Professional Documents
Culture Documents
قصيدة المتنبي
((الخيل والليل))
واحـر قلبـاه ممـن قلبـه شـبـم " " ومن بجسمي وحالـي عنـده
سقم
ما لي أكتم حبا قـد بـرى جسـدي " " وتدعي حب سيـف الدولـة
األمـم
إن كـان يجمعنـا حـب لغـرتـه " " فليـت أنـا بقـدر الحـب نقتـسـم
يا أعدل النـاس إال فـي معاملتـي " " فيك الخصام و أنت الخصم
والحكـم
أعيذهـا نظـرات منـك صـادقـة " " أن تحسب الشحم فيمـن شحمـه
ورم
انا الذي نظـر األعمـى إلـى ادبـي " " و أسمعت كلماتي مـن بـه
صمـم
انام ملء جفونـي عـن شواردهـا " " ويسهر الخلـق جراهـا و
يختصـم
يـا مـن يعـز علينـا ان نفارقهـم " " وجداننا كـل شـيء بعدكـم عـدم
**************************
حياة الشاعر
هو أبو الطيب أحمد بن الحسين الجعفي ,ولد في مدينه الكوفة (في العراق)
,في محله كنده سنه 303هجريه [519م].
كان واسع اإلطالع بالعربية شعراً ونثرا .عاش طفولته في زمن مضطرب
في نهاية الخالفة العباسية .وإذا كان المتنبي قد عاش فترة انهيار الحضارة
العربية اإلسالمية فقد جعله ذلك يسعى إلنقاذ روح هذه الحضارة ومن
خالل شعره .أعتقل وأودع السجن في العام 333هـ [539م] حين أتهم
بإدعاء النبوة بسبب أبيات قالها ثم أطلق سراحه أثر تدخل أحد األمراء.
تزوج في العام 335هـ[590م] على األرجح من شامية أنجب منها ولده
الوحيد محسد .أستمر باالنتقال بين الشام ومرر إلى أن أستقر به المقام في
حلب عند أميرها سيف الدولة الحمداني الذي جعله شاعره المفضل سجل
مفاخر ومعارك هذا القائد العربي إلى أن أوقع الحاسدون بينه وبين سيف
الدولة فسافر المتنبي وقلبه مليء باألسى عام 393هـ[599م] إلى دمشق ثم
إلى مرر حيث أترل بحاكمها كافور اإلخشيدي .ولما لم يجد عند كافور
المكانة التي تليق به والتي وعد بها رحل هاربا من مرر إلى نجد ثم إلى
الكوفة التي بلغها في 391هـ [533م].توجه بعد ذلك إلى بغداد ومنها سافر
إلى بالد فارس حيث ورل أرجان بشيراز في عام 399هـ [539م] حيث
مدح عضد الدولة البويهي الذي أجزل العطاء اليه .توجه في نفس العام إلى
بغداد ثم منها إلى الكوفة حيث قتل في الطريق إليها عند دير العاقول على
يد أقارب رجل يدعى ضبة كان المتنبي قد هجاه .قتل مع المتنبي أبنه
المحسد وكل من كان معه من خدم ومرافقين وتناثرت كتبه وأوراقه وبينها
ديوان أبي تمام شاعر المتنبي المفضل.
.1واسع الثقافة.
.3فارس طموح.
.3قوي الشخرية.
.9حريص على كرامته.
.9معتز بنفسه.
.3اشتهر بفن الفخر.
*********************************
الخصائص الفنية ألسلوب المتنبي:
-1قوة األلفاظ وجزالة العبارة.
-3روعة الرور ومزج األفكار.
-3عمق المعاني وترابطها.
-9االعتماد على التحليل والتعليل.
-9االستعانة بالمحسنات غير المتكلفة.
تحليل القصيدة
- 1وا حر قلباه ممن قلبه شيّم ومن بحالي وجسمي عنده سقم
يا لقلبي الذي يحترق من شدة حب سيف الدولة الذي ال ينبض قلبه بالحب ,برغم ما
أقاسي من آالم وما أرابني من علل.
- 3مالي أكتم حبا قد برى جسدي وت ّدعي حب سيف الدولة األمم
وإ ّني ألعجب من استمراري في كتمان حبي الرادق لسيف الدولة ,والذي أضعف
جسمي ,في الوقت الذي يتظاهر بحبه اآلخرون رياء ونفاقا.
- 3إن كان يجمعنا حب لغرته فليت أ ّنا بقدر الحب نقتسم
هو وأعداءه يشتركان فيحب سيف الدولة ,لكن حبه رادق بينما حبهم نفاق ورياء,
كم أتمنى أن كل محب يظفر من رضاه وعطاياه بقدر الحب الرادق الذي يكنه له,
فهو يجزل العطاء لهم ويبخل بالعطاء عليه.
- 9يا أعدل الناس إال ّ في معاملتي فيك الخرام وأنت الخرم والحكم
أيها األمير الذي عرف بالعدل واإلنراف أرجو أن يشملني عدلك وإنرافك وأنت
موضوع النزاع وخرمي في القضية وقد انحزت ألعدائي ,وما حيلتي وأنت
راحب األمر وبيدك الحكم.
- 9أعيدها نظرات منك رادقة أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
أناشد كأن ال يختلط عليك األمر ,فتظن أنّ حب المنافقين رادقا ,وبذلك تكون كمن
ظن أن الورم في جسم اإلنسان سمنة وعالمة قوة.
- 3وما انتفاع أخي الدنيا بناظره إذا استوت عنده األنوار والظلم
وما فائدة العين لإلنسان إذا لم يستطع أن يفرق بين النور والظالم؟ ( أي يجب أن
تميز بيني وبين غيري ممن يبلغ درجتي كما تميز بين النور والظلمة ,فال ينبغي أن
يستويا في عيني اإلنسان المبرر.
- 9أنا الذي نظر األعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به رمم
أن األعمى رغم أنه ال يبرر ولكنه أبرر أدبي ,وكذلك األرم فقد سمع شعري .
وهذا يعني أنّ شعره سار في آفاق البالد واشتهر حتى تحقق عند األعمى واألرم
أدبه ,فرآه األعمى وسمعه األرم.
- 8أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويخترم
أنا أنام ملء جفوني عن شارد الشعر ال أحفل بها ألني أدركها متى شئت بسهولة ,
أما غيري من الشعراء فإنهم يسهرون ألجلها ويتعبون ويخترمون وينازع بعضهم
بعضا على ما يظفرون به منها لعزته
- 5الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم
الليل يعرفني لكثرة سراي فيه ,والخيل تعرفني لتقدمي في ركوبها وفروسيتها ,
والبيداء لمداومتي قطعها واستسهالي رعابها ,والسيف والرمح يشهدان بحذقي في
الضرب بهما ,والقراطيس تشهد إلحاطتي بما فيها ,والقلم عالم بإبداعي فيما أقيده
.
يا من يعز علينا أن فارقهم وجداننا كل شيء بعدكم عدم
أيها األمير الحبيب إنّ فراقكم يرعب ويشق علينا ,وكل شيء بعدكم ال
قيمة له