You are on page 1of 6

‫المحاضرة الرابعة‬

‫المتغيرات المرتبطة بالجريمة‬

‫‪ 1‬ـ تعريف الجريمة‪:‬‬

‫ـ من الناحية القانونية‪ :‬هي كل فعل يجرمه المشرع وينص عليه القانون‪ ،‬ويمثل قاعدة جزائية تطبق على‬
‫الخارجين عنها‪.‬‬

‫ـ من الناحية االجتماعية‪ :‬الجريمة هي الخروج عن قواعد المجتمع‬

‫ـ من الناحية الدينية‪ :‬هي محذورات شرعية نهى هللا عنها بحد او تعزيز‪.‬‬

‫ـ من الناحية النفسية‪ :‬الجريمة هي فعل غريزي يهدف الشباع الغريزة‪ ،‬وصادف هذا اإلشباع شذوذ‬
‫انهارت معه الغرائز السامية والخشية من القانون‪.‬‬

‫ـ التعريف التكاملي‪ :‬حاول التعريف التكاملي ان يوفق بين التعريفين (القانوني واالجتماعي)‪ ،‬فعرف‬
‫الجريمة بانها كل فعل له بعد مادي خرج بوعي عن القواعد القانونية الجنائية المعمول بها في المجتمع‪،‬‬
‫وبهذا الخروج يكون مساس بأمن وسالمة واستقرار المجتمع‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أركان الجريمة‪ :‬هناك ثالثة أركان أساسية للجريمة هي كما يلي‪:‬‬

‫• ان يصدر العمل والسلوك االجرامي من انسان تحققت لديه المسؤولية األخالقية بانه كان مدركا‬
‫ومريدا‪ ،‬وهو ما يعرف بالركن المعنوي‪ ،‬ويعبر عنه في صورة الجريمة العمدية‪ ،‬التى يتعمد فيها‬
‫المجرم الى ارتكاب الجريمة‪.‬‬
‫• ان يكون هناك عمل خارجي سواء كان فعال ام عمال إيجابيا ان كان امتناعا اي عمال سلبيا‪ ،‬وهذا‬
‫هو ما يعبر عنه بالركن المادي‪.‬‬
‫• ان يقرر القانون عقوبة لهذا العمل‪ ،‬وهو ما يعرف بالركن الشرعي‪ ،‬ان تحقق هذه األركان الثالثة‬
‫في شخص من األشخاص هو ما يسوغ وصفه بانه مجرم‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ أنواع الجرائم‪ :‬تختلف األفعال االجرامية التي ترتكب من مجتمع الى آخر‪ ،‬وتقسم الجرائم حسب‬
‫خطورتها (جسامتها) الى ثالثة أنواع‪ ،‬وذلك وفق العقوبة المقررة لكل نوع منها‪ ،‬وهذا التقسيم ليس ثابتا‬
‫دائما‪ ،‬ولكنه يختلف باختالف الزمان والمكان‪ ،‬وهي كما يلي‪:‬‬

‫• المخالفات‪ :‬وهي ابسط أنواع الجرائم‪ ،‬وقد تصل العقوبة في جرائم المخالفات الى الغرامات المالية‬
‫البسيطة‪.‬‬
‫• الجنح‪ :‬ال تختلف الجنايات عن الجنح من حيث خطورة الفعل على الرغم من ان الرأي الشائع‬
‫ينظر الى الجنح على انه اخف وطأة من الجنايات‬
‫• الجنايات‪ :‬وهي أشد وأخطر أنواع الجرائم‪ ،‬وقد تصل العقوبة في هذا النوع من الجرائم الى حد‬
‫اإلعدام‪.‬‬

‫وتقسم الجرائم من حيث طبيعة السلوك االجرامي الى ما يأتي‪:‬‬

‫• جرائم إيجابية‪ :‬والجريمة اإليجابية هي كل فعل اجرامي مخالف للقانون‪ ،‬مثل القتل‪ ،‬والمخدرات‬
‫واالغتصاب والسرقة‪ .......‬الخ‬
‫• جرائم سلبية‪ :‬هي االمتناع عن القيام بعمل يفرضه القانون‪ ،‬كاالمتناع عن التبليغ عن بعض‬
‫الجرائم‪ ،‬أو االمتناع عن دفع نفقة حكم بها على الشخص‪.‬‬

‫وتقسم الجرائم من حيث موضوع الجريمة أو وفق موضوع ضررها الى ما يأتي‪:‬‬

‫جرائم ضارة بمصلحة األشخاص‪ ،‬مثل القتل والسرقة‬

‫جرائم ضارة بالمصلحة العامة‪ ،‬مثل جرائم امن الدولة‬

‫وتقسم الجرائم من الناحية االقتصادية الى عدة أنواع هي كما يلي‪:‬‬

‫• جرائم ضد األشخاص مثل القتل‪ ،‬والسرقة‪ ،‬وهتك العرض‪.‬‬


‫• جرائم ضد الممتلكات مثل السرقة والحرق العمد‬
‫• جرائم عامة ضد االخالق مثل األفعال الفاضحة‪ ،‬والخادشة للحياء في المناطق العامة‬
‫• جرائم ضد األسرة‪ ،‬مثل اهمال األطفال‪ ،‬والخيانة الزوجية‬
‫• جرائم ضد النظام مثل إشاعة الفوضى والتخريب‬
‫• جرائم ضد المصادر الحيوية للمجتمع مثل الصيد في غير موسمه‪ ،‬او صيد الطيور المحرم‬
‫صيدها‪ ،‬او تبديد ثروات المجتمع‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ المتغيرات المرتبطة بالجريمة‪:‬‬

‫‪ -‬الجنس‪ :‬يالحظ ان جرائم الرجال تزيد كثيرا عن جرائم النساء في جميع العصور والحضارات رغم‬
‫محاولة البعض التشكيك في صحة األرقام التى تؤكد هذه الحقيقة‪ .‬علماء االجرام يقرون بهذه الحقيقة بدون‬
‫ان يستطيعوا تفسيرها تفسيرا مقبوال من كل وجه‪ .‬وال يستبعد من كل األحوال‪ ،‬ان تكون المرأة من حيث‬
‫الت ركيب العضوي والنفسي اقل استعدادا الرتكاب الجرائم من الرجل عادة وبخاصة تلك التى تعتمد على‬
‫العنف حيث ان قوتها الجسدية‪ -‬كما يقولون تعادل نصف قوة الرجل‪ .‬ثم ان وظيفة االمومة اكسبت المرأة‬
‫خصاال نفسية خاصة من شانها ان تحد من ميلها الى االجرام كالحنان والعطف والبذل وااليثار‪.‬‬

‫فنجد المرأة غالبا ما ترتكب جرائم مثل الشهادة الكاذبة والسب واالتهامات الكاذبة للتهرب من واقع معين‬
‫فهذا النوع من الجرائم هي جرائم نسوية محضة النها سهلة التنفيذ‬

‫‪ -‬السن‪ :‬نالحظ من خالل الدراسات الكثيرة الى أجريت بخصوص تأثير السن على الجريمة‪ ،‬انه ليس‬
‫هناك سن معينة الرتكاب جرائم‪ ،‬احداث‪ ،‬مراهقون‪ ،‬بالغون‪ ،‬شيوخ‪ ،‬كلهم قد يرتكبون جرائم‪.‬‬

‫الغريب في االمر انه حتى في عمر البراءة والطفولة قد يستيقظ الحيوان اإلنساني ويدفعه الى ارتكاب‬
‫الجريمة‪ .‬ولكن يجب ان نقول ان جرائم االحداث هي في الغالب بدون غد‪ ،‬فالطفل الذي ارتكب جرما‬
‫ج نائيا في سن الطفولة ال يعود الى ارتكاب جريمته بعد سن البلوغ‪ .‬مهما كان من امر فان هناك عوامل‬
‫ذاتية داخلية أو شخصية وأخرى خارجية من شانها ان تدفع الحدث الى االنحراف‪.‬‬

‫‪ -‬االنحرافات المرضية‪ :‬قد ينجم االنحراف عن حاالت من الضعف العقلي‪ ،‬أو إصابات عضوية دماغية‬
‫تحول دون ادراك الواقع بصفته الصحيحة‪ ،‬هذا ما أكدته دراسات ميدانية على نزالء المؤسسات العقابية‪،‬‬
‫بحيث برهنت على ان معظم هؤالء لديهم ذكاء متوسط الى منخفض‪ ،‬او ضعف عقلي بسيط مما يجعل‬
‫ردود أفعالهم تتصف بالنزوية والعشوائية وعدم القدرة على تقدير عواقب األمور وانعدام االستفادة من‬
‫التجارب والخبرات السابقة‪.‬‬

‫اما عن اإلصابات العضوية الدماغية كالتلف المخي‪ ،‬قد تكون السبب في الجنوح نظرا لتأثيرها المباشر‬
‫على السلوك الظاهر من خالل عدم القدرة على التحكم في الحركات واالنفعاالت‪ ،‬فاالضطراب الكيميائي‬
‫في الدماغ يضمر وظائفه العليا ويجعل سلوك الشخص غير متكيف وتلقائي‪.‬‬

‫‪ -‬األمراض النفسية‪ :‬ان االضطرابات العصابية لها تأثير على دينامية الشخصية‪ ،‬اذ تلعب دور القوى‬
‫المحددة للسلوك الجانح والمعززة لالنحراف المختلفة الخطورة والمدة والشدة‪ ،‬فيظهر السلوك الجانح فجأة‬
‫أو تدريجيا كحل للصراع العصابي وعلى هذا األساس تم تقسيم االنحراف الناجم عن االضطرابات‬
‫العصابية الى‪:‬‬

‫ـ انحراف فجائي‪ :‬والذي يكون فيه الصراع النفسي متخفي وكامن‪ ،‬ويواصل الحدث تكفيه االجتماعي‬
‫(االسرة والمدرسة) مع استمرار المعاناة الداخلية‪ ،‬ولكن تعرضه الى مواقف ضاغطة مفاجئة ذات عالقة‬
‫رمزية بالمازم األساسي تؤدي الى استجابات غير تكيفية ذات طابع عدواني تثير غرابة محيطه‪.‬‬
‫ـ االنحراف التدريجي المزمن‪ :‬هو انحراف يظهر في سن مبكرة ويتطور تدريجيا‪ ،‬فبوادر عدم التكيف‬
‫االجتماعي تظهر في سن التمدرس من خالل الفشل الدراسي والهروب من المدرسة‪ ،‬وتفكك العالقات‬
‫األسرية‪ ،‬التشرد‪ ،‬التعلق برفقاء السوء واالندماج في عصابات منحرفة‪ ،‬ليتطور هذا السلوك الى حد االجرام‬
‫المحترف‪.‬‬

‫ـ اإلدمان‪ :‬ان إدمان المخدرات يهيئ الشخص الرتكاب الجرائم‪ ،‬كما يضعه في مناخ اسري وبيئي‬
‫مضطرب يساعد على ذلك‪ ،‬من حيث معاشرة مجموعة من رفاق السوء‪ .‬فالمخدرات تؤثر في العقل والفهم‬
‫واالدراك‪ ،‬وتؤدي الى فقدان قدرة الشخص على الضبط والتحكم والسيطرة على سلوكه‪ ،‬وتوجيهه الى‬
‫الطريق السوي والصالح‪ .‬فتعاطي المخدرات يؤدي الى حدوث تغيرات فسيولوجية وعقلية ونفسية وعصبية‬
‫في الشخص‪ ،‬حيث يفقد قدرته العقلية (غياب العقل)‪ ،‬ويعجز عن القيام بوظائفه بصورة سليمة‪ ،‬والمخدرات‬
‫تحرك دوافع الشخص الغريزية‪ ،‬وتضعف من قدرته على التحكم والضبط في تصرفاته وكبحها‪ ،‬ومع ذلك‬
‫فان المخدرات في المجتمعات اإلسالمية يشكل جريمة يعاقب عليها القانون‪ ،‬فضال عن جلبها او تصنيعها‬
‫او زراعتها أو ترويجها او تصنيعها‪.‬‬

‫‪ -‬األسرة‪ :‬يؤكد ايوجين (‪ )1996‬بان هنالك عامل يلعب دورا كبيرا في جنوح األطفال فهي االسرة‪ ،‬فجنوح‬
‫األحداث يكون اكثر احتمالية للحدوث عند األطفال من اسر وبيوت مفككة ومتصدعة فوجود التوتر ضمن‬
‫االسرة‪ ،‬واالبوة واألمومة غير المرضية‪ ،‬وعدم التمسك والثبات واإلحباط االجتماعي في االسرة يؤدي‬
‫الى االنحراف والتوجه نحو الجريمة‪.‬‬

‫وعلى ضوء أهمية موقع االسرة ووظائفها االجتماعية ودورها الحيوي في تنشئة الفرد‪ ،‬فإننا نستطيع ان‬
‫اآلثار المترتبة على التحليل الذي يصيب بناء االسرة ووظائفها في مجال الضبط االجتماعي وانعكاساتها‬
‫الخطيرة على مستقبل الفرد واستقراره النفسي واالجتماعي ويظهر بوادر االنحالل الوظيفي من مصدرين‬
‫أولهما التفكك االسري وثانيهما عدم انجاز االسرة لوظائفها األساسية‪.‬‬

‫‪ -‬المدرسة والتعليم‪ :‬ان المهام والواجبات التى تضطلع بها المدرسة يمكن ان تجعل منها مؤسسة وقائية‬
‫تحمى خاللها االطفال والشباب ومن ضمنها المدرسة التى يتطلب منها تنفيذ مهمتها التربوية والتعليمية‬
‫على اكمل وجه‪ ،‬وتتمثل الوظيفة األساسية للتعليم في توصيل المعارف والمهارات وتساهم في تدعيم‬
‫االتجاهات والقيم المرغوبة‪ .‬والنظام التعليمي الذي يواجه الماضي حيث ينقل التراث الثقافي الى الطالب‬
‫ويواجه المستقبل عندما يقوم بتطوير الخبرات والمهارات والسلوك االجتماعي القويم والهدف االسمى‬
‫وضع الفرد في وضع يتسم بالثقة والضبط العقالني الذاتي‪.‬‬
‫وان المدرسة تلعب دورا حيويا وتؤدي عمال نبيال في المحافظة على بناء المجتمع واستقراره وهي احد‬
‫االنساق االجتماعية الهامة الى تقوم بنقل المعايير والقيم وليست فقط لتزويد الفرد بالعلم والمعرفة بل تمارس‬
‫دورا كبيرا في تنشئة األطفال وتعد بيئة آمنة للوقاية من االنحراف من خالل العديد من النشاطات التى‬
‫تمارسها تجاه األطفال كاإلشراف والمراقبة وتعزيز السلوكات الجيدة وتأكيد القوانين والقواعد والتعليمات‬
‫للمحافظة على السلوكيات السوية‪.‬‬

‫‪ -‬الصحية السيئة ورفاق السوء‪ :‬ان من األسباب الهامة التى تدفع الفرد الى ارتكاب األفعال السلوكية‬
‫اإلجرامية اختالطه وتجاوبه وتفاعله مع رفاق السوء السيما رفاق المنطقة السكنية ورفاق المدرسة األشرار‬
‫المنحرفين فالفرد يتأثر بسرعة كبيرة بأصدقائه ورفاقه اكثر من تأثره بولديه ومدرسته‪ ،‬وتمارس جماعة‬
‫الرفاق دورا هاما في التنشئة االجتماعية الن االفراد يحاولون االلتزام بتوقعات جماعة الرفاق‪ .‬اما الصحبة‬
‫السيئة ورفاق السوء فانه يدفعون الفرد نحو االنحراف والجريمة‪ .‬وتعمل الفرقة السيئة على تعريف الشباب‬
‫بالعادات السيئة كاإلدمان على الخمر وتعاطي المخدرات والمقامرة والرهان وغيرها من األمور السيئة‬
‫التى تجلبها رفقة السوء‪.‬‬

‫وان الكثير من الشباب يرتكبون الجرائم تحت ضغط وظروف معينة أو نتيجة لشعورهم بحاجة معينة‬
‫تدفعهم الى ارتكاب الجريمة ومن هؤالء المجرم بالمخالطة الذي يقع ضحية الرفقة السيئة التى تدفعه الى‬
‫التقليد في ارتكاب أنماط سلوكية إجرامية‪.‬‬

‫ـ بيئة العمل‪ :‬هي المجتمع الذي ينتقل اليه الفرد لمزاولة مهنة او وظيفة وقد يتكيف الفرد مع هذا الوسط‬
‫أو يواجه اخفاقا أو فشال في التكيف وهذا يترتب عليه تأثير إيجابي أو سلبي على نفسية الفرد وعقليته‬
‫االجتماعية‪ ،‬وهناك عوامل مختلفة قد تدفع الفرد الى ممارسة األعمال غير المناسبة نتيجة ضغط الحاجة‬
‫االقتصادية لألسرة‪ .‬ان سلوكيات االفراد وبالذات الشباب منهم تتأثر إيجابيا أو سلبيا تبعا لسلوكيات‬
‫أصدقائهم في العمل ويفرض عليهم الصلة بأفراد ال خيار لهم في انتقائهم وخاصة اذا كانت أعمالهم تفرض‬
‫االحتكاك والتعرف بأنماط كثيرة من الناس كالعمل في األماكن العامة والمقاهي وتجارة األرصفة والباعة‬
‫المتجولون والحانات والمالهي الليلية وبالتالي االندفاع نحو السلوك المنحرف وارتكاب الجريمة ومنها‬
‫تعاطي المخدرات وغيرها‪.‬‬

‫‪ -‬الوسط الطبيعي‪ :‬يلعب أيضا دورا مهما في الظاهرة اإلجرامية حيث لوحظ ان جرائم المدن تختلف كثيرا‬
‫عن جرائم األرياف كما وكيفا‪ ،‬فقد ثبت ان جرائم المدن تفوق تلك المرتكبة في الريف عددا‪ ،‬وهذا االختالف‬
‫العددي ناتج عن ظروف المعيشة وبخاصة في ضواحي المدن حيث يكثر السكن غير الالئق والفقر والتشرد‬
‫والبؤس مما يكون لدى الطفل شعورا بالظلم يدفعه الن يسلك سلوكا مغايرا‪ ،‬فقد ثبت ان ‪ %90‬من األطفال‬
‫الجانحين قد ولدوا وترعرعوا في هذا الوسط كاألكواخ والعمارات السكنية المعروفة‪.‬‬

‫ـ الوسط االقتصادي‪ :‬له تأثير كبير أيضا من حيث ان الحالة االقتصادية السيئة أو المجاعة أو حتى الرفاهية‬
‫االقتصادية أو االقتصاد االستهالكي تولد جميعهما البطالة وازدياد المتطلبات والخلل في توزيع الثروة‪،‬‬
‫وهذه كلها تعتبر من عوامل االنحراف الرئيسية‪.‬‬

‫‪ -‬الوسط العقابي‪ :‬ال ننسى ان ندع مكانا لما نستطيع ان نسميه بالوسط العقابي بمعنى ان المؤسسات العقابية‬
‫او المؤسسات االجتماعية األخرى ذات الطبيعة التأديبية تساهم أيضا‪ -‬وهذه مقارنة – في بروز الظاهرة‬
‫االجرامية ألنها تجعل الفرد في الغالب على هامش الحياة االجتماعية وهذا يولد لديه بدون شك‪ ،‬نوعا من‬
‫التحريض على العود أو على االجرام‪ ،‬فاالهمال وتهميش الفرد الذي ارتكب جريمة في الماضي يدفعه الى‬
‫السقوط وهو ال بد ان يجر االخرين معه اال اذا احتواه المجتمع وضمه اليه وكفل له حياة كريمة مطمئنة‪.‬‬

You might also like