Professional Documents
Culture Documents
المتغيرات المرتبطة بالجريمة
المتغيرات المرتبطة بالجريمة
ـ من الناحية القانونية :هي كل فعل يجرمه المشرع وينص عليه القانون ،ويمثل قاعدة جزائية تطبق على
الخارجين عنها.
ـ من الناحية الدينية :هي محذورات شرعية نهى هللا عنها بحد او تعزيز.
ـ من الناحية النفسية :الجريمة هي فعل غريزي يهدف الشباع الغريزة ،وصادف هذا اإلشباع شذوذ
انهارت معه الغرائز السامية والخشية من القانون.
ـ التعريف التكاملي :حاول التعريف التكاملي ان يوفق بين التعريفين (القانوني واالجتماعي) ،فعرف
الجريمة بانها كل فعل له بعد مادي خرج بوعي عن القواعد القانونية الجنائية المعمول بها في المجتمع،
وبهذا الخروج يكون مساس بأمن وسالمة واستقرار المجتمع.
2ـ أركان الجريمة :هناك ثالثة أركان أساسية للجريمة هي كما يلي:
• ان يصدر العمل والسلوك االجرامي من انسان تحققت لديه المسؤولية األخالقية بانه كان مدركا
ومريدا ،وهو ما يعرف بالركن المعنوي ،ويعبر عنه في صورة الجريمة العمدية ،التى يتعمد فيها
المجرم الى ارتكاب الجريمة.
• ان يكون هناك عمل خارجي سواء كان فعال ام عمال إيجابيا ان كان امتناعا اي عمال سلبيا ،وهذا
هو ما يعبر عنه بالركن المادي.
• ان يقرر القانون عقوبة لهذا العمل ،وهو ما يعرف بالركن الشرعي ،ان تحقق هذه األركان الثالثة
في شخص من األشخاص هو ما يسوغ وصفه بانه مجرم.
3ـ أنواع الجرائم :تختلف األفعال االجرامية التي ترتكب من مجتمع الى آخر ،وتقسم الجرائم حسب
خطورتها (جسامتها) الى ثالثة أنواع ،وذلك وفق العقوبة المقررة لكل نوع منها ،وهذا التقسيم ليس ثابتا
دائما ،ولكنه يختلف باختالف الزمان والمكان ،وهي كما يلي:
• المخالفات :وهي ابسط أنواع الجرائم ،وقد تصل العقوبة في جرائم المخالفات الى الغرامات المالية
البسيطة.
• الجنح :ال تختلف الجنايات عن الجنح من حيث خطورة الفعل على الرغم من ان الرأي الشائع
ينظر الى الجنح على انه اخف وطأة من الجنايات
• الجنايات :وهي أشد وأخطر أنواع الجرائم ،وقد تصل العقوبة في هذا النوع من الجرائم الى حد
اإلعدام.
• جرائم إيجابية :والجريمة اإليجابية هي كل فعل اجرامي مخالف للقانون ،مثل القتل ،والمخدرات
واالغتصاب والسرقة .......الخ
• جرائم سلبية :هي االمتناع عن القيام بعمل يفرضه القانون ،كاالمتناع عن التبليغ عن بعض
الجرائم ،أو االمتناع عن دفع نفقة حكم بها على الشخص.
وتقسم الجرائم من حيث موضوع الجريمة أو وفق موضوع ضررها الى ما يأتي:
-الجنس :يالحظ ان جرائم الرجال تزيد كثيرا عن جرائم النساء في جميع العصور والحضارات رغم
محاولة البعض التشكيك في صحة األرقام التى تؤكد هذه الحقيقة .علماء االجرام يقرون بهذه الحقيقة بدون
ان يستطيعوا تفسيرها تفسيرا مقبوال من كل وجه .وال يستبعد من كل األحوال ،ان تكون المرأة من حيث
الت ركيب العضوي والنفسي اقل استعدادا الرتكاب الجرائم من الرجل عادة وبخاصة تلك التى تعتمد على
العنف حيث ان قوتها الجسدية -كما يقولون تعادل نصف قوة الرجل .ثم ان وظيفة االمومة اكسبت المرأة
خصاال نفسية خاصة من شانها ان تحد من ميلها الى االجرام كالحنان والعطف والبذل وااليثار.
فنجد المرأة غالبا ما ترتكب جرائم مثل الشهادة الكاذبة والسب واالتهامات الكاذبة للتهرب من واقع معين
فهذا النوع من الجرائم هي جرائم نسوية محضة النها سهلة التنفيذ
-السن :نالحظ من خالل الدراسات الكثيرة الى أجريت بخصوص تأثير السن على الجريمة ،انه ليس
هناك سن معينة الرتكاب جرائم ،احداث ،مراهقون ،بالغون ،شيوخ ،كلهم قد يرتكبون جرائم.
الغريب في االمر انه حتى في عمر البراءة والطفولة قد يستيقظ الحيوان اإلنساني ويدفعه الى ارتكاب
الجريمة .ولكن يجب ان نقول ان جرائم االحداث هي في الغالب بدون غد ،فالطفل الذي ارتكب جرما
ج نائيا في سن الطفولة ال يعود الى ارتكاب جريمته بعد سن البلوغ .مهما كان من امر فان هناك عوامل
ذاتية داخلية أو شخصية وأخرى خارجية من شانها ان تدفع الحدث الى االنحراف.
-االنحرافات المرضية :قد ينجم االنحراف عن حاالت من الضعف العقلي ،أو إصابات عضوية دماغية
تحول دون ادراك الواقع بصفته الصحيحة ،هذا ما أكدته دراسات ميدانية على نزالء المؤسسات العقابية،
بحيث برهنت على ان معظم هؤالء لديهم ذكاء متوسط الى منخفض ،او ضعف عقلي بسيط مما يجعل
ردود أفعالهم تتصف بالنزوية والعشوائية وعدم القدرة على تقدير عواقب األمور وانعدام االستفادة من
التجارب والخبرات السابقة.
اما عن اإلصابات العضوية الدماغية كالتلف المخي ،قد تكون السبب في الجنوح نظرا لتأثيرها المباشر
على السلوك الظاهر من خالل عدم القدرة على التحكم في الحركات واالنفعاالت ،فاالضطراب الكيميائي
في الدماغ يضمر وظائفه العليا ويجعل سلوك الشخص غير متكيف وتلقائي.
-األمراض النفسية :ان االضطرابات العصابية لها تأثير على دينامية الشخصية ،اذ تلعب دور القوى
المحددة للسلوك الجانح والمعززة لالنحراف المختلفة الخطورة والمدة والشدة ،فيظهر السلوك الجانح فجأة
أو تدريجيا كحل للصراع العصابي وعلى هذا األساس تم تقسيم االنحراف الناجم عن االضطرابات
العصابية الى:
ـ انحراف فجائي :والذي يكون فيه الصراع النفسي متخفي وكامن ،ويواصل الحدث تكفيه االجتماعي
(االسرة والمدرسة) مع استمرار المعاناة الداخلية ،ولكن تعرضه الى مواقف ضاغطة مفاجئة ذات عالقة
رمزية بالمازم األساسي تؤدي الى استجابات غير تكيفية ذات طابع عدواني تثير غرابة محيطه.
ـ االنحراف التدريجي المزمن :هو انحراف يظهر في سن مبكرة ويتطور تدريجيا ،فبوادر عدم التكيف
االجتماعي تظهر في سن التمدرس من خالل الفشل الدراسي والهروب من المدرسة ،وتفكك العالقات
األسرية ،التشرد ،التعلق برفقاء السوء واالندماج في عصابات منحرفة ،ليتطور هذا السلوك الى حد االجرام
المحترف.
ـ اإلدمان :ان إدمان المخدرات يهيئ الشخص الرتكاب الجرائم ،كما يضعه في مناخ اسري وبيئي
مضطرب يساعد على ذلك ،من حيث معاشرة مجموعة من رفاق السوء .فالمخدرات تؤثر في العقل والفهم
واالدراك ،وتؤدي الى فقدان قدرة الشخص على الضبط والتحكم والسيطرة على سلوكه ،وتوجيهه الى
الطريق السوي والصالح .فتعاطي المخدرات يؤدي الى حدوث تغيرات فسيولوجية وعقلية ونفسية وعصبية
في الشخص ،حيث يفقد قدرته العقلية (غياب العقل) ،ويعجز عن القيام بوظائفه بصورة سليمة ،والمخدرات
تحرك دوافع الشخص الغريزية ،وتضعف من قدرته على التحكم والضبط في تصرفاته وكبحها ،ومع ذلك
فان المخدرات في المجتمعات اإلسالمية يشكل جريمة يعاقب عليها القانون ،فضال عن جلبها او تصنيعها
او زراعتها أو ترويجها او تصنيعها.
-األسرة :يؤكد ايوجين ( )1996بان هنالك عامل يلعب دورا كبيرا في جنوح األطفال فهي االسرة ،فجنوح
األحداث يكون اكثر احتمالية للحدوث عند األطفال من اسر وبيوت مفككة ومتصدعة فوجود التوتر ضمن
االسرة ،واالبوة واألمومة غير المرضية ،وعدم التمسك والثبات واإلحباط االجتماعي في االسرة يؤدي
الى االنحراف والتوجه نحو الجريمة.
وعلى ضوء أهمية موقع االسرة ووظائفها االجتماعية ودورها الحيوي في تنشئة الفرد ،فإننا نستطيع ان
اآلثار المترتبة على التحليل الذي يصيب بناء االسرة ووظائفها في مجال الضبط االجتماعي وانعكاساتها
الخطيرة على مستقبل الفرد واستقراره النفسي واالجتماعي ويظهر بوادر االنحالل الوظيفي من مصدرين
أولهما التفكك االسري وثانيهما عدم انجاز االسرة لوظائفها األساسية.
-المدرسة والتعليم :ان المهام والواجبات التى تضطلع بها المدرسة يمكن ان تجعل منها مؤسسة وقائية
تحمى خاللها االطفال والشباب ومن ضمنها المدرسة التى يتطلب منها تنفيذ مهمتها التربوية والتعليمية
على اكمل وجه ،وتتمثل الوظيفة األساسية للتعليم في توصيل المعارف والمهارات وتساهم في تدعيم
االتجاهات والقيم المرغوبة .والنظام التعليمي الذي يواجه الماضي حيث ينقل التراث الثقافي الى الطالب
ويواجه المستقبل عندما يقوم بتطوير الخبرات والمهارات والسلوك االجتماعي القويم والهدف االسمى
وضع الفرد في وضع يتسم بالثقة والضبط العقالني الذاتي.
وان المدرسة تلعب دورا حيويا وتؤدي عمال نبيال في المحافظة على بناء المجتمع واستقراره وهي احد
االنساق االجتماعية الهامة الى تقوم بنقل المعايير والقيم وليست فقط لتزويد الفرد بالعلم والمعرفة بل تمارس
دورا كبيرا في تنشئة األطفال وتعد بيئة آمنة للوقاية من االنحراف من خالل العديد من النشاطات التى
تمارسها تجاه األطفال كاإلشراف والمراقبة وتعزيز السلوكات الجيدة وتأكيد القوانين والقواعد والتعليمات
للمحافظة على السلوكيات السوية.
-الصحية السيئة ورفاق السوء :ان من األسباب الهامة التى تدفع الفرد الى ارتكاب األفعال السلوكية
اإلجرامية اختالطه وتجاوبه وتفاعله مع رفاق السوء السيما رفاق المنطقة السكنية ورفاق المدرسة األشرار
المنحرفين فالفرد يتأثر بسرعة كبيرة بأصدقائه ورفاقه اكثر من تأثره بولديه ومدرسته ،وتمارس جماعة
الرفاق دورا هاما في التنشئة االجتماعية الن االفراد يحاولون االلتزام بتوقعات جماعة الرفاق .اما الصحبة
السيئة ورفاق السوء فانه يدفعون الفرد نحو االنحراف والجريمة .وتعمل الفرقة السيئة على تعريف الشباب
بالعادات السيئة كاإلدمان على الخمر وتعاطي المخدرات والمقامرة والرهان وغيرها من األمور السيئة
التى تجلبها رفقة السوء.
وان الكثير من الشباب يرتكبون الجرائم تحت ضغط وظروف معينة أو نتيجة لشعورهم بحاجة معينة
تدفعهم الى ارتكاب الجريمة ومن هؤالء المجرم بالمخالطة الذي يقع ضحية الرفقة السيئة التى تدفعه الى
التقليد في ارتكاب أنماط سلوكية إجرامية.
ـ بيئة العمل :هي المجتمع الذي ينتقل اليه الفرد لمزاولة مهنة او وظيفة وقد يتكيف الفرد مع هذا الوسط
أو يواجه اخفاقا أو فشال في التكيف وهذا يترتب عليه تأثير إيجابي أو سلبي على نفسية الفرد وعقليته
االجتماعية ،وهناك عوامل مختلفة قد تدفع الفرد الى ممارسة األعمال غير المناسبة نتيجة ضغط الحاجة
االقتصادية لألسرة .ان سلوكيات االفراد وبالذات الشباب منهم تتأثر إيجابيا أو سلبيا تبعا لسلوكيات
أصدقائهم في العمل ويفرض عليهم الصلة بأفراد ال خيار لهم في انتقائهم وخاصة اذا كانت أعمالهم تفرض
االحتكاك والتعرف بأنماط كثيرة من الناس كالعمل في األماكن العامة والمقاهي وتجارة األرصفة والباعة
المتجولون والحانات والمالهي الليلية وبالتالي االندفاع نحو السلوك المنحرف وارتكاب الجريمة ومنها
تعاطي المخدرات وغيرها.
-الوسط الطبيعي :يلعب أيضا دورا مهما في الظاهرة اإلجرامية حيث لوحظ ان جرائم المدن تختلف كثيرا
عن جرائم األرياف كما وكيفا ،فقد ثبت ان جرائم المدن تفوق تلك المرتكبة في الريف عددا ،وهذا االختالف
العددي ناتج عن ظروف المعيشة وبخاصة في ضواحي المدن حيث يكثر السكن غير الالئق والفقر والتشرد
والبؤس مما يكون لدى الطفل شعورا بالظلم يدفعه الن يسلك سلوكا مغايرا ،فقد ثبت ان %90من األطفال
الجانحين قد ولدوا وترعرعوا في هذا الوسط كاألكواخ والعمارات السكنية المعروفة.
ـ الوسط االقتصادي :له تأثير كبير أيضا من حيث ان الحالة االقتصادية السيئة أو المجاعة أو حتى الرفاهية
االقتصادية أو االقتصاد االستهالكي تولد جميعهما البطالة وازدياد المتطلبات والخلل في توزيع الثروة،
وهذه كلها تعتبر من عوامل االنحراف الرئيسية.
-الوسط العقابي :ال ننسى ان ندع مكانا لما نستطيع ان نسميه بالوسط العقابي بمعنى ان المؤسسات العقابية
او المؤسسات االجتماعية األخرى ذات الطبيعة التأديبية تساهم أيضا -وهذه مقارنة – في بروز الظاهرة
االجرامية ألنها تجعل الفرد في الغالب على هامش الحياة االجتماعية وهذا يولد لديه بدون شك ،نوعا من
التحريض على العود أو على االجرام ،فاالهمال وتهميش الفرد الذي ارتكب جريمة في الماضي يدفعه الى
السقوط وهو ال بد ان يجر االخرين معه اال اذا احتواه المجتمع وضمه اليه وكفل له حياة كريمة مطمئنة.