You are on page 1of 29

‫قانون المسطرة المدنية هو أحد أهم فروع القانون وقد طرأت عليه تعديالت كثيرة منذ التسعينات فدخلت‬

‫مقتضيات إجرائية جديدة‪ ،‬منذ ‪ 5‬شتنبر ‪ ،1122‬منها ما يهم مسطرة التقاضي أمام المحاكم االبتدائية‬
‫ومنها ما يهم وسائل اإلثبات ومنها ما المس الطعن ثم وسائل التبليغ و مساطر األحوال الشخصية‪ ،‬آخر‬
‫التعديالت هي التي جاءت من خالل القوانين ‪ 11.21‬و ‪ 15.21‬و ‪ ، 11.21‬هكذا حل قضاء القرب‬
‫محل محاكم الجماعات كما تم إحداث الغرف االستئنافية بالمحاكم االبتدائية وغيرها من التعديالت‬
‫المهمة‪.‬‬
‫المسطرة المدنية هي الشريعة العامة‪ ،‬ففي غياب النص الخاص يجب الرجوع إلى الشريعة العامة وهي‬
‫قانون المسطرة المدنية‪ ،‬مثال ذلك المحكمة التجارية‪ ،‬فيعمل فيها وفق النص الخاص لكن حين ال يوجد‬
‫نص خاص يرجع إلى قانون المسطرة المدنية باعتباره الشريعة العامة‪ ،‬نفس األمر في المحاكم االدارية‪.‬‬

‫ورغم ان قانون المسطرة المدنية قانون شكلي تنظيمي إجرائي ‪ ،‬فان هذا ال يمنع أن تكون بعض القواعد‬
‫الموضوعية يتضمنها قانون المسطرة المدنية كالصفة واالهلية والمصلحة ‪ ،‬تحت طائلة عدم القبول ‪ ،‬كما‬
‫ال يمنع أن القانون الموضوعي يتضمن قواعد اجرائية ‪ ،‬ففي الحقوق العينية و الشغل و التجارة نجد‬
‫هناك قانونا موضوعيا يتضمن قواعد اجرائية ‪ ،‬وهذه هي الفلسفة اإلجرائية الجديدة ‪ ،‬فعندما تخلو ساحة‬
‫القضاء من قانون خاص فالمرجع دائما هو قانون المسطرة المدنية‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫تعريف المسطرة المدنية‬


‫هي الوسيلة القانونية التي تمكن االشخاص من اللجوء إلى المحاكم المختصة والمسطرة المدنية ال‬
‫تتحرك قواعدها االجرائية إال بعد أن ترفع الدعوى إلى المحكمة وتصاحب الدعوى منذ تسجيلها‬
‫بالمحكمة إلى حين صدور الحكم وتنفيذه ‪.‬‬

‫خصائص المسطرة المدنية‬


‫‪1‬‬
‫الخاصية ‪ : 1‬المسطرة المدنية هي قانون شكلي أو تنظيمي أو إجرائي‬
‫بمعنى أن هذا النوع من القانون يتضمن أكثر من غيره تنظيما دقيقا لمختلف األجزاء التي يتألف منها ‪،‬‬
‫فهذا القانون ال يعطي لألفراد حقوقا بقدر ما ينير لهم الطريق للوصول إلى الحق أو حماية هذا الحق ‪،‬‬
‫فموضوع المسطرة المدنية هو تنظيم المسائل االجرائية للوصول إلى الحق وحماية الحق كطريقة رفع‬
‫الدعوى و إجراءات البت والطعن في األحكام ‪.‬‬
‫الخاصية ‪ : 2‬المسطرة المدنية هي الشريعة العامة للقوانين االجرائية أي أنها‬
‫المسطرة األم‬
‫فقواعدها هي الشريعة العامة للقوانين اإلجرائية األخرى ‪ ،‬فحين تغيب المساطر الخاصة نرجع لقانون‬
‫المسطرة المدنية ‪ ،‬وقد ذهب الفقه واالجتهاد القضائي إلى اعتبارها واجبة التطبيق في حالة االفتقار إلى‬
‫قاعدة مماثلة خاصة من المساطر اإلجرائية في الميدان اإلداري أو الجنائي أو التجاري ‪.‬‬
‫الخاصية ‪ : 3‬اتصاف قواعد المسطرة المدنية بالصفة اآلمرة فال يمكن االتفاق‬
‫على مخالفتها‬
‫فيكون للخصم أن يدفع ببطالن اإلجراء المخالف في أي حالة تكون عليها الدعوى ‪ ،‬و للقاضي أن يحكم‬
‫ببطالنه من تلقاء نفسه ولعضو النيابة العامة إذا كان ممثال في الدعوي كطرف منظم أن يطلب الحكم‬
‫ببطالنه ‪.‬‬
‫وإذا نظرنا إلى الغاية التي يتوخاها المشرع من القاعدة القانونية نجد أنه إذا كانت مخالفتها مما يتناقض‬
‫مع التنظيم الصريح الذي أراده المشرع فيمكن القول حينها أن المسطرة المدنية هي من النظام العام ‪.‬‬

‫أهمية المسطرة المدنية‬


‫هي قانون ضروري لتحقيق العدالة وضمان نزاهة الحكم والفصل بين الخصوم وحماية الحقوق فال يمكن‬
‫تصور االستغناء عن قواعد المرافعات ‪ ،‬واتباع إجراءات دقيقة والتقيد بالمواعيد أمران ضروريان‬
‫لحسن سير القضاء سواء المدني أو الجنائي ‪ ،‬فإذا سار القضاء بغير اتباع إجراءات وقواعد ثابتة كان في‬
‫نهايته قضاء سيئا ال يحمي الحقوق ويجر الفوضى ‪ ،‬فال يكفي تنصيب القضاة بل يتعين وضع أصول‬
‫وقواعد ومواعيد تكفل حرية الدفاع والتحقيق في الدعاوى وقيود تحد من سلطة القاضي کي ال يستبد‬
‫بالقضاء ومنع عدم المساواة بين الخصوم ‪ ،‬كما أنها ضرورية لرعاية المصالح العامة وصيانة ثروة‬
‫االفراد و إقرار الثقة وتضع إجراءات دقيقة وقواعد ثابتة تمنع مفاجأة المدين وتعريضه للخسارة وفي‬
‫نفس الوقت تقضي على رغبته في المماطلة واألضرار بحق الدائنية ‪.‬‬
‫فقواعد المسطرة المدنية ال يمكن االستغناء عنها بأي حال من األحوال فال بد في كل خصومة من اعالن‬
‫يوقف المدعي عليه وتمكينه من تحضير دفاعه وال بد من وسائل للتثبت ثم اعطاء القاضي الوقت‬
‫الدراسة القضية واتخاذ القرار المناسب ثم اعطاء الخصوم حق التظلم من األحكام ‪.‬‬
‫‪-‬أشخاص المسطرة المدنية‬
‫ال تطبق المسطرة المدنية نفسها بنفسها ‪ ،‬بل ال بد أن من أشخاصا لتطبيقها ابرزهم القاضي ‪.‬‬
‫االطراف‬
‫كما هو معلوم القاضي ليس وحده من يطبق المسطرة المدنية ‪ ،‬فالمسطرة ال تتحرك دون أن يحركها‬
‫االطراف ‪ ،‬عبر الدعوى وهي الوسيلة التي تحرك القضاء ‪ ،‬فالوسيلة الوحيدة التي تحدث عليها المشرع‬
‫‪2‬‬
‫لتحريك القضاء هو الطلب من قبل من له صفة و اهلية و مصلحة ‪ ،‬فبدون أطراف ال تتحرك الدعوى‬
‫وهم من يقدرون حقهم ان أرادوا استعمال الدعوي أم ال ‪ ،‬وهم إما أن يكونوا أفرادا أو جماعات أو‬
‫المدعي فردا والمدعي عليه جماعة أو العكس ‪ ،‬وقد يكون المدعي شخصا طبيعيا أو معنويا والعكس ‪،‬‬
‫وقد يكون شخصا معنويا ضد شخص معنوي ‪ ،‬أو فردا والمدعي عليه دولة ‪ ،‬و تكون الدولة محركة‬
‫للدعوى أ ممثلة في وزير العدل حسب ف‪.181‬‬
‫كتابة الضبط‬
‫أوراق النزاع جميعها تقدم عبر كتابة الضبط ‪ ،‬في حدود المهام التي أشار إليها المشرع في قانون‬
‫المسطرة ‪ ،‬لهم أعمال إدارية مكلفون بها ‪ ،‬التسجيل ‪ ،‬احالة األوراق إلى رئيس المحكمة ‪ ،‬كتابة‬
‫المحاضر ‪ ،‬إجراءات ‪ ،‬أعباء إجرائية ‪ ،‬تسجيل الدعاوی ‪ ،‬المصاريف ‪ ،‬السهر على التبليغ ‪ ،‬حفظ‬
‫الوقائق ‪ ،‬كتابة المحاضر ‪.‬‬
‫رئاسة المحكمة‪:‬‬
‫لها دور مهم ‪ ،‬دور إداري ‪ ،‬تسيير مرفق العادالة ‪ ،‬مسؤولية رقابية على القضاة ‪ ،‬مسؤولية تعيين‬
‫الجلسات و القضاة ‪ ،‬تعيين القاضي المقرر و القاضي المكلف بالقضية القاضي المقرر هو شخصية‬
‫قضائية مهمته تسيير المسطرة الكتابية ‪ ،‬تهييئ وتجهيز القضية للحكم ‪ ،‬السهر على اإلجراءات ‪ ،‬يستقبل‬
‫الدفوع والمذكرات وهو الذي يقوم باجراءات المعاينة والخبرة واالستماع ‪.‬‬
‫رؤساء الغرف أيضا من أشخاص المسطرة أعوان كتابة الضبط أيضا من اشخاص المسطرة يتكلفون‬
‫بالتبليغ‬

‫‪ -‬موضوع المسطرة المدنية‬


‫موضوع المسطرة المدنية هي الدعوى ‪ ،‬و هي الحق الثابت المضمون لكل ذي حق من الحقوق فهو‬
‫يثبت له الحق في الدعوى ليؤكد الحق الموضوعي الذي يحظى بالحماية القانونية فتنضاف إلى الحماية‬
‫القانونية الحق في الحماية القضائية ومظهرها هو الدعوى وال تظهر اال عندما يتعرض الحق لالعتداء أو‬
‫التهديد ‪ ،‬ومسألة الدعوى فيها خالف كبير ‪ ،‬لكن سنقتصر على المهم‪ ،‬سنتعرف على مفهوم الدعوى ‪،‬‬
‫فقد بقيت إلى يومنا هذا لم تستقر كمصطلح ‪ ،‬و بقي بينها وبين مصطلحات أخرى تشابه ‪ ،‬لها طبيعة‬
‫خاصة تختلف عن طبيعة الحق ‪ ،‬أيضا لها تأثير على نوعية القواعد المسطرية التي تطبق بين يدي كل‬
‫دعوى‪ ،‬فليس هناك مسطرة واحدة وليس هناك دعوى واحدة ‪ ،‬وهذا التعدد ينعكس على الفروع‬
‫المسطرية المطبقة على كل دعوى ‪.‬‬

‫الباب األول ‪ :‬نظرية الدعوى‬


‫الحق يحتاج إلى حماية ‪ ،‬وإذا كان الناس قديما يأخذون حقهم بأيديهم فإنه اليوم أصبح الحق يؤخذ عن‬
‫طريق الدعوى القضائية فهي الوسيلة األكثر تحضرا و رقيا ‪.‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الدعوى وخصائصها‬
‫المبحث األول ‪ :‬تعريف الدعوى وبيان مركزها‬
‫المطلب االول ‪ :‬تعريف الدعوى وصلتها بالحق‬

‫‪3‬‬
‫المشرع لم يتطرق إلى تحديد تعريف للدعوى لصعوبة ذلك ‪ ،‬فهناك مصطلحات عديدة تختلط فيها‬
‫المفاهيم مثل الخصومة واالدعاء والتقاضي والمطالبة القضائية وحق اللجوء للقضاء‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف الدعوى‬
‫جانب من الفقه عرف الدعوى كونها هي الوسيلة القانونية التي تحمي الحق ‪ ،‬فصاحب الحق له الحق في‬
‫اللجوء إلى القضاء للحصول على حقه ‪ ،‬أو ضمان احترام حقه ‪ ،‬أو عدم تهديد حقه ‪ ،‬ويعرفها البعض‬
‫األخر بأنها وسيلة لتحريك القضاء وبدونها يقف القاضي ساكنا ولو ضاع الحق أمام عينيه ‪ ،‬ويرى‬
‫أخرون أنها الوسيلة التي وفرتها الدولة لالفراد كي ال يأخذ كل واحد منهم حقه بنفسه‪ ،‬ويراها أخرون‬
‫بأنها سلطة قانونية ممنوحة للشخص تخول له حق اللجوء للقضاء ليحصل على حماية لهذا الحق‪.‬‬

‫لكن أغلب الفقه يراها هي الوسيلة القانونية لحماية الحق وهناك وسائل أخرى قررها القانون كالدفاع‬
‫الشرعي والحق في الحبس ‪ ،‬وهناك وسائل غير قانونية طبعا للحصل على الحق ‪ ،‬لكن الدعوى تتميز‬
‫عن الوسائل األخرى بعنصر االلتجاء إلى الجهاز القضائي ‪ ،‬و يمكن القول أنها أهم الوسائل القانونية‬
‫لحماية الحق‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬صلة الدعوى بالحق الذي تحميه‬


‫هل الدعوى جزء من الحق أم هي صورة من صوره ؟ هناك نظريتان ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬نظرية التقليدية أو نظرية االندماج‬

‫أي أن الدعوى هي الحق نفسه ‪ ،‬يبقى خامال ما دام يتنازع عليه ثم يظهر فجأة إذا انتهكت حرمته‬
‫فالحق حالة قانونية ساكنة والدعوى هي الحالة نفسها وقت التحرك ‪ ،‬ينتج عن ذلك ‪.‬‬
‫‪ -‬الدعوى فرع من فروع الحق ونتيجة الزمة له ‪ ،‬فال حق اال وله دعوى يصل بها صاحب الحق إلى‬
‫جبر الغير على احترام حقه ‪ ،‬ومجرد وجود الحق يوجب وجود الدعوى ‪ ،‬يستثنى من ذلك االلتزامات‬
‫الطبيعية التي أقر القانون بوجودها وبأن لها أثرا خاصا غير مفتقرة إلى الدعوى ‪.‬‬
‫‪ -‬الحق والدعوي يولدان سويا ويعيشان سويا ويموتان سويا ‪ ،‬ولكل حق دعوى واحدة يمكن‬
‫رفعها مرات متعددة إال إذا حالت بين ذلك قوة الشيء المحكوم به ‪ ،‬وليس للدائن من الدعاوى أكثر مما‬
‫له من حقوق ‪ ،‬فاذا كان له حق واحد فله دعوى واحدة أما إذا كان للشخص دعاوی متعددة بخصوص‬
‫شيء واحد فتفسير ذلك إلى أنه يملك حقوقا متعددة على شيء واحد فيرفع بذلك لكل حق دعوى ‪ ،‬مثال‬
‫ذلك أن واضع اليد على عقار إذا أخرج عنوة له الخيار في رفع دعوى الحيازة أو دعوى ملكية أو دعوى‬
‫تعويض ‪.‬‬
‫‪ -‬للدعوى من األوصاف والمميزات ما للحق ‪ ،‬فهي بحسب األحوال تكون عينية أو شخصية أو‬
‫عقارية أو منقولة آيلة للورثة أو غير آيلة قابلة للتنازل عنها أو غير قابلة ‪.‬‬
‫‪-‬موضوع الدعوى هو نفس موضوع الحق ‪ ،‬فيحكم القاضي على المدين بأن يسلم للدائن نفس‬
‫الشيء الموعود به أو الواجب أداؤه ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬النظرية الحديثة أو نظرية االزدواج‬


‫الفقه الحديث يرى أن الدعوى حق له كيان مستقل عن الحق الموضوعي ‪ ،‬رغم ارتباطها به ارتباطا قويا‬
‫‪ ،‬ألن الدعوي وسيلة قانونية لحماية الحق ‪ ،‬وليست هي الحق ‪ ،‬بل هي وسيلة اإلحقاق الحق ‪ ،‬شأنها في‬

‫‪4‬‬
‫ذلك شأن باقي الوسائل التي تحمي الحق ‪ ،‬فهي كيان مستقل وال يختلط بالحق الذي يحميه ‪ ،‬فالدعوى‬
‫تختلف عن الحق من حيث سبب كل منهما وشروطه وآثاره ‪ ،‬فالحق سببه واقعة قانونية عقدا كان أو‬
‫عمال غير مشروع ‪ ،‬ثم أن الحق قد تحميه أكثر من دعوى وقد ال تحميه دعوى ‪ ،‬فحق الملكية إذا اعتدي‬
‫عليه تحميه دعوى الملكية ودعوى الحيازة ودعوی التعويض بينما الحقوق المقابلة لاللتزامات الطبيعية‬
‫ال تحميها دعوى إذ ليس لصاحبها أن يطالب بها أمام القضاء ‪ ،‬يترتب عن ذلك ‪:‬‬
‫‪ -‬الدعوى توجد بغير وجود حق موضوعي ‪ ،‬مثال ذلك دعوى التقرير السلبية ‪ ،‬فيحصل‬
‫بمقتضاها المدعي على تأكيد من القضاء بأنه ال يلتزم قانونا بواجب معين فال يوجد هنا ارتباط الدعوي‬
‫بأي حق موضوعي ‪.‬‬
‫‪ -‬حتى في الحالة التي تنشأ فيها الدعوى بسبب االعتداء على حق موضوعي فإن الدعوى تعتبر مستقلة‬
‫عن هذا الحق‪،‬‬
‫و من حيث سببها ‪ :‬سبب الحق هو العقد أو الفعل الضار أو غير ذلك من مصادر االلتزام ‪ ،‬أما سبب‬
‫الدعوى فهو االعتداء على حق أو مركز قانوني وال يجب الخلط بين الحماية القانونية التي يتمتع بها‬
‫الحق قبل االعتداء عليه وبين صورة خاصة من صور الحماية القانونية وهي الحماية القضائية ‪ ،‬ويترتب‬
‫عن هذا أن الحق قد يوجد بغير دعوى فالدائن قبل حلول أجل دينه يكون له حق موضوعي وليس له أي‬
‫دعوى ‪ ،‬وقد يوجد الحق بغير دعوى مثال ذلك التقادم ‪.‬‬
‫و من حيث موضوعها ‪ :‬الحق يقتضي مثال إلزام المدين أداء مبلغ معين للدائن أما الدعوى فموضوعها‬
‫الحصول على حكم قضائي لصالح الدائن وإال فالقاضي لن يدفع المبلغ للدائن لكنه سيستصدر له الحكم ‪.‬‬
‫فالحكم القضائي قد يؤكد الحق أو المركز القانوني وقد يكون منشئا له وقد تتضمن إلزاما بأداء معين‬
‫وحتى في الحالة التي يكون فيها حكما بإلزام فإنه ال يرمي إلى اقتضاء التزام المدين الذي ال يتحقق إال‬
‫بقيام المدين باألداء وإنما يرمي إلى تحقيق إرادة القانون الذي ال يتحقق إال بقيام المدين باألداء ‪،‬‬
‫فمضمون الدعوى يختلف عن مضمون الحق‪.‬‬
‫‪ -‬الدعوى تضيف جديدا للحق ‪ ،‬تأكيد قضائي له حجيته لم يكن يتمتع به الحق من قبل فدعوی االلتزام‬
‫تخول للدائن مثال حقا جديدا هو الحق في التنفيذ الجبري ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مركز الدعوى‬
‫نريد هنا إزالة أي لبس بين مفهوم الدعوى وغيرها من المفاهيم المشابهة ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬بين الدعوى وحق االلتجاء إلى القضاء‪.‬‬
‫‪ -‬حق االلتجاء للقضاء حق دستوري‪ ،‬صورة من صور الحريات العامة ‪ ،‬حق من الحقوق العامة‬
‫‪ -‬والدعوی حق خاص فيجب احترام االختصاص القضائي ‪.‬‬
‫‪ -‬حق التقاضي هو االطار العام إلسباغ العدالة أما حق الدعوي فهو التطبيق العملي ‪.‬‬
‫‪ -‬حق التقاضي يؤطره الدستور بينما حق الدعوي ينظمه قانون المسطرة المدنية‬
‫‪ -‬حق التقاضي األصل فيه أنه حق مطلق ال يرد عليه تقييد بينما حق الدعوى فمقيد‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬بين الدعوى والخصومة‬
‫الخصومة هي مجموع اإلجراءات التي يلتجئ عن طريقها صاحب الحق إلى القضاء المباشرة حق‬
‫الدعوى ‪ ،‬فليست كل خصومة مستندة إلى حق أو متوفر فيها شروط الدعوى ألن القضاء يفتح الباب لكل‬
‫مواطن بصرف النظر عن كون مزاعمه صحيحة أم ال‪ ،‬وال يتحمل هذا األخير سوى المصاريف‬
‫القضائي ة ما لم تكن خصومته كيدية ولم يكن متعسفا في استعمال حق الدعوى فيجوز الحكم عليه‬

‫‪5‬‬
‫بالتعويض ‪ ،‬فتكون الدعوى هي موضوع الخصومة و الخصومة هي الوسيلة أو الوعاء الذي يحتويها‬
‫أمام القضاء ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬بين الدعوى والمطالبة القضائية‬
‫الدعوى وسيلة لحماية الحق ‪ ،‬توجد دائما ما دام الحق موجودا ‪ ،‬فهي تكمل وجوده ‪ ،‬سواء لجأ إلى‬
‫القضاء أم لم يلتجئ ‪ ،‬لكن عندما يلتجئ إلى القضاء طالبا تدخل الدولة فيكون بذلك باشر الدعوي‬
‫ومباشرة الدعوى هو ما يسمى المطالبة القضائية ‪ ،‬أي اإلجراء الذي يعلن به الشخص رغبته في‬
‫الحصول على الحماية القضائية لحقه فيترتب عن ذلك ‪:‬‬
‫‪ -‬المطالبة القضائية عمل قانوني ال يوجد إال بتقديمه أبي ببدء الخصومة ‪ ،‬أما الدعوي فتوجد دائما ولو لم‬
‫تبدأ الخصومة ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يترتب على ترك الخصومة انقضاء الدعوي فقد يعود من جديد ليرفعها ‪ .‬الطلب كعمل قانوني قد‬
‫يكون صحيحا دون أن تكون الدعوى مقبولة ‪ ،‬فالدعوى ليست هي الطلب أمام القاضي بل هي الحق في‬
‫الحماية القضائية وقد يقدم الطلب شخص ال حق له في الحماية فيوجد الطلب دون الدعوى ‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬بين الدعوى و القضية‬
‫القضية تعني مجموع المسائل المطروحة أمام القضاء بغرض الحصول على حكم فيها ‪ ،‬سواء طلبات‬
‫الخصوم أو دفوعاتهم أو اإلجراءات المستخدمة لهذا الغرض والدعوى هي محل القضية والخصومة هي‬
‫إجراءاتها ‪.‬‬
‫الفرع الخامس ‪ :‬بين الدعوى واالدعاء‬
‫االدعاء أمام المحكمة ال يعني أن لصاحبه الحق في الدعوى ‪ ،‬فالذي يحقق الحماية ليس مجرد االدعاء‬
‫بل يحققها الحصول على حكم قضائي ‪ ،‬وتبقى الدعوى هي االدعاء ما دامت وسيلة الحماية الحقوق‬
‫والمراكز القانونية ‪ ،‬والدعوى توجد بمجرد االدعاء ‪ ،‬فالمشرع الفرنسي عرف الدعوى بأنها الحق الذي‬
‫لصاحب االدعاء في أن يسمعة القضاء فيرى هل االدعاء على اساس أم ال وبالنسبة للمدعي عليه‬
‫فالدعوى هي حقه في مناقشة هذا االدعاء ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬طبيعة الدعوى وخصائصها‬
‫المطلب األول ‪ :‬طبيعة الدعوى‬
‫حق التقاضي مكفول بالدستور لكن الدعوى حق منظم بمقتضى القانون اإلجرائي الذي هو قانون القضاء‬
‫‪ ،‬فالدعوي مرتبطة بالقضاء وتنتمي إليه والقانون اإلجرائي يعالج الدعوى على مرحلتين ‪:‬‬
‫‪-‬المرحلة ‪ : 1‬قبول الدعوى‬
‫ويطلب القانون توافر شروط خاصة محددة الحكم في موضوعها كالمصلحة واألهلية وغيرها‬
‫‪-‬المرحلة ‪ : 2‬مرحلة الحكم في موضوع الدعوى‬
‫بغض النظر عما إذا كانت الدعوي على اساس أم ال‪ ،‬فقبل الحكم ال يمكن القول أن الدعوى ليست على‬
‫اساس وبعد صدور الحكم تكون الدعوى قد انقضت بصدور الحكم ‪.‬‬
‫نالحظ أن الدعوى لها مركز خاص مستقل عن الحق الموضوعي الذي تحميه ‪ ،‬وهو مركز قانوني‬
‫مجرد محله ادعاء قانوني معين ‪.‬‬
‫من هنا يمكن تكييف المركز القانوني للدعوي بأنه حق إجرائي أو حق وسيلي يعطى لمن توفرت فيه‬
‫شروط معينة سلطة تحريك القضاء للحصول على قرار في موضوع ادعائه ‪ ،‬فهو حق ليس ضد القاضي‬

‫‪6‬‬
‫وليس ضد الخصم ولكنه حق ذو طبيعة موضوعية يستهدف تحقيق مصلحة قضائية عامة باعتباره محال‬
‫للعمل القضائي ‪.‬‬
‫‪ -‬نتائج التكييف ‪ :‬طبيعة الدعوى هو األمر الذي يبرر قبول الدعوي أو عدم قبولها قبل الفصل في‬
‫موضوعها ‪ ،‬فحكم المحكمة في مسألة القبول هو حکم وجود أو عدم وجود مركز قانوني وهو الذي يبرر‬
‫أيضا النتائج التي تترتب على تكييف الدعوى كحق إجرائي ‪ ،‬هذه النتائج عالجها قانون المسطرة المدنية‬
‫في قواعد هذه بعض مضامينها ‪:‬‬
‫‪ -‬على المحكمة أن تفصل بحكم في كل دعوى رفعت إليها وال يجوز للقاضي االمتناع عن اصدار‬
‫الحكم فيها ف‪ 1‬من قانون المسطرة المدنية غير أن الحكم هنا ال يعني الحكم في موضوعها بل الحكم‬
‫بقبول الدعوي أو بعدم‬
‫قبول الدعوى أي بعدم االختصاص ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز للقاضي الفصل في نزاع إال بناء على طلب ممن يهمه األمر ويتعين عليه أن يبت في‬
‫حدود طلبات األفراد دون أن يغير موضوعها أو سببها أو ينصح وال يجوز له تغيير موضوع‬
‫الدعوى وإال كان قراره معرضا للنقض ‪.‬‬
‫‪ -‬على المدعي ممارسة حقه في رفع الدعوى بحسن نية من ذلك االدالء بعنوان غير حقيقي للمدعي‬
‫عليه لحرمانه من درجة التقاضي فهو اخالل بحق الدفاع ‪.‬‬
‫‪ -‬يجوز التنازل عن الدعوى بعد اقامتها ‪ ،‬لكن هذا التنازل ال يترتب عنه التخلي عن الحق‬
‫موضوع الدعوى ف ‪ 221‬من قانون المسطرة المدنية ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬خصائص الدعوى‬


‫أوال ‪ :‬الدعوى وسيلة للحصول على الحماية القضائية‬
‫أي تمنح الفرد سلطة قانونية للحصول على حكم من القاضي بقصد حماية حق أو مركز قانوني معين‪،‬‬
‫والدعوى ليست الوسيلة الوحيدة لحماية الحق ‪ ،‬فيمكن حماية الحق بوسائل أخرى كالدفاع الشرعي وحق‬
‫الحبس ‪ ،‬فالدعوى تهدف إلى حماية حق أو مركز قانوني معين ‪ ،‬والشخص يتوقع من القضاء تقرير‬
‫الحق الذي يدعيه أو توقيع الجزاء على اضر بحقه وهي ال تهدف إلى تطبيق القانون اال في حاالت‬
‫استثنائية مثل الدعوى التي ترفعها النيابة العامة بقصد تطبيق القانون فالهدف من رفعها هو حماية‬
‫مصلحة خاصة أحد االفراد ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الدعوى حق وليست واجب‬
‫أي أنها تتميز بطابع االختيارية ‪ ،‬فصاحب الحق له كامل الحرية في االلتجاء إلى القضاء للمطالبة بحقه‬
‫من عدمه ‪ ،‬كما أنه له كامل الحرية في اختيار الوقت المناسب والظروف المالئمة لمباشرة دعواه ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الدعوى حق يمكن حوالته والتنازل عنه‬
‫بشرط انتقال الحق في الدعوى مع الحق الذي تحميه وإال كانت غير قابلة للحوالة ‪ ،‬كما لو كان الحق‬
‫الموضوعي مرتبطا بشخص صاحبه وال يقبل االنتقال كالحق في التعويض األدبي ‪ ،‬وفي حالة التنازل‬
‫‪7‬‬
‫عن الحق في الدعوى رغم عدم التنازل عن الحق الموضوعي فتنقضي الدعوى مع بقاء الحق لكن‬
‫التنازل عن الحق الموضوعي يترتب عليه سقوط حق الدعوى بزوال شرط اساسي في الدعوي وهو‬
‫استنادها إلى حق موضوعي ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬عدم المؤاخذة عليها‬
‫فيستطيع اقامتها والتخلي عنها متى شاء وال يتحمل أية تبعة وال يمكن اعتبار اقامتها خطأ لكنه يتحمل‬
‫مصاريف الدعوى أو جزءا منها ‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تقسيم الدعوى وشروطها‬
‫الدعوى المدنية تنقسم إلى أقسام متعددة يخضع كل قسم منها لشروط عامة محددة من قبل المشرع تحت‬
‫طائلة عدم القبول ‪ ،‬ويجب أن يمارس كل قسم في إطار شروطه الخاصة إضافة إلى الشروط العامة ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬أقسام الدعوى‬


‫الدعوى بصفة عامة تنقسم الى دعوى عمومية تباشرها النيابة العامة لطلب توقيع العقاب على مرتكب‬
‫الجريمة ‪ ،‬هذا النوع من الدعاوى تكفل ببيان طبيعته قانون المسطرة الجنائية وهناك دعاوی مدنية ‪،‬‬
‫وتتعلق بأموال الشخص وحالته وقد تنشأ عن جريمة فيكون موضوعها المطالبة بالتعويض تسمى‬
‫الدعوى المدنية التبعية للدعوى العمومية ‪ ،‬والدعاوى المدنية تكفلت المسطرة المدنية بتنظيمها وترفع‬
‫بطريق أصلي أمام القضاء المدني وتخضع لقواعد المسطرة المدنية واجراءاتها ‪.‬‬
‫أما من ناحية الكيفية التي تقدم بها الدعوى إلى القضاء المدني فيمكن تقسيم الدعوى إلى دعاوی مفتتحة‬
‫للخصومة وهي التي تبدأ بها الخصومة أمام المحاكم المدنية وهناك دعاوى متفرعة عنها وتشمل‬
‫الدعاوى التي تتعلق بتطورات الدعوي واتساع نطاقها أو مساسها بمصالح أشخاص آخرين ويلتجأ اليها‬
‫كطلبات عارضة أو دعاوى فرعية أو دعاوى التدخل أو دعوى الزور الفرعي أما إذا نظرنا إلى‬
‫الدعاوى من جهة طبيعة الحق موضوع النزاع ‪ ،‬فهناك دعاوى شخصية وأخرى عينية ‪ ،‬أما من حيث‬
‫طبيعة الموضوع فهناك دعاوى عقارية ودعاوی منقولة ‪ ،‬أما من الجهتين معا أي طبيعة الحق وطبيعة‬
‫الموضوع فهي دعاوى شخصية منقولة و دعاوی عينية عقارية و دعاوی عينية منقولة ‪ .‬والدعوى‬
‫العينية العقارية من وجهة تناولها أساس الحق يمكن تقسيمها إلى دعاوی مطالبة بالحق ودعاوى الحيازة ‪.‬‬
‫أما من وجهة نوع االتفاق أو العمل الذي نشأت عنه فهي دعاوی مدنية أو تجارية ‪.‬‬
‫والتشريع سار مع الفقه التقليدي وقسم الدعوى الى ‪ 1‬اقسام ‪:‬‬
‫‪ -‬دعاوى شخصية ودعاوی عينية‬
‫‪ -‬دعاوی منقولة و دعاوی عقارية‬
‫‪ -‬دعاوى ملكية و دعاوی حيازة‬
‫أما الفقه الحديث فيقسم الدعاوى الى دعاوی الزام أو دعاوى تقريرية أو دعاوی منشئة وذلك بالنظر إلى‬
‫الحماية القضائية التي ترومها الدعوى ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬الدعاوى الشخصية والعين ية والدعاوى المختلطة‬
‫من حيث الحقوق التي تستند اليها الدعوى تنقسم إلى دعاوى شخصية و دعاوی عينية ‪ ،‬وهناك دعاوى‬
‫ومختلطة تربط بين الدعويين ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الدعاوى الشخصية والدعاوى العينية‬


‫‪8‬‬
‫أوال ‪ :‬الدعاوى الشخصية‬
‫هي التي تكفل حقا شخصيا ناشئا عن دين أو التزام شخصي ‪ ،‬والحق الشخصي رابطة بين شخصين‬
‫تخول للدائن مطالبة المدين بالقيام بعمل أو االمتناع عن عمل ‪.‬‬
‫الدعاوى الشخصية كثيرة ما دام أن األفراد ينشؤون التزامات اال عدد لها عن طريق عقد أو فعل غير‬
‫مشروع أو اثراء بال سبب أو بسبب نص قانوني ‪ .‬فالدعوى الشخصية ترفع مستندة إلى حق شخصي‬
‫مطالبة المدين بالوفاء بدين أو تعويض ضرر ‪ ،‬وقد يكون موضوعها حماية حق شخصي على منقول‬
‫مثال ذلك دعوى صاحب العين المنقولة على المكتري من أجل اصالح ضرر الحقة المكتري بالمنقول أو‬
‫التعويض عن الضرر ‪ ،‬وقد يكون موضوعها حماية حق‬

‫شخصي على عقار ومثال ذلك الدعوى التي يقيمها صاحب عقار على من ألحق ضررا بعقاره مطالبا‬
‫اياه بالتعويض ‪ .‬هذه الدعاوى تعتبر شخصية رغم أن الحق الشخصي الذي يطالب به المدعي واقع على‬
‫عقار ‪.‬‬
‫مميزات الدعاوى الشخصية‪:‬‬
‫‪ -2‬يمارسها شخص يدعي أن له حقا مترتبا في ذمة المدعي عليه‬
‫‪ -1‬الهدف منها و موضوعها إلزام المدعي عليه بدفع مبلغ مالي كتعويض أو المطالبة بدين أو القيام‬
‫بعمل أو االمتناع عن عمل يضر مصلحة المدعي ‪.‬‬
‫‪ -1‬تقام الدعوى الشخصية ضد الطرف الملتزم الذي تجمعه بالمدعي عليه عالقة قانونية ما ‪ ،‬وال‬
‫يمكن توجيهها ضد شخص آخر ولو كان بيده المال الذي يعود للمدعي ‪.‬‬
‫‪ -1‬يعتبر النظر في الدعوى الشخصية من اختصاص محكمة موطن المدعى عليه ف ‪ 12‬من قانون‬
‫المسطرة المدنية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الدعوى العينية يتمسك فيها المدعي بحق عيني‬
‫والحق العيني هو سلطة مباشرة للشخص على شيء مادي معين بذاته ‪ ،‬تخول له االستئثار به دون غيره‬
‫ودون وساطة أحد ‪ ،‬والحق العيني هو في طبيعته حق عقاري ‪ ،‬ويكون أصليا أو تبعيا ‪ ،‬مثال على‬
‫الدعاوى العينية دعوى االستحقاق و دعاوى المطالبة بالملكية أو الحيازة ‪ ،‬ودعاوی حق االرتفاق على‬
‫الجار ‪ ،‬والمطالبة بما يترتب على الرهن من حق االمتياز والحبس ‪ ،‬هذه الدعاوى تحمي الحقوق العينية‬
‫سواء كانت أصلية كحق الملكية والسطحية واالرتفاق وغيرها أو تبعية كحق الرهن ‪ ،‬والحقوق العينية‬
‫عكس الحقوق الشخصية هي مقيدة ومذكورة على سبيل الحصر في المادة ‪ 8‬من مدونة الحقوق العينية ‪،‬‬
‫وال يمكن خلق حق عيني جديد بينما في الحق الشخصي يمكن ذلك ‪.‬‬
‫مميزات الدعوى العينية ‪:‬‬
‫‪ -2‬يمارسها صاحب الحق العيني عندما يعتدى على حقه العيني من قبل أي شخص‬
‫‪ -1‬هدفها وموضوعها تقرير وجود الحق العيني المتنازع عليه وتمكين صاحبه من ممارسته دون‬
‫أي عائق و منع اي معتد من ممارسة حق عيني زورا وبهتانا ‪.‬‬
‫‪ -1‬ال توجه ضد شخص معين كما هو الحال في الدعاوى الشخصية بل تقام ضد أي شخص ينازع‬
‫صاحب الحق العيني أو يعتدي على حقه أو يدعيه ‪.‬‬
‫‪ -1‬االختصاص ‪ ،‬في حالة حق عيني منقول يكون االختصاص من طرف محكمة المدعي عليه ‪،‬‬
‫أما في حالة الحق العيني العقاري يكون االختصاص للمحكمة الكائنة في موقع العقار م ‪ 18‬من قانون‬

‫‪9‬‬
‫المسطرة المدنية ‪ ،‬أما في حالة الدعوى المختلطة يكون االختيار من حق المدعي بين محكمة موطن‬
‫المدعي عليه أو محكمة موقع العقار م‪ 18‬من قانون المسطرة المدنية ‪.‬‬
‫التمييز بين الدعوى الشخصية والدعوى العينية‪:‬‬
‫‪ -1‬من حيث االختصاص ‪ :‬الدعوى الشخصية ترفع أمام محكمة موطن المدعي عليه ‪ ،‬بينما‬
‫الدعوى العينية ترفع أمام محكمة موقع العقار أما المختلطة فالمدعي يختار بين محكمة المدعي عليه‬
‫أو محكمة المكان التي توجد به العين موضوع النزاع ف ‪ 18‬من قانون المسطرة المدنية‬
‫‪ -2‬من حيث اإلجراءات المسطرية ‪ :‬ترفع الدعوى الشخصية ضد نفس الشخص المرتبط بالتزام‬
‫اتجاه المدعي بينما الدعوى العينية توجه ضد أي شخص تكون بحوزته العين موضوع النزاع ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الدعاوى المختلطة‬
‫هي التي تستند إلى التزام شخصي وحق عيني ‪ ،‬فتتكون من اجتماع حقين مختلفين في طبيعتهما ولكنهما‬
‫يرميان إلى نفس الغرض ‪ ،‬مثال ذلك حين يكون المدعي يملك عقارا بموجب أحد العقود الناقلة للملكية‬
‫ويرفع دعواه بتنفيذ هذا العقد ‪.‬‬
‫نفرق هنا بين نوعين الدعاوى المختلطة ‪:‬‬
‫‪ -2‬الدعاوى التي تهدف إلى تنفيذ عقد أو أي تصرف قانوني أنشأ حقا عينيا عقاريا وأنشأ في ذات الوقت‬
‫التزاما شخصيا ‪ ،‬كالمثال السابق ‪.‬‬
‫‪ -1‬الدعاوى التي ترمي إلى فسخ أو إبطال تصرف قانوني ناقل أو منشئ لحق عيني عقاري مثال‬
‫ذلك الدعوى التي يرفعها البائع على المشتري السترداد العقار وفسخ العقد ‪ ،‬فهي دعوى تستند إلى حق‬
‫الفسخ أو االبطال وهو حق شخصي وفي نفس الوقت تستند إلى حق عيني وهو استرداد العقار ‪.‬‬
‫لكن اذا قامت الدعوى من طرف المشتري فهي دعوى شخصية الغرض منا استرداد مبلغ مالي وال‬
‫تتضمن المطالبة بأي حق عيني عقاري ‪ ،‬أما الدعوى المتعلقة بحق رهن عقاري فتكون مختلطة إذا‬
‫وجهت للمدين و تكون دعوى عينية عندما توجه ضد الحائز ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الدعاوى المنقولة والدعاوى العقارية‬
‫تنقسم الدعوى من حيث موضوع الشيء محل الخصومة إلى دعاوی عقارية ومنقولة‬
‫الفرع األول ‪ :‬الدعاوى المنقولة‬
‫تتعلق بمنقول فيتم المطالبة فيها على حق متعلق بمنقول بما في ذلك حق ملكيته ‪.‬‬
‫يدخل فيها ايضا الدعاوى التي تستند إلى حقوق شخصية متعلقة بمنقول كدعوى المستأجر ضد المؤجر‬
‫بتسليم العين المؤجرة فهي للمدعي عليه حق شخصي أي حق االيجار في هذه الدعوي يجعل الشيء‬
‫المطلوب منقوال وليس عقارا ‪.‬‬
‫والدعوى المنقولة تكون متعلقة بعقار في حاالت منها عدم بناء الشقة مثال فالمطالبة تكون بمبلغ مالي‬
‫بينما اذا تم بناء الشقة فتكون دعوى عقارية ألن موضوع الطلب الحصول على عقار ‪.‬‬

‫و من الدعاوى العينية المنقولة دعوى استحقاق المنقول ‪ :‬يرفعها المالك بطلب حماية هذا الحق وتقريره‬
‫الرهن مثال ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الدعاوى العقارية‬

‫‪10‬‬
‫هي التي تكفل حقا عقاريا ‪ ،‬والحقوق العينية العقارية كما حددتها مدونة الحقوق العينية في م‪ 5‬اما‬
‫بطبيعتها أو بالتخصيص ‪ ،‬الحقوق العينية تكون أصلية أو تبعية ‪ ،‬األصلية فهي على سبيل الحصر كما‬
‫نصت على ذلك م‪ 1‬من مدونة الحقوق العينية ‪:‬‬
‫حق الملكية ‪ ،‬االنتفاع ‪ ،‬العمری ‪ ،‬االرتفاق ‪ ،‬االستعمال ‪ ،‬السطحية ‪ ،‬الكراء الطويل األمد ‪ ،‬الحبس ‪،‬‬
‫الزينة ‪ ،‬الهواء والتعلية ‪ ،‬الحقوق العرفية المنشأة بوجه صحيح قبل دخول هذا القانون حيز التنفيذ والحق‬
‫العيني التبعي كما حددته م‪ 21‬على سبيل الحصر ‪ ،‬االمتياز ‪ ،‬الرهن الحيازي ‪ ،‬الرهن الرسمي ‪.‬‬
‫ال يجب أن نخلط بين التقسيم إلى شخصية و عينية والتقسيم الى منقولة وعقارية ‪ ،‬فالتقسيم األول ينظر‬
‫إلى طبيعة الحق فترفع الدعوى لتقريره أو حمايته ‪ ،‬بينما التقسيم الثاني يتعلق بطبيعة محل‬
‫الحق ‪ ،‬هكذا تعتبر من قبيل الدعاوى العينية العقارية المتفرعة عن حق الملكية ‪.‬‬
‫‪ -‬دعوى قسمة األموال العقارية ‪ :‬تعتبر من قبيل الدعاوى العقارية ألنها ترمي إلى تعديل محل‬
‫الحق العيني بتحويل ملكية شائعة إلى حق ملكية مفرز لكن اعتبرها بعض الفقه دعوى شخصية ذلك أن‬
‫حق الملكية مضمون وهي دعوى تتعلق بالقسمة وهناك الدعاوى الشخصية العقارية ‪ ،‬يكون موضوعها‬
‫حق شخصي متعلق بعقار ‪ ،‬ويطلق عليها الدعاوى المختلطة ‪ ،‬مثال ذلك دعوى استحقاق عقار ‪.‬‬
‫وهناك الدعاوى الشخصية المنقولة ‪ ،‬يدعي رافعها حقا شخصيا متعلقا بمال منقول ‪ ،‬مثال ذلك الدعوى‬
‫التي رفعها المستأجر يطلب فيها تسليم العين المؤجرة وتمكينه من االنتفاع بها فهي دعوى شخصية‬
‫منقولة فرافعها ال يستند إلى حق عيني بل يستند إلى حق شخصي يخوله االنتفاع بالعين وإلزام الطرف‬
‫االخر بالقيام بالتزامه فهو مال منقول ولو تعلق األمر بعقار فحق المستأجر ولو كانت العين المؤجرة‬
‫عقارا يعتبر منقوال‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬دعاوى الملكية ودعاوى الحيازة‬
‫هذا التقسيم متعلق بالدعاوى العينية العقارية وال يشمل الدعاوى المنقولة ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬دعاوى الملكية‬


‫أو دعاوى الحق ‪ ،‬أو دعاوی االستحقاق ‪ ،‬وتهدف إلى حماية أصل الملكية فيطالب المدعي فيها بتثبيت‬
‫حفه العيني العقاري أواستحقاقه أو استرداده من غاصب ‪ ،‬وهي دعاوى يمنحها القانون للمالكين لحماية‬
‫حقوقهم وتتعلق جميع هذه الدعاوى بجوهر الحق ‪ ،‬لذلك فالمدعي يكون ملزما‬
‫فيه ا باثبات تملكه للعقار أو الحق العيني العقاري المذكور في فو ‪ ،‬فيدعي اعتداء الغير عليه او اغتصابه‬
‫ويأتي بالحجة التي تثبت الملك مع سائر شروطها ‪.‬‬
‫موضوع الملكية نظم أحكامه قانون ‪ 11.18‬المتعلق بمدونة الحقوق العينية من م‪ -21‬م‪ ، 13‬هذه‬
‫الدعوى تتعلق بالنزاع حول ملكية أو استغالل أو تصرف ‪ ،‬سواء كان الشخص بمفرده أو مرتبط بحق‬
‫مشترك مثل الشياع أو حائط مشترك بين عقارين أو طريق خاص مشترك ‪.‬‬
‫‪ -‬مميزات دعاوى الحق ‪:‬‬
‫‪ -2‬طول إجراءاتها وبطئها الشديد‬
‫‪ -1‬من أعمال التصرف فإذا لم يكن مالكا فيجب أن يتوفر على النيابة واإلذن في التقاضي بالنسبة‬
‫اللقاصر أو ناقص االهلية ‪.‬‬
‫‪ -1‬يجب إقامتها قبل أنقضاء مدة التقادم المسقطة للحق العيني العقاري وهي ‪ 21‬سنوات ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬دعاوى الحيازة‬
‫‪11‬‬
‫أوال ‪ :‬ماهية دعوى الحيازة‬
‫‪-‬تعريف دعوى الحيازة‪:‬‬
‫هي ما كان موضوعها حماية الحيازة في حد ذاتها ‪ ،‬بصرف النظر عن أساس الحق الذي تستند اليه أي‬
‫سواء كان ملكا أو غير ذلك ‪.‬‬
‫فرافع دعوى الحيازة ال يدعي أنه صاحب الحق موضوع الحيازة بل يدعي أنه حائز للحق ‪ ،‬ولذلك ال‬
‫يشترط للحكم له أن يثبت أنه صاحب الحق بل يكفي أن يثبت أنه حائز فقط‪.‬‬
‫تعريف الحيازة‪:‬‬
‫حيازته واالنتفاع به كما يفعل المالك في ملكه ‪ ،‬أي أن الملك يوجد تحت تصرف حائزه ‪" ،‬الحيازة‬
‫االستحقاقية تقوم على السيطرة الفعلية على الملك بنية اكتسابه" م‪ 111‬من م ح ع والمشرع أراد أن‬
‫يحمي الملكية بطريقة غير مباشرة اعتبارا أن الحيازة قرينة عليها ‪ ،‬وما دام أن الحائز غير مالك فيبقى‬
‫له الحق في استيفاء حيازته واالستعانة بدعوى الحيازة ‪ ،‬فالحيازة مظهر للحق أي الملكية وهذا الحق‬
‫يطابق الحقيقة أحيانا وقد ال يطابق الحقيقة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أنواع دعوى الحيازة‬
‫‪ 1-‬دعوى منع التعرض‪:‬‬
‫هي دعوى يمارسها الحائز القانوني الذي يستمر في الحيازة لعقار أو حق عيني عقاري ‪ ،‬وتسمى دعوى‬
‫إنكار الحيازة ‪ ،‬والتعرض يكون ماديا كمنع الحائز من البناء فوق األرض أو منعه من المرور من طريق‬
‫وإما تعرض قانوني كطلب أداء الكراء أو ارسال إنذار بافراغ االرض التي يحوزها ‪ ،‬ودعوى منع‬
‫التعرض يرفعها الحائز القانوني وليس الحائز العرضي الذي يحوز لغيره و ليس له نية التملك كالمكتري‬
‫وصاحب االرتفاق ‪.‬‬

‫‪2-‬دعوى وقف األعمال الجديدة‪:‬‬


‫من أجل إيقاف أعمال شرع الغير في القيام بها على أرضه لكن يكون لها إزعاج للحائز في حيازته ‪،‬‬
‫مثال ذلك بناء حائط يحجب الشمس‬
‫‪ 3-‬دعوى استرداد الحيازة‪:‬‬
‫يلجأ إليها من سلبت حيازته ليستعيدها ‪ ،‬ويشترط لممارستها أن يكون الحائز قد فقد حيازته بسبب عنف‬
‫أو إكراه ف‪ 233‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬شروط دعاوى الحيازة (ف‪ 111‬ق م م من قانون المسطرة المدنية)‬
‫‪1-‬أن تستمر الحيازة بشروطها مدة سنة‪:‬‬
‫الشرط األول ‪ :‬الحيازة الهادئة العلنية ‪ ،‬أي أن الحائز لم تعترضه حوادث مادية متوالية تجعل الحائز‬
‫مضطرا لمقاومتها باستمرار ليحتفظ بحيازته ثم علنية أي بادية للعموم وليس بصفة مستترة ‪.‬‬
‫الشرط الثاني ‪ :‬الحيازة المتصلة ‪ ،‬أي عدم حصول انقطاع في الحيازة ‪،‬‬
‫الشرط الثالث ‪ :‬عدم التجرد من الموجب القانوني والخلو من االلتباس ‪ ،‬أي االرتكاز على مبرر قانوني‬
‫للحيازة ‪ ،‬حتى ولو كان هذا السند معيبا وأن يتصرف في العقار كما يتصرف المالك في ملكه ‪ ،‬أما عيب‬
‫االلتباس فهو كعيب عدم االستمرار ‪ ،‬فهو عيب مطلق يجوز للكافة التمسك به ضد من يدعي الحيازة ‪.‬‬
‫‪ 2-‬إقامة دعوى الحيازة داخل أجل سنة من تاريخ الفعل المخل بالحيازة‪:‬‬
‫وإال كانت الدعوى غيرمقبولة في حين أن دعوى الملكية مطلقة من هذا القيد ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ 3-‬عدم الجمع بين دعوى الحيازة ودعوي الملكية‪:‬‬
‫باعتبار الحيازة مركزا قانونيا مستقال عن الحق الموضوعي ‪ ،‬فال يجوز الخلط بين الحماية المقررة‬
‫للحيازة والحماية المقررة للحق ‪.‬‬
‫ويترتب عن ذلك أربعة آثار ‪:‬‬
‫‪ -‬المدعي للحيازة ال يمكنه في دعوى الحيازة أن يستند إلى ملكيته للعقار‬
‫‪ -‬إذا رفع دعوى الملكية يعتبر متنازال عن دعوى الحيازة م‪ 231‬من قانون المسطرة المدنية ‪.‬‬
‫‪ -‬يشترط لتطبيق قاعدة عدم قبول دعوى الحيازة السبق رفع دعوى الملكية أن تكون دعوى الحيازة قد‬
‫نشأ الحق فيها قبل إقامة دعوي الملكية أما دعوى الحيازة التي تستند إلى تعرض واقع بعد رفع دعوى‬
‫الملكية تعتبر دعوى مقبولة وتنتج كافة آثارها القانونية ‪.‬‬
‫‪ -‬المدعي عليه في دعوى الحيازة ال يستطيع رفع دعوى الحيازة بادعاء ملكية العقار ألن هذه مثل هذه‬
‫الدفوع تخرج دعوى الحيازة عن إطارها المتعلق بواقعة الحيازة وحدها ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬الحكمة من حماية الحيازة في حد ذاتها‬
‫هي افتراض أن الحائز هو المالك ‪ ،‬فحماية الحائز هي في الواقع حماية للمالك ‪ ،‬فهي تحمي واضع اليد‬
‫على العقار ألن الحائز في الغالب هو المالك للشيء المحوز ‪ ،‬فالحيازة الهادئة العلنية قرينة على الملكية‬
‫إال أنها قرينة بسيطة قابلة إلثبات العكس‪ .‬وهذه الدعاوی سهلة اإلثبات وقليلة النفقات واإلجراءات ‪،‬‬
‫ويقبل عليها المواطنون خصوصا في البادية ‪ ،‬وحماية الحيازة من النظام العام وال يجوز اغتصاب‬
‫الحقوق ولو كان مغتصبها هو مالكها ‪ ،‬وإال أدى ذلك إلى الفوضى واالضطراب ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬األحكام الخاصة بدعاوى الحيازة‬
‫‪ -2‬تتصف دعاوى الحيازة باالستعجال‬
‫‪ -1‬تخضع دائما لالستئناف وكذلك دعاوي الملكية عمال بالفصل ‪ 211‬من قانون المسطرة المدنية‬
‫‪ - 1‬االختصاص في دعاوى الحيازة والملكية يعود للمحكمة االبتدائية‬
‫‪ -1‬اذا ظهر للمحكمة صاحب الحق بالحيازة على ضوء ف ‪ 238‬من قانون المسطرة المدنية قضت له‬
‫بها ‪.‬‬
‫‪ -5‬آذا ادعى الحيازة كل من المدعي والمدعي عليه وتقدم كل منهما باالدلة و صعب الترجيح بينهما‬
‫عمل القاضي بأحد الحلول ‪ 1‬المنصوص عليها في الفصل ‪ 221‬من قانون المسطرة المدنية وهي‬
‫‪ :‬ابقاء الحيازة للطرفين أو إجراء حراسة قضائية على العقار المتنازل عليه تسند إلى شخص ثالث أو‬
‫اسناد الحراسة ألحد الطرفين مع التزامه بتقديم حساب عن ثماره ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬شروط الدعوى‬
‫نص الفصل ‪ 2‬من قانون المسطرة المدنية " ال يصح التقاضي إال ممن له الصفة واألهلية والمصلحة‬
‫إلثبات حقوقه " وهي من النظام العام يجب على القاضي أن يثيرها من تلقاء نفسه ‪ ،‬وإذا ما تبين له‬
‫انعدام أحد الشروط أنذر الطرف بتصحيحها داخل أجل يحدده ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬أهلي ة التقاضي‬
‫األهلية في نظر القانون هي صالحية الشخص لكسب الحقوق والتحمل بااللتزامات ومباشرة التصرفات‬
‫القانونية ‪ ،‬أما األهلية في االصطالح المسطري هي صالحية الشخص أن يرفع الدعوي أو ترفع ضده ‪،‬‬
‫فهي شرط يجب أن يتوفر في المدعي والمدعى عليه ‪ ،‬وهي بالنسبة الالفراد الطبيعيين ‪ 28‬سنة شمسية‬
‫حسب المادة ‪ 111‬من مدونة األسرة مع عدم التعرض ألي‬

‫‪13‬‬
‫عارض من عوارض األهلية ‪ ،‬أما بالنسبة للجماعة فيجب توفرها على الشخصية المعنوية أي مكونة‬
‫بطريقة شرعية مع وجود شخص ذاتي يتصرف باسمها ‪.‬‬
‫وأهلية الشخص الطبيعي تخضع لقانون األحوال الشخصية حسب ف ‪ 1‬من قلع ‪.‬‬
‫هكذا نجد في مدونة األسرة أن األهلية قسمان ‪ :‬أهلية وجوب وأهلية أداء‬
‫أهلية الوجوب ‪ :‬وهي صالحية الشخص الكتساب الحقوق وتحمل الواجبات التي يحددها القانون هذه‬
‫األهلية تالزمه طول حياته وال يمكن حرمانه منها ‪ ،‬بل تثبت له وهو ما زال في بطن أمه فتصح الوصية‬
‫للجنين و توقف تركة الهالك إذا ترك زوجته حامال حتى تلد فتقسم التركة حسب جنس المولود ‪ ،‬وتسمى‬
‫ايضا أهلية األغتناء وهي صالحية المرء الكتساب الحقوق والمنافع ‪ .‬أهلية األداء ‪ :‬هي صالحية‬
‫الشخص لممارسة حقوقه الشخصية والمالية ونفاذ تصرفاته ‪ ،‬هذه يتولى القانون تحديد شروط اكتسابها‬
‫وأسباب نقصانها أو انعدامهما ‪ ،‬فالقاصر والسفيه والمجنون تكون له أهلية الوجوب لكنه ال يتوفر على‬
‫أهلية األداء فال يمكنه مباشرة الدعوى باسمه بل يجب أن ينوب عنه في ذلك من اقامة القانون أو القضاء‬
‫لهذا الغرض مثل الولي أو الوصي أو المقدم ويجب أن تتوفر في هذا النائب األهلية التي تجيز االلتجاء‬
‫للقضاء ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مصلحة صاحب الدعوى‬
‫المصلحة شرط أساسي لقبول الدعوى ‪ ،‬فال يقبل من شخص أن يثير نزاعا دون أن تكون له مصلحة‬
‫فإذا انتفت المصلحة انتفي الحق في إقامة الدعوى ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬مفهوم المصلحة‬


‫يقصد بها الفائدة العملية التي تعود على رافع الدعوى ‪ ،‬فالمحاكم لم تعمل للدعاوى الكيدية التي ال فائدة‬
‫منها ‪ ،‬وال يجب الخلط بين المصلحة و الحق الذي تقام الدعوى لحمايته وإال كان ذلك خلطا بين موضوع‬
‫الدعوى وشرط قبولها ‪ ،‬فالمصلحة تتناول وجود الحق في مباشرة الدعوى بغض النظر عن وجود الحق‬
‫التي تقام الدعوى لتقريره فشرط المصلحة تعني وجوب ثبوت الحق المدعی به کشرط لقبول الدعوى ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬شروط المصلحة‬


‫‪ -1‬أن تكون المصلحة قانونية ‪:‬‬

‫بمعنى أن تستند إلى حق أو مركز قانوني ‪ ،‬فيكون الغرض هو حماية هذا الحق أو المركز القانوني‪،‬‬
‫وذلك بتقريره إذا نوزع فيه أو دفع العدوان عليه أو تعويض ما الحقه من ضرر ولكي تكون المصلحة‬
‫قانونين يجب أن تكون مضبوطة بشرطين ‪:‬‬
‫أولهما أن ال تكون المصلحة غير مشروعة والشرط الثاني أال تكون المصلحة اقتصادية فالقانون‬
‫يحمي المصلحة القانونية وال يحمي المصلحة االقتصادية ‪ ،‬فال تقبل الدعوى التي يرفعها أحد المنافسين‬
‫الشركة ما يطلب بطالنها نظرا لعيب في تكوينها ‪ ،‬فرغم أن مصلحته هي زوال منافستها لكن هذه‬
‫المصلحة ال تنتند الى اساس قانوني رغم استنادها إلى مصلحة اقتصادية أما من ارتبط بالتزام مع الشركة‬
‫فالمصلحة هنا ظاهرة وقانونية في طلب الحكم ببطالنها ليتخلص من التزاماته قبلها ‪.‬‬
‫والمصلحة القانونية تتخذ صورتين ‪ ،‬المصلحة المالية أو مادية فيكون الغرض منها حماية حق عيني‬
‫مثال أو اقتضاء حق شخصي سواء بتنفيذ التزام تنفيذا عينيا أو بطلب مبلغ من النقود وقد تكون مصلحة‬
‫معنوية أو أدبية فيجوز المطالبة هنا بالتعويض عن السب والقذف ولو أنهما لم يحدثا سوى ضرر أدبي‬
‫بسمعة الشخص وكرامته ويبقى األمر خاضعا لتقدير القضاء ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -2‬أن تكون المصلحة قائمة وحالة ‪:‬‬

‫يقصد بذلك أن يكون حق رفع الدعوى قد اعتدي عليه أو أثير‬


‫شك حول مركزه القانوني بشكل يبرر االلتجاء إلى القضاء كأن يمتنع المدين عن الوفاء بالتزاماته اللدائن‬
‫بالرغم من حلول أجل الدين أما قبل حلول األجل فال تقبل الدعوى ولو كان الدائن يتوقع امتناع المدين‬
‫عن الوفاء بالتزامه ‪ .‬لكن هناك حاالت استثناء ال يفترض فيها وجود مصلحة لرفع الدعوى وإنما محتملة‬
‫فقط و تأخذ صورتين ‪.‬‬

‫الصورة األولى ‪ :‬يكون الغرض من الدعوى االحتياط لدفع ضرر قد يقع مستقبال‬

‫‪1-‬دعوى قطع النزاع‪:‬‬


‫مثال ذلك أن يزعم شخص خارج إطار القضاء أن له حقا مزعوما فيثير هذا الزعم ضررا للطرف‬
‫األخر فيرفع دعوى يطالبه باثبات زعمه فإذا عجز عن اإلثبات حكم عليه بأنه ال حق له فيما يزعمه‬
‫ويحوز هذا الحكم حجية الشيء المحكوم به فيحرمه في المستقبل من االدعاء بهذا الحق ‪.‬‬
‫‪2-‬الدعوى التقريرية‪:‬‬
‫يقصد بها الدعوى التي يراد منها إثبات حق أو مركز قانوني ولو لم يكن منازعا فيه كالدعوي بطلب‬
‫صحة العقد لم ينازع أحد في صحته ‪ ،‬فهي مجرد تقرير بوجود حق و تزيل الشك الذي ربما يساور‬
‫صاحب الحق‪.‬‬
‫‪3-‬دعوی وقف األعمال الجديدة‪:‬‬
‫هي دعوى لحماية الحيازة ‪ ،‬فيرفع الحائز دعوی مطالبا بوقف العمل الذي يهدد حيازته ‪ ،‬والمصلحة في‬
‫هذه الدعوى محتملة ألن الضرر لم يحصل وإنما تفادي وقوعه بتفادي التعرض قبل حصوله ‪.‬‬
‫‪ 4-‬دعوى منع التعرض‪:‬‬
‫وتسمى أيضا دعوى كف المنازعة ‪ ،‬مثال ذلك أن يدعي شخص ملكية عقار أو منقول فيبادر المالك‬
‫الحقيقي برفع هذه الدعوى طالبا تثبيت ملكيته ومنع معارضته له في ذلك ‪ ،‬فهي دعوى تقريرية وتتقارب‬
‫مع دعوى قطع النزاع لكنها دعوى إيجابية يطلب فيها حكما إيجابيا يثبت حقه بينما في دعوى قطع‬
‫النزاع هي سلبية المراد منها مطالبة الخصم بإقامة الدليل ‪.‬‬
‫الصورة الثانية ‪ :‬يكون الغرض من الدعوى االستيثاق لحق يخشى زوال دليله عند النزاع‬
‫وتعرف بدع اوى األدلة إو بإجراءات التحقيق الوقائية وهي دعاوى يطلب فيها من القضاء إجراء تحقيق‬
‫إلثبات واقعة لالستناد إليها في نزاع سيرفع إلى القضاء فالغرض من هذه الدعوى الحصول على دليل‬
‫لالستناد إليه في نزاع مستقبلي أو هدم دليل لمنع االستناد إليه ‪.‬‬
‫‪ 1-‬دعوى إثبات الحالة‪:‬‬
‫ترفع عندما يخشى زوال معالم حالة مادية من أجل إثبات تلك الحالة دون أن يكون هناك نزاع استعدادا‬
‫لرفع األمر إلى القضاء ‪ ،‬وقد نص على هذه الدعوى الفصل ‪ 218‬من قانون المسطرة المدنيةوجعلها من‬
‫اختصاص قاضي المستعجالت ‪.‬‬
‫‪ 2-‬دعوی سماع شاهد‪:‬‬
‫لو كان الشاهد مريضا ويخشى موته أو مقبال على سفر طويل مما يجعل االستماع إلى شهادته متعذرا‬
‫أثناء النزاع فترفع الدعوى الثبات شهادته ‪.‬‬
‫‪ 3-‬دعوى تحقيق الخطوط‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫صورتها عندما يقدم شخص يحمل ورقة عرفية دعوى على من حرر هذه الورقة إذا خشي إنكار موقعها‬
‫لذلك التحرير أو التوقيع وتكون حتى قبل رفع أي دعوی مرتبطة بالحق مضمون الورقة العرفية‬
‫‪ -4‬دعوى التزوير الفرعية ‪:‬‬
‫تهدف الى هدم دليل قائم بيد الخصم حيث يطعن أثناء سريان الدعوى في أحد المستندات المقدمة بالزور‬
‫الفرعي ‪.‬‬
‫خالصة القول إن القانون ال يحدد الدعاوى التي يجوز رفعها وإنما يشترط لقبول الدعوى أن يكون‬
‫لصاحبها مصلحة قائمة يقرها القانون وقد تكون هذه المصلحة محتملة كما اشرنا في الصورتين‬
‫األخيرتين ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬صفة صاحب الدعوى‬


‫مباشرة الدعوى يجب أن تتم بمعرفة صاحب الحق وهو ما يعبر عنه " يجب أن ترفع الدعوى من ذي‬
‫صفة على ذي صفة " والقاعدة العامة أن أصحاب الحقوق هم ذوو الصفة في المخاصمة‬
‫عنها أمام القضاء وال يمكن الفصل بين مالك الحق وبين ذي الشأن في رفع الدعوى التي تكفله ‪ ،‬لذلك‬
‫يجب لمعرفة من له الصفة في الخصومة البحث عن صاحب الحق موضوع النزاع وال يقبل من غير ذي‬
‫الحق أن يقاضي عنه لحساب غيره ‪ ،‬فيجب على من يرفع الدعوى أن يبين صفته في رفعها ‪ ،‬هل‬
‫يتقاضى باسمه أو نيابة عن غيره بموجب وكالة تعاقدية أو وكالة قانونية کالوصي على القاصر وكذلك‬
‫بالنسبة للشخصية المعنوية ال بد أن ترفع الدعوى باسم من يمثلها قانونا سواء كانت شركة أو جمعية أو‬
‫شخصا من األشخاص العامة اإلقليمية أو المرفقية ‪ ،‬هكذا تمثل الدولة أمام القضاء من طرف الوزير‬
‫األول وتمثل الخزينة العامة في شخص الخازن العام والجماعات المحلية في شخص رئيس المجلس‬
‫البلدي ‪ ،‬والصفة تكون إما أصلية أو استثنائية ‪ ،‬فهي أصلية عندما يباشر صاحب الحق الدعوى بنفسه‬
‫بينما تكون استثنائية عندما يحل محل صاحب الحق في مباشرة الدعوى ‪.‬‬
‫هكذا ال يمكن قبول الدعوى لمن ال صفة له ‪ ،‬فالمصلحة ال تكفي لتخويل صاحبها الحق في رفع الدعوى‬
‫‪ ،‬فال يمكن رفع دعوى إبطال عقد من طرف شخص غير طرف في العقد وال يمكن طلب افراغ منزل ال‬
‫يملكه ‪ ،‬ويمكن القول أن الحق المدعی به والصفة عنصران يكمالن بعضهما ‪ ،‬فاالدعاء بحق يعبر عن‬
‫الجانب المادي أو الموضوعي للدعوى بينما الصفة تعبر عن الجانب الشخصي الذي يبرر عالقة‬
‫الشخص بموضوع الدعوى ‪.‬‬
‫في حالة اإلخالل بأحد شروط الدعوى يتم إنذار رافعها تحت طائلة عدم قبول الدعوى لمن رفض‬
‫تصحيح مقالة بعد إنذاره داخل األجل القانوني أما من قام بتصحيح المسطرة بشأن الصفة والمصلحة‬
‫واالهلية في األجل المحدد فتعتبر دعواه قد أقيمت بصفة صحيحة ‪.‬‬

‫الباب الثاني ‪ :‬اتساع نطاق الدعوى‬


‫رسم القانون للمدعي طريقين لمباشرة دعواه ‪ ،‬طريق الطلب وطريق الدفع ‪ ،‬فالدعوي وسيلة الحماية‬
‫الحق تستعمل بأحد هذين الطريقين ‪ ،‬والطلب هو اإلجراء الذي يتقدم به الشخص إلى القضاء طالبا الحكم‬
‫له بما حدده وأما الدفع فهو الوسيلة التي يجيب بها الخصم على طلب خصمه فالدعوى تشبه المعركة ‪،‬‬

‫‪16‬‬
‫الطلب وسيلة هجوم والدفع وسيلة دفاع ‪ ،‬لكن قد يقف المدعي أحيانا موقف دفاع وقد يقف المدعي عليه‬
‫موقف هجوم ‪ ،‬ويشترط لقبول الطلبات والدفوع ما يشترط القبول الدعوي ‪.‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬الطلبات‬
‫من المبادئ األساسية في قوانين المسطرة المدنية أن القاضي ال يباشر الدعوى إال بناء على طلب ‪،‬‬
‫فالخصومة ال تبدأ بإال بالمطالبة القضائية فهي العمل االجرائي الذي يباشر به الشخص حقه في الدعوى ‪.‬‬
‫وتنقسم الطلبات إلى نوعين طلبات أصلية و عارضة ‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬الطلب ات األصلية‬
‫هي التي تفتتح الخصومة وتنشأ بها الخصومة الجديدة ‪ ،‬وترفع بواسطة ورقة مكتوبة تسمی المقال‬
‫االفتتاحي ‪ ،‬أو صحيفة افتتاح الدعوى ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬عناصر الطلب األصلي‬
‫هي ثالثة عناصر ‪ :‬أطراف الدعوى أو الطلب ‪ ،‬محل الطلب ‪ ،‬سبب الطلب ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬أطراف أو أشخاص الطلب‬
‫في كل طلب قضائي يفترض وجود خصمين ‪ ،‬المدعي والمدعي عليه ‪ ،‬المدعي هو الذي وجه الدعوى‬
‫و حدد طلباته األصلية ‪ ،‬وقد يكون هو نفسه صاحب الحق أو وكيال عن صاحب الحق وقد يكون ممثال‬
‫رسميا لشركة أو الدارة عمومية ‪ ،‬والطرف الثاني هو المدعي عليه ‪ ،‬وهو الذي وجه الطلب ضده ‪،‬‬
‫فالمدعي طالب والمدعي عليه مطلوب ‪ ،‬وتختلف الدعوى باختالف أطراف الدعوى‪ ،‬فلو أن شخصا أقام‬
‫دعوى باسمه ثم أقام دعوى أخرى بصفته وصيا أو ممثال قانونيا الشركة كنا أمام دعويين مختلفتين ‪،‬‬
‫كذلك األمر لو اختلف المدعي عليه ‪ ،‬لكن اذا توفي المدعي وحل محله ورثته كنا أمام نفس الدعوى ‪.‬‬
‫ويترتب على مركز كل من الخصمين عدة آثار ‪:‬‬
‫‪ - 2‬يتحدد االختصاص المحلي كقاعدة عامة بالنظر إلى موطن المدعي عليه ف‪ 12‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية ‪.‬‬
‫‪ - 1‬يتحمل المدعي عبء اإلثبات ‪ ،‬في ‪ 111-111‬من قانون المسطرة المدنية ‪.‬‬
‫‪ - 1‬يعتبر المدعي دائما حاضرا بمقاله وإن غاب ‪ ،‬بينما يعتبر المدعي عليه حاضرا اذا حضر‬
‫وأجاب شفويا إذا كانت المسطرة شفوية ‪ ،‬ويعتبر حاضرا أذا أدلى بمذكرة جرابية عن المقال ولو لم يكن‬
‫حاضرا اذا كانت المسطرة كتابية ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬محل أو موضوع الطلب‬
‫هو ما ترمي إليه الدعوى ‪ ،‬أو ما يطلب المدعي في مقاله االفتتاحي الحكم له به ‪ ،‬ويتكون محل‬
‫الدعوى من ثالثة أشياء ‪:‬‬
‫‪ -2‬القرار الذي يطلب من القاضي ‪ ،‬فدعوى تقرير صحة عقد تختلف عن دعوى تنفيذ التزام ناشئ عن‬
‫هذا العقد ‪.‬‬
‫‪ -1‬الحق أو المركز القانوني الذي تهدف الدعوى إلى حمايته فالدعوى التي ترمي إلى حماية حق‬
‫الملكية غير تلك التي تحمي حق االرتفاق ‪.‬‬
‫‪ -1‬محل هذا الحق أو المركز القانوني ‪ ،‬فدعوى تقرير ملكية عقار غير دعوى تقرير ملكية عقار‬
‫آخر ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫والمعيار الذي يجب األخذ به لمعرفة ما إذا كانت الدعاوى واحدة أم ال هو النظر إذا كانت عناصر محل‬
‫الدعوى مختلفة ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬سبب الطلب األصلي‬
‫سبب الدعوى هو تلك الوقائع أو الظروف الواقعية التي يستند إليها المدعي في دعواه ‪ ،‬وهي المكونة‬
‫للحق أو المركز القانوني المطلوب من القضاء حمايته ‪ ،‬هذا السبب يقدمه المدعي إلى القاضي الذي يقوم‬
‫بدوره بتقديره واعطائه وصفا قانونيا يسمح باصدار حكم القانون عليه ‪ ،‬مثال ذلك عندما يؤسس المدعي‬
‫دعواه في طلب التعويض على التماطل ‪.‬‬
‫وإذا اختلف السبب كنا أمام دعويين ال دعوى واحدة ‪ ،‬واالراء حل السبب تدور حول فكرتين ‪ ،‬فالبعض‬
‫يرى أن السبب هو القاعدة القانونية التي تستند إليها الدعوى ‪ ،‬فالسبب يتحدد بصرف النظر عن الوقائع‬
‫بينما يرى رأي آخر وهو الراجح أنه ال يجب النظر إلى القاعدة القانونية المجردة بل إلى مجموعة‬
‫الوقائع القانونية التي تؤدي إلى منح الحماية القضائية أي التي تؤدي إلى تطبيق القاعدة القانونية بواسطة‬
‫القاضي ‪ ،‬نتيجة لذلك فاذا استند المدعي الى وقائع معينة لكسب دعواه فان الدعوى تظل واحدة ولو غير‬
‫المدعي تكييف هذه الوقائع ‪ ،‬بينما تختلف الدعوى اذا اختلفت الوقائع ألن السبب مختلف‪.‬‬
‫القاضي ال يمكنه أن يغير من سبب الدعوى هل هو المسؤولية العقدية أو التقصيرية مثال كما ال يمكنه‬
‫أن يغير من موضوع الدعوى هل أداء وجيبة الكراء أو الحكم بالتعويض ما لم يطلب ذلك المدعي‬
‫صراحة في مقال الدعوى او مقال اضافي ‪ ،‬كما أن القاضي ال يمكنه أن يحكم بما لم يطلب به المدعي‬
‫وهو ملزم بتطبيق النص القانوني الواجب التطبيق حتى لو أخطأ الخصم في تحديد األصلح له فموضوع‬
‫الدعوى وسببها ملك للخصوم‪.‬‬
‫على أنه يجب أن نفرق بين سبب الدعوى و وسائل الدفاع أو االدلة ‪ ،‬فالسبب هو الوقائع القانونية أساس‬
‫الدعوى أما األدلة فهي أساس الوقائع وتسمى أحيانا األسباب البعيدة للدعوى ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬آثار تقديم الطلب األصلي‬
‫للطلب سواء كان أصليا أو عارضا آثار متعددة بالنسبة للمحكمة وبالنسبة للخصوم وبالنسبة للحق‬
‫موضوع النزاع ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬آثار الطلب بالنسبة للمحكمة‬
‫‪ -2‬بمجرد تقييد المقال االفتتاحي بسجل المحكمة تبدأ الخصومة ‪ ،‬ويلزم القاضي بالفصل في الطلب فإن‬
‫امتنع عن ذلك اعتبر منكرا للعدالة وتعرض لمسطرة المخاصمة ف‪ 112‬من قانون المسطرة المدنية ‪.‬‬
‫‪ -1‬تحديد سلطة القاضي بما ورد في الطلب األصلي وليس له أن يحكم فيما لم يطلبه المدعي أو‬
‫بأكثر مما جاء به الطلب فممنوع عليه تغيير نطاق النزاع أو تغيير أطراف الخصومة التي حددها‬
‫الطلب األصلي أو تغيير موضوع الطلب أو سبب الدعوى ‪ ،‬فإن فعل كان حكمه قابال للطعن ‪.‬‬
‫‪ -1‬نزع االختصاص بالنظر والحكم في موضوع الدعوى من سائر المحاكم األخرى التي كانت‬
‫مختصة به اصال طبقا لقواعد االختصاص ‪ ،‬فإذا رفع الطلب ذاته إلى محكمة ثانية جاز الدفع بإحالة‬
‫الدعوى الجديدة إلى المحكمة التي رفعت اليها الدعوى أوال ولو كانت المحكمة الثانية هي‬
‫ايضا ذات اختصاص للنظر في الدعوى ف‪ 211‬من قانون المسطرة المدنية ‪.‬‬
‫‪ -1‬تحديد الوقت الذي ينظر فيه إلى اختصاص المحكمة بالدعوى ‪.‬‬
‫‪ -5‬تحديد القواعد القانونية الواجبة التطبيق بوقت تقديم هذا الطلب فال يجوز تطبيق قانون صدر‬
‫أثناء نظر النزاع إال أن يكون ذا أثر رجعي أو يكون مفسرا للقانون السابق ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬آثار تقديم الطلب األصلي على الخصوم‬
‫‪18‬‬
‫‪ -2‬قطع التقادم الساري لمصلحة المدعي ‪ ،‬فابتداء من قيد الطلب لغاية صدور الحكم ‪ ،‬ال يؤدي‬
‫مرور الزمن إلى انقضاء حق المدعي ولو رفع الطلب إلى محكمة غير مختصة أو قضي ببطالنه العيب‬
‫في الشكل ف‪ 182‬ق ل ع ‪.‬‬
‫‪ -1‬إنذار المدعي عليه واعتباره في حالة مطل من حيث تنفيذ التزاماته ف‪ 155‬ق ل ع ‪.‬‬
‫‪ -1‬كف حق الحائز حسن النية في قبض ثمار الشيء الواقع تحت حيازته ويصبح ملزما برد ما‬
‫كان منها موجودا في تاريخ رفع الدعوى أو ما جناه بعد ذلك ف‪ 211‬ق ل ع ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬آثار الطلب االصلي على الحق‬
‫يترتب على تقديم الطلب األصلي وتسجيله أمام القضاء آثار قانونية تتعلق بالحق المتنازع عليه ‪-2 .‬‬
‫يصبح الحق موضوع الطلب األصلي المفتتح للخصومة حقا قابال لالنتقال إلى الورثة ولو تعلق‬
‫األمر بحق ال يقبل االنتقال إلى الورثة ‪ ،‬ذلك أن الورثة يستمدون صفتهم من مورثهم الذي تحددت صفته‬
‫كطرف في الخصومة وال تنتهي الخصومة بوفاة مورثهم بل تستمر في مواجهة الورثة ويكون الحكم‬
‫الصادر في الدعوى وكأنه صدر من تاريخ تقديم مورثهم للطلب‪.‬‬
‫‪ -1‬يصبح الحق المطالب به حقا متنازعا فيه حسب ف‪ 211‬ق ل ع وال يجوز إعمال قواعد الحوالة إال‬
‫إذا وافق المدين المحال عليه تحت طائلة البطالن ‪.‬‬
‫‪ -1‬ال يترتب على المطالبة القضائية تجديد الحقوق المطالب بها ‪ ،‬فالحق موضوع المطالبة يبقى‬
‫محتفظا بذاتيته وطبيعته التي كان عليها قبل االدعاء به وال يستبدل بحق أخر حتى ولو قضي بعدم‬
‫االختصاص أو عيب في الشكل أو ترك المدعي الخصومة فيجوز للمدعي تجديد دعواه للمطالبة بحقه ‪.‬‬
‫ا لمبحث الثاني ‪ :‬الطلبات العارضة‬
‫هي الطلبات التي تقدم أثناء النظر في الدعوى المعروضة على المحكمة بموجب الطلب األصلي حيث‬
‫تضاف بمقتضاها ادعاءات جديدة للطلب االفتتاحي ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬القواعد الضابطة للطلبات العارضة‬
‫القاعدة ‪ :1‬تقدم الطلبات العارضة وفق االجراءات التي يقدم بها الطلب األصلي ويجري التحقيق فيها‬
‫وفق األحكام المطبقة على مقاالت افتتاح الدعوى ‪ ،‬وان كان قانون المسطرة المدنية لم يورد نصا بهذه‬
‫المسألة ‪ ،‬لكن الفقه والقضاء يريان أن الطلب العارض هو عبارة عن دعوى جديدة سمح المشرع‬
‫بإضافتها إلى الطلب األصلي ربحا للوقت لذلك يجب تطبيق نفس القواعد المسطرية المطبقة على الطلب‬
‫األصلي فتقدم بمقال مكتوب موقع من طرف المدعي ويحرر به محضرا أمام أحد أعوان كتابة الضبط‬
‫المحلفين ‪.‬‬
‫القاعدة الثانية ‪ :‬ال يجوز أن تؤخر الطلبات العارضة الحكم في الطلب األصلي لتجنب وسائل المماطلة‬
‫ال يمكن السماح بتأخير الطلبات العارضة إلى الوقت الذي تكون فيه القضية جاهزة للحكم ‪ ،‬فيجب‬
‫تقديمها في الوقت المناسب وقبل انتهاء التحقيق في الطلب األصلي وصيرورته جاهزا للحكم ‪.‬‬
‫القاعدة الثالثة ‪ :‬فصل الطلب العارض عن الطلب األصلي ال يجوز إال إذا كان الطلب األصلي جاهزا‬
‫للحكم أحيانا يقدم الطلب العارض في وقته لكن الطلب األصلي يكون قد قطع شوطا كبيرا في البحث‬
‫والتحقيق وحفاظا على الدعوى أن يطال أمدها ألن الطلب العارض يحتاج وقتا للبحث ايضا والتحقيق‬
‫سمح المشرع للمدعي ان يطالب بفصل الطلب األصلي عن الطلب العارض والبت في طلبه األصلي‬
‫منفصال على أن المشرع اشترط لتقديم طلب الفصل أن يكون الطلب األصلي جاهزا للحكم فيه فال يكفي‬
‫تأخير بسيط للدعوى للمطالبة بفصل الطلب األصلي عن العارض ويمكن للمحكمة أن تفعل ذلك من تلقاء‬
‫نفسها فتحكم فيه منفصال ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الطلبات اإلضافية أو العارضة م ن المدعي‬
‫هي التي يقدمها المدعي بعد تقديم الطلب األصلي والتي من شأنها أن تعدل نطاق الخصومة من حيث‬
‫الموضوع أو المحل أو السبب ‪ ،‬وترك المشرع للقضاة إعمال سلطتهم التقديرية لقبولها ‪.‬‬
‫وأهم حاالت تقديم الطلبات اإلضافية هي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬ما يتضمن تصحيح الطلب األصلي أو تعديل موضوعه لمواجهة ظروف طرأت بعد رفع‬
‫الدعوى ‪ ،‬لكن ال يسمح القاضي أن تصبح الخصومة صراعا مائعا يطول أجله وال يسهل فضه هكذا‬
‫يسمح للمؤجر المطالب بأجرة عدد من الشهور أن يقدم طلبا اضافيا لتصحيح عدد الشهور في حالة أثبت‬
‫المكتري أنه قد أدي سومة بعض الشهور ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬عندما يكون الطلب اإلضافي مكمال للطلب األصلي أو مترتبا عليه أو متصال به اتصاال ال يقبل‬
‫التجزئة ‪ ،‬فال يحرم المدعي من تكملة موضوع دعواه ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬ما يتضمن إضافة أو تغييرا في سبب الدعوى مع بقاء موضوع الطلب األصلي على حالته كأن‬
‫يطلب المدعي إبطال عقد لعب التدليس ثم يتقدم بطلب إضافي إلضافة سبب جديد كأن يدعي أنه تعاقد‬
‫تحت وطأة االكراه ويطالب بإبطال العقد لهذا السبب أيضا ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬طلب األمر بإجراء تحفظي أو وقتي ‪ ،‬كأن يطلب المدعي تعيين حارس على العين المتنازع‬
‫عليها أو بطلب نفقة وقتية حتى يفصل في أصل الدين ف‪ 211‬من قانون المسطرة المدنية ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬ما تأذن المحكمة بتقديمه مما يكون مرتبطا بالطلب األصلي ‪ ،‬ويشترط هنا شرطان األول أن‬
‫يكون الطلب العارض متصال بالطلب األصلي بصلة ارتباط كالمطالبة بتنفيذ عقد بعد طلب فسخه أو‬
‫العكس والثاني أن تأذن المحكمة بتقديم الطلب المرتبط حتى ال يتخذ المدعي هذه الرخصة وسيلة إلعنات‬
‫خصمه أو تعطيل الفصل في الدعوى ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬الطلبات العارضة ( المقابلة )‬
‫الطلبات المقابلة تسمى دعاوي المدعي عليه ‪ ،‬ويقصد بها الطلبات التي يتقدم بها المدعي عليه جوابا و‬
‫ردا على طلب المدعي ‪ ،‬ويهدف من ورائها الحصول على حكم ضد المدعي وفي هذا الصدد يجب أن‬
‫نفرق بين الطلبات المقابلة والدفوع ‪ ،‬ففي الطلب المقابل يزعم المدعي عليه حقا يعرضه على القضاء‬
‫ويطلب الحكم به على المدعي أما في الدفع فيقتصر المدعي عليه على إنكار حق المدعي فهو وسيلة‬
‫دفاع صرفة بينما طلب المدعي عليه المقابل هو وسيلة هجوم ‪.‬‬
‫والمشرع المغربي كما هو الحال بالنسبة للطلبات العارضة ترك للقضاة سلطة تقديرية لقبولها استنادا‬
‫على ما استقر عليه الفقه و القضاء وفق حاالت ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬طلب المقاصة القضائية ‪ ،‬المقاصة سبب من أسباب انقضاء االلتزامات ‪ ،‬وبمقتضاها ينتقضي‬
‫التزام المدين بالتزام مترتب له في ذمة الدائن ‪ ،‬ونفرق هنا بين المقاصة القانونية والمقاصة القضائية ‪،‬‬
‫فاألولى هي دفع موضوعي ألن المدعي عليه يدفع بانتهاء دين المدعي بحكم القانون بغير حكم قضائي‬
‫أما المقاصة القضائية فهي الحالة التي تنتفي إحدى شروط المقاصة القانونية فيطلب المدعي عليه من‬
‫المحكمة أن تحكم له بدينه بعد حسم النزاع حول وجوده أو مقداره ليصبح صالحا إلجراء مقاصة بينه‬
‫وبين المدعي ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬طلب الحكم بالتعويضات عما لحق المدعي عليه من ضرر في الدعوى األصلية ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الطلب الذي يترتب عليه أال يحكم للمدعي بطلباته كلها أو بعضها أو أن يحكم له بها مقيدة بقيد‬
‫لمصلحة المدعي عليه ‪ ،‬مثال حالة كليا طلب فسخ أو إبطال العقد الذي يطلب المدعي تنفيذه مثال حالة‬
‫بعض األجور المستحقة أذا تقدم المدعي عليه بطلب عارض من أجل تخفيضها األسباب معقولة ‪ ،‬أما‬

‫‪20‬‬
‫الطلبات التي تؤدي إلى الحكم بها مقيدة فمثالها طلب المدعي عليه تقرير حق ارتفاق على األرض التي‬
‫يطلب المدعي عليه ملكيتها ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬الطلب الذي يكون متصال بالطلب األصلي بصفة ال تقبل التجزئة ‪ ،‬مثال ذلك أن يطالب المكري‬
‫برد الشيء المكتري فيتقدم المكتري بطلب مقابل للمطالبة بإزالة التحسينات التي أجراها في هذا الشيء‬
‫عمال بالفصل ‪ 381‬من قلع‪ ،‬ففي جميع هذه الحاالت كانت الطلبات الجوابية للمدعي عليه االنقاص من‬
‫طلبات المدعي ويترتب عليها أن ال يحكم للمدعي بطلبه كله أو بعضه أو أن يحكم له وهو مقيد بقيود‬
‫وحقوق لصالح المدعي عليه ‪.‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬التدخل واالدخال‬
‫تعريف التدخل‪:‬‬
‫يقصد به تقدم شخص ثالث لم يكن ال مدعيا وال مدعى عليه بمقال للمحكمة ليصبح طرفا في الدعوى لما‬
‫له من مصلحة في النزاع المعروض على المحكمة ويسمى بالطلب العارض من شخص خارج عن‬
‫الخصومة ‪ ،‬وينقسم إلى اختياري و جبري ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬التدخل االختياري أو االرادي‬
‫هو الطلب الذي يتقدم به الشخص في دعوى قائمة ليس خصما فيها قصد الدفاع عن مصالحه فيها ‪،‬‬
‫ويستوجب هذا الطلب لقبوله مراقبة ومناقشة المحكمة ثبوت الصفة المدعاة من طرف المتدخلين ‪ ،‬فهذا‬
‫التدخل يخول فقط لمن له مصلحة مشروعة في النزاع ويجب أن يقدم ابتدائيا ‪ ،‬والتدخل االختياري ينقسم‬
‫إلى قسمين تدخل انضمامي أو تبعي يقتصر على مؤازرة أحد األطراف وتدخل هجومي اصلي يطالب‬
‫فيه المتدخل بحقوق لنفسه ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬التدخل األصلي الهجومي أو االختصاصي‬
‫‪-‬تعريف التدخل األصلي الهجومي أو االختصاصي‪:‬‬
‫يقصد به التدخل الذي يقصد به المتدخل حقا ذاتيا لنفسه أو الدفاع عن مصلحة خاصة ضد طرفي‬
‫الدعوي ‪ ،‬أو هو التدخل االختصاصي الذي يأخذ فيه المتدخل دور المدعي بحق له لتقديم طلبات مستقلة‬
‫خاصة به ‪ ،‬وهذا يعني أن المتدخل في الدعوى يعتبر طرفا في النزاع ومن حقه التقدم بأي طلب والتماس‬
‫أي إجراء وقتي أو تدبير تحفظى حماية لحقوقه ‪ ،‬مثال ذلك أن تكون هناك دعوى بين سعيد و کريم حول‬
‫عقار فيتدخل هشام طالبا ملكية هذا العقار لنفسه ‪.‬‬
‫‪-‬شروط التدخل األصلي الهجومي أو االختصاصي‪:‬‬
‫‪ -2‬أن يكون من الغير ممن ال يهمهم التقرير القضائي فال يجوز لمن كان طرفا في الخصومة أو‬
‫خلفا ألحد أطرافها التدخل ‪.‬‬
‫‪ -1‬أن تكون الخصومة قائمة فال يجوز التدخل بعد انتهاء الخصومة ‪.‬‬
‫‪ -1‬أن يطالب المتدخل بحق ذاتي أو خاص في مواجهة طرفي الدعوى ‪.‬‬
‫‪ -1‬أن يكون طلب المتدخل مرتبطا بالخصومة القائمة أو بمحل هذه الخصومة‪.‬‬
‫‪-‬آثار التدخل األصلي الهجومي أو االختصاصي‪:‬‬
‫‪ -2‬المتدخل تكون له أبدا صفة المدعي ألنه يطالب بحق لنفسه ‪.‬‬
‫‪ -1‬يجوز للمتدخل أصليا أن يبدي ما يشاء من طلبات ودفوع كأي طرف أصلي في الدعوى وال‬
‫يتقيد بما يبدية االطراف ‪.‬‬
‫‪ -1‬ال يتأثر أصليا برجوع المدعي عن دعواه أو بتسليم المدعي عليه لطلبات المدعي وال تعنيه‬

‫‪21‬‬
‫المصالحة بين المدعي والمدعي عليه خالل متابعته لحقه ‪.‬‬
‫‪ -1‬المتدخل األصلي يتحمل المصاريف إن حكم عليه شأنه كشأن كل طرف محكوم عليه ويحكم‬
‫له بمصاريفه على من يحكم عليه في الدعوى شأن كل محكوم له من األطراف‪ ،‬وذلك طبقا للقواعد‬
‫العامة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التدخل االنضمامي‬
‫تعريفه ‪ :‬ويسمى أيضا بالتدخل التبعي أو التحفظي ‪ ،‬ويقصد به المتدخل المحافظة على حقوقه عن‬
‫طريق مساعدة أحد طرفي الخصومة فهو ال يطالب بحق له بل الحكم ألحد الخصمين بما أنه‬
‫منضم ألحدهما كأن يتدخل الدائن في دعوى مدنية على الغير بقصد الدفاع عن مدينة حتى ال يخسر‬
‫الدعوى فيتأثر الضمان العام المقرر للدائن ‪.‬‬
‫‪-‬التمييز بين التدخل الهجومي واالنضمامي‬
‫في االنضمامي يبدي المتدخل ما يراه تأييدا للخصم الذي تدخل لجانبه دون أن يطلب حقا لنفسه فإذا‬
‫طلب ذلك كان تدخال هجوميا يجري عليه ما يجري على الدعوى من أحكام ومن بينها سقوط الحق في‬
‫اقامتها في األحوال التي ينص عليها القانون والعبرة في وصف نوع التدخل هي في الحقيقة تكييفة‬
‫القانوني ال بالوصف الذي يسبغ عليه الخصوم ‪.‬‬
‫‪ -‬آثار التدخل االنضمامي‬
‫‪ -2‬المتدخل انضماميا يتبع الخضم الذي انضم إليه ويأخذ صفة هذا الخصم في الدعوى فإذا كان‬
‫منضما للمدعي اعتبر مدعيا والعكس صحيح ‪.‬‬
‫‪ -1‬ليس للمتدخل انضماميا ابداء طلبات لم يبدها الخصم األصلي الذي انضم لجانبه ألنه ال يطالب‬
‫بحق له وإنما له ابداء ما يشاء من الدفوع ووسائل الدفاع ‪.‬‬
‫‪ -1‬إن تنازل هذا الخصم عن الدعوى أو حكم بعدم قبولها سقط معه التدخل التبعي‪.‬‬
‫‪ -1‬يتحمل المتدخل انضماميا مصاريف تدخله أيا كان الحكم الصادر حتى ولو كان لصالح من تدخل من‬
‫اجله ألنه ال يجوز تحميل المدعي عليه مصروفات شخص لم ينازعه حقا ما ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬التدخل الجبري أو اإلدخال‬
‫‪-‬تعريف التدخل الجبري‪:‬‬
‫هو نوع من الطلبات العارضة يترتب عليه اتساع نطاق الخصومة بتكليف شخص خارج عنها الدخول‬
‫فيها بناء على طلب أحد الطرفين أو أمر المحكمة ‪.‬‬
‫‪-‬أغراض التدخل الجبري‪:‬‬
‫‪ -2‬الحكم على الشخص المختصم بطلبات معينة هي نفس الطلبات األصلية أو طلبات أخرى ‪.‬‬
‫‪ -1‬جعل الحكم الصادر في الدعوى األصلية حجة على المختصم فال يمكنه بعد ذلك أن ينازع في‬
‫االحتجاج عليه بذات الحكم ‪.‬‬
‫‪ -1‬الزام الشخص المتدخل في الدعوى بأن يقدم ورقة تحت يده تكون مجدية في الدعوى ‪.‬‬
‫‪-‬صور التدخل الجبري‪:‬‬
‫‪ 1-‬اإلدخال بناء على طلب من الخصوم‪:‬‬
‫طلب عارض يقدمه الخصم في مواجهة الغير وقد يؤدي إلى أن يصبح الغير طرفا في الخصومة وهي‬
‫حالة لها صورتان ‪:‬‬
‫‪22‬‬
‫* الزام الغير بتقديم ورقة تحت يده‪:‬‬
‫فتأذن المحكمة بناء على طلب أحد الخصوم في إدخال الغير‬
‫بإلزامه بتقديم محرر تحت يده إذا كان منتجا في الدعوى االصلية ‪ ،‬وفي هذه الحالة يكون المتدخل أقرب‬
‫منه للشاهد إلى الخصم و يقتصر دوره على تقديم الدليل وفقا لإلجراءات التي رسمها قانون االثبات ‪.‬‬

‫*دعوى الضمان الفرعية‪:‬‬


‫اختصام شخص من الغير في خصومة قائمة بناء على طلب المدعي أو المدعي عليه بإلزامه بالضمان‬
‫في مواجهة الطالب ‪ ،‬مثال ذلك أن يقيم مدع دعوى يطلب فيها الزام المدعي عليه بالتعويض عن عيب‬
‫في بضاعة فيطالب المدعي عليه من باع له البضاعة كضامن باعتباره المسؤول عن العيب ‪.‬‬
‫وقد نظم المشرع من ف ‪ 218-211‬من قانون المسطرة المدنية طرق ادخال الضامن في الدعوى ‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلدخال أو االختصام بناء على أمر المحكمة ‪:‬‬
‫من خالل ضرورة ادخال شخص ثالث في الدعوى االبراز وثائق مهمة لديه يتوقف عليها البت في‬
‫النزاع فتصدر أمرا بإدخال هذا الشخص في الدعوى البراز تلك الوثائق فتأمر بإدخال ‪:‬‬
‫‪ -‬من كان مختصما في الدعوى في مرحلة سابقة ‪.‬‬
‫‪ -‬من تربطه بأحد الخصوم رابطة تضامن أو حق أو التزام ال يقبل التجزئة ‪.‬‬
‫‪ -‬الوارث مع المدعي أو المدعي عليه أو الشريك على الشياع ألي منهما اذا كانت الدعوى متعلقة‬
‫بالتركة قبل قسمتها أو بعدها أو بالشيوع ‪.‬‬
‫‪ -‬من يضار من قيام الدعوى أو من الحكم فيه إذا بدت للمحكمة دالئل على التواطؤ أو الغش من‬
‫جانب الخصوم ‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الدفوع‬
‫مصطلح الدفوع له معنيان ‪ ،‬األول معنی عام وهو جميع وسائل الدفاع التي يجوز للخصم االستعانة بها‬
‫لتفادي الحكم لخصمه بما يدعيه سواء كانت هذه الوسائل موجهة للخصم أو بعض إجراءاتها أو موجهة‬
‫إلى اصل الحق أو سلطة الخصم في استعمال دعواه والثاني معنى خاص ويقصد به الوسائل التي يستعين‬
‫بها الخضوم فيطعنون بمقتضاها في صحة إجراءات الخصومة دون أن يتعرض ألصل الحق الذي‬
‫يزعمه خصمه ‪ ،‬فيتفادي مؤقتا الحكم عليه بمطلوب خصمه كأن يطعن في إجراء خالل رفع الدعوى فهو‬
‫وسيلة دفاع سلبية محضة ‪ ،‬وهي وسيلة نظمها القانون باعتبارها وسيلة تمكن المدعي عليه من‬
‫االعتراض على الدعوي والطعن في إجراءاتها فهي األدلة المقابلة للدعوى في يد المدعي عليه كما أن‬
‫من حق المدعي تقديم دفوع للرد على الطلبات العارضة للمدعي عليه كما يحق له الرد على دفوع‬
‫المدعي عليه سواء من ناحية الموضوع أو االجراءات وهو الدفع بالمعنى الواسع‪ .‬ونميز بين ثالثة أنواع‬
‫من الدفوع‪ ،‬شكلية و موضوعية و دفوع بعدم القبول ‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬الدفوع الشكلية‬
‫المطلب االول ‪ :‬مفهوم الدفوع الشكلية أو االجرائية أو المسطرية‬
‫توجه إلى الخصومة أو بعض إجراءاتها دون التعرض لموضوع الحق المدعي به أو المنازعة فيه‬
‫ويقصد بها تفادي الحكم في الموضوع بصفة مؤقتة ‪ ،‬فهي دفوع ال يقصد بها الطعن في أصل الحق وإنما‬
‫الطعن في صحة الخصومة القائمة أمام المحكمة أو إجراءاتها مثال ذلك الدفع ببطالن االجراءات بناء‬
‫على نقص األهلية ‪ ،‬ذلك أن المشرع أحاط عملية التقاضي بإجراءات شكلية تعتبر ضمانات للمتقاضين‬

‫‪23‬‬
‫ينبغي عليهم وعلى المحكمة احترامها تحت طائلة بطالن االجراء المخالف للقانون وبالتالي بطالن ما‬
‫بني عليه من اجراءات الحقة فكل إخالل شكلي بإجراء من إجراءات الدعوي يعطي للخصم حق التمسك‬
‫بتطبيق جزاء هذا األخالل عن طريق استعمال الدفع الشكلي المناسب ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬حاالت الدفوع الشكلية‬
‫المشرع لم يعتبر الدفوع الشكلية مذكورة في القانون على سبيل الحصر بل اعتبرها متى توفرت فيها‬
‫صفات الدفع بصرف النظر عن نص القانون وهو ما جاء في الفصل ‪ 11‬من قانون المسطرة المدنية من‬
‫اقرار جواز التمسك بالبطالن واألخالالت الشكلية والمسطرية ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬الدفع بعدم االختصاص‬
‫الفصل ‪ 23‬من قانون المسطرة المدنية " يجب على األطراف الدفع بعدم االختصاص النوعي أو‬
‫المكاني قبل كل دفع أو دفاع ال يمكن أثارة هذا الدفع في طور االستئناف اال بالنسبة لألحكام الغيابية ‪،‬‬
‫يجب على من يثير الدفع أن يبين المحكمة التي ترفعاليها القضية وال كان الطلب غير مقبول ‪ ،‬إذا قبل‬
‫الدفع رفع الملف إلى المحكمة المختصة التي تكون االحالة عليها بقوة القانون وبدون صوائر ‪ ،‬يمكن‬
‫الحكم بعدم االختصاص النوعي تلقائيا من لدن قاضي الدرجة األولى " ‪.‬‬
‫من خالل الفصل ‪ 23‬يتبين أن الدفع بعدم االختصاص يرمي إلى اثبات عدم اختصاص المحكمة‬
‫المعروض عليها النزاع سواء كان االختصاص محليا أو نوعيا ‪ ،‬والفرق بينهما في المجال االجرائي أن‬
‫الدفع بعدم االختصاص النوعي يمكن للمحكمة أن تثيره وتحكم به تلقائيا ولو لم يشر اليه االطراف ألنه‬
‫يتعلق بالنظام العام ثم أن تقديم الدعوى إلى جهة غير مختصة فيه مساس بالوظيفة القضائية التي‬
‫للمحكمة والتي يتعين احترامها تحت طائلة عدم القبول ‪ ،‬أما الدفع بعدم االختصاص المكاني فالمتقاضين‬
‫هم المؤهلون إلثارة هذا الدفع والمدعي عليه هو الذي يتوفر‬
‫على الصفة والمصلحة التي تؤهله الثارة هذا الدفع باعتباره المستفيد األول واألخير من الحكم بعدم‬
‫االختصاص يجب عليه حسب الفصل ‪ 23‬أن يحدد المحكمة المختصة تحت طائلة عدم قبول الدفع ‪.‬‬
‫قبل احداث المحاكم المتخصصة كانت مسألة الدفع بعدم االختصاص النوعي نادرا ما تطرح حيث أن‬
‫المحاكم العادية لها الوالية العامة ‪ ،‬لكن بعد بعد أحداث هذه المحاكم المتخصصة أصبحت تثار مسألة‬
‫االختصاص النوعي فكان تنصيص الفصل ‪ 23‬عليه له مسوغ ‪ ،‬نشير فقط إلى أن مسألة الدفع بعدم‬
‫االختصاص قبل كل دفع أو دفاع التي ينص عليها الفصل ‪ 23‬ال يقع البت فيها في أول‬
‫جلسة بل لربما بعد سنة أو سنتين من سير القضية فتضيع معها حقوق الناس ‪ ،‬فالباحثون يرون أن ثالثة‬
‫أشهر كافية للبت في عدم االختصاص ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الدفع بالبطالن‬
‫وهو الدفع ببطالن المقال االفتتاحي للدعوي لعدم وجود مقتضات المواد ‪ 12‬و ‪11‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية التي تقضي بضرورة صياغة المقال متضمنا األسماء الشخصية والعائلية وصفة مهنة وموطن‬
‫ومحل اقامة االطراف ثم موضوع الدعوى والوقائع الوسائل المثارة ثم توقيع المقال من طرف المدعي‬
‫أو وكيله وغير ذلك من الشروط المنصوص عليها في الفصلين ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الدفع باالحالة أو الضم‬
‫الدفع باالحالة هو دفع يقام عندما ترفع دعوى واحدة أمام محكمتين كالهما مختصة بالنظر في النزاع ‪،‬‬
‫ويشترط أن يكون لهما نفس الموضوع والسبب واألطراف ف‪ 211‬من قانون المسطرة المدنية ‪ ،‬وأما‬
‫الدفع بالضم فيمارس عندما تسجل عدة دعاوی يقوم بينها ارتباط قانوني أمام محكمة واحدة أو محكمتين‬
‫فيكون من حسن سير العدالة ضم هذه الدعاوى المرتبطة أمام محكمة واحدة ف‪221‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫رابعا ‪ :‬الدفع بالتوقف عن البت‬
‫وهي توجيه طلب إلى المحكمة لوقف إجراءات الدعوي ريثما يتخذ إجراء ضروري لمواصلتها مثال‬
‫ذلك طلب ادخال ضامن أو شخص ثالث في الدعوي والدفع بالتوقف عن البت ريثما تفصل محكمة‬
‫أخرى في قضية عارضة يتوقف على البت فيها الحكم في الدعوى ‪ ،‬كالحالة التي يطلب فيها وقف البت‬
‫في د عوى القسمة إلى حين الفصل في دعوى الشفعة ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬األحكام الخاصة بالدفوع الشكلية‬
‫‪ -2‬يجب اثارة الدفوع الشكلية قبل اثارة الموضوع واال اعتبر صاحب الحق متنازال عنها ‪ ،‬يستثنى من‬
‫ذلك الدفوع الشكلية المتعلقة بالنظام العام كالدفع بعدم االختصاص النوعي فال يسقط هذا الحق ‪.‬‬
‫‪ -1‬يجب أن يراعي مبدي الدفع الشكلي األولوية في ابدائه أذا كان له أكثر من دفع شكلي فالدفع‬
‫بعدم االختصاص النوعي والدفع بعدم االختصاص المكاني حسب الفصل ‪ 23‬من قانون المسطرة المدنية‬
‫يجب أن يمارسا قبل أي دفع شكلي آخر ‪ ،‬كذلك األمر بالنسبة للدفع باالحالة ف‪ 11‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية ‪.‬‬
‫‪ -1‬الدفع الشكلي ال يتعرض إلى أصل الحق وإنما يثير نزاعا فرعيا وبالتالي في حالة االستجابة‬
‫لهذا الدفع و عدم قبول الدعوي ال ينهي النزاع ويبقى من حق المدعي أن يثير النزاع في الموضوع مرة‬
‫أخرى أمام المحكمة دون أن يواجه بسبقية الفصل في القضية فقط يجب عليه أن‬
‫يحترم المساطر الشكلية التي أخل بها سابقا ‪.‬‬
‫‪ -1‬األصل أن المحكمة تبت في الدفع الشكلي قبل البحث في الجوهر ‪ ،‬لكن ذلك ال يمنع من النظر‬
‫في الدفع في الموضوع بصفة متزامنة مع الدفع الشكلي وتفصل فيهما بحكم واحد تبين في حكمها ما‬
‫قضت به لكل منهما ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الدفوع الموضوعية والدفع بعدم القبول‬
‫المطلب األول ‪ :‬الدفوع الموضوعية‬
‫أوال ‪-‬تعريف الدفوع الموضوعية‪:‬‬
‫هي التي توجه إلى الحق موضوع الدعوى بغرض الحكم برفض الدعوى كليا أو جزئيا ‪ ،‬فالدفع‬
‫الموضوعي ينازع في نشوء الحق أو بقائه أو مقداره ويرمي إلى رفض طلبات المدعي كليا أو جزئيا ‪.‬‬
‫ويجب أن نميز بين الدفع الموضوعي والدفاع الموضوعي ‪ ،‬فالدفع الموضوعي يقتضي تمسك المدعي‬
‫عليه بواقعة مانعة أو منهية للحق بغرض رفع الدعوى أما الدفاع الموضوعي فهو مجرد إنكار الوقائع‬
‫المدعاة أو إنكار اثرها القانوني ‪.‬‬
‫مثال الدفع الموضوعي ‪ ،‬الدفع ببطالن العقد ‪ ،‬أو بطالن االلتزام‪ ،‬أو تزوير العقد المطالب تنفيذه أو أداء‬
‫المبلغ المطالب به ‪ ،‬أو نفي المسؤولية المطالب بالتعويض على أساسها أو الدفع بالتقادم أو الدفع‬
‫بالصورية أو الدفع بقضاء الدين أو بالوفاء أو بالمقاصة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أحكام الدفوع الموضوعية‬
‫‪ -2‬يجوز إبداؤها ابتدائية واستئنافيا ‪ ،‬وإبداء دفع موضوعي ال يسقط الحق في النزول عن دفع‬
‫موضوعي آخر فيسقط الحق فيه ‪ ،‬كما أن الدفوع الموضوعية تبقى إلى حين قفل المرافعة بل‬
‫وحتى بعد قفلها بقرار معلل ‪.‬‬
‫‪ -1‬الحكم الصادر في الدفع الموضوعي يعتبر حكما فاصال في الموضوع ولذلك فهو يحوز حجية‬
‫األمر المقضي به ‪ ،‬وبالتالي ال تقبل الدعوى التي صدر فيها حكم بين نفس الخصوم ونفس‬
‫‪25‬‬
‫الموضوع ونفس السبب برفض الطلب ‪.‬‬
‫‪ -1‬ال يجب إبداء الدفوع الموضوعية بأولوية معينة كما في الدفوع الشكلية فيجوز للخصم التمسك‬
‫في جلسة بدفع موضوعي ثم في جلسة أخرى بدفع موضوعي آخر‪،‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الدفوع بعدم القبول‬
‫أوال ‪-‬تعريف الدفوع بعدم القبول‪:‬‬
‫هي التي ينازع بها المدعي عليه في أن للمدعي حقا في رفع دعواه أو في توافر الشروط التي يتطلبها‬
‫القانون لقبول الدعوى‪ ،‬وهذا الدفع يكون النعدام المصلحة في الدعوى أو لنقص شرط من شروطها‬
‫ويكون ايضا لقوات الميعاد المحدد لرفعها أو المناسبة المحددة لذلك ‪.‬‬
‫وهي وسيلة دفاع ترمي إلى إنكار وجود الدعوى ‪ ،‬فهو يوجه إلى الوسيلة التي يحمي بها صاحب الحق‬
‫حقه ‪ ،‬وما إذا كان من الجائز استعمالها أو أن شرط االستعمال غير جائز العدم توفر شرط من الشروط‬
‫المتعلقة بذات الدعوي ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الفرق بين الدفوع بعدم القبول والدفوع الشكلية‬
‫الفصل ‪ 11‬من قانون المسطرة المدنية اعتبر الدفع بعدم القبول من الدفوع الشكلية وأوجب اثارته قبل‬
‫الكالم في الموضوع ‪ ،‬لكن هذا الدفع يتميز عن الدفوع الشكلية األخرى فهو ال يتعلق بإجراءات الدعوي‬
‫كما في الدفوع الشكلية وإنما يتعلق بشروط الحق في مباشرتها التي يتطلبها القانون لهذه المباشرة أو‬
‫للمواعيد‬
‫التي يضعها مثال ذلك الدفع بعدم القبول لرفعها على غير ذي صفة ‪ ،‬لكنهما يلتقيان في أن الحكم بقبولهما‬
‫ال ينهي النزاع وال يمنع من إقامة دعوى جديدة متى تم تصحيح الخلل الذي أدى إلى عدم القبول ف‪ 2‬من‬
‫قانون المسطرة المدنية " يثير القاضي تلقائيا انعدام الصفة أو األهلية أو المصلحة أو اإلذن بالتقاضي إذا‬
‫كان ضروريا وينذر الطرف بتصحيح المسطرة داخل أجل يحدده ‪ ،‬أذا تم تصحيح المسطرة اعتبرت‬
‫الدعوى كأنها أقيمت بصفة صحيحة وإال صرح القاضي بعدم قبول الدعوى "‬
‫ثالثا ‪ :‬الدفع بعدم القبول والنظام العام‬
‫تقضي المحكمة بعدم قبول الدعوى من تلقاء نفسها في حالة كان يتعلق بالنظام العام كعدم قبول الطلبات‬
‫الجديدة أمام محكمة االستيناف وعدم قبول الطعن المرفوع بعد الميعاد ‪ ،‬و حين ال يتعلق الدفع بالنظام‬
‫العام ال تقضي المحكمة بعدم قبول الدعوى من تلقاء نفسها كالدفع بعدم قبول الدعوي السابقة الفصل فيها‬
‫‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬الدفع بعدم القبول والرفض‬
‫عدم القبول يختلف عن الرفض ‪ ،‬فالرفض يتناول الموضوع ويمنع من إعادة رفع الدعوى بنفس الحق‬
‫أما عدم القبول فال يتناول إال الحق في رفع الدعوى وال يمس الحق المرفوع به الدعوي لذلك يجوز‬
‫تجديد رفع الدعوى التي حكم بعدم قبولها ما لم تكن تتعلق بالتقادم أو بفوات الميعاد ‪.‬‬

‫الباب الثالث ‪ :‬إجراءات رواج الدعوى أمام المحاكم‬


‫الدعوى ال تتحرك وفق القانون اإلجرائي اال إذا سجلت في سجالت المحكمة ‪ ،‬وبعد التسجيل تتوالى‬
‫اإلجراءات إلى أن تصبح الدعوى جاهزة للحكم ‪.‬‬
‫هكذا تتدخل ثالثة أنواع من اإلجراءات أولها تلك المتعلقة بتقييد الدعوي وتبليغها ثم إجراءات التحقيق‬
‫وآخرها إجراءات اصدار الحكم‬
‫أوال ‪ :‬إجراءات تقييد الدعوى‬
‫‪26‬‬
‫تقييد الدعوى أو افتتاحها هو أول عمل إجرائي يتخذ في سلسلة اإلجراءات التي تعقب هذا االفتتاح فما‬
‫هو العمل االجرائي ‪ .‬هو العمل الذي يرتب عليه القانون مباشرة أثرا إجرائيا و يجب أن يكون جزءا من‬
‫الخصومة ‪ ،‬فهو مسلك إيجابي يتم داخل الخصومة ‪ ،‬سواء في بدايتها أو في تعديل نطاقها و سيرها أو‬
‫إنهائها وعليه فال تعتبر أعماال إجرائية تلك األعمال التمهيدية كطلب المستندات من جهة إدارية لتقديمها‬
‫في الخصومة مثال العمل االجرائي الطلب األصلي فهو عمل إجرائي يباشر به الشخص حقه في الدعوى‬
‫‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اجراءات تبليغ الدعوى‬
‫بعد إيداع المقال االفتتاحي لدى كتابة الضبط وفق التقنيات والشروط المعمول بها ‪ ،‬يعين رئيس المحكمة‬
‫حسب األحوال قاضيا مقررا أو قاضيا مكلفا بالقضية ‪ ،‬وبمجرد ذلك يعمل القاضي على تعيين تاريخ أول‬
‫جلسة ويصدر أمرا بتبليغ المقال للمدعي عليه وإخباره بالموعد المذكور بواسطة استدعاء ‪ ،‬فاالستدعاء‬
‫قانونا عبارة عن ورقة تتضمن معلومات أوردها قانون المسطرة المدنية في الفصل ‪ 13‬من قانون‬
‫المسطرة المدنية ويجب أن يتضمن ‪:‬‬
‫‪ -2‬موضوع الطلب‬
‫‪ -1‬المحكمة التي تبت فيه‬
‫‪ -1‬يوم وساعة الحضور‬
‫‪ -1‬التنبيه إلى وجوب اختيار موطن في مقر المحكمة عند االقتضاء ‪.‬‬
‫واالستدعاء كورقة شكلية يتم تبليغها بواسطة أشخاص معينين بمقتضى الفصل ‪ 12‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية ‪ ،‬فالتبليغ إذن إجراء محله إخبار المعني باألمر بشيء معين تهدف إلى تمكين المراد إعالنه أو‬
‫نائبه من العلم بمحتويات مقال الدعوي أو عريضة الطعن أو الورقة القضائية أو غير القضائية بصفة‬
‫عامة وذلك باالنتقال إلى الموطن األصلي أو القانوني أو موطن األعمال وتسليم االجراء إلى الشخص‬
‫المطلوب ‪ ،‬وعملية التبليغ ال تكون صحيحة وقانونية اال إذا قام بها األشخاص الذين أسند إليهم القانون‬
‫تلك المهمة فلو قام بها الخصم أو محاميه كانت باطلة ‪ ،‬ذلك أن عملية التبليغ تتسم بالشكلية ويجب بالتالي‬
‫أن تتم وفق الوسيلة والشكل الذي رسمه القانون ال تبعا لوسيلة الخصم ‪ ،‬وقد نظم المشرع قواعد التبليغ‬
‫في الفصول من ‪ 13‬إلى ‪ 12‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬
‫‪ -‬طرق التبليغ ‪:‬‬
‫‪ -2‬بواسطة أحد أعوان كتابة الضبط‬
‫‪ -1‬بواسطة أحد األعوان القضائيين أو المفوضين القضائيين‬
‫‪ -1‬بواسطة الطرق اإلدارية‬
‫‪ -1‬عن طريق البريد المضمون‬
‫‪ -5‬عن طريق الدبلوماسية‬
‫‪ -3‬بواسطة قيم ‪ ،‬وهو عون من كتابة الضبط تعينه المحكمة‬
‫‪-‬أجل التبليغ‪:‬‬
‫حسب الفصلين ‪ 11‬و ‪ 12‬من قانون المسطرة المدنية ‪:‬‬
‫‪ -2‬خمسة أيام اذا كان للطرف موطن في مكان نفوذ المحكمة ‪.‬‬
‫‪ -1‬خمسة عشر يوما إذا كان خارج مكان نفوذ المحكمة ‪.‬‬
‫‪ -1‬شهران في حالة دول شمال أفريقيا وأوروبا‬
‫‪27‬‬
‫ثالثا ‪ :‬إجراءات تحقيق الدعوى واجراءاتها المسطرية‬
‫التحقيق هو مرحلة من الدعوى تثار فيها مناقشة الوسائل الواقعية والقانونية المدعمة لكل طلب أو دفع ‪،‬‬
‫بحث يسعى كل خصم إلى اقناع القاضي بصحة ادعاءاته ‪ ،‬وعدم صحة ادعاءات خصمه ‪ ،‬بينما يسعى‬
‫القاضي إلى االلمام بوقائع النزاع والتأكد من مطابقتها للحقيقة تسهيال المهمته أو لمهمة الهيئة للفصل في‬
‫النزاع‪.‬‬
‫وقد نظم المشرع من خالل المسطرة المدنية إجراءات التحقيق وبين أنواعها المختلفة ‪ ،‬وصنفها إلى‬
‫صنفين هما إجراءات التحقيق العادية و إجراءات التحقيق المسطرية ‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬إجراءات التحقيق العادية‬


‫تخضع إجراءات التحقيق العادية لقواعد عامة تشترك فيها كل اإلجراءات أشار إليها المشرع في المواد‬
‫‪ 55‬الى ‪ 58‬من من قانون المسطرة المدنية ‪.‬‬
‫وتستعمل للداللة على وسائل االثبات وكيفية تنفيذها بطريقة تضمن سالمتها الشكلية وبالتالي تسمح‬
‫للقاضي بأن يستخرج منها النتائج المنطقية الواجبة ‪.‬‬
‫‪ 1-‬الخبرة‪:‬‬
‫هي نوع من المعاينة يحتاج إلى االلمام بعلم أو فن ال يتوافر للقاضي ‪ ،‬كالطب‬
‫والهندسة وغيرهما ‪ ،‬فإذا تطلب األمر تأكيد واقعة أو استخالص نتائج موضوعية من هذه الواقعة معرفة‬
‫فنية عملية أو نظرية ال تتوافر لدى المثقف العادي فإن القاضي وهو الخبير فقط في القانون يسعى إلى‬
‫هذه المعرفة من أهل االختصاص فيستعين بخبرة ‪.‬‬
‫بعبارة أخرى الخبرة هي العمليات والتقارير التي يقوم بها الخبير المعين من طرف المحكمة في مسألة‬
‫فنية ال يأنس القاضي من نفسه الكفاءة العملية للقيام بها فيكلف أحد ذوي االختصاص لجالء ما أشكل‬
‫عليه من واقع النزاع المعروض عليه ‪.‬‬
‫‪ 2-‬معاينة أماكن‪:‬‬
‫يقصد بها انتقال المحكمة لمشاهدة موضوع النزاع للتحقق من صدق ما‬
‫يدعية الخصوم واستضاح االمور التي لم تكف أوراق الدعوى وأقوال الخصوم االيضاحها ‪ ،‬والمعاينة‬
‫من أهم األدلة في المسائل المادية إذ بواسطتها تستطيع المحكمة من معرفة حقيقة النزاع واستخالص‬
‫وجه الحكم فيه‪.‬‬
‫‪ 3-‬األبحاث‪:‬‬
‫هو شهادة الشهود ‪ ،‬والشهادة قيام شخص من غير أطراف الخصومة بعد حلف اليمين باألخبار في‬
‫مجلس القضاء بما يعرفه شخصيا حول وقائع تصلح أن تكون محال لألبحاث ‪ ،‬ويجب أن يكون هذا‬
‫الشاهد أهال للشهادة وأال يكون ممنوعا من الشهادة كما أنه ال تقبل شهادة الشهود إلثبات ما ورد بالحجج‪.‬‬
‫‪4-‬اليمين‪:‬‬
‫هو إشهاد هللا تعالى على صدق ما يقوله أو على صدق ما يقوله الخصم ‪ ،‬ولما كانت اليمين عمال دينيا‬
‫فالشخص الذي يؤديه طبقا لديانته فاليمين تعتبر الدليل الديني الوحيد الذي لم يتم التخلي عنه في القوانين‬
‫الوضعية ‪.‬‬
‫‪ 5-‬تحقيق الخطوط‪:‬‬

‫‪28‬‬
‫هي إجراءات نظمها القانون إلثبات صحة المحررات العرفية التي يحصل انكارها لتكون حجة للتمسك‬
‫بها في مواجهة المنكر ‪ ،‬فإنكار الخصم للورقة العرفية يعتبر إيذانا ببداية مسطرة تحقيق الخطوط الفرعية‬
‫‪.‬‬
‫‪ 6-‬مسطرة الزور الفرعي‪:‬‬
‫الزور أو التزوير هو تغيير الحقيقة في محرر بإحدى الطرق التي بينها القانون تغييرا من شأنه أن‬
‫يسبب ضررا للغير ‪ ،‬وهو إما أن يكون موضوعا الدعوى عمومية تثار أمام المحاكم الزجرية لعقاب‬
‫المزورين وإما أن يكون موضوعا الدعوى مدنية لهدف اثبات تزوير المحرر العرفي أو الرسمي‬
‫وبالتالي هدم حجيته في االثبات ويتم ذلك من خالل مسطرة الزور الفرعي ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬االجراءات المسطرية‬
‫هذه اإلجراءات ليس الهدف منها التحقق من ثبوت الدعوي أو ما يدعيه الخصم كما هو األمر في‬
‫إجراءات التحقيق العادية وانما سميت بذلك كونها منجزة قانونا لفائدة التحقيق ومتحركة خالل مرحلة‬
‫التحقيق وهي تضم نوعين ‪:‬‬
‫‪ 1-‬إجراءات التحقيق في الدعوى‪:‬‬
‫فبواسطتها يتم تقديم المستندات الكتابية بجميع اشكالها كالمذكرات والعقود وغيرها ‪ ،‬مع تحديد شكليات‬
‫إيداعها واالطالع عليها وتبليغها ‪.‬‬
‫‪2-‬إجراءات تسيير المسطرة‪:‬‬
‫فهي ال تستهدف االثبات أو التحقيق في الدعوي بل هي اجراءات يتم بواسطتها تحديد للمراحل‬
‫والشكليات المتبعة لتحضير القضية والشكليات المتبعة لتحضير القضية وتجهيزها قبل البت فيها ‪ ،‬من‬
‫أمثلة ذلك إحالة ملف القضية على المقرر وتعيين المقرر ألول جلسة علنية وإرجاع القضية إلى المقرر ‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬الحكم في الدعوى‬
‫الحكم القضائي هو القرار الصادر من محكمة مشكلة تشكيال صحيحا و مختصة في خصومة رفعت‬
‫إليها وفق قواعد المرافعات سواء كان صادرا في موضوع الخصومة أو في شق منه أو في مسألة‬
‫متفرعة عنه ‪ ،‬فبعد اصدار األمر بالتخلي وتعيين الجلسة العلنية تدرج المحكمة القضية في المداولة لتبدأ‬
‫إجراءات إصدار الحكم وقطع النزاع ‪.‬‬

‫‪29‬‬

You might also like