Professional Documents
Culture Documents
كَيفَالدينَة؟!
َ أنَ
كلمة
لفضيلة الشيخ الدُّ كتور
راجعها الشيخ
¢
رب العالمين ،وأشهد ّأل إلـٰه اإل اهلل وحده ل شريك له ،وأشهد
الحمد هلل ِّ
محمدً ا عبده ورسوله ص الى اهلل وس الم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين..
أن اا
علما ،ال ّٰلهم إناا
هم ع ِّلمنا ما ينفعنا وزدنا ً
هم ل علم لنا اإل ما ع المتنا ،ال ّٰل ا
ال ّٰل ا
صالحا ورزقا ط ِّي ًبا.
ً وعمًل
ً علما ناف ًعا
نسألك ً
1
الصباح محاضرة ُكن ُْت سمعتُها يف هـٰذه َ
الجامعة وأنا خطر يف ذهني هـٰذا ا
ارت عنوان تلك ال َكلمة ،وهو عنوان يف
طالب قبل أكثر من عشرين سنة ،تذك ُ
ٌ
جميل جدًّ ا ،وينبغي أن يتوارد على ذهن طالب العلم يف هـٰذه الحقيقة
ِ ٌ
جميل لمحاسبة النافس وت ْذ ٌ
كار ط ِّيب لعظيم ٌ
عنوان كثيرا؛ بل إناه
الجامعة ً
َ
المجيء وال ُقدوم إلى هـٰذا
النِّعمة التي أنعم اهلل گ هبا على طالب العلم هبـٰذا َ
الجامعة.
البلد وإلى هـٰذه َ
المحاضرة:
كان عنوان تلك ُ
المدينة؟!
أنسيت أنَّك يف َ
َ
وحقيق ًة ينبغي على من أكرمه اهلل گ بالقدوم إلى هـٰذا البلد المبارك -بلد
دائما هـٰذه المناة العظيمة والتايسير
رسول اهلل ﷺ -لطلب العلم أن يتذكار ً
رب العالمين ا
جل وعًل. ويسره ُّ
الكبير الذي ه ايأه ا
ٌ
جميل -يا طالب العلم -أن ُتذكِّر نفسك هبـٰذه التاذكرة ،وأن تقول لنفسك:
أنسيت أناك يف المدينة؟! وأن تقول لها :أنسيت أناك يف الجامعة اإلسًلمية؟!
وعظم هـٰذا المقام وعظم هـٰذه المكانةوإذا ُذكِّرت النافس هبـٰذا األمر ِ
ِ
الشأن ُفت َح للعبد بإذن اهلل َ -ت َب َار َك َو َت َعا َلىٌ -
خير عظيم. ورفيع هـٰذا ا
2
الذين لع ْب َت معهم وصحبتهم وضحكت وإ اياهم وتآنست وإ اياهم ،تذكار
وأي شيء يصنعون؟ وبماذا يف ِّكرون؟
الزمًلء ،أين هم؟ وماذا هم؟ ُّ
أولئك ُّ
ووجدوا لتحقيقها َأل وهي عبادة اهلل
وما شأهنم مع الغاية التي ُخلقوا ألجلها ُ
الشبهات؟ وكيف شأهنم مع ا
الشهوات؟ وكيف شأهنم گ؟ كيف شأهنم مع ُّ
تنوعات ،تذكار حال هـٰؤلء وحالك ،فأنت يف
والصوا ِّد الم ِّ
ا الصوارف
مع ا
المدينة ،وهم كثير منهم ل تدري أين هم وماذا يصنعون.
ِ
الرسول َع َل ْيه ا
الص ًَل ُة لكناك أنت يف المدينة ،يف مأرز اإليمان ،يف بلد ا
شع وشاع وانتشر دين اهلل گ منه إلى اآلفاق ،حتى
الس ًَل ُم ،يف البلد الذي ّ
َو ا
البلد الذي قدمت منه ،ولو كان يف أقاصي الدُّ نيا جاءه اإليمان من المدينة،
ان َل َي ْأ ِرزُ إِ َلى ا ْل َم ِدين َِة ك ََما ت َْأ ِرزُ ا ْل َح َّي ُة إِ َلى ُج ْحرِ َها».
()1
يم َ «إِ َّن ِ
اإل َ
فأنت يف المدينة ،أنت -يا طالب العلم -يف المدينة هـٰذه كلمة عظيمة جدا؛
ينبغي أن ُتدَ ِّوي يف فؤادك ،وأن تجول يف خاطرك ونفسك كثيرا ،وأن تعي
ج ِّيدا هـٰذه النِّعمة ،وأن تكون على ِذك ٍْر منها.
وثق -أ ُّيها األخ -أنّك إذا ذكرت النِّعمة وعرفت قدْ رها وقدَ ْرت هـٰذه
الشكر بالشعور هبا ّ
فإن هـٰذا يفتح لك باب ُّ نفسك ُّ
وتحركت ُ
ّ النِّعمة قدْ رها،
هلل گ وال ال َه ِج بحمده وحسن ال اثناء عليه.
ومن َث ام ً
أيضا يفتح لك باب حسن العمل وحسن اإلقامة وحسن األدب يف
هـٰذا البلد المبارك بلد رسول اهلل ﷺ.
ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﴾ [التوبة].
هكذا كان َش ْأهنم ،وهكذا كانت حالهم يف َم ْقدَ مهم إلى المدينة ،فما شأنك
قد ْمت إلى المدينة؟ أنسيت أناك يف المدينة؟! أنت وقد ِ
ولهـٰذا وص َّيتي لك -أ ُّيها األخ المو افق المبارك -أن تذكر دو ًما هـٰذه النِّعمة
ال ُعظمى ،وهي نعمة اصطفاء اهلل -ا
جل وعًل -لك من ب ْين ُزمًلئك ومن ب ْين
يسر اهلل گ لك هـٰذا المجيء
إخوانك ورفقائك ومن ب ْين أصحابك حتى ا
إلى المدينة؛ إلى مأرز اإليمان.
فاذكر -يا عبد اهلل -نعمة اهلل عليك ،اذكر مناة اهلل ّ -
جل وعًل -عليك
4