You are on page 1of 63

‫إليك يا أخي الصغير !

‫تنوير األبصار‬
‫أخي الصغير! أرجو أنك سعيد! وأنك على صحة وعافية بإذن هللا! إن مسيرتك في سبيل‬
‫العلم‪ E‬والعمل ال يزال ُي ملئ قلبي فرحا وسرورا ‪ ،‬ورغبتك في العلوم الدينية تسرني دائما‬
‫‪ ،‬فيطيب لي أن أساعدك في مسيرتك كي تصل هدفك وتنال بغيتك‪ ،‬وتحفظ نفسك من‬
‫زلة قدم‪ .‬فأردت أن أعرض بين يديك بعض الخبرات‪ E‬التي اكتسبتها من خالل سلوكي في‬
‫ّ‬
‫وتسهل‬ ‫الحياة الدراسية‪ ،‬ومن املتوقع أنها تفيدك في حياتك الدراسية حتى تستمتع بها‪،‬‬
‫لك مسلك العلم‪ E‬حتى تشق الطريق إلى النجاح‪.‬‬

‫أنت تعلم أن الصحة‪ E‬والعافية من أعظم نعم هللا تعالى بعد اإليمان ‪ ،‬فإن املريض ربما‬
‫ال يمكن له أن يقوم بالعبادات املكتوبة فضال عن حصول العلم ‪ ،‬ولربما يوجد بين‬
‫الجد الدائم‪ E‬حتى لم تتح له الفرصة للعناية بصحته‪.‬‬ ‫َ‬
‫الطالب‪ E‬من أفنى صحته من ِ‬
‫ولتعلم علم اليقين ‪ :‬أن الصحة من أهم األشياء التي تبتني عليها النجاح في الحياة ‪ ،‬فإن‬
‫فتول أنت بنفسك العناية بصحتك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ُح َ‬
‫رمت العناية‪ E‬بصحتك ممن يتولى َ‬
‫أمرك‬

‫إياك واإلشتغال بغير العلم‪ ، E‬فإنه يشوش الذهن‪ ،‬ويقضى على ّ‬


‫تبتلك إلى العلم ‪ ،‬فكم‬
‫من طالب متفوق في الفصل أصبح من الخاسرين بين عشية وضحاها بسبب خوضهم‬
‫وحرموا من العلوم‬ ‫انقضت حياتهم الدراسية ُ‬‫ّ‬ ‫فيما ال يعنيهم‪ ،‬وكم من ذكي متضلع قد‬
‫الدينية جراء االشتغال بغير العلم‪ .‬وهذا االشتغال املمنوع للمتعلم‪ E‬ال يختص بالحرام‪،‬‬
‫متنفر عن الشراكة‬‫غيور شحيح‪ّ ،‬‬ ‫بل يتعلق بالكثير من الحالل أيضا‪ .‬ولتعلم أن العلم‪ّ E‬‬
‫والضرة ‪ ،‬محب لالستقاللية واالنفرادية‪ ،‬فاعتزل للعلم‪ ،‬وتبتل إليه تبتيال‪.‬‬

‫]‪[1‬‬
‫ذوق أهل العلم واإليمام‪ ،‬فإن طالب العلم أحرى أن‬‫حاول أن تتذوق بذوق سليم‪ِ ،‬‬
‫يتحلى بذوق ومروؤة ترفعه‪ E‬من املنزلة الوضيعة إلى املنزلة الرفيعة ‪ ،‬ألنه من حرم‬
‫الذوق السليم واملروؤة واألفكار الراقية فقد حرم خيرا كثيرا‪.‬‬

‫ومن املؤسف أن بعض املدارس مع أنها تجدد املناهج الدراسية لرفع‪ E‬مستوى التعليم‪، E‬‬
‫ُ ّ‬
‫وتنظم املسابقات واملبارات لصحة الجسد‪ ،‬وتهتم برفع‪ E‬مستوى الطعام‪ ، E‬ورفع قواعد‬
‫البنيان للسكن السعيد‪ ،‬إال أنها ال تهتم بتربية املتعلمين‪ E‬على الذوق السليم‪ ،‬وتسليحهم‬
‫باألفكار الرائعة‪ ،‬وال تبادر في ما ُينمي ذوق الطالب‪ ،‬وهو األحق بالعناية وأجدر‬
‫بالرعاية‪ .‬فإن الذوق السليم يرفع الناس من منازلهم ‪ ،‬وبفقدانه ينحط املرأ من املنزلة‬
‫ّ‬
‫فتول أنت‬ ‫الرفيعة إلى املنزلة الوضيعة ‪ ،‬فإن كانت مدرستك تقصر في هذا األمر ‪،‬‬
‫ووجه إليه كل همتك تحت إشراف أستاذك ومربيك‪.‬‬ ‫تربية ذوقك ّ‬
‫ال خفاء في أن منبع الدين الحنيف القرآن والسنة‪ ،‬ومصدرهما الوحي‪ ،‬ولغتهما لغة‬
‫الضاد ‪ ،‬وكذلك علم الفقه والحديث والتفسير مصادرها وأمهات مدوناتها باللغة‪E‬‬
‫العربية‪ ،‬فال يمكن لك أن تتعلم وتتبحر وتتعمق في العلم‪ E‬إال باملهارة في اللغة العربية!‬
‫فلتكن ماهرا فيها‪ ،‬حتى تروم بك إلى رتبة تذوق فيها حالوة العلم! ولكن كثيرا من‬
‫َ‬
‫املدارس مهتمة باللغة األردية والفارسية والنحو والصرف‪ ،‬ومولعة بالتدقيق فيه‬
‫والتعليل له‪ ،‬مما يبقى أكثر الطالب‪ E‬ضعفاء في اللغة العربية ‪ ،‬فإن كانت مدرستك ال‬
‫ُ‬
‫تولي اهتماما فيها فشاور أستاذك‪ ،‬واعزم على تعلم اللغة‪ E‬العربية‪ ،‬واشدد من أزرك‪ ،‬ثم‬
‫اجتهد اجتهادا مكثفا حسب مشورة أستاذك‪ ،‬ستؤتى مساعيك أكلها في حينها إن شاء‬
‫هللا‪.‬‬
‫ّ‬
‫ال تنس نصيبك من حفظ النصوص‪ ،‬فإنه مثير لالهتمام لكل مكثف‪ ،‬وترى كثيرا من‬
‫املتخرجين والحاملين لشهادة املاجستير والدكتورة ال يحفظون من النصوص إال عدد‬
‫األنامل! فإذا كتبوا أو خطبوا عن موضوع‪ ،‬ال تجد فيها إال كلمة واهية ساقطة‪،‬‬
‫مملوؤة باألساطير‪ ،‬بعيدة عن النصوص‪ ،‬وقد جعل هللا الهداية‪ E‬في القرآن والحديث ‪،‬‬
‫َأ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ٰ َ ُْ َ‬
‫حيث قال تعالى ِإ َّن َهذا الق ْرآن َي ْه ِدي ِلل ِتي ِه َي ق َو ُم [اإلسراء‪ ،]9 :‬فال بد لك أن تتعود‬
‫]‪[2‬‬
‫على حفظ النصوص‪ ،‬وتكثف مجهوداتك منذ فجر حياتك الدراسية‪ ،‬ويحسن لك أن‬
‫تبدأ بكتاب "األربعين" للنووي رحمه هللا تعالى وأيضا بكتاب "من صحاح األحاديث‬
‫القصار للناشئة الصغار" للشيخ محي الدين عوامة حفظه هللا‪.‬‬
‫إن من واجب حب النبي ﷺأن نطالع سيرته ﷺ‪ ،‬وأن نطلع على سنته حتى نتحلى بها‪ ،‬فال‬
‫بد لكل مسلم خاصة الطلبة والعلماء أن يطلعوا‪ E‬على سيرة قرة أعيننا ومهجة فؤادنا‬
‫محمد عليه الصالة والسالم‪ ،‬فيقفوا على كل جليها وخفيها‪ ،‬وعظيمها ودقيقها‪ ،‬ويشربوا‬
‫مناهلها ويرتوا من رحيقها املختوم‪ .‬والحقيقة أن جل طالبنا ال يعتنون بها‪ ،‬فيقضون‬
‫طيلة الحياة الدراسية جاهلين أو متجاهلين السيرة‪ ،‬ويخرجون من الحياة الدراسية ولم‬
‫يأخذوا من السيرة النبوة ال مصباحا منيرا‪ ،‬وال مشربا صافيا! وال شك أن هذا حرمان‬
‫من الخير بأسره‪ ،‬فإن سيرته صلى هللا علي وسلم مصباح منير في مسيرة حياة املسلم‪ ،‬و‬
‫ال بديل له عنها‪ ،‬فإياك أن تفقد خزائن الخير‪.‬‬

‫وإذا تلوت القرآن ترى في كثير من آياتها أن هللا سبحانه وتعالى يخاطب املسلمين للتدبر‬
‫َأ َ َ َ َ َّ ُ َ ْ ُ ْ َ َأ ْ َ ُ ُ‬
‫وب‬
‫َأفي القرآن ومدلوالته‪ ،‬حيث يقول ربنا جل بعاله ‪ ﴿ :‬فال يتدبرون القرآن م على قل ٍ‬
‫ْ ُ‬
‫قفالها﴾ (سورة محمد ‪ ،)24 :‬وكذلك ذكر القرآن الكريم هذا املوضوع بصيغ ‪:‬‬
‫"ليتبدر‪ ،‬وليتذكر‪ ،‬وليتفكر‪ ،‬وو‪ ،".....‬فهذه كلها خطاب من هللا سبحانه وتعالى العباد‬
‫ليتلوا القرآن متدبرين‪ ،‬وكما هو من حق القرآن الكريم كذلك هو من حق املسلم‪ ،‬فإن‬
‫املؤمن إذا تال القرآن‪ E‬مع التدبر فإن القرآن يهديه ويرشده‪ ،‬وقس على هذا فهم معاني‬
‫الحديث والتدبر فيه‪ ،‬ولألسف الشديد أن جل مشاغلنا –الطلبة والعلماء‪ E-‬في الفقه‬
‫واألصول والعلوم اآللية‪ ،‬فيبقى الطالب بل والعالم‪ E‬معدما أو ناقصا في استفادة من‬
‫األنوار اإللهية‪ ،‬والفيوضات النبوية! فلو ترسم خطة للحياة‪ ،‬وتجعل نظاما لألوقات‪،‬‬
‫وتقسم أوقاتها حسب مشورة مربيك‪ ،‬وتضع فيه وقتا محددا تتلوا فيه القرآن ّ‬
‫تتدبر‬
‫فيه لكان خيرا لك في معاشك ومعادك‪ ،‬ولتنال من الخير الغزير!‬

‫]‪[3‬‬
‫ومما يبنغي أن يهتم به الطالب منذ طليعة حياته الدراسية هو علم التاريخ‪ ،‬فإنه من‬
‫أهم العلوم قدرا‪ ،‬وأشرف الفنون منزلة‪ ،‬وصفحات التاريخ مشرقة بقصص وحوادث‬
‫حري أن تكتب بمداد الذهب‪ ،‬واألمة املسلمة لها دور بارز في التاريخ‪ ،‬فعلى كل من‬
‫اشتغل بالعلم أوال‪ ،‬وعلى جميع املسلمين ثانيا أن يقرأ التاريخ‪ ،‬ليقف على أمجاد‬
‫املسلمين‪ ،‬وليطلع على تلك املعالم النيرة والصفات الحميدة التي قاد بها املسلمون‬
‫العالم‪ E‬طوال ‪ 13‬قرنا‪ .‬وال يختلف اثنان في أن كل قوم نسي تاريخ أجداده وقصص‬
‫أسالفه فإنه ينحل‪ ،‬يزول عن صفحة الوجود‪ ،‬ومن ال يعلم تاريخ ملته فال بد له من‬
‫االنحطاط ثم االنعدام!! فلتدرس التاريخ لتسطر تاريخ املستقبل‪ ،‬تصنع القصص‪ ،‬حتى‬
‫يسجل التاريخ بطوالتك لألجيال القادمة‪.‬‬
‫والحقيقة املرة‪ E‬أن قليال منا يمارس التاريخ‪ ،‬ومن ناحية أخرى أن منهجنا الدراسية ال‬
‫ُ‬
‫يعطي فرصة قراءة التاريخ في الفصول الدراسية‪ ،‬حيث ال يشمل إال كتيبات فيه‪ ،‬وال‬
‫يوفر املنهج هذه املادة للطالب بقدر كفاف يغتذي به الطلبة‪ ،‬ويستمد منه‪ .‬هذه واحدة‪،‬‬
‫ومشكلة أخرى أن من يطالع‪ E‬التاريخ لو نال جانبا فاته جانب آخر‪ ،‬ألنه ليس عنده‬
‫الخطة الصحيحة لقراءة التاريخ‪ ،‬وربما يجره هواه أو جهله إلى قراءة روايات ساخفة‬
‫باسم التاريخ‪ ،‬ما يظلم‪ E‬مسيرته بدال من أن يضيء له الطريق‪ ،‬فلتكن معنيا بقراءة‬
‫التاريخ تحت حكم العقل وإشراف االستاذ‪.‬‬

‫ال تنس أنك تعيش في زمن انتصرت التقنية على كل شيء وغلبت‪ ،‬وسيطرت على‬
‫النفوس والعقول‪ ،‬تخيم سلطانها في علم األفكار‪ ،‬وما زال ترتقي يوما فيوما‪ ،‬فهي تقدم‬
‫متواصل‪ ،‬والعالم منتظر للقادم‪ ،‬وقد انشغل بها كل الفئات من الناس من غير استثناء‪،‬‬
‫حتى أصبح الناس يعتمدون عليها ويستندون إليها في جميع شؤون حياتهم وحتى صارت‬
‫حياة الناس بدونها ضنكا‪ .‬وال مجال لإلنكار أن اكتشاف اإلنترنت والجوال والحاسوب‬
‫من عجائب هذا الزمان‪ ،‬وقد أثبت الوقت ضرورة املمارسة بها للقيام بخدمة األمة‬
‫والدفاع عنها‪ ،‬ولكن تحت إشراف مربي أو مرشد كي ال تشتغل بما ال يعنيك‪ ،‬وال بما ال‬

‫]‪[4‬‬
‫ينفعك‪ ،‬وال بما يضرك‪ ،‬فحذار كل الحذر من زلة في استخدام اإلنترنت وما يتبعها من‬
‫التقنيات‪.‬‬

‫ّ‬
‫كن إبداعيا ‪ ،‬واجتهد في تنمية األفكار وفكر في كل ما تراه كي يتسع فكرك ورأيك‪،‬‬
‫واترك األفكار املنحصرة‪ ،‬فإنك تعيش في زمن غير زمن اتسع في العالم ‪ ،‬وأصبح جميع‬
‫العالم‪ E‬في كتف واحدة‪ ،‬وقد تغيرت األحوال وتبدلت الظروف‪ ،‬فمن املحال دوام الحال‪.‬‬

‫صمم على شراء الكتب وقراءتها ‪ ،‬فإن عكوفك على القراءة يزيد معلوماتك‪ ،‬واصبر على‬
‫َ‬
‫وفقت إلنشاء‬ ‫مطالعة تراجم الكبار تجد زاد سفرك في الحياة موفورا ثم تتشجع ‪ ،‬ولو‬
‫مكتبة خاصة لكانت خيرا‪.‬‬

‫في الختام أرجوك أن ال نتخرط في املشاكل والخالفات‪ E‬الداخلية‪ E‬في معهدك تلميذا كنت‬
‫أو مدرسا‪ ،‬وقم بواجبك نحوك ونحو قومك واصطبر عليها‪ ،‬وإياك أن تشبث بما‬
‫يضرك ويضر معهدك‪ّ ،‬‬
‫وقدر األمور‪ ،‬واتركها على قدرها وقضائها‪ ،‬وفقك هللا تعالى‪.‬‬
‫آمين‪..‬‬

‫مستوى الطعام ‪খাবারের‬‬ ‫مسيرة ‪পথচলা‬‬


‫‪মান‬‬ ‫يطيب لي ‪আমার ভালো লাগে‬‬
‫ال تبادر‪উদ্যোগ নেয় না‬‬ ‫لم تتح له الفرصة‪সুযোগ হয়নি‬‬
‫رام يروم ‪অবস্থান করানো‬‬ ‫ّ‬
‫تول أنت نفسك ‪নিজের দায়িত্ব গ্রহণ করো‬‬‫ِ‬
‫أولع بـ ‪আসক্ত হওয়া‬‬ ‫تبتل ‪একাগ্রতা‬‬ ‫ُّ‬

‫واشدد من أزرك ‪কোমর‬‬ ‫بين عشية وضحاها ‪মুহূর্তে ই‬‬


‫ّ‬
‫‪বাধা‬‬ ‫متضلع ‪পারদর্শী‬‬
‫ِ‬
‫]‪[5‬‬
‫متخرجين ‪ফারেগীন ছাত্র‬‬ ‫ضرة [ ج] ضرات‪সতিন‬‬
‫ٌّ‬
‫جل‪অধিকাংশ‬‬ ‫مبارة [ج] مباريات‪টু র্নামেন্ট‬‬
‫بطولة ‪বীরত্ব‬‬
‫ّ‬
‫يوفر ‪পর্যাপ্ত নয়‬‬
‫ال ِ‬

‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫املنهج ّ‬


‫الدراسي ‪ :‬جولة فكرية‬
‫ِ‬
‫عبد هللا بن جبير‬

‫نحن اآلن في مس ‪EE‬تهل س ‪EE‬نة ‪2023‬م‪ ،‬ش ‪Eّ E‬يعنا عام ‪EE‬ا و اس ‪EE‬تقبلنا عام ‪EE‬ا جدي ‪EE‬دا‪ ،‬وأخ ‪EE‬ذنا العه ‪EE‬د‬
‫هبت ري‪EE E‬اح التج‪Eّ E E‬دد في األم‪EE E‬ور كله‪EE E‬ا‪ ،‬تب‪Eّ E E‬دلت األم‪EE E‬ور غ‪EE E‬ير‬
‫الجدي‪EE E‬د وج‪Eّ E E‬ددنا امليث‪EE E‬اق‪ ،‬كم‪EE E‬ا ّ‬
‫األم‪E‬ور‪ ،‬وه‪EE‬ا هي الحكوم‪E‬ة اتخ‪E‬ذت الق‪E‬رارات الج‪EE‬دد ال‪EE‬تي هي تلعب أدوارا في مج‪EE‬ال التنمي‪EE‬ة‬
‫لدولتنا هذه‪ ،‬و تكون خيرا للعباد والبالد‪ ،‬والشاهد على ذلك خبرتنا السابقة‪.‬‬

‫وال مجال لإلنكار أن حكومة رابطة عوامي لعبت أدوارا بارزة في تنمي‪EE‬ة دولتن‪EE‬ا بنغالديش‪،‬‬
‫الفعال‪EE‬ة تس‪EE‬تحق ال‪EE‬ترحيب الح‪EE‬ار من جمي‪EE‬ع‬ ‫وأق‪EE‬امت املث‪EE‬ل األعلى على ذل‪EE‬ك‪ ،‬فبه‪EE‬ذه األدوار ّ‬
‫الن‪EE‬اس‪ ،‬إال أن هن‪EE‬اك أص‪EE‬وات‪ E‬تق‪EE‬ول إن الحكوم‪EE‬ة ق‪EE‬د أس‪EE‬اءت إلى الش‪EE‬عور ال‪EE‬ديني وأه‪EE‬انت‬
‫املقدس‪EE E‬ات الديني‪EE E‬ة للمس‪EE E‬لمين‪ ،‬وتالعبت بأحاسيس‪EE E‬نا الناعم‪EE E‬ة‪ ،‬ومس‪EE E‬ت مش‪EE E‬اعر الش‪EE E‬عب‬
‫املوح‪EE E‬دين تحت ذريع‪EE E‬ة حري‪EE E‬ة التعب‪EE E‬ير‪ ،‬ورمت س‪EE E‬هاما مس‪EE E‬مومة بالنش‪EE E‬وئية إلى فؤادن‪EE E‬ا ‪،‬‬

‫]‪[6‬‬
‫وزرعت ب‪EE‬ذور الش ‪EE‬رك والكف ‪EE‬ر في كتب املدارس الرس‪EE‬مية‪ ،‬و غرس ‪EE‬ت ش‪EE‬جيرات العلماني‪EE‬ة‬
‫في املن‪EE E E‬اهج الدراس‪EE E E‬ية ‪ ،‬مس‪EE E E‬تهدفة ج‪Eّ E E E‬ر بنغالديش في مص‪EE E E‬اف ال‪EE E E‬دول العلماني‪EE E E‬ة املعادي‪EE E E‬ة‬
‫لإلس‪EE‬الم باس‪EE‬م حري‪EE‬ة األدي‪EE‬ان‪ ،‬وتجري‪EE‬د الدول‪EE‬ة عن ال‪EE‬دين‪ ،‬ه‪EE‬ذه أم‪EE‬ور مش‪EE‬هودة ملموس‪EE‬ة‬
‫واضح وضوح الشمس‪.‬‬

‫وعالوة على ذل‪EE E‬ك كل ‪EE E‬ه اس‪EE E‬تفرغت ك‪EE E‬ل مؤامراته‪EE E‬ا ض‪EE E‬د املدارس األهلي ‪EE E‬ة ال ‪EE E‬تي هي حص‪EE E‬ن‬
‫اإلس‪EE‬الم املتين على ص‪EE‬فحة الوج‪EE‬ود على م‪Eّ E‬ر األي‪EE‬ام‪ ،‬ولم ُتب‪EE‬ق س‪EE‬عيا لت‪EE‬دميرها‪ ،‬ولم ي‪ْ E‬‬
‫‪E‬ترك‬
‫ً‬
‫َس‪ْ E E‬عيا لوق‪EE E‬ف نش‪EE E‬طات ه‪EE E‬ذه املدارس ال‪EE E‬تي يبقى اإلس‪EE E‬الم في دي‪EE E‬ار الهن‪EE E‬د بفض‪EE E‬لها‪ ،‬و ذل‪EE E‬ك‬
‫بط‪EE‬رح رص‪EE‬اص اإلتهام‪EE‬ات الكاذب‪EE‬ة على العلم‪EE‬اء الكب‪EE‬ار‪ ،‬ونص‪EE‬ب كم‪EE‬ائن االدعائ‪EE‬ات العاري‪EE‬ة‬
‫عن الص‪EE E‬حة أوال‪ ،‬ثم ب‪EE E‬القبض عليهم في قض‪EE E‬ايا وح‪EE E‬وادث مفتعل‪EE E‬ة من خالل املؤامرين تم‬
‫التواف‪EE‬ق عليه‪E‬ا من الج‪EE‬انبين مس‪E‬بقا ثاني‪E‬ا‪ ،‬ثم ب‪EE‬إدالء تص‪E‬ريحات مس‪EE‬تهدفة للعلم‪E‬اء الع‪E‬املين‪E‬‬
‫واف ‪EE‬تراء اس ‪EE‬اطير تتهم العلم ‪EE‬اء باإلره ‪EE‬ابين واملتط ‪EE‬رفين‪ E‬على ح ‪EE‬د تعب ‪EE‬يرهم ثالث ‪EE‬ا‪ ،‬ثم بتردي ‪EE‬د‬
‫هتف‪EE‬ات إغالق املدارس األهلي‪EE‬ة متذرع‪EE‬ة بتل‪EE‬ك التهم الواهي‪EE‬ة الخيالي‪EE‬ة العاري‪EE‬ة عن الص‪EE‬حة‬
‫التي ال تستند إلى خبر صحيح فضال عن دليل وفضال عن برهان أخيرا‪.‬‬

‫ولم تتوق ‪EE‬ف الحكوم ‪EE‬ة الغاش ‪EE‬مة‪ E‬امللح ‪EE‬دة على ه ‪EE‬ذا الح ‪EE‬د‪ ،‬ب ‪EE‬ل تج ‪EE‬اوزت ك ‪EE‬ل ح ‪EE‬دودها ح ‪EE‬تى‬
‫ح‪EE‬رفت املن‪EE‬اهج التعليمي‪EE‬ة للم‪EE‬دارس الحكومي‪EE‬ة باس‪EE‬م التح‪EE‬ديث والتجدي‪EE‬د‪ ،‬وأدرجت فيه‪EE‬ا‬
‫دورس ‪EE‬ا ومق ‪EE‬االت تهين اإلس ‪EE‬الم وش ‪EE‬عائره‪ ،‬وت ‪EE‬دنس ص ‪EE‬فاء األحك ‪EE‬ام اإلس ‪EE‬المية وتقالي ‪EE‬ده‪،‬‬
‫وتجر الجيل الناشئ من أبناء املسلمين‪ E‬إلى حظيرة اإللحاد‪ ،‬متجاهلة بل مشينة إلى الت‪EE‬اريخ‬
‫اإلس‪EE‬المي املش‪EE‬رق في ش‪EE‬به الق‪EE‬ارة‪ ،‬وعرض‪EE‬ت حكم اإلس‪EE‬الم له‪EE‬ذه املنطق‪EE‬ة ال‪EE‬ذي ط‪EE‬ال أك‪EE‬ثر‬
‫من ‪ 800‬عام‪ ،‬بازدراء كبير واحتقار شديد‪.‬‬
‫ّ‬
‫فم ‪Eّ E‬دت ه ‪EE‬ذه الحكوم ‪EE‬ة ي ‪EE‬دها إلى املن ‪EE‬اهج الدراس ‪EE‬ية‪ ،‬و س ‪EE‬لمت أم ‪EE‬ر تج ‪Eّ E‬ددها إلى أن ‪EE‬اس ليس‬
‫لهم عالق ‪EE‬ة ب ‪EE‬دين اإلس ‪EE‬الم وهم ملح ‪EE‬دون قلب ‪EE‬ا وقالب ‪EE‬ا‪ ،‬ومنتص ‪EE‬رون لإللح ‪EE‬اد والعلماني ‪EE‬ة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫منهم جعف‪EE‬ر إقب‪EE‬ال‪ ،‬ه‪EE‬و رج‪EE‬ل متكلم في‪EE‬ه من‪EE‬ذ س‪EE‬نين‪ ،‬ال س‪EE‬يما في األم‪EE‬ور الديني‪EE‬ة تكلم ه‪EE‬ذا‬

‫]‪[7‬‬
‫الرج‪EE‬ل كالم‪EE‬ا أث‪EE‬ارت موج‪EE‬ة غض‪EE‬ب بين الن‪EE‬اس‪ ،‬و ه‪EE‬و ال‪EE‬ذي ينس‪EE‬ب إلى العلماني‪EE‬ة‪ ،‬و الل‪EE‬ذين‬
‫مع‪EE E‬ه من املس‪EE E‬اعدين ال يزال‪EE E‬ون دع‪EE E‬اة إلى العلماني‪EE E‬ة في بنغالديش‪ ،‬فم‪EE E‬ا ذا نرج‪EE E‬وا منهم إال‬
‫ّ‬
‫البغض في اإلسالم الذي تجلى في الكتب املحررة تحت ظلهم‪ ،‬وماذا نجد فيها إال ص‪E‬فحات‬
‫ممتلئ‪EE E E‬ة بالعقائ‪EE E E‬د الباطل‪EE E E‬ة من الهندوس‪EE E E‬ية و العلماني‪EE E E‬ة و عب‪EE E E‬ارات بذيئ‪EE E E‬ة تهين اإلس‪EE E E‬الم‬
‫وش‪E‬عائره‪ ،‬وكالم س‪E‬خيف يمس املقدس‪E‬ات اإلس‪E‬المية‪ ،‬ويموه‪E‬ون ب‪E‬أنهم يرش‪E‬دون األم‪E‬ة إلى‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التطور والرقي على ضوء الخطوط التي خطها اليهود والنصارى من قرون‪.‬‬

‫من املعل ‪EE E‬وم أنه ‪EE E‬ا طبعت كتب املن‪EE E E‬اهج الدراس‪EE E E‬ية للم ‪EE E‬دارس الرس ‪EE E‬مية‪ E‬للس‪EE E E‬نة الدراس ‪EE E‬ية‬
‫ّ‬
‫الجدي ‪EE E‬دة‪ ،‬وألحقت فيه ‪EE E‬ا أم ‪EE E‬ورا جدي ‪EE E‬دة لم تكن من قب ‪EE E‬ل‪ ،‬وه ‪EE E‬ذا أم ‪EE E‬ر لم يتوقع ‪EE E‬ه ش ‪EE E‬عب‬
‫بنغالديش ح‪EE‬تى في املن‪EE‬ام‪ ،‬ألن بالدن‪EE‬ا ه‪EE‬ذه تحتض‪EE‬ن أك‪EE‬ثر من ملي‪EE‬ار مس‪EE‬لم‪ ،‬وإلى ج‪EE‬انب ذل‪EE‬ك‬
‫ترب ي آالفا من علماء الدين الذين ال يصبرون على أي منهج تعليم يخالف القران والسنة‪.‬‬ ‫ّ‬

‫ولكن األس ‪EE E‬ف الش ‪EE E‬ديد أن الحكوم ‪EE E‬ة لم تعب ‪EE E‬أ ب ‪EE E‬ذلك ولم ت ‪EE E‬راع ه ‪EE E‬ذه الحقيق ‪EE E‬ة املش ‪EE E‬هودة‬
‫امللموس‪EE‬ة‪ ،‬ب‪EE‬ل س‪EE‬لكت طريقه‪EE‬ا متجاهل‪EE‬ة ه‪EE‬ذه األم‪EE‬ور البديهي‪EE‬ة الس‪EE‬اطعة س‪EE‬طوع الش‪EE‬مس‪،‬‬
‫وأولج تعليم ال‪EE E E E E‬دين الهندوس ي في أس‪EE E E E E‬اس املنهج‪ ،‬كم‪EE E E E E‬ا أدرجت عقي‪EE E E E E‬دة النش‪EE E E E E‬وئية في‬
‫الدراسات‪ E‬العليا‪ ،‬عالوة على ذلك كله نشرت البغض حول اإلس‪EE‬الم وأملحت إلى أن طالب‬
‫ّ‬
‫املدارس األهلية ومعلميها الذين هم حاملي لواء الرحم‪E‬ة واإلحس‪E‬ان إره‪E‬ابيون متطرف‪E‬ون‪،‬‬
‫ك‪EE‬ان ذل‪E‬ك لتحقي‪E‬ق ه‪E‬دفها املرج‪E‬و من اش‪EE‬اعة دين الهن‪EE‬دوس والعلماني‪EE‬ة واالس‪E‬الموفوبيا في‬
‫ه‪EE‬ذا البل‪EE‬د اإلس‪EE‬المي العري‪EE‬ق املس‪EE‬قي بتض‪EE‬حيات العلم‪EE‬اء ودم‪EE‬اء الش‪EE‬هداء‪ .‬وه‪E‬ذه التحريف‪EE‬ات‬
‫ض‪E E‬رت في أع ‪EE‬وام‬ ‫وح ّ‬‫والتط ‪EE‬اوالت لم تق ‪EE‬ع خط ‪EE‬اء‪ ،‬إنم ‪EE‬ا هي خط ‪EE‬ة تدريجي ‪EE‬ة طبخت لس ‪EE‬نين ُ‬
‫لتصب في عروق املسلمين‪ E‬حتى تؤتى أكلها في كل حين في املستقبل القريب‪.‬‬

‫ومن الج‪EE‬دير بال‪EE‬ذكر ّأن املس‪EE‬لمين‪ E‬يش‪EE‬كلون ‪ %90‬فهم األغل‪Eّ E‬بيون في ه‪EE‬ذه البالد من‪EE‬ذ ب‪EE‬زوغ‬
‫فج‪EE‬ر االس‪EE‬الم في ش‪EE‬به الق‪EE‬ارة الهن‪EE‬د‪ ،‬وحكمه‪EE‬ا املس‪EE‬لمون‪ E‬قرون‪EE‬ا من ال‪EE‬زمن‪ ،‬وجعل‪EE‬وا آث‪EE‬ارا‬

‫]‪[8‬‬
‫إس ‪EE‬المية بتأس ‪EE‬يس املدارس الديني ‪EE‬ة واملس ‪EE‬اجد‪ ،‬وبمعاه ‪EE‬د فك ‪EE‬ر وثقاف ‪EE‬ة هن ‪EE‬ا وهن ‪EE‬اك‪ ،‬ح ‪EE‬تى‬
‫صار االسالم من َديدن أهلها‪E.‬‬
‫ّ‬
‫ومن الحقيق‪E‬ة ال‪E‬تي ال يتط‪E‬رق إليه‪E‬ا أدنى ش‪E‬ك أنهم أخ‪E‬ذوا يه‪E‬ذبون أنفس‪E‬هم بته‪E‬ذيب اإلس‪E‬الم‬
‫إلى أن‪EE‬ه خال‪EE‬ط لحمهم ودمهم‪ ،‬وتع‪Eّ E‬ودوا بق‪EE‬وانين ه‪EE‬ذا ال‪EE‬دين الح‪EE‬نيف إلى ح‪EE‬د ك‪EE‬أن ذل‪EE‬ك من‬
‫أعم‪EE‬الهم اليومي‪EE‬ة‪ ،‬ال يش‪EE‬عرون باملل ‪E‬ل‪ E‬واإلنزع‪EE‬اج بتك‪EE‬رار تل‪EE‬ك األوام‪EE‬ر ك‪EE‬ل ي‪EE‬وم‪ ،‬ونظ‪EE‬را‪ E‬إلى‬
‫ه‪EE‬ذا لم نس‪EE‬مع من أح‪EE‬د املس‪EE‬لمين‪ E‬أن‪EE‬ه يش‪EE‬كو اآلذان وارتف‪EE‬اع ص‪EE‬وتها‪ ،‬ولن نس‪EE‬مع أي ش‪EE‬كوى‬
‫باإلسالم وأحكامه إن شاء هللا‪.‬‬
‫ّ‬
‫أيض‪EE‬ا يث‪EE‬يرون االع‪EE‬تراض علي‪EE‬ه‪ ،‬وإلى ج‪EE‬انب ذل‪EE‬ك ت‪EE‬ؤثر الدراس‪EE‬ة ل‪EE‬دين الهن‪EE‬دوس في قل‪EE‬وب‬
‫التالميذ أثرا‪ E‬عظيما‪ ،‬ف‪E‬إذا اس‪E‬تمروا على دراس‪E‬تها ط‪E‬ويال اعتق‪E‬دوا ب‪E‬ه‪ ،‬ألن الكالم إذا تك‪E‬رر‬
‫تق ‪EE E‬رر في القلب‪ ،‬فكي ‪EE E‬ف إذا يعتق ‪EE E‬د تلمي ‪EE E‬ذ مس ‪EE E‬لم أن هللا ل ‪EE E‬ه ش ‪EE E‬ركاء في تنظيم أعمال ‪EE E‬ه؟؟‪E‬‬
‫(العي ‪EE‬اذ باهلل)‪ ،‬وأن لن ‪EE‬ا س ‪EE‬بع حي ‪EE‬ات !! و البعث بع ‪EE‬د املوت ليس ل ‪EE‬ه حقيق ‪EE‬ة‪ ،‬ب ‪EE‬ل ذل ‪EE‬ك من‬
‫واه‪ ،‬وم‪EE E E‬ا إلى ذل ‪EE E‬ك من العقائ‪EE E E‬د ال‪EE E E‬تي تج‪EE E E‬ره إلى دار الب‪EE E E‬وار‪ .‬فم‪EE E E‬ا لن‪EE E E‬ا ولتعليم دين‬
‫خي‪EE E E‬ال ٍ‬
‫الهندوس ؟؟؟‬

‫وأم‪EE‬ا النش‪EE‬وئية فلم يثبت ح‪EE‬تى اآلن عن‪EE‬د العلم‪EE‬اء‪ ،‬ب‪EE‬ل ينكرونه‪EE‬ا من‪EE‬ذ اختراعه‪EE‬ا‪ ،‬وإض‪EE‬افة إلى‬
‫ُ َّ‬
‫اس َّات ُ ‪E‬ق وا َر َّبك ُم ال ِذي‬ ‫ذل‪EE‬ك أنه‪EE‬ا تخ‪EE‬الف الق‪EE‬رآن والس‪EE‬نة‪ ،‬حيث ق‪EE‬ال هللا تع‪EE‬الى ‪Eَ ﴿ :‬ي‪E‬ا َأ ُّي َ‪E‬ه ا َّ‬
‫الن ُ‬
‫َّ‬ ‫َ اًل َ‬ ‫َ َّ ْ‬ ‫ََ َ ْ َْ َ‬ ‫َخ َل َق ُك ْم م ْن َن ْفس‪َ E ،‬‬
‫وات ُ ‪E‬ق وا الل َه‬
‫‪E‬يرا ون َس ‪ً E‬اء َّ‬
‫واح د ٍة‪ ،‬وخ ‪E‬ل‪E‬ق ِمن َ ‪E‬ه ا زوج َ ‪E‬ه ا وبث ِمن ُه َ ‪E‬م ا ِر ‪E‬ج ا ك ِ‪E‬ث ً ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َأْل ْ َ َ َّ َّ َ َ َ َ َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َ ُ‬
‫ال ِذي تساءلون ِب ِه وا رحام ِإ ن الله كان عليكم ر ِقيبا﴾ [النساء‪ .]1 :‬إن هذه اآلية ت‪EE‬بين لن‪EE‬ا‬
‫بأنن‪EE E‬ا من ول‪EE E‬د آدم علي ‪EE‬ة الص‪EE E‬الة والس ‪EE‬الم‪ ،‬ه‪EE E‬ذه هي الحقيق ‪EE‬ة الدامغ‪EE E‬ة ال‪EE E‬تي ال مج ‪EE‬ال له ‪EE‬ا‬
‫أي دين من األدي‪EE‬ان الس‪EE‬ماوية‪ .‬وق‪EE‬ال تع‪EE‬الى في‬ ‫اإلنك‪EE‬ار‪ ،‬ولم ينك‪EE‬ره أح‪EE‬د من ال‪EE‬ذين اعتنق‪EE‬وا ّ‬
‫َُ‬
‫ان ِإ َّن ُه‪  ‬لك ْم َ‪E‬ع ُد ٌّو ُم ِب ْي ٌن﴾ [يس‪:‬‬ ‫آية أخرى ‪َ﴿ :‬أ َل ْم َأ ْع َه ْد َل ْي ُك ْم َي َابن ْي َآد َم َأ ْن اَل َت ْع ُب ُ‪E‬د ْوا ال َّش‪ْ E‬ي َط َ‬
‫ِ‬ ‫ِإ‬
‫‪ .]60‬خطب هللا الن‪EE E‬اس في ه‪EE E‬ذه اآلي‪EE E‬ة ب ـــ ﴿ب‪EE E‬ني آدم﴾ مم‪EE E‬ا ي‪EE E‬دل على أنن‪EE E‬ا من ص‪EE E‬لبه الطيب‬
‫المحالة‪ ،‬ولسنا من صلب القرد الخاسئة‪ ،‬وليست صورتنا ه‪E‬ذه متغ‪E‬يرة منه‪E‬ا‪ ،‬كم‪E‬ا يزعم‪E‬ه‬

‫]‪[9‬‬
‫"داروين" وأتباع ‪EE‬ه من الس ‪EE‬فهاء‪ ...‬وم ‪EE‬ا ذل ‪EE‬ك إال من ظنهم الباط ‪EE‬ل‪ ،‬كم ‪EE‬ا ق ‪EE‬ال تع ‪EE‬الى ‪َ ﴿ :‬و َ‪E E‬م ا‬
‫يم ب َ ‪E‬م‪ E E E‬ا َي ْف َع ُ‪E‬ل‪َ E E E‬‬
‫َّ َّ َ َ ٌۢ‬ ‫َ ْ َ ّ َ ْ ًٔ‬ ‫َ َّ ُ َأ ْ َ ُ ُ ْ اَّل َ ًّ َّ َّ َّ اَل ُ ْ‬
‫‪E‬ون﴾‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫ٱلل‬ ‫ن‬ ‫ِإ‬ ‫ۚ‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫ق‬‫ِ‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪E‬‬
‫ح‬ ‫‪E‬‬ ‫ٱل‬ ‫ن‬‫م‬‫ِ‬ ‫ى‬ ‫ن‬‫يت ِ‪E‬ب‪EE E E‬ع ك ‪E‬ث ‪EE E E‬رهم ِإ ظنا ۚ ِإ ن ٱلظن ي ِ‬
‫غ‬
‫[يونس ‪]36 :‬‬

‫***‬

‫ثم الأدري كيف يستسلم الناس هذا الكذب الظاهر‪ E‬كالشمس املشرقة‪ ،‬أليس من الغيور‬
‫أح‪EE‬د من يك‪EE‬افح ه‪EE‬ذه الفتن‪EE‬ة الش‪EE‬ائعة‪ ،‬ال‪EE‬تي تش‪Eّ E‬بث به‪EE‬ا الغربي‪EE‬ون‪ E‬لنش‪EE‬ر اإللح‪EE‬اد والعلماني‪EE‬ة‬
‫بين األم‪E‬ة املس‪E‬لمة‪ ،‬وه‪E‬ا هي حكومتن‪E‬ا ق‪E‬د ش ّ‪E‬دت من أزره‪E‬ا لنش‪E‬ر ه‪E‬ذه األك‪E‬اذيب واألباطي‪E‬ل‪،‬‬
‫ح‪EE‬تى جعله‪EE‬ا من املنهج للم‪EE‬دارس الحكومي‪EE‬ة‪ ،‬ال ن‪EE‬دري إلى م‪EE‬ا اس‪EE‬تهدفت‪ E‬حكومتن‪EE‬ا بخروجه‪EE‬ا‬
‫ّ‬
‫على املألوف‪ ،‬ولكن تح‪EE E‬وم حوله ‪EE‬ا ش ‪EE‬بهات‪ E‬ال تبش‪E E‬رنا ب ‪EE‬الخير‪ ،‬وأدواره‪EE E‬ا ه ‪EE‬ذه ت ‪EE‬دق ج ‪EE‬رس‬
‫اإلنذار لإلسالم و املسلمين في بنغالديش‪.‬‬

‫***‬

‫في‪EE E E‬ا أيه‪EE E E‬ا املس‪EE E E‬لمون ! احفظ‪EE E E‬وا إيم‪EE E E‬انكم‪ ،‬وق‪EE E E‬وا أنفس‪EE E E‬كم وأهليكم من تي‪EE E E‬ار الهندوس‪EE E E‬ية‬
‫الجارف‪ ،‬واعتصموا بكتاب هللا وسنة رس‪E‬وله اعتص‪EE‬اما‪ ،‬وخ‪E‬ذوا زم‪E‬ام األم‪EE‬ر قب‪E‬ل خروج‪EE‬ه‬
‫ُ‬
‫من الي‪EE‬د‪ ،‬و تض‪EE‬افروا جه‪EE‬ودكم ملكافحت‪EE‬ه‪ ،‬وإال تط‪EE‬ير بإيم‪EE‬انكم‪ E‬ريحه‪EE‬ا العاص‪EE‬فة‪Eٰ ،‬ه ذه ليس‬
‫مسألة بسيطة‪ ،‬بل مسألة اإليمان والكفر‪ ،‬إنا نحن لكم نذير مبين !!!‬

‫أيه ‪EE‬ا الغي ‪EE‬ور ! انهض ‪EE‬وا من س ‪EE‬بات الغفل ‪EE‬ة‪ ،‬وانتبه ‪EE‬وا إلى تالعب الحكوم ‪EE‬ة ب ‪EE‬املنهج الدراس ي‪،‬‬
‫ومكي‪EE‬دتها بأجي‪EE‬الكم القادم‪EE‬ة‪ ،‬وقوم‪EE‬وا بغ‪EE‬يرتكم اإلنس‪EE‬انية‪ ،‬وحماس‪EE‬تكم الديني‪EE‬ة‪ ،‬وانظ‪EE‬روا‬
‫بعي‪EE‬ونكم املفتوح‪EE‬ة إلى ه‪EE‬ؤالء الس‪EE‬فهاء ال‪EE‬ذين يزعم‪EE‬ون أنكم وآب‪EE‬ائكم كنتم ق‪EE‬ردة خاس‪EE‬ئين‪،‬‬
‫إنهم اس ‪EE E E E‬تهزؤوا‪ E‬باإلنس ‪EE E E E‬انية‪ ،‬وهجم ‪EE E E E‬وا على غيرتن ‪EE E E E‬ا فال ش ‪EE E E E‬ك في أنهم أع ‪EE E E E‬داء اإلس ‪EE E E E‬الم‬
‫واملسلمين‪ ،‬بل باألحرى هم أعداء اإلنسانية‪.‬‬

‫]‪[10‬‬
‫أيها اإلنسان ! إننا اآلن على حافة الهاوية‪ ،‬وظهرت فينا الجراثيم الفاتكة‪ ،‬فال بد لنا أن‬
‫نناض‪EE E‬ل ض‪EE E‬د ك‪EE E‬ل من يح‪EE E‬اول بينن‪EE E‬ا وبين اإلس‪EE E‬الم واملس‪EE E‬لمين‪ ،‬ون‪EE E‬ترك أباطي‪EE E‬ل املبطلين إلى‬
‫أي‪EE E‬ديهم‪ ،‬ونعتص‪EE E‬م بكت‪EE E‬اب هللا وس‪EE E‬نة رس‪EE E‬وله ﷺ‪ .‬كم‪EE E‬ا ج‪EE E‬اء في الح‪EE E‬ديث ‪(( :‬ت‪ُ E E‬‬
‫‪E‬ركت فيكم‬
‫َّ‬
‫هللا علي‪Eِ E‬ه وس‪EE‬ل َم)) [ موطـأ‬ ‫ُ َّ َ ّ‬
‫نبي‪E‬ه ص‪Eَّ E‬لى ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ ُّ‬ ‫َأ ْ ْ‬
‫هللا وس‪E‬نة ِ‪ِ E‬‬‫‪E‬م َري ِن لن ت ِض‪E‬لوا م‪EE‬ا ت َم َّس‪E‬كت ْم بهم‪EE‬ا ‪ :‬كت‪EE‬اب ِ‬
‫إمام مالك‪]899/2 :‬‬

‫لعب أدوارا ‪অবদান রাখা‬‬


‫العلماء ‪বিজ্ঞানীরা‬‬ ‫البالد والعباد ‪দেশ ও জাতি‬‬
‫الدامغة ‪অকাট্য‬‬ ‫تحت ظلهم ‪ছত্রছায়ায়‬‬
‫داروين ‪বিবতর্নবাদের জনক‬‬
‫ِ‬ ‫ديدن ‪অভ্যাস স্বভাব‬‬
‫تحوم حولها الشبهات ‪সন্দেহের আঙ্গুল উঠে‬‬ ‫النشوئية ‪বিবতর্নবাদ‬‬
‫تدق جرس اإلنذار ‪বিপদের ঘণ্টা ধ্বনি‬‬ ‫كمين[ ج] كمائن ‪ফাঁদ‬‬
‫ّتيار ‪স্রোত‬‬ ‫السواد األعظم ‪সংখ্যাগরিষ্ঠ‬‬
‫بل باألحرى ‪আরো স্পষ্টভাবে‬‬ ‫أملحت إلى ‪ইঙ্গিত দেওয়া‬‬
‫مفتعلة ‪মিথ্যা পরিকল্পিত‬‬
‫َ‬ ‫فضال عن ‪তাছাড়া‬‬

‫املالبس اإلسالمية للرجال والنساء‬

‫ظهير الدين‬
‫فع ّ‪E‬دت من‬
‫الحاجيات األساسية للحياة البشرية ‪Eُ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫مما ال شك فيه أن املالبس‪ E‬واألزياء من‬
‫م ‪EE E‬واد العيش بع ‪EE E‬د األغذي ‪EE E‬ة واألش ‪EE E‬ربة ‪ ،‬إذ الحي ‪EE E‬اء ُيص ‪EE E‬ر الن ‪EE E‬اس على م ‪EE E‬واراة ع ‪EE E‬وراتهم ‪،‬‬
‫وك‪EE‬ذلك االحتي‪EE‬اج إليه‪EE‬ا ي‪EE‬دوم على ط‪EE‬ول الحي‪EE‬اة ‪ ،‬وجنب‪EE‬ا بجنب أن املالبس عن‪EE‬وان الجم‪EE‬ال‬

‫]‪[11‬‬
‫وأس الزه‪EE‬اء ملرت‪EE‬ديها ‪ ،‬ورأس ال‪EE‬رواء للمتجم‪E‬ل‪ E‬به‪EE‬ا ‪ ،‬فكم‪EE‬ا أنه‪EE‬ا تنكش‪EE‬ف‬ ‫والبه‪EE‬اء لص‪EE‬احبها ‪ّ ،‬‬
‫عن حس رائ ‪EE‬ق للف ‪EE‬رد وش ‪EE‬عور رائ ‪EE‬ع ل ‪EE‬ه تع ‪EE‬رب عن شخص ‪EE‬يته ونبالت ‪EE‬ه وعراقت ‪EE‬ه‪ .‬فلواله ‪EE‬ا‬
‫النش‪EE E‬لت الحي‪EE E‬اة املتهذب ‪E E‬ة‪ E‬والنع‪EE E‬دم وج‪EE E‬ود التزيين‪EE E‬ات‪ ،‬ح‪EE E‬تى ل‪EE E‬وال وفرته‪EE E‬ا ملا تط‪EE E‬رق ش‪EE E‬أن‬
‫التجمل إلى التخيل‪.‬‬

‫اإلس ‪EE‬الم دين ط ‪EE‬بيعي ‪ ،‬دس ‪EE‬تور ش ‪EE‬امل‪ ،‬فل ‪EE‬ذا ج ‪EE‬اءت أحكام ‪EE‬ه مراعي ‪EE‬ا لطب ‪EE‬ائع الن ‪EE‬اس وكم ‪EE‬ا‬
‫ل‪EE‬وحظت ض‪EE‬رورتهم‪ ،‬فنظ‪EE‬را‪ E‬إلى ض‪EE‬رورة املالبس ي‪EE‬أمر الق‪EE‬رآن املس‪EE‬لم حيث ق‪EE‬ال هللا تع‪EE‬الى ‪:‬‬
‫﴿ي‪EE‬ا ب‪EE‬ني آدم ق‪EE‬د أنزلن‪E‬ا‪ E‬عليكم لباس‪EE‬ا ي‪EE‬واري س‪EE‬وءاتكم وريش‪EE‬ا ‪ ،‬ولب‪EE‬اس التق‪EE‬وى ذل‪EE‬ك خ‪EE‬ير﴾‬
‫[األعراف‪ ،]26 :‬وذلك ألنها تستر الجسم وتقيه من التلوث‪ E‬بآثار األج‪E‬واء املحيط‪E‬ة ب‪E‬ه مث‪E‬ل‬
‫الح‪EE‬ر وال‪EE‬برد والغب‪EE‬ار وال‪EE‬تراب‪ ،‬ونظ‪EE‬را إلى طب‪EE‬ائع الن‪EE‬اس ومي‪EE‬ولهم ق‪EE‬ال تع‪EE‬الى في آي‪EE‬ة أخ‪EE‬رى‬
‫آم ‪EE‬را بس ‪EE‬تر الع ‪EE‬ورة واالهتم ‪EE‬ام بأخ ‪EE‬ذ الزين ‪EE‬ة ومبين ‪EE‬ا أن ‪EE‬ه الزين ‪EE‬ة ‪﴿ :‬خ ‪EE‬ذوا زينتكم عن ‪EE‬د ك ‪EE‬ل‬
‫مسجد وكلوا واشربوا وال تسرفوا إنه ال ُيحب املسرفين﴾[األعراف‪.]31 E:‬‬
‫وه‪EE‬ذه النظري‪E‬ة‪ E‬اإلس‪EE‬المية الرائع‪EE‬ة املالئم‪E‬ة‪ E‬للطب‪EE‬ائع‪ E‬البش‪EE‬رية تتجلى في أم‪EE‬ر اإلس‪EE‬الم ح‪EE‬ول‬
‫اعتناء العبد بلباسه وزينة مظهره دون تعرض إلسراف وتب‪E‬ذير الن‪EE‬ه ن‪E‬وع ش‪E‬كر هلل تع‪EE‬الى‪،‬‬
‫كم‪EE‬ا ق‪E‬ال حبيبن‪E‬ا ‪ -‬علي‪E‬ه أفض‪E‬ل الص‪E‬لوات وأزكى التس‪E‬ليمات‪ (( – E‬إن هللا يحب أن ي‪E‬رى أث‪EE‬ر‬
‫نعمت‪EE‬ه على عب‪EE‬ده )) [س‪EE‬نن الترم‪EE‬ذي‪ ،]2819 :‬ويعكس في ه‪EE‬ذا الح‪EE‬ديث م‪EE‬دى س‪EE‬عة اإلس‪EE‬الم‬
‫وتيس‪EE E‬يره على الن‪EE E‬اس في أم‪EE E‬ور حي‪EE E‬اتهم‪ ،‬واملراع‪EE E‬اة‪ E‬لطب‪EE E‬ائع الن‪EE E‬اس وحاج‪EE E‬اتهم‪ ،‬ح‪EE E‬تى وض‪EE E‬ع‬
‫أحكاما خاصة للباس املسلمين‪ E‬واملسلمات‪.‬‬

‫أحك ‪FF‬ام اللب ‪FF‬اس ‪ :‬إن اإلس ‪EE‬الم ش ‪EE‬امل لك ‪EE‬ل ج ‪EE‬انب من الحي ‪EE‬اة ‪ ،‬ولم ي ‪EE‬ترك الن ‪EE‬اس أح ‪EE‬رارا‬
‫يعيش ‪EE‬ون عيش ‪EE‬ا ترض ى ب ‪EE‬ه النفس ‪ ،‬ويفعل ‪EE‬ون م ‪EE‬ا يحب ‪EE‬ون ‪ ،‬ح ‪EE‬تى ال تنش ‪EE‬أ الفوض ى باس ‪EE‬م‬
‫قي‪E‬د ك‪EE‬ل ناحي‪EE‬ة من الحي‪EE‬اة بسلس‪EE‬لة أحك‪EE‬ام مس‪EE‬تقلة لوح‪EE‬ظ فيه‪EE‬ا طب‪EE‬ائع الن‪EE‬اس‬ ‫الحري‪EE‬ة‪ ،‬ب‪EE‬ل ّ‪E‬‬
‫ومي‪EE E E‬ولهم‪ ،‬ح‪EE E E‬تى ال تض‪EE E E‬يق الحي‪EE E E‬اة عليهم‪ ،‬فعلى ك‪EE E E‬ل من اعتن‪EE E E‬ق اإلس‪EE E E‬الم أن ينق‪EE E E‬اد له‪EE E E‬ا‬
‫ويستس‪EE‬لم ويعت‪EE‬اد عليه‪EE‬ا‪ ،‬حيث س‪EE‬ن أحكام‪EE‬ا خاص‪EE‬ة ملالبس الرج‪EE‬ال والنس‪EE‬اء تالئم الطب‪EE‬ائع‪E‬‬
‫البشرية وتوافق‬
‫]‪[12‬‬
‫أمزجة الناس‪ ،‬وهي كما يلي ‪:‬‬
‫ِ‬

‫أن ‪EE‬واع اللب ‪EE‬اس ‪ :‬البحث في أحك ‪EE‬ام اللب ‪EE‬اس ي ‪EE‬دعي أوال املعرف ‪EE‬ة بأش ‪EE‬كال وأن ‪EE‬واع اللب ‪EE‬اس من‬
‫حيث الحكم وما يتعلق به من الشروط والقيود ‪،‬‬
‫إذ الكالم عن حكم ‪EE‬ه يتوق ‪EE‬ف على ذل ‪EE‬ك ‪ ،‬فمن املمكن تقس ‪EE‬يم املالبس و األزي ‪EE‬اء إلى ثالث ‪EE‬ة‬
‫أن‪EE‬واع ‪ :‬واجب ومس‪EE‬تحب و ح‪EE‬رام ‪ ،‬ويتجلى ذل‪EE‬ك حينم‪EE‬ا نتأم‪EE‬ل في أح‪EE‬اديث الن‪EE‬بي ﷺ وآث‪EE‬ار‬
‫الصحابة‪ - E‬رضوان هللا تعالى عليهم أجمعين‪ -‬التي تستفاد منها أحكام اللباس‪. E‬‬
‫فالواجب ما يكون ساترا للعورة وواقي‪EE‬ا للجس‪EE‬م (وع‪E‬ورة الرج‪EE‬ل م‪E‬ا بين الركب‪E‬ة والس‪E‬رة )‬
‫ّ‬
‫فعلى املس‪EE‬لم أن يح‪EE‬رص على س‪EE‬تر نفس‪EE‬ه باللب‪EE‬اس ‪ ،‬وأال يكش‪EE‬ف عن عورت‪EE‬ه إال لض‪EE‬رورة ‪،‬‬
‫طب ّ‪E‬ي ة أو قض‪EE‬اء حاج‪EE‬ة مثال‪ ،‬ملا ُروي عن معاوي‪EE‬ة بن حي‪EE‬دة القش‪EE‬يري ق‪EE‬ال ‪ :‬قلت‬ ‫كض‪EE‬رورة ّ‬
‫يا رسول هللا ! عوراتنا ما نأتي منها وما نذر ؟ قال‪ (( :‬احفظ عورتك إال من زوجتك أو ما‬
‫ملكت يمين ‪EE‬ك )) ق ‪EE‬ال ‪ :‬قلت ي ‪EE‬ا رس ‪EE‬ول هللا ! إذا ك ‪EE‬ان الق ‪EE‬وم بعض ‪EE‬هم في بعض ؟ ق ‪EE‬ال ﷺ ‪:‬‬
‫يرينه‪EE‬ا أح‪EE‬د فال ّ‬
‫يرينه ‪E‬ا‪ )) E‬ق‪EE‬ال ‪ :‬قلت ي‪EE‬ا رس‪EE‬ول هللا ! إذا ك‪EE‬ان أح‪EE‬دنا‬ ‫(( إن اس‪EE‬تطعت‪ E‬أن ال ّ‬
‫خاليا ؟ قال ﷺ‪(( :‬هللا أحق أن ُيستحيا منه من الناس )) [صحيح‪ E‬أبي داود ‪.]4016 :‬‬
‫وأم‪EE‬ا املس‪EE‬تحب فم‪EE‬ا يس‪EE‬تر الجس‪EE‬م بم‪EE‬ا في‪EE‬ه جم‪EE‬ال وزين‪EE‬ة على ق‪EE‬در املع‪EE‬روف ‪ ،‬ويش‪EE‬هد ل‪EE‬ه‬
‫ون فقال ‪ (( :‬ألك م‪E‬ال ؟ ق‪EE‬ال ‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ثوب د ٍ‬
‫حديث أبي األحوص عن أبيه قال ‪ :‬أتيت النبيﷺ في ٍ‬
‫نعم ! ق ‪EE‬ال ‪ :‬من أي املال ؟ ق ‪EE‬ال ‪ :‬ق ‪EE‬د آت ‪EE‬اني هللا من اإلب ‪EE‬ل والغنم والخي ‪EE‬ل والرقي ‪EE‬ق ‪ ،‬ق ‪EE‬ال‪:‬‬
‫‪E‬الير أث‪EE‬ر نعم‪EE‬ة هللا علي‪EE‬ك وكرام ِ‪E‬ت‪E‬ه ))[س‪EE‬نن أبي داود‪ ،]4061 :‬وعالوة‬ ‫ف‪EE‬إذا آت‪EE‬اك هللا م‪EE‬اال ف‪ُ E‬‬
‫على ذلك ورد في ترغيب أحسن اللباس عند القصد نحو االجتماع‪EE‬ات أو مص‪EE‬لى العي‪EE‬د أو‬
‫الجامع لصالة الجمعة ‪ ،‬حيث قال النبي ﷺ ‪ (( :‬ما على أحدكم إن وجد أو ( ق‪EE‬ال) م‪EE‬ا على‬
‫أح‪EE‬دكم إن وج‪EE‬دتم أن يتخ‪EE‬ذ ث‪EE‬وبين لي‪EE‬وم الجمع‪EE‬ة س‪EE‬وى ث‪EE‬وبي مهنت‪EE‬ه )) [ س‪EE‬نن أبي داود ‪:‬‬
‫‪.]1078‬‬
‫وأم‪EE‬ا الح‪EE‬رام فه‪EE‬و بمختل‪EE‬ف العوام‪EE‬ل ‪ . 1 :‬لبس الحري‪E‬ر‪ E‬وال‪EE‬ديباج وال‪EE‬ذهب‪ .2 .‬وأن يلبس‬
‫الرجل لبسة املرأة‪ E‬أو بالعكس‪ .3 .‬ولب‪E‬اس الش‪E‬هرة‪ .4 .‬ولب‪E‬اس غ‪E‬ير املس‪E‬لمين‪ .5 .‬واللب‪E‬اس‬
‫الضيق ‪.‬‬
‫]‪[13‬‬
‫أما لبس الحرير‪ E‬والديباج والجلوس عليهما‪ E‬وكذلك استخدام الذهب ح‪EE‬رام على ال‪EE‬ذكور‪،‬‬
‫ملا ورد عن الن‪EE‬بي ﷺ (( أن‪EE‬ه أخ‪EE‬ذ حري‪EE‬را فجعل‪EE‬ه في يمين‪EE‬ه‪ ،‬وأخ‪EE‬ذ ذهب‪EE‬ا فجعل‪EE‬ه في ش‪EE‬ماله ‪،‬‬
‫ثم قال ‪ :‬إن ه‪EE‬ذين ح‪E‬رام على ذك‪E‬ور أم‪E‬تي))[ س‪EE‬نن أبي داود‪ ،]4057:‬وفي رواي‪E‬ة عن عم‪E‬ر بن‬
‫الخط ‪EE‬اب‪ - E‬رض ي هللا عن ‪EE‬ه‪ -‬ق ‪EE‬ال‪ :‬ال تلبس ‪EE‬وا الحري‪E E‬ر‪ E‬فإن ‪EE‬ه من لبس ‪EE‬ه لم يلبس ‪EE‬ه في اآلخ ‪EE‬رة‪،‬‬
‫وج ‪EE‬اء في ح ‪EE‬ديث آخ ‪EE‬ر عن حذيف ‪EE‬ة رض ي هللا عن ‪EE‬ه ق ‪EE‬ال ‪ :‬نهان ‪EE‬ا الن ‪EE‬بي ﷺ أن نش ‪EE‬رب في آني ‪EE‬ة‬
‫الذهب والفضة‪ ،‬و أن نأكل فيها ‪ ،‬وعن لبس الحرير وال‪EE‬ديباج وأن نجلس علي‪EE‬ه ‪[ .‬ص‪EE‬حيح‪E‬‬
‫البخاري‪]5837 :‬‬
‫وأم ‪EE‬ا لبس الرج ‪EE‬ل لبس ‪EE‬ة املرأة‪ E‬فلح ‪EE‬ديث‪ E‬ابن عب ‪EE‬اس رض ي هللا عنهم ‪EE‬ا ق ‪EE‬ال‪ (( :‬لعن رس ‪EE‬ول‬
‫هللاﷺ الرج ‪EE‬ل يلبس لبس ‪EE‬ة املرأة ‪ ،‬واملرأة‪ E‬تلبس لبس ‪EE‬ة الرج ‪EE‬ل)) [س ‪EE‬نن أبي داود ‪،]4098 :‬‬
‫َّ ُ َ‬ ‫ص‪َّ E‬لى ُ‬ ‫َ‬
‫هللا علي‪E‬ه وس‪EE‬ل َم املخ َّن ِث َين‬ ‫((ل َع َن الن ُّ‬
‫‪E‬بي َ‬ ‫وفي رواية آخرى عنه رضي هللا عنهما أنه قال ‪:‬‬
‫ُْ‬ ‫أخر ُ ‪E‬ج ُ‬‫َ َ ْ‬ ‫َ ّ‬ ‫ُ َ ّ اَل‬ ‫م َن ّ َ‬
‫وه ْم ِمن ُب ُ‪E‬ي‪E‬و ِتكم )) [ ص‪EE‬حيح البخ‪EE‬اري‪:‬‬ ‫وق ال‪ِ :‬‬‫الن َس ‪ِ E‬اء‪E ،‬‬
‫الر ‪E‬ج ِال‪ ،‬وامل ‪E‬ت َ‪E‬ر ِج ِت ِمن ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ .. ]5886‬وك‪EE‬ذلك يح‪EE‬رم التش‪EE‬به بالنس‪EE‬اء في اللب‪EE‬اس ‪ ،‬كم‪EE‬ا ج‪EE‬اء في ح‪EE‬ديث ابن عب‪EE‬اس رضي‬
‫هللا عنهم ‪EE‬ا (( لعن رس‪EE‬ول هللا ﷺ املتش ‪EE‬بهين من الرج ‪EE‬ال بالنس ‪EE‬اء ‪ ،‬واملتش ‪EE‬بهات‪ E‬من النس ‪EE‬اء‬
‫بالرجال )) [صحيح البخاري‪]5885:‬‬
‫ُ‬
‫نك ره‬
‫وك ‪EE‬ذلك لب ‪EE‬اس الش ‪EE‬هرة أيض ‪EE‬ا ح ‪EE‬رام في اإلس ‪EE‬الم وه‪EE‬و م ‪EE‬ا يك ‪EE‬ون مخالف ‪EE‬ا للع ‪EE‬رف ‪ ،‬وت ِ ‪E‬‬
‫عادات املجتمع وتقاليده ‪ ،‬وما يخالف في شكله ولونه ما يلبسه الن‪E‬اس ويألفون‪E‬ه‪ ،‬ويس‪EE‬تند‬ ‫ُ‬
‫إلى ق‪EE‬ول الن‪EE‬بي ﷺ ‪ (( :‬من لبس ث‪EE‬وب ش‪EE‬هرة في ال‪EE‬دنيا ألبس‪EE‬ه هللا ث‪EE‬وب مذل‪EE‬ة ي‪EE‬وم القيام‪EE‬ة))‬
‫[سننن أبي داود ‪. ]4029 :‬‬
‫ُ‬
‫وأم‪EE‬ا لب‪EE‬اس غ‪EE‬ير املس‪EE‬لمين‪ E‬فممن‪EE‬وع للمس‪EE‬لمين‪ E‬ملا روي عن عب‪EE‬د هللا بن عم‪EE‬رو بن الع‪EE‬اص‬
‫رض ي هللا عنهم ‪EE‬ا‪ ،‬رأى رس ‪EE‬ول هللا ﷺ علي ث‪EE E‬وبين معص ‪EE‬فرين فق‪EE E‬ال ‪(( :‬إن ه ‪EE‬ذه من ثي‪EE E‬اب‬
‫الكفار فال تلبسها )) [املسند لشاكر ‪.]165\11 :‬‬
‫وال يج ‪EE‬وز للرج ‪EE‬ل اإلس ‪EE‬بال في ثياب ‪EE‬ه مطلق ‪EE‬ا من غ ‪EE‬ير داع ‪ ،‬واإلس ‪EE‬بال ‪ :‬ه ‪EE‬و إطال ‪EE‬ة املالبس‬
‫ونزوله‪EE E E‬ا عن الكع ‪EE E‬بين‪ ،‬لق ‪EE E‬ول الن ‪EE E‬بي ﷺ ‪(( :‬م‪EE E E‬ا أس‪EE E E‬فل من الكع‪EE E E‬بين من اإلزار في الن‪EE E E‬ار))‬
‫[ ص ‪EE‬حيح البخ ‪EE‬اري‪ . ]5787 :‬ومن املس ‪EE‬تحق بال ‪EE‬ذكر أن ارت ‪EE‬داء املالبس ال ‪EE‬تي اش ‪EE‬تملت‪ E‬على‬

‫]‪[14‬‬
‫ص ‪EE‬ور ذات األرواح أو الش ‪EE‬عارات الديني ‪EE‬ة لغ ‪EE‬ير املس ‪EE‬لمين ال يج ‪EE‬وز ‪ ،‬وك ‪EE‬ذلك املالبس ال ‪EE‬تي‬
‫تحتوي على عبارات بذيئة محرمة شرعا حرام‪.‬‬
‫لب ‪EE‬اس النس ‪EE‬اء‪ :‬من ش ‪EE‬روط مالبس النس ‪EE‬اء أن تك ‪EE‬ون س ‪EE‬اترا‪ E‬لجمي ‪EE‬ع أعض ‪EE‬ائها س ‪EE‬وى الوج ‪EE‬ه‬
‫والكفين والقدمين في الصالة ‪ ،‬وأما لباس املرأة‪ E‬أمام الرج‪E‬ال األج‪E‬انب فيجب أن ال يك‪E‬ون‬
‫ش ‪Eّ E E‬فافا وض‪Eِّ E E‬يقا يص‪EE E‬ف الب ‪EE E‬دن ويح‪EE E‬دده ‪ ،‬لق ‪EE E‬ول الن‪EE E‬بي ﷺ ‪(( :‬ص‪EE E‬نفان من أه ‪EE E‬ل الن‪EE E‬ار لم‬
‫أرهم ‪EE‬ا ‪ :‬ق ‪EE‬وم معهم س ‪EE‬ياط كأذن ‪EE‬اب البق ‪EE‬ر يض ‪EE‬ربون به ‪EE‬ا الن ‪EE‬اس ‪ ،‬ونس ‪EE‬اء كاس ‪EE‬يات عاري ‪EE‬ات‬
‫ْ‬
‫مميالت م‪EE E‬ائالت رؤوس‪EE E‬هن كأس‪EE E‬نمة البخت املائل‪E E‬ة‪ ، E‬ال ي‪EE E‬دخلن الجن‪EE E‬ة وال يج‪EE E‬دن ريحه‪EE E‬ا ‪،‬‬
‫وإن ريحه‪E‬ا توج‪E‬د من مس‪E‬يرة ك‪E‬ذا وك‪E‬ذا)) [ص‪E‬حيح مس‪E‬لم‪ .]2128 :‬وك‪E‬ذلك ال يك‪E‬ون ملفت‪E‬ا‬
‫للنظ ‪E E‬ر‪ E‬وجاذب‪EE E‬ا لالنتب‪EE E‬اه ‪ ،‬وأم‪EE E‬ا ال‪EE E‬ذهب وال‪EE E‬ديباج والحري‪EE E‬ر فيج‪EE E‬وز اس‪EE E‬تعمالها‪ E‬للم‪EE E‬رأة‪، E‬‬
‫ُأ‬
‫لحديث علي رضي هللا عنه قال ‪ :‬هديت لرسول هللا ﷺ حلة سيراء فبعث به‪EE‬ا إلي فلبس‪EE‬تها‪E‬‬
‫فع‪EE‬رفت الغض‪EE‬ب في وجه‪EE‬ه ‪ ،‬فق‪EE‬ال ‪ :‬إني لم أبعث به‪EE‬ا إلي‪EE‬ك لتلبس‪EE‬ها ‪ ،‬إنم‪EE‬ا بعثت به‪EE‬ا إلي‪EE‬ك‬
‫ُ‬
‫ِلتش‪Eِّ E E E‬ققها خم‪EE E E‬را بين النس‪EE E E‬اء ‪ .‬ه‪EE E E‬ذا‪ ،‬وص‪EE E E‬لى هللا على الن‪EE E E‬بي الك‪EE E E‬ريم وعلى آل‪EE E E‬ه وص‪EE E E‬حبه‬
‫أجمعين‪E.‬‬
‫تطرَّ ق إلى ‪স্পর্শ করা, পৌঁছা ,কাছে‬‬ ‫زي [ ج] أزياء ‪বেশ-ভূ ষা, পোষাক-‬‬
‫‪যাওয়া‬‬ ‫‪পরিচ্ছদ‬‬
‫التجمل ‪সজ্জিত হওয়া, রুপসজ্জা করা‬‬ ‫موا ّد العيش ‪জীবন উপকরণ‬‬
‫التخيّل ‪চিন্তা , ভাবনা‬‬ ‫يص ّر على ‪পীড়াপীড়ি করা, বাধ্য করা‬‬
‫سوءة [ ج] سوءات ‪লজ্জাস্থান , লজ্জা‬‬ ‫المواراة ‪লুকিয়ে রাখা, ঢেকে রাখা‬‬
‫ريشا ‪পোষাক-পরিচ্ছদ, সাজসজ্জা‬‬ ‫جنبا بجنب ‪পাশাপাশি‬‬

‫عكس يعكس [ض] ‪পোষাক-পরিচ্ছদ,‬‬ ‫نبالة ‪আভিজাত্য, শ্রেষ্টত্ব‬‬


‫عراقة ‪বংশীয় ঐতিহ্য, উচ্চবংশীয়‬‬
‫‪সাজসজ্জা‬‬
‫‪হওয়া‬‬
‫مدى ‪পরিধি, ব্যাপ্তি‬‬
‫انشلت الحياة ‪অসাড় হওয়া, অবশ‬‬
‫بذيئة ‪নোংরা, অশ্লীল‬‬
‫‪হওয়া‬‬
‫ش ّفاف ‪স্বচ্ছ ,নির্মল, আলোকভেদ্য‬‬

‫]‪[15‬‬
‫التزيينات ‪সাজসজ্জা‬‬
‫ضيِّقا ‪,কঠিন, কষ্টসাধ্য‬‬
‫وفرة ‪আধিক্য, পর্যাপ্ততা‬‬

‫فلسطين على ِمرآة التاريخ وإسرائيل املحتلة‬


‫عبد هللا النعيم‬
‫نت ‪EE‬ذكر الي ‪EE‬وم ت ‪EE‬اريخ تل ‪EE‬ك البقع ‪EE‬ة املحظوظ ‪EE‬ة املغبوط ‪EE‬ة ال ‪EE‬تي حملت خطى األنبي ‪EE‬اء‬
‫جميعهم وعبقت بغب‪EE E‬ار أق‪EE E‬دامهم ‪ ،‬حيث ّأم به‪EE E‬ا خ‪EE E‬ير خالئ‪EE E‬ق الخالق‪ ،‬واقت‪EE E‬دا ب‪EE E‬ه ك‪EE E‬ل من‬
‫ُأ‬
‫ن‪EE E E‬زل علي‪EE E E‬ه ال‪EE E E‬وحي من أدم إلى عيس ى علي نبين‪EE E E‬ا وعليهم الص‪EE E E‬الة والس‪EE E E‬الم ‪ ،‬وهي بقع‪EE E E‬ة‬
‫وتكن له‪EE‬ا نف‪EE‬وس املوح‪EE‬دين‬ ‫ّ‬ ‫فلس‪EE‬طين‪ ،‬قبل‪EE‬ة املس‪EE‬لمين‪ E‬األولى ‪ ،‬أج‪EE‬از الش‪EE‬ارع إليه‪EE‬ا الرحل‪EE‬ة‪،‬‬
‫املت ‪EE‬دينين الحب والش ‪EE‬غفة‪ ،‬فتحه ‪EE‬ا املس ‪EE‬لمون‪ E‬ورفع ‪EE‬وا فيه ‪EE‬ا راي ‪EE‬ات اإلس ‪EE‬الم في عه ‪EE‬د خالف ‪EE‬ة‬
‫عم ‪EE E‬ر بن الخط‪EE E‬اب‪ E‬بقي‪EE E‬ادة القائ‪EE E‬دين الباس‪EE E‬لين‪ E‬خال ‪EE E‬د بن الولي‪EE E‬د وأبي عبي ‪EE E‬دة بن الج‪Eّ E E‬راح‬
‫رضوان هللا عليهم سنة ‪636‬م‪.‬‬
‫وك ‪EE‬ان من ح ‪EE‬ديثها أن املس ‪EE‬لمين ملا وص ‪EE‬لوا إليه ‪EE‬ا وحاص ‪EE‬روها م ‪EE‬ع أهاليه ‪EE‬ا ‪ ،‬تخيلت‬
‫مخيمهم بع‪EE‬د أن تعب‪EE‬وا ‪ ،‬ولكن آم‪EE‬الهم ذهبت‬ ‫ض ‪E‬لون الرج‪EE‬وع إلى ّ‬ ‫نفوس‪EE‬هم أن املس‪EE‬لمين يف ّ‬
‫أدراج الري‪EE E‬اح‪ ،‬حيث لم يرج‪EE E‬ع املس‪EE E‬لمون‪ ، E‬وك‪EE E‬ان ق‪EE E‬ام جيش املس‪EE E‬لمين‪ -‬تحت قي‪EE E‬ادة أب‪EE E‬و‬
‫عبي‪EE‬دة بن الج‪EE‬راح‪ -‬بمحاص‪EE‬رة الق‪EE‬دس في ش‪EE‬وال ‪ 15‬هـ املواف‪EE‬ق نوفم‪EE‬بر تش‪EE‬رين الث‪EE‬اني ‪636‬‬
‫م‪ .‬وبع ‪EE E‬د س ‪EE E‬تة أش ‪EE E‬هر‪ ،‬واف ‪EE E‬ق البطري ‪EE E‬رك‪ E‬ص ‪EE E‬فرونيوس على االستس ‪EE E‬الم‪ ،‬بش ‪EE E‬رط ق ‪EE E‬دوم‬
‫الخليف‪EE E‬ة الراش‪EE E‬د‪ .‬وفي ع‪EE E‬ام ‪ 16‬هـ‪ ،‬س‪EE E‬افر الخليف‪EE E‬ة عم‪EE E‬ر بن الخط‪EE E‬اب إلى الق‪EE E‬دس لتس‪EE E‬لم‬
‫مفاتيح املدينة‪.‬‬

‫]‪[16‬‬
‫فتش‪E‬رف عم‪E‬ر م‪E‬ع خادم‪E‬ه وجماع‪E‬ة من ص‪E‬فوة الص‪E‬حابة‪ ،‬وك‪E‬ان منظ‪E‬ر لفت أنظ‪E‬ار‬
‫الجمي‪EE E‬ع‪ ،‬حيث ك‪EE E‬ان الخليف‪EE E‬ة وخادم‪EE E‬ه يركب‪EE E‬ان على جم‪EE E‬ل أحم‪EE E‬ر بالتن‪EE E‬اوب‪ ،‬ه‪EE E‬ذا املش‪EE E‬هد‬
‫املعجب عمل فعل السحر‪ E‬على مواطني فلس‪EE‬طين‪ ،‬ودهش‪EE‬ت اليه‪E‬ود‪ ،‬ول‪E‬دى وص‪EE‬ول عم‪EE‬ر إلى‬
‫الق‪EE E‬دس‪ ،‬تمت ص‪EE E‬ياغة العه‪EE E‬دة العمري‪EE E‬ة‪ .‬واستس‪EE E‬لمت املدين‪EE E‬ة وأعطيت ض‪EE E‬مانات‪ E‬الحري‪EE E‬ة‬
‫املدني‪EE E‬ة والديني‪EE E‬ة للمس‪EE E‬يحيين في مقاب‪EE E‬ل الجزي‪EE E‬ة‪ .‬وغ‪EE E‬ير عم‪EE E‬ر اس‪EE E‬م املدين‪EE E‬ة من إيلي‪EE E‬اء إلى‬
‫القدس‪ ،‬ونصت الوثيقة أال يساكنهم أحد من يهود‪.‬‬
‫وق‪EE E‬د وق‪EE E‬ع عليه‪EE E‬ا الخليف‪EE E‬ة عم‪EE E‬ر نياب‪EE E‬ة عن املس‪EE E‬لمين‪ ،‬وش‪EE E‬هدها خال‪EE E‬د بن الولي‪EE E‬د‬
‫وعمرو بن الع‪E‬اص وعب‪E‬د ال‪E‬رحمن بن ع‪E‬وف ومعاوي‪E‬ة بن أبي س‪E‬فيان‪ .‬وس‪E‬مح لليه‪E‬ود بزي‪E‬ارة‬
‫وممارس‪EE‬ة ش‪EE‬عائرهم الديني‪EE‬ة بحري‪EE‬ة في الق‪EE‬دس من قب‪EE‬ل الخليف‪EE‬ة عم‪EE‬ر بع‪EE‬د م‪EE‬ا يق‪EE‬رب من‬
‫‪ 500‬سنة من طردهم من األراضي املقدسة من قبل‪ ‬الرومان‪.‬‬
‫َ‬
‫وخالل إقامته في القدس‪ ،‬ق ِدم عمر على حجر األساس الصخرة‪ E‬التي‪ ،‬وفقا‬
‫ََ‬
‫للمؤرخات اإلسالمية‪ ،‬صعد منها الرسول صلى هللا عليه وسلم مع املل‪E‬ك جبري‪EE‬ل قب‪EE‬ل أق‪E‬ل‬
‫من ‪ 20‬عاما في رحل‪E‬ة الس‪EE‬ماوات إلى املأل األعلى؛ واملعروف‪EE‬ة باس‪E‬م اإلس‪EE‬راء واملع‪E‬راج‪ .‬وق‪E‬ام‬
‫عم‪EE‬ر بمس‪EE‬ح النفاي‪EE‬ات‪ E‬واألنق‪EE‬اض من املوق‪E‬ع‪ E‬املق‪EE‬دس‪ ،‬واكتش‪EE‬ف أن الص‪EE‬خرة‪ E‬حجمه‪EE‬ا أك‪EE‬بر‪.‬‬
‫وبعد نهاية التنظي‪E‬ف كش‪E‬ف عن الحجم الحقيقي للص‪E‬خرة‪ E.‬وب‪E‬نى عم‪E‬ر س‪E‬ياجا حوله‪E‬ا وأم‪E‬ر‬
‫ببن‪E‬اء مس‪E‬جد مج‪E‬اور له‪E‬ا‪ ،‬وه‪E‬ذا ه‪E‬و املس‪E‬جد األقصى ‪ ،‬ثم قاده‪E‬ا األموي‪E‬ون وط‪E‬الت قي‪E‬ادتهم‬
‫من ‪ 661‬إلى ‪750‬ه‪ ،‬وجعل‪EE‬وا الق‪EE‬دس تحت الش‪EE‬ام وم‪EE‬ا تج‪EE‬رأ اليه‪EE‬ود لإلس‪EE‬تيطان في الق‪EE‬دس‬
‫خالل هذه األيام خوفا ووجال‪.‬‬
‫ثم م ‪EE E E E E E E E‬ر بقيادته ‪EE E E E E E E E‬ا العباس ‪EE E E E E E E E‬يون {‪780-750‬م}‪ ،‬والطولوني ‪EE E E E E E E E‬ون{‪،}946-780‬‬
‫اإلخش ‪EE‬يديون {‪ ،}946‬ثم الف ‪EE‬اطميون‪ ،..........‬ثم الس ‪EE‬الجقة ‪1067‬م‪ .‬وس ‪EE‬قطت الق ‪EE‬دس في‬
‫أي ‪EE‬دي الص ‪EE‬ليبيين ع ‪EE‬ام ‪1099‬م بع ‪EE‬د خمس ‪EE‬ة ق ‪EE‬رون من الحكم اإلس ‪EE‬المي نتيج ‪EE‬ة ص ‪EE‬راعات‬
‫على الس‪EE‬لطة بين الس‪EE‬الجقة والف‪EE‬اطميين وبين الس‪EE‬الجقة أنفس‪EE‬هم‪ .‬وطمع‪EE‬وا أن يستأص‪EE‬لوا‬
‫اإلسالم من هذه البقعة املباركة ‪ ،‬فس‪E‬فكوا دم‪E‬اء املس‪E‬لمين‪ E‬األبري‪E‬اء‪ ،‬وقش‪E‬روا عن أني‪E‬ابهم‪،‬‬
‫فظه ‪EE‬رت طب ‪EE‬ائعهم الالأخالقي ‪EE‬ة والالإنس ‪EE‬انية‪ ،‬ح ‪EE‬تى ش ‪EE‬هدت البالد حمام ‪EE‬ات ال ‪EE‬دم‪ ‬من قب ‪EE‬ل‬
‫]‪[17‬‬
‫املحتلين‪ ،‬أدى في نهاي‪EE E‬ة األم‪EE E‬ر إلى ح‪EE E‬د ك‪EE E‬اد ن‪EE E‬ور اإلس‪EE E‬الم ينطفئ من العواص‪EE E‬ف ال‪EE E‬تي هبت‬
‫عليه ‪EE‬ا من الس‪EE‬فك واملج‪EE‬زرة الرهيب‪EE‬ة واإلب‪EE‬ادة الجماعي ‪EE‬ة‪ .‬وقت ‪EE‬ل الص‪EE‬ليبيون ف ‪EE‬ور دخ‪EE‬ولهم‬
‫ً‬
‫القدس قرابة ‪ 70‬ألفا من املسلمين وانتهكوا‪ E‬املقدسات اإلسالمية‬
‫وظ‪E‬ل املس‪E‬تعمرون‪ E‬يحكمواه‪EE‬ا ويمارس‪EE‬وا فيه‪EE‬ا ك‪EE‬ل ن‪EE‬وع من الظلم ملدة امت‪EE‬دت إلى‬
‫‪ 88‬عام‪EE E‬ا ‪ ،‬ف‪EE E‬رأى ش‪EE E‬اب فلس‪EE E‬طيني غي ‪EE‬ور ه‪EE E‬ذا الظلم والج‪EE E‬ور ال‪EE E‬ذي تقش‪EE E‬عر من‪EE E‬ه الجل‪EE E‬ود‬
‫وتتعط‪EE E‬ف ل ‪EE‬ه الص‪EE E‬خور‪ ،‬فط‪EE E‬اف ب‪EE E‬البالد اإلس ‪EE‬المية ودع‪EE E‬ا الن ‪EE‬اس ليجاه ‪EE‬دوا في س ‪EE‬بيل هللا‬
‫الع ّ‪E‬دة‪ ،‬ولم يكن‬ ‫ويس ‪EE‬تعيدوا الفلس ‪EE‬طين من املحتلين ح ‪EE‬تى جم ‪EE‬ع جيش ‪EE‬ا كث ‪EE‬ير الع ‪EE‬دد عميم ُ ‪E‬‬
‫الشاب البطل املتميز إال صالح الدين األيوبي رحمه هللا‪ ،‬وأغار على الصليبيين‪ E‬وجاه‪EE‬دهم‬
‫ه‪EE‬دفا إلى تحري‪EE‬ر فلس‪EE‬طين من قبض‪EE‬ة املس‪EE‬تعمرين‪ ،‬وأخ‪EE‬ير كتب هللا ل‪EE‬ه النص‪EE‬ر في معرك‪EE‬ة‬
‫حطين التاريخي‪EE E‬ة املش‪EE E‬هورة‪ ،‬وخس‪EE E‬ر الص‪EE E‬ليبيون‪ E‬في ه‪EE E‬ذه املعرك‪EE E‬ة ع‪EE E‬ددا ه‪EE E‬ائال من القتلى‬
‫واألسارى‪ ،‬والذي يعتبر من أفدح الك‪E‬وارث‪ E‬ال‪E‬تي حلت بهم ‪ ،‬ثم اتج‪E‬ه إلى الق‪E‬دس الش‪E‬ريف‬
‫‪E‬تردها من الص ‪EE‬ليبيين‪ E‬ال ‪EE‬داهين‪ ،‬ب ‪EE‬دون عن ‪EE‬اء ي ‪EE‬وم الجمع ‪EE‬ة ‪27‬رجب ‪583‬ه‪12/‬أكت ‪EE‬وبر‬ ‫واس ‪ّ E‬‬
‫‪1187‬م ‪ ،‬وك ‪EE E‬ان يوم ‪EE E‬ا مش ‪EE E‬هودا‪ .‬وعام ‪EE E‬ل أهله ‪EE E‬ا معامل ‪EE E‬ة طيب ‪EE E‬ة‪ ،‬وأزال الص ‪EE E‬ليب عن قب ‪EE E‬ة‬
‫الصخرة‪ ،‬واهتم بعمارة املدينة وتحصينها‪.‬‬
‫ولكن‪ ‬الص‪E‬ليبيين‪ E‬نجح‪EE‬وا في الس‪EE‬يطرة على املدين‪EE‬ة بع‪EE‬د وف‪EE‬اة ص‪E‬الح ال‪E‬دين في عه‪EE‬د‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫امللك فريدريك ملك صقلية‪ ،‬وظلت بأيدي الصليبيين‪ 11 ‬عاما إلى أن استردها نهائيا املل‪EE‬ك‬
‫الصالح نجم الدين أيوب عام ‪1244‬م‪.‬‬
‫وعاش‪EE‬ت الق‪EE‬دس تحت قي‪EE‬ادة اإلس‪EE‬الم إلى أوائ‪EE‬ل الق‪EE‬رن العش‪EE‬رين بعزه‪EE‬ا وش‪EE‬رفا‬
‫ّ‬
‫الغربي‪E‬ون‪ُ E‬يفتش‪E‬ون أرض‪E‬ا لليه‪EE‬ود‪ ،‬فوق‪E‬ع اختي‪E‬ارهم‬ ‫ّ‬ ‫وس‪EE‬عتها وحريته‪EE‬ا‪ ،‬إلى أن في حين م‪EE‬ا زال‬
‫وعين ‪EE‬وا رجال باس ‪EE‬م "ثيودره ‪EE‬ارتزل" للكتاب‪EE E‬ة ح‪EE E‬ول بالد اإلس ‪EE‬رائيلين‪ E‬ح‪EE E‬تى‬ ‫على فلس‪EE E‬طين ّ‬
‫أل‪EE E E‬ف كتاب‪EE E E‬ا باس‪EE E E‬م بالدن‪EE E E‬ا إس‪EE E E‬رائيل وجعلوه‪EE E E‬ا نكاي‪EE E E‬ة من املس‪EE E E‬لمين‪ E‬له‪EE E E‬زمهم معهم ‪ ،‬ثم‬
‫استض‪EE‬اف "ثيودره‪EE‬ارتزل" م‪EE‬ؤتمرا بتع‪EE‬اون الغرب‪EE‬يين في مقاطع‪EE‬ة باس‪EE‬يل بسويس‪EE‬را مطالب‪EE‬ا‬
‫دول‪EE E‬ة يهودي‪EE E‬ة في فلس‪EE E‬طين س‪EE E‬نة ‪1315‬ه‪1897/‬م ‪ ،‬إض‪EE E‬افة إلى ذل‪EE E‬ك أرس‪EE E‬لوا رجال يهودي‪EE E‬ا‬
‫باس‪EE‬م "إيمانوي‪E‬ل‪ E‬كارس‪EE‬و" إلى س‪EE‬لطان عب‪EE‬د الحمي‪EE‬د خ‪EE‬ان الخليف‪EE‬ة األخ‪EE‬يرة للدول‪EE‬ة العثماني‪E‬ة‪E‬‬
‫]‪[18‬‬
‫واقترح ‪EE‬ه ل ‪EE‬بيع أرض فلس ‪EE‬طين ب ‪EE‬ديال من ‪ 150‬ملي ‪EE‬ون ل ‪EE‬يرة إنكليزي ‪EE‬ة ذهب ‪EE‬ا ولكن الس ‪EE‬لطان‪E‬‬
‫الغي‪EE‬ور أنك‪EE‬ر غاي‪EE‬ة اإلنك‪EE‬ار وق‪EE‬ال ق‪EE‬وال س‪Eّ E‬جله الت‪EE‬اريخ ويحمل‪EE‬ه بين جنبي‪EE‬ه على م‪EE‬ر الزم‪EE‬ان‪: ،‬‬
‫"ال أس‪EE‬تطيع أن أتخلى عن ش‪EE‬بر واح‪EE‬د من أرض فلس‪EE‬طين فهي ليس‪EE‬ت مل‪EE‬ك يمي‪EE‬ني ب‪EE‬ل مل‪EE‬ك‬
‫األم‪EE E‬ة اإلس‪EE E‬المية ولق‪EE E‬د جاه‪EE E‬د ش‪EE E‬عبي في س‪EE E‬بيل ه‪EE E‬ذه األرض ورواه‪EE E‬ا ب‪EE E‬دمهم ‪ ،‬فليحتف‪EE E‬ظ‬
‫اليه‪EE E‬ود بماليينهم وإذا ُ ‪E‬م‪ّ E‬زقت دول‪EE E‬ة الخالف‪EE E‬ة يوم‪EE E‬ا ف‪EE E‬إنهم يس‪EE E‬تطيعون آن‪EE E‬ذاك‪ E‬أن يأخ‪EE E‬ذوا‬
‫فلسطين بال ثمن ولكن التقسيم لن يتم إال على أجسادنا "‪.‬‬
‫ثم ب‪EE‬دأ اليهودي‪EE‬ون أن يمك‪EE‬روا إلس‪E‬قاط الخالف‪E‬ة ح‪E‬تى أثم‪E‬رت املس‪E‬اعي ال‪E‬تي ب‪EE‬ذلوها‬
‫إلس‪EE‬قاط الخالف‪EE‬ة‪ ،‬وطفق‪E‬وا أن يق‪EE‬دموا إلى فلس‪EE‬طين بع‪EE‬د إنهي‪EE‬ار الخالف‪EE‬ة العثماني‪EE‬ة‪ ،‬وظلت‬
‫املدين ‪EE E E‬ة تحت الحكم العثم ‪EE E E‬اني ح ‪EE E E‬تى الح ‪EE E E‬رب‪ E‬العاملي ‪EE E E‬ة األولى ال ‪EE E E‬تي ه ‪EE E E‬زم فيه ‪EE E E‬ا األت ‪EE E E‬راك‬
‫العثم ‪EE E‬انيون وأخرج ‪EE E‬وا من فلس ‪EE E‬طين‪ .‬وس ‪EE E‬قطت الق ‪EE E‬دس بي ‪EE E‬د الجيش البريط ‪EE E‬اني في ‪– 8‬‬
‫‪ 9/12/1917‬بع‪EE E‬د البي‪EE E‬ان ال‪EE E‬ذي أذاع‪EE E‬ه الج‪EE E‬نرال البريط‪EE E‬اني اللن‪EE E‬بي‪ ،‬ومنحت عص‪EE E‬بة األمم‬
‫بريطانيا حق االنتداب على فلس‪E‬طين‪ ،‬وأص‪E‬بحت الق‪E‬دس عاص‪EE‬مة فلس‪E‬طين تحت االنت‪E‬داب‬
‫البريط‪EE‬اني (‪ .)1948 E– 1920‬ومن‪EE‬ذ ذل‪EE‬ك الحين دخلت املدين‪EE‬ة في عه‪EE‬د جدي‪EE‬د ك‪EE‬ان من أب‪EE‬رز‬
‫سماته زيادة أعداد املهاجرين اليهود إليها خاصة بعد وعد بلفور عام ‪.1917‬‬
‫في ع‪EE E E‬ام ‪ 1948‬أعلنت بريطاني‪EE E E‬ا إنه‪EE E E‬اء االنت‪EE E E‬داب في فلس‪EE E E‬طين وس‪EE E E‬حب قواته‪EE E E‬ا‪،‬‬
‫فاس ‪EE‬تغلت العص ‪EE‬ابات الص ‪EE‬هيونية حال ‪EE‬ة الف ‪EE‬راغ السياس ي والعس ‪EE‬كري حس ‪EE‬ب مخطط ‪EE‬اتهم‬
‫املس‪EE E E‬بقة وأعلنت قي‪EE E E‬ام الدول‪EE E E‬ة اإلس‪EE E E‬رائيلية‪ .‬وفي ‪ 3‬ديس‪EE E E‬مبر‪ /‬ك‪EE E E‬انون األول ‪ 1948‬أعلن‬
‫ديفي ‪EE‬د بن غوري ‪EE‬ون رئيس وزراء إس ‪EE‬رائيل‪ E‬الوالي ‪EE‬ات املتح ‪EE‬دة أن الق ‪EE‬دس الغربي ‪EE‬ة عاص ‪EE‬مة‬
‫للدول ‪EE‬ة اإلس ‪EE‬رائيلية الولي ‪EE‬دة‪ ،‬في حين خض ‪EE‬عت الق ‪EE‬دس الش ‪EE‬رقية للس ‪EE‬يادة األردني ‪EE‬ة ح ‪EE‬تى‬
‫هزيم ‪EE‬ة يوني ‪EE‬و‪ /‬حزي ‪EE‬ران ‪ ، 1967‬وفي الي ‪EE‬وم الت ‪EE‬الي من إعالن دول ‪EE‬ة الص ‪EE‬هاينة هجم مص ‪EE‬ر‬
‫واألردن والس‪EE‬وريا والع‪EE‬راق على إس‪EE‬رائيل ‪ ،‬ه‪EE‬ذا ه‪EE‬و الص‪EE‬راع األول بين إس‪EE‬رائيل‪ E‬وال‪EE‬دول‬
‫العربية‪E.‬‬
‫وواجهت الع‪EE‬رب وإس‪EE‬رائيل‪ E‬ك‪EE‬رة ثاني‪EE‬ة س‪EE‬نة ‪1967‬م واس‪EE‬تمر ه‪EE‬ذه الح‪EE‬رب‪ E‬س‪EE‬تة‬
‫أي‪EE‬ام من الخ‪EE‬امس من يوني‪EE‬و إلى العاش‪EE‬ر تل‪EE‬ك الس‪EE‬نة‪ ،‬انتص‪EE‬ر إس‪EE‬رائيل‪ E‬في ه‪EE‬ذه الح‪EE‬رب‪ E‬ال‪EE‬تي‬
‫]‪[19‬‬
‫أس‪EE‬فرت عن ض‪EE‬م الق‪EE‬دس بأكمله‪EE‬ا لس‪EE‬لطة االحتالل اإلس‪EE‬رائيلي‪ .‬وقبض‪EE‬وا الغ‪EE‬زة والجزي‪EE‬رة‬
‫سيناء التي كانت تحت قيادة مصر من ‪1947‬م ‪ ،‬والغوالن من السوريا‪.‬‬
‫ضد اإلسرائيليين‪ E‬املحتلين إلى يوم‬ ‫واستمر الفلسطينيون املكافحة واملناضلة ّ‬
‫الن‪EE E E‬اس ه‪EE E E‬ذا‪ ،‬وازداد الص‪EE E E‬راع بين الفلس‪EE E E‬طينيين واإلس‪EE E E‬رائيل س‪EE E E‬نة ‪2017‬ه بع‪EE E E‬د إعالن‬
‫َ‬
‫الوالي ‪EE E‬ات املتح ‪EE E‬دة لق ‪EE E‬دس الش ‪EE E‬ريف عاص ‪EE E‬مة اإلس ‪EE E‬رائيل‪ ،‬ونقل ‪EE E‬وا س ‪EE E‬فارتهم إلى الق ‪EE E‬دس‬
‫الش ‪EE‬ريف ‪،‬رحى الص ‪EE‬راع دائ ‪EE‬رة بينهم إلى الي ‪EE‬وم‪ ،‬و تش ‪EE‬هد ش ‪EE‬مس الق ‪EE‬دس ك ‪EE‬ل ي ‪EE‬وم الش ‪EE‬هيد‬
‫بيد املحتلين في قدس الشريف‪،‬رغم كل ذلك جميع شباب فلسطين ما زالوا يلعبون‪ E‬دورا‬
‫بارزا في تحرير بالدهم املباركة من الصهيونين‪ ،‬وكأنهم طبق أصل لصالح الدين‪.‬‬
‫في‪EE E E‬ا ش‪EE E E‬باب األم‪EE E E‬ة املس‪EE E E‬لمة ! أغ‪EE E E‬دوا إلى فلس‪EE E E‬طين واس‪EE E E‬تردوا قبلتكم األولى من‬
‫املحتلين ‪ ،‬وانهضوا من الدعة ‪ ،‬وأبذلوا شبابكم املوفور وفتوتكم املتدفقة لتحرير أرض‬
‫الغي ورون! ال تنسوا املجاهدين الباسلين في دعائكم املستجاب‪.‬‬ ‫فلسطين‪...‬أيها ّ‬

‫ّ‬
‫املحتلين ‪দখলদার‬‬ ‫عبق بـ ‪সুরভিত হওয়া‬‬
‫حمة [ ج] حمام ‪ঝর্ণা‬‬ ‫خير خالئق الخالق ‪সৃষ্টির সেরা‬‬
‫ُع ّدة ‪প্রস্তুতি‬‬ ‫‪মানব‬‬
‫املجزرة الرهيبة ‪ভয়ানক হত্যা‬‬ ‫المتديَّن ‪ধর্মপ্রাণ‬‬

‫اإلبادة الجماعية ‪গণহত্যা‬‬ ‫الشغفة ‪আগ্রহ‬‬

‫السيطرة ‪কর্তৃ ত্ব‬‬ ‫راية [ ج ] رايات ‪পতাকা‬‬

‫وقع االختيار على ‪নির্বাচন করা‬‬ ‫الباسل ‪দু:সাহসী‬‬


‫َ‬
‫نكاية ‪প্রতিশোধ‬‬ ‫ك َّن ‪লুকিয়ে রাখা‬‬
‫ّ‬
‫مخيمات ‪ডেরা‬‬
‫مؤتمر ‪সম্মেলন‬‬
‫]‪[20‬‬
‫يحمل بين جنبيه ‪নিজের মনে ধারণ‬‬ ‫ذهب أدراج الرياح ‪ভেস্তে যাওয়া‬‬
‫‪করা‬‬ ‫خفوة [ ج] خفوات ‪নির্বাচিত‬‬
‫َ‬
‫وعد بلفور ‪বেলফু র চু্ ক্তি‬‬ ‫ل َف َت [ ض] ‪কেড়ে নেওয়া‬‬
‫َس َح َب [ ف ] ‪প্রত্যাহার করা‬‬ ‫املشهد ‪দৃশ্য‬‬
‫أسفر عن ‪কারণ হওয়া‬‬ ‫ْ‬ ‫العهدة‪ E‬العمرية‪উমরীচু ক্তি E‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫مخطط [ ج ] مخططات‪পরিকল্পনা E‬‬ ‫النقبات ‪ময়লা‬‬
‫الفتوة املتدفقة ‪উচ্ছল তারুণ্য‬‬ ‫نقض [ج] أنقاض ‪ভগ্নাবশেষ‬‬
‫الدعة ‪বিশ্রাম‬‬ ‫سياج [ج] أسياج ‪প্রাচীর‬‬
‫َط ْب ُق َأ ْ‬
‫ص ٍل ‪প্রতিচ্ছবি‬‬ ‫استيطان‪বসতি স্থাপন E‬‬

‫جائحة كورونا والعالم‬

‫خالد بن شاهد‬
‫إن الع ‪EE‬الم تع ‪Eّ E‬رض لجائح ‪EE‬ة كورون ‪EE‬ا ع ‪EE‬ام ‪2019‬م‪ ،‬وهي نش ‪EE‬أت من الص ‪EE‬ين على م ‪EE‬ا‬
‫يقوله جماعة من الخبراء ‪ ،‬وبعض‪E‬هم وص‪E‬وفها بأنه‪E‬ا "تش‪E‬به الح‪E‬رب " من حيث أنه‪E‬ا تتطلب‬
‫تعبئ‪EE‬ة وتوجي‪EE‬ه املوارد على مس‪EE‬تويات غ‪EE‬ير مس‪EE‬بوقة في االت‪EE‬اريخ ق‪EE‬ريب للبش‪EE‬رية‪ ،‬وبس‪EE‬بب‬
‫ّ‬ ‫هذا الوباء‪ّ ،‬‬
‫عمت املعاناة‪ ،‬وتعطل مجرى حي‪E‬اة املاليين‪ ،‬وأص‪E‬بح االقتص‪E‬اد الع‪E‬المي مه‪E‬ددا‪.‬‬
‫وش‪EE E‬اعت ع‪EE E‬بر الع‪EE E‬الم في أق‪EE E‬رب‪ E‬وقت إلى ح‪EE E‬د كب‪EE E‬ير واجت‪EE E‬احت في أنح‪EE E‬اء الع‪EE E‬الم‪ E‬جميع‪EE E‬ا ‪،‬‬
‫الس ‪EE‬يما في إيطالي‪E E‬ا‪ E‬والهن ‪EE‬د أك ‪EE‬ثر بالنس ‪EE‬بة إلى دول أخ ‪EE‬رى ‪ ،‬مم ‪EE‬ا ّأدى إلى ال ‪EE‬ذعر بين الن ‪EE‬اس‬
‫]‪[21‬‬
‫ُأ‬
‫بش‪EE E‬كل واس‪EE E‬ع‪ ،‬وهم ال يخرج‪EE E‬ون من بي‪EE E‬وتهم لخش‪EE E‬ية وق‪EE E‬وع األس‪EE E‬وأ ‪ ،‬وإذا ص‪EE E‬يب رج‪EE E‬ل‬
‫بكورونا فال يدخل األقرباء عليه وال يكلمونه‪ E‬وال يلقونه بين الحين والحين ‪ ،‬ب‪E‬ل يتكلمون‪E‬ه‪E‬‬
‫تحت وراء الستار‪.‬‬
‫وال يختلف اثنان في أن هذه الجائح‪E‬ة تش‪E‬كل ‪p‬خط‪E‬را يه‪E‬دد البش‪E‬رية جمع‪E‬اء‪ ،‬وك‪E‬انت موج‪E‬ة‬
‫ه‪EE‬ذه الجائح‪EE‬ة تص‪EE‬ل إلى ك‪EE‬ل ج‪EE‬ل بل‪EE‬دان العلم‪ ،‬فاض‪EE‬طربت البل‪EE‬دان‪ E‬في تق‪EE‬ديم م‪EE‬ا يل‪EE‬زم من‬
‫املراف‪E‬ق الص‪EE‬حية لش‪EE‬عبها‪ ،‬فح‪EE‬تى البل‪E‬دان الغني‪E‬ة ذات النظم الص‪E‬حية القوي‪EE‬ة رأيناه‪E‬ا ت‪E‬رزح‬
‫تحت وطأة الضغط‪ .‬وأما البلدان التي كانت تعاني من قب‪E‬ل من أزم‪EE‬ات إنس‪EE‬انية ناجم‪EE‬ة عن‬
‫وتغي‪E‬ر املن‪EE‬اخ‪ ،‬فك‪EE‬انت ش‪EE‬أنها أخط‪EE‬ر وأس‪EE‬وء‪ ،‬ح‪EE‬تى إذا اش‪ّ E‬‬
‫‪E‬تد‬ ‫النزاع‪EE‬ات‪ E‬والك‪EE‬وارث الطبيعي‪EE‬ة ّ‪E‬‬
‫بهم املرض‪ ،‬فال س‪EE‬بيل لهم للوص‪EE‬ول إلى مراف‪EE‬ق الرعاي‪EE‬ة الص‪EE‬حية ال‪EE‬تي يمكن أن ت‪EE‬وفر لهم‬
‫سريرا‪ E‬وجهازا للتنفس الصناعي‪.‬‬
‫ومن املؤس‪EE E E‬ف ج‪EE E E‬دا أن ه‪EE E E‬ذه الجائح ‪EE E‬ة ت ‪EE E‬ركت آث‪EE E E‬ارا مؤملة‪ ،‬حيث رأين ‪EE E‬ا من‪EE E E‬اظر‬
‫فظيع ‪EE‬ة‪ ،‬ومش ‪EE‬اهد وقيح ‪EE‬ة‪ ،‬ح ‪EE‬تى إن أق ‪EE‬ارب املص ‪EE‬اب ب ‪EE‬الفيروس ك ‪EE‬انوا ال يدفنون ‪EE‬ه بع ‪EE‬د أن‬
‫انتق‪EE‬ل ه‪EE‬ذا الرج‪EE‬ل إلى رحم‪EE‬ة رب‪EE‬ه الواس‪EE‬عة‪ ،‬واس‪EE‬تمر أك‪EE‬ثر دول الع‪EE‬الم على ه‪EE‬ذه األخالق‬
‫اإلنس ‪EE E E‬انية س ‪EE E E‬نتين ك ‪EE E E‬املتين‪ ،‬ولكن وج ‪EE E E‬دنا على ه ‪EE E E‬امش ه ‪EE E E‬ذه الص ‪EE E E‬ور املفجع ‪EE E E‬ة ص ‪EE E E‬ورا‬
‫للمس‪EE E E‬اعدة وتض‪EE E E‬حية فئ‪EE E E‬ة من الن‪EE E E‬اس إلخ‪EE E E‬وانهم متحملين في س‪EE E E‬بيل ذل‪EE E E‬ك الجه‪EE E E‬د واملال‬
‫مخاطر اإلصابة بالجائحة‪.‬‬
‫ّ‬
‫والجاح‪EE‬ة م‪EE‬ا ت‪EE‬ركت جانب‪EE‬ا من حي‪EE‬اة الن‪EE‬اس ح‪EE‬تى أث‪EE‬رت فيه‪EE‬ا‪ ،‬ف‪EE‬أثرت‪ E‬في االقتص‪EE‬اد والتعليم‬
‫والتجارة والعالقة الثنائية آثارا عميقة ‪ ،‬فص‪E‬ار الن‪E‬اس أع‪E‬داء لبعض‪E‬هم بعض‪E‬ا ‪ ،‬وال ُيس ِ‪E‬رع‬
‫أح‪EE E‬د إلى أح‪EE E‬د لحاج‪EE E‬ة وملقابل‪EE E‬ة‪ ،‬وتعطلت املدارس واملعاه‪EE E‬د واملص‪EE E‬انع ملدة غ‪EE E‬ير معين‪EE E‬ة ‪،‬‬
‫وانس ‪Eّ E‬د ب ‪EE‬اب املس ‪EE‬اجد للمص ‪EE‬لين ‪ ،‬ال يس ‪EE‬تطيعون أن ي ‪EE‬دخلوها للص ‪EE‬الة ‪ ،‬والن ‪EE‬اس أص ‪EE‬يبوا‬
‫والبؤس ‪ ،‬فما ه‪E‬و إال زمن يس‪E‬ير ح‪E‬تى ص‪E‬ار كث‪E‬ير من األغني‪E‬اء فق‪E‬راء‪ ،‬وب‪E‬دلت رس‪E‬م‬ ‫باليأس ُ‬
‫العالم‪ E‬كله حتى فشلت الدول الحديثة بمقابلة جائحة كورونا‪.،‬‬

‫وخفت وتيرته‪EE‬ا قليال‪ ،‬وتب‪Eّ E‬دلت الح‪EE‬ال غ‪EE‬ير الح‪EE‬ال ‪،‬‬ ‫بع‪EE‬د س‪EE‬نتين انخفض‪EE‬ت ش‪EE‬دتها‪ّ ،‬‬
‫فثلجت الطبيع‪EE E E E‬ة ووقفت الح‪EE E E E‬وادث ح‪EE E E E‬تى ش‪EE E E E‬عر الن‪EE E E E‬اس ب‪EE E E E‬األمن واالطمئن‪EE E E E‬ان روي‪EE E E E‬دا‬
‫]‪[22‬‬
‫روي ‪EE E‬دا ‪،‬وأخ ‪EE E‬ذوا يس ‪EE E‬يرون إلى هن ‪EE E‬ا وهن ‪EE E‬اك‪ ،‬ويميل ‪EE E‬ون إلى مقابل ‪EE E‬ة األقرب ‪EE E‬اء واألص ‪EE E‬دقاء ‪،‬‬
‫ونفقت أس‪EE E E‬واق الس‪EE E E‬يارات واألثاث‪EE E E‬ات‪ ، E‬وفتحت املس‪EE E E‬اجد واملدارس واملعاه‪EE E E‬د واملك‪EE E E‬اتب‬
‫أبوابه‪EE‬ا‪ ،‬فف‪E‬رح الطالب أش‪E‬د الف‪E‬رح‪،‬و جعل‪E‬وا ُيس‪E‬رعون إلى مدارس‪E‬هم ومعاه‪EE‬دهم ‪ ،‬وراح‬
‫الع‪EE‬املون‪ E‬ي‪EE‬ذهبون إلى مص‪EE‬انعهم ومع‪EE‬املهم ص‪EE‬باح مس‪EE‬اء‪ ،‬لي‪EE‬ل نه‪EE‬ار ‪ ،‬وب‪EE‬دأوا ينس‪EE‬ون تل‪EE‬ك‬
‫األيام السوداء النحس تدريجا‪ ،‬وانقلبت األيام العابسة أياما ضاحكة‪ ،‬وعاد رجاء العيش‬
‫السعيد في قلوب الناس‪ ،‬وأدركوا أن هللا فعال قادر على كل شيء ‪.‬‬
‫وزالت جائح‪EE E‬ة كورون ‪EE E‬ا من الع‪EE E‬الم‪ E‬بك‪EE E‬ل مع‪EE E‬نى الكلم ‪EE E‬ة في مس ‪EE E‬تهل س ‪EE E‬نة ‪2022‬م‪،‬‬
‫وتبدلت أصول العالم‪ E‬غير حالة الس‪E‬ابقة‪ ،‬وت‪E‬ركت آث‪EE‬ارا عميق‪E‬ة مظلم‪EE‬ة على الع‪E‬الم ش‪E‬ملت‬
‫املس‪EE E‬تويات السياس‪EE E‬ية واالقتص‪EE E‬ادية والتكنولوجي‪EE E‬ة كاف‪EE E‬ة ‪ ،‬ح‪EE E‬تى نس‪EE E‬تطيع أن نق‪EE E‬ول ‪ :‬إن‬
‫العالم‪ E‬بعد جائحة كورونا ليس كما قبلها‪.‬‬
‫وجائح‪EE E‬ة كورون‪EE E‬ا أث‪EE E‬رت‪ E‬في مج‪EE E‬ال الحي‪EE E‬اة كل‪EE E‬ه أث‪EE E‬را عظيم‪EE E‬ا ‪ ،‬والع‪EE E‬الم بع‪EE E‬د ع‪EE E‬ام‬
‫ّ‬
‫‪2019‬م ليس كم‪EE‬ا ك‪EE‬ان قبل‪EE‬ه ‪ ،‬حلت أش‪EE‬ياء ج‪EE‬دد لم تكن من قب‪EE‬ل ‪ ،‬وذهبت أش‪EE‬ياء كثي‪EE‬ىرة‬
‫تبد ُل بعض األشياء ‪ ،‬وتحول منعط‪EE‬ف‬ ‫أدراج الرياح‪ ، E‬وتغيرت حال العالم أصليا ‪ ،‬و دام ّ‬
‫االقتصاد عامليا إلى منعطف جديد ‪ ،‬فتعرض العالم‪ E‬لكساد اقتص‪EE‬ادي ‪ ،‬وي‪EE‬دور ّ‪E‬‬
‫التج ار إلى‬
‫هنا وهناك على غ‪E‬ير ه‪E‬دى ‪ ،‬بعض‪E‬هم انس‪E‬حبوا من مي‪E‬دان التج‪E‬ارة لألب‪E‬د ‪ ،‬وآخ‪E‬رون انه‪E‬اروا‬
‫نفسيا من أجل الخسارة فيها ‪ ،‬ولم يتجرؤوا للقيام بالتجارة كرة ثانية ‪.‬‬
‫وإن تكلمنا عن األحوال االقتصادية في العالم ما بعد جائحة كورون‪EE‬ا ف‪EE‬إن الكالم‬
‫يط‪EE‬ول‪ ،‬والح‪EE‬ديث يس‪EE‬تمر‪ ،‬ف‪EE‬إن ه‪EE‬ذا املج‪EE‬ال أك‪EE‬ثر ت‪EE‬أثرا من غ‪EE‬يره‪ ،‬إذا ه‪EE‬و أك‪EE‬ثر تنوع‪EE‬ا أك‪EE‬بر‬
‫مؤثر على الحياة البشرية ب‪E‬النظر‪ E‬إلى ه‪E‬ذه الحي‪E‬اة ال‪E‬تي يش‪E‬تغل فيه‪E‬ا ج‪E‬ل البش‪E‬رية إلى كس‪E‬ب‬
‫املال وتحس‪EE E‬ين األح‪EE E‬وال االقتص‪EE E‬ادية‪ ،‬فه‪EE E‬ذه الجائح‪EE E‬ة تس‪EE E‬ببت في أس‪EE E‬وأ رك‪EE E‬ود لالقتص‪EE E‬اد‬
‫الع‪EE‬المي بجمي‪EE‬ع أص‪EE‬عدتها وكاف‪EE‬ة أش‪EE‬كالها من‪EE‬ذ الح‪EE‬رب‪ E‬العاملي ‪E‬ة‪ E‬الثاني‪EE‬ة‪ ،‬متخطي‪EE‬ة في آثاره‪EE‬ا‬
‫الس‪EE‬يئة تل‪EE‬ك األزم‪EE‬ة املالي‪EE‬ة العاملي‪EE‬ة ال‪EE‬تي ش‪EE‬هدها الع‪EE‬الم ع‪EE‬ام ‪ .2008‬إذ أث‪EE‬رت الجائح‪EE‬ة على‬
‫جميع األنشطة االقتصادية مع كل نواحيه‪E‬ا‪ E‬من دون اس‪E‬تثناء‪ ،‬بحيث من املؤك‪E‬د أن األزم‪E‬ة‬
‫الراهنة‪ E‬تضع النظام االقتصادي العالمي على عتبة مرحلة جديدة؛ كونها تدفع نحو تغيير‬

‫]‪[23‬‬
‫الكث ‪EE E‬ير من ثوابت ‪EE E‬ه‪ ،‬وتج ‪EE E‬بر ال ‪EE E‬دول على تغي ‪EE E‬ير املبادي ‪EE E‬ات‪ E‬ال ‪EE E‬تي حكمت منظوم ‪EE E‬ة عالقاته ‪EE E‬ا‬
‫االقتصادية ملدة ال تقل عن ‪ 7‬عقود‪.‬‬
‫وبعض دول فق‪EE‬يرة ت‪EE‬ذوق م‪EE‬رارة الفق‪EE‬ر بش‪EE‬كل رهيب ‪ ،‬ويق‪EE‬ل مس‪EE‬توى معيش‪EE‬تها‬
‫يوما فيوما ‪ ،‬ولم تجد مساعدة من ال‪E‬دول الحديث‪EE‬ة ال‪E‬تي ك‪E‬انت في ه‪E‬دوء واطمئن‪EE‬ان في ه‪E‬ذه‬
‫األزم‪EE E‬ة االقتص‪EE E‬ادية ‪ ،‬فض‪EE E‬اقت الحي‪EE E‬اة من ك‪EE E‬ل ج‪EE E‬انب ‪ ،‬وال يس‪EE E‬تطيع الن‪EE E‬اس أن يقض‪EE E‬وا‬
‫حي‪EE‬اتهم آم‪EE‬نين س‪EE‬املين من البأس‪EE‬اء والض‪EE‬راء ‪ ،‬وص‪EE‬حة عق‪EE‬ل الن‪EE‬اس تس‪EE‬ير إلى محط‪EE‬ط جدي‪EE‬د‬
‫ّ‬
‫يأثر دائما في عقولهم ‪ ،‬مما أصبح كثير من الن‪E‬اس منقبض‪E‬ين ك‪E‬ائبين ‪ ،‬وه‪E‬ذا ُيخل‪E‬ف أث‪E‬را‪ E‬في‬
‫التعليم‪ E‬أيض‪EE E‬ا ‪ ،‬ال يش‪EE E‬عر الطالب برغب‪EE E‬ة وش‪EE E‬وق في الدراس‪EE E‬ة ‪ ،‬ب‪EE E‬ل مألت قل‪EE E‬وبهم الح‪EE E‬زن‬
‫الشديد والكسل الدائم ألجل أن قضت فترة طويلة بدون اشتغال بالدراسة ‪.‬‬
‫وانقطعت العالقة الثنائية بين العديد من البلدان في العالم ‪ ،‬ولم ترتفع قوتها‬
‫حتى األن ‪ ،‬وال ُيرجى أنها ترتف‪E‬ع فيم‪E‬ا بع‪E‬د ‪ ،‬وال تم‪E‬د دول‪EE‬ة أي‪EE‬ادي املس‪EE‬اعدة إلى دول‪E‬ة أخ‪E‬رى‬
‫أي بل‪EE‬د من بل‪EE‬دان‪ E‬الع‪EE‬الم الكب‪EE‬ير‪ ،‬ألن ال‪EE‬دول الحديث‪EE‬ة‬ ‫خش‪EE‬ية خس‪EE‬ارة نفس‪EE‬ها ‪ ،‬وال تري‪EE‬دها ّ‬
‫تساعد دولة أخرى لصالح نفسها بدون تعرض ملشاكل عديدة شديدة‪.‬‬
‫فعلى الجمي‪EE E‬ع أن يعم‪EE E‬ل لوق‪EE E‬ف أث‪EE E‬ر ف‪EE E‬يروس كورون‪EE E‬ا في املجتمع‪EE E‬ات‪ E‬اإلنس‪EE E‬انية الض‪EE E‬عيفة‬
‫أص‪EE E‬ال‪ ،‬كم‪EE E‬ا أن كث‪EE E‬يرا من ال‪EE E‬دول بحاج‪EE E‬ة إلى مواص‪EE E‬لة دعم خط‪EE E‬ط االس‪EE E‬تجابة اإلنس‪EE E‬انية‬
‫القائمة ال‪E‬تي يع ّ‪E‬ول عليه‪E‬ا ماليين األش‪E‬خاص‪ ،‬وإال ف‪E‬إن الع‪E‬واقب ق‪E‬د تك‪E‬ون كارثي‪E‬ة ش‪E‬مولية‪،‬‬
‫فمن املعقول أن يعمل الجميع ألج‪EE‬ل من‪EE‬ع ف‪E‬يروس كوفي‪EE‬د‪ 19-‬من إلح‪E‬اق مزي‪E‬د من ال‪EE‬دمار‪،‬‬
‫خاصة في بلدان ذات قدرات محدودة في مجالي الرعاية‪ E‬الصحية والقدرة على الصمود‪.‬‬
‫وعلى املس‪EE‬لمين في ه‪EE‬ذه اآلون‪EE‬ة الص‪EE‬عبة أن يالحظ‪EE‬وا دائم‪EE‬ا على أعم‪EE‬الهم الخاص‪EE‬ة‬
‫ّ‬
‫والعام ‪EE‬ة ‪ ،‬ألن األعم ‪EE‬ال س ‪EE‬لم املنزل ‪EE‬ة الرفيع ‪E‬ة‪ E‬في الخ ‪EE‬افقين وال ‪EE‬دارين ‪ ،‬وعليهم أن يأخ ‪EE‬ذوا‬
‫دروس ‪EE E‬ا وع ‪EE E‬برا من ه ‪EE E‬ذه الجائح ‪EE E‬ة الفتاك ‪EE E‬ة‪ ،‬وأن يعتق ‪EE E‬دوا بجمي ‪EE E‬ع ص ‪EE E‬فات هللا‪ ،‬ألن هللا‬
‫فعال قادر على كل شيء ‪ ،‬إن أراد على أن يهلك العالم في لحظة فه‪EE‬و ق‪EE‬ادر‬ ‫سبحانه وتعالى ّ‬
‫علي‪EE‬ه‪ ،‬وأن يعتم‪EE‬دوا على هللا اعتم‪EE‬ادا بالغ‪EE‬ا ‪ ،‬وال يرتكب‪EE‬وا ال‪EE‬ذنوب‪ E‬من غ‪EE‬ير س‪EE‬بب وال داع ‪،‬‬
‫ويخلصوا هلل في العبادة ‪ ،‬و ال يسلكوا‪ E‬على غير طريق املضلين ‪ ،‬وي‪E‬تركوا ع‪E‬اداتهم الس‪E‬يئة‬
‫ويتبعوا سنة النبي ﷺ في جميع أعمالهم وأحوالهم ‪.‬‬
‫]‪[24‬‬
‫في مستهل سنة ‪বছরের শুরুতে‬‬ ‫تعبئة ‪ভরাটকরণ , পূর্ণকরণ‬‬
‫انهار نفسيا ‪মনোবল ভেঙ্গে পড়লো‬‬ ‫في التاريخ قريب للبشرية ‪মানব ইতিহাসের নিকট‬‬
‫منعطف جديد ‪নতু ন মোড়‬‬ ‫‪সময়ে‬‬
‫كساد اقتصادي ‪অর্থনৈতিক সংকট‬‬ ‫رزح_ يرزح [ف] ‪তলিয়ে যাওয়া, ডু বে যাওয়া‬‬
‫ركود لإلقتصاد العالمي ‪বিশ্ব অর্থনৈতিক‬‬ ‫ناجمة ‪সৃষ্ট, উত্পণ্ণ‬‬
‫‪মন্দা‬‬ ‫وقيحة ‪নির্লজ্জ, নিকৃ ষ্ট‬‬
‫عتبة [ج] عتبات ‪ধাপ‬‬ ‫على هامش هذه ‪এর সাথে সাথে‬‬
‫عول على ‪আর্ত নাদ করা , বিলাপ করা‬‬‫ّ‬ ‫األيام السوداء‪ E‬النح ‪অশুভ কালো রাত‬‬

‫الجنة و صفاتها ونعمها والطرق إليها‬

‫نظر اإلسالم‬
‫حام ‪EE‬دا ومص ‪EE‬ليا أم ‪EE‬ا بع ‪EE‬د ‪ ،‬ف ‪EE‬إن الجن ‪EE‬ة هي دار املتقين ‪ ،‬وهي دار ال ‪EE‬ذين أنعم هللا‬
‫عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ‪ ،‬وهي الجنة التي وعدها هللا املؤمنين‬

‫]‪[25‬‬
‫واملؤمن ‪EE‬ات ‪ ،‬والجن ‪EE‬ة نعم‪EE‬ة يعم ‪EE‬ل العاب‪EE‬دون والزاه ‪EE‬دون لتحص ‪EE‬يلها ‪ ،‬والجن ‪EE‬ة تل‪EE‬ك األمني‪EE‬ة‬
‫الغالي ‪E‬ة‪ E‬ال‪EE‬تي يس‪EE‬عى إليه‪EE‬ا الس‪EE‬اعون من املس‪EE‬لمين‪ E‬على م‪EE‬ر العص‪EE‬ور ‪ ،‬ويب‪EE‬ذلون له‪EE‬ا قص‪EE‬ارى‬
‫جهودهم حتى يضحي لها املجاهدون بأنفس‪E‬هم في س‪E‬بيل هللا في مي‪E‬دان الجه‪E‬اد ‪ ،‬وإنه‪E‬ا أعظم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ومصنفين كتبوا كتبا عديدة في ذكر‬ ‫ِ‬ ‫مؤلفين‬‫مرغوب عند املؤمنين والصالحين ‪ ،‬وكم من ِ‬
‫الجنة ‪ ،‬وكم شعراء أنشدوا أشعارا مكثفة بصفاتها ونعمها‪.‬‬
‫صفات الجنة ونعمها‪:‬‬
‫ق ‪EE‬ال هللا تع ‪EE‬الى ‪﴿ :‬مث ‪EE‬ل الجن ‪EE‬ة ال ‪EE‬تي وع ‪EE‬د املتق ‪EE‬ون‪ ،‬فيه ‪EE‬ا أنه ‪EE‬ار من م ‪EE‬اء غ ‪EE‬ير آس ‪EE‬ن‪،‬‬
‫وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ‪ ،‬وأنهار من خمر لذة للش‪EE‬اربين ‪ ،‬وأنه‪E‬ار من عس‪E‬ل مص‪E‬فى ‪،‬‬
‫ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم ﴾ (محمد ‪.)15 :‬‬
‫وورد في وص‪EE‬ف الجن‪EE‬ة أن‪EE‬ه ال مثي‪EE‬ل له‪EE‬ا‪ ،‬هي ن‪EE‬ور يتألأل‪ ،‬وريحان‪EE‬ة ته‪EE‬تز‪ ،‬وقص‪EE‬ر مش‪EE‬يد‪ ،‬ونه‪EE‬ر‬
‫مط ‪EE‬رد‪ ،‬وفاكه ‪EE‬ة ناض ‪EE‬جة‪ E,‬وزوج ‪EE‬ة حس ‪EE‬ناء جميل ‪EE‬ة‪ ،‬وحل ‪EE‬ل كث ‪EE‬يرة‪ ،‬م ‪EE‬ا ال عين رأت وال أذن‬
‫سمعت وال خطر على قلب بشر‪.‬‬
‫‪E‬ات أو م‪E‬راتب ي‪E‬رتقي به‪E‬ا املؤمن حس‪E‬ب درج‪E‬ة إيمان‪E‬ه وعمل‪E‬ه‪ ،‬وهي‬ ‫الجنة على درج ٍ‬
‫على مائ ‪EE‬ة درج ‪EE‬ة أدناه ‪EE‬ا منزل ‪EE‬ة كمن يمل ‪EE‬ك ُمل ‪EE‬ك عش ‪EE‬رة أمث ‪EE‬ال أغ ‪EE‬نى مل ‪EE‬وك األرض‪ .‬جن ‪ٌ E‬‬
‫‪E‬ات‬ ‫ٍ‬
‫ّ‬
‫عرض‪EE‬ها الس‪EE‬موات واألرض تحت‪EE‬وي على م‪EE‬ا ل‪EE‬ذ وط‪EE‬اب من مختل‪E‬ف أش‪E‬كال وأن‪E‬واع الطع‪EE‬ام‪ .‬‬
‫قصور تجري من تحتهم األنهار‪ .‬‬ ‫ٍ‬ ‫يجلس أهل الجنة على األرائك‪ ‬متكئين في‬
‫مم‪EE‬ا ال يتط‪EE‬رق إلي‪EE‬ه أدنى ش‪EE‬ك أن في الجن‪EE‬ة ح‪EE‬ور عين تس‪EE‬ر الن‪EE‬اظرين ‪ ،‬فيه‪EE‬ا لبن لم يتغ‪EE‬ير‬
‫طعمه وعسل مصفى ‪ ،‬فيها أنهار تجري من تحتها ‪ ،‬وأهل الجن‪E‬ة يض‪E‬حكون‪ E‬فيه‪E‬ا وال يبك‪E‬ون‬
‫‪ ،‬يعيش‪EE‬ون فيه‪EE‬ا ويس‪EE‬كنون بالراح‪EE‬ة واالس‪EE‬تراحة ‪ ،‬وي‪EE‬أكلون فيه‪EE‬ا الطع‪EE‬ام مم‪EE‬ا يتخ‪EE‬يرون‪ ،‬ال‬
‫يتغوط ‪EE‬ون ح ‪EE‬تى ال يمتخط ‪EE‬وا وال يتفل ‪EE‬وا ‪ ،‬وق ‪EE‬ال هللا ع ‪EE‬ز وج ‪EE‬ل‪ " :‬وفاكه ‪EE‬ة مم ‪EE‬ا‬ ‫يبول ‪EE‬ون وال ّ‬
‫يتخ‪EE‬يرون‪ ،‬ولحم ط‪EE‬ير مم‪EE‬ا يش‪EE‬تهون ‪ ،‬وح‪EE‬ور عين كأمث‪EE‬ال اللؤل‪EE‬ؤ املكن‪EE‬ون ‪ ،‬ج‪EE‬زاء بم‪EE‬ا ك‪EE‬انوا‬
‫غنين أزواجهن بأحس‪E‬ن أص‪E‬وات‬ ‫يكسبون" ‪ .‬وقال رسول هللا ﷺ‪ " :‬إن أزواج أهل الجن‪E‬ة ُلي ّ‬
‫ما سمعها أحد قط ‪ ،‬إن مما ُيغنين ‪:‬‬
‫قوم كرام‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الخيرات الحسان * نحن أزواج ٍ‬ ‫ُ‪E‬‬ ‫نحن‬
‫َ‬
‫نحن الخالدات فال نموت‪ * E‬ونحن الناعمات‪ E‬فال ن ْب َ‬
‫أس‪.‬‬
‫]‪[26‬‬
‫َ‬
‫ونحن الراضيات‪ E‬فال ن ْسخط * طوبى ملن كان لنا وكنا له‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى أن في الجنة نعم عديدة توجد فيها دائما أبدا ‪ ،‬ال تزال منها قط ‪،‬‬
‫ويدخل أهل الجنة خالدين فيها أبدا ‪ ،‬ال يخرجون منها ‪.‬‬
‫بعض منه‪EE E‬ا مث‪EE E‬ل‪ :‬نه‪EE E‬ر‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫في الجن‪EE E‬ة أنه‪EE E‬ار وعي‪EE E‬ون تنب‪ُ E E‬أ‪E‬ع من الف‪EE E‬ردوس األعلى‪ ،‬ووردت أس‪EE E‬ماء ٍ‬
‫عطي لرس ‪EE‬ول هللا محم ‪EE‬د ص ‪EE‬لى هللا علي ‪EE‬ه وس ‪EE‬لم يش ‪EE‬رب من ‪EE‬ه‬ ‫َ‬ ‫الك ‪EE‬وثر‪ E:‬وه ‪EE‬و نه ‪Eٌ E‬ر في الجن ‪EE‬ة‬
‫ً‬
‫املس‪EE‬لمون‪ E‬في املوق‪EE‬ف العظيم‪ E‬ي‪EE‬وم القيام‪EE‬ة يش‪EE‬ربون من‪EE‬ه ش‪EE‬ربة ال يظم‪EE‬ؤون بع‪EE‬دها أب‪Eً E‬دا‪،‬‬
‫ض‪E‬ا من الثلج‪ ،‬وأحلى من الس‪E‬كر‪ ،‬وأواني‪E‬ه‬ ‫نبينا الكريم ماء هذا النه‪EE‬ر بأن‪EE‬ه أش‪EE‬د بيا ً‬ ‫ووصف ّ‬
‫وفضة‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ذهب‬
‫من ٍ‬
‫ومن الجدير بال‪E‬ذكر أن أعظم نعم‪E‬ة وأفض‪E‬ل م‪E‬ا يعط‪E‬اه‪ E‬أه‪E‬ل الجن‪E‬ة من النعيم ه‪E‬و رض‪E‬وان‬
‫هللا تع‪EE‬الى والنظ‪EE‬ر إلى وجه‪EE‬ه الك‪EE‬ريم‪ ،‬ال يك‪EE‬ون حائ‪EE‬ل بين العب‪EE‬د واملعب‪EE‬ود ‪ ،‬كي‪EE‬ف تك‪EE‬ون تل‪EE‬ك‬
‫ّ‬
‫الحال‪EE‬ة ! وهللا س‪EE‬بحانه وتع‪EE‬الى يق‪EE‬ول ‪ :‬أن‪EE‬ا ال‪EE‬رحمن وأنتم ق‪EE‬رأتم في ال‪EE‬دنيا " ال‪EE‬رحمن ‪،‬علم‬
‫ّ‬
‫الق‪EE‬رآن " ولكنكم لم ت‪EE‬روني ق‪EE‬ط ‪ ،‬ف‪EE‬اآلن انظ‪EE‬روا‪ E‬إلي ‪ ،‬أن‪EE‬ا ال‪EE‬رحمن وأن‪EE‬ا علمتكم الق‪EE‬رآن ‪،‬‬
‫فيكشف الحجاب ‪ ،‬وينظر إلي‪E‬ه العب‪E‬اد‪ ،‬فوهللا م‪E‬ا أعط‪E‬اهم هللا ش‪E‬يئا أحب إليهم من النظ‪E‬ر‬
‫إليه وال أقر ألعينهم ‪.‬‬
‫وق ‪EE‬د ص ‪EE‬رح الح ‪EE‬ق تب ‪EE‬ارك وتع ‪EE‬الى برؤي ‪EE‬ة العب ‪EE‬اد ل ‪EE‬ربهم في جن ‪EE‬ات النعيم بقول ‪EE‬ه ‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ َ َّ َ‬ ‫ُ ُ ٌ ََْ َ‬
‫‪E‬اظ َرة﴾ [القيام ‪EE‬ة‪ ]23:‬والكف ‪EE‬ار واملش ‪EE‬ركون يحرم ‪EE‬ون من‬ ‫﴿و ‪E E‬ج وه يومِئ ٍذ نا ِض‪َ E E‬رة ِإ لى ر ِب َ‪E‬ه‪ E‬ا ن‪ِ E‬‬
‫َ اَّل‬
‫ه ‪EE E E E E E‬ذا النعيم العظيم‪ ،‬والتكرم ‪EE E E E E E‬ة الب ‪EE E E E E E‬اهرة‪ ،‬ق ‪EE E E E E E‬ال تع ‪EE E E E E E‬الى ‪﴿ :‬ك ِإ َّن ُه ْم َع ْن َر ِّب ِه ْم َي ْو َمِئ ٍذ‬
‫ون﴾[املطففين‪ ]15:‬وقال النبي ص‪E‬لى هللا علي‪E‬ه وس‪E‬لم‪« :‬إذا دخ‪E‬ل أه‪E‬ل الجن‪E‬ة‪ ،‬يق‪E‬ول‬ ‫وب َ‬‫مَل َ ْح ُج ُ‬
‫تب‪EE‬ارك وتع‪EE‬الى‪ :‬تري‪EE‬دون ش‪EE‬يًئ ا أزي‪EE‬دكم؟ فيقول‪EE‬ون‪ :‬ألم ت‪EE‬بيض وجوهن‪EE‬ا؟ ألم ت‪EE‬دخلنا الجن‪EE‬ة‪،‬‬
‫وتنجنا من النار؟ قال‪ :‬فيكشف الحجاب‪ ،‬فما أعط‪E‬وا ش‪EE‬يًئ ا أحب إليهم من النظ‪EE‬ر إلى ربهم‬
‫َّ َ َأ ْ َ ُ ْ ُ ْ َ َ َ َ ٌ َ اَل‬
‫﴿لل ِذين حس ‪E E‬نوا الحس ‪E E‬نى و ِز ‪E‬ي ‪EE‬ادة و‬ ‫تب ‪EE E‬ارك وتع ‪EE E‬الى»‪ ،‬زاد في رواي ‪EE E‬ة‪« :‬ثم تال ه ‪EE E‬ذه اآلي ‪EE E‬ة ِ‬
‫َ ْ َ ُ ُ ُ َ ُ ْ َ َ ٌ َ اَل َّ ٌ ُأ َ َ َأ ْ َ ُ ْ‬
‫اب ال َج َّن ِة﴾ [ي ‪EE‬ونس ‪ ]26:‬وق ‪EE‬د فس ‪EE‬رت الحس ‪EE‬نى‬ ‫ير ‪E E‬ه ق و ‪E E‬ج وههم قت‪EE‬ر و ِذلة ولِئ ك ص‪E E‬ح ‪E‬‬
‫بالجنة‪ ،‬والزيادة بالنظر إلى وجه هللا الكريم‪ ،‬كما يشير إليه الحديث‪.‬‬
‫ومن املعلوم أن للجنة ثمانية أبواب كما ورد في ح‪EE‬ديث س‪E‬هل بن س‪EE‬عد رضي هللا‬
‫عن ‪EE E‬ه ق ‪EE E‬ال ‪ :‬ق ‪EE E‬ال رس ‪EE E‬ول هللا ﷺ ‪(( :‬في الجن ‪EE E‬ة ثماني ‪EE E‬ة أب ‪EE E‬واب ‪ ،‬منه ‪EE E‬ا ب ‪EE E‬اب يس ‪EE E‬مى الري ‪EE E‬ان‬
‫]‪[27‬‬
‫اليدخل ‪EE‬ه إال الص ‪EE‬ائمون )) (البخ ‪EE‬اري ‪ .) 3257 :‬وفي الجن ‪EE‬ة قص ‪EE‬ور مزين ‪EE‬ة بش ‪EE‬روط ص ‪EE‬حية‬
‫وأث‪EE E‬اث قيم‪EE E‬ة ‪ ،‬والجن‪EE E‬ة دار له‪EE E‬ا لبن‪EE E‬ة من ذهب و لبن‪EE E‬ة من ف ّ‬
‫ض‪E E‬ة ‪ ،‬وطينه‪EE E‬ا املس‪EE E‬ك األذف‪EE E‬ر‬
‫األجيد ‪ ،‬وخيمها اللؤلؤ املجوف وتربتها الزعفران ‪.‬‬
‫وعلى ك‪EE‬ل ح‪EE‬ال أن الجن‪EE‬ة موف‪EE‬ورة ب‪EE‬النعم ال‪EE‬تي ال يحصى ع‪EE‬ددها وال يمكن لي أن‬
‫أصف كلها في هذه املقالة القصيرة ‪ ،‬ما أحسن تلك الجنة وما أجملها ! وما كثر نعمها وما‬
‫أبهاها! أعدها هللا لعباده الصالحين واملخلصين ‪.‬‬
‫الطريق إلى الجنة‪:‬‬
‫ق ‪EE‬ال تع ‪EE‬الى ‪﴿ :‬إن هللا ي ‪EE‬دخل ال ‪EE‬ذين آمن ‪EE‬وا وعمل ‪EE‬وا الص ‪EE‬الحات جن ‪EE‬ات تج ‪EE‬ري من‬
‫ّ‬
‫تحته‪EE E‬ا األنه‪EE E‬ار﴾ [الحج ‪ ]23 :‬وق‪EE E‬ال لحبيب‪EE E‬ه ص‪EE E‬لى هللا علي‪EE E‬ه وس‪EE E‬لم‪﴿ :‬وبش ‪E E‬ر ال‪EE E‬ذين آمن‪EE E‬وا‬
‫وعمل‪EE‬وا الص‪EE‬الحات أن لهم جن‪E‬ات تج‪EE‬ري من تحته‪EE‬ا األنه‪E‬ار﴾ [البق‪E‬رة ‪ ]25 :‬إن ه‪E‬تين اآلي‪EE‬تين‬
‫ت‪EE E E‬دالن على أن اإليم ‪EE E‬ان واألعم ‪EE E‬ال الص‪EE E E‬الحة وس‪EE E E‬يلة لل ‪EE E‬دخول في الجن ‪EE E‬ة ‪ ،‬وب ‪EE E‬العكس أن‬
‫الشرك واملعاصي مانع‪E‬ان ل‪E‬دخولها ‪ ،‬فعلين‪E‬ا أن نح‪E‬ترز من الش‪E‬رك واملعاصي ونجتنب عن‬
‫جميع نواهي هللا ‪ ،‬وأن نمتثل سائر أوامره ‪.‬‬
‫ومن املعل ‪EE‬وم أن اإليم ‪EE‬ان أساس ‪EE‬ه على خمس ‪EE‬ة أش ‪EE‬ياء ‪ ،‬كم ‪EE‬ا ق ‪EE‬ال الن ‪EE‬بي ‪ -‬ص ‪EE‬لوات‬
‫هللا وس‪EE E‬المه علي‪EE E‬ه ‪ -‬إيجاب‪EE E‬ا على س‪EE E‬وال جبري‪EE E‬ل ‪ :‬م‪EE E‬ا اإليم‪EE E‬ان؟ " أن ت‪EE E‬ؤمن باهلل ومالئكت‪EE E‬ه‬
‫وكتب‪EE‬ه ورس‪EE‬له والي‪EE‬وم الآلخ‪EE‬ر وت‪EE‬ؤمن بالق‪EE‬در خ‪EE‬يره وش‪EE‬ره "‪ ،‬وه‪EE‬ذه الخمس‪EE‬ة مش‪EE‬تملة على‬
‫اإليمان الصحيح‪ ، E‬فعلينا ‪ -‬نحن املسلمين – أن نعتقد عليها كل االعتقاد ‪.‬‬
‫وإن من أعظم األعم‪EE‬ال الص‪EE‬الحة وأهمه‪EE‬ا خمس‪EE‬ة ب‪EE‬ني عليه‪EE‬ا اإلس‪EE‬الم ‪ ،‬هك‪EE‬ذا ق‪EE‬ال‬
‫وحد هللا ‪ ،‬وإق‪EE‬ام الص‪EE‬الة ‪ ،‬وإيت‪EE‬اء الزك‪EE‬اة ‪،‬‬ ‫الن‪EE‬بي ﷺ‪(( :‬ب‪EE‬ني اإلس‪EE‬الم على خمس‪EE‬ة ‪ :‬على أن ُي َّ‬
‫وص ‪EE E‬يام رمض ‪EE E‬ان ‪ ،‬والحج)) [ص ‪EE E‬حيح‪ E‬البخ ‪EE E‬اري‪ ]8 :‬وق ‪EE E‬ال تع ‪EE E‬الى ‪ ﴿ :‬ق ‪EE E‬د أفلح املؤمن ‪EE E‬ون ‪،‬‬
‫ال ‪EE‬ذين هم في ص ‪EE‬التهم خاش ‪EE‬عون ‪ ،‬وال ‪EE‬ذين هم عن اللغ ‪EE‬و معرض ‪EE‬ون ‪ ،‬وال ‪EE‬ذين هم للزك ‪EE‬اة‬
‫ف ‪EE‬اعلون ‪ ،‬وال ‪EE‬ذين هم لف ‪EE‬روجهم ح ‪EE‬افظون ‪ ،‬إال على أزواجهم أو م ‪EE‬ا ملكت أيم ‪EE‬انهم‪ E‬ف ‪EE‬إنهم‬
‫غير ملومين﴾ [املؤمنون‪. "]6-1:‬‬
‫فال ب‪EE‬د للس‪EE‬ائرين إلى الجن ‪EE‬ة والراغ‪EE‬بين‪ E‬فيه ‪EE‬ا من أن يهتم ‪EE‬وا به‪EE‬ذه األم‪EE‬ور خاص‪EE‬ة ‪،‬‬
‫وجمي ‪EE E‬ع األعم ‪EE E‬ال الص ‪EE E‬الحة ‪ ،‬وأن يحفظ ‪EE E‬وا أنفس ‪EE E‬هم من جمي ‪EE E‬ع الس ‪EE E‬يئات ‪ ،‬ال س ‪EE E‬يما أن‬
‫]‪[28‬‬
‫يعصموا األعضاء الثالثة‪ :‬العين ‪ ،‬واألذن ‪ ،‬واللسان ‪.‬فنحفظ األذن عما يسمع من الغيبة‬
‫واملوس ‪EE E‬يقى والف ‪EE E‬واحش وم ‪EE E‬ا إلى ذل ‪EE E‬ك ‪ ،‬ونص ‪EE E‬ون اللس ‪EE E‬ان عن الك ‪EE E‬ذب والس ‪EE E‬ب والغيب ‪EE E‬ة‬
‫وسواها ‪ ،‬وننقذ البصر مما ال يحل النظر‪ E‬إليه من أجنبية غ‪E‬ير محرم‪E‬ة وع‪E‬ورة أح‪E‬د وغ‪E‬ير‬
‫ذلك‪.‬‬
‫وه‪EE‬ذه هي األم‪EE‬ور املهم ‪E‬ة‪ E‬من الج‪EE‬وانب اإليجابي‪EE‬ة والس‪EE‬لبية ‪ ،‬وعالوة على ذل‪EE‬ك أن‬
‫كث‪EE E‬يرا من األم‪EE E‬ور اإليجابي‪EE E‬ة والس‪EE E‬لبية ق‪EE E‬د وردت في الق‪EE E‬رآن والس‪EE E‬نة وفي الكتب الديني‪EE E‬ة‬
‫واملواع‪EE‬ظ وامللفوظ‪EE‬ات ألكابرن‪EE‬ا وأس‪EE‬الفنا ‪ ،‬فعلين‪EE‬ا أن نتطلب تل‪EE‬ك األم‪EE‬ور منه‪EE‬ا وأن نعم‪EE‬ل‬
‫عليها ‪ ،‬وهللا موفقنا ومعيننا‪.‬‬

‫ّ‬
‫خيرات ‪দানশীল‬‬ ‫على مر العصور ‪যুগ যুগ ধরে‬‬
‫ِ‬
‫األذفر ‪দুর্গন্ধ‬‬ ‫بمناسبة ‪উপলক্ষ‬‬
‫اللؤلؤ ّ‬
‫املجوف ‪মোতিবেষ্টিত‬‬ ‫آس ‪পঁচা , নষ্ট‬‬
‫ٍ‬
‫موفورة ‪পর‌্যাপ্ত‬‬ ‫ال يمتخطون ‪নাক পরিষ্কার করা‬‬

‫]‪[29‬‬
‫الصحة نعمة‬
‫شاهد أحمد‬
‫الحم‪EE‬د هلل ال‪EE‬ذي جع‪EE‬ل الص‪EE‬حة نعم‪EE‬ة عظمى‪ ،‬والص‪EE‬الة والس‪EE‬الم على الن‪EE‬بي ال‪EE‬ذي‬
‫شجعنا على حفظ الصحة وعلى آله وأصحابه أجمعين ‪.‬‬ ‫َّ‬
‫تعريف‪ F‬الصحة‪ F:‬الصحة هي عافية الجسم والقلب وسالمتهما من كل مرض وقلق ‪.‬‬
‫وه ‪EE‬ذا يع ‪EE‬نى أن الص ‪EE‬حيح‪ E‬يتمت ‪EE‬ع بص ‪EE‬حة هي الحال ‪EE‬ة العام ‪EE‬ة للجس ‪EE‬م والعق ‪EE‬ل‪ ،‬م ‪EE‬ع‬
‫التمت ‪EE‬ع بس ‪EE‬المة وظ ‪EE‬ائف أعض ‪EE‬اء الجس ‪EE‬م جميعه ‪EE‬ا‪ ،‬باإلض ‪EE‬افة إلى الش ‪EE‬فاء من أي أم ‪EE‬راض‪،‬‬
‫وح‪EE‬تى يتمت‪EE‬ع بالس‪EE‬عادة النفس‪EE‬ية والعقلي‪EE‬ة‪ ،‬وهي تش‪EE‬مل م‪EE‬دى ق‪EE‬درة تكي‪EE‬ف املرء م‪EE‬ع البيئ‪EE‬ة‬
‫ال‪EE E‬تي تحت‪EE E‬وى على ش‪EE E‬تى األن‪EE E‬واع من األح‪EE E‬وال الجس‪EE E‬مية والعاطفي‪EE E‬ة والنفس‪EE E‬ية والعقلي‪EE E‬ة‬
‫واالجتماعية‪.‬‬
‫أهمية الصحة ‪:‬‬
‫ال ش‪EE‬ك أن الص‪EE‬حة والعافي‪EE‬ة نعم‪EE‬ة عظمى وث‪EE‬روة ك‪EE‬برى وس‪EE‬بب للس‪EE‬عادة وكس‪EE‬ب‬
‫املراتب واملن‪EE‬ازل في األم‪EE‬ور الدنيوي‪EE‬ة والديني‪EE‬ة‪ ،‬وجمي‪EE‬ع األعم‪EE‬ال موق‪EE‬وف على ت‪EE‬وفر ص‪EE‬حة‬
‫الجس‪EE‬م‪ ،‬ومن مل‪EE‬ك الص‪EE‬حة املوف‪EE‬ورة فكأن‪EE‬ه مل‪EE‬ك قس‪EE‬طا كب‪EE‬يرا من الس‪EE‬عادة لتك‪EE‬ون حيات‪EE‬ه‬
‫ممتع ‪EE‬ة وس ‪EE‬عيدة في ال ‪EE‬دارين‪ ،‬فيس ‪EE‬تطيع أن يجته ‪EE‬د في عب ‪EE‬ادة رب ‪EE‬ه بأحس ‪EE‬ن طري ‪EE‬ق وأجم ‪EE‬ل‬
‫ّ‬
‫‪E‬وطن نفس‪E‬ه في خدم‪E‬ة األب‪E‬وين وأق‪E‬ارب‪ ،‬وك‪E‬ذلك يتس ّ‪E‬نى ل‪E‬ه تربي‪E‬ة‬ ‫صورة‪ ،‬كما يس‪E‬تطيع أن ي ِ‬
‫أوالده ورعاية ذويه من غير أن يتحمل مشقة كبيرة في سبيل ذلك‪.‬‬
‫ُأ‬
‫فمن عطي حظ‪EE E‬ا واف‪EE E‬را من الص‪EE E‬حة والعافي‪EE E‬ة فإن‪EE E‬ه يس‪EE E‬تطيع أن يرس‪EE E‬م لحيات‪EE E‬ه‬
‫أه‪EE‬دافا‪ E‬ش‪EE‬امخة واقعي‪EE‬ة يمكن‪EE‬ه الوص‪EE‬ول إلي‪EE‬ه من خالل تفاني‪EE‬ه له‪EE‬ا واملث‪EE‬ابرة عليه‪EE‬ا‪ ،‬ويرف‪EE‬ق‬
‫ل ‪EE‬ه أن يس ‪EE‬جل اس ‪EE‬مه في قائم ‪EE‬ة أولئ ‪EE‬ك األمج ‪EE‬اد ال ‪EE‬ذين يقض ‪EE‬يو ط ‪EE‬ول حي ‪EE‬اتهم في نف ‪EE‬ع أمت ‪EE‬ه‬
‫ودين ‪EE‬ه وفي فرح ‪EE‬ة وس ‪EE‬رور خال ‪EE‬د‪ ،‬فه ‪EE‬و يعيش عيش ‪EE‬ة س ‪EE‬عيدة و راض ‪EE‬ية فق ‪EE‬د أس ‪EE‬عد نفس ‪EE‬ه‬
‫وقومه‪ ،‬فهو وإن قصرت حياته طويل العمر‪.‬‬
‫ومن فقد الصحة والعافية فقد ُحرم شيئا كبيرا‪ ،‬وفاته شيء كثير‪ ،‬وربما يجره‬
‫فق ‪EE‬دان ص ‪EE‬حته إلى الفش ‪EE‬ل في الحي ‪EE‬اة‪ ،‬ويتس ‪EE‬بب لش ‪Eّ E‬ل حيات ‪EE‬ه ورك ‪EE‬ود أم ‪EE‬وره‪ ،‬واض ‪EE‬محالل‬
‫أماني‪EE E‬ه‪ ،‬وتالش ي مقاص‪EE E‬ده‪ ،‬وخس‪EE E‬ران أهداف‪EE E‬ه‪ ،‬فكم من طالب ن‪EE E‬راهم ال يس‪EE E‬تطيعون أن‬
‫]‪[30‬‬
‫َّ َ‬
‫الز َم ‪E‬ان‪ E E‬ة‪ ،‬ويقض ‪EE E‬ون حي ‪EE E‬اتهم‬ ‫يمارس ‪EE E‬وا ويواص ‪EE E‬لوا الدراس ‪EE E‬ة في املدارس واملعاه ‪EE E‬د بس ‪EE E‬بب‬
‫ُ‬
‫الدراس‪EE‬ية في ‪E‬ف رش املستش‪E‬فى أو في بي‪EE‬وتهم معطلين عن األعم‪E‬ال‪ ،‬فال يتيس‪EE‬ر لهم ممارس‪E‬ة‬
‫أي عم ‪EE‬ل ملم ‪EE‬وس‪ ،‬وال ني ‪EE‬ل أه ‪EE‬داف الحي ‪EE‬اة‪ .‬فب ‪EE‬ذا يتجلى أهمي ‪EE‬ة الص ‪EE‬حة والعافي ‪EE‬ة في حي ‪EE‬اة‬
‫الفرد‪ ،‬وأنها من النعم األساسية العظيمة من هللا سبحانه وتعالى على عباده‪.‬‬
‫دور الصحة في املجتمع البشري ‪:‬‬
‫الص ‪EE‬حة من األم ‪EE‬ور األساس ‪EE‬ية في التنمي ‪EE‬ة البش ‪EE‬رية‪ ،‬ويعت ‪EE‬بر ك ‪Eُّ E‬ل فئ ‪EE‬ة من الن ‪EE‬اس‬
‫بثب‪EE E E E‬ات‪ ،‬على اختالف أجناس‪EE E E E‬هم وأل‪EE E E E‬وانهم‪ ،‬وتب‪EE E E E‬اين آرائهم وأدي‪EE E E E‬انهم وبغض النظ‪EE E E E‬ر عن‬
‫وض‪EE‬عهم االجتم‪EE‬اعي‪ ،‬أن الص‪EE‬حة الجي‪EE‬دة أولوي‪EE‬ة األولوي‪EE‬ات‪ ،‬وأن األش‪EE‬خاص األص‪EE‬حاء لهم‬
‫أهمية حاسمة في بقاء املجتمعات البشرية على وجه أكمل‪.‬‬
‫ونظ‪EE‬را إلى ال‪EE‬دور الرائ‪EE‬دي للص‪EE‬حة في حي‪EE‬اة الف‪EE‬رد فق‪EE‬د تط‪EE‬رق اإلس‪EE‬الم إليه‪EE‬ا‪ ،‬وأرش‪EE‬د الن‪EE‬بي‬
‫ّ‬
‫الكريم ﷺ إلى أدوارها في حياة املرأ الفردية واالجتماعي‪EE‬ة‪ ،‬ف‪EE‬ذكر الرس‪EE‬ول الك‪EE‬ريم ﷺ أن‬
‫جي‪E‬دة وعافي‪EE‬ة موف‪EE‬ورة‬ ‫يتمت‪E‬ع بص‪Eّ E‬حة ّ‪E‬‬ ‫يمن هللا به‪EE‬ا على اإلنس‪EE‬ان‪ ،‬فمن ّ‪E‬‬ ‫الص‪Eّ E‬حة نعم‪EE‬ة كب‪EE‬يرة ّ‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫مغبون فيهم‪EE‬ا‬ ‫فإن ه نال الكثير من النعم التي يفتقدها املريض والعاجز‪ ،‬قال ﷺ ‪" :‬نعمتان‪E‬‬
‫كث‪Eٌ E E E E‬ير من الن‪EE E E E‬اس؛ الص‪EE E E E‬حة والف‪EE E E E‬راغ"‪[ .‬ص‪EE E E E‬حيح البخ‪EE E E E‬اري‪ ،]6412 :‬و أيض‪EE E E E‬اقال ﷺ ‪:‬‬
‫ُ َ‬
‫يف‪ ،‬وفي ‪E‬ك ‪ّ ٍ E‬ل‪ ‬خ ْ‪E‬ي ‪Eٌ E‬ر" [ص‪EE E‬حيح‪ E‬مس‪EE E‬لم‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ ْؤ‬ ‫َ ْ َ َأ َ‬ ‫َ‬ ‫مْل ُ‬
‫"ا ‪ْE E‬ؤ ِم ُن‪E  ‬‬
‫الق‪ِ E‬و ُّي‪ ‬خ ‪E‬ي ‪Eٌ E‬ر‪ ‬و ح ُّب إلى ِ‬
‫هللا‪ِ  ‬من‪ ‬امل ‪ِ E E‬م ِن‪ ‬الض ‪ِ E E‬ع ِ‬
‫‪]2664‬‬
‫ضرورة الصحة‪:‬‬
‫ّ‬
‫غ‪EE‬ني عن البي‪EE‬ان أن الص‪EE‬حة أم‪EE‬ر المف‪Eّ E‬ر من‪EE‬ه للن‪EE‬اس‪ ،‬ف‪EE‬إن للص‪EE‬حة أهمي‪EE‬ة كب‪EE‬يرة في‬
‫ك‪EE‬ل م‪EE‬راح الحي‪EE‬اة‪ ،‬فاإلنس‪EE‬ان الص‪EE‬حيح‪ E‬املع‪EE‬افى في بدن‪EE‬ه يس‪EE‬تطيع الس‪EE‬عي والجه‪EE‬د وراء إنج‪EE‬از‬
‫ّ‬
‫أهداف‪EE‬ه وتحقيقه‪EE‬ا‪ ،‬كم‪EE‬ا ‪E‬أن‪E‬ه يس‪EE‬تطيع أن ُيم‪EE‬ارس نش‪EE‬اطاته اليومي‪EE‬ة املهدوف‪EE‬ة إلى خ‪EE‬ير بيس‪EE‬ر‬
‫‪E‬الحا في مجتمع‪E‬ه ُويس‪E‬اعد في نمائ‪E‬ه‪،‬‬ ‫‪E‬ردا ص ً‬ ‫وسهولة‪ ،‬إضافة إلى ذل‪E‬ك يتيس‪E‬ر ل‪E‬ه أن يص‪E‬بح ف ً‬
‫خف ف عن نفس‪EE E‬ه أعب‪EE E‬اء زي‪EE E‬ارات املش‪EE E‬افي‬ ‫كم‪EE E‬ا ّأن اإلنس‪EE E‬ان الس‪EE E‬ليم الص‪EE E‬حيح‪ E‬بإمكان‪EE E‬ه أي ُي ّ‪E E‬‬
‫وثمن األدوية الصخمة‪.‬‬
‫ّ‬
‫يفك ر فك ‪EE‬را ص ‪EE‬حيحا واليق ‪EE‬در على‬ ‫وض ‪EE‬د ذل ‪EE‬ك أن ع ‪EE‬ديم الص ‪EE‬حة ال يس ‪EE‬تطيع أن ِ ‪E‬‬
‫درس القرآن والحديث‪ ،‬وال يستطيع أن يقوم بأداء العبادات‪ E‬و الجهاد وخدمة الخلق‪.‬‬
‫]‪[31‬‬
‫هن‪EE‬اك فئ‪EE‬ة من الن‪EE‬اس ال يس‪EE‬تهان بهم‪ ،‬يعتق‪EE‬دون أن املال وال‪EE‬ثروة مفت‪EE‬اح الح‪EE‬ظ والس‪EE‬عادة‬
‫ألن الص‪E‬حة‬ ‫للفرد‪ ،‬ويكفيان للم‪E‬رء عن ك‪E‬ل م‪E‬ا س‪E‬واهما‪ ،‬ولكنهم جهل‪E‬وا وأخط‪E‬ؤوا في ذل‪E‬ك‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫أغلى م‪EE E‬ا يملك ‪EE‬ه في حيات‪EE E‬ه‪ ،‬ألن‪EE E‬ه إذا لم يكن معافي‪EE E‬ا في بدن ‪EE‬ه ف‪EE E‬أنى ل‪EE E‬ه أن يس‪EE E‬تمتع بثروت ‪EE‬ه؟‬
‫كي‪EE‬ف ويأك‪EE‬ل م‪EE‬ا يحل‪EE‬و ل‪EE‬ه وين‪EE‬ام حيث يش‪EE‬اء ؟ فإن‪EE‬ه يض‪EE‬طر إلى إنف‪EE‬اق ك‪EE‬ل ثروات‪EE‬ه في س‪EE‬بيل‬
‫الحصول على السعادة‪ ،‬وقضاء يوم في الراحة وعدم الشعور باأللم‪.‬‬
‫والص‪EE‬حة ال ب‪EE‬د له‪EE‬ا للفك‪EE‬ر الص‪EE‬حيح والعق‪EE‬ل الس‪EE‬ليم وهي الزم‪EE‬ة للدراس‪EE‬ة والجه‪EE‬د‬
‫املكثف فيها وللعلم‪ E‬والتحصيل عليه وألداء العبادات ‪ ،‬األصحاء تنف‪EE‬ع بهم األس‪EE‬رة والق‪EE‬وم‬
‫حتى أهل األرض‪ ،‬ونظرا إلى األهمي‪E‬ة القص‪E‬وى للص‪E‬حة ق‪E‬ال الن‪E‬بي ﷺ‪" :‬اغتنم خم ًس‪E‬ا قب‪E‬ل‬
‫‪E‬رك‪ ،‬وفراغ ‪Eَ E‬ك قب ‪EE‬ل‬ ‫‪E‬اك قب ‪EE‬ل فق ‪َ E‬‬ ‫‪E‬قمك ‪،‬وغن ‪َ E‬‬
‫‪E‬حتك قب ‪Eَ E‬ل س ‪َ E‬‬ ‫‪E‬بابك قب ‪EE‬ل هرم ‪Eَ E‬ك‪،‬وص ‪َ E‬‬ ‫خمس‪:‬ش ‪َ E‬‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫شغلك ‪ ،‬وحياتك قبل موتك"‪[ .‬شرح السنة‪.]7/277 :‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أهمية الصحة على ضوء القران والسنة‪:‬‬
‫نبيه ﷺ بإعتب‪EE E E‬ار العلم‬ ‫إن الص‪EE E E‬حة نعم‪EE E E‬ة عظيم‪EE E E‬ة‪ ،‬ذل‪EE E E‬ك نظ‪EE E E‬را الص‪EE E E‬طفاء هللا َّ‬
‫والجس ‪EE E‬م ‪ ،‬يق ‪EE E‬ول هللا تع ‪EE E‬الى‪﴿:‬إن هللا اص ‪EE E‬طفاه عليكم وزاده بس ‪EE E‬طة في العلم والجس ‪EE E‬م﴾‬
‫[البق‪EE‬رة‪ .]247 :‬وق‪EE‬ال الن‪EE‬بي ﷺ ‪((:‬نعمت‪EE‬ان مغب‪EE‬ون فيهم‪EE‬ا كث‪EE‬ير من الن‪EE‬اس‪ ،‬الص‪EE‬حة والف‪EE‬راغ‬
‫ومن الحكم الشائعة ‪ :‬الصحة تاج على رؤوس األصحاء ال يرونه إال املرضى‪ .‬وإن الصحة‬
‫سر الفوز والنجاح‪ ،‬ألن الرجل املتمتع بصحته يؤدي واجباته وفرائضه بخفة ونشاط‪.‬‬
‫كيفية حصول على الصحة وحفظها‪:‬‬
‫تحص ‪EE E E E‬ل الص ‪EE E E E‬حة لألوالد برعاي ‪EE E E E‬ة األمه ‪EE E E E‬ات حيث يع ‪EE E E E‬نين بنظاف ‪EE E E E‬ة أجس ‪EE E E E‬امهم‬
‫ومالبسهم‪ ،‬وللكبار بالحذر‪ ،‬حيث ينظفون األجسام واملالبس والغرف‪ ،‬ويتناولون‬
‫ويتعودون بالرياضة البدنية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الطيبة ويجتنبون عن املخدرات‬ ‫املطعومات‪ّ E‬‬
‫إن الرياضة البدنية أمر الزم لك‪E‬ل إنس‪E‬ان‪ ،‬وهي ذريع‪E‬ة لتحس‪E‬ين الص‪E‬حة وتقويته‪E‬ا‬
‫ُ‬ ‫ووس‪EE E E‬يلة لتنمي‪EE E E‬ة الق‪EE E E‬وة‪ُ ،‬‬
‫فتبع‪EE E E‬د من األم‪EE E E‬راض وهي تح‪EE E E‬دث النش‪EE E E‬اط في الجس‪EE E E‬م وتزي‪EE E E‬ل‬
‫الكسل‪ ،‬وهي تساعد جريان الدم في عروق البدن‪ ،‬وقال س‪E‬يدنا عم‪E‬ر رضي هللا عن‪E‬ه نظ‪E‬را‬
‫ّ‬
‫"علموا أوالدكم السباحة والرماية"‪.‬‬ ‫إلى القوة البدنية ‪ِ :‬‬

‫]‪[32‬‬
‫ومن جه ‪EE E‬ة أخ ‪EE E‬رى إن كث ‪EE E‬يرا من الن ‪EE E‬اس يعيش ‪EE E‬ون بص ‪EE E‬حة بدني ‪EE E‬ة ولكن قل ‪EE E‬وبهم‬
‫مرض ى ‪ ،‬هم محزون‪EE E‬ون وتعب‪EE E‬ان ‪ ،‬يطلب‪EE E‬ون ال‪EE E‬دنيا لي‪EE E‬ل نه‪EE E‬ار ص‪EE E‬باح مس‪EE E‬اء ‪ ،‬ال يعرف‪EE E‬ون‬
‫خالق ‪EE‬ه واليفك ‪EE‬رون عن خل ‪EE‬ق الس ‪EE‬ماوات‪ E‬واألرض ‪ ،‬ويهرول ‪EE‬ون يوم ‪EE‬ا فيوم ‪EE‬ا إلى االنحط ‪EE‬اط‬
‫الخلقي واالختالل االجتماعي ‪ ،‬بل هم غافلون عن اآلخرة ‪.‬‬
‫فاستمع‪ F‬أيها املحزونون!‬
‫ُ‬
‫إن القض‪EE‬اء مف ‪EE‬روغ من‪EE‬ه ‪ ،‬واملق‪EE‬دور واق ‪EE‬ع ‪ ،‬واألقالم جفت‪ ،‬والص ‪EE‬حف ‪E‬ط‪E‬ويت ‪،‬‬
‫وك‪EE‬ل أم‪EE‬ر مس‪EE‬تقر ‪ ،‬فحزن‪EE‬ك ال ُيق‪EE‬دم في الواق‪EE‬ع ش‪EE‬يئا وال ي‪EE‬ؤخر وال يزي‪EE‬د وال ينقص‪ ،‬ب‪EE‬ل‬
‫افرح بتوبة هللا عليك ‪ ،‬وال تنفق أيامك في الحزن وال تبذر لياليك في ال‪EE‬ذنوب ‪ .‬أال يش‪EE‬رح‬
‫صدرك ويزيل همك قول رب‪E‬ك ج‪E‬ل وعال ‪ ﴿ :‬ق‪E‬ل ي‪E‬ا عب‪E‬ادي ال‪E‬ذين أس‪E‬رفوا على أنفس‪E‬هم ال‬
‫تقنط‪EE E‬وا من رحم‪EE E‬ة هللا ﴾[الزم‪EE E‬ر‪ ]53:‬وفي الح‪EE E‬ديث القدس ي ‪ ((:‬ي‪EE E‬ا عب‪EE E‬ادي ! إنكم ت‪EE E‬ذنبون‬
‫باللي ‪EE‬ل والنه ‪EE‬ار وأن ‪EE‬ا أغف ‪EE‬ر ال ‪EE‬ذنوب جميع ‪EE‬ا ‪ ،‬فاس ‪EE‬تغفروني أغف ‪EE‬ر لكم ))[ ص ‪EE‬حيح مس ‪EE‬لم ‪:‬‬
‫‪]2577‬‬
‫أخيرا أقول ‪ :‬علينا أن نحف‪E‬ظ ص‪E‬حتنا أي ص‪E‬حة الجس‪E‬م والقلب ونح‪E‬اول جمي‪E‬ع املح‪E‬اوالت‬
‫لبقائه‪EE E E‬ا كي نس‪EE E E‬تطيع أن نعم‪EE E E‬ل لتق‪EE E E‬دم ال‪EE E E‬وطن والق‪EE E E‬وم ‪ ،‬ون‪EE E E‬ؤدى العب‪EE E E‬ادات كله‪EE E E‬ا وف‪EE E E‬ق‬
‫متطلباتها‪.‬‬

‫]‪[33‬‬
‫ّ‬
‫القيادة اإلسالمية ‪ :‬ومتطلباتها من األمة‬
‫معين اإلسالم‬

‫خل ‪EE‬ق هللا اإلنس ‪EE‬ان بفض ‪EE‬له وكرم ‪EE‬ه وق ‪EE‬دره ‪ ،‬وانتخب منهم‪ E‬رج ‪EE‬اال مص ‪EE‬طفين‬
‫األخي‪EE E‬ار‪ ،‬فجعلهم أنبي‪EE E‬اء ورس‪EE E‬ال ودع‪EE E‬اة إلى الح‪EE E‬ق ه‪EE E‬ادين‪ ،‬وأجلس‪EE E‬هم على منص‪EE E‬ب‬
‫النب‪EE E‬وة والرس‪EE E‬الة في أممهم‪ E،‬وك‪EE E‬ان أنبي‪EE E‬اء هللا ورس‪EE E‬له عليهم الص‪EE E‬الة والس‪EE E‬الم ق‪EE E‬د‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حكم‪EE E‬وا على أممهم‪ E‬بالع‪EE E‬دل والقس‪EE E‬ط‪ ،‬وبلغ ‪EE‬وا أمان ‪EE‬ات رس ‪EE‬االتهم‪ E‬إلى أهله‪EE E‬ا على م‪Eّ E E‬ر‬
‫القرون‪.‬‬

‫وك‪EE‬ان نبين‪EE‬ا وق‪EE‬رة أعينن‪EE‬ا س‪EE‬يدنا وموالن‪EE‬ا محم‪EE‬د س‪EE‬يد األنبي‪EE‬اء والرس‪EE‬ل‪،‬‬
‫وق‪EE‬د س‪EE‬ار الن‪EE‬بي الك‪EE‬ريم خط‪EE‬وة األنبي‪EE‬اء والرس‪EE‬ل من قبل‪EE‬ه‪ ،‬ونح‪EE‬ا نح‪EE‬وهم في ال‪EE‬دعوة‬
‫وحكم األم‪EE‬ة والع‪EE‬دل والقس‪EE‬ط‪ ،‬واقتفى أث‪EE‬ره الخلف‪EE‬اء الراش‪EE‬دون‪ E،‬وخ‪EE‬دموا الن‪EE‬اس‬
‫ع ‪EE‬ادلين ومحس ‪EE‬نين على منهج النب ‪EE‬وة‪ ،‬وترك ‪EE‬وا عدي ‪EE‬دا من أمث ‪EE‬ال اإلنص ‪EE‬اف والزه ‪EE‬د‬
‫والتقي والسياس‪EE‬ة الس‪EE‬ليمة املج‪EE‬ردة عن الفس‪EE‬اد زمن‪EE‬ا ط‪EE‬ويال‪ ،‬يش‪EE‬د لهم الت‪EE‬اريخ نق‪EE‬اء‬
‫حكمهم وص ‪EE E‬فاء مع ‪EE E‬امالتهم‪ ،‬وتق ‪Eّ E E‬ر لهم األي ‪EE E‬ام فض ‪EE E‬لهم على من بع ‪EE E‬دهم في الع ‪EE E‬دل‬
‫والرشد والخير‪.‬‬

‫واستن بسنتهم واهتدى به‪EE‬ديهم َمن ك‪EE‬ان بع‪EE‬دهم ِمن الخلف‪E‬اء والس‪E‬الطين‬
‫املس ‪EE‬لمين بمن فيهم الخلف ‪EE‬اء إب ‪EE‬ان الخالف ‪EE‬ة األموي ‪EE‬ة ال ‪EE‬تي ّ‬
‫أسس ‪EE‬ها ص ‪EE‬احب الرس ‪EE‬ول‬
‫]‪[34‬‬
‫علي‪EE‬ه الص‪EE‬الة والس‪EE‬الم أم‪EE‬ير املؤم‪EE‬نين مل‪EE‬ك اإلس‪EE‬الم أب‪EE‬و عب‪EE‬د ال‪EE‬رحمن معاوي‪EE‬ة بن أبي‬
‫س ‪EE‬فيان رض ي هللا عنهم ‪EE‬ا ‪ ،‬ألن الت ‪EE‬اريخ اإلس ‪EE‬المي يش ‪EE‬هد أن الخالف ‪EE‬ة األموي ‪EE‬ة ك ‪EE‬انت‬
‫أعلى درج ‪EE‬ة قض ‪EE‬اء بع ‪EE‬د العه ‪EE‬دين من النب ‪EE‬وة والراش ‪EE‬دي‪ ، E‬وك ‪EE‬انت تتب ‪EE‬ع ملا قبله ‪EE‬ا من‬
‫الخالف‪EE E‬ة خاص‪EE E‬ة في ج‪EE E‬انب الفتوح‪EE E‬ات اإلس‪EE E‬المية ونش‪EE E‬ر دع‪EE E‬وة اإلس‪EE E‬الم وتبليغه‪EE E‬ا‬
‫وتعميمها في املشارق واملغارب ودخول الناس في دين هللا أفواجا ‪.‬‬

‫وبع ‪EE E‬د زمن طلعت في أف ‪EE E‬ق الع ‪EE E‬الم اإلس ‪EE E‬المي دول ‪EE E‬ة أخ ‪EE E‬رى ‪ ،‬وهي الدول ‪EE E‬ة‬
‫العباس‪E‬ية ‪ ،‬ال‪EE‬تي ق‪E‬ام به‪E‬ذه ال‪EE‬دعوة رج‪E‬ل من القرشي أب‪E‬و العب‪EE‬اس عب‪E‬د هللا بن محم‪EE‬د‬
‫ّ‬
‫بن علي بن عب ‪EE‬د هللا بن عب ‪EE‬اس ‪ ،‬ح ‪EE‬تى حكم ‪EE‬وا إلى س ‪EE‬ت مائ ‪EE‬ة س ‪EE‬نة تقريب ‪EE‬ا‪ ،‬وق ‪Eّ E‬دموا‬
‫لإلنسانية من علماء ومؤلفات ونظريات وأفكار ‪ ،‬وبع‪E‬د زمن عدي‪E‬د طلعت على وج‪E‬ه‬
‫األرض ش ‪EE‬مس جدي ‪EE‬دة املس ‪EE‬ماة بالدول ‪EE‬ة العثماني ‪EE‬ة ال ‪EE‬تي ق ‪EE‬ام به ‪EE‬ذه الزعام ‪EE‬ة م ‪EE‬واطن‬
‫ونكل بأعدائها ّ‬ ‫ّ‬ ‫تركيا عثمان بن أرطغرل ‪ ،‬فوضع لدولته بعض ّ‬
‫وأتم تش‪EE‬ريدها‬ ‫أسها‬‫ِ‬
‫من الدول ‪EE‬ة وأق ‪EE‬ام الع ‪EE‬دل والقس ‪EE‬ط بين الن ‪EE‬اس ‪ ،‬وك ‪EE‬ان آخ ‪EE‬ر الس ‪EE‬لطات من الدول ‪EE‬ة‬
‫العثمانية السلطان عب‪E‬د املجي‪E‬د رحم‪EE‬ه هللا رحم‪E‬ة واس‪EE‬عة ال‪EE‬ذي أجلي م‪EE‬ع أس‪EE‬رته من‬
‫ّ‬
‫مس ‪EE‬قط رأس ‪EE‬ه و ُس‪E E‬حبت عقارات ‪EE‬ه ع ‪EE‬ام ‪1924‬م ‪ ،‬مل ‪EE‬ا تتج ‪EE‬اوز مائ ‪EE‬ة س ‪EE‬نة ح ‪EE‬تى اآلن ‪،‬‬
‫ولكن ق ‪EE E‬دموا لألم ‪EE E‬ة من جامع ‪EE E‬ات ومس ‪EE E‬اجد وم ‪EE E‬دارس ديني ‪EE E‬ة ورس ‪EE E‬مية ومعاه ‪EE E‬د‬
‫ومكتب‪EE E‬ات عام‪EE E‬ة‪ ،‬ولق‪EE E‬د ض‪EE E‬مت املدن اإلس‪EE E‬المية الكث‪EE E‬ير من املت‪EE E‬احف واملؤسس‪EE E‬ات‬
‫الحديثة و األنهار‪ E‬الجميلة في زمنهم‪ ، E‬وفي اختالف العصور تب‪E‬دلت الح‪E‬ال غ‪E‬ير الح‪E‬ال‬
‫‪ ،‬طلعت ش‪EE‬مس محم‪EE‬رة في أف‪EE‬ق الع‪EE‬الم اإلس‪EE‬المي‪ ، E‬أن ه‪EE‬ذا الع‪EE‬الم يواج‪EE‬ه في ال‪EE‬وقت‬
‫املذكور ش‪EE‬تى أن‪EE‬واع من التحدي‪EE‬دات والتهدي‪EE‬دات من قب‪EE‬ل أع‪EE‬داء اإلس‪EE‬الم واملس‪EE‬لمين‪،‬‬
‫حيث أنهم‪ E‬مل ‪EE‬ة واح ‪EE‬دة‪ ،‬وال ش ‪EE‬ك في أن م ‪EE‬ا ش ‪EE‬هدته ال ‪EE‬دول اإلس ‪EE‬المية املظلوم ‪EE‬ة من‬
‫الح ‪EE E‬روب املدمرة ورقص ‪EE E‬ات على أش ‪EE E‬الء املس ‪EE E‬لمين واالف ‪EE E‬تراق‪ E‬الش ‪EE E‬ديد واالختالف‬
‫ّ‬
‫املمض ليس إال من قب‪EE E E E E E‬ل أع‪EE E E E E E‬داء‪ E‬اإلس‪EE E E E E E‬الم‬ ‫الهائ‪EE E E E E E‬ل فيم‪EE E E E E E‬ا بينهم والتش‪EE E E E E E‬ريد‬
‫]‪[35‬‬
‫متفقون فيما بين أنفسهم على شرور املسلمين منذ البداي‪EE‬ة ‪،‬‬ ‫واملسلمين ‪،‬حيث أنهم‪ّ E‬‬
‫املتعب‪EE‬ة والواقع‪EE E‬ة املكره‪EE E‬ة ح‪EE E‬دثت بع‪EE E‬د انحط‪EE E‬اط خالف‪EE E‬ة املس‪EE E‬لمين‬ ‫َ‪E‬‬ ‫وه‪EE E‬ذه املن‪EE E‬اظر‬
‫وانهي ‪EE E‬ار الدول ‪EE E‬ة اإلس ‪EE E‬المية ‪ ،‬مم ‪EE E‬ا أص ‪EE E‬بح املس ‪EE E‬لمون ك ‪EE E‬اليتيم بال أب وبال عق ‪EE E‬ارات‬
‫سكنوها هم وآباءهم ‪،‬فتفرقوا في ف‪E‬رق عدي‪E‬دة ‪ ،‬وق‪E‬د أش‪E‬رفوا على نتيج‪E‬ة انته‪E‬ائهم ‪،‬‬
‫ومن الحقيق‪EE‬ة الدامغ‪EE‬ة أن أع‪EE‬داء اإلس‪EE‬الم واملس‪E‬لمين يتق‪Eّ E‬دمون يوم‪EE‬ا فيوم‪EE‬ا ص‪EE‬ناعيا‬
‫ّ‬
‫مكتظ ‪EE‬ون باملخترع‪EE E‬ات العلمي‪EE E‬ة ‪،‬‬‫‪E‬‬ ‫ومادي‪EE E‬ا‪ -‬تكنولوجي‪EE E‬ا واقتص‪EE E‬اديا ‪ ،‬وبغ‪EE E‬ير ذل‪EE E‬ك هم‬
‫ولكن ل‪EE E E‬و نظرن‪EE E E‬ا إلى خريط‪EE E E‬ة الع‪EE E E‬الم اإلس‪EE E E‬المي‪ E‬املعاص‪EE E E‬ر لوج‪EE E E‬دنا مس‪EE E E‬لمي بالده‬
‫منس ‪Eَ E E‬حبين من تل ‪EE E‬ك العق ‪EE E‬ارات ال ‪EE E‬تي س ‪EE E‬كنوها هم وآب ‪EE E‬اءهم وأج ‪EE E‬دادهم‪ E‬لق ‪EE E‬رون ‪،‬‬
‫املرجوة ‪ ،‬مظلومين من كل جانب ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫محرومين عن حقوقهم‬

‫ه‪EE E‬ذا‪ E،‬فهم منتظ‪EE E‬رون قائ‪EE E‬دا يق‪EE E‬ودهم تحت قي‪EE E‬ادة واح‪EE E‬دة‪ُ E،‬وينجيهم من ظلم الي‪EE E‬د‬
‫‪E‬يد مث ‪EE E‬ل‬
‫الوحش ‪EE E‬ية من اليه ‪EE E‬ود املغض ‪EE E‬وب والنص ‪EE E‬ارى الض ‪EE E‬الة ‪ ،‬ومش ‪EE E‬تاقون إلى س ‪ٍ E E‬‬
‫ّ‬
‫األي ‪EE E‬وبي ُينق‪EE E‬ذ بيت املق ‪EE E‬دس وأهل‪EE E‬ه من املحتلين امللع ‪EE E‬ونين ‪ ،‬ومحت‪EE E‬اجون إلى خ ‪EE E‬ادم‬
‫يستعيدهم القرون األولى!‬
‫ّ‬
‫مستعد‪...............‬؟؟؟‬ ‫فهل منكم‬

‫ّ‬
‫مسقط الرأس ‪জন্মভূ মি‬‬ ‫املتطلبات ‪চাহিদা দাবি‬‬

‫عقار (ج) عقارات ‪স্থাবর সম্পত্তি, ঘরবাড়ি‬‬ ‫قام بـ ‪প্রতিষ্ঠা করা‬‬

‫املواجهة ‪মুখোমুখি হওয়া‬‬ ‫زعامة ‪নেতৃ ত্ব‬‬


‫ّ ُأ‬
‫أس ج سس ‪ভিত্তি , ‍বুনিয়াদ‬‬
‫التحديدات‪ E‬و التهديدات‪চ্যালেঞ্জ ও হুমকি E‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫نكل ‪কঠোর দৃষ্টান্ত স্থাপন করা‬‬
‫أتم تشريدها ‪সে তাদেরকে তাড়িয়ে‬‬
‫إلجالء ‪উচ্ছেদ, বিতাড়ণ‬‬
‫]‪[36‬‬
‫‪দিয়েছে‬‬

‫املصائب والصبر عليها‬

‫عبد الحميد‬

‫ومن الحقيقة التي ال يتطرق إليها أدنى شك في أن هللا الواحد الديان يحب عباده حبا‬
‫ّ‬
‫جما منقطع النظير‪ ،‬وما خلق هللا من شيء إال سخره لإلنسان ‪ ،‬كما قال هللا عز وجل ‪:‬‬
‫ض َج ِم ْي ًعا ﴾[البقرة‪ ]29 :‬ويعدهم ما يحتاجون إليه في‬ ‫ُ َ َّ ْ َ َ َ َ ُ ْ َ ْ َأْل ْ‬
‫﴿ هو ال ِذي خلق لكم ما ِفي ا ر ِ‬
‫سير حياتهم ‪ ،‬وغير أنه يصيبهم بين حين وحين بمشاكل ومصائب ونكبات ليبلوهم أيهم‬
‫َّ ْ َ َ َ مَل ْ َ ْ َ ُ ُ َأ ُ َأ‬
‫وت َوال َح َياة ِل َي ْبل َوك ْم َّيك ْم ْح َس َن‬ ‫أحسن عمال ‪ ،‬كما قال هللا تعالى ‪ ﴿ :‬ال ِذي خلق ا‬
‫اًل‬
‫َع َم ﴾ [امللك ‪. ]2 :‬‬

‫]‪[37‬‬
‫واملصائب والنوازل ما تصيبهم هي من كسب أيدي الناس كما جاء في الكتاب املنزل ‪﴿ :‬‬
‫اس ﴾ [الروم ‪ ]41:‬وفي آية أخرى ‪﴿ :‬‬ ‫َظ َه َر ْٱل َف َس ُاد فى ْٱل َب ّر َو ْٱل َب ْحر ب َما َك َس َب ْت َأ ْيدى َّ‬
‫ٱلن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ َأ َٰ َ ُ ّ ُّ َ ۢ َ َ َ َ َ ْ َأ ْ ُ‬
‫ومٓا صبكم ِمن م ِصيب ٍة ف ِبما كسبت ي ِديكم ﴾[الشورى‪ ]30 :‬وإن الباليا والكوارث تكون‬
‫أحيانا نعمة للعباد ‪ ،‬وبها َس ِل ست قلوبهم ويثوبون إلى هللا ويتوبون إليه ‪ ،‬وترفع درجاتهم‬
‫في الدارين ‪ ،‬وتنزل عليهم الرحمة ‪ُ ،‬ويبتلى املؤمنون بحسب إيمانهم‪ ، E‬وورد في الحديث‬
‫الشريف (( أشد الناس بالء األنبياء ثم األمثل فاألمثل)) [سنن الترمذي‪.]2398 :‬‬

‫ومن املعلوم أن نبينا كان خاتم األنبياء وسيد الكون رحمة للعلمين‪ ،‬مع ذلك أنه لم‬
‫يتخلص من معاناة املصائب حتى الرمق األخير ‪ ،‬بل عانى بغاية املصائب مقارنة باألنبياء‬
‫اآلخرين ‪ .‬وكان النبي ﷺ ُرزق ولداه العزيزان‪ E‬قاسم وإبراهيم ‪ ،‬وخطفهما املنون وهما‬
‫صغيران ‪ ،‬وكان أهل مكة يؤذي النبي ﷺ من كل جانب ‪ ،‬كما رموا في طريقه الشوك‬
‫يتخلص أيضا من مؤامراتهم في الصالة ‪ ،‬ألقوا عليه‬ ‫ْ‬ ‫وهو ماش ‪ ،‬ومن املؤسف أنه لم‬
‫أحشاء الناقة وهو ساجد ‪ ،‬فضال عن أنه ترك مسقط رأسه الحبيب مكة املكرمة ألجل‬
‫إيذاء الكفار ‪ ،‬وكيف كان ذلك أشد املصائب والنوازل عليه ؟ وكذلك يختبر هللا عباده‬
‫املصطفين واملخلصين بأنواع املصائب حينا فحينا ‪ ،‬كما ورد في الحديث ‪(( :‬الدنيا سجن‬
‫املؤمن وجنة الكافر))(مسلم‪ )2956:‬املؤمن ال ينال كلما يتمنى في الدنيا بل ينال مقابله‬
‫ُ ْ‬ ‫َأ َ َ َّ ُ َأ ۡ ُ ْ َأ‬
‫اس ن ُيت َرك ٓوا ن َي ُقول ٓوا َء َام َّنا‬ ‫مراتب في الجنة ‪ ،‬وقال الواحد الديان ‪ ﴿ :‬ح ِسب ٱلن‬
‫‪َ  ‬و ُه ۡم اَل ُي ۡف َت ُن َ‬
‫ون﴾ [العنكبوت‪]2 :‬‬

‫‪ ،‬ويختبر هللا عباده بأشياء متنوعة ‪ ،‬مثل ذهاب املال ‪ ،‬وموت الولد وضيق ذات‬
‫وع‬ ‫َ َ َ ْ ُ َ َّ ُ ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ ْ ُ‬
‫اليد ‪ ...‬هلم َأْلجرا‪ ،‬كما َأْلجاء في القرآن‪ E‬الكريم ‪ ﴿ :‬ولنبلونكم ِبشي ٍء ِمن الخو ِف والج ِ‬
‫ين ﴾[ البقرة‪ . ]155:‬ومن ناحية‬ ‫ات َو َب ّشر َّ‬
‫الصابر َ‬ ‫َو َن ْقص ِم َن ا ْم َوال َوا ْن ُف َ َّ َ َ‬
‫ِِ‬ ‫س والثمر ِ‪ِ ِ E‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫أخرى املصائب تكون تارة عذابا للكافرين الذين نسوا اهللا فنسيهم وينكلهم بها ‪،‬‬
‫ّ‬
‫فتمسهم الذلة والحيرة في الكونين‪ ، E‬فاملصيبة تصير عبرة واتعاظا للمؤمنين فيبتعدون‬
‫عن املعاصي وينوبون إلى إطاعة هلل ورسوله ‪ ،‬كما قال تعالى ‪ :‬لعلهم‪ E‬يرجعون ‪.‬‬
‫]‪[38‬‬
‫فالعبد إذا صبر عند املصيبة وفي كل مشكلة وتوكل على هللا وما جزع وما لفظ قوال‬
‫َّ َ َ‬
‫يفضي إلى الكفر ‪ ،‬بل يقول ‪ :‬إنا هلل وإنا إليه راجعون ‪ ،‬كما نزلت اآلية ‪ ﴿ :‬ال ِذين ِإ ذا‬
‫َأ َ‬
‫ص َاب ْت ُهم ُّمص َيب ٌة َق ُالوا َّنا ل َّله َو َّنا َل ْيه َراج ُع َ‬
‫ون﴾ [البقرة‪]156 :‬‬ ‫ِإ ِ ِ ِإ ِإ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ،‬فينال أجرا عظيما من جانب هللا ويفرج هللا عنه النازلة والشدة ويشعر بالسرور‬
‫وهدوء كأنه لم تصبه املصيبة ‪ ،‬فعلينا االستعانة عنه املصيبة بالصبر والصالة ‪ ،‬ألنهما‬
‫من أهم مفاتيح االستعانة ‪ ،‬كما جاء في التنزيل العزيز‪" : E‬يا أيها الذين آمنوا استعينوا‬
‫بالصبر والصالة إن هللا مع الصابرين ‪ ،‬ويمحو الصبر الخطايا‪ E‬الذنوب‪ ، E‬كما ورد في‬
‫الحديث النبوي ‪ :‬أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬ما يصيب املسلم من نصب‬
‫كفر هللا بها من‬ ‫وال وصب وال هم وال حزن وال أذى وغم ‪ ،‬حتى الشوكة يشاكها ‪ ،‬إال ّ‬
‫خطاياه‪. E‬‬

‫ومن الجدير بالذكر أن الصبرعلى ثالثة أقسام ‪ :‬األول ‪ ،‬الصبر على املصيبة ‪ :‬يذكر العبد‬
‫ّ‬
‫ربه ويسل م قضاءه ويرجو مثوبته ‪ .‬والثاني ‪ :‬الصبر على العبادة ‪ ،‬عندما ينهض العبد‬
‫من املنام في موسم الشتاء ويتوضأ باملاء البارد ليؤدي صالة الصبح ‪ ،‬وحينما يترك‬
‫الطعام واملشروب الشهي مع أنه يمس بالحاجة إليها‪ . E‬والثالث ‪ :‬الصبر عن املعصية ‪،‬‬
‫حينما العبد يبتعد عن الزنا مع أن الفتاة الجميلة‪ E‬تدععوه إليها ‪ ،‬نهاية املطاف إن الصبر‬
‫كل أقسام طريق الفوز والنجاح والسعادة في الدارين‪ ،‬أخيرا نطلب من هللا تعالى‬
‫اإلستقامة على اإلسالم وأن يجعلنا من عباده املخلصين ‪.‬آمين‪.‬‬

‫نهاية املطاف ‪পরিশেষ‬‬ ‫نكبة [ ج] نكبات ‪মসিবত‬‬


‫الرمق األخير ু‪মৃত্য‬‬ ‫كارثة [ ج] كوارث ‪বিপদ‬‬
‫حشى [ ج] أحشاء ‪নাড়িভুঁ ড়ি‬‬ ‫َس ِلس ‪নরম হওয়া -‬‬
‫ু‪ মৃত্য‬املنون‬ ‫ضيق ذات اليد ‪অভাব অনটন‬‬
‫]‪[39‬‬
‫‪ অতীব ‍প্রয়োজন‬يمس بحاجة إليه‬

‫ّ‬
‫ومضاره في التأخير‬ ‫التعجيل في النكاح فوائده‬

‫نعمان‪ E‬بن إسماعيل‬


‫مم ‪EE‬ا ال يتط ‪EE‬رق إلي ‪EE‬ه أدنى ش ‪EE‬ك في أن اإلنس ‪EE‬ان محت ‪EE‬اج في عيش ‪EE‬ه إلى الطع ‪EE‬ام ‪ ،‬وال‬
‫يس‪EE E‬تطيع أح‪EE E‬د على العيش‪ E‬بغ‪EE E‬ير الطع‪EE E‬ام ‪ ،‬ألن هللا تع‪EE E‬الى خل‪EE E‬ق اإلنس‪EE E‬ان وجع‪EE E‬ل في نفس‪EE E‬ه‬
‫غري‪EE‬زتين ‪ ،‬إح‪EE‬داهما‪ E‬الطع‪EE‬ام ‪ ،‬واآلخ‪EE‬ر‪ :‬الش‪EE‬هوة الطبيعي‪EE‬ة ال‪EE‬تي يك‪EE‬ون به‪EE‬ا النس‪EE‬ل‪ ،‬كم‪EE‬ا أن‬
‫اإلنس‪EE‬ان يحت‪EE‬اج إلى الطع‪EE‬ام عن‪EE‬دما يج‪EE‬وع ‪ٰ ،‬هك‪EE‬ذا ال يمل‪EE‬ك نفس‪EE‬ه إذا اش‪EE‬تدت الش‪EE‬هوة ‪ ،‬م‪EE‬ا‬
‫يص ‪EE‬نع اإلنس ‪EE‬ان إذا يج ‪EE‬وع وال يج ‪EE‬د م ‪EE‬ا يأك ‪EE‬ل ؟ يص ‪EE‬بر على الطع ‪EE‬ام ح ‪EE‬تى يج ‪EE‬ده ‪ ،‬وإن وج ‪EE‬د‬
‫الطع ‪EE‬ام ولكن ُمن ‪EE‬ع من ‪EE‬ه فم ‪EE‬ا يص ‪EE‬نع؟ ف ‪EE‬إذن يس ‪EE‬رق الطع ‪EE‬ام وي ‪EE‬رتكب الج ‪EE‬رائم ‪ ،‬هك ‪EE‬ذا إذا‬
‫اش‪EE‬تدت الش‪EE‬هوة يمضي كث‪EE‬ير من الش‪EE‬بان إلى طري‪EE‬ق الح‪EE‬رام ويرتكب‪EE‬ون الج‪EE‬رائم ‪ ،‬فال ب‪EE‬د‬
‫يتزوجوا الشبان في الوقت املناسب ‪.‬‬ ‫لألولياء من أن ّ‬
‫ال‪EE‬وقت املناس‪EE‬ب للنك‪EE‬اح‪ E‬ه‪EE‬و وقت البل‪EE‬وغ ‪ ،‬على األك‪EE‬ثر إذا بل‪EE‬غ الش‪EE‬اب الس‪EE‬ادس أو‬
‫الث‪EE E‬امن عش‪EE E‬ر من عم ‪EE‬ره ‪ ،‬كم‪EE E‬ا ن ‪EE‬رى أج ‪EE‬دادنا أنهم ي ‪EE‬تزوجون بع ‪EE‬د البل ‪EE‬وغ ‪ ،‬ولكن في ه ‪EE‬ذا‬
‫الس‪EE‬ن ي‪EE‬درس الش‪EE‬بان في املدارس وتس‪EE‬تمر دراس‪EE‬تهم إلى خمس وعش‪EE‬رين من عم‪EE‬رهم على‬
‫األقل‪ ،‬فكيف يتزوجون؟ واألولياء‬
‫]‪[40‬‬
‫يمنعونهم عن النكاح‪ E‬في هذا السن ‪ ،‬فما الحيلة إلى ذلك؟‬

‫الس‪EE‬وال املهم هن‪EE‬ا ‪ ،‬وه‪EE‬و كي‪EE‬ف يعيش الش‪EE‬اب بغ‪EE‬ير أم‪EE‬وال م‪EE‬ع زوجت‪EE‬ه ؟ وكث‪EE‬ير من‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يفك رون فيم‪E‬ا ال يع‪E‬ني ‪ ،‬ألن الش‪EE‬اب ُيواص‪E‬ل الدراس‪E‬ة‬ ‫يفك رون في ه‪EE‬ذا األم‪E‬ر‪ ،‬ولكن ‪E‬‬‫الن‪EE‬اس ‪E‬‬
‫بع‪EE‬د ال‪EE‬زواج وأب‪EE‬وه يس‪EE‬اعده في التكلف‪EE‬ة‪،‬إال أن هن‪EE‬اك مش‪EE‬كال كب‪EE‬يرا‪ ،‬كي‪EE‬ف ينف‪EE‬ق األب على‬
‫ول ‪EE‬ده وه‪EE‬و بل‪EE‬غ في س‪EE‬ن الض‪EE‬عف؟‪ E‬وال يق‪EE‬در التحص ‪EE‬يل على األم‪EE‬وال ‪ ،‬ألن ‪EE‬ه ق‪EE‬د ت ‪ّ E‬‬
‫‪E‬زوج بع‪EE‬د‬
‫انتهاء وقت الشباب‪ ،‬واآلن ابنه صغير وهو بلغ في سن الضعف ‪ ،‬فال يقوم بتص‪EE‬رف ول‪EE‬ده‬
‫‪ ،‬وإن ك‪E‬ان زواج‪E‬ه مثال في الث‪EE‬امن عش‪EE‬رمن عم‪EE‬ره ‪ ،‬فك‪EE‬ان ه‪E‬و ق‪EE‬ادرا على اكتس‪EE‬اب األم‪E‬وال‪،‬‬
‫وتص‪EE‬رف على ول‪EE‬ده بع‪EE‬د أن ّزوج ول‪EE‬ده ‪ ،‬إذا ك‪EE‬انت الطريق‪EE‬ة هك‪EE‬ذا وج‪EE‬د ك‪EE‬ل ش‪EE‬اب فرص‪EE‬ة‬
‫ذهبية للزواج في الوقت املناسب‪ ،‬وال يرتكب أحد منهم الجرائم ‪ ،‬كما كان في أجدادنا‪.‬‬

‫التعجي‪EE‬ل في ال‪EE‬زواج يتس‪EE‬بب في ك‪EE‬ون الرج‪EE‬ل أب‪EE‬ا في قلي‪EE‬ل عم‪EE‬ره ‪ ،‬ونحن نعلم جي‪EE‬دا‬
‫أن بع‪EE E E‬د ال‪EE E E‬زواج تتح‪EE E E‬ول أح‪EE E E‬وال األس‪EE E E‬رة وك‪EE E E‬ل يش‪EE E E‬تغلون بش‪EE E E‬أنهم ‪ ،‬يع‪EE E E‬ني أن اإلخ‪EE E E‬وان‬
‫يشتغلون بعد الزواج بأس‪EE‬رتهم وأوالدهم ‪ ،‬فتك‪EE‬ون أق‪EE‬رب الن‪EE‬اس للرج‪E‬ل زوجت‪EE‬ه وأوالده ‪،‬‬
‫ف‪EE‬إذا ت‪EE‬زوج أح‪EE‬د في قلي‪EE‬ل عم‪EE‬ره ك‪EE‬بر أوالده قب‪EE‬ل س‪EE‬ن هرم‪EE‬ه‪ ،‬وأتيحت ل‪EE‬ه الفرص‪EE‬ة لتعليم‬
‫األوالد بغ‪EE‬ير ح‪EE‬رج وال مش‪EE‬كلة ‪ ،‬وك‪EE‬ان األوالد يبلغ‪EE‬ون الحي‪EE‬اة العملي‪EE‬ة وأب‪EE‬وهم ق‪EE‬وي ق‪EE‬ادر‬
‫على حيات‪E‬ه العملي‪E‬ة ‪ ،‬وم‪E‬ع ذل‪E‬ك إن أص‪E‬ابه الض‪E‬عف ف‪E‬األوالد يمكن لهم أن يق‪E‬وم بمس‪E‬اعدة‬
‫أبيهم‪ ، E‬مثال إذا ت‪EE‬زوج أح‪EE‬د وك‪EE‬ان عم‪EE‬ره الث‪EE‬امن عش‪EE‬ر وبل‪EE‬غ أب‪EE‬وهم أربعين من عم‪EE‬ره يك‪EE‬بر‬
‫أوالده وي ‪EE‬دخلون الحي ‪EE‬اة العملي ‪EE‬ة‪ ،‬ويس ‪EE‬تطيعون أن يقوم ‪EE‬وا بمس ‪EE‬اعدة أبيهم ‪ .‬بخالف ‪EE‬ه إذا‬
‫ت‪EE‬زوج رج‪EE‬ل ق‪EE‬د بل‪EE‬غ الخ‪EE‬امس والثالثين من عم‪EE‬ره ‪ ،‬فيبل‪EE‬غ اله‪EE‬رم وك‪EE‬ان األوالد ص‪EE‬غارا ‪ ،‬فال‬
‫يستطع أن يقوم بتعليم األوالد وال يجد أحدا ينفق عليه وعلى أوالده ‪ ،‬وهكذا إذا أصابه‬
‫املرض يحتاج إلى الغير بغير أوالده لكونهم صغارا‪.‬‬

‫]‪[41‬‬
‫إن كث‪EE E E E‬يرا من الن‪EE E E E‬اس يخش‪EE E E E‬ون الفق‪EE E E E‬ر على أنفس‪EE E E E‬هم ب‪EE E E E‬الزواج‪ ، E‬ويظن‪EE E E E‬ون أنهم‬
‫يحتاجون إلى أموال كثيرة ‪ ،‬ألن الزواج‪ E‬يتطلب إلى أموال كثيرة في ه‪E‬ذا العص‪EE‬ر الح‪E‬ديث ‪،‬‬
‫م‪EE‬ع ذل‪EE‬ك يك‪EE‬ون ال‪EE‬زوج مس‪EE‬ؤول الزوج‪EE‬ة في التص‪EE‬رف عليه‪EE‬ا ‪ ،‬فل‪EE‬ذا يخشى كث‪EE‬ير من الن‪EE‬اس‬
‫الفق ‪EE E‬ر على أنفس ‪EE E‬هم ‪ ،‬ولكن فك ‪EE E‬رتهم وخش ‪EE E‬يتهم ملغ ‪EE E‬اة في الحقيق ‪EE E‬ة‪ ،‬ألن هللا تع ‪EE E‬الى وع ‪EE E‬د‬
‫ب‪EE E‬الغنى للم‪EE E‬تزوجين وق‪EE E‬ال‪﴿ :‬وأنكح‪EE E‬وا األي‪EE E‬امى منكم والص‪EE E‬الحين من عب‪EE E‬ادكم وإم‪EE E‬ائكم إن‬
‫يكون‪EE‬وا فق‪EE‬راء يغنهم هللا من فض‪EE‬له﴾﴿الن‪EE‬ور‪ ﴾32:‬وق‪EE‬ال أب‪EE‬و بك‪EE‬ر رضي هللا عن‪EE‬ه ‪" :‬أطيع‪EE‬وا‬
‫هللا فيم‪EE‬ا أم‪EE‬ركم من النك‪EE‬اح ينج‪EE‬ز لكم م‪EE‬ا وع‪EE‬دكم من الغ‪EE‬نى" ‪ ،‬وق‪EE‬ال إبن عب‪EE‬اس رضي هللا‬
‫ّ‬
‫عن‪EE‬ه ‪" :‬رغبهم هللا في ال‪EE‬زواج ‪ ،‬وأم‪EE‬ر ب‪EE‬ه األح‪EE‬رار والعبي‪EE‬د ووع‪EE‬دهم علي‪EE‬ه الغ‪EE‬نى وق‪EE‬ال ‪ :‬إن‬
‫يكونوا‪ E‬فقراء يغنهم هللا من فضله "‪.‬‬

‫إن ع‪EE‬ون هللا تع‪EE‬الى الزم م‪EE‬ع الن‪EE‬اكح ال‪EE‬ذي يري‪EE‬د العف‪EE‬اف فال خ‪EE‬وف على الش‪EE‬باب في ال‪EE‬زواج‬
‫في الوقت املناسب ‪ ،‬جاء في الترمذي عن أبي هريره رضي هللا تع‪E‬الى عن‪EE‬ه عن الن‪E‬بي ﷺق‪EE‬ال‬
‫(( ‪ ‬ثالث‪EE‬ة ح‪EE‬ق على هللا ع‪EE‬ونهم‪ :‬املجاه‪EE‬د في س‪EE‬بيل هللا‪ ،‬واملك‪EE‬اتب ال‪EE‬ذي يري‪EE‬د األداء‪ ،‬والن‪EE‬اكح‬
‫الذي يريد العفاف))[سنن الترمذي‪.]1655:‬‬

‫إذا نكح الش ‪EE E‬اب يتوج ‪EE E‬ه قلب ‪EE E‬ه إلى ج ‪EE E‬انب واح ‪EE E‬د يع ‪EE E‬ني إلى زوجت ‪EE E‬ه ‪ ،‬فال تس ‪EE E‬نح ل ‪EE E‬ه‬
‫فرصة االنشغال في الزنا‪ E‬ألنه ال ينظر إلى امرأة أجنبية لكونه متزوج‪E‬ا ‪ ،‬والنظ‪E‬ر ب‪E‬اب الزن‪E‬ا‬
‫إذا اجتنب عن النظ‪EE‬ر فكي‪EE‬ف يق‪EE‬ع في الزن‪EE‬ا ؟ ذل‪EE‬ك نظ‪EE‬را لس‪Eّ E‬د ب‪EE‬اب الزن‪EE‬ا و س‪EE‬المة النفس‬
‫من أنواع هذه املعص‪E‬يات ‪ ،‬فل‪E‬ذا واجب على الش‪E‬اب أن ي‪E‬تزوج في ال‪E‬وقت املناس‪E‬ب يع‪E‬ني إذا‬
‫بلغ مبلغ الرجال ‪ ،‬لكون الشهوة أشد في هذا الوقت‪.‬‬

‫نحن نعلم جي‪EE‬دا أن أحب العب‪EE‬ادة إلى هللا العب‪EE‬ادة في الش‪EE‬باب ‪ ،‬ق‪EE‬د ج‪EE‬اء في ح‪EE‬ديث ‪:‬‬
‫(( سبعة يظلهم هللا في ظله يوم ظ‪E‬ل إال ظل‪E‬ه ‪ ....‬الش‪E‬اب نش‪E‬أ في عب‪E‬ادة هللا تع‪E‬الى )) [ص‪E‬حيح‪E‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫البخ ‪EE‬اري‪ ]1423:‬ف ‪EE‬إذا ت ‪EE‬زوج ش ‪EE‬اب يس ‪EE‬تقر قلب ‪EE‬ه في العب ‪EE‬ادة ويش ‪EE‬عر بالل ‪EE‬ذة فيه ‪EE‬ا ‪ ،‬ألن ل ‪EE‬ذة‬
‫]‪[42‬‬
‫العب‪EE E E‬ادة ال يج‪EE E E‬د أح‪EE E E‬د إال إذا اجتنب عن املعص‪EE E E‬ية ‪ ،‬ألن العب‪EE E E‬ادة ن‪EE E E‬ور واملعص‪EE E E‬ية ظلم ‪،‬‬
‫وكالهما ال توجدان في مكان واحد ‪.‬‬

‫كل إنسان يري‪E‬د أن يعم‪E‬ل ش‪E‬يئا يفي‪E‬د الن‪E‬اس في املجتم‪E‬ع ‪ ،‬ويحت‪E‬اج ل‪E‬ه إلى املروؤة في‬
‫ُ‬
‫املجتم ‪EE E‬ع ‪ ،‬وال تق ‪EE E‬وي املروؤة في املجتم ‪EE E‬ع إال ب ‪EE E‬الزواج ‪ ،‬ف ‪EE E‬إذا نكح الش ‪EE E‬اب تق ‪Eّ E E‬و املروؤة في‬
‫يعدونه من الكبار والكرام ‪ ،‬فتتيح له فرص‪E‬ة للقي‪E‬ام بشيء يفي‪E‬د الن‪E‬اس‬ ‫املجتمع ‪ ،‬والناس ّ‬
‫‪ ،‬والطريق إليه هو الزواج‪E.‬‬

‫‪E‬زوج ش‪EE‬اب تنش‪EE‬أ الثق‪EE‬ة بنفس‪EE‬ه وت‪EE‬زداد ق‪EE‬وة العم‪EE‬ل وه‪EE‬و يس‪EE‬تطيع على القي‪EE‬ام‬ ‫إذا ت‪ّ E‬‬
‫بفع ‪EE E‬ل ال يفك ‪EE E‬ر ب ‪EE E‬ه قب ‪EE E‬ل ال ‪EE E‬زواج ‪ ،‬وهك ‪EE E‬ذا تق ‪EE E‬وي ق ‪EE E‬وة الفك ‪EE E‬ر ويأخ ‪EE E‬ذ مس ‪EE E‬ؤولية النفس‬
‫واألسرة واملجتمع وكل ما يحتاج إلي‪E‬ه ‪ ،‬ألن امرأت‪E‬ه تص‪E‬حبه وترش‪E‬ده إلى الص‪E‬واب وتمنع‪E‬ه‬
‫عن املنك‪EE‬ر‪ ،‬ف‪EE‬تزداد ق‪EE‬وة العم‪E‬ل‪ E‬ويزي‪EE‬د الش‪EE‬وق في العب‪EE‬ادة ويش‪EE‬عر بل‪EE‬ذتها ‪ ،‬ألن املرأة س‪EE‬كن‬
‫للرج‪EE E‬ل ‪ ،‬كم‪EE E‬ا ق‪EE E‬ال هللا تع‪EE E‬الى ‪﴿:‬ه‪EE E‬و ال‪EE E‬ذى خلقكم من نفس واح‪EE E‬دة وجع‪EE E‬ل منه‪EE E‬ا زوجه‪EE E‬ا‬
‫ليس‪EE‬كن إليه‪EE‬ا ﴾﴿األع‪EE‬راف ‪ ﴾189‬كم‪EE‬ا أن اإلنس‪EE‬ان يتخ‪EE‬ذ املس‪EE‬كن ؛ ليس‪EE‬تتر ب‪EE‬ه الح‪EE‬ر وال‪EE‬برد‬
‫وغ‪EE E‬ير ذل ‪EE‬ك ‪ ،‬ف‪EE E‬إن الزوج‪EE E‬ة تك‪EE E‬ون س‪EE E‬كنا لزوجه‪EE E‬ا ‪ ،‬ويطمئن إليه‪E E‬ا‪ E‬ويج‪EE E‬د في قربه‪EE E‬ا األنس ى‬
‫والراحة ‪ ،‬وتكون الرحمة واملودة بينهما كما قال هللا تعالى ‪﴿ :‬ومن آيات‪E‬ه أن خل‪E‬ق لكم من‬
‫أنفس‪EE E‬كم أزواج‪EE E‬ا لتس‪EE E‬كنوا إليه‪EE E‬ا وجع‪EE E‬ل بينكم م‪EE E‬ودة ورحم‪EE E‬ة ‪ ،‬إن في ذل‪EE E‬ك آلي‪EE E‬ات للق‪EE E‬وم‬
‫يتفكرون ﴾﴿الروم ‪.﴾21‬‬

‫ومن ت ‪EE‬أخر في النك ‪EE‬اح ويش ‪EE‬تغل باملعص ‪EE‬ية أك ‪EE‬ثر وقت ‪ ،‬فال يش ‪EE‬عر بل ‪EE‬ذة العب ‪EE‬ادة وال‬
‫عد في املجتم‪E‬ع من الكب‪E‬ار ‪ ،‬فال يق‪E‬وم بعم‪E‬ل يفي‪E‬د الن‪E‬اس في املجتم‪E‬ع م‪E‬ع كون‪E‬ه ق‪E‬ادرا علي‪E‬ه‪،‬‬ ‫ُي ّ‬
‫ويعيش متح‪Eّ E‬يرا ‪ ،‬ألن‪EE‬ه ال يج‪EE‬د أح‪EE‬دا ُيرش‪EE‬ده إلى الص‪EE‬واب ويمنع‪EE‬ه عن املنك‪EE‬ر فال يمي‪EE‬ل إلى‬
‫العب‪EE‬ادة والعم‪EE‬ل لنفس‪EE‬ه وللمجتم‪EE‬ع ولك‪EE‬ل م‪EE‬ا يحت‪EE‬اج إلي‪EE‬ه ‪ ،‬فيهم‪EE‬ل في العم ‪E‬ل‪ E‬وال يس‪EE‬تمتع‬
‫بحياته ‪.‬‬
‫]‪[43‬‬
‫ق‪EE‬ال العلم‪EE‬اء ‪ :‬إن ال‪EE‬تزوج م‪EE‬ع الش‪EE‬هوة أفض‪EE‬ل من نواف‪EE‬ل العب‪EE‬ادات‪ E‬؛ ملا ي‪EE‬ترتب علي‪EE‬ه‬
‫من املص‪E‬الح الكث‪E‬يرة‪ ،‬وق‪E‬د يك‪E‬ون النك‪E‬اح‪ E‬واجب‪E‬ا في بعض األحي‪E‬ان كم‪E‬ا إذا ك‪E‬ان الرج‪E‬ل ق‪E‬وي‬
‫الشهوة ‪ ،‬ويخاف على نفسه من الحرام إن لم يتزوج‪ ،‬فهن‪E‬ا يجب علي‪E‬ه أن ي‪E‬تزوج إلعف‪E‬اف‬
‫نفس‪EE‬ه وكفه‪EE‬ا عن الح‪EE‬رام ‪ ،‬روى البخ‪EE‬اري ومس‪EE‬لم في ص‪EE‬حيحيهما من ح‪EE‬ديث عب‪EE‬د هللا ابن‬
‫مسعود رضي هللا عنهما ‪ :‬أن النبي ﷺقال‪ (( :‬يا معشر الشباب‪ ،‬من استطاع منكم الباءة‬
‫‪E‬اليتزوج؛ فإن‪EE‬ه أغض للبص‪EE‬ر‪ ،‬وأحس‪EE‬ن للف‪EE‬رج‪ ،‬ومن لم يس‪EE‬تطع فعلي‪EE‬ه بالص‪EE‬وم ؛ فإن‪EE‬ه ل‪EE‬ه‬ ‫ف‪ّ E‬‬
‫وجاء))[ صحيح البخاري‪.]5065 :‬‬

‫ماذا ّ‬
‫قدمت املدارس الدينية للمجتمعات؟‬
‫ياسين بن حبيب الرحمن‬

‫محم دا الع‪EE‬ربي‪ E‬ﷺ من ق‪EE‬ريش ب‪EE‬أرض مك‪EE‬ة رس‪EE‬وال ونبي‪EE‬ا‪ ،‬وك‪EE‬انت الع‪EE‬رب‬ ‫بعث هللا ّ‪E‬‬
‫غارق‪EE‬ة في ظلم‪EE‬ة الكف‪EE‬ر والش‪EE‬رك واألعم‪EE‬ال القبيح‪EE‬ة‪ ،‬ولم يكن على وج‪EE‬ه األرض منك‪EE‬ر إال‬
‫يأتون ‪EE E‬ه‪ ،‬وال ذنب إال يرتكبون ‪EE E‬ه‪ ،‬واتخ ‪EE E‬ذوا األوث ‪EE E‬ان والش ‪EE E‬مس والقم ‪EE E‬ر آله ‪EE E‬ة من دون هللا‪،‬‬
‫وك ‪EE E‬ان ض‪EE E E‬اللهم يش ‪EE E‬تد على م‪EE E E‬ر األي ‪EE E‬ام‪ ،‬ولم يكن على وج‪EE E E‬ه األرض ق ‪EE E‬وة تمس ‪EE E‬ك بي ‪EE E‬دهم‬
‫فوس‪E‬د إلي‪EE‬ه مس‪EE‬ؤولة أعظم‪ ،‬مس‪E‬ؤولية‬ ‫وتمنعهم من ال‪EE‬تردي‪ ،‬آن‪EE‬ذاك ك‪E‬انت بعث‪E‬ة الن‪E‬بي ﷺ‪ُ ،‬‬
‫دع ‪EE‬وة ه ‪EE‬ؤالء الخل ‪EE‬ق إلى خ ‪EE‬القهم‪ ،‬ومس ‪EE‬ؤولية إرش ‪EE‬ادهم طري ‪EE‬ق الح ‪EE‬ق والنج ‪EE‬اة‪ ،‬فأص ‪EE‬بحت‬
‫ال‪EE‬دعوة ش‪EE‬غله الش‪EE‬اغل‪ ،‬وعك‪EE‬ف الن‪EE‬بي الك‪EE‬ريم ﷺ عليه‪EE‬ا‪ ،‬وص‪EE‬ارت مهمت‪EE‬ه‪ ،‬فك‪EE‬انت ال‪EE‬دعوة‬
‫واإلرشاد من أولى األولويات عند النبي الكريم ﷺ‪.‬‬
‫]‪[44‬‬
‫وإض ‪EE‬افة إلى ذل ‪EE‬ك أعطى هللا رس ‪EE‬وله واجب ‪EE‬ات تج ‪EE‬اه األم ‪EE‬ة‪ ،‬ي ‪EE‬أتي الق ‪EE‬رآن الك ‪EE‬ريم‬
‫ي‪EE‬ذكر إلى تل‪EE‬ك املس‪EE‬ؤولية مس‪EE‬ؤولية التعليم في مواق‪EE‬ف‪ ،‬حيث يق‪EE‬ول هللا س‪EE‬بحانه وتع‪EE‬الى ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫﴿ه‪EE E E‬و ال‪EE E E‬ذي بعث في األم‪EE E E‬يين رس‪EE E E‬وال منهم يتل‪EE E E‬و عليهم آيات‪EE E E‬ه وي‪EE E E‬زكيهم ويعلمهم‪ E‬الكت‪EE E E‬اب‬
‫والحكم‪EE‬ة وإن ك‪EE‬انوا من قب‪EE‬ل لفي ض‪EE‬الل م‪EE‬بين ﴾ [الجمع‪EE‬ة ‪ ،]2 :‬فك‪EE‬ان‪ E‬الن‪EE‬بي الك‪EE‬ريم ي‪EE‬دعو‬
‫الناس ليهديهم من ظلم‪E‬ة الض‪E‬الل إلى ن‪E‬ور الهداي‪E‬ة‪ ،‬ثم يعلم املهت‪E‬دين الج‪E‬دد مع‪E‬الم دين هللا‬
‫وأحكام شريعة هللا‪.‬‬

‫نبي‪EE‬ه وإقام ‪EE‬ة دين ‪EE‬ه وك ‪EE‬ان لتنفي ‪EE‬ذ ه ‪EE‬ذه الواجب ‪EE‬ات‬ ‫واخت ‪EE‬ار هللا الص ‪EE‬حابة لص ‪EE‬حبة ّ‬
‫ض‪EE E E E E‬روري ملعم‪EE E E E E‬ل ‪ ،‬فاستض‪EE E E E E‬اف الن ‪EE E E E‬بي ﷺ معمال لتك‪EE E E E E‬وين ّ‪E E‬‬
‫العم ‪ E E E‬ال املاهرين ب ‪EE E E E‬التعليم‪E‬‬
‫والتدريب ‪ ،‬ويقال ملعمله املدرسة ‪.‬‬

‫أوال ب‪EE E‬دأ برن‪EE E‬امج عم‪EE E‬ل املدرس‪EE E‬ة في دار األرقم ‪ ،‬وك‪EE E‬ان التالمي‪EE E‬ذ له‪EE E‬ذه املدرس‪EE E‬ة‬
‫ّ‬
‫الرج‪E‬ال ال‪E‬ذين ك‪E‬انوا قوم‪E‬ا غ‪E‬ير مه‪E‬ذب قب‪E‬ل قب‪E‬ول اإلس‪E‬الم ‪ ،‬وك‪E‬انوا يتخ‪E‬ذون أم‪E‬وال الن‪E‬اس‬
‫ظلم ‪EE‬ا ‪ ،‬ولم ي ‪EE‬تركوا عمال قبيح ‪EE‬ا إال فعل ‪EE‬وه‪، E‬وك ‪EE‬انوا يطرق ‪EE‬ون رؤوس ‪EE‬هم لألص ‪EE‬نام ‪ ،‬فبن ‪EE‬ور‬
‫ّ‬
‫اإلس ‪EE‬الم تح ‪Eّ E‬ولت حي ‪EE‬اتهم وص ‪EE‬اروا قوم ‪EE‬ا مه ‪EE‬ذبا وخ ‪EE‬ير أم ‪EE‬ة ج ‪Eّ E‬راء ص ‪EE‬حبة الن ‪EE‬بي ﷺ وتعليم‬
‫ّ‬
‫الدين ‪.‬‬
‫ِ‬
‫رأت ق ‪EE E‬ريش أن ه ‪EE E‬ذا ال ‪EE E‬دين الجدي ‪EE E‬د ينتش ‪EE E‬ر بس ‪EE E‬رعة ‪ ،‬وأن الح ‪EE E‬ق في ‪EE E‬ه واض ‪EE E‬ح‬
‫ُ‬
‫حارب هذا الدين بك‪Eّ E‬ل‬ ‫كالشمس ‪ ،‬فقامت قريش بزعمائها ورؤسائها وكبار املشركين فيها ت ِ‬
‫الط‪EE E‬رق واألس‪EE E‬اليب‪ ،‬وتص‪Eّ E E‬ب الع‪EE E‬ذاب الش‪EE E‬ديد على من تس‪EE E‬تطيع من ال‪EE E‬ذين أس‪EE E‬لموا‪ E‬ح‪EE E‬تى‬
‫املكرم‪EE‬ة ‪ ،‬ثم ه‪EE‬اجر الن‪EE‬بي ﷺ ومع‪EE‬ه‬ ‫يرجع‪EE‬وا عن دينهم ‪ ،‬فلم تواف‪EE‬ق للمس‪EE‬لمين بيئ‪EE‬ة مك‪EE‬ة ّ‬
‫أص‪EE E‬حابه إلى املدين‪EE E‬ة املن‪EE E‬ورة ‪ ،‬وب‪EE E‬دأ برن‪EE E‬امج عم‪EE E‬ل املدرس‪EE E‬ة في مس‪EE E‬جد الن‪EE E‬بي ﷺ باملدين‪EE E‬ة‬
‫املنورة ثانيا ‪ ،‬ويثابر عليها بعض أصحاب النبي ﷺ ليل نهار‪ ،‬صباح مس‪E‬اء ‪ ،‬ك‪E‬انوا يطلب‪EE‬ون‬
‫الص ّفة ‪.‬‬
‫العلم‪ E‬ويالزمونها مالزمة الظل‪ E‬لصاحبه ‪ ،‬وهم أصحاب ُ‬

‫]‪[45‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫معلم إلى ق ‪EE E E‬وم بعث ‪EE E E‬ه من أص ‪EE E E‬حاب‬
‫وك ‪EE E E‬ان الن ‪EE E E‬بي ﷺ إذا مس‪E E E E‬ته ض ‪EE E E‬رورة لبعث ِ‬
‫ّ‬
‫في نيبون إلى هللا ويتوب‪EE‬ون إلي‪EE‬ه وي‪EE‬تركون‬ ‫ص‪ّ E‬فة ‪ ،‬و يعلم الن‪EE‬اس ال‪EE‬دين والش‪EE‬ريعة هن‪EE‬اك‪Eُ ،‬‬ ‫ال ُ‬
‫املعص ‪EE‬ية واملالهي ‪ ،‬وينش ‪EE‬طون على األعم ‪EE‬ال الص ‪EE‬الحة ‪ ،‬ح ‪EE‬تى تنش ‪EE‬أ هن ‪EE‬اك مدرس ‪EE‬ة ‪ ،‬وإذا‬
‫ُفتحت قري ‪EE‬ة أو مدين ‪EE‬ة وم ّس‪E E‬ت الض ‪EE‬رورة إلرس ‪EE‬ال ح ‪EE‬اكم إليه ‪EE‬ا بعث ‪EE‬ه من أص ‪EE‬حاب ال ُ‬
‫ص‪ّ E E‬فة‬
‫أحيان ‪EE‬ا ‪ ،‬وك ‪EE‬ان يحكمه ‪EE‬ا بالع ‪EE‬دل و اإلحس ‪EE‬ان ‪ ،‬ويعطي ذوي الح ‪EE‬ق حق ‪EE‬ه ‪ ،‬وي ‪EE‬ؤثر حكم هللا‬
‫ورس‪EE‬وله ﷺ في ك‪EE‬ل املج‪EE‬االت الديني‪EE‬ة ‪ ،‬ويش‪EE‬اهد الن‪EE‬اس زين‪EE‬ة اإلس‪EE‬الم وأخالق املس‪EE‬لمين‪، E‬‬
‫ً‬
‫أفواجا ‪.‬‬ ‫ً‬
‫أفواجا‬ ‫فيتركون عبادة األصنام ويدخلون في اإلسالم‬

‫‪E‬وم الق‪EE‬رآن الك‪EE‬ريم والح‪EE‬ديث الش‪EE‬ريف‪ E‬على م‪Eّ E‬ر األي‪EE‬ام‬ ‫ت‪EE‬زداد مج‪EE‬الس ومعاه‪EE‬د عل‪ِ E‬‬
‫في أم‪EE E‬اكن مختلف‪EE E‬ة حس‪EE E‬ب سلس‪EE E‬لة تل‪EE E‬ك املدارس ال ‪EE‬تي ك‪EE E‬انت في دار األرق‪EE E‬ام ثم في مس ‪EE‬جد‬
‫الن‪EE E‬بي ﷺ ‪ ،‬وك‪EE E‬انت األئم‪EE E‬ة األربع‪EE E‬ة أب‪EE E‬و حنيف‪EE E‬ة والش‪EE E‬افعي ومال‪EE E‬ك وأحم‪EE E‬د بن حنب‪EE E‬ل من‬
‫تالميذ تلك املجالس ال‪E‬تي ك‪E‬انت في مك‪E‬ة واملدين‪E‬ة املن‪E‬ورة وكوف‪E‬ة وبغ‪E‬داد و الش‪E‬ام و مص‪E‬ر ‪،‬‬
‫ونشأت املذاهب الفقهية على أيديهم ‪ ،‬فسهل للن‪EE‬اس أن يعمل‪E‬وا‪ E‬على ض‪EE‬وء الق‪EE‬رآن والس‪E‬نة‬
‫وقبلوه ‪EE E‬ا بال قي ‪EE E‬ل وق ‪EE E‬ال ‪ ،‬وهي بقيت ح ‪EE E‬تى الي ‪EE E‬وم ‪ ،‬وق ‪EE E‬د ظه ‪EE E‬ر ّ‪E E‬‬
‫أئم ‪ E‬ة املح ‪EE E‬دثين من تل ‪EE E‬ك‬
‫املج‪EE E‬الس العلمي‪EE E‬ة ‪ ،‬كاإلم‪EE E‬ام البخ‪EE E‬ارى ومس‪EE E‬لم والترم‪EE E‬ذي والنس‪EE E‬ائي وأبي داود ‪ ،‬وجمع‪EE E‬وا‬
‫األح‪EE‬اديث النبوي‪EE‬ة في الكتب ‪ ،‬وحمل‪EE‬وا مش‪EE‬قة عظيم‪EE‬ة لجم‪EE‬ع األح‪EE‬اديث ال تنسى ه‪EE‬ا األم‪EE‬ة‬
‫املس‪EE‬لمة ق‪EE‬ط ‪ ،‬ل‪EE‬وال املح‪EE‬دثون لقابلن‪EE‬ا ‪ -‬نحن املس‪EE‬لمين‪ E-‬مش‪Eّ E‬قة كب‪EE‬يرة في وج‪EE‬ود األح‪EE‬اديث‬
‫األم ة الكب‪Eَ E‬ار كالرش‪EE‬يد واملامون و ص‪EE‬الح‬ ‫النبوي‪E‬ة ‪ ،‬وأج‪EE‬ذبت تل‪EE‬ك املدارس واملعاه‪EE‬د أعالم ّ‪E‬‬ ‫ّ‪E‬‬
‫ُ‬
‫ال‪EE‬دين و محم‪EE‬د الف‪EE‬اتح والف‪EE‬اربي وابن س‪EE‬ينا وابن ُرش‪EE‬د وابن طفي‪EE‬ل والغ‪EE‬زالي ‪ ،‬وق‪EE‬د لعب‪EE‬وا‬
‫أدوارا في ك ‪EE‬ل املج ‪EE‬االت الديني ‪EE‬ة تف ‪EE‬وق الوص ‪EE‬ف ‪ ،‬منهم انتص ‪EE‬ر ص ‪EE‬الح ال ‪EE‬دين األي ‪EE‬وبي على‬
‫ّ‬
‫الص ‪EE‬ليبيين‪ E‬في معرك ‪EE‬ة حطين واس ‪EE‬تعاد بيت املق ‪EE‬دس ‪ ،‬وه‪EE‬و من أح ‪EE‬داث الت ‪EE‬اريخ اإلس ‪EE‬المي‬
‫محم‪ E‬د الف‪EE E‬اتح القس‪EE E‬طنطينية س‪EE E‬نة ‪1453‬م ‪ ،‬وك‪EE E‬ان أخ‪EE E‬بر الن‪EE E‬بي ﷺ أمت‪EE E‬ه‬ ‫الك‪EE E‬برى ‪ ،‬وفتح ّ‪E‬‬
‫((لتفتحن القس‪EE‬طنطينية‪ ،‬فلنعم األم‪EE‬ير أميره‪EE‬ا‪ ،‬ولنعم الجيش ذل‪EE‬ك الجيش ))‬ ‫ّ‬ ‫يق‪EE‬ول ﷺ‪ :‬‬
‫[مسند أحمد بن حنبل ‪]18565 :‬‬
‫]‪[46‬‬
‫سأذكر لكم أسماء الجامعات اإلسالمية القديمة ‪ :‬األزهر في القاهرة ‪ ،‬القرويين‬
‫النظامية في بغداد ‪ ،‬املستنص‪E‬رية في بغ‪E‬داد وغيره‪EE‬ا‬ ‫ّ‬ ‫في فاس باملغرب‪ ، E‬الزيتونة في تونس ‪،‬‬
‫ُأ‬
‫‪ّ ،‬سس ‪EE‬ت ه ‪EE‬ذه الجامع ‪EE‬ات بق‪EE E‬اء على املدرس ‪EE‬ة ال‪EE E‬تي أقامه ‪EE‬ا الرس ‪EE‬ول ﷺ في مس‪EE E‬جد الن ‪EE‬بي‪،‬‬
‫وانتش‪EE‬رت فروعه‪EE‬ا في جمي‪EE‬ع أنح‪EE‬اء الع‪EE‬الم ‪ ،‬ال س‪Eّ E‬يما في ش‪EE‬به الق‪EE‬ارة الهندي‪EE‬ة ‪ ،‬وبل‪EE‬غ ع‪EE‬ددها‬
‫فيها إلى ثمانين ألف مدرسة ‪.‬‬

‫رأى املس ‪EE‬تعمرون اإلنكلزي‪EE‬ون‪ّ E‬أن املدرس ‪EE‬ة الديني‪EE‬ة ت‪EE‬زداد على م‪Eّ E‬ر األي ‪EE‬ام في ش ‪EE‬به‬
‫الق‪EE‬ارة الهندي‪EE‬ة ‪ ،‬ويعيش املس‪EE‬لمون ف‪EE‬رحين ومس‪EE‬رورين بال ح‪EE‬زن وال ب‪EE‬ؤس ‪ ،‬فلم يص‪EE‬بروا‬
‫تتمي‪E‬ز من الغي‪EE‬ظ ‪ ،‬فامت‪Eّ E‬دت إليه‪EE‬ا أي‪EE‬ديهم بع‪EE‬د أن‬ ‫على راح‪EE‬ة املس‪EE‬لمين ‪ ،‬و ك‪EE‬ادت ص‪EE‬دورهم ّ‪E‬‬
‫حكمه‪EE E E‬ا اإلس‪EE E E‬الم قرون‪EE E E‬ا من ال‪EE E E‬زمن ‪ ،‬فأفس‪EE E E‬دوا في أرض هللا ‪ ،‬وطمع‪EE E E‬وا أن يستأص‪EE E E‬لوا‬
‫اإلس ‪EE E E‬الم من ش ‪EE E E‬به الق ‪EE E E‬ارة الهندي ‪EE E E‬ة ‪ ،‬ف ‪EE E E‬أقلعوا املس ‪EE E E‬اجد واملدارس ‪E Eّ ،‬‬
‫ودم ‪ E E‬روا املعاه ‪EE E E‬د‬
‫‪E‬ريون ض َّ‪E‬د املس‪E‬تعمرين ‪ ،‬وجاه‪E‬دوهم ب‪E‬أموالهم‬ ‫والكتاتيب ‪ ،‬وفك‪E‬افح وناض‪E‬ل العلم‪E‬اء العص ُّ‬
‫وأنفس‪EE‬هم مم‪E‬ا أس‪EE‬فرت عن مقت‪E‬ل ع‪E‬دد كث‪EE‬ير من جن‪EE‬ود العلم‪E‬اء في املعرك‪E‬ة ‪ ،‬ثم ش‪EE‬اور كب‪E‬ار‬
‫ُ‬
‫العلم ‪EE‬اء في مص ‪EE‬اليح األم ‪EE‬ة ألن الح ‪EE‬رب إن تج ‪EE‬ر هك ‪EE‬ذا تق ‪Eّ E‬ل جنودن ‪EE‬ا ‪ ،‬فأق ‪EE‬اموا معه ‪EE‬د فك ‪EE‬ر‬
‫ّ‬
‫وثقاف‪EE‬ة وعلم إلعالء كلم‪EE‬ة هللا واتب‪EE‬اع الس‪EE‬نة وتزكي‪EE‬ة النفس وملكافح‪EE‬ة ثفاف‪EE‬ة اإلنكل‪EE‬يزيين ‪،‬‬
‫حجة اإلسالم قاس‪EE‬م الن‪EE‬انوتوي في املن‪EE‬ام أن الن‪EE‬بي ﷺ أم‪E‬ره‬ ‫فناموا تلك الليلة ‪ ،‬فرأى منهم ّ‬
‫فأسسوا مدرسة باسم دار العلوم ديوبند‪.‬‬ ‫عين مكانها ‪ّ ،‬‬ ‫أن يبني مدرسة دينية إلى أنه ّ‬

‫ال مجال لإلنكار في أن دار العلوم ديوبند وعلماءها قد لعبوا أدوارا ب‪EE‬ارزة في ك‪EE‬ل‬
‫املجاالت الدينية تفوق الوصف ‪ ،‬أنا أذكر لكم بعض أدوارهم ‪.‬‬

‫من أبرز أدوارهم في ميدان الحركة‪:‬‬


‫ّ‬
‫إن املس ‪EE‬تعمرين اإلنكل ‪EE‬يزيين إذا احتل‪EE‬وا ش ‪EE‬به الق ‪EE‬ارة الهندي ‪EE‬ة ‪ ،‬وب ‪EE‬دؤوا يظلم ‪EE‬ون‪E‬‬
‫على العلم ‪EE‬اء واملس ‪EE‬لمين‪ E‬ظلم‪EE E‬ا ش‪EE E‬ديدا لم تش‪EE E‬هده ش ‪EE‬مس الهن ‪EE‬د ق ‪EE‬ط ‪ ،‬فك‪EE E‬افحوا وناض‪EE E‬لوا‬
‫ُ‬
‫ضط ّروا أن يغادروا الهند ‪.‬‬ ‫ضدهم حتى ا ِ‬
‫]‪[47‬‬
‫أدوارهم في مجال الدعوة والتبليغ‪: F‬‬

‫جراء آثار اإلنكليزيين‪ E‬يعيش علماء دار العلوم ديوبند‬ ‫إذا كاد طفئ نور اإليمان ّ‬
‫هم‪EE E E‬وم دع‪EE E E‬وتهم وهم‪EE E E‬وم أمتهم ‪ ،‬وأص‪EE E E‬بحت دع‪EE E E‬وة الن‪EE E E‬اس ش‪EE E E‬غلهم الش‪EE E E‬اغل‪ ،‬ويج‪EE E E‬رون‬
‫نش‪EE‬اطاتهم ال‪EE‬دعوة بأس‪EE‬اليب مختلف‪E‬ة وط‪E‬رق ش‪E‬تى ‪ ،‬ومن تل‪EE‬ك الوس‪E‬ائل والط‪EE‬رق‪ :‬النص‪EE‬يحة‬
‫واإلرش‪EE E E‬اد في حفالت متنوع‪EE E E‬ة وي‪EE E E‬وم الجمع‪EE E E‬ة واجتماع‪EE E E‬ات مختلف‪EE E E‬ة ته‪EE E E‬دف إلى ال‪EE E E‬دعوة‬
‫والتبلي‪EE‬غ ‪ ،‬إذا أتيحت لهم الفرص‪EE‬ة يرحل‪EE‬ون عن م‪EE‬دينتهم إلى مدين‪EE‬ة أخ‪EE‬رى ‪ُ ،‬ويلق‪EE‬ون أم‪EE‬ام‬
‫رؤوس األش ‪EE‬هاد كلم ‪EE‬اتهم الثمين ‪EE‬ة ومحاض ‪EE‬راتهم الغالي ‪E‬ة‪ E‬بأس ‪EE‬لوب‪ E‬بس ‪EE‬يط س ‪EE‬هل اإلدراك ‪،‬‬
‫ً‬
‫نصوحا ‪.‬‬ ‫فينشط الناس على األعمال الصالحة ‪ ،‬وبتوبون إلى هللا توبة‬

‫أدوارهم في ساحة العلم ‪:‬‬


‫اهتم وا بتعليم أوالد املس ‪EE‬لمين ال ‪َ E‬‬
‫‪E‬دين وجمي ‪EE‬ع م ‪EE‬ا ُيحت ‪EE‬اج‬ ‫إض ‪EE‬افة إلى ذل ‪EE‬ك ّ ‪E‬‬
‫إلي‪EE E‬ه من أم‪EE E‬ور الدنيوي‪EE E‬ة واألخروي‪EE E‬ة في حي‪EE E‬اتهم ‪ّ ،‬أوال أب‪EE E‬دعوا منهج‪EE E‬ا دراس‪EE E‬يا ‪ ،‬وج‪Eّ E E‬ددوا‬
‫يكون علماء متضلعين في كل فن ‪ ،‬مثال ‪ :‬الفق‪EE‬ه ‪ ،‬والح‪EE‬ديث ‪ ،‬والتفس‪EE‬ير ‪ ،‬والعقائ‪EE‬د‬ ‫مسلكا ّ‬
‫‪ ،‬وعلم الكالم وغيره‪EE‬ا ‪ ،‬وأدرج‪EE‬وا في املنهج الق‪EE‬رآن‪ E‬الك‪EE‬ريم والح‪EE‬ديث الش‪EE‬ريف والتفس‪EE‬ير‬
‫املأثور والت‪EE‬اريخ اإلس‪EE‬المي وم‪EE‬ا إلى ذل‪EE‬ك من العل‪EE‬وم والفن‪EE‬ون ‪ ،‬أثم‪EE‬رت املس‪EE‬اعي ال‪EE‬تي ب‪EE‬ذلها‬
‫العلم‪EE‬اء في س‪EE‬احة العلم‪ ، E‬تخ‪Eّ E‬رج فيه‪EE‬ا كب‪EE‬ار العلم‪EE‬اء كش‪EE‬يخ الع‪EE‬رب‪ E‬والعجم حس‪EE‬ين أحم‪EE‬د‬
‫املدني وق‪EE‬د لعب أدوارا في مي‪EE‬دان السياس‪EE‬ة ‪ ،‬وحكيم األم‪EE‬ة مج‪Eّ E‬دد املل‪EE‬ة الش‪EE‬اه أش‪EE‬رف علي‬
‫الته‪EE‬انوي وق‪EE‬د لعب أدوارا في مج‪EE‬ال تزكي‪EE‬ة النف‪EE‬وس ‪ ،‬وموالن‪EE‬ا منظ‪EE‬ور النعم‪EE‬اني وق‪EE‬د لعب‬
‫أدوارا في مجال السياسة والدعوة والتبليغ ‪ ،‬وش‪EE‬يخ الح‪E‬ديث أن‪E‬وار الش‪EE‬اه الكش‪EE‬ميري وق‪EE‬د‬
‫وكون ‪EE E‬وا الطالب املث ‪EE E‬اليين ال تحص ى بالع ‪EE E‬دد‬ ‫لعب أدوارا في مج ‪EE E‬ال الت ‪EE E‬دريس وغ ‪EE E‬يرهم ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫وألف‪EE‬وا كتب‪EE‬ا مفي‪EE‬دة للحي‪EE‬اة اإلس‪EE‬المية وش‪EE‬روح الق‪EE‬رآن والس‪EE‬نة ‪ ،‬ل‪EE‬وال العلم‪EE‬اء لبقي الن‪EE‬اس‬
‫على جهالتهم عن الدين ‪ ،‬وما نرى املدارس القومية في بالدنا بنغالديش التي هي من فروع‬
‫دار العلوم ديوبند‪.‬‬

‫]‪[48‬‬
‫ّ‬
‫لنتأدب بآداب اإلسالم‬

‫ياسين بن عبد الشكور‬

‫]‪[49‬‬
‫ال مف‪Eّ E‬ر من آداب اإلس‪EE‬الم ألتب‪EE‬اع ال‪EE‬دين الح‪EE‬نيف في ك‪EE‬ل ش‪EE‬أن من ش‪EE‬ؤون حيات‪EE‬ه‬
‫ح ‪EE E‬تى في األم ‪EE E‬ور البس ‪EE E‬يطة‪ ،‬فعلى ك ‪EE E‬ل مس ‪EE E‬لم أن يتحلى ب ‪EE E‬آداب اإلس ‪EE E‬الم‪ ،‬ويطبق ‪EE E‬ه في ك ‪EE E‬ل‬
‫وأن ه ‪EE‬ذا التحلى الالزم في حي ‪EE‬اة املرأ ُيزي ‪EE‬د س ‪EE‬لوك املس ‪EE‬لم جم ‪EE‬اال ورواء‪،‬‬ ‫مراح ‪EE‬ل حيات ‪EE‬ه‪ّ ،‬‬
‫قرب ‪EE‬ه من القل ‪EE‬وب‬ ‫حبب شخص ‪EE‬يته من ك ‪EE‬ل ق ‪EE‬ريب وبعي ‪EE‬د‪ُ ،‬وي ّ‬ ‫ُويع ‪Eّ E‬زز محاس ‪EE‬نه ومزاي ‪EE‬اه‪ُ ،‬وي ّ‬
‫والنفوس ما ال تدنيه األشياء األخرى‪ ،‬ألن رتبة العمل‪ E‬م‪EE‬ع األدب مقدم‪E‬ة على رتب‪EE‬ة العم‪EE‬ل‬
‫بسوء األدب ‪.‬‬

‫ال يختل‪EE‬ف اثن‪EE‬ان في أن اآلداب اإلس‪EE‬المية لب‪EE‬اب الش‪EE‬ريعة مقاص‪EE‬دها‪ ،‬حيث يق‪EE‬ول‬
‫الش ‪EE‬يخ عب‪EE‬د الفت ‪EE‬اح أب ‪EE‬و غ‪EE‬دة الحل ‪EE‬بي رحم‪EE‬ه هللا في تقدم ‪EE‬ة كتاب ‪EE‬ه "من أدب اإلس ‪EE‬الم" وه‪EE‬و‬
‫يتحدث عن أهمية اآلداب في اإلسالم ‪.........." :‬‬

‫ل‪EE E E‬و أردن‪EE E E‬ا رض‪EE E E‬ا هللا تع‪EE E E‬الى والنج‪EE E E‬اة من ع‪EE E E‬ذاب جهنم فعلين‪EE E E‬ا أن نت‪EE E E‬أدب ب‪EE E E‬آداب‬
‫اإلس‪EE E‬الم بك‪EE E‬ل جه‪EE E‬ود ‪ ،‬ففي أص‪EE E‬حاب‪ E‬الن‪EE E‬بي ﷺ لن‪EE E‬ا املث‪EE E‬ل األعلى‪ ،‬فهم الق‪EE E‬دوة واملقت‪EE E‬دى‪،‬‬
‫فعلين‪EE‬ا أن نتع‪EE‬رف كي‪EE‬ف ك‪EE‬انوا يهتم‪EE‬ون ب‪EE‬آداب اإلس‪EE‬الم في الق‪EE‬رون املاض‪EE‬ية؟ وكي‪EE‬ف ك‪EE‬انوا‬
‫يطبقونه ‪EE‬ا في ك ‪EE‬ل ح ‪EE‬ال ومج ‪EE‬ال‪ ،‬ف ‪EE‬إن كتب اآلث ‪EE‬ار والت ‪EE‬اريخ وال ‪EE‬تراجم أدت إلين ‪EE‬ا ت ‪EE‬راجمهم‪E‬‬
‫وس‪EE‬يرهم محفوظ‪EE‬ة ‪ ،‬وفيه‪EE‬ا دروس وه‪EE‬دايات‪ ،‬مم‪EE‬ا نس‪EE‬تطيع على أن نعت‪EE‬بر بحي‪EE‬اة اجتماعي‪EE‬ة‬
‫وانفرادي‪EE E E‬ة ‪ ،‬منه‪EE E E‬ا أدنى األم‪EE E E‬ور ش‪EE E E‬أنا كـــدخول بيت الخالء ‪ ،‬والخ‪EE E E‬روج من‪EE E E‬ه ‪ ،‬وكيفي‪EE E E‬ة‬
‫الجل ‪EE‬وس في ‪EE‬ه ‪ ،‬وكيفي ‪EE‬ة االس ‪EE‬تنجاء كم ‪EE‬ا ق ‪EE‬ال بعض املش ‪EE‬ركين للص ‪EE‬حابي‪ E‬الجلي ‪EE‬ل س ‪EE‬لمان‪E‬‬
‫ْ َ َّ َ ُ ْ َ ُّ ُ ْ َ َّ َّ‬
‫ص ‪E‬لى الل ُه علي‪EE‬ه‬ ‫الفارسي رضي هللا عن‪EE‬ه مغيظ‪EE‬ا مس‪EE‬تهزئا ب‪EE‬ه‪ِ ،‬قي‪Eَ E‬ل ل‪EE‬ه‪ " :‬ق‪EE‬د علمكم ن ِبيكم‬
‫َ َ‬ ‫ْ َ ْ َْ‬ ‫أج ْل َ‪َ ْ E E‬‬ ‫راء َة ق ‪َ E‬‬ ‫وس ‪Eَّ E‬ل َم ُ‪E‬ك‪َّ E‬ل ش يء َّ‬
‫الق ْبل‪EE‬ة ِلغاِئ ٍط‪ْ ،‬أو‬‫لق د نهان ‪EE‬ا أن نس‪E E‬تق ِب َل ِ‬ ‫‪E‬ال‪E Eَ :‬‬
‫‪E‬ال‪ :‬فق ‪َ E‬‬ ‫الخ َ‬
‫حتى ِ‪E E‬‬ ‫ٍ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َأ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ َ َْ َ‬
‫ْ‬ ‫َْ‬
‫جار‪ ،‬أو أن نستن ِج َي َبر ِجي‪Eٍ E‬ع‪،‬‬ ‫َ َّ‬
‫بو ٍل‪ ،‬أو أن نستن ِجي بالي ِم ِين‪ ،‬أو أن نستن ِجي ب قل ِمن ثالث ِة أح ٍ‬
‫ْ َ ْ‬
‫بعظ ٍم"‪ E[.‬صحيح مسلم‪]262:‬‬ ‫أو‬

‫]‪[50‬‬
‫ومن أك‪E‬بر األم‪E‬ور ش‪E‬أنا آلداب اإلس‪E‬الم ال‪E‬تي آثره‪E‬ا أص‪E‬حاب‪ E‬الن‪E‬بي ص‪E‬لى هللا علي‪E‬ه و‬
‫عم الرس‪E‬ول ﷺ جعف‪E‬ر بن أبي‬ ‫سلم حين بعثهم إلى ملك حبشة برعاي‪EE‬ة الص‪EE‬حابي الجلي‪EE‬ل ّ‬
‫طالب رضي هللا عنه ‪ ،‬وهو مأثور في كتب اآلثار بحجم شامل ‪.‬‬
‫ونذكر أآلن بعض آداب اإلسالم على ّ‬
‫التوالي ‪- :‬‬

‫الرفق عند تعام‪E‬ل الن‪E‬اس ‪ ،‬س‪E‬واء ك‪E‬ان معروف‪E‬ا أوغ‪E‬ير مع‪E‬روف ‪،‬وفي‪E‬ه ق‪E‬ال رس‪E‬ول هللا ﷺ ‪:‬‬
‫((إن الرفق ال يكون في شيء إال زانه وال ُينزع من شيء إال شأنه ))‪[ .‬رواه مسلم ‪]2594 :‬‬

‫والس‪E‬الم _من ش‪E‬عار اإلس‪E‬الم وعن‪E‬وان املس‪E‬لمين وعم‪E‬ل أه‪E‬ل الجن‪E‬ة وفي‪E‬ه برك‪E‬ة وخ‪E‬ير ‪ ،‬كم‪E‬ا‬
‫ُروي عن أنس بن مال ‪EE E‬ك‪ ،‬ق ‪EE E‬ال‪ :‬ق ‪EE E‬ال لي رس ‪EE E‬ول هللا ﷺ ‪(( :‬ي ‪EE E‬ا ُ ‪E‬ب ‪ّ E‬‬
‫‪E‬ني ! إذا دخلت على أهل ‪EE E‬ك‬
‫فسلم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك))‪ [،‬سنن الترمذي ‪]2698 :‬‬
‫َ ْ اَل َ ْأ‬ ‫َ‬
‫والسالم أيضا من عمل أهل الجنة كما قال هللا تعالى ‪﴿ :‬ال َي ْس‪َ E‬م ُع ْو َن ِف ْي َ‪E‬ه ا ل ‪E‬غ ً‪E‬وا َو ت ِث ْي ً‪E‬م ا‬
‫اَل‬ ‫اَّل اًل اَل‬
‫‪ِ ،‬إ ِق ْي َس ًما َس ًما ﴾‪[،‬الواقعة‪]25 : E‬‬

‫اس‪EE E‬تأذان األوالد إذا أرادوا أن ي‪EE E‬دخلوا على الوال‪EE E‬دين‪ E‬أو أح‪EE E‬دهما ‪ ،‬كم‪EE E‬ا ق‪EE E‬ال هللا تع‪EE E‬الى ‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َ ۚ َ َٰ‬ ‫ٱس َتٔۡـ َذ َن َّٱلذ َ‬
‫ين ِمن ق ۡب ِل ِه ۡم ‪E‬ك ذ ِل َك ُي َب ِّي ُن ٱلل ُه‬
‫َ َ َ َ َ َأۡل ۡ َٰ ُ ُ ُ ۡ ُ ُ َ َ ۡ َ ۡ َ ٔۡ ُ ْ‬
‫وا َك َ‪E‬م ا ۡ‬ ‫﴿ وِإ ذا بلغ ٱ طفل ِمنكم ٱلحلم فليستـ ِذن‬
‫ِ‬
‫َ َّ‬ ‫َُ‬
‫يم﴾‬‫يم َح ِك ‪ٞ‬‬ ‫ٱلل ُه النور‪َ 59:‬‬
‫]]ع ِل ٌ‬ ‫لك ۡم َء َٰاي ِت ِهۦۗ و‬

‫وإذا دخلت مجلس‪EE E‬ا فال تجلس بين جليس‪EE E‬تين ولكن خ‪EE E‬ذ ناحيتهم‪EE E‬ا يمين‪EE E‬ا أو يس‪EE E‬ارا ‪ ،‬وفي‪EE E‬ه‬
‫قول رسول هللا ﷺ ‪(( :‬ال يجلس بين رجلين إال بإذنهما)) [سنن أبي داود ‪]4844 :‬‬

‫فأخيرا أقول لكم ناصحا‪ E‬أمينا ما قال هللا تعالى ألهل السعداء ‪﴿ :‬فليتانافس‪ E‬املتنافس‪EE‬ون‬
‫﴾ [ املطمففين‪]26 :‬‬
‫ّ‬
‫بط‪E‬أ ب‪EE‬ه عمل‪EE‬ه لم ُيس‪EE‬رع ب‪EE‬ه نس‪EE‬به)) [ ص‪EE‬حيح‪ E‬مس‪EE‬لم‪:‬‬
‫وق‪EE‬ال علي‪EE‬ه الص‪EE‬الة والس‪EE‬الم ‪(( :‬من ‪E‬‬
‫‪]2699‬‬
‫]‪[51‬‬
‫ونقوم بحسن ورفق على سبيل يمكن الدوام عليه‪EE‬ا وإن ن‪E‬رد أن نته‪E‬ذب بالته‪EE‬ذيب اإلس‪E‬المي‬
‫‪ ،‬فعلين‪EE‬ا أن نتب‪EE‬ع أس‪EE‬وة رس‪EE‬ول اهللا ﷺ وفي‪EE‬ه ق‪EE‬ول هللا تع‪EE‬الى ‪ ﴿ :‬لق‪EE‬د ك‪EE‬ان لكم في رس‪EE‬ول‬
‫هللا أسوة حسنة ﴾ [األحزاب‪]21 :‬‬

‫ونس‪EE‬أل هللا أن يوفقن‪EE‬ا وإخوانن‪EE‬ا من العلم‪EE‬اء والطلب‪EE‬ة واألق‪EE‬ارب وجمي‪EE‬ع املس‪EE‬لمين أن نحلي‬
‫أنفسنا بآداب وأخالق حيثما وردت في القرآن والسنة‪.‬‬

‫في صباح الشتاء‬


‫سيف اإلسالم‬

‫لست أريد من كتابة وصف عن الشتاء أن ألبس لباس الشعراء الذين‬


‫يستظلون في ظل التكلف عند تعبير ما كان في ضميرهم ‪ ،‬فال أتجشم العناء في التعبير‬
‫برعاية القافية والسجع ‪ ،‬وإني ال أريد التفات القارئين وال توجه السامعين ّ‬
‫إلي بإيراد‬
‫ّ‬ ‫ُأ‬
‫قصة عاطفة موضوعة كاذبة ‪ ،‬بل ِلجم الكالم في بيان حقيقة الحال كي ال يتوغل فيما‬
‫ال يليق باملوضوع ‪ ،‬فال أقف موضع الخسارة والتهمة ‪ ،‬بل أكون مستيقظا ومنتبها في‬
‫سأبين عن الطبيعة‪ E‬الخضراء وعن‬‫بيان الوصف عن رحلة ذات صباح في الشتاء ‪ّ ،‬‬
‫جمالها املعجب املفتن وصباحها املستور بقطرات‪ E‬الندى والضباب ‪.‬‬

‫جهز في قرى ومدن‬ ‫وهذه املقالة تشمل على قصة الفطيرة الشتائية التي ُت َّ‬
‫سأقصها ّ‬
‫بفصها‬ ‫ّ‬ ‫بنغالديش صباحا باكرا ‪ ،‬وعلى منافع الشتاء وبعض ضرره ‪،‬‬
‫ّ‬
‫ونص ها ‪،‬وأدع التورية والكناية ‪ ،‬ألن الكالم هكذا يطيب ‪ ،‬لوال العظم ما طاب اللحم‪، E‬‬
‫ّ‬
‫ولوال النوى ما حال التمر‪ ، E‬ولوال القشر لم يوجد اللب ‪.‬أتجه إلى برودة شتاء بالدنا التي‬
‫قد تشتد في الشتاء حتى تنخفض درجة الحرارة في بعض املنطقة قريب الصفر ‪ ،‬أتكلم‬
‫]‪[52‬‬
‫الق ّرة ولقلة الزاد لالجتناب‬
‫عن الفقراء الذين ينكمشون وتقشعر أجسادهم لشدة ِ‬
‫منه ‪.‬‬
‫ُأ‬
‫ِّبي ن قصة يوم كنت جالسا في املسجد بعد صالة الفجر ‪ ،‬وكان معي أخي‬
‫الصغير ‪ ،‬كنا نتذكر عن طبيعة بنغالديش ‪ ،‬فدعانا حب الوطن إلى أن نستمتع بمناظرها‬
‫الطبيعية ‪ ،‬فخرجنا مبكرين قبل أن تبرز الغزالة من خدرها ‪ ،‬سرنا قاصدين محطط‬
‫القطار‪ ،‬وكنا منطلقين ماشئين على األقدام على السكك الحديدية ‪ ،‬كنا نمشي والطريق‬
‫ّ‬
‫مبتل بالضباب ‪ ،‬ما أكثر وما أكثف ! ال أرى شيئا إال مقدار بضع أذرع ‪ ،‬وقد تحدث‬
‫كثير من حادثات املرور بكثرة الضباب في الشوارع في بالدنا كل سنة ‪ ،‬كنا نتقدم بذلك‬
‫الطريق مشققين رداء الضباب ‪ ،‬ونتخيل أن الطريق ممتد إلى ما نرى ‪ ،‬وليس أمامه‬
‫ٰ‬
‫شيء من الطريق‪ E‬ول كن كلما نقطع ذراعا من الطريق يبرز ذراعا جديدا بين أيدينا ‪ ،‬كأن‬
‫السكك تمشي معنا ‪.‬‬

‫كان البرد شديدا كنا البسين ردائنا ‪ ،‬نواصل السير ونستنشق هواء باردا‬
‫شتائيا ‪ ،‬ونتمتع بصباح الشتاء ‪ ،‬وكانت الكائنات نائمة تحت رداء الضباب ‪ ،‬ولم تقم من‬
‫انكماشها‪ ، E‬رأينا األعشاب والشجيرات‪ E‬املنبتة بجانبي السكك الحديدية ذات أزهار‬
‫صغيرة مختلفة األلوان ‪ ،‬يروقك منها صفوفها املستوية وتنسيقها البديع ‪ ،‬كأنما‬
‫غرسها بستاني ماهر أو مهندس بارع ‪ُ ،‬‬
‫فتفتن بجمالها ‪.‬‬

‫كنا نسافر نحو املحطة حتى طلعت الشمس وأظهرت جزأها في األفق الشرقي ‪،‬‬
‫تمر بيدها على رؤوس الكائنات‪ُ E‬لتنقضها من النوم‬
‫وابتسمت بأشعتها الذهبية ‪ ،‬كأنها ّ‬
‫ُ‬
‫ولتنشطها من االنكماش ‪.‬‬
‫ّ‬
‫تتخضب بلون الشمس‬ ‫كانت الشجيرات تتألأل في أوراقها قطرات‪ E‬الندى ‪ ،‬كأنها‬
‫الذهبي ‪ ،‬ما أحسن هذا املنظر وما أعجب ! وما أخاذة للقلوب‪ ! E‬فتنت بجماله الطبيعي ‪،‬‬
‫كأنه يقول أنا روعة رسام بارع ‪.‬واصلنا‪ E‬رحلتنا على السكك بين األرهار واألعشاب‬

‫]‪[53‬‬
‫والشمس ترتفع رويدا رويدا ‪ ،‬حتى انكشف الضباب‪ E‬وظهر طريقا طويال أمامنا ال نهاية‬
‫له ‪.‬‬

‫ما زلنا نسافر حتى وصلنا إلى محطط القطار ‪ ،‬وكانت املحطط واسعة كبيرة‬
‫ونظيفة ممتلئة بالناس مختلفي الحرفة ‪ ،‬هذا يسعى وذلك يصرخ ‪ ,‬والثالث يكنس ‪،‬‬
‫والرابع‪ E‬يبيع البطاقة‪،‬و الخامس في انتظار القطار ‪ ،‬شاهدنا في زاوية الرصيف‪ E‬شيخة‬
‫بلغت من عمرها إلى ‪ 50‬سنة ‪ ،‬وجدناها ُت ّ‬
‫جهز الفطائر‪ E‬الشتائية وتبيعها‪.‬‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫اشترينا منها بعض الفطائر‪ E‬وأكلناها بمهروس الخردل ‪ ،‬ما ألذ الفطيرة‬
‫تجه ز في مدن وقرى بنغالديش ‪ ،‬هذا عطاء الشتاء لشعب بنغالديش‬ ‫الشتائية ! التي َّ‬
‫ولزوارها ‪ ،‬كنا نأكل ونتلذذ بلذة الفطائر الشتائية ‪ ،‬ونتمتع بهذا الصباح املشغول ‪،‬‬
‫وبينما نحن كذلك إذ بي وقعت رؤيتى على غالم راقد تحت طاولة ‪ ،‬ولد صغير لم يجاوز‬
‫الحلم ولم ينبت العشب في حديقة شبابه ‪ ،‬غالم صغير اتخذ إزاره بطانية ولف به‬
‫جسده ‪ ،‬ولكن اإلزار لم يستطع أن يدفع منه البرد ‪ ،‬وكان مرتعشا بشدة الشتاء ‪،‬‬
‫عرفنا أنه بات بال نوم في هذا االستهزاز فتغيرت الحال غير الحال ‪ ،‬وانقلب الفرح‬
‫ّ‬ ‫بالحزن ‪ ،‬والسرور بالغم ‪ّ ،‬‬
‫فتأسفنا تأسفا شديدا وقلت لنفسي أليس أحد يتألم بأمله‬
‫ويحزن بحزنه أو تذرف العبرات ببكائه !؟ ما لهذه املجتمعة ؟ وما لهذه الثقافة ؟ ال‬
‫يتفقدون وال يسعون إلزالة البؤس والضرر عنهم ‪ ،‬أين‬ ‫ينظر أغنياءها إلى فقراءها ‪ ،‬وال ّ‬
‫القائدون ؟وأين الحكام؟ وأين األغنياء املختالون في ثيابهم وطعامهم وشرابهم ؟ أليس‬
‫هذا من مسؤوليتهم ؟ أال يسألهم هللا عن مسؤوليتهم ؟ أال يسأل ملاذا لم ّ‬
‫يجهزوا له‬
‫الجبار؟ لو كانت الحكومة تنظر‬ ‫املٰأ كل واملالبس واملساكن ؟ فما جوابهم أمام هللا القاهر ّ‬
‫إليهم‪ E‬نظرة‪ E‬الرحمة‪ E‬وتضع على رؤوسهم يد الشفقة ! ولو كان األغنياء يمدون عليهم‬
‫أيدي الصدقة فلم يبق الغالم عريانا ولم يبت بال نوم ! وال يقشعر جسده في الشتاء !‬
‫ولم يأخذ إزاره رداء ولم ينم تحت الطاولة‪ E‬في املحطة ‪.‬‬

‫]‪[54‬‬
‫إصالح النفس واملصلح الحقيقي‬

‫عبد هللا بن سليم‬

‫نحن اآلن في القرن الخامس عشر الهجري‪ ،‬وكان قرن الصحابة‪ E‬والتابعين‪ E‬خ‪EE‬ير‬
‫الق‪EE‬رون ال‪EE‬ذي ي‪EE‬دل علي‪EE‬ه الح‪EE‬ديث‪ ،‬حيث ق‪EE‬ال رس‪EE‬ول هللا ﷺ ‪(( :‬خ‪EE‬يركم ق‪EE‬رني ثم ال‪EE‬ذين‬
‫يل‪EE E E‬ونهم ثم ال‪EE E E‬ذين يل ‪EE E‬ونهم)) (البخ‪EE E E‬اري‪ .)6695:‬وك‪EE E E‬انوا جميع‪EE E E‬ا على قلب رج ‪EE E‬ل واح ‪EE E‬د في‬
‫قلب الن‪EE E E‬بي ﷺ ‪ ،‬وإذا تعرض‪EE E E‬ت لهم مش‪EE E E‬كلة‬ ‫العقي‪EE E E‬دة واإليم‪EE E E‬ان واإلخالص واإلحس‪EE E E‬ان‪ِ ،‬‬
‫أس‪EE E‬رعوا إلى الن‪EE E‬بي ﷺ ‪ ،‬س‪EE E‬واء ك‪EE E‬انت املش‪EE E‬كلة عائلي‪EE E‬ة أو عقلي‪EE E‬ة أو نفس‪EE E‬ية أو غيره‪EE E‬ا من‬
‫ين َّات َب ُ‪E‬ع ُ‬
‫‪E‬وه ْم بِِإ ْح َس ‪ٍ E‬ان‬ ‫ص ‪E‬ار َو َّالذ َ‬ ‫َ َ َأْل ْ َ‬ ‫ُ َ َأْل ُ َ َ مْل ُ‬ ‫َ‬
‫املش‪EE‬اكل‪ ،‬ح‪EE‬تى ﴿‪ ‬وال َّس ‪ِ E‬ابقون ا َّو ‪E‬ل‪E‬ون ِمن ا َ ‪E‬ه ِاج ِرين وا ن ِ ِ‬
‫َأ َ‬ ‫ض ‪E‬وا َع ْ‪E‬ن ُ‪E‬ه َوَأ َ‪E‬ع َّد َل ُه ْم َج َّنات َت ْ‪E‬ج ري َت ْح َت َ ‪E‬ه ا اَأْل ْن َ ‪E‬ه ُار َخ ‪E‬ال د َ‬ ‫َ َ َّ‬
‫ين ِف َ‪E‬يه ا َ‪E‬ب ً‪E‬دا ذ ِ‪E‬ل َك‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫الل ُه َع ْن ُه ْم َو َر ُ‬ ‫ر ِض ي‬
‫يم‪] ﴾ ‬التوبة‪.[100 :‬‬ ‫ْال َف ْو ُز ال َع ِظ ُ‬
‫ْ‬

‫فق ‪EE‬د أعلن الق ‪EE‬رآن الك ‪EE‬ريم رض ‪EE‬وان هللا عليهم ال ‪EE‬ذي ه ‪EE‬و أغلى نعم ‪EE‬ة ألي مس ‪EE‬لم‪،‬‬
‫ألنهم الزم‪EE‬وا الن‪EE‬بي ﷺ مالزم‪EE‬ة الظ‪EE‬ل لص‪EE‬احبه ‪ ،‬وأص‪EE‬لحوا‪ E‬أعم‪EE‬الهم‪ E‬من ك‪EE‬ل ش‪EE‬ر وأنفس‪EE‬هم‬
‫ّ‬
‫من ك‪EE‬ل رذيل‪EE‬ة‪ ،‬وك‪EE‬ان معلمهم الن‪EE‬بي الك‪EE‬ريم ﷺ‪ .‬ثم ج‪EE‬اء زم‪EE‬ان ق‪EE‬د انتش‪EE‬ر الفس‪EE‬اد في‪EE‬ه ك‪EE‬ل‬
‫االنتشار‪ ،‬وأصيبت النفوس بأمراض شتى ‪.‬‬

‫]‪[55‬‬
‫ومن املعل‪EE E E E‬وم أن اإلنس‪EE E E E‬ان متص‪EE E E E‬ف بثالث املل‪EE E E E‬ك والس‪EE E E E‬بع و الش‪EE E E E‬يطان ‪ ،‬أم‪EE E E E‬ا‬
‫الش ‪EE‬يطان فل‪EE‬ه العص‪EE‬يان و ل ‪EE‬ذة الح ‪EE‬رام و اش ‪EE‬تغال باملعاص ي و اس ‪EE‬تمتاع بالجم ‪EE‬ال أين م ‪EE‬ا‬
‫كان ذلك‪.‬‬

‫أما السبع ‪ :‬فله الشدة والغضب والقهر والبطش واالنتقام حيثما أتيحت له الفرصة‪.‬‬

‫وأم‪EE‬ا املل‪EE‬ك فل‪EE‬ه اإليم‪EE‬ان واإلطمئن‪EE‬ان واإلحس‪EE‬ان ‪ ،‬و من ك‪EE‬ان في قلب‪EE‬ه اإليم‪EE‬ان ِأمن‬
‫ويطمئن قلبه في العب‪E‬ادة ح‪E‬تى يوص‪E‬له هللا الجن‪E‬ة ‪ ،‬حيث ق‪E‬ال‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والغم والحزن ‪،‬‬ ‫من املعاصي‪E‬‬
‫تع ‪EE‬الى ‪﴿ :‬ي ‪EE‬ا أيته ‪EE‬ا النفس املطمئن ‪EE‬ة ! ارجعي إلى رب ‪EE‬ك راض ‪EE‬ية مرض ‪EE‬ية ‪ ،‬ف ‪EE‬ادخلي في عب ‪EE‬ادي‬
‫وادخلي جن‪EE‬تي﴾ ﴿الفج‪EE‬ر‪ .﴾30-27:‬واإلحس‪EE‬ان كم‪EE‬ا ج‪EE‬اء في الح‪EE‬ديث‪ (( :‬أن تعب‪EE‬د هللا كأن‪EE‬ك‬
‫تراه‪ E‬فإن لم تكن تراه فإنه يراك))(مسلم‪.)1:‬‬

‫رأس اإلص‪EE E‬الح إيق‪EE E‬اظ امللكي‪EE E‬ة في طبيعتن‪EE E‬ا ح‪EE E‬تى تك‪EE E‬ف أي‪EE E‬دينا عن الظلم و الك‪EE E‬بر‬
‫والحس ‪EE‬اد و عن األم ‪EE‬راض النفس ‪EE‬ية‪ ،‬وجوارحن ‪EE‬ا عن اتب ‪EE‬اع الش ‪EE‬هوة إال من طري ‪EE‬ق حالل ‪،‬‬
‫ّ‬
‫ونش ‪EE‬عر بالطمأنين ‪EE‬ة و التس ‪EE‬لي ‪ ،‬ح ‪EE‬تى نس ‪EE‬مع في الص ‪EE‬الة ج ‪EE‬واب رب الع ‪EE‬املين‪ ، E‬كم ‪EE‬ا ج ‪EE‬اء في‬
‫الحديث ‪ :‬عن أبي هري‪E‬رة رضي هللا عن‪E‬ه عن الن‪E‬بيﷺ ق‪E‬ال ‪ :‬س‪E‬معت رس‪E‬ول هللا ﷺ يق‪E‬ول ‪:‬‬
‫ق‪EE‬ال هللا تب‪EE‬ارك وتع‪EE‬الى ‪ (( :‬ق ّس ‪E‬مت الص‪EE‬الة بي‪EE‬ني وبين عب‪EE‬دي نص‪EE‬فين‪ ،‬ولعب‪EE‬دي م‪EE‬ا س‪EE‬أل ‪،‬‬
‫ف ‪EE‬إذا ق ‪EE‬ال العب ‪EE‬د ‪ :‬الحم ‪EE‬د هلل رب العلمين ‪ ،‬ق ‪EE‬ال هللا ‪ :‬حم ‪EE‬دني عب ‪EE‬دي ‪[ ))...‬ص ‪EE‬حيح مس ‪EE‬لم‪:‬‬
‫‪]395‬‬

‫وك‪EE‬ان اإلص‪EE‬الح في زمن الن‪EE‬بي ﷺ بلف‪EE‬ظ التزكي‪EE‬ة ‪ ،‬وق‪EE‬د أرس‪EE‬ل هللا تع‪EE‬الى أك‪EE‬ثر من‬
‫مائ ‪EE‬ة أل ‪EE‬ف من األنبي ‪EE‬اء والرس ‪EE‬ل عليهم الس ‪EE‬الم لتزكي ‪EE‬ة النفس وال ‪EE‬دعوة إلى هللا ‪ ،‬كم ‪EE‬ا في‬
‫دع ‪EE‬اء إب ‪EE‬راهيم‪ E‬علي ‪EE‬ه الص ‪EE‬الة والس ‪EE‬الم ‪ ﴿ :‬ربن ‪EE‬ا وابعث فيهم رس ‪EE‬وال منهم يتل ‪EE‬و عليهم آيات ‪EE‬ه‬
‫من هللا على املؤم ‪EE‬نين إذ بعث فيهم رس ‪EE‬وال‬ ‫وي ‪EE‬زكيهم ‪( ﴾...‬البق ‪EE‬رة‪ ،)29:‬وق ‪EE‬ال تع ‪EE‬الى ‪ ﴿:‬لق ‪EE‬د ّ‬

‫]‪[56‬‬
‫منهم يتل‪EE E‬و عليهم آيات‪EE E‬ه وي‪EE E‬زكيهم ‪( ﴾.....‬آل عم‪EE E‬ران‪ )164 :‬وق‪EE E‬ال ‪ ﴿:‬ق‪EE E‬د أفلح‪ E‬من ّٰ‬
‫زكىه‪EE E‬ا ﴾‪.‬‬
‫[الشمس‪]9:‬‬
‫ُ‬
‫وفي هذه اآلية ذكر مفتاح السعادة التزكية‪.‬‬

‫وق‪EE‬د ك‪EE‬ان الن‪EE‬بي ﷺ يتل‪EE‬و عليهم الق‪EE‬رآن ويعلمهم الكت‪EE‬اب والحكم‪EE‬ة وق‪EE‬د ك‪EE‬انوا إذا‬
‫تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا‪ E‬وعلى ربهم يتوكلون ‪ ،‬حتى يقولوا في امتثال أوام‪EE‬ره س‪EE‬معنا‬
‫وأطعن ‪EE E‬ا ‪ ،‬واجتن ‪EE E‬اب نواهي ‪EE E‬ه غفران ‪EE E‬ك ربن ‪EE E‬ا وإلي ‪EE E‬ك املص ‪EE E‬ير ‪ ،‬ه ‪EE E‬ذه هي الطريق ‪EE E‬ة الس ‪EE E‬هلة‬
‫السمحة التي كانت في زمن النبي ﷺ‪.‬‬

‫إثن ‪EE‬ان ض ‪EE‬روري لإلص ‪EE‬الح ‪ :‬العلم‪ E‬الن ‪EE‬افع‪ E‬والعم ‪EE‬ل الص ‪EE‬الح ‪ ،‬أم ‪EE‬ا العلم‪ E‬الن ‪EE‬افع ه ‪EE‬و‬
‫العلم‪ E‬الذي يصل به العبد إلى معرفة هللا وأحك‪E‬ام الش‪E‬ريعة كم‪E‬ا ج‪E‬اء في الح‪E‬ديث ‪ (( :‬أللهم‪E‬‬
‫ّ‬
‫انفع ‪EE E‬ني بم‪EE E‬ا علمت‪EE E‬ني وعلم ‪EE E‬ني بم‪EE E‬ا ينفع‪EE E‬ني وزدني علم‪EE E‬ا والحم‪EE E‬د هلل على ك‪EE E‬ل ح‪EE E‬ال)) ‪(.‬ابن‬
‫ماج‪EE‬ة‪:‬كت‪EE‬اب العلم)‪ ،‬أم‪EE‬ا العم‪E‬ل‪ E‬الص‪EE‬الح ال‪EE‬ذي ي‪EE‬دخل ب‪EE‬ه العب‪EE‬د الجن‪EE‬ة كم‪EE‬ا ق‪EE‬ال تع‪EE‬الى ‪﴿ :‬إن‬
‫ٰ‬
‫ال ‪EE‬ذين آمن ‪EE‬وا وعمل ‪EE‬وا الص ‪EE‬الحات‪ E‬إن ‪EE‬ا ال نض ‪EE‬يع أج ‪EE‬ر من أحس ‪EE‬ن عمال ‪ ،‬أولئ ‪EE‬ك لهم جن ‪EE‬ات‬
‫عدن تجري من تحتها األنهار ‪﴿ ﴾ ...‬الكهف‪.﴾31-30:‬‬

‫فتزكية النفس من أخطر أمور القلب‪ ،‬وهي من أكبر العوائق أم‪E‬ام إص‪E‬الح‪ E‬الف‪E‬رد‬
‫واملجتم‪EE‬ع ‪ ،‬ف‪EE‬النظر إلى النفس بعين الكام‪EE‬ل يعمي القلب عن رؤي‪EE‬ة عيوبه‪EE‬ا وأمراض‪EE‬ها ال‪EE‬تي‬
‫يجب معالجته‪EE‬ا‪ ،‬والنفس هي منب‪EE‬ع الك‪EE‬بر والعجب والحس‪EE‬د والغض‪EE‬ب والقه‪EE‬ر ‪ ،‬ألن الن‪EE‬اظر‬
‫إلى نفس‪EE‬ه يش‪EE‬عر أن‪EE‬ه مس‪EE‬تحق من الق‪EE‬در واملنزل‪EE‬ة والتعظيم والثن‪EE‬اء أك‪EE‬ثر مم‪EE‬ا أخ‪EE‬ذه غ‪EE‬يره ‪،‬‬
‫في‪EE E‬ترتب على ذل‪EE E‬ك احتق‪EE E‬ار الن‪EE E‬اس وازدراءهم ‪ ،‬ألنهم لم يعط‪EE E‬وه حق‪EE E‬ه ولم يق‪EE E‬دروا ح‪EE E‬ق‬
‫حق روه ‪،‬فيجع‪EE‬ل ش‪EE‬غله‬ ‫ق‪EE‬دره ‪ ،‬وإذا س‪EE‬مع أح‪EE‬دا ُيث‪EE‬نى على غ‪EE‬يره غض‪EE‬ب ب‪EE‬ذلك ويظن أن‪EE‬ه ّ ‪E‬‬
‫الش‪EE E‬اغل في زوال نعم‪EE E‬ة أخي‪EE E‬ه ‪ ،‬ويس‪EE E‬عى ليتف‪Eّ E E‬رد ه‪EE E‬و على ه‪EE E‬ذا الق‪EE E‬در ‪ ،‬وه‪EE E‬ذه األم‪EE E‬راض‬
‫النفس‪EE‬انية ربم‪EE‬ا تظه‪EE‬ر في كالم‪EE‬ه كم‪EE‬ا ظه‪EE‬رت في كالم إبليس‪ ،‬ق‪EE‬ال ‪ ﴿ :‬أن‪EE‬ا خ‪EE‬ير من‪EE‬ه خلقت‪EE‬ني‬

‫]‪[57‬‬
‫من ن‪EE‬ار وخلقت‪EE‬ه من طين ﴾﴿ األع‪EE‬راف‪ ﴾12:‬وك‪EE‬ذالك في كالم فرع‪EE‬ون ق‪EE‬ال‪ ﴿ :‬ب‪EE‬ل أن‪EE‬ا خ‪EE‬ير‬
‫من هذا الذي هو مهين وال يكاد يبين ﴾ ‪[.‬الزخرف ‪]52 :‬‬

‫والصحة ال تقيم بالنفس ح‪E‬تى تطه‪E‬ر النفس من الك‪E‬بر والعجب كم‪E‬ا نص‪E‬ح لقم‪E‬ان‬
‫البن ‪EE‬ه ‪﴿ :‬ي ‪EE‬ا ب ‪EE‬ني‪ ...‬ال تص ‪EE‬عر خ ‪EE‬دك للن ‪EE‬اس وال تمش في األرض مرح ‪EE‬ا ‪ ،‬إن هللا ال يحب ك ‪EE‬ل‬
‫مخت‪EE‬ال فخ‪EE‬ور﴾﴿لقم‪EE‬ان‪ ﴾18:‬وق‪EE‬ال تع‪EE‬الى ‪ ﴿ :‬ك‪EE‬ذالك يطب‪EE‬ع هللا على ك‪EE‬ل قلب متك‪E‬بر جب‪EE‬ار﴾‬
‫﴿ الغ‪EE‬افر‪ ﴾35E:‬وفي الح‪EE‬ديث وقعت تح‪EE‬ذيرات كث‪EE‬يرة عن ه‪EE‬ذه األم‪EE‬راض كم‪EE‬ا روي عن أبي‬
‫هري‪EE E‬رة رض ي هللا عن‪EE E‬ه أن‪EE E‬ه ق‪EE E‬ال ‪ ،‬ق‪EE E‬ال رس‪EE E‬ول هللا ﷺ ‪ (( :‬ق‪EE E‬ال هللا ﷻ ‪ :‬الكبري‪EE E‬اء ردائي‬
‫والعظم‪EE‬ة إزاري فمن نزع ‪EE‬ني واح ‪EE‬دا منهم‪EE‬ا قذفت ‪EE‬ه من الن‪EE‬ار )) (مس‪EE‬لم ‪ .)2620 :‬وعن عب‪EE‬د‬
‫هللا بن مسعود رضي هللا عنه عن النبي ﷺ قال‪(( :‬ال يدخل النار أحد في قلبه مثقال حب‪EE‬ة‬
‫من خردل من االيمان ‪ ،‬وال يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حب‪E‬ة من خ‪E‬ردل من كبري‪E‬اء))‬
‫(مسلم‪.)91:‬‬

‫واإلعج ‪EE‬اب ب ‪EE‬النفس و الخيالء ش ‪EE‬عبتان من ش ‪EE‬عب الك ‪EE‬بر‪ ،‬وهم ‪EE‬ا موص ‪EE‬لتان إلى م ‪EE‬ا‬
‫يوص‪EE‬ل إلي‪EE‬ه الك‪EE‬بر ‪ ،‬عن أبي هري‪EE‬رة رضي هللا عن‪EE‬ه عن الن‪EE‬بي ﷺ ق‪EE‬ال ‪(( :‬بينم‪EE‬ا رج‪EE‬ل يمشي‬
‫في حل ‪EE‬ة تعجب ‪EE‬ه نفس ‪EE‬ه ّ‪E E‬‬
‫مرج ل جمت ‪EE‬ه إذا خس ‪EE‬ف هللا ب ‪EE‬ه فه ‪EE‬و يتجلج ‪EE‬ل إلى ي ‪EE‬وم القيام ‪EE‬ة))‪.‬‬
‫(بخاري‪. )5789:‬‬

‫وق‪EE E‬ال اإلم‪EE E‬ام الغ‪EE E‬زالي ‪ :‬إعلم أن الك‪EE E‬بر من املهم‪EE E‬ات‪ ،‬وال يخل‪EE E‬و أح‪EE E‬د من الخل‪EE E‬ق عن ش يء‬
‫ّ‬
‫من ‪EE‬ه‪،‬وإزالت ‪EE‬ه ف ‪EE‬رض عين‪ ،‬وال ي ‪EE‬زول بمج ‪EE‬رد التم ‪EE‬ني ب ‪EE‬ل املعالج ‪EE‬ة‪(.‬امله ‪EE‬ذب‪:‬من إحي ‪EE‬اء عل ‪EE‬وم‬
‫الدين‪)209\2:‬‬

‫ه‪EE‬ذا م‪E‬ا فعل‪EE‬ه الص‪EE‬حابة و الس‪E‬لف الص‪E‬الح‪ ،‬فق‪EE‬د ك‪EE‬انوا م‪E‬ا زال‪EE‬وا يقيس‪E‬ون أنفس‪EE‬هم‬
‫بم‪EE E‬وازن الش‪EE E‬ريعة ‪ ،‬ف‪EE E‬إذا ش‪EE E‬عروا في أنفس‪EE E‬هم ش‪EE E‬يئا اس‪EE E‬رعوا إلى العالج‪ E‬ح‪EE E‬تى ب‪EE E‬رؤوا من‬
‫وعرض‪EE‬وا ذل‪EE‬ك عن‪EE‬د الن‪EE‬بي ﷺ ‪ .‬ق‪EE‬ال ع‪EE‬روة بن زب‪EE‬ير رضي هللا عن‪EE‬ه ‪ :‬رأيت عم‪EE‬ر بن‬ ‫ال‪EE‬داء‪ّ ،‬‬
‫الخط‪EE‬اب‪ E‬رضي هللا عن‪EE‬ه على عاتق‪EE‬ه قرب‪EE‬ة م‪EE‬اء‪ ،‬فقلت ‪ :‬ي‪EE‬ا أم‪EE‬ير املؤم‪EE‬نين ال ينبغي ل‪EE‬ك ه‪EE‬ذا‪،‬‬

‫]‪[58‬‬
‫فق ‪EE E‬ال "ملا أت ‪EE E‬اني الوف ‪EE E‬ود س ‪EE E‬امعين مطيعين‪ ،‬دخلت نفس ي نخ ‪EE E‬وة‪ ،‬ف ‪EE E‬أردت أن اكس ‪EE E‬رها"‪.‬‬
‫(مدارج السالكين إلبن القيم‪ )330 E\2 :‬هذه هي الطريقة املثلى لتزكية النفس‪ ،‬إذا طل‪EE‬ع في‬
‫النفس شيء لم يصدر اآلن بادروا لعالجه‪.‬‬

‫أم‪EE‬ا إص‪EE‬الح املرش‪EE‬د املج‪EE‬رب في زمنن‪EE‬ا فه‪EE‬و إذا ع‪EE‬رض أح‪EE‬د نفس‪EE‬ه على ش‪EE‬يخه للتزكي‪EE‬ة‪ ،‬أوال‬
‫بايع ‪EE‬ه املرش ‪EE‬د‪ ،‬ثم يع ‪EE‬د ل ‪EE‬ه األعم ‪EE‬ال واألذك ‪EE‬ار املروي ‪EE‬ة واملحاس ‪EE‬بة عن املعاص ي ك ‪EE‬ل ي ‪EE‬وم في‬
‫وقت معين‪ ،‬وهذه الدرجة األولى للسالكين‪ ،‬ثم منزلة العارفين‪ ،‬ثم منزل‪E‬ة الواص‪EE‬لين‪ ،‬ه‪E‬ذه‬
‫الدرجات إذا حصل العب‪E‬د على كله‪E‬ا اس‪E‬تغرق في حب هللا وغرام‪E‬ه‪ ،‬ح‪E‬تى أن ه‪E‬ؤالء الرج‪E‬ال‬
‫ربم‪EE E‬ا نس‪EE E‬وا أوالدهم وأق‪EE E‬اربهم ويتح ّس‪E E‬رون على العب‪EE E‬اد إذا رأوهم ب‪EE E‬أنهم غ‪EE E‬افلون عن هللا‬
‫ورس‪EE E‬وله‪ ،‬فيقول‪EE E‬ون بين حين وآخ‪EE E‬ر ك‪EE E‬أنهم ب‪EE E‬اخعون األنفس على اث‪EE E‬ارهم إن لم يمتثل‪EE E‬وا‬
‫بأوامر هللا ورسوله متأسفين‪ ،‬إن هؤالء الرجال هم املصلحون‪ E‬الحقيقيون‪.‬‬

‫إن وجد أحد مثل هؤالء األشخاص فليغتنم صحبتهم‪ ،‬وليالزمهم مالزمة الظ‪EE‬ل لص‪EE‬احبه‪،‬‬
‫وليأخذ جهده كل مأخذ إلصالح نفسه والقامة دينه‪.‬‬

‫]‪[59‬‬
ّ
সেট কাপড় ‫ُحلة‬ সম্মুখীন হওয়া ‫تعرض لـ‬
পানির মশক ‫قربة ماء‬ পারিবারিক ‫عائلية‬
প্রতিবন্ধকতা ‫عوائق [ج] عائقة‬ ছায়ার ন্যায় ‫الزم مالزمة الظل‬
তু চ্ছতাচ্ছিল্য ‫احتقار واالزدراء‬ লেগে থাকা
করা , ঘৃণা করা উপভোগ করা ‫استمتاع بـ‬
ّ ‫ال ُت‬
গাল বাঁকা করা ‫صعر‬ থাবা ‫البطش‬
ِ
আত্মমর‌্যাদাবোধ ‫نخوة‬ প্রতিশোধ নেওয়া ‫االنتقام‬
সর্বোত্তম পদ্ধতি ‫الطريق املثلى‬ সুযোগ মিলে ‫اتيحت له الفرصة‬
َّ
অভিজ্ঞ ‫املجرب‬ দম্ভভরে চলা ‫مرحا‬
মাঝে মধ্যে ‫بين حين وآخر‬ মোহর এটে দেওয়া ‫يطبع‬
আত্মবিলীন করা ‫باخع النفس‬ সরিষা ‫خردل‬
ُ
আত্মবিমুগ্ধতা ‫الخيالء‬

[60]
‫ملن الفضل ؟‬

‫إحسان الحق‬

‫نحن اآلن في زمن غير زمن رسول هللا ﷺ‪،‬وابتعد بيننا زمن طويل‪ ،‬وشهد‬
‫العالم‪ E‬فيه ما كان في عهده من اإلختراعات و اإلبداعيات‪ ،‬منها املذكورة طرق التعاليم‬
‫املختلفة‪ ،‬ألن التعليم‪ E‬هو العمود الفقري لألمة‪ ،‬ولكن أي التعليم هو؟ ال شك أنه‬
‫هوالتعليم‪ E‬اإلسالمي الذي يدعو الناس إلى اإليمان باهلل ؛ ويهديهم إلى املالزمة بالورع‬
‫ويشجعهم على الرغبة فى خدمة الخلق‬ ‫ّ‬ ‫والتقوى ويحثهم على التمسك بأمور الدين‬
‫حسب االستطاعة ويحرضهم على املجاملة مع الناس فى كل مناسبة ـ‬

‫من املعلوم أن للتعليم أهمية قصوي لدى الجميع ‪،‬فقد تقرر بموجبه تقدير‬
‫أدم وتفضيله على املاليكة املقربين كلهم ـ وهذا هو املقياس الصحيح‪ E‬ملعرفة‪ E‬الحق من‬
‫الباطل‪ ،‬وللتمييز بين الخير والشر كما هو فارق بين الحسن والقبيح‪ ،‬فالناس يعرفون‪E‬‬
‫يمي زوا بين الصدق والكذب عندما حصلوا عليه حيث جاء بشأن‬ ‫َّربهم ‪ ،‬ويستطيعون أن ّ‬
‫أهميته في الحديث‪ ،‬قال النبي ﷺ ‪(( :‬طلب العلم‪ E‬فريضة على كل مسلم)) [ابن ماجه ‪:‬‬
‫‪ ، ]224‬فما من مسلم إال وهو يرغب في العلم ‪ ،‬ويحرص على حصوله‪.‬‬

‫وعالوة على ذلك أن التخلف من مجال العلم‪ E‬و االبتعاد عن ساحته يسبب‬
‫داهية هائلة تؤدي باألمم إلى االنحطاط‪ ،‬وباألقوام إلى االنحدار‪ ،‬إذ العلم‪ E‬هو العمود‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫التقدم والرقي‪ ،‬فاألقوام‬ ‫الفقري ألمة تصعد به إلى الحضارة والثقافة‪ ،‬كأنما هو ُسلم‬
‫تتعرض لإلنحطاط ‪ ،‬و التقدم بالعلم‪ E‬يتطلب أن تعتمد املناهج الدراسية‬ ‫التي تبتعد عنه ّ‬
‫ّ‬
‫إلى فكرة صحيحة‪ ،‬وإال يكون العلم‪ E‬وسيلة للخسران‪.‬‬

‫]‪[61‬‬
‫املناهج الدراسية التي يتشبث بها املتعلمون‪ E‬في العصر‪ E‬الراهن توزعت إلى نوعين‬
‫‪ :‬املنهج الدراسي للتعليم اإلسالمي ‪ ،‬واملنهج الدراسي للتعليم‪ E‬العصري ‪ ،‬فاألول له‬
‫أثرات حميدة في مختلف مناحي حياة األمة املسلمة في العالم‪ ،‬فإنه يضم أشكاال من‬
‫الفنون‪ ،‬ويعود إليها‪ E‬القرآن الكريم ‪ ،‬والحديث النبوي الشريف‪ ،‬والتفسير املأثور‪،‬‬
‫والفقه الشرعي ‪ ،‬والعقائد الإلسالمية‪ ،‬والشمائل النبوية‪ ،‬والتاريخ اإلسالمي الذهبي‬
‫وما إلى ذلك من العلوم والفنون‪. . .‬‬

‫وأما الثاني ‪ :‬يعني املنهج الدراسي للتعليم‪ E‬العصري‪ E‬فهذا أيضا ينطوي على‬
‫فنون شتى تهدف إلى احترافات‪ ،‬بما فيها الهندسية والطب واالقتصاد الرأسمالي‪E‬‬
‫واملحاماة على سبيل املثال ال الحصر‪ ،‬فالنتيجة الحتمية لهذه الدراسات الرامية إلى‬
‫اقتصاد الثروات و الخيرات أن يصبح متعلموها غير متدينين وربما مائلين إلى العلمانية‬
‫واإللحاد (معاذ هللا)‪.‬‬

‫ثم إن املكاتب واألساكيل الرسمية وكذلك الجامعات الحكومية تشهد التعليم‬


‫املختلط الذي ال يأتي بها دليل شرعي وليس ذلك فحسب بل يتعدى أحكاما كثيرة من‬
‫القرأن والسنة‪ ،‬وذلك يكون فيه باإلختالط بين الفتيان و الفتيات ‪ ،‬وكذلك لم تدرس‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وجل تالميذها من أوالد املسلمين‪ ، E‬فيتعلمون فيها حضارة الغربين‪E‬‬ ‫فيه الكتب الدينية‪،‬‬
‫ّ‬
‫وثقافتهم ‪ ،‬حتى يغرس في قلوبهم حقد على اإلسالم واملسلمين‪ ،‬ويتعلمون فيها تاريخ‬
‫تسبب في إلحاد‬‫مما ّ‬ ‫املتحر ف ‪ ،‬وتلقى عليهم معلومات خاطئة حول اإلسالم ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫اإلسالم‬
‫عشرات آالف من املسلمين وكونهم حاقدين على اإلسالم يوما فيوما ‪ ،‬حتى يعيشوا مثل‬
‫الغربيين‪ ، E‬وال يرون اإلختالط الحر بدون حائل وبدون مانع عيبا فالفتيات تتجول‬
‫سافرات‪ E‬بغير حجاب فى الطرق‪ E‬واألسواق واملتاجر ‪ ،‬وال تسأل عن حالهن فى املقاهي‬
‫واملطاعم وبخاصة املنتزهات ‪،‬ال يعددنها جرمات بل يقلن إنها حرية النساء‪.‬‬

‫]‪[62‬‬
‫ومن جهة أخرى أن املدارس األهلية منهجها ليس بمخالفة لإلسالم ‪ ،‬بل موافق‬
‫لإلسالم ومفيد له ‪ ،‬ألن هناك تدرس البنات في قاعة والفتيان في قاعة أخرى ‪ ،‬وليس‬
‫هناك اختالط البنات مع الفتيان ‪ ،‬ويتبحرون في علم القرآن والحديث‪ ،‬ويستنبطون‬
‫منهما أحكام الشريعة اإلسالمية والعقائد الصحيحية التي يحتاجون إليها‪ E‬لنجاحهم في‬
‫الدنيا واآلخرة ‪،‬وتجدر اإلشارة الى أن القواعد األساسية للمدرس األهلية ثالثة ‪_1 :‬‬
‫التوحيد الخالص ‪_2 .‬اتباع السنة ‪_3 .‬إعالء كلمة هللا ‪.‬‬

‫ومتعلموا ٰه ذه املدارس األهلية ورثة لخير األنام محمد ﷺ ‪ ،‬كما جاء في‬
‫الحديث ‪(( :‬العلماء ورثة األنبياء وأن األنبياء لم ُي ّ‬
‫ورثوا دينارا وال درهما ‪ ،‬وإنما ّ‬
‫ورثوا‬
‫ّ‬
‫العلم)) [سنن الترمذي‪. ]2682:‬وفي حين متعلموا املدارس الحكومية ورثة ‪ ،‬وكذلك‬
‫ّ‬
‫متعل موا املدارس األهلية يقال لهم "طالب العلم" ‪ ،‬وذلك ملا روي عن رسول هللا ﷺ ‪:‬‬
‫((طلب العلم فريضة على كل مسلم)) ‪.‬‬

‫جاء في الحديث ‪ ،‬قال رسول هللا ﷺ ‪(( :‬إن املالئكة لتضع أجنحتها رضا لطالب‬
‫العلم)) [سنن الدارمي‪ ،]369:‬ألنهم يطلبون العلم‪ E‬توجه هللا فقط ‪ ،‬وفي حين متعلموا‬
‫املدارس الحكومية ليسوا مثلهم ‪ ،‬وال يقال لهم طالب العلم‪ ، E‬وما إلى ذلك ‪.‬‬

‫فيا أيها القاري ! سل نفسك _ ملن الفضل ؟؟؟ أتوقع أنك توافقني على هذا الجواب‪ : E‬أن‬
‫املدارس األهلية وأهلها أفضل الخلق على صفحة الوجود ‪.‬‬

‫]‪[63‬‬

You might also like