You are on page 1of 11

‫!

إليك يا أخي الصغير‬


‫تنوير األبصار‬
‫أخي الصغير! أرجو أنك سعيد! وأنك على صحة وعافية بإذن هللا! إن مسيرتك‬
‫في سبيل العلم والعمل ال يزال ُيملئ قلبي فرحا وسرورا ‪ ،‬ورغبتك في العلوم‬
‫الديني ة تس رني دائم ا ‪ ،‬فيطيب لي أن أس اعدك في مس يرتك كي تص ل ه دفك‬
‫وتنال بغيتك‪ ،‬وتحفظ نفسك من زلة قدم‪ .‬فأردت أن أعرض بين يديك بعض‬
‫الخبرات التي اكتسبتها من خالل سلوكي في الحياة الدراسية‪ ،‬ومن املتوقع أنها‬
‫تفي دك في حيات ك الدراس ية ح تى تس تمتع به ا‪ ،‬وتس ّهل ل ك مس لك العلم ح تى‬
‫تشق الطريق إلى النجاح‪.‬‬

‫أنت تعلم أن الص حة والعافي ة من أعظم نعم هللا تع الى بع د اإليم ان ‪ ،‬ف إن‬
‫املريض ربما ال يمكن له أن يقوم بالعبادات املكتوبة فضال عن حصول العلم‬
‫الج د ال دائم ح تى لم تتح ل ه‬ ‫َ‬
‫‪ ،‬ولربم ا يوج د بين الطالب من أف نى ص حته من ِ‬
‫الفرصة للعناية بصحته‪ .‬ولتعلم علم اليقين ‪ :‬أن الصحة من أهم األشياء التي‬
‫رمت العناية بصحتك ممن يتولى َ‬
‫أمرك‬ ‫تبتني عليها النجاح في الحياة ‪ ،‬فإن ُح َ‬
‫فتول أنت بنفسك العناية بصحتك‪.‬‬‫ّ‬
‫إي اك واإلش تغال بغ ير العلم ‪ ،‬فإن ه يش وش ال ذهن‪ ،‬ويقض ى على ّ‬
‫تبتل ك إلى‬
‫العلم ‪ ،‬فكم من ط الب متف وق في الفص ل أص بح من الخاس رين بين عش ية‬
‫ّ‬
‫انقض ت‬ ‫وض حاها بس بب خوض هم فيم ا ال يع نيهم‪ ،‬وكم من ذكي متض لع ق د‬
‫وحرم وا من العل وم الديني ة ج راء االش تغال بغ ير العلم‪.‬‬‫حي اتهم الدراس ية ُ‬
‫وه ذا االش تغال املمن وع للمتعلم ال يختص ب الحرام‪ ،‬ب ل يتعل ق ب الكثير من‬
‫متنف ر عن الش راكة والض رة ‪،‬‬ ‫غي ور ش حيح‪ّ ،‬‬ ‫الحالل أيض ا‪ .‬ولتعلم أن العلم ّ‬
‫محب لالستقاللية واالنفرادية‪ ،‬فاعتزل للعلم‪ ،‬وتبتل إليه تبتيال‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ٰ َ ُْ َ‬
‫ذوق أه ل العلم واإليم ام‪ ،‬ف إن ط الب العلم‬‫ح اول أن تت ذوق ب ذوق س ليم‪ِ ،‬‬ ‫هللا الهداية في القرآن والح ديث ‪ ،‬حيث قال تع الى ِإ َّن َه ذا الق ْرآن َي ْه ِدي ِلل ِتي‬
‫َأ ْ‬
‫أح رى أن يتحلى ب ذوق وم روؤة ترفع ه من املنزل ة الوض يعة إلى املنزل ة‬ ‫ِه َي ق َو ُم [اإلس راء‪ ،]9 :‬فال ب د ل ك أن تتع ود على حف ظ النص وص‪ ،‬وتكث ف‬
‫الرفيع ة ‪ ،‬ألن ه من ح رم ال ذوق الس ليم واملروؤة واألفك ار الراقي ة فق د ح رم‬ ‫مجهوداتك منذ فجر حياتك الدراسية‪ ،‬ويحسن لك أن تبدأ بكتاب "األربعين"‬
‫خيرا كثيرا‪.‬‬ ‫للنووي رحمه هللا تعالى وأيضا بكتاب "من صحاح األحاديث القصار للناشئة‬
‫الصغار" للشيخ محي الدين عوامة حفظه هللا‪.‬‬
‫ومن املؤسف أن بعض املدارس مع أنها تجدد املناهج الدراسية لرفع مستوى‬
‫ُ ّ‬ ‫إن من واجب حب الن بي ﷺأن نط الع س يرته ﷺ‪ ،‬وأن نطل ع على س نته ح تى‬
‫التعليم ‪ ،‬وتنظم املس ابقات واملب ارات لص حة الجس د‪ ،‬وتهتم برف ع مس توى‬
‫نتحلى بها‪ ،‬فال بد لكل مسلم خاصة الطلبة والعلماء أن يطلعوا على سيرة قرة‬
‫الطعام ‪ ،‬ورفع قواعد البنيان للسكن السعيد‪ ،‬إال أنها ال تهتم بتربية املتعلمين‬
‫أعينن ا ومهج ة فؤادن ا محم د علي ه الص الة والس الم‪ ،‬فيقف وا على ك ل جليه ا‬
‫على ال ذوق الس ليم‪ ،‬وتس ليحهم باألفك ار الرائع ة‪ ،‬وال تب ادر في م ا ُينمي ذوق‬
‫وخفيه ا‪ ،‬وعظيمه ا ودقيقه ا‪ ،‬ويش ربوا مناهله ا ويرت وا من رحيقه ا املخت وم‪.‬‬
‫الطالب‪ ،‬وهو األحق بالعناية وأجدر بالرعاية‪ .‬فإن الذوق السليم يرفع الناس‬
‫والحقيق ة أن ج ل طالبن ا ال يعتن ون به ا‪ ،‬فيقض ون طيل ة الحي اة الدراس ية‬
‫من منازلهم ‪ ،‬وبفقدانه ينحط املرأ من املنزلة الرفيعة إلى املنزلة الوضيعة ‪،‬‬
‫فتول أنت تربية ذوقك ّ‬ ‫ّ‬ ‫جاهلين أو متجاهلين السيرة‪ ،‬ويخرجون من الحياة الدراسية ولم يأخذوا من‬
‫ووج ه إليه‬ ‫فإن كانت مدرستك تقصر في هذا األمر ‪،‬‬
‫الس يرة النب وة ال مص باحا من يرا‪ ،‬وال مش ربا ص افيا! وال ش ك أن ه ذا حرم ان‬
‫كل همتك تحت إشراف أستاذك ومربيك‪.‬‬
‫من الخير بأسره‪ ،‬فإن سيرته صلى هللا علي وسلم مصباح منير في مسيرة حياة‬
‫ال خف اء في أن منب ع ال دين الح نيف الق رآن والس نة‪ ،‬ومص درهما ال وحي‪،‬‬
‫املسلم‪ ،‬و ال بديل له عنها‪ ،‬فإياك أن تفقد خزائن الخير‪.‬‬
‫ولغتهما لغة الضاد ‪ ،‬وكذلك علم الفقه والحديث والتفسير مصادرها وأمهات‬
‫م دوناتها باللغ ة العربي ة‪ ،‬فال يمكن ل ك أن تتعلم وتتبح ر وتتعم ق في العلم إال‬
‫وإذا تل وت الق رآن ت رى في كث ير من آياته ا أن هللا س بحانه وتع الى يخ اطب‬
‫باملهارة في اللغة العربية! فلتكن ماهرا فيها‪ ،‬حتى تروم بك إلى رتبة تذوق فيها‬ ‫َأ َ‬
‫املس لمين للت دبر في الق رآن ومدلوالت ه‪ ،‬حيث يق ول ربن ا ج ل بعاله ‪ ﴿ :‬فال‬
‫حالوة العلم! ولكن كثيرا من املدارس مهتمة باللغة األردية والفارسية والنحو‬ ‫َأ ْ ُ‬ ‫َ َ َ َّ ُ َ ْ ُ ْ َ َأ ْ َ ُ ُ‬
‫َ‬ ‫وب قفاله ا﴾ (س ورة محم د ‪ ،)24 :‬وك ذلك ذك ر‬ ‫يت دبرون الق رآن م على ق ٍ‬
‫ل‬
‫والصرف‪ ،‬ومولعة بالتدقيق فيه والتعليل له‪ ،‬مما يبقى أكثر الطالب ضعفاء‬
‫ُ‬ ‫الق رآن الك ريم ه ذا املوض وع بص يغ ‪" :‬ليتب در‪ ،‬وليت ذكر‪ ،‬وليتفك ر‪ ،‬وو‪،".....‬‬
‫في اللغة العربية ‪ ،‬فإن كانت مدرستك ال ت ولي اهتماما فيها فشاور أستاذك‪،‬‬
‫فهذه كلها خطاب من هللا سبحانه وتعالى العباد ليتلوا القرآن متدبرين‪ ،‬وكما‬
‫واع زم على تعلم اللغ ة العربي ة‪ ،‬واش دد من أزرك‪ ،‬ثم اجته د اجته ادا مكثف ا‬
‫ه و من ح ق الق رآن الك ريم ك ذلك ه و من ح ق املس لم‪ ،‬ف إن املؤمن إذا تال‬
‫حسب مشورة أستاذك‪ ،‬ستؤتى مساعيك أكلها في حينها إن شاء هللا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الق رآن م ع الت دبر ف إن الق رآن يهدي ه ويرش ده‪ ،‬وقس على ه ذا فهم مع اني‬
‫ال تنس نص يبك من حف ظ النص وص‪ ،‬فإن ه مثير لالهتم ام لك ل مكث ف‪ ،‬وترى‬
‫الحديث والتدبر فيه‪ ،‬ولألسف الشديد أن جل مشاغلنا –الطلبة والعلماء‪ -‬في‬
‫كثيرا من املتخرجين والحاملين لشهادة املاجستير والدكتورة ال يحفظون من‬
‫الفقه واألصول والعلوم اآللية‪ ،‬فيبقى الطالب بل والعالم معدما أو ناقصا في‬
‫النصوص إال عدد األنامل! فإذا كتبوا أو خطبوا عن موضوع‪ ،‬ال تجد فيها‬
‫اس تفادة من األن وار اإللهي ة‪ ،‬والفيوض ات النبوي ة! فل و ترس م خط ة للحي اة‪،‬‬
‫إال كلمة واهية ساقطة‪ ،‬مملوؤة باألساطير‪ ،‬بعيدة عن النصوص‪ ،‬وقد جعل‬
‫وتجع ل نظام ا لألوق ات‪ ،‬وتقس م أوقاته ا حس ب مش ورة مربي ك‪ ،‬وتض ع في ه‬ ‫من الناس من غير استثناء‪ ،‬حتى أصبح الناس يعتمدون عليها ويستندون إليها‬
‫وقتا محددا تتلوا فيه القرآن ّ‬
‫تتدبر فيه لكان خيرا لك في معاشك ومعادك‪،‬‬ ‫في جمي ع ش ؤون حي اتهم وح تى ص ارت حي اة الن اس ب دونها ض نكا‪ .‬وال مج ال‬
‫ولتنال من الخير الغزير!‬ ‫لإلنك ار أن اكتش اف اإلن ترنت والج وال والحاس وب من عج ائب ه ذا الزم ان‪،‬‬
‫وقد أثبت الوقت ضرورة املمارسة بها للقيام بخدمة األمة والدفاع عنها‪ ،‬ولكن‬
‫ومما يبنغي أن يهتم به الط الب منذ طليع ة حياته الدراس ية هو علم التاريخ‪،‬‬ ‫تحت إش راف م ربي أو مرش د كي ال تش تغل بم ا ال يعني ك‪ ،‬وال بم ا ال ينفع ك‪،‬‬
‫فإنه من أهم العلوم قدرا‪ ،‬وأشرف الفنون منزلة‪ ،‬وصفحات التاريخ مشرقة‬ ‫وال بما يضرك‪ ،‬فحذار كل الحذر من زلة في استخدام اإلنترنت وما يتبعها من‬
‫بقصص وحوادث حري أن تكتب بمداد الذهب‪ ،‬واألمة املسلمة لها دور بارز‬ ‫التقنيات‪.‬‬
‫في التاريخ‪ ،‬فعلى كل من اشتغل بالعلم أوال‪ ،‬وعلى جميع املسلمين ثانيا أن يقرأ‬ ‫ّ‬
‫كن إب داعيا ‪ ،‬واجته د في تنمي ة األفك ار وفك ر في ك ل م ا ت راه كي يتس ع فك رك‬
‫التاريخ‪ ،‬ليقف على أمجاد املسلمين‪ ،‬وليطلع على تلك املعالم النيرة والصفات‬ ‫ورأي ك‪ ،‬وات رك األفك ار املنحص رة‪ ،‬فإن ك تعيش في زمن غ ير زمن اتس ع في‬
‫الحميدة التي قاد بها املسلمون العالم طوال ‪ 13‬قرنا‪ .‬وال يختلف اثنان في أن‬ ‫العالم ‪ ،‬وأص بح جمي ع العالم في كتف واحدة‪ ،‬وق د تغيرت األح وال وتبدلت‬
‫ك ل ق وم نس ي ت اريخ أج داده وقص ص أس الفه فإن ه ينح ل‪ ،‬ي زول عن ص فحة‬ ‫الظروف‪ ،‬فمن املحال دوام الحال‪.‬‬
‫الوج ود‪ ،‬ومن ال يعلم ت اريخ ملت ه فال ب د ل ه من االنحط اط ثم االنع دام!!‬
‫صمم على شراء الكتب وقراءتها ‪ ،‬فإن عكوفك على القراءة يزيد معلوماتك‪،‬‬
‫فلتدرس التاريخ لتسطر تاريخ املستقبل‪ ،‬تصنع القصص‪ ،‬حتى يسجل التاريخ‬
‫واص بر على مطالع ة ت راجم الكب ار تج د زاد س فرك في الحي اة موف ورا ثم‬
‫بطوالتك لألجيال القادمة‪.‬‬ ‫َ‬
‫وفقت إلنشاء مكتبة خاصة لكانت خيرا‪.‬‬ ‫تتشجع ‪ ،‬ولو‬
‫والحقيق ة املرة أن قليال من ا يم ارس الت اريخ‪ ،‬ومن ناحي ة أخ رى أن منهجن ا‬
‫الدراسية ال يعطي فرصة قراءة التاريخ في الفصول الدراسية‪ ،‬حيث ال يشمل‬ ‫في الخت ام أرج وك أن ال نتخ رط في املش اكل والخالف ات الداخلي ة في معه دك‬
‫ُ‬ ‫تلمي ذا كنت أو مدرس ا‪ ،‬وقم بواجب ك نح وك ونح و قوم ك واص طبر عليه ا‪،‬‬
‫إال كتيب ات في ه‪ ،‬وال ي وفر املنهج ه ذه املادة للطالب بق در كف اف يغت ذي ب ه‬
‫وإياك أن تشبث بما يضرك ويضر معهدك‪ّ ،‬‬
‫وقدر األمور‪ ،‬واتركها على قدرها‬
‫الطلبة‪ ،‬ويستمد منه‪ .‬هذه واحدة‪ ،‬ومشكلة أخرى أن من يطالع التاريخ لو نال‬
‫جانب ا فات ه ج انب آخ ر‪ ،‬ألن ه ليس عن ده الخط ة الص حيحة لق راءة الت اريخ‪،‬‬ ‫وقضائها‪ ،‬وفقك هللا تعالى‪ .‬آمين‪..‬‬
‫وربم ا يج ره ه واه أو جهل ه إلى ق راءة رواي ات س اخفة باس م الت اريخ‪ ،‬م ا يظلم‬
‫مسيرته بدال من أن يضيء له الطريق‪ ،‬فلتكن معنيا بقراءة التاريخ تحت حكم‬ ‫مستوى الطعام ‪খাবারের মান‬‬ ‫مسيرة ‪পথচলা‬‬
‫ال تبادر‪উদ্যোগ নেয় না‬‬ ‫يطيب لي ‪আমার ভালো লাগে‬‬
‫العقل وإشراف االستاذ‪.‬‬ ‫رام يروم ‪অবস্থান করানো‬‬ ‫لم تتح له الفرصة‪সু যোগ হয়নি‬‬
‫أولع بـ ‪আসক্ত হওয়া‬‬ ‫تو ِّل أنت نفسك ‪নিজের দায়িত্ব গ্রহণ করো‬‬
‫ال تنس أن ك تعيش في زمن انتص رت التقني ة على ك ل ش يء وغلبت‪ ،‬وس يطرت‬ ‫واشدد من أزرك ‪কোমর বাধা‬‬ ‫تبتُّل ‪একাগ্রতা‬‬
‫على النف وس والعق ول‪ ،‬تخيم س لطانها في علم األفك ار‪ ،‬وم ا زال ت رتقي يوم ا‬ ‫متخرجين ‪ফারেগীন ছাত্র‬‬ ‫بين عشية وضحاها ‪মু হূর্তে ই‬‬
‫جلٌّ ‪অধিকাংশ‬‬ ‫متضلِّع ‪পারদর্শী‬‬
‫فيوما‪ ،‬فهي تقدم متواصل‪ ،‬والعالم منتظر للقادم‪ ،‬وقد انشغل بها كل الفئات‬ ‫بطولة ‪বীরত্ব‬‬ ‫ضرة [ ج] ضرات‪সতিন‬‬
‫ً‬ ‫س عيا لت دميرها‪ ،‬ولم ي ْ‬
‫ال يوفِّر ‪পর্যাপ্ত নয়‬‬ ‫مبارة [ج] مباريات‪টুর্নামেন্ট‬‬ ‫ترك َس ْعيا لوق ف نش طات ه ذه املدارس ال تي يبقى‬
‫اإلس الم في دي ار الهن د بفض لها‪ ،‬و ذل ك بط رح رص اص اإلتهام ات الكاذب ة على‬
‫العلماء الكبار‪ ،‬ونصب كمائن االدعائات العارية عن الصحة أوال‪ ،‬ثم بالقبض‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫املنهج ّ‬ ‫عليهم في قض ايا وح وادث مفتعل ة من خالل املؤامرين تم التواف ق عليه ا من‬
‫الدراسي ‪ :‬جولة فكرية‬
‫ِ‬
‫الجانبين مسبقا ثانيا‪ ،‬ثم بإدالء تصريحات مستهدفة للعلماء العاملين وافتراء‬
‫عبد هللا بن جبير‬
‫اس اطير تتهم العلم اء باإلره ابين واملتط رفين على ح د تعب يرهم ثالث ا‪ ،‬ثم بتردي د‬
‫شيعنا عاما و استقبلنا عاما جديدا‪ ،‬وأخذنا‬ ‫نحن اآلن في مستهل سنة ‪2023‬م‪ّ ،‬‬ ‫هتف ات إغالق املدارس األهلي ة متذرع ة بتل ك التهم الواهي ة الخيالي ة العاري ة‬
‫التجدد في األمور كلها‪ّ ،‬‬
‫تبدلت‬ ‫ّ‬ ‫هبت رياح‬ ‫العهد الجديد ّ‬
‫وجددنا امليثاق‪ ،‬كما ّ‬ ‫عن الصحة التي ال تستند إلى خبر صحيح فضال عن دليل وفضال عن برهان‬
‫األم ور غ ير األم ور‪ ،‬وه ا هي الحكوم ة اتخ ذت الق رارات الج دد ال تي هي تلعب‬ ‫أخيرا‪.‬‬
‫أدوارا في مج ال التنمي ة ل دولتنا ه ذه‪ ،‬و تك ون خ يرا للعب اد والبالد‪ ،‬والش اهد‬
‫ولم تتوق ف الحكوم ة الغاش مة امللح دة على ه ذا الح د‪ ،‬ب ل تج اوزت ك ل‬
‫على ذلك خبرتنا السابقة‪.‬‬
‫ح دودها ح تى ح رفت املن اهج التعليمي ة للم دارس الحكومي ة باس م التح ديث‬
‫وال مجال لإلنكار أن حكومة رابطة عوامي لعبت أدوارا بارزة في تنمية‬ ‫والتجدي د‪ ،‬وأدرجت فيه ا دورس ا ومق االت تهين اإلس الم وش عائره‪ ،‬وت دنس‬
‫دولتن ا بنغالديش‪ ،‬وأق امت املث ل األعلى على ذل ك‪ ،‬فبه ذه األدوار ّ‬
‫الفعال ة‬ ‫صفاء األحكام اإلسالمية وتقاليده‪ ،‬وتجر الجيل الناشئ من أبناء املسلمين إلى‬
‫تس تحق ال ترحيب الح ار من جمي ع الن اس‪ ،‬إال أن هن اك أص وات تق ول إن‬ ‫حظ يرة اإللح اد‪ ،‬متجاهل ة ب ل مش ينة إلى الت اريخ اإلس المي املش رق في ش به‬
‫الحكومة قد أساءت إلى الشعور الديني وأهانت املقدسات الدينية للمسلمين‪،‬‬ ‫الق ارة‪ ،‬وعرض ت حكم اإلس الم له ذه املنطق ة ال ذي ط ال أك ثر من ‪ 800‬ع ام‪،‬‬
‫وتالعبت بأحاسيس نا الناعم ة‪ ،‬ومست مش اعر الش عب املوح دين تحت ذريع ة‬ ‫بازدراء كبير واحتقار شديد‪.‬‬
‫حري ة التعب ير‪ ،‬ورمت س هاما مس مومة بالنش وئية إلى فؤادن ا ‪ ،‬وزرعت ب ذور‬ ‫ّ‬
‫فم ّدت ه ذه الحكوم ة ي دها إلى املن اهج الدراس ية‪ ،‬و س لمت أم ر تج ّددها إلى‬
‫الش رك والكف ر في كتب املدارس الرس مية‪ ،‬و غرس ت ش جيرات العلماني ة في‬
‫أن اس ليس لهم عالق ة ب دين اإلس الم وهم ملح دون قلب ا وقالب ا‪ ،‬ومنتص رون‬
‫جر بنغالديش في مصاف الدول العلمانية املعادية‬‫املناهج الدراسية ‪ ،‬مستهدفة ّ‬ ‫َّ‬
‫لإللحاد والعلمانية‪ ،‬منهم جعفر إقبال‪ ،‬هو رجل متكلم فيه منذ سنين‪ ،‬ال سيما‬
‫لإلسالم باسم حرية األديان‪ ،‬وتجريد الدولة عن الدين‪ ،‬هذه أمور مشهودة‬ ‫ّ‬
‫في األمور الدينية تكلم هذا الرجل كالما أثارت موجة غضب بين الناس‪ ،‬و هو‬
‫ملموسة واضح وضوح الشمس‪.‬‬
‫ال ذي ينس ب إلى العلماني ة‪ ،‬و الل ذين مع ه من املس اعدين ال يزال ون دع اة إلى‬
‫وعالوة على ذل ك كل ه اس تفرغت ك ل مؤامراته ا ض د املدارس األهلي ة‬ ‫العلماني ة في بنغالديش‪ ،‬فم ا ذا نرج وا منهم إال البغض في اإلس الم ال ذي تجلى‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ال تي هي حص ن اإلس الم املتين على ص فحة الوج ود على م ّر األي ام‪ ،‬ولم تب ق‬ ‫في الكتب املح ررة تحت ظلهم‪ ،‬وم اذا نج د فيه ا إال ص فحات ممتلئ ة بالعقائ د‬
‫ّ‬
‫الباطل ة من الهندوس ية و العلماني ة و عب ارات بذيئ ة تهين اإلس الم وش عائره‪،‬‬ ‫ومن الحقيق ة ال تي ال يتط رق إليه ا أدنى ش ك أنهم أخ ذوا يه ذبون أنفس هم‬
‫وكالم سخيف يمس املقدسات اإلسالمية‪ ،‬ويموهون بأنهم يرشدون األمة إلى‬ ‫بته ذيب اإلس الم إلى أن ه خال ط لحمهم ودمهم‪ ،‬وتع ّودوا بق وانين ه ذا ال دين‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التطور والرقي على ضوء الخطوط التي خطها اليهود والنصارى من قرون‪.‬‬ ‫الحنيف إلى حد كأن ذلك من أعمالهم اليومية‪ ،‬ال يشعرون بامللل واإلنزعاج‬
‫بتك رار تل ك األوام ر ك ل ي وم‪ ،‬ونظ را إلى ه ذا لم نس مع من أح د املس لمين أن ه‬
‫من املعل وم أنه ا طبعت كتب املن اهج الدراس ية للم دارس الرس مية للس نة‬
‫يشكو اآلذان وارتفاع صوتها‪ ،‬ولن نسمع أي شكوى باإلسالم وأحكامه إن شاء‬
‫الدراسية الجديدة‪ ،‬وألحقت فيها أمورا جديدة لم تكن من قبل‪ ،‬وهذا أمر لم‬
‫ّ‬ ‫هللا‪.‬‬
‫يتوقعه شعب بنغالديش حتى في املنام‪ ،‬ألن بالدنا هذه تحتضن أكثر من مليار‬
‫مسلم‪ ،‬وإلى جانب ذلك ّ‬ ‫ّ‬
‫تربي آالفا من علماء الدين الذين ال يصبرون على أي‬ ‫أيضا يثيرون االعتراض عليه‪ ،‬وإلى جانب ذلك تؤثر الدراسة لدين الهندوس في‬
‫منهج تعليم يخالف القران والسنة‪.‬‬ ‫قلوب التالميذ أثرا عظيما‪ ،‬فإذا استمروا على دراستها طويال اعتقدوا به‪ ،‬ألن‬
‫الكالم إذا تك رر تق رر في القلب‪ ،‬فكي ف إذا يعتق د تلمي ذ مس لم أن هللا ل ه‬
‫ولكن األس ف الش ديد أن الحكوم ة لم تعب أ ب ذلك ولم ت راع ه ذه الحقيق ة‬
‫ش ركاء في تنظيم أعمال ه؟؟ (العي اذ باهلل)‪ ،‬وأن لن ا س بع حي ات !! و البعث بع د‬
‫املشهودة امللموسة‪ ،‬بل سلكت طريقها متجاهلة هذه األمور البديهية الساطعة‬
‫واه‪ ،‬وم ا إلى ذل ك من العقائ د ال تي‬
‫املوت ليس ل ه حقيق ة‪ ،‬ب ل ذل ك من خي ال ٍ‬
‫س طوع الش مس‪ ،‬وأولج تعليم ال دين الهندوس ي في أس اس املنهج‪ ،‬كم ا أدرجت‬
‫تجره إلى دار البوار‪ .‬فما لنا ولتعليم دين الهندوس ؟؟؟‬
‫عقيدة النشوئية في الدراسات العليا‪ ،‬عالوة على ذلك كله نشرت البغض حول‬
‫ّ‬
‫اإلس الم وأملحت إلى أن طالب املدارس األهلي ة ومعلميها الذين هم حاملي لواء‬ ‫وأم ا النش وئية فلم يثبت ح تى اآلن عن د العلم اء‪ ،‬ب ل ينكرونه ا من ذ‬
‫الرحمة واإلحسان إرهابيون متطرفون‪ ،‬كان ذلك لتحقيق هدفها املرجو من‬ ‫اختراعها‪ ،‬وإضافة إلى ذلك أنها تخالف القرآن والسنة‪ ،‬حيث قال هللا تعالى ‪:‬‬
‫ََ‬ ‫َََ ُ ْ ْ َْ‬ ‫َ َأ ُّ َ َّ ُ َّ ُ َ َّ ُ ُ َّ‬
‫اشاعة دين الهندوس والعلمانية واالسالموفوبيا في هذا البلد اإلسالمي العريق‬ ‫واح َد ٍة‪ ،‬وخل َق ِم ْن َه ا َز ْو َج َه ا‬ ‫س‪ِ ،‬‬ ‫﴿ي ا يه ا الناس اتق وا ربكم ال ِذي خلقكم ِمن نف ٍ‬
‫َّ‬ ‫َأْل‬ ‫الل َه َّالذي َت َس َاء ُل َ‬
‫َّ‬ ‫َوب َّث م ْن ُه َم ا ر َج ااًل َكث ًيرا ون َس ًاء َّ‬
‫املس قي بتض حيات العلم اء ودم اء الش هداء‪ .‬وه ذه التحريف ات والتط اوالت لم‬ ‫ون ِب ِه وا ْر َح َام ِإ َّن الل َه‬ ‫ِ‬ ‫وات ُق وا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وح ّ‬
‫تقع خطاء‪ ،‬إنما هي خطة تدريجية طبخت لسنين ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ََْ ُ‬
‫ض رت في أعوام لتصب في‬ ‫ك ان عليكم ر ِقيبا﴾ [النس اء‪ .]1 :‬إن ه ذه اآلي ة ت بين لن ا بأنن ا من ول د آدم علي ة‬
‫عروق املسلمين حتى تؤتى أكلها في كل حين في املستقبل القريب‪.‬‬ ‫الص الة والس الم‪ ،‬ه ذه هي الحقيق ة الدامغ ة ال تي ال مج ال له ا اإلنك ار‪ ،‬ولم‬
‫أي دين من األديان السماوية‪ .‬وقال تعالى في آية‬ ‫ينكره أحد من الذين اعتنقوا ّ‬
‫ومن الج دير بال ذكر ّأن املس لمين يش كلون ‪ %90‬فهم األغل ّبيون في ه ذه البالد‬ ‫َُ‬ ‫أخرى ‪َ﴿ :‬أ َل ْم َأ ْع َه ْد َل ْي ُك ْم َي َابن ْي َآد َم َأ ْن اَل َت ْع ُب ُد ْوا َّ‬
‫الش ْي َط َ‬
‫ان ِإ َّن ُه‪  ‬لك ْم َع ُد ٌّو ُم ِب ْي ٌن﴾‬ ‫ِ‬ ‫ِإ‬
‫من ذ ب زوغ فج ر االس الم في ش به الق ارة الهن د‪ ،‬وحكمه ا املس لمون قرون ا من‬
‫[يس‪ .]60 :‬خطب هللا الن اس في ه ذه اآلي ة ب ـــ ﴿ب ني آدم﴾ مم ا ي دل على أنن ا من‬
‫ال زمن‪ ،‬وجعل وا آث ارا إس المية بتأس يس املدارس الديني ة واملس اجد‪ ،‬وبمعاه د‬
‫صلبه الطيب المحالة‪ ،‬ولسنا من صلب القرد الخاسئة‪ ،‬وليست صورتنا هذه‬
‫فكر وثقافة هنا وهناك‪ ،‬حتى صار االسالم من َديدن أهلها‪.‬‬
‫متغيرة منها‪ ،‬كما يزعمه "داروين" وأتباعه من السفهاء‪ ...‬وما ذلك إال من ظنهم‬
‫ْ‬ ‫َّ اَل ْ‬ ‫اَّل َ‬ ‫َّ َأ ْ َ‬
‫الباطل‪ ،‬كما قال تعالى ‪َ ﴿ :‬و َم ا َيت ِب ُع كث ُر ُه ْم ِإ ظ ًّنا ۚ ِإ َّن ٱلظ َّن ُيغ ِنى ِم َن ٱل َح ِ ّق‬ ‫أيها اإلنسان ! إننا اآلن على حافة الهاوية‪ ،‬وظهرت فينا الجراثيم الفاتكة‪ ،‬فال‬
‫َ ْ ًٔ َّ َّ َ َ ٌۢ‬
‫يم ب َما َي ْف َع ُل َ‬ ‫ب د لن ا أن نناض ل ض د ك ل من يح اول بينن ا وبين اإلس الم واملس لمين‪ ،‬ون ترك‬
‫ون﴾ [يونس ‪]36 :‬‬ ‫شيـا ۚ ِإ ن ٱلله ع ِل ِ‬
‫أباطيل املبطلين إلى أيديهم‪ ،‬ونعتصم بكتاب هللا وسنة رسوله ﷺ‪ .‬كما جاء في‬
‫***‬ ‫ُ َ‬
‫وس َّنة‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ ُّ‬ ‫َأ ْ ْ‬ ‫ُ‬
‫الح ديث ‪(( :‬ت ركت فيكم م َري ِن لن ت ِض لوا م ا ت َم َّس كت ْم بهم ا ‪ :‬كتاب ِ‬
‫هللا‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ َّ‬
‫ثم الأدري كي ف يستس لم الن اس ه ذا الك ذب الظ اهر كالش مس‬ ‫عليه وسل َم)) [ موطـأ إمام مالك‪]899/2 :‬‬ ‫نبي ِه صلى هللا ِ‬
‫ِ‬
‫املشرقة‪ ،‬أليس من الغيور أحد من يكافح هذه الفتنة الشائعة‪ ،‬التي ّ‬
‫تشبث بها‬
‫الغربي ون لنش ر اإللح اد والعلماني ة بين األم ة املس لمة‪ ،‬وه ا هي حكومتن ا ق د‬
‫ش ّدت من أزره ا لنش ر ه ذه األك اذيب واألباطي ل‪ ،‬ح تى جعله ا من املنهج‬
‫للمدارس الحكومية‪ ،‬ال ندري إلى ما استهدفت حكومتنا بخروجها على املألوف‪،‬‬
‫ّ‬
‫ولكن تحوم حولها شبهات ال تبش رنا بالخير‪ ،‬وأدوارها هذه تدق جرس اإلنذار‬ ‫فضال عن ‪তাছাড়া‬‬ ‫لعب أدوارا ‪অবদান রাখা‬‬
‫لإلسالم و املسلمين في بنغالديش‪.‬‬ ‫العلماء ‪বিজ্ঞানীরা‬‬ ‫البالد والعباد ‪দেশ ও জাতি‬‬
‫الدامغة ‪অকাট্য‬‬ ‫تحت ظلهم ‪ছত্রছায়ায়‬‬
‫***‬ ‫داروين ‪বিবতর্নবাদের জনক‬‬ ‫ِ‬ ‫ديدن ‪অভ্যাস স্বভাব‬‬
‫تحوم حولها الشبهات ‪সন্দেহের আঙ্গুল উঠে‬‬ ‫النشوئية ‪বিবতর্নবাদ‬‬
‫فيا أيها املسلمون ! احفظوا إيمانكم‪ ،‬وقوا أنفسكم وأهليكم من تيار‬ ‫تدق جرس اإلنذار ‪বিপদের ঘণ্টা ধ্বনি‬‬ ‫كمين[ ج] كمائن ‪ফাঁদ‬‬
‫تيّار ‪স্রোত‬‬ ‫السواد األعظم ‪সংখ্যাগরিষ্ঠ‬‬
‫الهندوس ية الج ارف‪ ،‬واعتص موا بكت اب هللا وس نة رس وله اعتص اما‪ ،‬وخ ذوا‬ ‫بل باألحرى ‪আরো স্পষ্টভাবে‬‬ ‫غيرة ‪আত্মসম্মানবোধ‬‬
‫ُ‬
‫زم ام األم ر قب ل خروج ه من الي د‪ ،‬و تض افروا جه ودكم ملكافحت ه‪ ،‬وإال تط ير‬ ‫مفت َعلة ‪মিথ্যা পরিকল্পিত‬‬ ‫ألمحت إلى ‪ইঙ্গিত দেওয়া‬‬
‫بإيمانكم ريحها العاصفة‪ٰ ،‬هذه ليس مسألة بسيطة‪ ،‬بل مسألة اإليمان والكفر‪،‬‬
‫إنا نحن لكم نذير مبين !!!‬ ‫املالبس اإلسالمية للرجال والنساء‬
‫أيه ا الغي ور ! انهض وا من س بات الغفل ة‪ ،‬وانتبه وا إلى تالعب الحكوم ة‬ ‫ظهير الدين‬
‫ب املنهج الدراس ي‪ ،‬ومكي دتها بأجي الكم القادم ة‪ ،‬وقوم وا بغ يرتكم اإلنس انية‪،‬‬ ‫ّ‬
‫الحاجي ات األساس ية للحي اة البش رية ‪،‬‬ ‫مم ا ال ش ك في ه أن املالبس واألزي اء من‬
‫وحماس تكم الديني ة‪ ،‬وانظ روا بعي ونكم املفتوح ة إلى ه ؤالء الس فهاء ال ذين‬ ‫فع ّدت من مواد العيش بعد األغذية واألشربة ‪ ،‬إذ الحياء يصر الناس على مواراة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يزعمون أنكم وآبائكم كنتم قردة خاسئين‪ ،‬إنهم استهزؤوا باإلنسانية‪ ،‬وهجموا‬ ‫ع وراتهم ‪ ،‬وك ذلك االحتي اج إليه ا ي دوم على ط ول الحي اة ‪ ،‬وجنب ا بجنب أن املالبس‬
‫عنوان الجمال والبهاء لصاحبها ‪ّ ،‬‬
‫وأس الزهاء ملرتديها ‪ ،‬ورأس الرواء للمتجمل بها ‪،‬‬
‫على غيرتنا فال شك في أنهم أعداء اإلسالم واملسلمين‪ ،‬بل باألحرى هم أعداء‬
‫فكما أنها تنكشف عن حس رائق للفرد وشعور رائع له تعرب عن شخصيته ونبالته‬
‫اإلنسانية‪.‬‬
‫وعراقته‪ .‬فلوالها النشلت الحياة املتهذبة والنعدم وجود التزيينات‪ ،‬حتى لوال وفرتها‬ ‫إذ الكالم عن حكم ه يتوق ف على ذل ك ‪ ،‬فمن املمكن تقس يم املالبس و األزي اء إلى‬
‫ملا تطرق شأن التجمل إلى التخيل‪.‬‬ ‫ثالثة أنواع ‪ :‬واجب ومستحب و حرام ‪ ،‬ويتجلى ذلك حينما نتأمل في أحاديث النبي‬
‫ﷺ وآثار الصحابة ‪ -‬رضوان هللا تعالى عليهم أجمعين‪ -‬التي تستفاد منها أحكام‬
‫اإلسالم دين طبيعي ‪ ،‬دستور شامل‪ ،‬فلذا جاءت أحكامه مراعيا لطبائع الناس وكما‬ ‫اللباس ‪.‬‬
‫ل وحظت ض رورتهم‪ ،‬فنظ را إلى ض رورة املالبس ي أمر الق رآن املس لم حيث ق ال هللا‬ ‫ف الواجب م ا يك ون س اترا للع ورة وواقي ا للجس م (وع ورة الرج ل م ا بين الركب ة‬
‫ّ‬
‫تعالى ‪﴿ :‬يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ‪ ،‬ولباس التقوى‬ ‫والسرة ) فعلى املسلم أن يحرص على ستر نفسه باللباس ‪ ،‬وأال يكشف عن عورته‬
‫ذلك خير﴾ [األعراف‪ ،]26 :‬وذلك ألنها تستر الجسم وتقيه من التلوث بآثار األجواء‬ ‫طب ّي ة أو قض اء حاج ة مثال‪ ،‬ملا ُروي عن معاوي ة بن حي دة‬ ‫إال لض رورة ‪ ،‬كض رورة ّ‬
‫املحيطة به مثل الحر والبرد والغبار والتراب‪ ،‬ونظرا إلى طبائع الناس وميولهم قال‬ ‫القش يري ق ال ‪ :‬قلت ي ا رس ول هللا ! عوراتن ا ما ن أتي منه ا وم ا ن ذر ؟ ق ال‪ (( :‬احف ظ‬
‫تع الى في آي ة أخ رى آم را بس تر الع ورة واالهتم ام بأخ ذ الزين ة ومبين ا أن ه الزين ة ‪:‬‬ ‫عورت ك إال من زوجت ك أو م ا ملكت يمين ك )) ق ال ‪ :‬قلت ي ا رس ول هللا ! إذا ك ان‬
‫﴿خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا وال تسرفوا إنه ال ُيحب املسرفين﴾‬ ‫يرينه ا أح د فال ّ‬
‫يرينه ا ))‬ ‫الق وم بعض هم في بعض ؟ ق ال ﷺ ‪ (( :‬إن اس تطعت أن ال ّ‬
‫[األعراف‪.]31 :‬‬ ‫قال ‪ :‬قلت يا رسول هللا ! إذا كان أحدنا خاليا ؟ قال ﷺ‪(( :‬هللا أحق أن ُيستحيا منه‬
‫وه ذه النظري ة اإلس المية الرائع ة املالئم ة للطب ائع البش رية تتجلى في أم ر اإلس الم‬ ‫من الناس )) [صحيح أبي داود ‪.]4016 :‬‬
‫حول اعتناء العبد بلباسه وزينة مظهره دون تعرض إلسراف وتبذير النه نوع شكر‬ ‫وأما املستحب فما يستر الجسم بما فيه جمال وزينة على قدر املعروف ‪ ،‬ويشهد له‬
‫هلل تع الى‪ ،‬كم ا ق ال حبيبن ا ‪ -‬علي ه أفض ل الص لوات وأزكى التس ليمات – (( إن هللا‬ ‫ون فقال ‪ (( :‬ألك مال ؟‬ ‫ُ‬
‫ثوب د ٍ‬
‫حديث أبي األحوص عن أبيه قال ‪ :‬أتيت النبيﷺ في ٍ‬
‫يحب أن ي رى أث ر نعمت ه على عب ده )) [س نن الترم ذي‪ ،]2819 :‬ويعكس في ه ذا‬ ‫قال ‪ :‬نعم ! قال ‪ :‬من أي املال ؟ قال ‪ :‬قد آتاني هللا من اإلبل والغنم والخيل والرقيق‬
‫الحديث مدى سعة اإلسالم وتيسيره على الناس في أمور حياتهم‪ ،‬واملراعاة لطبائع‬ ‫الير أث ر نعم ة هللا علي ك وكرام ِت ه ))[س نن أبي داود‪:‬‬‫‪ ،‬ق ال‪ :‬ف إذا آت اك هللا م اال ف ُ‬
‫الناس وحاجاتهم‪ ،‬حتى وضع أحكاما خاصة للباس املسلمين واملسلمات‪.‬‬ ‫‪ ،]4061‬وعالوة على ذل ك ورد في ت رغيب أحس ن اللب اس عن د القص د نح و‬
‫االجتماعات أو مصلى العي د أو الجامع لصالة الجمع ة ‪ ،‬حيث قال الن بي ﷺ ‪ (( :‬ما‬
‫أحكام اللباس ‪ :‬إن اإلسالم شامل لكل جانب من الحياة ‪ ،‬ولم يترك الناس أحرارا‬
‫على أح دكم إن وج د أو ( ق ال) م ا على أح دكم إن وج دتم أن يتخ ذ ث وبين لي وم‬
‫يعيشون عيشا ترضى به النفس ‪ ،‬ويفعلون ما يحبون ‪ ،‬حتى ال تنشأ الفوضى باسم‬
‫الحري ة‪ ،‬ب ل ّ‬ ‫الجمعة سوى ثوبي مهنته )) [ سنن أبي داود ‪.]1078 :‬‬
‫قي د ك ل ناحي ة من الحي اة بسلس لة أحك ام مس تقلة لوح ظ فيه ا طب ائع‬
‫وأم ا الح رام فه و بمختل ف العوام ل ‪ . 1 :‬لبس الحري ر وال ديباج وال ذهب‪ .2 .‬وأن‬
‫الناس وميولهم‪ ،‬حتى ال تضيق الحياة عليهم‪ ،‬فعلى كل من اعتنق اإلسالم أن ينقاد‬
‫يلبس الرجل لبسة املرأة أو بالعكس‪ .3 .‬ولباس الشهرة‪ .4 .‬ولباس غير املسلمين‪.5 .‬‬
‫لها ويستسلم ويعتاد عليها‪ ،‬حيث سن أحكاما خاصة ملالبس الرجال والنساء تالئم‬
‫واللباس الضيق ‪.‬‬
‫الطبائع البشرية وتوافق‬
‫أم ا لبس الحري ر وال ديباج والجل وس عليهم ا وك ذلك اس تخدام ال ذهب ح رام على‬
‫أمزجة الناس‪ ،‬وهي كما يلي ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الذكور‪ ،‬ملا ورد عن النبي ﷺ (( أنه أخذ حريرا فجعله في يمينه‪ ،‬وأخذ ذهبا فجعله‬
‫أنواع اللباس ‪ :‬البحث في أحكام اللباس يدعي أوال املعرفة بأشكال وأنواع اللباس من‬ ‫في ش ماله ‪ ،‬ثم ق ال ‪ :‬إن ه ذين ح رام على ذك ور أم تي))[ س نن أبي داود‪ ،]4057:‬وفي‬
‫حيث الحكم وما يتعلق به من الشروط والقيود ‪،‬‬ ‫رواية عن عمر بن الخطاب ‪ -‬رضي هللا عنه‪ -‬قال‪ :‬ال تلبسوا الحرير فإنه من لبسه‬
‫لم يلبسه في اآلخرة‪ ،‬وجاء في حديث آخر عن حذيفة رضي هللا عنه قال ‪ :‬نهانا النبي‬ ‫أه ل الن ار لم أرهم ا ‪ :‬ق وم معهم س ياط كأذن اب البق ر يض ربون به ا الن اس ‪ ،‬ونس اء‬
‫ْ‬
‫ﷺ أن نشرب في آنية الذهب والفضة‪ ،‬و أن نأكل فيها ‪ ،‬وعن لبس الحرير والديباج‬ ‫كاسيات عاريات مميالت مائالت رؤوسهن كأسنمة البخت املائلة ‪ ،‬ال يدخلن الجنة‬
‫وأن نجلس عليه ‪[ .‬صحيح البخاري‪]5837 :‬‬ ‫وال يجدن ريحها ‪ ،‬وإن ريحها توجد من مسيرة كذا وكذا)) [صحيح مسلم‪.]2128 :‬‬
‫وأما لبس الرجل لبسة املرأة فلحديث ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ (( :‬لعن رسول‬ ‫وكذلك ال يكون ملفتا للنظر وجاذبا لالنتباه ‪ ،‬وأما الذهب والديباج والحرير فيجوز‬
‫ُأ‬
‫هللاﷺ الرج ل يلبس لبس ة املرأة ‪ ،‬واملرأة تلبس لبس ة الرج ل)) [س نن أبي داود ‪:‬‬ ‫اس تعمالها للم رأة ‪ ،‬لح ديث علي رض ي هللا عن ه ق ال ‪ :‬ه ديت لرس ول هللا ﷺ حل ة‬
‫ص َّلى ُ‬ ‫((ل َع َن ُّ‬
‫النبي َ‬ ‫َ‬ ‫سيراء فبعث بها إلي فلبستها فعرفت الغضب في وجهه ‪ ،‬فقال ‪ :‬إني لم أبعث بها إليك‬
‫هللا عليه‬ ‫‪ ،]4098‬وفي رواية آخرى عنه رضي هللا عنهما أنه قال ‪:‬‬
‫ُ ُ ُْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ‬ ‫ُ َ ّ اَل‬ ‫وسل َم املُ َخ َّنث َين م َن ّ َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ّ‬
‫ال‪ :‬أخ ِرج وه ْم ِمن بي و ِتكم ))‬ ‫وق َ‬ ‫الن َس ِاء‪،‬‬
‫الرج ِال‪ ،‬واملت َر ِج ِت ِمن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫شققها خمرا بين النساء ‪ .‬هذا‪ ،‬وصلى هللا على النبي‬ ‫لتلبسها ‪ ،‬إنما بعثت بها إليك ِلت ِ‬
‫[ ص حيح البخ اري‪ .. ]5886:‬وك ذلك يح رم التش به بالنس اء في اللب اس ‪ ،‬كم ا ج اء في‬ ‫الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫ص َّلى‪ُ  ‬‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ‬
‫هللا‪ ‬علي ه‬ ‫الله‪َ  ‬‬
‫ول‪ِ  ‬‬ ‫ح ديث ابن عب اس‪ -‬رض ي هللا عنهم ا ‪ (( :‬ل َع َن‪َ  ‬رس‬ ‫تطرَّ ق إلى ‪স্পর্শ করা, পৌঁছা ,কাছে‬‬ ‫زي [ ج] أزياء ‪বেশ-ভূ ষা, পোষাক-‬‬
‫ّ‬
‫بالن َس ِاء‪،‬‬ ‫وسل َم‪ ‬املُ َت َش ّبه َين‪ ‬م َن‪َ ّ  ‬‬‫َّ‬ ‫‪যাওয়া‬‬ ‫‪পরিচ্ছদ‬‬
‫الرج ِال‪ِ  ‬‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫ات‪ ‬م َن‪َ ّ  ‬‬ ‫َُ َ‬ ‫التجمل ‪সজ্জিত হওয়া, রুপসজ্জা করা‬‬ ‫موا ّد العيش ‪জীবন উপকরণ‬‬
‫بالر َج ِال)) [صحيح البخاري‪]5885:‬‬ ‫ّ‬
‫النس ِاء ِ‬ ‫واملتش ِ ّب َه ِ ِ ِ‬
‫التخيّل ‪চিন্তা , ভাবনা‬‬ ‫يص ّر على ‪পীড়াপীড়ি করা, বাধ্য করা‬‬
‫ُ‬
‫نك ره‬
‫وكذلك لباس الشهرة أيضا حرام في اإلسالم وهو ما يكون مخالفا للعرف ‪ ،‬وت ِ‬ ‫سوءة [ ج] سوءات ‪লজ্জাস্থান , লজ্জা‬‬ ‫المواراة ‪লুকিয়ে রাখা, ঢেকে রাখা‬‬
‫ع ُ‬
‫ادات املجتم ع وتقالي ده ‪ ،‬وم ا يخ الف في ش كله ولون ه م ا يلبس ه الن اس ويألفون ه‪،‬‬ ‫ريشا ‪পোষাক-পরিচ্ছদ, সাজসজ্জা‬‬ ‫جنبا بجنب ‪পাশাপাশি‬‬
‫ويس تند إلى ق ول الن بي ﷺ ‪ (( :‬من لبس ث وب ش هرة في ال دنيا ألبس ه هللا ث وب مذل ة‬ ‫نبالة ‪আভিজাত্য, শ্রেষ্টত্ব‬‬
‫عكس يعكس [ض] ‪পোষাক-পরিচ্ছদ,‬‬
‫يوم القيامة)) [سننن أبي داود ‪. ]4029 :‬‬ ‫عراقة ‪বংশীয় ঐতিহ্য, উচ্চবংশীয়‬‬
‫‪সাজসজ্জা‬‬
‫وأم ا لب اس غ ير املس لمين فممن وع للمس لمين ملا ُروي عن عب د هللا بن عم رو بن‬ ‫‪হওয়া‬‬
‫مدى ‪পরিধি, ব্যাপ্তি‬‬
‫العاص رضي هللا عنهما‪ ،‬رأى رسول هللا ﷺ علي ثوبين معصفرين فقال ‪(( :‬إن هذه‬ ‫انشلت الحياة ‪অসাড় হওয়া, অবশ‬‬
‫بذيئة ‪নোংরা, অশ্লীল‬‬
‫من ثياب الكفار فال تلبسها )) [املسند لشاكر ‪.]165\11 :‬‬ ‫‪হওয়া‬‬
‫وال يجوز للرجل اإلسبال في ثيابه مطلقا من غير داع ‪ ،‬واإلسبال ‪ :‬هو إطالة املالبس‬ ‫ش ّفاف ‪স্বচ্ছ ,নির্মল, আলোকভেদ্য‬‬
‫التزيينات ‪সাজসজ্জা‬‬
‫ونزوله ا عن الكع بين‪ ،‬لق ول الن بي ﷺ ‪(( :‬م ا أس فل من الكع بين من اإلزار في الن ار))‬ ‫ضيِّقا ‪,কঠিন, কষ্টসাধ্য‬‬
‫[ ص حيح البخ اري‪ . ]5787 :‬ومن املس تحق بال ذكر أن ارت داء املالبس ال تي اش تملت‬
‫وفرة ‪আধিক্য, পর্যাপ্ততা‬‬
‫على ص ور ذات األرواح أو الش عارات الديني ة لغ ير املس لمين ال يج وز ‪ ،‬وك ذلك‬
‫املالبس التي تحتوي على عبارات بذيئة محرمة شرعا حرام‪.‬‬
‫لب اس النس اء‪ :‬من ش روط مالبس النس اء أن تك ون س اترا لجمي ع أعض ائها س وى‬
‫الوجه والكفين والقدمين في الصالة ‪ ،‬وأما لباس املرأة أمام الرجال األجانب فيجب‬ ‫فلسطين على ِمرآة التاريخ وإسرائيل املحتلة‬
‫أن ال يك ون ش ّفافا وض ِّيقا يص ف الب دن ويح دده ‪ ،‬لق ول الن بي ﷺ ‪(( :‬ص نفان من‬
‫عبد هللا النعيم‬ ‫وق د وق ع عليه ا الخليف ة عم ر نياب ة عن املس لمين‪ ،‬وش هدها خال د بن‬
‫الولي د وعم رو بن الع اص وعب د ال رحمن بن ع وف ومعاوي ة بن أبي س فيان‪.‬‬
‫نتذكر اليوم تاريخ تلك البقعة املحظوظة املغبوطة التي حملت خطى‬
‫وس مح لليه ود بزي ارة وممارس ة ش عائرهم الديني ة بحري ة في الق دس من قب ل‬
‫األنبي اء جميعهم وعبقت بغب ار أق دامهم ‪ ،‬حيث ّأم به ا خ ير خالئ ق الخالق‪،‬‬
‫ُأ‬ ‫الخليفة عمر بعد ما يقرب من ‪ 500‬سنة من طردهم من األراضي املقدسة من‬
‫واقتدا به كل من نزل عليه الوحي من أدم إلى عيسى علي نبينا وعليهم الصالة‬
‫قبل‪ ‬الرومان‪.‬‬
‫والس الم ‪ ،‬وهي بقع ة فلس طين‪ ،‬قبل ة املس لمين األولى ‪ ،‬أج از الش ارع إليه ا‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫وتكن لها نفوس املوحدين املتدينين الحب والشغفة‪ ،‬فتحها املسلمون‬ ‫الرحلة‪،‬‬ ‫وخالل إقامته في القدس‪ ،‬ق ِدم عمر على حجر األساس الصخرة التي‪،‬‬
‫ََ‬
‫ورفع وا فيه ا راي ات اإلس الم في عه د خالف ة عم ر بن الخط اب بقي ادة القائ دين‬ ‫وفقا للمؤرخات اإلسالمية‪ ،‬صعد منها الرسول صلى هللا عليه وسلم مع املل ك‬
‫الباس لين خال د بن الولي د وأبي عبي دة بن الج ّراح رض وان هللا عليهم س نة‬ ‫جبري ل قب ل أق ل من ‪ 20‬عام ا في رحل ة الس ماوات إلى املأل األعلى؛ واملعروف ة‬
‫‪636‬م‪.‬‬ ‫باس م اإلس راء واملع راج‪ .‬وق ام عم ر بمس ح النفاي ات واألنق اض من املوق ع‬
‫املقدس‪ ،‬واكتشف أن الصخرة حجمها أكبر‪ .‬وبعد نهاية التنظيف كشف عن‬
‫وكان من حديثها أن املسلمين ملا وصلوا إليها وحاصروها مع أهاليها ‪،‬‬
‫تخيلت نفوس هم أن املس لمين ّ‬
‫يفض لون الرج وع إلى ّ‬ ‫الحجم الحقيقي للص خرة‪ .‬وب نى عم ر س ياجا حوله ا وأم ر ببن اء مس جد مج اور‬
‫مخيمهم بع د أن تعب وا ‪،‬‬
‫لها‪ ،‬وهذا هو املسجد األقصى ‪ ،‬ثم قادها األمويون وطالت قيادتهم من ‪661‬‬
‫ولكن آمالهم ذهبت أدراج الرياح‪ ،‬حيث لم يرجع املسلمون ‪ ،‬وكان قام جيش‬
‫إلى ‪750‬ه‪ ،‬وجعلوا القدس تحت الشام وما تجرأ اليهود لإلستيطان في القدس‬
‫املسلمين‪ -‬تحت قيادة أبو عبيدة بن الجراح‪ -‬بمحاصرة القدس في شوال ‪ 15‬هـ‬
‫خالل هذه األيام خوفا ووجال‪.‬‬
‫املواف ق نوفم بر تش رين الث اني ‪ 636‬م‪ .‬وبع د س تة أش هر‪ ،‬واف ق البطري رك‬
‫صفرونيوس على االستسالم‪ ،‬بشرط قدوم الخليفة الراش د‪ .‬وفي عام ‪ 16‬هـ‪،‬‬ ‫ثم م ر بقيادته ا العباس يون {‪780-750‬م}‪ ،‬والطولوني ون{‪،}946-780‬‬
‫سافر الخليفة عمر بن الخطاب إلى القدس لتسلم مفاتيح املدينة‪.‬‬ ‫اإلخش يديون {‪ ،}946‬ثم الف اطميون‪ ،..........‬ثم الس الجقة ‪1067‬م‪ .‬وس قطت‬
‫القدس في أيدي الصليبيين عام ‪1099‬م بعد خمسة قرون من الحكم اإلسالمي‬
‫فتش رف عم ر م ع خادم ه وجماع ة من ص فوة الص حابة‪ ،‬وك ان منظ ر‬
‫نتيج ة ص راعات على الس لطة بين الس الجقة والف اطميين وبين الس الجقة‬
‫لفت أنظ ار الجمي ع‪ ،‬حيث ك ان الخليف ة وخادم ه يركب ان على جم ل أحم ر‬
‫أنفس هم‪ .‬وطمع وا أن يستأص لوا اإلس الم من ه ذه البقع ة املبارك ة ‪ ،‬فس فكوا‬
‫بالتن اوب‪ ،‬ه ذا املش هد املعجب عم ل فع ل الس حر على مواط ني فلس طين‪،‬‬
‫دم اء املس لمين األبري اء‪ ،‬وقش روا عن أني ابهم‪ ،‬فظه رت طب ائعهم الالأخالقي ة‬
‫ودهشت اليهود‪ ،‬ولدى وصول عمر إلى القدس‪ ،‬تمت صياغة العهدة العمرية‪.‬‬
‫والالإنسانية‪ ،‬حتى شهدت البالد حمامات الدم‪ ‬من قبل املحتلين‪ ،‬أدى في نهاية‬
‫واستس لمت املدين ة وأعطيت ض مانات الحري ة املدني ة والديني ة للمس يحيين في‬
‫األمر إلى حد كاد نور اإلسالم ينطفئ من العواصف التي هبت عليها من السفك‬
‫مقابل الجزية‪ .‬وغير عمر اسم املدينة من إيلياء إلى القدس‪ ،‬ونصت الوثيقة أال‬
‫واملج زرة الرهيب ة واإلبادة الجماعي ة‪ .‬وقت ل الص ليبيون ف ور دخ ولهم الق دس‬
‫يساكنهم أحد من يهود‪.‬‬ ‫ً‬
‫قرابة ‪ 70‬ألفا من املسلمين وانتهكوا املقدسات اإلسالمية‬
‫وظ ل املس تعمرون يحكمواه ا ويمارس وا فيه ا ك ل ن وع من الظلم ملدة‬ ‫أنك ر غاي ة اإلنك ار وق ال ق وال س ّجله الت اريخ ويحمل ه بين جنبي ه على م ر‬
‫امت دت إلى ‪ 88‬عام ا ‪ ،‬ف رأى ش اب فلس طيني غي ور ه ذا الظلم والج ور ال ذي‬ ‫الزمان‪" : ،‬ال أس تطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلس طين فهي ليست‬
‫تقش عر من ه الجل ود وتتعط ف ل ه الص خور‪ ،‬فط اف ب البالد اإلس المية ودع ا‬ ‫ملك يميني بل ملك األمة اإلسالمية ولقد جاهد شعبي في سبيل هذه األرض‬
‫الن اس ليجاه دوا في س بيل هللا ويس تعيدوا الفلس طين من املحتلين ح تى جم ع‬ ‫ورواه ا ب دمهم ‪ ،‬فليحتف ظ اليه ود بماليينهم وإذا ُم ّزقت دول ة الخالف ة يوم ا‬
‫الع ّدة‪ ،‬ولم يكن الشاب البطل املتميز إال صالح الدين‬
‫جيشا كثير العدد عميم ُ‬ ‫فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بال ثمن ولكن التقسيم لن يتم إال‬
‫األيوبي رحمه هللا‪ ،‬وأغار على الصليبيين وجاهدهم هدفا إلى تحرير فلسطين‬ ‫على أجسادنا "‪.‬‬
‫من قبضة املستعمرين‪ ،‬وأخير كتب هللا له النصر في معركة حطين التاريخية‬
‫ثم ب دأ اليهودي ون أن يمك روا إلس قاط الخالف ة ح تى أثم رت املس اعي‬
‫املشهورة‪ ،‬وخسر الصليبيون في هذه املعركة عددا هائال من القتلى واألسارى‪،‬‬
‫ال تي ب ذلوها إلس قاط الخالف ة‪ ،‬وطفق وا أن يق دموا إلى فلس طين بع د إنهي ار‬
‫والذي يعتبر من أفدح الكوارث التي حلت بهم ‪ ،‬ثم اتجه إلى القدس الشريف‬
‫واس ّ‬ ‫الخالف ة العثماني ة‪ ،‬وظلت املدين ة تحت الحكم العثم اني ح تى الح رب العاملي ة‬
‫تردها من الص ليبيين ال داهين‪ ،‬ب دون عن اء ي وم الجمع ة ‪27‬رجب ‪583‬ه‪/‬‬
‫األولى ال تي ه زم فيه ا األت راك العثم انيون وأخرج وا من فلس طين‪ .‬وس قطت‬
‫‪12‬أكت وبر ‪1187‬م ‪ ،‬وك ان يوم ا مش هودا‪ .‬وعام ل أهله ا معامل ة طيب ة‪ ،‬وأزال‬ ‫الق دس بي د الجيش البريط اني في ‪ 9/12/1917 – 8‬بع د البي ان ال ذي أذاع ه‬
‫الصليب عن قبة الصخرة‪ ،‬واهتم بعمارة املدينة وتحصينها‪.‬‬ ‫الج نرال البريط اني اللن بي‪ ،‬ومنحت عص بة األمم بريطاني ا ح ق االنت داب على‬
‫ولكن‪ ‬الص ليبيين نجح وا في الس يطرة على املدين ة بع د وف اة ص الح‬ ‫فلسطين‪ ،‬وأصبحت القدس عاصمة فلسطين تحت االنتداب البريطاني (‪1920‬‬
‫ً‬
‫الدين في عهد امللك فريدريك ملك صقلية‪ ،‬وظلت بأيدي الصليبيين‪ 11 ‬عاما إلى‬ ‫– ‪ .)1948‬ومنذ ذل ك الحين دخلت املدينة في عهد جديد كان من أبرز سماته‬
‫ً‬
‫أن استردها نهائيا امللك الصالح نجم الدين أيوب عام ‪1244‬م‪.‬‬ ‫زيادة أعداد املهاجرين اليهود إليها خاصة بعد وعد بلفور عام ‪.1917‬‬
‫وعاشت القدس تحت قيادة اإلسالم إلى أوائل القرن العشرين بعزها‬ ‫في ع ام ‪ 1948‬أعلنت بريطاني ا إنه اء االنت داب في فلس طين وس حب‬
‫ّ‬
‫الغربيون ُيفتشون أرضا لليهود‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وشرفا وسعتها وحريتها‪ ،‬إلى أن في حين ما زال‬ ‫قواته ا‪ ،‬فاس تغلت العص ابات الص هيونية حال ة الف راغ السياس ي والعس كري‬
‫وعينوا رجال باسم "ثيودرهارتزل" للكتابة حول‬ ‫فوقع اختيارهم على فلسطين ّ‬ ‫حس ب مخطط اتهم املس بقة وأعلنت قي ام الدول ة اإلس رائيلية‪ .‬وفي ‪ 3‬ديس مبر‪/‬‬
‫بالد اإلس رائيلين ح تى أل ف كتاب ا باس م بالدن ا إس رائيل وجعلوه ا نكاي ة من‬ ‫ك انون األول ‪ 1948‬أعلن ديفي د بن غوري ون رئيس وزراء إس رائيل الوالي ات‬
‫املسلمين لهزمهم معهم ‪ ،‬ثم استضاف "ثيودرهارتزل" مؤتمرا بتعاون الغربيين‬ ‫املتح دة أن الق دس الغربي ة عاص مة للدول ة اإلس رائيلية الولي دة‪ ،‬في حين‬
‫في مقاطع ة باس يل بسويس را مطالب ا دول ة يهودي ة في فلس طين س نة ‪1315‬ه‪/‬‬ ‫خض عت الق دس الش رقية للس يادة األردني ة ح تى هزيم ة يوني و‪ /‬حزي ران‬
‫‪1897‬م ‪ ،‬إض افة إلى ذل ك أرس لوا رجال يهودي ا باس م "إيمانوي ل كارس و" إلى‬ ‫‪ ، 1967‬وفي الي وم الت الي من إعالن دول ة الص هاينة هجم مص ر واألردن‬
‫س لطان عب د الحمي د خ ان الخليف ة األخ يرة للدول ة العثماني ة واقترح ه ل بيع‬ ‫والسوريا والعراق على إسرائيل ‪ ،‬هذا هو الصراع األول بين إسرائيل والدول‬
‫أرض فلسطين بديال من ‪ 150‬مليون ليرة إنكليزية ذهبا ولكن السلطان الغيور‬ ‫العربية‪.‬‬
‫وواجهت الع رب وإس رائيل ك رة ثاني ة س نة ‪1967‬م واس تمر ه ذه‬ ‫نكاية ‪প্রতিশোধ‬‬ ‫ّ‬
‫مخيمات ‪ডেরা‬‬
‫الح رب س تة أي ام من الخ امس من يوني و إلى العاش ر تل ك الس نة‪ ،‬انتص ر‬ ‫مؤتمر ‪সম্মেলন‬‬ ‫ذهب أدراج الرياح ‪ভেস্তে যাওয়া‬‬
‫إسرائيل في هذه الحرب التي أسفرت عن ضم القدس بأكملها لسلطة االحتالل‬ ‫يحمل بين جنبيه ‪নিজের মনে ধারণ করা‬‬ ‫خفوة [ ج] خفوات ‪নির্বাচিত‬‬
‫اإلس رائيلي‪ .‬وقبض وا الغ زة والجزي رة س يناء ال تي ك انت تحت قيادة مص ر من‬ ‫وعد بلفور ‪বেলফু র চু্ ক্তি‬‬ ‫ل َف َت [ ض] ‪কেড়ে নেওয়া‬‬
‫َ‬
‫‪1947‬م ‪ ،‬والغوالن من السوريا‪.‬‬ ‫َس َح َب [ ف ] ‪প্রত্যাহার করা‬‬ ‫املشهد ‪দৃশ্য‬‬
‫واستمر الفلسطينيون املكافحة واملناضلة ّ‬
‫ضد اإلسرائيليين املحتلين‬ ‫ْ‬
‫أسفر عن ‪কারণ হওয়া‬‬ ‫العهدة العمرية ‪উমরীচু ক্তি‬‬
‫إلى يوم الناس هذا‪ ،‬وازداد الصراع بين الفلسطينيين واإلسرائيل سنة ‪2017‬ه‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫مخطط [ ج ] مخططات ‪পরিকল্পনা‬‬ ‫النقبات ‪ময়লা‬‬
‫َ‬
‫بع د إعالن الوالي ات املتح دة لق دس الش ريف عاص مة اإلس رائيل‪ ،‬ونقل وا‬ ‫الفتوة املتدفقة ‪উচ্ছল তারুণ্য‬‬ ‫نقض [ج] أنقاض ‪ভগ্নাবশেষ‬‬
‫س فارتهم إلى الق دس الش ريف ‪،‬رحى الص راع دائ رة بينهم إلى الي وم‪ ،‬و تش هد‬ ‫الدعة ‪বিশ্রাম‬‬ ‫سياج [ج] أسياج ‪প্রাচীর‬‬
‫شمس القدس كل يوم الشهيد بيد املحتلين في قدس الشريف‪،‬رغم كل ذلك‬ ‫َط ْب ُق َأ ْ‬
‫ص ٍل ‪প্রতিচ্ছবি‬‬ ‫استيطان ‪বসতি স্থাপন‬‬
‫جميع شباب فلسطين ما زالوا يلعبون دورا بارزا في تحرير بالدهم املباركة من‬
‫وجل [ج] أوجال ‪ভয়‬‬
‫الصهيونين‪ ،‬وكأنهم طبق أصل لصالح الدين‪.‬‬
‫فيا شباب األمة املسلمة ! أغدوا إلى فلسطين واستردوا قبلتكم األولى‬
‫من املحتلين ‪ ،‬وانهضوا من الدعة ‪ ،‬وأبذلوا شبابكم املوفور وفتوتكم املتدفقة‬
‫لتحري ر أرض فلس طين‪...‬أيه ا ّ‬
‫الغي ورون! ال تنس وا املجاه دين الباس لين في‬
‫دعائكم املستجاب‪.‬‬

‫ّ‬
‫املحتلين ‪দখলদার‬‬ ‫عبق بـ ‪সুরভিত হওয়া‬‬
‫حمة [ ج] حمام ‪ঝর্ণা‬‬ ‫خير خالئق الخالق ‪সৃষ্টির সেরা মানব‬‬
‫ُع ّدة ‪প্রস্তুতি‬‬ ‫المتديَّن ‪ধর্মপ্রাণ‬‬

‫املجزرة الرهيبة ‪ভয়ানক হত্যা‬‬ ‫الشغفة ‪আগ্রহ‬‬

‫اإلبادة الجماعية ‪গণহত্যা‬‬ ‫راية [ ج ] رايات ‪পতাকা‬‬

‫السيطرة ‪কর্তৃ ত্ব‬‬ ‫الباسل ‪দু:সাহসী‬‬


‫َ‬
‫وقع االختيار على ‪নির্বাচন করা‬‬ ‫ك َّن ‪লুকিয়ে রাখা‬‬

You might also like