You are on page 1of 4

‫التنمية المستدامة في المغرب‬

‫‪ :‬االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة‬


‫التزمت المملكة المغربية برفع تحديات القرن الواحد والعشرين من خالل اعتماد التنمية‬
‫المستدامة كمشروع مجتمعي وكنموذج تنموي جديد ومتجدد بفضل التوجهات المتبصرة‬
‫لصاحب الجاللة الملك محمد السادس ‪.‬وقد تكرس هذا االلتزام كخيار استراتيجي منذ سنة‬
‫‪ 1992‬من خالل خطاب صاحب الجاللة بمناسبة انعقاد مؤتمر قمة األرض األول بريو‬
‫البرازيلية عندما كان وليا للعهد آنذاك والذي رسم من خالله "رؤيته للركائز األساسية لبناء‬
‫‪" .‬نموذج مجتمعي جديد‬
‫ومنذ ذلك الحين‪ ,‬تم تفعيل هذا االلتزام بالمبادئ األساسية للتنمية المستدامة من خالل سلسلة‬
‫من اإلصالحات المتتالية بهدف بناء التنمية االقتصادية على أسس صلبة وتحسين الظروف‬
‫االجتماعية وتسريع وتيرة اإلنجازات البيئية عبر اعتماد اإلجراءات الوقائية والعالجية‪,‬‬
‫وهو ما أدى الى اإلشادة بمسار المغرب خالل العشرين سنة الماضية في مجال إرساء‬
‫مشروع مجتمعي مبني على مبادئ التنمية المستدامة من طرف المالحظين الدوليين في هذا‬
‫‪ .‬المجال‬
‫وباإلضافة إلى دستور سنة ‪ 2011‬الذي يزود المغرب بآليات الحكامة الديمقراطية والتي‬
‫تعتبر شرطا لتحقيق التنمية المستدامة‪ ,‬يحدد القانون اإلطار للبيئة والتنمية المستدامة‪,‬‬
‫اإلطار التنظيمي الشامل الذي يجب أن تنخرط فيه السياسات العمومية‪ ,‬بينما تعمل‬
‫االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة ومخطط عملها على تفعيل التوجهات االستراتيجية‬
‫‪ .‬لهاته السياسات من الناحية التقنية‬
‫وتعتبر االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة وثيقة مرجعية استراتيجية تهدف إلى تعزيز‬
‫جميع السياسات العمومية في مجال التنمية المستدامة وتصحيح االختالالت المؤسساتية‬
‫والتنظيمية المرتبط بها‪ .‬وتطمح الحكومة من خالل هذه االستراتيجية إلى تحقيق االنتقال‬
‫‪.‬نحو االقتصاد األخضر والشامل بحلول سنة ‪2030‬‬
‫ورغم أن معظم السياسات تنص على مبدًا االستدامة‪ ,‬فإن تنفيذها على أرض الواقع ال يزال‬
‫غير كاف‪ .‬وعليه ينبغي أن تحدد هذه االستراتيجية الشاملة مسار جميع السياسات العمومية‬
‫وتراجع حكامة التنمية المستدامة وذلك من خالل تحسين قدرات الفاعلين وتجويد اإلطار‬
‫‪.‬التشريعي والمراقبة والتطبيق الفعلي للقوانين‬
‫‪ :‬اهداف التنمية المستدامة‬
‫اعتمدت جميع الدول األعضاء في األمم المتحدة في عام ‪ 2015‬أهداف التنمية المستدامة ‪ ,‬والتي ُتعرف‬
‫أيًض ا باسم األهداف العالمية ‪ ،‬باعتبارها دعوة عالمية للعمل على إنهاء الفقر وحماية الكوكب وضمان‬
‫‪.‬تمتع جميع الناس بالسالم واالزدهار بحلول عام ‪2030‬‬

‫أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر متكاملة أي أنها تدرك أن العمل في مجال ما سيؤثر على النتائج‬
‫‪ :‬في مجاالت أخرى ‪ ،‬وأن التنمية يجب أن توازن بين االستدامة االجتماعية واالقتصادية والبيئية‬

‫القضاء على الفقر‪ -‬القضاء التام على الجوع‪ -‬الصحة الجيدة والرفاه ‪ -‬التعليم الجيد‪-‬‬
‫المساواة بين الجنسين‪ -‬المياه النظيفة والنظافة الصحية‪ -‬طاقة نظيفة وبأسعار معقولة‪-‬‬
‫العمل الالئق ونمو االقتصاد‪ -‬الصناعة واالبتكار والهياكل األساسية‪ -‬الحد من أوجه‬
‫عدم المساواة‪ -‬مدن ومجتمعات محلية مستدامة‪ -‬اإلنتاج واالستهالك المستدام‪ -‬العمل‬
‫المناخي‪ -‬الحياة تحت الماء‪ -‬الحياة في البر‪ -‬السالم والعدل والمؤسسات القوية ‪-‬‬
‫‪.‬الشركات من أجل األهداف‬
‫‪:‬السالم والعدل والمؤسسات القوية‬
‫دون السالم واالستقرار وحقوق اإلنسان والحكم الفعال القائم على سيادة القانون‪ ,‬ال يمكننا أن نأمل في تحقيق‬
‫التنمية المستدامة‪ .‬ولكننا نعيش اليوم في عالم يتسم باالنقسامات على نحو متزايد‪ .‬وبينما تتمتع بعض‬
‫مناطق العالم بمستويات مستدامة من السلم واألمن واالزدهار‪ ،‬تعاني مناطق أخرى دورات ال تنتهي من‬
‫‪.‬الصراع والعنف‪ .‬ولكن الصراعات ليست قدرا حتميا ال مفر منه‪ ،‬بل هي حالة طارئة ال بد من معالجتها‬

‫فالمستويات المرتفعة من العنف المسلح وانعدام األمن لها آثار مدمرة على تنمية البلدان‪ ،‬مما يؤثر على النمو‬
‫االقتصادي وغالبا ما يؤدي إلى مظالم طويلة األمد يمكن أن تستمر ألجيال‪ .‬كما أن العنف الجنسي‬
‫والجريمة واالستغالل والتعذيب يتزايد وينتشر أيضا في حاالت النزاع أو في غياب سيادة القانون‪،‬‬
‫‪.‬ويجب على البلدان اتخاذ التدابير الالزمة لحماية فئات الشعب األكثر تعرضا للخطر‬

‫وعلى الرغم من أن إجمالي عدد سكانها ال يتجاوز ‪ 5‬بالمائة من سكان العالم‪ ،‬كانت المنطقة العربية في العام‬
‫‪ 2014‬موطنا لنحو ‪ 47‬في المائة من مجموع النازحين داخليا‪ ،‬ونحو ‪ 57.5‬في المائة من الالجئين في‬
‫العالم كله‪ .‬وكان معظم هؤالء قد نزحوا قسرا بسبب النزاع والعنف‪ ،‬حيث شهدت المنطقة العربية ما‬
‫يقرب من ‪ 18‬في المائة من صراعات العالم بين عامي ‪ 1948‬و‪ ،2014‬و‪ 45‬في المائة من الهجمات‬
‫اإلرهابية في عام ‪ ،2014‬و‪ 68‬في المائة من الوفيات المرتبطة بالمعارك على المستوى العالمي في‬
‫‪.‬نفس السنة‬

‫وعلى سبيل المثال في ليبيا وسوريا اللتان تشهدان نزاعا ممتدا في السنوات األخيرة‪ ،‬تضاءلت قيمة مؤشر التنمية‬
‫البشرية إلى مستويات سجلت آخر مرة قبل ‪ 15‬عاما‪ .‬وتشير تقديرات أخرى إلى أن سوريا ربما تكون‬
‫‪ .‬قد فقدت أكثر من ‪ 35‬عاما من المكاسب التي تحققت بشق األنفس في مجال التنمية البشرية‬

‫وتسعى أهداف التنمية المستدامة إلى الحد بشكل كبير من جميع أشكال العنف‪ ،‬والعمل مع الحكومات والمجتمعات‬
‫المحلية إليجاد حلول دائمة للصراع وانعدام األمن‪ .‬ويعد تعزيز سيادة القانون وتعزيز حقوق اإلنسان أمر‬
‫أساسي في هذه العملية‪ ،‬يشمل كذلك جهود خفض تدفق األسلحة غير المشروعة وتعزيز مشاركة البلدان‬
‫‪.‬النامية في مؤسسات الحكم العالمية‬

‫‪:‬الشركات من أجل األهداف‬


‫لن يمكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة إال بالتزام قوي بالشراكة والتعاون على المستوى الدولي‪ .‬وفي حين زادت‬
‫المساعدة اإلنمائية الرسمية المقدمة من البلدان المتقدمة بنسبة ‪ 66‬في المائة بين عامي ‪ 2000‬و‪،2014‬‬
‫فإن األزمات اإلنسانية الناجمة عن الصراعات أو الكوارث الطبيعية ال تزال تتطلب المزيد من الموارد‬
‫‪.‬والمعونات المالية‪ .‬كما تحتاج بلدان كثيرة إلى المساعدة اإلنمائية الرسمية لتشجيع النمو والتجارة‬
‫إن العالم اليوم أكثر ترابطا من أي وقت مضى‪ .‬ويعد تحسين فرص الوصول إلى التكنولوجيا والمعرفة وسيلة هامة‬
‫لتبادل األفكار وتعزيز االبتكار‪ .‬كذلك فإن تنسيق السياسات لمساعدة البلدان النامية على إدارة ديونها‪،‬‬
‫‪.‬فضال عن تشجيع االستثمار لصالح أقل البلدان نموا‪ ،‬أمر حيوي لتحقيق النمو والتنمية المستدامين‬

You might also like