Professional Documents
Culture Documents
من القرن الرابع عشر حتى القرن السابع عشر شهدت اوروبا فترة انبعاث بعد الركود و تنوير
لظلمات العصور الوسطى (فترة ما بعد سقوط االمبراطورية الرومانية) حيث ارتقت ادبيا و
اقتصاديا و سياسيا ,لكن لم تزدهر في اي جانب مثل فنها فكان االمر اشبه بانبثاق الثمر من
الزهرة بعد سنين من النمو و تمثلت هذه الثمار برسامين ابدعوا في لوحاتهم بالدقة في رسم الجسم
البشري و اتقان تعقيداته و تجميل تفاصيله او تقبيحها اذا وجب االمر ,و وصلوا ذروة حرفتهم في
تصوير النصوص من الكتاب المقدس حيث كان للوحات دا فينشي و رافايل و مايكل انجيلو
جانب روحاني ذا تأثير عميق ُز ينت بها كنائس اوروبا البروتستانتية و الكاثوليكية ،لكن نجم اليوم
هو فنان يرى المؤرخون انه ُظلم و لم ُيعطى حقه من الثناء و المدح في هذه الحقبة التي كثر
نجومها فنحن اليوم نكتب العطائه هذا الحق و انصافه و كشف عبقريته الموازية النحداره
1
The Calling of Saint Matthews (1600)
2
من هو كارافاجيو؟
ولد مايكل انجيلو ميريسي الملقب بكارافاجيو (نسبة للقرية الصغيرة التي نشأ فيها) في ايطاليا عام
١٥٧١
و انتقل في مراهقته الى ميالن و صقل فنه في ورشة معلمه سيمون بيتيرزانو ،و عندما بلغ
كان كارافاجيو رجل مضطرب ذا شخصية انعزالية قضى سنين شبابه في السجون بسبب جرائم
تافهة و في الطرف االخر من شخصيته كان عبقريا يعمل بسرعة لم يشهد لها مثيل كما لو ان
يعتبر اكثر فنان غامض و ثوري في التاريخ الفني النتاجه ردة فعل عنيفة على اساليب اساتذته
التي اعتبرها مقيدة بالحدود االكاديمية فخلق لغة جديدة في االسلوب المسرحي الواقعي ،مثل ان
ينتقي وجوه الناس التي يراها في الشارع لكي يرسمها في مشاهد درامية مستوحاة من الثقافة
السائدة و لم يكتف بوجوه الغرباء فاستخدم نفسه كنموذج في العديد من لوحاته مثل "ديفيد يحمل
رأس كواليث" و لقبه البعض ب"سيد الضوء" كونه افضل من استخدم التضليل و االضاءة
لزيادة سحر اللوحة و اضافة المعاني المبطنة لها فقد كان يكثر من استخدام االلوان الداكنة و
غلب على لوحاته الطابع المظلم و المشاهد الدرامية التي استمدها من حياته و ماضيه العنيف
"باستثناء مايكل انجيلو لم يصل رسام ايطالي الى مستوى تأثير كارافاجيو"
هذا ما كتبه المؤرخ االمريكي بيرنارد بيرينسون و منه نستطيع ان نستنتج بأن الفن قبل
3
اللوحة االولى :نارسيسوس
عندما كان نرجس (نارسيسوس) فتًى صغيرا اخذته والدته الى تيرياسيس (النبي االعمى لالله
اليوناني ابولو) لكي يعلمه بمستقبله ،تنبأ االعمى و قال له ( :اذا فشلت بالتعرف على نفسك،
كان نرجس شابًا مغرورًا ال يعجب بأحٍد الى ان التقى بخصم جدير به عندما رأى انعكاسه في
بركة ماء ،وقع نرجس بحب نفسه و ُأصيب بجنون بال رجعة ،و اخذ انفاسه االخيرة و هو
.يحتضر امام صورة وجهه المنعكسة و تحول جسده بعد مماته الى زهرٍة صفراء حملت اسمه
عندما تنظر الى لوحة كارافاجيو هذه ترى ان االنعكاس هو في شكل صورة خافتة بخلفية مظلمة
.و يتوسطها ضوء مسلط على وجه نرجس في تعبير مجازي لغروره و عجرفته
4
اللوحة الثانية :جوديث و هولوفيرنس
قصة جوديث التي تعتبر رمًز ا من رموز األنتصار على الطغيان ،جوديث التي أنقذت شعبها من
خالل التقرب للجنرال هولوفيرنيس وقطع رأسه ،حيث مّثل كارافاجيو هذه القصة على هيئة
جوديث ،شابة ،جميلة و ضعيفة جسدًيا ،تتوجه ببغض وهي تشد شعر هولوفيرنس وتشق عنقه
بسيفهُ .ج ِس د هولوفيرنيس وهو على سريره بأنه قوي ولكن في حالة خاملة ،وهو مصدوم آلخر
لحظة وعي في حالة ذهول .الخادمة المسنة المترقبة ،وهي متجهزة تحمل الكيس في يدها ،إنها
صورة مروعة حقًا ،مع االهتمام األساسي للحاالت الذهنية للشخصيات :نظرة الرضا المتجهمة
على وجه المرأة العجوز ،وصدمة هولوفيرنيس ،وشعور جوديث بعزم .يكثف كارافاجيو لغة
.الجسد ليس فقط في اإلشارات واإليماءات وتعبيرات الوجه ولكن أيًض ا في األيدي المشدودة
5
اعمال اخرى:
6
Saint Jerome Writing 1605-1606