Professional Documents
Culture Documents
31812527 أثينا
31812527 أثينا
أما أتيكا حيث تقع أثينا فهى شبه جزيرة مثلثة الشكل تبرز من جنوب
بيوتيا فى داخل البحر ،ويفصلها عن بيوتيا سلسلة من الجبال تكاد تكون
متصلة من الخليج الكورنثى حتى البحر اليجى هذه الجبال فى مجموعها
غير شاهقة الرتفاع فل يزيد أعلها عن 4700قدم .وتنقسم الشعاب
المنحدرة من هذه السلسلة الجبلية الى جنوب إقليم اتيكا الى أربعة
سهول).(2
تشمل دولة أثينا مقاطعة اتيكا كلها ،وسكان هذه المنطقة يطلق
عليهم اسم الثنين ويتمتعون بحق المواطنة الثينية.
(1)1محمد كمال صدقى ،المصطلحات الثرية) ،كلية الداب-جامعة الملك سعود( ،ص 51
(2)2عبد اللطيف أحمد على ،التاريخ اليونانى) ،القاهرة 1976م( ،ص 149
(3)3المؤلف نفسه ،المرجع نفسه ،ص 150
2
تمتاز أتيكا بأنها من اجمل المناطق على الطلق فى بلد اليونان فهى
تقع فى وسط شبه جزيرة اليونان ،تتصل بالمقاطعات الشمالية والجنوبية
على السواء يربطها جسر بجزر آسيا الصغرى وهى برية وبحرية معا ً ،فهي
تمتد ضمن بحر ايجه وتشغل سواحلها مكانا ً فسيحا ً على حوض هذا البحر
الذي كان دوما مركزا ً للحضارة ).(1
معنى كلمة اتيكا هى البلد الساحلية ولم تكن تلك المقاطعة سوى
شبه جزيرة متقدمة داخل البحر ومجاورة لمعظم الجزاء المهمة من العالم
اليونانى .ولقد قال عنها الكاتب الرومانى شيشرون "إن هواء أثينا الصافى
هو الذي صقل عقول أهلها " .فمقاطعة اتيكا هى خلصة بلد اليونان وهى
أصلح البقاع على وجه الرض للحياة البشرية والحضارة).(2
اااا ااااا:
بلد اتيكا التي تظهر ككتلة واحدة منسجمة كانت فى بادئ أمرها
عبارة عن عدة إمارات منفصلة .ويظهر من الروايات القديمة انه كان لكل
إمارة يحكمها ملك مستقل ،وفى القرن السابع ق.م نجد بلد اتيكا كلها
تؤلف دولة واحدة عاصمتها أثينا .ولكن كيف ومتى تم توحيدها ؟ ل أحد
يعرف ول يوجد فى التاريخ ما يثبت تحديدا الجابة على هذا السؤال .
انضمام عدة قرى بعضها إلى بعض .في عهد البلسغيين خمس أو ست
قرى عند الهضبة وعلى المرتفعات المحيطة بها أدرك المهاجرين اليونين
أهمية تلك المنطقة القريبة من الشاطئ إلى الحد الذي يسمح لهم
الشتغال بالملحة ،وأيضا بعيد إلى الحد الذى يمكنهم من رؤية القراصنة
قبل وصولهم وعمل الستعدادات لمقامتهم .وقد حصن السكان القدماء
هضبة الكروبوليس بإقامة سور يحيط بالذروة يسمى )بيلرغيقون
(pelargiconفقلب الثينين هذا السم فيما بعد خطأ إلى )بيلسجيقون
(pelasgiconنسبة إلى البلسجيبين .ويأتي ذكر سكان أتيكا جميعا فى اللياذة
والوديسة باسم الثينين .ونستدل من ذلك على أن تم توحيد أتيكا قبل
القرن الثامن ق.م وكان الثينيون يحتفلون فى العصور التالية بالوحدة دون
سفك دماء وهذا دليل على آن الوحدة قد تمت بصورة سلمية.
ظلت أثينا تحكم من قبل الملوك فترة طويلة وتذكر الروايات القديمة
اكثر من ثلثين ملكا ،على أن القوائم التى تعدد أسماء هؤلء الملوك
يختلف بعضها عن الخر وتتعارض .لذلك فان أخبار هؤلء الملوك وأحداث
عهدهم ليس لها قيمة تاريخية ول يجوز العتماد عليها .
رأى الثينيون انه ليس هناك شخص يمكن أن يقارن به فى كمال الصفات
والتضحية بالنفس حتى يستحق أن يخلفه ففضلوا حينئذ إلغاء الملكية بالمرة
)(2
ورغم أن هذه الرواية ليمكن الطمئنان الى صحتها إل أننا نستدل منها "
بان انتقال السلطة من الملوك الى النبلء لم يكن نتيجة ثورة بل قد تم
بصورة سلمية .
ااااااا :
(3)1لطفى عبد الوهاب يحيى ،اليونان مقدمة فى التاريخ الحضارى) ،القاهرة 1997م( ،ص 122
(1)2لطفى عبد الوهاب يحيى ،المرجع السابق ،ص 123
5
ااااااا ااااا:
قام سولون خلل سنوات حكمه بعدد من الصلحات هدف بها إلى
تخفيف حدة المظالم التى يتعرض لها الفقراء وإعادة التوازن إلى الدولة
التى كانت قد وصلت إلى حافة الهاوية .
واقر نظام ايوبيا النقدى .ويقال انه خفض قيمة العملة ،ويبدو أن الهدف من
هذا التعديل كان إتاحة الفرص أمام التجارة الثينية للتطور والزدهار.
ااااا:
ألغى سولون قوانين دراكون التى كانت محل شكوى من جميع
الثينين .
ااااا :
استصدر سولون عددا من التشريعات فى اليدان الجتماعي فاعتبر
البطالة جريمة ،وحث المواطنين على تعليم أبنائهم الحرف وسن قانون
يعفى البن من مسؤولية والده المسن إذا لم يعلمه حرفه ،وفرض ضريبة
على من يعتدى على امرأة حرة ،وأباح قتل المتلبس بجريمة الزنا.
خامسا عاقب كل من يواجه بالسلبية محاولة إثارة الفتنة أو قلب نظام
الحكم بالقوة وكان عقاب السلبى هو فقدان المواطن لحقه فى
المواطنة).(1
وقد قام سولون بتقسيم اجتماعى ربما كان موجودا كله أو قسم منه
على القل فى أثينا قبل عهد سولون .وبمقتضى هذا التقسيم كان المجتمع
الثينى ينقسم إلى طبقات أربعة حسب دخل كل فرد فى السنة مقدرا
بمعايير medimnoiمن الحبوب أو الزيت أو النبيذ .أولى هذه الطبقات
وينتمى إليها كل من كان دخله فى السنة خمسمائة معيار وتسمى طبقة
"أصحاب الخمسمائة ".والطبقة الثانية تسمى "طبقة الفرسان" ول يقل
دخل الفرد فيها عن ثلث مائة معيار) .(2الطبقة الثالثة كان دخل الفرد فيها
ل يقل عن مائتى معيار فى السنة وقد سماها الثينيون "طبقة أصحاب
النير" zeugitaeعلى أساس أن الرض التى تنتج هذا القدر من الدخل يلزم
لفلحتها على القل اثنين من الماشية وشدهما إلى المحراث بالنير
الخشبى.الطبقة الخيرة وهى طبقة العمال اليدويين والجراء والتى يقل
دخل الفرد فيها عن مائتى معيار .يرجع الفضل إلى سولون فى الربط بين
هذا التقسيم وبين الحقوق السياسية بشكل تدريجى يتناسب مع دخل
الفرد .وهكذا اصبح المنتمون إلى الطبقة الولى مثل هم الذين يختار من
(1)1فوزى مكاوى ،تاريخ العالم الغريقى وحضارته) ،الدار البيضاء1980 ،م( ،ص ص 98-97
(2)2لطفى عبد الوهاب يحيى ،المرجع السابق ،ص 126
8
بينهم العضاء التسع للجهاز التنفيذى بينما تعطى المناصب القل درجة
لطبقة الفرسان وهكذا.
لم يربط سولون بين الدخل السنوى وبين الرض إنما تركه مفتوحا:
لي مصدر من مصادر الدخل ،اصبح فى إمكان الطبقة التجارية أن تشترك
فى المناصب التنفيذية للدولة وفى الجهاز الداري بها إلى جانب أفراد
الطبقة أرستقراطية القديمة ،لم يقتصر سولون على الربط بين الثروة
وبن المناصب التنفيذية والدارية إنما نقل ذلك إلى المجال التشريعى فأقام
إلى جانب مجلس اريوباجوس الرستقراطى مجلسا جديدا وهو مجلس
البولى ) bouleمجلس الشورى ( يتكون من أربعمائة عضو مائة عضو عن
كل قبيلة من القبائل الثينية الربعة ،وكانت صلحياته تشمل تحضير
مشاريع القوانين التى تطرح على مجلس الكليزيه ) ekklesiaمجلس العامة
أو المجلس الشعبى ( الذى يتكون من عموم المواطنين الثينين).(1
النقطة الثانية التى تهم العامة فهى تخص اشتراك الطبقة الجتماعية
الرابعة فى مناقشات مجلس الكليزيه .ويذكر لنا أر سطو عن تلك النقطة
أن سولون أعطى لفراد هذه الطبقة مكانا فى المجلس والذي تدرجت
صلحياته فيما بعد لتشمل الفصل عن طريق المناقشات ثم التصويت فى
العديد من المسائل المجتمع الثينى من بينها سن القوانين وتعديلها أو
إلغائها والمسائل المتعلقة بإعلن الحرب وإبرام السلم .ولكن طرقة تكون
هذا المجلس ومدى صلحياته أو سلطته يشوبها الكثير من عدم التحديد
)(2
فى العصر الرستقراطى ،وفى ولبد انه مر بمرحلة طويلة من التطور
هذا التطور لبد انه واجه بعض الصعوبات والعقبات العملية نتيجة للظروف
الواقعية التى كانت تجهد أفراد الطبقة الرابعة ومن ثم تؤثر على إمكانية
حضورهم جلسات هذا المجلس واشتراكهم اشتراكا فعال فى المناقشات
التى تدور فى ساحته ومن هنا فان ما ذكره أر سطو من إعطاء تشريعات
سولون لعضاء الطبقة الرابعة مكانا فى المجلس الشعبى ربما ل يزيد فى
وضع سولون أساس الدستور لنظام الحكم الذى يقوم على الثروة،
وهو حكم القلية التى تضم طبقة ملك الراضى وطبقة التجار ،كما أعطى
طبقة العامة قدرا من الحقوق يتناسب مع مقدار الوعى الذى وصلوا أليه .
وقد أرضت هذه التشريعات طبقة التجار إلى حد كبير ولكنها لم تحل فى
الواقع كل المشاكل التى كان يعانى منها طبقة العامة ،ولم ترضى الطبقة
الرستقراطية القديمة من ملك الراضى بالدستور الذى انقص من
امتيازاتها القديمة .وقد أدى هذا الوضع إلى انقسام فى المجتمع الثنى
واخذ صورة أحزاب ثلثة سميت بحسب الماكن التى يقيم فيها سكان اتيكة
وهى :حزب الجبل حث يوجد الفقراء والرعاه ،وحزب السهل حيث
المتشددون من الطبقة الرستقراطية ،وحزب الساحل حث يوجد التجار
،وانتهى هذا النقسام إلى صراع بين الحزاب الثلث انتهى بانتصار حزب
الجبل الذى كان يتزعمه شاب اسمه بيزستراتوس اصبح حاكما لثينا حوالى
عام 545ق.م).(2
الدستور الذى وضعه كليسثينيس والذي بدأ العمل به فى 503ـ 502ق.م مثل حل لبعض
مشاكل المجتمع الثينى و أول أركان هذا الدستور هو إعادة تقسيم المجتمع الثينى إلى قبائل) (2من
نوع جديد تقوم على أساس مكانى لتصبح قاعدة للتنظيم الداري وللحقوق السياسية بدل من التقسيم
القديم الذى كان يقوم على رابطة القرابة أو الدم .كانت اتيكة مقسمة إلى أربعة قبائل كل منها مقسم
إلى عشائر تضم كل واحدة عدد من السر وكان ذلك يعطى الرستقراطيين قبضة حديدية على
الجهاز الداري والذى كان أساسا لحقوق المواطنة يقصى عنها كل من لينتمى بحكم المولد إلى
هذه القبائل أو إلى تقسيماتها .
أعاد كليسثينيس تقسيم اتيكة إلى عشرة قبائل أساس كل منها هو المكان وكل قبيلة
phylمقسمة إلى ثلثة أقسام يدعى الواحد منها الثلث trittysموزعة بين أقسام اتيكة الطبيعية وكل
من هذه القسام مقسم إلى عدد من الحياء تترواح مساحته من قسم لخر حسب المساحة الكلية
للقسم .وقد جعل كليسثينيس عضوية الحى أساسا للمواطنة وللحقوق السياسية المترتبة عليها ،
وجعل هذه الحياء أساسا للتنظيم الداري وبذلك قضى على التكتل الطائفي الذى يؤدى إلى ظهور
الحزاب المتناحرة .
أهم انعكاس للرابطة المكانية الجديدة التى حلت محل رابطة الدم القديمة
ظهر فى التنظيم الجديد لدستور كليسثينيس وهو مجلس الشورى وهو
المجلس الذى رأيناه يبرز ضمن تشريعات سولون وكان هذا المجلس مكوم
)(1
،أعيد تنظيمه الن ليصبح عدده من أربعمائة عضو ،مائة عن كل قبيلة
خمسمائة عضو خمسين عن كل قبيلة من القبائل الجديدة ،وحددت مدة
العضوية بسنة واحدة ،وعدد المرات التى يمكن للثينى فيها أن يصبح
عضوا فى هذا المجلس مرتين فى الحياة .وكانت سلطة هذا المجلس من
ثم الناحية التشريعية هى تحضير وتنظيم القتراحات ومشروعات القوانين
تقديمها إلى الجمعية الشعبية لتناقشها ثم تصدر القوانين على أساسها .
اااا ااااااا:
تعتبر اتيكة من حيث المناخ اجف أقاليم بلد اليونان .ومعدل المطر
السنوى ضئيل والتربة فقيرة وغير خصبة بوجه عام .وإذا كانت مثل هذه
الظروف ملئمة لزراعة الزيتون والكروم على نطاق واسع على السهول ،
فهى غير ملئمة لزراعة الحبوب وبخاصة القمح إل على نطلق ل يكفى
لحاجة السكان).(1
أدى إلى افتقار تربة اتيكا تقطيع الغابججات وانحبججاس المطججار وسججرعة
اكتساح فيضانات الشججتاء للطبقججة الخصججبة السججطحية ولججم يججدخر الفلحججون
جهججدهم للتغلججب علججى ذلججك فكججانوا يججدخرون المججاء فججى خزانججات ويقيمججون
الجسور حول المجارى المائية للسيطرة علججى فيضججانها ويمججدونها بالسججمدة
اللزمة لستصلحها).(2
كانت البلد تحرم تصدير التين تحريما باتا ،لنه من مصادر القوة
والنشاط لهل البلد .وشجرة التين تنمو وتترعرع حتى فى التربة الجدباء
فجذورها الكثيرة النتشار تمتص كل ما عساه أن يوجد من ماء فى التربة ،
وأوراقها القليلة تساعد على عدم تبخر الماء منها .وقد تعلم زارع التين من
بلد الشرق سر إنضاج ثماره بالتلقيح .وكانت هذه الغلت من الحبوب
والتين والعنب والنبيذ أهم الماد الغذائية فى اتيكا .
ااااااا :
كانت ارض اتيكا تنتج من المعادن والوقود كما تنتج الطعام .ولم
يكن الغرض من التعدين فى بلد اليونان الحصول على الوقود ،بل كان
غرضه استخراج المعادن ،وكانت ارض اتيكا غنية بالرخام ،والحديد
والخارصين ،والفضة،والرصاص).(1
كان فى اتيكا غير ذلك عدد من الصناعات غير المجهدة وهى أن
كانت صغيرة فى حجمها شديدة التخصص فى نوعها ،فقد كانت تستخرج
الرخام وغيرة من الحجارة من محاجرها وتصنع آلف من أشكال النية
الخزفية وكانت تدبغ الجلود وكان هناك صانعوا العربات وببناء السفن
وصانعوا السروج وعدد الخيل والحذاء ون ،والمشتغلين بحرف البناء
النجارون ،وصانعوا القوالب ،وقاطعوا الحجار ومصورون وطالون للجدران
والخشاب وكان فيها حدادون ،وصانعو السيوف والدروع والمصابيح
والقيثارات ،والطحانون والخبازون ،والوزانون والسماكون وغيرهم الكثير .
والمنسوجات العدية كانت ل تزال تنسج فى المنازل ،فالنساء كن ينسجن
ويصلحن ثياب السرة وفراشها ،ومنهن من كن يمشطن الصوف أو يدرن
عجلة الغزل ،ومنهن من يتعهدن النوال ومن ينحنين أمام التطريز).(1
ااااااا:
كانت ثانى مشاكل التجارة هى العثور على واسطة للتبادل يثق بها
الناس ،فقد كان لكل مدينة نظامها الخاص فى الموازين والمقاييس
وعملتها التى ل تشاركها فيها أى مدينة أخرى.
عرفت أثينا إلى جانب التجارة الداخلية التى تتم بين دول شبة
الجزيرة اليونانية ،تجارة التجزئة فى السوق الثينية حيث كان لكل سلعة
مستورد رئيسى يتم من خلله توزيع تلك السلعة فى السوق عبر تجار أقل
ذو رأس مال تجارى بسيط ،على أن يتم محاسبة صاحب السلعة أو
)(1
محتكرها بالسعار التى يحددها مسبقا.
اااااا اااااااااا:
قام المشرع الثينى سولون بتقسيم المجتمع الثينى إلى أربع طبقات
وفقا لمقدار الثروة التى تتملكها كل طبقة:
كان المواطن الثينى وخاصة الثينى متوسط القامة قوى البنية ملتح،
بيد أنه لم يكن وسيما إلى الحد الذى صوره الفن اليونانى ،شعره طويل
أسود اللون أما اللون الشقر فقد كان نادرا ،إل أنه عرف تقصير الشعر بعد
معرفته باللعاب الوليمبية ،كما عرف حلقة الشارب واللحية بعد
السكندر).(2
أما النساء فكن رشيقات الجسم بارعات الجمال لكنهن ل يفقن نساء
الشرق جمال ،شعورهن طويل أسود اللون مما دفع الكثيرات منهم لصباغة
شعرهن ليبدوا أشقرا للفت أنظار الرجال ،ويدهن رؤوسهن بالزيت ليساعد
على نموه ،وعرفن تصفيف الشعر منذ القرن الخامس ق.م ،ولكل سيدة
راقية عدد كبير من المرايا والمشاط وقنينات العطور ،وأدوات التزين).(3
عرف الرجال التزين بالحلى ،حيث ارتدى الرجل عدة خواتم فى
يديه ،وكانت عصاه تنتهى فى أعلها بالفضة أو الذهب ،بينما تحلت النساء
بالقلئد والساور والقراط ودبابيس الصدر ،ومشابك الشعر المحلة
بالجواهر.
اااااا:
كما كان والد العروس يقوم بإعداد ثيابها وجواهرها وشراء العبيد التى
تحتاج إليها فى منزلها الجديد ،وإذا لم يستطع والد العروس تحمل تلك
النفقات أجتمع أقاربها وتكاتفوا ليمدوها بما يلزمها من مال يساعدها على
إتمام الزواج.
بعد التفاق على المؤخر والمهر تتم الخطبة فى بيت والد العروس،
ويحضر هذه الخطبة شهود ،وربما ل تحضر العروس بنفسها ،فإذا لم تعلن
الخطبة رسميا ،ل يعترف القانون بإتمام الزواج ،وتقام بعد الخطبة بأيام
وليمة يحضرها العروسان وأقاربهما ،حيث يأكل الجميع ويحتسون الخمر ،ثم
يصطحب الزوج زوجته إلى عربة تقلها إلى منزلها الجديد بصحبة الموسيقى
وأناشيد الزواج ،وتستقبل العروس فى بيتها الجديد استقبال دينيا حيث تدخل
(1)1المؤلف نفسه ،المرجع السابق ،ص 113
20
فى عبادة أسرة الزوج ،ولم يكن للكهنة دور فى هذه المراسم ،حيث يقوم
والد العريس بمقام الكاهن ،ويتسلم الزوج بعد ذلك مهام الكاهن داخل بيته
الجديد).(1
كان الزنا يؤدى إلى الطلق ،وكان القانون يعاقب الزانية والزانى بالعدام،
وكان يحق للرجل أن يطلق زوجته وأن يخرجها من بيته دون إبداء السباب،
وكان عقم الزوجة سببا كافيا للطلق ،ولم يكن يباح للزوجة أن تترك زوجها
متى شاءت ،ولكن كان بوسعها طلب الطلق إذا قسا عليها زوجها ،وكان
الطلق يباح أيضا إذا أرتضى الطرفان )الزوج والزوجة(.
ااااااا:
وربما يتجاوز هذا السن إذا كان من أبناء الغنياء الذين كان فى استطاعتهم
أيضا توفير معلم خاص لبنائهم).(1
أما البنات فلم يكن لهن حظ فى التعليم خارج المنزل اليونانى ،إل
البنات فى "إسبرطة" حيث كن يتدربن على اللعاب الرياضية خارج المنزل،
وأقتصر التعليم بالمنزل على الشئون المنزلية ،وكانت أمهاتهن من يقمن
بتعليمهن القراءة والكتابة والحساب ،والغزل والنسج والتطريز ،والغناء
والرقص والعزف على اللت الموسيقية.
أما التعليم العالى فكان يقتصر على مجالت بعينها كفن الخطابة
والفلسفة والتاريخ والعلوم الطبيعية ،حيث كان مدرس تلك العلوم يتلقى
أجرا ويقوم بتأجير قاعات خاصة لهذا الغرض بالقرب من الساحات
الرياضية العامة ،وكان أنباء الغنياء وحدهم هم من يستطيعون أن يتكبدوا
التكاليف الباهظة لهذا التعلم.
اااا اا ااااا:
ازدهرت مدينة أثينا في القرن الخامس ،وكانت تفد إليها كل تيارات الدب
والفن والمعرفة ،وفي عبارة لبركليس رجل السياسة الشججهير يقججول فيهججا "
أصبحت أثينا مدرسة هيلس "
ول يوجد في التاريخ ما يعادل الثروة و العبقرية التى أنتجتهما أثينا في
هذا القرن حيث يعتبر الفن في أثينا فن إنساني أو فن دينى ،وهذه الصفة
تظل صادقة علي هذا الفن لنه يعالج مواضيع متعلقة باللهة وبالدين وفي
23
أي موضوع آخر نجد الفن اليوناني يتخذ النسان محور أساسيا يدور حوله
يعتنى بحاجته ويعالج رغباته وتطلعاته ويصور أدق تفاصيل جسمه وحركاته
من أهم هذه الفنون هو فن العمارة وفن انحت والن سوف أقوم بشرح كل
فن على حده.
اااا اا ااااااا:
كان الكروبوليس يطل علي جميع المباني في المدينة والتي تبدأ في
تدرج يبدأ بالمساكن المتواضعة ثم لمنشآت العامة كالسواق والمسارح
تعلوها جميعا المعابد الدينية .
ااااااا “ : ”Agora
يطلق لفظ الجورا علي السوق الثينية وكان السوق في أثينا يعتبر
مكانا عاما يتركز فيه النشاط السياسي والتجاري والجتماعي .قبل عصر
"سولون" كانت الجورا تقع إلي الغرب من الكروبول بين الديوباجوسو
"مكان اجتماع الكليزيا" .غير أن نمو أثينا فضل عن شبكة البنيكس
القنوات الجوفية اقتضى مكان أوسع وهكذا نجد أن الجورا أصبحت تقع إلي
)(3
الشمال من الكروبول.
والمنطقة التي أقيم فيها الجور كانت جبانة لدفن الموتى علي مدي
ألف عام حتى عهد "سولون "حتى عام 600ق.م تم اقتطاع مساحة
فسيحة من هذه الجبانة وأزال ما بها من مباني وبعد أن سويت أرضها
أنشئت فوقها مباني مدينة خاصة علي الجانب الغربي إلى أن أقيمت بعدها
المباني العامة للعصر الكلسيكي.
وأخذ اسمه من موكب " البانابينايا" الذي كان يقطعة منطلقا من البوابة
المزدوجة "دبيليون" حتى الكروبول .وكانت تقام الصلوات للله "أبوللو"
في معبد صغير غربي الجورا بوصفة اللة لبوي لثينا ،إذ هو والد "أيون"
الذي أسبغ اسمه علي الفرع اليوني من الشعب الغريقي الذي ينتمى إليه
الثينيون .وتنتهي المباني علي الجانب الغربي بالرواق الملكي وكان مقرا
)(1
لعمل الرخون.
ااااااا :
من أهم الثار المعمارية عند الغريق جميعا هي المعابد ،والمعابد في
أثينا تعتبر من أهم الفنون المعمارية علي الطلق ،والمعبد عبارة عن
مساحة مقدسة أطلق عليها الغريق كلمة " تيمنيوس " Temenosوكانت
هذه الكلمة تعني في الفترة الهوميرية " المنطقة الملكية " ولكنها اكتسبت
معني جديدا بعد الغزو الدوري فأصبحت تعني " مجال الله " وكان يحيط
بالمعبد سياج خشبي أو مجري تتخلله البوابات ذات العمدة لتؤدي إلى
" وعند مدخل هذه الردهة يوجد عمودين ثججم بعججد ذلججك نصججل إلججى pronaos
الصالة المامية للمعبد وتسججمى" "cella, naosقجرب نهايجة هججذه الصججالة يوجججد
تمثال الله .وخلف المعبد كانت تضاف ردهة مفتوحة لحججداث التججوازن فججي
مخطط المعبد وتعرف باسم pisthodomusوقد تكون مغلقة تستخدم كمخججزن
للشياء الثمينة الخاصة بالمعبد .
وقد يكون أمام مدخل المعبد صججف مججن العمججدة يسججمى prostyleوقججد
تكون هذه العمدة عددها أربعة فتسمى tetra style prostyleوقججد تكججون سججتة
فتسججمى Hexa style prostyleوقججد تكججون ثمانيججة octastyleوقججد تكججون عشججرة
)(2
فتسمى .Decastyle
في المعبد اليوناني ذو الطراز الدوري يقام المعبد على قاعججدة تتكججون
)(3
من ثلث درجات تسمى crepisوأهم ما يميز الطراز الدوري
-1أن البدن shaftيقام مباشرة فوق ال crepisأي انه ل يوجد قاعججدة خاصججة
به
-2البدن يتكجون مجن كتلججة حجريجة واحجدة أو مجن مجموعججة كتججل أسججطوانية
الشكل تسمى . Drums
-3بعد عملية تركيب ال Drumsتنحججت العمججدة بقنججوات flutesوتتشججكل حججول
العمود يفصلها عن بعضها البعض حافة حادة تسمى arrisوعدد القنججوات 20
قناة .
-4أما عن حجم العمود فنجده يتسع بالتجاه إلى اسفل ويضيق بالتجاه إلى
أعلى.
ااااا : Capital
يتكون من جزئين -:هما Abacus -Echinus
جزأين ؛وترتكز هذه القاعدة بجزأيها على قاعدة أخرى مربعة و تقججع بججدورها
فوق الدرجة العليا من درجات ال . crepis
أما عججن بججدن العمججود فنحتججت بججه قنججوات flutesمثججل العمججود الججدورى مججع
الختلف في التقاء هذه القنججوات حيججث تلتقججي فججي اليججونى وكأنهججا شججريط
متمججوج وتسججمى . filletبججدن العمججود اليججوني مثججل الججدوري ،ولكججن العمججود
اليونى فيضيق بالتجاه إلى أعلى ويتسع بالتجاه إلى أسفل أيضا .
ااااا:
مكون مججن ثلثججة أجججزاء منفصججلة توضججع فججوق بعضججها :الولججى spiral
يشججبه اليججونى فججي القاعججدة والبججدن .أمججا التججاج الكورنججثي يتكججون مججن
) Echinus ,Abacus .(1يحتوى على صفين من ورق Echinus
والن سوف نأخذ مثالين من أروع المثلة على المعابد في أثينا وهما:
معبد البارثنون جج ومعبد الرخيثوم .
أما العمال النحتية في هذا المعبد فكانت مججن صججنع فيججدياس وزملئه
من مهرة الصناع ) .(2وقد انتهى من أعماله النحتية في عام 432ق.م.
wallقصيرة.
(1)1منى الشحات ،المرجع السابق،ص 49
(1)2و.ج.دى بورج،تراث العالم القديم،ترجمة زكى سوس واخرون،القاهرة،1965،ص 161
(2)3عبد اللطيف احمد،المرجع السابق،ص ص 79-78
29
على امتداد طول المعبد كججان هنججاك سججبعة عشججرة عمججودا علججى كججل
جانب من جانبيه الطويلين وإذا كان هناك ثمانية أعمدة علججى امتججداد عججرض
المعبد في كل من واجهة المعبد وخلفيته.
وتعد البارثنون عمل فنيا باهرا يكشف عن مهجارة تجثير الدهشجة إذ لجم
)(1
يستعمل فيه الملط"المونة" قط.
كان معبد البارثنون يرتفع فوق مصججطبة مسججطحة علججى الرض بثلث
درجات ترتكز العمدة على الدرجة العليا مباشرة بدون قاعدة للعمود فتبعد
العمدة كأنها قطعة واحدة مع الرخام مع الركيزة وكان العمججود مكججون مججن
طبلت رخاميججة أسججطوانية الشججكل ،ونحججت فججي سججطح العمججود الخججارجى
عشرون أخدودا ً طوليججا تمتججد مججن أسججفل العمججود وحججتى قمتججه وتججؤدي هججذه
الخاديد عرضا مزدوجا ً فهى تلقى ظلل ً على بججدن العمججود حسججب اتجاهججات
الضوء المختلفة بما يوحى باستدارته ،كما تضفي طابعا جماليا بتججوفير جملججة
من الخطوط الرشيقة التي تريح العين.
ويوجد في هذا المعبد قطاع يعتمد على استخدام اللججون فججي الجججزاء
التي تعلو العتب وقد ذكر موريججاس أن الججتريجليف كججانت تطلججى بطلء أزرق
قاتم ،وبعض أجزاء الحليات باللون الحمر ،بينما تترك الجزاء المنحوتججة مججن
الميتوبات بيضاء على لونها مع طلء خلفيتها.
أمججا الزخججارف النحتيججة الججتي نفججذها فيججدياس مججن الخججارج حيججث ال
Architraveالدورى يعلوه إفريز دورى معتججاد أي توجججد بججه Triglyphs , Metopes
والخيرة عددها 92لوحة نفذت عليها المنحوتات في نحت بجارز ،وقججد نحتججت
هججذه اللوحججات أول ً ثججم وضججعت بعججد ذلججك بيججن الج ج Triglyphsوالموضججوعات
المنفذة على الواجهة الشرقية تصور معارك اللهة والعمالقة ،بينما الواجهججة
الغربيججة تصججور معججارك المازونججات Amazonsالثينيججن ،أمججا الجججانب الجنججوبي
فيصور عليه صراع centaursالكنتور مع اللبثيس .(1) Lopiths
أما مهنججدس الرخججثيوم فهججو غيججر معججروف ويبججدو أنججه نفججس مهنججدس
البروبيلت قد يظهر ذلك من حلول بعض المشاكل المعمارية في الرخججثيوم
والمشابه لتلك الموجودة فججي الججبروبيلى ومججن المحتمججل أن يكججون النحججات
والمعماري الشهير callimachusع طرز التيجان الكورنيش أما متي بنججي هججذا
المعبد فهو أمر غير محدد بالضبط ,ويبدو أن عام 421ق.م كان بداية بنججائه
وقد أكتمل بنائه حوالي علم 405ق.م.
وقد وقع اختيارهم على هذا المكان لنججه المكججان التقليججدي الجذي أقجام
فيه مليكهم أرخثييوس والذي ذكره الشججاعر هججوميروس بقججوله "قلعججة أثينججا
الجميلججة مملكججة أرخججثيوس الشجججاع الجسججور الججذي أرضججعته أثينججا ابنججة رب
الرباب زيوس بعد أن أنشق من بطن أمه الرض التي تمنحنا الحب والثمرة
ثم وهبته مقرا لمدينة أثينا في رحاب معبدها وهيكلهججا الخججاص الججذي يضججيء
بالثراء فظل في هذا المكان المقدس حيث يعبججده البنججاء مججن سججللة أثينججا"
وكان هذا الموقع أيضا موقع أسطورى التقت فيه الربة أثينا واللة بوسيدون
)(1
لقتسام ملكية بلد أتيكا وأمجاد مدينة أثينا.
وهن يحملن فوق رؤوسهن ما تهبه لهن كاهنة الرب أثينججا ,ودائمججا يصججورون
وفوق رؤوسججهن تيجججان العمججدة أو الجج Echinusمججن خججزف بزخرفججة البيضججة
والسهم .
1
33
جسم المججرأة بكججل تفاصججيله هججذا الشججيء نفسججه اتبعججه اليونججان فججي نحتهججم
)(2
لشخاص اللة فيما عدا اللة أفر وديتى.
وتميز فن النحت أيضا بالتعبير الصريح في تصوير الواقع اليوناني دون
أن يحججاول الفنججان الختبججاء وراء الرمججز فججي تصججوير مججا يججراه أو مججا يعتقججده
المجتمع حتى إذا كان يشير ذلك إلى انحراف .
ويتداخل فن النحت مع العمارة ليصل في بعض الحيان إلى حد التكامل بين
الفنججانين اليونججان يملؤن المسججاحات الججتي توجججد فججي الفنيججن ,
مسججتدير يمثججل أعيججاد الجمججالون والفريججز وغيرهججا بنحججت بججارز أو
اليونانيون وأساطيرهم وآلهتهم وأبطالهم وقصصهم .
ومع بداية القرن السادس ق.م تطججور فججن النحججت وفججي تلججك الفججترة
أصبح فن النحت يتبججع نمججط النحججت المصججري بشججكل تججام وقججد اسججتمر هججذا
) 480ق.م ( حججتى نهايججة التجاه مججن نهايججة الحججرب الفارسججية اليونانيججة
القرن الخامس ق.م وقد بقيت النمطية المثالية فججي هججذه المرحلججة ظججاهرة
في جانبين هما البتعاد عن إبراز شخص بعينه أو انفعال بعينة ,ثم بعججد ذلججك
يأتي القرن الرابع فنجد في هججذا القججرن يحتفظججون بالمسججتوى الفنججي الججذي
حققه فنانو القرن السابق ولكنهم ل يزيدون عليه ولكنهم يسيرون في اتجاه
جديد يميز أعمالهم الفنية في ردة فعل واضججحة لحالججة تخلخججل النظججام فججي
دولة المدينة التي مرت بها بلد اليونان في تلك الفترة ,وقد تمثل ذلك فججي
معنى واحد هو الفردية ,حيث أن الفنان لم يقدم عمل نمطيججا مثاليججا مجججردا
يرمز إلى قيمة عامة في المجتمع وإنما أصججبح يقججدم تماثيججل تظهججر الملمججح
الشخصية لموضوعات هذه التماثيل .
Myron اااااا
وهو مجن أشجهر النحجاتين فجي أثينجا فجي العصجر الكلسجيكي الجذهبي "
النصف الثانى " من القرن الخامس ق.م وقبل ميرون توصل الفن الغريقي
(1)2لطفى عبد الوهاب ،المرجع السابق،ص ص .280-278
34
إلى تصوير الحركة بأسلوبين الول يمثل الجسم وهو يسهم بالندفاع والثاني
يمثل الجسم أثناء اندفاعية بالفعل .
ثم جاء ميرون ومزج الواقع بالخيال والحركة بالسججكون ومثججال علججى
ذلك تمثال “رامي القرص “ وهو مججن أشججهر التماثيججل لهججذا النحججات :وهججو
تمثال لشاب يتهيأ لرمجي القجرص ويلتفجت برأسجه وجسججمه فجي التججواء غيجر
مألوف بعد ومع ذلك جاء منسقا ليكشف لنا أنه إذا كانت الملحظة الواقعيججة
تمد الفنان دائما بالعناصر الجوهرية اللزمة فإن فكرة المبدع تعيججد صججياغتها
)(1
إلى ما يجاوز الواقع.
ويوجججد تمثجال آخجر لميجرون وهججو نسججخة رومانيجة لمرسججياس وقججد بجدا
مذعورا قبل سلخة بعد ما خسر في المنافسججة الججتي تمججت بينججه وبيججن اللججة
أبوللو في العزف على الناي .ويكشف لنا ميرون في تمثالي رامي القرص
و مارسياس عن ولعه الشديد بوضوح الجسم الجديد المر الججذي كججان يميججز
العصر الكلسيكي .
اااااااا :Pheidias
من أشهر وأعظم نحججاتي العصججر الكلسججيكي علججى الطلق ,فقججد أصججدر
)(2
بركليس قرارا بتبعيته مشرفا عاما على كافة أوجه النشاط الفني.
ومن أبرز أعمال فيدياس:
منحوتات معبد البارثنون الرائعة حيث خلق عالما غريبا نابضا بالحياة ,فنجججد
في تلك الرؤوس المذهلة التي قيل أنه نحججت إحججداها بنفسججه فججي الميتججوب
الول من الجانب الجنوبي .
ومن أشهر أعمال فيدياس أيضا هجو تمثجال أثينجا بجارثنوس التمثجال الصجلي
المصنوع من العاج والذهب غير موجود ,ولكن لدينا مستنسججخات عججدة مججن
الرخام ذات أحجام متعددة ,يبدو في إحداها مرتدية ثججوب الببلججوس ويكسججو
صدرها الدرع ,وترتدي خوذة يعلوها أبو الهول المجنح وممسكة الرمح بيججدها
اليسرى المستندة على الججرأس المرتكججزة علججى الرض ويوجججد إلججى جججواره
الثعبان المقدس حول نفسه بينما حط بجسمه فوق يجدها اليمنجى المسجتندة
علججى تمثججال صججغير لربججة النصججر المجنحججة " ليكججس" وكججان وجججه الججترس
الخارجي مزخرفا بنقوش تتناول موضوع القتال بين الغريق والمزونا وجهة
الداخلي تصور الصراع بين اللهة والعمالقة .
ااااااااا :Praxiteles
عاش براكستليس فججي وسججط فنججي حيججث كججان أبيججه نحججات مججن أثينججا
بالضافة إلى وجوده في موطنه الول اليونان كل ذلك جعلججه يمضججي فججي
طريقه على هدى التقاليد التيكية .غير أنه كثيرا ما عمل خججارج أثينججا وتفججرد
بطابع خاص مستمدا موضوعاته من أساطير اللة المتوارثة .وضع فنججه فججي
خدمة العقيدة الدينية .
وأشهر أعمال براكستليس هو تمثال أفروديججتي مججن كينسججوس حيججث
يصورها عارية في وقفة رشيقة تسججتعد للتطهججر وفججق الطقججوس السججائدة و
تهم يدها اليسرى برفع غللة من فوق جججرة ذات زخججارف نباتيججة بديعججة إلججى
جوارها وقد أقيم هذا التمثال فججي معبججد مكشججوف حججتى تتسججنى رؤيتججه مججن
جوانبه الربعة .
ويوجد تمثال له أيضا من أشهر تماثيله وهو أفروديتي من أرل الذي
يعتبر المحاولة الولى لبراكستليس قبل نحته أفروديتي من كينسوس حيث
نلحظ أن الخطوط الدائرية خاصة خط الرداف تبشججر بميلد أفروديججتي مججن
كينسوس ,وتظهر حساسية الفنان أوضججح مججا تكججون فججي قسججمات الججوجه .
ويدل هذا كله على أن الفن الغريقي قد شدته الحقيقة النسانية وبدأ يبتعججد
عن المثل العلى الكلسيكي ويتجلى هججذا التطججور فججي أعمججال براكسججتليس
بوضوح ,وإذا كججان تججأثير براكسججتليس فججي عصججره علججى الفججن عميججق فقججد
انعكس ذلك على كثير من العمال الكبرى والصغرى لجيله والجيال اللحقة
.
ااااا اا اااااا:
36
وكان الممثل وأفراد الجوقة كانوا جميعا يلبسججون جلججد المججاعز فجي
أثناء العرض وكانت الجائزة التي تفوز بها أحسن مجموعة أو أحسن ممثلين
كانت عنترا ,ومن هنا أصبح اسم المسججرحية الججتي مججن هججذا النججوع تراجيججديا
Tragoidiaوهي كلمة يوناني مركبة مججن كلمججتين Tragosبمعنججى العنججتر و oidia
تطور عدد الممثلين من ممثل واحجد إلجى ثلثجة وقجد تتطجور المسجرح
على يد ثلثة من أهم وأشهر الشعراء في المسرح الثينى وهم :
لقد ألف أيسخو لوس حوالي سججبعين مأسججاة وعشججرين ملهججاة كججانت
معينا فياضا للمسرح اليوناني ولكن هذا التراث الضخم الذي وضججعه أيسججخو
لوس لم ينته إلينا منه غير تراجيديات سبع تعد أروع مجا ألجف وهجي مسجتقاة
)(1
وتعتبر مسرحية " الضارعات " من خير من موضوعات اللياذة والوديسة.
ما انتهى إلينا من نماذج تراجيدية صور فيها إيسخولوس أسطورة).(2
وكتب أيضا " الثلثية البروميثيوسية " كتب مسرحية الوديسة أو ثلثية
أوريتيس وهي تتألف من ثلثة مآسي:
مأساة أجا ممنون ،ومأساة حاملت القرابين ،ومأسججاة الصججاخمات أو ربججات
النتقام ولقد كان إيسخولوس رجل ذا شعور ديني عميق يكاد يسمو به إلججى
مرتبة التصوف ،وكان أسلوبه في كتابته فخما ل تبسط فيه وكان هججدفه هججو
أن يرتفع بالسوقة إلى مستواه ول أن يهبط إلى مستواهم ).(3
فيها كعازف موسيقى ،غير أن ضعف صوته حال بينه وبيججن متابعججة التمثيججل،
فتفرغ للكتابة وطور أسلوبه الذي حاكى به إيخولوس إلى السججلوب الجججاف
الذي هجره بعد ذلك حين اكتشف السلوب الملئم للتعبير عججن الشخصججيات
المختلفة ولقد اهتم بالمرأة فكان يصورها على سجيتها عارضا ما هججي عليججه
من عناد وضعف وانفعال في تحليل دقيق ل يتجنى فيه بل يطالع الناس بمججا
عرفوا عنها.
وأروع ما خلف سوفوكليس هو مسرحية " أوديب " وكان أرسطو يعد
مسرحية "أوديب ملكا " المسرحية النموذجية كما كان يعد شخصججية أوديججب
وقد مثلت هذه المسرحية بعد وفاة سوفوكليس بأربع سنوات.
أصبحت الدراما ذات بنججاء واضججح المعججالم علججى يججد سججوفوكليس ،لهججا
تصججدير ثججم العججرض أو السججتعراض ثججم المججدخل الغنججائي أو أغنيججة الججدخول
للكورس ثم الفصول أو الحلقات أو المشاهد الحوارية الثلثة يتخللها أناشيد
الجوقة ثم خاتمة تؤديهججا الجوقججة الغنائيججة وعنججدما حججذف دور الكججورس فججي
عهود لحقة أدى ذلك إلى المسرحيات ذات الفصول الخمسة.
ااااااا:
في القرن الخامس قبل الميلد عرفت أثينا الشكال الولى للكوميديا
فهي شكلين متميزين -:ظهر أولهما في صجقلية علججى يججد إبيكججارموس الججذي
يعد المؤلف الوحيد لهذا الشكل القائم على التمثيل الفردي الذي ل يتضججمن
مجموعة الكورس ،وقد تحول هذا الشكل إلى ما يعرف " بالبانتوميم ".
40
أما الشكل الثاني فلقد ظهر فججي أثينججا ،فهججذا الشججكل يضججم الكججورس
التي في الداء بدور ل يقل عن الدور الذي يؤديه الممثلون المنفردون).(1
وهججذا التطججور لبججد وأنججه قججد نشججأ عنججدما أصججبح تقججديم المسججرحيات
الكوميدية له خطورته في المهرجان الديونيسي للمدينة العظيمججة فججي عججام
486ق.م ،ولججم يحمججل أريسججتوفانيس علجى التوصججيات البججارزة فجي الحيججاة
العامة فحسب وإنما حمل الناس العاديين يطججالعهم بالمآخججذ علججى سججلوكهم
فيصفهم بأنهم مشاغبون سذج متقلبون).(3
ااااااااا:
كتب ميناندر أكثر من مائة كوميديا خلل ما يقججرب مججن ثلثججة وثلثيججن
عاما وأفضل مسججرحياته الججتي بقججى جججزء منهججا إلججى اليججوم هججى مسججرحية "
التحكيم " ويتجلى أثججر أوربيججديس فججى أعمججال مينانججدر مججن حيججث السججلوب
لمعالجة العمل المسرحى ،فقججد كججان أوربيججديس يهبججط مججن عليججائه ويجعججل
جوهر الموضوع مما جرى على الرض في الحياة النسانية.
وكانت الحبكة المسرحية عند ميناندر على جانب كبير من الرتابة ,غير
أن مسرحياته كانت تتنوع بتنوع صفات الشخاص فيهججا ،وكججثيرا ً مججا خججالفت
شخصياته بعضها البعض وانفردت كل منها بملمح ذاتيججة حيججة ،ومججن السججهل
علينا أن نتبين مما تبقى من مسرحياته أن ميناندر كان أكثر دقة وأرفع شججأنا
من بلتوس وأوقر من تيرينتيوس ,وكما صور ميناندر تلميذه نمججاذج متنوعججة
من حياة أهالي أثينا ،نجدهم أيضا قد خلقوا بعض الشججخوص الجتي تعججبر عجن
أساطير البطولة ،ويحدثنا بوزانياس عن تمثال لميناندر بمسرح ديونيسججيوس
بأثينا.
الربة أثينـا:
ربة "الذكاء والفطنة" ،كما عبدت أحيانا بوصفها ربة "الحرب" التى
تقود المحاربين إلى النصر ،إلى جانب وصفها بربة " السلم وملهمة
الفنون" ،تختلف عن آريس بوصفها ربة للحروب التى تعتمد على خطط
ومهارات عسكرية ،بينما الخر بوصفه ربا للحروب الهمجية).(1
شعر زيوس بألم رهيب فى رأسه ،مما أثار عطف أبنه هيفايستوس
الذى قام بشج رأس أبيه ليخفف عنه هذا اللم ،وخرج من رأسه المعبودة
أثينا شابة يافعة رائعة الجمال بعد أن استحوذت على الحكمة من أمها
ورأس أبيها).(2
(1)1فايز يوسف محمد ،إطللة على ديانة وآثار الغريق والرومان) ،القاهرة 1997م( ص 44
(2)2ثروت عكاشة،المرجع السلبق ،ص 66
(2)3المؤلف نفسه ،المرجع السابق ،ص 67
43
صورت فى هيئة سيدة جميلة تظهر عليها ملمح النبل والقوة والجلل
وترتدى خوذة على رأسها وتمسك بالرمح فى إحدى يديها وبرمز النصر فى
اليد الخرى ،وترتدى رداًء طويل مزخرف بثعابين عند حافته السفلية.