You are on page 1of 3

‫نظرة على هرم «ماسلو» للحاجات اإلنسانية‬

‫‪Maslow’s Hierarchy of Needs‬‬


‫من إعــداد‪:‬‬ ‫على الرغم مما ُو ِّجــه لها‬
‫طه عبدالباقي الطوخي‬ ‫مــن انــتــقــادات فــي السنوات‬
‫كاتب ومترجم من مصر‬ ‫األخيرة‪ ،‬فإن اإلملام بنظرية‬
‫هـــرم «مــاســلــو» لــلــحــاجــات‬
‫وقد الحظ ماسلو ‪ ،‬في البداية‪ ،‬أن‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬ومعرفتها‪ ،‬ضمن‬
‫واحدًا فقط في كل مائة من الناس‬
‫يصبح قــادرا على تحقيق ذاتــه‪،‬‬ ‫معارف أخرى طبعا‪ ،‬يمكن أن‬
‫وذلك ألن “مجتمعنا”‪ ،‬كما يوضح‪،‬‬ ‫يساعدنا في فهم وتفسير‪،‬‬
‫يكافئ الــدافــع بالدرجة األولــى‬ ‫والحكم بالتالي‪ ،‬على أفعال‬
‫بناء على احترام الــذات والحب‬
‫واحــتــيــاجــات اجتماعية أخــرى‪.‬‬ ‫وتصرفات وسلوكيات البشر‪،‬‬
‫ويشمل النموذج الهرمي األصلي‬ ‫والدوافع التي تقف وراءها‪،‬‬
‫ذو املراحل الخمس لالحتياجات‬ ‫واعتبار ذلك الفهم والتفسير‬
‫ما يلي‬
‫< االحــتــيــاجــات البيولوجية‬ ‫عند التعامل مع الناس سواء‬
‫والفيزيولوجية‪ :‬الــهــواء‪ ،‬الغذاء‪،‬‬ ‫على املستوى الشخصي أو‬
‫الشراب‪ ،‬املأوى‪ ،‬الدفء‪ ،‬الجنس‪،‬‬ ‫املهني‪.‬‬
‫النوم‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫< احتياجات السالمة واألمــن‬ ‫االحتياجات األهم واألبــرز‪ .‬وعلى‬ ‫وبمجرد تحقيق هذا املستوى‪ ،‬نأتي‬ ‫صاحب هذه النظرية هو عالم‬
‫واألمان‪ :‬الحماية من قوى الطبيعة‬ ‫أيــة حــال‪ ،‬فــإن احتياجات النمو‬ ‫للمستوى الثاني ملا يحفزنا‪ ،‬وهكذا‬ ‫النفس األمريكي الشهير أبراهام‬
‫مثل الرياح والبرد واألمطار وضوء‬ ‫يستمر اإلحساس بها وقد تصبح‬ ‫دواليك‪.‬‬ ‫ماسلو ‪1( Abraham Maslow‬‬
‫الشمس‪ ،‬إلــخ‪ .‬ومــا قد تــؤدي إليه‬ ‫حتى أقوى بمجرد أن يتم االرتباط‬ ‫هذا النموذج ذو املراحل الخمس‬ ‫أبريل ‪ ،1908‬بروكلني‪ )،‬وترجع‬
‫تلك القوى من دمار وأذى‪ ،‬واألمن‪،‬‬ ‫بها‪ .‬ولكن ما إن يتم تلبية احتياجات‬ ‫يمكن تقسيمه إلــى احتياجات‬ ‫شهرته أســاســا إلــى نظريته في‬
‫َََ‬
‫والنظام‪ ،‬والقانون‪ ،‬واالستقرار‪،‬‬ ‫النمو هذه بطريقة معقولة حتى‬ ‫ُمفتقدة واحتياجات نمو‪ُ .‬ويشار‬ ‫تحقيق الذات‪ .‬وهو أوضح في كتابيه‬
‫والتحرر من الخوف‪.‬‬ ‫يصبح الفرد قــادرا على الوصول‬ ‫إلــى االحتياجات األربــعــة األولــى‬ ‫‪ Motivation and Personality‬و‬
‫< احتياجات الحب واالنتماء‪:‬‬ ‫إلى مستوى أعلى يطلق عليه تحقيق‬ ‫كاحتياجات مفتقدة‪ ،‬ويعرف أعلى‬ ‫‪Toward a Psychology of Being‬‬
‫الصداقة‪ ،‬العالقات الحميمة‪،‬‬ ‫الذات‪.‬‬ ‫ويقال‬
‫ِّ‬ ‫مستوى باحتياجات النمو‪.‬‬ ‫أن كــل شــخــص عــنــده هـــرم من‬
‫الثقة والقبول‪َ ،‬م َو َّدة‪ /‬عاطفة األخذ‬ ‫ولكل إنسان الرغبة والقدرة على‬ ‫إن االحتياجات املفتقدة تحفز‬ ‫االحتياجات التي يجب تلبيتها‪.‬‬
‫والعطاء‪ ،‬والحب‪ ،‬واالنتساب‪ :‬كون‬ ‫الصعود ألعلى الهرم نحو مستوى‬ ‫الــنــاس عندما ال يتم تحقيقها‪.‬‬ ‫وتشتمل نظرية مازلو في التحفيز‬
‫الفرد جزءا من جماعة (العائلة‪،‬‬ ‫تحقيق الذات‪ .‬ولكن لسوء الحظ‪،‬‬ ‫وأيضا تصبح الحاجة لتلبية هذه‬ ‫على نــمــوذج طبقي مــن خمسة‬
‫األصدقاء‪ ،‬العمل‪ ،‬إلخ‪.).‬‬ ‫كثيرا ما يتم تعويق اإلنسان بالفشل‬ ‫االحتياجات أق ــوى‪ ،‬وتبقى ملدة‬ ‫احتياجات إنسانية كثيرا ما يتم‬
‫< احتياجات احــتــرام‪ /‬تقدير‬ ‫فــي تحقيق احتياجات املستوى‬ ‫أطــول حتى يتم تلبيتها‪ .‬وكمثال‬ ‫تــصــويــرهــا فــي شــكــل مستويات‬
‫الذات‪:‬‬ ‫األدنــــى‪ .‬فــالــتــجــارب اإلنسانية‬ ‫لذلك‪ :‬حالة بقاء اإلنسان جائعا بال‬ ‫متسلسلة داخل شكل هرمي‪ِّ .‬‬
‫اإلنــجــاز‪ ،‬اإلتــقــان‪ ،‬االستقالل‪،‬‬ ‫والصعوبات التي يمر بها اإلنسان‬ ‫طعام‪.‬‬ ‫أراد ماسلو أن يفهم ما يحفز‬
‫املركز‪ ،‬السيطرة الذاتية‪ ،‬الهيبة‪،‬‬ ‫فــي حياته بما فيها مــن أحــداث‬ ‫وطبقا لنظرية ماسلو ‪ ،‬يجب‬ ‫الناس‪ .‬وهو اعتقد أن لكل إنسان‬
‫احترام الذات‪ ،‬واحترام اآلخرين‪.‬‬ ‫سيئة مثل الطالق أو فقد الوظيفة‪،‬‬ ‫على اإلنسان أن يلبي أوال مستوى‬ ‫مجموعة مــن نظم التحفيز ال‬
‫< احتياجات تحقيق الــذات‪:‬‬ ‫إلخ‪ .‬تسبب للفرد نوعا من التذبذب‬ ‫االح ــت ــي ــاج ــات املــفــتــقــدة قبل‬ ‫عالقة لها بالجوائز أو الرغبات‬
‫إدراك اإلمــكــانــيــات والــقــدرات‬ ‫بني مستويات الهرم‪ .‬ولذلك‪ ،‬ال‬ ‫التقدم ملقابلة مستويات أعلى‬ ‫غير الواعية‪.‬‬
‫وامل ــه ــارات الشخصية الكامنة‬ ‫يتحرك كل الناس من خالل الهرم‬ ‫مــن احتياجات النمو‪ .‬وبمجرد‬ ‫وقـــد أقـــر مــاســلــو بـــأن الــنــاس‬
‫والتحقق منها‪ ،‬تحقيق الــذات‪،‬‬ ‫باتجاه أحادي ثابت‪ ،‬لكن الشخص‬ ‫تلبية حاجة مفتقدة تتالشى هذه‬ ‫مــدفــوعــون إلشــبــاع احتياجات‬
‫السعي للنمو الشخصي‪ ،‬خبرات‬ ‫قد يتقدم أو يتراجع بني األنــواع‬ ‫الحاجة‪ .‬وتصبح أنشطتنا موجهة‬ ‫معينة‪ ،‬وأن بعض هذه االحتياجات‬
‫الذروة‪.‬‬ ‫املختلفة من االحتياجات‪ ،‬نتيجة‬ ‫بــالــعــادة نحو مقابلة مجموعة‬ ‫لها األسبقية على بعضها اآلخر‪،‬‬
‫وكما سبق ِذك ــره‪ ،‬طــرح ماسلو‬ ‫ملا يقابله في الحياة من ظروف‬ ‫االحتياجات التالية التي علينا أن‬ ‫وه ــذا هــو مــا يــحــدد سلوكنا‪ .‬إن‬
‫االحتياجات اإلنسانية مرتبة في‬ ‫مختلفة‪.‬‬ ‫نلبيها‪ .‬وتصبح هــذه بدورها هي‬ ‫أبسط حاجاتنا هو البقاء أحياء‪،‬‬

‫‪ 6‬العدد ‪ 124‬سبتمبر ‪٢٠١٧‬‬


‫وليس على أنفسهم‪.‬‬ ‫وامل ــه ــارات الشخصية الكامنة‬ ‫شكل تسلسل هرمي‪ .‬وطبقا له‪ :‬من‬
‫< إنهم يتمتعون بقدر غير عادي‬ ‫والتحقق منها‪ ،‬والسعي للنمو‬ ‫الصحيح تماما أن اإلنسان يحيا‬
‫من روح الدعابة‪.‬‬ ‫الشخصي وخبرات الذروة‪.‬‬ ‫بالخبز فقط – حني ال يكون هناك‬
‫< إنهم قادرون على النظر للحياة‬ ‫< احتياجات التفوق والسمو‪:‬‬ ‫خبز‪ .‬ولكن‪ ،‬ماذا يحدث لرغبات‬
‫بموضوعية‪.‬‬ ‫مــســاعــدة اآلخ ــري ــن والــوصــول‬ ‫اإلنــســان عندما يــتــوافــر الخبز‬
‫< إن لديهم درجــة عالية من‬ ‫لتحقيق الذات‪.‬‬ ‫بكثرة وعندما تكون معدته مآلنة‬
‫اإلبداع‪.‬‬ ‫تحقيق الذات‪:‬‬ ‫دائما؟ في هذه الحالة‪ ،‬تنشأ فورا‬
‫< إن لديهم قبوال لثقافة اآلخر‪،‬‬ ‫بدال من التركيز على األمراض‬ ‫حاجات أخرى (أعلى)‪ ،‬وهي غير‬
‫لكنهم غير تقليديني بالعمد‪.‬‬ ‫النفسية ومــا يصيب الناس من‬ ‫الجوع والتحكم الذاتي‪ .‬وعندما‬
‫< إنهم يهتمون بتقدم ورفاهية‬ ‫أرســـى ماسلو فهمًا أكثر‬ ‫س ــوء‪َ ،‬‬ ‫يتم إشباع هذه بدورها‪ ،‬تنشأ مرة‬
‫البشرية‪.‬‬ ‫إيجابية للسلوك البشري مركزًا‬ ‫أخــرى احتياجات جديدة أعلى‪،‬‬
‫< إنــهــم يستطيعون التقدير‬ ‫عــلــى مــا يحققه اإلنـــســـان من‬ ‫وهكذا‪ .‬وهذا ما يعنيه بالقول إن‬
‫الــعــمــيــق لــلــخــبــرات الــحــيــاتــيــة‬ ‫إيجابيات‪ .‬وقد كان أكبر اهتمامه‬ ‫االحتياجات اإلنسانية األساسية‬
‫األساسية‪.‬‬ ‫باإلمكانيات والقدرات واملهارات‬ ‫منظمة في شكل تسلسل هرمي‬
‫< إنــهــم يــؤســســون عــاقــات‬ ‫ماسلو‬ ‫الكامنة لإلنسان‪ ،‬وكيف يمكنه‬ ‫باألسبقية (مــاســلــو ‪ 1943‬صـ‬
‫شخصية عميقة ومرضية مع قلة‬ ‫تحقيقها‪ .‬وهــو ذكــر أن الــدافــع‬ ‫‪.)375‬‬
‫من الناس‪.‬‬ ‫متمكنًا مما هو مؤهل له وقــادر‬ ‫اإلنساني مبني على سعي اإلنسان‬ ‫هرم االحتياجات املوسع‪:‬‬
‫< إنهم يحوزون خبرات الذروة‪.‬‬ ‫عــلــيــه‪ .‬وتختلف صـــورة تحقيق‬ ‫لــإنــجــاز والــتــغــيــيــر مــن خــال‬ ‫مــن املهم مالحظة أن نموذج‬
‫< إنهم بحاجة للخصوصية‪.‬‬ ‫هذه االحتياجات بطبيعة الحال‬ ‫النمو الشخصي‪ .‬وأن األشخاص‬ ‫ماسلو ذا املــراحــل الخمس قد‬
‫< إن لهم مواقف ديمقراطية‪.‬‬ ‫فيما بني شخص وآخر‪ .‬فبالنسبة‬ ‫املحققني لذواتهم هم أولئك الذين‬ ‫تم توسعته ليشمل االحتياجات‬
‫< كما انهم يتمتعون بمستويات‬ ‫لشخص ما قد تعني هذه الصورة‬ ‫تم لهم فعال إنجاز ما كانوا مؤهلني‬ ‫املعرفية والجمالية (ماسلو ‪1970‬‬
‫أخالقية عالية‪.‬‬ ‫رغبة األم مثال في أن تكون أما‬ ‫له وقادرين عليه‪.‬‬ ‫إيــه)‪ ،‬والحقا احتياجات التفوق‬
‫السلوكيات املــؤديــة لتحقيق‬ ‫مثالية‪ ،‬وبالنسبة لشخص آخر‬ ‫إن نــمــو تحقيق الــــذات عند‬ ‫والسمو (ماسلو ‪ 1970‬بي)‪ ،‬كما‬
‫الذات‪:‬‬ ‫ربما تتخذ شكل أن يكون الئقا‬ ‫ماسلو يشير إلى أن الحاجة للنمو‬ ‫يلي‪:‬‬
‫‪ -‬االنــغــمــاس فــي الــحــيــاة مثل‬ ‫رياضيا مثال‪ ،‬وبالنسبة لثالث‬ ‫واالكــتــشــاف الشخصي حاضرة‬ ‫< االحــتــيــاجــات البيولوجية‬
‫يعبر تحقيق الذات عن رسم‬ ‫ربما ِّ‬
‫األطـــفـــال‪ ،‬بــاســتــيــعــاب وتركيز‬ ‫طـــوال حــيــاة الــفــرد‪ .‬وطبقا له‪،‬‬ ‫والفيزيولوجية‪ :‬الهواء‪ ،‬الغذاء‪،‬‬
‫كاملني‪.‬‬ ‫صورة فنية مثال‪ ،‬أو الوصول إلى‬ ‫فالشخص دائما (يصبح) وال يبقى‬ ‫الشراب‪ ،‬املأوى‪ ،‬الدفء‪ ،‬الجنس‪،‬‬
‫‪ -‬املــبــادرة باملحاولة بــدال من‬ ‫اختراعات‪ ،‬إلخ‪.‬‬ ‫أبدا ساكنا في هذه املراحل‪ .‬وفي‬ ‫النوم‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫البقاء في مسارات آمنة‪.‬‬ ‫(ماسلو ‪ 1943‬ص ‪.)383-382‬‬ ‫تحقيق الذات‪ ،‬يجد الشخص معنى‬ ‫< احتياجات السالمة واألمــن‬
‫الخصائص ِّ‬
‫املميزة للناس الذين‬
‫‪ -‬اإلنصات ألحاسيسك الخاصة‬ ‫لحياته وهذا مهم جدا له‪ .‬وألن كل‬ ‫واألمان‪ :‬الحماية من قوى الطبيعة‬
‫فــي تقييمك للخبرات بــدال من‬ ‫يحققون أنفسهم ذاتيا‪:‬‬ ‫متفرد في حد ذاتــه‪ ،‬فإن‬ ‫ِّ‬ ‫شخص‬ ‫مثل الرياح والبرد واألمطار وضوء‬
‫هيمنة صوت التقاليد أو السلطة أو‬ ‫مع أننا جميعا‪ ،‬نظريًا‪ ،‬قادرون‬ ‫دافع تحقيق الذات يقود الناس في‬ ‫الشمس‪ ،‬إلــخ‪ .‬ومــا قد تــؤدي إليه‬
‫رأي غالبية الناس‪.‬‬ ‫على تحقيق الــذات‪ ،‬فإن معظمنا‬ ‫اتجاهات مختلفة‪ .‬فبالنسبة لبعض‬ ‫تلك القوى من دمار وأذى‪ ،‬واألمن‪،‬‬
‫‪ -‬تجنب الــتــظــاهــر (أو عمل‬ ‫ال يفعل ذلك‪ ،‬أو يفعلون ولكن إلى‬ ‫الــنــاس‪ ،‬يمكن أن يتم الوصول‬ ‫والنظام‪ ،‬والقانون‪ ،‬واالستقرار‪،‬‬
‫حــركــات تــاعــب أو مــنــاورات)‪،‬‬ ‫درجــة مــحــدودة‪ .‬وقــد قــدر ماسلو‬ ‫إلى تحقيق الذات عن طريق خلق‬ ‫والتحرر من الخوف‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫وممارسة سلوكيات األمانة‪.‬‬ ‫‪ ،‬الحقا (‪ ،)1970‬أن أقل من ‪% 2‬‬ ‫أعمال فنية أو أدبية‪ ،‬وبالنسبة‬ ‫< احتياجات الحب واالنتماء‪:‬‬
‫‪ -‬البقاء مستعدًا لحالة عدم‬ ‫فقط من الناس سيتوصلون إلى‬ ‫للبعض اآلخــر قــد يتم ذلــك من‬ ‫الصداقة‪ ،‬العالقات الحميمة‪،‬‬
‫القبول إذا كانت نظرتك ال تالقي‬ ‫تحقيق ذواتــهــم‪ .‬وكــان اهتمامه‬ ‫خــال الرياضة‪ ،‬أو في الفصول‬ ‫الثقة والقبول‪َ ،‬م َو َّدة‪ /‬عاطفة األخذ‬
‫قبول األغلبية‪.‬‬ ‫منصبًا على صفات الناس الذين‬ ‫أي من مجاالت‬ ‫والعطاء‪ ،‬والحب‪ ،‬واالنتساب‪ :‬كون‬
‫الدراسية‪ ،‬أو في ٍ‬
‫‪ -‬العمل الجاد وتحمل املسئولية‪.‬‬ ‫اعتبرهم (هـــو) أنــهــم توصلوا‬ ‫العمل املختلفة‪ ،‬إلخ‪.‬‬ ‫الفرد جزءا من جماعة (العائلة‪،‬‬
‫‪ -‬مــحــاولــة تــحــديــد دفــاعــاتــك‬ ‫لتحقيق إمكاناتهم وقدراتهم‬ ‫وقــد اعتقد ماسلو أن تحقيق‬ ‫األصدقاء‪ ،‬العمل‪ ،‬إلخ‪.).‬‬
‫والشجاعة في التخلي عنها‪.‬‬ ‫الكامنة كأشخاص‪ .‬وبدراسته لـ‬ ‫الـــذات يمكن قياسه مــن خالل‬ ‫< احتياجات احــتــرام‪ /‬تقدير‬
‫ومع أن الناس‪ ،‬كما سبق ذكره‪،‬‬ ‫‪ 18‬شخصا اعتبر أنهم قد حققوا‬ ‫مفاهيم خبرات ال ــذروة‪ .‬ويظهر‬ ‫الـــــــذات‪ :‬اإلنــــجــــاز‪ ،‬اإلتـــقـــان‪،‬‬
‫يــصــلــون إلـــى تــحــقــيــق ذواتــهــم‬ ‫ذواتهم (شمل هذا العدد إبراهام‬ ‫هـــذا عــنــدمــا يختبر الشخص‬ ‫االســتــقــال‪ ،‬املــركــز‪ ،‬الهيمنة‪،‬‬
‫بطرائقهم املتفردة‪ ،‬فإنهم يميلون‬ ‫لينكولن وألبرت آينشتاين)‪ ،‬فقد‬ ‫الــعــالــم بــأســره ويفهمه كما هو‬ ‫السيطرة الذاتية‪ ،‬احترام الذات‪،‬‬
‫إلى التشارك في خصائص معينة‪.‬‬ ‫تمكن مــن تحديد ‪ 15‬خصيصة‬ ‫تماما‪ ،‬ويتكون لديه شعور بالنشوة‬ ‫واحــتــرام اآلخــريــن‪ ،‬املسئولية‬
‫ومع ذلك فإن تحقيق الذات نفسه‬ ‫لألشخاص الذين أمكنهم تحقيق‬ ‫والبهجة والتعجب‪ .‬ومــن املهم‬ ‫اإلدارية‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫هو مسألة درجــة‪“ ،‬فليس هناك‬ ‫ذواتهم‪ ،‬كما يلي‪:‬‬ ‫أن نالحظ أن تحقيق الــذات هو‬ ‫< االحــتــيــاجــات املــعــرفــيــة‪:‬‬
‫إنسان كامل”‪.‬‬ ‫< إنــهــم يفهمون الــواقــع فهما‬ ‫عملية مستمرة يصبح اإلنسان‬ ‫املعرفة والفهم‪ ،‬حب االستطالع‪،‬‬
‫ليس مــن الــضــروري أن يتملك‬ ‫صحيحا ويمكنهم أن يتحملوا حالة‬ ‫معها في حالة ممتازة ويصل إلى‬ ‫االستكشاف‪ ،‬االحتياج للمعنى‪،‬‬
‫الشخص كل الخصائص الخمس‬ ‫عدم اليقني‪.‬‬ ‫قمة السعادة ‪“ ..‬سعادة ما بعدها‬ ‫والقدرة على التنبؤ‪.‬‬
‫عشرة املذكورة لتحقيق ذاته‪ ،‬كما‬ ‫< إنهم يقبلون أنفسهم كما هم‬ ‫سعادة”‪ .‬ويعرض ماسلو الوصف‬ ‫< االحتياجات الجمالية‪ :‬البحث‬
‫أن حيازة بعض هــذه الخصائص‬ ‫ويقبلون اآلخرين كما هم‪.‬‬ ‫اآلتي لتحقيق الذات‪:‬‬ ‫عن َ الجمال وتقديره‪ ،‬والتوازن‪،‬‬
‫< إنهم يتمتعون بالعفوية في‬ ‫َ‬
‫ال يقتصر فقط على الذين حققوا‬ ‫يشير تحقيق الــذات إلــى رغبة‬ ‫واملثل أو النموذج‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫يساو ماسلو بني تحقيق‬ ‫أفكارهم وأفعالهم‪.‬‬ ‫< احتياجات تحقيق الــذات‪:‬‬
‫ذواتهم‪ .‬ولم ِ‬ ‫الشخص فــي اإلشــبــاع الــذاتــي‪،‬‬
‫الذات والكمال‪ .‬ويعني تحقيق الذات‬ ‫< إنهم يــركــزون على املشكلة‬ ‫وبــالــتــحــديــد‪ :‬مــيــلــه ألن يصبح‬ ‫إدراك اإلمــكــانــيــات والــقــدرات‬

‫‪7‬‬ ‫النفس املطمئنة‬


‫ملستوى أعلى من احتياجات النمو‬ ‫اكتشافات ماسلو على جميع البشر‪.‬‬ ‫وهذا أكيد وحقيقي إلى أبعد حد‪.‬‬ ‫عنده مجرد التمكن مــن تحقيق‬
‫وفي نفس الوقت مستوى أدنى من‬ ‫وباإلضافة إلــى ذلــك‪ ،‬فإنه من‬ ‫تقييم نقدي‪:‬‬ ‫اإلمــكــانــيــات والــقــدرات الكامنة‬
‫االحتياجات املفتقدة‪.‬‬ ‫الصعب إجراء اختبارات تجريبية‬ ‫تتعلق أهم محددات نظرية ماسلو‬ ‫للمرء‪ .‬وهكذا يمكن لشخص ما أن‬
‫ٌ‬ ‫ِّ‬
‫وقــد قــام كــل من “لويس تايلور‬ ‫على مفهوم مازلو لتحقيق الذات‬ ‫بمنهجيته‪ .‬ألنــه توصل إلــى وضع‬ ‫مضيعا‪ ،‬مغرورا‪،‬‬ ‫يكون سخيفا‪،‬‬
‫‪ ”Louis Taylor‬و “إدوارد داينر‬ ‫بطريقة تبني السبب وراء السعي‬ ‫خصائص األفـــراد الذين حققوا‬ ‫فاشال‪ ،‬وغير مؤدب‪ ،‬ومع ذلك فقد‬
‫‪ ”Edward Diener‬بأبحاث معاصرة‬ ‫لتأسيس عالقة إنسانية‪ .‬فأحد‬ ‫ذواتهم باتباع طريقة نوعية يطلق‬ ‫يحقق نفسه ذاتــيــا‪ .‬وفــي األخير‪،‬‬
‫(‪ )2011‬الختبار نظرية ماسلو‬ ‫االنتقادات الهامة التي ُو ِّجهت لهذه‬ ‫الس َير الذاتية‪ .‬فلقد‬
‫عليها تحليل ِّ‬ ‫توصل إلــى أن نسبة من يحققون‬
‫‪ ،‬وذلك بأن قاموا بتحليل بيانات‬ ‫النظرية يخص افتراض ماسلو بأن‬ ‫درس ِس َير وكتابات ‪ 18‬شخصية‬ ‫ذواتهم أقل من ‪ % 2‬من الناس‪.‬‬
‫عينة مكونة مــن ‪ 60865‬شخص‬ ‫االحتياجات األدني يجب إشباعها‬ ‫رأى أنهم قد حققوا ذواتهم‪ .‬ومن‬ ‫تطبيقات دراسية‪:‬‬
‫شملت ‪ 123‬بلدا‪ ،‬فمثلت بذلك كل‬ ‫أوال وقبل أن يستطيع الشخص‬ ‫هــذه املــصــادر توصل إلــى قائمة‬ ‫ساهمت نظرية ماسلو للحاجات‬
‫املناطق الرئيسية في العالم‪ .‬وقد‬ ‫تحقيق إمكاناته وقدراته الكامنة‬ ‫بالصفات التي بدت له كخصائص‬ ‫اإلنــســانــيــة بــقــســط رئــيــســي في‬
‫تم إجراء هذا املسح في الفترة من‬ ‫وتحقيق ذاتـــه‪ .‬فــهــذا غير الزم‬ ‫لهذه املجموعة املحددة من الناس‪،‬‬ ‫التعليم وإدارة الفصول الدراسية‬
‫‪ 2005‬إلى ‪.2010‬‬ ‫بالضرورة‪ ،‬ألنه في حاالت قد يسعى‬ ‫في مقابل الجنس البشري عموما‪.‬‬ ‫بــاملــدارس‪ .‬وفضال عن الحد من‬
‫أجاب املشاركون على أسئلة عن‬ ‫الشخص لتحقيق ذاتــه قبل نشوء‬ ‫ومن وجهة نظر علمية‪ ،‬تنشأ مشاكل‬ ‫السلوكيات بالتجاوب في البيئة‬
‫حوالي ستة احتياجات تشبه إلى‬ ‫إحساسه بضرورة إشباع حاجات‬ ‫عديدة مع هــذا املفهوم الخاص‪.‬‬ ‫املحيطة‪ ،‬فــإن ماسلو (‪)1970‬‬
‫حــد كبير تلك املــذكــورة بنموذج‬ ‫أخرى في مستوى أدنى طبقا لهرم‬ ‫الس َير‬
‫فأوال‪ :‬يمكن القول بأن تحليل ِ‬ ‫يعتمد‪ /‬يتبنى مفهومًا كليًا للتعليم‬
‫مــاســلــو‪ :‬االحــتــيــاجــات البسيطة‬ ‫مازلو‪ .‬ومن خالل فحص ثقافات‬ ‫الذاتية‪ ،‬كطريقة‪ ،‬يعتمد تماما على‬ ‫والتعلم‪ .‬وهــو ينظر إلــى الصفات‬
‫(الـــغـــذاء واملــــــأوى)‪ ،‬واألمــــان‪،‬‬ ‫معينة حيث تعيش أعــداد كبيرة‬ ‫الرأي والتقدير الشخصي للباحث‪.‬‬ ‫الشاملة للنواحي البدنية والنفسية‬
‫واالحتياجات االجتماعية (الحب‬ ‫من البشر في ظروف بيئات فقيرة‬ ‫والرأي الشخصي هو دائما عرضة‬ ‫واالجتماعية والعاطفية والفكرية‬
‫والــدعــم)‪ ،‬واالحــتــرام‪ ،‬والتفوق‪،‬‬ ‫جدا “فقر ُمدقع” (مثل الحاصل في‬ ‫للتحيز‪ ،‬الذي يمكن أن يقلل من‪ ،‬أو‬ ‫للفرد‪ ،‬وكيف تؤثر كل هذه النواحي‬
‫َّ‬
‫والسيطرة الــذاتــيــة‪ .‬وقــد قــدروا‬ ‫بعض مناطق الهند) يظهر بوضوح‬ ‫يبالغ في‪ ،‬قيمة وصحة أي معلومات‬ ‫في عملية التعلم‪.‬‬
‫أيضا سعادتهم عبر ثالثة مقاييس‬ ‫أن الناس يظلون قادرين على إشباع‬ ‫يتم الحصول عليها‪ .‬لذلك‪ ،‬فتعريف‬ ‫إن تطبيقات نظرية هرم ماسلو‬
‫منفصلة‪ :‬تقييم الحياة (نظرة‬ ‫حاجات أعلى مثل الحب واالنتماء‪.‬‬ ‫ماسلو العملي لتحقيق الذات يجب‬ ‫على عمل معلم الفصل واضحة‪.‬‬
‫الشخص ملجمل حياته)‪ ،‬والشعور‬ ‫وطبقا ملاسلو ال يجب أن يحدث‬ ‫أال يتم قبوله بطريقة عمياء كحقيقة‬ ‫وقبل أن يكون باالستطاعة مقابلة‬
‫اإليــجــابــي (الـــحـــاالت اليومية‬ ‫هذا‪ ،‬فعنده أن الناس الذين يجدون‬ ‫علمية‪.‬‬ ‫احتياجات التلميذ املعرفية‪ ،‬يجب‬
‫للبهجة والسعادة)‪ ،‬واألحاسيس‬ ‫صعوبة في إشباع أبسط الحاجات‬ ‫وفــوق ذلــك‪ ،‬فقد انحاز ماسلو‬ ‫أوال تلبية احتياجاته الفيزيولوجية‪.‬‬
‫السلبية (الــخــبــرات والــتــجــارب‬ ‫الجسدية (مثل الغداء واملأوى إلخ)‬ ‫بالتركيز‪ ،‬بشكل بارز‪ ،‬على تحليل‬ ‫فـ ُـمــثــا‪ :‬سيجد التلميذ الجائع‬
‫اليومية لحاالت األســى والغضب‬ ‫هم غير قادرين على مقابلة مستوى‬ ‫عينة محدودة من السير الذاتية‪،‬‬ ‫وامل َتعب صعوبة في التركيز على‬
‫والضغوط)‪.‬‬ ‫أعلى الحتياجات النمو‪.‬‬ ‫فأصحابها كانوا من ذوي التعليم‬ ‫عملية التعلم‪ .‬كما أن التالميذ في‬
‫دعمت نتائج هذه الدراسة فكرة‬ ‫وأيضا‪ ،‬فإن كثيرا من املبدعني‬ ‫العالي ومن الذكور البيض (مثل‪:‬‬ ‫حاجة للشعور بــاألمــان الجسدي‬
‫أن االحتياجات اإلنسانية لها صفة‬ ‫مــثــل املــؤلــفــن والــفــنــانــن (مثل‬ ‫تــومــاس جــيــفــرســون وإب ــراه ــام‬ ‫والعاطفي وبأنهم مقبولون داخل‬
‫العاملية بصرف النظر عن الفروق‬ ‫رامــبــرانــت ‪ ،Rembrandt‬وفــان‬ ‫لينكولن‪ ،‬وألــبــرت أينشتاين‪،‬‬ ‫الفصل ليتقدموا ويصلوا لتحقيق‬
‫الثقافية بني الناس‪ .‬وعلى أية حال‪،‬‬ ‫جوخ ‪ ،Van Gogh‬إلخ‪ ).‬قد عاشوا‬ ‫وويليام جيمس‪ ،‬وألدوس هكسلي‪،‬‬ ‫كل إمكاناتهم وقدراتهم الكامنة‪.‬‬
‫فقد توصل الباحثان إلى أن ترتيب‬ ‫فــي بيئات فقيرة‪ ،‬وهــكــذا يمكن‬ ‫وبيتهوفن)‪ .‬ومع أن مازلو (‪)1970‬‬ ‫ويعتقد ماسلو أنــه يجب على‬
‫درس أيضا إناثا حققن ذواتهن‬ ‫ــظــهــروا االحــتــرام‬ ‫ُ‬
‫االحتياجات في شكل تسلسل هرمي‬ ‫االحــتــجــاج بــأن أمــثــال هـــؤالء قد‬ ‫املــربــن أن ي ِ‬
‫هو ترتيب غير صحيح‪ .‬وفي شرح‬ ‫استطاعوا تحقيق ذواتهم بالرغم‬ ‫مثل إليانور روزفلت واألم تيريزا‪،‬‬ ‫للتالميذ وب ــأن لألخيرين شأنا‬
‫داينر ‪ :Diener‬نحن حتى عندما‬ ‫من ذلك‪.‬‬ ‫فإن أولئك قد شكلوا نسبة ضئيلة‬ ‫وقيمة فــي الــفــصــول الــدراســيــة‪،‬‬
‫نكون جائعني مثال‪ ،‬فإننا نستطيع‬ ‫<<<‬ ‫مــن عينته‪ .‬وقـــد جــعــل هـــذا من‬ ‫كما يجب على املدرسني أيضا أن‬
‫أن نشعر بالسعادة مع األصدقاء‪.‬‬ ‫يصور علماء النفس اآلن الدافع‬ ‫الصعوبة بمكان تعميم نظريته‬ ‫مساندة للتالميذ داخل‬ ‫يخلقوا بيئة ِّ‬
‫وهو يشرح كيفية عمل االحتياجات‬ ‫اإلنساني على أنه سلوك متعدد‪،‬‬ ‫على اإلناث واألفــراد ذوي املستوى‬ ‫الفصول‪ .‬فتدني احــتــرام الــذات‬
‫فينا باستقالل فيقول‪“ :‬إنها مثل‬ ‫حيث يمكن للحاجة أن تنشأ على‬ ‫األقل تعليميا واجتماعيا أو مخت ِلفي‬ ‫بالنسبة للتالميذ لن ينتج عنه سوى‬
‫الفيتامينات‪ ،‬فنحن نحتاج إليها‬ ‫مستويات متعددة في نفس الوقت‪.‬‬ ‫العرقية‪ .‬ويشكل هذا تساؤال‬ ‫األصول ِ‬ ‫التخلف األكاديمي ألدنى درجة حتى‬
‫جميعا‪”.‬‬ ‫فيمكن للشخص أن يكون مدفوع‬ ‫مهما حول إمكانية تعميم وتطبيق‬ ‫يتم تقوية هذا االحترام الذاتي‪.‬‬

‫‪ 8‬العدد ‪ 124‬سبتمبر ‪٢٠١٧‬‬

You might also like