في الشكل والمضمون وفججي الداء ‪ ,‬فمججن‬
‫حيجث المضجمون لجم يعججد موضجوع المسججرحية يجدور حججول مجا يتصجل باللججة‬
‫ديونسوس وإنما أصبح يدور عموما حول الصراع بين اللة و النسان أو بيججن‬
‫الخير والشر أو حول مواضيع أخرى من هذا القبيل ‪.‬‬

‫تطور عدد الممثلين من ممثل واحجد إلجى ثلثجة وقجد تتطجور المسجرح‬
‫على يد ثلثة من أهم وأشهر الشعراء في المسرح الثينى وهم ‪:‬‬

‫ااااا ااا "‪ Aeschylus":"525 /524-426‬ق‪.‬م"‬

‫يرجع إليه الفضل في وصول التراجيججديا اليونانيججة إلججى الصججورة الججتي‬


‫نعرفها ‪ ,‬وكان يعتبر الممثل الول في مسججرحياته غيججر أن المججر اقتضججى أن‬
‫يججدرب ممثل آخججر حيججن أسججتبدل بالسججئلة والجوبججة الججتي كججانت تججدور بيججن‬
‫الكورس وقاد حوار يدور بينه وبين نفر من الممثلين وبذلك يرجع له الفضججل‬
‫)‪(2‬‬
‫وقججد‬ ‫في إدخال ممثل ثانى فى المسرحية وبالتالي زيادة عنصججر الحججوار‪.‬‬
‫اهتم كثيرا بتطوير القنعة بحيث تعطججي تعججبيرا دفينججا عججن ملمججح الشخصججية‬
‫وصفتها الساسججية إلججى جججانب اهتمججامه بثيججاب الممثليججن حججتى تتناسججب مججع‬
‫)‪(3‬‬
‫الدوار التي يقومون بها‪.‬‬

‫‪(1)1‬لطفى عبد الوهاب يحيى‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ص ‪.195-193‬‬


‫‪(1)2‬ثروت عكاشة‪ ،‬الغريق بين السطورة والبداع‪،‬القاهرة‪،1978،‬ص ‪.267‬‬
‫‪(2)3‬لطفى عبد الوهاب يحيى‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ص ‪196-195‬‬
‫‪38‬‬

‫لقد ألف أيسخو لوس حوالي سججبعين مأسججاة وعشججرين ملهججاة كججانت‬
‫معينا فياضا للمسرح اليوناني ولكن هذا التراث الضخم الذي وضججعه أيسججخو‬
‫لوس لم ينته إلينا منه غير تراجيديات سبع تعد أروع مجا ألجف وهجي مسجتقاة‬
‫)‪(1‬‬
‫وتعتبر مسرحية " الضارعات " من خير‬ ‫من موضوعات اللياذة والوديسة‪.‬‬
‫ما انتهى إلينا من نماذج تراجيدية صور فيها إيسخولوس أسطورة)‪.(2‬‬

‫وكتب أيضا " الثلثية البروميثيوسية " كتب مسرحية الوديسة أو ثلثية‬
‫أوريتيس وهي تتألف من ثلثة مآسي‪:‬‬
‫مأساة أجا ممنون‪ ،‬ومأساة حاملت القرابين‪ ،‬ومأسججاة الصججاخمات أو ربججات‬
‫النتقام ولقد كان إيسخولوس رجل ذا شعور ديني عميق يكاد يسمو به إلججى‬
‫مرتبة التصوف‪ ،‬وكان أسلوبه في كتابته فخما ل تبسط فيه وكان هججدفه هججو‬
‫أن يرتفع بالسوقة إلى مستواه ول أن يهبط إلى مستواهم )‪.(3‬‬

‫اااااااا "‪ Sophokles" : (496 - 406‬ق‪.‬م(‬

‫ويأتي في المرتبة الثانيججة سججوفوكليس بججن سججوفيلوس ولقججد اسججتفاد‬


‫كثيرا من إيخولوس وإن كان قد خالفه في ثلثياته‪ ،‬إذ استبدل بها مسرحيات‬
‫مستقلة ذات بدايججة ووسججط ونهايججة‪ ،‬كمججا أضججاف إلججى الممثليججن ممثل ثالثجًا‪،‬‬
‫وروى أن له مائة وثلثجا وعشجرين مأسجاة و وكجان يتقجدم كجل عجامين بجأربع‬
‫تمثيليات‪ ،‬ثلث مآسي وملهاة‪ ،‬ولم يتبق منها إل سبع قصص أولهججا ‪ -:‬ألكججترا‬
‫ومن شدة إعجاب الثينيين شيدوا له معبدا‪.‬‬

‫وقام سوفوكليس بتصوير أحداث القصة على الجدار الخلفي للمسرح‬


‫فربط بذلك التمثيل بالواقع‪ ،‬وكان يشترك في تمثيججل أعمججاله الولججى ويججبرز‬

‫‪(3)1‬ثروت عكاشة‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.268‬‬


‫‪(4)2‬المؤلف نفسه‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.270‬‬
‫‪(5)3‬المؤلف نفسه‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ص ‪.274-273‬‬
‫‪39‬‬

‫فيها كعازف موسيقى‪ ،‬غير أن ضعف صوته حال بينه وبيججن متابعججة التمثيججل‪،‬‬
‫فتفرغ للكتابة وطور أسلوبه الذي حاكى به إيخولوس إلى السججلوب الجججاف‬
‫الذي هجره بعد ذلك حين اكتشف السلوب الملئم للتعبير عججن الشخصججيات‬
‫المختلفة ولقد اهتم بالمرأة فكان يصورها على سجيتها عارضا ما هججي عليججه‬
‫من عناد وضعف وانفعال في تحليل دقيق ل يتجنى فيه بل يطالع الناس بمججا‬
‫عرفوا عنها‪.‬‬

‫وأروع ما خلف سوفوكليس هو مسرحية " أوديب " وكان أرسطو يعد‬
‫مسرحية "أوديب ملكا " المسرحية النموذجية كما كان يعد شخصججية أوديججب‬
‫وقد مثلت هذه المسرحية بعد وفاة سوفوكليس بأربع سنوات‪.‬‬

‫ولقد وقف سوفوكليس وسطا ً بين إيسخولوس وأوربيديس‪ ،‬فلم يبالغ‬


‫في دور الخبير الذى اتخذه أولهما‪ ،‬ولم يفرط في دور الختبججار الججذى اتخججذه‬
‫ثانيهما‪ ،‬وقد كان سوفوكليس صانع حوار ممتاز‪ ،‬يتميز بوضججوح العبججارة‪ ,‬وإن‬
‫قلت تشبيهاته خصوبة وخيال ً عن تشبيهات إيسخولوس‪.‬‬

‫أصبحت الدراما ذات بنججاء واضججح المعججالم علججى يججد سججوفوكليس‪ ،‬لهججا‬
‫تصججدير ثججم العججرض أو السججتعراض ثججم المججدخل الغنججائي أو أغنيججة الججدخول‬
‫للكورس ثم الفصول أو الحلقات أو المشاهد الحوارية الثلثة يتخللها أناشيد‬
‫الجوقة ثم خاتمة تؤديهججا الجوقججة الغنائيججة وعنججدما حججذف دور الكججورس فججي‬
‫عهود لحقة أدى ذلك إلى المسرحيات ذات الفصول الخمسة‪.‬‬
‫ااااااا‪:‬‬

‫في القرن الخامس قبل الميلد عرفت أثينا الشكال الولى للكوميديا‬
‫فهي شكلين متميزين‪ -:‬ظهر أولهما في صجقلية علججى يججد إبيكججارموس الججذي‬
‫يعد المؤلف الوحيد لهذا الشكل القائم على التمثيل الفردي الذي ل يتضججمن‬
‫مجموعة الكورس‪ ،‬وقد تحول هذا الشكل إلى ما يعرف " بالبانتوميم "‪.‬‬
‫‪40‬‬

‫أما الشكل الثاني فلقد ظهر فججي أثينججا‪ ،‬فهججذا الشججكل يضججم الكججورس‬
‫التي في الداء بدور ل يقل عن الدور الذي يؤديه الممثلون المنفردون)‪.(1‬‬

‫والسبب في ذلك هو وضع المجتمججع الثينججى فججي ذلججك الججوقت‪ ،‬فأثينججا‬


‫كججانت تمججر آنججذاك لفججترة مججن التججداخل الجتمججاعي الججذي سججببته الخسججائر‬
‫القتصادية فالسياسة التي عانت منها كثيرا من جراء الحروب البلونيزية مما‬
‫ساعد إلى وصول المسرح الكوميدي إلى قمته في هذه الفترة التي وصججلت‬
‫فيهججا أثينججا إلججى ذروة تطورهججا الججديمقراطي الججذي أتججاح الفرصججة الكاملججة‬
‫للمواطن الثينى في التعرض لمشكلة بهدف إلقاء ضوء بناء عليهججا بالصججورة‬
‫)‪(2‬‬
‫التي تروعه‪.‬‬
‫ااااااااااا ‪:Aristophanes‬‬

‫يعد أريستوفانيس أهم رائد للكوميديا القديمة وعميد الملهججاة واشججهر‬


‫شعرائها ولقد بلغت تمثيلياته نحو أربعين لم يتبقى لنا منها إل إحججدى عشججرة‬
‫تمثيلية وهما‪-:‬‬

‫الوخانييس‪ ،‬الفرسان‪ ،‬السحب‪ ،‬الزنانير‪ ،‬السلم‪ ،‬الطيور‪ ،‬ليزيسججنداتا‪،‬‬


‫أعياد ديمتر‪ ،‬الضفادع‪ ،‬جمعية النساء‪ ،‬بلوتججوس‪.‬وكججانت سججطور الكوميججديات‬
‫الولى ل تتجاوز مئات قليلة على حين بلغججت فججي كوميججديات أريسججتوفانيس‬
‫المتأخرة ما يزيد على اللف‪.‬‬

‫وهججذا التطججور لبججد وأنججه قججد نشججأ عنججدما أصججبح تقججديم المسججرحيات‬
‫الكوميدية له خطورته في المهرجان الديونيسي للمدينة العظيمججة فججي عججام‬
‫‪ 486‬ق‪.‬م‪ ،‬ولججم يحمججل أريسججتوفانيس علجى التوصججيات البججارزة فجي الحيججاة‬
‫العامة فحسب وإنما حمل الناس العاديين يطججالعهم بالمآخججذ علججى سججلوكهم‬
‫فيصفهم بأنهم مشاغبون سذج متقلبون)‪.(3‬‬

‫‪ (1)1‬لطفى عبد الوهاب يحيى‪ ،‬الورجع السابق‪،‬ص ‪.199‬‬


‫‪(2)2‬ثروت عكاشة‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ص ‪310-307‬‬
‫‪ (1)3‬المؤلف نفسه‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ص ‪.323-316-315‬‬
‫‪41‬‬

‫ااااااااا‪:‬‬

‫يعتبر من أهم شعراء الكوميديا الجديدة بعد أن استفاد مججن الكوميججديا‬


‫المتوسطة على يد عمه أليكسججيس‪ ،‬ولقجد حجاول بطلميجوس الول أن يضججم‬
‫ميناندر إلى بلطه بالسكندرية لكنه رفض أن يبارح أثينا‪(1).‬‬

‫كتب ميناندر أكثر من مائة كوميديا خلل ما يقججرب مججن ثلثججة وثلثيججن‬
‫عاما وأفضل مسججرحياته الججتي بقججى جججزء منهججا إلججى اليججوم هججى مسججرحية "‬
‫التحكيم " ويتجلى أثججر أوربيججديس فججى أعمججال مينانججدر مججن حيججث السججلوب‬
‫لمعالجة العمل المسرحى‪ ،‬فقججد كججان أوربيججديس يهبججط مججن عليججائه ويجعججل‬
‫جوهر الموضوع مما جرى على الرض في الحياة النسانية‪.‬‬

‫وكانت الحبكة المسرحية عند ميناندر على جانب كبير من الرتابة‪ ,‬غير‬
‫أن مسرحياته كانت تتنوع بتنوع صفات الشخاص فيهججا‪ ،‬وكججثيرا ً مججا خججالفت‬
‫شخصياته بعضها البعض وانفردت كل منها بملمح ذاتيججة حيججة‪ ،‬ومججن السججهل‬
‫علينا أن نتبين مما تبقى من مسرحياته أن ميناندر كان أكثر دقة وأرفع شججأنا‬
‫من بلتوس وأوقر من تيرينتيوس‪ ,‬وكما صور ميناندر تلميذه نمججاذج متنوعججة‬
‫من حياة أهالي أثينا‪ ،‬نجدهم أيضا قد خلقوا بعض الشججخوص الجتي تعججبر عجن‬
‫أساطير البطولة‪ ،‬ويحدثنا بوزانياس عن تمثال لميناندر بمسرح ديونيسججيوس‬
‫بأثينا‪.‬‬

‫لقد عالج ميناندر في مسرحياته الكوميدية مسألة الطفل الججذي دارت‬


‫حوله الملهاة الثينية في هذا العصر‪ ،‬وهو ما نجده في مسرحيتيه "التحكيججم"‬
‫و"سامبا"‪.‬أما مسرحيته التي عثر عليها كاملججة أخيججرا ً وهججي "عججدو النسججان"‬
‫فهي تصور النسان وحشا في جميع ما يصدر عنه فجعل بشرا ً ل يرقى إلججى‬
‫منزلة ديونيسيوس‪.‬‬

‫‪ (2)1‬المؤلف نفسه‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ص ‪.331-324‬‬


‫‪42‬‬

‫الربة أثينـا‪:‬‬

‫ربة "الذكاء والفطنة"‪ ،‬كما عبدت أحيانا بوصفها ربة "الحرب" التى‬
‫تقود المحاربين إلى النصر‪ ،‬إلى جانب وصفها بربة " السلم وملهمة‬
‫الفنون"‪ ،‬تختلف عن آريس بوصفها ربة للحروب التى تعتمد على خطط‬
‫ومهارات عسكرية‪ ،‬بينما الخر بوصفه ربا للحروب الهمجية)‪.(1‬‬

‫يذكر فى الساطير أن "ميتيس" المعروفة بالحكمة قد حملت جنينا‬


‫من زيوس‪ ،‬وقد ساور زيوس المخاوف من أن يكون الجنين حامل لحكمة‬
‫والديه "كرونوس وجايا"‪ ،‬فهم زيوس بالتهام "ميتيس" بما فى بطنها من‬
‫جنين‪.‬‬

‫شعر زيوس بألم رهيب فى رأسه‪ ،‬مما أثار عطف أبنه هيفايستوس‬
‫الذى قام بشج رأس أبيه ليخفف عنه هذا اللم‪ ،‬وخرج من رأسه المعبودة‬
‫أثينا شابة يافعة رائعة الجمال بعد أن استحوذت على الحكمة من أمها‬
‫ورأس أبيها)‪.(2‬‬

‫عندما أرادت أثينا أن تعطى اسمها لعاصمة اليونان وتصبح ربتها‬


‫الحامية تصدى لها بوسيدون ونشأ بينهما صراعا لصرار الخير على أن يفوز‬
‫بهذا الشرف‪ ،‬وأصدر مجلس القضاء حكما يقضى بأن من يأتى بعمل خارق‬
‫يهب الناس معيشة سعيدة يستحق الفوز بهذا الشرف‪.‬‬

‫قام بوسيدون مستخدما حربته الثلثية بضرب صخرة بالبحر أنشق‬


‫عنها جوادا يعدو كالبرق‪ ،‬بينما قلمت أثينا بلمس الرض فنتج عن لمستها‬
‫شجرتا زيتون مورقتين ومثمرتين‪ ،‬وأصدر الحكم لصالح أثينا لن شجرة‬
‫الزيتون ترمز للسلم بينما يرمز الجواد للقوة والبطش)‪.(3‬‬

‫‪ (1)1‬فايز يوسف محمد‪ ،‬إطللة على ديانة وآثار الغريق والرومان‪) ،‬القاهرة ‪1997‬م( ص ‪44‬‬
‫‪(2)2‬ثروت عكاشة‪،‬المرجع السلبق‪ ،‬ص ‪66‬‬
‫‪ (2)3‬المؤلف نفسه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪67‬‬
‫‪43‬‬

‫صورت فى هيئة سيدة جميلة تظهر عليها ملمح النبل والقوة والجلل‬
‫وترتدى خوذة على رأسها وتمسك بالرمح فى إحدى يديها وبرمز النصر فى‬
‫اليد الخرى‪ ،‬وترتدى رداًء طويل مزخرف بثعابين عند حافته السفلية‪.‬‬

‫‪-‬أثينا بلباس الحرب‪-‬‬

You might also like