You are on page 1of 15

‫مايكل انجلو بوناروتي‬

‫‪Michelangelo Buonarroti‬‬

‫مايكل انجلو بوناروتي‬


‫‪Michelangelo Buonarroti‬‬

‫تاريخ الوالده ‪ 6‬مارس ‪1475‬‬


‫مكان الوالدة بالقرب من آريتسو‪ ،‬في كابريزي‪ ،‬توسكانا‬
‫تاريخ الوفاة ‪ 18‬فبراير ‪1564‬‬
‫(العمر‪ 88 :‬سنة)‬
‫مكان الوفاة روما‬
‫الجنسية إيطالي‬
‫النشاط نحات‪ ،‬شاعر‪ ،‬رسام‪ ،‬مهندس‬
‫المعلم دومينيكو غيرالندايو‬
‫المدرسة عصر النهضة‬
‫أهم األعمال تمثال داوود‪ ،‬لوحة خلق آدم‪ ،‬تمثال بيتتا‬

‫ميكيالنجيلو بوناروتي (باإليطالية‪)Michelangelo Buonarroti :‬‬


‫هو رسام ونحات ومهندس وشاعر إيطالي‪ ،‬كان إلنجازاته الفنية األثر األكبر‬
‫على محور الفنون ضمن عصره وخالل المراحل الفنية األوروبية الالحقة‪.‬‬

‫شهادة ميالد مايكل انجلو‬

‫ولد ميكيالنجيلو في قرية كابريزي قرب أريتسو بتوسكانا وترعرع في فلورنسا‪ ،‬التي كانت مركز النهضة‬
‫األوروبية آنذاك‪ ،‬ومن محيطها المليء بمنجزات فناني النهضة السابقين إلى تحف اإلغريق المذهلة‪ ،‬استطاع‬
‫أن يتعلم ويستقي منها الكثير عن فن النحت والرسم‪ .‬كانت أسرة ميكيالنجيلو من أبرز المصرفيين الصغار في‬
‫فلورنسا‪ ،‬لكن والده‪« ،‬لودفيكو دي ليوناردو دي بوناروتي دي سيموني»‪ ،‬شذ عن باقي أفراد العائلة‪ ،‬وشغل‬
‫عّد ة مناصب حكومية خالل حياته‪ ،‬أما والدته فهي «فرانشيسكا دي نيري دل مينياتو دي سيينا»‪ .‬زعمت أسرة‬
‫بوناروتي أن أبنائها يتحدرون من «ماتيلدي التوسكانية» وهي إحدى نبيالت إيطاليا القديمات‪ ،‬وعلى الرغم‬
‫من أن هذا الزعم ما زال غير مؤكد‪ ،‬إال أن ميكيالنجيلو نفسه كان مؤمًنا به‪ .‬بعد بضعة أشهر من والدة‬
‫ميكيالنجيلو‪ ،‬عادت أسرته إلى فلورنسا‪ ،‬حيث قضى سنوات صباه‪ ،‬وفي سنة ‪ ،1481‬أي عندما كان يبلغ من‬
‫العمر ست سنوات فحسب‪ ،‬توفيت والدته بعد صراع طويل مع المرض‪ ،‬فانتقل ميكيالنجيلو ليعيش مع أسرة‬
‫رجل يعمل في قلع الحجارة ببلدة «سيتيغنانو»‪ ،‬حيث كان ولده يملك مقلًعا للرخام ومزرعة صغيرة‪ .‬أفاد‬
‫جورجو فازاري أن ميكيالنجيلو قال‪« :‬إن كان هناك بعض الخير والجمال في نفسي‪ ،‬فهذا ألنني ولدت في‬
‫البيئة الرقيقة لبلدكم أريتسو‪ .‬جنًبا إلى جنب مع حليب مرضعتي‪ ،‬شربت موهبة التعامل مع اإلزميل‬
‫والمطرقة‪ ،‬تلك األدوات التي أصنع منها أعمالي»‪.‬‬

‫دو‬
‫مينيكو غرالندايو‪ ،‬معّلم ميكيالنجيلو‪.‬‬
‫أقدم والد ميكيالنجيلو‪ ،‬الذي كان قاضيًا على بلدة كابريزي في ذلك الوقت‪،‬‬
‫على إرسال ولده إلى المعّلم «فرانشيسكو دا أوربينو» في فلورنسا‪ ،‬حتى يتعّلم قواعد اللغة‪ ،‬لكن الفتى لم‬
‫ُيظهر ميًال نحو العلم‪ ،‬بل كثيًرا ما كان ُيفضل نسخ اللوحات في الكنائس‪ ،‬ويميل إلى صحبة الفنانين‬
‫والرسامين‪ .‬في النهاية وافق األب على رغبة ولده وسمح لهذا الصبي ذو ثالثة عشر ربيعًا بأن يعمل لدى‬
‫رسام جص يدعى دومينيكو غرالندايو ‪ ،‬وعندما بلغ ميكيالنجيلو عامه الرابع عشر‪ ،‬كان والده قد أقنع دومنيكو‬
‫بأن ُيعلن تلميذه رساًم ا‪ُ .‬يعرف أن ميكيالنجيلو لم يستطع التوافق مع معلمه وكثيًر ا ما كان يصطدم معه مما‬
‫حذا به لينهي عمله لديه بعد أقل من سنة‪ .‬في عام ‪ ،1489‬طلب لورينزو دي ميديشي‪ ،‬حاكم فلورنسا بحكم‬
‫األمر الواقع‪ ،‬طلب من دومينيكو غرالندايو أن ُيرسل إليه أفضل طالبين في عهدته‪ ،‬فأرسل إليه األخير كًال‬
‫من ميكيالنجيلو وفرانشيسكو غراناسي‪ .‬خالل الفترة الممتدة من عام ‪ 1490‬حتى عام ‪ ،1492‬التحق‬
‫ميكيالنجيلو بالمدرسة اإلنسانية التي أسستها أسرة ميديشي لتدريس الفلسفة اإلفالطونية المحدثة‪ ،‬حيث تعّلم‬
‫النحت على يد «بيرتولدو دي جيوفاني»‪ ،‬وتأثرت نظرته إلى الحياة وأنماط فّنه بآراء ونظريات الكثير من‬
‫الفالسفة والكّتأب المعروفين في ذلك الزمن‪ ،‬مثل‪ :‬مارسيليو فيسينو‪ ،‬بيكو ديال ميراندوال‪ ،‬وأنجلو بوليزيانو‪.‬‬
‫خالل هذه الفترة‪ ،‬أتّم ميكيالنجيلو العمل على نقش «سيدة األدراج» (‪ )1492–1490‬ومعركة القناطرة (‬
‫‪ ،)1492–1491‬وقد كانت األخيرة مبنية على فكرة اقترحها أنجلو بوليزيانو‪ ،‬وكّلفه بها لورينزو دي‬
‫ميديشي‪ .‬أّد ى إعجاب بيرتولدو دي جيوفاني بعمل تلميذه أشد اإلعجاب‪ ،‬إلى توّلد شعور بالغيرة عند زميل‬
‫ميكيالنجيلو المدعو «بيترو توريغيانو»‪ ،‬فضربه على أنفه ضربًة قوية شوهت شكله‪ ،‬ويظهر هذا التشوه‬

‫بشكل واضح في كل الرسومات الشخصية لوجه ميكيالنجيلو‪.‬‬


‫رسم لرأس ميكيالنجيلو يظهر فيه أنفه المشوه بشكل واضح‪ ،‬من سقف كنيسة سيستاين‪.‬‬
‫على الرغم من إنكار ميكيالنجيلو لفضل غيرالندايو في تعليمه أي شيء إال أنه من الواضح أنه تعلم منه فن‬
‫الرسم الجداري حيث أن رسومه األولية كانت قد أظهرت طرق ومناهج اتبعها غيرالندايو‪ .‬في الفترة الممتدة‬
‫بين عامّي ‪ 1490‬و‪ 1492‬أمضى وقته في منزل لورينزو دي ميديشي المعروف بلورينزو العظيم الراعي‬
‫األهم للفنون في فلورنسا وحاكمها‪ .‬حيث كان المنزل مكان دائم الجتماع الفنانين الفالسفة والشعراء‪ .‬ومن‬
‫المفترض أن ميكيالنجيلو قابل وتعلم من المعلم الكهل بيرتولدو الذي كان قد تدرب مع دوناتلو فنان القرن‬
‫الخامس عشر في فلورنسا‪.‬‬
‫أخذ ميكيالنجيلو ينخرط في معتقدات مجموعات النخبة الثقافية التي كانت تجتمع في منزل لورينزو شيئا فشيئا‬
‫ويتبناها‪ ،‬فتزايد اهتمامه باألدب والشعر ‪ ،‬كما اهتم بأفكار تدور حول «النيوبالتونيسم»‪ ،‬وهو نظام فلسفي‬
‫يجمع ما بين األفكار اإلفالطونية والمسيحية واليهودية ويدور حول فلسفة تعتبر أن الجسد هو مخزن الروح‬
‫التي تتوق العودة إلى بارئها‪ ،‬وكثيًر ا مافسر النقاد أعمال ميكيالنجيلو على أساس هذه األفكار وخصوصا‬
‫أعماله التي تصور اإلنسان وكأنه يسعى إلى أفق حر يخلصه من السجن أو الحاجز الذي يعيشه‪.‬كانت أمنية‬
‫لورينزو دي ميديشي هي إحياء الفن اإلغريقي واليوناني وهذا ما جعله يجمع مجموعة رائعة من هذه التحف‬
‫التي أصبحت مادة للدراسة لدى ميكيالنجيلو‪ ،‬ومن خالل هذه المنحوتات والرسوم‪ ،‬استطاع ميكيالنجيلو أن‬
‫يحدد المعايير والمقاييس الحقيقية للفن األصيل وبدأ يسعى ليتفوق على نفسه من خالل الحدود التي وضعها‬
‫بنفسه‪ ،‬حتى أنه قام مرة بتقليد بعض األعمال الكالسيكية الرومانية بإتقان لدرجة أنه تم تداولها على أنها‬
‫أصلية‪.‬‬
‫في مقتبل العمر‬
‫توفي لورينزو دي ميديشي بتاريخ ‪ 8‬أبريل سنة ‪ ،1492‬فكان لوفاته أثر كبير على ظروف وحياة‬
‫ميكيالنجيلو‪،‬‬
‫فقد خسر دعم وحماية بالط آل ميديشي‪ ،‬فاضطر إلى مغادرة فلورنسا والعودة إلى منزل والده‪ .‬خالل األشهر‬
‫التالية لعودته‪ ،‬قام ميكيالنجيلو بنحت مجسم خشبي للمسيح المصلوب (‪ ،)1493‬وأرسله هدية إلى كنيسة‬
‫«القديسة مريم حاملة الروح القدس»‪ ،‬حيث سمح له رجال الدين فيها بإجراء تشريح ودراسة بعض الجثامين‬
‫الموجودة في المستشفى الخاص بها‪ .‬خالل الفترة الممتدة بين عامّي ‪ 1493‬و‪ ،1494‬أحضر ميكيالنجيلو‬
‫قطعة ضخمة من الرخام رغبًة منه في نحت تمثال عظيم للبطل اإلغريقي األسطوري هرقل‪ ،‬وقد أرسل هذه‬
‫المنحوتة في وقت الحق إلى فرنسا‪ ،‬حيث اختفت في وقت ما خالل القرن الثامن عشر‪.‬‬
‫بتاريخ ‪ 20‬يناير سنة ‪ ،1494‬وبعد سقوط كميات هائلة من الثلوج‪ ،‬أصدر بييرو الثاني دي ميديشي أمًرا إلى‬
‫ميكيالنجيلو بنحت تمثال كبير من الثلج‪ ،‬فكان من نتيجة هذا األمر أن عاد األخير إلى بالط آل ميديشي‪.‬‬
‫لم تدم فرحة ميكيالنجيلو طويًال‪ ،‬فقد أطيح بآل ميديشي في ذلك العام على يد جيروالمو سافوناروال بدعم من‬
‫الفرنسيين‪ ،‬فغادر ميكيالنجيلو المدينة واتجه إلى البندقية‪ ،‬ثم انتقل إلى بولونيا‪،‬‬
‫حيث ُعهد إليه بإنهاء نحت التماثيل الصغيرة الموضوعة على تابوت القديس دومينيك‪ ،‬الذي ُك ّرست له‬
‫الكنيسة‪ .‬كانت األوضاع في فلورنسا قد استقرت وهدأت بحلول أواخر عام ‪ ،1494‬فقد تعّرضت جيوش‬
‫الملك الفرنسي شارل الثامن لخسائر فادحة نتيجة مقاومة الشعب الشرسة‪ ،‬فأمر بسحبها‪ .‬بناًء على هذا‪ ،‬عاد‬
‫ميكيالنجيلو إلى فلورنسا على الرغم من أنه لم ينل حظوة سافوناروال‪ ،‬الحاكم الجديد‪ ،‬فعرض خدماته على‬
‫من بقي من آل ميديشي‪ .‬عمل ميكيالنجيلو خالل نصف عام أمضاه في فلورنسا‪ ،‬على نحت تمثالن صغيران‪:‬‬
‫الصبي القديس يوحنا المعمدان‪ ،‬وكيوبيد الراقد‪ُ .‬يزعم أن لورنزو دي ميديشي‪ ،‬الذي أمر ميكيالنجيلو بنحت‬
‫تمثال يوحنا المعمدان‪ ،‬طلب منه أن يجعله يبدو وكأنه كان مدفوًنا‪ ،‬أي مّر عليه حين طويل من الدهر‪ ،‬وذلك‬
‫كي يرسله إلى روما بصفته منحوتة قديمة‪ ،‬ويبيعه بسعر عال‪ .‬في جميع األحوال‪ ،‬اكتشف الكاردينال رافائيل‬
‫رياريو‪ ،‬الذي اشترى المنحوتة من لورنزو أنها حديثة العهد‪ ،‬لكنه أعجب بنوعيتها ودقتها‪ ،‬حتى دعا‬
‫ميكيالنجيلو إلى الذهاب لروما‪ .‬استجاب ميكيالنجيلو لهذا الطلب‪ ،‬وغادر فلورنسا إلى روما‪ ،‬وُيعتقد أن نجاحه‬
‫في بيع عمله خارج بالده‪ ،‬باإلضافة للفتور الحاصل تجاهه في فلورنسا‪ ،‬هو ما دفعه للرحيل‪.‬‬
‫الذهاب لروما‬
‫تمثال بيتتا‬

‫بيتت‬
‫ا العذراء تنتحب‪ ،‬يجسد العمل تصويًرا للسيد المسيح وهو في حضن أمه مريم العذراء ُبعيد إنزاله عن‬
‫الصليب‪.‬‬
‫وصل ميكيالنجيلو إلى روما بتاريخ ‪ 25‬يونيو سنة ‪ ،1496‬وقد بلغ من العمر ‪ 21‬عاًم ا‪.‬‬
‫وفي ‪ 4‬يوليو من نفس العام‪ ،‬بدأ العمل على منحوتة جديدة كّلفه بها الكاردينال رافائيل رياريو‪ ،‬أال وهي‬
‫منحوتة ضخمة إلله الخمر الروماني باخوس‪ .‬غير أنه بعد االنتهاء منها‪ ،‬رفضها الكاردينال‪ ،‬فاشتراها أحد‬
‫المصرفيين‪ ،‬واسمه يعقوب غاّلي‪ ،‬ليضافها إلى تماثيله المعروضة في حديقته الخاصة‪.‬‬
‫في شهر نوفمبر من عام ‪ ،1497‬طلب السفير الفرنسي لدى الكرسي الرسولي‪ ،‬طلب من ميكيالنجيلو الشروع‬
‫في نحت تمثال أصبح فيما بعد أشهر أعماله‪ ،‬أال وهو تمثال بيتتا‪ ،‬وأبرم معه عقًدا بذلك في شهر أغسطس من‬
‫العام الالحق‪ .‬عاش ميكيالنجيلو في روما على مقربة من كنيسة «سيدة لوريتو»‪ ،‬وتفيد بعض القصص أنه‬
‫أغرم بفيتوريا كولونا خالل هذه الفترة‪ ،‬واألخيرة كانت مركيزة بسكارا المعروفة بحبها للشعر‪ .‬يعتقد البعض‬
‫أنه خالل هذه الفترة أيًض ا شرع ميكيالنجيلو في العمل على منحوتة الوكون وأبناؤه‪ ،‬الموضوعة اليوم في‬
‫متاحف الفاتيكان‪.‬‬
‫العودة إلى فلورنسا وتمثال داوود‬
‫تمثال داوود‬
‫تمثا‬
‫ل داوود‪ ،‬أنهاه ميكيالنجيلو عام ‪ ،1504‬وهو ُيعتبر أحد أبرز األعمال الفنية التي ُنشرت في عصر النهضة‪.‬‬
‫عاد ميكيالنجيلو إلى فلورنسا بين عامّي ‪ 1499‬و‪ ،1501‬وكانت األوضاع تتغير في تلك الجمهورية بعد‬
‫سقوط الكاهن رئيس فلورنسا‪ ،‬والمناهض للنهضة جيروالمو سافوناروال (أعدم عام ‪ ،)1498‬وبزوغ نجم‬
‫الحاكم الجديد بيير سوديريني‪ .‬وفي تلك الفترة طلب قناصل نقابة عّم ال الصوف من ميكيالنجيلو أن يقوم‬
‫بإنهاء مشروع غير تام أبتدء في تنفيذه النحات المشهور أغسطينو دي دوكسيو من أربعين سنة‪ ،‬وهو تمثال‬
‫ضخم ُيمثل النبي داوود كتعبير عن حرية فلورنسا‪ ،‬وكان من المخطط وضعه في الساحة بالقرب من القصر‬
‫العتيق ‪ .‬فاستجاب ميكيالنجيلو لهذا الطلب وأنهى التمثال الذي أصبح يعتبر أشهر أعماله عام ‪ .1504‬تّم نحت‬
‫التمثال من قطعة رخام كبيرة مستخرجة من مقالع كرارا‪،‬‬
‫وعلى الرغم من أنه كان قد تّم العمل عليه قبل ذلك إال أنه أكسب ميكيالنجيلو شهرته وصيته كنحات ذو مهارة‬
‫حرفية عالية ومخيلة واسعة قادرة على تصوير الرمزية بأبهى الحلل‪.‬‬
‫خالل هذه الفترة أيًض ا‪ ،‬قام ميكيالنجيلو برسم لوحة العائلة المقدسة والقديس يوحنا‪ ،‬المعروفة أيًضا باسم‬
‫‪ ،Doni Tondo‬أو عائلة المنبر المقدسة‪،‬‬
‫وذلك بمناسبة زواج أنجيلو دوني ومادالينا ستروزي‪ ،‬وقد ُو ضعت هذه اللوحة خالل القرن السابع عشر في‬
‫قاعة «المنبر» في متحف األوفيزي‪ ،‬كذلك رسم لوحة السيدة والطفل مع القديس يوحنا والمالئكة‪ ،‬الموضوعة‬
‫اليوم في المتحف الوطني بلندن‪ ،‬حيث ُتعرف «بسيدة مانشستر»‪.‬‬
‫روما مجدًدا وسقف كنيسة سيستاين‬
‫طالع أيًضا‪ :‬سقف كنيسة سيستاين‬
‫تط‬
‫لب زخرفة سقف كنيسة سيستان من قبل ميكيالنجيلو قرابة األربع سنوات (‪ )1512–1508‬قبل أن ينتهي‪.‬‬
‫يحوي السقف قرابة ‪ 300‬صورة لعدد من القصص التي وردت في الكتاب المقدس‪.‬‬
‫في عام ‪ 1505‬دعا البابا يوليوس الثاني ميكيالنجيلو ليعود إلى روما حيث حصل على إجازة لبناء ضريح‬
‫البابا‪ .‬اضطر ميكيالنجيلو‪ ،‬تحت رعاية البابا أن يتوقف عن العمل في الضريح عدد من المرات ليقوم بتنفيذ‬
‫مهام أخرى من المهام العديدة التي كانت موكلة إليه‪ ،‬وبسبب هذه المقاطعات‪ ،‬فإن العمل على القبر لم ينته إال‬
‫بعد مرور ‪ 40‬سنة‪،‬‬
‫وحتى عند ذلك فإن ميكيالنجليو لم يعتبر أنه أنجز العمل كما كان يجب‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن جثمان‬
‫يوليوس الثاني لم يوضع بداخل الضريح كما كان مقرًر ا‪ ،‬حيث أنه توفي عام ‪ 1513‬بينما انتهى العمل بالقبر‬
‫عام ‪.1545‬‬
‫من أبرز سمات هذا العمل الفني‪ ،‬وجود منحوتة للنبي موسى في وسطه‪ ،‬وكل من راحيل وليا على جانبيه‪.‬‬
‫يقع هذا القبر اليوم في كنيسة القديس بطرس المكّبل‪.‬‬
‫قبر البابا يوليوس الثاني‪ .‬يظهر في وسطه تمثال للنبي موسى‪ ،‬وعلى جانبيه كل من راحيل وليا‪.‬‬
‫حصل ميكيالنجلو‪ ،‬خالل نفس الفترة التي كان يقوم أثنائها بالعمل على ضريح البابا يوليوس الثاني‪ ،‬على‬
‫إجازة تخوله طالء وزخرفة سقف كنيسة سيستان‪،‬‬
‫ًق‬
‫وقد أنجز هذا العمل خالل ‪ 4‬سنوات تقريًبا (‪ .)1512–1508‬وف ا لما تفيد به قصة ميكيالنجلو‪ ،‬فإن دوناتو‬
‫برامنتي ورفائيل سانزيو هما من أقنع البابا باستخدام ميكيالنجيلو في حقل إبداعي ليس مألوًفا له‪ ،‬وكان الهدف‬
‫من وراء ذلك إحراجه وإظهار فشله في هذه النقطة أمام البابا‪ ،‬وذلك حتى يستمر رافائيل‪ ،‬منافس ميكيالنجيلو‬
‫األول‪ ،‬أبرز رّسامي عصره‪ ،‬وأول من له حظوة بينهم عند ذوي الشأن‪.‬‬
‫كان من المفترض لميكيالنجيلو أن يقوم برسم تالميذ المسيح اإلثني عشر على خلفّية سماء بّراقة‪ ،‬لكنه رغب‬
‫بالقيام بأمر أكثر تعقيًدا‪ ،‬وهو رسم خلق اإلنسان‪ ،‬هبوطه من الجنة‪ ،‬والخالص الموعود عن طريق األنبياء‬
‫وأنساب المسيح‪ .‬ضّم ت اللوحة النهائية ما يزيد عن ‪ 300‬رسم‪ ،‬وكانت حلقاتها التسعة المركزية مستوحاة من‬
‫سفر التكوين‪ ،‬وتم تقسيمها إلى ‪ 3‬أقسام‪ :‬خلق هللا لألرض؛ خلق هللا آلدم وهبوطه وحواء من الجنة‪ ،‬وأخير‬
‫حالة البشر كما يمثلها النبي نوح وعائلته‪.‬‬
‫خالل عهد باباوات آل ميديشي في فلورنسا‬
‫توفي البابا يوليوس الثاني في عام ‪ ،1513‬وخلفه ليو العاشر‪ ،‬وهو من آل ميديشي الذين تربطهم عالقة وثيقة‬
‫وقديمة بميكيالنجيلو‪ ،‬فطلب منه أن يشرع في ترميم واجهة كنيسة القديس لورينزو في فلورنسا‪ ،‬وأن يزينها‬
‫بالمنحوتات‪ .‬وافق ميكيالنجيلو على هذا المشروع على مضض‪ ،‬وأمضى السنوات الثالثة الالحقة وهو يرسم‬
‫المخطوطات ويضع التصاميم للواجهة الجديدة‪ ،‬كما حاول أن يفتح مقلًعا رخامًيا جديًدا في بيتراسانتا‬
‫ًط‬
‫ليستخرج منه الحجارة الالزمة لهذا المشروع خصيًصا‪ُ .‬تعد هذه الفترة في حياة ميكيالنجيلو األكثر إحبا ا‬
‫بالنسبة له‪ ،‬إذ تّم إيقاف المشروع فجأة من قبل رعاته الذين كانوا يعانون من ضائقة مالّية‪ ،‬قبل أن ُينفذ أي‬
‫جزء منه‪ ،‬وما زالت الكنيسة تفتقد لواجهة حتى اليوم‪.‬‬
‫عاد آل ميديشي إلى ميكيالنجيلو يطلبون منه تنفيذ مشروع آخر ضخم‪ ،‬حتى بعد أن فشل في تنفيذ المشروع‬
‫األول سالف الذكر‪ ،‬وفي هذه المرة ُعهد إليه بإنشاء ُم صّلى جنائزي عائلي في كنيسة القديس لورينزو‪ .‬انشغل‬
‫ميكيالنجيلو بالعمل على تصميم المصّلى وتشييده في معظم عقد العشرينيات والثالثينيات من القرن السادس‬
‫عشر ‪ ،‬وفي نهاية المطاف نجح في إنهاء القسم األكبر منه‪.‬‬
‫في عام ‪ ،1527‬قام كارلوس الخامس‪ ،‬إمبراطور اإلمبراطورية الرومانية المقدسة‪ ،‬بمهاجمة روما واحتاللها‬
‫في إطار حربه مع عصبة كونياك‪ ،‬فتشجع أهالي فلورنسا وأطاحوا بآل ميديشي‪ ،‬وأعادوا المدينة إلى النظام‬
‫الجمهوري الذي كانت عليه قديًم ا‪ .‬حوصرت فلورنسا بعد هذا طيلة ثالث سنوات‪ ،‬وقد ساهم ميكيالنجيلو في‬
‫ُُأ‬
‫تحصين المدينة وتدعيمها طيلة فترة الحصار‪ ،‬لكنها سقطت في سنة ‪ ،1530‬و عيد آل ميديشي إلى سّد ة‬
‫العرش‪ .‬وفي هذه المرحلة كان ميكيالنجيلو قد فقد أي تعاطف مع تلك األسرة الحاكمة‪ ،‬وأصبح يعتبرهم حّك ام‬
‫طغاة قامعين للشعب‪ ،‬فآثر مغادرة فلورنسا إلى األبد في أواسط عقد الثالثينيات من القرن السادس عشر‪،‬‬
‫وترك مساعديه ليكملوا تشييد الُم صّلى الجنائزي‪.‬‬
‫أعماله األخيرة في روما‬

‫يوم القيامة‪ :‬القديس برثلماوس يحمل سكينه بيد وجلده المسلوخ باليد األخرى‪.‬‬
‫ّل‬ ‫ُك‬
‫مرة أخرى تم استدعاء ميكيالنجيلو للعمل في كنيسة سيستاين سنة ‪ 1534‬حيث ف بمهمة زخرفة الحائط‬
‫فوق المذبح (يوم القيامة ‪ .)1541 - 1536‬قام ميكيالنجيلو بإنجاز رسومات تتحدث عن نبوءة عودة المسيح‬
‫قبل نهاية العالم ضمن مشهد صوره وهو المسيح يقوم بتوجيه ضربة للشيطان بينما يده اليسرى وبرقة تطلب‬
‫الرحمة والمغفرة له‪ ،‬وبجانب السيد المسيح كانت مريم العذراء وهي تنظر إلى الحشود الغفيرة المنبثقة من‬
‫القبور جميعهم من الكهنة والصالحين صاعدين نحو الجنة‪ ،‬صورهم ميكيالنجيلو عراة وبكميات ضخمة ربما‬
‫ليؤكد النبوءة التي تقول بأنهم سيعودون صحيحي الجسد والروح‪.‬‬
‫ضمن الزاوية السفلية اليمنى من الحائط كانت قد ُصّورت جهنم بشكل مختلف‪ ،‬فلم ُيصور الشيطان أو‬
‫العفاريت كما هو مألوف فميكيالنجيلو اقتبس بدال من ذلك مقتطفات من القصة األسطورية‪ :‬الكوميديا اإللهية‬
‫للكاتب اإليطالي المشهور دانتي أليغييري‪ ،‬وبعد أن قام ميكيالنجيلو برفع الغطاء عن لوحته الجدارية هذه‬
‫تعّر ض لموجة ضخمة من النقد بسبب الرسوم العارية خصوصًا‪ ،‬فأصبحت حديًثا على كل لسان ولهذا السبب‬
‫ربما أصبحت هذه اللوحة أحد أشهر أعمال ميكيالنجيلو خالل القرن السادس عشر‪.‬‬

‫ضر‬
‫يح ميكيالنجيلو في كنيسة الصليب األقدس‪.‬‬
‫استغرق العمل على اللوحة ست سنوات كاملة‪ ،‬وكانت هذه اللوحة تعبيرا عن المجيء الثاني للمسيح ونهاية‬
‫العالم‪ .‬نظم كاردينال كارافا حملة ضد ميكيالنجيلو بسبب الصور العارية في تلك اللوحة الضخمة وُعرفت‬
‫الحملة «بحملة ورقة التين»‪ ،‬وتم اتهام ميكيالنجيلو بإهانة الكنيسة‪ ،‬وفي مفاجئة مذهلة قرر البابا إبقاء الصور‬
‫كما هي وقال عبارته المشهورة‪« :‬محكمة الفاتيكان ال صالحيات لها في منطقة الجحيم»‬

‫الحجم‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬تم تصنيع جزء صغير منها فقط في نهاية المطاف ‪ ،‬بحيث تحدث مشكلة "‪"non-finito‬‬
‫مراًرا وتكراًر ا في ‪Michelangelo‬‬
‫على الرغم من أن ‪ Michelangelo Buonarroti‬كان يشعر دائًم ا بأنه نحات أكثر من رسام ‪ ،‬فقد رسم‬
‫واحدة من أكثر القطع إثارة لإلعجاب في عالم الفن بأكمله‪ :‬لقد رسم سقف كنيسة سيستين‪ .‬الصورة األكثر‬
‫شهرة التي يمكن رؤيتها على هذه البطانية تسمى خلق آدم‪ .‬على الجانب األيسر من الصورة ‪ ،‬يحاول آدم‬
‫الوصول إلى هللا ‪ ،‬ولهذا قام بتمديد إصبعه الفهرس األيسر‪ .‬لجعل شرارة الحياة تقفز فوق آدم ‪ ،‬يمد هللا إصبعه‬
‫الفهرس األيمن ‪ ،‬أقوى وأكثر رشاقة من آدم‪ .‬أصابعك تلمس تقريبا‪ .‬لكنك ال تراهم يصلون إلى بعضهم‬
‫البعض أو يتركون بعضهم البعض‪ .‬مع اقترابهم من بعضهم البعض ‪ ،‬يمكن للصورة أن تظهر رغبة هللا‬
‫واإلنسان في بعضهما البعض‪ .‬إذا تركت ‪ ،‬يمكن أن تمثل استقالل اإلنسان‪.‬‬

‫‪Hands of God and Adam, detail from The Creation of Adam, from the Sistine‬‬
‫‪Ceiling, 1511‬‬

‫تمثال مايكل انجلو على مشارف متحف األوفيتسي بفلورنسا‬


‫كانت أمنية لورينزو دي ميديشي هي إحياء الفن اإلغريقي واليوناني‬
‫وهذا ما جعله يجمع مجموعة رائعة من هذه التحف التي أصبحت مادة‬
‫للدراسة لدى ميكيالنجيلو‪ ،‬ومن خالل هذه المنحوتات والرسوم‪،‬‬
‫استطاع ميكيالنجيلو أن يحدد المعايير والمقاييس الحقيقية للفن األصيل‬
‫وبدأ يسعى ليتفوق على نفسه من خالل الحدود التي وضعها بنفسه‪،‬‬
‫حتى أنه قام مرة بتقليد بعض األعمال الكالسيكية الرومانية بإتقان لدرجة‬
‫أنه تم تداولها على أنها أصلية‪.‬‬

‫كان مايكل انجلو يبحث دائما عن التحدي سواء كان تحديا جسديا أو عقليا‪،‬‬
‫وأغلب المواضيع التي كان يعمل بها كانت تستلزم جهًدا بالغًا‬
‫سواء كانت عبارة عن لوحات جصية أو لوحات فنية‪،‬‬
‫وكان ميكيالنجيلو يختار الوضعيات األصعب للرسم‬
‫إضافة لذلك كان دائما مايخلق عدة معاني من لوحته‬
‫من خالل دمج الطبقات المختلفة في صورة واحدة‪،‬‬
‫وأغلب معانيه كان يستقيها من األساطير‪ ،‬الدين‪ ،‬ومواضيع أخرى‪.‬‬
‫نجاحه في قهر العقبات التي وضعها لنفسه في صنع تحفه‬
‫كان مذهال إال أنه كثيرا ما كان يترك أعماله‬
‫دون إنجاز وكأنه ُيهزم بطموحِه نفسه‪.‬‬

‫[‪]R‬إثنان من أعظم أعماله النحتية‪ ،‬تمثال داوود وتمثال بيتتا‪ ،‬العذراء‬


‫تنتحب قام بإنجازهما وهو دون سن الثالثين‪.‬‬

‫رغم كون ميكل انجلو من الفنانين شديدي التدين‬


‫فقد عبر عن أفكاره الشخصية فقط من خالل أعماله األخيرة‪.‬‬
‫فقد كانت أعماله األخيرة من وحي واستلهام الديانة المسيحية مثل صلب المسيح‬

‫تعرف مايكل انجلو‪ ،‬خالل مسيرة عمله‪ ،‬على مجموعة من األشخاص المثقفين‬
‫يتمتعون بنفوذ اجتماعي كبير‪ .‬رعاته كانوا دائما من رجال األعمال الفاحش الثراء‬
‫أو رجال ذوي المكانة االجتماعية القوية باإلضافة ألعضاء الكنيسة وزعمائها‪،‬‬
‫من ضمنهم البابا يوليوس الثاني‪ ،‬كليمنت السابع وبولص الثالث‪.‬‬
‫سعى مايكل انجلو دائما ليكون مقبوًال من رعاته ألنه كان يعلم بأنهم الوحيدون‬
‫القادرون على جعل أعماله حقيقة‬

‫من صفات مايكل انجلو أنه كان يعتبر الفن عمل يجب أن يتضمن جهدا كبيرًا‬
‫وعمًال مضنيًا فكانت معظم أعماله تتطلب جهدًا عضلي وعددًا كبيرا من العمال‬
‫وقليًال ما كان يفضل الرسم العادي الذي يمكن أداءه بلباس نظيف‬

‫وُتعتبر هذه الرؤية من إحدى تناقضاته التي جعلته يتطور في نفسه‬

‫من حرفي إلى فنان عبقري قام بخلقه بنفسه‪.‬‬

‫قام مايكل انجلو في فترة من حياته بمحاولة تدمير كافة اللوحات التي قام برسمها‬
‫ولم يبق من لوحاته إال بضعة لوحات ومنها لوحة باسم "دراسة لجذع الذكر"‪،‬‬
‫التي أكملها عام ‪ 1550‬والتي بيعت في صالة مزادات كريستي‬
‫بنحو أربعة ماليين دوالر‪ ،‬وكانت هذه اللوحة واحدة من عدة رسومات‬
‫قليلة لألعمال األخيرة لمايكل انجلو الذي توفي عام ‪1564‬‬

‫ميكيالنجيلو بوناروتي (باإليطالية‪)Michelangelo Buonarroti :‬‬


‫هو رسام ونحات ومهندس وشاعر إيطالي‪ ،‬كان إلنجازاته الفنية األثر األكبر‬
‫على محور الفنون ضمن عصره وخالل المراحل الفنية األوروبية الالحقة‪.‬‬

‫اعتبر ميكيل انجلو أن جسد اإلنسان العاري الموضوع األساسي بالفن‬


‫مما دفعه لدراسة أوضاع الجسد وتحركاته ضمن البيئات المختلفة‪.‬‬
‫حتى أن جميع فنونه المعمارية كانت والبد أن تحتوي‬
‫على شكل إنساني من خالل نافذة‪ ،‬جدار‪ ،‬أو بااب‬

‫دراسة عري الذكور ‪ ،‬وتمتد صعودا‬


‫(‪)Study of a male nude, stretching upwards‬‬
‫ميكيل انجيلو المعماري‬
‫بالرغم من أن مشروع قبر يوليوس الثاني كان يتطلب خطة معمارية إال أن نشاط ميكيالنجيلو في العمارة بدأ بشكل جدي عبر‬
‫مشروع لواجهة كنيسة القديس لورينزو في فلورنسا‪ .‬من المحتمل أن ميكيالنجيلو لم يتلقى تدريبًا على الفنون المعمارية لكن‬
‫‪.‬خالل عصر النهضة لم يكن قيام رسام وفنان بعمل المعماري ُيعتبر شيئًا غريبًا‬

‫تصور ميكيالنجيلو األولي كان على شكل بناء من طبقتين رخاميتين تدعمان ما يقارب من ‪ 40‬منحوتة وتمثال‪ .‬بحلول سنة‬
‫‪ 1520‬تم تقليص ميزانية العمل على الواجهة إال أن ميكيالنجيلو استمر بالعمل على مشاريع متعددة متعلقة بذات الكنيسة‪ ،‬حيث‬
‫‪:‬عمل على مشروع‬

‫‪.‬المكتبة األنيقة‬

‫‪‬‬ ‫غرفة المقدسات (‪ :)1534 – 1519‬في سنة ‪ 1519‬كلفه آل ميديشي ببناء مصلى جنائزي ثاٍن في كنيسة سان‬
‫وقد ُصممت الستيعاب قبور القادة جوليانو دوق نامور ‪ "Sagrestia Nuova"،‬لورينزو بفلورنسا‪ ،‬ما ُسمي‬
‫‪.‬ولورينزو دوق أوربينو المتوفين حديثًا‪ ،‬إضافةً إلى العظماء لورينزو وجوليانو دي ميديشي‬

‫وكالعديد من مشاريع ميكيالنجيلو فقد مرت تصاميمه خالل عمليات تحوير كثيرة قبل تنفيذها‪ ،‬حيث انتهت إلى جدارين تابعين‬
‫لقبرين مقابل بعضهم البعض ضمن غرفة ضخمة مقببة‪ .‬وقد تصور ميكيالنجيلو القبرين األولين كممثلين لمتناقضين متكاملين‪،‬‬
‫حيث مثل جوليانو الشخصية الفعالة المرنة أما لورينزو فمثله كمتصوف متأمل‪ ،‬وقد وضع أجساد عارية مثلت النهار والليل‬
‫‪.‬أسفل جوليانو‪ ،‬أما لورينزو فقد وضع له أجساد عارية تمثل الفجر والغسق‬

‫‪.‬كاتدرائية القديس بطرس‬

‫‪‬‬ ‫مشروع المكتبة األنيقة (‪ )1534 - 1524‬المتعلق بكنيسة القديس لورينزو فكانت التي جاورت الكنيسة‪ ،‬ومن خاللها‬
‫برهن ميكيالنجيلو على قدراته المعمارية حيث قام بدءًا من خالل هذا العمل وما تاله من أعمال معمارية بخلق منهج‬
‫خاص به حيث دمج نمط األعمدة المتجاورة مع األقواس والكوات والمثلثات وقام بحرفها وتنصيبها لتعطي شعورًا‬
‫موجيا متدفقا‪ .‬من خالل مدخل المكتبة يستطيع المرء أن يرى وبوضح كيف تّم استخدام األعمدة لتصبح جزءًا من‬
‫الجدار وليس شيئًا منفصل عنه‪ ،‬ومن خالل الدرجات والساللم تظهر لمسات ميكيالنجيلو بجعله الدرج محنيًا ومكورًا‬
‫بشكل يعطي إحساس بأن الدرجات تفيض لألسفل وبشكل عرضاني وليس لألعلى‪ ،‬وإضافته للدرجات المستقيمة على‬
‫‪.‬الجانبين تجعل الناظر يشعر بانجذاب بصري نحو الصعود على هذه الدرجات‬

‫‪.‬ساحة كامبيدوجليو البرلمان‬

‫كاتدرائية القديس بطرس التي تم تكليف ميكيالنجيلو بإكمال التصاميم المتعلقة بها‪ ،‬كان البابا‬
‫يوليوس الثاني في البدء قد كلف بهذا العمل منافس ميكيالنجيلو في ذلك الوقت دوناتو‬
‫برامانتي وذلك في سنة ‪ ،1506‬حيث صور برامانتي الكنيسة على شكل الصليب اإلغريقي‬
‫المتساوي األطراف مغطاة بقبة ضخمة‪ ،‬وعند بوفاة برامانتي سنة ‪ 1514‬كانت الدعائم فقط‬
‫قد أنجزت‪ ،‬بعد ذلك توالى عدد من المعماريين على بناء هذه الكاتدرائية وفي النهاية وصلت‬
‫إلى ميكيالنجيلو الذي عاد إلى تصاميم برامانتي فقام بتعديل التصاميم فضغط حجم الكنيسة‬
‫وحرر الدعائم موحدًا المنظر الخارجي مع أعمدة ضخمة ناتئة ذات رؤوس مستدقة اختتمها‬
‫بواجهة مثلثيه ‪ ،‬وحول قاعدة القبة مدد األعمدة الناتئة بأعمدة مستديرة بالكامل متصلة‬
‫بالقاعدة‪ ،‬وبالنتيجة كان ميكيالنجيلو قد حل على بناء يعطي مظهرًا معقدًا يوحي بالقوة‬
‫والمرونة بذات الوقت‪.‬‬
‫ساحة كامبيدوجليو البرلمان‪ ،‬بدأ العمل على تصاميم هذا العمل خالل سنة ‪ 1539‬ولكن أكملت فيما بعد على يد آخرين‪ .‬بدأ‬
‫ميكيالنجيلو بإعادة التصميم لهذه الساحة بدءا من قاعدة التمثال الروماني البرونزي «اإلمبراطور ماركوس» وهو على ظهر‬
‫حصانه ‪ ،‬وإنشاء واجهات جديدة متطابقة لألبنية المتقابلة ونهاية ساللم عريضة تسهل عملية الوصول للساحة‪ .‬القاعدة البيضاوية‬
‫التي قام بتصميمها للنصب التذكاري أصبحت مركز الساحة التي نقشت نقوش بيضاوية متداخلة على شكل تموجات ومشكلة‬
‫خطوط متقاطعة مما يسبب خداع بصري للقادم عبر الدرجات فيشعر بدوار بسبب التداخل البصري‪ .‬استطاع ميكيالنجيلو‬
‫إضفاء الحيوية والديناميكية ببراعة على هذه الساحة مما أعاد األهمية إليها وجعلها تستعيد هيبتها السياسية والمدنية لتصبح قلب‬
‫روما من جديد‪.‬في عام ‪ 1527‬تشجع مواطنوا فلورنسا على القيام بانقالب إلستعادة النظام الجمهوري وتم محاصرة مدينة‬
‫فلورنسا‪ ،‬التي كان ميكيالنجيلو متواجدا فيها‪ ،‬من قبل الحكام القمعيين لعائلة ميديشي المعارضين للنظام الجمهوري‪ ،‬وهنا وجد‬
‫ميكيالنجيلو نفسه بين نارين‪ ،‬فمن ناحية كان هو فنان البالط الرئيسي للحكام القمعيين آلل ميديشي ومن ناحية أخرى كان‬
‫متعاطفا مع البسطاء من أبناء بلدته ولكنه وفي النهاية وقف في صف البسطاء وساعد على تحصين المدينة وحتى بعد سقوطها‬
‫قرر الرحيل وعدم التعاون مجددا مع عائلة ميديشي الحاكمة‪.‬‬
‫في عام ‪ُ ،1546‬ع ّين ميكيالنجيلو المهندس المعماري الرئيسي المشرف على تشييد كاتدرائية القديس‬
‫بطرس في الفاتيكان‪ ،‬فقام بتصميم قبتها‪ ،‬وشرع في العمل على بنائها بأسرع ما يمكن‪ ،‬إذ شعر آنذاك بدنو‬
‫أجله‪ ،‬وخاف أن يموت قبل إتمام العمل‪ .‬تمكن ميكيالنجيلو من تشييد القسم األدنى من القبة والحلقة‬
‫الداعمة‪ ،‬قبل أن توافيه المنية وهو في أواخر عامه الثامن والثمانين‪ ،‬فُنقل جثمانه من روما إلى كنيسة‬
‫الصليب األقدس في فلورنسا حيث ُدفن بناًء على وصيته‪.‬‬

You might also like