You are on page 1of 11

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جـــــــــامعة ســــرت‬

‫كلية االقتصاد \ الدراسات العليا قسم إدارة االعمال‬

‫محاضرة بعنوان‬
‫نظريات العالقات االنسانية (السلوكية) المفسرة للظاهرة التنظيمية ‪2‬‬

‫إعداد الطالب‬
‫عبد الحكيم عبد هللا أبوزميتة‬

‫مقدمه الى الدكتور‪:‬‬


‫د‪ .‬فتحية أبوبكر‬

‫‪1‬‬
‫‪ -1‬نظرية سلم موسلو للحاجات‪.‬‬

‫قدم ماسلو في العام ‪1943‬م‪ ،‬ورقة بحثية بعنوان “نظرية الدوافع اإلنسانية”‪ ،‬والتي عرفت‬
‫بهرم ماسلو للحاجات اإلنسانية‪ ،‬وهي نظرية سيكولوجية‪ .‬إال أن ماسلو طور نظريته ونشرها‬
‫كاملة في العام ‪1954‬م‪ .‬قسم ماسلو االحتياجات اإلنسانية لخمسة أنواع‪ ،‬ووضعها في ترتيب‬
‫حسب أولوياتها في مراحل نمو الشخصية منذ الوالدة والرضاعة وحتى بلوغ النضج‪.‬‬

‫▪ تسميات نظرية ماسلو‬

‫عرفت نظرية ماسلو بالعديد من األسماء نذكرها على سبيل المثال‪:‬‬

‫نظرية الدوافع الشخصية‪.‬‬ ‫•‬

‫نظرية التحفيز والشخصية‪.‬‬ ‫•‬

‫هرم ماسلو للحاجات اإلنسانية‪.‬‬ ‫•‬

‫هرم أولويات اإلنسان‪.‬‬ ‫•‬

‫نظرية الحاجات‪( .‬معال‪)2022 ،‬‬ ‫•‬

‫▪ تتدرج الحاجات حسب أهميتها في شكل هرمي‪ ،‬ويتكون هذا الهرم من‪:‬‬

‫االحتياجات الفسيولوجية‪.‬‬ ‫•‬

‫احتياجات األمان‬ ‫•‬

‫االحتياجات االجتماعية‬ ‫•‬

‫الحاجة للتقدير‬ ‫•‬

‫الحاجة لتحقيق الذات‬ ‫•‬

‫(الطايف‪)2016 ،‬‬

‫▪ اإلحتياجات فسيولوجية‪:‬‬
‫وهي عبارة عن إحتياجات بيولوجية (جسدية) يحتاج إليها اإلنسان للبقاء على قيد الحياة مثل‪:‬‬
‫الهواء‪ ،‬الطعام‪ ،‬الماء‪ ،‬المسكن‪ ،‬اللباس‪ ،‬النوم‪ ،‬الدفئ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ففي حال لم يتم إشباع هذه اإلحتياجات‪ ،‬لن يتمكن الجسد من العيش بطريقة سليمة‪ ،‬لذلك قام‬
‫ماسلو بوضع هذه اإلحتياجات في قاعدة الهرم وذلك ألنها تعتبر أساسية‪ .‬ويتم إعتبار‬
‫اإلحتياجات في المستويات األعلى على أنها ثانوية في حال لم يتم إشباع إحتياجات المستوى‬
‫األول‪.‬‬

‫▪ احتياجات األمان‪:‬‬
‫بعد أن يقوم اإلنسان بإشباع إحتياجاته الفسيولوجية‪ ،‬تبدأ الحاجة إلى تحقيق األمان بالظهور‬
‫والبروز بشكل واضح‪ .‬فاإلنسان بطبعه محب للنظام والقدرة على التنبؤ بطريقة سير األمور‪،‬‬
‫كما أن اإلنسان يحب أن يكون هو المتحكم في حياته ‪.‬‬

‫وكمثال على إحتياجات األمان‪ :‬األمان العاطفي‪ ،‬األمان الوظيفي والمالي‪ ،‬عدم العيش في خوف‬
‫وقلق دائمين‪ ،‬األمان الصحي‪ ،‬األمان من المجرمين ‪.‬‬

‫يمكن تطبيق هذه األمور عن طريق األسرة والمجتمع بشكل تعاوني (مثل الشرطة والمدارس‬
‫والمراكز الصحية)‪.‬‬

‫▪ اإلحتياجات إجتماعية ‪:‬‬


‫بعد أن يتمكن اإلنسان من تحقيق اإلحتياجات الفسيولوجية واألمان‪ ،‬سيبدأ الحافز للبحث عن‬
‫حاجات أخرى بالنمو والتزايد‪ ،‬فاإلحتياجات اإلنسانية في المستوى الثالث من هرم ماسلو هي‬
‫إجتماعية ‪.‬‬

‫حيث أنها تتضمن الشعور باإلنتماء‪ ,‬كما تتضمن الحاجة إلى وجود عالقات شخصية مثل ‪:‬‬
‫الصداقة‪ ،‬التبعية واإلنتماء‪ ،‬الشعور بالقبول من اآلخرين‪ ،‬وأن تكون من ضمن مجموعة‬
‫(عائلة‪ ،‬أصدقاء)‪.‬‬

‫▪ الحاجة إلى التقدير ‪:‬‬


‫هي المستوى الرابع من هرم ماسلو‪ ،‬ويظهر الدافع إلى تحقيقها عند اإلنسان بعد تمكنه من‬
‫تحقيق اإلحتياجات في المستويات الثالثة السابقة‪ .‬قام ماسلو بتصنيف الحاجة إلى التقدير إلى‬
‫حاجتين‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫األولى هي تقدير اإلنسان لذاته مثل شعوره باإلستقاللية والكرامة كما تتضمن قدرته على‬
‫سيادة نفسه ‪.‬‬

‫أما الثانية فهي الحاجة إلى التقدير من اآلخرين وكسب إحترامهم وكمثال عليها ‪ :‬مكانة اإلنسان‬
‫اإلجتماعية وهيبته أمام اآلخرين‪ .‬أشار ماسلو إلى أن الحاجة إلى اإلحترام من ِق َبل اآلخرين‬
‫تعتبر مهمة بشكل أكبر عند األطفال والمراهقين‪ ،‬بل أنها تسبق الحاجة إلى إحترام الذات أو‬
‫الكرامة بالنسبة لهم‪.‬‬

‫▪ الحاجة لتحقيق الذات ‪:‬‬


‫وهذه الحاجة هي أعلى مستوى في هرم ماسلو لإلحتياجات اإلنسانية‪ ،‬كما تشير إلى قدرة‬
‫اإلنسان على تحقيق ذاته وإمكانياته‪ ،‬وسعيه إلى النمو الشخصي وذروة تجاربه‬
‫وقدراته‪ .‬وصف ماسلو هذا المستوى على أنه الرغبة في تحقيق اإلنسان لكل ما يسعى إليه‪،‬‬
‫وتحقيق جميع طموحاته ليصل إلى أقصى ما يمكن لإلنسان الوصول إليه ‪.‬‬

‫قد يقوم العديد من األشخاص بالتركيز على هذه الحاجة بالذات‪ ،‬فالبعض يحاول أن يكون والدا ً‬
‫مثاليا ً والبعض اآلخر يسعى ليكون متميزا ً في مجال رياضي أو أكاديمي أو أي مجال‬
‫آخر‪ .‬وبالنسبة لبعض األشخاص‪ ،‬فقد يكون تحقيق الذات بالنسبة إليهم مرتبطا ً بمجال إبداعي‬
‫مثل الفنون أو اإلختراعات‪.‬‬

‫▪ فلسفة ماسلو في تحقيق الذات ‪.‬‬


‫بدالً من التركيز على علم نفس األمراض والسلوكيات السلبية لدى اإلنسان‪ ،‬قام ماسلو بالتركيز‬
‫على النواحي اإليجابية في السلوكيات اإلنسانية‪ .‬فكان ماسلو يصب تركيزه على اإلمكانيات‬
‫البشرية وطرق اإلستفادة منها وتحقيقها ‪.‬‬

‫أشار ماسلو إلى أن الحافز اإلنساني مبنى على حاجة اإلنسان الشعور اإليجابي نتيجة قيامه‬
‫بتحقيق إنجاز ما‪ ،‬فاألشخاص الذين يشعرون بتقديرهم لذاتهم هم األشخاص الذين تمكنوا من‬
‫تحقيق طموحاتهم وفعل كل ما يستطيعون عمله‪ .‬وبالنسبة إلى ماسلو؛ ‪ ٪2‬فقط من البشر‬
‫يستطيعون الوصول إلى مستوى تقدير الذات‪ ،‬كما يتمتع هؤالء األشخاص بصفات محددة‬
‫تميزهم عن غيرهم‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫▪ الصفات التي تميز الشخص الذي يقدّر ذاته ‪:‬‬
‫يدرك الواقع من حوله بكفاءة عالية‪ ،‬كما يمكنه تحمل عدم اليقين حول أمر ما ‪.‬‬ ‫•‬

‫يتقبل نفسه كما هو‪ ،‬ويتقبل اآلخرين أيضا ً ‪.‬‬ ‫•‬

‫يكون عفويا ً في أفكاره وتصرفاته ‪.‬‬ ‫•‬

‫يبتعد عن األنانية ‪.‬‬ ‫•‬

‫يمتلك حس دعابة غير إعتيادي ‪.‬‬ ‫•‬

‫يستطيع النظر إلى األشياء بموضوعية‪.‬‬ ‫•‬

‫مبدع بشكل كبير ‪.‬‬ ‫•‬

‫يهتم بمصير اإلنسانية ‪.‬‬ ‫•‬

‫يستطيع تحليل األمور بتعمق ‪.‬‬ ‫•‬

‫يحب الخصوصية ‪.‬‬ ‫•‬

‫يمتلك معايير مرتفعة لألخالق ‪.‬‬ ‫•‬

‫(الدليل الوافي في شرح هرم ماسلو لإلحتياجات اإلنسانية‪)2021 ،‬‬

‫▪ التحفيز في نظرية ماسلو‬

‫في البداية انتشرت نظرية ماسلو بعنوان نظرية تحفيز اإلنسان‪ ،‬والتي كانت ردا ً على نظرية‬
‫فريديرك تايلور الملقب بأبو اإلدارة العلمية علم ‪1908‬م‪ ،‬الذي شبه اإلنسان باآللة التي تشتغل‬
‫بالوقود‪ ،‬فاإلنسان عند تايلور يحفز بالمال‪ ،‬فجاءت نظرية ماسلو ردا ً على تايلور‪ ،‬ونشر‬
‫نظريته كاملة في كتابه ” التحفيز والشخصية”‪ ،‬حيث اعتبر ماسلو أن اإلنسان يقوم بالسلوك‬
‫نتيجة وجود دافع يدفعه للتصرف والقيام بسلوك معين‪ ،‬وهذه الدوافع ناتجة عن ميل اإلنسان‬
‫الدائم إلشباع حاجاته كي يشعر بالراحة واالستقرار واألمان‪.‬‬

‫▪ وتتلخص هذه النظرية في الخطوات التالية‪:‬‬

‫يشعر اإلنسان باحتياج ألشياء معينة‪ ،‬وهذا االحتياج يؤثر على سلوكه‪ ،‬فالحاجات غير المشبعة‬ ‫•‬

‫تسبب توترا ً لدى الفرد فيسعى للبحث عن إشباع هذه االحتياجات‪.‬‬


‫تتدرج االحتياجات في الهرم فيبدأ باالحتياجات األساسية الالزمة لبقاء الفرد ثم تتدرج في السلم‬ ‫•‬

‫لتعكس مدى أهمية االحتياجات‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الحاجات غير المشبعة لمده طويلة قد تؤدي إلى إحباط وتوتر حاد قد يسبب آالما ً نفسية‪ ،‬ويؤدي ذلك‬ ‫•‬

‫إلى العديد من الحيل الدفاعية التي تمثل ردود أفعال يحاول الفرد من خاللها أن يحمي نفسه من هذا‬
‫اإلحباط‪.‬‬

‫▪ نقد النظـــرية‪:‬‬

‫تعرضت هذه النظرية لبعض االنتقادات يمكن إيجازها فيما يلي‪:‬‬

‫تفترض النظرية ترتيبا ً وتدرجا ً للحاجات‪ ،‬إالّ أن بعض الناس قد تختلف في ترتيبهم لهذه الحاجات‪،‬‬ ‫•‬

‫فمثالً الشخص المبدع قد يبدأ السلم من الحاجة لتحقيق الذات‪ ،‬وقد يهتم آخرون بالحاجات‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫قد يصر بعض الناس على مزيد من اإلشباع لحاجة معينة بالرغم من إشباعها بالفعل وهذا خالفا ً لما‬ ‫•‬

‫تفترضه النظرية بأنه في حال إشباع حاجة معينة يتم االنتقال إلى إشباع حاجة أعلى منها في‬
‫السلسلة‪.‬‬

‫لم تهتم النظرية بتحديد حجم اإلشباع الالزم لالنتقال إلى الحاجة األعلى منها مباشرة‪ ،‬بل إنها‬ ‫•‬

‫افترضت أن هناك إشباع فقط دون أن تحدد مقداره‪.‬‬

‫تفترض النظرية أننا ننتقل من إشباع إحدى الحاجات إلى إشباع حاجة أخرى فور إشباع الحاجة‬ ‫•‬

‫األدنى‪ ،‬ولكن يمكن المجادلة بأننا في الواقع نقوم بإشباع أكثر من حاجة في نفس الوقت‪.‬‬

‫كما يمكن اعتبار ان هذه النظرية (نظرية ابراهام ماسلو) غير دقيقة أو مرتبة بشكل صحيح إلى حد‬ ‫•‬

‫كبير‪ ،‬وذلك إذا اخذنا بعين االعتبار انها اغفلت الجانب الديني (أو الروحي) على اساس ان للدين أو‬
‫العقيدة اهمية كبيرة لدى الكثير من البشر بغض النظر عن تلك الديانة أو العقيدة‪.‬‬

‫وحيث ان هذه النظرية قد ركزت بشكل اساسي على الجوانب المادية أو المحسوسة واغفلت الجوانب‬
‫الروحية أو العقدية‪ ،‬فبالتالي يمكن اعتبار ان اغفال مثل هذه الحاجة يقدح في صحة هذه النظرية االمر‬
‫الذي يوجب اعادة النظر من جديد في ترتيب الحاجات الفسيلوجية لإلنسان‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -2‬نظرية التبادل االجتماعي‪:‬‬

‫نظرية التبادل االجتماعي تعد إحدى النظريات السوسيولجية المعاصرة التي ظهرت كإحدى‬
‫البدائل النظرية في علم االجتماع الغربي ‪ ,‬وترجع الجذور الفكرية لهذه النظرية إلى آراء‬
‫بعض الفالسفة والعلماء الذين اهتموا بعملية التبادل ( األخذ والعطاء ) منذ القدم ‪ .‬فقد شغلت‬
‫هذه العملية اهتمام بعض الفالسفة اليونان من أمثال أرسطو‪ ,‬والفيلسوف األخالقي آدم‬
‫فيرجسون و آدم سميث في القرن الثامن عشر ‪ .‬كما تأثرت نظرية التبادل االجتماعي في‬
‫نشأتها بثالث مصادر هامة ‪ ,‬هي‪:‬‬
‫• االقتصاد الكالسيكي‬
‫استفادت نظرية التبادل االجتماعي من آراء بعض رواد االقتصاد الكالسيكي النفعي من‬
‫أمثال دافيد ريكاردو و جون ستيوارت ميل و جيريمي بنثام‪ .‬إال أن مفهوم التبادل في‬
‫االقتصاد الكالسيكي يشير إلى التبادل المادي فقط ‪ .‬بينما ينظر أصحاب نظرية التبادل‬
‫االجتماعي إلى مفهوم التبادل على أنه يعني كل من التبادل المادي و التبادل الرمزي غير‬
‫المادي‪.‬‬
‫• االنثروبولوجيا الوظيفية‬
‫أثرت االنثروبولوجيا الوظيفية في نشأة نظرية التبادل االجتماعي ‪ .‬إذ تأثرت هذه النظرية‬
‫ببعض دراسات األنثروبولوجيا التي أجريت في بعض المجتمعات البدائية ‪ ,‬والتي قام بها‬
‫بعض علماء األنثروبولوجيا الوظيفية من أمثال سير جيمس فريزر و برونيسلوماكينوفسكي‬
‫و مارسيل موس‪.‬‬
‫▪ علم النفس السلوكي‪:‬‬
‫نجد أن نظرية التبادل االجتماعي قد تأثرت بآراء بعض علماء النفس السلوكيين من‬
‫أمثال سكينر الذي نشر بعض الدراسات عن السلوك االجتماعي في كتابه عن (سلوك‬
‫الكائنات العضوية) والتي لها تأثير كبير في نشأة نظرية التبادل االجتماعي ‪.‬‬

‫▪ بعض القواعد واألسس التنظيرية في التبادل االجتماعي‬


‫‪ -‬ما هو مكلف بالنسبة لفرد معين قد ال يكون كذلك بالنسبة لفرد آخر‪ .‬و ما هو غير مكلف‬
‫لفرد معين قد ال يكون كذلك بالنسبة لفرد آخر مشترك معه في عالقة تبادلية‪.‬‬
‫‪ -‬ما هو نافع لفرد قد يكون غير ذلك لفرد آخر ‪ .‬و ما هو نافع لفرد معين قد يكون نافعا ً‬
‫لفردا ً آخر مشترك معه في عالقة تبادلية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬قد يكون النشاط التبادلي ذا كلفة ومنفعة لفرد فيما يكون أكثر من ذلك لفرد آخر ‪ .‬وقد‬
‫يكون النشاط المتبادل ذا كلفة ومنفعة عالية لفرد‪ ,‬بينما يكون أقل من ذلك بالنسبة لفرد‬
‫آخر مشترك معه في عالقة تبادلية ‪.‬الغريب‬

‫• وتقوم نظرية التبادل االجتماعي على المفاهيم اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬التبادل‪ :‬هو اشتراك فاعلين على األقل في تفاعل اجتماعي‪ ،‬مستهدفين الحصول على‬
‫مكافآت متوقعة لكل منهما في اآلخر‪.‬‬
‫‪ -‬المكافأة‪ :‬هي حالة الرضى واإلشباع التي يتمتع بها شخص‪ .‬وقد تكون هذا المكافأة‬
‫مرغوبة ‪ ،‬وقد تكون غير مرغوبة ‪ ،‬وإذا كانت المكافأة مرغوبة فإن هذا يقوي العالقة‬
‫ويزيد التوافق والتبادل االجتماعي بين الفاعلين‪ ،‬وعلى العكس إذا كانت المكافأة ‪ ،‬كما أن‬
‫التبادل االجتماعي بين الفاعلين يتحقق عندما يشعران بالطمأنينة والرضا‪.‬‬
‫‪ -‬التكاليف‪ :‬إن التكاليف تتضمن الجهد الذي يبذله الفرد للوصول إلى مراده‪ .‬فهي العوامل‬
‫التي تؤثر في منع فعالية سلسلة من األفعال أو تحجيمها‪ .‬وتعد التكاليف عالية حينما يحتاج‬
‫أداؤها إلى جهد بدني أو ذهني كبير‪ ،‬أو حين حدوث مضايقات أو توتر يصاحب األداء‪،‬‬
‫أو حينما يواجه الشخص قوى متصارعة‪ ،‬أو استجابات متنافرة من أي نوع‪.‬‬
‫‪ -‬النواتج‪ :‬هي محصلة المكافآت التي يحصل عليها الشخص والتكاليف التي يؤديها‪ .‬وإن‬
‫حساب المكافأة والتكلفة في التفاعل االجتماعي يتأثر ببعض العوامل منها‪ :‬توقعات كل‬
‫من المتفاعلين من اآلخر‪ ،‬وإدراكه لتلك التوقعات‪ ،‬فإن كال المتفاعلين يقبل على اآلخر‬
‫عند ما يجدان في تفاعالتهما معا ما يشبع رغباتهما‪ ،‬مما يحقق الربح والمنفعة لهما‬
‫ويجنبهما الخسارة‪ ،‬ويقوي التبادل االجتماعي بينهما‪( .‬الرجا‪)2022 ،‬‬

‫• أبرز رواد نظرية التبادل االجتماعي‬


‫جورج هومانز)‪(1910-1989‬‬
‫بدأ علمة في علم االجتماع عام ‪1933‬م في جامعة هارفارد في قسم إدارة األعمال ‪.‬‬
‫وأهتم بدراسة المبادالت االقتصادية وأثرها وعالقتها بالتبادل االجتماعي في المجتمع‬
‫البدائي‪ .‬كما أن له إهتمامات بعلم االجتماع الثقافي ‪ .‬من مؤلفاته الجماعة اإلنسانية و‬
‫النظرية المعاصرة في السوسيولوجيا و السلوك االجتماعي ‪ .‬يعد جورج هومانز واحدا ً من‬
‫أهم المنظرين في مجال التبادل ‪ ،‬والذي سعى إلى وضع نموذج لنظريتة التي أطلق عليها‬

‫‪8‬‬
‫النظرية التبادلية االستنباطية ‪ .‬والتي أعتمدت على العديد من نتائج البحوث الميدانية في‬
‫مجال الجماعات والسلوك االجتماعي ‪ .‬يعرف جورج هومانز التبادل أنه تفاعل األفراد‬
‫التقابلي ( وجها ً لوجه) عاكسا ً األوجه النفسية واالقتصادية واالجتماعية لتكون قاعدة لعملية‬
‫التبادل فيما بعد بين المتفاعلين قوامها أهداف وغايات اجتماعية كالسمعة واالعتبار‬
‫واالحترام والتقدير والنفوذ االجتماعي وليس المنفعة المادية الصرفة ألنها ليست دائما ً‬
‫هدف التبادل االجتماعي وألن الفرد داخل جماعته يشترك في عدة عمليات تبادلية مستمرة‬
‫تستهدف القبول االجتماعي من قبل أعضاء جماعته واحترامهم له الذي يزيد من اعتباره‬
‫االجتماعي ومكانته االجتماعية وبدورة يكثف من تماثلة االجتماعي لقواعد جماعتة‪.‬‬

‫بيتر بالو‬
‫ولد بيتر بالو في فيينا عام ‪1918‬م‪ .‬وهاجر إلى الواليات المتحده األمريكية عام ‪1943‬م‪.‬‬
‫ونال درجة الدكتوراه من جامعة كولومبيا عام ‪1950‬م في دراسة حول التنظيمات‬
‫الرسمية‪ .‬ويعد أحد أهم علماء الذين أسهموا في تطوير نظرية التبادل االجتماعي‪ .‬ففي‬
‫مؤلفه بعنوان التبادل والقوة في الحياة االجتماعية قدم منظوره عن التبادل في الحياه‬
‫االجتماعية ‪ .‬وقد ذهب بيتر بالو في هذا المنظور إلى أن التبادل االجتماعي يعد المبدأ‬
‫الرئيسي الذي تنهض عليه الطبيعة البشرية ‪ .‬ويؤدي هذا التبادل إلى استقرار البناء‬
‫االجتماعي‪ ,‬كما أنه يؤدي إلى حدوث عملية التغير االجتماعي ‪ .‬و من أهم مؤلفات‬
‫ديناميكية البيروقراطية عام ‪1955‬م وكتاب البناء المهني األمريكي و بناء المنضمات ‪.‬‬
‫بالرغم من أن بيتر بالو يبدأ بدراسة عملية التبادل االجتماعي وتحليلها على مستوى‬
‫العالقات الفردية‪ ,‬إال أنه يعمل على تجسير العالقة بين هذا المستوى األولي‪ ,‬ومستوى‬
‫التنظيمات والمجتمع‪ .‬ويرى بيتر بالو أن عملية التبادل تتم في أساسها بافتراض األفعال‬
‫الطوعية‪ ,‬فترتبط الحوافز واالختيارات فيها بالمردود المتوقع من قبل اآلخرين ‪ .‬وفي‬
‫تناوله لعملية التبادل االجتماعي ينظر بيتر بالو إلى الحياة االجتماعية كسوق تفاوض تتيح‬
‫لإلنسان االختيار من بين بدائل‪.‬‬

‫ريتشارد أميرسون‬
‫هو عالم اجتماع أمريكي معاصر ينتمي إلى االتجاه التبادلي ‪ .‬وقد أنظم أميرسون لقسم‬
‫االجتماع بجامعة واشنطن ‪ .‬قدم إضافات إلى النظرية التبادلية تكمل ماجاء به كل من‬
‫جورج هومانز وبيتر بالو ‪ .‬لكنه لم يبدأ في بناء نظريتة من مالحظات اجتماعية أو تأثيره‬
‫بفلسفة اجتماعيه معينة أو نقده للنظريات التبادلية‪ ،‬بل وضع مفاهيم وانطلق منها لتوضيح‬
‫‪9‬‬
‫أسس العالقة التبادلية بين فردين أو أكثر‪ .‬أسهم مع كارن كوك في تطور النظرية‬
‫االجتماعية التبادلية ‪ .‬وقد القت دراستهم القبول في األوساط العلمية‪ .‬و أسهمت في تبلور‬
‫االتجاهات الحديثة في علم النفس االجتماعي ‪ .‬وكذلك تعد كتابات ريتشارد اميرسون من‬
‫المحاوالت الحديثة الجادة في تطوير النظريات التبادلية ‪ .‬و األساس هنا هو التحول من‬
‫االنطالق في تحليل التبادل من األفراد‪ ،‬إلى التركيز على عملية التبادل نفسها و ما‬
‫تتضمنه من عالقات‪.‬‬

‫الفن جولدنز‬
‫كان الفن جولدنز ممن عملوا على تطوير تصور تبادلي بالتركيز على عمليات الصراع‬
‫في عمليات التبادل‪ ,‬بالرغم من أنه ظل قريبا ً من طروحات الصراع الوظيفي الذي كان‬
‫أسسه زيمل وطوره كوزر‪ ,‬ويظهر هذا في بعض افتراضاته كقوله إن االنسان يساعد من‬
‫يساعده‪ ,‬و إنه ال يجب أن يحلق الضرر بمن يساعده‪ .‬وقد ربط عالقات التبادل باإلطار‬
‫الثقافي – الخلقي ‪ .‬فاإلنسان يتمثل بالقيم الجماعة ومعاييرها و أخالقها‪ ,‬فتصبح هذه جزءا ً‬
‫من بنائه الشخصي و اتجاهاته وضميره‪ ,‬يترجمها إلى أفعال وعالقات‪.‬‬

‫• نقد الموجهة لنظرية التبادل االجتماعي‪:‬‬


‫‪ -‬استخدام فكر التبادل االجتماعي في بداية مرحلته األولى لتقييم الظواهر االجتماعية التي تم‬
‫دراستها في مجتمعات بدائية صغيرة ثم عممها على المجتمع اإلنساني كافة بغض النظر عن‬
‫مرحلة تطوره االجتماعي و الصناعي و الفكري‪.‬‬

‫‪ -‬فسر هذا الفكر التناقض والتماسك االجتماعي من خالل زاوية المنفعة المتبادلة وأهمل الزوايا‬
‫االخرى كالمشاركة الوجدانية والعقائدية والفكرية والمشاركة القومية‪.‬‬

‫‪ -‬اهمل هذا الفكر دراسة عملية التبادل االجتماعي في المجتمعات الزراعية والتقليدية‬
‫واالشتراكية والدينية‪ .‬فهناك عوامل مؤثرة في هذه المجتمعات تختلف عن العوامل المؤثرة على‬
‫عملية التبادل االجتماعي في المجتمع الصناعي الذي درسه هومنز‪.‬‬

‫‪ -‬لم يفسر هذا الفكر مدة وشدة الصراعات التي حدثت داخل التبادل االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -‬أهمل الخبرات االجتماعية عند االفراد المشتركين وأثرها في عملية التبادل وتقيميه لها‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫المراجع ‪:‬‬

‫• عمر‪,‬معن خليل‪.‬النظرية االجتماعية المعاصرة‪.‬الرياض دار الزهراء للنشر والتوزيع‬


‫▪ لطفي‪،‬د‪.‬طلعت إبراهيم‪ ،‬د‪.‬كمال عبدالحميد الزيات‪.‬النظرية المعاصرة في علم االجتماع‪.‬‬
‫▪ ‪,‬د‪.‬عبدالعزيز بن علي‪ .‬نظريات علم االجتماع‪.‬الرياض فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية‬
‫أثناء النشر‬
‫▪ أ‪.‬د‪.‬إبراهيم عثمان‪،‬أ‪.‬د‪.‬سالم ساري‪.‬نظريات في علم االجتماع‪.‬القاهرة الشركة العربية‬
‫المتحدة للتسويق والتوريدات‬
‫▪ الدليل الوافي في شرح هرم ماسلو لإلحتياجات اإلنسانية‪2021 ،‬‬
‫▪ الرجا‪،‬د‪.‬سامي‪،2022،‬نظرية التبادل االجتماعي(نظرية مايكروسوسيلوجي‪،‬‬
‫▪ الطايف‪،‬احمد‪،2016،‬هرم ماسلو الحتياجات االنسانومقارنته باالنسان الليبي‪.‬‬
‫▪ معال‪،‬الهام ‪،2022 ،‬هرم ماسلو للحاجات االنسانيه‬

‫‪11‬‬

You might also like