You are on page 1of 3

‫من هو عزيز مصر الذي ُو ِر د ذكره في القرآن الكريم؟‪ ،‬سؤال يطرحه العديد‬

‫من األش((خاص‪ ،‬كم((ا أن البعض يظن بأن((ه ه((و فرع((ون‪ ،‬إال أن ه((ذا األم((ر‬
‫خاطئ تمامًا‪ ،‬وذلك ألن سيدنا موسى عليه الس((الم س((بق فرع((ون بالعدي((د من‬
‫األزمنة‪ ،‬ولكن من هو عزيز مصر‪ ،‬وما هي قص(ته م(ع س(يدنا يوس(ف علي(ه‬
‫السالم‪ ،‬هذا ما سنتعرف عليه من خالل مقال اليوم على موسوعة‪ ،‬فتابعونا‪.‬‬
‫من هو عزيز مصر؟‬
‫ُيق((ال إن((ه مل((ك من مل((وك مص((ر‪ ،‬أو واح((د من ه((ؤالء ال((ذين تقل((دوا منص((ب‬ ‫‪‬‬

‫الوزير األول قديمًا‪ ،‬عندما جاء إليها سيدنا يوسف عليه السالم‪.‬‬
‫أما عن اسمه فهو يوتيفار‪ ،‬أو قوطيفار‪ ،‬وزوجته ُتدعى ُز ليخة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تولى عزيز مصر منص(به في عه(د أمنح(وتب الث(الث‪ ،‬وواص(ل مس(يرته في‬ ‫‪‬‬

‫عهد أمنحوتب الرابع‪ ،‬وكان يتصف بشدة إخالصه‪ ،‬وحبه الشديد للعمل‪.‬‬
‫أما فيما ُيقال عن أن عزيز مصر هو سيدنا يوسف عليه الس((الم‪ ،‬فه((ذا األم((ر‬ ‫‪‬‬

‫صحيح تمامًا‪ ،‬حيث أنه في عهد أمنحوتب الرابع توفى يوتيفار‪.‬‬


‫وسرعان ما تقلد سيدنا يوسف هذا المنصب‪ ،‬فنال لقب((ه‪ ،‬وج((اء ذل((ك في قول((ه‬ ‫‪‬‬

‫تعالى في سورة يوسف ” َقاُلوا َيا َأُّيَها اْلَع ِز يُز ِإَّن َلُه َأًبا َش ْيًخ ا َك ِبيًرا َفُخ ْذ َأَح َد َنا‬
‫َم َك اَنُهۖ ِإَّنا َنَر اَك ِم َن اْلُم ْح ِس ِنيَن ”‪.‬‬
‫حيث كان أخوة يوسف يتحدثون إليه قبل أن يعلم(وا أن(ه أخ(وهم ال((ذي ترك(وه‬ ‫‪‬‬

‫في الصحراء وهو صغير‪.‬‬


‫قصة عزيز مصر مع نبي هللا يوسف‬
‫تحدث الق(رآن الك(ريم عن قص(ة س(يدنا يوس(ف م(ع عزي(ز مص(ر‪ ،‬وفي ه(ذه‬ ‫‪‬‬

‫القصة أخبرنا هللا تعالى‪ ،‬بأن((ه ه((و من اش((ترى يوس((ف‪ ،‬بع((دما ح((اول أخوت((ه‬
‫التخلص منه‪ ،‬وتركوه في الصحراء‪.‬‬
‫وجاء ذلك في قوله عز وجل “َو َقاَل اَّلِذ ي اْش َتَر اُه ِم ن ِّم ْص َر اِل ْمَر َأِت ِه َأْك ِرِم ي‬ ‫‪‬‬

‫َم ْثَو اُه َع َس ٰى َأن َينَفَع َنا َأْو َنَّتِخ َذ ُه َو َلًد اۚ َو َك َٰذ ِلَك َم َّكَّنا ِلُيوُسَف ِفي اَأْلْر ِض َو ِلُنَع ِّلَم ُه‬
‫ِم ن َتْأِو يِل اَأْلَح اِد يِثۚ َو ُهَّللا َغ اِلٌب َع َلٰى َأْم ِرِه َو َٰل ِكَّن َأْك َثَر الَّناِس اَل َيْع َلُم وَن ”‪.‬‬
‫فنشأ يوسف الصديق في منزله‪ ،‬وأصبح شاب يتصف بالش((جاعة‪ ،‬وعلى ق((در‬ ‫‪‬‬

‫كبير من الحكمة وحسن الخلق‪.‬‬


‫ُز ليخة ُتراود يوسف عن نفسه‬
‫فبدأت زوجة العزي((ز تتعل((ق ب((ه‪ ،‬وأحبت((ه حب(ًا جم(ًا ح((تى راودت((ه عن نفس((ه‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫وح((اولت أن تس((تقطب أقدام((ه إلى معص((ية هللا والعي((اذ باهلل من ذل((ك‪ .‬فق((ال‬
‫المولى سبحانه “َو َر اَو َد ْتُه اَّلِتي ُهَو ِفي َبْيِتَها َع ن َّنْفِس ِه َو َغ َّلَقِت اَأْلْبَو اَب َو َق اَلْت‬
‫َهْيَت َلَك ۚ َقاَل َم َع اَذ ِهَّللاۖ ِإَّنُه َر ِّبي َأْح َس َن َم ْث َو اَي ۖ ِإَّن ُه اَل ُيْفِلُح الَّظ اِلُم وَن ‪َ ،‬و َلَق ْد‬
‫َٰذ‬
‫َهَّم ْت ِب ِهۖ َو َهَّم ِبَه ا َل ْو اَل َأن َّر َأٰى ُبْر َه اَن َر ِّب ِهۚ َك ِلَك ِلَنْص ِر َف َع ْن ُه الُّس وَء‬
‫َو اْلَفْح َش اَء ۚ ِإَّنُه ِم ْن ِع َباِد َنا اْلُم ْخ َلِص يَن ”‪.‬‬
‫ولكن يوسف‪ ،‬كان لديه من العلم والحكمة م((ا يعص((مه عن الخطيئ((ة‪ ،‬ويمنع((ه‬ ‫‪‬‬

‫عن فعل ذلك‪ ،‬فخرج نحو الباب‪ ،‬واصطدم بوجود عزيز مصر أمامه‪ .‬وج((اء‬
‫هذا الموقف في القرآن الكريم‪ ،‬فقال عنه الحق سبحانه ” َو اْسَتَبَقا اْلَباَب َو َقَّد ْت‬
‫َقِم يَص ُه ِم ن ُد ُبٍر َو َأْلَفَيا َس ِّيَدَها َلَد ى اْلَباِبۚ َقاَلْت َم ا َج َز اُء َم ْن َأَر اَد ِبَأْهِل َك ُس وًء ا‬
‫ِإاَّل َأن ُيْس َج َن َأْو َع َذ اٌب َأِليٌم ”‪.‬‬
‫وعلى الرغم من إنك((ار ُز ليخ((ة لم((ا فعلت بيوس((ف‪ ،‬إال أن((ه س((رعان م((ا ت((بين‬ ‫‪‬‬

‫الح((ق‪ ،‬وعرف((وا أنه((ا خائن((ة‪ ،‬وذل((ك ألنهم رأوا قميص يوس((ف‪ ،‬مم((زق من‬
‫الخلف‪ ،‬وهذا ما ُيفسر أن ُز ليخ((ة منعت((ه من الخ((روج من غرفته((ا‪ .‬وعن ه((ذا‬
‫قال هللا عز وجل “َفَلَّم ا َر َأٰى َقِم يَص ُه ُقَّد ِم ن ُد ُبٍر َقاَل ِإَّنُه ِم ن َك ْيِد ُك َّن ۖ ِإَّن َك ْي َد ُك َّن‬
‫َع ِظ يٌم ”‪.‬‬
‫امرأة العزيز تتوعد ليوسف بالسجن‬
‫وبعدها لم تهدأ امرأة العزيز‪ ،‬بل أنها بمجرد ما سمعت نساء المدينة يتحدثون‬ ‫‪‬‬

‫عنه((ا بالس((وء‪ ،‬أحض((رتهن إلى منزله((ا‪ ،‬ومنحت ك((ل واح((دة منهن س((كينًا‪،‬‬
‫وأمرت سيدنا يوسف ليخرج عليهم‪ ،‬فلما برز تعجب((وا من ش((دة جمال((ه‪ ،‬ح((تى‬
‫كادت السكين تقطع أيديهم‪ ،‬وجاء هذا في قوله تعالى “َفَلَّم ا َس ِمَع ْت ِبَم ْك ِرِهَّن‬
‫َأْر َس َلْت ِإَلْيِهَّن َو َأْع َتَد ْت َلُهَّن ُم َّتَك ًأ َو آَتْت ُك َّل َو اِح َد ٍة ِّم ْنُهَّن ِس ِّك يًنا َو َق اَلِت اْخ ُرْج‬
‫َع َلْيِهَّن ۖ َفَلَّم ا َر َأْيَنُه َأْك َبْر َنُه َو َقَّطْع َن َأْيِدَيُهَّن َو ُقْلَن َح اَش ِهَّلِل َم ا َٰه َذ ا َبَش ًرا ِإْن َٰه َذ ا‬
‫ِإاَّل َم َلٌك َك ِر يٌم ”‪.‬‬
‫وتوعدت ُز ليخة ليوسف الصديق‪ ،‬إن لم يفعل له(ا م(ا ُتري(د فس(يكون مص(يره‬ ‫‪‬‬

‫السجن‪ ،‬فما كان جواب يوسف إال أن((ه ق((ال “َق اَل َر ِّب الِّس ْج ُن َأَح ُّب ِإَلَّي ِمَّم ا‬
‫َيْدُع وَنِني ِإَلْيِهۖ َو ِإاَّل َتْص ِر ْف َع ِّني َك ْيَد ُهَّن َأْص ُب ِإَلْيِهَّن َو َأُك ن ِّم َن اْلَج اِهِليَن ”‪.‬‬
‫وبالفعل سرعان ما زجت بيوسف عليه الس((الم في الس((جن‪ ،‬ح((تى خ((رج من((ه‬ ‫‪‬‬

‫بعد عشرة أعوام ليكون عزيز مصر‪.‬‬


‫وفاة عزيز مصر‬
‫أصاب يوتيفار أو قوطيفار الحزن الشديد‪ ،‬وذلك بعدما اكتشف خيانة زوجته‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫وتسبب في إدخال يوسف البريء إلى السجن‪.‬‬


‫وس((رعان م((ا ت((دهورت حالت((ه الص((حية‪ ،‬وت((وفى‪ ،‬فخلف((ه يوس((ف بع((د عش((ر‬ ‫‪‬‬

‫سنوات قضاها في سجنه‪ ،‬وأصبح عزيز مصر‪.‬‬


‫وذلك بع((دما س((اعد في تفس((ير رؤي((ا المل((ك‪ ،‬وتوق((ع م((رور مص((ر بف((ترة من‬ ‫‪‬‬

‫الجفاف والقحط‪ ،‬فسرعان ما نظر الملك في أمره‪ ،‬وعلم بأمر براءت((ه‪ ،‬فعين((ه‬
‫في منصب عزيز مصر‪.‬‬
‫أخبرنا هللا عز وجل بالعديد من القصص‪ ،‬والروايات ألمم س((ابقة‪ ،‬وال((تي من‬
‫خالله((ا نس((تطيع التفرق((ة بين الح((ق والباط((ل‪ ،‬وك((ذلك نتعلم منه((ا أن الحكم((ة‬
‫والصبر‪ ،‬وتقوى هللا تعالى هم أساس النجاة‪.‬‬

You might also like