Professional Documents
Culture Documents
قانون المسطرة المدنية
قانون المسطرة المدنية
مقتضيات إجرائية جديدة ،منذ 5شتنبر ،1122منها ما يهم مسطرة التقاضي أمام المحاكم االبتدائية
ومنها ما يهم وسائل اإلثبات ومنها ما المس الطعن ثم وسائل التبليغ و مساطر األحوال الشخصية ،آخر
التعديالت هي التي جاءت من خالل القوانين 11.21و 15.21و ، 11.21هكذا حل قضاء القرب
محل محاكم الجماعات كما تم إحداث الغرف االستئنافية بالمحاكم االبتدائية وغيرها من التعديالت
المهمة.
المسطرة المدنية هي الشريعة العامة ،ففي غياب النص الخاص يجب الرجوع إلى الشريعة العامة وهي
قانون المسطرة المدنية ،مثال ذلك المحكمة التجارية ،فيعمل فيها وفق النص الخاص لكن حين ال يوجد
نص خاص يرجع إلى قانون المسطرة المدنية باعتباره الشريعة العامة ،نفس األمر في المحاكم االدارية.
ورغم ان قانون المسطرة المدنية قانون شكلي تنظيمي إجرائي ،فان هذا ال يمنع أن تكون بعض القواعد
الموضوعية يتضمنها قانون المسطرة المدنية كالصفة واالهلية والمصلحة ،تحت طائلة عدم القبول ،كما
ال يمنع أن القانون الموضوعي يتضمن قواعد اجرائية ،ففي الحقوق العينية و الشغل و التجارة نجد
هناك قانونا موضوعيا يتضمن قواعد اجرائية ،وهذه هي الفلسفة اإلجرائية الجديدة ،فعندما تخلو ساحة
القضاء من قانون خاص فالمرجع دائما هو قانون المسطرة المدنية.
3
المشرع لم يتطرق إلى تحديد تعريف للدعوى لصعوبة ذلك ،فهناك مصطلحات عديدة تختلط فيها
المفاهيم مثل الخصومة واالدعاء والتقاضي والمطالبة القضائية وحق اللجوء للقضاء
الفرع األول :تعريف الدعوى
جانب من الفقه عرف الدعوى كونها هي الوسيلة القانونية التي تحمي الحق ،فصاحب الحق له الحق في
اللجوء إلى القضاء للحصول على حقه ،أو ضمان احترام حقه ،أو عدم تهديد حقه ،ويعرفها البعض
األخر بأنها وسيلة لتحريك القضاء وبدونها يقف القاضي ساكنا ولو ضاع الحق أمام عينيه ،ويرى
أخرون أنها الوسيلة التي وفرتها الدولة لالفراد كي ال يأخذ كل واحد منهم حقه بنفسه ،ويراها أخرون
بأنها سلطة قانونية ممنوحة للشخص تخول له حق اللجوء للقضاء ليحصل على حماية لهذا الحق.
لكن أغلب الفقه يراها هي الوسيلة القانونية لحماية الحق وهناك وسائل أخرى قررها القانون كالدفاع
الشرعي والحق في الحبس ،وهناك وسائل غير قانونية طبعا للحصل على الحق ،لكن الدعوى تتميز
عن الوسائل األخرى بعنصر االلتجاء إلى الجهاز القضائي ،و يمكن القول أنها أهم الوسائل القانونية
لحماية الحق.
أي أن الدعوى هي الحق نفسه ،يبقى خامال ما دام يتنازع عليه ثم يظهر فجأة إذا انتهكت حرمته
فالحق حالة قانونية ساكنة والدعوى هي الحالة نفسها وقت التحرك ،ينتج عن ذلك .
-الدعوى فرع من فروع الحق ونتيجة الزمة له ،فال حق اال وله دعوى يصل بها صاحب الحق إلى
جبر الغير على احترام حقه ،ومجرد وجود الحق يوجب وجود الدعوى ،يستثنى من ذلك االلتزامات
الطبيعية التي أقر القانون بوجودها وبأن لها أثرا خاصا غير مفتقرة إلى الدعوى .
-الحق والدعوي يولدان سويا ويعيشان سويا ويموتان سويا ،ولكل حق دعوى واحدة يمكن
رفعها مرات متعددة إال إذا حالت بين ذلك قوة الشيء المحكوم به ،وليس للدائن من الدعاوى أكثر مما
له من حقوق ،فاذا كان له حق واحد فله دعوى واحدة أما إذا كان للشخص دعاوی متعددة بخصوص
شيء واحد فتفسير ذلك إلى أنه يملك حقوقا متعددة على شيء واحد فيرفع بذلك لكل حق دعوى ،مثال
ذلك أن واضع اليد على عقار إذا أخرج عنوة له الخيار في رفع دعوى الحيازة أو دعوى ملكية أو دعوى
تعويض .
-للدعوى من األوصاف والمميزات ما للحق ،فهي بحسب األحوال تكون عينية أو شخصية أو
عقارية أو منقولة آيلة للورثة أو غير آيلة قابلة للتنازل عنها أو غير قابلة .
-موضوع الدعوى هو نفس موضوع الحق ،فيحكم القاضي على المدين بأن يسلم للدائن نفس
الشيء الموعود به أو الواجب أداؤه .
4
ذلك شأن باقي الوسائل التي تحمي الحق ،فهي كيان مستقل وال يختلط بالحق الذي يحميه ،فالدعوى
تختلف عن الحق من حيث سبب كل منهما وشروطه وآثاره ،فالحق سببه واقعة قانونية عقدا كان أو
عمال غير مشروع ،ثم أن الحق قد تحميه أكثر من دعوى وقد ال تحميه دعوى ،فحق الملكية إذا اعتدي
عليه تحميه دعوى الملكية ودعوى الحيازة ودعوی التعويض بينما الحقوق المقابلة لاللتزامات الطبيعية
ال تحميها دعوى إذ ليس لصاحبها أن يطالب بها أمام القضاء ،يترتب عن ذلك :
-الدعوى توجد بغير وجود حق موضوعي ،مثال ذلك دعوى التقرير السلبية ،فيحصل
بمقتضاها المدعي على تأكيد من القضاء بأنه ال يلتزم قانونا بواجب معين فال يوجد هنا ارتباط الدعوي
بأي حق موضوعي .
-حتى في الحالة التي تنشأ فيها الدعوى بسبب االعتداء على حق موضوعي فإن الدعوى تعتبر مستقلة
عن هذا الحق،
و من حيث سببها :سبب الحق هو العقد أو الفعل الضار أو غير ذلك من مصادر االلتزام ،أما سبب
الدعوى فهو االعتداء على حق أو مركز قانوني وال يجب الخلط بين الحماية القانونية التي يتمتع بها
الحق قبل االعتداء عليه وبين صورة خاصة من صور الحماية القانونية وهي الحماية القضائية ،ويترتب
عن هذا أن الحق قد يوجد بغير دعوى فالدائن قبل حلول أجل دينه يكون له حق موضوعي وليس له أي
دعوى ،وقد يوجد الحق بغير دعوى مثال ذلك التقادم .
و من حيث موضوعها :الحق يقتضي مثال إلزام المدين أداء مبلغ معين للدائن أما الدعوى فموضوعها
الحصول على حكم قضائي لصالح الدائن وإال فالقاضي لن يدفع المبلغ للدائن لكنه سيستصدر له الحكم .
فالحكم القضائي قد يؤكد الحق أو المركز القانوني وقد يكون منشئا له وقد تتضمن إلزاما بأداء معين
وحتى في الحالة التي يكون فيها حكما بإلزام فإنه ال يرمي إلى اقتضاء التزام المدين الذي ال يتحقق إال
بقيام المدين باألداء وإنما يرمي إلى تحقيق إرادة القانون الذي ال يتحقق إال بقيام المدين باألداء ،
فمضمون الدعوى يختلف عن مضمون الحق.
-الدعوى تضيف جديدا للحق ،تأكيد قضائي له حجيته لم يكن يتمتع به الحق من قبل فدعوی االلتزام
تخول للدائن مثال حقا جديدا هو الحق في التنفيذ الجبري .
المطلب الثاني :مركز الدعوى
نريد هنا إزالة أي لبس بين مفهوم الدعوى وغيرها من المفاهيم المشابهة .
الفرع األول :بين الدعوى وحق االلتجاء إلى القضاء.
-حق االلتجاء للقضاء حق دستوري ،صورة من صور الحريات العامة ،حق من الحقوق العامة
-والدعوی حق خاص فيجب احترام االختصاص القضائي .
-حق التقاضي هو االطار العام إلسباغ العدالة أما حق الدعوي فهو التطبيق العملي .
-حق التقاضي يؤطره الدستور بينما حق الدعوي ينظمه قانون المسطرة المدنية
-حق التقاضي األصل فيه أنه حق مطلق ال يرد عليه تقييد بينما حق الدعوى فمقيد
الفرع الثاني :بين الدعوى والخصومة
الخصومة هي مجموع اإلجراءات التي يلتجئ عن طريقها صاحب الحق إلى القضاء المباشرة حق
الدعوى ،فليست كل خصومة مستندة إلى حق أو متوفر فيها شروط الدعوى ألن القضاء يفتح الباب لكل
مواطن بصرف النظر عن كون مزاعمه صحيحة أم ال ،وال يتحمل هذا األخير سوى المصاريف
القضائي ة ما لم تكن خصومته كيدية ولم يكن متعسفا في استعمال حق الدعوى فيجوز الحكم عليه
5
بالتعويض ،فتكون الدعوى هي موضوع الخصومة و الخصومة هي الوسيلة أو الوعاء الذي يحتويها
أمام القضاء .
الفرع الثالث :بين الدعوى والمطالبة القضائية
الدعوى وسيلة لحماية الحق ،توجد دائما ما دام الحق موجودا ،فهي تكمل وجوده ،سواء لجأ إلى
القضاء أم لم يلتجئ ،لكن عندما يلتجئ إلى القضاء طالبا تدخل الدولة فيكون بذلك باشر الدعوي
ومباشرة الدعوى هو ما يسمى المطالبة القضائية ،أي اإلجراء الذي يعلن به الشخص رغبته في
الحصول على الحماية القضائية لحقه فيترتب عن ذلك :
-المطالبة القضائية عمل قانوني ال يوجد إال بتقديمه أبي ببدء الخصومة ،أما الدعوي فتوجد دائما ولو لم
تبدأ الخصومة .
-ال يترتب على ترك الخصومة انقضاء الدعوي فقد يعود من جديد ليرفعها .الطلب كعمل قانوني قد
يكون صحيحا دون أن تكون الدعوى مقبولة ،فالدعوى ليست هي الطلب أمام القاضي بل هي الحق في
الحماية القضائية وقد يقدم الطلب شخص ال حق له في الحماية فيوجد الطلب دون الدعوى .
الفرع الرابع :بين الدعوى و القضية
القضية تعني مجموع المسائل المطروحة أمام القضاء بغرض الحصول على حكم فيها ،سواء طلبات
الخصوم أو دفوعاتهم أو اإلجراءات المستخدمة لهذا الغرض والدعوى هي محل القضية والخصومة هي
إجراءاتها .
الفرع الخامس :بين الدعوى واالدعاء
االدعاء أمام المحكمة ال يعني أن لصاحبه الحق في الدعوى ،فالذي يحقق الحماية ليس مجرد االدعاء
بل يحققها الحصول على حكم قضائي ،وتبقى الدعوى هي االدعاء ما دامت وسيلة الحماية الحقوق
والمراكز القانونية ،والدعوى توجد بمجرد االدعاء ،فالمشرع الفرنسي عرف الدعوى بأنها الحق الذي
لصاحب االدعاء في أن يسمعة القضاء فيرى هل االدعاء على اساس أم ال وبالنسبة للمدعي عليه
فالدعوى هي حقه في مناقشة هذا االدعاء .
المبحث الثاني :طبيعة الدعوى وخصائصها
المطلب األول :طبيعة الدعوى
حق التقاضي مكفول بالدستور لكن الدعوى حق منظم بمقتضى القانون اإلجرائي الذي هو قانون القضاء
،فالدعوي مرتبطة بالقضاء وتنتمي إليه والقانون اإلجرائي يعالج الدعوى على مرحلتين :
-المرحلة : 1قبول الدعوى
ويطلب القانون توافر شروط خاصة محددة الحكم في موضوعها كالمصلحة واألهلية وغيرها
-المرحلة : 2مرحلة الحكم في موضوع الدعوى
بغض النظر عما إذا كانت الدعوي على اساس أم ال ،فقبل الحكم ال يمكن القول أن الدعوى ليست على
اساس وبعد صدور الحكم تكون الدعوى قد انقضت بصدور الحكم .
نالحظ أن الدعوى لها مركز خاص مستقل عن الحق الموضوعي الذي تحميه ،وهو مركز قانوني
مجرد محله ادعاء قانوني معين .
من هنا يمكن تكييف المركز القانوني للدعوي بأنه حق إجرائي أو حق وسيلي يعطى لمن توفرت فيه
شروط معينة سلطة تحريك القضاء للحصول على قرار في موضوع ادعائه ،فهو حق ليس ضد القاضي
6
وليس ضد الخصم ولكنه حق ذو طبيعة موضوعية يستهدف تحقيق مصلحة قضائية عامة باعتباره محال
للعمل القضائي .
-نتائج التكييف :طبيعة الدعوى هو األمر الذي يبرر قبول الدعوي أو عدم قبولها قبل الفصل في
موضوعها ،فحكم المحكمة في مسألة القبول هو حکم وجود أو عدم وجود مركز قانوني وهو الذي يبرر
أيضا النتائج التي تترتب على تكييف الدعوى كحق إجرائي ،هذه النتائج عالجها قانون المسطرة المدنية
في قواعد هذه بعض مضامينها :
-على المحكمة أن تفصل بحكم في كل دعوى رفعت إليها وال يجوز للقاضي االمتناع عن اصدار
الحكم فيها ف 1من قانون المسطرة المدنية غير أن الحكم هنا ال يعني الحكم في موضوعها بل الحكم
بقبول الدعوي أو بعدم
قبول الدعوى أي بعدم االختصاص .
-ال يجوز للقاضي الفصل في نزاع إال بناء على طلب ممن يهمه األمر ويتعين عليه أن يبت في
حدود طلبات األفراد دون أن يغير موضوعها أو سببها أو ينصح وال يجوز له تغيير موضوع
الدعوى وإال كان قراره معرضا للنقض .
-على المدعي ممارسة حقه في رفع الدعوى بحسن نية من ذلك االدالء بعنوان غير حقيقي للمدعي
عليه لحرمانه من درجة التقاضي فهو اخالل بحق الدفاع .
-يجوز التنازل عن الدعوى بعد اقامتها ،لكن هذا التنازل ال يترتب عنه التخلي عن الحق
موضوع الدعوى ف 221من قانون المسطرة المدنية .
شخصي على عقار ومثال ذلك الدعوى التي يقيمها صاحب عقار على من ألحق ضررا بعقاره مطالبا
اياه بالتعويض .هذه الدعاوى تعتبر شخصية رغم أن الحق الشخصي الذي يطالب به المدعي واقع على
عقار .
مميزات الدعاوى الشخصية:
-2يمارسها شخص يدعي أن له حقا مترتبا في ذمة المدعي عليه
-1الهدف منها و موضوعها إلزام المدعي عليه بدفع مبلغ مالي كتعويض أو المطالبة بدين أو القيام
بعمل أو االمتناع عن عمل يضر مصلحة المدعي .
-1تقام الدعوى الشخصية ضد الطرف الملتزم الذي تجمعه بالمدعي عليه عالقة قانونية ما ،وال
يمكن توجيهها ضد شخص آخر ولو كان بيده المال الذي يعود للمدعي .
-1يعتبر النظر في الدعوى الشخصية من اختصاص محكمة موطن المدعى عليه ف 12من قانون
المسطرة المدنية .
ثانيا :الدعوى العينية يتمسك فيها المدعي بحق عيني
والحق العيني هو سلطة مباشرة للشخص على شيء مادي معين بذاته ،تخول له االستئثار به دون غيره
ودون وساطة أحد ،والحق العيني هو في طبيعته حق عقاري ،ويكون أصليا أو تبعيا ،مثال على
الدعاوى العينية دعوى االستحقاق و دعاوى المطالبة بالملكية أو الحيازة ،ودعاوی حق االرتفاق على
الجار ،والمطالبة بما يترتب على الرهن من حق االمتياز والحبس ،هذه الدعاوى تحمي الحقوق العينية
سواء كانت أصلية كحق الملكية والسطحية واالرتفاق وغيرها أو تبعية كحق الرهن ،والحقوق العينية
عكس الحقوق الشخصية هي مقيدة ومذكورة على سبيل الحصر في المادة 8من مدونة الحقوق العينية ،
وال يمكن خلق حق عيني جديد بينما في الحق الشخصي يمكن ذلك .
مميزات الدعوى العينية :
-2يمارسها صاحب الحق العيني عندما يعتدى على حقه العيني من قبل أي شخص
-1هدفها وموضوعها تقرير وجود الحق العيني المتنازع عليه وتمكين صاحبه من ممارسته دون
أي عائق و منع اي معتد من ممارسة حق عيني زورا وبهتانا .
-1ال توجه ضد شخص معين كما هو الحال في الدعاوى الشخصية بل تقام ضد أي شخص ينازع
صاحب الحق العيني أو يعتدي على حقه أو يدعيه .
-1االختصاص ،في حالة حق عيني منقول يكون االختصاص من طرف محكمة المدعي عليه ،
أما في حالة الحق العيني العقاري يكون االختصاص للمحكمة الكائنة في موقع العقار م 18من قانون
9
المسطرة المدنية ،أما في حالة الدعوى المختلطة يكون االختيار من حق المدعي بين محكمة موطن
المدعي عليه أو محكمة موقع العقار م 18من قانون المسطرة المدنية .
التمييز بين الدعوى الشخصية والدعوى العينية:
-1من حيث االختصاص :الدعوى الشخصية ترفع أمام محكمة موطن المدعي عليه ،بينما
الدعوى العينية ترفع أمام محكمة موقع العقار أما المختلطة فالمدعي يختار بين محكمة المدعي عليه
أو محكمة المكان التي توجد به العين موضوع النزاع ف 18من قانون المسطرة المدنية
-2من حيث اإلجراءات المسطرية :ترفع الدعوى الشخصية ضد نفس الشخص المرتبط بالتزام
اتجاه المدعي بينما الدعوى العينية توجه ضد أي شخص تكون بحوزته العين موضوع النزاع .
الفرع الثاني :الدعاوى المختلطة
هي التي تستند إلى التزام شخصي وحق عيني ،فتتكون من اجتماع حقين مختلفين في طبيعتهما ولكنهما
يرميان إلى نفس الغرض ،مثال ذلك حين يكون المدعي يملك عقارا بموجب أحد العقود الناقلة للملكية
ويرفع دعواه بتنفيذ هذا العقد .
نفرق هنا بين نوعين الدعاوى المختلطة :
-2الدعاوى التي تهدف إلى تنفيذ عقد أو أي تصرف قانوني أنشأ حقا عينيا عقاريا وأنشأ في ذات الوقت
التزاما شخصيا ،كالمثال السابق .
-1الدعاوى التي ترمي إلى فسخ أو إبطال تصرف قانوني ناقل أو منشئ لحق عيني عقاري مثال
ذلك الدعوى التي يرفعها البائع على المشتري السترداد العقار وفسخ العقد ،فهي دعوى تستند إلى حق
الفسخ أو االبطال وهو حق شخصي وفي نفس الوقت تستند إلى حق عيني وهو استرداد العقار .
لكن اذا قامت الدعوى من طرف المشتري فهي دعوى شخصية الغرض منا استرداد مبلغ مالي وال
تتضمن المطالبة بأي حق عيني عقاري ،أما الدعوى المتعلقة بحق رهن عقاري فتكون مختلطة إذا
وجهت للمدين و تكون دعوى عينية عندما توجه ضد الحائز .
المطلب الثاني :الدعاوى المنقولة والدعاوى العقارية
تنقسم الدعوى من حيث موضوع الشيء محل الخصومة إلى دعاوی عقارية ومنقولة
الفرع األول :الدعاوى المنقولة
تتعلق بمنقول فيتم المطالبة فيها على حق متعلق بمنقول بما في ذلك حق ملكيته .
يدخل فيها ايضا الدعاوى التي تستند إلى حقوق شخصية متعلقة بمنقول كدعوى المستأجر ضد المؤجر
بتسليم العين المؤجرة فهي للمدعي عليه حق شخصي أي حق االيجار في هذه الدعوي يجعل الشيء
المطلوب منقوال وليس عقارا .
والدعوى المنقولة تكون متعلقة بعقار في حاالت منها عدم بناء الشقة مثال فالمطالبة تكون بمبلغ مالي
بينما اذا تم بناء الشقة فتكون دعوى عقارية ألن موضوع الطلب الحصول على عقار .
و من الدعاوى العينية المنقولة دعوى استحقاق المنقول :يرفعها المالك بطلب حماية هذا الحق وتقريره
الرهن مثال .
الفرع الثاني :الدعاوى العقارية
10
هي التي تكفل حقا عقاريا ،والحقوق العينية العقارية كما حددتها مدونة الحقوق العينية في م 5اما
بطبيعتها أو بالتخصيص ،الحقوق العينية تكون أصلية أو تبعية ،األصلية فهي على سبيل الحصر كما
نصت على ذلك م 1من مدونة الحقوق العينية :
حق الملكية ،االنتفاع ،العمری ،االرتفاق ،االستعمال ،السطحية ،الكراء الطويل األمد ،الحبس ،
الزينة ،الهواء والتعلية ،الحقوق العرفية المنشأة بوجه صحيح قبل دخول هذا القانون حيز التنفيذ والحق
العيني التبعي كما حددته م 21على سبيل الحصر ،االمتياز ،الرهن الحيازي ،الرهن الرسمي .
ال يجب أن نخلط بين التقسيم إلى شخصية و عينية والتقسيم الى منقولة وعقارية ،فالتقسيم األول ينظر
إلى طبيعة الحق فترفع الدعوى لتقريره أو حمايته ،بينما التقسيم الثاني يتعلق بطبيعة محل
الحق ،هكذا تعتبر من قبيل الدعاوى العينية العقارية المتفرعة عن حق الملكية .
-دعوى قسمة األموال العقارية :تعتبر من قبيل الدعاوى العقارية ألنها ترمي إلى تعديل محل
الحق العيني بتحويل ملكية شائعة إلى حق ملكية مفرز لكن اعتبرها بعض الفقه دعوى شخصية ذلك أن
حق الملكية مضمون وهي دعوى تتعلق بالقسمة وهناك الدعاوى الشخصية العقارية ،يكون موضوعها
حق شخصي متعلق بعقار ،ويطلق عليها الدعاوى المختلطة ،مثال ذلك دعوى استحقاق عقار .
وهناك الدعاوى الشخصية المنقولة ،يدعي رافعها حقا شخصيا متعلقا بمال منقول ،مثال ذلك الدعوى
التي رفعها المستأجر يطلب فيها تسليم العين المؤجرة وتمكينه من االنتفاع بها فهي دعوى شخصية
منقولة فرافعها ال يستند إلى حق عيني بل يستند إلى حق شخصي يخوله االنتفاع بالعين وإلزام الطرف
االخر بالقيام بالتزامه فهو مال منقول ولو تعلق األمر بعقار فحق المستأجر ولو كانت العين المؤجرة
عقارا يعتبر منقوال.
المطلب الثالث :دعاوى الملكية ودعاوى الحيازة
هذا التقسيم متعلق بالدعاوى العينية العقارية وال يشمل الدعاوى المنقولة .
12
3-عدم الجمع بين دعوى الحيازة ودعوي الملكية:
باعتبار الحيازة مركزا قانونيا مستقال عن الحق الموضوعي ،فال يجوز الخلط بين الحماية المقررة
للحيازة والحماية المقررة للحق .
ويترتب عن ذلك أربعة آثار :
-المدعي للحيازة ال يمكنه في دعوى الحيازة أن يستند إلى ملكيته للعقار
-إذا رفع دعوى الملكية يعتبر متنازال عن دعوى الحيازة م 231من قانون المسطرة المدنية .
-يشترط لتطبيق قاعدة عدم قبول دعوى الحيازة السبق رفع دعوى الملكية أن تكون دعوى الحيازة قد
نشأ الحق فيها قبل إقامة دعوي الملكية أما دعوى الحيازة التي تستند إلى تعرض واقع بعد رفع دعوى
الملكية تعتبر دعوى مقبولة وتنتج كافة آثارها القانونية .
-المدعي عليه في دعوى الحيازة ال يستطيع رفع دعوى الحيازة بادعاء ملكية العقار ألن هذه مثل هذه
الدفوع تخرج دعوى الحيازة عن إطارها المتعلق بواقعة الحيازة وحدها .
رابعا :الحكمة من حماية الحيازة في حد ذاتها
هي افتراض أن الحائز هو المالك ،فحماية الحائز هي في الواقع حماية للمالك ،فهي تحمي واضع اليد
على العقار ألن الحائز في الغالب هو المالك للشيء المحوز ،فالحيازة الهادئة العلنية قرينة على الملكية
إال أنها قرينة بسيطة قابلة إلثبات العكس .وهذه الدعاوی سهلة اإلثبات وقليلة النفقات واإلجراءات ،
ويقبل عليها المواطنون خصوصا في البادية ،وحماية الحيازة من النظام العام وال يجوز اغتصاب
الحقوق ولو كان مغتصبها هو مالكها ،وإال أدى ذلك إلى الفوضى واالضطراب .
خامسا :األحكام الخاصة بدعاوى الحيازة
-2تتصف دعاوى الحيازة باالستعجال
-1تخضع دائما لالستئناف وكذلك دعاوي الملكية عمال بالفصل 211من قانون المسطرة المدنية
- 1االختصاص في دعاوى الحيازة والملكية يعود للمحكمة االبتدائية
-1اذا ظهر للمحكمة صاحب الحق بالحيازة على ضوء ف 238من قانون المسطرة المدنية قضت له
بها .
-5آذا ادعى الحيازة كل من المدعي والمدعي عليه وتقدم كل منهما باالدلة و صعب الترجيح بينهما
عمل القاضي بأحد الحلول 1المنصوص عليها في الفصل 221من قانون المسطرة المدنية وهي
:ابقاء الحيازة للطرفين أو إجراء حراسة قضائية على العقار المتنازل عليه تسند إلى شخص ثالث أو
اسناد الحراسة ألحد الطرفين مع التزامه بتقديم حساب عن ثماره .
المبحث الثاني :شروط الدعوى
نص الفصل 2من قانون المسطرة المدنية " ال يصح التقاضي إال ممن له الصفة واألهلية والمصلحة
إلثبات حقوقه " وهي من النظام العام يجب على القاضي أن يثيرها من تلقاء نفسه ،وإذا ما تبين له
انعدام أحد الشروط أنذر الطرف بتصحيحها داخل أجل يحدده .
المطلب األول :أهلي ة التقاضي
األهلية في نظر القانون هي صالحية الشخص لكسب الحقوق والتحمل بااللتزامات ومباشرة التصرفات
القانونية ،أما األهلية في االصطالح المسطري هي صالحية الشخص أن يرفع الدعوي أو ترفع ضده ،
فهي شرط يجب أن يتوفر في المدعي والمدعى عليه ،وهي بالنسبة الالفراد الطبيعيين 28سنة شمسية
حسب المادة 111من مدونة األسرة مع عدم التعرض ألي
13
عارض من عوارض األهلية ،أما بالنسبة للجماعة فيجب توفرها على الشخصية المعنوية أي مكونة
بطريقة شرعية مع وجود شخص ذاتي يتصرف باسمها .
وأهلية الشخص الطبيعي تخضع لقانون األحوال الشخصية حسب ف 1من قلع .
هكذا نجد في مدونة األسرة أن األهلية قسمان :أهلية وجوب وأهلية أداء
أهلية الوجوب :وهي صالحية الشخص الكتساب الحقوق وتحمل الواجبات التي يحددها القانون هذه
األهلية تالزمه طول حياته وال يمكن حرمانه منها ،بل تثبت له وهو ما زال في بطن أمه فتصح الوصية
للجنين و توقف تركة الهالك إذا ترك زوجته حامال حتى تلد فتقسم التركة حسب جنس المولود ،وتسمى
ايضا أهلية األغتناء وهي صالحية المرء الكتساب الحقوق والمنافع .أهلية األداء :هي صالحية
الشخص لممارسة حقوقه الشخصية والمالية ونفاذ تصرفاته ،هذه يتولى القانون تحديد شروط اكتسابها
وأسباب نقصانها أو انعدامهما ،فالقاصر والسفيه والمجنون تكون له أهلية الوجوب لكنه ال يتوفر على
أهلية األداء فال يمكنه مباشرة الدعوى باسمه بل يجب أن ينوب عنه في ذلك من اقامة القانون أو القضاء
لهذا الغرض مثل الولي أو الوصي أو المقدم ويجب أن تتوفر في هذا النائب األهلية التي تجيز االلتجاء
للقضاء .
المطلب الثاني :مصلحة صاحب الدعوى
المصلحة شرط أساسي لقبول الدعوى ،فال يقبل من شخص أن يثير نزاعا دون أن تكون له مصلحة
فإذا انتفت المصلحة انتفي الحق في إقامة الدعوى .
بمعنى أن تستند إلى حق أو مركز قانوني ،فيكون الغرض هو حماية هذا الحق أو المركز القانوني،
وذلك بتقريره إذا نوزع فيه أو دفع العدوان عليه أو تعويض ما الحقه من ضرر ولكي تكون المصلحة
قانونين يجب أن تكون مضبوطة بشرطين :
أولهما أن ال تكون المصلحة غير مشروعة والشرط الثاني أال تكون المصلحة اقتصادية فالقانون
يحمي المصلحة القانونية وال يحمي المصلحة االقتصادية ،فال تقبل الدعوى التي يرفعها أحد المنافسين
الشركة ما يطلب بطالنها نظرا لعيب في تكوينها ،فرغم أن مصلحته هي زوال منافستها لكن هذه
المصلحة ال تنتند الى اساس قانوني رغم استنادها إلى مصلحة اقتصادية أما من ارتبط بالتزام مع الشركة
فالمصلحة هنا ظاهرة وقانونية في طلب الحكم ببطالنها ليتخلص من التزاماته قبلها .
والمصلحة القانونية تتخذ صورتين ،المصلحة المالية أو مادية فيكون الغرض منها حماية حق عيني
مثال أو اقتضاء حق شخصي سواء بتنفيذ التزام تنفيذا عينيا أو بطلب مبلغ من النقود وقد تكون مصلحة
معنوية أو أدبية فيجوز المطالبة هنا بالتعويض عن السب والقذف ولو أنهما لم يحدثا سوى ضرر أدبي
بسمعة الشخص وكرامته ويبقى األمر خاضعا لتقدير القضاء .
14
-2أن تكون المصلحة قائمة وحالة :
الصورة األولى :يكون الغرض من الدعوى االحتياط لدفع ضرر قد يقع مستقبال
15
صورتها عندما يقدم شخص يحمل ورقة عرفية دعوى على من حرر هذه الورقة إذا خشي إنكار موقعها
لذلك التحرير أو التوقيع وتكون حتى قبل رفع أي دعوی مرتبطة بالحق مضمون الورقة العرفية
-4دعوى التزوير الفرعية :
تهدف الى هدم دليل قائم بيد الخصم حيث يطعن أثناء سريان الدعوى في أحد المستندات المقدمة بالزور
الفرعي .
خالصة القول إن القانون ال يحدد الدعاوى التي يجوز رفعها وإنما يشترط لقبول الدعوى أن يكون
لصاحبها مصلحة قائمة يقرها القانون وقد تكون هذه المصلحة محتملة كما اشرنا في الصورتين
األخيرتين .
16
الطلب وسيلة هجوم والدفع وسيلة دفاع ،لكن قد يقف المدعي أحيانا موقف دفاع وقد يقف المدعي عليه
موقف هجوم ،ويشترط لقبول الطلبات والدفوع ما يشترط القبول الدعوي .
الفصل األول :الطلبات
من المبادئ األساسية في قوانين المسطرة المدنية أن القاضي ال يباشر الدعوى إال بناء على طلب ،
فالخصومة ال تبدأ بإال بالمطالبة القضائية فهي العمل االجرائي الذي يباشر به الشخص حقه في الدعوى .
وتنقسم الطلبات إلى نوعين طلبات أصلية و عارضة .
المبحث األول :الطلب ات األصلية
هي التي تفتتح الخصومة وتنشأ بها الخصومة الجديدة ،وترفع بواسطة ورقة مكتوبة تسمی المقال
االفتتاحي ،أو صحيفة افتتاح الدعوى .
المطلب األول :عناصر الطلب األصلي
هي ثالثة عناصر :أطراف الدعوى أو الطلب ،محل الطلب ،سبب الطلب .
الفرع األول :أطراف أو أشخاص الطلب
في كل طلب قضائي يفترض وجود خصمين ،المدعي والمدعي عليه ،المدعي هو الذي وجه الدعوى
و حدد طلباته األصلية ،وقد يكون هو نفسه صاحب الحق أو وكيال عن صاحب الحق وقد يكون ممثال
رسميا لشركة أو الدارة عمومية ،والطرف الثاني هو المدعي عليه ،وهو الذي وجه الطلب ضده ،
فالمدعي طالب والمدعي عليه مطلوب ،وتختلف الدعوى باختالف أطراف الدعوى ،فلو أن شخصا أقام
دعوى باسمه ثم أقام دعوى أخرى بصفته وصيا أو ممثال قانونيا الشركة كنا أمام دعويين مختلفتين ،
كذلك األمر لو اختلف المدعي عليه ،لكن اذا توفي المدعي وحل محله ورثته كنا أمام نفس الدعوى .
ويترتب على مركز كل من الخصمين عدة آثار :
- 2يتحدد االختصاص المحلي كقاعدة عامة بالنظر إلى موطن المدعي عليه ف 12من قانون المسطرة
المدنية .
- 1يتحمل المدعي عبء اإلثبات ،في 111-111من قانون المسطرة المدنية .
- 1يعتبر المدعي دائما حاضرا بمقاله وإن غاب ،بينما يعتبر المدعي عليه حاضرا اذا حضر
وأجاب شفويا إذا كانت المسطرة شفوية ،ويعتبر حاضرا أذا أدلى بمذكرة جرابية عن المقال ولو لم يكن
حاضرا اذا كانت المسطرة كتابية .
الفرع الثاني :محل أو موضوع الطلب
هو ما ترمي إليه الدعوى ،أو ما يطلب المدعي في مقاله االفتتاحي الحكم له به ،ويتكون محل
الدعوى من ثالثة أشياء :
-2القرار الذي يطلب من القاضي ،فدعوى تقرير صحة عقد تختلف عن دعوى تنفيذ التزام ناشئ عن
هذا العقد .
-1الحق أو المركز القانوني الذي تهدف الدعوى إلى حمايته فالدعوى التي ترمي إلى حماية حق
الملكية غير تلك التي تحمي حق االرتفاق .
-1محل هذا الحق أو المركز القانوني ،فدعوى تقرير ملكية عقار غير دعوى تقرير ملكية عقار
آخر .
17
والمعيار الذي يجب األخذ به لمعرفة ما إذا كانت الدعاوى واحدة أم ال هو النظر إذا كانت عناصر محل
الدعوى مختلفة .
الفرع الثالث :سبب الطلب األصلي
سبب الدعوى هو تلك الوقائع أو الظروف الواقعية التي يستند إليها المدعي في دعواه ،وهي المكونة
للحق أو المركز القانوني المطلوب من القضاء حمايته ،هذا السبب يقدمه المدعي إلى القاضي الذي يقوم
بدوره بتقديره واعطائه وصفا قانونيا يسمح باصدار حكم القانون عليه ،مثال ذلك عندما يؤسس المدعي
دعواه في طلب التعويض على التماطل .
وإذا اختلف السبب كنا أمام دعويين ال دعوى واحدة ،واالراء حل السبب تدور حول فكرتين ،فالبعض
يرى أن السبب هو القاعدة القانونية التي تستند إليها الدعوى ،فالسبب يتحدد بصرف النظر عن الوقائع
بينما يرى رأي آخر وهو الراجح أنه ال يجب النظر إلى القاعدة القانونية المجردة بل إلى مجموعة
الوقائع القانونية التي تؤدي إلى منح الحماية القضائية أي التي تؤدي إلى تطبيق القاعدة القانونية بواسطة
القاضي ،نتيجة لذلك فاذا استند المدعي الى وقائع معينة لكسب دعواه فان الدعوى تظل واحدة ولو غير
المدعي تكييف هذه الوقائع ،بينما تختلف الدعوى اذا اختلفت الوقائع ألن السبب مختلف.
القاضي ال يمكنه أن يغير من سبب الدعوى هل هو المسؤولية العقدية أو التقصيرية مثال كما ال يمكنه
أن يغير من موضوع الدعوى هل أداء وجيبة الكراء أو الحكم بالتعويض ما لم يطلب ذلك المدعي
صراحة في مقال الدعوى او مقال اضافي ،كما أن القاضي ال يمكنه أن يحكم بما لم يطلب به المدعي
وهو ملزم بتطبيق النص القانوني الواجب التطبيق حتى لو أخطأ الخصم في تحديد األصلح له فموضوع
الدعوى وسببها ملك للخصوم.
على أنه يجب أن نفرق بين سبب الدعوى و وسائل الدفاع أو االدلة ،فالسبب هو الوقائع القانونية أساس
الدعوى أما األدلة فهي أساس الوقائع وتسمى أحيانا األسباب البعيدة للدعوى .
المطلب الثاني :آثار تقديم الطلب األصلي
للطلب سواء كان أصليا أو عارضا آثار متعددة بالنسبة للمحكمة وبالنسبة للخصوم وبالنسبة للحق
موضوع النزاع .
الفرع األول :آثار الطلب بالنسبة للمحكمة
-2بمجرد تقييد المقال االفتتاحي بسجل المحكمة تبدأ الخصومة ،ويلزم القاضي بالفصل في الطلب فإن
امتنع عن ذلك اعتبر منكرا للعدالة وتعرض لمسطرة المخاصمة ف 112من قانون المسطرة المدنية .
-1تحديد سلطة القاضي بما ورد في الطلب األصلي وليس له أن يحكم فيما لم يطلبه المدعي أو
بأكثر مما جاء به الطلب فممنوع عليه تغيير نطاق النزاع أو تغيير أطراف الخصومة التي حددها
الطلب األصلي أو تغيير موضوع الطلب أو سبب الدعوى ،فإن فعل كان حكمه قابال للطعن .
-1نزع االختصاص بالنظر والحكم في موضوع الدعوى من سائر المحاكم األخرى التي كانت
مختصة به اصال طبقا لقواعد االختصاص ،فإذا رفع الطلب ذاته إلى محكمة ثانية جاز الدفع بإحالة
الدعوى الجديدة إلى المحكمة التي رفعت اليها الدعوى أوال ولو كانت المحكمة الثانية هي
ايضا ذات اختصاص للنظر في الدعوى ف 211من قانون المسطرة المدنية .
-1تحديد الوقت الذي ينظر فيه إلى اختصاص المحكمة بالدعوى .
-5تحديد القواعد القانونية الواجبة التطبيق بوقت تقديم هذا الطلب فال يجوز تطبيق قانون صدر
أثناء نظر النزاع إال أن يكون ذا أثر رجعي أو يكون مفسرا للقانون السابق .
الفرع الثاني :آثار تقديم الطلب األصلي على الخصوم
18
-2قطع التقادم الساري لمصلحة المدعي ،فابتداء من قيد الطلب لغاية صدور الحكم ،ال يؤدي
مرور الزمن إلى انقضاء حق المدعي ولو رفع الطلب إلى محكمة غير مختصة أو قضي ببطالنه العيب
في الشكل ف 182ق ل ع .
-1إنذار المدعي عليه واعتباره في حالة مطل من حيث تنفيذ التزاماته ف 155ق ل ع .
-1كف حق الحائز حسن النية في قبض ثمار الشيء الواقع تحت حيازته ويصبح ملزما برد ما
كان منها موجودا في تاريخ رفع الدعوى أو ما جناه بعد ذلك ف 211ق ل ع .
الفرع الثالث :آثار الطلب االصلي على الحق
يترتب على تقديم الطلب األصلي وتسجيله أمام القضاء آثار قانونية تتعلق بالحق المتنازع عليه -2 .
يصبح الحق موضوع الطلب األصلي المفتتح للخصومة حقا قابال لالنتقال إلى الورثة ولو تعلق
األمر بحق ال يقبل االنتقال إلى الورثة ،ذلك أن الورثة يستمدون صفتهم من مورثهم الذي تحددت صفته
كطرف في الخصومة وال تنتهي الخصومة بوفاة مورثهم بل تستمر في مواجهة الورثة ويكون الحكم
الصادر في الدعوى وكأنه صدر من تاريخ تقديم مورثهم للطلب.
-1يصبح الحق المطالب به حقا متنازعا فيه حسب ف 211ق ل ع وال يجوز إعمال قواعد الحوالة إال
إذا وافق المدين المحال عليه تحت طائلة البطالن .
-1ال يترتب على المطالبة القضائية تجديد الحقوق المطالب بها ،فالحق موضوع المطالبة يبقى
محتفظا بذاتيته وطبيعته التي كان عليها قبل االدعاء به وال يستبدل بحق أخر حتى ولو قضي بعدم
االختصاص أو عيب في الشكل أو ترك المدعي الخصومة فيجوز للمدعي تجديد دعواه للمطالبة بحقه .
ا لمبحث الثاني :الطلبات العارضة
هي الطلبات التي تقدم أثناء النظر في الدعوى المعروضة على المحكمة بموجب الطلب األصلي حيث
تضاف بمقتضاها ادعاءات جديدة للطلب االفتتاحي .
المطلب األول :القواعد الضابطة للطلبات العارضة
القاعدة :1تقدم الطلبات العارضة وفق االجراءات التي يقدم بها الطلب األصلي ويجري التحقيق فيها
وفق األحكام المطبقة على مقاالت افتتاح الدعوى ،وان كان قانون المسطرة المدنية لم يورد نصا بهذه
المسألة ،لكن الفقه والقضاء يريان أن الطلب العارض هو عبارة عن دعوى جديدة سمح المشرع
بإضافتها إلى الطلب األصلي ربحا للوقت لذلك يجب تطبيق نفس القواعد المسطرية المطبقة على الطلب
األصلي فتقدم بمقال مكتوب موقع من طرف المدعي ويحرر به محضرا أمام أحد أعوان كتابة الضبط
المحلفين .
القاعدة الثانية :ال يجوز أن تؤخر الطلبات العارضة الحكم في الطلب األصلي لتجنب وسائل المماطلة
ال يمكن السماح بتأخير الطلبات العارضة إلى الوقت الذي تكون فيه القضية جاهزة للحكم ،فيجب
تقديمها في الوقت المناسب وقبل انتهاء التحقيق في الطلب األصلي وصيرورته جاهزا للحكم .
القاعدة الثالثة :فصل الطلب العارض عن الطلب األصلي ال يجوز إال إذا كان الطلب األصلي جاهزا
للحكم أحيانا يقدم الطلب العارض في وقته لكن الطلب األصلي يكون قد قطع شوطا كبيرا في البحث
والتحقيق وحفاظا على الدعوى أن يطال أمدها ألن الطلب العارض يحتاج وقتا للبحث ايضا والتحقيق
سمح المشرع للمدعي ان يطالب بفصل الطلب األصلي عن الطلب العارض والبت في طلبه األصلي
منفصال على أن المشرع اشترط لتقديم طلب الفصل أن يكون الطلب األصلي جاهزا للحكم فيه فال يكفي
تأخير بسيط للدعوى للمطالبة بفصل الطلب األصلي عن العارض ويمكن للمحكمة أن تفعل ذلك من تلقاء
نفسها فتحكم فيه منفصال .
19
المطلب الثاني :الطلبات اإلضافية أو العارضة م ن المدعي
هي التي يقدمها المدعي بعد تقديم الطلب األصلي والتي من شأنها أن تعدل نطاق الخصومة من حيث
الموضوع أو المحل أو السبب ،وترك المشرع للقضاة إعمال سلطتهم التقديرية لقبولها .
وأهم حاالت تقديم الطلبات اإلضافية هي :
أوال :ما يتضمن تصحيح الطلب األصلي أو تعديل موضوعه لمواجهة ظروف طرأت بعد رفع
الدعوى ،لكن ال يسمح القاضي أن تصبح الخصومة صراعا مائعا يطول أجله وال يسهل فضه هكذا
يسمح للمؤجر المطالب بأجرة عدد من الشهور أن يقدم طلبا اضافيا لتصحيح عدد الشهور في حالة أثبت
المكتري أنه قد أدي سومة بعض الشهور .
ثانيا :عندما يكون الطلب اإلضافي مكمال للطلب األصلي أو مترتبا عليه أو متصال به اتصاال ال يقبل
التجزئة ،فال يحرم المدعي من تكملة موضوع دعواه .
ثالثا :ما يتضمن إضافة أو تغييرا في سبب الدعوى مع بقاء موضوع الطلب األصلي على حالته كأن
يطلب المدعي إبطال عقد لعب التدليس ثم يتقدم بطلب إضافي إلضافة سبب جديد كأن يدعي أنه تعاقد
تحت وطأة االكراه ويطالب بإبطال العقد لهذا السبب أيضا .
رابعا :طلب األمر بإجراء تحفظي أو وقتي ،كأن يطلب المدعي تعيين حارس على العين المتنازع
عليها أو بطلب نفقة وقتية حتى يفصل في أصل الدين ف 211من قانون المسطرة المدنية .
خامسا :ما تأذن المحكمة بتقديمه مما يكون مرتبطا بالطلب األصلي ،ويشترط هنا شرطان األول أن
يكون الطلب العارض متصال بالطلب األصلي بصلة ارتباط كالمطالبة بتنفيذ عقد بعد طلب فسخه أو
العكس والثاني أن تأذن المحكمة بتقديم الطلب المرتبط حتى ال يتخذ المدعي هذه الرخصة وسيلة إلعنات
خصمه أو تعطيل الفصل في الدعوى .
المطلب الثالث :الطلبات العارضة ( المقابلة )
الطلبات المقابلة تسمى دعاوي المدعي عليه ،ويقصد بها الطلبات التي يتقدم بها المدعي عليه جوابا و
ردا على طلب المدعي ،ويهدف من ورائها الحصول على حكم ضد المدعي وفي هذا الصدد يجب أن
نفرق بين الطلبات المقابلة والدفوع ،ففي الطلب المقابل يزعم المدعي عليه حقا يعرضه على القضاء
ويطلب الحكم به على المدعي أما في الدفع فيقتصر المدعي عليه على إنكار حق المدعي فهو وسيلة
دفاع صرفة بينما طلب المدعي عليه المقابل هو وسيلة هجوم .
والمشرع المغربي كما هو الحال بالنسبة للطلبات العارضة ترك للقضاة سلطة تقديرية لقبولها استنادا
على ما استقر عليه الفقه و القضاء وفق حاالت :
أوال :طلب المقاصة القضائية ،المقاصة سبب من أسباب انقضاء االلتزامات ،وبمقتضاها ينتقضي
التزام المدين بالتزام مترتب له في ذمة الدائن ،ونفرق هنا بين المقاصة القانونية والمقاصة القضائية ،
فاألولى هي دفع موضوعي ألن المدعي عليه يدفع بانتهاء دين المدعي بحكم القانون بغير حكم قضائي
أما المقاصة القضائية فهي الحالة التي تنتفي إحدى شروط المقاصة القانونية فيطلب المدعي عليه من
المحكمة أن تحكم له بدينه بعد حسم النزاع حول وجوده أو مقداره ليصبح صالحا إلجراء مقاصة بينه
وبين المدعي .
ثانيا :طلب الحكم بالتعويضات عما لحق المدعي عليه من ضرر في الدعوى األصلية .
ثالثا :الطلب الذي يترتب عليه أال يحكم للمدعي بطلباته كلها أو بعضها أو أن يحكم له بها مقيدة بقيد
لمصلحة المدعي عليه ،مثال حالة كليا طلب فسخ أو إبطال العقد الذي يطلب المدعي تنفيذه مثال حالة
بعض األجور المستحقة أذا تقدم المدعي عليه بطلب عارض من أجل تخفيضها األسباب معقولة ،أما
20
الطلبات التي تؤدي إلى الحكم بها مقيدة فمثالها طلب المدعي عليه تقرير حق ارتفاق على األرض التي
يطلب المدعي عليه ملكيتها .
رابعا :الطلب الذي يكون متصال بالطلب األصلي بصفة ال تقبل التجزئة ،مثال ذلك أن يطالب المكري
برد الشيء المكتري فيتقدم المكتري بطلب مقابل للمطالبة بإزالة التحسينات التي أجراها في هذا الشيء
عمال بالفصل 381من قلع ،ففي جميع هذه الحاالت كانت الطلبات الجوابية للمدعي عليه االنقاص من
طلبات المدعي ويترتب عليها أن ال يحكم للمدعي بطلبه كله أو بعضه أو أن يحكم له وهو مقيد بقيود
وحقوق لصالح المدعي عليه .
المطلب الرابع :التدخل واالدخال
تعريف التدخل:
يقصد به تقدم شخص ثالث لم يكن ال مدعيا وال مدعى عليه بمقال للمحكمة ليصبح طرفا في الدعوى لما
له من مصلحة في النزاع المعروض على المحكمة ويسمى بالطلب العارض من شخص خارج عن
الخصومة ،وينقسم إلى اختياري و جبري .
الفرع األول :التدخل االختياري أو االرادي
هو الطلب الذي يتقدم به الشخص في دعوى قائمة ليس خصما فيها قصد الدفاع عن مصالحه فيها ،
ويستوجب هذا الطلب لقبوله مراقبة ومناقشة المحكمة ثبوت الصفة المدعاة من طرف المتدخلين ،فهذا
التدخل يخول فقط لمن له مصلحة مشروعة في النزاع ويجب أن يقدم ابتدائيا ،والتدخل االختياري ينقسم
إلى قسمين تدخل انضمامي أو تبعي يقتصر على مؤازرة أحد األطراف وتدخل هجومي اصلي يطالب
فيه المتدخل بحقوق لنفسه .
أوال :التدخل األصلي الهجومي أو االختصاصي
-تعريف التدخل األصلي الهجومي أو االختصاصي:
يقصد به التدخل الذي يقصد به المتدخل حقا ذاتيا لنفسه أو الدفاع عن مصلحة خاصة ضد طرفي
الدعوي ،أو هو التدخل االختصاصي الذي يأخذ فيه المتدخل دور المدعي بحق له لتقديم طلبات مستقلة
خاصة به ،وهذا يعني أن المتدخل في الدعوى يعتبر طرفا في النزاع ومن حقه التقدم بأي طلب والتماس
أي إجراء وقتي أو تدبير تحفظى حماية لحقوقه ،مثال ذلك أن تكون هناك دعوى بين سعيد و کريم حول
عقار فيتدخل هشام طالبا ملكية هذا العقار لنفسه .
-شروط التدخل األصلي الهجومي أو االختصاصي:
-2أن يكون من الغير ممن ال يهمهم التقرير القضائي فال يجوز لمن كان طرفا في الخصومة أو
خلفا ألحد أطرافها التدخل .
-1أن تكون الخصومة قائمة فال يجوز التدخل بعد انتهاء الخصومة .
-1أن يطالب المتدخل بحق ذاتي أو خاص في مواجهة طرفي الدعوى .
-1أن يكون طلب المتدخل مرتبطا بالخصومة القائمة أو بمحل هذه الخصومة.
-آثار التدخل األصلي الهجومي أو االختصاصي:
-2المتدخل تكون له أبدا صفة المدعي ألنه يطالب بحق لنفسه .
-1يجوز للمتدخل أصليا أن يبدي ما يشاء من طلبات ودفوع كأي طرف أصلي في الدعوى وال
يتقيد بما يبدية االطراف .
-1ال يتأثر أصليا برجوع المدعي عن دعواه أو بتسليم المدعي عليه لطلبات المدعي وال تعنيه
21
المصالحة بين المدعي والمدعي عليه خالل متابعته لحقه .
-1المتدخل األصلي يتحمل المصاريف إن حكم عليه شأنه كشأن كل طرف محكوم عليه ويحكم
له بمصاريفه على من يحكم عليه في الدعوى شأن كل محكوم له من األطراف ،وذلك طبقا للقواعد
العامة .
ثانيا :التدخل االنضمامي
تعريفه :ويسمى أيضا بالتدخل التبعي أو التحفظي ،ويقصد به المتدخل المحافظة على حقوقه عن
طريق مساعدة أحد طرفي الخصومة فهو ال يطالب بحق له بل الحكم ألحد الخصمين بما أنه
منضم ألحدهما كأن يتدخل الدائن في دعوى مدنية على الغير بقصد الدفاع عن مدينة حتى ال يخسر
الدعوى فيتأثر الضمان العام المقرر للدائن .
-التمييز بين التدخل الهجومي واالنضمامي
في االنضمامي يبدي المتدخل ما يراه تأييدا للخصم الذي تدخل لجانبه دون أن يطلب حقا لنفسه فإذا
طلب ذلك كان تدخال هجوميا يجري عليه ما يجري على الدعوى من أحكام ومن بينها سقوط الحق في
اقامتها في األحوال التي ينص عليها القانون والعبرة في وصف نوع التدخل هي في الحقيقة تكييفة
القانوني ال بالوصف الذي يسبغ عليه الخصوم .
-آثار التدخل االنضمامي
-2المتدخل انضماميا يتبع الخضم الذي انضم إليه ويأخذ صفة هذا الخصم في الدعوى فإذا كان
منضما للمدعي اعتبر مدعيا والعكس صحيح .
-1ليس للمتدخل انضماميا ابداء طلبات لم يبدها الخصم األصلي الذي انضم لجانبه ألنه ال يطالب
بحق له وإنما له ابداء ما يشاء من الدفوع ووسائل الدفاع .
-1إن تنازل هذا الخصم عن الدعوى أو حكم بعدم قبولها سقط معه التدخل التبعي.
-1يتحمل المتدخل انضماميا مصاريف تدخله أيا كان الحكم الصادر حتى ولو كان لصالح من تدخل من
اجله ألنه ال يجوز تحميل المدعي عليه مصروفات شخص لم ينازعه حقا ما .
الفرع الثاني :التدخل الجبري أو اإلدخال
-تعريف التدخل الجبري:
هو نوع من الطلبات العارضة يترتب عليه اتساع نطاق الخصومة بتكليف شخص خارج عنها الدخول
فيها بناء على طلب أحد الطرفين أو أمر المحكمة .
-أغراض التدخل الجبري:
-2الحكم على الشخص المختصم بطلبات معينة هي نفس الطلبات األصلية أو طلبات أخرى .
-1جعل الحكم الصادر في الدعوى األصلية حجة على المختصم فال يمكنه بعد ذلك أن ينازع في
االحتجاج عليه بذات الحكم .
-1الزام الشخص المتدخل في الدعوى بأن يقدم ورقة تحت يده تكون مجدية في الدعوى .
-صور التدخل الجبري:
1-اإلدخال بناء على طلب من الخصوم:
طلب عارض يقدمه الخصم في مواجهة الغير وقد يؤدي إلى أن يصبح الغير طرفا في الخصومة وهي
حالة لها صورتان :
22
* الزام الغير بتقديم ورقة تحت يده:
فتأذن المحكمة بناء على طلب أحد الخصوم في إدخال الغير
بإلزامه بتقديم محرر تحت يده إذا كان منتجا في الدعوى االصلية ،وفي هذه الحالة يكون المتدخل أقرب
منه للشاهد إلى الخصم و يقتصر دوره على تقديم الدليل وفقا لإلجراءات التي رسمها قانون االثبات .
23
ينبغي عليهم وعلى المحكمة احترامها تحت طائلة بطالن االجراء المخالف للقانون وبالتالي بطالن ما
بني عليه من اجراءات الحقة فكل إخالل شكلي بإجراء من إجراءات الدعوي يعطي للخصم حق التمسك
بتطبيق جزاء هذا األخالل عن طريق استعمال الدفع الشكلي المناسب .
المطلب الثاني :حاالت الدفوع الشكلية
المشرع لم يعتبر الدفوع الشكلية مذكورة في القانون على سبيل الحصر بل اعتبرها متى توفرت فيها
صفات الدفع بصرف النظر عن نص القانون وهو ما جاء في الفصل 11من قانون المسطرة المدنية من
اقرار جواز التمسك بالبطالن واألخالالت الشكلية والمسطرية .
أوال :الدفع بعدم االختصاص
الفصل 23من قانون المسطرة المدنية " يجب على األطراف الدفع بعدم االختصاص النوعي أو
المكاني قبل كل دفع أو دفاع ال يمكن أثارة هذا الدفع في طور االستئناف اال بالنسبة لألحكام الغيابية ،
يجب على من يثير الدفع أن يبين المحكمة التي ترفعاليها القضية وال كان الطلب غير مقبول ،إذا قبل
الدفع رفع الملف إلى المحكمة المختصة التي تكون االحالة عليها بقوة القانون وبدون صوائر ،يمكن
الحكم بعدم االختصاص النوعي تلقائيا من لدن قاضي الدرجة األولى " .
من خالل الفصل 23يتبين أن الدفع بعدم االختصاص يرمي إلى اثبات عدم اختصاص المحكمة
المعروض عليها النزاع سواء كان االختصاص محليا أو نوعيا ،والفرق بينهما في المجال االجرائي أن
الدفع بعدم االختصاص النوعي يمكن للمحكمة أن تثيره وتحكم به تلقائيا ولو لم يشر اليه االطراف ألنه
يتعلق بالنظام العام ثم أن تقديم الدعوى إلى جهة غير مختصة فيه مساس بالوظيفة القضائية التي
للمحكمة والتي يتعين احترامها تحت طائلة عدم القبول ،أما الدفع بعدم االختصاص المكاني فالمتقاضين
هم المؤهلون إلثارة هذا الدفع والمدعي عليه هو الذي يتوفر
على الصفة والمصلحة التي تؤهله الثارة هذا الدفع باعتباره المستفيد األول واألخير من الحكم بعدم
االختصاص يجب عليه حسب الفصل 23أن يحدد المحكمة المختصة تحت طائلة عدم قبول الدفع .
قبل احداث المحاكم المتخصصة كانت مسألة الدفع بعدم االختصاص النوعي نادرا ما تطرح حيث أن
المحاكم العادية لها الوالية العامة ،لكن بعد بعد أحداث هذه المحاكم المتخصصة أصبحت تثار مسألة
االختصاص النوعي فكان تنصيص الفصل 23عليه له مسوغ ،نشير فقط إلى أن مسألة الدفع بعدم
االختصاص قبل كل دفع أو دفاع التي ينص عليها الفصل 23ال يقع البت فيها في أول
جلسة بل لربما بعد سنة أو سنتين من سير القضية فتضيع معها حقوق الناس ،فالباحثون يرون أن ثالثة
أشهر كافية للبت في عدم االختصاص .
ثانيا :الدفع بالبطالن
وهو الدفع ببطالن المقال االفتتاحي للدعوي لعدم وجود مقتضات المواد 12و 11من قانون المسطرة
المدنية التي تقضي بضرورة صياغة المقال متضمنا األسماء الشخصية والعائلية وصفة مهنة وموطن
ومحل اقامة االطراف ثم موضوع الدعوى والوقائع الوسائل المثارة ثم توقيع المقال من طرف المدعي
أو وكيله وغير ذلك من الشروط المنصوص عليها في الفصلين .
ثالثا :الدفع باالحالة أو الضم
الدفع باالحالة هو دفع يقام عندما ترفع دعوى واحدة أمام محكمتين كالهما مختصة بالنظر في النزاع ،
ويشترط أن يكون لهما نفس الموضوع والسبب واألطراف ف 211من قانون المسطرة المدنية ،وأما
الدفع بالضم فيمارس عندما تسجل عدة دعاوی يقوم بينها ارتباط قانوني أمام محكمة واحدة أو محكمتين
فيكون من حسن سير العدالة ضم هذه الدعاوى المرتبطة أمام محكمة واحدة ف221من قانون المسطرة
المدنية .
24
رابعا :الدفع بالتوقف عن البت
وهي توجيه طلب إلى المحكمة لوقف إجراءات الدعوي ريثما يتخذ إجراء ضروري لمواصلتها مثال
ذلك طلب ادخال ضامن أو شخص ثالث في الدعوي والدفع بالتوقف عن البت ريثما تفصل محكمة
أخرى في قضية عارضة يتوقف على البت فيها الحكم في الدعوى ،كالحالة التي يطلب فيها وقف البت
في د عوى القسمة إلى حين الفصل في دعوى الشفعة .
المطلب الثالث :األحكام الخاصة بالدفوع الشكلية
-2يجب اثارة الدفوع الشكلية قبل اثارة الموضوع واال اعتبر صاحب الحق متنازال عنها ،يستثنى من
ذلك الدفوع الشكلية المتعلقة بالنظام العام كالدفع بعدم االختصاص النوعي فال يسقط هذا الحق .
-1يجب أن يراعي مبدي الدفع الشكلي األولوية في ابدائه أذا كان له أكثر من دفع شكلي فالدفع
بعدم االختصاص النوعي والدفع بعدم االختصاص المكاني حسب الفصل 23من قانون المسطرة المدنية
يجب أن يمارسا قبل أي دفع شكلي آخر ،كذلك األمر بالنسبة للدفع باالحالة ف 11من قانون المسطرة
المدنية .
-1الدفع الشكلي ال يتعرض إلى أصل الحق وإنما يثير نزاعا فرعيا وبالتالي في حالة االستجابة
لهذا الدفع و عدم قبول الدعوي ال ينهي النزاع ويبقى من حق المدعي أن يثير النزاع في الموضوع مرة
أخرى أمام المحكمة دون أن يواجه بسبقية الفصل في القضية فقط يجب عليه أن
يحترم المساطر الشكلية التي أخل بها سابقا .
-1األصل أن المحكمة تبت في الدفع الشكلي قبل البحث في الجوهر ،لكن ذلك ال يمنع من النظر
في الدفع في الموضوع بصفة متزامنة مع الدفع الشكلي وتفصل فيهما بحكم واحد تبين في حكمها ما
قضت به لكل منهما .
المبحث الثاني :الدفوع الموضوعية والدفع بعدم القبول
المطلب األول :الدفوع الموضوعية
أوال -تعريف الدفوع الموضوعية:
هي التي توجه إلى الحق موضوع الدعوى بغرض الحكم برفض الدعوى كليا أو جزئيا ،فالدفع
الموضوعي ينازع في نشوء الحق أو بقائه أو مقداره ويرمي إلى رفض طلبات المدعي كليا أو جزئيا .
ويجب أن نميز بين الدفع الموضوعي والدفاع الموضوعي ،فالدفع الموضوعي يقتضي تمسك المدعي
عليه بواقعة مانعة أو منهية للحق بغرض رفع الدعوى أما الدفاع الموضوعي فهو مجرد إنكار الوقائع
المدعاة أو إنكار اثرها القانوني .
مثال الدفع الموضوعي ،الدفع ببطالن العقد ،أو بطالن االلتزام ،أو تزوير العقد المطالب تنفيذه أو أداء
المبلغ المطالب به ،أو نفي المسؤولية المطالب بالتعويض على أساسها أو الدفع بالتقادم أو الدفع
بالصورية أو الدفع بقضاء الدين أو بالوفاء أو بالمقاصة .
ثانيا :أحكام الدفوع الموضوعية
-2يجوز إبداؤها ابتدائية واستئنافيا ،وإبداء دفع موضوعي ال يسقط الحق في النزول عن دفع
موضوعي آخر فيسقط الحق فيه ،كما أن الدفوع الموضوعية تبقى إلى حين قفل المرافعة بل
وحتى بعد قفلها بقرار معلل .
-1الحكم الصادر في الدفع الموضوعي يعتبر حكما فاصال في الموضوع ولذلك فهو يحوز حجية
األمر المقضي به ،وبالتالي ال تقبل الدعوى التي صدر فيها حكم بين نفس الخصوم ونفس
25
الموضوع ونفس السبب برفض الطلب .
-1ال يجب إبداء الدفوع الموضوعية بأولوية معينة كما في الدفوع الشكلية فيجوز للخصم التمسك
في جلسة بدفع موضوعي ثم في جلسة أخرى بدفع موضوعي آخر،
المطلب الثاني :الدفوع بعدم القبول
أوال -تعريف الدفوع بعدم القبول:
هي التي ينازع بها المدعي عليه في أن للمدعي حقا في رفع دعواه أو في توافر الشروط التي يتطلبها
القانون لقبول الدعوى ،وهذا الدفع يكون النعدام المصلحة في الدعوى أو لنقص شرط من شروطها
ويكون ايضا لقوات الميعاد المحدد لرفعها أو المناسبة المحددة لذلك .
وهي وسيلة دفاع ترمي إلى إنكار وجود الدعوى ،فهو يوجه إلى الوسيلة التي يحمي بها صاحب الحق
حقه ،وما إذا كان من الجائز استعمالها أو أن شرط االستعمال غير جائز العدم توفر شرط من الشروط
المتعلقة بذات الدعوي .
ثانيا :الفرق بين الدفوع بعدم القبول والدفوع الشكلية
الفصل 11من قانون المسطرة المدنية اعتبر الدفع بعدم القبول من الدفوع الشكلية وأوجب اثارته قبل
الكالم في الموضوع ،لكن هذا الدفع يتميز عن الدفوع الشكلية األخرى فهو ال يتعلق بإجراءات الدعوي
كما في الدفوع الشكلية وإنما يتعلق بشروط الحق في مباشرتها التي يتطلبها القانون لهذه المباشرة أو
للمواعيد
التي يضعها مثال ذلك الدفع بعدم القبول لرفعها على غير ذي صفة ،لكنهما يلتقيان في أن الحكم بقبولهما
ال ينهي النزاع وال يمنع من إقامة دعوى جديدة متى تم تصحيح الخلل الذي أدى إلى عدم القبول ف 2من
قانون المسطرة المدنية " يثير القاضي تلقائيا انعدام الصفة أو األهلية أو المصلحة أو اإلذن بالتقاضي إذا
كان ضروريا وينذر الطرف بتصحيح المسطرة داخل أجل يحدده ،أذا تم تصحيح المسطرة اعتبرت
الدعوى كأنها أقيمت بصفة صحيحة وإال صرح القاضي بعدم قبول الدعوى "
ثالثا :الدفع بعدم القبول والنظام العام
تقضي المحكمة بعدم قبول الدعوى من تلقاء نفسها في حالة كان يتعلق بالنظام العام كعدم قبول الطلبات
الجديدة أمام محكمة االستيناف وعدم قبول الطعن المرفوع بعد الميعاد ،و حين ال يتعلق الدفع بالنظام
العام ال تقضي المحكمة بعدم قبول الدعوى من تلقاء نفسها كالدفع بعدم قبول الدعوي السابقة الفصل فيها
.
رابعا :الدفع بعدم القبول والرفض
عدم القبول يختلف عن الرفض ،فالرفض يتناول الموضوع ويمنع من إعادة رفع الدعوى بنفس الحق
أما عدم القبول فال يتناول إال الحق في رفع الدعوى وال يمس الحق المرفوع به الدعوي لذلك يجوز
تجديد رفع الدعوى التي حكم بعدم قبولها ما لم تكن تتعلق بالتقادم أو بفوات الميعاد .
28
هي إجراءات نظمها القانون إلثبات صحة المحررات العرفية التي يحصل انكارها لتكون حجة للتمسك
بها في مواجهة المنكر ،فإنكار الخصم للورقة العرفية يعتبر إيذانا ببداية مسطرة تحقيق الخطوط الفرعية
.
6-مسطرة الزور الفرعي:
الزور أو التزوير هو تغيير الحقيقة في محرر بإحدى الطرق التي بينها القانون تغييرا من شأنه أن
يسبب ضررا للغير ،وهو إما أن يكون موضوعا الدعوى عمومية تثار أمام المحاكم الزجرية لعقاب
المزورين وإما أن يكون موضوعا الدعوى مدنية لهدف اثبات تزوير المحرر العرفي أو الرسمي
وبالتالي هدم حجيته في االثبات ويتم ذلك من خالل مسطرة الزور الفرعي .
الفقرة الثانية :االجراءات المسطرية
هذه اإلجراءات ليس الهدف منها التحقق من ثبوت الدعوي أو ما يدعيه الخصم كما هو األمر في
إجراءات التحقيق العادية وانما سميت بذلك كونها منجزة قانونا لفائدة التحقيق ومتحركة خالل مرحلة
التحقيق وهي تضم نوعين :
1-إجراءات التحقيق في الدعوى:
فبواسطتها يتم تقديم المستندات الكتابية بجميع اشكالها كالمذكرات والعقود وغيرها ،مع تحديد شكليات
إيداعها واالطالع عليها وتبليغها .
2-إجراءات تسيير المسطرة:
فهي ال تستهدف االثبات أو التحقيق في الدعوي بل هي اجراءات يتم بواسطتها تحديد للمراحل
والشكليات المتبعة لتحضير القضية والشكليات المتبعة لتحضير القضية وتجهيزها قبل البت فيها ،من
أمثلة ذلك إحالة ملف القضية على المقرر وتعيين المقرر ألول جلسة علنية وإرجاع القضية إلى المقرر .
الفقرة الثالثة :الحكم في الدعوى
الحكم القضائي هو القرار الصادر من محكمة مشكلة تشكيال صحيحا و مختصة في خصومة رفعت
إليها وفق قواعد المرافعات سواء كان صادرا في موضوع الخصومة أو في شق منه أو في مسألة
متفرعة عنه ،فبعد اصدار األمر بالتخلي وتعيين الجلسة العلنية تدرج المحكمة القضية في المداولة لتبدأ
إجراءات إصدار الحكم وقطع النزاع .
29