You are on page 1of 99

‫ُ‬

‫مفكرة رمضانية‬
‫رمضان ‪2024‬م‬

‫تصميم‪ :‬مديحة عليان‬

‫"ف رمضان أعد ترتيب نفسك‪،‬‬ ‫ي‬


‫ر‬ ‫ر‬ ‫ُ‬
‫لملم بقاياك المبعثة‪ ،‬اقثب من‬
‫أحالمك البعيدة‪ ،‬اكتشف مواطن‬
‫الت بداخلك‪ ،‬واهزم نفسك‬ ‫ر ر‬
‫الخث ي‬
‫األمارة بالسوء‪".‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫ُ‬
‫مفكرة رمضانية‬
‫تأليف وتصميم‪ :‬مديحة عليان‬

‫‪@madeha_alyan‬‬

‫حان وقت الخطة الرمضانية‬


‫‪2024‬م ‪1445 ،‬ه‬

‫‪2‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بعض آرائكم في المفكرة الرمضانية‪:‬‬
‫كثيرا‪ ،‬وقمت بطباعة نسخ كثيرة لطالباتي ألحثهم على‬
‫ً‬ ‫‪ -‬كانت هذه المفكرة أجمل ما حصلت عليه في رمضان‪ ،‬لقد انتفعت بها‬
‫خيرا أستاذة مديحة‪.‬‬
‫جزاك هللا ً‬
‫ِ‬ ‫تنظيم أوقاتهم بهذه الطريقة الرائعة‪،‬‬
‫‪ -‬مروة‪ُ ،‬معلمة قرآن‪ .‬مصر‪.‬‬

‫‪ -‬مفكرة رمضانية لطيفة جدًا جدًا‪ ،‬رأيتها وأعجبتني فاقتنيتها وطبعتها على الفور‪ ،‬إلى من تبحث عن برنامج ُمعين يُساعدها‬
‫على قضاء رمضان بطريقة مميزة‪ ،‬إلى من تُريد أن تغتنم كل لحظة من رمضان‪ ،‬إلى من تريد أن تغير من حالها للحال‬
‫إليك بعض الخطوات ست جدينها مرتبة بالتفصيل‪ ،‬وما قبل الخطوات أشياء يجب أن تفكري بها ومهمات‬ ‫األفضل بإذن هللا‪ِ ..‬‬
‫عليك ترتيبها‪ ،‬ثم سم باسم هللا وابدأي على بركة هللا‪ ،‬أتمنى أن تقرري اقتنائها ولو على الهاتف‪ ،‬وأن تلتزمي بما فيها‪.‬‬
‫ِ‬
‫‪ -‬فائزة تربهجي‪ ،‬حلب‪.‬‬

‫‪ -‬خير ما حصلت عليه في رمضاني هو هذه المفكرة‪ ،‬فهي خير عظيم‪ ،‬كنت أبحث عن شيء كهذا فوجدت طلبي بأفضل ِمما‬
‫خيرا‬
‫فجزاك هللا ً‬
‫ِ‬ ‫أتمناه‪ ،‬وبما أن الدال على الخير كفاعله‪ ،‬فقد قمت بطباعة هذا العمل العظيم وتوزيعه لصديقاتي لينتفعوا بها‪،‬‬
‫ُمعلمتنا ونفع هللا هذه األمة بما تُبدعين‪.‬‬
‫‪ -‬آية‪ ،‬اليمن‪.‬‬
‫‪ -‬ستنتفع من هذه المفكرة بالعديد من األشياء كما وأنك ستكتسب عادات دينية وإيجابية ستجعل روحك تحلق في السماء‪ ،‬استمتعت‬
‫بقضاء أيامي الرمضانية مع هذه المفكرة وبقلم وأفكار المبدعة مديحة عليان‪ ،‬ال شك أن هذا العمل مميز ونادر‪ ،‬جعل هللا ذلك‬
‫وزادك علما ً وفضلً‪.‬‬
‫ِ‬ ‫حسناتك‬
‫ِ‬ ‫في ميزان‬
‫‪ -‬م‪.‬هبة هللا‪ ،‬العراق‪.‬‬

‫‪ -‬المفكرة الرمضانية القت قبول كبير اللهم بارك‪ ،‬فقد وجدتها بالكثير من المكتبات في مصر‪ ،‬رأينا فيها الخطط المنسقة بشكل‬
‫يجازيك خير الجزاء‪.‬‬
‫ِ‬ ‫رائع‪ ،‬األهداف اليومية المسلية والممتعة والتي تقربنا من هللا أكثر‪ ،‬ربنا‬

‫‪ -‬سمرعلي‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪ -‬هذه المفكرة مفيدة جدًا خاصة لمن ال يعرفون كيف ينظمون أوقاتهم‪ ،‬تحمسنا أكثر لكل يوم‪ ،‬ابداع ال حدود له‪ ،‬حتى أنني‬
‫أحضرت نسخ لطلبي لتحفيزهم على رمضان واألعمال الصالحة‪ ،‬فجزا هللا خيراً كاتبتنا المبدعة دائما ً مديحة الرائعة‪.‬‬

‫‪ -‬زينة حمادي‪ ،‬حلب‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫كثيرا‬
‫ً‬ ‫سعدت بها‬‫‪ -‬في معهدنا لتحفيظ القرآن قمنا بطباعة المفكرة الرمضانية والتزمنا بها‪ ،‬عندما وصلتني وأخذتها من المعلمة ُ‬
‫وزادك من‬
‫ِ‬ ‫خيرا‬
‫جزاك هللا ً‬
‫ِ‬ ‫لك فيه؟‬
‫كثيرا‪ ،‬تخيّلي هذا األجر الذي رزقك هللا إياه وبارك ِ‬
‫ً‬ ‫وتشوقت لرمضان ألبدأ بها‪ ،‬أحببتها‬
‫فضله‪.‬‬

‫‪ -‬طالبة قرآن‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫خطاء‪ ،‬فالك ّل لديه ذنوب‪ ،‬وشهر رمضان هو طوق النجاة‪ ،‬ثلثون غيثا ً لصحراء قلبك‪ ،‬لذلك أنصحك وأنصح‬ ‫‪ -‬ك ّل ابن آدم ّ‬
‫نفسي بالمفكرة الرمضانية‪ ،‬صدّقني سيكون رمضانك مختلفا ً هذا العام‪ ،‬بل أجمل رمضان! ستتلذذ بها وستغيّر حياتك‪ ،‬فل‬
‫تفوت الفرصة إلصلحك‪ ،‬كلّنا نتلهف لقدوم رمضان‪ ،‬ولكن بدون خطة واضحة لن نحقق ك ّل ما نتمناه في هذا الشهر الفضيل‪،‬‬‫ّ‬
‫هذه المفكرة هي أجمل فكرة لترتيب جميع مهامك اليومية إلى جانب العبادات وتعلّم شيء مفيد ك ّل يوم‪ ،‬سيكون رمضانك‬
‫مختلف وأجمل وستتلذذ به أكثر‪.‬‬

‫‪ -‬سلم النعيمي‪ ،‬حمص‪.‬‬

‫‪ -‬المفكرة الرمضانية ساعدتني باكتساب أجمل عادة إيجابية‪ ،‬أال وهي قيام الليل‪ ،‬فقد كان تحديا ً لي‪ ،‬كلما فتحت الصفحة ووجدت‬
‫هذا الهدف أجد نفسي أجاهد ألحقق هدف اليوم وأقوم الليل‪ ،‬باإلضافة لباقي األهداف النافعة الماتعة التي جعلت رمضاني هذا‬
‫ونصائحك‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وأفكارك‬
‫ِ‬ ‫معك ومع مفكرت ِك‬
‫ِ‬ ‫العام مختلف‪،‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬مروة دواليبي‪ ،‬دمشق‪.‬‬

‫‪ -‬لمن يرغب بتنظيم أوقاته جيداً وقضاء لحظات ممتعة دون ملل وبتحفيز يومي‪ ،‬فأنصحكم بهذه المفكرة الرائعة‪ ،‬لم أجد أي‬
‫مفكرة رمضانية مثلها‪ ،‬كنت متحمسة جداً لكل يوم ألبدأ بترتيب أهدافي الجديدة‪ ،‬وأكتب أهداف تقربني من هللا أكثر‪ ،‬أحببت‬
‫كثيراً فكرة طلب اليوم‪ ،‬وكنت أنفذ معظم الطلبات وأُسعد كثيراً بتحقيقها‪.‬‬
‫‪ -‬زينة شرف‪ ،‬السودان‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫خالل هذه الثالثين يو ًما‪ ،‬ستضع لنفسك أهدافًا لتُحققها بعون هللا‪ ،‬ووضعت لك أهدافًا فحاول إنجازها‪ ،‬لكل‬
‫يوم حكمة فاقرأها بقلبك‪ ،‬تلك الحكم ٌمقتبسة‪ ،‬وفي كل يوم حديث بسيط عليك حفظه جيدًا وتدبره‪..‬‬
‫ُهناك بعض الطلبات البسيطة التي تستطيع فعلها‪ ،‬المهم أن تواظب على قراءة صفحة من هذه ال ُمفكرة‬
‫يوميًا‪..‬‬
‫غير قلبك‪ ،‬جاهد ليكون قلبًا سلي ًما‪ ،‬عش رمضانك بتلك العبادات التي تُقربك من هللا أكثر‪ ،‬عود نفسك على‬
‫قراءة جزء قرآني بشكل يومي‪ ،‬كي تواظب عليه بعد رمضان‪ ،‬فال تكن ممن يتعبد في رمضان فقط! ويقرأ‬
‫في رمضان فقط! بل اجعل كل شهورك رمضان!‬
‫وجاهد حتى تقرأ جزئين وثالثة يوميًا‪ ،‬بإذن هللا أنت تستطيع‪ ،‬فغيرك استطاع ذلك‪..‬‬
‫ال تدع رمضان يرحل وأنت لم تتغير‪ ،‬كل يوم في رمضان هو خير أيامك‪ ،‬كل دقيقة منه عليك استغاللها‬
‫أفضل استغالل‪ ،‬اجعل رمضان هذه السنة استثنائيًا ومليء باإلنجازات وأن ترتقي بذاتك وتقترب من هللا‬
‫أكثر‪ ،‬أخلص نيتك هلل وابدأ شهر الخير‪..‬‬
‫هل تضمن أنك ستعيش لرمضان القادم؟ نحن ال نضمن أن نعيش رمضان هذا بكل أيامه‪ ،‬فمن فضل هللا‬
‫مرا جديدًا وأيا ًما ثمينة لنستغلها قبل الرحيل الذي البُد منه‪..‬‬
‫ع ً‬‫علينا أن رزقنا ُ‬
‫مديحة عليان‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫جدول لختم القرآن خالل شهر رمضان‬

‫ثالث مرات‬ ‫مرتني‬ ‫مرة واحدة‬ ‫عدد مرات الختمة‬

‫‪ 12‬صفحة‬ ‫‪ 8‬صفحات‬ ‫‪ 4‬صفحات‬ ‫الصبح‬

‫‪ 12‬صفحة‬ ‫‪ 8‬صفحات‬ ‫‪ 4‬صفحات‬ ‫الظهر‬

‫‪ 12‬صفحة‬ ‫‪ 8‬صفحات‬ ‫‪ 4‬صفحات‬ ‫العرص‬

‫‪ 12‬صفحة‬ ‫‪ 8‬صفحات‬ ‫‪ 4‬صفحات‬ ‫المغرب‬

‫‪ 12‬صفحة‬ ‫‪ 8‬صفحات‬ ‫‪ 4‬صفحات‬ ‫العشاء‬

‫فالحظوظ تأتيك إن كتبها هللا لك‪ ،‬بينما القرآن ال يأتيك إال إذا أتيته وال‬
‫ُ‬ ‫قدّم القرآن على كل شيء حتى على ّ‬
‫حظ نفسك من الدنيا‪،‬‬
‫صحبته ‪.‬‬ ‫يُعطيك إال إذا أعطيته ّ‬
‫أعز أوقاتك‪ ،‬فأح ِسن ُ‬

‫افتح الصفحة (‪ )93‬واقرأ وصايا للنتظام في ورد القرآن الكريم‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫كتبي الرمضانية‬

‫ضع عناوين الكتب ادلينية اليت تود قراءهتا خالل هذا الشهر‪.‬‬

‫هل انهيته؟‬ ‫عدد صفحاته‬ ‫عنوان الكتاب‬

‫ّ‬ ‫مهما كنت تعتقد أنك مشغول‪ ،‬ال ّبد أن تجد ً‬


‫كونفوشيوس‪.‬‬ ‫وقتا للقراءة وإال سلم نفسك للجهل الذي قضيت به عىل نفسك‪.‬‬

‫َ َّ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ ُ َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫أصل ُك ِّل َخ ْ‬ ‫ُ َْ‬ ‫ََْ َ‬


‫السلف"‬ ‫وليكن ُجلساؤك الك ُتب‪ ،‬والنظ ُر يف ِس ْ ِي‬ ‫واحذر ِمن َج ِليس ُّ‬
‫السوء‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫‪،‬‬‫ي‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫فه‬ ‫ة‬
‫ِ ِي‬ ‫ل‬
‫ز‬ ‫الع‬ ‫ب‬
‫"علي ِ‬
‫ك‬
‫ابن الجوزي رحمه هللا‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫أهداف شهر رمضان‪:‬‬
‫سأكتب لك بعض األهداف التي تستطيع إنجازها بإذن هللا خلل هذا الشهر الفضيل‪ ،‬ثم اكمل أهدافك الشخصية التي‬
‫ترغب بتحقيقها‪.‬‬

‫‪ .1‬ختم القرآن الكريم ( ) مرات‪ " .‬وتذكر‪ ،‬أن تختم بتدبر فهذا أهم من العدد‪".‬‬
‫‪ .2‬حفظ سورة ‪" ...........‬اختر سورة ترغب بحفظها خلل هذا الشهر"‬
‫‪ .3‬حفظ ‪ 30‬حديث نبوي‪ " .‬بحيث تحفظ كل يوم حديث"‬
‫‪ .4‬المواظبة على قيام الليل‪.‬‬
‫‪ .5‬المواظبة على صلة التراويح‪.‬‬
‫‪ .6‬قراءة كتب دينية‪.‬‬
‫‪ُ .7‬متابعة برنامج ديني‪.‬‬
‫‪ .8‬االبتعاد عن الهاتف‪ ،‬وعدم إضاعة الوقت‪.‬‬
‫‪ .9‬ضبط اللسان واالبتعاد عن كل شخص ُمغتاب ونمام‪.‬‬
‫‪ .10‬تغيير عادة سلبية‪.‬‬
‫‪ .11‬اكتساب عادة إيجابية‪.‬‬
‫‪ .12‬المواظبة على األذكار بعد الصلوات‪.‬‬
‫‪ .13‬المواظبة على صلة الضحى والوتر‪.‬‬
‫‪ .14‬الصدقة‪" ،‬وإن لم تستطع فيُمكنك وضع إناء فيه ماء على السطح أو قُرب النافذة‪ ،‬وتنويه صدقة لكل طير"‪.‬‬
‫‪........................................ .15‬‬
‫‪........................................ .16‬‬
‫‪........................................ .17‬‬
‫‪........................................ .18‬‬
‫‪........................................ .19‬‬
‫‪........................................ .20‬‬
‫‪........................................ .21‬‬

‫‪8‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫بدأت العرش األوائل‬

‫بالطاعة؛ أُعينَ على ما فيه منها‪ ،‬ومن قَ َّد َم‬


‫َّ‬ ‫من استع َّد لرمضانَ‬
‫والمحرمات؛ فإنَّه يضع على‬ ‫َّ‬ ‫ي رمضانَ أنواع المعاصي‬ ‫بين يد ْ‬
‫الطاعات في رمضانَ ‪.‬‬ ‫أثقاال تحو ُل بينه وبين َّ‬
‫ً‬ ‫قلبه وروحه‬
‫الشيخ صالح العصيمي‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.......‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬
‫كم أمنية تحملها في هذه اللحظة؟‬ ‫ِحكمة اليوم‪:‬‬
‫مهما بلغت من العظمة‪ ،‬ومهما حالت دونها الظروف‪ ،‬ومهما بدت لعينك مستحيلة‪ّ ،‬‬
‫إن مشيئة هللا كافية اذا أراد لها أن تكون‪ ،‬فأدع‬
‫‪.‬‬ ‫هللا وارتقب إجابته (إن هللا على كل شيءٍ قدير)‬

‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬ ‫‪Ok‬‬

‫‪ -‬كثرة االستغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Stories of the prophets‬‬ ‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬ ‫‪Ok‬‬
‫‪ -‬أذكار بعد الصلوات‪.‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫‪ -‬أذكار الصباح‪.‬‬ ‫‪Ok‬‬
‫الصفحة ( ‪ ) 1‬حتى‬ ‫‪ -‬أذكار المساء‪.‬‬
‫الصفحة ( ‪.) 8‬‬

‫أكي من االستغفار‪ ،‬اجعل لك ً‬


‫وردا ً‬
‫يوميا‪ ،‬األذكار‬ ‫ر‬
‫عدم إضاعة الوقت عىل الهاتف‪.‬‬
‫عي لذلك استغفر ْ ً‬
‫كثيا‬ ‫ليست محصورة بعدد ُم ْ‬
‫ُ‬
‫عي‪ ،‬اقرأ عن فضل‬ ‫دون أن تلزم نفسك بعدد ُم ْ‬
‫يوم منه‪.‬‬
‫االستغفار وواظب عىل ِورد ي‬

‫‪10‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫سلم على الدُنيا وما فيها‪.‬‬


‫الل ُهم ال َجنة و ّ‬ ‫رواه البخاري‪.‬‬ ‫أبواب الجنَّة"‬
‫ُ‬ ‫قال رسول هللا ﷺ‪ِ " :‬إذا دخ َل رمضا ُن فُ ِتّحت‬
‫شرح الحديث األول‪:‬‬
‫ي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬المسلمينَ في هذا الحديث أنه عند حلول شهر رمضان المبارك تُفت ُح أبواب الجنة‪ ،‬وتغلق‬ ‫يخبر النب ُّ‬
‫ُ‬
‫أبواب النار‪ ،‬وتقيد الشياطين وتُحبس‪ ،‬وهذا تعظي ٌم لشهر رمضان‪ ،‬وفض ٌل ورحمةٌ من هللا ‪-‬عز وجل‪ -‬لعباده‪ ،‬ليتوجهوا إلى‬
‫ضانَ‬
‫ش ْه ُر َر َم َ‬
‫الطاعات والعبادات‪ ،‬ويُخلصوا له النية‪ ،‬ويقبلوا عليه ‪-‬عز وجل‪ -‬في هذا الشهر المبارك‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪َ ﴿ :-‬‬
‫ان) ففض ُل شهر رمضان عظي ٌم عند هللا ‪-‬تعالى‪-‬؛ ففيه أُنزل‬ ‫ت ِ ّمنَ ْال ُه َد ٰى َو ْالفُ ْرقَ ِ‬ ‫آن هُدًى ِلّلنَّ ِ‬
‫اس َوبَيِّنَا ٍ‬ ‫الَّذِي أ ُ ِ‬
‫نز َل فِي ِه ْالقُ ْر ُ‬
‫القرآن‪ ،‬وفيه عبادة ٌ عظيمةٌ هي أشبهُ بعبادة الملئكة؛ وهي الصوم عن الطعام والشراب وسائر الشهوات‪ ،‬وفيه تفتح أبواب‬
‫ت وهي صيغة مبالغة؛ أي أن كل باب من أبواب‬ ‫الرحمات‪ .‬ولم يقل الرسو ُل ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬فُ ِتحت‪ ،‬وإنما قال فُ ِتّ َح ْ‬
‫الجنة يُفتح على مصراعيه‪ ،‬ومقدار مصراع الباب الواحد في الجنة ما بين المشرق والمغرب وذلك من فضل هللا ورحمته‬
‫ومنته‪ ،‬وتُفتح أبواب الجنة للصائمين على آخرها‪ ،‬ترغيبا ً للطائعين‪ ،‬والعابدين‪ ،‬والتائبين‪ ،‬والمقبلين على هللا ‪-‬عز وجل‪،-‬‬
‫والتالين لكتابه‪ ،‬وغيرهم ممن عمل الصالحات والطاعات بمختلف أنواعها‪ ،‬وتُغلق أبواب النيران إغلقا ً تاماً‪ ،‬ليُقبل الغافلون‬
‫حق اإلقبال على هللا‪ ،‬وليعلموا بأن رحمة هللا واسعة وأن باب التوبة مفتوح‪ .‬وأما الشياطين فإنها تُقيد وتُربط بالسلسل في‬ ‫َّ‬
‫رمضان فل تستطيع الوصول إلى المؤمنين لتوسوس لهم كما كانت توسوس قبل رمضان‪ ،‬وقد يجد البعض صعوبة في‬
‫فهم كيف أن بعض الناس يفعلون المعاصي في هذا الشهر والشياطين مسلسلة؟‪ ،‬والجواب على ذلك يكمن في شرح معنى‬
‫التقييد الوارد في الحديث‪ ،‬فقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن المقصود بذلك ليس كل الشياطين بل مسترقو السمع فقط‪ ،‬وهم‬
‫اردٍ)‪،‬وذهب البعض اآلخر من العلماء إلى أن‬ ‫ان َّم ِ‬
‫ط ٍ‬‫ش ْي َ‬ ‫ظا ِ ّمن ُك ِّل َ‬‫(و ِح ْف ً‬
‫الذين تحدث عنهم القرآن الكريم في قوله ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬
‫المقصود بتقييد الشياطين هم المردة منهم واألشد عدوانا ً للمؤمنين فقط وليس جميعهم‪ .‬وإن الشياطين أيضا ً ت ُ ُ‬
‫حبس عن‬
‫الصائمين ال ُمخلصين في صيامهم وقيامهم وطاعاتهم فقط‪ ،‬واإلخلص في الصوم هو المحافظة على شروطه وأركانه‪،‬‬
‫ومراعاة آدابه‪ ،‬من القيام بالفرائض واالبتعاد عن المحرمات والمعاصي‪ ،‬أما من لم يحافظ على صيامه ويخلص فيه وكان‬
‫ظ من شرورهم‪ ،‬فاألمر يعتمد‬ ‫امتناع عن األكل والشرب فقط‪ ،‬فهذا ال يُمنع عنه كيد الشياطين وال يُحف ُ‬ ‫ٍ‬ ‫صيامه عبارةً عن‬
‫على كمال الصوم ونقصه‪ ،‬فمن كان صومه كاملً دُفع عنه الشيطان‪ ،‬وفاز بفضل هذا الشهر العظيم‪ ،‬ومن كان صومه‬
‫ناقصاً‪ ،‬لم يسلم من شر الشيطان ومكره‪ ،‬وخاب وخسر في هذا الشهر العظيم‪ ،‬كما أنه ال يلزم من حبس الشياطين عدم‬
‫ً‪1‬‬
‫نفوس خبيثة‪ ،‬وشياطين إنسية تعتبر من أسباب وقوع الشر أيضا‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫وقوع الشر‪ ،‬فهناك‬

‫‪ 1‬الموسوعة الحديثية‪" ،‬شروح األحاديث"‬

‫‪11‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.......‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬

‫ِحكمة اليوم‪ِ :‬من الرفق بنفسك أن ترسم الحدود‪ ،‬وتضع المسافات‪ ،‬وال تثق كل الثقة‪ ،‬تتعايش مع فكرة أن ال با ٍ‬
‫ق سوى هللا‬
‫وحده‪ ،‬وللناس اختلفات وتقلّبات‪ ،‬وأن يكون أُنسك مع هللا وتعلّقك به‪ ،‬وأن تجعل ال ِسّعة َمنهجك وطريقك‪ ،‬والتقبّل فكرتك‪ ،‬فل‬
‫تهلك نفسك بالضيق وعند هللا ال ُمتسع وعند هللا األُنس والجبر‪.‬‬

‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬
‫‪ -‬استغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬
‫‪ -‬أذكار بعد الصلوات‪.‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫‪ -‬أذكار الصباح‪.‬‬
‫الصفحة ( ) حتى‬ ‫‪ -‬أذكار المساء‪.‬‬
‫الصفحة ( )‪.‬‬

‫ابحث عن سنة مهجورة وطبقها‪ ،‬ثم شاركها لمن‬


‫حولك وحثهم عليها‪ ،‬اذهب للصفحة (‪ )89‬ستجد‬
‫بعض السي المهجورة ر‬
‫اخي منها‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫ص علَى ما‬ ‫يف‪ ،‬وفي ُك ٍّل َخي ٌْر‪ .‬احْ ِر ْ‬ ‫ض ِع ِ‬ ‫ي َخي ٌْر َوأَ َحبُّ إلى هللاِ ِمنَ ال ُمؤْ ِم ِن ال َّ‬‫قال صلى هللا عليه وسلم‪ْ :‬ال ُمؤْ ِم ُن القَ ِو ُّ‬
‫صابَكَ شَي ٌء‪ ،‬فل تَقُ ْل‪ :‬لو أَ ِنّي فَعَ ْلتُ كانَ َكذَا َو َكذَا‪َ ،‬ولَ ِك ْن قُ ْل‪ :‬قَ َد ُر هللاِ َوما شَا َء‬ ‫وإن أَ َ‬ ‫باَّلل َو َال تَ ْع ِج ْز‪ْ ،‬‬
‫يَ ْنفَعُكَ ‪َ ،‬وا ْستَ ِع ْن َّ ِ‬
‫ان‪ .‬صحيح مسلم‪.‬‬ ‫ط ِ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫فإن (لو) تَ ْفتَ ُح َ‬
‫ع َم َل ال َّ‬ ‫فَ َعلَ؛ َّ‬
‫شرح الحديث الثاني‪:‬‬
‫حولُه إلى‬ ‫والقوةَ‪ ،‬وت ُ ّ ِ‬ ‫َّ‬ ‫شجاعةَ‬ ‫ُث في المس ِْلم األ َم َل وال َّ‬ ‫ووصايا جامعةٍ‪ ،‬تَب ُّ‬ ‫ي صلَّى هللاُ عليه وسلَّ َم بت َ‬
‫َعاليم نافعةٍ‪َ ،‬‬ ‫جاء النَّب ُّ‬
‫عطا ًء وإحسانًا‪.‬‬ ‫َيرا و َ‬ ‫مَل ُ الدُّنيا خ ً‬ ‫نافع و ُمفي ٍد يَ َ‬ ‫فَر ٍد ٍ‬
‫قوةَ الب َد ِن‪،‬‬‫ي» يعني في إيمانِه‪ ،‬وليْس المرا ُد بها َّ‬ ‫أن «المؤمنَ القو َّ‬ ‫هللا عليه وسلَّ َم َّ‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫ث يُب ِيّ ُن النَّب ُّ‬ ‫وفي هذا الحدي ِ‬
‫خير» أي‪ :‬في ك ٍّل‬ ‫«وفي ُك ٍّل ٌ‬ ‫عف‪َ ،‬‬ ‫ض ٌ‬ ‫َّعيف» وهو الَّذي في إيمانِه َ‬ ‫ؤمن الض ِ‬ ‫عز وج َّل منَ ال ُم ِ‬ ‫َير وأَحبُّ ِإلى هللاِ َّ‬ ‫«خ ٌ‬
‫َحتمل ُوجو ًها عديدةً؛ فمنها القُ َّوة في‬ ‫اإليمان‪ ،‬والقُ َّوة ُ المحمودة ُ ت ِ‬ ‫ِ‬ ‫َير؛ الشترا ِكهما في‬ ‫َّعيف خ ٌ‬ ‫ي ِ والض ِ‬ ‫واح ٍد ِمن القو ّ‬
‫فس؛ فيكو ُن‬ ‫عزيم ِة النَّ ِ‬ ‫القوة ُ في َ‬ ‫ومنها َّ‬ ‫صيا ًما وجهادًا وح ًّجا‪ِ .‬‬ ‫وأكثر ِ‬
‫َ‬ ‫مل‪ ،‬وأطو َل قيا ًما‪،‬‬ ‫ع ً‬ ‫أكثر َ‬‫الطاع ِة؛ فيكو ُن المؤم ُن َ‬ ‫َّ‬
‫ِّ‬
‫والمشاق في‬ ‫العدو واحتما ِل المكرو ِه‬ ‫ِّ‬ ‫إيذاء‬
‫ِ‬ ‫بر على‬ ‫تغيير المن َك ِر وال َّ‬
‫ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫الجهاد وأش َّد عزيمةً في‬ ‫دو في ِ‬ ‫أق َد َم على ال َع ّ ِ‬
‫والحرص على ج ْم ِع شَيءٍ‬ ‫ب الدُّنيا‪ِ ،‬‬ ‫يل إلى طلَ ِ‬ ‫الخير وأق َّل َم ً‬
‫ِ‬ ‫أكثر نَفقةً في‬ ‫القوة ُ بالما ِل وال ِغنَى؛ فيكو ُن َ‬ ‫ت هللاِ‪ .‬ومنها َّ‬ ‫ذا ِ‬
‫خير هو الَّذي َيكو ُن‬ ‫َّعف الَّذي فيه ٌ‬ ‫وغير ذلك ِمن ُوجو ِه القُ َّو ِة‪ ،‬وإنَّما يُذَ ُّم منها الَّتي تأتي بالتَّكب ُِّر والتَّجب ُِّر‪ ،‬والض ُ‬ ‫ِ‬ ‫فيها‪،‬‬
‫عز وج َّل‪.‬‬ ‫بحق هللاِ َّ‬
‫ِّ‬ ‫القيام‬
‫ِ‬ ‫ف العزيم ِة في‬ ‫عز وج َّل‪ ،‬ويُذَ ُّم ِم ْنهُ َ‬
‫ض ْع ُ‬ ‫سار هللِ َّ‬ ‫ب واال ْن ِك ِ‬ ‫ين الجان ِ‬ ‫ِمن ِل ِ‬
‫ب‪ ،‬ومع األخ ِذ‬ ‫ص على ما يَنفَعُكَ » يعني‪ :‬باألخ ِذ باألسبا ِ‬ ‫ْلم بقو ِله‪« :‬احْ ِر ْ‬ ‫ي صلَّى هللاُ عليه وسلَّ َم المس َ‬ ‫ويُوصي النَّب ُّ‬
‫ألن اإلنسانَ‬ ‫سبحانه وتَعالَى؛ ولهذا قال ب ْع َد ذلك‪« :‬واستَ ِع ْن باهللِ»؛ َّ‬ ‫هللا ُ‬‫ب‪ ،‬وهو ُ‬ ‫ب األسبا ِ‬ ‫اعتم ْد على ُمسبِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬
‫باألسبا ِ‬
‫ب ال يَ ْكفي‪،‬‬ ‫جر ُد األخ ِذ باألسبا ِ‬ ‫ص َل ما يُريدُه‪ ،‬ف ُم َّ‬ ‫فلن يَح ُ‬ ‫ع ْو ٌن وتَوفي ٌق ِمن هللاِ تَعالَى‪ْ ،‬‬ ‫ص ْل له َ‬ ‫ب ولم يَح ُ‬ ‫إذا أ َخذَ باألسبا ِ‬
‫يء؛ فإنَّه ال َح ْو َل وال قُ َّوةَ َّإال باهللِ‪ ،‬والمرا ُد‬ ‫ش ِ‬ ‫ج إلى شَيءٍ َورا َءه‪ ،‬وهو تَوفي ُق هللاِ وإعانتُه على ُحصو ِل ذلك ال َّ‬ ‫بل يُحتا ُ‬ ‫ْ‬
‫صالح ِة ونَح ِو ذلك‪.‬‬ ‫ت واألعما ِل ال َّ‬ ‫واآلخر ِة ِمن ال ِعبادا ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإلنسان ب َخي َْري ِ الدُّنيا‬
‫ِ‬ ‫باألعما ِل النَّافع ِة‪ :‬ما َيعو ُد على‬
‫شاط‪ ،‬وهو التَّثاقُ ُل ع َّما ال يَ ْنبَغي‬ ‫ض ُّد النَّ ِ‬ ‫سلُ‪ ،‬وهو ِ‬ ‫جز‪ ،‬والمرا ُد به هنا‪ :‬الك َ‬ ‫ي صلَّى هللاُ عليه وسلَّ َم عن العَ ِ‬ ‫ث َّم يَنهى النَّب ُّ‬
‫هللا عليه وسلَّ َم‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫َير مع ُوجو ِد القُدرةِ عليه؛ ولذلك كان النَّب ُّ‬ ‫ث النَّ ْف ِس للخ ِ‬ ‫التَّثاقُ ُل عنه‪ ،‬ويَكو ُن ذلك ل َع َد ِم ا ْنبعا ِ‬
‫َيستعيذُ باهللِ منه‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫«لو أ ّنِي فَ َع ْلتُ كان كذا‬ ‫ع ِمل بتلك الوصيَّ ِة وقام بها على َوجْ ِهها األك َم ِل‪ ،‬ث َّم أصا َب ْتهُ ب ْع َد ذلك ُمصيبةٌ‪ ،‬فل َيقُ ْل‪ْ :‬‬ ‫ف َم ْن َ‬
‫هللا»‪ ،‬أي‪َ :‬وقَ َع ذلكَ ب ُمقتَضى‬ ‫َير‪« :‬قَدَّر ُ‬ ‫ولكن َيقو ُل ُمستَ ْس ِل ًما وراضيًا‪ ،‬و ُمؤ ِ ّم ًل الخ َ‬ ‫ْ‬ ‫سديدٍ‪،‬‬
‫غير َ‬ ‫فإن هذا القو َل ُ‬ ‫وكذا»؛ َّ‬
‫كمه‪.‬‬
‫ب ل ُح ِ‬ ‫ق قَ َد ِره‪« ،‬وما شا َء فَعَلَ»؛ فإنَّه فعَّا ٌل ِلما يُريدُ‪ ،‬وال را َّد لقَضائِه‪ ،‬وال ُمع ِقّ َ‬ ‫قَضائِه وعلى َو ْف ِ‬
‫ع َم َل‬ ‫وض ِع‪ ،‬نَبَّهَ على أنَّها «تَفتَ ُح َ‬ ‫رط «لَ ْو» في ِمث ِل هذا ال َم ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫هللا عليه وسلَّ َم عن قَو ِل كلم ِة ال َّ‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫أن نَهى النَّب ُّ‬ ‫وب ْع َد ْ‬
‫كأن‬‫س َر ِمن ُوقو ِعه‪ْ ،‬‬ ‫االعتراض على القَ َد ِر‪ ،‬والتَّح ُّ‬‫َ‬ ‫ف على ما فاتَ ؛ َّ‬
‫ألن فيها‬ ‫س ِ‬‫يطان» ِمن ُمنازَ ع ِة القَ َد ِر‪ ،‬والتَّأ ُّ‬ ‫ش ِ‬ ‫ال َّ‬
‫عز‬ ‫هللا َّ‬
‫سليم للقَ َد ِر‪ ،‬فما أرا َده ُ‬‫ب بالت َّ ِ‬ ‫ض! فالمسْل ُم ُمطالَ ٌ‬ ‫َنز ُل به ُمصيبةٌ‪ْ :‬لو فَ َعل كذا ما أصابه َ‬
‫المر ُ‬ ‫يقو َل اإلنسا ُن ِحين ت ِ‬
‫ب‪ُ ،‬مستعينًا‬ ‫دام اإلنسا ُن ق ِد اجت َه َد في العم ِل‪ ،‬وأ َخذَ باألسبا ِ‬ ‫ف‪ ،‬فما َ‬ ‫وج َّل واق ٌع ال َمحالةَ؛ إ ْذ قَضا ُء هللاِ وقَ َد ُره ال َيتخلَّ ُ‬
‫َير‪،‬‬ ‫عز وج َّل هو الخ ُ‬ ‫اختيار هللاِ َّ‬
‫َ‬ ‫أن‬ ‫ض أ ْم َره كلَّه هللِ‪ْ ،‬‬
‫وليَعلَ ْم َّ‬ ‫سبحانه؛ فل عليه ب ْع َدها َّإال أن يُفَ ّ ِو َ‬ ‫َير منه ُ‬ ‫ب الخ َ‬ ‫باهللِ‪ ،‬وطلَ َ‬
‫َغييره دُونَ إ ْذ ٍن ِمنَ‬
‫عز وج َّل وت َ‬ ‫ق َّ‬ ‫ق َد ْف َع قَ َد ِر الخا ِل ِ‬
‫وإن كان ظا ِه ُر ما َوقَع له َمكرو ًها‪ ،‬وال يَستطي ُع أح ٌد ِمن الخَل ِ‬ ‫حتَّى ْ‬
‫ت لذلك الدُّنيا بما فيها‪.‬‬ ‫وإن اجتَ َم َع ْ‬
‫هللاِ‪ِ ،‬‬
‫ب واالس ِتعانَ ِة باهللِ‪.‬‬ ‫مر ب ِفع ِل األَسبا ِ‬ ‫وفي الحديثِ‪ :‬األ َ ُ‬
‫عز وج َّل‪.‬‬ ‫والرضا بقَ َد ِره َّ‬ ‫مر هللا‪ّ ِ ،‬‬ ‫وفي ِه‪ :‬التَّسلي ُم أل َ ِ‬
‫وفي ِه‪ :‬ثُبوتُ ِ‬
‫صف ِة المحبَّ ِة هللِ َّ‬
‫عز وج َّل‪.‬‬
‫أن اإليمانَ يَش َم ُل ال َعقائ َد القَلبيَّةَ واألَقوا َل واألَفعالَ‪.‬‬
‫وفي ِه‪َّ :‬‬
‫درجاتٌ ‪2 .‬‬
‫والقيام بدينِه‪ ،‬وأَنَّهم في ذلكَ َ‬
‫ِ‬ ‫المؤمنينَ َيتفاوتونَ في الخَيريَّ ِة‪ ،‬ومحبَّ ِة هللاِ‬
‫ِ‬ ‫وفي ِه‪َّ :‬‬
‫أن‬

‫‪ 2‬موقع الدرر السنية‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.........‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬
‫ِحكمة اليوم‪ :‬قال الحسن البصري رحمه هللا‪ :‬من نافسك في دينك فنافسه‪،‬‬
‫ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره‪.‬‬

‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬
‫‪ -‬استغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬
‫‪ -‬أذكار بعد الصلوات‪.‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫‪ -‬أذكار الصباح‪.‬‬
‫الصفحة ( ) حتى‬ ‫‪ -‬أذكار المساء‪.‬‬
‫الصفحة ( )‪.‬‬

‫ً‬
‫صوتيا‪.‬‬ ‫سية أحد الصحابة أو سماعها‬
‫قراءة ْ‬

‫‪15‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫مرتي) رواه البخاري ومسلم‪.‬‬


‫واحد ر‬
‫ٍ‬ ‫النت صىل هللا عليه وسلم أنه قال‪( :‬ال يلدغ المؤمن من ُجحر‬
‫رض هللا عنه عن ي‬
‫أب هريرة ي‬
‫عن ي‬
‫شرح الحديث الثالث‪:‬‬
‫مرة ً ب ْع َد أُخرى ويقَ َع في َمكروهٍ‪،‬‬ ‫ع َّ‬ ‫أن يكونَ حاز ًما حذ ًِرا؛ ال يُؤتَى ِمن ناحي ِة الغفل ِة‪ ،‬فيُخ َد َ‬ ‫المؤم ِن ْ‬
‫ِ‬ ‫على‬
‫أمر الدُّنيا‪ ،‬وهو أ َ ْوالهما بالحذَ ِر‪.‬‬ ‫ِين كما يكو ُن في ِ‬ ‫أمر ال ّد ِ‬‫وق ْد يكو ُن ذلك في ِ‬
‫واح ٍد َم َّرتَي ِْن»‪ ،‬واللَّدغُ‪ :‬ما‬ ‫هللا عليه وسلَّم‪« :‬ال ي ُْل َدغُ ال ُمؤْ ِم ُن ِمن ُجحْ ٍر ِ‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫ث يقو ُل ال َّنب ُّ‬ ‫وفي هذا الحدي ِ‬
‫بأن اإلنسانَ عادة ً ما َيحذَ ُر من‬ ‫ض ِّيق‪ ،‬وهذا الكل ُم على التشبي ِه َّ‬ ‫موم‪ .‬وال ُجحْ ُر‪ :‬المكا ُن ال َّ‬ ‫س ِ‬ ‫ت ال ُّ‬ ‫يكو ُن ِمن ذوا ِ‬
‫صه على‬ ‫وح ْر ُ‬‫هللا منها في َّأو ِل َم َّرةٍ‪ ،‬فيزيد َحذَ ُره ِ‬ ‫صةً إذا َج َّرب لَ ْدغَها ون َّجاه ُ‬ ‫ُك ِّل دا َّب ٍة الدغ ٍة ُمؤذِيةٍ‪ ،‬وخا َّ‬
‫ب من وج ٍه فل ينبغي أن يعو َد ِل ِمث ِله‪.‬‬ ‫المؤم ُن إذا نُ ِك َ‬
‫ِ‬ ‫التو ِقّي واالبتعا ِد عن هذه الدا َّب ِة‪ ،‬وكذلك‬
‫هللا عليه وسلَّم أ َّمتَه ون َّب َههم كيف َيحْ ذَرون ما يخافون سو َء عاقب ِته‪،‬‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫شريف أدَّب به النب ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫أدب‬
‫وفيه‪ٌ :‬‬
‫هللا عليه وسلَّم‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫بدر‪ ،‬فسأل النب َّ‬ ‫يوم ٍ‬ ‫اعر َ‬ ‫ش َ‬ ‫عزة َ ال َّ‬ ‫سر أبا َّ‬ ‫هللا عليه وسلَّم أ َ‬
‫ث أ َّنه صلَّى ُ‬ ‫وسبب هذا الحدي ِ‬‫ُ‬
‫ض عليه وال َيه ُج َوه‪،‬‬ ‫ُحر َ‬ ‫راحه‪ ،‬وذكر فَ ْق َره وقِلَّةَ ما ِله‪ ،‬ف َم َّن عليه‪ ،‬وعاهَده َّأال ي ِ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ق َ‬ ‫أن ي ُم َّن عليه بإطل ِ‬
‫القيام بعيا ِله‪ ،‬فخرج مع‬ ‫َ‬ ‫صفوا ُن ب ُن أ ُ َم َّيةَ و َ‬
‫ض ِمنَ له‬ ‫ومه‪ ،‬ول ِك َّنه لَ َّما رجع إلى م َّكةَ استهواه َ‬ ‫فأطلَقَه‪ ،‬فلَ ِحق بقَ ِ‬
‫يِ‬ ‫ب ِمن ال َّنب ّ‬‫يوم أُحدٍ‪ ،‬فطلَ َ‬ ‫والهجاء‪ ،‬ث َّم أ ُ ِسر َ‬
‫ِ‬ ‫حريض‬
‫ِ‬ ‫هللا عليه وسلَّم‪ ،‬ور َجع إلى التَّ‬ ‫ي ِ صلَّى ُ‬ ‫ب النب ّ‬ ‫قريش لحر ِ‬ ‫ٍ‬
‫مرة ً أُخرى‪ ،‬فقال صلَّى هللاُ عليه وسلَّم‪« :‬ال يُل َدغُ المؤم ُن ِمن ُجحْ ٍر واح ٍد‬ ‫صلَّى هللاُ عليه وسلَّم ال َم َّن عليه َّ‬
‫هللا عليه وسلَّم‪ ،‬بل كان َّأو َل من أنشأها‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫جوام ِع ال َك ِل ِم التي لم ُي ْس َب ْق إليها النب ُّ‬ ‫ِ‬ ‫َين»‪ ،‬وهو من‬ ‫مرت ِ‬‫َّ‬
‫وصاغها‪.‬‬
‫تكراره‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وفي ال َحديثِ‪ :‬التَّعلُّ ُم ِمن الخطأِ‪ ،‬وعد ُم‬
‫هللا عليه وسلَّم وبلغ ِته‪.‬‬
‫ي ِ صلَّى ُ‬
‫وفيه‪ :‬بيا ُن فَصاح ِة النب ّ‬

‫‪16‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.........‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬

‫ِحكمة اليوم‪ :‬اعتن بصلتك فإحداهن ستكون األخيرة وأنت ال تعلم!!‬

‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬
‫‪ -‬استغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬
‫‪ -‬أذكار بعد الصلوات‪.‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫‪ -‬أذكار الصباح‪.‬‬
‫الصفحة ( ) حتى‬ ‫‪ -‬أذكار المساء‪.‬‬
‫الصفحة ( )‪.‬‬

‫باليسي‪ ،‬بإرسال طبق من الطعام‬


‫ْ‬ ‫تصدق ولو‬
‫الجيان‪ ،‬أو ضع ً‬
‫ماء قرب النافذة‬ ‫ألحد ْ‬
‫لتشبه الطيور‪ ،‬كن ُمخلص النية هلل ولتكن‬
‫ر‬
‫نيتك الصدقة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫ضا‬ ‫وإن الملئكةَ لتض ُع أجنحتَها ر ً‬‫ق الجن ِة‪َّ ،‬‬ ‫هللا به طريقًا من طر ِ‬
‫يطلب فيه عل ًما‪ ،‬سلك ُ‬ ‫ُ‬ ‫من سلك طريقًا‬
‫الماء‪َّ ،‬‬
‫وإن‬ ‫ِ‬ ‫جوف‬
‫ِ‬ ‫األرض‪ ،‬والحيتا ُن في‬
‫ِ‬ ‫ت ومن في‬ ‫ليستغفر له من في السماوا ِ‬‫ُ‬ ‫ب ال ِع ِلم‪َّ ،‬‬
‫وإن العا ِل َم‬ ‫لطال ِ‬
‫األنبياء‪َّ ،‬‬
‫وإن األنبيا َء‬ ‫ِ‬ ‫وإن العلما َء ورثةُ‬
‫ب‪َّ ،‬‬‫سائر الكواك ِ‬
‫ِ‬ ‫القمر ليلةَ الب ِ‬
‫در على‬ ‫ِ‬ ‫العالم على العاب ِد كفض ِل‬
‫ِ‬ ‫فض َل‬
‫وافر‪ .‬صحيح أبي داود‪.‬‬
‫بحظ ٍ‬ ‫ٍّ‬ ‫ورثُوا ال ِع َ‬
‫لم فمن أخذَه أخذ‬ ‫دينارا وال دره ًما‪َّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫ُورثُوا‬
‫لم ي ِ ّ‬
‫شرح الحديث الرابع‪:‬‬
‫ب ال ِع ْلم ال َّنافِ ِع ِب ُك ِّل فُرو ِعه؛ ِل َما فيه من‬ ‫طل ِ‬‫على َ‬ ‫ث اإلسْلم َ‬ ‫وضيا ٌء لل َحضاراتِ‪ ،‬وقد َح َّ‬ ‫نور للعُقو ِل ِ‬ ‫ال ِع ْل ُم ٌ‬
‫نزلةً َرفيعةً‬ ‫ب ال ِع ْل ِم و ِللعُلَ ِ‬
‫ماء َم ِ‬ ‫طل ِ‬ ‫ور وال َب ِّيناتِ‪ ،‬و َجعَ َل ِل ُ‬ ‫ق على ال ُهدى وال ُّن ِ‬ ‫ِين ال َح ّ ِ‬
‫ض وإقام ِة ال ّد ِ‬ ‫ْمار لَل َ ْر ِ‬ ‫إع ٍ‬
‫اس‪.‬‬ ‫بين ال َّن ِ‬
‫ي ِ‪ُ « :-‬ك ْنتُ‬ ‫ثير كما في ِرواي ِة ال ِتّرمذ ّ‬ ‫يس ب ُن َك ٍ‬ ‫ير ْب ُن َقيْس‪ -‬ويُقالُ‪َ :‬ق ُ‬ ‫حيث يقو ُل ُكثَ ُ‬ ‫ُ‬ ‫صةٌ‪،‬‬ ‫وفي هذا الحديث ِق َّ‬
‫اء في َمس ِْج ِد ِد َمشقَ ‪ ،‬فأتاه َر ُج ٌل‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا الد َّْردا َء‪ ،‬أتَيت ُ َك من ال َمدين ِة‪َ -‬مدين ِة َرسو ِل‬ ‫سا عند أبي الد َّْر َد ِ‬ ‫جا ِل ً‬
‫هللا عليه وسلَّ َم‪ ،‬فقال أبو الد ِ‬
‫َّرداء‬ ‫ي ِ صلَّى ُ‬ ‫ِث به عن ال َّنب ّ‬ ‫ث َبلَغَني أ َّن َك تُح ّد ُ‬ ‫هللا عليه وسلَّ َم‪-‬؛ ِلحدي ٍ‬ ‫هللاِ صلَّى ُ‬
‫َيره؟»‪ ،‬قال‬ ‫َّرداء‪« :‬وال جا َء ِب َك غ ُ‬ ‫الر ُجلُ‪« :‬ال»‪ ،‬فقال أبو الد ِ‬ ‫هللا عنه‪« :‬فَما جا َء ِب َك ِتجارةٌ؟»‪ ،‬قال َّ‬ ‫ضي ُ‬ ‫َر ِ‬
‫ض من‬ ‫ع َر ٍ‬ ‫ب ِتجارةٍ أو َ‬ ‫ت ِلطلَ ِ‬ ‫المجيء‪ ،‬وأ َّنه لم َيأ ِ‬‫ِ‬ ‫ب‬
‫سب ِ‬ ‫اح عن َ‬ ‫ض ِ‬ ‫الر ُجلُ‪« :‬ال»‪ ،‬وهذا اال ْس ِت ْفها ُم لإلي َ‬ ‫َّ‬
‫ف ِن َّيةَ‬ ‫ع َر َ‬‫هللا عنه ِعن َدما َ‬ ‫ي ُ‬ ‫رض َ‬
‫َّرداء ِ‬ ‫ب ذلك ال َحديثِ‪ ،‬فقال أبو الد ِ‬ ‫طل ِ‬‫غير َ‬ ‫أعراض الدُّنيا‪ ،‬وأ َّنه ما جاء به ُ‬
‫سلَ َك‬ ‫هللا عليه وسلَّ َم يقول‪َ « :‬م ْن َ‬ ‫س ِم ْعتُ َرسو َل هللاِ صلَّى ُ‬ ‫ب ال ِع ْلم‪« :‬فَإ ِّني َ‬ ‫طلَ ِ‬ ‫فره إ َّنما كان ل َ‬ ‫س َ‬
‫وأن َ‬‫الر ُج ِل‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬
‫صا هلل تَعالى‪« ،‬سلَك ُ‬
‫هللا‬ ‫ط ِريقًا»‪ ،‬و َد َخ َل فيه أو َمشى‪َ « ،‬يطلُب فيه ِع ْل ًما»‪ ،‬أي‪َ :‬يطلُب فيه ِعل ًما نَاف ًعا خَال ً‬ ‫َ‬
‫ت في الدُّنيا‪ ،‬أو إ ْدخا ِله ال َج َّنةَ بل تَع ٍ‬
‫ب‬ ‫ت والخَيرا ِ‬ ‫الطاعا ِ‬ ‫عم ِل َّ‬ ‫ق إلى َ‬ ‫طريقًا إلى ال َج َّن ِة»‪ ،‬وذلك بالتَّوفي ِ‬ ‫به َ‬
‫ب ال ِع ْل ِم»‪ ،‬وهذا َيحت َِم ُل أن َي ُكون َمعناه على َحقيقَ ِته‪،‬‬ ‫ضا ِلطا ِل ِ‬ ‫ض ُع أَجْ ِن َحتَها ِر ً‬ ‫«وإن ال َمل ِئكةَ لَت َ‬ ‫َّ‬ ‫اآلخ َرةِ‪،‬‬
‫في ِ‬
‫يران َوت ْن ِز ُل‬
‫الط ِ‬ ‫َكف أجْ ِن َحتَها عن َّ‬ ‫ضعُها لتَكونَ ِوطا ًء له إذا َمشى‪ ،‬أو ت ُّ‬ ‫وإن لم يُشَاهَد‪ ،‬فَت َ‬ ‫أي‪ :‬تَض ُع أجْ ِنحتَها ْ‬
‫سماع ال ِع ِلم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِل‬

‫‪18‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫ب‬ ‫الماء»‪ ،‬أي‪ :‬تَطلُ ُ‬
‫ِ‬ ‫وف‬‫رض‪ ،‬والحيتا ُن في َج ِ‬‫ت و َمن في األ َ ِ‬
‫سموا ِ‬ ‫«وإن العا ِل َم ل َيستَ ْغ ِف ُر له َمن في ال َّ‬
‫َّ‬ ‫قال‪:‬‬
‫َفع ال ِع ِلم؛ َّ‬
‫فإن‬ ‫صني ِع ِه؛ وذلك ِلع ُموم ن ِ‬ ‫نب‪ ،‬أو تَستَ ْغ ِف ُر له ُمجازاة ً على ُح ِ‬
‫سن َ‬ ‫له ال َمغ ِفرة َ من هللاِ إذا لَ ِحقهُ ذَ ٌ‬
‫َمصا ِل َح ُك ِّل شَيءٍ َومنا ِف َعه َمنوطةٌ به‪.‬‬
‫ض َل العا ِل ِم»‪ ،‬وهو ال ُم ْشتَغ ُل بال ِع ِلم ال َّنافِ ِع بأصو ِل ِه وقَوا ِع ِده‬ ‫ض َل العا ِل ِم على العا ِبدِ‪« :‬و ِإ َّن َف ْ‬ ‫ثم قال ُمب ِّي ًنا ف ْ‬
‫ض ِل القَ َم ِر‬‫يِ‪َ « ،‬كفَ ْ‬ ‫اطل ِعه على ال ِع ْل ِم الضَّرور ّ‬ ‫علي ِه ال ِعبادة ُ مع ِ ّ‬ ‫َلب َ‬
‫صحيح ِة‪« ،‬على العا ِبدِ»‪ ،‬وهو من غ َ‬ ‫ال َّ‬
‫ع ْك ِس ال َكوا ِكب التي ال تُنير مع وجودِها‬ ‫ض‪ ،‬على َ‬ ‫األر َ‬
‫نوره ْ‬ ‫ب»؛ أل َّنه َيعُ ُّم ِب ِ‬ ‫در على سا ِئ ِر ال َكوا ِك ِ‬ ‫ليلةَ ال َب ِ‬
‫هللا عليه وسلَّ َم‪،‬‬ ‫ي ِ صلَّى ُ‬ ‫أن َكمال ال ِع ِلم ليس للعا ِل ِم من ذَا ِته‪ ،‬بل بما تَلقَّاه عن ال َّنب ّ‬ ‫في ال َكون‪ ،‬وفيه تَنبيهٌ على َّ‬
‫ِينارا‬
‫ُورثوا د ً‬ ‫وإن األ ْنبيا َء لم ي ِ ّ‬‫بياء‪َّ ،‬‬‫مس‪« ،‬وإِ َّن العُلَما َء هم َو َرثةُ األ ْن ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫كنور القَمر؛ فإ َّنه ُمستفَا ٌد من نُ ِ‬
‫ور ال َّ‬ ‫ِ‬
‫ع ِم َل‬‫ظ عليه‪ ،‬و َ‬ ‫من أ َ َخذَه» أي‪ :‬بح ِقّ ِه‪ ،‬وحافَ َ‬ ‫لم؛ فَ ْ‬ ‫«و َّرثوا ال ِع َ‬
‫َوريث الما ِل‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫وال دِر َه ًما»؛ فليس من شَأنهم ت‬
‫ب ال ِع ِلم؛‬ ‫طل ِ‬ ‫ط بهم تَعلي ُم ُ‬ ‫وكام ٍل‪ .‬والعُلما ُء َمنو ٌ‬
‫ِ‬ ‫تام‬
‫ب ٍ‬ ‫حظ وافِ ٍر»‪ ،‬أي‪َ :‬بنَصي ٍ‬ ‫اس‪« ،‬أ َ َخذَ ِب ٍ ّ‬ ‫به‪ ،‬وعلَّ َمهُ لل َّن ِ‬
‫ب إ ْكرا َم‬ ‫الطل ِ‬ ‫عليم‪ ،‬ونَق ِل أمان ِة ال ِع ِلم إليهم‪ ،‬وهذا َيست َِلز ُم من ُّ‬ ‫فَين َبغي عليهم أن يُراعوا ُحقوقَهم في التَّعلُّم والتَّ ِ‬
‫ضا وتَبجيلَهم‪.‬‬ ‫لماء أ ْي ً‬
‫العُ ِ‬
‫ب ال ِع ِلم‪.‬‬
‫طل ِ‬‫س ْعي ِ في َ‬ ‫ث على ال َّ‬ ‫وفي الحديث‪ :‬ال َح ُّ‬
‫‪3‬‬
‫هللا ر ْف َع ال ِع ِلم‪.‬‬
‫أن يشا َء ُ‬ ‫حاملينَ ِل ْ‬
‫علم األ ْن ِ‬
‫بياء‪ِ ،‬لتكت َِم ُل ال َمسيرة ُ إلى ْ‬ ‫هللا سب َحانَه َجع َل العُلما َء ِ‬
‫أن َ‬ ‫وفيه‪َّ :‬‬

‫‪ 3‬موقع الدرر السنية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.........‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬
‫ِحكمة اليوم‪" :‬من دالئل رقة قلب المؤمن؛ أن يتوجع لعثرة أخيه المؤمن إذا عثر‪،‬‬
‫حتى كأنه هو الذي عثر بها‪ ،‬وال يشمت به"‪ - .‬ابن القيم‪.‬‬

‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬
‫‪ -‬استغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬
‫‪ -‬أذكار بعد الصلوات‪.‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫‪ -‬أذكار الصباح‪.‬‬
‫الصفحة ( ) حتى‬ ‫‪ -‬أذكار المساء‪.‬‬
‫الصفحة ( )‪.‬‬

‫ابتعد عن الهاتف وتفرغ للعبادة ولتحقيق‬


‫أهدافك من قراءة القرآن والذكر‪ ،‬والعلم‬
‫النافع‪ ،‬ومساعدة األهل‪ ،‬وتربية األبناء‪ ،‬ابتعد‬
‫عن هذا الهاتف وال تجعله يأخذ من وقتك‬
‫ُ‬
‫الكثي‪ ،‬فكل دقيقة يف رمضان ال تعوض‪.‬‬ ‫ْ‬

‫‪20‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫وص َّحتَك‬
‫خمس‪ :‬شبا َبك قبل ه ََر ِمك‪ِ ،‬‬‫ٍ‬ ‫سا قبل‬ ‫هللا عليه وسلَّم لرج ٍل وهو َي ِع ُ‬
‫ظه‪ :‬اغت ِن ْم خم ً‬ ‫قال رسو ُل هللاِ صلَّى ُ‬
‫شغ ِلك‪ ،‬وحيات َك قبل مو ِتك‪ .‬صحيح الترغيب‪.‬‬ ‫فقرك‪ ،‬وفراغَك قبل ُ‬ ‫سقَ ِمك‪ ،‬وغناك قبل ِ‬ ‫قبل َ‬
‫شرح الحديث الخامس‪:‬‬
‫ت بالطاعاتِ؛‬ ‫لآلخرةِ ِبـ َم ْل ِء األوقا ِ‬ ‫ص في الحياةِ؛ للع َم ِل ِ‬ ‫اغتنام الفُ َر ِ‬
‫ِ‬ ‫هللا عليه وسلَّ َم أ ُ َّمتَه إلى‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫ش َد النب ُّ‬ ‫أر َ‬
‫اإلنسان في الدُّنيا‪ ،‬وذَخيرتُه في اآلخرةِ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫مر‬
‫ع ُ‬ ‫أل َّنها هي ُ‬
‫أخذُ الغَنيم ِة وال َع ِط َّي ِة‪،‬‬‫نام؛ وهو ْ‬ ‫هللا عليه وسلَّ َم‪" :‬ا ْغتَ ِن ْم" ِمن اال ْغ ِت ِ‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫ث يقو ُل النب ُّ‬ ‫وفي هذا ال َحدي ِ‬
‫واطن االستفادةِ في‬ ‫ِ‬ ‫والتعريف على َم‬ ‫ُ‬ ‫سا"‪ ،‬أي‪ :‬خمسةَ أحوا ٍل يكو ُن عليها اإلنسا ُن‪ ،‬والمرادُ‪ :‬التنبيهُ‬ ‫"خَم ً‬
‫العوارض الـ ُمتوقَّع ِة في المستق َب ِل‪" :‬شَبا َبك ق ْب َل ه ََر ِمك"‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫اإلنسان‪" ،‬ق ْب َل َخ ْم ٍس"‪ ،‬أي‪ :‬ق ْب َل َخ ْم ٍس ِمن‬ ‫ِ‬ ‫حيا ِة‬
‫ض ْع ِفك عن الطاع ِة‪،‬‬ ‫الخير ق ْب َل ِك َب ِرك و َ‬ ‫ِ‬ ‫وغيرها ِمن أعما ِل‬ ‫ِ‬ ‫ب على ال ِعباد ِة‪،‬‬ ‫شبا ِ‬ ‫أي‪ :‬ا ْغت ِن ْم زمانَ قُ َّو ِتك في ال َّ‬
‫سقَ ُم‬ ‫أن َي ُحو َل بيْنك وبيْنها ال َّ‬ ‫ص َّح ِة ق ْب َل ْ‬ ‫سقَ ِمك"‪ ،‬يعني‪ :‬ا ْغتَ ِن ِم األعما َل الصالحةَ في ال ِ ّ‬ ‫"وص َّحتَك ق ْب َل َ‬ ‫ِ‬
‫المرض ا ْنـج َب َر بذلك؛ ف َيست ِفي ُد اإلنسا ُن‬ ‫ِ‬ ‫َقصير في‬ ‫ٌ‬ ‫ص َل ت‬‫بحيث لو ح َ‬ ‫ُ‬ ‫ص َّح ِة بالطاع ِة‬ ‫ض‪ ،‬وا ْشتَ ِغ ْل في ال ِ ّ‬ ‫والـمر ُ‬
‫َ‬
‫ت المال َّي ِة‬ ‫المرض عنه يو ًما َما‪" ،‬و ِغنَاك ق ْب َل فَ ْق ِرك"‪ ،‬أي‪ :‬ا ْغتَ ِن ْم قُ ْدرتَك على ال ِعبادا ِ‬ ‫ُ‬ ‫ض ِعفُه‬ ‫ص َّح ِته ما قد يُ ْ‬ ‫ِمن ِ‬
‫ض ِل َما ِلك ونَـحْ ِوه‪ ،‬ق ْب َل فَ ْقدِك الما َل في‬ ‫ق بفَ ْ‬ ‫ق األحوا ِل‪ِ ،‬م ْث ُل التَّص ُّد ِ‬ ‫طل ِ‬ ‫ت األُخرو َّي ِة في ُم ْ‬ ‫ت والـ َم َب َّرا ِ‬ ‫والخيرا ِ‬
‫ين‪" ،‬وفَراغَك‬ ‫الدار ِ‬
‫َ‬ ‫قيرا في‬ ‫ير فَ ً‬ ‫َص ُ‬ ‫الخير‪ ،‬فت ِ‬
‫ِ‬ ‫عطي منه في ُوجو ِه‬ ‫حيا ِتك‪ ،‬أو ق ْب َل الـ َمماتِ‪ ،‬وفَ ْقدِك الما َل الذي ت ُ ِ‬
‫أن تَ ْشغَلَه الشوا ِغلُ؛‬ ‫بالخير ق ْب َل ْ‬‫ِ‬ ‫أوقات فَرا ِغه و َيع َم َل فيها‬ ‫َ‬ ‫أن َيست ِغ َّل‬ ‫اإلنسان ْ‬
‫ِ‬ ‫ش ْغ ِل َك"‪ ،‬أي‪ :‬على‬ ‫ق ْب َل ُ‬
‫ق‪ ،‬ونَحْ ِو ذلك‪" ،‬و َحياتَك ق ْب َل َمو ِتك"‪ ،‬أي‪ :‬ا ْغتَ ِن ِم األعما َل الصالحةَ في‬ ‫الرز ِ‬ ‫ب ِّ‬ ‫طلَ ِ‬
‫واج‪ ،‬واألوالدِ‪ ،‬و َ‬ ‫كالز ِ‬ ‫َّ‬
‫ف قَ ْد ُرها َّإال بع َد زَ وا ِلـها‪.‬‬ ‫أن َي ُحو َل بيْنك وبيْنها الموتُ ‪ ،‬وهذه الخ ْمسةُ ال يُ ْع َر ُ‬ ‫الحياةِ ق ْب َل ْ‬

‫‪21‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.........‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬
‫ِحكمة اليوم‪ :‬ث ّمة مرحلة من النُضج النفسي‪ ،‬عندما يبلغها اإلنسان يُص ِبح أقَ ّل رغبة‬
‫الجدال‪ ،‬وال ِقيل والقال‪ ،‬وأكثر ترفُّ ًعا عن ساحات المعارك ال َج ْوفاء‪ ،‬يبدأ فيها باالهتمام‬ ‫في خ َْوض ِ‬
‫بسلم وسرور وهناء‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ي ما يجعلهُ يُ َح ِلّق في آفاق الحياة‬
‫الرقِ ّ‬
‫بالمكا ِسب الثمينة‪ ،‬ويبلغ فيها من ُ‬

‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬
‫‪ -‬استغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬
‫‪ -‬أذكار بعد الصلوات‪.‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫‪ -‬أذكار الصباح‪.‬‬
‫الصفحة ( ) حتى‬ ‫‪ -‬أذكار المساء‪.‬‬
‫الصفحة ( )‪.‬‬

‫سء‪ ،‬دون‬ ‫يوم دون غضب‪ ،‬دون كالم ً ي‬


‫ً‬
‫ُمشاحنة‪ ،‬حاول أن تكون هادئا ولطيفا مع‬
‫كل من حولك‪ ،‬اضبط نفسك فأنت‬
‫تستطيع‪ ،‬وكن ذكرى لطيفة تمر وال تض‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫صحيح البخاري‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬


‫ض ِ‬ ‫شدِي ُد الذي َي ْم ِلكُ َن ْف َ‬
‫سهُ ِع ْن َد الغَ َ‬ ‫ع ِة‪ ،‬إ َّنما ال َّ‬
‫ص َر َ‬ ‫ليس ال َّ‬
‫شدِي ُد بال ُّ‬ ‫قال صلى هللا عليه وسلم‪َ :‬‬
‫شرح الحديث السادس‪:‬‬
‫ش ِّفي‬ ‫ص َل عنه التَّ َ‬ ‫ب؛ ِل َيح ُ‬‫ران َد ِم القَل ِ‬
‫ص ُل ِعن َد فَ َو ِ‬ ‫اإلنسان‪ ،‬وهو‪ :‬تَغي ٌُّر َيح ُ‬ ‫ِ‬ ‫طبيع ِة‬ ‫هللا في َ‬ ‫ب غَريزة ٌ َر َّك َبها ُ‬ ‫ض ُ‬ ‫الغَ َ‬
‫ومن ثَ َّم كان منه ما هو َمحمودٌ‪ ،‬وما هو َمذمو ٌم؛ ف َمن كان‬ ‫اس ُمتَفا ِوتونَ في َم ْب َد ِئه وأثَ ِره؛ ِ‬ ‫در‪ ،‬وال َّن ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫في ال َّ‬
‫الباط ِل‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ب َمحمودٌ‪ .‬و َمن كان غَضوبًا في‬ ‫ض ٌ‬ ‫غ َ‬ ‫ق‪ ،‬وال َي ُج ُّره ِل َما يُف ِس ُد عليه دِينَه ودُنياه؛ فهو َ‬ ‫ضبُه في ال َح ّ ِ‬ ‫غ َ‬‫َ‬
‫ب‬ ‫ض ٌ‬ ‫غ َ‬ ‫َجاو ِز ال َح ّدِ‪ ،‬وإفسا ِد دِي ِنه ودُنياهُ؛ فهذا َ‬ ‫ب ِلت ُ‬ ‫ض ُ‬ ‫ب‪ ،‬و َي ُج ُّره الغَ َ‬ ‫َض َ‬ ‫ض ِبه إذا غ ِ‬ ‫غ َ‬ ‫أو ال َيستَطي ُع التَّح ُّك َم في َ‬
‫َمذمو ٌم‪.‬‬
‫شدي ُد‬ ‫هللا عليه وسلَّم قال‪« :‬ليس ال َّ‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫أن ال َّنب َّ‬ ‫هللا عنه‪َّ :‬‬ ‫ضي ُ‬ ‫ث َي ْروي أبو هُريرة َ َر َ‬ ‫وفي هذا الحدي ِ‬
‫ع‬
‫صر َ‬ ‫أن َي َ‬ ‫بقوةٍ َبدن َّي ٍة َيستطي ُع بها ْ‬‫الرج ُل الَّذي َيتمتَّ ُع َّ‬ ‫ي هو ذلك َّ‬ ‫الرج َل القو َّ‬ ‫أن َّ‬ ‫ظ ُّنوا َّ‬ ‫ص َرع ِة»‪ ،‬أي‪ :‬ال ت ُ‬ ‫بال ُّ‬
‫أن َيتح َّك َم‬ ‫ي في إراد ِته‪ ،‬الَّذي َيستطي ُع ْ‬ ‫الرج ُل القو ُّ‬ ‫قو ِته‪ ،‬هو َّ‬ ‫ي حقًّا الكام ُل في َّ‬ ‫الرج ُل القو ُّ‬ ‫اآلخَرين‪ ،‬وإ َّنما َّ‬
‫ش ْت ِم‬ ‫اس بال َّ‬ ‫إيذاء ال َّن ِ‬
‫ِ‬ ‫سه عن تَ ْنفي ِذ ما تَ ْدعوه إليه ِمن‬ ‫ظه ويت َحلَّ َم‪ ،‬و َيم َن ُع ن ْف َ‬ ‫غ ْي َ‬ ‫كظ َم َ‬ ‫ب‪ ،‬و َي ِ‬ ‫في ن ْف ِسه عن َد الغَض ِ‬
‫اإليذاء‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أنواع‬
‫ِ‬ ‫وغير ذلك من‬ ‫ِ‬ ‫دوان‪،‬‬
‫ب والعُ ِ‬ ‫والض َّْر ِ‬
‫ي صلَّى هللاُ عليه وسلَّم جعل للذي يم ِلكُ‬ ‫ألن ال َّنب َّ‬‫ش ُّد ِمن مجاهدةِ العَد ّ ُِو؛ َّ‬ ‫فس أ َ‬ ‫أن مجاهَدة َ ال َّن ِ‬ ‫وهذا ي ُد ُّل على َّ‬
‫عهم‪.‬‬ ‫صر ُ‬ ‫اس و َي َ‬ ‫ب ال َّن َ‬ ‫ش َّد ِة ما ليس للذي يغ ِل ُ‬ ‫ب من القُ َّو ِة وال ِ ّ‬ ‫ض ِ‬ ‫سه عند الغَ َ‬ ‫َن ْف َ‬
‫ب‪.‬‬
‫فس عن َد الغض ِ‬ ‫ط ال َّن ِ‬ ‫ض ْب َ‬‫لم‪ ،‬و َ‬ ‫الح َ‬‫شخص َّي ِة‪ِ :‬‬ ‫قو ِة ال َّ‬ ‫أعظم األدلَّ ِة على َّ‬ ‫ِ‬ ‫أن ِمن‬ ‫وفي ال َحديثِ‪َّ :‬‬
‫وإن كان غَريزة ً ن ْفس َّيةً جبَّارةً‪ ،‬فإ َّنه يُم ِك ُن ُمقاومتُه ب ْع َد ُوقو ِعه‪.‬‬ ‫ب ْ‬ ‫ض َ‬ ‫أن الغ َ‬ ‫وفيه‪َّ :‬‬
‫ُثاب عليها‪.‬‬‫صالح ِة الَّتي ي ُ‬
‫فس عند ُوقو ِعه‪ِ ،‬من أفض ِل األعما ِل ال َّ‬ ‫وامتلك ال َّن ِ‬
‫َ‬ ‫أن ُمقاومةَ الغض ِ‬
‫ب‬ ‫وفيه‪َّ :‬‬
‫الخاطئ ِة؛ أل َّنه لَ َّما كان الغضبا ُن في حال ٍة‬
‫ِ‬ ‫للمفاهيم‬
‫ِ‬ ‫هللا عليه وسلَّم‪ ،‬وتصويبُه‬ ‫ي ِ صلَّى ُ‬ ‫لم ال َّنب ّ‬
‫وفيه‪ :‬فَصي ُح َك ِ‬
‫ص َرع ِة الَّذي‬
‫عها بثَبا ِته ‪-‬كان كال ُّ‬‫وصر َ‬
‫َ‬ ‫بح ِلمه‪،‬‬ ‫ت عليه شَهوة ُ الغض ِ‬
‫ب‪ ،‬فق َه َرها ِ‬ ‫ثار ْ‬
‫الغيظ‪ ،‬وق ْد َ‬ ‫ِ‬ ‫شَديدةٍ ِمن‬
‫ص َرعونَه‪.‬‬
‫الرجا َل وال َي ْ‬ ‫صرعُ ِ ّ‬ ‫َي َ‬

‫‪23‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.........‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬

‫فاألولى أن نخطط للجنة ألنها باقية‪.‬‬


‫ٰ‬ ‫ِحكمة اليوم‪ :‬وكما نخطط للدنيا وهي زائلة‬

‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬
‫‪ -‬استغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬
‫‪ -‬أذكار بعد الصلوات‪.‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫‪ -‬أذكار الصباح‪.‬‬
‫الصفحة ( ) حتى‬ ‫‪ -‬أذكار المساء‪.‬‬
‫الصفحة ( )‪.‬‬

‫ً‬
‫اكتب ‪ِ 10‬نعم رزقك هللا إياها‪ ،‬وكن ُممتنا هلل‬
‫عليها‪ ،‬اشكره من قلبك‪ ،‬فإن جزاء الشكر هو‬
‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ي َشك ْرُت ْم أل ِز َيد َّنك ْم )‪.‬‬‫الزيادة‪ .‬قال تعاىل‪ ( :‬ل ِ‬

‫‪24‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫ي ال ُمؤْ ِم ُن ما َح َّر َم َّ ُ‬
‫َّللا‪.‬‬ ‫َّللا ْ ْ‬
‫غي َْرة ُ َّ ِ‬ ‫قال صلى هللا عليه وسلم‪َّ :‬‬
‫صحيح البخاري‪.‬‬ ‫أن َيأ ِت َ‬ ‫غار‪ ،‬و َ‬‫َّللا َي ُ‬
‫إن َّ َ‬
‫ْ‬
‫ي ال ُمؤْ ِم ُن ما َح َّر َم عليه‪.‬‬‫غي َْرة ُ هللاِ أ َ ْن َيأ ِت َ‬
‫َار‪َ ،‬و َ‬ ‫َار‪َّ ،‬‬
‫وإن ال ُمؤْ ِمنَ َيغ ُ‬ ‫َّللا َيغ ُ‬ ‫وفي رواية مسلم‪َّ :‬‬
‫إن َّ َ‬
‫شرح الحديث السابع‪:‬‬
‫ت ال َجل ِل وال َكما ِل‪ ،‬وقد ح َّد حدودًا وشرا ِئ َع‪ ،‬وأمر األنبيا َء والمرسلين‬ ‫ف بصفا ِ‬ ‫ص ٌ‬ ‫هللا سبُحانَه وتعالى متَّ ِ‬ ‫ُ‬
‫والحرام‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اس وأعلَ َمهم بال َحل ِل‬ ‫بتبلي ِغها؛ فأقام ال ُح َّجةَ على ال َّن ِ‬
‫أتي المؤم ُن‬‫أن َي َ‬‫وأن غَيرتَه ْ‬
‫غار‪َّ ،‬‬‫سبحانه وتعالَى َي ُ‬ ‫هللا ُ‬
‫أن َ‬ ‫هللا عليه وسلَّم َّ‬‫ي صلَّى ُ‬ ‫ث يُخ ِب ُر ال َّنب ُّ‬‫وفي هذا الحدي ِ‬
‫غيره؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫ِ‬ ‫َص المؤمنَ دُونَ‬‫حار َمه‪ ،‬وخ َّ‬ ‫أتي المؤم ُن َم ِ‬‫أن غَيرتَه ثابتةٌ ألجْ ِل َّأال َي َ‬ ‫هللا‪ ،‬وم ْعناه‪َّ :‬‬ ‫حر َم ُ‬
‫ما َّ‬
‫َيره‪.‬‬
‫ظ ُم ِمن ُوقو ِعه ِمن غ ِ‬ ‫المؤمن أع َ‬ ‫ِ‬ ‫حار ِم ِمنَ‬
‫انتهاك الم ِ‬
‫َ‬
‫ق‪ ،‬بل هي صفةٌ تلي ُق‬ ‫َص بها؛ فهي ليست مما ِثلةً لغَير ِة المخلو ِ‬ ‫صفا ِته التي يخت ُّ‬ ‫نس ِ‬ ‫وغيرة ُ هللاِ تعالى من ِج ِ‬
‫ظم ِته دونَ تكييفٍ أو تشبي ٍه أو تعطي ٍل‪.‬‬ ‫ب َع َ‬
‫صف ِة الغَيرةِ هللِ سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫وفي ال َحديثِ‪ :‬إثباتُ ِ‬
‫اقتراف الم َح َّرماتِ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫التحذير ِمن‬
‫ُ‬ ‫وفيه‪:‬‬

‫‪25‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.........‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬

‫الجنة‪- .‬الشيخ ابن‬ ‫ِحكمة اليوم‪ :‬ليس الفوز أن تفوز بشيء من الدنيا بل الفوز أن تزحزح عن النار وتدخل‬
‫عثيمين رحمه هللا‪.‬‬

‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬
‫‪ -‬استغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬
‫‪ -‬أذكار بعد الصلوات‪.‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫‪ -‬أذكار الصباح‪.‬‬
‫الصفحة ( ) حتى‬ ‫‪ -‬أذكار المساء‪.‬‬
‫الصفحة ( )‪.‬‬

‫ً‬
‫اهدي أحد األشخاص مصحفا‪ ،‬فكلما قرأ منه‬
‫كان لك مثل أجره‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫َّللا القُ ْرآنَ ‪ ،‬فَهو َي ْتلُوهُ آنا َء اللَّ ْي ِل‪ ،‬وآنا َء ال َّن ِ‬
‫هار‪،‬‬ ‫س َد َّإال في ْاث َنتَي ِْن‪َ :‬ر ُج ٌل َ‬
‫علَّ َمهُ َّ ُ‬ ‫قال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ال َح َ‬
‫ي فُل ٌن‪ ،‬فَ َع ِم ْلتُ ِم ْث َل ما َي ْع َملُ‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َّللا ً‬
‫ماال فَهو يُ ْه ِل ُكهُ‬ ‫ور ُج ٌل آتاهُ َّ ُ‬ ‫جار له‪ ،‬فقا َل‪ :‬لَ ْيتَ ِني أو ِتيتُ ِم ْث َل ما أو ِت َ‬
‫س ِم َعهُ ٌ‬ ‫فَ َ‬
‫ي فُل ٌن‪ ،‬فَعَ ِم ْلتُ ِم ْث َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ل ما َي ْع َملُ‪ .‬صحيح البخاري‪.‬‬ ‫ق‪ ،‬فقا َل َر ُج ٌل‪ :‬لَ ْيتَ ِني أو ِتيتُ ِم ْث َل ما أو ِت َ‬
‫في ال َح ّ ِ‬
‫شرح الحديث الثامن‪:‬‬
‫أن َيتم َّنى المر ُء زَ وا َل ال ِّنعم ِة عن أخي ِه‪ .‬ومنه‪:‬‬ ‫عا‪ ،‬وهو ْ‬ ‫شر ً‬‫محر ٌم ْ‬ ‫َّ‬ ‫س ٌد َمذمو ٌم‬ ‫فمنه‪َ :‬ح َ‬ ‫س ُد أنواعٌ مخت ِلفة‪ِ :‬‬ ‫ال َح َ‬
‫غير تَم ِّني زَ وا ِلها عن‬ ‫غيره‪ ،‬ف َيتم َّناها لن ْف ِسه ِمن ِ‬‫يرى ِنعمةً دِين َّيةً عن َد ِ‬ ‫أن َ‬ ‫عا‪ ،‬وهو ْ‬ ‫س ٌد َمحمو ٌد ُمست َحبٌّ ْ‬
‫شر ً‬ ‫َح َ‬
‫س َد َّإال في‬ ‫ث بقو ِله‪« :‬ال َح َ‬‫ي صلَّى هللاُ عليه وسلَّم في هذا ال َحدي ِ‬ ‫عنَاه ال َّنب ُّ‬‫صاح ِبها‪ ،‬ويُس َّمى ال ِغبْطةَ‪ ،‬وهو ما َ‬
‫فاألولُ‪« :‬رج ٌل علَّمه ُ‬
‫هللا القرآنَ ‪ ،‬فهو َي ْتلُوه آنا َء‬ ‫َّ‬ ‫إن الحس َد ال يكو ُن َمحمودًا َّإال في َ‬
‫أمريْن؛‬ ‫اثنتَيْن»‪ ،‬أي‪َّ :‬‬
‫جار له‪،‬‬ ‫س ِمعه ٌ‬ ‫ت الليل والنهار‪« ،‬ف َ‬ ‫َّوام ويستَ ِم ُّر على ذلك في ساعا ِ‬ ‫هار»‪ ،‬أي‪َ :‬ي ْتلُوه على الد ِ‬ ‫اللي ِل وآنا َء ال َّن ِ‬
‫فرتَّ ْلتُه وقرأتُه ِمث َل جاري‪« ،‬ورج ٌل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ي فُل ٌن‪ ،‬ف َع ِملتُ ِمث َل ما َيع َملُ»‪ ،‬يعني‪َ :‬‬ ‫فقال‪ :‬لَيْتني أو ِتيتُ ِم ْث َل ما أو ِت َ‬
‫غيره‪،‬‬
‫َ‬ ‫ت وال ِب ِ ّر‪ ،‬فيما ينفَعُه وينفَ ُع‬ ‫الحق» فيُ ْن ِفقُه كلَّه في َّ‬
‫الطاعا ِ‬ ‫ِّ‬ ‫حلال‪« ،‬فهو يُه ِل ُكه في‬ ‫ً‬ ‫ماال»‬‫هللا ً‬‫آتاهُ ُ‬
‫ي فل ٌن‪ ،‬ف َع ِملتُ ِم ْث َل ما َيع َملُ»‪ ،‬أي‪ :‬يتم َّنى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أن‬‫الفقير ْ‬
‫ُ‬ ‫ويُرضي ربَّه‪« ،‬فقال ر ُج ٌل‪ :‬لَيْتني أو ِتيتُ ِم ْث َل ما أو ِت َ‬
‫عا‪ ،‬بل هو م َّما َي ْنبغي لل ُمسْلمين‬ ‫طه على هذه ال ِّنعم ِة‪ ،‬فهذا ليس َمذمو ًما ْ‬
‫شر ً‬ ‫يِ‪ ،‬و َيغ ِب ُ‬‫الر ُج ِل الغ ِن ّ‬
‫يكونَ ِمث َل َّ‬
‫األجر والثَّ َ‬
‫واب‪.‬‬ ‫َ‬ ‫صلوا‬ ‫سارعُ فيه؛ ليُح ِ ّ‬ ‫التَّ ُ‬
‫المذموم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫س ِد‬ ‫وفي ال َحديثِ‪ :‬توجيهٌ ونه ٌ‬
‫ي عن الح َ‬
‫الفقير‪.‬‬
‫ِ‬ ‫هللا‪ ،‬كان أفض َل ِمن‬
‫َرط الما ِل‪ ،‬وف َعل فيه ما يُرضي َ‬
‫ي إذا قام بش ِ‬ ‫وفيه‪َّ :‬‬
‫أن الغن َّ‬
‫والحض عليه‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫الخير‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وفيه‪ :‬المنافسةُ في‬

‫‪27‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.........‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬

‫ِحكمة اليوم‪ :‬تدابير هللا هي ال ُمنجية وال ُمرضية والصائبة والصالحة وإن أحزنتك‪.‬‬

‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬
‫‪ -‬استغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬
‫‪ -‬أذكار بعد الصلوات‪.‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫‪ -‬أذكار الصباح‪.‬‬
‫الصفحة ( ) حتى‬ ‫‪ -‬أذكار المساء‪.‬‬
‫الصفحة ( )‪.‬‬

‫ً‬
‫مقطعا يتحدث عن الجنة ونعيمها‪.‬‬ ‫شاهد‬

‫‪28‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫شَبابُهُ‪ .‬صحيح مسلم‪.‬‬ ‫قال صلى هللا عليه وسلم‪َ :‬من َي ْد ُخ ُل ال َج َّنةَ َي ْن َع ُم ال َي ْبأ َ ُ‬
‫س‪ ،‬ال تَ ْبلَى ِثيابُهُ وال َي ْفنَى‬
‫شرح الحديث التاسع‪:‬‬
‫عيم‬ ‫ض ُل ال َّن ِ‬ ‫وبرس ِله‪ ،‬ونَعي ُم ال َج َّن ِة أف َ‬ ‫الطائعينَ المؤمنينَ به ُ‬ ‫عدَّه ل ِعبادِه َّ‬ ‫سبحانه الَّذي أ َ‬ ‫الج َّنةُ هي َجزا ُء هللاِ ُ‬
‫َعيم أه ِل ال َج َّن ِة دائ ٌم‬‫أن ن َ‬ ‫هللا عليه وسلَّ َم في ُ‬
‫س َّن ِته؛ َّ‬ ‫ورسولُه صلَّى ُ‬ ‫ع َّز و َج َّل في ِكتا ِبه‪َ ،‬‬ ‫وأدو ُمه‪ ،‬وق ْد ذَ َك َر ُ‬
‫هللا َ‬ ‫َ‬
‫أن َيجتَ ِه َد ال ُمجتَ ِهدونَ‬ ‫عظي ٌم على ْ‬ ‫ث َ‬ ‫روج منه؛ وفي ذلك َح ٌّ‬ ‫ت أو ُخ ٍ‬ ‫ال َينقَ ِط ُع أبدًا‪ ،‬وال هُم ب ُمنقَطعينَ عنه ب َمو ٍ‬
‫العاملونَ عن طاع ِة َموالهم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫في ِعبادةِ َر ِّبهم‪ ،‬وال َي ِك َّل‬
‫عيش في‬ ‫برحم ِة هللاِ‪َ ،‬ي ُ‬ ‫أن َمن َي ْد ُخ ُل ال َج َّنةَ في اآلخرةِ َ‬ ‫هللا عليه وسلَّ َم َّ‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫ث يُخ ِب ُر ال َّنب ُّ‬ ‫وفي هذا الحدي ِ‬
‫والبؤس والبأسا ُء بمع ًنى واحدٍ‪ ،‬وهو ِش َّدة ُ الحا ِل‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫والبأس‬
‫ُ‬ ‫سا أبدًا‪،‬‬‫ِنعم ٍة دائ َم ٍة و َيتج َّد ُد نَعي ُمه‪ ،‬وال َيرى فيها بُؤ ً‬
‫رار‬ ‫ت والقَ ِ‬ ‫دار الثَّبا ِ‬
‫ألن الج َّنةَ ُ‬ ‫والعطش‪ ،‬وال َيفقَ ُر وال َيهتَ ُّم؛ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ش َّدة ُ وال ُجوعُ‬‫البأس وال ِ ّ‬‫ُ‬ ‫ف َمن د َخ َل الج َّنةَ ال َيأ ُخذُه‬
‫قيم‪.‬‬ ‫وال َّن ِ‬
‫عيم ال ُم ِ‬
‫ياب أ َ ْه ِل الج َّن ِة ال تَزا ُل‬ ‫خبار َّ‬
‫بأن ِث َ‬ ‫عيم بقَو ِله‪« :‬ال تَبلَى ِثيابُه»‪ ،‬وهَذا ِإ ٌ‬ ‫بعض ال َّن ِ‬
‫َ‬ ‫هللا عليه وسلَّ َم‬ ‫ث ُ َّم َبيَّن صلَّى ُ‬
‫ألن أه َل‬ ‫ظ ُّل شابًّا؛ َّ‬ ‫بل َي َ‬‫ب الدُّنيا‪ ،‬وال َي ْه َر ُم َمن َيد ُخلُها وال َي ِشي ُخ وال َيع َج ُز‪ْ ،‬‬ ‫بس َك ِثيا ِ‬ ‫َجديدةً‪ ،‬ال يُ َؤ ِثّ ُر فيها اللُّ ُ‬
‫دائم‪ ،‬ال َيخافونَ‬ ‫َعيم ٍ‬ ‫ي ِ و ُمس َن ِد أح َم َد‪ ،‬ف ُهم في ن ٍ‬ ‫سنةً‪ ،‬كما في ال ِتّرمذ ّ‬ ‫ث وثَلثينَ َ‬ ‫الج َّن ِة على ِس ٍّن واح َدةٍ ِس ِّن ثَل ٍ‬
‫عا ِل َما هُم فيه ِمنَ ال َّن ِ‬
‫عيم‪.‬‬ ‫سقَ َم وال ان ِقطا ً‬ ‫وت‪ ،‬فهي َج َّنةُ ال ُخلدِ‪ ،‬وال َيخافونَ الض َ‬
‫َّعف وال َه َر َم‪ ،‬وال ال َّ‬ ‫ال َم َ‬
‫غبُها فيها‪ ،‬و َيش َحذُ ال ِه َم َم لل َعم ِل لَها‪.‬‬ ‫فوس إلى الج َّن ِة ويُر ِ ّ‬ ‫ُشو ُق ال ُّن َ‬ ‫وفي هذا ما ي ّ ِ‬

‫‪29‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.........‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬
‫ظوا القُرآن للدُّنيا‪ ،‬وال لل ُمسابقاتِ‪ ،‬والجوائز‪ ،‬وال‬ ‫ِحكمة اليوم‪ :‬ال تحف ُ‬
‫يليق َّإال باألبقَى‪ ،‬احفظوهُ هلل‪ ،‬احفظوهُ‬
‫ـاس الفانية‪ ،‬فإنَّهُ أرقى وال ُ‬ ‫ب ب ِه في دنيا النَّ ِ‬
‫للك ِتسا ِ‬
‫يطلب‬
‫ُ‬ ‫ظ من‬‫ونوره في ال َحشر‪ ،‬احفظوهُ حف َ‬ ‫َ‬ ‫القبر‬
‫سه في ِ‬ ‫يطلب أ ُ ْن َ‬
‫ُ‬ ‫ظ من‬ ‫لآلخرة‪ ،‬احفظوهُ حف َ‬ ‫ِ‬
‫ت الجنان‪.‬‬ ‫االرتقاء في درجا ِ‬
‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬
‫‪ -‬استغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬
‫‪ -‬أذكار بعد الصلوات‪.‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫‪ -‬أذكار الصباح‪.‬‬
‫الصفحة ( ) حتى‬ ‫‪ -‬أذكار المساء‪.‬‬
‫الصفحة ( )‪.‬‬

‫خصص هذا اليوم للدعاء‪ ،‬يف كل األيام انت‬


‫ُ‬ ‫تدعو‪ ،‬واليوم ر‬
‫أكي‪ ،‬ادع لوالديك‪ ،‬ألصدقائك‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫رن بدعوة‪.‬‬‫إلخوتك‪ ،‬وأتمن أن تذك ي‬

‫‪30‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫فرا أو قال‬
‫ص ً‬‫فيردَّهما ِ‬
‫ي كري ٌم يستحيي من عبدِه أن يرف َع إليه ي َديْه ُ‬ ‫قال صلى هللا عليه وسلم‪َّ :‬‬
‫إن ربَّكم حي ٌّ‬
‫خائبتَيْن‪ .‬صحيح ابن ماجه‪.‬‬

‫شرح الحديث العاشر‪:‬‬


‫عبدِه‪،‬‬ ‫كرمه أال َي ُر َّد دُعا َء َ‬ ‫ومن ِ‬ ‫سبحانَه‪ِ ،‬‬ ‫ي كري ٌم و َب ٌّر رحي ٌم ُ‬ ‫كثير‪ ،‬وهو َحي ٌّ‬ ‫ٌ‬ ‫عز وج َّل على ِعبادِه‬ ‫فَض ُل هللاِ َّ‬
‫سؤا ِل بأسما ِئه‬ ‫تبارك وتعالى‪ ،‬وال ُّ‬ ‫س ِل إلى هللاِ َ‬ ‫ضوع‪ ،‬واشت َمل على التَّو ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫شوع و ُخ‬ ‫ٍ‬ ‫صةً إذا كان الدُّعا ُء ب ُخ‬ ‫وخا َّ‬
‫هللا َيق َب ُل دعوة َ ِعبادِه‪.‬‬ ‫أن َ‬ ‫الحسنى الجليل ِة الدَّالَّ ِة على كما ِل صفا ِته العظيم ِة‪ ،‬وبيَّن َّ‬
‫ي‬ ‫"إن ربَّكم َح ِي ٌّ‬ ‫هللا علَيه وسلَّم قال‪َّ :‬‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫أن ال َّنب َّ‬ ‫عنه‪َّ :‬‬ ‫هللا َ‬ ‫ضي ُ‬ ‫ي َر ِ‬ ‫الفارس ُّ‬ ‫س ْلما ُن ِ‬ ‫ث يُخ ِب ُر َ‬ ‫وفي هذا الحدي ِ‬
‫َين ِمن قَبو ِل اإلجاب ِة‪،‬‬ ‫غت ِ‬ ‫ص ْف ًرا"‪ ،‬أي‪ِ :‬‬
‫فار َ‬ ‫ُّعاء‪" ،‬ف َي ُردَّهما ِ‬ ‫عبدِه أن َيرفَ َع إليه ي َدي ِه"‪ ،‬أي‪ :‬بالد ِ‬ ‫َكري ٌم َيسْتحيي ِمن َ‬
‫االسم‪ ،‬ووصفُه َج َّل وعل‬ ‫ِ‬ ‫سبحانَه بهذا‬ ‫ي" فيه تَسميتُه ُ‬ ‫ت به‪ .‬وقوله‪َ " :‬حي ٌّ‬ ‫ع ْ‬ ‫"أو قال خا ِئ َبتَين"‪ ،‬ال تَنا ُل ما د َ‬
‫غير تكييفٍ وال تعطي ٍل‪ ،‬وال تحريفٍ‬ ‫ق ِمن ِ‬ ‫اللئ ِ‬ ‫ص فيه؛ بل على الوج ِه َّ‬ ‫ثابت على َوجْ ٍه ال َن ْق َ‬ ‫ٌ‬ ‫ب ُمقتضاه‪ ،‬وهو‬
‫بالحياء‬
‫ِ‬ ‫سبحانَه‬ ‫ف هللاِ ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫وغير ذلك؛ فو ْ‬ ‫ِ‬ ‫واز ِمهما‬ ‫اهر ِمن لَ ِ‬ ‫الظ ِ‬‫غير َم ْعناهما َّ‬ ‫جوز تأويلُهما ب ِ‬ ‫وال تمثي ٍل‪ ،‬وال َي ُ‬
‫س َّن ِة كما في هذا الحديث‪ ،‬وفي قو ِله تعالى‪ِ { :‬إ َّن‬ ‫القرآن وال ُّ‬
‫ِ‬ ‫ت في‬ ‫ور َد ْ‬ ‫ت الخبر َّي ِة التي َ‬ ‫صفا ِ‬ ‫واالستحياء من ال ِ ّ‬
‫ِ‬
‫{وهللاُ ال َي ْستَحْ ي ِ ِم ْن‬ ‫ضة فَ َما فَ ْوقَ َها} [البقرة‪ ،]26 :‬وقال تعالى‪َ :‬‬ ‫ب َمثَ ًل َما َبعُو َ‬ ‫هللا ال َي ْستَحْ ِيي أ َ ْن َيض ِْر َ‬ ‫َ‬
‫ياء المخلو ِقين‪،‬‬ ‫ف الذي َيلي ُق ب َكما ِله وجل ِله؛ فليس ك َح ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ق} [األحزاب‪ ،]53 :‬و َحياؤُه تعالى على الو ْ‬ ‫ْال َح ّ ِ‬
‫سع ِة‬ ‫ب مع َ‬ ‫س ُ‬ ‫ُعاب أو يُذَ ُّم‪ ،‬بل هو ت َْركُ ما ال يتَنا َ‬ ‫خوف ما ي ُ‬ ‫ِ‬ ‫خص عن َد‬ ‫ش َ‬ ‫سار َيعتَري ال َّ‬ ‫الَّذي هو تَغي ٌُّر وان ِك ٌ‬
‫وح ْل ِمه؛ فالعب ُد يُجا ِه ُره بالمعصي ِة مع أ َّنه أفقَ ُر شيءٍ إليه وأض َعفُه‬ ‫ع ْف ِوه ِ‬ ‫ظيم َ‬ ‫ع ِ‬ ‫رمه و َ‬ ‫رحم ِته وكما ِل ُجودِه و َك ِ‬
‫َمام قُدر ِته عليه َي ْستَحي ِمن ه ْت ِك‬ ‫الربَّ سبحانه م َع َكما ِل ِغناهُ وت ِ‬ ‫ولكن َّ‬ ‫َّ‬ ‫ل َديْه‪ ،‬و َيستَعي ُن ب ِن َع ِمه على َمعص َي ِته‪،‬‬
‫تر‪ ،‬ث َّم بع َد ذلك َي ْعفو عنه و َيغ ِف ُر‪ .‬والكري ُم هو المتح ِقّ ُق‬ ‫س ِ‬ ‫ب ال َّ‬ ‫س ْت ِره وفَضيح ِته‪ ،‬ف َيست ُ ُره بما يُه ِّيؤُه له ِمن أسبا ِ‬ ‫َ‬
‫سائل ِمنه‬ ‫ً‬ ‫مان ِل َمن سأَله‪ ،‬فإذا َرفَع إليه العب ُد ي َديْه‬ ‫الح ْر ِ‬ ‫صف ِة ِ‬ ‫ض ِل‪ ،‬الَّذي يتَرفَّ ُع عن ِ‬ ‫الكر ِم والتَّف ُّ‬
‫بأوصاف َ‬ ‫ِ‬
‫العفو؛‬ ‫َ‬ ‫ب العطا َء‪ ،‬وال َيستأ ِه ُل‬ ‫ستوج ُ‬
‫ِ‬ ‫حر َمه‪ ،‬ويتَعالى عن أن َي ُردَّه‪ ،‬وإن كان العب ُد ال َي‬ ‫َكر ُم عن أن َي ِ‬ ‫فإ َّنه يت َّ‬
‫وعز ال َي ْرضى ِح ْرمانَ ع ْبدِه وقد َم َّد إليه ي َده سا ِئ ًل منه ُمفت ِق ًرا إليه‬ ‫َّ‬ ‫ض ُل عليه؛ أل َّنه ج َّل‬ ‫فهو تعالى يتَف َّ‬
‫ص ْف ًرا خا ِئ َبتَين وقد رفَ َعهما إليه‪.‬‬ ‫المؤمن أن َي ُر َّد ي َديْه ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعز ي ُِج ُّل ق ْد َر عبدِه‬ ‫َّ‬ ‫ضا لفَض ِله‪ ،‬وهو ج َّل‬ ‫تعر ً‬ ‫ُم ِ ّ‬

‫‪31‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫ورحم ِته بعبادِه‪.‬‬ ‫سع ِة َك ِ‬
‫رم هللاِ َ‬ ‫وفي الحديثِ‪ :‬بيا ُن َ‬
‫ور ْف ِع الي َد ِ‬
‫ين فيه‪.‬‬ ‫ُّعاء هللِ َ‬
‫رغيب في الد ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫الحث والتَّ‬ ‫وفيه‪:‬‬
‫والكر ِم هللِ سبحانَه وتعالى‪.‬‬
‫َ‬ ‫وفيه‪ :‬إثباتُ صف ِة ال َح ِ‬
‫ياء‬

‫يصنع الدعاء ماال تصنعه الكفوف المواسية‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ ُ ُ‬ ‫ٌ‬


‫خيا إال‬‫وافقها عبد مسلم يسأل هللا ْ‬
‫الليل ساعة ال ي ِ‬
‫ِ‬ ‫"وف‬
‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫عظيم‬ ‫الدعاء يف الليل‬
‫ِ‬ ‫شأن‬
‫أعطاه هللا إياه"‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬

‫يدعون فأستجيبَ‬‫الث ُلث األخي من الليل يي ُل ُّربنا إىل السماء الدنيا فيقول‪" :‬من ُ‬
‫ُّ‬
‫وف‬
‫ي‬ ‫ُِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫فأغف َر له؟!"‪ .‬متفق عليه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫رن‬
‫ِ ي‬‫يستغف‬ ‫من‬ ‫!‬ ‫ه؟‬ ‫ي‬ ‫له؟! من يسأل ين فأ ِ‬
‫عط‬

‫‪33‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫‪34‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫باألمس استبشرنا بهلل شهر رمضان واليوم ودعنا ثلث الشهر‪ ،‬عشرة أيام مرت‬
‫كطرفة عين وستمر بقية األيام وربما بسرعة أكبر ونفاجأ بأن الشهر الكريم قد ودع ولن‬
‫يعود إال بعد عام وقد ندركه عندما يعود وقد ال ندركه فربما يكون هذا العام آخر عهدنا‬
‫برمضان واألعمار بيد هللا‪ ،‬أفليس من المناسب أن نقف مع أنفسنا في لحظة صدق‬
‫ونفكر ماذا قدمنا من أعمال فيما مضى من أيام‪ ،‬كم قرأنا من القرآن حتى اآلن؟ كيف‬
‫كانت محافظتنا على صلة الجماعة؟ كيف كانت محافظتنا على صلة التراويح؟ بر‬
‫الوالدين؟ صلة الرحم؟ الصدقة؟ غض البصر؟ حفظ السمع؟ إفطار صائم؟ مساعدة‬
‫المحتاجين؟ الدعاء للمجاهدين؟ إلى آخره من أعمال البر والخير التي تضاعف أجورها‬
‫في رمضان؟‬
‫فمن وجد في نفسه خيراً فليحمد هللا وليستزيد‪ ،‬ومن وجد غير ذلك فليتدارك نفسه‬
‫وليلحق بالركب فما زال في الزمن بقية والفرصة قائمة‪ ،‬فليشمر وليعزم وليتقوى‬
‫بالصبر واالحتساب حتى ال يندم إذا ما رحل رمضان وهو مازال مقيم على الكسل‬
‫والتقصير! * ُمقتبس‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫كتب د‪ .‬خالد أبو شادي عشر وصايا للمشغولين ومن ضاقت أوقاتهم‪ ،‬في رمضان‪:‬‬
‫‪ .1‬اتق المحارم تكن أعبد الناس‪:‬‬
‫إن أردت أن تسبق القائم الصائم‪ ،‬فاحترز من الذنوب‪ ،‬ويشمل هذا‪:‬‬
‫صيانة لسانك عن ذكر الناس‪ ،‬وصيانة بصرك عن النظر إلى المحرمات على الشاشات وفي‬
‫الطرقات وفي الخلوات‪.‬‬
‫‪ .2‬المشغول أحرص على وقته‪:‬‬
‫ويدرك قيمة الدقيقة أيها المشغول‪ ،‬فيكون أشد حرصا عليها من الفارغ كي ال تضيع‪.‬‬
‫‪ .3‬احرص على الفرائض‪:‬‬
‫صلة الفجر في جماعة خير من قيام الليل كله‪ ،‬والتورع عن جنيه رشوة خير من التصدق بآالف‬
‫الجنيهات‪ ،‬وأحب ما تقرب به العبد إلى ربه ما افترضه هللا عليه‪.‬‬
‫‪ .4‬واظب على القليل يكثر‪:‬‬
‫ي عدم انتظامه في قراءة القرآن‪ :‬اقرأ بعد كل صلة فريضة ربعا أو ربعين من القرآن‪،‬‬
‫لمن شكا إل َّ‬
‫فل تفارق مصلك حتى تقرأه‪ ،‬وستختم القرآن بسهولة‪ ،‬وتحافظ على ذلك في رمضان وبعد‬
‫رمضان‪.‬‬
‫‪ .5‬تحرر من هاتفك‪:‬‬
‫لو جعلت بدال من مطالعتك لصفحتك وهاتفك كل خمس دقائق‪ ،‬نظرا في مصحف إلكتروني على‬
‫هاتفك‪ ،‬لختمت القرآن عدة مرات في رمضان‪ ،‬وتحررت من إدمان الهانف المحمول‪.‬‬
‫‪ .6‬النية الصادقة كنر ثمين‪:‬‬
‫ان ِو صادقا أن لو كان لديك متسع من الوقت‪ ،‬لبادرت بقيام أطول وذكر أعظم‪ ،‬وختمات القرآن‬
‫أكثر‪ ،‬فهذه النية الصادقة ترفعك إلى مقام العابدين المجتهدين ولو لم تعمل مثل عملهم‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫‪ .7‬اغتنم أهم ساعتين في رمضان‪:‬‬
‫‪ -‬قبل الفجر بساعة‪ :‬اغتنمها في عبادتين‪:‬‬
‫الساعة األولى‪ :‬السحور‪ ،‬فإن هللا وملئكته يصلون على المتس ِ ّحرين‪ ،‬وصلة هللا رحمة‪ ،‬وصلة‬
‫الملئكة‪ :‬دعاء بالمغفرة والرحمة‪.‬‬
‫الساعة الثانية‪ :‬الدعاء واالستغفار‪ ،‬فأقرب ما يكون الرب من عبده في هذه الساعة‪.‬‬
‫‪ -‬قبل اإلفطار‪ :‬فللصائم عند فطره دعوة مستجابة‪.‬‬
‫‪ .8‬ج ّدِد نيتك‪:‬‬
‫تحول العادات إلى عبادات‪ ،‬فكيف لو كانت‬
‫في دراستك وعملك بخدمة الناس ونفع الخلق‪ ،‬فالنيات ّ ِ‬
‫في رمضان؟!‬
‫‪ .9‬يوم أجازتك أعظم ثوابا وأكثر إفادة‪:‬‬
‫ال تضيع يوم الجمعة في رمضان‪ ،‬فهو أعظم أيام األسبوع‪ ،‬فكيف به في رمضان؟‬
‫وإن كنت مشغوال خلل األسبوع في العمل‪ ،‬فل تضيع االعتكاف يوم الجمعة في المسجد بعد‬
‫الفجر وحتى الشروق‪ ،‬وال التبكير إلى صلة الجمعة‪ ،‬فثوابها مضاعف‪ ،‬والحرص عليها أسهل‪.‬‬
‫‪ .10‬ليس كل العبادات تحتاج إلى أوقات‪ ،‬فبعضها يحتاج سماحة نفس كالعفو عن المسيء وصلة‬
‫الرحم المقطوعة‪ ،‬وبعضها يحتاج إلى إيثار وزهد كالصدقات‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.........‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬

‫عمرك جيداً‪ ،‬فهو رأس مالك الذي تُبني عليه تجارتك‪ ،‬فكيف إذا ضاع؟‬ ‫ِحكمة اليوم‪ :‬احرص على ثواني ُ‬
‫عمرك فيما أفنيته! فهل أعددت الزاد أم أنك تتخبط بين وسائل التواصل بل هدف‬‫وتذكر بأنك ستُسأل عن ُ‬
‫سدى!‬
‫عمرك يا مسكين ُ‬‫ويذهب ُ‬
‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬
‫‪ -‬استغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬
‫‪ -‬أذكار بعد الصلوات‪.‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫‪ -‬أذكار الصباح‪.‬‬
‫الصفحة ( ) حتى‬ ‫‪ -‬أذكار المساء‪.‬‬
‫الصفحة ( )‪.‬‬

‫صىل صالة توبة‪ ،‬جميعنا لدينا ذنوب‪ ،‬ولهذه‬


‫ي‬
‫الصالة فضل عظيم‪.‬‬
‫سيكون هدف صالة التوبة موجود بشكل‬
‫وتصليها ً‬‫ُ‬
‫يوميا‪.‬‬ ‫يوم‪ ،‬لتعتاد عليها‬
‫ي‬

‫‪38‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫الطهور‪ ،‬ثم‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫فيحسن‬ ‫يتطهر‬
‫ُ‬ ‫ذنب ذنبًا ثم‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ما من عب ٍد يُ ُ‬
‫يتوب َّ ِ‬
‫َّلل من ذن ِبه‪ ،‬إال تاب هللاُ علي ِه‪ .‬أخرجه أبو داوود والترمذي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يص ِلّي ركعتين ثم‬
‫شرح الحديث الحادي عشر‪:‬‬
‫معنى إحسان الطهور هو‪ :‬أن يتوضأ وضو ًءا مستوفيًا لشروطه وأركانه غير مخل بشيء من فروضه‪.‬‬
‫يرشد الحديث المسلم إلى المسارعة في االستغفار عند الوقوع في الذنب؛ رغبة بعفو هللا ‪-‬سبحانه وتعالى‪-‬‬
‫‪ ،‬كما ويبشر هذا الحديث المسلم التائب بأن هللا ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬يقبل توبته إذا توافرت فيها عدة شروط‪:‬‬
‫الشرط األول‪ :‬إسباغ الوضوء وهو أن يتوضأ وضو ًء صحيحا ً تاما ً كما كان النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬‬
‫يتوضأ‪ ،‬وقد فصل عثمان بن عفان ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬في حديثه كيفية هذا الوضوء‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬أن يصلي ركعتين نافلتين يخشع فيهما فيتفكر في اآليات التي يقرؤها‪ ،‬مع استحضار عظمة‬
‫هللا ‪-‬تعالى‪ -‬ووقوفه بين يديه‪ ،‬وهذا المقصود من قوله ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪( :-‬ال يحدث فيهما نفسه)‪ ،‬فل‬
‫يفكر بأمور الدنيا وهو يصلي؛ وأنه ال يسترسل في الخواطر التي ال علقة لها بالصلة‪ ،‬فإذا هجمت عليه‬
‫هذه الخواطر فدفعها فهذا معفو عنه‪.‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬االستغفار وهو طلب العفو من هللا ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬على الذنب الذي وقع فيه‪ .‬فوائد الحديث‬
‫استدل العلماء بهذا الحديث على مشروعية صلة التوبة‪ ،‬وهي الركعتان المذكورتان بهذا التفصيل؛ والتي‬
‫ذكرها حديث أبي بكر وحديث عثمان ‪-‬رضي هللا عنه‪ ،-‬أما الشروط والتفاصيل التي يذكرها بعض الناس‬
‫في صلة التوبة؛ مثل تعيين تلوة بعض السور القرآنية‪ ،‬وتعيين بعض الهيئات‪ ،‬واألحوال والشروط؛ فل‬
‫أصل لها‪.‬‬
‫شروط التوبة مما له تعلق مباشر بهذا الحديث ما ذكره العلماء من شروط صحة التوبة؛ التي يرجى لمن‬
‫حققها أن يقبل هللا ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬توبته‪ ،‬وهي‪ :‬اإلقلع عن الذنب‪ .‬الندم على فعله‪ .‬العزم على عدم‬
‫العودة إليه‪ .‬رد الحقوق‪ ،‬إذا ترتب على الذنب كفارة‪ ،‬أو قضاء‪ ،‬أو رد الحق إلى صاحبه‪ ،‬أو المسامحة‬
‫فيه؛ فل تصح التوبة إال بذلك‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.........‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬

‫"إن هللِ عن َد ُك ِّل ِش َّدةٍ َر ْح َمة‪".‬‬


‫ِحكمة اليوم‪َّ :‬‬
‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬
‫‪ -‬استغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬
‫‪ -‬أذكار بعد الصلوات‪.‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫‪ -‬أذكار الصباح‪.‬‬
‫الصفحة ( ) حتى‬ ‫‪ -‬أذكار المساء‪.‬‬
‫الصفحة ( )‪.‬‬

‫اجلس جلسة ِذكر‪ ،‬أنت وسجادتك‬


‫ومسبحتك فقط‪ ،‬اكتب عىل ورقة االذكار‬
‫الن ستقرأها‪ ،‬استغفار‪ ،‬حوقلة‪ ،‬صالة عىل‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫النن‪ ،‬تسبيح‪ ،‬الباقيات الصالحات‪ ،‬واألذكار‬
‫ي‬
‫حصي لقلبك‬ ‫ْ‬ ‫وه حصن‬ ‫صاحن‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫كثية يا‬ ‫ْ‬
‫وروحك فال رتيكها‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫وخير لَ ُكم‬
‫ٌ‬ ‫بخير أعما ِل ُكم‪ ،‬وأزكاها عن َد ملي ِك ُكم‪ ،‬وأرف ِعها في درجا ِت ُكم‬
‫ِ‬ ‫قال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬أال أن ِّبئ ُ ُكم‬
‫فتضربوا أعناقَ ُهم ويضربوا أعناقَ ُكم؟ قالوا‪ :‬بلَى‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وخير لَ ُكم من أن تلقَوا َّ‬
‫عدو ُكم‬ ‫ٌ‬ ‫ق‪،‬‬
‫والور ِ‬
‫ِ‬ ‫ق الذَّه ِ‬
‫ب‬ ‫ِمن إنفا ِ‬
‫َّللاِ من ِذ ْك ِر َّ‬
‫َّللاِ‪ .‬صحيح الترمذي‪.‬‬ ‫ب َّ‬‫َّللاِ تَعالى‪ .‬قا َل معاذُ ب ُن جب ٍل‪ :‬ما شَي ٌء أنجى ِمن عذا ِ‬
‫قا َل‪ِ :‬ذ ْك ُر َّ‬
‫شرح الحديث الثاني عشر‪:‬‬
‫س ِّيئاتِ‪ ،‬وقد حثَّنا‬ ‫هللا تعالى به ال َّ‬ ‫القلب‪ ،‬و َير َف ُع الدَّرجاتِ‪ ،‬و َي ْمحو ُ‬ ‫َ‬ ‫طم ِئ ُن‬ ‫هللا تَعالَى فوائ ُد كثيرةٌ؛ فهو يُ َ‬ ‫ِكر ِ‬ ‫لذ ِ‬
‫ِكر‪ ،‬وبيَّن لنا أ َّنه يكو ُن في ك ِّل األوقاتِ؛ كما في هذا الحديثِ‪،‬‬ ‫اإلكثار ِمن الذّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫هللا علَيه وسلَّم على‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫ال َّنب ُّ‬
‫بخير أعما ِلكم"‪ ،‬أي‪ :‬أُخ ِب ُركم وأ ُ ْع ِل ُمكم‬ ‫ِ‬ ‫"أال"‪ ،‬أي‪ :‬هَل‪" ،‬أُن ِّبئُكم‬ ‫حيث َيقو ُل صلَّى هللاُ علَيه وسلَّم ألصحا ِبه‪َ :‬‬ ‫ُ‬
‫المالك‪،‬‬
‫ِ‬ ‫"وأزكاها"‪ ،‬أي‪ :‬أ َ ْنماها وأط َه ِرها وأنقاها‪ ،‬عن َد " َملي ِككم"‪ ،‬المليكُ ب َم ْعنى‬ ‫ْ‬ ‫وأشر ِفها‪،‬‬
‫َ‬ ‫بأفض ِل أعما ِلكم‬
‫ناز ِلكم في الج َّن ِة‬ ‫عز وج َّل؛ فهو ال َم ِلكُ والما ِلكُ سبحانه وتعالى‪" ،‬وأرفَ ِعها في َد َرجا ِتكم"‪ ،‬أي‪َ :‬م ِ‬ ‫هللا َّ‬ ‫وهو ُ‬
‫المعروف‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ب"‪ ،‬وهو المع ِد ُن‬ ‫ق و َب ْذ ِل أموا ِلكم ِمن "الذَّه ِ‬ ‫ق"‪ ،‬أي‪ :‬التَّص ُّد ِ‬ ‫"وخير لَ ُكم ِمن إنفا ِ‬ ‫ٍ‬ ‫يوم القيام ِة‪،‬‬ ‫َ‬
‫ار لل ِقتا ِل‪" ،‬فتَض ِْربوا أعناقَهم"؛ وذلك بأن‬ ‫عدوكم" ِمن ال ُكفَّ ِ‬ ‫"وخير لكم ِمن أن ت َْلقَ ْوا َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ض ِة‪،‬‬
‫ق"‪ ،‬أي‪ :‬ال ِف َّ‬ ‫"والو ِر ِ‬
‫َ‬
‫ي ِ صلَّى ُ‬
‫هللا‬ ‫صحابةُ ال َّنب ّ‬ ‫فوس‪" ،‬قالوا"‪ ،‬أي‪َ :‬‬ ‫تَقتُلوهم‪" ،‬و َيض ِْربوا أعناقَكم؟" بأن َيقتُلوكم‪ ،‬وهذا بيا ٌن ِل َب ْذ ِل ال ُّن ِ‬
‫واب العظي ُم‪" ،‬قال" رسو ُل هللاِ‬ ‫الحاضرون معَه‪" :‬بلى"‪ ،‬أي‪ :‬أخ ِب ْرنا بهذا الع َم ِل الَّذي له هذا الثَّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫علَيه وسلَّم‬
‫ت والحاالتِ‪" ،‬قال ُمعاذُ ب ُن‬ ‫جميع الهيئا ِ‬
‫ِ‬ ‫ت وعلى‬ ‫هللا علَيه وسلَّم‪ِ " :‬ذ ْك ُر هللاِ تعالى"‪ ،‬في ك ِّل األوقا ِ‬ ‫صلَّى ُ‬
‫عنه‪:‬‬ ‫هللا َ‬
‫ضي ُ‬ ‫ي َر ِ‬ ‫ي الخزرج ُّ‬ ‫عمرو األنصار ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫بن‬‫ب ِ‬ ‫بن كع ِ‬ ‫يِ ِ‬ ‫ع ِد ّ‬
‫بن َ‬ ‫بن عائ ِذ ِ‬ ‫أوس ِ‬ ‫بن ِ‬ ‫مرو ِ‬ ‫ع ِ‬‫ابن َ‬ ‫َجب ٍل"‪ِ ،‬‬
‫خطه‬ ‫س ِ‬‫ب هللاِ" و ِعقا ِبه و َ‬ ‫عذا ِ‬
‫"من َ‬ ‫يوم القيام ِة‪ِ ،‬‬ ‫األشياء الَّتي َي ْنجو بها العب ُد َ‬ ‫ِ‬ ‫"ما شي ٌء أ ْن َجى"‪ ،‬أي‪ :‬أع َ‬
‫ظ ُم‬
‫جميع الهيئاتِ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ت وعلى‬ ‫جميع األوقا ِ‬ ‫ِ‬ ‫"من ِذ ْك ِر هللاِ" تعالى في‬ ‫وناره‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬
‫طوعاتِ‪ ،‬وتَقو ُم َمقا َمها‪ ،‬سوا ٌء‬ ‫َنوب عن التَّ ُّ‬‫فإن إدامةَ ال ِذّ ْك ِر ت ُ‬ ‫َكر ِمه عليهم؛ َّ‬ ‫وهذا ِمن فَض ِل هللاِ على ِعبادِه وت ُّ‬
‫ي‬ ‫أن ال َّنب َّ‬
‫ي هللاُ عنه َّ‬ ‫ث أبي هُريرة َ ِ‬
‫رض َ‬ ‫مسلم ِمن حدي ِ‬ ‫ٍ‬ ‫حيح‬
‫ص ِ‬ ‫كانَت ب َدن َّيةً أو مال َّيةً‪ ،‬وقد جاء ذلك صري ًحا في َ‬
‫دركون به َمن س َبقَكم‪ ،‬وتَ ْس ِبقون به َمن َب ْع َدكم‪ ،‬وال َيكو ُن أ َح ٌد‬ ‫هللا علَيه وسلَّم قال‪" :‬أفَل أُع ِلّ ُمكم شيئًا ت ُ ِ‬ ‫صلَّى ُ‬
‫ف‬ ‫ض َل ِم ْنكم َّإال َمن صنَع ِمث َل ما صنَعتُم؟ قالوا‪َ :‬بلى يا رسو َل هللاِ! قال‪ :‬تُس ِّبحون وتَحْ َمدون وتُك ِّبرون خ َْل َ‬ ‫أف َ‬
‫ج والعمرةِ والجهادِ‪ ،‬وأخ َبر أ َّنهم َيس ِبقونهم‬ ‫ضا لهم ع َّما فاتَهم ِمن الح ّ ِ‬ ‫الحديث‪ ،‬فج َعل ال ِذّ ْك َر ِع َو ً‬ ‫َ‬ ‫ك ِّل صلةٍ"‪،‬‬

‫‪41‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫ص َدقا ِتهم و ِعبا َد ِتهم ب َما ِلهم التَّع ُّب َد بهذا ال ِذّ ْك ِر‪،‬‬
‫ع ِملوا به فج َمعوا إلى َ‬ ‫س ِمع أه ُل الد ِ‬
‫ُّثور بذلك َ‬ ‫بهذا ال ِذّ ْك ِر‪ ،‬فل َّما َ‬
‫فحازوا الفَضيلتَين‪.‬‬
‫رف‪.‬‬
‫ش ِ‬ ‫َفاوتُ األعما ِل في ال َّ‬
‫اإلكثار ِمنه‪ ،‬وت ُ‬
‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫والحث على‬ ‫وفي الحديثِ‪ :‬فض ُل الذّ ِ‬
‫ِكر‬
‫اليسير‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بير على العم ِل‬ ‫ض ُل بالثَّوا ِ‬
‫ب ال َك ِ‬ ‫هللا َّ‬
‫عز وج َّل َيتف َّ‬ ‫أن َ‬ ‫وفيه‪َّ :‬‬

‫‪42‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.........‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬

‫ِحكمة اليوم‪ :‬إذا غيرت طريقتك في التفكير فربما لن يتغير العالم كله‪ ،‬ولكن الذي سيتغير بالتأكيد هو‬
‫عالمك أنت‪ ،‬التفكير اإليجابي سيجعلك تنظر بطريقة مختلفة لَلمور من زوايا أخرى سترى الفرص أمامك‬
‫وسترضى بما لديك وبما أنت فيه‪.‬‬

‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬
‫‪ -‬استغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬
‫‪ -‬أذكار بعد الصلوات‪.‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫‪ -‬أذكار الصباح‪.‬‬
‫الصفحة ( ) حتى‬ ‫‪ -‬أذكار المساء‪.‬‬
‫الصفحة ( )‪.‬‬

‫علق ِذ ً‬
‫كرا يف مكان عام‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫عقُو ُق‬ ‫َّللاِ‪ ،‬قا َل‪ :‬اإل ْشراكُ َّ‬


‫باَّللِ‪ ،‬و ُ‬ ‫قال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬أَال أ ُ ْخ ِب ُر ُك ْم بأ َ ْك َب ِر ال َكبا ِئ ِر؟ قالوا‪َ :‬بلَى يا َرسو َل َّ‬
‫ت‪.‬‬ ‫س َك َ‬‫ور‪ ،‬فَما زا َل يُ َك ِ ّر ُرها حتَّى قُ ْلنا‪ :‬لَ ْيتَهُ َ‬ ‫س‪ ،‬فقا َل‪َ :‬أال وقَ ْو ُل ُّ‬
‫الز ِ‬ ‫الوا ِل َدي ِْن‪[ .‬وفي رواية]‪ :‬وكانَ ُمتَّ ِكئًا فَ َجلَ َ‬
‫صحيح البخاري‪.‬‬

‫شرح الحديث الثالث عشر‪:‬‬


‫نوب ال ِعظا ُم الَّتي تَعلَّقَ بها َوعي ٌد‬ ‫والكبائر هي الذُّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫الكبائر‪،‬‬
‫ُ‬ ‫غائر ومنها‬ ‫ص ُ‬ ‫ؤم ُن منها ال َّ‬ ‫وب الَّتي يقَ ُع فيها ال ُم ِ‬ ‫ذُّنُ ُ‬
‫والزنَا‪ ،‬ونح ِو ذلك مما َب َّينَه القُرآ ُن الكري ُم‬ ‫ِّ‬ ‫ب ال َخ ْم ِر‬ ‫شر ِ‬ ‫عقوبةٌ في الدُّنيا‪َ ،‬كالقت ِل و ُ‬ ‫في اآلخرةِ‪ ،‬أو َح ٌّد و ُ‬
‫س َّنةُ الن َب ِو َّيةُ‪.‬‬ ‫وال ُّ‬
‫وأعظمها‪ ،‬وهي اإلشراكُ ِباهللِ‪ ،‬وهو‬ ‫ِ‬ ‫الكبائر‬
‫ِ‬ ‫بأكبر هذه‬‫ِ‬ ‫هللا عليه وسلَّم‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫ث يُخ ِب ُر ال َّنب ُّ‬
‫وفي هذا الحدي ِ‬
‫شركُ‬ ‫غير ذلك‪ ،‬والثَّاني‪ :‬هو ال ِ ّ‬ ‫ش َج ٍر أو ِ‬ ‫جر أو َ‬ ‫غيره؛ ِمن َح ٍ‬ ‫أن َيج َع َل العب ُد هللِ ِندًّا و َيعبُ َد َ‬ ‫نوعان؛ أحدُهما‪ْ :‬‬ ‫ِ‬
‫عل ُم‬ ‫ط ِل ُع عليه َّإال َّ‬ ‫فوس‪ ،‬وهذا ال َي َّ‬ ‫ب وخَفايا ال ُّن ِ‬ ‫ب إلى أعما ِل القُلو ِ‬ ‫تسر ُ‬‫الريا ُء‪ ،‬وهو‪ :‬ما َي َّ‬ ‫ي‪ ،‬وهو ِ ّ‬ ‫ال َخ ِف ُّ‬
‫الغُيو ِ‬
‫ب‪.‬‬
‫ي صلَّى هللاُ عليه وسلَّم ُمتَّ ِكئًا‪،‬‬ ‫الوفاء ب َح ِقّهما‪ ،‬وكان ال َّنب ُّ‬ ‫ِ‬ ‫عقو ُق الوال َدي ِْن» وهو اإلساءة ُ إليهما وع َد ُم‬ ‫«و ُ‬
‫ور»‪،‬‬ ‫الز ِ‬ ‫وقو ُل ُّ‬ ‫والتحذير منه‪ ،‬وقال‪َ :‬‬
‫«أال ْ‬ ‫ِ‬ ‫س ِته للتَّنبي ِه على أهم َّي ِة ما يقو ُل‬ ‫هللا عليه وسلَّم في ِج ْل َ‬ ‫فاعتَ َدل صلَّى ُ‬
‫ُكر ُرها‬ ‫هللا عليه وسلَّم ي ِ ّ‬ ‫ظ َّل صلَّى ُ‬ ‫وغيرها‪ ،‬و َ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫شهادا ِ‬ ‫ِب في القَو ِل وال َّ‬ ‫ور‪ :‬هو الباطلُ‪ ،‬و َيش َم ُل ال َكذ َ‬ ‫والز ُ‬ ‫ُّ‬
‫هللا عليه‬ ‫شفَقةً عليه صلَّى ُ‬ ‫الخوف‪ ،‬أو َ‬‫ِ‬ ‫كت»؛ ِل َما َحص َل لهم ِمنَ‬ ‫س َ‬‫حتَّى قال أصحابُه في أُنف ِسهم‪« :‬لَيتَه َ‬
‫وسلَّم وكراهيةً ِلما يُز ِع ُجه‪.‬‬
‫ين؛‬ ‫األولَ ِ‬ ‫وكرره دون َّ‬ ‫استقباحه‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ور تنبي ًها على‬ ‫الز ِ‬ ‫التحذير ِمن قَو ِل ُّ‬ ‫َ‬ ‫هللا عليه وسلَّم‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫كرر ال َّنب ُّ‬ ‫وقد َّ‬
‫فهول صلَّى هللاُ عليه وسلَّم أ ْم َره ونفَّ َر عنه حين‬ ‫أمره‪ ،‬فيظ ُّنون أ َّنه أقَ ُّل ِمن سا ِب ِقه‪َّ ،‬‬ ‫اس َي ُهو ُن عليهم ُ‬ ‫ألن ال َّن َ‬ ‫َّ‬
‫بـ«أال» التي تفي ُد‬ ‫َ‬ ‫الجلوس وكان مت ِكئًا‪ ،‬واستفتا ُحه‬ ‫ُ‬ ‫كرره‪ ،‬وقد حصل في مبالغ ِة ال َّنهي ِ عنه ثلثةُ أشيا َء‪:‬‬ ‫َّ‬
‫وتكرير ِذ ْك ِره‪.‬‬‫ُ‬ ‫ب وإقبالَه على سما ِعه‪،‬‬ ‫ط ِ‬ ‫تنبيهَ المخا َ‬
‫صاح َبها المها ِل َك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ور ُد‬ ‫التحذير ِمن هذه الكبا ِئ ِر التي ت ُ ِ‬ ‫ُ‬ ‫وفي ال َحديثِ‪:‬‬

‫‪44‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.........‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬

‫ِحكمة اليوم‪ :‬وعندما تقو ُل له يا هللا د ِبّر لي أمري فإني ال أُحسن التدبير أتظنُّه يتر ُك َك؟‬
‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬
‫‪ -‬استغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬
‫‪ -‬أذكار بعد الصلوات‪.‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫‪ -‬أذكار الصباح‪.‬‬
‫الصفحة ( ) حتى‬ ‫‪ -‬أذكار المساء‪.‬‬
‫الصفحة ( )‪.‬‬

‫المسامحة والعفو ‪ ..‬سامح لوجه هللا كل من‬


‫سء صعب ولذلك فضله‬ ‫ر‬
‫أساء إليك‪ ،‬هذا ي‬
‫ُ‬
‫واعف‪،‬‬ ‫كبي عند هللا‪ ،‬فسامح لوجه هللا‬‫ْ‬
‫حن إن كانوا ال يستحقون فتذكر أن هللا‬‫ر‬
‫المحسني‪.‬‬
‫ْ‬ ‫يحب‬

‫‪45‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫ع ْبدًا ب َع ْف ٍو َّإال ِع ًّزا‪ ،‬وما تَوا َ‬


‫ض َع أ َح ٌد ََّّللِ‬ ‫ص َدقةٌ ِمن ما ٍل‪ ،‬وما زا َد َّ ُ‬
‫َّللا َ‬ ‫قال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ما َنقَ َ‬
‫ص ْ‬
‫ت َ‬
‫َّإال َرفَ َعهُ َّ ُ‬
‫َّللا‪ .‬صحيح مسلم‪.‬‬

‫شرح الحديث الرابع عشر‪:‬‬


‫أسباب‬
‫َ‬ ‫ط ُع المتص ِ ّد ُق‬ ‫قراء‪ ،‬وبها َيق َ‬ ‫صدقةُ الما ِل تُط ِ ّه ُره وتَزي ُد البركةَ فيه؛ فإ َّنها تكو ُن طاعةً هللِ‪ ،‬وإغنا ًء للفُ ِ‬ ‫َ‬
‫فوس‪.‬‬‫ش ِ ّر في ال ُّن ِ‬ ‫ال َّ‬
‫َقص الما ِل‪َ ،‬ب ْل تَزي ُد‬ ‫سببًا في ن ِ‬ ‫ص َدقةَ ال تكو ُن َ‬ ‫هللا عليه وسلَّ َم أ َّنه ال َّ‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫ث يُ َب ِّي ُن ال َّن ِب ُّ‬‫وفي هذا الحدي ِ‬
‫ص َو ُرها في ال َّن ْف ِس واأله ِل‪ ،‬وفي الما ِل ذا ِته‪ ،‬وأ َّنه‬ ‫بأن َين َج ِب َر ِبالبرك ِة‪ ،‬والَّتي تَتع َّد ُد ُ‬ ‫طى منه ْ‬ ‫أضعاف ما يُع َ‬ ‫َ‬
‫وزيادة ً إلى أضعافٍ َكثير ٍة‪.‬‬ ‫َقصه ِ‬ ‫برا لن ِ‬ ‫ب عليها َج ً‬ ‫ب المرتَّ ِ‬ ‫صورتُه كان في الثَّوا ِ‬ ‫صت ُ‬ ‫ْ‬
‫وإن َنقَ َ‬
‫ب في‬ ‫عظمةً في القلو ِ‬ ‫االنتقام َّإال ِع ًّزا و َ‬
‫سيادة ً و َ‬ ‫ِ‬ ‫عف ِوه عن شَيءٍ مع قُدرت ِه على‬ ‫ب َ‬ ‫سب ِ‬ ‫هللا ع ْبدًا ِب َ‬ ‫وأ َّنه ما زا َد ُ‬
‫أجْره يكو ُن في اآلخرةِ ِع َّزة ً عن َد هللاِ‪.‬‬ ‫أن َ‬ ‫أن يكونَ المرا ُد َّ‬ ‫الدُّنيا‪ ،‬ويُم ِك ُن ْ‬
‫َيره‪ ،‬ب ْل‬‫ضغ ِ‬ ‫ب إلى هللاِ دُونَ غ ََر ٍ‬ ‫قر ِ‬ ‫رجاء التَّ ُّ‬
‫ِ‬ ‫سه عن َمرتب ٍة َيستحقُّها؛ ِل‬ ‫بأن أَنزَ َل ْنف َ‬ ‫ض َع أح ٌد هللِ؛ ْ‬ ‫وأ َّنه ما تَوا َ‬
‫ب عنها؛‬ ‫واالنتهاء عن نَه ِيه‪ ،‬و ُمشاهد ِته ِلحقارةِ ال َّن ْف ِس‪ ،‬و َن ْفي ِ العُج ِ‬ ‫ِ‬ ‫أمره‪،‬‬
‫ائتمار ِ‬
‫ِ‬ ‫عبود َّيةً في‬ ‫ض َع هللِ ِرقًّا و ُ‬ ‫تَوا َ‬
‫ضه‪:‬‬ ‫االنكسار والتَّذلُّلُ‪ ،‬ونَقي ُ‬ ‫ُ‬ ‫ض ُع هو‬ ‫اآلخرةِ‪ ،‬أو فيهما معًا‪ .‬والتَّوا ُ‬ ‫َّإال رفَعَه هللاُ تعالَى في ال ُّد ْنيا‪ْ ،‬أو َرفَعَه في ِ‬
‫التَّكب ُُّر والتَّرفُّ ُع‪.‬‬
‫صدق ِة‪.‬‬ ‫وفي الحديثِ‪ :‬بيا ُن َفض ِل ال َّ‬
‫اس‪.‬‬ ‫ب ال َّن ِ‬ ‫ظ َم في قلو ِ‬ ‫ع ُ‬‫فح سا َد و َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ف ِبالعف ِو وال َّ‬ ‫ع ِر َ‬
‫وأن َمن ُ‬ ‫فح‪َّ ،‬‬ ‫ص ِ‬ ‫وفيه‪ :‬بيا ُن فَض ِل العف ِو وال َّ‬
‫سبحانَه وتَعالَى‪.‬‬ ‫وفيه‪َ :‬بيا ُن فَض ِل التَّوا ُ‬
‫ض ِع هللِ ُ‬

‫‪46‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.........‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬

‫وامض حياتك ُمطمئن‬


‫ِ‬ ‫ِحكمة اليوم‪ :‬ال تُرهق نفسك بكثرة التفكير‪َ ،‬‬
‫ووكل جميع امورك هلل‬
‫متيقن بأن جميع ما يحدث لك خيرة‪.‬‬

‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬
‫‪ -‬استغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬
‫‪ -‬أذكار بعد الصلوات‪.‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫‪ -‬أذكار الصباح‪.‬‬
‫الصفحة ( ) حتى‬ ‫‪ -‬أذكار المساء‪.‬‬
‫الصفحة ( )‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫برنامجا هادفا‪.‬‬ ‫شاهد‬

‫‪47‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫ورسولُهُ‬ ‫عن أبي هريرة رضي هللا عنه أن رسول هللا صل هللا عليه وسلم قال‪ :‬أَتَ ْد ُرونَ ما ال ِغي َبةُ؟ قالوا‪ُ َّ :‬‬
‫َّللا َ‬
‫إن كانَ فيه ما تَقُو ُل فَقَ ِد‬ ‫أخي ما أقُولُ؟ قا َل‪ْ :‬‬ ‫إن كانَ في ِ‬ ‫أخاك بما َي ْك َرهُ‪ .‬قي َل‪ :‬أفَ َرأَي َ‬
‫ْت ْ‬ ‫َ‬ ‫أ ْعلَ ُم‪ ،‬قا َل‪ِ :‬ذ ْك ُر َك‬
‫وإن لَ ْم َي ُك ْن فيه فقَ ْد َب َهتَّهُ‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬
‫ا ْغتَ ْبتَهُ‪ْ ،‬‬
‫شرح الحديث الخامس عشر‪:‬‬
‫ب‪ ،‬وهي ِمن أكثَ ِرها‬ ‫بائر الذُّنو ِ‬
‫ظا‪ ،‬فجعَلَها ِمن َك ِ‬ ‫ق‪ ،‬و َح َّرم ال ِغيبةَ تَحري ًما ُمغَلَّ ً‬ ‫ساوئ األخل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ع ْن َم‬ ‫نَهانا اإلسل ُم َ‬
‫اس‪ ،‬حتَّى إ َّنه ال َيكا ُد َي ْسلَ ُم منها َّإال القلي ُل ِمن ال َّن ِ‬
‫اس‪.‬‬ ‫انتشارا بيْن ال َّن ِ‬
‫ً‬
‫هللا عليه وسلَّ َم أصحا َبه‪« :‬أَت ْد ُرونَ »‪ ،‬أي‪ :‬أَتَعلمونَ « َما ال ِغيبةُ؟»‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫ث َيسأ ُل ال َّنب ُّ‬ ‫وفي هذا الحدي ِ‬
‫العلم‬
‫َ‬ ‫فردُّوا‬ ‫هللا عليه وسلَّ َم‪َ ،‬‬ ‫ي ِ صلَّى ُ‬ ‫سبحانه ومع ال َّنب ّ‬ ‫ب مع هللاِ ُ‬ ‫هللا ورسولُهُ أعل ُم»‪ ،‬وهذا ِمن األد ِ‬ ‫فَأَجابوا‪ُ « :‬‬
‫تناو َل المسْل ُم أخاهُ‬ ‫أن َي َ‬ ‫أخاك بما َي ْك َرهُ» والمعنى‪ْ :‬‬ ‫َ‬ ‫أن ال ِغيبةَ « ِذ ْك ُر َك‬ ‫هللا عليه وسلَّ َم َّ‬ ‫أجاب صلَّى ُ‬ ‫َ‬ ‫لهما‪ ،‬فَ‬
‫كرهَها‪ ،‬سوا ٌء كان ذلك في َب َد ِن‬ ‫ت له لَ ِ‬ ‫صلَ ْ‬ ‫حاضرا أو و َ‬ ‫ً‬ ‫بكلم وأوصافٍ َم ْذمومةٍ‪ ،‬لو كان‬ ‫ٍ‬ ‫ْلم في ِغيا ِبه‬ ‫المس َ‬
‫فظ أو‬ ‫سوا ٌء ذَ َك ْرتَه باللَّ ِ‬ ‫غير ذلك م َّما َيتعلَّ ُق به‪َ ،‬‬ ‫خص‪ ،‬أو دِي ِنه أو دُنياه‪ ،‬أو َن ْف ِسه‪ ،‬أو ُخلُ ِقه أو خ َْل ِقه‪ ،‬أو ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫ال َّ‬
‫ضا أَي ُِحبُّ أ َ َح ُد ُك ْم‬ ‫ض ُك ْم َب ْع ً‬‫{و َال َي ْغتَبْ َب ْع ُ‬ ‫الكريم‪ ،‬فقال‪َ :‬‬ ‫ِ‬ ‫هللا تعالَى منها في ِكتا ِبه‬ ‫مز‪ ،‬وق ْد حذَّ َر ُ‬ ‫والر ِ‬
‫باإلشار ِة َّ‬
‫أ َ ْن َيأ ْ ُك َل لَحْ َم أ َ ِخي ِه َم ْيتًا فَ َك ِر ْهت ُ ُموهُ} [الحجرات‪.]12 :‬‬
‫ضها ُمتح ِقّقةً في صاح ِبها‪ ،‬أيُ َع ُّد هذا ِمن ال ِغيب ِة‬ ‫األوصاف أو بع ُ‬ ‫ُ‬ ‫صحاب ِة ع َّما إذا كانت هذه‬ ‫بعض ال ِ ّ‬ ‫ُ‬ ‫سأ َل‬‫َف َ‬
‫ص ِة‪ ،‬فَق ِد اغتَ ْبتَه‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫ب والمنق َ‬ ‫هللا عليه وسلَّ َم أ َّنه إن كان فيه ما تقو ُل ِمنَ ال َعي ِ‬ ‫ي ِ عنها؟ فَأجاب صلَّى ُ‬ ‫ال َمنه ّ‬
‫ت عليه‬ ‫وإن لم َي ُك ْن فيه ما تقولُ‪ ،‬فق ْد « َب َهتَّهُ»‪ ،‬أي‪ :‬قُ ْل َ‬ ‫صةُ فيه‪ْ ،‬‬ ‫أن تكونَ ال َم ْنقَ َ‬ ‫ال َمعنى ِلل ِغيب ِة َّإال هذا‪ ،‬وهو ْ‬
‫ظ ُم ِمن ال ِغيب ِة‪.‬‬ ‫ِب ال َعظي ُم ُي ْب َهتُ فيه َمن يُقا ُل في َح ِقّ ِه‪ ،‬وذَ ْنبُه أع َ‬ ‫ْالبُهتانَ ‪ ،‬وهو ال َكذ ُ‬
‫بحيث َيذ ُك ُر‬ ‫ُ‬ ‫ومن ذلك‪ :‬د ْف ُع ُّ‬
‫الظ ِلم‪،‬‬ ‫بعض األحوا ِل للمصلح ِة؛ ِ‬ ‫ِ‬ ‫محرمةً فإ َّنها تُبا ُح في‬ ‫َّ‬ ‫وإن كانت‬ ‫وال ِغيبةُ ْ‬
‫وء ونَصيحةُ‬ ‫س ِ‬‫ف بال ُّ‬ ‫ع ِر َ‬ ‫شر َمن ُ‬ ‫حذير ِمن ِ ّ‬ ‫ظلَ َمني فُل ٌن‪ ،‬أو فَ َعل بي كذا‪ .‬ومنها‪ :‬التَّ ُ‬ ‫ال َمظلو ُم َمن ظلَ َمه‪ ،‬ف َيقولُ‪َ :‬‬
‫ذلك‪ .‬ومنها‪ِ :‬غيبةُ‬ ‫جاو َرةِ‪ ،‬ونَح ِو َ‬ ‫شارك ِة أو ال ُم َ‬ ‫الزواج أو ال ُم َ‬ ‫ِ‬ ‫َاو َرة ُ في أ ْم ِر‬ ‫َمن َيتعا َم ُل معه‪ .‬ومنها‪ :‬ال ُمش َ‬
‫ِكره بما يُجا ِه ُر به ْ‬
‫فقط‪.‬‬ ‫جوز ذ ُ‬ ‫َمر؛ ف َي ُ‬ ‫ع ِته‪ ،‬كالخ ِ‬ ‫ال ُمجا ِه ِر ب ِف ْس ِقه أو ِبد َ‬

‫‪48‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.........‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬

‫ِحكمة اليوم‪ُ :‬كل شيء يسير لصالحك مهما بدا سلبيًا‪ ،‬فاهلل يدبر األمور بحكمة تتخطي فهمك‪.‬‬
‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬
‫‪ -‬استغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬
‫‪ -‬أذكار بعد الصلوات‪.‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫‪ -‬أذكار الصباح‪.‬‬
‫الصفحة ( ) حتى‬ ‫‪ -‬أذكار المساء‪.‬‬
‫الصفحة ( )‪.‬‬

‫تعليم طفل سورة قرآنية‪ ،‬تخيل كمية‬


‫الثواب الذي ستحصل عليه!‬

‫‪49‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫ضانَ ‪ُ ،‬م َك ِفّ َر ٌ‬


‫ات ما‬ ‫س‪َ ،‬و ْال ُج ْم َعةُ إلى ال ُج ْم َع ِة‪َ ،‬و َر َم َ‬
‫ضا ُن إلى َر َم َ‬ ‫صلَ َواتُ ال َخ ْم ُ‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ال َّ‬
‫ب ْي َن ُه َّن ِإذَا اجْ تَن َ‬
‫َب ال َك َبا ِئ َر‪ .‬صحيح مسلم‪.‬‬

‫شرح الحديث السادس عشر‪:‬‬


‫ت‬ ‫س ِّيئا ِ‬ ‫هللا تَعالَى له أ ُ ً‬
‫مورا تُك ِفّ ُر ال َّ‬ ‫فس‪ ،‬وقد ج َع َل ُ‬ ‫شيطا ُن وال َّن ُ‬ ‫ب‪ ،‬و َيغ ِلبُه ال َّ‬ ‫ئ ويُذ ِن ُ‬ ‫ُخط ُ‬ ‫ضعيفًا‪ ،‬ي ِ‬ ‫ُخ ِلقَ اإلنسا ُن َ‬
‫روطها‪.‬‬‫ش ِ‬ ‫تب ُ‬ ‫بائر‪ ،‬ومنها أدا ُء ال ِعبادا ِ‬ ‫َنب ال َك َ‬ ‫إذا اجت َ‬
‫يوم‪،‬‬ ‫ت في ك ِّل ٍ‬ ‫َمس ال َمفروضا ِ‬ ‫ت الخ ِ‬ ‫صلوا ِ‬‫أن أدا َء ال َّ‬ ‫هللا عليه وسلَّ َم َّ‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫ث يُخ ِب ُرنا ال َّنب ُّ‬‫وفي هذا الحدي ِ‬
‫أن أدا َء ك ِّل هذه‬ ‫وصيام َرمضانَ إلى ر َمضانَ الذي َيلي ِه‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫صلةِ ال ُجمع ِة إلى ال ُجمع ِة التي تَليها‪،‬‬ ‫وأدا َء َ‬
‫َكفيرها شَأ ٌن آخ َُر‪،‬‬ ‫بائر ففي ت ِ‬ ‫واآلثام‪ ،‬أ َّما ال َك ُ‬
‫ِ‬ ‫غائر الذُّنو ِ‬
‫ب‬ ‫ص ِ‬ ‫تل َ‬ ‫روطها وأركا ِنها َيكو ُن ُمك ِفّرا ٍ‬ ‫ش ِ‬ ‫تب ُ‬ ‫ال ِعبادا ِ‬
‫س َّن ِة‬‫رآن‪ ،‬أ ِو ال ُّ‬ ‫ب أُط ِلقَ عليه ‪-‬في القُ ِ‬ ‫نوب ال َعظيمةُ‪ ،‬وهي ك ُّل ذَن ٍ‬ ‫بائر المقصو ُد بها الذُّ ُ‬ ‫َأال وهو التَّوبةُ‪ ،‬وال َك ُ‬
‫ش ِ ّد َد‬ ‫ب‪ ،‬أو كانَ فيه َحدٌّ‪ ،‬أو ُ‬ ‫عظي ٌم‪ ،‬أو أُخ ِب َر فيه ب ِش َّدةِ ال ِعقا ِ‬ ‫ذنب َ‬ ‫اإلجماع‪ -‬أ َّنه َكبيرةٌ‪ ،‬أو أ َّنه ٌ‬ ‫ِ‬ ‫صحيح ِة‪ ،‬أ ِو‬ ‫ال َّ‬
‫ور َد فيه لَع ُن فا ِع ِله‪.‬‬ ‫كير على فا ِع ِله‪ ،‬أو َ‬ ‫ال َّن ُ‬
‫ظيم على ال َعم ِل القَلي ِل‪.‬‬ ‫األجر ال َع ِ‬
‫ِ‬ ‫وإعطاء‬
‫ِ‬ ‫عز وج َّل وتَفضُّله بال َمغ ِفرةِ‬ ‫سع ِة رحم ِة هللاِ َّ‬ ‫وفي ال َحديثِ‪َ :‬بيا ٌن ل َ‬
‫َكفير الذُّنو ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫يام في ت ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫صلةِ وال ِ ّ‬ ‫وفيه‪ :‬بيا ُن فض ِل ال َّ‬

‫‪50‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.........‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬

‫"كيف تخاف من قادم أيامك‪ ،‬وما عهدت من هللا ّإال الخير في سا ِلفها؟"‬
‫َ‬ ‫ِحكمة اليوم‪:‬‬
‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬
‫‪ -‬استغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬
‫‪ -‬أذكار بعد الصلوات‪.‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫‪ -‬أذكار الصباح‪.‬‬
‫الصفحة ( ) حتى‬ ‫‪ -‬أذكار المساء‪.‬‬
‫الصفحة ( )‪.‬‬

‫ر‬
‫الن حفظتها‪ ،‬وتدبرها‬
‫راجع األحاديث النبوية ً ي‬
‫جيدا‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫وإن ِمن‬‫يوم القيام ِة أحاس َن ُكم أخلقًا‪َّ ،‬‬


‫سا َ‬ ‫ي وأقر ِب ُكم م ِّني مجل ً‬
‫إن ِمن أح ِّبكم إل َّ‬‫قال صلى هللا عليه وسلم‪َّ :‬‬
‫يوم القيام ِة الثَّرثارونَ والمتش ّدِقونَ والمتفَي ِهقونَ ‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسو َل َّ‬
‫َّللاِ‪ ،‬قد ع ِلمنا‬ ‫ي وأبع ِد ُكم م ِّني َ‬ ‫أبغض ُكم إل َّ‬
‫ِ‬
‫ل‪ :‬المتَ َك ِّبرونَ ‪ .‬صحيح الترمذي‪.‬‬ ‫الثَّرثارينَ والمتش ّدِقينَ فما المتفَيهقونَ ؟ قا َ‬
‫شرح الحديث السابع عشر‪:‬‬
‫سن‬
‫ق ال َح ِ‬ ‫ب ال ُخل ِ‬ ‫صاح َ‬‫ِ‬ ‫أن‬‫ق‪ ،‬و َبيَّن َّ‬ ‫سن ال ُخل ِ‬ ‫اس ُخلقًا‪ ،‬وقد أ َمر ب ُح ِ‬ ‫سنَ ال َّن ِ‬ ‫هللا علَيه وسلَّم أح َ‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫كان ال َّنب ُّ‬
‫هللا علَيه وسلَّم ألصحا ِبه وأل ُ َّم ِته‪َّ :‬‬
‫"إن‬ ‫ث يقو ُل رسو ُل هللاِ صلَّى ُ‬ ‫وأجر عظي ٌم‪ ،‬وفي هذا الحدي ِ‬ ‫ٌ‬ ‫له فَض ٌل ٌ‬
‫كبير‪،‬‬
‫سا"‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫"وأقر ِبكم م ِّني َمج ِل ً‬ ‫َ‬ ‫ي" في الدُّنيا‪،‬‬ ‫اس ُحبًّا أو أ َحبّ ِ ال َمحبوبين‪" ،‬إل َّ‬ ‫ِمن أ َح ِّبكم"‪ ،‬أي‪ِ :‬من أكثَ ِر ال َّن ِ‬
‫س ِن‬ ‫ق الح َ‬ ‫أصحاب ال ُخل ِ‬‫َ‬ ‫ضلَكم وأج َملَكم "أخلقًا"‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫سنَ ‪ ،‬أي‪ :‬أف َ‬ ‫يوم ال ِقيام ِة أحا ِسنَكم" جم ُع أح َ‬ ‫منزلةً‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫اس في‬ ‫أكرهُهم ِمن ال َّن ِ‬ ‫ي"‪ ،‬أي‪ :‬أكثَ َر َمن َ‬ ‫ضكم إل َّ‬ ‫َّ‬
‫"وإن من أبغَ َ‬ ‫سن ِة بأنوا ِعها‪،‬‬ ‫ق ال َجميل ِة الح َ‬ ‫الجام ِعين لَلخل ِ‬ ‫ِ‬
‫لم ويتَكلَّفون فيه ِ‬
‫بغير‬ ‫"يوم القيام ِة الثَّرثارون"‪ ،‬الَّذين يُك ِثرون ال َك َ‬ ‫َ‬ ‫نزلةً‪،‬‬ ‫سا و َم ِ‬ ‫الدُّنيا‪" ،‬وأب َع َدكم م ِّني" َمج ِل ً‬
‫الكلم‪ ،‬و َي ْلوون أل ِسنتَهم‬ ‫ِ‬ ‫سعون في‬ ‫كثيرا‪" ،‬والمتش ّدِقون" الَّذين يتَو َّ‬ ‫ً‬ ‫وغيره‪ ،‬ويُر ّدِدونه‬ ‫ِ‬ ‫جع وال َح ْش ِو‬
‫س ِ‬ ‫حق بال َّ‬‫ٍّ‬
‫الفم‪،‬‬‫ب ِ‬ ‫شد ُق هو جا ِن ُ‬ ‫ي ِ أ ْشداقِهم‪ ،‬وال ِ ّ‬ ‫بالناس بلَ ّ‬
‫ِ‬ ‫حق‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه‪ :‬الَّذين َي ِ‬
‫ستهزئون‬ ‫بغير ّ ٍ‬ ‫فتخرون به ِ‬ ‫به‪ ،‬و َي ِ‬
‫الكلم و َيفتَحون به أفواهَهم‬ ‫ِ‬ ‫سعون في‬ ‫ق وهو االم ِتل ُء واال ِتّساعُ‪ ،‬أي‪ :‬الَّذين يتَو َّ‬ ‫"والمتفي ِهقون"‪ِ ،‬من الفَ ْه ِ‬
‫ي ِ صلَّى ُ‬
‫هللا‬ ‫هللا علَيه وسلَّم لل َّنب ّ‬ ‫ي ِ صلَّى ُ‬ ‫ب ال َّنب ّ‬ ‫الحاضرون ِمن أصحا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ورعون ِتهم‪" ،‬قالوا"‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫وهذا ل ِكب ِْرهم ُ‬
‫ع ِل ْمنا" وفَ ِهمنا َمعنى الثَّرثارينَ وأ َّنهم هم الَّذين يُك ِثرون الكل َم ويتَكلَّفون فيه‪،‬‬ ‫علَيه وسلَّم‪" :‬يا رسو َل هللاِ‪ ،‬قد َ‬
‫لكلمه‪" ،‬فما" معنى‬ ‫ِ‬ ‫ص ًحا واستعظا ًما‬ ‫بم ْل ِء أشداقِهم تَفا ُ‬ ‫ومعنى المتش ّدِقين وأ َّنهم هم الَّذين يتكلَّمون ِ‬
‫لمهم‬ ‫اس ب َك ِ‬ ‫هللا علَيه وسلَّم‪" :‬المتك ِّبرون" الَّذين يتَكبَّرون على ال َّن ِ‬ ‫"المتفي ِهقون؟ قال" رسو ُل هللاِ صلَّى ُ‬
‫عظم ِتهم في أفعا ِلهم‪.‬‬ ‫وبيان َ‬
‫ِ‬ ‫علء عليهم بفَصاح ِتهم في أقوا ِلهم‬ ‫وباالس ِت ِ‬
‫س ِن‪.‬‬
‫ق الح َ‬ ‫وفي الحديثِ‪ :‬بيا ُن فض ِل ال ُخل ِ‬
‫اس وأسما ِعهم إليه‪.‬‬ ‫ب ال َّن ِ‬ ‫فاخر به؛ ِل َيمي َل بقلو ِ‬ ‫الكلم أو تَرديدِه والتَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف في‬ ‫حذير من التَّكلُّ ِ‬ ‫وفيه‪ :‬التَّ ُ‬
‫ضا من وج ٍه آخ ََر‪.‬‬ ‫جتم ُع فيه المح َّبةُ والب ُ‬
‫ُغض؛ ف َيكو ُن َمحبوبًا من وجهٍ‪ ،‬مبغو ً‬ ‫الواح َد قد َي ِ‬
‫ِ‬ ‫خص‬
‫ش َ‬‫أن ال َّ‬
‫وفيه‪َّ :‬‬

‫‪52‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.........‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬

‫ِحكمة اليوم‪ :‬كل يوم أنت شخص جديد‪ ،‬ال تحكم على قدراتك من محاوالتك السابقة كل‬
‫يوم ابدأ من جديد وال تفكر في أي إحباط‪ ،‬حياتك وسعادتك مسؤوليتك أنت‪.‬‬

‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬
‫‪ -‬استغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬
‫أذكار بعد الصلوات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫أذكار الصباح‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصفحة ( ) حتى‬ ‫أذكار المساء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصفحة ( )‪.‬‬ ‫أذكار النوم‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ر‬
‫اسق طائر‪ ،‬نبتة‪ ،‬قطة‪ ،‬أي حيوان أليف‪،‬‬
‫ي‬
‫ولك ً‬
‫أجرا عند هللا‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫َّللاِ‪َ ،‬و َمن َيأ ْ َبى؟ قا َل‪َ :‬من‬ ‫قال صلى هللا عليه وسلم‪ُ :‬ك ُّل أ ُ َّمتي َي ْد ُخلُونَ ال َج َّنةَ ِإ َّال َمن أ َ َبى‪ ،‬قالوا‪ :‬يا َر ُ‬
‫سو َل َّ‬
‫صا ِني فقَ ْد أ َ َبى‪ .‬صحيح البخاري‪.‬‬ ‫ع َ‬ ‫ع ِني َد َخ َل ال َج َّنةَ‪َ ،‬و َمن َ‬ ‫أَ َ‬
‫طا َ‬
‫شرح الحديث الثامن عشر‪:‬‬
‫واجتناب ك ِّل ما نَهى‬
‫َ‬ ‫هللا عليه وسلَّ َم تَتض َّم ُن طاعتَه في ك ِّل ما أ َم َر به‪،‬‬ ‫بأن ُمح َّمدًا َرسو ُل هللاِ صلَّى ُ‬ ‫شهادة ُ َّ‬ ‫ال َّ‬
‫سو َل} [النساء‪.]59 :‬‬ ‫َّللا َوأ َ ِطيعُوا َّ‬
‫الر ُ‬ ‫عنه؛ قا َل هللاُ تَعالَى‪َ { :‬يا أ َ ُّي َها الَّذِينَ آ َمنُوا أ َ ِطيعُوا َّ َ‬
‫صاه ولم‬ ‫ع َ‬ ‫وم القيام ِة‪َّ ،‬إال َمن َ‬ ‫ستَد ُخ ُل ال َج َّنةَ َي َ‬ ‫بأن أ ُ َّمتَه َ‬‫هللا عليه وسلَّ َم َّ‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫ث يُخ ِب ُر ال َّنب ُّ‬
‫وفي هذا ال َحدي ِ‬
‫س َّن ِة‪ ،‬د َخ َل ال َج َّنةَ‪ ،‬و َم ِن اتَّ َب َع هَواه وزَ َّل ِ‬
‫عن‬ ‫ب وال ُّ‬ ‫س َك بال ِكتا ِ‬ ‫عني وتَم َّ‬ ‫الكلم‪َ :‬من أطا َ‬ ‫ِ‬ ‫َيمتَ ِث ْل أ ْم َره‪ ،‬وت ُ‬
‫َقدير‬
‫واختار لنَف ِسه أن َيد ُخ َل ال َّن َ‬
‫ار‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ض أن َيد ُخ َل ال َج َّنةَ‪،‬‬ ‫ستقيم‪ ،‬فإ َّنه َيكو ُن قد َرفَ َ‬‫ق ال ُم ِ‬ ‫الطري ِ‬ ‫عن َّ‬ ‫ض َّل ِ‬ ‫ب‪ ،‬و َ‬ ‫صوا ِ‬ ‫ال َّ‬
‫اس كافَّةً‪ ،‬وعليه فاآل ِبي‬ ‫هللا عليه وسلَّ َم‪ُ « :‬ك ُّل أ ُ َّمتي»‪ :‬أ ُ َّمةُ الدَّعوةِ؛ وهي ال َّن ُ‬ ‫وال ُمرا ُد باأل ُ َّم ِة في َقو ِله صلَّى ُ‬
‫برسال ِته‪،‬‬ ‫وأقرت ِ‬ ‫َّ‬ ‫هو الكافِ ُر بام ِتنا ِعه عن قَبو ِل الدَّعوةِ‪ .‬وقي َل‪ :‬أ ُ َّمةُ اإلجاب ِة؛ وهي التي آ َمنَت بما جا َء به‬
‫عن ال َمعاصي؛ فإن أُري َد به‬ ‫جرا ِ‬ ‫ظا وزَ ً‬ ‫وعليه فاآلبي هو العاصي منهم‪ ،‬استَثناهم من دُخو ِل ال َج َّن ِة تَغلي ً‬
‫عقيدة ُ‬ ‫وإال ف َمآلُه ُم ال َج َّنةُ‪ ،‬كما هي َ‬ ‫المؤمنينَ ‪ ،‬فالمقصو ُد استثناؤُهم من دُخو ِل ال َج َّن ِة من َّأو ِل َوهلةٍ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫صاة ُ‬
‫ع َ‬ ‫ُ‬
‫أصل‪.‬‬‫ً‬ ‫ار ف ُهم لن َيد ُخلوا ال َج َّنةَ‬ ‫س َّن ِة وال َجماع ِة‪ ،‬وإن أُري َد به الكفَّ ُ‬ ‫أه ِل ال ُّ‬
‫ب ال َّن َ‬
‫ار‪.‬‬ ‫ب ال َج َّنةَ‪ ،‬و َمعصيتَه ت ُ ِ‬
‫وج ُ‬ ‫هللا عليه وسلَّ َم ت ُ ِ‬
‫وج ُ‬ ‫ي ِ صلَّى ُ‬ ‫أن طاعةَ ال َّنب ّ‬ ‫وفي الحديثِ‪َّ :‬‬

‫‪54‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.........‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬

‫ِحكمة اليوم‪ :‬تذكر دائ ًما أن الخيارات ال متناهية وأنك لست محدودًا‬
‫بفرص ٍة واحدة أو بمستقب ٍل معين تذكر دائ ًما أن في الحياة رحابة وأن اآلفاق واسعة وأن‬
‫الدنيا أكبر من أن تتمسك بشيءٍ ظنًا منك أنه قد ال يتكرر‪.‬‬

‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬
‫‪ -‬استغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬
‫‪ -‬أذكار بعد الصلوات‪.‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫‪ -‬أذكار الصباح‪.‬‬
‫الصفحة ( ) حتى‬ ‫‪ -‬أذكار المساء‪.‬‬
‫الصفحة ( )‪.‬‬

‫وزع بعض األذكار عىل أصدقائك وتشاركوا‬


‫عي لكل‬‫األجر‪ ،‬وتذكر أال تخصص عدد ُم ْ‬
‫ذكر‪ ،‬اقرأ بالقدر الذي تستطيعه‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫صحيح‬ ‫أخلَ َ‬
‫ف‪ ،‬وإذَا اؤْ ت ُ ِمنَ خَانَ ‪.‬‬ ‫ع َد ْ‬
‫ب‪ ،‬وإذَا و َ‬
‫َّث َكذَ َ‬
‫ث‪ :‬إذَا َحد َ‬ ‫قال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬آ َيةُ ال ُمنَافِ ِ‬
‫ق ثَ َل ٌ‬
‫البخاري‪.‬‬

‫شرح الحديث التاسع عشر‪:‬‬


‫ي‪،‬‬ ‫فر‪ ،‬و ِنفا ٌق ع َمل ٌّ‬ ‫اإلسلم وإخفا ُء ال ُك ِ‬
‫ِ‬ ‫إظهار‬
‫ُ‬ ‫اإليمان‪ ،‬وهو‬
‫ِ‬ ‫ُخر ُج صاح َبه عن‬ ‫يي ِ‬ ‫َوعان‪ِ :‬نفا ٌق اع ِتقاد ٌّ‬ ‫ِ‬ ‫ال ِّنفا ُق ن‬
‫بائر‪.‬وفي هذا‬ ‫اإليمان‪َّ ،‬إال أ َّنه كبيرة ٌ ِمن ال َك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُخر ُج صاح َبه عن‬ ‫وهو التَّش ُّبهُ بالمنافقين في أخل ِقهم‪ ،‬وهذا ال ي ِ‬
‫ق‬ ‫ت المم ِّيزة َ له‪ ،‬فقال‪ :‬آيةُ ال ُمنافِ ِ‬ ‫ي‪ ،‬وذ َكر فيه العلما ِ‬ ‫هللا عليه وسلَّ َم ال ِّنفاقَ ال َعمل َّ‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫ث َبيَّن النب ُّ‬ ‫الحدي ِ‬
‫أن‬ ‫أن صاح َبها يُش ِبهُ المنافقين في أعما ِلهم وأخلقِهم ْ‬ ‫ي ِ الَّتي ت ُد ُّل على َّ‬ ‫ق الع َمل ّ‬ ‫ت ال ِّنفا ِ‬‫علما ِ‬ ‫ثلث‪ ،‬أي‪ِ :‬من َ‬ ‫ٌ‬
‫بأن َيشت ِه َر ذلك‬ ‫ب؛ وذلك ْ‬ ‫َّث كذَ َ‬ ‫ضها؛ فالعلمةُ األُولى‪ :‬إذا حد َ‬ ‫لث أو َبع ُ‬ ‫الخصا ُل الثَّ ُ‬ ‫المرء هذه ِ‬ ‫ِ‬ ‫تُو َج َد في‬
‫لف الوعدِ‪ ،‬بحيث إذا‬ ‫بأن َيشت ِه َر ب ُخ ِ‬ ‫ف‪ ،‬وذلك ْ‬ ‫ع َد أخلَ َ‬ ‫ب في الحديثِ‪ .‬والعلمةُ الثَّانيةُ‪ :‬إذا و َ‬ ‫اإلنسا ُن بالكذ ِ‬
‫اس‪.‬وهذه األشيا ُء‬ ‫بأن َيشت َه َر بالخيان ِة بيْن ال َّن ِ‬ ‫ف‪ .‬والعلمة الثَّالثة‪ :‬إذا ائت ُ ِمنَ خان‪ ،‬وذلك ْ‬ ‫ع َد بشَيءٍ تع َّمد ال ُخ ْل َ‬ ‫و َ‬
‫صد ُق‪ ،‬ويُزا ِيلُه الوفا ُء‪ ،‬وتُنا ِفيه األمانةُ‪ ،‬والمقصو ُد‬ ‫َرج ُع إلى أص ٍل واحدٍ؛ وهو ال ِّنفا ُق الَّذي يُبا ِينُه ال ِ ّ‬ ‫المذكورة ُ ت ِ‬
‫الخصا ِل‪ ،‬و ُمتخ ِلّ ٌق بأخلقِهم‪،‬‬ ‫ق‪ ،‬وصاحبُها شَبيهٌ بالمنافقينَ في هذه ِ‬ ‫الخصا َل ِخصا ُل ِنفا ٍ‬ ‫أن هذه ِ‬ ‫ِمن الحديثِ‪َّ :‬‬
‫ار‬ ‫هللا عليه وسلَّ َم بهذا أ َّنه ُمنافِ ٌق ِنفاقَ ال ُكفَّ ِ‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫فر‪ ،‬ولم ي ُِر ِد النب ُّ‬‫ُبط ُن ال ُك َ‬ ‫اإلسلم وهو ي ِ‬ ‫َ‬ ‫ال أ َّنه ُمنافِ ٌق يُظ ِه ُر‬
‫حذير‬ ‫خويف والتَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق المذموم ِة للتَّ‬ ‫ت ال ِّنفا ِ‬‫صفا ِ‬ ‫ار‪.‬وفي الحديثِ‪ :‬تَنبيهٌ على ِ‬ ‫َّرك األسف ِل ِمن ال َّن ِ‬ ‫ال ُمخلَّدين في الد ِ‬
‫قوع فيها‪.‬‬ ‫الو ِ‬ ‫ِمن ُ‬

‫‪56‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.........‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬

‫ِحكمة اليوم‪ :‬هللا سيُرتب أحداث الكون بأكمله ألجل دعوتك‪.‬‬


‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬
‫‪ -‬استغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬
‫‪ -‬أذكار بعد الصلوات‪.‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫‪ -‬أذكار الصباح‪.‬‬
‫الصفحة ( ) حتى‬ ‫‪ -‬أذكار المساء‪.‬‬
‫الصفحة ( )‪.‬‬

‫شارك عائلتك بمعلومة نبوية انتفعت بها‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫َّللا ع ْنه‪.‬‬
‫اج ُر َمن َه َج َر ما َن َهى َّ ُ‬
‫سا ِن ِه و َي ِد ِه‪ ،‬وال ُم َه ِ‬
‫س ِل َم ال ُم ْس ِل ُمونَ ِمن ِل َ‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ال ُم ْس ِل ُم َمن َ‬
‫أخرجه البخاري‪.‬‬

‫شرح الحديث العشرون‪:‬‬


‫هللا عليه وسلَّ َم إلى التَّ َح ِلّي‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫هللا عليه وسلَّ َم‪ ،‬وفيه يُر ِشدُنا النب ُّ‬ ‫وامع َك ِل ِمه صلَّى ُ‬
‫الحديث ِمن َج ِ‬ ‫ُ‬ ‫هذا‬
‫الكام َل الجام َع‬
‫ِ‬ ‫والمو َّدة َ بيْن ال ُمس ِلمينَ ‪ .‬وم ْعناه‪َّ :‬‬
‫أن المس ِل َم‬ ‫َ‬ ‫ق اإلسلم َّي ِة‪ ،‬الَّتي تَزي ُد األُلفةَ‬ ‫ْ‬
‫واألخل ِ‬ ‫ب‬
‫باآلدا ِ‬
‫وأضرارهما؛‬ ‫ِ‬ ‫وخص ال ِلّسانَ والي َد؛ ل َكثرةِ أخطا ِئهما‬ ‫َّ‬ ‫اإلسلم‪ :‬هو َمن لم يُؤْ ِذ ُمس ِل ًما بقَو ٍل وال فِع ٍل‪،‬‬‫ِ‬ ‫لخصا ِل‬ ‫ِ‬
‫ب‪ ،‬وتَقتُلُ‪،‬‬ ‫َضر ُ‬ ‫ور‪ ،‬والي ُد ت ِ‬ ‫سبُّ ‪ ،‬و َيش َه ُد ُّ‬
‫بالز ِ‬ ‫غتاب‪ ،‬وي ُ‬‫ِب‪ ،‬و َي ُ‬‫رور تَصد ُُر عنهما؛ فال ِلّسا ُن َيكذ ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫فإن ُمع َ‬
‫ظ َم ال ُّ‬ ‫َّ‬
‫واألموات‬
‫َ‬ ‫أكثر وأسهلُ‪ ،‬وأش ُّد ِنكايةً‪ ،‬ويعُ ُّم األحيا َء‬ ‫ُ‬ ‫ألن اإليذا َء به‬‫غير ذلك‪ ،‬وقدَّم ال ِلّسانَ ؛ َّ‬ ‫َسر ُق‪ ،‬إلى ِ‬ ‫وت ِ‬
‫هاجر الممدو ُح هو الَّذي ج َم َع إلى‬ ‫ُ‬ ‫هللا عنه؛ فال ُم‬ ‫هاجر الكام َل هو َمن ه َج َر ما نهى ُ‬ ‫أن ال ُم َ‬ ‫جمي ًعا‪ .‬وبيَّن َّ‬
‫اإلصرار على‬ ‫ِ‬ ‫رك مع‬ ‫ش ِ‬ ‫جر ُد ِهجرةِ بلَ ِد ال ِ ّ‬ ‫هللا تعالَى عليه؛ ف ُم َّ‬ ‫حرم ُ‬ ‫عشير ِته هِجرانَ ما َّ‬ ‫ط ِنه و َ‬ ‫جران َو َ‬ ‫ِ‬ ‫ِه‬
‫دار‬ ‫الظاهرةِ‪ِ ،‬من ت َْر ِك ِ‬ ‫ف عند الهجرةِ َّ‬ ‫بحق هو الَّذي لم َي ِق ْ‬ ‫ٍّ‬ ‫هاجر‬
‫ُ‬ ‫المعاصي ليست ب ِهجرةٍ تا َّم ٍة كاملةٍ؛ فال ُم‬
‫َرك أذَى المس ِلمين‬ ‫الحث على ت ِ‬ ‫ُّ‬ ‫األمن‪ ،‬بل هُو َمن ه َج َر ك َّل ما َن َهى هللاُ عنه‪ .‬وفي الحديثِ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ب إلى دار‬ ‫الحر ِ‬
‫صد ِقها‪.‬‬ ‫هللا تعالَى بها إذا لم تُؤ ِّي ْدها األعما ُل الدَّالَّةُ على ِ‬ ‫واهر ال َيع َبأ ُ ُ‬
‫الظ َ‬ ‫أن َّ‬ ‫بك ِّل ما يُؤذِي‪ .‬وفيه‪َّ :‬‬

‫‪58‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫بدأت العرش األواخر‬

‫السباق لم ينته بعد‪ ،‬بل ان المرحلة المتبقية هي األهم؛ فأمامنا العشر األواخر‪ ،‬وهي أفضل ليالي‬
‫الشهر بل أفضل ليالي العام كله‪ ،‬وكان من هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنه" إذا دخل‬
‫العشر األواخر من رمضان أحيا الليل كله‪ ،‬وأيقظ أهله‪ ،‬وجد وشد المئزر" متفق عليه‪.‬‬

‫ومعنى شد المئزر أي كناية عن االجتهاد في العبادة‪ .‬وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها‬
‫قالت‪ " :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر األواخر من رمضان ما ال يجتهد في‬
‫غيره" رواه مسلم‪.‬‬

‫كما أن فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر‪ ،‬العبادة فيها أفضل من عبادة ثالثة‬
‫وثمانين عاماً يقول فيها النبي صلى الله عليه وسلم‪ " :‬من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر‬
‫له ما تقدم من ذنبه" متفق عليه‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫كيف أتعبد في العشر األواخر؟‬

‫ج‪ّ /‬‬
‫صل ‪ ..‬فإن تعبت فاقرأ القرآن ‪..‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫فإن أجهدت فسبح ‪ ..‬فإن فرغت فادع ‪..‬‬
‫فإن قرب الفجر فاستغفر هللا إنه كان غفورا رحيما‪.‬‬

‫َ َ ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ ْ‬ ‫َ ٌ َ َ َ‬


‫العشر األواخر ُسوق ع ِظيم يتنافس ِفيه الص ِالحو ويج ِتهد ِفيها الع ِابدو ‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ُ‬
‫ّ‬
‫استبشروا بها واحمدوا هللا أن بلغكم إياها فهذا بحد ذاته نعمة‬
‫اللهم اجعلنا فيها من الفائزين املغفور لهم‪..‬‬
‫واملستجاب كل أمانيهم يا رب العاملين‪..‬‬

‫‪60‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫اكتب لنفسك بعض الحوافز للميض بهمة عالية‬


‫‪.....................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................‬‬

‫‪61‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.........‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬

‫ِحكمة اليوم‪ :‬هللا كريم وأعمالنا مهما بلغت قاصرة وال تبلغ شكر نعمة واحدة من نعمه‪ ،‬ادخل هلل في آخر‬
‫األيام من باب التذلل إنه يقبل منك األعمال ولو قلت ويفتح لك باب العفو من غير يأس في رحمته‪.‬‬

‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬
‫‪ -‬استغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬
‫‪ -‬أذكار بعد الصلوات‪.‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫‪ -‬أذكار الصباح‪.‬‬
‫الصفحة ( ) حتى‬ ‫‪ -‬أذكار المساء‪.‬‬
‫الصفحة ( )‪.‬‬

‫للمسلمي والمسلمات عند اإلفطار‪.‬‬


‫ْ‬ ‫الدعاء‬

‫‪62‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫ذاك أل َ َح ٍد َّإال ِل ْل ُمؤْ ِم ِن‪ْ ،‬‬


‫إن أصا َب ْتهُ‬ ‫وليس َ‬
‫َ‬ ‫إن أ ْم َرهُ ُكلَّهُ َخي ٌْر‪،‬‬
‫ع َجبًا أل َ ْم ِر ال ُمؤْ ِم ِن‪َّ ،‬‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم‪َ :‬‬
‫ص َب َر فَكانَ َ‬
‫خي ًْرا له‪ .‬صحيح مسلم‪.‬‬ ‫وإن أصا َب ْتهُ َ‬
‫ض َّرا ُء‪َ ،‬‬ ‫ش َك َر‪ ،‬فَكانَ َخي ًْرا له‪ْ ،‬‬
‫س َّرا ُء َ‬
‫َ‬
‫شرح الحديث الواحد والعشرون‪:‬‬
‫ضلَها‪.‬‬ ‫غب فيها و َبيَّن فَ ْ‬ ‫ور َّ‬ ‫هللا تعالَى بها‪َ ،‬‬ ‫والخصا ِل ال َّنبيل ِة الَّتي أ َم َر ُ‬ ‫الفاضل ِة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق‬‫بر ِمن األخل ِ‬ ‫ص ُ‬‫ال َّ‬
‫هللا عليه‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫ؤمن»؛ فأَظ َه َر ال َّنب ُّ‬ ‫مر ال ُم ِ‬ ‫ع َجبًا ِأل ِ‬‫هللا عليه وسلَّ َم‪َ « :‬‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫ث يقو ُل ال َّنب ُّ‬ ‫وفي هذا الحدي ِ‬
‫ْس‬ ‫َير‪ ،‬ولي َ‬ ‫المؤمن كلَّها فيها خ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ألن أحوا َل‬ ‫ؤم ِن وأحوا ِله؛ وذلك َّ‬ ‫َأن ال ُم ِ‬‫االستحسان لش ِ‬
‫ِ‬ ‫جب على َوج ِه‬ ‫وسلَّ َم ال َع َ‬
‫إن أَصاب ْته‬ ‫ؤمن‪ ،‬فالمؤم ُن ْ‬ ‫َير ُم ٍ‬‫ؤمن وغ ِ‬ ‫مرين‪ُ :‬م ٍ‬ ‫ضاء هللاِ وقَ َد ِره بينَ أ َ ِ‬ ‫نسان في قَ ِ‬ ‫ذَلك ألح ٍد َّإال المؤم ُن‪ ،‬ف ُك ُّل ِإ ٍ‬
‫ف‬ ‫عر ُ‬ ‫هللا‪ ،‬فهو َي ِ‬ ‫ش َك َر َ‬ ‫الح‪ ،‬و ِنعم ٍة دُنيو َّيةٍ؛ كالما ِل وال َبنينَ واألَه ِل‪َ ،‬‬ ‫ص ِ‬ ‫س َّرا ُء ِمن ِنعم ٍة دِين َّيةٍ؛ كال ِع ِلم وال َعم ِل ال َّ‬ ‫َ‬
‫كرا‬ ‫ش ً‬ ‫عز وج َّل امتنا ًنا و ُ‬ ‫ب ِمن هللاِ َّ‬ ‫بالطاع ِة والعباد ِة والقُر ِ‬ ‫َّ‬ ‫تلك ال ِّنعم ِة وما قُ ّد َِر له منها‪ ،‬فيقو ُم‬ ‫حق هللاِ في َ‬ ‫َّ‬
‫بتلك ال ِّنعم ِة‪ ،‬وكذلك َّ‬
‫فإن‬ ‫كر فَ َر ُحه الَّذي َيش َملُه َ‬ ‫ش ِ‬‫ُضاف لهذا ال ُّ‬ ‫ُ‬ ‫اآلخرةِ‪ ،‬وي‬ ‫األجْر في ِ‬ ‫ُ‬ ‫ص ُل له‬‫سبحانه‪ ،‬ف َيح ُ‬ ‫له ُ‬
‫ظر الفَ َر َج‬ ‫قدار هللاِ‪ ،‬وا ْنتَ َ‬ ‫على أ َ ِ‬ ‫بر َ‬ ‫ص َ‬ ‫ض َر ٍر؛ َ‬ ‫ض‪ ،‬أو َب ِل َّيةٍ‪ ،‬أو َ‬ ‫قر‪ ،‬أو َم َر ٍ‬ ‫المؤمنَ إذا أصاب ْته الضَّرا ُء ِمن فَ ٍ‬
‫بره‪،‬‬ ‫ص ِ‬ ‫ُثاب على َ‬ ‫َيرا له؛ أل َّنه ي ُ‬ ‫بر خ ً‬ ‫ص ُ‬‫على هللاِ‪ ،‬ولَ َجأ َ إليه تعالَى في َك ْش ِفها‪ ،‬فكان ال َّ‬ ‫َسب األجْ َر َ‬ ‫ِمن هللاِ‪ ،‬واحْ ت َ‬
‫َيرا له‪.‬‬‫ذلك خ ً‬ ‫خيرا‪ ،‬فَكان َ‬ ‫أمره ُكلُّه ً‬ ‫ب؛ فكان ُ‬ ‫بغير ِحسا ٍ‬ ‫جورهم ِ‬ ‫صا ِبرينَ الَّذين يُوفَّونَ أ ُ َ‬ ‫و َي ُح ُ‬
‫وز أجْ َر ال َّ‬
‫ؤم ِن الَّذي َيكو ُن‬ ‫َير ال ُم ِ‬ ‫لف غ ِ‬ ‫بخ ِ‬ ‫كام ٍل على ُك ِّل أَحوا ِله‪ِ ،‬‬ ‫ضا ِ‬ ‫المؤمنَ في ِر ً‬ ‫ِ‬ ‫ضاء هللاِ وقَ َد ِره َيج َع ُل‬ ‫فاإليما ُن بقَ ِ‬
‫شغَ َل بها عن طاع ِته‪ ،‬فض ًْل‬ ‫عز وج َّل ان َ‬ ‫رر عليه‪ ،‬وإذا ما حاز ِنعمةً ِمن هللاِ َّ‬ ‫ض ٍ‬ ‫قوع َ‬ ‫سخَطٍ دا ِئ ٍم عن َد ُو ِ‬ ‫في َ‬
‫صرفِها في َمعصي ٍة‪.‬‬ ‫عن َ‬

‫‪63‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫املوفق من يجتهد في ليالي العشر كلها؛ فمن قام ليالي العشر كلها إيمانا واحتسابا أدرك ليلة‬
‫القدر بال شك‪ ،‬وقيامها يكون بالصالة والذكر والدعاء وقراءة القرآن وغير ذلك من وجوه‬
‫الخير‪..‬‬
‫الصالحة في هذه الليالي العظيمة؛ فقد تعتق بها من النيران‪ ،‬ويكتب اسمك من‬ ‫باألعمال‬ ‫ا‬‫و‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫اد‬ ‫َ‬
‫ب‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫أهل الجنان‪ ،‬وتجاب لك الدعوات‪ ،‬ويرتفع عنك البالء‪ ،‬وتغمرك األرزاق‪ُ ،‬ويساق لك الفرج‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وتنال بها أجر ليلة القدر‪ ،‬ويصطفيك هللا بالعفو والرحمات والبركات‬
‫شمروا إنها أيام معدودات‪..‬‬
‫عفو تحب العفو فاعف عنا‬ ‫اللهم إنك ٌ‬

‫"الله َّم إنها أياما تمض ي بسرعة فاجعل لنا فيها نصيبا من الرحمة واملغفرة والعتق من النار‪،‬‬
‫ُ‬
‫ّ‬
‫الله َّم اجعلنا بها من املقبولين الذين استجبت لهم وبشرتهم‪".‬‬
‫ُ‬

‫‪64‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.........‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬

‫ِحكمة اليوم‪ :‬ال تقلق‪ ،‬فكل التحديات التي تواجهك اليوم ستجعلك أكثر قوة غ ًدا‪.‬‬
‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬
‫‪ -‬استغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬
‫‪ -‬أذكار بعد الصلوات‪.‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫‪ -‬أذكار الصباح‪.‬‬
‫الصفحة ( ) حتى‬ ‫‪ -‬أذكار المساء‪.‬‬
‫الصفحة ( )‪.‬‬

‫تعليم أحد األشخاص ُدعاء نبوي‪ .‬زوجك‪/‬‬


‫زوجتك‪ ،‬صديقك‪ ،‬أختك‪...‬‬

‫‪65‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫َيعني ِه‪ .‬صحيح الترمذي‪.‬‬ ‫المرء تر ُكه ما ال‬


‫ِ‬ ‫إسلم‬
‫ِ‬ ‫سن‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬من ُح ِ‬
‫شرح الحديث الثاني والعشرون‪:‬‬
‫ق‬‫األخل ِ‬‫ث على فَضا ِئ ِل ْ‬ ‫وكثيرا ما كان َي ُح ُّ‬ ‫ً‬ ‫ق‪،‬‬ ‫ْ‬
‫باألخل ِ‬ ‫هللا ع َليه وسلَّم َيهتَ ُّم اه ِتما ًما با ِل ًغا‬
‫ي صلَّى ُ‬ ‫كان ال َّنب ُّ‬
‫"من‬ ‫هللا علَيه وسلَّم‪ِ :‬‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫ث يقو ُل ال َّنب ُّ‬ ‫ق و َيذُ ُّمها‪ ،‬وفي هذا ال َحدي ِ‬ ‫األخل ِ‬ ‫ْ‬ ‫و َيم َد ُحها‪ ،‬ويُحذّ ُِر ِمن َمسا ِو ِ‬
‫ئ‬
‫وتمام إيما ِن ِه‪ ،‬اب ِتعادُه‬
‫ِ‬ ‫ْلم ال ُمس ِل ِم‬ ‫حاسن إس ِ‬ ‫ِ‬ ‫أن ِمن َكما ِل َم‬ ‫المر ِء ت َْر ُكه ما ال َيعني ِه"‪ ،‬وال َم ْقصو ُد َّ‬ ‫إسلم ْ‬ ‫ِ‬ ‫سن‬
‫ُح ِ‬
‫َير ِه‪ ،‬وع َد ُم تَطفُّ ِل ِه على‬
‫ؤون غ ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫ع َد ُم تد ُّخ ِله في ُ‬ ‫صه وال يُ ِه ُّمه وما ال يُفي ُدهُ ِمن األ ْقوا ِل واأل ْفعا ِل‪ ،‬و َ‬ ‫ع َّما ال َي ُخ ُّ‬
‫عز وج َّل‬ ‫حر َم هللاُ َّ‬‫موم ال َم ْعنى‪ :‬االب ِتعا ُد ع َّما ال َيعني م َّما َّ‬ ‫ع ِ‬ ‫ضا في ُ‬ ‫َير ِه فيما ال َينفَعُهُ وال يُفي ُدهُ‪ ،‬و َيد ُخ ُل أي ً‬ ‫غ ِ‬
‫لم واأل ْفعا ِل‬ ‫ت ِمن ال َك ِ‬ ‫هللا علَيه وسلَّم‪ ،‬وكذلك ما ال يُحتا ُج إليه ِمن فُضو ِل ال ُمباحا ِ‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫كر َههُ ال َّنب ُّ‬ ‫وما ِ‬
‫ضا ما هو‬ ‫إن م َّما ال َيعنيه أي ً‬ ‫األمور الدُّنيويَّة؛ بل َّ‬ ‫ِ‬ ‫محصورا في‬ ‫ً‬ ‫واألحْ وا ِل؛ فم َّما ال َيعني اإلنسان ليس‬
‫والبحث عن مسا ِئ َل‬ ‫ُ‬ ‫ق واأل ْم ِر‪ ،‬ومنها السؤا ُل‬ ‫الح َكم في الخ َْل ِ‬ ‫ب وتفاصي ِل ِ‬ ‫ق الغي ِ‬ ‫مور أُخروي ٍة كحقائ ِ‬ ‫متع ِلّ ٌق بأ ُ ٍ‬
‫عها‪.‬‬ ‫ُتصو ُر وقو ُ‬ ‫فترض ٍة لم تقَ ْع‪ ،‬أو ال تكا ُد تقَ ُع‪ ،‬أو ال ي َّ‬ ‫ُمقدَّرةٍ و ُم َ‬
‫ِين والدُّنيا‪.‬‬ ‫الحث على االن ِشغا ِل بما َينفَ ُع ويُفي ُد في ال ّد ِ‬ ‫ُّ‬ ‫وفي ال َحديثِ‪:‬‬

‫‪66‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫يقول أحد السابقين‪:‬‬


‫"لو قيل لي‪:‬‬
‫(ليلة القدر قد تكون في أي ليلة من ليالي السنة)‬
‫ولم أكن أعلم أي ليلة هي!‬
‫ليال؟!"‬
‫لقمت السنة كلها في سبيل إدراك ليلة القدر‪ ..‬فكيف وأنا أعلم أنها فقط في عشر ٍ‬
‫أتدري من هو الوحيد الذي يضمن أنه قام ليلة القدر؟‬
‫إنه الذي قام العشر األواخر كلها‪.‬‬
‫استيقظ!‬

‫اللهم اجعلنا من املداومين على الطاعات املوفقين لليلة القدر‪ ،‬اللهم أعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا‬
‫وإخواننا وأزواجنا وذرياتنا من النار واجعلنا في هذا الشهر من املقبولين الفائزين برحمتك يا أرحم‬
‫الراحمين‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.........‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬

‫أستشعر معنى (ال حول وال قوة إال باهلل) أي ال تحول لك من حا ٍل إلى حال‪ ،‬وال فرج لك من‬‫ُ‬ ‫ِحكمة اليوم‪:‬‬
‫الهم‪ ،‬وال يسر بعد العسر‪ ،‬وال سـعةٌ بعد ضيق‪ ،‬إال باهلل‪ ..‬ومن هللا‪ ،‬وبقوة هللا؛ هذه الكلمة‪ ،‬جمعت معاقد‬
‫السعادة كلها" من لزم الحوقلة‪ :‬فُ ِ ّرج همه وتيسر أمره‪ ،‬ما زاحمت الحوقلة ه ًما إال بدّدته‪.‬‬

‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬
‫‪ -‬استغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬
‫‪ -‬أذكار بعد الصلوات‪.‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫‪ -‬أذكار الصباح‪.‬‬
‫الصفحة ( ) حتى‬ ‫‪ -‬أذكار المساء‪.‬‬
‫الصفحة ( )‪.‬‬

‫أ ر‬
‫كي من الحوقلة واقرأ عن فضلها‪.‬‬
‫ه‪:‬‬
‫الحوقلة ي‬
‫العىل العظيم‪.‬‬
‫‪ -‬ال حول وال قوة إال باهلل ي‬

‫‪68‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫متفق عليه‪.‬‬ ‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬من صلى البردين دخل الجنة‪.‬‬
‫شرح الحديث الثالث والعشرون‪:‬‬
‫ومن ِتلك‬ ‫سببًا لدُخو ِل الج َّن ِة‪ِ ،‬‬ ‫بعض؛ ِلما تتمي َُّز به‪ ،‬وج َعلَها َ‬ ‫ٍ‬ ‫ت على‬ ‫بعض ال ِعبادا ِ‬
‫َ‬ ‫بحكم ِته‬ ‫عز وج َّل ِ‬ ‫ض َل هللا َّ‬ ‫ف َّ‬
‫جر‬‫صلتَي ِ ال َب ْر َدي ِْن‪ ،‬وهُما الفَ ُ‬ ‫ث عن فَض ِل َ‬ ‫هللا عليه وسلَّ َم في هذا الحدي ِ‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫األعما ِل ما ذَ َك َره النب ُّ‬
‫َظهر ُرطوبةُ‬ ‫حيث ت ُ‬ ‫ُ‬ ‫باح‬
‫ص ِ‬ ‫ط ِفه في ال َّ‬ ‫ت إبرا ِد ال َج ّ ِو وتلَ ُّ‬ ‫قعان في وق ِ‬ ‫االسم؛ أل َّنهما َي ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِ ّم َيتا بهذا‬‫صر‪ ،‬و ُ‬ ‫وال َع ُ‬
‫حيث‬‫ُ‬ ‫ت اعتدا ِل ال َج ّ ِو‪،‬‬ ‫هار والدُّخو ُل في وق ِ‬ ‫سار حرارةِ ال َّن ِ‬ ‫ظهر ان ِك ُ‬‫حيث َي ُ‬ ‫ُ‬ ‫العصر‬
‫ِ‬ ‫الهواء وبُرو َدتُه‪ ،‬وعن َد‬ ‫ِ‬
‫والعصر؛‬
‫َ‬ ‫‪.‬وخص هنا الفَ َ‬
‫جر‬ ‫َّ‬ ‫َين ِبح ِقّ ِهما د َخ َل الج َّنةَ‬‫صلت ِ‬ ‫َين ال َّ‬ ‫أن َمن صلَّى هات ِ‬ ‫ي صلَّى هللاُ عليه وسلَّ َم َّ‬ ‫َبيَّنَ النب ُّ‬
‫ب‬
‫ظ علي ِهما كان ِمن با ِ‬ ‫اإلنسان ب َعم ِله‪ ،‬ف َمن حافَ َ‬
‫ِ‬ ‫والعصر يكو ُن عن َد اش ِتغا ِل‬ ‫َ‬ ‫جر يكو ُن عن َد لذَّ ِة ال َّن ِ‬
‫وم‪،‬‬ ‫ألن الفَ َ‬ ‫َّ‬
‫ماع َملئك ِة اللَّي ِل‬ ‫ض ِلهما باج ِت ِ‬ ‫صتَا بال ِذّ ْك ِر والتأكيدِ؛ لفَ ْ‬ ‫صلواتِ‪ .‬وقيل‪ :‬إ َّنما ُخ َّ‬ ‫ظ على بق َّي ِة ال َّ‬ ‫أن يُحا ِف َ‬ ‫أ َ ْولى ْ‬
‫هللا بأحوا ِل ال ِعبا ِد وهو أعلَ ُم بهم؛ فاألَولى‬ ‫ماء فيُخ ِبرون َ‬ ‫س ِ‬ ‫صعودِهم إلى ال َّ‬ ‫هار فيهما‪ ،‬وتعاقُ ِبهم و ُ‬ ‫وملئك ِة ال َّن ِ‬
‫س ِّب ْح ِب َح ْم ِد َر ِّب َك‬‫{و َ‬‫صداقًا لذلك‪َ :‬‬ ‫َين ِل َيفوزَ بال َج َّن ِة‪ ،‬وقد قال تعالى ِم ْ‬ ‫ين الوقت ِ‬ ‫أن َيكونَ العب ُد على طاع ٍة في هذَ ِ‬
‫جر‬ ‫صلتَي ِ الفَ ِ‬ ‫ب} [ق‪.]39 :‬وفي الحديثِ‪ :‬فَض ُل المحافَظ ِة على َ‬ ‫ش ْم ِس َوقَ ْب َل ْالغُ ُرو ِ‬ ‫وع ال َّ‬ ‫طلُ ِ‬ ‫قَ ْب َل ُ‬
‫غ ِل والغَفل ِة‪.‬‬ ‫ت التَّشا ُ‬‫أجر ال ِعبادةِ و ْق َ‬ ‫ظ ُم ِ‬ ‫والعصر‪.‬وفيه‪ِ :‬ع َ‬ ‫ِ‬

‫‪69‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.........‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬

‫ِحكمة اليوم‪ :‬أمنيتك إن كان بينك وبينها بحور ثم صدقت في لجؤك هلل فيها ساقها اليك في أجمل‬
‫حا لك‪.‬‬
‫ما يكون وأحسن ما يكون وأنسب ما يكون وفي الوقت الذي يكون صال ّ‬
‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬
‫‪ -‬استغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬
‫‪ -‬أذكار بعد الصلوات‪.‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫‪ -‬أذكار الصباح‪.‬‬
‫الصفحة ( ) حتى‬ ‫‪ -‬أذكار المساء‪.‬‬
‫الصفحة ( )‪.‬‬

‫ِعش مع سورة قرآنية‪ ،‬اسمعها‪ ،‬احض درس‬


‫تفسيها‪ ،‬تدبرها‪.‬‬
‫ْ‬ ‫يف‬

‫‪70‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫ينظر إلى قلو ِبكم‬


‫ُ‬ ‫ولكن ِإ َّنما‬
‫ْ‬ ‫ص َو ِر ُك ْم َوأ ْموا ِل ُك ْم‪،‬‬
‫ينظر إلى ُ‬
‫ُ‬ ‫هللا تعالى َال‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم‪ِ - :‬إ َّن َ‬
‫وأعما ِلكم‪ .‬صحيح الجامع‪.‬‬

‫شرح الحديث الرابع والعشرون‪:‬‬


‫ض ُل ب ُحس ِْن المظا ِه ِر أو َكثرةِ األموا ِل‪ ،‬وإنما تتفاض ُل‬ ‫الناس ال تَتفا َ‬
‫َ‬ ‫هللا عليه وسلَّم َّ‬
‫أن‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫علَّ َمنا النب ُّ‬
‫ي‬‫حيث يقو ُل النب ُّ‬‫ُ‬ ‫سعي ِ في األعما ِل الصالح ِة‪ ،‬كما في هذا ال َحديثِ‪،‬‬ ‫ب‪ ،‬والخَشي ِة من هللاِ‪ ،‬وال َّ‬ ‫طهارةِ القلو ِ‬ ‫ب َ‬
‫ظ ُر‬ ‫هللا سبحانه وتعالى ال َين ُ‬ ‫ص َو ِركم‪ ،‬وأموا ِلكم"‪ ،‬أي‪َّ :‬‬
‫إن َ‬ ‫ظ ُر إلى ُ‬ ‫هللا تعالى ال َين ُ‬ ‫"إن َ‬ ‫هللا عليه وسلَّم‪َّ :‬‬ ‫صلَّى ُ‬
‫ص َو ِر؛ هل هي جميلةٌ‬ ‫ظ ُر إلى ال ُّ‬ ‫سقيمةٌ‪ ،‬وال َين ُ‬ ‫صحيحةٌ أو َ‬ ‫صغيرةٌ‪ ،‬أو َ‬ ‫هل هي َكبيرة ٌ أو َ‬ ‫أجسام العبادِ؛ ْ‬ ‫ِ‬ ‫إلى‬
‫عز وج َّل عبا َده‪ ،‬وال يُحاسبُهم على هذه‬ ‫ُؤاخذُ ُ‬
‫هللا َّ‬ ‫ظ ُر إلى األموا ِل كثير ٍة أو قليلةٍ؛ فل ي ِ‬ ‫أو ذَميمةٌ؛ وال َين ُ‬
‫واإلخلص‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ق‬
‫واليقين‪ ،‬والصد ِ‬
‫ِ‬ ‫ظ ُر إلى قُلو ِبكم"‪ ،‬أي‪ :‬إلى ما فيها من التَّ ْقوى‬ ‫"ولكن َين ُ‬
‫ْ‬ ‫َفاو ِتهم فيها‪،‬‬ ‫األمور وت ُ‬ ‫ِ‬
‫حيث‬ ‫ُ‬ ‫ظ ُر إلى أعما ِلكم من‬ ‫ق ال َحسن ِة والقبيح ِة‪" ،‬وأعما ِلكم"‪ ،‬أي‪ :‬وين ُ‬ ‫وسائر األخل ِ‬ ‫ِ‬ ‫سمع ِة‪،‬‬ ‫الرياء وال ُّ‬
‫ِ‬ ‫وقص ِد‬
‫صلةٌ َّإال ِبالتَّ ْقوى؛ ف َم ْن كان هللِ أ ْتقَى‬ ‫خل ِقه ِ‬ ‫يس َبيْنَ هللاِ و َبيْنَ ْ‬ ‫فيثيب ويُجازي عليها؛ فلَ َ‬ ‫ُ‬ ‫صل ُحها وفسادُها؛‬
‫فخر ِبما ِله وال ِب َجما ِله وال ِببد ِنه وال ِبأوالدِه‬ ‫أكرم؛ إذَ ْن فعلى ال َم ْر ِء َّأال َي َ‬ ‫َ‬ ‫أقرب‪ ،‬وكان عن َد هللاِ‬ ‫َ‬ ‫كان من هللاِ‬
‫صوره‪ ،‬وال ِبشيءٍ من هذه ال ُّد ْنيا أبدًا‪ ،‬إ َّنما إذا وفَّقه هللاُ ِللتَّقوى؛ فهذا من فَض ِل هللاِ عليه؛ فَ ْليحم ِد َ‬
‫هللا‬ ‫ِ‬ ‫وال ِبقُ‬
‫وإن ُخ ِذ َل فل َيلو َم َّن َّإال ن ْف َ‬
‫سه‪.‬‬ ‫عليه‪ْ ،‬‬
‫إصلح‬
‫ِ‬ ‫الظاهر دُونَ‬
‫ِ‬ ‫الركون إلى‬
‫ِ‬ ‫حذير من‬‫سن القصدِ‪ ،‬والتَّ ُ‬ ‫الحث على االعتما ِد على الني ِة و ُح ِ‬ ‫ُّ‬ ‫وفي الحديثِ‪:‬‬
‫الباط ِن‪.‬‬
‫ِ‬
‫وارح وفَسادِها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫لح ال َج‬
‫ص ِ‬ ‫أثر القَل ِ‬
‫ب في َ‬ ‫وفي الحديث‪ :‬بيا ُن ِ‬

‫‪71‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫ليلة هادئة‪ ،‬شعروا فيها بسكينة ال مثيلَ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ ّ‬ ‫َ‬


‫ٍ‬ ‫‪..‬‬ ‫القدر‬ ‫ليلة‬ ‫كانت‬ ‫ها‬ ‫أن‬ ‫لك‬ ‫يقولون‬ ‫سوف‬
‫شعاع ‪! ...‬‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫لها ‪ ..‬هاك صور الشمس ‪ ..‬تمعن لقد أشقت دون‬
‫صديق و ال تلتفت ‪ ..‬فاهلل قد أخق هذه الليلة من أجلك ‪ ..‬من‬ ‫ر‬ ‫‪ -‬أكمل طريقك يا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫ّ‬
‫تبق قريبا فهو يحب قربك ‪..‬‬ ‫يبق قلبك ّ‬
‫متلهفا‪ ،‬و أن ر‬ ‫أجل أن ر‬
‫عز وجل‪..‬‬ ‫الناس‪ ،‬و انشغل عنها بعبادتك و صدقك هلل ّ‬ ‫ّ‬
‫ال ترهق نفسك بتخمينات‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫فإنه وهللا إن رأى منك صدقا جعل كل لياليك ليال قدر‬
‫لقاء واحد ‪ ..‬فال تفير‬ ‫ليلة واحدة ‪ ..‬و ال ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ُ ّ‬
‫الحقيق ال تكفيه‬
‫ي‬ ‫‪ -‬و اعلموا أن المحب‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫اعتقادا منه أنه ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫ه ليلة‬ ‫ي‬ ‫ار‬ ‫الن‬ ‫من‬ ‫عتقك‬ ‫ليلة‬ ‫‪..‬‬ ‫القدر‬ ‫ليلة‬ ‫ت‬ ‫فو‬ ‫أحدكم‬ ‫ة‬ ‫هم‬
‫قدرك‪!...‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬تلك الليلة رّ‬
‫ببداية جديدة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫هللا‬ ‫فيها‬ ‫تعاهد‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬‫مض‬ ‫ما‬ ‫عىل‬ ‫ا‬ ‫ندم‬ ‫فيها‬ ‫تبكيك‬ ‫الن‬
‫ي‬
‫‪4 ...‬‬ ‫ّ‬ ‫ستكون ً‬
‫حتما ليلة العطايا و النفحات‬
‫رحمة هللا تشمل قلبك فال تحزن‪ ..‬رحمة هللا باقية‪.‬‬

‫ُمقتبس‪ ،‬مجهول‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪72‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.........‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬

‫َّللا اُمنية في قلبك عبثًا‪ ،‬ال يجعلك تتمنى شيئًا لتظل الحسرة في قلبك‪،‬‬
‫ِحكمة اليوم‪ :‬ال يُلقي ّ‬
‫بل ليُعطيك! فثق باهلل‪.‬‬

‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬
‫‪ -‬استغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬
‫‪ -‬أذكار بعد الصلوات‪.‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫‪ -‬أذكار الصباح‪.‬‬
‫الصفحة ( ) حتى‬ ‫‪ -‬أذكار المساء‪.‬‬
‫الصفحة ( )‪.‬‬

‫شاهد ُمحاضة تتحدث عن يوم القيامة‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫صحيح مسلم‪.‬‬ ‫ع ْب ٍد علَى ما َ‬


‫مات عليه‪.‬‬ ‫قال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬يُ ْب َع ُ‬
‫ث ُك ُّل َ‬
‫شرح الحديث الخامس والعشرون‪:‬‬
‫ع َّز‬ ‫والباط ِن في طاع ِة هللاِ َ‬ ‫ِ‬ ‫سبحانَه وتَعالَى ِللعَبدِ‪ ،‬وهي ثَ َمرة ٌ ِل ِجها ِد َّ‬
‫الظا ِه ِر‬ ‫ق هللاِ ُ‬ ‫ُح ْس ُن الخا ِتم ِة ِمن تَوفي ِ‬
‫إخضاع القُلو ِ‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫فريط في طاع ِة هللاِ‪ ،‬وت َْر ِك‬ ‫ذالن هللاِ ِلل َعبدِ‪ ،‬وهي ثَ َمرة ُ التَّ ِ‬ ‫سو ُء الخا ِتم ِة ِمن ِخ ِ‬ ‫و َج َّل‪ ،‬و ُ‬
‫سبحانَه‪.‬‬ ‫ح له ُ‬ ‫وار ِ‬
‫وال َج ِ‬
‫عليه‪،‬‬ ‫مات َ‬‫ذكر أو أُنثى على ما َ‬ ‫ُبعث ك ُّل عب ٍد ِمن ٍ‬ ‫هللا عليه وسلَّ َم أ َّنه ي ُ‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫ث يُخ ِب ُر ال َّنب ُّ‬‫وفي هذا الحدي ِ‬
‫فمن‬ ‫صه؛ ِ‬ ‫عى في ذلك حا ُل قَ ْل ِبه ال حا ُل ش َْخ ِ‬ ‫هللا عليه‪ ،‬ويُرا َ‬ ‫ُجازيه ُ‬ ‫عم ٍل في ِ‬ ‫شر‪ِ ،‬من اعتقا ٍد و َ‬ ‫خير أو ٍ ّ‬ ‫ِمن ٍ‬
‫أن‬ ‫اإلنسان ْ‬
‫ِ‬ ‫ليم؛ فعلى‬ ‫س ٍ‬ ‫ب َ‬ ‫هللا بقَ ْل ٍ‬
‫اآلخرةِ‪ ،‬وال َي ْنجو فيها َّإال َمن أتَى َ‬ ‫َّار ِ‬ ‫ص َو ُر في الد ِ‬ ‫ب تُصاغُ ال ُّ‬ ‫ت القُلو ِ‬ ‫صفا ِ‬ ‫ِ‬
‫لم‬ ‫س َك باإلس ِ‬ ‫أن َيتَم َّ‬‫ح‪ ،‬وعليه ْ‬ ‫ع َم ٍل صا ِل ٍ‬ ‫عز وج َّل على َ‬ ‫أن َيبعَثَه هللاُ َّ‬ ‫صا ِلح ِة؛ ألجْ ِل ْ‬ ‫َيجتَ ِه َد في فِ ْع ِل األعْما ِل ال َّ‬
‫َّللا َح َّق تُقَا ِت ِه َو َال تَ ُموت ُ َّن ِإ َّال َوأ َ ْنت ُ ْم ُم ْس ِل ُمونَ }‬
‫موت عليه‪ ،‬كما قال تَعالى‪َ { :‬يا أ َ ُّي َها الَّذِينَ آ َمنُوا اتَّقُوا َّ َ‬ ‫في َحيا ِته؛ ِل َي َ‬
‫ص َّح ِتكم‬ ‫اإلسلم في حا ِل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب نَواهي ِه‪ ،‬وحافِظوا على‬ ‫أوام ِره واجتنا ِ‬ ‫هللا ب ِفع ِل ِ‬ ‫[آل عمران‪ ،]102 :‬أي‪ :‬اتَّقوا َ‬
‫مات‬ ‫مات عليه‪ ،‬و َمن َ‬ ‫َ‬ ‫عاش على شَيءٍ‬ ‫َ‬ ‫س َّنتَه ب َك َر ِمه أ َّنه َمن‬
‫ريم ق ْد أجْ رى ُ‬ ‫فإن ال َك َ‬‫سل َم ِتكم؛ ِلتَموتوا عليه؛ َّ‬ ‫و َ‬
‫ج‪،‬‬ ‫ث على الح ّ ِ‬ ‫ج بُ ِع َ‬ ‫صلةِ‪ ،‬و َمن مات على الح ّ ِ‬ ‫ث على ال َّ‬ ‫صلةِ بُ ِع َ‬ ‫ث عليه‪ ،‬ف َمن مات على ال َّ‬ ‫على شَيءٍ بُ ِع َ‬
‫ث عليها‪ ،‬وهَذا عا ٌّم‬ ‫صيان بُ ِع َ‬‫ِ‬ ‫جور وال ِع‬ ‫ق والفُ ِ‬ ‫الجهادِ‪ ،‬و َمن مات على ال ِفس ِ‬ ‫ث على ِ‬ ‫الجها ِد بُ ِع َ‬
‫و َمن مات على ِ‬
‫حث على‬ ‫َير األحوا ِل‪ ،‬وفي هذا ٌّ‬ ‫موت على خ ِ‬ ‫أن َي َ‬ ‫ص على ْ‬ ‫حر َ‬ ‫أن َي ِ‬ ‫إنسان ْ‬
‫ٍ‬ ‫في ك ِّل صورةٍ َومع ًنى؛ فعَلَى ك ِّل‬
‫ت والخيراتِ؛ فإ َّنه ال َي ْدري أح ٌد متَى يموتُ ‪.‬‬ ‫صالحا ِ‬ ‫عم ِل ال َّ‬ ‫وام َ‬
‫َد ِ‬

‫‪74‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.........‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬

‫ِحكمة اليوم‪” :‬ويزرع هللا في طريقك الورود حتى وإن كان طريقك جافاً‪ ،‬فقط ثق باهلل فاهلل‬
‫بصير بحالك“‪.‬‬
‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬
‫‪ -‬استغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬
‫‪ -‬أذكار بعد الصلوات‪.‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫‪ -‬أذكار الصباح‪.‬‬
‫الصفحة ( ) حتى‬ ‫‪ -‬أذكار المساء‪.‬‬
‫الصفحة ( )‪.‬‬

‫احفظ ُدعاء جديد‪.‬‬


‫ستجد يف الصفحة (‪ )92‬بعض األدعية‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫اآلخ ِر‬
‫وم ِ‬ ‫جارهُ‪ ،‬و َمن كانَ يُؤْ ِم ُن َّ ِ‬
‫باَّلل وال َي ِ‬ ‫اآلخ ِر فل يُؤْ ِذ َ‬ ‫وم ِ‬ ‫قال صلى هللا عليه وسلم‪َ :‬من كانَ يُؤْ ِم ُن َّ ِ‬
‫باَّلل وال َي ِ‬
‫ت‪ .‬صحيح البخاري‪.‬‬ ‫اآلخ ِر فَ ْل َيقُ ْل َخي ًْرا ْأو ِل َي ْ‬
‫ص ُم ْ‬ ‫وم ِ‬ ‫فَ ْليُ ْك ِر ْم َ‬
‫ض ْيفَهُ‪ ،‬و َمن كانَ يُؤْ ِم ُن َّ ِ‬
‫باَّلل وال َي ِ‬
‫شرح الحديث السادس والعشرون‪:‬‬
‫اإلسلم َّي ِة‪ ،‬الَّتي تَزي ُد‬
‫ِ‬ ‫ق‬
‫واألخل ِ‬ ‫ْ‬ ‫ث إلى التَّ َح ِلّي ِباآلدا ِ‬
‫ب‬ ‫هللا عليه وسلَّم في هذا ال َحدي ِ‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫يُر ِشدُنا ال َّنب ُّ‬
‫اآلخر‬‫وم ِ‬ ‫ُؤم ُن بال َي ِ‬ ‫ُؤم ُن ِباهللِ الَّذي َخلَقَه إيما ًنا ِ‬
‫كام ًل‪ ،‬وي ِ‬ ‫أن َمن كانَ ي ِ‬ ‫األُلفةَ وال َم َو َّدة َ بيْن ال ُمس ِلمينَ ‪ ،‬في ُ‬
‫ُخبر َّ‬
‫طف في معا َملَ ِته‪.‬‬ ‫باإلحسان إليه واللُّ ِ‬‫ِ‬ ‫ُكر ُمه‬
‫جاره‪ ،‬بل ي ِ‬ ‫الَّذي إلَي ِه َمعادُه وفيه ُمجازاتُه ِب َع َم ِله؛ فَل يُؤ ِذ َ‬
‫ب ال َكل ِم‪،‬‬ ‫وطي ِ‬ ‫طلق ِة الوجْ ِه‪ِ ،‬‬ ‫َّيف يكو ُن ب َ‬ ‫ض ْيفَه‪ ،‬وإكرا ُم الض ِ‬ ‫اآلخ ِر فَليُ ْك ِر ْم َ‬ ‫وم ِ‬ ‫ُؤم ُن ِب َّ ِ‬
‫اَّلل وال َي ِ‬ ‫وأن َمن كانَ ي ِ‬ ‫َّ‬
‫صدق ِة‪،‬‬‫لئل يُث ِق َل عليه وعلى ن ْف ِسه‪ ،‬وبع َد الثَّلث ِة ُي َع ُّد ِمن ال َّ‬ ‫َير تَكلُّفٍ ؛ َّ‬ ‫ضرهُ ِمن غ ِ‬ ‫واإلطعام ثَلثةَ أي ٍَّام‪ ،‬بما َح َ‬ ‫ِ‬
‫َّيف ال ُمسا ِف ِر‪ ،‬وهو القاد ُم ِمن َبل ٍد آخ ََر‪ ،‬ف َحقُّه وإكرا ُمه أَولى ِمن‬ ‫ُّيوف َمن يكو ُن حقُّه أَولى‪ ،‬كالض ِ‬ ‫ومن الض ِ‬ ‫ِ‬
‫سفَ ِر‪.‬‬
‫وليس قا ِد ًما ِمن ال َّ‬ ‫َ‬ ‫ائر ِمن ال َبل ِد ن ْف ِسه‪،‬‬ ‫الز ِ‬ ‫َّ‬
‫يستط ْع قَو َل ا ِ‬
‫لخير؛‬ ‫ِ‬ ‫كوت إن لم‬ ‫س َ‬ ‫ت‪ ،‬أي‪َ :‬يلت َِز ِم ال ُّ‬ ‫َيرا‪ ،‬أو ل َيص ُم ْ‬ ‫اآلخ ِر فَ ْل َيقُ ْل خ ً‬
‫وم ِ‬ ‫ُؤم ُن ِباهللِ وال َي ِ‬ ‫وأن َمن كانَ ي ِ‬ ‫َّ‬
‫سان َكثيرةٌ‪َّ ،‬‬
‫فإن‬ ‫ت ال ِلّ ِ‬ ‫شدَّد عليه؛ َّ‬
‫ألن آفا ِ‬ ‫الخير دو ًما‪ ،‬وإنما َنبَّه و َ‬ ‫ِ‬ ‫مأمور بقو ِل‬
‫ٌ‬ ‫أن اإلنسانَ في األص ِل‬ ‫وذلك َّ‬
‫حر ٍم وال‬ ‫ب عليه َمفسدة ٌ وال ي ُج ُّر إلى ُم َّ‬ ‫فإن ع ِل َم أ َّنه ال َيترتَّ ُ‬ ‫لمه؛ ْ‬ ‫أن َيتكلَّ َم‪ ،‬فَ ْل َيتف َّك ْر ق ْب َل َك ِ‬ ‫المر َء إذا أراد ْ‬ ‫ْ‬
‫حر ٍم أو َمكروهٍ‪.‬‬ ‫ئل ي ُج َّر ال ُمبا ُح إلى ُم َّ‬ ‫سكوتِ؛ ِل َّ‬ ‫سلمةُ في ال ُّ‬ ‫وإن كان ُمبا ًحا فال َّ‬ ‫َمكروهٍ‪ ،‬فَ ْليتكلَّ ْم‪ْ ،‬‬
‫ب‪.‬‬‫ب وال َّنجا ِة فيه ِمن ال ِعقا ِ‬ ‫ب في تَحصي ِل الثَّوا ِ‬ ‫اإليمان باهللِ؛ للتَّرغي ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآلخ َر مع‬ ‫اليوم ِ‬‫َ‬ ‫وإ َّنما ذَ َكر‬

‫‪76‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.........‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬

‫ِحكمة اليوم‪ :‬قال الفضيل بن عياض رحمه هللا‪ " :‬بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند هللا‪،‬‬
‫وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند هللا "‬
‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬
‫‪ -‬استغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬
‫‪ -‬أذكار بعد الصلوات‪.‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫‪ -‬أذكار الصباح‪.‬‬
‫الصفحة ( ) حتى‬ ‫‪ -‬أذكار المساء‪.‬‬
‫الصفحة ( )‪.‬‬

‫اجعل أحدهم سعيد‪ ،‬برسالة لطيفة‪ ،‬بكلمة‬


‫طيبة‪ ،‬بدعوة‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫صحيح‬ ‫س ْف َيا ُن‪َ :‬ي ْع ِني قَ ِ‬


‫اط َع َر ِح ٍم‪.‬‬ ‫اط ٌع‪ .‬قا َل اب ُن أ َ ِبي ُ‬
‫ع َم َر‪ :‬قا َل ُ‬ ‫قال صلى هللا عليه وسلم‪َ :‬ال َي ْد ُخ ُل ال َج َّنةَ قَ ِ‬
‫البخاري‪.‬‬

‫شرح الحديث السابع والعشرون‪:‬‬


‫غير وارثٍ‪ ،‬وتَتأ َّك ُد‬ ‫ب‪ ،‬سوا ٌء أكان وارثًا لهم أو َ‬ ‫س ٍ‬
‫طن َ‬ ‫طهم راب ُ‬ ‫اإلنسان‪ ،‬وك ُّل َمن َير ِب ُ‬ ‫ِ‬ ‫أقارب‬
‫ُ‬ ‫األرحا ُم‪ :‬هم‬
‫ب بها العب ُد إلى ر ِّبه‪ ،‬وق ْد‬ ‫ت الَّتي َي َّ‬
‫تقر ُ‬ ‫الطاعا ِ‬ ‫حم ِمن أفض ِل َّ‬ ‫الر ِ‬ ‫وصلةُ َّ‬ ‫سبًا‪ِ .‬‬ ‫ب إليه َن َ‬ ‫صلةُ به ُكلَّما كان َ‬
‫أقر َ‬ ‫ال ِ ّ‬
‫ب لل َمثوب ِة‪.‬‬ ‫وج ٌ‬ ‫صلَها ُم ِ‬ ‫أن َو ْ‬ ‫أ َم َر هللاُ تعالَى بها‪ ،‬وبيَّنَ َّ‬
‫ط ُع َر ِح َمه‬ ‫قاط ٌع‪ ،‬وهو الذي يق َ‬ ‫هللا عليه وسلَّم أ َّنه ال َيد ُخ ُل الج َّنةَ ِ‬ ‫ث يُخ ِب ُر َرسو ُل هللاِ صلَّى ُ‬ ‫وفي هذا ال َحدي ِ‬
‫األمر مع‬ ‫ِ‬ ‫بال َهجْ ِر لهم والمعادا ِة‪ ،‬مع َم ْن ِعه إيَّاهم معروفَه و َمعُونتَه‪ ،‬ولع َّل المرا َد أ َّنه ال َيد ُخلُها في َّأو ِل‬
‫هللا تعالى‪.‬‬ ‫ب بتَأ ُّخ ِره الق ْد َر الَّذي َيريدُه ُ‬ ‫السَّابقينَ ‪ ،‬بل يُعاقَ ُ‬
‫عو ُل‬ ‫الر ِح ِم‪ ،‬ولم َي ِر ْد لها ضاب ٌ‬
‫ط؛ فال ُم َّ‬ ‫صل ِة َّ‬ ‫شرع َّي ِة على ِ‬ ‫صوص ال َّ‬ ‫ِ‬ ‫الحث فيما ال يُحصى ِمن ال ُّن‬ ‫ُّ‬ ‫ور َد‬
‫وقد َ‬
‫رف‬‫والواجب منها ما يُ َع ُّد به في العُ ِ‬ ‫ُ‬ ‫األشخاص واألحوا ِل واألزمن ِة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫باختلف‬
‫ِ‬ ‫ف‬
‫رف‪ ،‬وهو َيخت ِل ُ‬ ‫على العُ ِ‬
‫ت في فُقَرا ِئهم‪ ،‬وال َهدايا ألغنيا ِئهم‪.‬‬ ‫ص َدقا ِ‬‫عاودتُهم‪ ،‬وب ْذ ُل ال َّ‬‫وأظهرها‪ُ :‬م َ‬ ‫ُ‬ ‫كرمةٌ‪،‬‬
‫ض ٌل و َم ُ‬ ‫واصل‪ ،‬وما زا َد فهو تف ُّ‬ ‫ً‬
‫األرحام بينهم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وصل ِة‬‫اس ِ‬ ‫ث على الترا ُح ِم بين ال َّن ِ‬ ‫وفي ال َحديثِ‪ :‬ال َح ُّ‬
‫اس‪.‬‬ ‫األرحام بين ال َّن ِ‬ ‫ِ‬ ‫التحذير الشدي ُد ِمن َق ْ‬
‫ط ِع‬ ‫ُ‬ ‫وفيه‪:‬‬
‫شرح آخر‪ :‬فالواجب على جميع المسلمين العناية بالرحم‪ ،‬من اآلباء‪ ،‬واألمهات‪ ،‬واألجداد‪ ،‬والجدّات‪،‬‬
‫واألوالد‪ ،‬واإلخوة وأوالدهم‪ ،‬واألعمام‪ ،‬والع ّمات‪ ،‬واألخوال‪ ،‬كل هؤالء رحم‪ ،‬وكل َمن كان أقرب كان‬
‫أش ّد في إثم قطيعة الرحم‪ ،‬وكان أعظم في األجر في وصله‪ ،‬قال رجل‪ :‬يا رسول هللا‪َ ،‬من ُّ‬
‫أبر؟ قال‪ :‬أمك‪،‬‬
‫قال‪ :‬ثم َمن؟ قال‪ :‬أ ّمك‪ ،‬قال‪ :‬ثم َمن؟ قال‪ :‬أمك‪ ،‬قال‪ :‬ثم َمن؟ قال‪ :‬أباك‪ ،‬ثم األقرب فاألقرب‪ ،‬فبعد األب‬
‫واألجداد واألوالد يأتي اإلخوة وبنوهم‪ ،‬واألعمام وبنوهم‪ ،‬ثم األخوال‪ ،‬هؤالء هم األرحام‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.........‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬

‫سمح ألحد أن يدمر أ ُمنياتك‪.‬‬


‫ِحكمة اليوم‪ِ :‬عش ببساطة وتفاؤل وال ت ّ‬
‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬
‫‪ -‬استغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬
‫أذكار بعد الصلوات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫أذكار الصباح‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصفحة ( ) حتى‬ ‫أذكار المساء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصفحة ( )‪.‬‬ ‫أذكار النوم‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫خصص جلسة ُدعاء وأذكار‪ ،‬تكون فيها‬


‫وحدك‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫القدر ما‬
‫ِ‬ ‫أرأيت إن علمتُ أ َّ‬
‫ي ليل ِة‬ ‫َ‬ ‫هللا عنها قالت‪ :‬قلتُ ‪ :‬يا رسو َل هللاِ‬
‫رضي ُ‬
‫َ‬ ‫عن عائشة‬
‫فاعف ع ِّني‪ .‬أخرجه الترمذي‪.‬‬
‫ُ‬ ‫العفو‬
‫َ‬ ‫عفو تُحبُّ‬
‫أقو ُل فيها؟ قال‪ :‬قولي‪ :‬الله َّم إنك ٌّ‬
‫شرح الحديث الثامن والعشرون‪:‬‬
‫تعرضوا‬ ‫أن جعَ َل لها في أي َِّام َد ْه ِرها نَفحاتٍ؛ ِل َي َّ‬ ‫عظيم ِمن َِن هللاِ تعالى على أ ُ َّم ِة مح َّم ٍد صلَّى هللاُ عليه وسلَّ َم ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِمن‬
‫ت‬ ‫ت الجليل ِ‬ ‫ومن تلك ال َّنفَحا ِ‬ ‫أعمارها قَصيرةٌ‪ ،‬وآجالُها َمحدودةٌ‪ِ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ألن األ َّمةَ‬ ‫لها‪ ،‬و ِل َيفوزوا فيها بعطا َيا ِمن هللاِ؛ َّ‬
‫هللا تعالى في كتا ِبه‪.‬‬ ‫َهر‪ ،‬كما أخ َب َر ُ‬ ‫فش ٍ‬ ‫خير ِمن ْأل ِ‬‫ليلةُ الق ْد ِر التي هي ٌ‬
‫ْ‬
‫فقالت‪:‬‬ ‫هللا عليه وسلَّ َم عن لَيل ِة القَ ْد ِر‪،‬‬ ‫ت رسو َل هللاِ صلَّى ُ‬ ‫هللا عنها سألَ ْ‬ ‫ي ُ‬ ‫رض َ‬ ‫أن عائشةَ ِ‬ ‫ث َّ‬ ‫وفي هذا الحدي ِ‬
‫األواخ ِر‬
‫ِ‬ ‫وابن ماجه‪ ،‬ولَيلةُ القَ ْد ِر في الع ْش ِر‬ ‫يِ ِ‬ ‫أدر ْكتُ ليلةَ الق ْد ِر‪ ،‬كما في ِرواي ِة ال ِتّرمذ ّ‬ ‫إن َ‬ ‫"إن وافَ ْقتُها"‪ ،‬أي‪ْ :‬‬ ‫ْ‬
‫ف ل َمن أحْ ياها وأقا َمها بعلما ِتها؛ ومنها‪ :‬أ َّنها ليلةٌ‬ ‫عر ُ‬ ‫َهر رمضانَ ‪ ،‬وتكو ُن في اللَّيالي ال ِوتر َّي ِة‪ ،‬وت ُ َ‬ ‫ِمن ش ِ‬
‫ظ ِم‬ ‫س ِ ّم َيت بذلك؛ ل ِع َ‬ ‫ق‪ ،‬و ُ‬ ‫نتشر في اآلفا ِ‬ ‫ع لها ُم َ‬ ‫شعا َ‬ ‫مس ع ِق َبها ال ُ‬ ‫ش ُ‬ ‫حارة ٌ وال باردةٌ‪ ،‬وتَطلُ ُع ال َّ‬ ‫صافيةٌ‪ ،‬ال َّ‬
‫ألن الذي يُحْ ييها يكو ُن له قَ ْد ٌر بذلك‪ ،‬وقيل‪ :‬الق ْد ُر مأخوذٌ ِمن‬ ‫القرآن والملئك ِة فيها‪ ،‬وقيل‪َّ :‬‬ ‫ِ‬ ‫قَ ْد ِرها؛ لنُزو ِل‬
‫أقدار تلك‬ ‫ُ‬ ‫َب فيها‬ ‫سن ِة بها؛ فتُكت ُ‬ ‫َقدير أفعا ِل ال َّ‬ ‫الناس‪ ،‬وقيل‪ :‬لت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ومها عن‬ ‫ق‪ ،‬والذي يُرا ُد هنا إخفا ُء َي ِ‬ ‫التَّضيي ِ‬
‫ض ُل ِمن‬ ‫بعض تلك المعاني أو ك ِلّها‪" ،‬ف ِب َم أ ْدعو؟" أي‪ :‬ما َيف ُ‬ ‫ِ‬ ‫ظ مأخوذًا ِمن‬ ‫أن يكونَ اللَّف ُ‬ ‫حتم ُل ْ‬ ‫سن ِة‪ ،‬و َي ِ‬ ‫ال َّ‬
‫ُّعاء في تلك اللَّيل ِة‪ ،‬وهو‪:‬‬ ‫أنواع الد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِل‬‫هللا عليه وسلَّ َم إلى أف َ‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫ش َدها ال َّنب ُّ‬ ‫ُّعاء في تلك اللَّيل ِة؟ فأر َ‬ ‫الد ِ‬
‫ْف‬ ‫صف ِة‪" ،‬فاع ُ‬ ‫هور هذه ال ِ ّ‬ ‫ظ َ‬ ‫س ِّيئاتِ‪" ،‬ت ُ ِحبُّ الع ْف َو"‪ ،‬أي‪ :‬ت ُ ِحبُّ ُ‬ ‫جاو ُز عن ال َّ‬ ‫"اللَّه َّم إ َّنك عفُ ٌّو"‪ ،‬والع ْف ُو هو التَّ ُ‬
‫الكثير‪ ،‬وع ْف ُو هللاِ تعالى‬ ‫ِ‬ ‫قصير‪ ،‬وأنت أَولى بالع ْف ِو‬ ‫ِ‬ ‫كثير التَّ‬‫تجاو ْز ع ِّني واصفَ ْح عن زَ لَلي؛ فإ ِّني ُ‬ ‫َ‬ ‫ع ِّني"‪ ،‬أي‪:‬‬
‫طل َبه‪ ،‬وهذا‬ ‫ب َ‬ ‫صف ٍة تُنا ِس ُ‬ ‫سبحانَه ب ِ‬ ‫ي العب ُد على ر ِّبه ُ‬ ‫ُّعاء؛ ْ‬
‫أن يُث ِن َ‬ ‫ب الد ِ‬ ‫يكو ُن في الدُّنيا واآلخر ِة‪ ،‬وهذا ِمن آدا ِ‬
‫جوامع الك ِل ِم‪ ،‬و َمن َدعا به حاز خَيري ِ الدُّنيا واآلخرةِ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الدُّعا ُء ِمن‬
‫صفَ ِة الع ْف ِو وال َمح َّب ِة هللِ تعالى كما َي ِلي ُق ب َجل ِله‪.‬‬ ‫وفي الحديثِ‪ :‬إثباتُ ِ‬
‫ت الفاضلتِ‪.‬‬ ‫ت ال سيَّما في األوقا ِ‬ ‫ت المباركا ِ‬ ‫الحث على الدَّعوا ِ‬ ‫ُّ‬ ‫وفيه‪:‬‬
‫هللا عليه وسلَّ َم‪ ،‬وعلى َمعرف ِة‬ ‫ي ِ صلَّى ُ‬ ‫هللا عنها على التَّعلُّ ِم ِمن َه ْدي ِ ال َّنب ّ‬ ‫ي ُ‬ ‫رض َ‬ ‫ص عائشةَ ِ‬ ‫لح ْر ِ‬ ‫وفيه‪ :‬بيا ٌن ِ‬
‫الخير‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫أبوا ِ‬

‫‪80‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.........‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬

‫المعنى األهـم‪ ..‬الذي يجب أن َيرسخ في ال َعقـل والقَلب والوجدان‪ ،‬أ َّننا ٌ‬
‫ملك‬ ‫ٰ‬ ‫ِحكمة اليوم‪« :‬إ َّنا هلل» هـذا هو‬
‫عدله‪ ،‬ولُطفه الخَفي‪ ،‬و َجميل تَدبيره الذي يدق عن فهم الذكي‪ ،‬وال يفهمه َّإال‬ ‫هلل يفعل بنا ما شاء بحكمته و َ‬
‫إلى هللا راجعون‪،‬‬ ‫صاحب ال َبصائر الحيَّة‪ ،‬نَحن عباده‪ ،‬ال نَملك من أمر أنفسنا شيئًا‪ ،‬واألمر كله هلل‪ ..‬إ َّنا ٰ‬
‫إلى هللا راغبون‪.‬‬ ‫إ َّنا ٰ‬
‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬
‫‪ -‬استغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬
‫أذكار بعد الصلوات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫أذكار الصباح‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصفحة ( ) حتى‬ ‫أذكار المساء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصفحة ( )‪.‬‬ ‫أذكار النوم‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫شارك أصدقائك بمعلومة نبوية‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫صحيح البخاري‪.‬‬ ‫ش ُروا‪ ،‬وال ت ُ َن ِفّ ُروا‪.‬‬ ‫س ُروا وال ت ُ َع ِ ّ‬


‫س ُروا‪ ،‬و َب ِ ّ‬ ‫قال صلى هللا عليه وسلم‪َ :‬ي ِ ّ‬
‫شرح الحديث التاسع والعشرون‪:‬‬
‫يسير على ال ِعبادِ‪ ،‬ولم يُح ِ ّم ْلهم ما ال ي ُِطيقون وال َيستطيعونَ ‪ ،‬وحذَّ َر ِمن‬ ‫الوسط َّي ِة؛ فقد جاء بالتَّ ِ‬ ‫اإلسل ُم دِي ُن َ‬
‫يسير‪،‬‬ ‫ض ّدِهما؛ فأ َم َر بالتَّ ِ‬ ‫رين ون َهى عن ِ‬ ‫هللا عليه وسلَّ َم بأ ْم ِ‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫ث أ َم َر النب ُّ‬ ‫ف والتَّش ُّددِ‪.‬وفي هذا الحدي ِ‬ ‫التَّكلُّ ِ‬
‫مور‬ ‫مور الدُّنيا كال ُمعاملتِ‪ ،‬أو في أ ُ ِ‬ ‫ي ِ شَيءٍ ِمن أ ُ ِ‬ ‫سلم في أ ّ‬ ‫س َر على ُم ٍ‬ ‫عسير‪ ،‬ف َمن ي َّ‬ ‫ض ّدِه وهو التَّ ُ‬ ‫عن ِ‬ ‫ون َهى ْ‬
‫هللا تعالَى عليه‪ .‬و َيكفي في‬ ‫س َر ُ‬ ‫خر ْج عنه؛ ي َّ‬ ‫الحق ولم َي ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ق‬‫ي ِ شَيءٍ ما دام في ِنطا ِ‬ ‫ِين كال ِعباداتِ‪ ،‬أو في أ ّ‬ ‫ال ّد ِ‬
‫اختار‬
‫َ‬ ‫أمرين َّإال‬ ‫ِ‬ ‫ق وأق َد َرهم على طاع ِة هللاِ؛ ما ُخ ِّي َر بيْن‬ ‫أن رسو َل هللاِ صلَّى هللاُ عليه وسلَّ َم س ِّي َد ْ‬
‫الخل ِ‬ ‫هذا َّ‬
‫اإلخبار‬
‫ُ‬ ‫س ال ِّنذار ِة‪ ،‬وهي‬ ‫بالخير‪ ،‬وهو ع ْك ُ‬ ‫ِ‬ ‫واإلخبار‬
‫ُ‬ ‫ا‪.‬واألمر الثَّاني‪ :‬التَّ ُ‬
‫بشير‬ ‫ُ‬ ‫س َرهُما‪ ،‬ما لم ي ُك ْن َحرا ًم‬ ‫أي َ‬
‫الناس‬ ‫َ‬ ‫شروا‬ ‫شروا‪ ،‬وال تُن ِفّروا» ب ِ ّ‬ ‫فور؛ فمعنى‪« :‬ب ِ ّ‬ ‫خويف ال ُمؤ ّدِي إلى ال ُّن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب والتَّ‬ ‫ش ِ ّر وال ُمبالغةُ في التَّرهي ِ‬ ‫بال َّ‬
‫وأنواع‬
‫ِ‬ ‫خويف‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِكر التَّ‬ ‫سع ِة َرحم ِته‪ ،‬وال تُن ِفّروا بذ ِ‬ ‫عطا ِئه‪ ،‬و َ‬ ‫ض ِل هللاِ تعالَى‪ ،‬وثَوا ِبه‪ ،‬و َجزي ِل َ‬ ‫‪-‬أو المؤمنينَ ‪ -‬بف ْ‬
‫بيان‪ ،‬و َمن بلَ َغ‬ ‫ص ِ‬ ‫غ ِمن ال ِ ّ‬ ‫ب البُلو َ‬ ‫ب إسل ُمه بت َْر ِك التَّشدي ِد عليهم‪ ،‬وكذلك َمن َ‬
‫قار َ‬ ‫ف َمن قَ ُر َ‬‫الوعيدِ‪ ،‬فيُتألَّ ُ‬ ‫َ‬
‫دريج في‬ ‫ِ‬ ‫اإلسلم على التَّ‬ ‫ِ‬ ‫ليل‪ ،‬كما كانت أ ُ ُ‬
‫مور‬ ‫ليل قَ ً‬ ‫بأنواع الطاع ِة قَ ً‬ ‫ِ‬ ‫ف ب َجمي ِعهم‬ ‫ُتلط ُ‬ ‫وتاب ِمن المعاصي؛ ي َّ‬ ‫َ‬
‫س ُهلت عليه‪،‬‬ ‫سر على الداخ ِل في الطاع ِة‪ ،‬أو ال ُمري ِد للدُّخو ِل فيها؛ َ‬ ‫كليف شيئًا ب ْع َد شَيءٍ ؛ أل َّنه متى يُ ِ ّ‬ ‫التَّ ِ‬
‫ستحملَها‪ .‬وفي‬ ‫ِ‬ ‫دوم‪ ،‬أو ال َي‬ ‫وإن د َخ َل أوش ََك َّأال َي َ‬ ‫سر عليه ْأوش ََك َّأال َيد ُخ َل فيها‪ْ ،‬‬ ‫ع ِّ‬ ‫وتَزا َي َد فيها غالبًا‪ ،‬ومتى ُ‬
‫رغيب‪ ،‬سوا ٌء ما‬ ‫ُ‬ ‫بشير والتَّ‬
‫يسير والتَّ ُ‬ ‫بأن يُق ّدِموا ما فيه التَّ ُ‬ ‫ِين ْ‬ ‫مور ال ّد ِ‬ ‫هذا تَوجيهٌ للدُّعا ِة و َمن َيقومون على أ ُ ِ‬
‫ي صلَّى‬ ‫َعيم‪.‬وقد ج َم َع النب ُّ‬ ‫ت ون ٍ‬ ‫عز وج َّل في اآلخرةِ ِمن ج َّنا ٍ‬ ‫غباتٍ‪ ،‬وما عن َد هللاِ َّ‬ ‫اإلسلم ِمن َمحاسنَ و ُمر ِ ّ‬ ‫ِ‬ ‫في‬
‫الجزاء‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫دار‬ ‫واآلخرة َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫دار األعما ِل‪،‬‬ ‫ألن الدُّنيا ُ‬‫َيري الدُّنيا واآلخرةِ؛ َّ‬ ‫ث بيْن خ َ‬ ‫هللا عليه وسلَّ َم في هذا الحدي ِ‬ ‫ُ‬
‫رور؛ تَحقيقًا لكو ِنه‬ ‫س ِ‬ ‫واإلخبار بال ُّ‬
‫ِ‬ ‫بالخير‬
‫ِ‬ ‫باآلخرةِ بالو ْع ِد‬ ‫ِ‬ ‫فأ َم َر فيما َيتعلَّ ُق بالدُّنيا بالتَّسهي ِل‪ ،‬وفيما َيتعلَّ ُق‬
‫الدارين‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َرحمةً للعالمينَ في‬

‫‪82‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫بماذا تشعر؟‪.........‬‬ ‫اليوم‪ ..........:‬التاريخ‪.............:‬‬

‫مجرد مواساة‪ ..‬أشه ُد أن توقيت هللا مثالي في كل شيء! كل شيء سيأتي لك في‬‫ّ‬ ‫ِحكمة اليوم‪ :‬ال أقول هذا‬
‫وقته المناسب‪ ،‬هللا وحده من يحسن التدبير‪ ،‬وحده من يعلم بما يصلح لك‪ ،‬يغلق عليك بابًا ليفتح لك بابًا‬
‫ويعوضك بأجمل مما بكيت على‬ ‫ّ‬ ‫أعظم‪ ،‬يمنعك عنك شيئًا تمنيته طويلً ليدهشك بعطائه ويغمرك بخيراته‬
‫فواته!‬

‫مهامي اليومية‪:‬‬

‫الذكر‬
‫ِ‬ ‫الصلوات‬
‫القراءة‬ ‫القرآن‬

‫‪ -‬حوقلة‪.‬‬
‫‪ -‬استغفار‪.‬‬
‫قراءة كتاب‪..........:‬‬ ‫‪ -‬الباقيات الصالحات‪.‬‬
‫‪ -‬صلة على النبي‪.‬‬
‫أذكار بعد الصلوات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تمت القراءة من‬ ‫أذكار الصباح‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصفحة ( ) حتى‬ ‫أذكار المساء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصفحة ( )‪.‬‬ ‫أذكار النوم‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أ ر‬
‫كي من شكر هللا واالمتنان له عىل فضله بأن‬
‫أعطاك العمر لتصل لنهاية رمضان‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫سا ٌن أ َ ْو َب ِهي َمةٌ؛‬ ‫عا‪ ،‬فَ َيأ ْ ُك ُل منه َ‬


‫طي ٌْر أ َ ْو ِإ ْن َ‬ ‫سا‪ ،‬أ َ ْو َي ْز َرعُ زَ ْر ً‬ ‫قال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ما ِمن ُم ْس ِل ٍم َي ْغ ِر ُ‬
‫س غ َْر ً‬
‫ص َدقَةٌ‪ .‬أخرجه البخاري‪.‬‬
‫ِإ َّال كانَ له به َ‬
‫شرح الحديث الثالثون‪:‬‬

‫هللا به األجْ َر والثَّ َ‬


‫واب‪.‬‬ ‫َب ُ‬ ‫نافع َّإال َكت َ‬
‫سلم َيقو ُم ب َعم ٍل ٍ‬ ‫عب ٍد ُم ٍ‬
‫ما ِمن َ‬
‫س أو‬ ‫غر ُ‬ ‫رع‪ ،‬وأ َّنه ما ِمن ُم ٍ‬
‫سلم َي ِ‬ ‫والز ِ‬‫َرس َّ‬ ‫ض ِل الغ ِ‬‫هللا عليه وسلَّ َم على فَ ْ‬ ‫ي صلَّى ُ‬ ‫ث يُ َن ِّبهُ ال َّنب ُّ‬
‫وفي هذا الحدي ِ‬
‫ير أو ال َبهي َمةُ‪ ،‬وك ُّل ذا ِ‬ ‫الزرع‪ ،‬ف َيأ ُك ُل منه اإلنسا ُن أو َّ‬
‫وح ِمن دَوابّ ِ‬‫ت ُر ٍ‬ ‫الط ُ‬ ‫زرعُ شَيئًا‪ ،‬ف َيتعدَّى َن ْف ُع هذا َّ ِ‬ ‫َي َ‬
‫َص المس ِل َم بال ِذّ ْك ِر؛ أل َّنه َينوي‬‫يوان ال يُم ِّي ُز فهو َبهيمةٌ؛ َّإال كان له أَجْ ٌر بذلك‪ ،‬وإ َّنما خ َّ‬ ‫البحر وال َب ِ ّر‪ ،‬وك ُّل َح ٍ‬ ‫ِ‬
‫وألن ال ُمس ِل َم هو الَّذي‬ ‫َّ‬ ‫تقوى المسلمون بثَ َم ِر ذلك الغ َْر ِس على ِعباد ِة هللاِ تعالَى‪،‬‬ ‫أن َي َّ‬ ‫عن َد الغَ ْر ِس ‪-‬غالبًا‪ْ -‬‬
‫ذاب عنه‪،‬‬ ‫ف ال َع ُ‬ ‫أن يُ َخفَّ َ‬ ‫واب‪ ،‬وغايتُهُ ْ‬‫ت ثَ ٌ‬ ‫ص ُل له بما َيف َعلُه ِمن الخيرا ِ‬ ‫الكافر فل َيح ُ‬
‫ُ‬ ‫واب‪ ،‬وأ َّما‬ ‫ص ُل له ثَ ٌ‬
‫َيح ُ‬
‫طى بذلك‪.‬‬ ‫وق ْد يُط َع ُم في الدُّنيا‪ ،‬ويُع َ‬
‫الزراع ِة‪ ،‬والع َم ِل بال َح ْرثِ‪.‬‬ ‫ض ِل ِ ّ‬ ‫وفي الحديثِ‪َ :‬بيا ُن ف ْ‬
‫عيش اإلنسا ُن بن ْف ِسه‪ ،‬أو َمن َيأتي ب ْع َده م َّمن يُؤ َج ُر فيه‪.‬‬ ‫األرض ل َي َ‬ ‫ِ‬ ‫الحض على ِعمارةِ‬ ‫ُّ‬ ‫وفيه‪:‬‬

‫‪84‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫علَى َما َه َدا ُك ْم َولَ َعلَّ ُك ْم ت َ ْش ُك ُرونَ )‬ ‫( َو ِلت ُ ْك ِملُواْ ْال ِع َّدةَ َو ِلت ُ َك ِب ُّروا َ‬
‫هللا َ‬
‫اكتملت العدة فلك الحمد يا هللا‪ ،‬هللا أكبر هللا أكبر وهلل الحمد‪ ،‬كل عام وأنتم بخير يا أصحاب‬

‫صحبة المفكرة الرمضانية الرائعون‪.‬‬


‫ُ‬

‫” افرحوا بالعيد وال تُلقوا السمع لمن يقول‪:‬‬


‫‪5‬‬

‫سبحانه وتعالى‪" :‬ومن يُ ّ‬


‫عظم شعائر‬ ‫عي ٌد ميّت‪ ،‬ال يوجد حماس‪ ،‬وال كأنهُ عيد‪ ،‬وتذ ّكروا قول هللا ُ‬
‫هللا فإنها من تقوى القلوب"‬
‫ّ‬
‫ونعتز بديننا‪ ،‬انشروا السعادة‪ ،‬املؤوا قلوب غيركم باألمل والتفاؤل‪،‬‬ ‫لُنعظم شعائرنا واعيادنا‬
‫ي روح من حول ُكم ُكل يوم‬
‫اجعلوا العيد ف ّ‬
‫ادعوا لبعضكم البعض بالخير في ظهر الغيب وال تنسوني من خا ِلص دعائِ ُكم‪.‬‬
‫وال تنسوا أن تملؤوا سماؤكم باالستغفار والتكبيرات‪..‬‬

‫يك لَ َك‪.‬‬ ‫يك لَ َك لَبَّي َْك‪ِ ،‬إ َّن ْال َح ْم َد‪َ ،‬والنِّ ْع َمةَ‪ ،‬لَ َك َو ْال ُم ْل َك‪ ،‬الَ َ‬
‫ش ِر َ‬ ‫لَبَّي َْك اللَّ ُه َّم لَبَّي َْك‪ ،‬لَبَّي َْك الَ ش َِر َ‬

‫‪ 5‬منقول‪ ،‬مجهول‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫‪86‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫أذكار الصباح واملساء‬

‫صا ِل َو َال تَ ُكن ِ ّمنَ ْالغَافِ ِلينَ )‬


‫عا َو ِخيفَةً َودُونَ ْال َج ْه ِر ِمنَ ْالقَ ْو ِل ِب ْالغُ ُد ّ ِو َو ْاآل َ‬ ‫( َوا ْذ ُكر َّرب ََّك فِي َن ْف ِس َك تَ َ‬
‫ض ُّر ً‬
‫ع ِظي ًما)‬ ‫َّللا لَ ُهم َّم ْغ ِف َرة ً َوأ َ ً‬
‫جْرا َ‬ ‫ت أَ َ‬
‫ع َّد َّ ُ‬ ‫يرا َوالذَّا ِك َرا ِ‬ ‫( َوالذَّا ِك ِرينَ َّ َ‬
‫َّللا َك ِث ً‬
‫أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫ض َمن ذَا الَّذِي يَ ْشفَ ُع ِع ْن َدهُ‬ ‫ت َو َما فِي األ َ ْر ِ‬ ‫س َم َوا ِ‬ ‫ي ْالقَيُّو ُم الَ تَأ ْ ُخذُهُ ِسنَةٌ َوالَ ن َْو ٌم لَّهُ َما فِي ال َّ‬ ‫﴿َّللا الَ ِإلَهَ ِإالَّ هُ َو ْال َح ُّ‬ ‫َّ ُ‬
‫ض‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر َ‬ ‫س َم َوا ِ‬ ‫ش ْيءٍ ِ ّم ْن ِع ْل ِم ِه ِإالَّ بِ َما شَاء َو ِس َع ُك ْر ِسيُّهُ ال َّ‬ ‫طونَ بِ َ‬ ‫ِإالَّ بِإِ ْذنِ ِه يَ ْعلَ ُم َما بَيْنَ أَ ْيدِي ِه ْم َو َما خ َْلفَ ُه ْم َوالَ ي ُِحي ُ‬
‫ي ْال َع ِظي ُم﴾‬ ‫ظ ُه َما َوهُ َو ْال َع ِل ُّ‬ ‫َوالَ َيؤُو ُدهُ ِح ْف ُ‬
‫س ِل ِه َال‬ ‫نز َل ِإلَ ْي ِه ِمن َّر ِبّ ِه َو ْال ُمؤْ ِمنُونَ ُك ٌّل آ َمنَ ِب َّ ِ‬
‫اَّلل َو َم َل ِئ َك ِت ِه َو ُكت ُ ِب ِه َو ُر ُ‬ ‫سو ُل ِب َما أ ُ ِ‬ ‫الر ُ‬‫بسم هللا الرحمن الرحيم (آ َمنَ َّ‬
‫سا ِإ َّال ُو ْس َع َها‬ ‫َّللا نَ ْف ً‬
‫ف َّ ُ‬ ‫ير (‪َ )285‬ال يُ َك ِلّ ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫غ ْف َرانَكَ َربَّنَا َو ِإلَيْكَ ْال َم ِ‬ ‫ط ْعنَا ُ‬ ‫س ِم ْعنَا َوأَ َ‬ ‫س ِل ِه َوقَالُوا َ‬ ‫نُفَ ِ ّر ُق بَيْنَ أَ َح ٍد ِ ّمن ُّر ُ‬
‫علَى‬ ‫ص ًرا َك َما َح َم ْلتَهُ َ‬ ‫علَ ْينَا ِإ ْ‬ ‫طأْنَا َربَّنَا َو َال تَحْ ِم ْل َ‬ ‫اخ ْذنَا ِإن نَّ ِسينَا أَ ْو أَ ْخ َ‬ ‫ت َربَّنَا َال ت ُ َؤ ِ‬ ‫سبَ ْ‬ ‫علَ ْي َها َما ا ْكتَ َ‬ ‫ت َو َ‬ ‫سبَ ْ‬ ‫لَ َها َما َك َ‬
‫علَى ْالقَ ْو ِم‬ ‫ص ْرنَا َ‬ ‫ار َح ْمنَا أَنتَ َم ْو َالنَا فَان ُ‬ ‫عنَّا َوا ْغ ِف ْر لَنَا َو ْ‬ ‫ْف َ‬ ‫طاقَةَ لَنَا بِ ِه َواع ُ‬ ‫الَّذِينَ ِمن قَ ْب ِلنَا َربَّنَا َو َال ت ُ َح ِ ّم ْلنَا َما َال َ‬
‫ْال َكا ِف ِرينَ )‬
‫ص َمدُ* لَ ْم َي ِل ْد َولَ ْم يُولَدْ* َولَ ْم َي ُكن لَّهُ ُكفُوا ً أَ َحدٌ﴾‪ 3 .‬مرات‬ ‫َّللا ال َّ‬ ‫َّللا أَ َحدٌ* َّ ُ‬ ‫الر ِح ِيم ﴿قُ ْل هُ َو َّ ُ‬ ‫الرحْ َم ِن َّ‬ ‫بسم هللا َّ‬
‫ت فِي‬ ‫ب* َو ِمن ش ِ َّر النَّفَّاثَا ِ‬ ‫ق ِإذَا َوقَ َ‬ ‫ق* ِمن ش ِ َّر َما َخلَقَ * َو ِمن ش ِ َّر غَا ِس ٍ‬ ‫ب ْالفَلَ ِ‬ ‫عوذُ ِب َر ّ ِ‬ ‫الر ِح ِيم ﴿قُ ْل أَ ُ‬ ‫الرحْ َم ِن َّ‬ ‫بسم هللا َّ‬
‫س َد﴾‪ 3 .‬مرات‬ ‫ْالعُقَدِ* َو ِمن ش ِ َّر َحا ِس ٍد ِإذَا َح َ‬
‫س‬‫اس* الَّذِي ي َُو ْس ِو ُ‬ ‫اس ْال َخنَّ ِ‬ ‫اس* ِمن ش ِ َّر ْال َوس َْو ِ‬ ‫اس* ِإلَ ِه النَّ ِ‬ ‫اس* َم ِل ِك النَّ ِ‬ ‫ب النَّ ِ‬ ‫عوذُ ِب َر ّ ِ‬ ‫الر ِح ِيم ﴿قُ ْل أَ ُ‬ ‫الرحْ َم ِن َّ‬ ‫بسم هللا َّ‬
‫اس﴾ ‪ 3‬مرات‬ ‫اس* ِمنَ ْال ِجنَّ ِة َو النَّ ِ‬ ‫ُور النَّ ِ‬ ‫صد ِ‬‫فِي ُ‬
‫َّللا َوح َدهُ ال شَريكَ لهُ‪ ،‬لهُ ال ُمـلكُ ولهُ ال َح ْمـد‪ ،‬وهُ َو على ك ّل شَيءٍ‬ ‫صـ َب َح ال ُم ْـلكُ هلل َوال َحم ُد هلل‪ ،‬ال إلهَ إالّ ّ ُ‬ ‫صـ َبحْ نا َوأَ ْ‬ ‫أَ ْ‬
‫َـر ما في هـذا اليوم َوش ِ َّر ما بَ ْعـ َده‪،‬‬ ‫َـير ما بَ ْعـ َده ‪َ ،‬وأَعـوذُ بِكَ ِم ْن ش ِ ّ‬ ‫َـير ما في هـذا اليوم َوخ َ‬ ‫ب أسْـأَلُـكَ خ َ‬ ‫قدير‪َ ،‬ر ّ ِ‬
‫ب في القَـبْر‪ .‬مرة واحدة‬ ‫عـذا ٍ‬ ‫ـار َو َ‬ ‫ب في النّ ِ‬ ‫عـذا ٍ‬ ‫ب أَعـوذُبِكَ ِم ْن َ‬ ‫سـوء ْال ِكـبَر ‪َ ،‬ر ّ ِ‬ ‫سـ ِل َو ِ‬ ‫ب أَعـوذُبِكَ ِمنَ ْال َك َ‬ ‫َر ّ ِ‬
‫علَى‬ ‫َّللا َوحْ َدهُ الَ ش َِريكَ لَهُ‪ ،‬لَهُ ْال ُم ْلكُ َولَهُ ْال َح ْم ُد َوهُ َو َ‬ ‫وفي المساء‪( :‬أَمسينَا َوأَمسى ْال ُم ْلكُ ِ ََّّللِ‪َ ،‬و ْال َح ْم ُد ِ ََّّللِ‪ ،‬الَ ِإلَ َه إالَّ َّ ُ‬
‫عوذُ ِبكَ ِم ْن ش ِ َّر َما فِي َهذَه ْالليلة َوش ِ َّر َما‬ ‫َير َما بَ ْع َدها‪َ ،‬وأَ ُ‬ ‫ب أَ ْسأَلُكَ َخي َْر َما فِي َهذَه ْالليلة َوخ َ‬ ‫ِير‪َ ،‬ر ّ ِ‬ ‫ش ْيءٍ قَد ٌ‬ ‫ُك ِّل َ‬
‫ب فِي ْالقَب ِْر)‬ ‫عذَا ٍ‬ ‫ار َو َ‬ ‫ب فِي النَّ ِ‬ ‫عذَا ٍ‬ ‫عوذُ بِكَ ِم ْن َ‬ ‫ب أَ ُ‬ ‫وء ْال ِكبَ ِر‪َ ،‬ر ّ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫س ِل َو ُ‬ ‫عوذُ بِكَ ِمنَ ْال َك َ‬ ‫ب أَ ُ‬
‫بَ ْع َدها‪َ ،‬ر ّ ِ‬

‫‪87‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫ط ْعـت‪ ،‬أَعـوذُ ِبكَ ِم ْن ش ِ ّ‬
‫َـر‬ ‫ع ْهـدِكَ َو َوعْـدِكَ ما ا ْستَـ َ‬ ‫علـى َ‬ ‫عبْـدُك‪َ ،‬وأَنا َ‬ ‫اللّهـ َّم أَ ْنتَ َر ِبّـي ال إل َه إالّ أَ ْنتَ ‪َ ،‬خلَ ْقتَنـي َوأَنا َ‬
‫نـوب ِإالّ أَ ْنتَ ‪ .‬مرة واحدة‬ ‫ي َوأَبـو ُء ِبذَ ْنـبي فَا ْغفـِ ْر لي فَإِنَّـهُ ال يَ ْغـ ِف ُر الذُّ َ‬ ‫علَـ َّ‬ ‫صنَـ ْعت‪ ،‬أَبـو ُء لَـكَ ِبنِ ْعـ َمتِـكَ َ‬ ‫ما َ‬
‫من قالها موقنا بها حين يمسى ومات من ليلته دخل الجنة وكذلك حين يصبح‪.‬‬
‫المصير)‬
‫ُ‬ ‫(اللَّ ُه َّم بِكَ أَمسينا‪َ ،‬وبِكَ أَصبحنا‪َ ،‬وبِكَ نَحْ يَا‪َ ،‬وبِكَ نَ ُموتُ َوإِلَيْكَ‬
‫َّللا َال إِلَهَ إِالَّ أَ ْنتَ َوحْ دَكَ الَ‬ ‫ع ْرشِكَ ‪َ ،‬و َملَئِ َكتِكَ ‪َ ،‬و َج ِمي َع خ َْلقِكَ ‪ ،‬أَنَّكَ أَ ْنتَ َّ ُ‬ ‫(اللَّ ُه َّم إِنِّي أَمسيتُ أ ُ ْش ِهدُكَ ‪َ ،‬وأ ُ ْش ِه ُد َح َملَةَ َ‬
‫سولُكَ ) ‪4‬مرات‬ ‫ع ْبدُكَ َو َر ُ‬ ‫ش َِريكَ لَكَ ‪َ ،‬وأَ َّن ُم َح َّمدا ً َ‬
‫ش ْكر)‬ ‫(اللَّ ُه َّم َما أَمسى ِبي ِم ْن نِ ْع َم ٍة أَ ْو ِبأ َ َح ٍد ِم ْن خ َْلقِكَ فَ ِم ْنكَ َوحْ دَكَ الَ ش َِريكَ لَكَ ‪ ،‬فَلَكَ ْال َح ْم ُد َولَكَ ال ُّ‬
‫عوذُ ِبكَ ِمنَ‬ ‫ص ِري‪ ،‬الَ ِإلَهَ ِإالَّ أَ ْنتَ ‪ .‬اللَّ ُه َّم ِإنِّي أَ ُ‬ ‫عافِنِي فِي بَ َ‬ ‫س ْم ِعي‪ ،‬اللَّ ُه َّم َ‬ ‫عافِنِي فِي َ‬ ‫عافِنِي فِي بَ َدنِي‪ ،‬اللَّ ُه َّم َ‬ ‫(اللَّ ُه َّم َ‬
‫ب القَب ِْر‪ ،‬الَ ِإلَهَ ِإالَّ أَ ْنتَ ) ‪ 3‬مرات‬ ‫عذَا ِ‬ ‫عوذُ بِكَ ِم ْن َ‬ ‫ْال ُك ْف ِر‪َ ،‬والفَ ْق ِر‪َ ،‬وأَ ُ‬
‫علَي ِه ت ََو َّكلتُ َوهُ َو َربُّ ْالعَ ْر ِش ْالعَ ِظ ِيم) ‪ 7‬مرات‬ ‫َّللا الَ ِإلَهَ ِإالَّ هُ َو َ‬ ‫ي َّ ُ‬ ‫( َح ْسبِ َ‬
‫اي َوأَ ْه ِلي‪،‬‬ ‫اآلخ َرةِ‪ ،‬اللَّ ُه َّم إِنِّي أَ ْسأَلُكَ ْالعَ ْف َو َوا ْلعَافِيَةَ‪ :‬فِي دِينِي َو ُد ْنيَ َ‬ ‫(اللَّ ُه َّم إِنِّي أَ ْسأَلُكَ ْالعَ ْف َو َو ْالعَافِيَةَ فِي ال ُّد ْنيَا َو ِ‬
‫ع ْن ِش َما ِلي‪،‬‬ ‫ع ْن َي ِمي ِني‪َ ،‬و َ‬ ‫ي‪َ ،‬و ِم ْن خ َْل ِفي‪َ ،‬و َ‬ ‫ين َي َد َّ‬ ‫ظ ِني ِم ْن َب ِ‬ ‫عا ِتي‪ ،‬اللَّ ُه َّم احْ فَ ْ‬ ‫ع ْو َرا ِتي‪َ ،‬و ِآم ْن َر ْو َ‬ ‫َو َما ِلي‪ ،‬اللَّ ُه َّم ا ْست ُ ْر َ‬
‫ظ َمتِكَ أَ ْن أ ُ ْغتَا َل ِم ْن تَحْ تِي)‬ ‫عوذُ ِب َع َ‬ ‫َو ِم ْن فَ ْوقِي‪َ ،‬وأَ ُ‬
‫عوذُ ِبكَ‬ ‫ش ْيءٍ َو َم ِلي َكهُ‪ ،‬أَ ْش َه ُد أَ ْن الَ ِإلَهَ ِإالَّ أَ ْنتَ ‪ ،‬أَ ُ‬ ‫ض‪َ ،‬ربَّ ُك ِّل َ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬ ‫س َم َوا ِ‬ ‫اط َر ال َّ‬ ‫ش َها َدةِ فَ ِ‬ ‫ب َوال َّ‬ ‫عا ِل َم الغَ ْي ِ‬‫(اللَّ ُه َّم َ‬
‫سوءاً‪ ،‬أَ ْو أَ ُج َّرهُ ِإلَى ُم ْس ِل ٍم)‬ ‫علَى نَ ْف ِسي ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ْطان َوش ََر ِك ِه‪َ ،‬وأَ ْن أَ ْقت َِر َ‬ ‫شي ِ‬ ‫ِم ْن ش ِ َّر نَ ْف ِسي‪َ ،‬و ِم ْن ش ِ َّر ال َّ‬
‫س ِمي ُع ْالعَ ِلي ُم)‪ 3 .‬مرات‬ ‫اء َوهُ َو ال َّ‬ ‫ض َوالَ فِي ال ّ‬
‫س َم ِ‬ ‫ش ْي ٌء فِي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫ض ُّر َم َع اس ِْم ِه َ‬ ‫َّللا الَّذِي الَ يَ ُ‬ ‫(بِس ِْم َّ ِ‬
‫اإل ْسلَ ِم دِيناً‪َ ،‬و ِب ُم َح َّم ٍد صلى هللا عليه وسلم نَ ِب ّياً)‪ 3 .‬مرات‬ ‫اَّلل َر َّباً‪َ ،‬و ِب ْ ِ‬‫ضيتُ ِب َّ ِ‬ ‫(ر ِ‬ ‫َ‬
‫ط ْرفَةَ َ‬
‫عي ٍْن)‪.‬‬ ‫ي ُكلَّهُ َوالَ تَ ِك ْل ِني ِإلَى نَ ْف ِسي َ‬ ‫ْ‬ ‫َغيث أَ ْ‬ ‫ي َيا قَيُّو ُم ِب َرحْ َمتِكَ أَ ْست ُ‬
‫ص ِل ْح ِلي شَأ ِن َ‬ ‫( َيا َح ُّ‬
‫نورها‪َ ،‬و َب َر َكتَها‪،‬‬ ‫ص َرها‪َ ،‬و َ‬ ‫ب ْال َعالَ ِمينَ ‪ ،‬اللَّ ُه َّم ِإنِّي أَ ْسأَلُكَ َخي َْر َهذَه ْالليلة‪:‬فَتْ َحها‪َ ،‬ونَ ْ‬ ‫(أَمسينَا َوأَمسى ْال ُم ْلكُ ِ َّ ِ‬
‫َّلل َر ّ ِ‬
‫عوذُ ِبكَ ِم ْن ش ِ َّر َما فِيها َوش ِ َّر َما بَ ْع َدها)‬ ‫َوهُ َداها‪َ ،‬وأَ ُ‬
‫علَى ِملَّ ِة أَبِينَا‬ ‫ِين نَبِيِّنَا ُم َح َّم ٍد صلى هللا عليه وسلم‪َ ،‬و َ‬ ‫علَى د ِ‬ ‫ص‪َ ،‬و َ‬ ‫اإل ْخلَ ِ‬ ‫علَى َك ِل َم ِة ْ ِ‬ ‫اإل ْسلَ ِم‪َ ،‬و َ‬ ‫ط َرةِ ْ ِ‬ ‫علَى فِ ْ‬ ‫(أَمسينا َ‬
‫شر ِكينَ )‬ ‫يم‪َ ،‬حنِيفا ً ُم ْس ِلما ً َو َما َكانَ ِمنَ ْال ُم ِ‬ ‫إِب َْرا ِه َ‬
‫وفي الصباح‪ :‬أصبحنا على فطرة اإلسلم‪....‬‬
‫َّللا َو ِب َح ْم ِدهِ)‪ 100 .‬مرة‬ ‫س ْب َحانَ َّ ِ‬ ‫( ُ‬
‫ِير)‪ .‬مرة او ‪ 10‬مرات‪.‬‬ ‫ش ْيءٍ قَد ٌ‬ ‫علَى ُك ِّل َ‬ ‫َّللا َوحْ َدهُ الَ ش َِريكَ لَهُ‪ ،‬لَهُ ْال ُم ْلكُ َولَهُ ْال َح ْمدُ‪َ ،‬وهُ َو َ‬ ‫(الَ ِإلَهَ ِإالَّ َّ ُ‬
‫وب ِإلَ ْي ِه)‪ 100 .‬مرة‪.‬‬ ‫َّللا َوأَت ُ ُ‬ ‫(أَ ْستَ ْغ ِف ُر َّ َ‬
‫ت ِم ْن ش ِ َّر َما َخلَقَ )‬ ‫َّللا التَّا َّما ِ‬‫ت َّ ِ‬ ‫عوذُ بِ َك ِل َما ِ‬ ‫(أَ ُ‬
‫علَى نَبَيِّنَا ُم َح َّمدٍ)‪ 10 .‬مرات‬ ‫س ِلّ ْم َ‬ ‫ص ِّل َو َ‬ ‫(اللَّ ُه َّم َ‬

‫‪88‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫سنن مهجورة‬

‫‪ -‬مﺴﺢ أﺛر النوم باليد‪.‬‬ ‫‪ -‬األكل بﺜالﺛة أصابع‪.‬‬ ‫‪ -‬املش ي حافيا‪.‬‬


‫‪ -‬الﺘرديد خلف املﺆذن‪.‬‬ ‫صالة التوﺑة‪ ،‬ركعتين بعد الذنب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬الدعاء بعد األذان‪.‬‬ ‫تغطية اﻻناء في الليل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬السالم على الصبيان اي األطفال‪.‬‬ ‫اﻻستﺌذان قبل الدخول ﺛالﺛا وﻻ تتعدﻯ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬صالة الضﺤى‪.‬‬ ‫صالة ركعتين عند الخروج من املﻨﺰل وعند الدخول‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬صالة الوتر‪.‬‬ ‫‪ -‬أذكار الصعود " تكبير" ‪ ،‬وأذكار الﻨﺰول "تسبيح "‪.‬‬
‫‪ -‬الوﺿوء عند النوم‪.‬‬ ‫‪ -‬السالم على من عرفت ومن لم تعرﻑ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻹبتسامة في وجه املسلم‪.‬‬ ‫‪ -‬الشرب ﺛالﺛا ‪ ،‬والجلوﺱ عند الشراب‪.‬‬
‫– السواك‪.‬‬ ‫‪ -‬التفل على اليسار ﺛالﺛا عند الوسوسة في الصالة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم عيب الطعام‪.‬‬ ‫‪ -‬الصالة في النعال " في الساحات"‪.‬‬
‫‪ -‬البدء بالوﺿوء عند اﻹغتسال‪.‬‬ ‫‪ -‬اﻹخالﺹ واملعوذتين قبل النوم‪.‬‬
‫– قراءة آية الكرﺳ ي دبر كل صالة‪.‬‬ ‫‪ -‬دعاء لبس الﺜوب الجديد‪.‬‬
‫‪ -‬الدعاء عند سماع صياح الديك‪ ،‬واﻹستعاذة عند سماع صوت الحمار‪.‬‬
‫‪ -‬تشميت العاطس ‪ ،‬إذا حمد هللا تقول "يرحمك هللا"‪.‬‬
‫‪ -‬تحية املﺴجد وإن كان اﻹمام يﺨطب‪.‬‬ ‫‪ -‬اﻤﻟحافظة على السﻨن الرواتب "‪12‬ركعة"‪.‬‬
‫‪ -‬قول " سبحانك اللﻬم وﺑحمدك أشﻬد أﻻ إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك" ‪ ،‬بعد القيام من اﻤﻟجلس وبعد قراءة‬
‫القرآن‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫أذكار بعد الصلوات‬

‫• قال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬من قال دبر كل صالة‪ :‬سبحان هللا ﺛالﺛا وﺛالﺛين و الحمد هلل ﺛالﺛا وﺛالﺛين وهللا أكبر ﺛالث وﺛالﺛين ‪ ،‬هذه‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫خطاياه‪،‬‬ ‫مجموعها ‪ ، 99‬ﺛم قال تمام املائة ﻻ اله اﻻ هللا وحده ﻻ شريك له ‪ ،‬له امللك وله الحمد وهو على كل ش يء قدير‪ ،‬غ ِفرت‬
‫مﺜل َزَﺑ ِد البحر‪.‬‬
‫وإن كانت َ‬

‫من قال هذا بعد كل صالة حطت عنه خطاياه‪ ،‬وكم نحن بحاجة للمواظبة على هذا الذكر‪.‬‬

‫• أستغفر هللا‪ ،‬أستغفر هللا‪ ،‬أستغفر هللا ‪ ،‬اللهم أنت السالم ومنك السالم ‪ ،‬تباركت يا ذا الجالل واﻹكرام‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫وسل َم إذا انصرﻑ من صال ِته‪ ،‬استغفر ﺛالﺛا‪ ،‬وقال‪َّ :‬‬ ‫«كان رسو ُل هللا صل ُ‬
‫الجالل‬
‫ِ‬ ‫ذا‬ ‫يا‬ ‫تباركت‬ ‫‪،‬‬ ‫السالم‬ ‫ومنك‬ ‫السالم‬ ‫أنت‬ ‫اللهم‬ ‫هللا عليه‬ ‫ِ‬
‫واﻹكر ِام»‪.‬‬
‫ض َمن ذَا الَّذِي َي ْشفَ ُع ِع ْن َدهُ ِإالَّ‬ ‫ت َو َما ِفي األ َ ْر ِ‬‫س َم َوا ِ‬‫ي ْالقَيُّو ُم الَ تَأ ْ ُخذُهُ ِسنَةٌ َوالَ ن َْو ٌم َّلهُ َما ِفي ال َّ‬ ‫َّللا الَ ِإلَ َه ِإالَّ هُ َو ْال َح ُّ‬
‫﴿ َّ ُ‬
‫ض َوالَ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر َ‬ ‫ش ْيءٍ ِ ّم ْن ِع ْل ِم ِه إِالَّ بِ َما شَاء َو ِس َع ُك ْر ِسيُّهُ ال َّ‬
‫س َم َوا ِ‬ ‫بِإِ ْذنِ ِه يَ ْعلَ ُم َما بَيْنَ أَ ْيدِي ِه ْم َو َما خ َْلفَ ُه ْم َوالَ ي ُِحي ُ‬
‫طونَ بِ َ‬
‫ي ْال َع ِظي ُم﴾‬ ‫ظ ُه َما َوهُ َو ْال َع ِل ُّ‬ ‫يَؤُو ُدهُ ِح ْف ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫صلى هللا عليه وسلم ّ‬ ‫ّ‬
‫مكتوﺑة ‪ ،‬لم يمنعه من دخو ِل الجنة إﻻ أن يموت»‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫صالة‬
‫كل ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫د‬ ‫ي‬
‫ِ ِ‬‫رﺳ‬ ‫الك‬ ‫آية‬ ‫أ‬‫ر‬‫ق‬ ‫ن‬ ‫«م‬ ‫قال‪:‬‬ ‫ه‬ ‫أن‬ ‫عن الرسول‬

‫أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك‪.‬‬ ‫اللهم ّ‬‫َّ‬ ‫•‬


‫ِ‬
‫َ ٌ‬ ‫َّ‬
‫وَّللا أل ُّ‬ ‫ُ ّ‬ ‫وسل َم بيدي يوما‪َ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫«أخذ رسو َل ََّّللا َّ َّ ُ‬
‫فقال معاذ‪:‬‬ ‫حبك‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬يا معاذ إ ِني ِ‬ ‫عليه‬
‫صل َّللا ِ‬ ‫ِ‬ ‫عن معاذ بن جبل رض ي هللا عنه قال‪:‬‬
‫َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ‬
‫كر َك‪،‬‬
‫ِ ِ‬‫ذ‬ ‫على‬ ‫ي‬ ‫هم ّ‬
‫أعن‬
‫ِ‬
‫َّ‬ ‫الل‬ ‫‪:‬‬ ‫ل‬‫تقو‬ ‫أن‬ ‫كتوﺑة‬
‫ٍ‬ ‫م‬ ‫صالة‬
‫ٍ‬ ‫ّ‬
‫كل‬‫ِ‬
‫َ‬
‫بر‬ ‫معاذ ﻻ َتد َع َّن ُ‬
‫د‬ ‫َ‬
‫أوصيك يا‬ ‫أحب َك‪َ ،‬‬
‫فقال‪:‬‬ ‫وَّللا ُّ‬ ‫وأمي يا رسول ِ‬
‫َّللا‪ ،‬وأنا ِ‬ ‫َ ّ‬
‫بأبي أنت ِ‬
‫وشكر َك‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬
‫سن عباد ِت َك»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وح‬ ‫ِ‬

‫‪90‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫أذكار النوم‬

‫ُ َّ َ ْ َ َ َ َ َ َّ ْ ُ َّ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ ْ ُ َ َّ ُ َ َ ٌ َ ُ ْ َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َ‬
‫اش ِه كل ليل ٍة ‪ :‬جمع كفي ِه ‪ ،‬ﺛم نفث ِف ِيهما‪ :‬فقرأ ِف ِيهما ‪ :‬قل هو َّللا أحد ‪ ،‬و قل أعوذ‬ ‫كان الن ِبي صلى َّللا علي ِه وسلم ِإذا أوﻯ ِإلى ِفر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ََ ْ ََ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ َ ْ َ ُ َ َ ْ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ ََْ َ ُ ْ َ ُ ُ‬
‫اﺱ ‪ ،‬ﺛم يمﺴﺢ ِب ِهما ما استطاع ِمن جس ِد ِه ‪ ،‬يبدأ ِب ِهما على رأ ِس ِه ووج ِه ِه وما أقبل ِمن جس ِد ِه ‪،‬‬ ‫ِبر ِب الفل ِق ‪ ،‬و قل أعوذ ِبر ِب الن ِ‬
‫ْ َ َ ََ َ‬
‫ات‬ ‫َيف َع ُل ذ ِلك ﺛالث َم َّر ٍ‬
‫آية الكرﺳ ي‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ ُ ْ ّ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َّ َ ٌ َ َ َ ْ َ ُ َ َ ْ َ ٌ َ َّ ُ‬
‫َّللا حا ِفظ ‪ ،‬وﻻ يقرﺑك شيطان حتى تصبح‬ ‫اشك فاقرأ آية الكر ِﺳ ِي ‪ ،‬لن يزال عليك ِمن ِ‬ ‫فضلها‪ :‬إذا أويت ِإلى ِفر ِ‬
‫الص ِـالحـين‬ ‫ـظ به عب َـاد َك ّ‬ ‫َ َْ ُ‬
‫ف‬‫ح‬ ‫ت‬ ‫ـا‬‫م‬ ‫ب‬ ‫ـها‬
‫َْ ْ‬
‫ظ‬ ‫ف‬ ‫فاح‬ ‫ـها‬‫ت‬ ‫ﺿ ْع ُـت َج ْنـبي ‪َ ،‬وﺑ َك َأ ْ َف ُعـه‪َ ،‬فإن َأ ْم َس ْـك َت َن ْفسـي ْ َح ْـمها ‪َ ،‬وإ ْن َأ ْ َس ْل َ‬ ‫باسم َك َرّﺑـي َو َ‬ ‫ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ر‬ ‫فار‬ ‫ِ‬ ‫ِ ر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الل ُه َّـم إ َّنـي َأ ْس َـأ ُلـكَ‬ ‫ّ‬ ‫ْ َ ْ َ ْ َ َ َّ َ ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬
‫اللهـم ِإنـك خلـقت نفسـي وأنـت توفـاهـا لك ممـاتـها ومحـياها ‪ِ ،‬إن أحييـتها فاحفظـها ‪ ،‬و ِإن أمتـها فاغ ِفـر لـها ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََْ َ َ َ ّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ ُ َّ َّ َ َ َ ْ َ َ‬
‫ِ‬
‫العـا ِف َـية‬
‫َ ُ‬ ‫ّ‬
‫ذاب َـك َي ْـو َم ت ْب َـعث ِعب َـادك‪ 3 .‬مرات‬ ‫الل ُه َّـم قنـي َع َ‬
‫ِ‬
‫ْ َ ّ ُ َّ َ ُ َ َْ‬
‫باس ِـمك اللهـم أمـوت وأحـيا‪.‬‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ْ‬
‫هلل الذي أط َـع َمنا َو َسقـانا‪َ ،‬وكفـانا‪َ ،‬وآوانا‪ ،‬فك ْـم ِم َّم ْـن ﻻ ك ِـاف َي ل ُـه َوﻻ ُم ْـﺆوي‬ ‫الـح ْمد ِ‬
‫َ ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ َ َْ َََْ َ‬ ‫َ ْ َ َ َ َّ ْ ُ َ ْ َ ْ َ َ َ َّ ْ ُ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ ُ َّ َ ْ َ ْ ُ َ‬
‫ي‬
‫اللهـم أسـلمت نفـس ي ِإلـيك‪ ،‬وفوﺿـت أمـر ِإلـيك‪ ،‬و جـهت وجـهي ِإلـيك‪ ،‬وألـجـات ظهـر ِإلـيك‪ ،‬رغبـة ورهـبة ِإلـيك‪ ،‬ﻻ ملجـأ وﻻ منـجـا‬ ‫و‬ ‫ي‬
‫َ ّ َْ َْ َ َ َ ّ َ ّ َ ْ َ ْ‬ ‫ّ َ‬
‫ِم ْن َـك ِإﻻ ِإل ْـي َك‪َ ،‬آم ْن ُـت ِب ِكت ِـابك الـذي أنزلـت و ِﺑن ِب ِـيـك الـذي أرسلـت‬
‫ْ‬ ‫َ ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ َْ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ َّ ُ ّ َ َ َ َ َ ْ ُ َ‬ ‫الشـهادة فاط َـر ّ‬ ‫َ َ َ ّ‬ ‫ّ‬
‫الل ُه َّ‬
‫ـيء ومليـكه‪ ،‬أشهـد أن ﻻ ِإلـه ِإﻻ أنت‪ ،‬أعـوذ ِبك ِمن ش ِـر نفسـي‪،‬‬ ‫ض رب ك ِـل ش ٍ‬ ‫ِ‬ ‫األر‬ ‫و‬ ‫ماوات‬
‫ِ‬ ‫الس‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ـيب‬
‫ِ‬ ‫الغ‬ ‫ـم‬‫عال‬‫ِ‬ ‫ـم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ـطان َو ِش ْـر ِكه‪َ ،‬وأن أقت ِـرﻑ َعلـى نفسـي سوءا أ ْو أ ُج َّـر ُه ِإلـى ُم ْس ِـلم‬ ‫ْ‬
‫و ِمن ش ِـر الشي ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ ّ َ ْ ُ ْ ُ َ ُ ٌّ َ َ َّ َ َ َ َ َ ُ ُ َ ُ ُ َ ُ َ ّ ُ َ ْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َّ ُ ُ َ ُ َ َ‬
‫ق‬
‫اَّلل ومال ِئك ِت ِه وكت ِب ِه ورس ِل ِه ﻻ نف ِر بين أح ٍد ِمن‬ ‫بسم هللا الرحمن الرحيم (آمن الرسول ِبما أ ِنزل ِإلي ِه ِمن رِﺑ ِه واملﺆ ِمنو كل آمن ِب ِ‬
‫ن‬
‫َّللا َن ْفسا إ َّﻻ ُو ْس َع َها َل َها َما َك َس َب ْت َو َع َل ْي َها َما ْاك َت َس َب ْت َ َّﺑناَ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ ّ ُ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ ُ َ َ ُ َ ْ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ َ َ َّ َ َ َ ْ َ ْ َ‬
‫ر‬ ‫ِ‬ ‫رس ِل ِه وقالوا س ِمعنا وأطعنا غفرانك رﺑنا و ِإليك امل ِصير (‪ )285‬ﻻ يك ِلف‬
‫َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ َّ َ َ َ ُ َ ّ ْ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ْ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ ْ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ ُ َ َ َّ‬
‫ﻻ تﺆ ِاخذنا ِإن ن ِسينا أو أخطأنا رﺑنا وﻻ تح ِمل علينا ِإصرا كما حملته على ال ِذين ِمن قب ِلنا رﺑنا وﻻ تح ِملنا ما ﻻ طاقة لنا ِب ِه واعف‬
‫انص ْرَنا َع َلى ْال َق ْوم ْال َكافرين)َ‬ ‫نت َم ْوَﻻ َنا َف ُ‬ ‫اغف ْر َل َنا َو ْ َح ْم َنا َأ َ‬ ‫َ َّ َ ْ‬
‫عنا و‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ار‬ ‫ِ‬

‫‪91‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫ب ال ُملحين فِي ال ُّد َ‬


‫عاء‪.‬‬ ‫َّ‬
‫إن هللا يُ ِح ُ‬
‫َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ُ َ َ َّ َ َّ َ َ‬ ‫َّ‬
‫«الل ُه َّم إنا ن ْسألك لذة النظ ِر إىل َو ْج ِهك َوالش ْوق إىل‬
‫َّ‬ ‫َ َ ْ َ ْ َ َّ َ ُ َّ َ‬
‫ضٍة َوَل ِف ْت َن ٍة ُم ِضل ٍة»‪.‬‬‫ِلق ِائك ِمن غ ْ ِي ضاء م ِ‬
‫عن‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ر‬
‫اض ي‬
‫الذكر‪ ،‬وأنت ر ٍ‬
‫وأخرجن منها بالسي‪ ،‬وحسن ِ‬
‫ي‬
‫ُّ ْ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫َّ َ َ‬
‫«الل ُه َّم َل ت ْج َع ِل الدن َيا أك َ َي ه ِّمنا َوَل َم ْبلغ ِعل ِمنا َوَل إىل‬
‫َّ ُ َّ ْ‬ ‫َّ َ َ َ َ ُ ُ َ َ َ ْ َ َ ْ ُ ِّ ُّ‬
‫الد ْن َيا َو ُ‬
‫الم ْسلم َ‬
‫ي‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫الم ْؤم َنات‪َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫و‬‫ي َ‬ ‫لم ْؤمن َ‬‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ول‬
‫ِ‬ ‫ط‬ ‫الن ِار م ِص ْينا‪ ،‬نعوذ ِبك يا موَلنا ِمن حب‬
‫ِِْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫«اللهم ِ ِ ِ ِ ْ‬
‫ل‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫اغ‬ ‫َ‬
‫ُْ َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َو ُ‬ ‫األم ِل»‪.‬‬
‫ات»‪.‬‬ ‫ات‪ ،‬األح َي ِاء ِمنه ْم واألمو ِ‬ ‫الم ْس ِل َم ِ‬
‫ً‬
‫اللهم إنا نسألك صحة يف اإليمان وإيمانا يف حسن‬
‫إن‬
‫لذنن وأسألك رحمتك‪ ،‬اللهم ي‬ ‫ي‬ ‫إن استغفرك‬
‫اللهم ي‬ ‫خلق ونجاح يتبعه فالح ورحمة منك وعافية ومغفرة‬
‫كثيا وال يغفر الذنوب إال أنت‬ ‫ظلمت نفس ً‬
‫ظلما ْ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ي‬ ‫ونعيما ال‬ ‫منك ورضوانا اللهم إنا نسألك إيمانا ال يرتد‬
‫وارحمن إنك أنت الغفور‬
‫ي‬ ‫فاغفر يىل مغفرة من عندك‬ ‫عي ال تنقطع ومرافقة نبينا محمد صىل‬ ‫ينفد وقرة ْ‬
‫الرحيم‪.‬‬ ‫هللا عليه وسلم يف أعىل جنان الخلد‪.‬‬

‫اللهم يا هادي اهدنا الضاط المستقيم‪ ،‬ثم‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ‬


‫للخي ووجه خطواتنا إىل‬ ‫الله ّم اكتب لنا ْ‬
‫الخي ودلنا ْ‬
‫خذنا إليك لفردوسك حيث النقاء ر‬
‫واليف والنعيم‪.‬‬ ‫ً‬
‫خيا يا ّ‬
‫رب‪.‬‬ ‫الخي واجعلنا ْ‬
‫ْ‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬


‫قول أو عمل‪،‬‬
‫اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من ٍ‬ ‫نقيا‪ً ،‬‬
‫تقيا يخشاك ِشا وعالنية‪.‬‬ ‫عفيفا‪ً ،‬‬ ‫اللهم ً‬
‫قلبا‬
‫قول أو عمل‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من ٍ‬
‫عفو يا غفور‬ ‫ّ‬
‫وتفضل علينا بعفوك يا ّ‬ ‫وأكرمنا بمغفرتك‬
‫يا ذا الفضل واإلحسان‪.‬‬ ‫إن أعوذ بك من موت الفجأة يف ساعة الغفلة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫اللهم ي‬
‫عن‪.‬‬
‫اض ي‬‫تأخذن من هذه الدنيا إَل وأنت ر ِ‬
‫ي‬ ‫اللهم ال‬

‫‪92‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫وصايا لالنتظام في ورد القرآن‪:‬‬
‫‪ -1‬ﻻ تقم من صالة الفريضة إﻻ بعد أن تقرأ صفحة أو صفحتين من القرآن‪ ،‬ويا َ‬
‫حبذا من‬
‫(مصحف الجيب) الذي ﻻ يفارقك‪ ،‬يصاحبك في الدنيا لتقرأ منه‪ ،‬وفي اآلخرة ليحرسك حتى‬
‫يوصلك إلى قصرك الذي تنعم به‪.‬‬
‫‪ -2‬أو اقرأ و ْردك َّ‬
‫مجمعا (وهو األفضل) بأن تجعل لك وقتا ﺛابتا لقراءة وردك من القرآن‪ ،‬فذلك‬ ‫ِ‬
‫أعون لك في اﻤﻟحافظة عليه‪..‬‬
‫‪ -3‬أكثر أوقات قراءة القرآن بركة ما كان في جوﻑ الليل‪ ،‬وخاصة الﺜلث األخير منه‪ ،‬ﺛم بعد‬
‫الفجر‪ ،‬ﺛم عند ارتفاع الشمس وطلوع النهار‪.‬‬
‫فإحالتك قراءة ورد القرآن على وجود الفراغ ْ‬
‫وه ٌم من األوهام وخدعة شيطانية‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -4‬اجعل للقرآن كل يوم جزءا من أصل وقتك‪ ،‬وإﻻ فال أمل في تعافيك من داء هجر كتاب هللا‪.‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫‪ -5‬اعلم أن أعظم بركات القرآن في البكور! فكلما بكرت بتالوة ِو ِردك من القرآن كلما حافظت‬
‫عليه‪ ،‬وحصدت ﺛمرة ما فيه‪ ،‬ومع التأخير تزداد فرﺹ التقصير‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ ُ‬
‫كورها» (صحيح‬‫ورك ألم ِتي في ب ِ‬‫فالتأخير يجعل اﻤﻟحافظة عليه أشق! التمس دعوة نبيك‪« :‬ب ِ‬
‫الجامع [‪.)]2841‬‬

‫‪93‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫فلتجعل من ﺛوابت يومك‪ :‬أن تبدأه بالقرآن‪.‬‬
‫يﺆﺛرك القرآن بمعانيه بقدر‬ ‫فإنما‬ ‫ر‪،‬‬ ‫إيﺜار بإيﺜار‪ :‬من آﺛر القرآن آﺛره القرآن! ‪ -‬اقرأ القرآن ُّ‬
‫بتدب‬ ‫‪ٌ -6‬‬
‫ِ‬
‫ما تﺆ ِﺛره على مشاغلك لتسرح فيه!‬
‫ُ‬ ‫‪ّ -‬‬
‫تقد ُمه على غيره‪ ..‬تﺆﺛره بوقتك‪ ،‬فيﺆﺛرك باملعاني التي ت ِسعد قلبك‪ ،‬وتشحنك قوة وصالبة‪..‬‬ ‫ِ‬
‫والقاعدة تقول‪:‬‬
‫"من آﺛر القرآن بوقته وقلبه آﺛره القرآن ببركة وقته وسكينة قلبه وقوة عزمه"‪.‬‬
‫وقدمه في أول اليوم ّ‬
‫يقدمك على سائر‬ ‫فال تزاحم مع القرآن غيره‪ ،‬وآﺛره بوقتك يﺆﺛرك بفضله‪ّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القوم‪.‬‬
‫‪ -7‬اقرأ القرآن كل يوم بنية‪ :‬تلقي رسائل هللا الخاصة!‬
‫قال الحسن بن علي‪" :‬إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم‪ ،‬فكانوا َّ‬
‫يتدبرونها في الليل‪،‬‬
‫ويتفقدونها في النهار"‪.‬‬
‫‪ -8‬القرآن رسائل هللا للصالحين؛ يستقبلونها ويتدبرونها بالليل ليعملوا بها في النهار! وهللا ما‬
‫ﺿاقت بك الدنيا إﻻ واتسعت بآية تقرؤها في كتاب هللا‪ ،‬وكأن هللا يواسيك ويناديك‪" :‬أنا األعلم‬
‫بما يداويك!"‬

‫‪94‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫عندك مشكلة؟! تعاني من أزمة؟!‬
‫الحل‪ :‬افتح مصحفك‪ ،‬واستقبل الحل الناجع في وصية قرآنية تجدها في ﺛنايا ِورد قرآنك‪ ،‬وكيف‬
‫ستستلم رسائل الوحي لو لم تفتح مصحفك؟!‬
‫‪ -8‬اعتذر لألعذار وﻻ تعتذر للقرآن!‬
‫ولتكن عندك عزيمة الرجال الصادقين‪.‬‬
‫وهذا عروة بن الزﺑير ‪ ..‬أصابته اآلكلة فبﺘروا ساقه‪ ،‬لكنه مع ذلك لم يﺘرك ِو ْر َده من القرآن في تلك‬
‫الليلة‪..‬‬
‫وأنت! أي ش يء أصابك فمنعك من ِوردك؟!‬
‫تصبح جائعا فتأكل‪ ،‬وعطشان فتشرب‪ ،‬وهذا زاد جسدك‪ ،‬فماذا عن زاد الروح؟!‬
‫إن القرآن هو الزاد الذي لو لم تتناوله روحك ملاتت‪.‬‬
‫القرآن أهم زاد‪ ،‬والذي لو لم تأخذه ملاتت روحك؟!‬
‫ووهللا ﻻ يليق أن ّ‬
‫تقدم على القرآن غيره من العلوم‪ ،‬فكيف بغيره؟!‬
‫ِ‬
‫دخل أحد فقهاء مصر على اﻹمام الشافعي في املﺴجد وﺑين يديه املصحف‪ ،‬فقال له الشافعي‪:‬‬
‫"شغلكم الفقه عن القرآن! إني ألصلي العتمة وأﺿع املصحف في يدي فما ّ‬
‫أطبقه حتى الصبح!"‬
‫ِ‬

‫‪95‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬
‫‪ -9‬اعلم أن سماع الغناء من أسباب اﻹعراض عن القرآن! إن الكالم الطيب الذي يجري على‬
‫اللسان يطرد الكالم الس يء من على اللسان‪ ،‬فضال عن أنه يطرد املعاني الخبيﺜة التي تتولد في‬
‫الطيب‪.‬‬‫القلب‪ ،‬والعكس صحيح‪ ،‬فالخبيث يطرد ّ‬
‫ِ‬
‫منصرفا عن اآليات‪ ،‬وستﺘرنم في خلوتك‬ ‫نفسك‬ ‫وستجد‬ ‫باألغنيات‪،‬‬ ‫نهار‬ ‫ليل‬ ‫تدندن‬ ‫أن‬ ‫مﺜال‬ ‫ب‬‫جر‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫باأللحان بدﻻ من القرآن‪،‬‬
‫متحدﺛا عن قصائد الزهد‪:‬‬‫ّ‬ ‫وصدق ابن تيمية رحمه هللا حين قال‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫من أكثر من سماع القصائد لطلب صالح قلبه تنقص رغبته في سماع القرآن"‪.‬‬
‫(فكيف بسماع الغناء الفاحش؟!)‬
‫ومﺜله تلميذه ابن ّ‬
‫القيم رحمه هللا حين َّ‬
‫قرر جازما‪" :‬ما اجتمع في قلب عبد قط محبة الغناء‬ ‫ِ‬
‫ومحبة القرآن؛ إﻻ طردت إحداهما األخرﻯ"‪.‬‬
‫‪ -10‬وأخيرا‪ :‬عليك بتعظيم كتاب هللا فهو ٌ‬
‫تابع من تعظيم هللا عز وجل ‪..‬‬
‫ومن تعظيم القرآن أن ﻻ تقطع قراءتك في املصحف بالكالم مع أحد‪ ،‬وإذا أراد أحدهم الحديث‬
‫معك فاعتذر له‪ ،‬فإن كنت وﻻبد قاطعا تالوتك فانتظر حتى تقف على رأﺱ اآلية‪ ،‬وغير ﻻئق بك‬
‫أن تقطع كالم رﺑك لتتابع كالم صحبك على الوتساب والفيسبوك و تويﺘر وإنستجرام وغيرها من‬
‫خالد أبو شادي‪.‬‬ ‫صفحات التواصل‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫برامج دينية أتابعها خالل شهر رمضان‪.‬‬

‫للداعية‬ ‫اسم البرنامج‬

‫‪97‬‬
‫ مديحة عليان‬،‫املفكرة الرمضانية‬

‫م‬2024/2/12 ‫تم بفضل هللا‬


:‫يمكنكم متابعتي على‬
Telegram: @madeha_alyan
Instagram: @madeha_alyan
X: @madeha_alyan
Facebook: @madeha_alyan
:‫معرفات قنواتي التيليجرام‬
https://t.me/rwayate
https://t.me/frindy
https://t.me/fazkrony
https://t.me/rwayattt
َ َ ُ
:‫كتب صدرت لي‬
.‫ فبراير‬6 ‫ – زلزال‬.‫ – غيمة لطيفة‬.‫بصحبة كوب شاي‬-

98
‫املفكرة الرمضانية‪ ،‬مديحة عليان‬

‫ُ‬
‫أتمنى أن تنتفعوا بها‪ ،‬وتنظموا أوقاتكم جيدا‪ ،‬شكرا يا أصحاب ﻻهتمامكم بهذه األشياء املميﺰة‪..‬‬

‫فهرﺱ‬
‫جدول لختم القرآن خالل شهر رمضان ‪6 ................‬‬ ‫املقدمة ‪5 .............................‬‬
‫أهداﻑ شهر رمضان ‪8 .............................‬‬ ‫كتب رمضانية ‪7 .............................‬‬
‫فﺴحة لك ‪34 .............................‬‬ ‫بداية األهداﻑ اليومية ‪9 .............................‬‬
‫برامج دينية دعوية ‪97 .............................‬‬ ‫عشر وصايا للمشغولين ‪36 ....................‬‬
‫بداية العشر األواخر ‪59 .............................‬‬ ‫بداية العشر الوسطى ‪35 .............................‬‬
‫اكتب لنفسك بعض الحوافز لتمض ي بهمة عالية ‪61 ..................‬‬
‫سﻨن مهجورة ‪89 .............................‬‬ ‫أذكار الصباح واملساء ‪87 .............................‬‬
‫أذكار النوم ‪91 .............................‬‬ ‫أذكار بعد الصلوات ‪90 .............................‬‬
‫وصايا لالنتظام في ورد القرآن الكريم ‪93 ..................‬‬ ‫أدعية ‪92 .............................‬‬

‫‪99‬‬

You might also like