You are on page 1of 174

‫إلى ال َمثل األعلى‪ ،‬الن ُموذج وال ُقدوة‪ ..‬أبي‪.

‬‬
‫إلى أ ْكثر األماكن أمْناً على ظهر األرض‪ ..‬أمي‪.‬‬
‫إلى أكثر شيء في حياتي أثق بأن َس ْعيِي إليه كان هو‬
‫الصواب‪ ..‬زوجتي‪.‬‬
‫إلى التي أُحس أمامها بأني مَسلوب اإلرادة تماماً‪ ،‬إن‬
‫تقطر‬
‫ُ‬ ‫أحسست بالدموع‬
‫ُ‬ ‫رقص فُؤادي‪ ،‬أو ْ‬
‫بكت‬ ‫َ‬ ‫ضح َك ْ‬
‫ت‬
‫منه‪ ،‬ابنتي‪..‬‬
‫علياء عادل الجندي‪.‬‬
‫إليكم جميعاً أُهدي هذا العمل‪ ،‬وأسأل اهلل َّأل يحرمكم‬
‫دائم‪ ،‬وعطا ٍء متجد ٍد‪.‬‬
‫دعم ٍ‬‫أجر كتابتي له؛ لما بذلتموه من ٍ‬
‫مٌة دِّ مقُ ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ 7 ‬‬

‫‪‬‬
‫‪ ‬مُقدِّمةٌ‬

‫رسـول ا ِ‬
‫هلل‪ ،‬وعلـى آلِـ ِه‬ ‫ِ‬ ‫والصلاةُ والسلا ُم علـى‬
‫َّ‬ ‫الحمـ ُد ِ‬
‫هلل‪،‬‬
‫وصحبِه ومَ ْن واالهُ وبعدُ‪..‬‬
‫كانت النيّة عندي ُمنعقدة على نشر رسالة صغيرة أقوم فيها بخط‬
‫جميـع قواعد وتفاصيـل دورة «حفظ القرآن الكريـم عبر الهاتف»‬
‫انطلقت في موسمها األول عام ‪2017‬م ويُشرف عليها الفقير‬
‫ْ‬ ‫التي‬
‫إلى اهلل كاتب هذه السطور‪ ،‬وذلك نظراً لكثرة السؤال عنها‪ ،‬بحيث‬
‫من يسـأل عن الدورة وشروطها وطريقة االلتحاق بها‪ ...‬إلخ إلخ‪،‬‬
‫أقوم بإرسال هذه الرسالة إليه فيعرف من خاللها كل شيء‪ ،‬فيختصر‬
‫وعلي وقت اإلجابة‪ ،‬ثُم بع َد ذلك ُ‬
‫قلت في‬ ‫َّ‬ ‫على نفسه عناء السؤال‪،‬‬
‫نفسي‪ :‬لماذا ال أجعل لهذه الرسالة فائدة أكبر بإضافة بعض النصائح‬
‫والفوائد في عملية الحفظ والمراجعة‪ ،‬بحيث يستفي ُد منها كل من‬
‫ينظر فيها ممن لهم رغبة في حفظ ومراجعة القرآن الكريم وإن ل َ ْم‬
‫أخذت على نفسـي أن‬
‫ُ‬ ‫ت ُكـن لهـم رغبة في االلتحاق بالدورة‪ ،‬وقد‬
‫يكـون المصـدر األول واألخير لمادة هـذا الكتاب خبرتي العملية‬
‫المتواضعة في مجال تعليم وتحفيظ كتاب اهلل ‪ -‬تعالى ‪ -‬ألكثر من‬
‫ثالثة عشر عاماً‪ ،‬وال شيء آخر‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫حرصـت كل الحـرص علـى أن يكـون الكتـاب موجـزاً‪،‬‬‫ُ‬ ‫ثـم‬


‫مختصـراً‪ ،‬مُكثفاً‪ ،‬بعيـداً كل البعد عن الـكالم المكرر المحفوظ‬
‫حول حفـظ القرآن الكريم ومراجعته‪ُ ،‬مبتعـداً أيضاً عن الحديث‬
‫في األمور التي ال يخلو منها ‪ -‬تقريباً ‪ -‬أي كتاب يتكلم عن حفظ‬
‫القـرآن الكريـم‪ ،‬كاإلخلاص‪ ،‬والدعـاء‪ ،‬واليقيـن‪ ،‬والتـوكل‪،‬‬
‫واالسـتغفار‪ ،‬وصدق اللجـوء إلى اهلل‪ ..‬إلخ إلـخ‪ ،‬ال لعدم أهمية‬
‫هـذه األمـور‪ ،‬بل هي أهم من عملية الحفظ نفسـها‪ ،‬وخلو قاصد‬
‫حفظ القرآن منها يجعل حفظه له وباالً عليه؛ وإنما ألنها محفوظة‬
‫معلومة لدى الجميع‪ ،‬وتحققها واجب في جميع أفعال وتصرفات‬
‫المسـلم‪ ،‬ال فـي حفظ القرآن فقـط‪ ،‬ولعل الغالبيـة العظمى حين‬
‫تقع عليها في كتاب يتحدث عن حفظ القرآن الكريم يتجاوزونها‬
‫إلـى غيرهـا مـن كثـرة مـا طالعوهـا وقرأوهـا وحفظوهـا‪ ،‬وإنمـا‬
‫يقصـدون مباشـرة إلـى الحديـث عن عمليـة الحفـظ والمراجعة‬
‫كيف تكون‪ ،‬وما هي األساليب الناجحة في ذلك‪ ،‬بحيث يتم لهم‬
‫أحلـت فيه على بعض الكتـب ‪ -‬الهامة‬
‫ُ‬ ‫مرادهـم‪ ،‬ومـع ذلك فقد‬
‫مررت عليها مرور الكرام‬
‫ُ‬ ‫جـداً ‪ -‬التي ت ُ َغ ِّطي هـذه الجوانب التي‬
‫ألشرع في المقصود مباشرة بإذن اهلل رب العالمين‪.‬‬
‫وإذن فحيـن يُطالـع أحد األفاضـل هذا الكتيب فلا يقول َّن في‬
‫مٌة دِّ مقُ ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ 9 ‬‬
‫نفسه ما بال الشيخ يتحدث عن دورته؟ أفال كان يكتفي بالحديث‬
‫عـن حفظ القـرآن الكريم فقط وطرق مراجعته؟! ذلك أن الشـيخ‬
‫أصالً كان هدفه وغايته وقصده هو الحديث عن الدورة وتفاصيلها‪،‬‬
‫ثم ع ََرضَ له أن يكتب عن الحفظ والمراجعة رجاء استفادة أخ أو‬
‫جعلت الحديث عن الدورة‬
‫ُ‬ ‫أخت بنصيحة أو فائدة‪ ،‬ومع ذلك فقد‬
‫نهاية الكتاب‪ ،‬بحيث من ليس لديه النية في االلتحاق بها‪ ،‬أو حتى‬
‫مجـرد فضـول ألن يقـرأ عنها‪ ،‬ال يكـون مُجبراً على القـراءة عنها‬
‫وعن تفاصيلها بإقحامها في صدر الكتاب أو منتصفه‪.‬‬

‫في األخير بقي أن أنبه على أن في الكتاب الكثير من األحاديث‬


‫الشخصية‪ ،‬لكن جميعها تدور حول الحفظ والمراجعة؛ ذلك أني‬
‫أسـلفت جعلت مصادري في كتابته خبرتي العملية فقط طالباً‬
‫ُ‬ ‫كما‬
‫لحفظه‪ ،‬ثم ُمعلماً و ُمحفظاً له‪ ،‬وإذن ُ‬
‫فرغما عني كان يجب أن أع ُِّر َج‬
‫على الكثير مما وقع لي مع حفظ القرآن الكريم كمعلم أو متعلم‪،‬‬
‫فإن كان مثل هذا مما يسـوءُك فهذا الكتاب ليس لك بالتأكيد‪ ،‬وال‬
‫أنصحك قطعاً بمتابعة القراءة‪ ،‬واهلل تعالى من وراء القصد‪.‬‬

‫كتبه‪ /‬عادل الجندي‬


‫لالهتسا ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ 11 ‬‬

‫‪ ‬استهالل ‪‬‬

‫ال َّ‬
‫شك لدى مسلم يؤم ُن باهلل واليوم اآلخر أن القرآن الكريم‬
‫مـن أعظم مـا يَتقرب به إلى اهلل تعالى‪ ،‬وأعظـم ما يتقرب به إلى‬
‫اهلل تعالـى من خالل القـرآن الكريم هو حفظه؛ إذ لحافظ القرآن‬
‫الكريـم مكانـ ٌة كبيرة عنـد اهلل تعالى وبين النـاس‪ ،‬ال في اآلخرة‬
‫فقـط‪ ،‬وإنمـا فـي الدنيـا ً‬
‫أيضا‪ ،‬فهـو اإلمـام ال ُمقدم فـي الصالة‪،‬‬
‫وإجالله من إجالل اهلل تعالى‪ ،‬واحترامه للقرآن الذي في صدره‬
‫حـ ٌّق علـى كل مسـلم‪ ،‬كما أنه المقدم في الدَّفن إذا كان سـيُدفن‬
‫معـه غيره‪ ،‬القرآن أنيس صاحبه في القبر‪ ،‬وقائده إلى المحشـر‪،‬‬
‫ومُؤمِّنـه يـوم الفـزع‪ ،‬ومُثبِّته على الصـراط‪ ،‬ومُو ِّجهـه إلى الجنة‬
‫تندهش ً‬
‫مثل‬ ‫ْ‬ ‫علمت ذلـك لم‬
‫َ‬ ‫بـإذن اهلل تعالـى رب العالمين‪ ،‬إذا‬
‫أعطيت القرآن‬
‫ُ‬ ‫لقول شيخ اإلسالم أحمد بن تيمية ‪« :‬يا ليتني‬
‫حياتـي» وهـي جملـة مُزلزلة لمـن كان له قلب‪ ،‬فقد قالها شـيخ‬
‫ب عن‬ ‫اإلسلام ابـن تيمية ‪ ‬في آخر حياته التـي أفناها في ال َّذ ِّ‬
‫ديـن اهلل بسـيفه وقلمـه‪ ،‬باهلل ما نقـو ُل نحن وقد ذُبِحـت أعمارنا‬
‫أمام المواقع والشاشات!‬
‫‪ 12 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫وال تندهش من قول الدكتور محمد بن إسماعيل المقدم‪« :‬أن‬


‫خير لك وأنفع من ِمئة شهادة دكتوراه»‬ ‫َ‬
‫تحفظ القرآن الكري َم فهذا ٌ‬
‫والدكتور محمد إسماعيل المقدم ليس أجنبيّاً عن العلوم الدنيوية‬
‫فيحسـبه البعـض درويشـاً‪ ،‬بل هو في األصل طبيـب‪ ،‬وقد صدق‬
‫فيما قال ‪ -‬حفظه اهلل ‪ -‬إذ حصولك على ِمئة شهادة دكتوراه‪ ،‬بل‬
‫جدير بأن يجعـل لك مكانة عاليـة بين الناس‪،‬‬‫ٌ‬ ‫علـى واحدة فقـط‬
‫لكنهـا ال تُغنـي عنـك شـيئاً في اآلخـرة بين يـدي اهلل تعالى‪ ،‬لكن‬
‫القـرآن الكريـم‪ ،‬بـل آية واحدة منـه فقط حينها تكـون أجدَى لك‬
‫وأنفع ماليين المرات إن أنت حفظتها وفهمتها وعملت بها‪.‬‬
‫واعلـم أن حفـظ القـرآن الكريم هو مشـروع عُمـرك‪ ،‬ومزاياه‬
‫وأكبر من أن يحصرها عقلك‪ ،‬فأنت تحوي كالم اهلل‬
‫ُ‬ ‫عليك أوس ُع‬
‫تعالـى في صدرك‪ ،‬هل تتخيل؟ أضـف إلى ذلك أن حفظ القرآن‬
‫الكريـم يُقـوي الذاكـرة‪ ،‬ويجـ ِّو ُد الذهـن‪ ،‬ويقـوي اللغـة‪ ،‬ويفتق‬
‫اللسـان‪ ،‬ويُزيل العُجمة‪ ،‬ويزيد الفصاحة‪ ،‬ويجعل صاحبه مباركاً‬
‫أينمـا حـ َّل وارتحـل ببركـة القرآن الـذي في صـدره‪ ،‬وال واهلل ال‬
‫يسـتوي حافـظ للقـرآن وغير حافـظ‪ ،‬وحافظة القرآن بين النسـاء‬
‫تكا ُد واهلل من فرط جمالها تُضيء‪.‬‬
‫بل انظر إلى جمال تعبير األديب الكبير العلم األستاذ مصطفى‬
‫لالهتسا ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ 13 ‬‬
‫يتحدث عـن ال ُقرآن‬
‫ُ‬ ‫صـادق الرافعـي ‪ -‬رحمـه اهلل تعالـى ‪ -‬وهو‬
‫الكريم فيقول‪:‬‬
‫للعـرب دولة من الكالم‪ ،‬لكنّها ظلَّ ْ‬
‫ت بال مَ ِل ٍ‬
‫ك حتى‬ ‫ِ‬ ‫«لقـد كا َن‬
‫جاءَهـم القـرآن» وقـد صـدق واهلل‪ ،‬فالقـرآن الكريـم هو أحسـن‬
‫الـكالم وأرفعه وأعاله و أبلغه وأعظمه وأشـرفه‪ ،‬فكيف ال يكون‬
‫َم ِلكاً على ما عداه من الكالم!‬
‫ومـن الحسـن هنا أن أنبِّه إلـى أن حفظ القرآن ليس أمراً شـاقّاً‬
‫وال عسـيراً كمـا يتوهـم كثير من الناس‪ ،‬بل هو سـهل ُم ٌ‬
‫يسـر لمن‬
‫صدقـت نيّته‪ ،‬وأقبل عليه بحب وعزم‪ ،‬مُتسـلحاً بالقاعدة الذهبية‬
‫لحفظه‪.‬‬
‫والقاعـدة الذهبيـة لحفـظ القـرآن الكريـم ال تكم ُن فـي ذاكرة‬
‫قوية‪ ،‬وال حفظ مقاطع كبيرة‪ ،‬وال اسـتخدام التكنولوجيا الحديثة‬
‫في عملية الحفظ‪ ،‬وال تفريغ الوقت‪ ،‬وال أي شي ٍء من ذلك كله‪،‬‬
‫توقفت عن الحفظ‬
‫َ‬ ‫وإنمـا تكم ُن في االسـتمرار وال ُمداومة‪ ..‬متى‬
‫أفشـلت مشـروع‬
‫َ‬ ‫والمتابعـة مـع شـيخك أو مـن تُسـ ّمع عليه فقد‬
‫الحفظ‪ ،‬حتى وإن حدثتك نفسـك أن وقوفك مؤقت‪ .‬اسـتمر في‬
‫متابعـة الحفظ والتسـميع مهما كنت مشـغوالً‪ ،‬مهما كان حفظك‬
‫بطيئـاً‪ ،‬مهمـا كان مقدار حفظـك قليالً‪ ،‬مهما كانـت معاناتُك مع‬
‫‪ 14 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫الحفظ والتسميع‪ ،‬وتذكر‪ :‬عامة َح َف َظ ِة القرآن في العالم كله ليسوا‬


‫مـن أصحاب الذاكـرة القوية‪ ،‬وال الحفظ السـريع‪ ،‬وال القدرات‬
‫الخاصـة‪ ،‬وإنما هم الذين اسـتمروا وتابعـوا الحفظ دون توقف‪،‬‬
‫مهما كانت العوائق وال ُمثبطات‪.‬‬
‫مشـكلتنا جميعـاً أننـا نبدأ بحمـاس قوي‪ ،‬ونحفظ مـدة يوم أو‬
‫أسـبوع أو شـهر‪ ..‬ثُم نتوقف‪ .‬هل تذكر أول مرة قررت أن تحفظ‬
‫فيهـا القرآن؟ ربما كانت منذ خمسـة أو عشـرة أعـوام أو أكثر من‬
‫وبدأت فعلياً‪ ،‬لكنك توقفت ولم تستمر؛ لذلك أنت اليوم‬
‫َ‬ ‫ذلك‪..‬‬
‫لست معدوداً في زمرة الحافظين‪.‬‬
‫َ‬
‫هـل تُحصـي عـدد المـرات التـي حاولـت فيهـا حفـظ القرآن‬
‫الكريم؟ بعضنا حاول ربما مائة مرة‪ ،‬ثُم هو في النهاية لم يحفظه‪،‬‬
‫والسـبب بسـيط جداً‪ ،‬لم يسـتمر‪ ،‬ولو اسـتمر في مرة واحدة من‬
‫المائة لكان اليوم من الحفظة‪ .‬يا صديقي اضمن لي أن تستمر في‬
‫حفظـك كل يوم دون أن تنقطع يوماً واحداً‪ ،‬أضم ُن لك أن تكون‬
‫من أهل القرآن الحافظين له‪.‬‬
‫استمر مهما واجهتك من معوقات‪ ،‬فهي الزمة ألي أمر عظيم‬
‫تقصده‪ ،‬ومهما كان حجم ما تحفظه يسـيراً فإياك أن تَسـت ِقله‪ ،‬وال‬
‫تنس أن كل آية تحفظها تُدنيك من غايتك العظمى‪.‬‬
‫لالهتسا ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ 15 ‬‬
‫واعلـم أن من أكبـر األمور الصارفة لكثير من الناس عن حفظ‬
‫القـرآن الكريـم هو اسـتعجال حفظه‪ ..‬فهو يريـد حفظه ً‬
‫كامل في‬
‫ستة أشهر أو أربعة أشهر‪ ..‬يمضي شهر أو أكثر أو أقل فيجد نفسه‬
‫لم يحفظ ربع ما كان يجب عليه حفظه ‪ -‬حسب جدوله ‪ -‬فيُحبط‬
‫ويترك الحفظ كله‪.‬‬
‫حفظت‬
‫َ‬ ‫ضرك لـو‬
‫ال يـا أخـي‪ ..‬ال تسـتقيم األمـور هكـذا‪ ،‬مـا َّ‬
‫القـرآن فـي عام أو عامين أو ثالثة أو عشـرة؟! ليس الجميع يقدر‬
‫على إنهاء حفظ القرآن في مثل هذه األزمنة اليسيرة!‬
‫بـت أعـرفُ أن الطالب سـينقطع عن‬
‫مـن خبرتـي المتواضعـة ُّ‬
‫متابعة الحفظ من خالل حماسه المبالغ فيه واستعجاله للحفظ‪..‬‬
‫علي‬
‫فـي دورة «حفظ القـرآن الكريم عبر الهاتف» معـي من يقرأ َّ‬
‫مرتين فقط في الشهر‪ ،‬في كل مرة ربعين من القرآن‪ ،‬أي أنه يحفظ‬
‫الجـزء الواحـد فـي شـهرين‪ ،‬ورغـم ذلـك وبفضل اهلل ثُـم صبره‬
‫ومتابعته هو في طريقه اآلن نحو حفظ نصف القرآن‪ ،‬وحفظه في‬
‫غاية القوة والرسوخ‪ ،‬بينما كان معي في نفس الدورة من كان يقرأ‬
‫جزأين في المرة الواحدة‪ ،‬بواقع ثالث مرات في كل أسبوع‪ ،‬واهلل‬
‫مـا بلـغ عشـرة أجـزاء؛ أي أنه لـم ينتظم علـى الحفظ عشـرة أيام‬
‫تقريباً!‬
‫‪ 16 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫ال أقـول أن الكثـرة مُقترنـة بالضعـف دائمـاً وعـدم المداومة‪،‬‬


‫وال ِقلـة مقترنـة باإلتقـان دائماً والمداومة‪ ،‬لكن أقـول بأن هذا هو‬
‫األغلب بال شك‪ ،‬ومن هنا تعرف عظمة حديث النبي ﷺ كما في‬
‫«أحب األعمال‬
‫ُّ‬ ‫الصحيحين من حديث أم المؤمنين عائشـة ‪:‬‬
‫إلى اهلل تعالى أدومُها وإ ْن ق َّل»‬
‫ذكر الشـيخ الشـن ِقيطي ‪ -‬حفظه اهلل ‪ -‬أن رجالً شرع في حفظ‬
‫القرآن الكريم وهو ابن ‪ 54‬عاماً فما ختمه إال وهو ابن ‪ 84‬بفضل‬
‫اهلل ثُم صبره وتريثه‪ ،‬وكان حفظه متقناً ال يكا ُد يُخطئ في آية‪ .‬هل‬
‫تتصور؟ صبر على الحفظ ‪ 30‬عاماً‪.‬‬
‫فال تستعجل واصبر وتأ َّن‪ ،‬واعلم أنك في طاعة‪ ،‬وأنك متى ما‬
‫وصلت بإذن اهلل حتى وإن طال بك المسـير‪،‬‬
‫َ‬ ‫سـرت على الدرب‬
‫َ‬
‫وإيـاك والعجلة فإنّها مدعاة إلى اإلحباط‪ ،‬وتذكر دائ ًما‪ :‬من سـار‬
‫علـى الدرب وصل وإن بعد حيـن‪ .‬وأن تصل متأخراً ٌ‬
‫خير من أال‬
‫تصل مطل ًقا‪.‬‬
‫ثُـم دع عنـك األعذار‪ ،‬فال تقل أنا مشـغول‪ ،‬فالجميع كذلك‪،‬‬
‫وكثيرون منهم مع أشغالهم حفظوا القرآن‪ ،‬أو لدي أسرة أعُيلها‪،‬‬
‫فحفظـك القـرآن يعـود عليـك وعلى أسـرتك بالبركة‪ ،‬أو ِسـنّي‬
‫َكبـر‪ ،‬فأنـت تسـتطيع الحفظ مهما كان سـنك‪ ،‬وإن كنت ابن ِمئة‬
‫لالهتسا ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ 17 ‬‬
‫سـنة‪ ،‬نعم سـتجد من المشـقة فوق ما يجده من هو أصغر منك‪،‬‬
‫لكـن الفرصـة فـي الحفظ ما تـزال قائمـة‪ ،‬وال تقولـن أنا طالب‬
‫وأدرس وال أجد مع الدراسـة مُتَّسـعاً لشيء آخر‪ ،‬وهذا هو أكثر‬
‫األعـذار انتشـاراً بيـن الشـباب والفتيـات الذيـن ينـوون الحفظ‬
‫ويبحثـون عـن شـيء يتعلّلـون بـه عن عـدم إتبـاع النيـة بالفعل‪،‬‬
‫وأقول لهم‪ :‬إن من أبطل الباطل زعم من ينوي حفظ القرآن وال‬
‫يفعـل أن الدراسـة تمنعـه؛ إذ حفـظ القـرآن الكريـم يُعين أصالً‬
‫أمر أظهر‬
‫على الدراسة‪ ،‬بل من أكبر األشياء ال ُمعينة عليها‪ ،‬وهو ٌ‬
‫وأوضح من أن يُسـتدل له أو عليه‪ ،‬وال تكاد تجد حافظاً للقرآن‬
‫الكريـم إال وذهنـه حاضـر‪ ،‬وذاكرتـه قويـة‪ ،‬ووجهـه ِ‬
‫يشـع ذكاءً‬
‫ونبوغاً‪.‬‬
‫ذكر الشـيخ محمد حسـين يعقوب أن شـاباً في الثانوية العامة‬
‫كان من المشتركين في إحدى حلقات حفظ القرآن الكريم‪ ،‬وكان‬
‫ال ينقطـع عـن الحلقـة حتى فـي الليالي التـي لديه فـي صبيحتها‬
‫اختبـاراً‪ ،‬وكان يُلام علـى ذلك كثيـراً‪ ،‬فلما ظهـرت النتيجة كان‬
‫مجموعه ‪ %101‬وفاجأ الجميع بأنه األول على مستوى جمهورية‬
‫مصر العربية‪ .‬وفي نفس العام أتم حفظ القرآن كامالً‪ ،‬فجمع بين‬
‫مجد الدنيا وعز الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫‪ 18 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫وإذن فالقـرآن ال يؤخـر أهلـه أبداً وال َ‬


‫يضعُهـم‪ ،‬وإنما يُقدمهم‬
‫ويرفعهم‪ ،‬ويصل بهم إلى عنان السماء‪ .‬تلك هي القاعدة‪.‬‬
‫أحلف باهلل العظيم‪ ..‬لو لم تك ْن فائدة لحفظ القرآن‬
‫ُ‬ ‫ختاماً فإني‬
‫تنتصب قائماً‬
‫ُ‬ ‫ئ ضوء ُغرفتك وقت السحر‪ ،‬ثم‬ ‫الكريم إال أن تُطف َ‬
‫بيـن يـدي ربك تترن ُم بكالمـه من حفظك في عتمـة الليل من أي‬
‫موضع شئت من القرآن‪ ،‬لكان حرياً بكل مسلم على ظهر البسيطة‬
‫أن يَجِ َّد في حفظه‪.‬‬

‫‪‬‬
‫لشافلاو حجانلا نيب ام قرف ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ 19 ‬‬

‫‪ ‬فرق ما بني انلاجح والفاشل ‪‬‬

‫سر النجاح األكبر وذروة َسنامه‪ ،‬فال الذكاء‪ ،‬وال‬


‫المداومة هي ُّ‬
‫الموهبـة‪ ،‬وال المعيـن‪ ،‬وال اإلمكانات‪ ،‬وإنما المداومة والمتابعة‬
‫واالستمرار‪ .‬فرق ما بين الناجح والفاشل هو أن األول بدأ وتابع‪،‬‬
‫والثاني بدأ وقعد‪ ،‬بدأ ووقف‪ ،‬بدأ ومل‪ ،‬بدأ وتوقف بدأ وانتكس‪.‬‬
‫هـل تعلـم أن اسـتمرارك على حفـظ وجهين فقط مـن القرآن‬
‫الكريم كل يوم كفيل بجعلك حامالً لكتاب اهلل ‪ -‬تعالى ‪ -‬خالل‬
‫عام واحد فقط؟ هل تتخيل ذلك؟ وجهين من القرآن لن يستغرقوا‬
‫مع من يحفظ ألول مرة في حياته أكثر من نصف ساعة بحال من‬
‫عام واح ٍد تجعلك‬
‫األحوال‪ .‬نصف ساعة تدخرها من يومك مدة ٍ‬
‫فـي عـداد حملة كتـاب اهلل‪ ،‬وتمنحـك ذلك الشـرف العظيم‪ ،‬بل‬
‫وسـيتبقى لـك أيضـا من العـام أيامـاً فارغـة تسـتطيع تخصيصها‬
‫للمراجعة والتمكين‪.‬‬
‫إنـك تُعطـي هاتفـك أضعـاف أضعافأضعـاف ذلـك الوقـت‪،‬‬
‫وبشـكل يومـي مُتكـرر دون توقـف‪ ،‬وتُعطي أصدقـاءَك أضعاف‬
‫ذلـك الوقـت‪ ،‬وتُعطي التلفـاز أضعاف ذلك الوقت‪ ،‬أال يسـتحق‬
‫القرآن الكريم نصف ساعة فقط؟!‬
‫‪ 20 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫نتائـج هائلة ما كنت تحلم بها‪ ،‬ال‬


‫َ‬ ‫واعلـم أن المداومة تُعطيك‬
‫في جانب حفظ القرآن الكريم وحده‪ ،‬وإنما في كافة األشـياء في‬
‫حياتك‪ ،‬وإليك بيان ذلك‪.‬‬
‫استمرارك على حفظ وجهين من القرآن الكريم كفيلة بجعلك‬
‫ً‬
‫حاملا لكتـاب اهلل ‪ -‬تعالـى ‪ -‬خلال عام واحد فقـط‪ ،‬ولزومك‬
‫للحفظ والمراجعة عشرة أعوام كفيلة بجعلك مصح ًفا يسير على‬
‫األرض‪.‬‬
‫اسـتمرارك على حفظ ثالثـة أبيات من الشـعر العربي كل يوم‬
‫سـتعطيك أكثر من ألف بيت مسـتقر في ذاكرتك تترنم و تستشهد‬
‫بهـم وذلك خالل عـام واحد فقط‪ ،‬وآالف األبيات خالل عشـرة‬
‫أعوام‪.‬‬
‫سـاع ٌة واحـدةٌ في اليوم للُغـ ٍة جديدة تتعلمها سـتجعلك قادراً‬
‫علـى التحدث بها خالل عام واحد فقط‪ ،‬وعشـرة أعوام تجعلك‬
‫كأهلهـا الناطقين بها‪ ،‬وربمـا أتقن لها من كثير من أهلها الناطقين‬
‫بها من لحظة مولدهم‪.‬‬
‫اسـتمرارك على قراءة ساعة واحدة كل يوم ستعطيك أكثر من‬
‫مائـة كتـاب مقروء خالل عـام واحد فقط‪ ،‬ومئـات الكتب خالل‬
‫عشرة أعوام‪.‬‬
‫لشافلاو حجانلا نيب ام قرف ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ 21 ‬‬
‫اسـتمرارك على مذاكرة سـاعة واحدة كل يـوم في تخصصك‬
‫سـتجعلك ضليعـاً فيه خالل عـام واحد فقط‪ ،‬وجهبـ ًذا فيه خالل‬
‫عشرة أعوام‪.‬‬
‫مشـكلتنا ليسـت في نقص اإلمكانات وال في انعـدام الموهبة‬
‫وال في احتياجنا للمعين أو المرشد‪ ،‬مشكلتنا الحقيقية في سوسة‬
‫تنخر في عزيمتنا سـريعاً‪ ،‬بمجرد شـروعنا في شيء ما‬
‫ُ‬ ‫الملل التي‬
‫نلبث غير قليل حتى نتوقف!‬
‫ابـدأ فـي أي شـيء كائنـاً ما يكـون‪ ،‬واسـتمر فيه عشـرة أعوام‬
‫أضمـن لـك أن تكون إماماً فيه ومرجعـاً‪ ،‬فقط تغلَّب على الملل‪،‬‬
‫وجاهـد نفسـك‪ ،‬وإيـاك أن تركـن لل ُمثبطـات‪ ،‬ثم إيـاك وإياك أن‬
‫تتوقف!‬
‫ثـم أهمـس أذنـك‪ :‬بـاهلل عليك أي شـيء أشـرف مـن القرآن‬
‫الكريم تجعله وجهتك وغايتك ومشروع حياتك؟!‬

‫‪‬‬
‫‪َ ‬ةعَجارُملا ةعجارُ امل ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ 23 ‬‬
‫لمُ جَعةَ‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬المُراجعة ا را‬

‫بلغـت درجـة عالية فـي الضبـط والتمكين فإيـاك وترك‬


‫َ‬ ‫مهمـا‬
‫المراجعـة‪ ،‬واعلـم أن مراجعة القرآن الكريم من األمور ال ُمالزمة‬
‫لـك مـن أول لحظة تشـرع فيها في حفـظ القـرآن الكريم‪ ،‬وحتى‬
‫لحظـة وفاتـك‪ .‬ولتقـف علـى أهميـة المراجعة فـي عملية حفظ‬
‫وتثبيت القرآن الكريم أقص عليك ما يلي‪:‬‬
‫ُ‬
‫يحفظ القرآن الكريم حفظاً قوياً بدرجة مذهلة‪،‬‬ ‫كان لي صديق‬
‫كنت أغبطه؛ خاصة وأنني أبذل جهداً في الحفظ أضعاف‬
‫ولطالما ُ‬
‫أضعـاف ما يبذلـه‪ ،‬ولكن حفظه دوماً أقوى وأرسـخ من حفظي؛‬
‫ذلـك أن اهلل ‪ -‬تعالـى ‪ -‬منحـ ُه ذاكـرةً قويـة‪ ،‬كان معي فـي ُكتَّاب‬
‫كنت أحفظ في القـرآن‪ ،‬وقبل أن أبلغ ربع‬
‫الشـيخ فـي قريتنا حين ُ‬
‫القـرآن الكريـم كان هو قـد انتهى من حفظه كاملاً‪ ،‬وليس حفظاً‬
‫عادياً‪ ،‬لكن كمبيوتريا‪ ،‬ال يكا ُد يُخطئ في شيء‪ ،‬ومن المفارقات‬
‫أنـه كان أيضاً زميالً لي في الدراسـة‪ ،‬وظللنـا معاً في فصل واحد‬
‫نجلس علـى مقع ٍد‬
‫ُ‬ ‫مُـدة اثنـي عشـر عاماً بالتمـام والكمـال‪ ،‬وكنا‬
‫واح ٍد في بعض هذه األعوام‪.‬‬
‫‪ 24 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫أذكـر أنـه دخل مرةً مسـابق ًة في كامـل القرآن الكريم ورسـب‬


‫ُ‬
‫أحفظ‬ ‫ج ّن‪ ،‬كيف رسب وهو‬ ‫ُ‬
‫نحفظ عليه يُ َ‬ ‫فيها‪ ،‬وكا َد شيخنا الذي‬
‫من في ال ُكتَّاب تقريبا!‬
‫جيب بسرعة كبيرة‬‫واسـتبان بعد ذلك أنه من ِشدة حفظه كان يُ ُ‬
‫جداً حسـب معها الشـيخ الذي يختبره أنه يقول أي شـيء ليُع ِّمي‬
‫عليه‪ ،‬وأنه غير حافظ‪ ،‬ومن ثَم ع َّدهُ من الراسبين!‬
‫وأذكـر من قـوة ذاكرته أن أسـتاذ مادة التجويد كان يُ َسـ ِّمع لنا‬
‫المقـرر الذي علينا في متن المقدمـة الجزرية ونحن في المرحلة‬
‫وكنـت ال أحفظ المقـرر الذي‬
‫ُ‬ ‫اإلعداديـة فـي األزهـر الشـريف‪،‬‬
‫علينـا‪ ،‬وال هـو كان يحفظه‪ ،‬فيضربني المـدرس وال يضربه؛ ألنه‬
‫وببسـاطة كان يُسـ ِّم ُع على الشيخ دون أن يُخطئ حتى ولو أخطاء‬
‫يسيرة‪ ،‬فأسأل ُه كيف س َّمعت؟! لم تكن تحفظ شيئاً مثلي؟ فيقول‪:‬‬
‫نظرت في األبيات فحفظتها! كان يحفظ العشـرة أبيات وأكثر في‬
‫ُ‬
‫ثالث دقائق أو أقل!‬
‫طلبت منه‬
‫ُ‬ ‫كنت أحفظ في متن تحفة األطفال‬ ‫أذكر أني لما ُ‬
‫بل ُ‬
‫أن يُسـ ِّمع لي ما أحفظه منها‪ ،‬وكان قريباً من العشـرين أو الثالثين‬
‫عت عليه كان‬ ‫بيتـاً‪ ،‬ولـم يكن يحفظ منهـم ثالثة أبيـات‪ .‬ل َّما َسـ َّم ُ‬
‫رجعت إليه أ ُ َسـ ِّم ُع‬
‫ُ‬ ‫فظللت أضبط فيهم‪ ،‬ثم‬‫ُ‬ ‫لدي بعض األخطاء‪،‬‬
‫َّ‬
‫‪َ ‬ةعَجارُملا ةعجارُ امل ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ 25 ‬‬
‫فظهـرت بعـض األخطـاء‪ ،‬وإن كانت أقل مـن المرة‬
‫ْ‬ ‫عليـه ثانيـ ًة‪،‬‬
‫طلبت منه أن يُ َسـ ِّمعهم لي‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ُ‬ ‫فرجعت أضبطهم‪ ،‬ثم‬
‫ُ‬ ‫األولى‪،‬‬
‫مللت ذلك‪ ،‬ألم تمل؟! ثم إنني حفظتهم أصالً من تسميعك‬ ‫ُ‬ ‫لقد‬
‫علـي في المرتين السـابقتين‪ ،‬ك َّذبُته وقلت له مندهشـاً ُمسـتنكراً‪:‬‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫أحفظ فيهم‪ ،‬فكيف حفظتهم أنت من مجرد‬ ‫مستحيل‪ ،‬أنا لي أياماً‬
‫َ‬
‫تسميعك لي؟!‬
‫عت لـه فكانت أخطاؤه‬
‫قـال‪ :‬طيب َسـ ِّمع لي ونرى‪ .‬واهلل سـ َّم ُ‬
‫فيهـم تُعـ ُّد على أصابـع اليد الواحـدة‪ ،‬فكدت أُذهـل! يحفظ في‬
‫دقائق ما أعج ُز عنه في أيام!‬
‫ثم ماذا بعد كل ذلك الذي حكيته اآلن؟‬
‫تـرك القرآن ومراجعته‪ ،‬وترك متون التجويد‪ ،‬وانشـغل بالحياة‬
‫ُ‬
‫يحفظ ثالثة أبيات من‬ ‫وأحلف باهلل العظيم أنه اليوم ال‬
‫ُ‬ ‫والمعاش‪،‬‬
‫المقدمـة الجزرية‪ ،‬وال يحفظ ثالثـة أبيات من تحفة األطفال‪ ،‬ثم‬
‫أحلف باهلل أنه ال يكاد يكون حافظاً ضابطاً لجزء واحد من كامل‬
‫ُ‬
‫القرآن الكريم الذي كان يحفظه كامالً حفظاً كمبيوترياً!‬
‫وعلى جه ٍة أخرى يَحكي لي تلميذي وابن خالتي ربيع رمضان‬
‫بكـري أنـه لما ختم حفظ القرآن الكريـم ألول مرة في حياته كان‬
‫‪ 26 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫حفظ ُه له في غاية الضعف والسـوء‪ ،‬ولم يكن راضياً عن مسـتواه‬


‫بالمرة‪ ،‬وإن سأله سائ ٌل في القرآن الكريم ال يكا ُد يُجيب من دون‬
‫أن يتعثـر كثيراً في اإلجابة‪ ،‬وأصابـه الكثير من اإلحباط من ّ‬
‫جراء‬
‫ح َّفاظ في ُكتَّاب شيخه‬
‫ذلك‪ ،‬خاصة حين يُقار ُن نفسه بأقرانه من ال ُ‬
‫الـذي َختم عليـه‪ ،‬فداوم علـى المراجعة‪ ،‬بل أدمنهـا‪ ،‬حتى أنه ال‬
‫يـكاد يمـر عليـه يوم بـدون مراجعـة‪ ،‬ومع اسـتمراره علـى ذلك‪،‬‬
‫وتعـدد ختماته للقرآن الكريم تالوةً وتَسـميعاً وسـماعاً بلغ اليوم‬
‫درجـة عاليـة فـي الضبـط والتمكين يُحسـد عليها‪ ،‬وقـد أجيز فيه‬
‫بالسـند المتصل إلى رسـول اهلل ﷺ في رواية حفص عن عاصم‪،‬‬
‫وحاليـا يقرأ برواية شـعبة عن عاصم‪ ،‬وفـي طريقه إلى ورش عن‬
‫نافع‪ ،‬وال يكا ُد يدخل مسابقة في القرآن الكريم إال ويحصل فيها‬
‫على المركز األول من شدة إتقانه‪ ،‬بل حصل على رحلة عمرة في‬
‫إحدى المسـابقات وأهداها ألمه‪ ،‬فحققت حلمها بزيارة بيت اهلل‬
‫الحرام بسـبب حفظ ولدها للقرآن الكريم‪ ،‬فأي شـرف في الدنيا‬
‫لها كأم أعظم من ذلك!‬
‫كمـا أنـه فوق ذلك كلـه قد أُجيز من الفقير إلـى اهلل ‪ -‬تعالى ‪-‬‬
‫كاتـب هـذه السـطور فـي متـن تحفـة األطفـال‪ ،‬ومتـن المقدمـة‬
‫الجزريـة‪ ،‬ومتـن السلسـبيل الشـافي‪ ،‬ورسـالة قصـر المنفصـل‬
‫‪َ ‬ةعَجارُملا ةعجارُ امل ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ 27 ‬‬
‫لحفـص مـن طريـق الطيبـة‪ ،‬وغير ذلـك من المتـون‪ ،‬باألسـانيد‬
‫المتصلـة إلـى مؤلفيهـا‪ ،‬كل ذلـك ول ّمـا ينتهـي بع ُد مـن المرحلة‬
‫الثانوية!‬
‫والفـرق بيـن النموذجيـن األول والثاني هو إدمـان المراجعة‪،‬‬
‫رغـم أن األول لديـه ذاكـرة حديديـة بالمعنـى الحرفـي‪ ،‬والثانـي‬
‫ب‬
‫ذاكرتـه متوسـطة إن لـم تكن أقل مـن ذلك‪ ،‬إال أن األول تسـبَّ َ‬
‫لنفسـه بتفلت القرآن من صدره تفلتاً كامالً أو ِشـبه كامل‪ ،‬والثاني‬
‫تسـبب لنفسـه في َحفر القرآن في صدره حفراً‪ ،‬فيا خسـارة األول‬
‫ويا فوز الثاني‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪ ‬ـــــــــــــــ‪ 29 ‬‬ ‫ت‬
‫َكسفن ىلع َمكُحلا ُعيطتس ىتم ‬
‫ب‬
‫قللٌظفاح كنأ ‪‬‬

‫‪ ‬مىت تستطيعُ احلُكمَ ىلع نفسكَ ‪‬‬


‫‪‬‬
‫فظٌ‬
‫للقرآن؟‬ ‫بأنك حا‬

‫يحسب أنه بمجرد‬


‫ُ‬ ‫هذا سؤال في غاية األهمية؛ إذ بعض الناس‬
‫أن ينتهي من ختم القرآن الكريم فهو بهذا الشكل حافظ له‪ ،‬وهذا‬
‫ليـس صحيحـاً علـى اإلطلاق‪ ،‬ختمك للقـرآن على شـيخك أو‬
‫نفسك ال يعني بالضرورة أنك حافظ له‪ ،‬لدينا ماليين الطلبة حول‬
‫العالـم ختمـوا القـرآن الكريم وال يُطلـق على ربعهـم حتى لقب‬
‫«حافـظ» وهـذا يُذكرنـي حيـن كنـت في الفرقـة األولى فـي كلية‬
‫أصول الدين فسألنا أحد الدكاترة قبل بدء المحاضرة‪ :‬أيّكم ختم‬
‫القـرآن الكريـم؟ فرفـ َع عشـرات الطلبـة أيديهـم‪ ،‬فأعـاد الدكتور‬
‫السـؤال قائلاً‪ :‬طيب مَن ِمـن اإلخوة الذين رفعـوا أيديهم يحفظ‬
‫ختم شـيء غير الحفـظ‪ ،‬ومن ثَم لم‬
‫القـرآن؟ ففهموا جميعاً أن ال َ‬
‫يرفع منهم جميعاً يده عدا أربعة أو خمسة‪.‬‬
‫لعلك اآلن تأكدت أن ختمك للقرآن شيء‪ ،‬وحفظك له شيء‬
‫آخـر؛ لذلـك فإني فـي دورة «حفظ القـرآن الكريم عبـر الهاتف»‬
‫أجعـل هدفـي أن يحفظ المشـترك القـرآن ال أن يختمـه؛ ولذلك‬
‫‪ 30 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫تذهب بالمشترك ‪ -‬بإراداته‬


‫ُ‬ ‫جعلت جميع قوانين وقواعد الدورة‬
‫أو ُرغماً عنه ‪ -‬ناحية الحفظ الراسخ المتقن‪.‬‬
‫ً‬
‫وإمجاال فاعلم أنه‪:‬‬
‫ما لم تكن قادراً على القراءة من أي موضع في القرآن الكريم‬
‫غيباً من حفظك فال ت ُ ِع ّد نفسك حافظاً للقرآن‪.‬‬
‫ما لم تكن مستعداً في أي وقت وأي ساعة من ليل أو نهار ألن‬
‫يختبـرك أي أحد كائناً من يكـون في كامل القرآن الكريم فال ت ُ ِع ّد‬
‫نفسك حافظاً له‪.‬‬
‫مـا لم تكن مسـتعداً إلمامـة الناس في المسـجد في الصلوات‬
‫الجهريـة وتقـرأ من أي موضع فـي القرآن الكريم كاملاً دون أن‬
‫تضطر لتحضيره مُسبقاً فال ت ُ ِع ّد نفسك حافظاً للقرآن الكريم‪.‬‬
‫ما لم تكن قادراً على أن تُصلي من الليل بجزء وثالثة وعشرة‬
‫من حفظك ومن مواضع مُتناثرة من القرآن فال تُع ّد نفسك حافظاً‬
‫للقرآن الكريم‪.‬‬
‫أختبر طالب ًة فـي الثانوية العامة من بلدتنا تحفظ‬
‫ُ‬ ‫منـذ مدة كنت‬
‫علـي القـرآن‪ ،‬كنـت أختبرهـا في بيتي فـي الجـزء األول فقط من‬
‫َّ‬
‫القرآن الكريم‪ ،‬في حضور آخرين غيرها من طلبتي‪ ،‬سـألتها عدة‬
‫ ‪ ‬ـــــــــــــــ‪ 31 ‬‬ ‫َكسفن ىلع َمكُحلا ُعيطتست ىتم‬ ‫رقلل ٌظفاح كنأب‪‬‬

‫أسـئلة‪ ،‬أجابت بنسبة ‪ ٪95‬ومع ذلك اعتبرتُها راسب ًة‪ ،‬وقلت لها‪:‬‬
‫سيُعاد اختبارك في موعدك القادم‪ ،‬حفظك سيء جداً‪.‬‬
‫أجبت بشـكل ممتاز يا شـيخ! قلت‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ص ِد ْ‬
‫مت‪ ،‬وقالت لي‪ :‬لقد‬ ‫ُ‬
‫نعم‪ ،‬ومع ذلك لديك أخطاء‪.‬‬
‫كنت أختبرها منه وقلت‪ :‬لها اسأليني‬
‫ثم ناولتُها مُصحفها الذي ُ‬
‫أخطأت في كلمة أو حرف أو حتى تشـكيلة ِ‬
‫فأنت‬ ‫ُ‬ ‫في البقرة‪ ،‬فإن‬
‫ناجحة ولن يُعا َد اختبارك‪.‬‬
‫سألتني في البقرة‪ ،‬فلم أخطئ في شيء‪.‬‬
‫قلـت لهـا‪ :‬اسـأليني في آل عمـران‪ ،‬وعلـى نفس الشـرط‪ ،‬إن‬
‫أخطأت في كلمة أو حرف أو حتى تشكيلة فأنت ناجحة‪ .‬فسألتني‬
‫ُ‬
‫ولم أُخطئ في شيء‪.‬‬
‫قلت لها‪ :‬اسأليني في النساء‪ .‬فسألتني ولم أخطئ في شيء‪.‬‬
‫اسأليني في المائدة‪ ،‬في األنعام‪ ،‬في األعراف‪ ،‬في األنفال في‬
‫التوبة‪ ،‬في يونس‪ ،‬في هود في يوسف‪ ..‬إلخ إلخ‪.‬‬
‫وفي كل سـورة تسـألني فيها تحاول اسـتخراج أصعب سؤال‬
‫وكنت‬
‫ُ‬ ‫فيهـا لتظفـر منـي بخط ٍأ واحـد ينقلها من راسـبة لناجحـة‪،‬‬
‫أجيبهـا بال أخطـاء‪ ،‬ومن دون أن أسـتغرق ثانية واحـدة للتفكير‪،‬‬
‫‪ 32 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫حتـى وصلنـا بترتيب المصحف إلى سـورة القصص (‪ 20‬جزءاً)‬


‫مللت‪ .‬قلت لها‪ :‬إذن أنت راسـبة أم‬
‫ُ‬ ‫فقالـت‪ :‬يكفـي يا شـيخ‪ .‬لقد‬
‫ناجحة؟ قالت‪ :‬بالنظر لمستوا َك يا شيخ فأنا راسبة بامتياز‪ .‬ولكن‬
‫وصلت لهـذا المسـتوى وكيف أبلغـه؟ أجبتها‬
‫َ‬ ‫بـاهلل عليـك كيف‬
‫أمسـكت المصحف‬
‫ُ‬ ‫بكلمتيـن اثنتيـن‪( :‬إدمـان المراجعة)‪ ،‬فربما‬
‫أراج ُع فيه في اليوم الواحد بالعشر ساعات ُمتصالت أو متفرقات‪،‬‬
‫يوم واحد القرآن كله إال ثالثة أو أربعة أجزاء‪،‬‬ ‫راجعت في ٍ‬
‫ُ‬ ‫وربما‬
‫ـك‪ ،‬وإن تترفعي عن ُه فهو أشـ ُّد ترفُّعاً‪.‬‬
‫إنـك إن تُعطـي القرآن يُع ِط ِ‬
‫ِ‬
‫والقاعدة عندي في ذلك تتلخص في التالي‪:‬‬
‫لَـ ْن تص َل لمرحلة اإلتقان فـي حفظ القرآن الكريم حتى يكو َن‬
‫تفرغ للقرآن نصيب‬
‫القرآن الكريم في قمة هرم أولوياتك‪ ،‬وما لم ِّ‬
‫يفرغ اهلل في قلبك له مكانًا‪.‬‬
‫األسد من وقتك‪ ،‬فلن ِّ‬
‫وبما أن الشـيء بالشـيء يُذكر فقد كا َن كل شي ٍء أول التحاقي‬
‫بالقـوات ال ُمسـلحة المصريـة ممنوعـاً عني خال القـرآن الكريم‪،‬‬
‫وأنعـم بـه من صاحـب ورفيق‪ ،‬وكان معي فـي الكتيبة ‪ -‬بقدر اهلل‬
‫تعرفت عليه في الجيش ‪-‬‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬زميـل لم أكن أعرفـه من قبل‪ ،‬لكني‬
‫وعرفت أنه تخرج في نفس كليتي‬
‫ُ‬ ‫وما نزال حتى اليوم أصدقاء ‪-‬‬
‫‪ -‬كليـة أصـول الديـن بالقاهـرة ‪ -‬بـل ومن نفس القسـم ‪ -‬قسـم‬
‫ ‪ ‬ـــــــــــــــ‪ 33 ‬‬ ‫َكسفن ىلع َمكُحلا ُعيطتست ىتم‬ ‫رقلل ٌظفاح كنأب‪‬‬

‫الحديـث وعلومـه ‪ -‬واألغرب أننـا تخرجنا معا فـي نفس العام‪،‬‬


‫ومع ذلك لم نلتق قط قبل التحاقنا معا بالقوات المسـلحة‪ ،‬وهذا‬
‫من أعجب ما يكون!‬
‫وعرفت منه أنه مجا ٌز في القراءات العشـر باألسانيد المتصلة‪،‬‬
‫ُ‬
‫فكنـت أراجـع مثلاً نصـف القـرآن‪ ،‬ثـم آتيـه ليختبرنـي‪ ،‬فأناوله‬
‫ُ‬
‫المصحف‪ ،‬وأستفزه قائالً له‪ :‬استخرج لي أعقد األسئلة وأصعبها‬
‫واسألني فيها «ألحس على دمي» وأراجع جيدا‪ ،‬هكذا كنت أقول‬
‫له‪ .‬فكان يسألني فيهم بالعشرين سؤاالً‪ ،‬ولم أكن أخطئ ‪ -‬بحمد‬
‫كنت آخذ منه مصحفي نهاية‬
‫اهلل ‪ -‬فـي كلمـة واحدة‪ .‬ورغم ذلك ُ‬
‫االختبـار حزينـاً آسـفاً ُمتضايقا‪ ،‬وأقـول له‪ :‬حفظي ليـس بذاك؟!‬
‫(يعني سـيء) أليس كذلك؟! فيقول لـي‪ :‬هل أنت مجنون؟! لقد‬
‫سـألتك أسـئلة كثيـرة جدا ولـم تُخطئ فـي كلمة واحـدة‪ ،‬فكيف‬
‫تقول ذلك؟ فأجيبه‪ :‬نعم‪ ،‬ولكني في بعض األسـئلة كنت أتوقف‬
‫ألفكر في اإلجابة‪ ،‬وما هذا إال لسوء حفظي‪ ،‬اسمح لي أن أراجع‬
‫ثانية وآتيك‪ ،‬فيوافق متعجباً‪.‬‬
‫وال واهلل مـا كنت أتصنع ذلك أو أدَّعيَ ُه‪ ،‬بل كانت تلك قناعتي‬
‫وقتهـا‪ ،‬ومـا تـزال كذلـك إلـى اآلن‪ ،‬وال ألـزم أحدا بهـا‪ ،‬ولكني‬
‫أُلزمني أنا بها‪ .‬واهلل المتسعان‪.‬‬
‫‪ 34 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫قـرأت علـى أحـد‬


‫ُ‬ ‫وبمـا أن الشـيء بالشـيء يذكـر أيضـا فقـد‬
‫مشـايخي (ربيع بن عبد العال المصري حفظه اهلل) القرآن الكريم‬
‫بروايَتـي حفـص وشـعبة عن عاصـم‪ ،‬بنظام الوقـوف على الخطأ‬
‫أخطأت في آية أو كلمة أو حرف أو حتى تشكيلة‬
‫ُ‬ ‫الواحد‪ ،‬يعني لو‬
‫أسـتأنف التسـميع في الموعد‬
‫َ‬ ‫فإني أتوقف عن التسـميع على أن‬
‫وقفت‪ ،‬أتوقف عن التسميع مع أول خطأ‬
‫ُ‬ ‫القادم‪ ،‬وأبدأ ُ من حيث‬
‫علي أن أول‬
‫أقع فيه ولو في أول آية سأبدأ بها‪ ،‬وكان من فضل اهلل َّ‬
‫خطـأ أقـع فيه كان بعد تسـميعي لــ ‪ 25‬جزءاً من القـرآن الكريم‪،‬‬
‫وتحديداً مع الربع األخير في الجزء الخامس والعشـرين‪ ،‬مع آية‬
‫فكنت أُسـقط‬
‫ُ‬ ‫وهـدى ورحم ٌة لقوم يوقنون»‬
‫ً‬ ‫بصائـر للناس‬
‫ُ‬ ‫«هـذا‬
‫كلمة «للناس» وهو خطأ يسـير‪ ،‬بل يسـير جـدا؛ لدرجة أني كنت‬
‫أ ُ َسـ ِّمع على الشـيخ في ُكتَّابِه‪ ،‬وكثير من الفتيات الصغيرات ‪ -‬في‬
‫أخطأت‬
‫ُ‬ ‫المرحلـة االبتدائية واإلعدادية ‪ -‬ك َّن يعرف َن الكلمة التي‬
‫فيها‪ ،‬ويُحظر طبعاً إعالمي بها‪ ،‬و الفتيات الصغيرات عند شيخي‬
‫يقل َن لي‪ :‬يا شيخ عادل ف ِّكر‪ ،‬الخطأ سه ٌل وتستطيع االهتداء إليه‪،‬‬
‫قالت لي واهلل إحداهن وال أدري هل كانت تتعمد إغاظتي أم‬
‫بـل ْ‬
‫مـاذا‪ :‬تعرف يا شـيخ عـادل؟ أنا ال أحفظ في سـورة الجاثية كلها‬
‫أخطأت أنت فيها اآلن من فرط سهولتها!‬
‫َ‬ ‫عدا اآلية التي‬
‫ ‪ ‬ـــــــــــــــ‪ 35 ‬‬ ‫َكسفن ىلع َمكُحلا ُعيطتست ىتم‬ ‫رقلل ٌظفاح كنأب‪‬‬

‫فظللت أهيم في‬


‫ُ‬ ‫وأمهلني الشـيخ حتى أذان المغـرب ألفكر‪،‬‬
‫الطرقـات علـى وجهـي أحـاول معرفة الخطـأ الـذي عندي في‬
‫رت ذاكرتي‬ ‫اآلية‪ ،‬ولم أظفر به حتى أذَّن المغرب‪ ،‬رغم أني َ‬
‫عص ُ‬
‫فألغيت‬
‫ُ‬ ‫عصراً‪ ،‬وتزامن هذا مع موعد تسميع بعض طلبتي َّ‬
‫علي‪،‬‬
‫مواعيدهـم جميعـاً ألفكـر‪ ،‬ولكن دون جدوى‪ ،‬فكان من أسـوأ‬
‫األيـام بالنسـبة لي كونـي أخطأت فـي كلمة في القـرآن الكريم‪،‬‬
‫رغم أنه أول خطأ لي من أول سورة الفاتحة وحتى هذا الموضع‬
‫رأيت خطأ يسـير‪ ،‬بل يسـير جدا‪،‬‬
‫َ‬ ‫مـن سـورة الجاثية‪ ،‬وهـو كما‬
‫غالـب وليس بمغلـوب» أول ما‬
‫ٌ‬ ‫لكـن صـدق مـن قال‪« :‬القـرآن‬
‫أشـعر واهلل بالخيبة الشـديدة‬
‫ُ‬ ‫دخلـت البيـت قلت لزوجتـي وأنا‬
‫ُ‬
‫أخطأت فـي كلمة وأوقفني الشـيخ!‬
‫ُ‬ ‫والكثيـر مـن الخـزي‪ :‬لقـد‬
‫فأخذت تواسـيني على ذلك‪ .‬رغم أنه الخطأ األول واألخير لي‬
‫ْ‬
‫فـي كامـل القـرآن الكريم‪ ،‬حيث لـم أخطئ قبله في شـيء‪ ،‬وال‬
‫بلغت سـورة النـاس‪ ،‬والحمد هلل على ذلك‬
‫ُ‬ ‫أخطـأت بعده حتى‬
‫ُ‬
‫أوالً وآخراً‪.‬‬
‫صدِّقنـي هـذه النفسـية الحازمة هـي التي سـتجعلك تُنجز مع‬
‫القرآن الكريم‪ ،‬فال تستهن بكلمة واحدة تُخطئ فيها أثناء تسميعك‬
‫للجديـد‪ ،‬وال تتهاون بيـوم واحد يمر عليـك دون مراجعة وردك‬
‫‪ 36 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫الثابـت للقديـم؛ إال تفعـل هـذا فإنك لـن تظفر أبـداً بلقب حافظ‬
‫للقـرآن الكريـم علـى ما به من شـرف عظيـم‪ ،‬ويمكنـك االكتفاء‬
‫بكونـك خاتـم له‪ ،‬والـذي ليس له أي فضل وال أهميـة تُذكر كما‬
‫سلف‪.‬‬

‫‪‬‬
‫نآرقلا ةعجارُم يف يتقيرط ‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ 37 ‬‬ ‫ميركلا‬

‫‪ ‬طريقيت يف مُراجعة القرآن الكريم ‪‬‬

‫فقـط لكثرة السـؤال عن هـذا أُجيب‪ ،‬وإال فإني ال أرى نفسـي‬


‫نموذجاً يُع َّو ُل عليه في مثل هذا الشأن العظيم‪.‬‬
‫فـي الحقيقـة لـي أكثر مـن طريقـة أُراجع بهـا القـرآن الكريم‪،‬‬
‫سـرت عليـه في‬
‫ُ‬ ‫وسـأكتفي بذكـر أربـع طـرق فقـط هـم أبـرز ما‬
‫مراجعتـي للقرآن الكريم‪ ،‬طبعاً كل طريقة أسـير عليها زماناً‪ ،‬وال‬
‫أجمـع مطلقـاً بين طريقتين منهم في وقت واحد‪ ،‬ولتتخير أنت ‪-‬‬
‫شئت ‪ -‬أكثرها مناسبة لك ولظروفك وإمكاناتك‪.‬‬
‫َ‬ ‫إن‬
‫الطريقـة األولـى‪ :‬أن أالزم ثالثـة إلـى خمسـة أجـزاء وأظـ ُّل‬
‫أراجـع فيهم أسـبوعاً كامالً إلى أسـبوعين بشـكل دائـم ومتكرر‬
‫دون انقطاع أو ملل‪ ،‬صباحاً ومساءً وظهراً وعصراً وقُبيل نومي‪،‬‬
‫ثُـم أنتقـل إلى غيرهم إذا انتهت األيام التـي قدرتها لمراجعتهم‪،‬‬
‫وبالتزامـن مـع ذلك لـي ختمة تالوة ال تقل عـن ثالثة أجزاء في‬
‫كل يوم‪.‬‬
‫انتهيت من‬
‫ُ‬ ‫الطريقة الثانية‪ :‬أن أع ُكف على التالوة سرداً‪ ،‬كلما‬
‫شـرعت في الذي يليه‪ ،‬بهذه الطريقة فإن ُمراجعتي في اليوم‬
‫ُ‬ ‫جزء‬
‫‪ 38 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫الواحد عشرة أجزاء غالباً‪ ،‬وال تقل بحال من األحوال عن خمسة‪.‬‬


‫كنـت فـي حالة تكثيـف للمراجعة‪ ،‬ما عـدا ذلك يمكنني‬
‫ُ‬ ‫هـذا إذا‬
‫االقتصار بهذه الطريقة على ثالثة أجزاء في كل يوم‪.‬‬
‫الطريقـة الثالثـة‪ :‬أن أقرأ جزءاً واحداً من القـرآن تالوةً بطيئ ًة‬
‫ُمتأنيةً‪ .‬ثم خمسة أجزاء حدراً ‪ -‬الحد ُر هو القراءة السريعة ‪ -‬ثُم‬
‫أربعـة أجزاء اسـتماعاً‪ .‬طبعـاً جميعهـم بالترتيب الخـاص بهم‪،‬‬
‫يعنـي فـي اليوم الثانـي تكون التلاوة ال ُمتأنية من الجـزء الثاني‪،‬‬
‫والقـراءة حـدراً مـن الجـزء السـادس‪ ،‬واالسـتماع مـن الجـزء‬
‫الخامـس‪ ،‬وهكـذا فـي كل يـوم‪ .‬وهـذه الطريقـة مـن اجتهـادي‬
‫الشخصي‪ ،‬وإال فما قرأتها ألحد‪ ،‬وما سمعتها من أحد‪ ،‬وتعتم ُد‬
‫حاسـتي السـمع والبصر‪ ،‬ونتائجها‬
‫على تثبيت الحفظ عن طريق َ‬
‫فعالة جدا‪.‬‬
‫ولسـت بحاجة إلى التنبيه على أن أول ثالث طرق ال يُناسـبون‬
‫ُ‬
‫إال مـن ختموا القرآن الكريم كامالً‪ ،‬وليسـوا لمن يحفظون للمرة‬
‫األولى‪.‬‬
‫إلي والتـي الزمتها زمناً طويالً‬‫الطريقـة الرابعة‪ :‬وهي ال ُمحببة ّ‬
‫جله علـى الهاتف‬ ‫وأنصـح بهـا هـي أن أقـرأ وردي جيداً‪ ،‬ثم أُسـ ّ‬
‫ُ‬
‫بصوتـي غيبـاً مـن حفظـي‪ ،‬ثُـم أشـغل التسـجيل وأنـا ُممسـك‬
‫نآرقلا ةعجارُم يف يتقيرط ‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ 39 ‬‬ ‫ميركلا‬

‫دت‪،‬‬ ‫ُ‬
‫أضبـط أخطائي إن وجِ ْ‬ ‫بالمصحف مُسـتخرجاً األخطاء‪ ،‬ثم‬
‫أكتب الورد كامالً في كشـكول بخط يدي غيباً من حفظي‪ ،‬ثُم‬
‫ُ‬ ‫ثم‬
‫أشـغل الـ ِورد بصوت قـارئ أحبـه‪ ،‬وأراجع مع الصـوت اآليات‬
‫التـي كتبتُها مُسـتخرجاً األخطاء‪ ،‬ثـم أركز عليهـا إن ُوجِ دت‪ ،‬ثُم‬
‫أصلي بزوجتي إماماً بال ِورد الذي راجعتُه وقرأتُه وس َّمعته وس ِمعته‬
‫وكتبتـه؛ وألنـه ال يقل عـن ُربعين ‪ -‬غالباً ‪ -‬فإني أجعلها تُمسـك‬
‫المصحـف خلفي لتردني إن أخطأت‪ ،‬وبالتزامن مع التركيز على‬
‫ربعين يومياً كحد أدنى فإن لي ختمة تالوة ال تقل عن ثالثة أجزاء‬
‫في اليوم‪ ،‬حتى ال أهمل القديم‪.‬‬
‫واهلل كل آية وصفحة وجزء راجعته بهذه الطريقة كأنه مصحف‬
‫بين عينَي‪ ،‬وهذه الطريقة أيضاً من اجتهادي الشخصي‪ ،‬وإال فإني‬
‫أنصح بها كونها‬
‫ُ‬ ‫ما قرأتها ألحد‪ ،‬وال سمعتها من أحد‪ ،‬وهي التي‬
‫تناسـب مـن يحفـظ ألول مرة في حياتـه‪ ،‬أو من ختـم القرآن كله‬
‫فعليّـاً ويريـ ُد المراجعـة‪ ،‬أو مـن يحفـظ نصفه ويريـد ضبط ذلك‬
‫النصف‪.‬‬
‫يحفظ ألول مـرة يُقلل المقدار حسـب طاقته وقدرته‪،‬‬‫ُ‬ ‫فالـذي‬
‫سواء جعله وج ًها واحداً في اليوم أو أكثر أو أقل‪ ،‬والخاتم لكامل‬
‫القرآن فعليّاً أو لنصفه يجعل ورد مراجعته ربعين إلى نصف جزء‬
‫‪ 40 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫وال يزيد عن ذلك‪ .‬هذه الطريقة فعّالة جداً‪ ،‬وقوية ج ّداً ج ّداً لمن‬
‫يريد الحفظ أو المراجعة على حد سـواء‪ ،‬غير أنها ال تناسـب إال‬
‫وقت طويـ ٌل‪ ،‬إذ الربعان فقـط كانا يسـتغرقان في اليوم‬
‫مـن لديـه ٌ‬
‫الواحـد حتـى أنجزهما بهذا الشـكل الـذي كتبته ثالث سـاعات‬
‫على أقل تقدير‪.‬‬

‫‪‬‬
‫ َماكح مَّلعت ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ 41 ‬‬
‫أ‬ ‫ا‬
‫ ديوجتل‬

‫َ‬
‫أحاكم اتلجويد ‪‬‬ ‫‪ ‬تعلَّم‬

‫مـن األمـور الهامـة جداً فـي مرحلـة حفظـك للقـرآن الكريم‬


‫ضبطـك ألحـكام التجويد‪ ،‬وهـذا بالتزامن مع حفظـك له وليس‬
‫بعد انتهائك من حفظه كما تفع ُل الكثرة الكاثرة‪ ،‬وهو خطأ‪.‬‬
‫واعلـم أن حفظـك للقـرآن الكريـم كلـه أو بعضه ليـس واجباً‬
‫باإلجمـاع‪ ،‬اللهـم إال مـا ال تصـح الصلاة إال بـه‪ ،‬لكـن تعلمك‬
‫ألحـكام تالوتـه ‪ -‬مـن الناحية العملية ‪ -‬فرضُ عيـ ٍن عليك لدى‬
‫كثير من العلماء‪.‬‬

‫وتعلـم أحكام التجويد من أيسـر ما يكـون‪ ،‬خالفاً لما يعتقدهُ‬


‫كثيـر من الناس؛ ذلك أن قواعده سـهلة‪ ،‬وبسـيطة‪ ،‬ومحصورة‪،‬‬
‫ٌ‬
‫أتقنت باب أحكام‬
‫َ‬ ‫ليسـت مُتشعبة شـأن كثير من العلوم‪ ،‬إنك لو‬
‫النـون السـاكنة والتنوين‪ ،‬وباب أحكام ال ُمـدود‪ ،‬باإلضافة لِبَابَي‬
‫ألممـت بعامـة أحـكام التجويـد‪،‬‬
‫َ‬ ‫المخـارج والصفـات‪ ،‬فقـد‬
‫وأقتبس هنا نص كالم الدكتور أيمن رشـدي سـويد ‪ -‬حفظه اهلل‬
‫ُ‬
‫تعالـى ‪ -‬من شـرحه على المقدمة الجزرية فـي المجلس األول‬
‫حيث يقول‪:‬‬
‫‪ 42 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫«علـم التجويـد أصغر العلوم الشـرعية ‪ -‬فيما أعلـم ‪ -‬لتعلق ِه‬


‫بتسـعة وعشـرين حرفاً فقط‪ ،‬مَن عَرف أماك َن خروجِ ها‪ ،‬وصفاتها‬
‫حالـة الخـروج ُمفردة و ُمجتمعة؛ فإنه يسـتطيع بحـول اهلل أن يقرأ‬
‫القرآن العظيم من الجلدة إلى الجلدة دون خطأ»‬
‫واعلم أن التجويد ينقس ُم إلى شقين‪ ،‬الشق األول نظري‪ ،‬ويتم‬
‫تعلمه من خالل كتب التجويد‪ ،‬وأقترح عليك كتاب «غاية المريد‬
‫في علم التجويد» للشيخ عطية قابل نصر‪ ،‬فهو من أجود وأنفع ما‬
‫يكون‪ ،‬كما أنصح بمشـاهدة شـرح متني تحفة األطفال والمقدمة‬
‫الجزرية للشـيخ عبد القادر العثمان‪ ،‬والشرحان تجدهما بسهولة‬
‫على اليوتيوب‪ ،‬وكذا جميع دروس الدكتور أيمن رشـدي سـويد‬
‫‪ -‬حفظه اهلل تعالى ‪ -‬سواء المرئي منها أو المسموع‪.‬‬
‫الشـق الثانـي عملي‪ ،‬وهـذا تتعلمه من خالل ُمالزمتك لشـيخ‬
‫متقـن له سـند متصل بالنبي ﷺ وتسـميعك عليـه‪ ،‬والبد لك من‬
‫االثنيـن معـا‪ ،‬وال يُغنـي أحدهما عن اآلخر البتـة‪ ،‬وأنتز ُع في هذا‬
‫الصـدد مقولـة ابن جني ‪ ‬وإن كان أطلقها في غير هذا الصدد‪،‬‬
‫حيث يقول‪« :‬ولهذا يحتاج مع الكتب إلى الشيوخ» ومن طرائف‬
‫مـا يُروى في هذا ما حكوه عـن اإلمام الكبير العلم حمزة الزيات‬
‫إمام القراءة والعربية أنه كان يقرأ ُ في القرآن الكريم ل َّما كان صغيراً‬
‫ َماكح مَّلعت ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ 43 ‬‬
‫أ‬ ‫ا‬
‫ ديوجتل‬

‫قولـه تعالـى‪« :‬الم ذلك الكتـاب ال ريب فيه» فقـرأ «ال زيت فيه»‬
‫بدل ريب؛ إذ القرآن لم يكن مَنقوطاً حينها‪ ،‬ف َ َزب َ َرهُ أبوه ‪ -‬أي َز َج َرهُ‬
‫‪ -‬وقال له‪ :‬قم واقرأ القرآن على األشياخ‪ ،‬فقرأه حتى أصبح إماماً‬
‫وسـمي من حيـن تلك الواقعـة وهو صغير بالزيـات‪ ،‬وليس‬
‫فيـه‪ُ .‬‬
‫ألنه كان يعمل بالزيت كما هو شائع؛ إذ كثير من العلماء على أنه‬
‫لم يعمل في الزيت مطلقاً ال هو وال والده وال جده‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫‪‬‬
‫َهْلَجا ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ 45 ‬‬
‫ا ع‬
‫ةداَع ‬

‫جعَلْ‬
‫هَ ا عَدة ‪‬‬ ‫‪ ‬ا‬

‫اسـتطعت أن تجعـل حفظ القـرآن الكريـم ومراجعته عادة‬


‫َ‬ ‫إن‬
‫بالنسـبة لك سـيُصبح األمر من أيسـر مـا يكون عليك‪ ،‬وسـتفعله‬
‫دون جهد يُذكر‪ ،‬وسيكون الطبيعي بالنسبة لك في كل يوم هو أن‬
‫يمر عليك دون حفـظ أو مراجعة‬
‫تحفـظ وتراجـع‪ ،‬واليوم الـذي ُّ‬
‫سـتُحس أن ثمـة خللا في اليـوم‪ ،‬ولن ترتـاح حتـى تضبط ذلك‬
‫الخلل بهرولتك ناحية مصحفك‪ ،‬هذا الكالم أقوله عن تجربة‪ ،‬ال‬
‫علي فترات في حياتي‬
‫أتت َّ‬
‫وأحلف باهلل أني ْ‬
‫ُ‬ ‫مجـرد كالم نظـري‪،‬‬
‫كان أسـوأ ما يُمكن أن يحدث لي على المسـتوى النفسـي هو أن‬
‫يُحا َل بيني وبين المراجعة ألي ٍ‬
‫سبب كان‪ ،‬ولقد كان جدي الشيخ‬
‫إبراهيم الجندي ‪ -  -‬من أحب الناس َّ‬
‫إلي على ظهر األرض‪،‬‬
‫تضاعف الحزن في‬
‫َ‬ ‫يـوم موته كنت مُرافقا له في المشـفى‪ ،‬ولقـد‬
‫قلبي يوم وفاته كوني فضالً عن موته لم أ ُ َسـ ِّم ْع أيضا على شيخي‬
‫علي تسـميعه النشـغالي بتغسيل جدي ‪-‬‬
‫وردي الذي كان يجب ّ‬
‫َ‬
‫‪ - ‬وتكفينه والصالة عليه ودفنه‪.‬‬
‫واعلـم أنـه لن يُصبـح حفظ القـرآن الكريم عادة لـك بين ليلة‬
‫وضحاهـا‪ ،‬هـذا لن يكون‪ ،‬األمر يحتاج فـي البداية إلى ُمجاهدة‪،‬‬
‫‪ 46 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫وحمل لها على ما تكـره رغم أنفها ‪ -‬إن كان لها‬


‫ٍ‬ ‫وإلـزام للنفـس‪،‬‬
‫أنف ‪ -‬ثم بعد ذلك سـيُصبح األمر أيسـر عليك من شـرب الماء‪،‬‬
‫فاصبـر علـى صعوبة تلك ال ُمهمة العظيمـة أول األمر لعدم إلفك‬
‫تلبث طويالً ‪ -‬إن شـاء اهلل ‪ -‬حتى يُكافِئك اهلل بتيسـيرها‬
‫لها‪ ،‬ولن َ‬
‫عليـك‪ ،‬وليكـن قـول اهلل تعالـى «والذي َن جاهـدوا فينـا لنهدينّهم‬
‫منك على ذكر‪.‬‬‫ُسبلنا» دوماً َ‬
‫وممـا أذكـره في هـذا الصـدد أني بلغ بـي األمر أيـام التحقت‬
‫بالقوات المسـلحة المصريـة أني ربما راجعت فـي اليوم الواحد‬
‫أكثر من عشرين جزءاً من القرآن الكريم‪ ،‬وربما فوق ذلك بخمسة‬
‫أو سـتة أجـزاء‪ ،‬وهـذا أثنـاء الطوابيـر‪ ،‬وأثناء وقـت الراحة‪ ،‬وبلغ‬
‫تعلقـي بالقرآن الكريم واعتيادي المراجعة أن المصحف لم يكن‬
‫يُفارقنـي لحظـة واحـدة من ليـل أو نهار إال أن أكـون داخل دورة‬
‫أخرجـت المصحف‬
‫ُ‬ ‫الميـاه‪ ،‬فكلمـا سـنحت الفرصـة للمراجعة‬
‫وراجعـت‪ ،‬وهكـذا تقريبا طوال فتـرة مركز تدريبـي في الجيش‪،‬‬
‫وهي من أصعب فترات حياتي وأعقدها بالمناسـبة‪ ،‬لم تكن فترة‬
‫الصحيح تماماً‪ ،‬ولم أسـمح‬
‫ُ‬ ‫رفاهية أو اسـتجمام‪ ،‬بل العكس هو‬
‫لهـذا أن يكـون عـذراً أو حائلاً بينـي وبيـن القرآن الكريـم‪ ،‬على‬
‫جعلت القرآن الكريم عوناً لي على تجاوز ذلك بسلام‬ ‫ُ‬ ‫العكس‪،‬‬
‫وطمأنينة‪ ،‬وقد كان‪ ،‬والحمد هلل على ذلك‪.‬‬
‫ش لكل ُعِسَّتي ُتقولا ‪..‬لوغشم كنأمعزَت ال ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــ‪ 47 ‬‬

‫‪ ‬ال تَزعم أنك مشغول‪ ..‬الوقتُ يتَّسِعُ للك يشء ‪‬‬

‫س‪( :‬أُحس أن يومك يختلف عن أيامنا‪ ،‬فأنا أرا َك كثير التفاعل‬


‫مع الناس على صفحتك على الفيس بوك‪ ،‬كما أنك تعمل‪،‬‬
‫وتُح ّفـظ القرآن‪ ،‬وتكتب‪ ،‬وتقرأ‪ ،‬وتمـارس الرياضة‪ ،‬كيف‬
‫تفعل ذلك كله باهلل عليك؟)‪.‬‬
‫هـذا السـؤال وردنـي علـى الفيـس بوك منـذ أكثر مـن عامين‪،‬‬
‫وأجبت عليه هناك‪ ،‬وأنق ُل اإلجابة هنا بدون تغيير تقريباً عسى أن‬
‫ُ‬
‫يستفيد أح ٌد بها فيما نحن بصدده‪.‬‬
‫ج‪ :‬حسـناً‪ ،‬أسـتطي ُع أن أقـول لـك مـن أعبائي ما هـو أضعاف‬
‫ذلـك‪ ،‬فأنا أُدَ ّرس فـوق ما ذكرته مادتَّـي التجويد والعربي‪،‬‬
‫باإلضافـة للعلـوم الشـرعية‪ ،‬فضلاً عن عملي في الشـركة‬
‫والـذي يمتد يوميّاً ألكثر من ثالث عشـرة سـاعة‪ ،‬وليسـت‬
‫عندي أجازات بالمناسبة وال الجمعة؛ ألن عندي فيه عمالً‬
‫آخـر‪ ،‬أضـف لذلك حضوري لدورات في األدب والشـعر‬
‫في القاهرة‪ ،‬مع انغماسي حالياً في حفظ المعلقات‪ ،‬وتن ُّقلي‬
‫بشـكل شـبه يومي ما بين محافظات القاهرة والجيزة وبني‬
‫سـويف وأكتوبر‪ .‬أضف لذلك قراءتـي اليومية ‪ +‬مراجعتي‬
‫‪ 48 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫اليوميـة مـن القـرآن ‪ +‬كتاباتي اليوميـة ‪ +‬متابعتي ألكثر من‬


‫عشـرة برامج بشكل دوري على اليوتيوب ‪ +‬متابعتي ألكثر‬
‫مـن مجلة عربيـة ‪ +‬قيامي على هذه الصفحـة التي بها أكثر‬
‫مـن ثالثيـن ألـف إنسـان مـا بيـن متابـع وصديـق ‪ +‬بعض‬
‫الترفيهات من المسلسلات التاريخيـة‪ ،‬واألفالم الوثائقية‪،‬‬
‫وممارسـة الرياضـة بشـكل دوري كالركـض والمشـي‬
‫والسـباحة وخالفـه‪ .‬علماً بأني ال أُحصـي من يقرأون علي‬
‫حاليـاً مـن القـرآن‪ ،‬ومـن أخـذوا عني القـرآن مشـافهة مع‬
‫التجويد وبعض علوم الشريعة يُقدّرون باآلالف‪.‬‬
‫السـبب فـي ذلك ببسـاطة يعـود إلى أمريـن ليس لهمـا ثالث‪:‬‬
‫األول تقليل عدد سـاعات النوم‪ .‬فمن النادر ج ّداً أن أنام أكثر من‬
‫خمس سـاعات‪ ،‬ويحدث أن أنام سـاعتين أو ثالث ساعات على‬
‫اضطررت لذلك‪.‬‬
‫ُ‬ ‫األكثر إذا ما‬
‫الثاني هو أن كل لحظة في حياتي مُستغلة‪ ،‬وأنا على المستوى‬
‫االجتماعي فاشـل بامتياز مع مرتبة الشـرف‪ ،‬فال أزو ُر وال أُزار‪..‬‬
‫والفواصل التي ال يلتفت إليها الناس غالباً ألتفت إليها وأستغلها‪،‬‬
‫علي والذي‬
‫حتى الفاصل ما بين اتصالي بشخص وفتح المتصل َّ‬
‫يُقدِّر بلحظات يحدث أن أكون خالله أقرأ أو أراجع‪.‬‬
‫ش لكل ُعِسَّتي ُتقولا ‪..‬لوغشم كنأمعزَت ال ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــ‪ 49 ‬‬
‫وحين أُمارس رياضة الركض أستمع لمحاضرة‪ ،‬وأكتب إليك‬
‫اآلن جواب سـؤالك وأنا أمارس الركض‪ ،‬أو لنقل المشـي؛ ألني‬
‫أبطأت قليال ألتمكن من إجابتك كتابة‪ .‬بل ضبطني مديري اليوم‬
‫ُ‬
‫في العمل أشـاهد مسلسلاً تاريخيّاً أتابعه علـى هاتفي ولم يتفوه‬
‫بكلمة ألني كنت أشاهده وأنا منغمس في العمل لرأسي‪.‬‬
‫أخرج من بيتي إال ومعي كتاب ومصحف وفالشة ُمتصلة‬
‫ُ‬ ‫وال‬
‫كنت في‬
‫بهاتفـي مُح َّملة بمئات الدروس الصوتيـة والمرئية‪ ،‬فإن ُ‬
‫عجزت‬
‫ُ‬ ‫وضـع يُعجزني عن القراءة لم أعجز عـن المراجعة‪ ،‬فإن‬
‫ٍ‬
‫عجزت عن الجميع لم أعجز عن‬
‫ُ‬ ‫عنها لم أعجز عن السماع‪ ،‬فإن‬
‫التفكير في فائدة أسطرها أو مسألة أُحررها‪.‬‬
‫وكان زميـل لي يقول لي مـن يومين ونحن في العمل‪ :‬يا أخي‬
‫أنـا ال أراك أبـداً إال وأنت تقرأ في كتاب‪ ،‬أو تراجع في مصحف‪،‬‬
‫أو تـرد علـى متصـل! وفي نفسـي كنت أقول واهلل لـوال العمل ما‬
‫رأيتني أصال‪.‬‬
‫هذا االستغالل لكل لحظة في حياتي جعلني أتشعب في أكثر‬
‫مـن واد‪ ،‬وأحيـا في أكثر مـن حياة‪ .‬فأنتم هنا علـى الفيس بوك ال‬
‫تعرفونني إال كاتباً‪ ،‬وفي بلدتي ال يعرفونني إال الشيخ عادل‪ ،‬وفي‬
‫الشركة ال يعرفونني إال بعملي فيها‪ ،‬وفي القاهرة ال يعرفونني إال‬
‫‪ 50 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫مدرساً‪ ،‬وفي األزهر ال يعرفونني إال حديثياً‪ ..‬بينا أنا ذلك كله في‬
‫ٍ‬
‫آن واحد‪.‬‬
‫وخالصـة هـذه الثرثـرة أنني أنـام قليلاً وأسـتغل كل ثانية في‬
‫حياتي‪ .‬أتمنى أني أفدتك‪.‬‬

‫تذييل‪:‬‬
‫هـذا السـؤال كان قـد وردنـي علـى الفيس بـوك منـذ أكثر من‬
‫وأجبـت عليه هناك‪ ،‬وقـد وضعت ُه هنا بدون‬ ‫ُ‬ ‫عامين كما أسـلفت‪،‬‬
‫تغييـر فـي اإلجابة تقريبـاً‪ ،‬وإن كانت ظروف حياتـي تغيرت اآلن‬
‫بعض الشـيء لكوني أصبحت زوجاً أوالً‪ ،‬ثم أباً ثانياً‪ ،‬لكن كثيراً‬
‫مـن هذه األمـور مازلت أفعلها وبسالسـة و الحمـد هلل؛ ألنني ما‬
‫أزال متسـلحاً بالنقطتيـن المعينتين على ذلـك كله‪ :‬نوم قليل‪ ،‬فال‬
‫أنـام أكثر من سـت سـاعات بحال مـن األحوال كحـد أقصى في‬
‫جميـع األيـام‪ ،‬باإلضافـة السـتغالل كل ثانية في اليـوم‪ ،‬والتعود‬
‫على إنجاز أكثر من مهمة في وقت واحد‪ .‬أنت أيضاً تستطيع فعل‬
‫ذلك كله وأكثر منه إن قدرت على أن تُسلِّ َح نفسك بهما‪.‬‬

‫‪‬‬
‫هللا َّنإ ‪ ‬ـــــــــــــــ‪ 51 ‬‬ ‫ىلاعت‬
‫خآِهب ُعضَيو ‪ً ‬اماوقأ باتكلا اذهب ُعفرَي‬

‫ً‬
‫‪ ‬إنَّ اهلل تعاىل يَرفعُ بهذا الكتاب أقواما ‪‬‬
‫‪‬‬
‫ُ‬
‫ويَضع ب ِه آخَرين‬

‫كنت في أحد المسـاجد‬ ‫منـذ بضعة أعوام ع ِق َ‬


‫ب صالة العشـاء ُ‬
‫شيخ ُمتق ٍن‬ ‫ُ‬
‫أ َس ِّم ُع أنا ومجموعة من اإلخوة من القرآن الكريم على ٍ‬
‫له‪ ،‬معه فيه عدة إجازات بالسند المتصل إلى رسول اهلل ﷺ‪.‬‬
‫وكان مـن قـدر اهلل دون إعداد مُسـبق أو ترتيـب أن أجلس في‬
‫ُ‬
‫الحلقة وعن يميني مباشـرة شاب كان تلميذاً عندي يقرأ َّ‬
‫علي من‬
‫القـرآن الكريـم فـي بيتي حين كان طفلاً في المرحلـة االبتدائية‪،‬‬
‫ِ‬
‫القرآن‬ ‫كنت تلميذاً عندهُ أقرأ ُ عليه من‬ ‫وعن يسـاري مُباشـرةً ٌ‬
‫شيخ ُ‬
‫كنت أنا في المرحلة االبتدائية‪.‬‬
‫الكريم في بيته حي َن ُ‬
‫ُ‬
‫وشـيخ‬ ‫فاجتمـع على الشـيخ الذي نقرأ ُ عليه تلمي ٌذ‪ ،‬وشـيخ ُه‪،‬‬
‫شيخ ِه‪.‬‬
‫تجلس‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫أجيـال‬ ‫وعرفـت أن ثالثة‬
‫ُ‬ ‫كنت مكانـ ُه‬
‫مـا أسـعدني لـو ُ‬
‫أمامي في سـاعة واحدة يأخذون عني القرآن‪ .‬أال ما أعظم القرآن‬
‫الـذي حباه ذاك الشـرف العظيـم‪ .‬صدق رسـول اهلل ﷺ‪( :‬إ َّن اهللَ‬
‫الكتاب أقواماً ويض ُع به آخرين)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫يرف ُع بهذا‬
‫‪ 52 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫الطريـف فـي الموضـوع أننـا نحـن األربعـة ‪ -‬بحمـد اهلل رب‬


‫العالميـن ‪ -‬نُعلِّـ ُم كتاب اهلل تعالى منذ أعـوام طويلة‪ ،‬وأربعتنا قرأ‬
‫علينـا آالف الطلبـة‪ ،‬وأربعتنا نحمـل في القرآن الكريم األسـانيد‬
‫متصلة السـند برسـول اهلل ﷺ‪ .‬ولتمام الفائدة ولمزيد من التوثيق‬
‫لهـذه الواقعـة الطريفة والجميلـة التي حدثت ِوفاقـا ال اتفاقاً فإن‬
‫التلميذ األصغر في هذه الحلقة هو ابن الخالة ربيع بن رمضان بن‬
‫بكري‪ ،‬وشيخه عادل بن سيد بن إبراهيم الجندي‪ ،‬وشيخه حسين‬
‫بـن علي بن محمود‪ ،‬وشـيخنا األعلى الـذي تحلَّقنا جميعاً حوله‬
‫للقراءة عليه هو الشيخ عطا بن سعيد بن علم الدين‪ ،‬وأربعتنا من‬
‫قريـة واحـدة‪ ..‬قرية صفط الغربية‪ ،‬مركز الواسـطى‪ ،‬محافظة بني‬
‫سويف‪.‬‬
‫وهذا يدلك على أهمية السند واإلجازة في تلقي العلوم بشكل‬
‫عام‪ ،‬والقرآن الكريم بشكل خاص‪.‬‬

‫‪‬‬
‫؟اهتيمهأ امو ؟ميركلا نآرُقلا ةزاجإ يه ام ‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــ‪ 53 ‬‬

‫‪ ‬ما يه إجازة القُرآن الكريم؟ وما أهميتها؟ ‪‬‬


‫وما شروط الحصول عليها؟‬

‫بشكل عام هي اإلذن من الشيخ للطالب بالرواية عنه‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫اإلجازة‬


‫سـواء كان اإلذن مكتوبـاً أو منطوقـاً‪ ،‬غيـر أنه لم يعُـد في عصرنا‬
‫الحالي يُعترف بغير المكتوب‪.‬‬
‫وإجازة القرآن الكريم هي شهادة مكتوبة و ُموقعة ومختومة من‬
‫الشيخ للطالب تفيد بأنه حافظ لكامل القرآن الكريم‪ ،‬متقن له‪ ،‬قد‬
‫قرأه عليه سـورةً سـورةً‪ ،‬وآي ًة آي ًة‪ ،‬وكلم ًة كلم ًة‪ ،‬وحرفاً حرفاً‪ ،‬مع‬
‫الضبـط واإلتقـان‪ ،‬وبنـاءً عليه فهو ‪ -‬الشـيخ ‪ -‬يشـه ُد أن الطالب‬
‫مُؤهـل إلقـراء وتعليـم غيـره‪ ،‬وبنـاءً عليه أيضـاً فهـي ال تُمنح إال‬
‫للطالب الحافظ المتقن الضابط‪ ،‬سـواء جاء شيخه حافظاً ضابطاً‬
‫مُتقنـاً‪ ،‬أو َّ‬
‫حصـل ذلـك من خلال مُالزمته له وتلقيـه عنه وتعلمه‬
‫على يديه‪.‬‬
‫وأهميتهـا تكمن في كونها تُمحص أهـل القرآن وتميزهم عن‬
‫غيرهم‪ ،‬فالشـيخ ال ُمجاز في القرآن الكريم هو الشـيخ الذي تَل ّقى‬
‫القرآن عن شـيخه‪ ،‬وشـيخه تل ّقاه عن شـيخه‪ ،‬وشـيخ شـيخه عن‬
‫‪ 54 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫بالسند إلى التابعين الذين تلقوا القرآن‬


‫شيخه‪ ،‬وهكذا حتى نصل ّ‬
‫الكريـم عـن الصحابة رضوان اهلل عليهم‪ ،‬وهـم عن أعظم الخلق‬
‫محمد ‪ -‬صلّى اهلل عليه وسلم ‪ -‬وهو عن جبريل‪ ،‬عن رب العزة‬
‫عز وجل‪ .‬خالفاً لمن يحفظ اعتماداً على نفسه فقط‪ ،‬أو من خالل‬
‫االسـتماع إلى القرآن الكريم‪ ،‬دون التَّلَقي عن المشـايخ‪ ،‬والتعلم‬
‫علـى أيديهـم؛ ولذلك قـال العلمـاء قديمـاً‪« :‬ال تأخـذ العلم من‬
‫صحفي‪ ،‬وال القرآن من مُصحفي» أي ال تأخذ القرآن ممن اعتمد‬
‫ُ‬
‫في أخذه له على النظر في المصحف فقط دون تلقيه عن األشياخ‬
‫الضابطين ال ُمتقنين‪.‬‬
‫وإذن فلا يحـق لمن لم يُت ِقـن القرآن الكريم حفظـاً وتالوةً أ ْن‬
‫يتصدَّر لإلقراء ومنح اإلجازات فيه؛ إذ اإلجازة شهادة من الشيخ‬
‫للطالب باإلتقان‪ ،‬فإذا كان الشيخ غير مُتقن ابتداءً فهو غير مؤهل‬
‫ألن يشهد لغيره باإلتقان؛ ذلك أن فاقد الشيء ال يُعطيه!‬
‫وقد كان السلف يتسابقون إلى إجازة الحديث‪ ،‬ويُسافرون في‬
‫سـبيلها األيام والليالي الطوال‪ ،‬وقياسـاً على ذلك فإجازة القرآن‬
‫الكريم أولى وآكد وأعظم شرفاً وأعلى رتبة ومكانة وقدراً‪ ،‬وإنها‬
‫لشـرفٌ عظيـ ٌم واهلل لمـن يحصـ ُل عليها‪ ،‬بـل لعلها أعظـم ما قد‬
‫يحصـ ُل عليـه فـي حياتـه إن كان قـد أخذهـا بحـق وعـن جدارة‬
‫؟اهتيمهأ امو ؟ميركلا نآرُقلا ةزاجإ يه ام ‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــ‪ 55 ‬‬
‫واستحقاق‪ ،‬ال عن تَهاون وتساهل من الشيخ‪ ،‬يكفي أنه بحصوله‬
‫عليهـا يُصبـح مـن ن َقلة القـرآن الكريـم بالسـند المتصـل؛ إذ تُعد‬
‫اإلجازة عملية يتم فيها نقل القرآن الكريم من جيل إلى جيل نقالً‬
‫صوتياً‪.‬‬
‫وأمـا الشـروط اللازم توافرها فـي الطالـب الذي سـيُجاز في‬
‫القـرآن الكريم فهما شـرطا أهـل العلم قديماً وحديثاً قياسـاً على‬
‫تحمل الحديث النبوي‪ ،‬ويتلخصا في‪:‬‬
‫العدالـة‪ :‬بحيث ال يكون الطالب ُمشـتهراً بفسـق‪ ،‬أو بدعة‪ ،‬أو‬
‫ارتكاب كبيرة‪ ،‬أو إصرا ٍر على صغيرة‪ ،‬أو نحو ذلك‪.‬‬
‫الضبط‪ :‬بحيث ال يكون كثير الخطأ والسهو والنسيان‪ ،‬ضابطاً‬
‫لحفـظ القرآن الكريـم‪ُ ،‬متقناً لتالوته‪ ،‬عالمـاً بأحكام التجويد من‬
‫الناحيـة النظرية‪ ،‬قادراً على تطبيقها حـال قراءته نظراً للمصحف‬
‫أو غيباً‪.‬‬

‫‪‬‬
‫؟هتيمهأ امو »يلاعلا دنسلا« ىنعم امو دنسلا ام ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــ‪ 57 ‬‬

‫‪ ‬ما السند وما معىن «السند العايل» وما أهميته؟ ‪‬‬

‫السـند هو سلسـلة الرواة الذين تلَ ّقى الشـيخ عنهـم الرواية أو‬
‫القـراءة إلـى النبـي ‪ -‬ﷺ ‪ -‬فهـو يأخـذ عن شـيخه‪ ،‬وشـيخه عن‬
‫شـيخه‪ ،‬وهكـذا وصـوالً للنبي ‪ -‬ﷺ ‪ -‬فهذه السلسـلة من الرواة‬
‫تس َّمى سنداً‪.‬‬
‫والسـند العالـي هو الذي يكون عدد الرجـال أو الرواة فيه بين‬
‫الشيخ وبين النبي ‪ -‬ﷺ ‪ -‬قليل‪ ،‬فكلما كان العدد أقل كان السند‬
‫أعلى وأقوى‪ ،‬واحتمالية الخطأ فيه أقل؛ ذلك أن احتمالية الخطأ‬
‫في السلسلة التي عدد الرواة فيها قليل يكو ُن أقل مما لو كان عدد‬
‫الـرواة فيهـا عـدد كبيـر‪ ،‬والفقيـر إلـى اهلل ‪ -‬تعالـى ‪ -‬كاتـب هذه‬
‫السـطور سـنده في القرآن الكريم‪ ،‬وكذا في متون التجويد (تحفة‬
‫األطفال ‪ -‬المقدمة الجزرية ‪ -‬السلسـبيل الشـافي ‪ -‬رسـالة قصر‬
‫المنفصل لحفص من طريق الطيبة) من أعلى األسانيد في العالم‬
‫حسب ما قرره علماء القراءات واألسانيد‪ ،‬والحمد هلل على ذلك‪.‬‬
‫وأمـا أهميتـه فهي تكمن كما سـبق في أن احتماليـة الخطأ في‬
‫السـند العالـي تكون أقـل‪ ،‬وهـذا وإن كان ُمنتفياً في شـأن القرآن‬
‫‪ 58 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫الكريـم؛ ألن الخطأ غير وارد فيه سـواء كان السـند عالياً أو نازالً‬
‫إال أن العلماء وطلبة العلم منذ قديم كانوا يحرصون على السـند‬
‫العالي فيه وفي السنة النبوية على ح ٍّد سواء‪.‬‬
‫ويُدلـك علـى أهمية علو السـند بشـكل عام سـواء فـي القرآن‬
‫الكريـم أو السـنة النبوية أو الكتب المروية أقـوال كثي ٍر من علماء‬
‫السلف عليهم رحمات اهلل‪.‬‬
‫«طلب‬
‫ُ‬ ‫فهـذا اإلمـام أحمد بـن حنبل رحمـه اهلل تعالى يقـول‪:‬‬
‫اإلسناد العالي ُسنّة عمن سلف» وجمهور العلماء على أن السند‬
‫العالـي أفضـل من النازل إذا تسـاويا في القوة؛ ولهـذا وغيره كان‬
‫طلبـة العلـم يرحلون الليالـي واأليام يقطعـون األرض فيها طوالً‬
‫ٍ‬
‫خالف أو نكير‪.‬‬ ‫وعرضاً طلباً لإلسناد العالي دون‬
‫ب‬ ‫فر ّ‬
‫ولزم في األخير أن أنبه على أن العبرة بالضبط واإلتقان‪ُ ،‬‬
‫طالـب علم سـنده نـازل أتقن للقرآن وأضبط من بعض من يُشـا ُر‬
‫إليهم بالبنان من أصحاب األسانيد العالية‪ ،‬واهللُ تعالى لن يَسألك‬
‫حيـن تلقاه عن عُلو سـندك فـي القرآن‪ ،‬وإنما عـن ضبطك له من‬
‫أنقلب في آخر حديثي على‬
‫ُ‬ ‫ولست‬
‫ُ‬ ‫عدمه‪ ،‬وعملك به أو العكس‪،‬‬
‫أولـه‪ ،‬وإنمـا أُنبه فقط على أن العبرة باإلتقان‪ ،‬فإن اجتمع مع علو‬
‫السند فهو الغاية‪ ،‬واهلل ‪ -‬تعالى ‪ -‬من وراء القصد‪.‬‬
‫ ميركلا نآرُ لقا ِةَظَ فَحل ةفِّرشُم جذامن ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ 59 ‬‬

‫‪ ‬نماذج مُرشِّفة حلَفَظَةِ القُرآن الكريم ‪‬‬

‫مما يشـح ُذ الهمة‪ ،‬ويُحفز على الحفظ‪ ،‬النظر في أخبار َح َف َظة‬


‫وقـراء القـرآن الكريـم‪ ،‬أنصحك بذلك كلما شـعرت من نفسـك‬
‫َّ‬
‫مللاً أو كسلاً أو فتـوراً‪ ،‬ومما أنصحك به في هـذا الصدد كتاب‬
‫«شـذا الياسـمين من أخبـار المعاصرين في القـرآن الكريم وقيام‬
‫الليل» للشيخ عبد اهلل بن زعل العنزي‪ ،‬وهو متوفر على العنكبوتية‪،‬‬
‫صـدَّر كتابه بالحديث عن فضل القـرآن الكريم‪ ،‬وقراءته‪ ،‬وأهله‪،‬‬
‫واألمـر بتعاهده‪ ،‬واألسـباب المعينة على قراءته‪ ،‬ثم َشـحن كتابه‬
‫بطائفة كبيرة من المعاصرين‪ ،‬الذين لهم حال يُحسـدون عليه مع‬
‫القرآن الكريم حفظاً وتالوةً‪ .‬‬
‫واآلن أذكـر لـك بعض النمـاذج لتكون عوناً لك على شـحذ‬
‫همتـك‪ ،‬ودفعك نحو القـرآن الكريم وحفظه بأقصى ما تسـتطيع‬
‫وتقـدر عليـه‪ ،‬لكني لـن أذكر لك نماذج مـن الصحابة فتقول لي‪:‬‬
‫هؤالء أصحاب رسول اهلل ﷺ فأين نحن منهم!‬
‫ولن أذكر لك نماذج من السلف فتقول لي‪ :‬زمانهم غير زماننا‪،‬‬
‫و ُمغريات زماننا أضعاف مغريات زمانهم!‬
‫‪ 60 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫ولـن أذكـر لـك نماذج مـن العلماء وطلبـة العلـم المعاصرين‬


‫فتقـول لـي‪ :‬هؤالء نذروا حياتهم كلها للعلـم والقرآن‪ ،‬لكن نحن‬
‫عوام‪ ،‬لنا أعباء أخرى كثيرة في حياتنا فوق ذلك‪.‬‬
‫أنـا سـأذكر لـك نمـاذج مختلفة ألنـاس مثلك تمامـاً‪ ،‬في مثل‬
‫ظروفك وربما ظروف حياتهم أعقد منك بمراحل‪ ،‬كلهم عرفته‪،‬‬
‫وحادثتُه‪ ،‬بل واختبرته؛ ذلك أن جميعهم من المشتركين في دورة‬
‫«حفـظ القـرآن الكريـم عبـر الهاتف» التي يُشـرف عليهـا الفقير‪،‬‬
‫بعضهـم ملتحـ ٌق بالـدورة منـذ أشـهر‪ ،‬وبعضهـم ملتحـق بها منذ‬
‫أعـوام‪ ،‬والحاصـل أن جميعهـم مثلـك تمامـاً‪ ،‬من نفـس زمانك‬
‫ومجتمعـك وربمـا بيئتـك‪ ،‬بعضهـم فـي مثـل ِسـنك‪ ،‬وبعضهـم‬
‫يكبـرك‪ ،‬وبعضهم أكبر منك‪ ،‬فـإن كان يُغريك الهاتف واإلنترنت‬
‫فهـو يُغريهـم أيضا‪ ،‬وإن كان لك أسـرة تقوم عليهـا وتعولها فهم‬
‫أيضا لهم‪ ،‬وإن كان يشـغلك غير ذلك فهو يشـغلهم أيضا‪ ،‬ورغم‬
‫ذلك لم يتذ َّرعوا بشيء من ذلك كله وانصرفوا إلى القرآن الكريم‬
‫بقدر طاقتهم وما يقدرون عليه‪ ،‬وإليك بيان ذلك‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -1‬من النماذج الرائعة والمشرفة معي في دورة «حفظ القرآن‬
‫الكريـم عبـر الهاتـف» الدكتورأحمد أبوشـادي‪ ،‬الدكتـور أحمد‬
‫ ميركلا نآرُ لقا ِةَظَ فَحل ةفِّرشُم جذامن ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ 61 ‬‬
‫طبيـب صيدلي‪ ،‬وهـو من أقدم المشـتركين معي فـي دورة حفظ‬
‫القرآن الكريم عبر الهاتف‪ ،‬األعذار عن الحفظ أمامه كثيرة بحيث‬
‫لو أراد عذراً لن يتعب في البحث عنه‪ ،‬فهو أوال سنه فوق الثالثين‪،‬‬
‫وثانيـاً مُغتـرب‪ ،‬وثالثـاً متـزوج‪ ،‬ورابعـاً أب‪ ،‬ويجـد صعوبـة في‬
‫الحفـظ لهـذه األسـباب وغيرها‪ ،‬وفـوق جميع ما سـبق فهو يقرأ‬
‫علي مرتين فقط في الشهر‪ ،‬وربما قرأ في شهر كامل مرة واحدة‪.‬‬
‫َّ‬
‫ولكن‪ ..‬ورغم جميع هذه المثبطات‪ ،‬ومع كل هذه المعوقات‬
‫فهـو ملتـزم بالحفظ وإن كان يسـيراً‪ ،‬متعهد للمراجعـة ال يوقفها‬
‫مهما كانت الظروف‪ ،‬مُعظم لشـيخه الذي هو أنا رغم أنه يكبرني‬
‫سناً ومكانة وقدراً‪.‬‬
‫علي (عشرة أجزاء) بناء على‬‫اختبرته عدة مرات في محفوظه َّ‬
‫رغبتـه‪ ،‬ورغـم حفظـه القوي‪ ،‬بل القـوي جداً فهو غيـر واثق فيه‪.‬‬
‫قلـت له سـأجعل أحـد أحفظ أبنـاء بلدتنا هو من يقـوم باختبارك‬
‫المرة القادمة‪ ..‬وبالفعل كلمت الشيخ ربيع‪ ،‬تلميذي وابن خالتي‬
‫وصديقي أيضاً وطلبت منه أن يختبره في غير حضوري ويخبرني‬
‫بالنتيجة‪ ،‬وربيع لديه أسـئلة تعجيزية ال حصر لها‪ ،‬وقد طلبت أنا‬
‫شـخصيًّا منه أن يختبرني غير مرة‪ ،‬وكانت بعض أسـئلته تجعلني‬
‫اتصلت بربيع بعد االختبار أسأله ماذا‬
‫ُ‬ ‫أدور حول نفسي‪.‬الشـاهد‪:‬‬
‫‪ 62 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫فعل الدكتور أحمد في االختبار؟ فقال لي‪ :‬ما كنت أظن أن أحداً‬
‫يحفـظ القرآن بهذا الشـكل‪ ،‬كأنه كمبيوتر‪ ،‬حتى المتشـابهات لم‬
‫يُخطئ في كلمة واحدة فيها كلها‪ ،‬ولم أ َ ُردَّهُ في كلمة أو حرف من‬
‫أول االختبـار إلـى نهايتـه‪ ،‬حقيقة أذهلني‪ .‬كذا قـال لي بالحرف‪.‬‬
‫تعاملت معه عشرات المرات‪ ،‬لديه عوائق‬
‫ُ‬ ‫هذا نموذج أقدمه لكم‬
‫كثيرة‪ ،‬سـنه ليس بالصغير‪ ،‬مقدار حفظه غير كبير‪ ،‬ويُسـمع مرتين‬
‫فقط في الشهر‪ ،‬ورغم ذلك أنجز ما قد قرأتموه‪ ..‬عشرة أجزاء ال‬
‫يخطئ في حرف واحد فيهم‪ ،‬فقط باستمراره‪ ،‬بل هو اآلن ‪ -‬حتى‬
‫لحظة كتابتي هذا الكتاب ‪ -‬يحفظ قريباً من نصف القرآن الكريم‪،‬‬
‫وقد اختبرته في محفوظه مرات ومرات‪ ،‬ودائما نتائجه مشرفة‪.‬‬
‫‪ -2‬مـن النمـاذج الرائعـة معـي أيضاً فـي دورة «حفـظ القرآن‬
‫الكريـم عبـر الهاتـف» المهندسـة عائشـة‪ :‬مـا شـاء اهلل عليها‪ ،‬لم‬
‫تتخلف عن التسـميع يوماً قط منذ بدأنا اللهم إال مرة واحدة فقط‬
‫ولعـذر قاهـر‪ ،‬مواعيدها مضبوطة بالثانية‪ ،‬فلا تتقدم عن الموعد‬
‫دقيقـة وال تتأخـر عنـه دقيقـة‪ .‬ما شـاء اهلل عليها تُسـ ِّمع فـي المرة‬
‫الواحدة ‪ 12‬ربعًا (جزء ونصف) بواقع مرتين في كل أسبوع‪ ،‬أي‬
‫ستة أجزاء شهريّاً‪.‬‬
‫ورغم أنها تخرجت في كلية الهندسة وعلى مشارف االلتحاق‬
‫ ميركلا نآرُ لقا ِةَظَ فَحل ةفِّرشُم جذامن ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ 63 ‬‬
‫بكلية دار العلوم‪ ،‬وكونها زوجة‪ ،‬وكونها حامل في الشهر الثامن‪،‬‬
‫وكونهـا طالبـة علـم ولهـا أعباء أخـرى فوق مـا ذكـرت‪ ،‬إال أنها‬
‫ملتزمـة بالحفظ والضبـط والمراجعة‪ ،‬وكانت درجـة ضبطها في‬
‫علي كامل‬
‫كل االختبـارات التـي أجريـت لها ‪ %100‬وقد قـرأت َّ‬
‫القرآن الكريم بحمد اهلل تعالى من الفاتحة إلى الناس‪ .‬حقيقة هي‬
‫عـري كل مـن يدّعـون أنهـم ال‬
‫نمـوذج يُحتـذى بـه‪ ،‬يكشـف ويُ ّ‬
‫يمتلكـون وقتـاً لحفـظ أو مراجعـة القـرآن الكريـم‪ .‬ألن الوقـت‬
‫موجود‪ ،‬غير الموجود هو العزيمة والجدّية وال شيء آخر!‬
‫‪ -3‬من المجتهدات ً‬
‫أيضا معي في دورة «حفظ القرآن الكريم‬
‫عبـر الهاتف» الدكتورة رحـاب ربيع‪ ،‬الدكتـورة رحاب متخرجة‬
‫الحظت أنهـا ال تكاد تُخطئ في حرف‬
‫ُ‬ ‫حديثـاً فـي كلية الصيدلة‪،‬‬
‫أو تشـكيل ٍة في أثناء تسـميعها ّ‬
‫علي لمتن المقدمـة الجزرية‪ ،‬رغم‬
‫أنهـا تُسـ ّمع أبياتـاً غيـر قليلة منها فـي كل مرة‪ ،‬والـذي أعرفه أنها‬
‫تحفظهـا ألول مـرة فـي حياتها‪ ،‬ولما سـألتها عن طريقـة حفظها‬
‫قالت لي ما نصه‪:‬‬
‫أقـوم بحفـظ البيـت الواحد‪ ،‬ثم أكـرره أربعين مـرة‪ ،‬ثم أحفظ‬
‫الـذي يليـه‪ ،‬ثم أكرره أربعين مرة‪ ،‬ثم أكرره هو والبيت األول معاً‬
‫أربعيـن مرة‪ ،‬ثـم أحفظ البيت الثالـث‪ ،‬ثم أكـرره أربعين مرة‪ ،‬ثم‬
‫‪ 64 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫أضمـه إلى البيت األول والثاني فأكررهم معاً جميعاً أربعين مرة‪،‬‬
‫وهكـذا حتـى أصل إلـى البيت األخير الـذي أود حفظه‪ .‬سـألتها‬
‫جباً من إصرارها وإرادتها التي لم ينل منها الملل شأن‬
‫جباً ُمع َ‬
‫ُمتع ِّ‬
‫الكثيرين‪ :‬فكيف تحفظين ِوردك من القرآن؟‬
‫قالـت‪ :‬بنفـس الطريقة‪ ،‬أحفـظ اآلية جيداً‪ ،‬ثـم أكررها أربعين‬
‫مـرة‪ ،‬ثم أحفظ التـي تليها‪ ،‬ثم أكررها أربعين مرة‪ ،‬ثم أضمها إلى‬
‫األولـى وأكررهمـا معـاً أربعين مـرة‪ ،‬ثم أحفـظ اآليـة الثالثة‪ ،‬ثم‬
‫أكررهـا أربعيـن مرة‪ ،‬ثم أكررهـا مع اآلية األولـى والثانية أربعين‬
‫مـرة‪ ،‬وهكـذا حتى أصل إلى آخر آية في الـورد الذي أود حفظه‪،‬‬
‫علماً بأن وردها في بعض األيام يتجاوزالخمسة أوجه!‬
‫فتخيل حجم المجهود الذي تبذله‪ ،‬وعدد مرات التكرار!‬
‫حقيقة أعظمتها وأكبرتها في نفسي؛ ذلك أنني أعلم أن التحدي‬
‫بالنسـبة لهـا لَـم يكن فقط فـي التغلب على الملل الذي ينشـأ من‬
‫كثـرة التكـرار‪ ،‬وإنما ألني أعلم أيضـاً أنها ُملتزمـة خارج الحفظ‬
‫بأعبـاء كثيرة‪ ،‬كعملها طبيبة صيدالنية‪ ،‬ومذاكرتها الجانبية حرصاً‬
‫على تطوير نفسـها أكثر بعد تخرجهـا‪ً ،‬‬
‫فضل عن التزاماتها داخل‬
‫ِ‬
‫مضيت‬ ‫بيتهـا‪ ،‬فللـه درها‪ ،‬قلت لها عقب ما سـمعته منها‪ :‬إنك لو‬
‫علـى هـذه الطريقـة حتـى نهايـة القـرآن مـع التزامـك بالمراجعة‬
‫ ميركلا نآرُ لقا ِةَظَ فَحل ةفِّرشُم جذامن ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ 65 ‬‬
‫للمحفـوظ القديـم سـتختمين ختمـة قويـة يُصبـح القـرآن بعدها‬
‫منقوشاً في صدرك‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن المجتهدين معي أيضاً في دورة «حفظ القرآن الكريم‬
‫عبر الهاتف» الشـيخ تامر طه‪ ،‬الشـيخ تامر في مسـابقة تنافسية بين‬
‫المشتركين في الدورة في سورة البقرة حصل في االختبار الخاص‬
‫بهـا على مجمـوع ‪ %100‬علماً بأنه الوحيد الذي حصل على هذه‬
‫الدرجة‪ ،‬العجيب أنه كان يُجيب بشكل مذهل وسريع‪ ،‬سواء حين‬
‫يَسـرد‪ ،‬أو حين يُجيب على المتشـابهات‪ ،‬أو حين ينسـب اآليات‬
‫ألرباعهـا التـي وردت فيها‪ ،‬وسـأترك نهاية الكتـاب بعض نماذج‬
‫االختبارات والمسابقات لسورة البقرة؛ لتعلم أن المسابقة لم ت ُكن‬
‫سهلة‪ ،‬بل أكثر منافسيه أصالً كانوا من حفظة القرآن الكريم كامالً‪،‬‬
‫وكان منهم أئمة مسـاجد‪ ،‬ورغم ذلك تفوق عليهم جميعاً‪ ،‬بل لم‬
‫أصوب له كلمة واحدة في كافة االختبار‪ ،‬ولما سألته عن ذلك قال‬
‫لي‪ :‬واهلل يا شـيخ من ِعشـاء البارحة وحتى لحظة االختبار ‪ -‬أكثر‬
‫من عشر ساعات ‪ -‬لم أترك المصحف من يدي‪ ،‬أراجع‪ ،‬وأضبط‬
‫المتشابهات‪ ،‬وأسرد على زوجتي‪.‬‬
‫ومـن الجديـر بالذكـر أنه في الشـهر التالي دخل معي مسـابقة‬
‫سور‪( :‬البقرة ‪ -‬آل عمران ‪ -‬النساء ‪ -‬المائدة ‪ -‬األنعام)‪ ،‬وحصل‬
‫‪ 66 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫أيضا على مجموع ‪ %100‬عن جدارة واستحقاق‪ ،‬فلله أبوه‪ ،‬كما‬


‫أنه في جميع االختبارات والمسـابقات التي خاضها معي ‪ -‬حتى‬
‫لحظـة كتابـة هذا الكتـاب ‪ -‬على ما بهـا من أسـئلة يراها البعض‬
‫تعجيزية ‪ -‬وليست كذلك ‪ -‬كانت نتيجته فيهم جميعا ‪%100‬‬
‫سألته متى تراجع وتتجهز لالختبار؟ قال‪ :‬يوم أنجح معك في‬
‫اختبار يا شيخ فإني في اليوم الذي يليه أبدأ في التجهز بالمراجعة‬
‫والحفـظ لالختبـار التالي‪ .‬هلل دره‪ ،‬بهذه النفسـية وذلكم اإلصرار‬
‫يُنال الحفظ‪.‬‬
‫ومما يَجد ُر ذكره هنا أنه ‪ -‬ما شاء اهلل عليه ‪ -‬منذ أيام قليلة قام‬
‫بتالوة القرآن الكريم كامالً من الفاتحة إلى الناس‪ ،‬في يوم واحد‪،‬‬
‫ليـس هذا هو اإلنجـاز‪ ،‬فكثيرون يفعلون ذلك؛ لكـن اإلنجاز أنه‬
‫فعـل ذلك أثناء سـفره من القاهـرة إلى اإلسـكندرية ذهابا وإيابا‪،‬‬
‫فقرأ في الذهاب سبعة عشر جزءا‪ ،‬وفي اإلياب ثالثة عشر جزءا‪،‬‬
‫وتناقلـت بعض المواقع الخبر تحفيزا للشـباب على مثل صنيعه‪،‬‬
‫ْ‬
‫وكـذا العديـد مـن وسـائل التواصـل االجتماعي‪ ،‬وكان مـن أدبه‬
‫وتواضعـه أن أرسـل لـي يخبرنـي أن العبـد الفقيـر ودورة «حفظ‬
‫القـرآن الكريـم عبـر الهاتـف» التي يُشـرف عليها كان لهـا الدور‬
‫األكبـر في هذا اإلنجاز‪ ،‬وتوطيد صلتـه بالقرآن الكريم‪ ،‬قلت له‪:‬‬
‫ ميركلا نآرُ لقا ِةَظَ فَحل ةفِّرشُم جذامن ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ 67 ‬‬
‫بـل هو فضل اهلل أوال‪ ،‬ثـم اجتهادك‪ .‬وهذا ح ٌّق وصد ٌ‬
‫ق‪ ،‬بارك اهلل‬
‫فيـه‪ ،‬وأدام عليـه نعمة القرآن الكريم‪ ،‬والتعلق به‪ ،‬والعكوف عليه‬
‫تالوةً وحفظاً ومراجع ًة وتعلماً وعمالً‪.‬‬
‫‪ -5‬ومن المشتركات معي في دورة «حفظ القرآن الكريم عبر‬
‫الهاتـف» المجتهدات جدا اآلنسـة والء فرحـات‪ ،‬والء طالبة في‬
‫كليـة اللغـات والترجمـة‪ ،‬فـي أقـل من عشـرة أيـام مـن التحاقها‬
‫علي‪،‬‬
‫بالـدورة كانـت قـد انتهت من تسـميع أكثر من ربع القـرآن ّ‬
‫ليس تسميعاً عابراً‪ ،‬ولكن تسميعاً قوياً في غاية اإلتقان‪ ،‬تم اختبار‬
‫علي خالل العشـرة أيـام (أكثر من ربع‬
‫والء في جميع ما سـ ّمعته ّ‬
‫القرآن) اختباراً عسـيراً‪ ،‬كله من أوله إلى آخره في المتشـابهات‪،‬‬
‫بعـض األسـئلة كانـت متشـابهة مع خمسـة مواضـع مثلاً كقوله‬
‫تعالى‪« :‬مُصدقًا لما بين يديه» فأتت تقريباً بجميع المواضع‪ .‬أقول‬
‫لهـا‪« :‬قلوبنا غلف» فتأتي بجميع المواضع وتكمل بعدها‪ .‬وعلى‬
‫هذا ف ِقس‪ ،‬ما شاء اهلل‪ ،‬وال خطأ واحد في كامل االختبار‪ ،‬فكانت‬
‫نتيجـة اختبارها ‪ %100‬مسـتحقة للجائزة كمـا هو مقرر لمن يبلغ‬
‫درجـة ‪ %100‬فـي أي اختبار‪ ،‬فاختارت أن تكـون جائزتها عبارة‬
‫عن شـهادة مكتوبة مني تفيد حفظها لجميع ما س ّمعته علي‪ .‬قلت‬
‫حاولت تعجيـزك حتى ال تحصلي على‬
‫ُ‬ ‫لهـا نهايـة االختبار‪ :‬واهلل‬
‫العالمة الكاملة فأعجزتني ِ‬
‫أنت!‬
‫‪ 68 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫‪ً -6‬‬
‫أيضـا من المشـتركات المجتهدات معـي في دورة «حفظ‬
‫القـرآن الكريـم هاتفيًّـا» الدكتورة سـلوى عبد الباسـط‪ ،‬الدكتورة‬
‫سـلوى طالبـة فـي السـنة األخيـرة فـي كلية طـب األسـنان‪ ،‬وقد‬
‫فاختارت أن تكون‬
‫ْ‬ ‫حصلت في آخر اختبار لها على درجة ‪%100‬‬
‫جائزتهـا يـوم تسـميع إضافـي‪ ،‬فقلـت لهـا‪ :‬اتصلي يـوم الجمعة‬
‫وس ِّمعي‪.‬‬
‫اتصلـت فعليـا‪ ،‬وبعد أن بدأت التسـميع بقليل قلت لها ألنهي‬
‫المكالمـة سـريعاً ألنـي كنت مشـغوالً‪ :‬سـتتوقفين مـع أول خطأ‬
‫تقعيـن فيـه‪ .‬فسـ ّمعت سـاعة كاملة‪ ..‬سـاعة كاملة حـدراً ‪ -‬قراءة‬
‫تعبت أنا‬
‫ُ‬ ‫سـريعة ‪ -‬لم تُخطئ في حرف واحد في التسـميع حتى‬
‫قلت نعـم ولكني‬
‫فقلـت لهـا‪ :‬يكفي‪ .‬قالـت‪ :‬لم أخطئ يا شـيخ‪ُ .‬‬
‫مشغول‪ .‬فأنهينا التسميع على أن يكون لها عندي خطأ في تسميع‬
‫جائزتها القادم‪ ،‬فلله درها‪.‬‬
‫‪ -7‬األسـتاذ ربيع كامل‪ ..‬األسـتاذ ربيع كان معي في الشـركة‬
‫التـي أعمـل بها‪ ،‬وهو أصال ‪ -‬بقدر اهلل ‪ -‬مـن بلدتنا‪ ،‬ورغم ذلك‬
‫فأول مرة أراه فيها في حياتي كانت في الشـركة‪ ،‬وسـبب ذلك أنه‬
‫ظ َّل زماناً طويالً يعمل خارج مصر‪ ،‬ولما عاد إلى مصر كان يعمل‬
‫في القاهرة‪ ،‬والشـاهد أننا تصاحبنا بشـكل كبيـر‪ ،‬وقويت عالقتنا‬
‫ ميركلا نآرُ لقا ِةَظَ فَحل ةفِّرشُم جذامن ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ 69 ‬‬
‫وأدركت أن في‬
‫ُ‬ ‫وعرفت عنه الكثيـر‪،‬‬
‫ُ‬ ‫وتطـورت في فتـرة وجيزة‪،‬‬
‫حياتـه الكثيـر والكثير من المآسـي والصدمات التي كنت أشـفق‬
‫علي‬
‫علي القرآن الكريم‪ ،‬واشـترط َّ‬ ‫عليه منها‪ ..‬إلى أن بدأ يحفظ َّ‬
‫علي كونـه أكبر مني بقرابة العشـرين‬
‫أن أنسـى في مسـألة حفظـه َّ‬
‫عامـا‪ ،‬وكونه أصال مديري المباشـر في العمـل‪ ،‬وأن أتعامل معه‬
‫كأقـل طالـب عنـدي ‪ -‬وليس في طلبتـي قليل ‪ -‬وبالفعـل بدأنا‪،‬‬
‫وقطع معي شـوطاً‪ ،‬وكان مواظباً على الحفظ والمراجعة بشـكل‬
‫مثالـي‪ ،‬إلـى أن جاءنـي يومـاً في موعد التسـميع ليعتـرف بأنه لم‬
‫يحفظ شيئاً‪ ،‬وكان حزيناً آسفاً‪ ،‬ثم قام فجأة بخلع حذائه ومناولتي‬
‫إياه‪ ،‬هكذا فعل واهلل‪.‬‬
‫سألته مندهشا ما هذا؟! قال‪ :‬لتضربني به جزاء تقصيري‪ ،‬فإني‬
‫أسـتحق ذلك وأكثر منه‪ .‬قلت معاذ اهلل‪ .‬ولكني في نفسـي أكبرته‬
‫وأعظمتـه‪ ،‬وعرفـت أنه لم يَه َّم بذلك الفعل إال لنية عظيمة داخله‬
‫مُنعقدة على حفظ القرآن الكريم‪ ،‬وتعظيم كبير في نفسـه لشـيخه‬
‫وإن كان يصغـره بقرابـة العشـرين عامـاً‪ ،‬وإن كان مديـراً لـه فـي‬
‫العمل‪.‬‬
‫‪ -8‬وهذه اآلنسـة أميرة أشـرف‪،‬حدث وعاقبتُها مرة بالحرمان‬
‫من التسميع مدة أسبوع كامل ل ُمخالف ٍة وقعت فيها‪ ،‬وكانت حينها‬
‫‪ 70 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫فاعتذرت اعتذاراً شـديداً‪ ،‬ثم راسـلتني وهي‬


‫ْ‬ ‫فـي الثانوية العامة‪،‬‬
‫باكية‪:‬‬
‫«باهلل عليك ال تقطعني عن القرآن فأنا في أمس الحاجة إليه»‬
‫المسـت جملتهـا شـغاف قلبـي‪« ،‬بـاهلل عليـك ال تقطعني عن‬
‫ْ‬
‫فاسـتحييت مـن اهلل أن أكون‬
‫ُ‬ ‫القـرآن فأنـا في أمـس الحاجة إليه»‬
‫أسـقطت عنها االشـتراك‬
‫ُ‬ ‫فألغيـت قراري‪ ،‬ثم‬
‫ُ‬ ‫سـبب قطعهـا عنه‪.‬‬
‫الذي تدفعه على أن تشتري بقيمته هدي ًة لنفسها‪.‬‬
‫مثلُها ح ُّقه أ ْن يُكر َم ال أ ْن يُعاقب‪.‬‬
‫‪ -9‬وهـذه اآلنسـة حنـان عبـد اهلل‪ ،‬للمـرة الثالثة علـى التوالي‬
‫تحصـل على النتيجة النهائية ‪ %100‬أي أنها أجابت على خمسـة‬
‫عشر سؤاالً أكثر من نصفهم في المتشابهات‪ ،‬وفيهم أسئلة سرد‪،‬‬
‫يعني تُس ِّمع في السؤال الواحد بالصفحات‪ .‬ومع ذلك لم أصوب‬
‫لها كلمة واحدة فيهم جميعا‪ .‬اللهم بارك‪.‬‬
‫سـألتها عقب اختبارها األخير مُندهشا من متانة حفظها‪ :‬كيف‬
‫تراجعين؟‬
‫قالت‪ :‬يوميا بال اسـتثناء أراجع من سـاعة إلى سـاعة ونصف‪،‬‬
‫مـع التركيز على المتشـابهات‪ ،‬ويـوم االختبار أراجـع من الفجر‬
‫ ميركلا نآرُ لقا ِةَظَ فَحل ةفِّرشُم جذامن ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ 71 ‬‬
‫حتى موعد اختباري‪( .‬حوالي أربع ساعات)‪ .‬قلت‪ :‬هكذا الجدية‬
‫في الحفظ والمراجعة وإال فال‪.‬‬
‫عرفت بعد ذلك أن والدتها وافتها المنية قبل التحاقها بالدورة‬
‫ُ‬
‫فقـررت االلتحاق بالـدورة وحفظ القرآن‬
‫ْ‬ ‫بأقل من شـهر واحـد‪،‬‬
‫الكريـم وتعهـده بالمراجعـة؛ ليكون فـي موازين حسـناتها‪ ،‬فنعم‬
‫ت‪.‬‬
‫بر ْ‬
‫األم التي ربَّت‪ ،‬ونعم البنت التي َّ‬
‫‪ -10‬وهذه األستاذة حنان العشماوي‪ ،‬وأكتفي بما نشرتُه عنها‬
‫علـى صفحتـي علـى الفيـس بـوك يـوم اختبـاري لها فـي إحدى‬
‫مسابقات الدورة وهذا نَصه‪:‬‬
‫(الحاصلـة على المركز األول فـي دورة «حفظ القرآن الكريم‬
‫عبـر الهاتف» المسـتوى األول (اختبار سـورة البقـرة) من مواليد‬
‫السـبعينات‪ ،‬أجابـت علـى اختبـار كثيـر ممـن سـألتهم فيـه مـن‬
‫المشـتركين في الدورة وفي المسابقة ككل كان تعليقهم‪ :‬يا شيخ‬
‫هذا اختبار تعجيزي‪ ..‬أنت ال تُريد أن ينجح أحد؟!‬
‫أمنـا الفاضلـة أجابـت عليـه كامالً بـدون خطأ واحد بسالسـة‬
‫وانسـيابية شـديدة‪ ،‬تقـول لي‪ :‬هذه اآلية في صفحـة كذا‪ ،‬في آخر‬
‫صفحة فيها‪ ،‬واآلية التي تُقابلها ُمباشرةً في الصفحة األخرى هي‬
‫‪ 72 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫آية كذا‪ .‬تَخيل أني أسألها بالكلمة‪ ..‬يعني‪ :‬أكملي من قوله تعالى‪:‬‬
‫(وأضع كلمة واحدة)‪ .‬وتجيب‪.‬‬
‫أسـألها في نهاية آيات‪ ،‬يعني أكملـي مثال من قوله تعالى‪« :‬أن‬
‫اهلل سميع بصير» إلى قوله تعالى «إن اهلل سميع بصير» فتجيب‪.‬‬
‫ص ِدمـت من أجوبتهـا‪ ،‬تعرفون لماذا؟ ألني فـي أول االتصال‬
‫ُ‬
‫قبل أن أشرع في األسئلة قلت لها‪ :‬حتى ال يكو َن في األمر ضغط‬
‫ِ‬
‫عليك أو حرج لن أضع اسمك في فريق البنات‪( .‬المسابقة عبارة‬
‫عن ‪ 13‬فتاة ضد ‪ 13‬شابا) حتى ال تأتين بدرجة مُتدنية فتُحرجي‬
‫نشـرت اسـمك‪ ،‬ويُعلقون عليك سـبب الخسـارة إن‬
‫ُ‬ ‫أمامهـم إن‬
‫حـدث وخسـروا‪ .‬مـا أغلظنـي‪ ..‬كيف أصلا قلت لها هـذا‪ ،‬هذا‬
‫حرج أشد‪ .‬كأني أقول لها‪ :‬ال تحاولي‪ ،‬أنت راسبة ال محالة‪.‬‬
‫علي؟ قالت لي‪ :‬الذي تراه يا شيخ!‬
‫فماذا كان ردها َّ‬
‫رأيتم األدب؟ رغم أنها تكبرني سناً وفضالً‪.‬‬
‫وبدأ االختبار فكانت الصدمة‪ .‬كمبيوتر‪ .‬قلت لها‪ :‬كيف بلغت‬
‫هـذا المسـتوى؟ قالت‪ :‬إنني أحب سـورة البقرة حبـاً ال تتصوره‪،‬‬
‫مُرتبطـة بهـا‪ ،‬ولو رأيـت مُصحفي لعرفت حجـم الجهد المبذول‬
‫منـذ زمـان لضبطها‪ ،‬وإننـي ال أتمنـى إال أن ألقـى اهلل تعالى بهذا‬
‫الجهد المبذول فيها‪.‬‬
‫ ميركلا نآرُ لقا ِةَظَ فَحل ةفِّرشُم جذامن ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ 73 ‬‬
‫ألست واضع االختبار؟‬
‫ُ‬ ‫ألسـت شيخكم الذي تُس ِّمعون عليه؟‬
‫ُ‬
‫واهلل إنهـا حافظـة لما اختبرتها فيه أفضل مـن حفظي أنا له‪ .‬أعلن‬
‫حصولهـا علـى المركـز األول‪ ،‬كما وعلى العـام أعتذر من مطلع‬
‫مكالمتـي معهـا الذي فحواه أني لن أضعها في قائمة فريق البنات‬
‫حتـى التتسـبب في رسـوبهن بدرجـة متدنية تحصـل عليها‪ ،‬كما‬
‫أعلـن ضمهـا لقائمة فريق البنـات‪ ،‬وتصدرها للفريـق‪ ،‬كما أعلن‬
‫استحقاقها لجائزة المركز األول (كتبا بقيمة ‪ 250‬جنيهاً)‪.‬‬
‫خشـيت أن تتسـبب في إسـقاط فريق‬
‫ُ‬ ‫والمفارقـة أن أمنـا التي‬
‫البنـات هـي الوحيـدة التي حصلـت فيهن علـى الدرجـة النهائية‬
‫‪ %100‬فقولوا ما شاء اهلل)‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫عرضت عليهـا أن تأخذ‬
‫ُ‬ ‫‪ -11‬وهـذه األسـتاذة زينب صلاح‪،‬‬
‫أجـازةً أسـبوعاً واحـداً مـن الـدورة ومـن التسـميع بسـبب قُرب‬
‫زواجهـا‪ ،‬وقلـت لها بنبرة جادة حازمة‪ :‬لن أسـمح لـك بأكثر من‬
‫قلت لها ذلك مخافة أن تطمع في أكثر من ذلك‪ ،‬فصدمتني‬ ‫أسبوع‪ُ .‬‬
‫بقولها‪ :‬ولماذا أسبوع يا شيخ؟ لن آخذ وال يوماً واحداً‪ ،‬حتى ليلة‬
‫جعني على ذلك‬ ‫اتفقت مع زوجي على أن أُسـمع فيها وش َّ‬
‫ُ‬ ‫زفافي‬
‫ولم يعترض‪ ،‬وقد كان‪ ،‬واهلل كان تسـميعها قُبيل زواجها بأقل من‬
‫تغيبت‪ ،‬ثم كان تسميعها الذي يليه في اليوم التالي‬
‫ْ‬ ‫‪ 48‬سـاعة فما‬
‫‪ 74 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫لزواجها مباشرة‪ ،‬فما تغيبت‪ .‬فأعظمتها في نظري‪ ،‬وجدير بمثلها‬


‫علمت أن شـقيقتها التي تكبرها هي األخرى‬
‫َ‬ ‫أن يُع َّظم‪ ،‬سـيِّما إذا‬
‫وتغيبت بسبب الزفاف‪ ،‬بينما شقيقتها‬
‫ْ‬ ‫من المشتركات في الدورة‪،‬‬
‫نفسها التي هي العروس أصالً لم تتغيب!‬
‫‪ -12‬وهذه اآلنسـة آالء رفعت‪ ،‬راسـلتني بـ «ريكورد» صوتي‬
‫قررت‬
‫ُ‬ ‫فـي تأثيـراً كبيـراً‪ ،‬حتـى أني سـمعته مـرات‪ ،‬ومن ثَـم‬
‫أثَّـر َّ‬
‫إدراجهـا هنا لتكـون ضمن النماذج الجديرة بأن يُحتذى بها‪ ،‬وأن‬
‫الراغب في حفظ القرآن الكريم قدوةً و أسوة‪ ،‬وهي واهلل‬
‫ُ‬ ‫يتخذها‬
‫بهذا جديرة‪.‬‬

‫وخالصة رساتلها اكنت كما ييل‪:‬‬


‫«أسـتاذ عادل‪ ،‬أنا أعتذر منك اعتذاراً شـديداً على أني أُسـمع‬
‫مقاطـع صغيـرة جـدا‪ ،‬سـواء مـن القـرآن الكريـم‪ ،‬أو مـن متـون‬
‫التجويد‪ ،‬أنت تمنحنا ‪ 15‬دقيقة للتسـميع في المرة الواحدة‪ ،‬وأنا‬
‫لحفظـي البطـيء والصغير‪ ،‬بل متناهي الصغر‪ ،‬ال أ ُ َسـ ِّمع أكثر من‬
‫دقيقتين أو ثالث دقائق على األكثر‪.‬‬
‫أنـا ال أريـد أن أنقطـع عن الحفـظ‪ ،‬ال تعرف عـدد محاوالتي‬
‫لحفـظ القـرآن الكريم‪ ،‬مـن كثرة محاوالتي لم أعـد أحصيها وال‬
‫ ميركلا نآرُ لقا ِةَظَ فَحل ةفِّرشُم جذامن ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ 75 ‬‬
‫أقـدر علـى إحصائها أصال‪ ،‬إنني أفعـل ذلك منذ كنت في الصف‬
‫األول االبتدائـي‪ ،‬ولـم أفلـح قـط‪ ،‬وال أعـرف أحـداً فـي جميـع‬
‫المحيطيـن بي حـاول مثلما حاولـت‪ ،‬لكن إمكاناتـي في الحفظ‬
‫متواضعة‪ ،‬أرى معك نماذج ما شاء اهلل عليها‪ ،‬بالنسبة لي ُخرافية‪،‬‬
‫لسـت‬
‫ُ‬ ‫وحلمـي أن أكـون يومـاً مثلهم‪ ،‬أرجـوك ال تمل مني ألني‬
‫علـي‪ ،‬رجائي فقـط أن تصبر علـي وأال تم َّل مني‬
‫ّ‬ ‫مثلهـم‪ ،‬واصبـر‬
‫حاولت حفظ القـرآن كثيرا‪ ،‬وأحاول‪ ،‬وسـأظل أفعل‬‫ُ‬ ‫لبطئـي‪ ،‬أنـا‬
‫حتى أموت‪ ،‬وأملي أال أ ُ َ‬
‫ضيّ َع الفرصة هذه المرة مع حضرتك»‬
‫انتهت رسالتها‪.‬‬
‫هذه البنت بما سـمعته منها ال تقل عن النماذج ال ُمشـرفة التي‬
‫تحدثـت عنهـا في هـذا الكتاب أو خارجـه‪ ،‬بل لعلهـا من أفضل‬
‫ُ‬
‫علي فـي تاريخـي كمعلم للقـرآن الكريم‪،‬‬
‫ثالثـة أشـخاص مروا َّ‬
‫والغريب أنها تظن نفسها العكس تماماً‪ ،‬وتحسب أني قد أُقصيها‬
‫من الدورة لعدم إنجازها ‪ -‬من حيث الكم ‪ -‬وال تعلم أن أمثالها‬
‫يُعطوننـي حافزاً كبيـراً ‪ -‬ويُعطون غيري بالتأكيد ‪ -‬على مزيد من‬
‫المراجعـة واإلتقـان لكتـاب اهلل تعالـى‪ ،‬فأنعم واهلل بهـا من بنت‪،‬‬
‫ولـي رجاء من حضراتكـم‪ ،‬وكل من تبلغه هذه السـطور‪ ،‬الدعاء‬
‫لها بأن يَمن اهلل تعالى عليها بحفظ كتابه‪ ،‬وأن يقر عينها بذلك‪.‬‬
‫‪ 76 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫‪ -13‬وأختـم هـذه النمـاذج بالحديـث عن عـادل الجندي‪ ،‬ال‬


‫باعتباره نموذجاً يصلح لالقتداء به‪ ،‬فهو واهلل أقل من ذلك‪ ،‬وإنما‬
‫ألزمت نفسـي مـن البدايـة أن تكـون المصادر التـي أعتم ُد‬
‫ُ‬ ‫ألنـي‬
‫عليها في كتابة هذه الرسالة هي خبرتي العملية المتواضعة‪ ،‬وأرى‬
‫أنـه مـن الغـش للقـارئ حينهـا أال أذكر قصتـي مع حفـظ القرآن‬
‫الكريم‪ ،‬فأقول وباهلل تعالى التوفيق‪:‬‬
‫حتـى دخولـي الصـف األول الثانـوي لم أكـن حافظـاً للقرآن‬
‫الكريـم وال لنصفـه وال حتـى لربعـه‪ ،‬بـل أذكـر أنـي مـرة دخلت‬
‫مُسـابقة كبيـرة تابعـة لوزارة األوقـاف المصرية فـي ‪ 18‬جزءاً من‬
‫القـرآن الكريـم وأنـا فـي أول المرحلـة اإلعداديـة‪ ،‬وقـد أجبرني‬
‫الشيخ على دخولها لمجرد أني أنهيتهم حفظاً في األزهر الشريف‬
‫يختبرني‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬كـذا يُفتـرض يعنـي ‪ -‬ومن فرط ما رآني الشـيخ الذي‬
‫أحفظ شيئاً وال أُجيب على شي ٍء قال لي‪ :‬طيب َس ِّمع‬
‫ُ‬ ‫بليداً عَيياً ال‬
‫لـي حتى سـورة «قـل هو اهلل أحـد!» وكان هذا السـؤال اليتيم هو‬
‫أجبت عليه في تلك المسابقة!‬
‫ُ‬ ‫أول وآخر ما‬
‫كانت لي عدة محاوالت فاشـلة في الحفظ قبل ذلك الحدث‬
‫وبعـده‪ ،‬لـم أكن أفشـل لضعف فـي الذاكرة أو ضيق فـي الوقت‪،‬‬
‫ولكن ألني لم أ ُكن أداوم على الحفظ‪.‬‬
‫‪‬يركلا نآرُقلا ِةَظَفَحلةفِّرشُم جذامن ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ 77 ‬‬
‫داومـت أسـبوعا‬
‫ُ‬ ‫انقطعـت أسـبوعاً‪ ،‬وإن‬
‫ُ‬ ‫حفظـت يومـاً‬
‫ُ‬ ‫إن‬
‫وظللـت على ذلـك الحال حتـى دخولي الصف‬
‫ُ‬ ‫انقطعـت شـهراً‬
‫ُ‬
‫فقلـت في عـزم يفـل الجبال‪ :‬البـد وأن أحفظ‬
‫ُ‬ ‫الثانـي الثانـوي‪..‬‬
‫القرآن‪.‬‬
‫فكنت أحفظه في‬
‫ُ‬ ‫جعلت كامل وقتي للقرآن الكريم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫وبالفعل‬
‫كل وقـت‪ ،‬صباحـاً ومسـاءً‪ ،‬صبحاً وعصراً وعشـاءً‪ ،‬قبـل نومي‪،‬‬
‫وأول يقظتـي‪ ،‬فـي الطريـق والسـوق والمسـجد والبيـت‪ ،‬قائمـاً‬
‫وقاعـداً ومضطجعـاً‪ ،‬حتى أننـي أذكر أني ُ‬
‫كنت فـي لجنة امتحان‬
‫انتهيت من اإلجابة‬
‫ُ‬ ‫نهايـة العام الدراسـي في إحدى المواد‪ ،‬فلمـا‬
‫أخرجـت المصحـف مـن «جيبـي»‬
‫ُ‬ ‫أغلقـت ورقـة األجوبـة ثـم‬
‫ُ‬
‫وشـرعت فـي الحفـظ‪ ،‬رغم أن ذلـك أصالً ممنـوع؛ لكن دفعني‬
‫ُ‬
‫لذلك أن ورائي تسـميع على الشـيخ عقب موعد انتهاء االمتحان‬
‫بأقل من ساعتين‪ ،‬واألولوية القصوى في حياتي تلك الفترة‬
‫كانت للقرآن الكريم وحفظه‪.‬‬
‫علي‪ ،‬وربما لم أحفظ في يوم‬ ‫في البداية كان الموضوع عسيراً َّ‬
‫واحـد أكثر من ربع واحد‪ ،‬وال تسـتكثر َّن الربع وانظر إلى الوقت‬
‫ْت سـورة «الطالق»‬
‫كنت أصرفه للحفظ‪ ،‬وأذكر أني َسـ َّمع ُ‬
‫الـذي ُ‬
‫ْت سـورة «التحريم»‬
‫وسـ ّمع ُ‬
‫‪ -‬علـى صغرهـا ‪ -‬فـي يـوم كامـل‪َ ،‬‬
‫‪ 78 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫أيضـا ‪ -‬فـي يـوم كامل‪ ،‬ثُـم بـدأت فتوحات اهلل‬


‫‪ -‬علـى صغرهـا ً‬
‫تعالـى علـى الفقيـر‪ ،‬فقويـت الذاكـرة باسـتمراري فـي الحفـظ‬
‫فبت أ ُ َسـ ِّم ُع في اليوم الواحـد ما ال يقل عن‬
‫واعتيادهـا التخزيـن‪ُّ ،‬‬
‫ُربعَين ‪ -‬حوالي خمسة أوجه ‪ -‬ثُم كان من توفيق اهلل تعالى قُبيل‬
‫حفظت فـي اليـوم الواحد نصف جـزء‪ ،‬وكنت‬
‫ُ‬ ‫ختمـي أنـي ربمـا‬
‫أ ُ َسم ُع يومياً‪ ،‬وأذكر أني ُ‬
‫قمت بتسميع سورة «المائدة» كاملة على‬
‫شـيخي في مرة واحدة‪ ،‬و«البقرة» كاملـة على ثالث مرات‪ ..‬إلى‬
‫أنهيت حفظ القرآن ً‬
‫كامل في أربعة أشهر ونصف تقريباً‪ .‬أكتب‬ ‫ُ‬ ‫أن‬
‫هـذه الكلمات اآلن وأنا أبتسـ ُم إذ تذكرت حـاالً أبي ‪ -‬حفظه اهلل‬
‫كنت أجلس معه من فترة قريبة وكان معنا عدة أشـخاص‬
‫‪ -‬حين ُ‬
‫والحديـث يـدو ُر حول القـرآن الكريم وحفظه‪ ،‬ثم فجـأة قال لي‬
‫كنت أجلس مع الشـيخ سـمير من يومين ‪ -‬الشيخ سمير‬
‫أبي‪ :‬لقد ُ‬
‫ختمت عليـه القرآن وال يـزال حيا‬
‫ُ‬ ‫جـاد المولـى القرمانـي الـذي‬
‫أطـال اهلل بقـاءه ومتعـه بالعافيـة ‪ -‬وقال لي‪ :‬هل تعرف أن أسـرع‬
‫ً‬
‫كاملا هو ابنك‬ ‫علـي القـرآن الكريم‬
‫َّ‬ ‫شـخص فـي تاريخي يختم‬
‫عادل؟ لقد ختم ُه في أقل خمسة أشهر!‬
‫علي‪ ،‬قسـماً بخالـق األكوان‬
‫يـا اهلل علـى وقع هـذه الكلمـات َّ‬
‫كدت أطير وقتها سعادة‪ ،‬سن ٌد ذهبي‪ ،‬أبي يُحدثني عن شيخي‪.‬‬
‫ ميركلا نآرُ لقا ِةَظَ فَحل ةفِّرشُم جذامن ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ 79 ‬‬
‫وسـبب سـعادتي أن الشيخ سمير ما زال يذكر ذلك وهو الذي‬
‫مر عليه أعداد غفيرة من الطلبة‪ ،‬بل ربما حفظ عليه الرجل ثُم ابنه‬
‫ّ‬
‫ثُم حفيده!‬
‫الشـيخ سـمير الذي له في نفسي مهابة األسد‪ ،‬واهلل حتى وقت‬
‫سرت من الشارع اآلخر هيب ًة‬
‫ُ‬ ‫قريب كنت إذا رأيته قادماً من شارع‬
‫لـه أن ألتقيـه فتقـع عينه على عينـي‪ ،‬وهو ‪ -‬حفظـه اهلل ‪ -‬أول من‬
‫أدخلنـي أصلـي بالنـاس إماماً في تلك الفترة‪ ،‬كان ذلك في شـهر‬
‫رمضـان في صلاة الفجر في أكبر مسـجد في بالدنا‪ ،‬والمسـجد‬
‫فتضاعفـت المسـؤولية على‬
‫ْ‬ ‫أشـد ازدحامـاً من صلاة الجمعـة‪،‬‬
‫عاتقي‪ ،‬مسؤولية الصالة بالناس ألول مرة في هذا الزحام الشديد‪،‬‬
‫وفـي مـن خلفـي أبـي وإخوتي‪ ،‬ثُـم أمّي أيضـاً تصلّـي خلفي مع‬
‫النسـاء‪ ،‬ومـن جهـة أخـرى مسـؤولية وثـوق الشـيخ سـمير بـي‪،‬‬
‫وتقديمـه لـي كـي أصلـي بالناس رغـم أ ّن فيهم من هـو أكبر مني‬
‫وأعلم مني وربما أحفظ مني أيضا‪.‬‬
‫وظللـت دانيـاً مـن الشـيخ‪ ،‬قريباً منـه‪ ،‬ولم أنقطع عنـه بمجرد‬
‫مكثت معه طويلاً‪ ،‬وكان ‪ -‬حفظه اهلل ‪-‬‬
‫ُ‬ ‫ختمـي القـرآن عليه‪ ،‬بل‬
‫مُقـدراً لي‪ ،‬حتى أنه مـن النادر أن يُناديني باسـمي مجردا‪ ،‬وكلما‬
‫عَرض له أمر أو ما شابه يمنعه عن المداومة في ال ُكتَّاب يُرسل لي‬
‫‪ 80 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫يسـتدعيني من البيت‪ ،‬فيجلسـني مكانه على كرسيه‪ ،‬ألكون شيخ‬


‫ال ُكتَّاب ومديره في غيابه‪ ،‬مسؤوال عن أكثر من ِمئتي أو ثالث مئة‬
‫طالـب‪ .‬وكـذا في حلقة التجويـد التي كان يُدرسـنا إياها في بيته‪،‬‬
‫كان يحدث أن يغادر الحلقة لسبب ما‪ ،‬فيتركني مع الطلبة ‪ -‬وأنا‬
‫أحدهـم حينهـا ‪ -‬فيقـرؤون وأصـوب لهـم‪ .‬وال يـزا ُل إلـى اليوم‬
‫يَصلنـي عنه من غير واحد‪ ،‬سـواء من مشـايخي ال ُمقربين منه‪ ،‬أو‬
‫من بعض أبنائه‪ ،‬الكثير من ثناءاته على الفقير‪ ،‬فاللهم لك الحمد‬
‫َي‪.‬‬
‫علي بعد والد َّ‬
‫رضيت عني أعظم من له الفضل َّ‬ ‫أن َّ‬

‫حفظ اهلل شيخي‪ ،‬و أطال في عمره‪ ،‬وبارك له في جسده وماله‬


‫وذريته هو وكل مشايخي ومن علموني‪ ،‬آمين يا رب العالمين‪.‬‬

‫‪‬‬
‫نقتُم ٍظفاح جارإل ٍةحيصن ‪  100‬ـــــــــــــــــــــــــــــ‪ 81 ‬‬
‫خ‬ ‫‪ُ ‬م‬

‫‪ 100 ‬نصيحةٍ إلخراج حافظٍ مُ تقن مُتمكن ‪‬‬

‫واآلن إليك أكثر من ‪ 100‬نصيحة مختصرة للحفظ والمراجعة‪،‬‬


‫أحسب أن َمن‬ ‫وضعتها بشـكل عشـوائي‪ ،‬دون ترتيب أو تنسـيق‪َ ،‬‬
‫يعمل بها يكو ُن القرآن الكريم بالنسبة إليه كالمصحف بين عينيه‪،‬‬
‫ٍ‬
‫ال يجد ُجهداً يُذكر في اسـتذكار أي سـور ٍة أو جزء أو ٍ‬
‫ربع أو آي ٍة‬
‫مـن القـرآن الكريم‪ ،‬شـريطة أن يعمل بها‪ ،‬وإال فما أيسـر الكالم‬
‫فقط! وما أيسر قراءَتَه دون العمل به!‬
‫وأُنبِّ ُه على أن هذه النصائح ُمستفادة جميعها من خالل خبرتي‬
‫‪ -‬المتواضعـة ‪ -‬مـع القـرآن الكريـم ألكثـر مـن ثالثة عشـر عاماً‬
‫َشـر عاماً مُتعلمـاً‪ ،‬واهلل ‪ -‬تعالى ‪-‬‬
‫مُعلمـاً‪ ،‬وقبلهـم قرابة الثالث َة ع َ‬
‫أسـأل أن يرزقنـي اإلخلاص‪ ،‬وأن ينفـ َع بهـم مـن يقرأهـم‪ ،‬وأن‬
‫يوفقني وإياه لكل خير‪.‬‬
‫‪ -1‬اإلخالص والدعاء عليهما عامل كبير ج ّداً‪ ،‬وبهما يفتح‬
‫اهلل ‪ -‬تعالـى ‪ -‬عليـك فتوحـات عظيمـة فـي الحفـظ‪،‬‬
‫فالزمهمـا‪ ،‬وكن عنـد بابَيهما من ال ُمرابطيـن‪ .‬ولن أُطيل‬
‫فـي هاتين النقطتين ألن مكانتَيهما أظهر وأوضح من أن‬
‫يُسترسل في الحديث عنهما‪.‬‬
‫‪ 82 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫‪ -2‬يجـب أن تعلـم أنك بمجرد شـروعك في حفـظ القرآن‬


‫الكريم وتعلمه فأنت من خيار الناس على ظهر األرض‪،‬‬
‫فقـد جاء في الصحيح عن عثمان بـن عفان ‪ ‬أن نبينا‬
‫«خيركم من تعلّم القرآ َن‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬صلى اهلل عليه ‪ -‬وسلم قال‪:‬‬
‫وعلّمـه» فاسـتحضر النيـة‪ ،‬واحتسـب األجـر عنـد اهلل‪،‬‬
‫واجعـل بيـن عينيـك دومـاً الشـرف العظيـم فيمـا أنـت‬
‫بصدده‪.‬‬
‫ُ‬
‫ضبـط القديـم أولـى وأهـم من حفـظ الجديـد‪ ،‬إيّاك أن‬ ‫‪-3‬‬
‫تُه ِمل المراجعة‪ .‬هذه قاعدة‪.‬‬
‫ِ‬
‫أعط القرآن الكريم أشرفَ أوقاتِك‪ ،‬ال فضول وقتك وما‬ ‫‪-4‬‬
‫جدير بأشرف األوقات‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫يتبقى منه‪ .‬أشرف الكالم‬
‫‪« -5‬سـأحفظه مع نفسي» أكبر أكذوبة في عملية الحفظ‪ ،‬ال‬
‫أحد يحفظ القرآن وحده‪ ،‬البُد من وجود شيخ مُتابع‪.‬‬
‫‪ -6‬بقـدر مـا تُعطي القرآن يعطيك‪ ،‬فـإن أعطيته وقتاً وجهداً‬
‫وعنايـة‪ ،‬أعطـاك ضبطـاً وتمكينـاً وإتقانـاً‪ ،‬وإن أعطيتـه‬
‫إهمـاالً وانشـغاالً وال مبـاالة‪ ،‬أعطـاك نسـياناً وتفلتـاً‬
‫وتذبذباً‪.‬‬
‫نقتُم ٍظفاح جارإل ٍةحيصن ‪  100‬ـــــــــــــــــــــــــــــ‪ 83 ‬‬
‫خ‬ ‫‪ُ ‬م‬

‫‪ -7‬أعظـم وسـيلة لضبـط المتشـابهات هـي إتقـان الحفـظ‬


‫للجديد‪ ،‬وإدمان المراجعة للقديم‪ ،‬كتب المتشـابهات‪،‬‬
‫ودورات المتشـابهات‪ ،‬ومـا شـابه‪ ،‬كل هـذا وسـائل‬
‫مسـاعدة‪ ،‬األصـل هـو إتقـان الحفـظ للجديـد‪ ،‬وإدمان‬
‫المراجعة للقديم‪.‬‬
‫‪ -8‬كتابـة الـورد غيبـاً مـن أعظم الوسـائل التي تُرسـخه في‬
‫الذاكرة‪ ،‬اجعله المرحلة قبل األخيرة في مراحل ضبطك‬
‫لـوردك الجديد‪ ،‬يعني بعدما تحفظـه‪ ،‬وتتقن حفظه‪ ،‬قم‬
‫بكتابتـه غيبا من حفظك‪ ،‬ثم بعدها مباشـرة سـ ِّمعه على‬
‫شيخك‪.‬‬
‫‪ -9‬أعظـم أوقـات الحفـظ علـى اإلطلاق ‪ -‬ولـكل شـيء‬
‫عموماً ‪ -‬هو وقت البكور‪ ،‬عقب صالة الفجر مباشـرة‪،‬‬
‫يليـه فـي األفضليـة بالنسـبة للحفـظ وقت ما قبـل النوم‬
‫مباشرة‪.‬‬
‫‪ -10‬ال بـأس بتـرك حفـظ الجديـد يومـاً أو أيامـاً‪ ،‬لكـن ترك‬
‫المراجعـة للقديم ولو ليوم واحـد كارثة‪ ،‬وتُعد من أكبر‬
‫األخطار على مشـروع الضبط والتمكين وإخراج حافظ‬
‫متقن‪.‬‬
‫‪ 84 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫‪ -11‬حافـظ علـى وضوئـك كل وقـت‪ ،‬كل وقـت بالمعنـى‬


‫الحرفـي‪ ،‬هـذا يجعلك أخف وأنشـط‪ ،‬ويُضفـي البركة‬
‫علـى أعضائـك وذهنـك‪ ،‬ويجعل القـرآن الكريـم دانياً‬
‫منك في كل وقت‪.‬‬
‫‪ -12‬ألزم نفسـك ‪ -‬إن اسـتطعت ‪ -‬بمسـج ٍد ُمعين تصلي فيه‬
‫إمامـاً بالمصلين‪ ،‬هذا يُجبرك على الضبط العالي مخافة‬
‫أن يـردك النـاس من خلفـك إن أخطأت‪ ،‬فإن لم يتيسـر‬
‫فص ِّل بزوجتـك في البيـت‪ ،‬على أن تُمسـك‬
‫لـك ذلـك َ‬
‫المصحف من خلفك لتردك هي من خلفك إن أخطأت‪،‬‬
‫ولتفعـل األخوات نفس األمر مـع أخواتهن أو أمهاتهن‬
‫أو بناتهن‪.‬‬
‫‪ -13‬مـن أكبر المثبّطات عن الحفظ تركيز الطالب على الكم‬
‫دون الكيـف‪ ،‬فيُرهق نفسـه بحفظ الكـم الكبير‪ ،‬فال هو‬
‫بالـذي يُتقنه‪ ،‬وال هو بالذي يقدر على االلتزام به‪ ،‬فينال‬
‫منـه اليـأس‪ ،‬ويتملكـه اإلحبـاط‪ ،‬ويتـرك الحفـظ‪ ،‬اهتم‬
‫عام كان أو عشرة‪،‬‬
‫ختمت بعد ٍ‬
‫َ‬ ‫بالكيف‪ ،‬وال عليك متى‬
‫المهم أن تكون حافظاً حين تختم‪.‬‬
‫خير لك من شـرو ِعك‬
‫‪ -14‬شـروعُك في حفـظ القرآن اليوم ٌ‬
‫نقتُم ٍظفاح جارإل ٍةحيصن ‪  100‬ـــــــــــــــــــــــــــــ‪ 85 ‬‬
‫خ‬ ‫‪ُ ‬م‬

‫خيـر من‬
‫ٌ‬ ‫خيـر مـن بعد غـ ٍد‪ ،‬وبعـد غ ٍد‬
‫ٌ‬ ‫فيـه غـداً‪ ،‬وغـداً‬
‫األسـبوع القادم‪ ،‬بادر وال تسـ ِّوف‪ ،‬كفاك تسويفاً‪ ،‬إن لم‬
‫تفعلها اآلن فصدقني سيكون عليك عسيراً بعد ذلك‪.‬‬
‫‪ -15‬مـن األمور المهمة ج ّداً أن تُحافظ على طبعة واحدة من‬
‫المصحـف الذي تحفظ منه‪ ،‬فال تنظر في غيرها‪ ،‬سـواء‬
‫كنت تحفظ أو تراجع أو تتلو‪ ،‬وال بأس أن يكون لديك‬
‫أكثـر من مصحف من نفس الطبعة‪ ،‬وشـخصيّاً معي من‬
‫المصحف الذي أراجع منه أكثر من سـت نسـخ بجميع‬
‫األحجـام؛ ذلـك أن الصفحـة مـع كثـرة نظـرك لهـا يتم‬
‫أخطـأت فـي آيـة ولم‬
‫َ‬ ‫تصويرهـا داخـل ذهنـك‪ ،‬فربمـا‬
‫يُذ ّكـرك بهـا إال تذكـرك لمكانها في الصفحـة‪ ،‬وموضع‬
‫مطلعها في السطر‪.‬‬
‫‪ -16‬الرفق جميل في كل شيء‪ ،‬وكذا اللين‪ ،‬لكن أكثر الناس‬
‫ال يُنتجـون فـي الحفـظ إال مع الشـيخ الحـازم الصارم‪،‬‬
‫اختـر شـيخاً صارمـاً يُلزمـك بالحفظ‪ ،‬ويُحاسـبك على‬
‫قصرت فيها‪.‬‬
‫َ‬ ‫التقصير في المراجعة إن أنت‬
‫بحثت وفتشـت ونقبت عن وسائل إبداعية للحفظ‬
‫َ‬ ‫‪ -17‬مهما‬
‫والمراجعـة فلـن تجـد أعظـم أو أفضـل أو أقـوى مـن‬
‫‪ 86 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫التكـرار‪ ،‬كرر وكرر وكـرر‪ ،‬وإياك والملـل‪ ،‬فهو عدوك‬


‫اللـدود‪ ،‬إن هزمتـه كنت في زمـرة الحافظين‪ ،‬أو هزمك‬
‫َ‬
‫واقتلعك من سيرك في هذا الطريق العظيم‪.‬‬
‫‪ -18‬ال تجعل شـيئاً يوقفك عن متابعة التسـميع على شيخك‬
‫مـا أمكنـك ذلك‪ ،‬كسـل يـوم يجر فـي ذيله أيامـاً خلفه‪،‬‬
‫وليس كل عُذر عن التسميع يصلح عذراً‪.‬‬
‫‪ -19‬قـم بتقسـيم أوقـات الحفظ علـى مدار اليـوم‪ ،‬ال تجعل‬
‫حفظك في وقت واحد فقط في اليوم‪ ،‬ألن الحفظ أشبه‬
‫بالضـرب بالمطرقـة‪ ،‬قد تضـرب ضربة واحـدة وتكون‬
‫ينكسر الجدار بها‪ ،‬بينما عدة ضربات‬
‫ُ‬ ‫قوية ورغم ذلك ال‬
‫وإن كانت أقل من حيث القوة قادرة على إحالته ُركاماً‪.‬‬
‫‪ -20‬من المحاضرات التي سمعتها منذ أكثر من خمسة عشر‬
‫عامـاً وكان لها األثر الحسـن في حفظـي للقرآن الكريم‬
‫محاضرة «القرآ ُن يصنعك» للشيخ محمد حسين يعقوب‬
‫وأستحب لك سماعها‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫حفظه اهلل‪،‬‬
‫‪ -21‬لن تُفلح في الحفظ ما لم تحترم شـيخك وتُوقره وتُجله‬
‫كنت‬
‫أصغر منك‪ ،‬حتى وإن َ‬
‫َ‬ ‫وتُعلي قدره‪ ،‬حتى وإن كان‬
‫نقتُم ٍظفاح جارإل ٍةحيصن ‪  100‬ـــــــــــــــــــــــــــــ‪ 87 ‬‬
‫خ‬ ‫‪ُ ‬م‬

‫أعلم منه‪ ،‬حتى وإن كان أقل منك نسـباً وجاهاً وشـرفاً‪،‬‬
‫بـل تصبر عليـه وإن جفـا‪ ،‬وتحلم وإن ج ِهـل‪ ،‬وتتحمل‬
‫وإن انفعـل أو أسـاء بفعـل أو لفـظ‪ ،‬بـل صبـرك عليه ال‬
‫يُفيـدك في الحفظ فقط‪ ،‬وإنما تؤجر عليه‪ ،‬وأحسـب أنه‬
‫أحد أنواع جهاد النفس‪ ،‬واعلم أنك ما لم يكن لشيخك‬
‫في نفسك مهابة الوالد وأشد فلن تُفلح‪.‬‬
‫‪ -22‬لم يعرف الحفاظ وسـيلة أعظم لضبط القرآن ونقشه في‬
‫الصـدر من الصالة به في قيام الليل‪ ،‬إذا أردت أن يكو َن‬
‫القرآن بالنسـبة لك كالمصحف بيـن عينيك فاجعل َ‬
‫لك‬
‫حظـاً ثابتاً بشـكل يومـي من قيام الليـل‪ ،‬وال تقرأ فيه إال‬
‫وبشكل مُمنهج‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫من حفظك‪،‬‬
‫‪ -23‬حكـى أبـو علـي الفارسـي عـن شـيخه ابـن السـراج ‪-‬‬
‫رحمهما اهلل تعالى ‪ -‬أنه قال لهم‪« :‬إذا لم تفهموا كالمي‬
‫فاحفظـوه؛ فإنكم إذا حفظتمـوه فهمتموه» ذلك ألن من‬
‫األمـور ال ُمعينـة على الحفظ بشـكل عـام‪ ،‬وعلى ضبط‬
‫ال ُمتشـابهات بشـكل خـاص هـو فهـم اآليـات؛ لذلـك‬
‫أستحسـ ُن لـك أن تواظب بشـكل دائم علـى القراءة في‬
‫التفاسـير بما يتناسب مع مسـتواك‪ ،‬للمبتدئ «المختصر‬
‫‪ 88 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫في التفسـير» أو «تفسـير السـعدي» وللمتوسـط «تفسير‬


‫ابـن كثيـر» وللمنتهـي «التحريـر والتنويـر» أو «تفسـير‬
‫الطبري» وجميعهم متوفر على العنكبوتية‪.‬‬
‫‪ -24‬استخدم أكثر من وسيلة للحفظ‪ ،‬ال تعتمد على التكرار‬
‫جل المقدار الذي‬
‫فقط‪ ،‬وإنما اسـتمع أيضـا للقرآن‪ ،‬سـ ّ‬
‫تريـد حفظـه بصوتـك نظـراً فـي المصحـف‪ ،‬انظـر فـي‬
‫المصحـف وأنت تترنـم به‪ ،‬اجعله ينفذ إلى ذاكرتك من‬
‫عدة طرق‪ ،‬من أذنك بسماعك له‪ ،‬ومن عينيك بقراءتك‬
‫لـه‪ ،‬ومن عقلـك بفهمك لـه‪ ..‬بهذا الشـكل أنت تجعل‬
‫تفلته من أصعب ما يكون‪.‬‬
‫‪ -25‬الذنـوب شـؤ ٌم علـى كل شـيء‪ ،‬وحفـظ القـرآن عمـ ٌل‬
‫شـريف‪ ،‬بـل أشـرف األعمـال قاطبـة‪ ،‬وال يجتمـع فـي‬
‫شخص شؤم المعصية وشرف القرآن‪ ،‬فاحذر المعاصي‪.‬‬
‫‪ -26‬احـرص علـى أن تجعل أحد أفراد أسـرتك يحفظ معك‬
‫القرآن‪ ،‬سـواء شـقيقك أو ابنك أو أبوك أو شـقيقتك أو‬
‫والدتك‪ ،‬هذا سيكو ُن له عظيم األثر عليك وعليه أيضاً‪،‬‬
‫احتجـت إلى من تقرأ عليه وجدتـه‪ ،‬أو من يختبرك‬
‫َ‬ ‫فـإن‬
‫كان قريباً منك لم تحتج إلى بحث‪ ،‬أو من يُ َقيِّم مستواك‬
‫نقتُم ٍظفاح جارإل ٍةحيصن ‪  100‬ـــــــــــــــــــــــــــــ‪ 89 ‬‬
‫خ‬ ‫‪ُ ‬م‬

‫ق َّومه لك‪ ،‬أو من تراجع معه ليُشجعك كان نعم ال ُمراجع‬


‫معك والمشجع لك‪.‬‬
‫‪ -27‬أقوى الحفظ وأرسخه هو ما كان بخطوات ثابتة ومنظمة‬
‫بعيـدة عن العجلة والسـرعة‪ .‬وال أتصـور أن أحداً يقدر‬
‫علـى حفـظ القـرآن ‪ -‬غالباً ‪ -‬بشـكل متقن فـي أقل من‬
‫عـام‪ ،‬والمثالي عنـدي عامين‪ ،‬وال بـأس بثالثة أو أربعة‬
‫أعوام‪ ،‬فاصبر وال تكن عجوالً‪.‬‬
‫‪ -28‬أقوى الحفظ ما كان في الصغر‪ ،‬فبادر‪ ،‬ال تقل وأنت في‬
‫الثالثيـن فات الوقت‪ ،‬حفظك وأنت في الثالثين أفضل‬
‫مـن حفظك وأنت فـي األربعين‪ ،‬وحفظك في األربعين‬
‫أفضل من حفظك في الخمسين‪ .‬كلما كان سنك أصغر‬
‫كان حفظك أقوى وأسرع وأسهل‪.‬‬
‫‪ -29‬أعظم وسـيلة علـى اإلطالق ألن يحفـظ أوالدك القرآن‬
‫هـي أن تكون أنت حاف ًظـاً له‪ ،‬فإن أردت أن تُنجب ذري ًة‬
‫حاملـ ًة لكتاب اهلل ‪ -‬تعالـى ‪ -‬فأعنهم على تحقيق ذلك‬
‫بحفظك أنت له أوالً‪.‬‬
‫‪ -30‬اسـتغل كل شـيء حولـك للوصـول لدرجـة اإلتقـان‪،‬‬
‫زوجتـك فـي التسـميع عليهـا تمهيـداً لتسـميعك علـى‬
‫‪ 90 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫الشـيخ‪ ،‬الالب توب في االسـتماع للورد من عليه أثناء‬


‫عملك المتعلق به‪ ،‬الهاتف في تنزيل تطبيقات اختبارات‬
‫القـرآن مـن عليـه لتختبر نفسـك بيـن الفينـة واألخرى‪،‬‬
‫أصدقاءك في مشاركتهم الحفظ والمراجعة‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫‪ -31‬أجمـل ُمصحـف مقروء رأيته في حياتـي ‪ -‬حتى اآلن ‪-‬‬
‫يُمكنـك أن تحمله على هاتفك وتقرأ منه هو «مصحف‬
‫المدينة» هكذا اسمه على المتجر‪ ،‬وهو الذي صدر عن‬
‫مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشـريف بالمدينة‬
‫المنـورة‪ ،‬ويَ ْع ِرض نسـختين َرقْميتيـن معالجتين عاليتي‬
‫ال ِّدقَّـة من «مصحف المدينة النبويـة» برواية حفص عن‬
‫عاصـم‪ ،‬ويدعم ثالث عشـرة لغة عالميـة‪ ،‬ويمتاز بعدد‬
‫من الخصائص االبتكارية ك ِذ ْكر سبب تسمية كل سورة‪،‬‬
‫ض نصـوص‬
‫َـر ِ‬
‫وأسـمائها التوقيفيـة واالجتهاديـة‪ ،‬وع ْ‬
‫القـرآن الكريـم في نتائـج البحث‪ ،‬وفي الكتـب العلمية‬
‫بخـط الرسـم العثمانـي المخصـص لألجهـزة الذكيـة‪.‬‬
‫وانفـرد عن التطبيقـات األخرى بمجموعة مـن المزايا‪،‬‬
‫مثـل‪ :‬تمكيـن المسـتخدم من خاصيـة متابعـة ورده في‬
‫قـراءة القـرآن الكريـم وختمـه َوفْـق تحزيـب الصحابة‪،‬‬
‫وعـرض صفحـات المصحـف بطريقة تقليـب الكتاب‬
‫‪ 100‬م نقت مُ ٍظفاح جارخإل ٍةحيصن ‪  100‬ـــــــــــــــــــــــــــــ‪ 91 ‬‬
‫)‪ (flip‬وإمكان تمييز نص اآليات القرآنية في المصحف‬
‫بلـون مغايـر عنـد النقـر عليهـا أو أثنـاء التلاوة‪ ،‬وتمييز‬
‫كلمـات غريب القـرآن الكريم على صفحـة المصحف‬
‫بلون مغاير‪ ،‬مع التحكم في إظهار التلوين أو إخفائه‪.‬‬
‫هـذا مـا ينفرد به عـن غيره مـن تطبيقات القـرآن الكريم‬
‫مقروءا‪ ،‬فضال عن كونه ال يوجد به إعالنات البتة‪ ،‬سواء‬
‫كنت متصال باإلنترنت أو لم تكن متصال‪ ،‬كما أنه مزود‬
‫بالعديد من التفاسير‪ ،‬مجرد أن تضغط على أي آية تريد‬
‫معرفة تفسـيرها ما عليك سـوى أن تضغط عليها مطوال‬
‫وتتخير التفسـير الذي تريد معرفة تفسـير اآلية منه‪ ،‬كما‬
‫أنـه ملحق به العديد من كتب التجويد‪ ،‬وإمكانية قراءتها‬
‫أو االسـتماع إليهـا‪ ،‬وإمكانيـة االسـتماع إلـى اآليـة أو‬
‫اآليـات التي تـود حفظها أو قراءتها بصـوت العديد من‬
‫مشاهير قراء العالم اإلسالمي‪ .‬وغير ذلك من الخصائص‬
‫التـي تجعلنـي أرشـحه بقـوة لـكل مـن يملـك هاتفـاً‪،‬‬
‫والتطبيق متاح لألندرويد وكذا واأليفون‪.‬‬
‫‪ -32‬كل سـورة من القـرآن الكريم تحتـاج لقراءتها للنظر في‬
‫المصحف بشكل مُتكرر أو شبه مُتكرر فأنت غير حافظ‬
‫لها‪ .‬قاعدة‪.‬‬
‫‪ 92 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫فقم بمراجعتها جيداً إن كنت تستذكر أغلبها‪ ،‬أو حفظها‬


‫مـن البدايـة وكأنك ألول مرة في حياتـك تصل إليها إن‬
‫كانت شديدة التفلت‪.‬‬
‫‪ -33‬مـن األمـور ال ُمحفزة علـى الحفظ النظر في سـير الذين‬
‫اشتهروا بشدة ضبطهم للقرآن الكريم‪ ،‬وأذكر أني قرأت‬
‫مـن فتـرة قريبة جـدا عن فتـاة مـن مواليد عـام ‪2000‬م‬
‫قـرأت القرآن الكريم كامالً غيبـاً من حفظها في مجلس‬
‫ٍ‬
‫متصلات‪ ،‬مـن دون أن‬ ‫ٍ‬
‫سـاعات‬ ‫واحـ ٍد اسـتمر لعشـر‬
‫تُخطـئ فـي كلمة واحدة‪ ،‬أو تشـكيلة واحـدة‪ ،‬ولوال أن‬
‫عت عليه كامل‬‫الذي يروي الخبر هو شـيخها الذي سـ َّم ْ‬
‫في ‪ -‬إيجاباً ‪-‬‬
‫صدقت ذلك‪ ،‬ممـا أثر َّ‬
‫ُ‬ ‫القـرآن الكريم ما‬
‫قـدرت على ذلك‬
‫ْ‬ ‫كانت‬
‫ْ‬ ‫وجعلنـي أقـول في نفسـي‪ :‬إن‬
‫فهو ممكن‪ ،‬فما يمنعك عنه؟!‬
‫‪ -34‬اسـتمع جيـ ّداً للمقدار الذي سـتحفظه قبل الشـروع في‬
‫حفظه حتى ال تُخزنه في ذهنك وهو ُمشتمل على أخطاء‬
‫تظـل تُعانـي من حفظـك لها طويلاً‪ ،‬مـن البداية احفظ‬
‫بشكل صحيح‪.‬‬
‫‪ -35‬الطريقة التي سـتحفظ بها غالباً هي أسهل طريقة بالنسبة‬
‫نقتُم ٍظفاح جارإل ٍةحيصن ‪  100‬ـــــــــــــــــــــــــــــ‪ 93 ‬‬
‫خ‬ ‫‪ُ ‬م‬

‫لـك في التسـميع على نفسـك أو شـيخك‪ ،‬فلو حفظت‬


‫اآليات بتكريرها بشـكل سريع ج ّداً لن تستطيع التسميع‬
‫إال بشكل سريع ج ّداً‪ ،‬وإن أبطأت ستُخطئ‪ ،‬وإن حفظت‬
‫بتكـرار اآليات بشـكل بطـيء لن تسـتطيع التسـميع إال‬
‫أسـرعت سـتُخطئ؛ لذلك أسـتحب‬
‫َ‬ ‫بشـكل بطيء‪ ،‬وإن‬
‫لـك أثنـاء حفـظ اآليـات أن تُكررهـا بطريقة وسـط بين‬
‫السـرعة والبطء‪ ،‬بحيث يسـهل عليك في أثناء التسـميع‬
‫أن تُسرع عنها قليالً أو تُبطئ عنها قليالً حسب ما يقتضيه‬
‫الوضع‪.‬‬
‫‪ -36‬المراجعـة المراجعـة‪ ..‬عالقتك بالـ ِورد ال تنتهي بمجرد‬
‫تسـميعك له على شيخك‪ ،‬هكذا ستنسـاهُ وسيصبح في‬
‫حكـم مـا لـم يحفظ أصلاً‪ .‬يجـب أن تكـون المراجعة‬
‫ممنهجـة ومنظمـة‪ ،‬طالمـا أن محفوظـك أقـل من ثالثة‬
‫ِ‬
‫فأسـتحب لـك أن تراجعه كل يـوم‪ ،‬فإن زاد على‬ ‫أجزاء‬
‫الثالثـة أجـزاء قـم بتقسـيمه بحيـث تُراجعـه كاملاً مرة‬
‫واحدة على األقل في كل أسبوع‪ ،‬وهذا بالنسبة للطالب‬
‫الكسـول‪ ،‬أما المجتهد الطامح لدرجة الكمال مع حفظ‬
‫القـرآن الكريم فهو يراجع جميع محفوظه مرة كل ثالثة‬
‫‪ 94 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫إلـى خمسـة أيـام‪ ،‬وال بـأس بمـرة واحدة في كل سـبعة‬


‫أيام‪.‬‬
‫عجزت‬
‫َ‬ ‫‪ -37‬ضع جدوالً للحفظ‪ ،‬وإياك أن تُخالفه‪ ،‬وفي حال‬
‫عنه أو قصرت أو خالفته ألي سبب كان يجب أن تُعاقب‬
‫مثلا خالل شـهر شـعبان سـوف‬ ‫نفسـك بشـيء‪ .‬يعنـي ً‬
‫أحفظ جزءاً كامالً من القرآن‪ .‬إذن أحتاج في كل أسبوع‬
‫علـى مدار الشـهر لحفظ ُربعَيـن‪ .‬الْتَ ِز ْم بهـذا حتى نهاية‬
‫الشـهر‪ .‬لو انتهى الشهر ومحفوظك أقل من جزء عاقب‬
‫نفسـك إما بحرمانها مما تحب كنزهة معينة كنت تنويها‬
‫أو ما شابه‪ ،‬أو عاقبها بما تكره كالتصدق ب ِمئة جنيه أو ما‬
‫شـابه‪ .‬هـذا االلتـزام سـيعلمك الجديـة‪ ،‬ويدفعك نحو‬
‫الحفـظ‪ ،‬وينـأى بـك عـن التقصيـر أو التهـاون‪ .‬وطبعاً‬
‫أنجزت حفـظ المقدار المحدد‬
‫َ‬ ‫تُكافئ نفسـك فـي حال‬
‫على مدار الشهر‪.‬‬
‫‪ -38‬يجـب أن تتعلـم فن المراجعة حـدراً (الحدر هو التالوة‬
‫السـريعة)‪ ،‬التالوة بالحـدر تتيح لك مراجعـة أكبر عدد‬
‫ممكـن مـن األجزاء في أقل وقت ممكـن‪ ،‬وهذا أمر في‬
‫غاية األهمية بالنسبة لك فيما يخص المراجعة‪.‬‬
‫نقتُم ٍظفاح جارإل ٍةحيصن ‪  100‬ـــــــــــــــــــــــــــــ‪ 95 ‬‬
‫خ‬ ‫‪ُ ‬م‬

‫‪ -39‬ال تزعم أنك مشـغول‪ ،‬دائمـاً الوقت موجود‪ ،‬وحتى في‬


‫حال ال وقت فعليّاً البتة قم باسـتغالل األوقات الجانبية‬
‫وما أعظمها وما أكثرها‪ ،‬في المواصالت‪ ،‬في المشـفى‪،‬‬
‫عنـد الحالق‪ ،‬قُبيل وبعد العمل‪ ،‬في الطريق‪ ..‬إلخ إلخ‪.‬‬
‫هـذه األوقات الجانبية لو اسـتخدمتها بدالً من إهدارها‬
‫قرأت عن رجل حفظ القرآن كامالً‬
‫ُ‬ ‫سيكون فتحاً عظيماً‪.‬‬
‫عن طريق سـماع األشرطة وهو يسوق السيارة ألنه كان‬
‫يعمل سـائقاً وغالب حياته داخل سيارته‪ .‬فال تخرج من‬
‫بيتـك إال ومعك مصحفك وسـ َّماعة أذن‪ ،‬واسـتغل كل‬
‫عجزت عن القراءة في المصحف لم‬
‫َ‬ ‫لحظـة فارغة‪ ،‬فإن‬
‫عجزت عنهما‬
‫َ‬ ‫تعجز عن السماع عبر سماعة األذن‪ ،‬وإن‬
‫معاً لم تعجز عن القراءة من حفظك‪.‬‬
‫‪ -40‬من ال ُمحفزات على الحفظ والمراجعة كثرة االختبارات‪،‬‬
‫اطلب من المحيطين بك أن يختبروك دوماً في جميع ما‬
‫تحفظه كلما تيسر لهم ذلك‪ ،‬فإن لم تجد في المحيطين‬
‫بك من يَسـد لك تلك الثغرة فث َّمة تطبيق أكثر من ممتاز‬
‫علـى «المتجـر» يُمكنـك تحميلـه مـن خلال هاتفـك‬
‫المحمـول اسـمه «اختبـار حفـظ القـرآن» يختبـرك فـي‬
‫‪ 96 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫محفوظـك‪ ،‬ويُعطيك نسـبة مئوية لدرجة حفظك‪ .‬وثمة‬


‫تطبيـق آخر يختبرك فـي الحفظ لكن بآلية أخرى اسـمه‬
‫«تمكين» وهو أيضاً مفيد وممتع‪.‬‬
‫‪ -41‬ال تحفظ وأنت على سفر‪ ،‬أو وأنت في وسيلة مواصالت‬
‫مهمـا كانـت مريحة‪ ،‬لن يسـتقيم لك الحفـظ أبداً وأنت‬
‫يشـيب الغـراب‪ ،‬فإن‬
‫َ‬ ‫علـى هيئة مـن تلك الهيئات حتى‬
‫كان والبد فراجع‪ ،‬لكن ال تحفظ جديداً‪ ،‬وإال سـتُخزنه‬
‫هشـاً ضعيفـاً مُشـوهاً مشوشـاً‪ ،‬وسـتعاني‬
‫فـي ذاكرتـك ّ‬
‫طويالً من ضبطك له‪.‬‬
‫‪ -42‬أسـتحب لـك ّ‬
‫أل تسـتمع لوردك الذي تريـد حفظه لغير‬
‫الشـيخين‪ :‬الحصـري والمنشـاوي رحمهمـا اهلل تعالى‪،‬‬
‫كنت ُمغرما بالمعاصرين وقراءتهم السـريعة نوعاً ما‬
‫فإن َ‬
‫فأرشـح لـك األشـياخ األفاضـل‪ :‬أبـو بكـر الشـاطري‪،‬‬
‫ومشـاري بـن راشـد العفاسـي‪ ،‬وعبـد الرشـيد صوفي‪،‬‬
‫حفظهم اهلل تعالى‪.‬‬
‫دمت في مرحلة‬
‫‪ -43‬ينبغي أن يكون القرآن بالنسبة لك ‪ -‬ما َ‬
‫حفظـك لـه ‪ُ -‬مقسـم إلـى قسـمين‪ ،‬مـا تحفظـه ومـا ال‬
‫تحفظـه‪ ،‬مـا تحفظـه هـو الذي تتقنـه وال تُخطـئ فيه إال‬
‫نقتُم ٍظفاح جارإل ٍةحيصن ‪  100‬ـــــــــــــــــــــــــــــ‪ 97 ‬‬
‫خ‬ ‫‪ُ ‬م‬

‫نـادراً‪ ،‬وما لم تحفظه هو الـذي تنتقل إلى حفظه لينضم‬


‫إلـى الحفـظ المتقـن القديـم‪ ،‬أمّـا الحفظ المتوسـط أو‬
‫الضعيـف‪ ،‬أو ما تم حفظه ثُم نسـيَه المرء فهو كما يقول‬
‫الدكتور أيمن رشـدي سـويد حفظه اهلل‪ :‬ظاهرة مرضية‪،‬‬
‫ينبغـي التخلـص منهـا بالتركيـز الشـديد عليـه لنقله من‬
‫الضعيف إلى المحفوظ القوي المتين‪.‬‬
‫‪ -44‬على اليوتيوب ثمة مصحف مرفوع بصوت الشيخ أحمد‬
‫ديبـان‪ ،‬هو أسـرع قراءة مُسـجلة في العالـم ‪ -‬فيما أعلم‬
‫‪ -‬للقـرآن الكريـم‪ ،‬تخيـل أنه قرأ البقرة كاملـة من أولها‬
‫آلخرها في نصف سـاعة وسـت دقائق فقـط؟! والقرآن‬
‫كامالً في سبع ساعات ونصف!‬
‫وكـم اسـتفدت من هذا التسـجيل الصوتـي المبارك في‬
‫خرجـت بدراجتـي الهوائيـة أتريض‬
‫ُ‬ ‫المراجعـة‪ ،‬وربمـا‬
‫فأجدني راجعت معه سـماعيا ثالثة أو أربعة أجزاء وأنا‬
‫أقـود الدراجـة مـن دون أن أحـس‪ .‬هـذا المصحف في‬
‫غايـة اإلفـادة للحفـاظ‪ ،‬حيـث أن كل الـذي عليه هو أن‬
‫يشـغل السـورة أو الجزء الذي يريد مراجعته ‪ -‬في حال‬
‫كان ال يسـتطيع المراجعـة إال سـماعياً ‪ -‬وينتبـه معه‪ ،‬و‬
‫‪ 98 ‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫أنبـه إلـى أنه غير مفيد إال فـي المراجعة وللحفاظ فقط‪،‬‬
‫وال يشـترط أن تكـون خاتمـاً‪ ،‬يمكنـك أن تراجـع معـه‬
‫المقدار الذي تحفظه‪ ،‬بشرط أن تكون ضابطا له ابتداء‪.‬‬
‫‪ -45‬إن حـدث ولم يتسـع يومـك إال لحفظ الجديـد فقط أو‬
‫مراجعـة القديـم فقـط فراجـع القديـم‪ ،‬ذلـك أن القديم‬
‫رأس مالِـك‪ ،‬والجديـ ُد أرباحـك‪ ،‬وال َمغبـون من أضا َع‬
‫ُ‬
‫رأس المال النشغال ِه باألرباح‪.‬‬
‫‪ -46‬أقـوى ُطـرق المراجعـة للقديـم هـي أن ت ُ َسـ ِّم َع ُه علـى‬
‫جلته وأنت مُمسك‬ ‫جل في هاتفك ثم تُشـغل ما س ّ‬‫ال ُمسـ ِّ‬
‫بالمصحـف لتخـرج أخطـاءك‪ ،‬ثـم تسـميعك علـى‬
‫صديقـك‪ ،‬ثـم تسـميعك علـى نفسـك‪ ،‬ثـم تمريـر ورد‬
‫المراجعـة على ذهنك مـن غير نطق‪ ،‬ثم تالوته نظراً من‬
‫المصحف‪ ،‬وأدنى المراتب أن تستمع إليه بصوت شيخ‬
‫تحبـه‪ ،‬ورغـم أن مراجعتـه سـماعياً هـي أدنـى مراتـب‬
‫المراجعة فاعلية إال أنها ‪ -‬في حال عدم توفر سـواها ‪-‬‬
‫أفضل من قعودك عن المراجعة بشكل كامل‪.‬‬
‫‪ -47‬مـن أكبـر ال ُمثبطـات أن تقـارن نفسـك وأنـت فـي أول‬
‫حفظك ومراجعتك للقرآن بحافظ قديم ملتزم بالمراجعة‬
‫نقتُم ٍظفاح جارإل ٍةحيصن ‪  100‬ـــــــــــــــــــــــــــــ‪ 99 ‬‬
‫خ‬ ‫‪ُ ‬م‬

‫الجـادة‪ ،‬هـذا سـيُصيبك باليأس؛ ألنك سـتراه يسـبقك‬


‫بمراحـل فتحسـب أن هـذا لذكائـه وغبائـك‪ ،‬ونجاحـه‬
‫وفشـلك‪ ،‬واألمر ليس كذلك‪ ،‬غاية ما في األمر أنك في‬
‫أول األمـر وهو فـي آخره‪ ،‬ولو فعلت ما فعله وبذلت ما‬
‫بذله ألصبحت مثله وربما أفضل‪.‬‬
‫‪ -48‬ال تلتـزم بالحفـظ مـع أكثـر مـن شـيخ في وقـت واحد‪،‬‬
‫خاصة لو تحفظ القرآن للمرة األولى‪ ،‬فهذا مما يُشتتك‪،‬‬
‫ويضعف تركيزك‪ ،‬ويُوهن حفظك‪.‬‬
‫تشـرع في حفظ سـورة جديـدة إال وأنت حافظ‬
‫َ‬ ‫‪ -49‬إيّـاك أن‬
‫مُتقـن للتـي قبلها‪ ،‬قادر على أن تُسـمعها غيبـاً كاملة من‬
‫أولها آلخرها بال مشقة أو ُجهد مهما كانت طويلة‪.‬‬
‫‪ -50‬ما لم تكن لك عزيمة تفل الجبال فلن تفلح‪ ،‬أنت بصدد‬
‫أمر يحتاج مواصلة األيام بالليالي لكي تُحرز فيها تقدماً‬
‫ملحوظاً يرضيك وتقر به عينك‪ ،‬فكن طويل النفس‪.‬‬
‫‪ -51‬مما يُحبط عملية الحفظ ويُفشلها كثرة تغييرك لشيخك‪،‬‬
‫اختر شيخاً ترضى دينه وخلقه وطريقته واستمر معه‪ ،‬ال‬
‫تنقطـع عنـه وإن لـم يكن أتقـن النـاس وال أعلمهم وال‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 100‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫أرسـخهم حفظاً وال أحسنهم تعليماً‪ ،‬أنت لست بحاجة‬


‫إلى الشـيخ المعصراوي وال إلى الدكتور أيمن رشـدي‬
‫سويد ‪ -‬حفظهما اهلل ‪ -‬لتحفظ القرآن‪ ،‬أنت فقط بحاجة‬
‫إلى شيخ يصبر عليك ويُصوب لك أخطاءك‪.‬‬
‫‪ -52‬مـن أعظـم كتـب المتشـابهات التـي طالعتها فـي حياتي‬
‫ونظرت فيها مرات كتاب «الضبط بالتقعيد» للشيخ فواز‬
‫ُ‬
‫بن سـعد بـن عبد الرحمـن الحنَين؛ ذلك أنـه ال يعرفك‬
‫باآليات المتشـابه لتحفظها شأن عامة كتب المتشابهات‬
‫إن لـم يكـن كلهـا‪ ،‬وإنمـا يُدربـك أنت على االسـتنباط‬
‫واسـتخراج القواعـد بنفسـك‪ ،‬أي أنه بالمعنـى الحرفي‬
‫حرصت شخصياً‬
‫ُ‬ ‫يُعلمك الصيد وال يُعطيك سمكة‪ ،‬وقد‬
‫علـى طباعتـه واالحتفاظ بنخسـة ورقية منـه في مكتبتي‬
‫ألهميته‪ ،‬الكتاب صغير الحجم بقص ٍد وتع ُّم ٍد من مؤلفه‪،‬‬
‫فهـو لـم يقصـد الجمـع واإلحاطة كمـا أسـلفت‪ ،‬وإنما‬
‫يُعلمك ويدرك على وضع قواعد للمتشـابهات بنفسك؛‬
‫لذلـك فهو يقع في أقل من مائة وعشـرين صفحة‪ ،‬وهو‬
‫متوفر على العنكبوتية‪.‬‬
‫‪ -53‬إيّاك أن يتسبب في انقطاعك عن المتابعة مع شيخ شدته‬
‫نقتُم ٍظفاح جارإل ٍةحيصن ‪  100‬ـــــــــــــــــــــــــــــ‪101‬‬
‫خ‬ ‫‪ُ ‬م‬

‫عليـك‪ ..‬أحـد مشـايخي حين كنت فـي نهايـة المرحلة‬


‫الثانوية كان يُسـ ِّمع لنـا بنظام الوقوف على الخطأ‪ ،‬يعني‬
‫مـع أول خطـأ تقـع فيه فـي الحفـظ أو التشـكيالت يتم‬
‫انتظرت دورك ساعتين أو أكثر ثم‬
‫َ‬ ‫إيقاف حفظك‪ ،‬وربما‬
‫تُخطئ في تشكيلة كلمة في اآلية األولى فيلغي تسميعك‬
‫ذلـك اليوم‪ ،‬وفوق ذلك كلـه كان يمنع وجود مصاحف‬
‫أثناء التسميع كشرط؛ ليكون التسميع من الذاكرة طويلة‬
‫المدى ال قصيرة المدى‪ ،‬ولو حدث ورأى معك مصحفاً‬
‫ولـو لم تفتحه يقوم بإلغاء تسـميعك أيضاً‪ ،‬ورغم ما في‬
‫خـرج إال حفاظـاً متقنين‪،‬‬
‫نظامـه مـن شـدة إال أنـه لـم يُ ّ‬
‫وشخصيّاً قرأت عليه من سورة الفاتحة حتى نهاية سورة‬
‫علي في‬
‫المائدة‪ ،‬وما أزال إلى اليوم أرى أن أيسر السور َّ‬
‫كامـل القرآن هـي تلك السـور التي سـمعتها على ذلك‬
‫الشيخ حفظه اهلل تعالى وبارك له في وقته وصحته وأبنائه‬
‫حزم وشدة‪.‬‬
‫مع ما كان في نظامه من ٍ‬
‫‪ -54‬فَعّـل تحـدي الجزء والسـورة‪ ،‬وهذا بـأن تعمد إلى جزء‬
‫معين أو سورة معينة فتجعل حفظك لها متسا ٍو تماماً مع‬
‫نسـيت اسـمك ال تنسـاها‪ ،‬ثُم قم‬
‫َ‬ ‫حفظك السـمك‪ ،‬إن‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 102‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫بتحـدٍّ مـع صديـق لك أو زوجتـك أو مُعلمـك‪ ،‬ويكون‬


‫هنـاك شـر ًطا جزائيّاً يتم توقيعه عليـك مع كل خطأ‪ .‬من‬
‫كنـت أعمـد إلـى العـدد مـن األجـزاء مـن باب‬
‫ُ‬ ‫جانبـي‬
‫تصعيـب التحـدي‪ ،‬ثـم أجعل أحـد أصدقائـي يختبرني‬
‫فيهـم‪ ،‬ويكون الشـرط هو دفـع نقود له أتفـق معه عليها‬
‫وذلـك مـع كل خطـأ‪ ،‬هـذا يجعلنـي فـي قمـة تركيزي‪،‬‬
‫ويجعلـه في قمة تصيده لألخطاء‪ ،‬وهذا لصالحي‪ ،‬ومع‬
‫ذلك لم يظفر مني يوما ‪ -‬بحمد اهلل ‪ -‬وال بقرش واحد‪.‬‬
‫(ابتسامة)‪.‬‬
‫‪ -55‬أعظم هدية في الكون يمكن أن يمنحها ولد لوالديه هي‬
‫أن يحفظ القرآن الكريم فيلبسـهما في اآلخرة بحفظه له‬
‫تاج الوقار‪ ،‬فتذكر؛ أنت ال تحفظ القرآن الكريم لنفسك‬
‫فقط‪ ،‬لكن لوالديك أيضاً‪.‬‬
‫‪ -56‬مـن أكثر األمور فاعلية فـي عملية الحفظ والمراجعة أن‬
‫تحفـظ وأن تراجـع أثنـاء ممارسـتك رياضـة المشـي‪،‬‬
‫فعلت‬
‫ُ‬ ‫اإلنسـان أثناء سـيره يكون في قمة تركيـزه‪ ،‬ولقد‬
‫ذلك أعواماً هكذا بالتجربة دون أن أعلم أن لألمر أُسساً‬
‫عرفت ما‬
‫ُ‬ ‫علميـة‪ ،‬فقـط هدانـي اهلل لذلك‪ ،‬ثم بعد ذلـك‬
‫نقتُم ٍظفاح جارإل ٍةحيصن ‪  100‬ـــــــــــــــــــــــــــــ‪103‬‬
‫خ‬ ‫‪ُ ‬م‬

‫للمشـي مـن فوائـد كثيـرة في عمليـة الحفـظ والتخزين‬


‫والتفكير بشـكل عام‪ ،‬حتـى أن بعضهم يقول‪ :‬إذا أردت‬
‫أن تتخذ قراراً مصيريّاً فقم بممارسـة رياضة المشي‪ ،‬ثم‬
‫خذ قرارك أثناء ذلك‪ ،‬وثق بأنك ستتخذ القرار األصوب‬
‫على اإلطالق‪.‬‬
‫‪ -57‬قاعـدة‪ :‬كلمـا ازداد عـدد األجـزاء التـي تحفظهـا ازداد‬
‫بالضرورة مقدار مراجعتك‪ ،‬أعيذك باهلل أن تختم القرآن‬
‫ٍ‬
‫حافـظ لـه بإهمالـك لهـذه القاعدة‬ ‫الكريـم وأنـت غيـر‬
‫وتقصيرك في المراجعة‪.‬‬
‫‪ -58‬اسـتعجال االنتقال من ال ِورد الحالي إلى الذي يليه دون‬
‫ضبطـه ضبطـاً تامـاً هـو أكبر أسـباب وجود مشـاكل في‬
‫استذكار المحفوظ القديم‪ ،‬وعدم القدرة على سرده من‬
‫الذاكـرة غيبـاً؛ ذلـك أنه مـن البداية لـم يتم إيداعـه فيها‬
‫بشكل صحيح‪.‬‬
‫‪ -59‬محفوظـك الجديـد ليـس آخـر مـا حفظته قبـل االنتقال‬
‫للـذي يليه‪ ،‬وإنما هو جميع ما حفظته وسـ ّمعته في آخر‬
‫سبعة إلى عشرة أيام‪ ،‬هذا المحفوظ ما لم تجعله راسخاً‬
‫في ذاكرتك بكثرة مراجعته يوميّاً حتى مرور أسـبوع إلى‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 104‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫عشـرة أيـام علـى إنهـاء حفظك له فسـتعاني فـي ضبطه‬


‫مسـتقبالً؛ ألنه بحكم دخوله الذاكـرة حديثاً يكون تفلته‬
‫منها يسيراً‪.‬‬
‫‪ -60‬تخصيـص وقـت معيـن فـي اليـوم ‪ -‬وأسـتحب لك أن‬
‫يكون أكثر من وقت ‪ -‬مما يشجع على االلتزام بالحفظ‬
‫اليومـي‪ ،‬كما أنه يُ ِهـيء العقل والذاكرة علـى بدء عملية‬
‫التخزين بشكل تلقائي‪.‬‬
‫‪ -61‬من أعظم المحفزات على حفظ القرآن أن تنافس حافظاً‪،‬‬
‫فابحث فيمن حولك عن صديق يحفظ ونافسـه‪ ،‬فإن لَم‬
‫تجد فخذ بيد صديق لك إلى حفظ القرآن وتنافسـا معاً‪،‬‬
‫يعينـك علـى الحفـظ‪ ،‬ويكون لك عند اهلل ثـواب داللته‬
‫على ذلكم الخير العظيم‪.‬‬
‫ً‬
‫فضل عن‬ ‫ظ غيرك القرآن فافعل‪،‬‬ ‫‪ -62‬إذا أتتك فرصة أن تُح ِّف َ‬
‫الثواب الكبير في هذا األمر إال أنه أيضاً وبشـكل تلقائي‬
‫يُقوي ضبطك ويزيد إتقانك؛ ألن كل آية يُس ِّمعها عليك‬
‫الناس ِحف ًظا‬
‫ِ‬ ‫تكون مُراجع ًة لك‪ ،‬وباالسـتقراء فإن أقوى‬
‫للقرآن الكريم هم ال ُمشـتغلون بتحفيظه وتعليمه‪ ،‬ولكن‬
‫انتبـه‪ ..‬ما لم تجعل غيرك يُسـ ِّمع عليـك وأنت ترده من‬
‫نقتُم ٍظفاح جارإل ٍةحيصن ‪  100‬ـــــــــــــــــــــــــــــ‪105‬‬
‫خ‬ ‫‪ُ ‬م‬

‫حفظك ال من خالل االسـتعانة بمصحف تفتحه وتنظر‬


‫فيـه فـإن اسـتفادتك ‪ -‬فـي مسـألة زيـادة الضبـط لديك‬
‫بشـكل فعال ‪ -‬سـتكون محدودة‪ ،‬ولم أشأ أن أقول شبه‬
‫أبعدت!‬
‫ُ‬ ‫قلت ما‬
‫معدومة‪ ،‬ولو ُ‬
‫‪ -63‬يجـب أن يكـون لـك ِورد تلاوة ال عالقـة لـه بحفظـك‬
‫للجديـد‪ ،‬وال بـ ِورد مراجعتـك للقديـم‪ ،‬وإنمـا ختمـة‬
‫مسـتقلة للقـرآن تكـون شـهريّة أو نصـف شـهريّة‪ ،‬أنت‬
‫وقدرتُـك‪ ،‬هـذه الختمـة تُفيـدك فـي ضبـط واسـتذكار‬
‫محفوظـك القديـم‪ ،‬كمـا أنهـا تيسـر عليـك المحفـوظ‬
‫الجديـد ألنك دائم التالوة له من خلال ختمك للقرآن‬
‫كامالً بشكل شهري أو نصف شهري‪.‬‬
‫‪ -64‬ممـا أسـتحبه لك أن تجعـل التلفاز يعمـل ‪ -‬على األقل‬
‫قُبيـل غلقـه مباشـرة ‪ -‬على قنوات القـرآن الكريم فقط‪،‬‬
‫وأرشـح لـك قنـاة «المجد للقـرآن الكريم» فإنـه ال مثل‬
‫لهـا‪ ،‬بحيـث كلما فتحـت التلفاز وجدت قارئـاً يقرأ من‬
‫موضع ما‪ ،‬فإن كنت حافظاً له فأكمل أنت واسبقه‪ ،‬وإن‬
‫لـم تكن تحفظه فاسـتمع إليـه بتركيز‪ ،‬سـتصل إليه يوماً‬
‫وسيكون حفظه عليك أسهل من كثرة سماعك له‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 106‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫‪ -65‬ليـس فـي الدنيا أسـعد من والـد أو والدة يأتيهمـا ابنهما‬


‫ختمـت القـرآن» بـاهلل عليـك أال‬
‫ُ‬ ‫ليقـول لهمـا‪« :‬اليـوم‬
‫يسـتحق والداك منك نظير ما بذالهُ ألجلك أن تجعلهما‬
‫يعيشـان تلـك اللحظـات؟ فـإن كانـا ميتيـن أو أحدهما‬
‫فليـس أحـ ٌد أسـعد منهما فـي اآلخرة بحفظـك للقرآن‪،‬‬
‫تذكر هذا كلما أصابك ملل أو فتور تنشـط بإذن اهلل رب‬
‫العالمين‪.‬‬
‫‪ -66‬ممـا أسـتحب ُه لك أن تكو َن على درايـة باآليات التي تبدأ ُ‬
‫وتنتهـي بهـا األجـزاء‪ ،‬وكذا بدايـات ونهايـات األرباع‪،‬‬
‫فهـذا يُعينـك على االسـتحضار والسـرد‪ ،‬ومعرفة موقع‬
‫اآليات التي تَقرأها أو ت َ ْسـمعها أو ت ُ َس ِّمعها‪ ،‬ومما يُفيدك‬
‫فـي هـذا رسـالة لطيفـة كتبهـا الدكتـور محمد بكـر عبد‬
‫الهـادي‪ ،‬وسـماها‪« :‬فتـح الرحمـن فـي جـداول أربـاع‬
‫القـرآن» يذكـر لـك اآلية التي يبـدأ بها كل جـزء‪ ،‬واآلية‬
‫التي ينتهي بها‪ ،‬ويذكر لك اسـم السورة التي يبدأ الجزء‬
‫منهـا وينتهـي عندها‪ ،‬وبدايـة ونهاية كل ربـع في القرآن‬
‫الكريـم‪ ،‬مـع ذكر عدد آيـات كل ربع‪ ،‬ويصـف لك كل‬
‫ربـع في القرآن الكريم من حيـث طوله وقِصره‪ُ ،‬معتمدا‬
‫نقتُم ٍظفاح جارإل ٍةحيصن ‪  100‬ـــــــــــــــــــــــــــــ‪107‬‬
‫خ‬ ‫‪ُ ‬م‬

‫فـي ذلـك على مصحـف المدينـة المنورة على سـاكنها‬


‫أفضـل الصلاة وأتـم التسـليم‪ ،‬الرسـالة متوفـرة علـى‬
‫العنكبوتيـة‪ ،‬وهـي لطيفـة للحفـاظ‪ ،‬وشـخصيا قمـت‬
‫بطباعتها واالحتفاظ بها‪.‬‬
‫‪ -67‬من األمور المعينة على ضبط متشابهات القرآن الكريم‬
‫االسـتعانة بكتب المتشـابهات‪ ،‬وممـا أقترحه عليك في‬
‫هذا الصدد كتاب «التبيان المفصل لمتشـابهات القرآن»‬
‫للدكتور ياسـر محمد مرسي‪ ،‬ثم كتب الشيخ يحيي عبد‬
‫الفتـاح الـزواوي رحمـه اهلل تعالـى فـي المتشـابهات‪،‬‬
‫وأخص منها أكثرها ذيوعاً وانتشاراً‪ ،‬ثم هو أكثرها فائدة‬
‫أيضـا «دليـل الحفـاظ فـي متشـابه األلفـاظ» ثـم كتابـه‬
‫«‪ 1500‬سـؤال وجواب في المتشـابهات» وهذا األخير‬
‫يمكن االستفادة منه من خالل اختبار نفسك مُستعيناً به‪،‬‬
‫وذلك بأن تطرح أسـئلته على نفسك وتجيب قبل النظر‬
‫في اإلجابة‪ ،‬وال تلجأ إلى المصحف إال في حال عجزك‬
‫تمامـاً عـن اإلجابـة‪ ،‬فهـذا ممـا يُقـوي ضبطـك ويزيـ ُد‬
‫إتقانـك‪ ،‬هـؤالء الثالثـة ال مثـل لهم‪ ،‬فـإن كنـت مُ ِ‬
‫نتخباً‬
‫لواحـ ٍد فقط منهم فعليـك بالتبيان بالمفصـل‪ .‬وثالثتهم‬
‫متوفر إلكترونيا‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 108‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫‪ -68‬ومما أنصح به بشـدة لضبط المتشـابهات متابعة برنامج‬


‫«ل َمسـات بيانية» وقد كان يُذاع قديماً على قناة الشارقة‪،‬‬
‫يَتنـاول فيـه الدكتور البحـر العلَم العالـم الفاضل فاضل‬
‫السـامرائي ‪ -‬حفظـه اهلل تعالـى ‪ -‬آيـات القـرآن الكريم‬
‫ُمسـلطاً الضوء على ما فيهـا من بالغة وبيان ُمعجِ ز‪ .‬ولو‬
‫شاهدت في حياتي ما‬
‫ُ‬ ‫قُ ُ‬
‫لت أن هذا البرنامج هو أعظم ما‬
‫قمت بتحميل أكثر‬
‫كنـت مبالغا‪ ،‬بل من فرط انبهاري به ُ‬
‫ُ‬
‫مـن ‪ 200‬حلقة له مـن على اليوتيوب‪ ،‬متوسـط الحلقة‬
‫‪ 45‬دقيقـة‪ ،‬وأعمـل حاليـا علـى تفريـغ مـا لـه صلـة‬
‫بالمتشـابهات مـن هـذه الحلقات‪ .‬والشـاهد أني بشـدة‬
‫أنصح بمشـاهدة هذه الحلقات‪ ،‬إذ سيقف بك الدكتور‬
‫فاضل من خاللها على القرآن الكريم الذي ستحس معه‬
‫أنك لم تكن تفهمه‪ ،‬وسـيُوقفك على الكثير من دقائقه‪،‬‬
‫وهـو فـي غايـة األهميـة لمـن يحفظـون القرآن بشـكل‬
‫خـاص؛ حيـث يُفهمهم دقائق نفيسـة في متشـابهاته فال‬
‫يُخطئون فيها بإذن اهلل رب العالمين‪.‬‬
‫أنصح بها فـي باب حفظ‬
‫ُ‬ ‫‪ -69‬مـن الكتـب القليلـة جداً التـي‬
‫ومراجعـة القرآن الكريم ثُالثية الدكتور سـعيد أبو العال‬
‫نقتُم ٍظفاح جارإل ٍةحيصن ‪  100‬ـــــــــــــــــــــــــــــ‪109‬‬
‫خ‬ ‫‪ُ ‬م‬

‫حمـزة‪ ،‬وهـي حقيق ًة مفيدة وعملية بشـكل كبيـر وبيانها‬


‫كالتالي‪:‬‬
‫كتاب «الحصون الخمسة» وهو لمن سيبدأ حفظ القرآن‬
‫الكريـم‪ ،‬يُعطيـك برنامجـاً قوياً جـداً إن كنت سـتحفظ‬
‫ألول مرة‪ ،‬مما يجع ُل حفظك في غاية القوة‪.‬‬
‫ثم «رسوخ» ويشتمل على برنامج قوي لمن يحفظ قدْراً‬
‫مـن القرآن‪ ،‬ويريـد الجمع بين حفظ الجديـد ومراجعة‬
‫القديم‪.‬‬
‫ثم «الجبال الرواسـي» وهو برنامج قوي جدا لمن ختم‬
‫كامـل القـرآن الكريـم ويريـد المراجعة‪ ،‬فيكـون القرآن‬
‫جربت خطته‬
‫ُ‬ ‫يسيراً عليه بسيره على ذلكم الجدول‪ ،‬وقد‬
‫التـي وضعها في الجبال الرواسـي فكانـت النتيجة أكثر‬
‫من مُرضية بالنسبة لي‪.‬‬
‫فانظـر فـي أي مرحلة أنت‪ ،‬ثم اختر الكتاب المناسـب‪،‬‬
‫اقتنيـت الثالثـة معاً أيـاً ما تكن مرحلتـك التي أنت‬
‫َ‬ ‫ولـو‬
‫فيهـا فهو خير‪ ،‬وهذا ما فعلته شـخصياً‪ .‬وثالثتهم متوفر‬
‫إلكترونيا‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 110‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫‪ -70‬مـن الكتـب القليلـة جـدا أيضا التـي أنصح بهـا في باب‬


‫حفـظ القرآن الكريـم ومراجعته كتـاب «تحزيب القرآن‬
‫الكريـم» للدكتـور عبـد العزيـز بـن علي الحربـي‪ ،‬وهو‬
‫كتـاب نافع جداً‪ ،‬أحسـب مؤلفه قد كتبـه بإخالص‪ ،‬لما‬
‫ٌ‬
‫يَبعثـه في نفس قارئ ِه من هـدوء وطمأنينة‪ ،‬كما أنه ص َّد َر‬
‫الكتـاب بالحديث عن القرآن الكريم وفضائله وشـرف‬
‫حملتـه‪ ،‬فح َّفز القارئ نحو الحفـظ تحفيزا كبيرا‪ ،‬وهيأه‬
‫نفسياً لذلك‪ ،‬ثم أعقب ذلك بالحديث عن آداب تالوته‪،‬‬
‫وطريقة قراءة النبي ﷺ‪ ،‬ثم شرع في الحديث عن حفظ‬
‫القرآن الكريـم‪ ،‬وذكر العديد من الوصايا النافعة إلتمام‬
‫حفظه‪ ،‬مع ذكره داخل الكتاب للكثير من المسائل التي‬
‫ال يس ُع حامل القرآن الكريم جهله بها‪.‬‬
‫‪ -71‬أشن َع خطأ يُمكن أن تقع فيه أثناء تسمي ِعك على شيخك‬
‫أو علـى نفسـك أو وأنت تُصلـي بالناس هـو الخطأ في‬
‫التشـكيل حتـى وإن لم يتسـبب فـي تغيير المعنـى‪ ،‬فإن‬
‫ـرهُ فهـو أشـ ُّد شـناع ًة‪ ،‬الخطأ فـي التشـكيل في عُرف‬
‫غيَّ َ‬
‫القراء أشد عيباً من الخطأ في أحكام التالوة‪ ،‬أو الحفظ‬
‫َّ‬
‫نفسـه‪ ،‬فانتبـه لذلـك جيـداً‪ ،‬بل مـن المعيب جـداً لدى‬
‫نقتُم ٍظفاح جارإل ٍةحيصن ‪  100‬ـــــــــــــــــــــــــــــ‪111‬‬
‫خ‬ ‫‪ُ ‬م‬

‫العرب األوائل أن يُخطئ الرجل في تشكيل كلمة عابرة‬


‫مـن خارج القـرآن الكريم أثناء حديثه‪ ،‬فما بالك إذا كان‬
‫الخطأ في كلمة من آية يَقرأها أو يُس ِّمعها‪ ،‬فانتبه!‬
‫كنت منذ‬
‫‪ -72‬مـن أزهـى فترات حياتي مع القرآن الكريم لما ُ‬
‫أخرج صباح كل يوم إلى الصحراء‪،‬‬
‫ُ‬ ‫قرابة العشرة أعوام‬
‫شراب والقليل من الطعام‪ ،‬وشيء أحبه كعصير أو‬
‫ٌ‬ ‫معي‬
‫ُ‬
‫أمكث هناك وحدي بال صديق‬ ‫شيكوالتة أو ما شابه‪ ،‬ثم‬
‫وال رفيق وال هاتف وال أي شـيء يشـغلني عن القرآن‪،‬‬
‫وأظ ُّل أراجع بالساعات الطوال إلى ما بعد الظهر وقريب‬
‫كافأت‬
‫ُ‬ ‫ورضيت عن نفسـي‬
‫ُ‬ ‫انتهيت‬
‫ُ‬ ‫مـن العصر‪ ،‬فـإذا ما‬
‫نفسـي بالعصيـر أو الشـيكوالتة‪ ،‬أو الشـيء الذي جلبته‬
‫معي‪ .‬أستحب لك مثل هذه المعسكرات‪ ،‬خاصة إذا ما‬
‫نفسـك فُتوراً‪ ،‬أو كسلاً‪ ،‬أو إهماالً وتقصيراً‬
‫َ‬ ‫وجدت في‬
‫في المراجعة‪.‬‬
‫قمـت بتنفيذها تشـجيعاً لنفسـي على‬
‫ُ‬ ‫‪ -73‬مـن األفـكار التي‬
‫مزيـ ٍد من المراجعة والضبط واإلتقـان أني ُ‬
‫أتيت بكوب‬
‫ووضعت فيـه ثالثين‬
‫ُ‬ ‫جاجي صغيـر‪ ،‬فارغ طبعـا‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫مـا ٍء ُز‬
‫قصاصة صغيرة بعدد أيام الشـهر‪ ،‬في كل قصاصة مهمة‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 112‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫بشـكل عشـوائي قصاصة من‬


‫ٍ‬ ‫علـي القيـا ُم بها‪ ،‬ثم أختا ُر‬
‫َّ‬
‫الكوب وأقوم بوضعها في كوب آخر فارغ بحيث ال يتم‬
‫وجعلت‬
‫ُ‬ ‫اختيـار قصاصة واحدة مرتين في شـهر واحد‪،‬‬
‫غالـب المهام المكتوبة في القصاصـات متعلقة بالقرآن‬
‫الكريـم كونـه شـغلي الشـاغل‪ ،‬مثـال‪ :‬قـم بمراجعـة‬
‫الزهراوين البقرة وآل عمران اليوم‪ ،‬اليوم تراجع النصف‬
‫األول مـن القرآن الكريم‪ ،‬اسـتمع اليوم إلى ثالثة أجزاء‬
‫من القرآن الكريم بصوت الشيخ فالن الفالني‪ .‬وهكذا‪،‬‬
‫طبعا القصاصات كلها مطوية؛ ليكون االختيار عشـوائيا‬
‫كما أسـلفت‪ ،‬ويتم إقصـاء كل قصاصة تم اختيارها كما‬
‫أسـلفت‪ ،‬ويكـون االختيار عقب صالة الفجر مباشـرة‪،‬‬
‫بحيـث يكون أمامي اليوم بطولـه في حال كانت المهمة‬
‫تحتـاج إلى وقت طويـل كمراجعة نصف القرآن الكريم‬
‫أو مـا شـابه‪ .‬أقترح عليـك مثل هذه الفكـرة‪ ،‬جد ممتعة‬
‫ومُثمرة‪ ،‬لكنها بحاجة إلى عزيمة وإرادة‪ ،‬ولتكن المهام‬
‫متوافقة مع ظروفك وحياتك حتى ال تكسل عن إنجازها‬
‫أو يصيبـك اإلحباط‪ ،‬وليس شـرطاً أن تكون كل المهام‬
‫متعلقة بالقرآن الكريم طبعا‪ ،‬لكن أستحب لك أن يكون‬
‫أكثرها كذلك‪.‬‬
‫نقتُم ٍظفاح جارإل ٍةحيصن ‪  100‬ـــــــــــــــــــــــــــــ‪113‬‬
‫خ‬ ‫‪ُ ‬م‬

‫حضاً شديدا كتاب‬


‫‪ -74‬من الكتب التي أحضك على قراءتها ّ‬
‫«هجـر القـرآن العظيـم ‪ -‬أنواعـه وأحكامـه» للدكتـور‬
‫محمـود بـن أحمد بـن صالح الدوسـري‪ ،‬كتـاب جامع‬
‫لكثير جداً من المسائل التي ال يَسع حامل القرآن الكريم‬
‫جهلـه بها‪ ،‬فضلاً عن روعـة العرض‪ ،‬وجمـال الطرح‪،‬‬
‫فإنـي لـم أطالع فـي حياتـي كتاباً حـوى مثل هـذا الكم‬
‫الكبيـر مـن المسـائل عـن القـرآن الكريـم‪ ،‬وال عجب‪،‬‬
‫فمؤلفـه مشـهو ٌد لـه بالتحـري واالجتهـاد والتدقيـق‪،‬‬
‫والكتـاب فـي األصل عبارة عن رسـالة «دكتـوراه» وقد‬
‫أجيـزت بتقدير ممتـاز‪ .‬الكتاب طبعتـه دار ابن الجوزي‬
‫السعودية‪ ،‬وهو متوفر على العنكبوتية‪.‬‬
‫‪ -75‬القرآ ُن الكريم من أعظم مشاريع حياتك‪ ،‬يحتاج إلى نية‬
‫أفلحـت فـي كل‬
‫َ‬ ‫مـع خطـة وعمـل‪ ،‬إنـك إن تُفلـح فيـه‬
‫أخفقت فيه‬
‫َ‬ ‫يستعص عليك شيءٌ بعدُ‪ ،‬وإن‬
‫ِ‬ ‫حياتك‪ ،‬ولم‬
‫‪ -‬مـع كثـرة الدواعـي فـي نفسـك لحفظـ ِه ‪ -‬فتكـرا ُر‬
‫اإلخفاقـات في حياتـك من األمور التي يجب عليك أن‬
‫تألفها‪.‬‬
‫َ‬
‫عليـك أن تقرأها بشـكل ُمتكر ٍر‬ ‫يجب‬
‫ُ‬ ‫‪ -76‬مـن الكتـب التـي‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 114‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫منهـج كتـاب «التبيان فـي آداب حملة القـرآن» لإلمام‬


‫ٍ‬ ‫مُ‬
‫ب حول‬ ‫النـووي رحمـه اهلل تعالى‪ ،‬وهـو من أهم مـا ُكتِ َ‬
‫اآلداب واألخالق التي يجب أن يتحلى بها معلم القرآن‬
‫الكريم ومتعلمه‪ ،‬إن لم يكن أهمها على اإلطالق‪ُ ،‬كتيب‬
‫أستحب لك أن تقرأه مرة كل شهر‪ ،‬فإن لم تستطع‬
‫ُّ‬ ‫صغير‬
‫فمرة كل ثالثة أشـهر‪ ،‬فإن لم تسـتطع فاقرأه على األقل‬
‫مرتين في كل عام‪ ،‬وذلك ما َحييت‪.‬‬
‫استمعت إليها واستفدت منها في‬
‫ُ‬ ‫‪ -77‬من المحاضرات التي‬
‫بابَي حفظ ومراجعة القرآن الكريم‪ ،‬وأنصح بها محاضرة‬
‫«حتـى ال يتفلـت القـرآن» للشـيخ إبراهيـم الصعقوب‪،‬‬
‫ومدتهـا أقل من سـاعة واحدة‪ ،‬وممـا يعجبني فيها كثيراً‬
‫تركيـزه الشـديد علـى أهميـة الضبـط والتمكيـن للقرآن‬
‫الكريم‪ ،‬ال مجرد الحفظ أيا ما تكن درجته!‬
‫‪ -78‬مـن المحاضـرات التـي اسـتمعت إليهـا قديمـاً أيضـاً‬
‫واستفدت منها كثيرا جدا في بابَي حفظ ومراجعة القرآن‬
‫الكريـم وأنصـح بهـا بشـدة محاضـرة «وسـائل إبداعية‬
‫لحفظ القرآن» للدكتور يحي الغوثاني‪ ،‬وتقع في جزأين‪،‬‬
‫وهي متوفرة على اليوتيوب‪.‬‬
‫نقتُم ٍظفاح جارإل ٍةحيصن ‪  100‬ـــــــــــــــــــــــــــــ‪115‬‬
‫خ‬ ‫‪ُ ‬م‬

‫‪ -79‬تسـتطي ُع أن تختلق لنفسـك ألف عُذر يحول بينك وبين‬


‫اسـتمرارك فـي حفـظ القـرآن الكريـم ومراجعتـه‪ ،‬لكن‬
‫الـذي نوى الحفظ جـاداً عازماً على ذلـك بصدقٍ مهما‬
‫ظهـرت له العوائق والموانـع والمثبطات فهو قادر دوما‬
‫علـى سـحقها ودحضهـا و تفتيتها‪ ،‬وهذا هـو الفرق بين‬
‫من نوى جادّاً‪ ،‬ومن نوى على استحياء‪.‬‬
‫‪ -80‬مـن المحاضـرات اللطيفـة ال ُمحفـزة على حفـظ القرآن‬
‫الكريم التي سـ ِمعتُها قديماً وأنصح بها محاضرة «كيف‬
‫تحفظ القرآن الكريم» للدكتور راغب السـرجاني‪ ،‬وهي‬
‫متوفرة على يوتيوب‪ ،‬ومدتها حوالي ساعة تقريبا‪.‬‬
‫‪« -81‬المختصر في التفسـير» هو أحد أعظم التفسـيرات التي‬
‫وقعت عليها مؤخراً‪ ،‬بل في حياتي‪ ،‬ورغم أنه مختصر‪،‬‬
‫ُ‬
‫بل اسـمه أصال «المختصر في التفسـير» إال أنه ال يترك‬
‫آيـة إال ويوضحها حتى وإن كانـت واضحة‪ .‬وكل لفظة‬
‫فـي اآلية فيهـا نوع صعوبـة يُظللها باللـون األحمر أثناء‬
‫تفسيرها لمزي ٍد من التنبيه ولفت النظر‪ ،‬وكل سورة يُقدم‬
‫لهـا ببيان مقاصد السـورة‪ ،‬ونهاية كل صفحة من القرآن‬
‫يقـوم ببيان المسـتفاد مـن اآليـات التي اشـتملت عليها‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 116‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫بأسـلوب هو السهل الممتنع‪ ،‬كما أنه‬


‫ٍ‬ ‫الصفحة‪ .‬كل هذا‬
‫يربط لك اآليات ببعضها‪ ،‬ال يفسر كل آية وكأنها بمعزل‬
‫عما قبلها وما بعدها‪ ،‬ومن ال ُمدهش أن اآلية كاملة ربما‬
‫شرحها في سطر واحد أو سطر ونصف‪ ،‬لكنه ال يُغادرك‬
‫إال وأنت فاهم لها‪ ،‬مُستوعب لما تضمنته‪ ،‬فعليك به‪.‬‬
‫شـيخ في الدنيـا‪ ،‬وال أي برنامـج‪ ،‬وال أي‬
‫ٍ‬ ‫‪ -82‬لـن يقـدر أي‬
‫حلقـة تلتحق بها ولو في المسـجد الحـرام‪ ،‬أن تجعلك‬
‫حافظـاً ضابطـاً مُتمكناً ما لم تسـ َع أنـت لذلك‪ ،‬كل هذه‬
‫األمور وسائل مساعدة‪ ،‬لكن أنت ‪ -‬ووحدك أنت ‪ -‬من‬
‫بيـده إنجـاز هـذه المهمـة العظيمـة‪ ،‬أو اإلخفـاق فـي‬
‫إنجازها‪.‬‬
‫‪ -83‬ممـن يفيدونـك كثيـرا في مسـألة حفظ القـرآن الكريم‪،‬‬
‫وطـرق مراجعتـه‪ ،‬واألهـم مـن ذلك كلـه كيفيـة تالوته‬
‫الشـيخ الدكتور أيمن رشـدي سـويد ‪ -‬حفظه اهلل ‪ -‬هذا‬
‫الرجـل أحسـبه ُمخلصـاً‪ ،‬وال أزكيـه علـى اهلل‪ ،‬أنصـح‬
‫بمؤلفاتـه‪ ،‬وأوصي بشـروحاته المرئية لمتـون التجويد‪،‬‬
‫خاصة شرحه على المقدمة الجزرية‪.‬‬
‫‪ -84‬تحديـدك لمقـدار يومـي ثابـت للحفـظ الجديـد وكـذا‬
‫نقتُم ٍظفاح جارإل ٍةحيصن ‪  100‬ـــــــــــــــــــــــــــــ‪117‬‬
‫خ‬ ‫‪ُ ‬م‬

‫للمراجعـة اليوميـة يجعـل األمـور واضحـة أمامـك‪،‬‬


‫وتسـتطيع مـن خالل ذلـك أن تعرف مـدى اجتهادك أو‬
‫العكـس‪ ،‬كمـا أنه يُعـودك الجديـة والحزم مع نفسـك‪،‬‬
‫وذلك من خلال إلزمها يوميا بهذا المقدار‪ ،‬دون مثقال‬
‫ذرة مـن كسـل أو تهـاون‪ ،‬كمـا أنك تسـتطيع من خالل‬
‫ذلك معرفة متى سـتُنهي سـورة كذا‪ ،‬أو جزء كذا‪ ،‬ومتى‬
‫ستنتهي من ربع القرآن أو نصفه أو كله‪.‬‬
‫‪ -85‬ال تكن رخواً‪ ،‬ليس كلما عرضت لك مشـكلة أو ضائقة‬
‫أو ت َ َع ّكـر في المزاج تركـت الحفظ وأهملت المراجعة‪،‬‬
‫هكـذا لن تحفـظ القرآن طوال عمـرك‪ ،‬فالحياة ال تخلو‬
‫من مثل هذا‪ ،‬وال تتذرع بالفتور‪ ،‬افتر كما شئت‪ ،‬لكن ال‬
‫غصبت نفسـك‬
‫َ‬ ‫تتـرك الحفـظ وال المراجعـة‪ ،‬حتـى لو‬
‫عليهمـا غصبـاً‪ ،‬ليـس منطقيـا أن يُصيبـك الفتـور فتترك‬
‫الحفظ والمراجعة بشـكل مطلق فتنسى‪ ،‬ثم تنشط فتبدأ‬
‫من الصفر‪ ،‬ثم تفتر فتترك بشكل مطلق فتنسى‪ ،‬ثم تنشط‬
‫فتبـدأ مـن الصفـر‪ ،‬وهكـذا فـي كل مـرة‪ ..‬هـذه محض‬
‫حماقـة‪ ،‬واسـتهال ٌك للجهـد والوقـت في غيـر فائدة‪ ،‬ال‬
‫تسـمح لشـي ٍء أيا ما يكن أن يُعطلك‪ ،‬وال واهلل ال يوجد‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 118‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫شيء في الدنيا يستحق أن يكون حائالً بينك وبين حفظ‬


‫كتاب اهلل إذا ما نويت ذلك وعزمت عليه وشـرعت فيه‪،‬‬
‫فكن ذكياً‪ ،‬وكن حازماً‪.‬‬
‫‪ -86‬ابدأ حفظ القرآن الكريم فوراً وكفاك تأجيالً‪ ،‬أما سئمت‬
‫التأجيل؟ ماذا تنتظر؟ أنت مشغو ٌل حالياً؟ ربما أنت غداً‬
‫أكثر انشغاالً!‬
‫سنك كبير؟ غداً ستكون أكبر!‬
‫تجد من يُشـجعك؟ إن لم تقم نفسـك بهذا فلن يقوم به‬
‫أحد‪.‬‬
‫ابـدأ وال تؤجل‪ ،‬فأنت اليوم حي‪ ،‬وغـدا قد يُنادى‪َ :‬ح َّي‬
‫على صالة الجنازة على فالن!‬
‫‪ -87‬ما لم تكن حازماً عنيفاً قاسياً على نفسك حال تقصيرها‬
‫فـي الحفـظ والمراجعة فلن تُفلح في هـذا األمر؛ لذلك‬
‫أسـتحب لك أن تجعل لنفسـك عقوبات فورية في حال‬
‫تضييـع يـوم تسـميعك على شـيخك‪ ،‬أو حتـى في حال‬
‫رض‪ ،‬وكـذا في حال‬
‫بشـكل غير مُ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫تسـميعك عليـه لكن‬
‫ضيَّعـت يومـاً بـدون مراجعـة‪ ،‬أو أخللـت ببرنامجـك‬
‫نقتُم ٍظفاح جارإل ٍةحيصن ‪  100‬ـــــــــــــــــــــــــــــ‪119‬‬
‫خ‬ ‫‪ُ ‬م‬

‫اليومي أو األسـبوعي للحفـظ والمراجعة‪ .‬صدقني هذه‬


‫النفسية الجادة الحازمة هي التي تُنتج‪ ،‬وهي التي تُفلح‪،‬‬
‫وهي التي تتقدم‪.‬‬
‫‪ -88‬إياك أن تزيد جلسـة الحفظ الواحدة للمقدار الذي تريد‬
‫حفظـه ‪ -‬أيـا مـا يكـون كبيـراً كان أو صغيـراً ‪ -‬عن ‪30‬‬
‫دقيقـة كحد أقصى‪ ،‬ولو جعلتها ‪ 15‬دقيقة لكان حسـناً‪،‬‬
‫ذلـك أن تركيزك يبدأ بالتالشـي بمـرور الدقائق‪ ،‬وكلما‬
‫كان تركيـزك أعلـى كان حفظك أسـهل وأيسـر وأقوى‪،‬‬
‫ِ‬
‫اكتـف بالربع سـاعة للحفـظ‪ ،‬وإنما‬ ‫قطعـاً ال أقـول لك‬
‫أقـول لـك اجعـل فاصلا كالتريـض قليلا‪ ،‬أو إعـداد‬
‫مشروب ساخن أو بارد‪ ،‬أو الوضوء‪ ،‬أو ما شابه‪ ،‬ثم ابدأ‬
‫جلسـة حفـظ جديـدة علـى أال تزيـد كحـد أقصـى عن‬
‫الثالثين دقيقة كما سلف‪.‬‬
‫‪ -89‬محفوظـك مـن القرآن الكريم يختلـف عن أي محفوظ‬
‫آخـر‪ ،‬ولعل هـذا مـن خصائص القـرآن الكريـم‪ ،‬فربما‬
‫حفظـت الشـيء وتركتـه زمناً ثم تجد نفسـك حافظاً له‪،‬‬
‫َ‬
‫وربما بنفس درجة حفظك األول‪ ،‬والقرآن ليس كذلك‪،‬‬
‫إن تركتـه تـركك‪ ،‬أوهجرتـه هجـرك‪ ،‬أو أهملـت فـي‬
‫‪ 120‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬ ‫‪ ‬‬
‫المراجعـة فقل علـى ضبطك له السلام‪ ،‬وهذا مصداق‬
‫قولـه ﷺ كمـا فـي الصحيحين مـن حديث أبي موسـى‬
‫ـرآ َن‪ ،‬ف َ َوالَّـ ِذي ن َ ْف ُ‬
‫ـس‬ ‫األشـعري ‪« ‬تعاهـدوا هَـ َذا ال ُق ْ‬
‫اإلبل فِي ُع ُق ِل َها»‬
‫ِ‬ ‫أش ُّد ت َ َفلُّتاً ِم َن‬
‫ح َّم ٍد بِيَ ِد ِه ل َ ُه َو َ‬
‫مُ َ‬
‫‪ -90‬مـن المهـم لحامـل القـرآن الكريم أن يكـون على دراية‬
‫بسـور القرآن الكريم وأسـمائها المختلفة‪ ،‬آياته ناسخها‬
‫ومنسوخها‪ ،‬أسباب النزول‪ ،‬المكي والمدني من القرآن‬
‫الكريـم‪ ،‬وغير هذا مما يتصل بهـذا الباب العظيم‪ ،‬فهذا‬
‫فضالً عن كونه مما يعين على حفظه‪ ،‬فهو أيضا يجعلك‬
‫فاهماً للقرآن الكريم‪ ،‬ال مجرد حافظ له‪ ،‬وخير ما يُفيدك‬
‫في هذا قوالً واحداً هو كتاب «اإلتقان في علوم القرآن»‬
‫لإلمـام السـيوطي رحمه اهلل تعالى‪ ،‬فهـو العمدة في هذا‬
‫البـاب‪ ،‬ومن الكتب التـي أنصح بها في هذا الباب أيضاً‬
‫كتـاب «مباحث فـي علوم القرآن» للشـيخ منَّاع الق َّطان‪،‬‬
‫وقد كتب اهلل تعالى لكتاب الشـيخ مناع قبوالً وانتشـاراً‬
‫واسعاً‪ ،‬ولعل هذا بإخالصه ‪.‬‬
‫‪ -91‬أنهـا َك عـن الحفـظ َ‬
‫وقت الجوع الشـديد‪ ،‬أو ِّ‬
‫الشـبع‪ ،‬أو‬
‫وقـت نعسـك‪ ،‬أو إجهـاد َك الشـديد‪ ،‬أو وقـت غضبِك‪،‬‬
‫َ‬
‫نقتُم ٍظفاح جارإل ٍةحيصن ‪  100‬ـــــــــــــــــــــــــــــ‪121‬‬
‫خ‬ ‫‪ُ ‬م‬

‫هـذه األوقـات ال تصلُـح للحفـظ مُطلقـاً‪ ،‬وإال خز َ‬


‫َّنـت‬
‫هشـاً ضعيفـاً‪ ،‬سـهل النسـيان والتفلت‪ ،‬فإن‬
‫محفوظـك ّ‬
‫ُك َ‬
‫نت وال ب ُ َّد فاعالً فراج ْع‪.‬‬
‫ختمت ‪ -‬أن تجعل لك بين الفينة‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أوصيك بـه ‪ -‬إذا‬ ‫‪ -92‬ممـا‬
‫واألخـرى بعض األمور الكبيرة مـع القرآن الكريم التي‬
‫ال يقد ُر عليها آحاد الناس‪ ،‬كأن تقرأ القرآن الكريم كامالً‬
‫في ليلة‪ ،‬أو تُصلي الليل بعشـرة أجزاء‪ ،‬أو تُسـ ِّمع القرآن‬
‫الكريم كامال على شـيخك أو صديقك غيباً من حفظك‬
‫فـي مجلـس واحد أو مجلسـين؛ فـإن مثل هـذه األمور‬
‫تجعل المراجعة اليومية يسيرةً في نظرك هينة‪ ،‬خاصة إذا‬
‫قارنتهـا بمثـل هـذه األمـور التـي تقـوم بهـا بيـن الفينـة‬
‫واألخرى‪.‬‬
‫‪ -93‬إياك وإياك أن تكون تعتعتك في قراءة القرآن الكريم‪ ،‬أو‬
‫صعوبـة حفظـه عليـك ‪ -‬إن واجهتـك صعوبـة ‪ -‬ممـا‬
‫يصرفـك عـن متابعـة حفظـك لـه‪ ،‬واعلـم أن أجـرك‬
‫مُضاعـف‪ ،‬فغيـرك يأخـذ أجر التلاوة والحفـظ‪ ،‬وأنت‬
‫تأخـذ مثل أجرهم وفوق ذلك تؤجر على الصعوبة التي‬
‫تجدها وعلى صبرك عليها‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 122‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫َ‬
‫حدث لك بعض‬ ‫نسيت آي ًة ُكنت تحفظها جيداً‪ ،‬أو‬
‫َ‬ ‫‪ -94‬إذا ما‬
‫التفلت في سـورة من القرآن أو جـزء فال تُحبط‪ ،‬واعلم‬
‫ِ‬
‫أن مثـل هـذا النسـيان وقـع لرسـول اهلل ﷺ‪ ،‬وهـذا مـن‬
‫طبيعة النفس البشرية‪ ،‬المهم أال يكون هذا بسبب تقصي ٍر‬
‫َ‬
‫حـدث فيه‬ ‫منـك أو إهمـال‪ ،‬ثـم راجـع الموضـع الذي‬
‫بعض النسيان مُراجعة قوية مُكثفة‪ ،‬حتى تُعيد حفظك له‬
‫قوياً راسخاً كما كان‪.‬‬
‫‪ -95‬مـن أكبـر األخطـاء الكارثيـة الشـائعة بين مـن يحفظون‬
‫القرآن الكريم ألول مرة أنه يحفظ ال ِورد الذي َسيُس ِّمعه‬
‫على شيخه يوم تسميعه فقط‪ ،‬وربما قُبيل ذهابه لشيخه‪،‬‬
‫ويحسـب أن تسـميعه لهذا ال ِورد على شيخه جيداً حتى‬
‫ُ‬
‫وإن كان بدون خطأ واحد يعني أنه حافظ له‪ ،‬وهذا وه ٌم‬
‫أودعت‬
‫َ‬ ‫كبيـر‪ ،‬كل الـذي فعلتـه في هذه الحالة هـو أنك‬
‫ٌ‬
‫الـ ِورد فـي الذاكـرة قصيرة المـدى التي مـن خصائصها‬
‫الحفظ السريع والنسيان السريع‪ ،‬نعم أنت س َّمعته بدون‬
‫أخطاء‪ ،‬لكن خالل أيام قليلة إن لم يكن خالل سـاعات‬
‫سـيبدأ رحلته مع التالشـي من ذاكرتـك ألنك لم تُخزنه‬
‫بشـكل صحيـح‪ ،‬ولـم تُودعـه ذاكرتـك طويلـة المدى‪،‬‬
‫نقتُم ٍظفاح جارإل ٍةحيصن ‪  100‬ـــــــــــــــــــــــــــــ‪123‬‬
‫خ‬ ‫‪ُ ‬م‬

‫وهـذا ال يكـون إال بحفظك للـورد قبل تسـميعك على‬


‫شـيخك بيوم واحد على األقل‪ ،‬وتظل تراجع وتردد فيه‬
‫حتـى موعـد تسـميعك‪ ،‬فإن ُكنت تُسـ ِّمع على شـيخك‬
‫يومياً فال أقل من تقسـيم الحفظ على أكثر من وقت في‬
‫اليوم‪ ،‬يعني تَشرع في حفظه فجراً‪ ،‬ثم تُراجعه ظهراً‪ ،‬ثم‬
‫تنظر فيه عصراً‪ ،‬ثم تُسـ ِّمعه على صديق أو على نفسـك‬
‫جل مغرباً‪ ،‬ثم قم بتسـميعه على شـيخك‬
‫أو علـى ال ُم َسـ ِّ‬
‫بعـد ذلك‪ ،‬واعلم أن األمر ال ينتهي بتسـميعك إياه على‬
‫شـيخك‪ ،‬وإنما أيضاً تتعهده بالمراجعة مدة أسـبوع إلى‬
‫عشرة أيام بشكل يومي حتى يثبت تماماً‪.‬‬

‫‪ -96‬إيـاك أن تعتمـد علـى تسـميعك على نفسـك فـي معرفة‬


‫أخطأت‬
‫َ‬ ‫مسـتوى ضبطـك‪ ،‬هذا خطأ ٌ كبيـر‪ ،‬ألنك ربمـا‬
‫ولـم تعـرف أنـك أخطـأت‪ ،‬إن أردت معرفـة ضبطـك‬
‫للمقـدار الجديـد الذي حفظته أو السـورة التي راجعتها‬
‫فأمامك إحدى ثالث طرق‪:‬‬

‫قم بتسميعه على شيخك وهو يَحكم‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬


‫ٍ‬
‫ضابط أو قريب‪.‬‬ ‫صديق‬
‫ٍ‬ ‫ب‪َ -‬س ِّمعه على‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 124‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫جل على هاتفك‪ ،‬ثم اسـتمع‬


‫ج‪ -‬قـم بتسـميعه عبر ال ُم َسـ ِّ‬
‫إلى تسـجيلك وأنت مُمسـك بالمصحف لتسـتخرج‬
‫األخطاء‪.‬‬
‫‪ -97‬ال يصح أن يكون مقدار المراجعة بالنسـبة لك في اليوم‬
‫الواحـد وجهـاً واحـداً أو ربعاً واحـداً أو ما شـابه‪ ،‬هذه‬
‫ليسـت مراجعـة‪ ،‬المراجعة ال تكـون إال للمقدار الكبير‬
‫الـذي ال يقل بحال من األحـوال عن نصف جزء‪ ،‬وهذا‬
‫للطالب الكسـول‪ ،‬وليس الطالب الكسـول فقط‪ ،‬وإنما‬
‫للطالـب الكسـول الذي مقـدار حفظه كاملاً ال يتجاوز‬
‫الخمسة أجزاء‪.‬‬
‫‪ -98‬إيـاك أن تكـون صعوبـة الحفظ عليك فـي البداية مدعاة‬
‫إلـى يأسـك‪ ،‬أو إحباطك‪ ،‬فإنك بعـ ُد ‪ -‬على األرجح ‪-‬‬
‫لـم تعتـد الحفظ؛ لذلـك تجد بعد المشـقة‪ ،‬اصبر وتابع‬
‫واسـتمر‪ ،‬وبعد قليل يُوشـك أن يفتـح اهلل عليك‪ ،‬وتجد‬
‫الحفظ عليك من أيسر ما يكون‪.‬‬
‫‪ -99‬ممـا يُقـوي الحفـظ لديك ويجعله راسـخاً منافسـة أحد‬
‫حفـاظ المتقنيـن‪ ،‬أو علـى األقـل إن لـم تكـن حافظـاً‬
‫ال ُ‬
‫لكامل القرآن الكريم فنافس صديقاً لك محفوظه قريب‬
‫نقتُم ٍظفاح جارإل ٍةحيصن ‪  100‬ـــــــــــــــــــــــــــــ‪125‬‬
‫خ‬ ‫‪ُ ‬م‬

‫من محفوظك‪ ،‬حدَّث الشـيخ عمر السـعدان عن شابَّين‬


‫فـي جامـع الراجحـي بالريـاض يبدأون بتسـميع سـورة‬
‫الفاتحـة فجـراً وينتهـون بسـورة النـاس قبـل دخـول‬
‫الخطيـب‪ ،‬يَحـدرون القرآن حـدراً‪ ،‬فإذا أخطـأ أحدهما‬
‫ب لـه اآلخر‪ ،‬وأكمـل من موضـع الخطـأ‪ .‬وهكذا‬
‫صـ َّو َ‬
‫دأبهم في كل يوم جمعة‪ .‬فلله درهما‪.‬‬
‫ختمـت القـرآن الكريـم كاملاً فـإن عالقتـك به ال‬
‫َ‬ ‫‪ -100‬إذا‬
‫دخلـت في زمرة حملة‬
‫َ‬ ‫تنتهـي‪ ،‬وإنمـا تكاد أن تبدأ‪ ،‬فقد‬
‫ب وا ِ‬
‫هلل أن تُخرج نفسـك منهم بإهمالك‬ ‫كتاب اهلل‪ ،‬و َعيْ ٌ‬
‫المراجعة وتقصيرك فيها!‬
‫وللوصول لدرجة عالية في الضبط فإني أستحب لك أن‬
‫تداوم أول شـهر ختمت فيه القرآن على مراجعة عشـرة‬
‫أجـزاء فـي كل يـوم‪ ،‬ثـم في الشـهر الثانـي تُـداوم على‬
‫مراجعة تسـعة أجزاء في كل يوم‪ ،‬ثـم في الثالث ثمانية‪،‬‬
‫ثم في الرابع سبعة‪ ،‬ثم في الخامس ستة‪ ،‬ثم في السادس‬
‫خمسـة‪ ،‬ثـم في السـابع أربعة‪ ،‬ثـم في الثامـن ثالثة‪ ،‬ثم‬
‫سـتلتزم لبقيـة عمرك بثالثة أجزاء فـي كل يوم ال تنقص‬
‫عنهم آية واحدة‪ ،‬وال بأس إن زدت‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 126‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫‪ -101‬ممـا أسـتحبه لـك أن تضـع لنفسـك مكافـأة عظيمـة‬


‫ت َ ِعدهـا بهـا في حـال ختمت القرآن الكريـم كامالً‪ ،‬فإن‬
‫ذلـك ممـا يُحفـزك وينشـطك‪ .‬كأن تسـافر ألداء عمرة‬
‫عقب حفظ القرآن‪ ،‬أو تخطب لو كنت َع َزبًا‪ ،‬أو تتزوج‬
‫لـو كنـت خاطبـاً‪ ،‬أو تُسـافر أياما لمـكان تحبـه للنزهة‬
‫واالسـتجمام‪ .‬وادَّخـر مـن اآلن مبلغاً جيداً مـن المال‬
‫يُلبِّـي لـك احتياجـات تلـك المكافـأة التـي سـتعطيها‬
‫لنفسك متى ما ختمت القرآن‪ ،‬فإنك حين تفعلها تكون‬
‫بطلاً‪ ،‬وتسـتحق أن تُكافـئ نفسـك فكافئهـا‪ .‬ومـن‬
‫وجدت شـابّاً‬
‫ُّ‬ ‫لت هذه الفائدة‬
‫ج ُ‬‫الطرائف أني بعدما سـ َّ‬
‫على موقع «فيس بوك» يسأل أصدقاءه الدعاء له بإتمام‬
‫سـورة األنعـام حفظـاً هـو و َمخطوبتـه؛ إذ زوا ُجهمـا‬
‫توقـف علـى إنهائِهمـا لهـا‪ ،‬كونهمـا اتفقـا علـى عدم‬
‫ٌ‬ ‫مُ‬
‫الزواج حتى يَنتهيا معاً من حفظ الربع األول من القرآن‬
‫الكريـم‪ ،‬علـى أن يُكملا ِحفـظ بقيـة القـرآن مـن بعـد‬
‫زواجهمـا‪ .‬فأنعم واهلل بهذا من زواج!‬
‫‪ -102‬إذا انتهيت من حفظ القرآن فإياك أن يفتر لسـانك عن‬
‫حمـد اهلل تعالـى علـى هـذه النعمـة العظيمـة‪ ،‬ثـم إياك‬
‫نقتُم ٍظفاح جارإل ٍةحيصن ‪  100‬ـــــــــــــــــــــــــــــ‪127‬‬
‫خ‬ ‫‪ُ ‬م‬

‫وإيـاك أن تُضيِّعـه بإهمالـك المراجعـة وكثـرة تعهـده‪،‬‬


‫واعلـم أن حفـظ القـرآن الكريم وإن كان مُسـتحبا غير‬
‫واجـب‪ ،‬إال أن نسـيانه عنـد كثيـ ٍر مـن أهـل العلـم من‬
‫ال ُمحرمـات‪ ،‬خاصـة إذا مـا كان نسـيانه عـن إهمـال‬
‫ُمتعمـد‪ ،‬جـاء عن أبي العالية رحمه اهلل تعالى‪ُ « :‬كنا نعد‬
‫مـن أعظم الذنوب أن يتعلم الرجـل القرآن ثم ينا ُم عنه‬
‫حتى ينساه»‬
‫وعن ابن سيرين بإسنا ٍد صحيح في الذي ينسى القرآن‪:‬‬
‫«كانوا يكرهونه‪ ،‬ويقولون فيه قوالً شـديداً»‬
‫وعن طلق بن حبيب رحمه اهلل تعالى‪« :‬من تعلم القرآن‬
‫ـط عنه بكل آيـة درجة‪ ،‬وجاء‬ ‫ثم نسـيَه مـن غير عذر ُح َّ‬
‫يوم القيامة مخصوما»‬
‫صـرح بعضهم بأن نسـيان القرآن الكريـم أو بعضه‬
‫بـل َّ‬
‫بعـد حفظـه كبيـرة مـن الكبائـر‪ ،‬ومـن هـؤالء اإلمـام‬
‫النووي‪ ،‬والسـيوطي‪ ،‬وابن حجـر الهيتمي‪ ،‬والمناوي‪،‬‬
‫وغيرهم‪.‬‬
‫هـذا كلـه فيمـن نسـيه متعمـداً‪ ،‬وذلـك بإهمالـه وعدم‬
‫مراجعتـه كمـا أسـلفت‪ ،‬أمـا مـن نسـيه كلـه أو بعضـه‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 128‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫لضعـف في الذاكرة‪ ،‬أو ِكبر في السـن‪ ،‬أو انشـغاله بما‬


‫ال حيلة له في دفعه السـيما إن كان أمرا دينيا كانشـغال‬
‫بجهاد ونحوه فال شيء عليه‪ ،‬وقد نقل بعضهم اإلجماع‬
‫على ذلك‪ ،‬واهلل تعالى أعلم‪.‬‬

‫وصلى اهلل على عبده ونبيه محمد‪،‬‬


‫وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين‪.‬‬

‫‪‬‬
‫نقتُم ٍظفاح جارإل ٍةحيصن ‪  100‬ـــــــــــــــــــــــــــــ‪129‬‬
‫خ‬ ‫‪ُ ‬م‬

‫إلـى هُنـا ينتهي الكتاب بالنسـبة لك أخـي القارئ‪ ،‬وكل‬


‫القادم هو تفاصيل وقواعد االلتحاق بدورة‪:‬‬
‫«حفظ القرآن الكريم عبر الهاتف»‬
‫والتـي تُعـد مـ ْن أقـوى وأدق الـدورات فـي العالـم‬
‫‪ -‬بحمد اهلل ‪ -‬في‬
‫ِحفظ ومراجعة القرآن الكريم‪.‬‬
‫ويُشرفُ عليها الفقير إلى اهلل عادل الجندي‪.‬‬
‫كتبتُهـا لل ُمشـتركين فعليـاً فـي الـدورة‪ ،‬أو للراغبين في‬
‫ذلك ُمستقبالً‪.‬‬
‫بالتالي يمكنك التوقف هنا عن القراءة‪ ،‬ولكن إن أردت‬
‫ال ُمتابعة فلن تعدم النفع‪ ،‬وعسـا َك تسـتفي ُد شيئاً من نظام‬
‫الـدورة‪ ،‬وطريقـة تعاملـي مـع طلبتـي‪ ،‬ونماذج ألسـئلة‬
‫االختبارات والمسابقات التي أُجريها لهم داخل الدورة‪.‬‬

‫‪‬‬
‫حفظ القرآن ا�لكريم عبر الهاتف‬
‫‪ ‬ةمدقم ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪133‬‬

‫‪ ‬مقدمة ‪‬‬

‫الحمـد هلل‪ ،‬والصلاة والسلام علـى رسـول اهلل‪ ،‬وبعـد‪..‬‬


‫هـذه قواعـد وتفاصيل دورة «حفظ القـرآن الكريم» عبر الهاتف»‬
‫أكتبها بإيجاز واختصار شديد جدا‪ ،‬ليسهل استيعابها وتذكرها‪.‬‬
‫وأنا إذ أكتب هذه القواعد اآلن للسـادة المشـتركين في الدورة‬
‫قديمـا أو حديثـا ال أترك لهم بكتابتـي لها اآلن مختصرة عذرا في‬
‫مخالفتها؛ ألنني أتسـاهل في أشـياء كثيرة‪ ،‬لكني ال أتسـاهل البتة‬
‫في نظام الدورة‪ ،‬والسـير عليه‪ ،‬خاصـة حين يتكرر األمر‪ .‬فأرجو‬
‫القـراءة بعنايـة‪ ،‬وأرجو االلتزام بالقواعد‪ ،‬فهـي كالعقد بيني وبين‬
‫المشـترك‪ ،‬وأنـا أول الملتزمين بها إن شـاء اهلل‪ .‬كمـا أنوه على أن‬
‫هـذا الـكالم ال يشـمل المشـتركين فعليا فـي الدورة فقـط‪ ،‬وإنما‬
‫الراغبين في االنضمام إليها مستقبال أيضا‪.‬‬

‫كتبه‪ /‬عادل الجندي‬


‫؟فتاهلا َربع ُعيمسَّتلا اذامل ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪135‬‬

‫‪ ‬ملاذا التَّسميعُ عربَ اهلاتف؟ ‪‬‬

‫قد يكو ُن أول ما يتبادر إلى ذهنك حين تَسم ُع عن دورة «حفظ‬
‫القـرآن الكريـم عبـر الهاتـف» هـو سـؤال فحـواه‪ :‬ما الـذي يُميّز‬
‫التسميع هاتفياً عن التسميع المباشر؟‬
‫والجواب على ذلك بإيجاز‪:‬‬
‫ال شـك أن التسميع على الشـيخ مباشرة أفضل‪ ،‬هذا ال جدال‬
‫بات التسمي ُع المباشر‬
‫فيه‪ ،‬بل هذا هو األصل‪ ،‬لكن في وقتنا هذا َ‬
‫على الشيخ مما يتعذر على الكثيرين‪ ،‬ال أعني بسبب كورونا‪ ،‬بل‬
‫األمر هكذا من قبلها‪ ،‬وهذا بسـبب ضيق الوقت‪ ،‬وسرعة الحياة‪،‬‬
‫األمر بات فيه نوع مشقة ال على من يرغبون في التسميع والحفظ‬
‫فقـط‪ ،‬ولكـن حتـى على األشـياخ أنفسـهم‪ ..‬التسـميع هاتفياً في‬
‫دورتنـا يوفـر المال والجهـد‪ ،‬فال مواصالت لشـيخك‪ ،‬وال تكبد‬
‫عناء ذهابك إليه ثُم تجده مشغوالً أو مريضاً أو نحو ذلك‪ ،‬واألهم‬
‫لسـت ُمضطراً ألن تنتظر دورك‬
‫َ‬ ‫مـن ذلـك كله أنه يوفر الوقت؛ إذ‬
‫في التسميع على شيخك‪ ،‬وال أن تذهب إليه فال تُس ِّمع ألي سبب‬
‫َ‬
‫حدث معـي غير مرة أن‬ ‫كان‪ ،‬فيضيـع وقتـك‪ .‬مـن جانبي أنـا فقد‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 136‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫قطعت عشـرات الكيلو مترات لبعض مشايخي ألقرأ عليهم‪ ،‬وال‬


‫ُ‬
‫أظفر بذلك لمرض الشـيخ‪ ،‬أو عدم وجوده‪ ،‬أو انشـغاله‪ ،‬أو غير‬
‫حت‬ ‫ذلـك‪ ،‬وال شـك أن فـي مجرد ذهابـي إليه قد أُجـرت إن ص ّ‬
‫نيتي‪ ،‬لكن األجر مع التسميع أفضل بال شك‪ .‬كل هذه اإلشكاالت‬
‫ال ُمالزمة في الغالب للتسـميع المباشـر على الشـيخ ال وجود لها‬
‫‪ -‬بفضـل اهلل تعالـى ‪ -‬فـي دورتنـا المباركـة؛ ذلـك أن التزامنـا‬
‫بالمواعيد من حديد بحمد اهلل‪ ،‬إذ المشترك ليس ُمضطراً لالنتظار‬
‫البتة‪ ،‬مجرد أن يَحين موعد تسميعه يتصل ويُس ّمع‪ ،‬هكذا بمنتهى‬
‫البسـاطة والسـهولة‪ ،‬ومن النادر جداً جداً أن يتصل في موعده ثم‬
‫ال يُسـ ّمع‪ ،‬هذا يحدث في نطاق ضيق لظرف طارئ أو ما شـابه‪،‬‬
‫ورغـم ذلـك أُبلغه ‪ -‬غالباً ‪ -‬قبل موعده باعتذاري‪ ،‬ومن ثَم يأخذ‬
‫موعـداً بديلاً قبل حلـول موعده القـادم ما دام عدم تسـميعه من‬
‫جهتي أنا ال من جهته‪.‬‬

‫‪‬‬
‫ةرركتُملا ةلئسألا زربأ باوج ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪137‬‬

‫‪ ‬جواب أبرز األسئلة المُتكررة ‪‬‬


‫بخصوص دورة «حفظ القرآن ا�لكريم عبر الهاتف»‬

‫س‪ :‬ما هي أيام التسميع؟‬


‫ج‪ :‬يوميـن في كل أسـبوع بشـكل أساسـي‪ ،‬ويوجـد يوم ثالث‬
‫يكـون مخصصا لتسـميع متـون التجويد تسـميع اإلجـازات بعد‬
‫االنتهـاء من حفظها كاملـة حفظا متقنا‪ ،‬واالختبـارات في القرآن‬
‫علي منه‪ ،‬وإجراء المسابقات فيه في حال رغب‬ ‫الكريم وما أنهاه َّ‬
‫المشـترك فـي دخـول مسـابقات معـي‪ .‬وإذن فله علـى األقل في‬
‫األسبوع مرتين يُسمع فيهما القرآن الكريم‪ ،‬إال في حال لو اختار‬
‫هو أن يُسمع يوما واحدا فقط لظروف حياته أو عمله أو ما شابه‪،‬‬
‫وفي هذه الحالة أمنحه من الوقت في هذا اليوم الواحد ضعف ما‬
‫أمنحه لمن يُسمع يومين‪.‬‬
‫س‪ :‬ما هي كيفية التسميع؟‬
‫بي المشـترك في اليوم والساعة المح َّددَين له‪ ،‬فيقرأ‬
‫ج‪ :‬يتصل َ‬
‫علـي ِوردَه الذي حفظه‪ .‬ولو أن المشـترك من خارج مصر يتصل‬ ‫ّ‬
‫هاتفيـاً أو عبـر الماسـنجر‪ ،‬أو الواتسـاب‪ ،‬أو التيلجـرام‪ ،‬أو غيـر‬
‫ذلك‪ ،‬حسب ما هو متاح له ويتناسب معي‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 138‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫س‪ :‬المشترك هو من يتصل بك أم أنت من تفعل؟‬


‫ج‪ :‬أنـا ال أتصـل بأحـد مطلقـاً‪ ،‬بـل هـو مـن يتصـل فـي اليوم‬
‫غت نفسـي فال‬
‫فر ُ‬
‫والسـاعة المح َّددَيـن لـه‪ ،‬مـن جانبي أكـون قد َّ‬
‫يكون ورائي أي شي ٍء يمنعني أن أ ُ َس ِّم َع له‪ .‬فإن اتصل س ّم ُ‬
‫عت له‪،‬‬
‫وإن لـ ْم يتصـل لم أتصل أنا؛ ألنه مـن المحتمل حال عدم اتصاله‬
‫أن يكـون مشـغوالً‪ ،‬أو لـم يحفـظ‪ ،‬أو لديـه عـذر مـا يمنعـه مـن‬
‫التسـميع‪ ،‬وفـي جميـع األحـوال أقـوم بتسـجيله غياباً مـا دام لم‬
‫يتصل‪ .‬يُستثنى من ذلك إذا ما لو طلب مني أن أتصل أنا به لكونه‬
‫ليس معه رصيد مثال أو ما شابه‪ ،‬فإني بكل تأكيد أتصل به‪ ،‬وليس‬
‫في ذلك مشقة تذكر بالنسبة لي‪.‬‬
‫س‪ :‬ما مقدار المحفوظ في كل مرة؟‬
‫ج‪ :‬حسب قدرة وحفظ المشترك‪ ،‬فهو الذي يُحدد ذلك ال أنا‪،‬‬
‫إال إن طلـب منـي أن أُلزمَه بمقـدار معين لئال يكسـل أو يتهاون‪.‬‬
‫وبشـكل عـام فهنـاك من يُسـ ّمع في المـرة الواحـدة نصف وجه‪،‬‬
‫وهنـاك مـن يُسـ ّم َع ُربعاً‪( ،‬الربـع حوالي وجهين ونصـف غالباً)‪،‬‬
‫نصف جزء في المرة‬
‫َ‬ ‫وهناك من يُسـ ّم َع ربعين‪ ،‬وهناك من يُسـ ّم ُع‬
‫الواحدة‪ ،‬وإذن ال مانع عندي في تسميع المقدار الكبير أو الصغير‬
‫بشـرط الضبـط‪ ،‬وكل حسـب طاقتـه وهمتـه‪ ،‬والقاعـدة‪ :‬يظـ ُل‬
‫ةرركتُملا ةلئسألا زربأ باوج ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪139‬‬
‫المتشتر ُك يُس ّمع في موعده المحدد حتى ينتهي وقته ‪ 15 -‬دقيقة‬
‫‪ -‬أو ينتهي حفظه أيهما أقرب‪.‬‬
‫س‪ :‬هـل يُشـترط فيمـن يرغـب فـي االشـتراك أن يكـون مُل ًّما‬
‫بأحكام التجويد؟‬
‫ج‪ :‬ال يشـترط أن يكون مُلماً بها أو حتى على دراية بها أصالً‪،‬‬
‫فهـذا دوري‪ .‬الجيـد فـي التجويـد أو فـوق الجيد أبـدأ معه ختمة‬
‫علي القـرآن بإتقان وضبط أجيزه‪،‬‬
‫إجـازة‪ ،‬يعنـي بمجرد أن يختم َّ‬
‫مـن هو دون الجيد يبدأ معي ختمـة تمهيد إجازة يتعلم في أثنائها‬
‫األحـكام والتلاوة الصحيحـة‪ ،‬وبعدها يشـرع مباشـرة في ختمة‬
‫اإلجازة‪.‬‬
‫س‪ :‬هل االشتراك متاح لفئة معينة أو سن معين؟‬
‫ج‪ :‬متـاح للجميـع مـن سـن ‪ 12‬سـنة فصاعـداً‪ ،‬وفـي الدورة‬
‫الحالية معي من هم فوق سـن السـتين‪ ،‬وبشـكل استثنائي وألول‬
‫مـرة فـي تاريخي ‪ -‬أون اليـن ‪ -‬معي عمر ‪ 9‬أعـوام‪ ،‬و ‪ 7‬أعوام‪.‬‬
‫(ابتسامة)‪.‬‬
‫س‪ :‬متاح للفتيات االشتراك؟‬
‫ج‪ :‬نعم‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 140‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫س‪ :‬هل هذا جائ ٌز شرعًا؟‬


‫ج‪ :‬الـذي أعتقده وآخـذ به هو الجواز‪ ،‬وكذلك كل مشـايخي‬
‫تلقيـت عنهم بال اسـتثناء ‪ -‬حسـبما أذكـر ‪ -‬جميعهم تقرأ ُ‬
‫ُ‬ ‫الذيـن‬
‫عليهم النسـاء‪ ،‬وعندنا مئات اآلالف من النسـاء أُجزن من رجال‬
‫قديمـاً وحديثاً‪ ،‬وعشـرات اآلالف من الرجال أُجيزوا من نسـاء‪،‬‬
‫فاألمـر ال بـأس بـه واهلل أعلـم‪ ،‬وال يقولـ َّن قائـل أن هـذا كان من‬
‫خالل تسـميع النسـاء بشكل مباشـر على الرجال ال عبر الهاتف؛‬
‫ألن اإلجابـة أوضـح من الشـمس‪ ،‬وهي أن النسـاء كانت تُسـ ِّمع‬
‫علـى الرجال مـن وراء حجاب‪ ،‬وأي حجاب أمن ُع من أن تُسـ ّمع‬
‫هاتفياً من مكان والشـيخ في مكان آخر ‪ -‬غالباً ‪ -‬بعيد جداً على‬
‫الجهة األخرى!‬
‫س‪ :‬االشـتراك متاح أي وقت أم ث َّمة وقت معين تُحدده لقبول‬
‫الراغبين في االشتراك؟‬
‫ج‪ :‬يتـم فتـح بـاب القبـول لاللتحاق بالـدورة مرتيـن فقط في‬
‫العام‪ ،‬نهاية شـهر ديسـمبر على أن يبدأ المشـتركون فيه تسميعهم‬
‫من أول شهر يناير‪ ،‬ونهاية شهر مايو على أن يبدأ المشتركون فيه‬
‫يرغـب فـي‬
‫ُ‬ ‫تسـميعهم مـن أول شـهر يونيـو‪ .‬لكـن يسـتطي ُع مـن‬
‫االشتراك أن يُراسلني في أي وقت شاء؛ إذ يحدث أن ينقطع أحد‬
‫ةرركتُملا ةلئسألا زربأ باوج ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪141‬‬
‫المشتركين عن الدورة لظروف قاهرة ‪ -‬بالنسبة له ‪ -‬وإال فبالنسبة‬
‫لي ال يوجد شـيء يسـتحق أن يكو َن حائالً عن القرآن ‪ -‬كمرض‬
‫أو سـفر أو ما شـابه‪ ،‬وبالتالي يكون ث َّمة مواعيـد فارغة‪ ،‬وبالتالي‬
‫يمكننـي قبولـه حتى لو لَم ي ُكـن أثناء فتح باب القبـول لاللتحاق‬
‫بالدورة بشـكل رسـمي‪ ،‬أما في حـال لم ي ُكن ث ّمـة مواعي ُد فارغة‬
‫فإنه ينتظر لحين اإلعالن عن فتح باب القبول لالنضمام للدورة‪.‬‬
‫س‪ :‬من يختم القرآن تُجيزه؟‬
‫ج‪ :‬مـن يختـم بضبـط وإتقان أجيـزه فعلياً بـإذن اهلل بمجرد أن‬
‫علي القرآن‪ ،‬ومن كان مسـتواه في التجويد ليس بال ُمرضي‬
‫يختم َّ‬
‫علـي ختمة مسـتقلة نركز فيها علـى الحفظ‪،‬‬
‫َّ‬ ‫أو الجيـد فإنـه يقـرأ‬
‫ويتـدرب فيها على التالوة الصحيحة‪ ،‬وعلى أحكام التجويد‪ ،‬ثُم‬
‫بعدها مباشـرة يشـر ُع فـي ختمة اإلجـازة‪ ،‬فتكون ختمتـه األولى‬
‫كالتمهيد لختمة اإلجازة‪.‬‬
‫س‪ :‬هـل الحصـول علـى اإلجـازة من خلال التسـميع هاتفياً‬
‫جائز؟‬
‫تلقيت‬
‫ُ‬ ‫ج‪ :‬نعـم هو كذلـك واهلل أعلم‪ ،‬وعامة مشـايخي الذين‬
‫عنهـم يُجـ ِّو ُزون ذلـك‪ ،‬بل وعامة مشـايخ اإلقراء والقـراءات في‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 142‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫العالم اإلسلامي بشـكل عام يُجيزون ذلك‪ ،‬ويقيسونه على إقراء‬


‫وأحسـب أن‬
‫ُ‬ ‫العميـان‪ ،‬وإقراؤهـم وإجازتهـم جائـزة باإلجمـاع‪،‬‬
‫القـول بمنـع اإلقـراء واإلجازة عبـر الوسـائل الحديثـة كالهاتف‬
‫واإلنترنـت بشـكل عـام فيه نـوع مـن االنغلاق‪ ،‬واالنفصال عن‬
‫ٌّ‬
‫وحث بشـكل مباشـر وقوي على الح ِّد من نشر‬ ‫الواقع المعاصر‪،‬‬
‫حفظ وتعلُّم القرآن الكريم بين الناس‪.‬‬

‫س‪ :‬كيـف تعـرف أن المشـترك ضابـط لمـا حفظـه معك؟ أال‬


‫يمكن أن ينسى مثال القديم النشغاله بتسميع الجديد معك؟‬

‫ج‪ :‬هـذا احتمـال بعيد جـدا؛ ألني أقـوم باختبارات دورية‪،‬‬


‫وفي حال الرسـوب في اختبار واحد فقط يتم إيقاف المشـترك‬
‫عن التسـميع الجديـد لصالح المراجعة مع إعـادة اختباره فإن‬
‫نجـح اسـتأنفنا التسـميع‪ ،‬وإن رسـب يتـم إيقافـه مـن جديـد‬
‫للمراجعة وهكذا‪ ،‬فإن رسـب ثالث مـرات متتاليات رجع من‬
‫نقطـة الصفـر‪ ،‬وكأنـه يشـترك فـي الدورة مـن البدايـة‪ ،‬كما أن‬
‫لدينـا بعـد كل جـزء ينهيه المشـترك اختبار في جميع ما سـبق‪،‬‬
‫ولدينـا مطلـ َع كل شـهر ميلادي مسـابقات تنافسـية بيـن‬
‫المشـتركين‪ ،‬كمـا أننـي أقـوم بمفاجـأة المشـتركين أحيانًـا‬
‫ةرركتُملا ةلئسألا زربأ باوج ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪143‬‬
‫علـي في جميع ما سـ ّمعوه‬
‫ّ‬ ‫باختبـارات سـريعة أثناء تسـميعهم‬
‫مسـبقاً‪ ،‬فـإن أجـاب بشـكل متقن أكمـل تسـميع الجديد‪ ،‬وإن‬
‫أوقفـت تسـميعه للجديـد كعقـاب يسـير علـى‬
‫ُ‬ ‫رأيـت تقصيـراً‬
‫التقصيـر فـي المراجعـة‪ ،‬وإذن فاالختبارات واألسـئلة لمتابعة‬
‫مسـتواه فـي محفوظه القديم متنوعـة‪ ،‬وال حصر له‪ ،‬وإذن فأنا‬
‫ال أتـرك لـه مجاالً البتة للنسـيان أو ترك المراجعة‪.‬‬
‫اشتركت في الدورة فمن أين سأبدأ الحفظ‬
‫ُ‬ ‫س‪ :‬في حال‬
‫والتسميع مع حضرتك؟‬
‫ج‪ :‬الجميـع يبـدأ بترتيـب القـرآن الكريـم ‪ -‬وهـو الصواب ‪-‬‬
‫الفاتحة ثُم البقرة فـ آل عمران فـ النساء‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫ُ‬
‫أحفظ مثال أول خمسـة أجزاء أو عشرة أجزاء من‬ ‫س‪ :‬لو أنني‬
‫حيث ينتهي حفظي بحيث‬ ‫ُ‬ ‫القـرآن الكريم وأري ُد أن أبدأ معك من‬
‫أصرفُ كامل الوقت مباشرةً فيما ال أحفظه بدالً من صرفه فيما أنا‬
‫حافظ له أصال‪ .‬هل هذا متاح؟‬
‫أمنح اإلجازة إال‬
‫ج‪ :‬نعم متاح‪ ،‬لكن ال إجازة فيه؛ ذلك أني ال ُ‬
‫علي القرآن الكريم كامالً غيباً من حفظه من أول سـورة‬
‫لمن قرأ َّ‬
‫الفاتحة إلى سورة الناس بترتيب المصحف‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 144‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫س‪ :‬لـو أني ال أريد ختم القرآن الكريم كامالً‪ ،‬فقط أريد حفظ‬
‫سور مخصوصة كالزهراوين البقرة وآل عمران‪ ،‬والكهف‪ ،‬ويس‪،‬‬
‫والرحمـن‪ ،‬وال ُملك‪ ،‬ونحو هذا من السـور التـي ورد فيها فضائل‬
‫مخصوصة‪ ..‬فهل هذا ممكن؟‬

‫ج‪ :‬نعـم ممكـن جـداً‪ ،‬بـل أ ُ َرجحه بشـدة لكبار السـن‪ ،‬ولمن‬
‫يعلمون من أنفسهم يقيناً عجزهم عن حفظ كامل القرآن الكريم‪،‬‬
‫فما ال يُدرك كله ال يترك جله كما يقولون‪ ،‬وأن تلقى اهلل عز وجل‬
‫بحفظ مائة آية خير لك من أن تلقاه بحفظ عشـر آيات‪ ،‬وأن تلقاه‬
‫بحفظ عشر آيات خير لك من أن تلقاه بال شيء!‬

‫س‪ :‬هل الدورة بأجر؟‬

‫ج‪ :‬نعم هي كذلك‪ ،‬إذ أني شـبه منقطع للتسـميع واألمر يأخذ‬
‫كبيرين جداً‪ ،‬ال من حيث التسـميع فقط‪،‬‬ ‫وقتاً وجهداً َ‬
‫كبيرين‪ ،‬بل َ‬
‫وإنما من حيث التسـميع‪ ،‬والتنظيـم‪ ،‬وترتيب المواعيد‪ ،‬والغياب‬
‫والحضـور‪ ،‬وتحضير أسـئلة االختبارات‪ ،‬ثم إجـراء االختبارات‬
‫نفسها‪ ،‬وتحديد المستويات‪ ،‬واإلشراف على المراجعة‪ ،‬وترتيب‬
‫الجوائـز للمجتهديـن‪ ،‬وكتابـة اإلجـازات وتحريرها واإلشـراف‬
‫على طباعتها‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫ةرركتُملا ةلئسألا زربأ باوج ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪145‬‬
‫س‪ :‬هل من الممكن معرفة األجر؟‬
‫ج‪ 200 :‬جنيهـا تدفـع مُقدمـاً لـكل شـهر‪ ،‬وال يتـم إعـداد‬
‫وثيقـة للراغـب فـي االشـتراك‪ ،‬وال يأخـذ مواعيـده وباقـي‬
‫التفاصيـل الخاصـة بـه هـو كمشـترك جديـد إال بعـد تحويلـه‬
‫إلـي بلقطة شاشـة ـ اسـكرين ـ يُفيـد أنه قام‬ ‫للمبلـغ‪ ،‬وإرسـاله َّ‬
‫بالتحويـل؛ إذ تحويلـه دليـ ُل رغبتـ ِه ـ بالنسـبة لي ـ كمـا أن فيه‬
‫داللة على الجدِّية‪.‬‬
‫أمـا طريقة دفعه فهـي عن طريق التحويل عبـر خدمة فودافون‬
‫كاش على رقم‪01099396244 :‬‬
‫س‪ :‬هـل االشـتراك متـاح لغيـر المصرييـن‪ ،‬أم مقتصـر علـى‬
‫المصريين فقط؟‬
‫ج‪ :‬بـل هو متاح للجميع فـي أي مكان في العالم‪ ،‬وبفضل اهلل‬
‫علـي طلبة من فلسـطين‪ ،‬ولبنـان‪ ،‬والسـعودية‪ ،‬واإلمارات‪،‬‬
‫ّ‬ ‫يقـرأ‬
‫والكويـت‪ ،‬وقطر‪ ،‬والعـراق‪ ،‬والسـودان‪ ،‬واألردن‪ ،‬وإندونسـيا‪،‬‬
‫والجزائر‪ ،‬وسـوريا‪ ،‬والمغرب‪ ،‬وموريتانيـا‪ ،‬والصحراء الغربية‪،‬‬
‫وتركيـا‪ ،‬واليابان‪ ،‬وكندا‪ ،‬وألمانيا‪ ،‬وروسـيا‪ ،‬وإيطاليا‪ ،‬والنمسـا‪،‬‬
‫وإسبانيا‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 146‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫س‪ :‬ما قيمة اشتراك غير المصريين وكيف يتم إرساله إليك؟‬
‫ج‪ :‬غيـر المصرييـن ـ وكـذا المصرييـن المقيميـن خـارج‬
‫مصر ـ يدفعون اشـتراكهم سـتة أشهر بستة أشـهر وليس شهرا‬
‫بشـهر كما هو شـأن المصريين؛ وذلـك لصعوبة تكـرار عملية‬
‫التحويل الدولي كل شـهر‪ ،‬واشـتراكهم في كامل السـتة أشهر‬
‫= ‪ 70‬دوالر اً‪ ،‬وتحويله يكون من خالل إرسـاله عبر حسـابي‬
‫البنكـي‪ ،‬أو عـن طريـق ويسـترن يونيـون؛ إذ هـو متوفـر فـي‬
‫جميـع الـدول تقريباً‪ ،‬كمـا أن التحويل من خالله يتـم بمنتهى‬
‫السـهولة‪ ،‬وال يحتاج إلى بيانات عن ال ُمرسـل إليه عدا اسـمه‬
‫رباعيا فقط‪.‬‬
‫وأنـوه إلـى أنه‪ ..‬بمجـرد أن يتـم تحديـد مواعيد التسـميع‬
‫مـع المشـترك الجديد ‪ -‬سـواء كان مصرياً أو مـن خارج مصر ‪-‬‬
‫فإنـه بذلـك يكـون علـى ذمـة الـدورة فعليـا‪ ،‬وال يحـق لـه‬
‫علي‬
‫المطالبـة باسـترداد قيمة االشـتراك سـواء كان قد سـ َّمع َّ‬
‫مـرة واحـدة أو أكثـر‪ ،‬أو حتـى لـم يُسـ ِّمع وال مـرة واحـدة‪،‬‬
‫طالمـا أن عـدم تسـميعه مـن جهتـه هو ال مـن جهتـي أنا‪ ،‬في‬
‫حـال كان العكـس فإنـه يسـترد اشـتراكه كاملا‪ ،‬سـواء كان‬
‫مصرياً أو غير مصري‪.‬‬
‫ةرركتُملا ةلئسألا زربأ باوج ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪147‬‬
‫رغبت في االشتراك‪ ،‬ما المطلوب مني؟‬
‫ُ‬ ‫س‪ :‬في حال‬
‫ج‪ :‬فقط تراسـلني بهذه البيانات (االسـم رباعيّاً ‪ -‬سنة الميالد‬
‫‪ -‬المحافظـة والمركـز إن كنت مصريا‪ ،‬واسـم الدولة إن لم تكن‬
‫مصريا ‪ -‬المؤهل العلمي ‪ -‬رقم الهاتف الذي سـتقوم بالتسـميع‬
‫من خالله إن كنت مصريا‪ ،‬أو التطبيق الذي ستسمع من خالله إن‬
‫كنـت ستسـمع من خـارج من مصر)‪ ،‬ثم تتأكد مـن ردي عليك‪..‬‬
‫تراسـلني ماسـنجر عبر صفحتي على فيس بوك (عادل الجندي)‬
‫أو عن طريق الواتساب على رقم‪01120164676 :‬‬
‫مفتاح دولة مصر لغير المصريين‪+20 :‬‬
‫لـو ثمـة مواعيـد فارغة عنـدي فإني أقـوم بقبولك مباشـرة في‬
‫الـدورة‪ ،‬ولو لـم يوجد مواعيد متاحة فإني أقـوم بإخبارك بأقرب‬
‫وقت سـيُتاح فيه قبول مشـتركين جدد‪ .‬في حال كان ثمة مواعيد‬
‫فارغـة فإنـي أخبـرك بذلـك كما أسـلفت‪ ،‬ومن ثم تقـوم بتحويل‬
‫االشتراك‪ ،‬بعد التحويل تبدأ مباشرة بإذن اهلل بأخذ المواعيد ومن‬
‫َ‬
‫أضفتك لقناة الدورة‬ ‫ثَم التسميع َّ‬
‫علي‪ ،‬وال بد من أن تتأكد من أني‬
‫علـى التليجـرام‪ ،‬حيث فيها المزيد من التفاصيل الهامة‪ ،‬كما أنني‬
‫لـو حـدث عنـدي أمـر طـارئ أو مـا شـابه يمنعنـي عن التسـميع‬
‫يوم ما فإني ال أراسـلهم واحـداً واحداً ألخبرهم‬
‫للمشـتركين في ٍ‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 148‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫عـن عـدم إمكانية التسـميع ذلك اليـوم‪ ،‬فهذا في غايـة الصعوبة‪،‬‬


‫وإنما أنشر ذلك للجميع على قناة الدورة على التليجرام‪.‬‬
‫س‪ :‬ما الوقت ال ُمقدر لحفظ القرآن الكريم كامالً؟‬
‫ج‪ :‬حسـب اسـتعداد وقـدرة المشـترك‪ ،‬لكن الحافـظ المتقن‬
‫الضابـط يسـتطي ُع أن يختمه كامالً ما بين أربعة إلى ثمانية أشـهر‪،‬‬
‫عام إلـى عام ونصـف‪ ،‬والذي يحفـظ للمرة‬
‫والمتوسـط مـا بيـن ٍ‬
‫األولـى فـي حياته ما بين عامين إلـى أربعة أعوام‪ ،‬ولكني ال أهتم‬
‫نهائيـاً بذلـك‪ ،‬مـا يه ُّمني هو الضبط واإلتقـان‪ ،‬حتى لو ختم معي‬
‫بعد عشرة أعوام‪ .‬وك ٌّل حسب اجتهاده وقدراته كما أسلفت‪.‬‬

‫‪‬‬
‫طاقن يف ةرودلا دعاوق ‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪149‬‬

‫‪ ‬قواعد ادلورة يف نقاط ‪‬‬

‫‪ -1‬التسميع يومين في األسبوع للجميع‪ ،‬باإلضافة ليوم ثالث‬


‫يخصص لالختبارات فقط‪ ،‬والمسابقات‪ ،‬وتسميع متون التجويد‬
‫تسميع إجازة في حال انتهى المشترك من حفظها كاملة‪ ،‬واالختبار‬
‫فـي الشـروحات اختبارة إجـازة‪ ،‬بالتالي طالما ليس لديك شـيء‬
‫مما سـبق ذكـره فأنت في اليـوم الثالث أجازة‪ ،‬تفهم هـذا تلقائيا‪،‬‬
‫وإذا كان لديـك شـيء منهـم تراسـلني قبل يومـك اإلضافي بيوم‬
‫ألحدد لك موعدا فيه إال إذا كان لديك اختبار على األجزاء فإنك‬
‫تراسـلني وقتمـا تكـون مسـتعدا لالختبـار‪ ،‬سـواء كان صباحا أو‬
‫مساء‪ ،‬حيث أنني أرد عليك باألسئلة مباشرة‪.‬‬
‫أمـا اليـوم اإلضافـي للجميع بال اسـتثناء بغض النظـر عن أيام‬
‫تسميعهم األساسية ما هي فهو يوم الثالثاء‪.‬‬
‫‪ -2‬بالنسـبة للغياب والحضـور‪ :‬االتصال في الموعد المحدد‬
‫بدقـة‪ ،‬فليـس معنى أن لك ربع سـاعة أن تتصل فـي أي وقت في‬
‫أنـك تأخرت عـن موعدك مثلاً ثلاث دقائق (وهو‬
‫أثنائهـا‪ ،‬فلـو َ‬
‫الحـد األقصى المسـموح بـه للتأخير) من غير أن تُخبرني ُمسـبقاً‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 150‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫باحتماليـة تأخرك فإني تلقائيا أقوم بتسـجيلك غيابا‪ ،‬ولو اتصلت‬


‫بعد موعدك بثالث دقائق وثانية واحدة فإني ال أُسمع لك‪ ،‬إال لو‬
‫أخبرتني مسبقا باحتمالية تأخرك كما سبق‪.‬‬

‫كمـا أنـه يُحظر أن تتصل قبل موعدك ولـو بدقيقة واحدة؛ ألنه‬
‫وعلى األرجح ثمة من يُسـ ِّمع قبلـك‪ ،‬وهذه الدقيقة من حقه هو‪،‬‬
‫وكمـا لـن أسـمح في موعـدك بأن يتصـل أحد ُمبكراً عـن موعده‬
‫فيأخـذ مـن وقتك ولو دقيقة واحدة‪ ،‬فنفس الشـيء يشـمل غيرك‬
‫أيضاً في مسألة حفاظي له على كامل وقته‪.‬‬

‫نقطـة أخـرى هامة‪ ..‬أنت ال تأخذ الربع سـاعة كاملة إال وأنت‬
‫ضابط لما تُس ِّمعه في أثناء الربع ساعة‪ ،‬يعني لو كنت غير ضابط‪،‬‬
‫أو تكـررت أخطاءك أثناء التسـميع (ثالثة أخطـاء غالبا‪ ،‬ونادار ما‬
‫أتجوز عن أكثر من هذا) فمؤكد لن أدعك تُكمل‪ ،‬وسأوقفك عن‬
‫متابعة التسميع حتى لو لم يمر من وقتك عدا دقيقة واحدة‪.‬‬

‫وأنبـه علـى أن غياب ثالثة أيام في شـهر واحد دون اسـتئذان‬


‫ُمسبق قبل موعد التسميع يعني اإلقصاء من الدورة‪ ،‬كما أن مجرد‬
‫بدايـة شـهر جديـد تلغي كل غيابات الشـهر الماضـي‪ ،‬لكن يبقى‬
‫الغياب مسجال في وثيقتك عندي بشكل عام‪ ،‬فانتبه‪.‬‬
‫طاقن يف ةرودلا دعاوق ‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪151‬‬
‫الغياب ممنوع منعاً باتاً‪ ،‬فليس‬
‫َ‬ ‫ثم أنبه مُشدداً من جديد على أن‬
‫عطيك في كل شـهر يومين يُسـمح لك فيهما بالتغيب‬‫َ‬ ‫معنى أني أ ُ‬
‫دون إعالمـي أن تفعـل هذا‪ ،‬وإنمـا هذا نجعله للظـروف الطارئة‬
‫لدي البتة في تغيبك حتى وإن تكرر خالل الشهر‬
‫فقط‪ ،‬ال مشكلة َّ‬
‫ٍ‬
‫لمرات لظرف عندك أو ما شـابه‪ ،‬بشـرط أن تُخبرني قبل‬ ‫الواحد‬
‫موعـد تسـميعك برسـالة علـى الواتس بأنـك لن تُسـ ِّمع‪ ،‬وأنا لن‬
‫أنتظر أنا‬
‫َ‬ ‫أسـألك عن سـبب عدم تسميعك‪ ،‬فقط أعلمني‪ ،‬حتى ال‬
‫اتصالـك‪ ،‬ثـم يمر الوقت هبـاءً بينما أنت مُقرر عـدم االتصال أو‬
‫التسـميع‪ ،‬فهـذا ال يليـق‪ .‬ويجب أن يكون االعتذار يوم التسـميع‬
‫نفسه كما أسلفت‪ ،‬أو قبله بيوم على األكثر‪.‬‬
‫ونَـص الرسـالة التـي يُراسـلني بهـا يكـون كالتالـي‪« :‬السلام‬
‫عليكم‪ ،‬أعتذر عن التسميع اليوم في موعدي تمام الساعة كذا»‬
‫ويذكر لي ما هو موعد تسميعه‪.‬‬
‫‪ -3‬بالنسبة لالشتراك يتم تحويله ما بين يوم ‪ 1‬إلى يوم ‪ 5‬كحد‬
‫أقصى من كل شـهر ميالدي‪ ،‬ومن يقوم بالتحويل يُعلمني برسالة‬
‫فيها اسكرين (لقطة شاشة) لعملية التحويل حتى أعلم أن التحويل‬
‫وصـل منـه هو ال من غيـره‪ ،‬ومن خالف ذلك فهو بالنسـبة لي لم‬
‫يقم بدفع االشتراك الشهري؛ ألنه من الوارد أن يراسلني ثالثة في‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 152‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫يوم واحد يقولون أنهم قاموا بتحويل االشـتراك‪ ،‬بينما لم يصلني‬


‫االشـتراك إال مـن اثنين فقط‪ ،‬فكيـف أميز بينهم؟! لقطة الشاشـة‬
‫تختصر ذلك كلـه‪ ،‬وتضمن حق الطالب قبل أن‬
‫ُ‬ ‫لعمليـة التحويل‬
‫تضمن حق الشيخ‪ ،‬يُستثنى من ذلك كله طبعاً اإلخوة واألخوات‬
‫من خارج مصر الذين يقومون بدفع ال ُمقدم ستة أشهر بستة أشهر‪.‬‬
‫‪ -4‬بالنسـبة لالختبـارات‪ :‬لدينا بعد كل جـزء ننهيه من القرآن‬
‫الكريـم اختبار‪ ..‬جميع االختبارات تُراكميـة‪ ،‬يعني حين أختبرك‬
‫فـي الجزء العاشـر لـن يكون االختبـار على الجزء العاشـر فقط‪،‬‬
‫ولكن من أول الفاتحة إلى الجزء العاشر‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫وأنبـه إلـى أن المشـترك هو مـن يخبرني في اليـوم المخصص‬
‫لالختبارات بأن عليه اختباراً‪ ،‬وليس أنا من أفعل‪.‬‬
‫كما يَح ُّق للمشـترك تأجيل االختبار ل ُمدة أسـبوع كح ٍد أقصى‬
‫أحس من نفسـه عدم االسـتعداد لـه بال ُمراجعـة القوية‬
‫َّ‬ ‫فـي حـال‬
‫الالزمـة لتجـاوزه والنجاح فيـه بدرجة ُمرضيـة‪ ،‬ويُعاقب في هذه‬
‫الحالـة بالحرمـان من التسـميع فـي أول يوم يلي موعـد اختباره‬
‫الذي أ َّجله‪ ..‬يعني لو أن اختباره مثال كان يجب أن يكون في يوم‬
‫الثالثـاء ‪ -‬وهـو فعليـا اليـوم المخصص للجميـع لالختبارات ‪-‬‬
‫لكنـه طلب التأجيـل للثالثاء الذي يليه فإن أول يوم تسـميع قادم‬
‫طاقن يف ةرودلا دعاوق ‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪153‬‬
‫بالنسـبة لـه يكـون أجازة؛ وهـي عقوبة له كونه لم يسـتعد مُسـبقا‬
‫لالختبـار كمـا ينبغـي حتـى اضطـر لتأجيلـه‪ ،‬وهي عقوبـة تنفعه‪،‬‬
‫بحيث يتوفر له وقت أكبر للمراجعة‪ .‬وطبعا يُذ ِّكرني قبلها بيوم أنه‬
‫ممنوع من التسميع لتأجيله االختبار حتى ال أكتبه متغيبا‪.‬‬
‫االختبارات تكون إما‪:‬‬
‫‪« -1‬ريكوردات» عبر إرسـالي األسـئلة له عبر التليجرام‪ ،‬كل‬
‫سؤال يُجيب عليه في تسجيل مُستقل‪ ،‬وبما أن األسئلة في جميع‬
‫المستويات واالختبارات والمسابقات خمسة فهو يُجيب بخمس‬
‫تسـجيالت‪ ،‬وفي هذه الحالة يكون زمـن اإلجابة ‪ 30‬دقيقة كحد‬
‫أقصى‪ ،‬تبدأ من لحظة قراءته األسئلة‪.‬‬
‫‪ -2‬تحريريـة‪ ،‬يعنـي أرسـل لـه األسـئلة‪ ،‬وهو يجيـب بالورقة‬
‫والقلـم‪ ،‬ثـم يُصور أجوبته ويرسـلها لي‪ .‬وفي هـذه الحالة يكون‬
‫زمن اإلجابة ‪ 45‬دقيقة كحد أقصى تبدأ من لحظة قراءته األسئلة‪.‬‬
‫وأنبـه إلـى أنـه في حال خالف المشـترك ترتيب األسـئلة حين‬
‫إجابته عليها ليبدأ باألسهل مثال ‪ -‬عليه ‪ -‬أو العكس‪ ،‬فإنه يُنِّبهني‬
‫إلـى ذلك‪ ،‬يعني لو االختبار عبـر الريكوردات فإنه يقول مثال في‬
‫أول كل ريكـورد‪ :‬إجابـة السـؤال الثالـث كـذا‪ ،‬أو إجابة السـؤال‬
‫الرابع كذا‪ .‬وفي التحريري فإنه يفعل نفس األمر‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 154‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫وأشـدد على أنه لو تجاوز ال ُمختبر الزمن المقدر لألجوبة ولو‬


‫بدقيقـة واحـدة ‪ -‬إال لعـذر قاهـ ٍر يُخبرنـي بـه ‪ -‬فإنـي ال ألتفـت‬
‫ألجوبته وأعتبره راسباً‪.‬‬
‫طريقة االختبـار هل هي تحريرية أو عبر الريكوردات مرجعها‬
‫للمشترك‪ ،‬يعني يُجيب بالشكل األنسب له هو‪.‬‬
‫وإذن‪ ..‬فالمشـترك يوم اختباره يُراسـلني وقتما يكون مسـتعدا‬
‫لالختبـار؛ ألنـي لحظتهـا أرد عليـه باألسـئلة‪ ،‬ونـص الرسـالة‪:‬‬
‫لي األجـزاء التي‬
‫لـدي اليـوم اختبـار‪ ،‬ويُحـدد َ‬
‫َّ‬ ‫«السلام عليكـم‪،‬‬
‫أنهاها وسيُختبر فيها»‬
‫أكرر‪ ..‬في حال كان سيُختبر ريكوردات‪ ،‬أو تحريريا ال يطلب‬
‫مني موعدا‪ ،‬وإنما يراسلني أي وقت يكون مستعدا فيه‪.‬‬
‫كمـا أشـير إلى أن المشـترك بعـد إرسـاله باألجوبة فهـو يقوم‬
‫بكتابة حرف (ص) اختصاراً لكلمة «صحح» وهذا يضعه كرسالة‬
‫أخيرة بعد فراغه من اإلجابة كتذكير لي بأن هذا الشات فيه اختبار‬
‫وجـدت لدي نشـاطاً ووقتـا يُتيح لي‬
‫ُّ‬ ‫بحاجـة إلـى تصحيـح‪ ،‬فإذا‬
‫فعلت‪.‬‬
‫ُ‬ ‫التصحيح‬
‫ويتم إرسـال نتيجة االختبار للمشترك في فترة تتراوح بين يوم‬
‫إلى سبعة أيام كحد أقصى من لحظة اختباره‪.‬‬
‫طاقن يف ةرودلا دعاوق ‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪155‬‬
‫وأشـير إلـى أنه بعد كل خمسـة أجـزاء ينهيهم المشـترك فإني‬
‫أقـوم باختباره اختبارا شـفهيا وهـو معي على الهاتـف وذلك في‬
‫يومه اإلضافي‪ ،‬يعني سـيختبر شفهيا في جميع ما سبق بعد إنهائه‬
‫للجزء رقم ‪ 5‬و ‪ 10‬و ‪ 15‬و‪ 20‬و ‪ 25‬و ‪30‬‬
‫وأنبـه مشـددا علـى أنه يُحظر على أي مشـترك إخبـار أي أحد‬
‫بأسـئلة االختبـارات أو المسـابقات ولـو من خارج الـدورة؛ ألن‬
‫األسئلة ُموحدة للجميع‪ ،‬يعني اختبار الثالثة أجزاء موحد لجميع‬
‫مـن يُختبـرون فـي الثالثة أجـزاء‪ ،‬واختبار العشـرة أجـزاء موحد‬
‫لجميع من ينتهون من الجزء العاشر‪ ،‬وهكذا حتى نهاية القرآن‪.‬‬
‫وللمشترك في أي اختبار يحصل فيه على ‪ %100‬كتاب جائزة‬
‫‪ -‬مـن اختياري ‪ -‬ويحصل علـى جميع جوائزه نهاية ختمته بإذن‬
‫اهلل‪.‬‬
‫‪ -5‬بالنسـبة للمتون‪ :‬تحفة األطفال تُسـمع تسميع اإلجازة في‬
‫مجلس واحد‪.‬‬
‫والمقدمة الجزرية تُس ّمع تسميع اإلجازة في مجلس واحد‪.‬‬
‫ومتن السلسبيل الشافي يُس ّمع في مجلسين كحد أقصى‪.‬‬
‫وأنبـه مـرة أخرى علـى أن التحقيق المعتمد لدينـا لمتني تحفة‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 156‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫األطفـال والمقدمـة الجزرية هو تحقيق الدكتـور أبو حفص عمر‬


‫األزهـري‪ ،‬وممنـوع الحفـظ من غيـره‪ ،‬والتحقيـق المعتمد لمتن‬
‫السلسـبيل الشـافي هـو تحقيق الدكتـور حامد خيـر اهلل‪ ،‬وممنوع‬
‫الحفـظ مـن غيره‪ .‬والثالثة تجدهم بسـهولة علـى اإلنترنت‪ ،‬وقد‬
‫رفعتهم جميعا على مجموعة الدورة على التليجرام‪.‬‬
‫‪ -6‬بالنسـبة إلجـازة القـرآن الكريم‪ :‬ال يُمنح المشـترك إجازة‬
‫القرآن الكريم إال بالشروط التالية‪:‬‬
‫علي من‬
‫‪ -1‬أن يكون قد انتهى من تسميع كامل القرآن الكريم ّ‬
‫الفاتحة إلى الناس غيبا من حفظه بأحكام التجويد‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكـون قـد انتهى من تسـميع متن تحفـة األطفال كاملة‬
‫علي وأجزته فيها‪.‬‬
‫َّ‬
‫علي‬
‫‪ -3‬أن يكون قد انتهى من تسـميع متـن المقدمة الجزرية َّ‬
‫كاملة وأجزته فيها‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يكون قد انتهى من فهم واسـتيعاب متن تحفة األطفال‬
‫مـن الناحيـة النظريـة‪ ،‬وأجيـز مني في كتـاب «أسـنى األقوال في‬
‫ضبط وشـرح تحفة األطفال» ألبي حفص عمر األزهري‪( .‬ليس‬
‫حضاً شديدا)‪.‬‬
‫أحض عليه ّ‬
‫ُّ‬ ‫شرطاً في اإلجازة لكني‬
‫طاقن يف ةرودلا دعاوق ‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪157‬‬
‫‪ -5‬أن يكـون قـد انتهـى مـن فهـم و اسـتيعاب متـن المقدمـة‬
‫الجزرية من الناحية النظرية‪ ،‬وأجي َز مني في كتاب «الشرح الوجيز‬
‫علـى المقدمـة الجزرية» للدكتور غانم قدوري‪( .‬ليس شـرطاً في‬
‫أحض عليه شديدا)‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫اإلجازة لكني‬
‫‪ -6‬أن يجتـاز اختباراً في كامل القرآن الكريم‪ .‬اختباراً للحفظ‬
‫والتالوة‪ .‬االختبار يتم مشافهة بين أي مشترك يفصله عن القاهرة‬
‫أقـل مـن ‪ 350‬كم يعني ي ْمثُل بين يَدي‪ .‬اإلخوة واألخوات الذين‬
‫يفصلهم عن القاهرة أكثر من ‪ 350‬كم يتم اختبارهم عبر الفيديو‬
‫نظـراً لصعوبـة حضورهـم أمامـي مباشـرة أثنـاء االختبـار‪ .‬هـذا‬
‫وبمنتهـى الصراحـة تجنباً ألن يكون ث َ َّمة غـش حاصل‪ ،‬وأنا على‬
‫يحدث أحياناً من بعض‬
‫ُ‬ ‫علم أن حدوث هذا في غاية الندرة‪ ،‬لكنه‬
‫مرضى النفوس‪ ،‬فوجب س ّد هذا الباب‪.‬‬
‫أخيـراً‪ ..‬يحصل المشـترك علـى إجازة القرآن الكريم مُسـندة‬
‫ومُوقعـة ومختومـة بعـد شـهرين كحد أقصـى من تاريـخ اجتيازه‬
‫اختبـار اإلجـازة‪ ،‬وذلك بعـد دفعه رسـوم إجازة القـرآن الكريم‪،‬‬
‫ورسوم كتابتها وطباعتها‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ةماه ةماع تاهيبنت ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪159‬‬ ‫ادج ادج‬

‫‪ ‬تنبيهات اعمة هامة جدا جدا ‪‬‬

‫لدينـا مطلـع كل شـهر ميلادي إعلان عـن مسـابقة‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫المشـاركة في المسـابقات اختياريـة‪ ،‬أي أحد انتهى من‬


‫سـورة واحـدة مـن القـرآن الكريـم فصاعـدا بترتيـب‬
‫المصحـف تبدأ من البقـرة‪ ،‬يحق له المشـاركة‪ .‬لجميع‬
‫الحاصلين في المسابقات على الدرجة النهائية جوائز‪.‬‬
‫وال يقوى على إجابة أسـئلة المسـابقات الشهرية بشكل‬
‫كامل إال حافظ متقن؛ لذلك من الخير لك أن تستعد دوما‬
‫للمشـاركة فيها ما وسـعك ذلك‪ .‬النجاح في المسابقات‬
‫من ‪ %75‬أقل من ذلك رسوب‪ ،‬وللراسب عقوبة‪ ،‬وأكثر‬
‫من ذلك نجاح‪ ،‬و ‪ %100‬يعني استحقاق الجائزة‪.‬‬

‫توجـد اختبارات مفاجئة‪ ،‬يعني من حقي أن أختبرك في‬ ‫‪‬‬

‫موعـد تسـميعك قبـل أن أبـدأ التسـميع لـك‪ ،‬أو أثنـاء‬


‫سـمحت لـك بالتسـميع‪ ،‬وإن لم‬
‫ُ‬ ‫التسـميع‪ ،‬فـإن أجبت‬
‫ـرض فإنـي أحرمك من‬
‫تجـب‪ ،‬أو أجبـت بشـكل غير مُ ٍ‬
‫التسـميع‪ ،‬مع العلم بأني أسجل نتيجة جميع من أختبره‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 160‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫بشـكل مفاجئ‪ ،‬وفي حال تكـرار حصوله على درجات‬


‫مشـرفة له جوائـز‪ ،‬أو العكس فله التقريـع‪ .‬االختبارات‬
‫علي سواء‬
‫قمت بتسميعه ّ‬
‫المفاجئة تكون على جميع ما َ‬
‫علي ثالثة أوجه فقط‪ ،‬أو ثالثة عشـر جزءا‪ ،‬أو‬
‫عت َّ‬
‫سـ ّم َ‬
‫أكثر من ذلك أو أقل‪ ،‬فتجهز دائما بالمراجعة الدائمة‪.‬‬
‫أي أحـد يعتـذر عـن موعـده ألي سـبب كان ال يحق له‬ ‫‪‬‬

‫المطالبـة بموعـد بديل‪ ،‬سـواء كان مريضـا ‪ -‬ال قدر اهلل‬


‫‪ -‬أو مسـافرا‪ ،‬أو غيـر ذلـك‪ ،‬موعدك المحـدد ليس لك‬
‫كنت أنا الذي اعتذر عن التسـميع لك ألي‬
‫غيره‪ ،‬أما لو ُ‬
‫كنت مريضا ‪ -‬ال قدر اهلل ‪ -‬أو مسافرا‪،‬‬
‫سبب كان‪ ،‬سواء ُ‬
‫أو غيـر ذلـك‪ ،‬أيضا ففي هذه الحالـة يلزمني أن أعطيك‬
‫موعدا بديال ويكون مناسبا لك أيضا‪.‬‬
‫يُمنع منعا باتا مطلقا أن تتصل بي ألي سبب كان خارج‬ ‫‪‬‬

‫موعـد تسـميعك‪ ،‬طالمـا لسـنا فـي موعـد تسـميعك‬


‫فالتواصـل بينـي وبينـك عبر الرسـائل فقط‪ ،‬عبـر تطبيق‬
‫الواتـس فقـط‪ ،‬وليـس الماسـنجر؛ ألن عنـدي دائما فيه‬
‫زحمـة فـي الرسـائل‪ ،‬وال التليجـرام؛ ألنـه مخصـص‬
‫لالختبارات‪.‬‬
‫ةماه ةماع تاهيبنت ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪161‬‬ ‫ادج ادج‬

‫إذا لديك أي شـيء غير تسـميعك األساسـي يقتضي أن‬ ‫‪‬‬

‫أكـون معـك فيـه علـى الهاتف فـي اتصـال مباشـر بيننا‬


‫كاختبار شفهي‪ ،‬أو تسميع متن من متون التجويد تسميع‬
‫إجازة‪ ،‬أو اختبار في أحد المتون‪ ،‬أو تسميع يوم إضافي‬
‫كجائزة لك أو غير ذلك فإنك تتواصل معي على الواتس‬
‫آب قبلها بيوم لنحدد موعد ذلك‪.‬‬

‫رسـوم إجـازة متن تحفـة األطفـال ‪100‬جنيه‪ ،‬ورسـوم‬ ‫‪‬‬

‫إجـازة متن المقدمـة الجزرية ‪ 150‬جنيهـا‪ ،‬بعد تحويل‬


‫المجـاز فيهمـا أو فـي أحدهمـا للرسـوم يتـم تحريرهـا‬
‫وإرسالها له‪.‬‬

‫من أقصيه من الدورة بسـبب تكرار غيابه أو ألي سـبب‬ ‫‪‬‬

‫آخر ال يحق له المطالبة باسـترداد اشـتراكه‪ ،‬سـواء كان‬


‫دفع اشتراك شهر و احد مقدما‪ ،‬أو عشرة أعوام‪ ،‬كما أن‬
‫المشـترك الجديـد بمجـرد أخـذه لمواعيـده ال يحـق له‬
‫المطالبة باسترداد االشتراك حتى ولو لم يُسمع عدا مرة‬
‫واحدة أو مرتين‪ ،‬أو حتى لم يسمع وال مرة‪.‬‬

‫اإلخوة واألخوات داخل مصر اتصالهم على رقمي‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ ‬‬
‫‪ 162‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫‪ 01120164676‬وليـس لدي رقم غيره أسـتبقل عليه‬


‫اتصـاالت الـدورة‪ .‬وأمـا تحويـل االشـتراك الشـهري‬
‫فيكـون عبـر خدمـة كاش كمـا أسـلفت علـى رقـم‪:‬‬
‫‪01099396244‬‬
‫بالنسـبة لإلخوة واألخوات خارج مصـر فلهم االتصال‬
‫بـأي وسـيلة اتصال تناسـبهم‪ ،‬سـواء هاتفيا علـى الرقم‬
‫المخصـص لالتصـال‪ ،‬أو عبـر الماسـنجر‪ ،‬أو عبـر‬
‫التليجرام‪ ،‬أو غير ذلك‪.‬‬
‫أي أحـد مـن اإلخـوة واألخوات داخل مصـر ليس معه‬ ‫‪‬‬

‫رصيد لالتصال وقت تسميعه‪ ،‬يحق له أن يطلب مني أن‬


‫أتصـل أنا به‪ ،‬وليس في األمـر حرج البتة‪ ،‬وليس فيه أي‬
‫علي‪ ،‬فقط يراسلني قبل موعده بدقيقة أو دقيقتين‪،‬‬
‫مشقة َّ‬
‫ويتأكد من أني رأيت رسـالته‪ ،‬أو يتصل بي ويطلب مني‬
‫ذلك في حال راسلني ولم أر الرسائل‪ ،‬أو لم يتمكن من‬
‫مراسلتي أصال‪.‬‬
‫اتصلـت فـي موعـدك علـى الرقـم المحـدد‬
‫َ‬ ‫فـي حـال‬ ‫‪‬‬

‫لالتصـال ووجـدت هاتفـي مغلقـا‪ ،‬ثـم راسـلتني عبـر‬


‫الواتس ولم أرد عليك يلزمني أن أعطيك موعدا بديال‪،‬‬
‫دمت‬
‫لسـت مضطـرا ألن تظـل تكـرر فـي االتصال‪ ،‬مـا َ‬
‫َ‬
‫ةماه ةماع تاهيبنت ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪163‬‬ ‫ادج ادج‬

‫اتصلـت مرتين فقـط أو ثالثاً ووجدته مغلقا وراسـلتني‬


‫َ‬
‫ولـم أرد عليـك تلقائيـا طالبنـي بموعـد بديـل‪ .‬أيضا لو‬
‫«كنسـلت» عليـك مرتيـن متتاليتيـن‪ ،‬أو اتصلـت مرتين‬
‫ُ‬
‫لسـت بحاجـة ألن ترهـق‬
‫َ‬ ‫ورن عنـدي ولـم أرد عليـك‬
‫نفسـك بتكـرار االتصـال أكثر مـن ذلك‪ ،‬واعلـم أن لك‬
‫موعدا بديال‪ ،‬طالبني به‪.‬‬
‫من المهم جدا متابعة ما يتم نشره على مجموعة الدورة‬ ‫‪‬‬

‫علـى التليجـرام‪ ،‬ألنـي لـو لدي مثلا عـذر يمنعني عن‬


‫التسـميع في يوم ما لن أراسـل جميع المشتركين واحدا‬
‫واحدا بذلك‪ ،‬هذا صعب جدا‪ ،‬لكن سأنشـر هناك‪ ،‬كذا‬
‫لـو ثمة ما يخص الدورة فإني أنشـره هناك‪ ،‬فيجب على‬
‫الجيمع أن يكونوا على اطالع بما ينشر فيها‪.‬‬
‫متون التجويد يحفظها المشترك مع نفسه كاملة مستعينا‬ ‫‪‬‬

‫بالتسـجيالت الصوتيـة التـي أنزلتهـا للمتـون علـى‬


‫التليجـرام‪ ،‬وكذا المقروءة‪ ،‬ثم يأتيني وقد حفظها كاملة‬
‫ليخبرنـي بذلـك فأحـدد لـه موعـدا فـي يومـه اإلضافي‬
‫علي تسميع إجازة دفعة واحدة‪.‬‬
‫ليُسمعها َّ‬

‫‪‬‬
‫ردصلا ُجِلثُي امم ‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪165‬‬

‫‪ ‬مما يُثلِجُ الصدر ‪‬‬

‫بتزكيـ ٍة مـن أحـد األفاضل المشـتركين في دورة حفـظ القرآن‬


‫لت صديقاً لـه في الدورة منذ مد ٍة يسـيرة‬
‫الكريـم عبـر الهاتـف قبِ ُ‬
‫رغم إغالق باب القبول قبلها بفترة يسيرة‪ ،‬فلما كان موعد تسميعه‬
‫علي سـورة الفاتحة فقط؛ ألن أول تسـميع للجميع‬
‫األول سـ َّم َع َّ‬
‫يكـون الفاتحـة فقـط وال أجم ُع معهـا غيرها تعظيمـاً لها‪ ،‬وكانت‬
‫قراءته جيدة ج ّداً‪ ،‬بعد التسميع قال لي‪ :‬تعرف يا أستاذ عادل‪ ،‬أنا‬
‫وكنت مشـتركاً في حلقة هنا في‬
‫ُ‬ ‫أحفظ عشـرين جزءاً من القرآن‪،‬‬
‫آثرت االنضمـام والتسـميع عليك أنت‬
‫ُ‬ ‫المسـجد النبـوي‪ ،‬لكنـي‬
‫ب‬ ‫لسـبب واحد فقط‪ ،‬هو الصرامة والجدية التي تتعامل بها‪ِ .‬‬
‫حس َ‬ ‫ٍ‬
‫أنه ضايقني نوعاً ما فقال مُسـتدركاً‪ :‬وال شك طبعاً أنني سأستفي ُد‬
‫مـن علمـك‪ ،‬لكـن المميز لـي في التسـميع عليـك هـو الصرامة‬
‫والجديّة‪ .‬انتهى كالمه‪.‬‬
‫والحقيقة فقد فرحت بكالمه لسببين‪..‬‬
‫وجدت‬
‫ُّ‬ ‫األول‪ :‬هو أنني كنت أقول لزوجتي قبلها بأيام‪ :‬لو أنني‬
‫الختصرت‬
‫ُ‬ ‫شـيخاً لـي مثلـي وبنظامي الذي أعمـ ُل به مع طلبتـي‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 166‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫ألتق في‬
‫أعوامـا ًطويلة فـي الحفظ والمراجعة‪ ،‬ويؤسـفني أني لم ِ‬
‫حياتـي ‪ -‬علـى كثـرة من لقيت ‪ -‬بمـن يُذلل لي العقبـات تذليلي‬
‫لهم إياها‪ ،‬فوافق كالمه ضمنيّاً كالمي‪.‬‬
‫الثانـي‪ :‬أني أحياناً أخاف أن أُن ِّفـر أحداً من الحفظ والمراجعة‬
‫بهذه الصرامة‪ ..‬ذلك أنني أقوم بإقصاء المشترك من الدورة ككل‬
‫فـي حـال غـاب ثالث مرات في شـهر واحـ ٍد دون االعتـذار قبل‬
‫موعـد تسـميعه‪ ،‬كمـا أننـي أشـترط الحفـظ القوي لجميـع متون‬
‫التجويد‪ ،‬أما بالنسبة للقرآن الكريم فهو يمر معي على مدار ختمته‬
‫بعشـرات االختبارات‪ ،‬والشـاهد هو أنني ألزمه بالتزام من حديد‬
‫بالحفظ والمراجعة ومواعيد التسميع‪ ،‬وال هوادة فيهم جميعاً‪.‬‬
‫فرحت بكالم األخ الذي جاءني طالباً الحفظ معي‬
‫ُ‬ ‫القص ُد أني‬
‫لصرامتي في الدورة؛ ألنه نفى هذا الظن من نفسي؛ ذلك أنه فهم‬
‫مـرادي من هذه الصرامة في التعامـل مع القرآن حفظاً ومراجعة‪،‬‬
‫ففـي النهايـة سـتُخرج حافظـاً ضابطـاً متقنـاً‪ ،‬القـرآن فـي صدره‬
‫كالمصحـف بيـن عينيه‪ .‬فإن أكرمـه اهلل وختم القـرآن كامالً َّ‬
‫علي‬
‫كان حافظـاً‪ ،‬ال مجـرد خاتِ ٍم‪ ،‬وكان فرحـه بإتقانه أعظم من فرحه‬
‫باإلجـازة‪ ،‬وإن قـدر اهلل وانقطـع عني لسـبب عنـده أو عندي بعد‬
‫حفظـه لجزأيـن أو ثالثة أو أكثر أو أقـل كان حافظاً ُمتقناً لهم‪ ،‬إن‬
‫ردصلا ُجِلثُي امم ‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪167‬‬
‫ُسـئ َل فيهم أجـاب‪ ،‬وإن صلّى بهم بالليل لـم يُخطئ‪ ،‬وإن أ َّم بهم‬
‫حفاظ مـن خلفـه‪ .‬فالحمد هلل على‬
‫النـاس فـي الصالة لم يـرده ال ُ‬
‫ذلك‪.‬‬
‫وصلـى اهلل علـى عبـده ونبيـه محمـد‪ ،‬وعلـى آلـه وصحبـه‪،‬‬
‫والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين‪.‬‬
‫وكان الفراغ منه في يناير ‪2022‬م‬

‫‪‬‬
‫‪ ‬باتكلا فلؤمب زجوم فيرعت ‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪169‬‬

‫‪ ‬تعريف موجز بمؤلف الكتاب ‪‬‬


‫ومدير دورة «حفظ القرآن ا�لكريم عبر الهاتف»‬

‫عـادل بـن سـيد بـن إبراهيـم الجنـدي‪ ،‬وشـهرته عـادل‬ ‫‪‬‬

‫الجندي‪ ،‬من مواليد محافظة بني سويف في يوم ‪-9-1‬‬


‫‪1992‬م‪.‬‬

‫تخـرج فـي كليـة أصـول الدين قسـم الحديـث وعلومه‬ ‫‪‬‬

‫جامعة األزهر الشريف بالقاهرة‪.‬‬

‫كاتـب وصـدر لـه عـدة أعمـال أدبيـة أشـهرها كتـاب‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫«مالحظاتي» و«شذرات أدبية» و«ذكريات محكوم عليه‬


‫باإلعـدام» و«العقـاد فـي القـرن الحـادي والعشـرين»‬
‫وغيرهم‪.‬‬

‫خبـرة في تعليم القـرآن الكريم وأحـكام التجويد ألكثر‬ ‫‪‬‬

‫مـن ثالثة عشـر عاماً‪ ،‬مـر عليه خاللهـا آالف الطلبة من‬
‫شتى بقاع األرض‪.‬‬

‫مجاز في القرآن الكريم من عدة مشايخ أفاضل كالعالمة‬ ‫‪‬‬


‫‪ ‬‬
‫‪ 170‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫الشـيخ عبد الفتـاح مدكور بيومي ‪ -‬رحمـه اهلل تعالى ‪-‬‬


‫آخر تالميذ اإلمام الضباع لحاقاً به‪ ،‬والشـيخ مصباح بن‬
‫ودن الدسوقي صاحب أعلى إسناد في العالم في القرآن‬
‫الكريم‪ ،‬والشيخ ربيع بن عبد العال المصري‪.‬‬
‫كمـا أجيـز فـي أشـهر متـون التجويد مـن عدة مشـايخ‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫أبرزهم أيضا الشـيخ العالمة عبـد الفتاح مدكور بيومي‪،‬‬


‫وقـد أجيز منه في متن تحفة األطفال والمقدمة الجزرية‬
‫والسلسـبيل الشـافي‪ ،‬والشـيخ ‪ ‬كان يحمل في تحفة‬
‫األطفال والسلسبيل الشافي أعلى إسناد لهما في العالم‪.‬‬
‫كمـا أجيـز في متني تحفة األطفال والجزرية من الشـيخ‬ ‫‪‬‬

‫حسن بن مصطفى الوراقي حفظه اهلل‪.‬‬


‫كما أجيز في تحفة األطفال‪ ،‬واختالفات تحفة األطفال‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫وكتاب أسـنى األقوال في ضبط وشـرح تحفة األطفال‪،‬‬


‫والمقدمـة الجزريـة‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬مـن الشـيخ الدكتور أبو‬
‫حفـص عمر األزهري حفظه اهلل تعالى‪ ،‬وسـند الدكتور‬
‫عمر في المقدمة الجزرية بشـكل خاص هو أعلى سـند‬
‫لها اآلن في العالم‪.‬‬
‫‪ ‬باتكلا فلؤمب زجوم فيرعت ‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪171‬‬

‫ت‬
‫لل�واصل‪:‬‬

‫‪/https://www.facebook.com/adel.s12‬‬ ‫فيس بوك‪:‬‬


‫‪01120164676‬‬ ‫واتساب‪:‬‬
‫مفتاح مصر لغير المصريين‪+20 :‬‬

‫‪‬‬
‫‪ ‬سرهفلا ‪ ‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪173‬‬

‫‪ ‬الفهرس ‪‬‬

‫ُمقدِّمةٌ ‪7........................................................‬‬
‫استهالل‪11....................................................‬‬
‫فرق ما بين الناجح والفاشل‪19................................‬‬
‫ال ُمراجعة ال ُمرا َجعةَ ‪23.........................................‬‬
‫ٌ‬
‫حافظ للقرآن؟‪29.......‬‬ ‫َ‬
‫نفسك بأنك‬ ‫حك َم على‬
‫متى تستطي ُع ال ُ‬
‫طريقتي في مُراجعة القرآن الكريم ‪37..........................‬‬
‫تعلَّم أحكا َم التجويد ‪41.......................................‬‬
‫اجعَلْ َها عَادة‪45................................................‬‬
‫الوقت يت َِّس ُع لكل شيء ‪47.............‬‬
‫ُ‬ ‫ال تَزعم أنك مشغول‪..‬‬
‫إ َّن اهلل تعالى يَرف ُع بهذا الكتاب أقواماً ويَض ُع ب ِه آ َخرين‪51......‬‬
‫مـا هـي إجـازة ال ُقـرآن الكريم؟ ومـا أهميتها؟ وما شـروط‬
‫الحصول عليها؟ ‪53........................................‬‬
‫ما السند وما معنى «السند العالي» وما أهميته؟ ‪57.............‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 174‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ املئة املاحنة إلتقانه اكلفاحتة‬

‫ح َف َظ ِة ال ُقرآن الكريم ‪59........................‬‬


‫شرفة ل َ‬
‫نماذج مُ ِّ‬
‫حافظ ُمتقن ُمتمكن ‪81..................‬‬
‫ٍ‬ ‫‪ 100‬نصيح ٍة إلخراج‬
‫دورة حفظ القرآن الكريم عبر الهاتف ‪129.......................‬‬
‫مما يُث ِل ُج الصدر ‪163..........................................‬‬

‫تعريـف موجز بمؤلف الكتاب‪ ،‬ومديـر دورة «حفظ القرآن‬


‫الكريم عبر الهاتف»‪167...................................‬‬

‫‪‬‬
‫�‬‫ب‬ ‫ت‬
‫ح‬
‫م مد الله‬ ‫�‬

You might also like