Professional Documents
Culture Documents
مايكل انجلو بوناروتي
مايكل انجلو بوناروتي
Michelangelo Buonarroti
ولد ميكيالنجيلو في قرية كابريزي قرب أريتسو بتوسكانا وترعرع في فلورنسا ،التي كانت مركز النهضة
األوروبية آنذاك ،ومن محيطها المليء بمنجزات فناني النهضة السابقين إلى تحف اإلغريق المذهلة ،استطاع
أن يتعلم ويستقي منها الكثير عن فن النحت والرسم .كانت أسرة ميكيالنجيلو من أبرز المصرفيين الصغار في
فلورنسا ،لكن والده« ،لودفيكو دي ليوناردو دي بوناروتي دي سيموني» ،شذ عن باقي أفراد العائلة ،وشغل
عّد ة مناصب حكومية خالل حياته ،أما والدته فهي «فرانشيسكا دي نيري دل مينياتو دي سيينا» .زعمت أسرة
بوناروتي أن أبنائها يتحدرون من «ماتيلدي التوسكانية» وهي إحدى نبيالت إيطاليا القديمات ،وعلى الرغم
من أن هذا الزعم ما زال غير مؤكد ،إال أن ميكيالنجيلو نفسه كان مؤمًنا به .بعد بضعة أشهر من والدة
ميكيالنجيلو ،عادت أسرته إلى فلورنسا ،حيث قضى سنوات صباه ،وفي سنة ،1481أي عندما كان يبلغ من
العمر ست سنوات فحسب ،توفيت والدته بعد صراع طويل مع المرض ،فانتقل ميكيالنجيلو ليعيش مع أسرة
رجل يعمل في قلع الحجارة ببلدة «سيتيغنانو» ،حيث كان ولده يملك مقلًعا للرخام ومزرعة صغيرة .أفاد
جورجو فازاري أن ميكيالنجيلو قال« :إن كان هناك بعض الخير والجمال في نفسي ،فهذا ألنني ولدت في
البيئة الرقيقة لبلدكم أريتسو .جنًبا إلى جنب مع حليب مرضعتي ،شربت موهبة التعامل مع اإلزميل
والمطرقة ،تلك األدوات التي أصنع منها أعمالي».
دو
مينيكو غرالندايو ،معّلم ميكيالنجيلو.
أقدم والد ميكيالنجيلو ،الذي كان قاضيًا على بلدة كابريزي في ذلك الوقت،
على إرسال ولده إلى المعّلم «فرانشيسكو دا أوربينو» في فلورنسا ،حتى يتعّلم قواعد اللغة ،لكن الفتى لم
ُيظهر ميًال نحو العلم ،بل كثيًرا ما كان ُيفضل نسخ اللوحات في الكنائس ،ويميل إلى صحبة الفنانين
والرسامين .في النهاية وافق األب على رغبة ولده وسمح لهذا الصبي ذو ثالثة عشر ربيعًا بأن يعمل لدى
رسام جص يدعى دومينيكو غرالندايو ،وعندما بلغ ميكيالنجيلو عامه الرابع عشر ،كان والده قد أقنع دومنيكو
بأن ُيعلن تلميذه رساًم اُ .يعرف أن ميكيالنجيلو لم يستطع التوافق مع معلمه وكثيًر ا ما كان يصطدم معه مما
حذا به لينهي عمله لديه بعد أقل من سنة .في عام ،1489طلب لورينزو دي ميديشي ،حاكم فلورنسا بحكم
األمر الواقع ،طلب من دومينيكو غرالندايو أن ُيرسل إليه أفضل طالبين في عهدته ،فأرسل إليه األخير كًال
من ميكيالنجيلو وفرانشيسكو غراناسي .خالل الفترة الممتدة من عام 1490حتى عام ،1492التحق
ميكيالنجيلو بالمدرسة اإلنسانية التي أسستها أسرة ميديشي لتدريس الفلسفة اإلفالطونية المحدثة ،حيث تعّلم
النحت على يد «بيرتولدو دي جيوفاني» ،وتأثرت نظرته إلى الحياة وأنماط فّنه بآراء ونظريات الكثير من
الفالسفة والكّتأب المعروفين في ذلك الزمن ،مثل :مارسيليو فيسينو ،بيكو ديال ميراندوال ،وأنجلو بوليزيانو.
خالل هذه الفترة ،أتّم ميكيالنجيلو العمل على نقش «سيدة األدراج» ( )1492–1490ومعركة القناطرة (
،)1492–1491وقد كانت األخيرة مبنية على فكرة اقترحها أنجلو بوليزيانو ،وكّلفه بها لورينزو دي
ميديشي .أّد ى إعجاب بيرتولدو دي جيوفاني بعمل تلميذه أشد اإلعجاب ،إلى توّلد شعور بالغيرة عند زميل
ميكيالنجيلو المدعو «بيترو توريغيانو» ،فضربه على أنفه ضربًة قوية شوهت شكله ،ويظهر هذا التشوه
بيتت
ا العذراء تنتحب ،يجسد العمل تصويًرا للسيد المسيح وهو في حضن أمه مريم العذراء ُبعيد إنزاله عن
الصليب.
وصل ميكيالنجيلو إلى روما بتاريخ 25يونيو سنة ،1496وقد بلغ من العمر 21عاًم ا.
وفي 4يوليو من نفس العام ،بدأ العمل على منحوتة جديدة كّلفه بها الكاردينال رافائيل رياريو ،أال وهي
منحوتة ضخمة إلله الخمر الروماني باخوس .غير أنه بعد االنتهاء منها ،رفضها الكاردينال ،فاشتراها أحد
المصرفيين ،واسمه يعقوب غاّلي ،ليضافها إلى تماثيله المعروضة في حديقته الخاصة.
في شهر نوفمبر من عام ،1497طلب السفير الفرنسي لدى الكرسي الرسولي ،طلب من ميكيالنجيلو الشروع
في نحت تمثال أصبح فيما بعد أشهر أعماله ،أال وهو تمثال بيتتا ،وأبرم معه عقًدا بذلك في شهر أغسطس من
العام الالحق .عاش ميكيالنجيلو في روما على مقربة من كنيسة «سيدة لوريتو» ،وتفيد بعض القصص أنه
أغرم بفيتوريا كولونا خالل هذه الفترة ،واألخيرة كانت مركيزة بسكارا المعروفة بحبها للشعر .يعتقد البعض
أنه خالل هذه الفترة أيًض ا شرع ميكيالنجيلو في العمل على منحوتة الوكون وأبناؤه ،الموضوعة اليوم في
متاحف الفاتيكان.
العودة إلى فلورنسا وتمثال داوود
تمثال داوود
تمثا
ل داوود ،أنهاه ميكيالنجيلو عام ،1504وهو ُيعتبر أحد أبرز األعمال الفنية التي ُنشرت في عصر النهضة.
عاد ميكيالنجيلو إلى فلورنسا بين عامّي 1499و ،1501وكانت األوضاع تتغير في تلك الجمهورية بعد
سقوط الكاهن رئيس فلورنسا ،والمناهض للنهضة جيروالمو سافوناروال (أعدم عام ،)1498وبزوغ نجم
الحاكم الجديد بيير سوديريني .وفي تلك الفترة طلب قناصل نقابة عّم ال الصوف من ميكيالنجيلو أن يقوم
بإنهاء مشروع غير تام أبتدء في تنفيذه النحات المشهور أغسطينو دي دوكسيو من أربعين سنة ،وهو تمثال
ضخم ُيمثل النبي داوود كتعبير عن حرية فلورنسا ،وكان من المخطط وضعه في الساحة بالقرب من القصر
العتيق .فاستجاب ميكيالنجيلو لهذا الطلب وأنهى التمثال الذي أصبح يعتبر أشهر أعماله عام .1504تّم نحت
التمثال من قطعة رخام كبيرة مستخرجة من مقالع كرارا،
وعلى الرغم من أنه كان قد تّم العمل عليه قبل ذلك إال أنه أكسب ميكيالنجيلو شهرته وصيته كنحات ذو مهارة
حرفية عالية ومخيلة واسعة قادرة على تصوير الرمزية بأبهى الحلل.
خالل هذه الفترة أيًض ا ،قام ميكيالنجيلو برسم لوحة العائلة المقدسة والقديس يوحنا ،المعروفة أيًضا باسم
،Doni Tondoأو عائلة المنبر المقدسة،
وذلك بمناسبة زواج أنجيلو دوني ومادالينا ستروزي ،وقد ُو ضعت هذه اللوحة خالل القرن السابع عشر في
قاعة «المنبر» في متحف األوفيزي ،كذلك رسم لوحة السيدة والطفل مع القديس يوحنا والمالئكة ،الموضوعة
اليوم في المتحف الوطني بلندن ،حيث ُتعرف «بسيدة مانشستر».
روما مجدًدا وسقف كنيسة سيستاين
طالع أيًضا :سقف كنيسة سيستاين
تط
لب زخرفة سقف كنيسة سيستان من قبل ميكيالنجيلو قرابة األربع سنوات ( )1512–1508قبل أن ينتهي.
يحوي السقف قرابة 300صورة لعدد من القصص التي وردت في الكتاب المقدس.
في عام 1505دعا البابا يوليوس الثاني ميكيالنجيلو ليعود إلى روما حيث حصل على إجازة لبناء ضريح
البابا .اضطر ميكيالنجيلو ،تحت رعاية البابا أن يتوقف عن العمل في الضريح عدد من المرات ليقوم بتنفيذ
مهام أخرى من المهام العديدة التي كانت موكلة إليه ،وبسبب هذه المقاطعات ،فإن العمل على القبر لم ينته إال
بعد مرور 40سنة،
وحتى عند ذلك فإن ميكيالنجليو لم يعتبر أنه أنجز العمل كما كان يجب .وتجدر اإلشارة إلى أن جثمان
يوليوس الثاني لم يوضع بداخل الضريح كما كان مقرًر ا ،حيث أنه توفي عام 1513بينما انتهى العمل بالقبر
عام .1545
من أبرز سمات هذا العمل الفني ،وجود منحوتة للنبي موسى في وسطه ،وكل من راحيل وليا على جانبيه.
يقع هذا القبر اليوم في كنيسة القديس بطرس المكّبل.
قبر البابا يوليوس الثاني .يظهر في وسطه تمثال للنبي موسى ،وعلى جانبيه كل من راحيل وليا.
حصل ميكيالنجلو ،خالل نفس الفترة التي كان يقوم أثنائها بالعمل على ضريح البابا يوليوس الثاني ،على
إجازة تخوله طالء وزخرفة سقف كنيسة سيستان،
ًق
وقد أنجز هذا العمل خالل 4سنوات تقريًبا ( .)1512–1508وف ا لما تفيد به قصة ميكيالنجلو ،فإن دوناتو
برامنتي ورفائيل سانزيو هما من أقنع البابا باستخدام ميكيالنجيلو في حقل إبداعي ليس مألوًفا له ،وكان الهدف
من وراء ذلك إحراجه وإظهار فشله في هذه النقطة أمام البابا ،وذلك حتى يستمر رافائيل ،منافس ميكيالنجيلو
األول ،أبرز رّسامي عصره ،وأول من له حظوة بينهم عند ذوي الشأن.
كان من المفترض لميكيالنجيلو أن يقوم برسم تالميذ المسيح اإلثني عشر على خلفّية سماء بّراقة ،لكنه رغب
بالقيام بأمر أكثر تعقيًدا ،وهو رسم خلق اإلنسان ،هبوطه من الجنة ،والخالص الموعود عن طريق األنبياء
وأنساب المسيح .ضّم ت اللوحة النهائية ما يزيد عن 300رسم ،وكانت حلقاتها التسعة المركزية مستوحاة من
سفر التكوين ،وتم تقسيمها إلى 3أقسام :خلق هللا لألرض؛ خلق هللا آلدم وهبوطه وحواء من الجنة ،وأخير
حالة البشر كما يمثلها النبي نوح وعائلته.
خالل عهد باباوات آل ميديشي في فلورنسا
توفي البابا يوليوس الثاني في عام ،1513وخلفه ليو العاشر ،وهو من آل ميديشي الذين تربطهم عالقة وثيقة
وقديمة بميكيالنجيلو ،فطلب منه أن يشرع في ترميم واجهة كنيسة القديس لورينزو في فلورنسا ،وأن يزينها
بالمنحوتات .وافق ميكيالنجيلو على هذا المشروع على مضض ،وأمضى السنوات الثالثة الالحقة وهو يرسم
المخطوطات ويضع التصاميم للواجهة الجديدة ،كما حاول أن يفتح مقلًعا رخامًيا جديًدا في بيتراسانتا
ًط
ليستخرج منه الحجارة الالزمة لهذا المشروع خصيًصاُ .تعد هذه الفترة في حياة ميكيالنجيلو األكثر إحبا ا
بالنسبة له ،إذ تّم إيقاف المشروع فجأة من قبل رعاته الذين كانوا يعانون من ضائقة مالّية ،قبل أن ُينفذ أي
جزء منه ،وما زالت الكنيسة تفتقد لواجهة حتى اليوم.
عاد آل ميديشي إلى ميكيالنجيلو يطلبون منه تنفيذ مشروع آخر ضخم ،حتى بعد أن فشل في تنفيذ المشروع
األول سالف الذكر ،وفي هذه المرة ُعهد إليه بإنشاء ُم صّلى جنائزي عائلي في كنيسة القديس لورينزو .انشغل
ميكيالنجيلو بالعمل على تصميم المصّلى وتشييده في معظم عقد العشرينيات والثالثينيات من القرن السادس
عشر ،وفي نهاية المطاف نجح في إنهاء القسم األكبر منه.
في عام ،1527قام كارلوس الخامس ،إمبراطور اإلمبراطورية الرومانية المقدسة ،بمهاجمة روما واحتاللها
في إطار حربه مع عصبة كونياك ،فتشجع أهالي فلورنسا وأطاحوا بآل ميديشي ،وأعادوا المدينة إلى النظام
الجمهوري الذي كانت عليه قديًم ا .حوصرت فلورنسا بعد هذا طيلة ثالث سنوات ،وقد ساهم ميكيالنجيلو في
ُُأ
تحصين المدينة وتدعيمها طيلة فترة الحصار ،لكنها سقطت في سنة ،1530و عيد آل ميديشي إلى سّد ة
العرش .وفي هذه المرحلة كان ميكيالنجيلو قد فقد أي تعاطف مع تلك األسرة الحاكمة ،وأصبح يعتبرهم حّك ام
طغاة قامعين للشعب ،فآثر مغادرة فلورنسا إلى األبد في أواسط عقد الثالثينيات من القرن السادس عشر،
وترك مساعديه ليكملوا تشييد الُم صّلى الجنائزي.
أعماله األخيرة في روما
يوم القيامة :القديس برثلماوس يحمل سكينه بيد وجلده المسلوخ باليد األخرى.
ّل ُك
مرة أخرى تم استدعاء ميكيالنجيلو للعمل في كنيسة سيستاين سنة 1534حيث ف بمهمة زخرفة الحائط
فوق المذبح (يوم القيامة .)1541 - 1536قام ميكيالنجيلو بإنجاز رسومات تتحدث عن نبوءة عودة المسيح
قبل نهاية العالم ضمن مشهد صوره وهو المسيح يقوم بتوجيه ضربة للشيطان بينما يده اليسرى وبرقة تطلب
الرحمة والمغفرة له ،وبجانب السيد المسيح كانت مريم العذراء وهي تنظر إلى الحشود الغفيرة المنبثقة من
القبور جميعهم من الكهنة والصالحين صاعدين نحو الجنة ،صورهم ميكيالنجيلو عراة وبكميات ضخمة ربما
ليؤكد النبوءة التي تقول بأنهم سيعودون صحيحي الجسد والروح.
ضمن الزاوية السفلية اليمنى من الحائط كانت قد ُصّورت جهنم بشكل مختلف ،فلم ُيصور الشيطان أو
العفاريت كما هو مألوف فميكيالنجيلو اقتبس بدال من ذلك مقتطفات من القصة األسطورية :الكوميديا اإللهية
للكاتب اإليطالي المشهور دانتي أليغييري ،وبعد أن قام ميكيالنجيلو برفع الغطاء عن لوحته الجدارية هذه
تعّر ض لموجة ضخمة من النقد بسبب الرسوم العارية خصوصًا ،فأصبحت حديًثا على كل لسان ولهذا السبب
ربما أصبحت هذه اللوحة أحد أشهر أعمال ميكيالنجيلو خالل القرن السادس عشر.
ضر
يح ميكيالنجيلو في كنيسة الصليب األقدس.
استغرق العمل على اللوحة ست سنوات كاملة ،وكانت هذه اللوحة تعبيرا عن المجيء الثاني للمسيح ونهاية
العالم .نظم كاردينال كارافا حملة ضد ميكيالنجيلو بسبب الصور العارية في تلك اللوحة الضخمة وُعرفت
الحملة «بحملة ورقة التين» ،وتم اتهام ميكيالنجيلو بإهانة الكنيسة ،وفي مفاجئة مذهلة قرر البابا إبقاء الصور
كما هي وقال عبارته المشهورة« :محكمة الفاتيكان ال صالحيات لها في منطقة الجحيم»
الحجم .ومع ذلك ،تم تصنيع جزء صغير منها فقط في نهاية المطاف ،بحيث تحدث مشكلة ""non-finito
مراًرا وتكراًر ا في Michelangelo
على الرغم من أن Michelangelo Buonarrotiكان يشعر دائًم ا بأنه نحات أكثر من رسام ،فقد رسم
واحدة من أكثر القطع إثارة لإلعجاب في عالم الفن بأكمله :لقد رسم سقف كنيسة سيستين .الصورة األكثر
شهرة التي يمكن رؤيتها على هذه البطانية تسمى خلق آدم .على الجانب األيسر من الصورة ،يحاول آدم
الوصول إلى هللا ،ولهذا قام بتمديد إصبعه الفهرس األيسر .لجعل شرارة الحياة تقفز فوق آدم ،يمد هللا إصبعه
الفهرس األيمن ،أقوى وأكثر رشاقة من آدم .أصابعك تلمس تقريبا .لكنك ال تراهم يصلون إلى بعضهم
البعض أو يتركون بعضهم البعض .مع اقترابهم من بعضهم البعض ،يمكن للصورة أن تظهر رغبة هللا
واإلنسان في بعضهما البعض .إذا تركت ،يمكن أن تمثل استقالل اإلنسان.
Hands of God and Adam, detail from The Creation of Adam, from the Sistine
Ceiling, 1511
كان مايكل انجلو يبحث دائما عن التحدي سواء كان تحديا جسديا أو عقليا،
وأغلب المواضيع التي كان يعمل بها كانت تستلزم جهًدا بالغًا
سواء كانت عبارة عن لوحات جصية أو لوحات فنية،
وكان ميكيالنجيلو يختار الوضعيات األصعب للرسم
إضافة لذلك كان دائما مايخلق عدة معاني من لوحته
من خالل دمج الطبقات المختلفة في صورة واحدة،
وأغلب معانيه كان يستقيها من األساطير ،الدين ،ومواضيع أخرى.
نجاحه في قهر العقبات التي وضعها لنفسه في صنع تحفه
كان مذهال إال أنه كثيرا ما كان يترك أعماله
دون إنجاز وكأنه ُيهزم بطموحِه نفسه.
تعرف مايكل انجلو ،خالل مسيرة عمله ،على مجموعة من األشخاص المثقفين
يتمتعون بنفوذ اجتماعي كبير .رعاته كانوا دائما من رجال األعمال الفاحش الثراء
أو رجال ذوي المكانة االجتماعية القوية باإلضافة ألعضاء الكنيسة وزعمائها،
من ضمنهم البابا يوليوس الثاني ،كليمنت السابع وبولص الثالث.
سعى مايكل انجلو دائما ليكون مقبوًال من رعاته ألنه كان يعلم بأنهم الوحيدون
القادرون على جعل أعماله حقيقة
من صفات مايكل انجلو أنه كان يعتبر الفن عمل يجب أن يتضمن جهدا كبيرًا
وعمًال مضنيًا فكانت معظم أعماله تتطلب جهدًا عضلي وعددًا كبيرا من العمال
وقليًال ما كان يفضل الرسم العادي الذي يمكن أداءه بلباس نظيف
قام مايكل انجلو في فترة من حياته بمحاولة تدمير كافة اللوحات التي قام برسمها
ولم يبق من لوحاته إال بضعة لوحات ومنها لوحة باسم "دراسة لجذع الذكر"،
التي أكملها عام 1550والتي بيعت في صالة مزادات كريستي
بنحو أربعة ماليين دوالر ،وكانت هذه اللوحة واحدة من عدة رسومات
قليلة لألعمال األخيرة لمايكل انجلو الذي توفي عام 1564
تصور ميكيالنجيلو األولي كان على شكل بناء من طبقتين رخاميتين تدعمان ما يقارب من 40منحوتة وتمثال .بحلول سنة
1520تم تقليص ميزانية العمل على الواجهة إال أن ميكيالنجيلو استمر بالعمل على مشاريع متعددة متعلقة بذات الكنيسة ،حيث
:عمل على مشروع
.المكتبة األنيقة
غرفة المقدسات ( :)1534 – 1519في سنة 1519كلفه آل ميديشي ببناء مصلى جنائزي ثاٍن في كنيسة سان
وقد ُصممت الستيعاب قبور القادة جوليانو دوق نامور "Sagrestia Nuova"،لورينزو بفلورنسا ،ما ُسمي
.ولورينزو دوق أوربينو المتوفين حديثًا ،إضافةً إلى العظماء لورينزو وجوليانو دي ميديشي
وكالعديد من مشاريع ميكيالنجيلو فقد مرت تصاميمه خالل عمليات تحوير كثيرة قبل تنفيذها ،حيث انتهت إلى جدارين تابعين
لقبرين مقابل بعضهم البعض ضمن غرفة ضخمة مقببة .وقد تصور ميكيالنجيلو القبرين األولين كممثلين لمتناقضين متكاملين،
حيث مثل جوليانو الشخصية الفعالة المرنة أما لورينزو فمثله كمتصوف متأمل ،وقد وضع أجساد عارية مثلت النهار والليل
.أسفل جوليانو ،أما لورينزو فقد وضع له أجساد عارية تمثل الفجر والغسق
مشروع المكتبة األنيقة ( )1534 - 1524المتعلق بكنيسة القديس لورينزو فكانت التي جاورت الكنيسة ،ومن خاللها
برهن ميكيالنجيلو على قدراته المعمارية حيث قام بدءًا من خالل هذا العمل وما تاله من أعمال معمارية بخلق منهج
خاص به حيث دمج نمط األعمدة المتجاورة مع األقواس والكوات والمثلثات وقام بحرفها وتنصيبها لتعطي شعورًا
موجيا متدفقا .من خالل مدخل المكتبة يستطيع المرء أن يرى وبوضح كيف تّم استخدام األعمدة لتصبح جزءًا من
الجدار وليس شيئًا منفصل عنه ،ومن خالل الدرجات والساللم تظهر لمسات ميكيالنجيلو بجعله الدرج محنيًا ومكورًا
بشكل يعطي إحساس بأن الدرجات تفيض لألسفل وبشكل عرضاني وليس لألعلى ،وإضافته للدرجات المستقيمة على
.الجانبين تجعل الناظر يشعر بانجذاب بصري نحو الصعود على هذه الدرجات
كاتدرائية القديس بطرس التي تم تكليف ميكيالنجيلو بإكمال التصاميم المتعلقة بها ،كان البابا
يوليوس الثاني في البدء قد كلف بهذا العمل منافس ميكيالنجيلو في ذلك الوقت دوناتو
برامانتي وذلك في سنة ،1506حيث صور برامانتي الكنيسة على شكل الصليب اإلغريقي
المتساوي األطراف مغطاة بقبة ضخمة ،وعند بوفاة برامانتي سنة 1514كانت الدعائم فقط
قد أنجزت ،بعد ذلك توالى عدد من المعماريين على بناء هذه الكاتدرائية وفي النهاية وصلت
إلى ميكيالنجيلو الذي عاد إلى تصاميم برامانتي فقام بتعديل التصاميم فضغط حجم الكنيسة
وحرر الدعائم موحدًا المنظر الخارجي مع أعمدة ضخمة ناتئة ذات رؤوس مستدقة اختتمها
بواجهة مثلثيه ،وحول قاعدة القبة مدد األعمدة الناتئة بأعمدة مستديرة بالكامل متصلة
بالقاعدة ،وبالنتيجة كان ميكيالنجيلو قد حل على بناء يعطي مظهرًا معقدًا يوحي بالقوة
والمرونة بذات الوقت.
ساحة كامبيدوجليو البرلمان ،بدأ العمل على تصاميم هذا العمل خالل سنة 1539ولكن أكملت فيما بعد على يد آخرين .بدأ
ميكيالنجيلو بإعادة التصميم لهذه الساحة بدءا من قاعدة التمثال الروماني البرونزي «اإلمبراطور ماركوس» وهو على ظهر
حصانه ،وإنشاء واجهات جديدة متطابقة لألبنية المتقابلة ونهاية ساللم عريضة تسهل عملية الوصول للساحة .القاعدة البيضاوية
التي قام بتصميمها للنصب التذكاري أصبحت مركز الساحة التي نقشت نقوش بيضاوية متداخلة على شكل تموجات ومشكلة
خطوط متقاطعة مما يسبب خداع بصري للقادم عبر الدرجات فيشعر بدوار بسبب التداخل البصري .استطاع ميكيالنجيلو
إضفاء الحيوية والديناميكية ببراعة على هذه الساحة مما أعاد األهمية إليها وجعلها تستعيد هيبتها السياسية والمدنية لتصبح قلب
روما من جديد.في عام 1527تشجع مواطنوا فلورنسا على القيام بانقالب إلستعادة النظام الجمهوري وتم محاصرة مدينة
فلورنسا ،التي كان ميكيالنجيلو متواجدا فيها ،من قبل الحكام القمعيين لعائلة ميديشي المعارضين للنظام الجمهوري ،وهنا وجد
ميكيالنجيلو نفسه بين نارين ،فمن ناحية كان هو فنان البالط الرئيسي للحكام القمعيين آلل ميديشي ومن ناحية أخرى كان
متعاطفا مع البسطاء من أبناء بلدته ولكنه وفي النهاية وقف في صف البسطاء وساعد على تحصين المدينة وحتى بعد سقوطها
قرر الرحيل وعدم التعاون مجددا مع عائلة ميديشي الحاكمة.
في عام ُ ،1546ع ّين ميكيالنجيلو المهندس المعماري الرئيسي المشرف على تشييد كاتدرائية القديس
بطرس في الفاتيكان ،فقام بتصميم قبتها ،وشرع في العمل على بنائها بأسرع ما يمكن ،إذ شعر آنذاك بدنو
أجله ،وخاف أن يموت قبل إتمام العمل .تمكن ميكيالنجيلو من تشييد القسم األدنى من القبة والحلقة
الداعمة ،قبل أن توافيه المنية وهو في أواخر عامه الثامن والثمانين ،فُنقل جثمانه من روما إلى كنيسة
الصليب األقدس في فلورنسا حيث ُدفن بناًء على وصيته.