You are on page 1of 55

‫معهد املعارف الشرعي‬

‫مدينة باغيو ‪ -‬الفلبني‬

‫الكتاب املقرر يف مادة ‪/‬‬

‫الفقــه‬

‫املستوى الثاني‬

‫‪......................................................................‬‬ ‫االسم‪/‬‬

‫دار ابن مسعود للطباعة والنشر‬

‫مدينة باغيو ‪ -‬الفلبني‬


‫‪ 4114‬هـ ‪1448 -‬م‬
‫‪2‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الطهارة‬
‫‪ o‬تعريفها وأنواعها ‪ :‬الطهارة في اللغة ‪ :‬النظافة والنزاهة عن األقذار‪.‬‬
‫وفي الشرع تنقسم إلى قسمين ‪:‬‬
‫‪ -1‬الطهارة من احلدث وهي نوعان ‪ -1 :‬الطهارة من الحدث األصغر ‪ ،‬ومعنى ذلك ‪ :‬أن من تغوط‬
‫أو تبول أو أخرج ريحا فقد أحدث حدثا أصغر‪ ،‬والطهارة تكون بالوضوء‪.‬‬
‫‪ -2‬الطهارة من الحدث األكبر ‪ ،‬وتكون باالغتسال‪.‬‬
‫ب‪ -‬الطهارة من النجاسة ‪ :‬وذلك مثل البول إذا وقع على الثوب ‪ ،‬والطهارة منها بإزالة جرمها – إن‬
‫كان لها جرم – وغسل محلها‪.‬‬
‫‪ o‬اإلسالم يدعو إىل الطهارة ‪ :‬اإلسال دين الطهارة والنظافة ‪ ،‬ويظهر ذلك في أمور كثيرة من أهمها‬
‫ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬جعل الشرع الطهارة شرطا لصحة الصالة‪.‬‬
‫‪ -2‬حث الشرع على اإلغتسال ‪ ،‬وخاصة يوم الجمعة ‪.‬‬
‫‪ -3‬حث الشرع على السوال ونظافة الفم‪.‬‬
‫‪ -4‬حث الشرع على إزالة الشعر الذي يسبب الروائح الكريهة واألوساخ كشعر اإلبط‪.‬‬
‫‪ -5‬نهي الشرع عن تلويث الطرق وأماكن اجتماع الناس وجلوسهم بالنجاسات‪.‬‬
‫ين َوُي ِحب ا ْل ُمتَ َ‬
‫طهِّ ِر َ‬
‫ين‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -6‬محبة اهلل للمتطهرين ؛ كما قال تعالى ‪  :‬إِ َّن اهللَ ُيحب التََّّوابِ َ‬

‫أنواع الطهارة‬
‫الطهارة من النجاسة‬ ‫الطهارة من الحدث‬
‫الطهارة من الحدث األكبر‪.‬‬ ‫الطهارة من الحدث األصغر‬
‫املياه‬
‫‪ o‬أقسام املياه ‪ :‬المياه قسمان هما ‪:‬‬
‫أوال ‪:‬املاء الطهور ‪ :‬تعريفه ‪ :‬هو الماء الباقي على صفته التي ُخلق عليها ‪.‬‬
‫أمثلته ‪ :‬ماءالبحار ‪،‬واألنهار ‪ ،‬واألمطار ‪ ،‬واآلبار ‪ ،‬والعيون ‪ ،‬والمياه التي نستخدمها اآلن مأخوذة من‬
‫هذه المصادر‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫في نفسه مطهر لغيره ‪ ،‬قال تعالى ‪َ  :‬وأ َْن َزْلَنا ِم َن‬ ‫‪ o‬حكمه ‪ :‬يشرع استعماله في الطهارة ؛ ألنه طاهر‬
‫طهِّ َرُك ْم بِ ِه ‪ .‬وقال ‪ ‬في البحر ‪" :‬‬ ‫اء لِ ُي َ‬ ‫الس ِ‬
‫َّماء َم ً‬
‫َ‬ ‫ور ‪ ‬وقال ‪َ  :‬وُيَنِّز ُل َعلَ ْي ُك ْم ِم َن‬‫طهُ ًا‬
‫اء َ‬ ‫الس ِ‬
‫َّماء َم ً‬
‫َ‬
‫هو الطهور ماؤه الحل ميتته " ‪.‬‬
‫تغير الماء الطهور ‪ :‬الماء الطهور قد يأتيه شيء يغير بعض صفاته ؛ كاللون ‪ ،‬أو الريح ‪ ،‬أو الطعم ‪،‬‬
‫وهو هنا قسمان ‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن يتغير بشيء يسير ال يؤثر عليه مثل ‪ :‬أن يتغير بالتراب ‪ ،‬أو بالصابون ‪ ،‬أو بالصدأ كما‬
‫يحدث في مياه السخانات أحيانا ؛ فهو في جميع هذه األمثلة ماء طهور‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن يتغير بشي ء يؤثر عليه ‪ ،‬ويغلب على الماء بحيث ال يسمى ماء ‪ ،‬ولذلك أمثلة منها‪ :‬أن‬
‫يتحول إلى شاي ‪ ،‬أو مرق ‪ ،‬أو حبر ‪ ،‬أو عصير ‪ ،‬أو غير ذلك ؛ فهو في هذه الصور خرج عن كونه‬
‫ماء إلى شيء آخر ‪ ،‬ولهذا ال يصح استعماله في الوضوء أو االغتسال‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬املاء النجس‪ :‬هو الماء الذي تغي ر لونه أو طعمه أو ريحه بنجاسة ‪ ،‬سواء أكان الماء قليال أم كان‬
‫كثي ار‪.‬‬
‫ب‪ -‬ماء وقع فيه دم‬ ‫أمثلته‪ :‬للماء النجس أمثلة كثيرة منها ‪ :‬أ‪ -‬مياه المجاري والبيارات‪.‬‬
‫مسفوح فتغير لونه‪ .‬جـ‪ -‬ماء سقطت فيه دجاجة أو نحوها فماتت فتغيرت رائحته‪.‬‬
‫حكمه ‪ :‬ال يجوز استعمال الماء النجس في الطهارة ‪،‬وال في غيرها الشرب ‪ ،‬أو مع الطعام أو غير‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ o‬من أحكام املياه ‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا كان عن الشخص ماء طهور ‪ ،‬ثم حصل لهذا الماء تغير ال يدري سببه فشك هل هذا الماء ال‬
‫يزل طهو ار أم أنه صار نجسا‪ ،‬فحكم هذا الماء أنه باق على أصله وهو الطهورية‪.‬‬
‫‪ -2‬يحرم استعمال األدوات المصنوعة من الذهب والفضة في الطهارة كاألواني وصنابير المياه‪.‬‬

‫النجاسة وأنواعها‬
‫‪ o‬تعريفها ‪ :‬النجاسة لغة ‪ :‬ضد الطهارة والنظافة‪.‬‬
‫وشرعا‪ :‬شيء مستقذر شرعا ‪ ،‬يمنع من صحة الصالة والطواف‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ o‬أقسامها‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬أن يكون الشيء نجسا بذاته ‪ ،‬ويسمى هذا القسم ‪ ( :‬النجاسة الذاتية) أو( النجاسة العينية)‪ .‬أمثلته‬
‫‪ :‬البول ‪ ،‬والغائط ‪ ،‬والكلب ‪ ،‬والخنزير ‪ ،‬والدم المسفوح ‪ ،‬والميتة وجلدها‪.‬‬
‫حكمه ‪ :‬هذه األشياء ال يمكن تطهيرها ؛ ألن ذاتها نجسة ؛ إال جلد الميتة كما سيأتي –إن شاء اهلل‬
‫تعالى ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أن يكون الشيء طاه ار ‪ ،‬ثم تقع عليه نجاسة ‪ ،‬ويسمى هذا القسم ‪ ( :‬النجاسة الحكمية)‪.‬أمثلتها ‪:‬‬
‫الثوب إذا أصابه البول ‪ ،‬والنعل إذا داس بها الغائط ‪ ،‬والماء إذا وقعت فيه حمامة ميتة فغيرت‬
‫رائحته‪.‬‬
‫حكمه ‪ :‬هذه األشياء يمكن تطهيرها ؛ ألن ذاتها طاهرة ‪ ،‬والنجاسة طارئة عليها ‪.‬‬
‫‪ o‬درجاتالنجاسة ‪ ،‬وكيفية تطهريها‬
‫أوال‪ :‬النجاسة املغلظة ؛ مثل ‪ :‬نجاسة ما ولغ فيه الكلب ‪ ،‬وكيفية تطهيرها ‪ :‬أن تغسل سبع مرات‬
‫أوالهن بالتراب ‪،‬ودليل ذلك ‪ :‬حديث أبي هريرة ‪ ‬أن النبي ‪ ‬قال‪ " :‬طهور إناء أحدكم إذا ولغ‬
‫فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أوالهن بالتراب " ‪ .‬ومعنى ولغ ‪ :‬شرب ‪ ،‬أو أدخل لسانه في الماء‬
‫ونحوه وحركه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬النجاسة املخففة ‪ :‬مثل ‪ :‬بول الصبي الرضيع إذا أصاب الثوب ونحوه ‪ ،‬وكيفية تطهيرها ‪ :‬أن‬
‫يرش عليها الماء حتى يغمرها ‪ ،‬وال يحتاج إلى فرك أو عصر ‪ ،‬ودليل ذلك ‪ " :‬أن النبي ‪ ‬أُتي‬
‫بصبي صغير لم يأكل الطعام ‪ ،‬فبال على ثوبه ‪ ،‬فدعا بماء فنضحه على ثوبه ‪ ،‬ولم يغسله"‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬النجاسة املتوسطة‪ :‬مثل ‪ :‬بول اآلدمي وغائطه ‪ ،‬وغالب النجاسات من هذا النوع‪ .‬وكيفية تطهيره‬
‫جرم أزاله قبل ذلك‪.‬‬
‫النجاسة ‪ :‬أن يغسلها أو يكاثرها بالماء حتى تزول ‪ ،‬وان كان لها ُ‬
‫واذا زالت النجاسة بأي شيء وذهب أثرها ‪،‬جاز ذلك ‪ ،‬وكذا لو ازلت بغير قصد كما لو سقط الثوب‬
‫مطر ‪ ،‬فزالت نجاسته‪.‬‬
‫النجس في الماء ‪ ،‬أو نزل عليه ٌ‬
‫‪ o‬ومن صور ذلك ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬تطهري األرض املتنجسة ‪ :‬إذا وقعت النجاسة على األرض ‪ ،‬فإن كان لها جرم كالغائط مثال فإنه‬
‫يزال أوال ‪ ،‬ثم يصب على موضعه ماء حتى ال يبقى للنجاسة أثر‪ .‬ولو أزيل التراب الذي وقعت‬
‫عليه النجاسة ‪ ،‬أو ُدفن بتراب طاهر فال بأس‪ .‬وان كان بوال مثال فإنه يصب على الموضع ماء‬
‫‪5‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫حتى ال يبقى للنجاسة أثر‪ .‬ويدل عليه حديث األعرابي الذي بال في المسجد فدعا النبي ‪ ‬بماء‬
‫وأمر بصبه عليه‪.‬‬
‫‪ -2‬تطهري املاء املتنجس ‪ :‬يطهر الماء النجس إذا تمت تنقيته من النجاسة بحيث ال يبقى لها أثر في‬
‫الماء ‪ ،‬ال في لون ‪ ،‬وال في طعم ‪ ،‬وال في رائحة ‪ ،‬ويتم ذلك بوسائل منها‪ :‬إضافة ماء كثير إليه‬
‫حتى يزول أثر النجاسة ‪ ،‬أو بتصفيته بوسائل التنقية الحديثة‪.‬‬
‫‪ -3‬تطهير الثوب المتنجس ‪ :‬يغسل بالماء ‪ ،‬ويفرك ويعصر حتى تزول النجاسة‪.‬‬
‫‪ -4‬تطهير الفرش ‪ :‬تغسل بالماء أو بالمنظفات الحديثة وتفرك حتى تزول النجاسة‪.‬‬
‫‪ o‬كيفية تطهري جلد امليتة ‪ :‬جلد الحيوان الميت نجس ‪ ،‬ولكنه يطهر بالدباغ إذا كان الحيوان‬
‫طاه ار أثناء الحياة ‪ ،‬مثل ‪ :‬الحيوان المأكول والقط‪.‬‬
‫‪ o‬خفاء موضع النجاسة‪ :‬إذا علم الشخص بوقوع نجاسة في شيء ‪ ،‬لكنه نسي ‪ ،‬أو لم يستطع تحديد‬
‫مكان النجاسة فإنه في هذه الحالة يلزمه أن يغسل ما يتيقن بغسله زوال النجاسة ‪ ،‬ولذلك صور ‪،‬‬
‫منها ‪:‬‬
‫كمه نجاسة ‪ ،‬ولكنه ال يدري موضعها تماما ‪ ،‬فإنه في هذه الحالة يغسل‬
‫أ‪ -‬إذا علم أنه قد وقع على ّ‬
‫كمه كله ‪ ،‬ألنه بذلك يحصل له يقين بغسل النجاسة‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا وقعت النجاسة على مفرش صغير أو سجادة وال يعرف موضعها تماما ‪ ،‬فإن علم الجهة التي‬
‫هي فيها كأسفل السجادة أو أعالها غسل ذلك ‪،‬واال غسلها كلها‪.‬‬
‫‪ o‬األصل في األشياء الطهارة ‪ :‬األصل في األشياء الطاهرة كاألرض والمالبس والمفروشات ونحوها‬
‫أنها باقية على طهارتها ‪ ،‬فال ينبغي للمسلم أن يكون متشككا أو موسوسا في طهارتها ‪،‬حتى لو‬
‫داستها األقدام ‪ ،‬ومشى عليها الصغار ‪ ،‬ما لم تُعلم نجاستها ‪ ،‬وال يشرع السؤال عنها ألنا لم نؤمر‬
‫به‪.‬‬
‫‪ o‬بول الحيوان المأكول وروثه ‪ :‬بول الحيوان مأكول اللحم وروثه طاهر ‪ ،‬مثل ‪ :‬الغنم ‪ ،‬واإلبل ‪،‬‬
‫والبقر ‪ ،‬والحمام ‪ ،‬واألرانب وغيرها ‪ ،‬ومما يدل على ذلك أن النبي ‪ ‬سئل ‪ :‬أصلي في مرابض‬
‫الغنم ؟ قا ل ‪ " :‬نعم " ومعلوم أن في مرابض الغنم أبعارها ‪ ،‬فلما جازت الصالة عليها دل ذلك‬
‫على طهارتها ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أحكام قضاء احلاجة ‪:‬‬


‫من كمال شريعة اهلل أنها شاملة ألمور الدنيا واآلخرة ‪ ،‬ومبينة لكل ما يحتاجه المرء‪ ،‬وكل ما هو‬
‫رضا اهلل تعالى ‪ ،‬فمن كمالها ومحاسنها هذه األحكام المشروعة في قضاء الحاجة ‪ ،‬ونحن نفصلها فيما‬
‫يلي‪.‬‬
‫‪ o‬أوال ‪ :‬ما يستحب‪.‬‬
‫‪ -1‬االبتعاد عن الناس عند قضاء الحاجة في الصحراء‪.‬‬
‫‪ -2‬تقديم الرجل اليسرى عند دخول الحمام ن واليمنى عند الخروج منه‪.‬‬
‫‪ -3‬غسل اليد بالصابون عند االنتهاء‪.‬‬
‫‪ -4‬لبس حذاء عند الدخول إلى الحمام‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يقول عند الدخول ‪ " :‬باسم اهلل " ‪ :‬اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث " ‪.‬‬
‫‪ -6‬أن يقول عند الخروج ‪ " :‬غفرانك " ‪.‬‬
‫‪ o‬ثانيا‪ :‬ما يكره ‪.‬‬
‫‪ -1‬الكالم حال قضاء الحاجة ‪ ،‬أو مخاطبة اآلخرين إال لحاجة‪.‬‬
‫‪ -2‬الدخول بشيء فيه ذكر اهلل تعالى ‪ ،‬إال أن يخاف عليه السرقة ونحوها‪.‬‬
‫‪ -3‬البول في الشقوق والجحور ‪ ،‬فإنه ربما كان فيها دو ٌّ‬
‫اب فتضره‪.‬‬
‫‪ -4‬مس الفرج باليد اليمنى ‪ ،‬أو االستنجاء أو االستجمار بها ‪ ،‬قال ‪ " : ‬ال ُيمس َك َّن أحدكم ذكره بيمينه‬
‫وهو يبول ‪ ،‬وال يتمسح من الخالء بيمينه " ‪.‬‬
‫‪ o‬ثالثا ‪ :‬ما حيرم ‪.‬‬
‫‪ -1‬استقبال القبلة أو استدبارها حال قضاء الحاجة في الصحراء ‪ ،‬واألفضل ترك ذلك حتى في البنيان‪.‬‬
‫قال ‪ " : ‬إذا أتيتم الغائط فال يستقبلوا القبلة وال تستدبروها ببول وال غائط ‪ ،‬ولكن شرقوا أو غربوا "‬
‫‪.‬‬
‫‪ -2‬قضاء الحاجة في طرق الناس ‪ ،‬وظلِّهم ‪ ،‬وأماكن اجتماعهم وجلوسهم ‪ ،‬والحدائق العامة ‪ ،‬واألسواق‬
‫‪ ،‬وبرك الماء ‪ ،‬ونحو ذلك‪ .‬قال ‪ " : ‬اتقوا اللعَّانين " قالوا ‪ :‬وما اللعَّانان يا رسول اهلل ؟ قال ‪" :‬‬
‫الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم "‪.‬‬
‫‪ -3‬الدخول بالمصحف إلى الحمام لما فيه من اإلهانة لكتاب اهلل تعالى‪.‬‬
‫‪ o‬رابعا ‪ :‬ما جيب ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -1‬ستر العورة عن الناس أثناء قضاء الحاجة‪.‬‬


‫‪ -2‬التنزه عن إصابة النجاسة لثوبه أو بدنه ‪ ،‬فإن أصابه شيء غسله ‪ :‬قال ‪ ": ‬تنزهوا من البول فإن‬
‫عامة عذاب القبر منه " ‪.‬‬
‫‪ -3‬االستنجاء أو االستجمار ‪ ،‬ويتعلق بذلك أحكام نذكرها فيما يلي إن شاء اهلل تعالى‪.‬‬
‫االستنجاء واالستجمار‪.‬‬
‫‪ o‬تعريفهما ‪ :‬االستنجاء شرعا ‪ :‬إزالة أثر الخارج من السبيلين بالماء الطهور‪.‬‬
‫واالستجمار شرعا ‪ :‬إزالة أثر الخارج من السبيلين بالحجارة ونحوها ‪.‬‬
‫‪ ‬شروط ما يستجمر به ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون طاه ار ‪ ،‬فال يصح االستجمار بشيء نجس ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون مباحا ‪ ،‬فال يصح االستجمار بمحرم كالمسروق والمغصوب‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون منظِّفا للمحل ‪ ،‬فال يصح االستجمار بماال ينظف جيدا‪.‬‬
‫‪ -4‬أن ال يكون عظما وال روثا‪.‬‬
‫‪ -5‬أن ال يكون شيئا ُمحتَرما كالطعام ‪ ،‬أو ورق ُكتب فيه شيء محترم ‪.‬‬
‫قال سلمان الفارسي ‪ " : ‬لقد نهانا رسول اهلل ‪ ‬أن نستقبل القبلة لغائط أو بول ‪ ،‬أو أن نستنجي‬
‫باليمين ‪ ،‬أو أن نستنجي َّ‬
‫بأقل من ثالثة أحجار ‪ ،‬أو أن نستنجي برجيع أو بعظم "‪.‬‬
‫ومن أمثلة مايجوز االستجمار به ‪ :‬الحجارة الطاهرة ‪ ،‬والمناديل ‪ ،‬والورق النظيف ‪ ،‬والحرق ‪ ،‬ونحو‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ o‬حكم االكتفاء باالستجمار ‪:‬‬
‫االستنجاء أفضل من االستجمار ؛ ألنه أكمل تنظيفا ‪ ،‬والجمع بينهما حسن ‪ ،‬ويجوز االكتفاء‬
‫باالستجمار وحده بشرطين هما‪:‬‬
‫‪ -1‬أن ال يتعدى البول أو الغائط الموضع المعتاد لخروجه ‪ ،‬فلو انتشر البول أو الغائط وتعدى موضع‬
‫الخروج المعتاد فال بد عندها من استعمال الماء‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون االستجمار بثالث مسحات فصاعدا حتى يحصل تنظيف القبل أو الدبر من أثر النجاسة‪.‬‬
‫‪ o‬توجيهات ‪:‬‬
‫‪ -1‬ينبغي لمن أراد دخول الحمام أن يطرق الباب ليعلم هل يوجد به أحد أم ال‪.‬‬
‫‪ -2‬على المسلم المحافظة على دورات المياه العامة في المساجد أو األسواق أو غيرها‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الوضوء‬
‫‪ o‬تعريفه ‪ :‬من الوضاءة وهي الحسن والنظافة ‪.‬‬
‫وشرعا ‪ :‬استعمال الماء في أعضاء مخصوصة بنية التطهر‪.‬‬
‫‪ o‬حكمه ‪:‬‬
‫أشياء هي ‪ :‬الصالة ‪ ،‬والطواف ‪ ،‬ومس المصحف‪ .‬قال تعالى ‪َ ﴿ :‬يا أَيهَا‬ ‫أ‪ -‬يجب الوضوء لثالثة‬
‫ق وامسحوا بِرء ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّال ِة فَ ْ ِ‬ ‫َِّ‬
‫وس ُك ْم َوأ َْر ُجَل ُك ْم‬ ‫وه ُك ْم َوأ َْيدَي ُك ْم إِلَى ا ْل َم َراف ِ َ ْ َ ُ ُ ُ‬
‫اغسلُوا ُو ُج َ‬ ‫إِلَى الص َ‬
‫آم ُنوا إِ َذا قُ ْمتُ ْم‬
‫ين َ‬
‫الذ َ‬
‫إِلَى ا ْل َك ْعَب ْي ِن ﴾ ‪ .‬وقال ‪ ": ‬ال يقبل اهلل صالة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ"‬
‫ب‪ -‬يستحب الوضوء على الدوام ‪ ،‬لقوله ‪ " : ‬وال يحافظ على الوضوء إال مؤمن " ‪ .‬ويتأكد ذلك في‬
‫أحوال منها‪ -1 :‬عند ذكر اهلل تعالى وقراءة القرآن ‪ -2 .‬عند الدعاء‪ -3 .‬عند النوم‪.‬‬
‫‪ o‬فضائل الوضوء‪ :‬للوضوء فضائل كثيرة منها‪:‬‬
‫ين َوُي ِحب ا ْل ُمتَ َ‬
‫طهِّ ِر َ‬
‫ين ﴾‪.‬‬ ‫َّ ِ‬
‫‪ -1‬محبة اهلل للمتطهرين ‪ ،‬قال تعالى ‪ ﴿:‬إِ َّن اللهَ ُيحب التََّّوابِ َ‬
‫غر محجلين قال ‪ ": ‬إن أمتي يدعون يوم‬ ‫‪ -2‬أنه عالمة ألمة محمد‪ ، ‬حيث يأتون يوم القيامة ًّا‬
‫غر محجلين من آثار الوضوء" ‪.‬‬
‫القيامة ًّا‬
‫‪ -3‬فيه تكفير للذنوب والخطايا ‪ ،‬قال ‪ ": ‬من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده ‪ ،‬حتى‬
‫تخرج من تحت أظفاره " ‪.‬‬
‫‪ -4‬فيه رفع للدرجات ‪ ،‬قال ‪ ": ‬أال أدلكم على ما يمحو اهلل به الخطايا ‪ ،‬ويرفع به الدرجات ؟ قالوا ‪:‬‬
‫بلى يارسول اهلل ‪ ،‬قال‪ " :‬إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد‪ ،‬وانتظار الصالة‬
‫بعد الصالة ‪. " ...‬‬
‫‪ -5‬أهل الجنة ُيحلون يوم القيامة باألساور على مواضع الوضوء‪ ،‬قال ‪ " : ‬تبلغ الحلية من المؤمن‬
‫حيث يبلغ الوضوء" ‪.‬‬
‫‪ o‬صفة الوضوء ‪:‬‬
‫‪ -1‬يستحضر المسلم بقلبه نية الوضوء ‪ ،‬ويقول ‪ :‬باسم اهلل‪.‬‬
‫‪ -2‬ثم يغسل كفيه ثالث مرات‪.‬‬
‫‪ -3‬ثم يتمضمض ‪ ،‬ويستنشق بغرفة واحدة ‪ ،‬ويستنثر‪ ،‬يفعل ذلك ثالث مرات‪.‬‬
‫‪ -4‬ثم يغسل وجهه من منابت شعر الرأس إلى ما انحدر من اللحيين طوال ‪،‬ومن األذن إلى األذن‬
‫عرضا ‪ ،‬يفعل ذلك ثالث مرات‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -5‬ثم يغسل يده اليمنى من أطراف األصابع إلى المرفق ثالث مرات ‪ ،‬ثم اليسرى كذلك‪.‬‬
‫‪ -6‬ثم يبلِّل يديه بالماء ‪ ،‬ويمسح بهما رأسه يبدأ من مقدمه حتى يصل إلى قفاه ‪ ،‬ثم يعيدها إلى مقدمه‬
‫مرة أخرى ‪ ،‬يم يمسح وسط أذنيه بسبابتيه ‪ ،‬وظاهرهما بإبهاميه ‪ ،‬يفعل ذلك مرة واحدة ‪.‬‬
‫‪ -7‬ثم يغسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثالث مرات ‪ ،‬ثم اليسرى كذلك‪.‬‬
‫‪ o‬شروط الوضوء‪ :‬للوضوء شروط ال يصح إال بها منها‪:‬‬
‫‪ -1‬النية ‪ ،‬ومحلها القلب ‪ ،‬فلو فعل الشخص ما يفعله المتوضئ ولم يكن قصده الوضوء إنما قصد‬
‫التبرد أو التنظف ‪ ،‬فإن هذا ال ُي ْج ِزُئه‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون الماء طهو ار ‪ ،‬فال تصح الطهارة بماء نجس‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون الماء مباحا ‪ ،‬فال تصح الطهارة بماء مسروق أو مصغوب من صاحبه‪.‬‬
‫‪ -4‬إزالة ما يمنع وصول الماء إلى البشرة ‪ ،‬كالصمغ ‪ ،‬والصيغ ونحوهما ‪.‬‬
‫‪ -5‬إذا كان المرء قد قضى حاجته قبل الوضوء ‪ ،‬فال بد أن يستنجي أو يستجمر قبل البداءة بالوضوء‪.‬‬
‫‪ o‬فروض الوضوء ‪:‬‬
‫‪ -1‬غسل الوجه ‪ ،‬ومنه المضمضة واالستنشاق‪.‬‬
‫‪ -2‬غسل اليدين مع المرفقين‪.‬‬
‫‪ -3‬مسح الرأس كله ‪ ،‬ومنه األذنان‪.‬‬
‫‪ -4‬غسل الرجلين مع الكعبين ‪.‬‬
‫‪ -5‬الترتيب بين األغضاء المذكورة ‪.‬‬
‫‪ -6‬المواالة في غسل األغضاء‪ ،‬فال يؤخر غسل عضو حتى يجف الذي قبله‪.‬‬
‫‪ o‬واجب الوضوء ‪:‬‬
‫للوضوء واجب واحد هو ‪ :‬التسمية ‪ ،‬و تسقط التسمية إذا نسيها وال شيء عليه ‪ ،‬لكن ينبغي االهتمام‬
‫بها‪ .‬وصفتها ‪ :‬أن يقول ‪ ( :‬باسم اهلل ) عند ابتداء الوضوء‪.‬‬
‫‪ o‬سنن الوضوء ‪ :‬للوضوء سنن كثرية منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬غسل الكفين ثالثا عند ابتداء الوضوء‪.‬‬
‫‪ -2‬التسوك ‪ ،‬ومحله عند المضمضة ‪ ،‬قال ‪ " : ‬لوال أن أشق على أمتي ألمرتهم بالسواك عند كل‬
‫وضوء"‪.‬‬
‫‪ -3‬غسل األعضاء ثالثا ثالثا ‪ ،‬إال الرأس فال يزاد على مسحه على مرة واحدة‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -4‬تخليل اللحية الكثيفة ‪ ،‬أما غير الكثيفة فيجب غسل ما تحتها‪.‬‬


‫‪ -5‬تخليل ما بين أصابع اليدين والرجلين ‪.‬‬
‫‪ -6‬تقديم غسل اليد اليمنى على اليسرى ‪ ،‬والرجل اليمنى على اليسرى‪.‬‬
‫‪ o‬نواقض الوضوء ‪:‬‬
‫‪ -1‬كل خارج من السبيلين ( القبل والدبر ) مثل ‪ :‬البول والغائط والريح ‪.‬‬
‫‪ -2‬البول والغائط إذا خرجا من غير السبيلين ‪ ،‬كمن أُجريت له عملية جراحية في المسالك البولية‬
‫وفتح له فتحة يخرج منها البول‪.‬‬
‫‪ -3‬النوم وما شابهه؛ كاإلغماء ‪ ،‬والتخدير الكامل ‪ ،‬إال يسير النوم فال ينقض‪.‬‬
‫‪ -4‬أكل لحم اإلبل ‪ ،‬وال يدخل في ذلك لبنها ‪ ،‬أو المرق الذي طبخ في اللحم ‪.‬‬
‫‪ -5‬مس الفرج باليد مباشرة من غير حائل‪.‬‬
‫‪ o‬توجيهات ‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا قام المسلم من نوم الليل وأراد أن يتوضأ من إناء فال يغترف منه بيديه حتى يغسلهما قبل ذلك‬
‫ثالث مرات ؛ لقول النبي ‪ " : ‬إذا استيقظ أحدكم من نومه فاليغمس يده في اإلناء حتى يغسلها‬
‫ثالثا فإنه ال يدري أين باتت يده "‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا توضأ المسلم وترك فرضا من فروض الوضوء لم يصح وضوؤه ‪ ،‬وعليه أن يعيده‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا انتهى المسلم من وضوئه ثم شك في نسيانه أحد الفروض ‪ ،‬فإنه ال يلتفت إلى هذا الشك إال إن‬
‫تيقن أنه تركه‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا نسي المسلم وصلى بغير وضوء فإنه يجب عليه إعادة الصالة بوضوء ‪ ،‬إذا ذكر ذلك ولو‬
‫طالت المدة‪.‬‬
‫‪ -5‬يجب أن يحرص المسلم عند الوضوء على إيصال الماء لجميع العضو الواجب غسله ‪ ،‬وينتبه‬
‫بالخصوص إلى ‪ :‬ما بين أصابع اليدين والرجلين ‪ ،‬وما بين اللحية واألذن ‪ ،‬وكذا المرفقين ‪،‬‬
‫والكعبين ‪ ،‬والعقبين‪.‬‬
‫‪ -6‬إذا كان المسلم متوضئا ثم شك هل حصل منه ما ينقض الوضوء أم ال؟ فهنا يبني على األصل‬
‫وهو الطهارة ويطرح الشك‪.‬‬
‫‪ -7‬إذا كان المسلم غير متوضئ ثم شك ‪ :‬هل توضأ أم ال ؟ فهنا يبقى على األصل وهو عدم الوضوء‬
‫ويطرح الشك ‪ ،‬فيلزمه هنا أن يتوضأ‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -8‬إذا توضأ المسلم فغسل أغضاء الوضوء مرة مرة أو مرتين مرتين ‪ ،‬أو بعضها مرة ‪ ،‬وبعضها‬
‫مرتين وبعضها ثالثا فوضوؤه صحيح ولكنه ترك األفضل‪.‬‬
‫‪ -9‬من توضأ مترك موضعا لم يصبه الماء في أي عضو من أعضاء الوضوء فإنه يجب عليه إعادة‬
‫الوضوء إن كانت أعضاؤه قد نشفت ‪ ،‬وان لم تكن قد نشفت غسل هذا العضو وما بعده‪.‬‬
‫السواك‬
‫‪ o‬تعريفه ‪ :‬استعمال عود ونحوه في تنظيف األسنان واللثة ‪ ،‬واللسان ‪ ،‬وأفضله عود األراك‪.‬‬
‫‪ o‬حكمه ‪ :‬سنة مؤكدة ‪ ،‬أمر به النبي‪ ‬وحث عليه ‪ ،‬وفي ذلك أحاديث كثيرة منها‪:‬‬
‫‪ -1‬قوله ‪ " : ‬لوال أن أشق على أمتي ألمرتهم بالسواك مع كل صالة " ‪.‬‬
‫‪ -2‬قوله ‪ " : ‬السواك مطهرة للفم مرضاه للرب " ‪.‬‬
‫‪ o‬احلكمة من مشروعيته ‪:‬‬
‫شرع رسول اهلل ‪ ‬ألمته السواك ‪ ،‬وأكثر عليهم من األمر به وذلك لما فيه من الحكم العظيمة‬
‫والفوائد الجليلة ‪ ،‬فمنها ‪:‬‬
‫‪ -1‬في السواك مرضاة للرب سبحانه ‪ ،‬لما فيه من اتباع شرعه ‪ ،‬وتطييب الفم عند الذكر والقراءة‪.‬‬
‫‪ -2‬فيه مسخطة للشيطان لما يترتب عليه من رضا الرحمن‪.‬‬
‫‪ -3‬فيه تطهير للفم ‪ ،‬وتطييب لرائحته ‪.‬‬
‫‪ -4‬فيه تنظيف لألسنان واللثة واللسان مما يعلق بها من بقايا الطعام‪.‬‬
‫‪ -5‬فيه وقاية لألسنان من التسوس والفساد‪.‬‬
‫‪ -6‬فيه وقاية للَّثة من األمراض ‪ ،‬وتقوية لها‪.‬‬
‫‪ o‬احلاالت اليت يتأكد فيها السواك أكثر من غريها‪:‬‬
‫‪ -1‬عند الوضوء ( كما تقدم )‪.‬‬
‫‪ -2‬عند القيام إلى الصالة ؛ للحديث السابق ‪.‬‬
‫‪ -3‬عند االنتباه من النوم ‪ ،‬قال حذيفة ‪ : ‬كان رسول اهلل ‪ ‬إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك‪.‬‬
‫‪ -4‬عند قراءة القرآن ‪.‬‬
‫‪ -5‬عند دخول المنزل ‪ :‬عن عائشة رضي اهلل عنها أن النبي ‪ ‬كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك ‪.‬‬
‫‪ -6‬عند تغير رائحة الفم ‪ ،‬وذلك له أسباب مثل ‪ :‬األكل ‪ ،‬وطول السكوت ‪ ،‬وغيرهما‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ o‬استخدام فرشاة األسنان واملطهرات احلديثة‪:‬‬


‫لما كان المقصود من مشروعية السواك تنظيف الفم وتطييبه ‪ ،‬فإن كل ما يحقق هذا المقصد له‬
‫حكم السواك‪.‬‬
‫وفرشاة األسنان والمعاجين الحديثة تساهم بقوة في تنظيف الفم وتطييبه ‪ ،‬ولذلك فإن لها حكم‬
‫السواك في المشروعية ‪ ،‬إال أنها ال تغني عنه ‪ ،‬خصوصا والسواك يمكن اصطحابه في كل حين‬
‫خاصة عند أداء الصالة بخالف غيرهز‬
‫واستخدام عود األراك أفضل من غيره لما فيه من مواد طبيعية منظفة ومطهرة ‪ ،‬وألنه أيسر تناوال‬
‫‪ ،‬وأقل كلفة ‪ ،‬وبه يكون اتباع السنة‪.‬‬
‫‪ o‬العمل عند فقد السواك ‪:‬‬
‫وان لم يجد اإلنسان السواك أو الفرشاة والمعاجين ؛ فإنه ينظف أسنانه بكل ما يحقق المقصود‬
‫أو بعضه ؛ كالمنديل ‪ ،‬أو بأصبعه مع الماء ‪ ،‬أو نحو ذلك‪.‬‬
‫‪ o‬توجيهات ‪:‬‬
‫‪ -1‬السواك مشروع للرجل والمرأة ‪ ،‬والصغير والكبير ‪ ،‬للصائم والمفطر‪.‬‬
‫‪ -2‬السنة يبدأ باالستياك من جانب فمه األيمن‪.‬‬
‫‪ -3‬ال يجوز للمسلم أن يلقي بالشعيرات الساقطة من السواك في المسجد‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا كبر اإلمام للصالة فال يجوز أن يتأخر المأموم عن التكبير ألجل أن يتسوك‪.‬‬
‫املسح على اخلفني واجلوربني‬
‫تعريف الخف والجورب‪:‬‬
‫الخف ‪ :‬ما يلبس على الرجل من الجلد‪.‬‬
‫الجورب ‪ :‬ما يلبس على الرجل من الصوف والقطن ونحوهما‪.‬‬
‫‪ o‬حكم املسح عليهما ‪:‬‬
‫يجوز المسح على الخفين والجوربين ‪ ،‬ويدل على جوازه أحاديث كثيرة جدا ‪ ،‬قال اإلمام أحمد –رحمه‬
‫اهلل ‪ : -‬ليس في قلبي من المسح على الخفين شيء فيه أربعون حديثا عن النبي ‪.‬‬
‫وعن المغيرة بن شعبة ‪ ‬قال ‪ :‬كنت مع النبي ‪ ‬في سفر فأهويت ألنزع خفيه فقال‪ " :‬دعهما ‪ ،‬فإني‬
‫أدخلتهما طاهرتين " فمسح عليهما‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ o‬حكمة التشريع ‪:‬‬


‫شرع اهلل تعالى المسح على الخفين بدال من غسلهما رفعا للحرج عن العباد ‪ ،‬وتخفيفا عنهم ‪ ،‬ودفعا‬
‫للمشقة التي ستحصل لو أُمروا بخلعها عند كل وضوء ‪ ،‬وبخاصة أيام الشتاء‪.‬‬
‫‪ o‬شروط املسح على اخلفني‪:‬‬
‫‪ -1‬لبسهما بعد كمال الطهارة ‪.‬‬
‫‪ -2‬سترهما للرجلين إلى الكعبين ‪ ،‬فال ُيمسح على ما دون الكعبين ‪ ،‬وال على الشفاف ‪ ،‬أو ما به‬
‫ويعفى عن الخروق اليسيرة‪.‬‬
‫خروق واسعة ‪ُ ،‬‬
‫‪ -3‬أن يكونا مصنوعين من شيء طاهر ‪ ،‬فال يصح المسح على خف مصنوع من جلد الخنزير مثال‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يكونا مباحين ‪ ،‬فال يصح المسح على المحرم كالمسروق ‪ ،‬أو المغصوب‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يكون المسح في أثناء المدة المحددة‪.‬‬
‫‪ -6‬أن يكون المسح في طهارة الحدث األصغر ( الوضوء ) فال يصح المسح في طهارة الحدث‬
‫األكبر( االغتسال)‪.‬‬
‫‪ o‬مدة املسح ‪ :‬مدة المسح يوم وليلة للمقيم ‪ ،‬وثالثة أيام بلياليها للمسافر‪.‬‬
‫ودليل ذلك قول على ‪ " : ‬جعل رسول اهلل ‪ ‬ثالثة أيام ولياليهن للمسافر‪ ،‬ويوما وليلة للمقيم‪.‬‬
‫‪ o‬بداية املدة ونهايتها‪:‬‬
‫تبدأ المدة من أول مسح بعد حدث ‪ ،‬فإذا لبس الجوربين على طهارة ‪ ،‬ثم أحدث ثم مسح فمن‬
‫هذا المسح يحسب المقيم يوما وليلة ( أربعا وعشرين ساعة)‪.‬‬
‫وصورة ذلك ‪ :‬توضأ رجل ‪ ،‬وغسل رجليه ‪ ،‬ثم لبس جوربيه فصلى الفجر ‪ ،‬وفي الساعة العاشرة‬
‫صباحا ‪ ،‬أحدث فانتقض وضوؤه ‪ ،‬فلما جاءت الساعة الحادية عشر صباحا توضأ ليصلي الضحى‬
‫ومسح على جوربيه ‪ ،‬فهنا يجوز له االستمرار في لبس الجوربين والمسح عليهما حتى الساعة الحادية‬
‫عشرة صباحا من اليوم الثاني‪.‬‬
‫‪ o‬كيفية املسح ‪:‬‬
‫يمسح أعلى الجورب من أصابع رجليه إلى ساقة بكلتا يديه وهما مبللتان بالماء ‪ ،‬مرة واحدة‪،‬‬
‫يمسح األيمن باليد اليمنى ‪ ،‬واأليسر باليد اليسرى‪.‬‬
‫وال يمسح أسفل الجورب ‪ ،‬وال عقبه ‪ ،‬قال علي ‪ " : ‬لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف‬
‫أولى بالمسح من أعاله ‪ ،‬وقد رأيت رسول اهلل ‪ ‬يمسح على ظاهر خفيه " ‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ o‬مبطالت املسح ‪:‬‬


‫‪ -1‬انقضاء مدة المسح ‪ ،‬فإذا انقضت المدة لم يجز له أن يمسح بعدها‪.‬‬
‫‪ -2‬خلع الجوربين أو أحدهما ‪ ،‬فإذا خلعهما أو أحدهما ثم لبسهما لم يجز المسح عليهما‪.‬‬
‫‪ -3‬حصول الحدث األكبر ( وهو الذي يوجب االغتسال)‪.‬‬
‫‪ o‬توجيهات ‪:‬‬
‫‪ -1‬ينبغي على البس الجورب إذا أحس بوجود رائحة كريهة فيه أن يبادر إلى خلعه وتنظيف رجليه‬
‫حتى ال يؤذي إخوانه المسلمين‪.‬‬
‫‪ -2‬من توضأ عن حدث ‪ ،‬ومسح على جوربيه بعد انتهاء المدة المحددة ‪ :‬فإن وضوءه ال يصح ‪ ،‬وان‬
‫كان قد صلى به صالة فعليه إعادتها بوضوء صحيح‪.‬‬

‫املسح على اجلبرية ‪ ،‬والعصابة ‪ ،‬واللصوق‪.‬‬


‫‪ o‬تعريفها ‪:‬‬
‫الجبيرة ‪ :‬ما يشد على الكسر من عيدان أو غيرها‪.‬‬
‫اللصوق ‪ :‬ما يلصق على الجرح ونحوه للتدواي ‪.‬‬
‫العصابة ‪ :‬ما يعصب به الجرح أو الرض أو الحرق أو غيرها من قماش ونحوه للتداوي‪.‬‬
‫‪ o‬حكمها وشرطه ‪:‬‬
‫هذه األشياء المذكورة يضعها المسلم حال حاجته إليها‪ ،‬فمادام محتاجا لبقائها فيجوز له في أثناء‬
‫الطهارة المسح عليها ‪ ،‬ومتى زالت حاجته فإنه يلزمه خلعها واالستغناء عنها وغسل العضو عند‬
‫الطهارة‪.‬‬
‫إال أنه في اللصوق والعصابة ونحوهما مما يسهل خلعه واعادته فإنه ُينظر ‪ :‬فإن تيسر خلعها‬
‫وغسل ما تحتها بدون ضرر أو تأخر ُبرء نزعها وغسل ما تحتها ثم أعادها ‪ ،‬وان لم يتيسر ذلك مسح‬
‫عليها عند غسل العضو التي هي عليه‪.‬‬
‫ويشترط لجواز المسح على هذه المذكورات أن ال تتجاوز موضع الحاجة ‪ ،‬وموضع الحاجة هنا‬
‫هو ‪ :‬ما يراد عالجه بها ‪ ،‬مع ما حوله مما يحتاج إليه لتثبيت هذه األشياء‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ o‬كيفية املسح عليها‪:‬‬


‫إذا وصل المتطهر إلى العضو الذي عليه أحد هذه األشياء فإنه يغسل ما حوله ‪ ،‬ويمسح عليه‬
‫من جميع جوانبه‪.‬‬
‫فإن كان جزء من هذا الحائل خارجا عن العضو الواجب تطهيره ‪ ،‬فإنه ال ُيحتاج إلى المسح‬
‫عليه‪ .‬مثال ذلك ‪ :‬إذا كان على رجله جبيرة جزء منها على الساق ‪ ،‬فإنه في الوضوء ال يحتاج إلى‬
‫مسح ما زاد عن حد الكعبين‪.‬‬
‫‪ o‬الفروق بني املسح على اجلبرية وحنوها واملسح على اخلفني ‪.‬‬
‫‪ -1‬المدة في المسح على الخفين محددة ‪ ،‬وفي الجبيرة تستمر حتى ُيستغنى عنها‪.‬‬
‫‪ -2‬يشترط في المسح على الخفين لبسهما على طهارة ‪ ،‬أما الجبيرة ونحوها فال يشترط لها ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬يكتفى بمسح أعلى الخف ‪ ،‬أما الجبيرة فتمسح جميعها ‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يمسح على الخف إال في الحدث األصغر‪ ،‬أم الجبيرة ونحوها فيمسح عليها في الحدث األصغر‬
‫واألكبر‪.‬‬
‫التيمم‬
‫‪ o‬تعريفه ‪ :‬لغة ‪ :‬القصد‪.‬‬
‫وشرعا‪ :‬مسح الوجه واليدين بالصعيد الطاهر بقصد الطهارة‪.‬‬
‫‪ o‬حكمه ‪ :‬يجب التيمم عند فقد الماء أو العجز عن استعماله لألشياء التي تجب لها الطهارة‬
‫كالصالة ‪ ،‬ويستحب التيمم في هاتين الحالتين لألشياء التي تستحب لها الطهارة كقراءة القرآن‪.‬‬
‫‪ o‬األدلة على مشروعية التيمم‪:‬‬
‫ام َس ُحوا بِ ُو ُجو ِه ُك ْم َوأ َْي ِدي ُك ْم ِم ْنهُ ﴾‪.‬‬
‫طيًِّبا فَ ْ‬ ‫ص ِع ً‬
‫يدا َ‬ ‫‪ -1‬قال اهلل تعالى‪َ ﴿:‬فلَ ْم تَ ِج ُدوا َم ً‬
‫اء فَتََي َّم ُموا َ‬
‫‪ -2‬قال ‪ " : ‬أُعطيت خمسا لم يعطها أحد قبلي ‪ ،‬نصرت بالرعب مسيرة شهر‪ ،‬وجعلت لي األرض‬
‫مسجدا وطهو ار ‪ ،‬فأيما رجل من أمتي أدركته الصالة فليصل‪. " ...‬‬
‫‪ -3‬وقد أجمع العلماء على مشروعية التيمم‪.‬‬
‫‪ o‬احلكمة من مشروعية التيمم‪.‬‬
‫‪ -1‬التيمم من خصائص أمة محمد ‪ ، ‬لم يكن موجودا في األمم السابقة ‪ ،‬شرعه اهلل تيسي ار علينا‬
‫ودفعا للمشقة عنا إذا لم نجد الماء أو لم يتيسر لنا استعماله‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -2‬دفع الضرر الذي قد يحصل باستعمال الماء في بعض الحاالت ؛ كالمرض ‪ ،‬أو شدة البرد ‪،‬‬
‫ونحو ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬دوام الصلة بالعبادة وعدم االنقطاع عنها بانقطاع الماء‪.‬‬
‫‪ o‬احلاالت اليت يشرع فيه التيمم‪.‬‬
‫‪ -1‬عند عدم وجود الماء ‪ ،‬وفي هذه الحالة يجب البحث عن الماء إن تيسر فيما حول اإلنسان من‬
‫مساكن ‪ ،‬أو محطات بنزين ونحو ذلك‪.‬‬

‫ودليل ذلك قوله تعالى ‪َ ﴿ :‬فلَ ْم تَ ِج ُدوا َم ً‬


‫اء فَتََي َّم ُموا ﴾ وال يقال لإلنسان ( لم يجد) حتى يبحث ‪.‬‬
‫‪ -2‬عند العجر عن استعمال الماء وان كان موجودا ‪ ،‬ولذلك أمثلة منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬المريض أو الكبير الذي ال يستطيع الحركة ‪ ،‬وليس عنده من يساعده على الوضوء‪.‬‬
‫ب‪ -‬رجل يسكن منطقة نائية ‪ ،‬وانقطع عنه التيار الكهربائي وليس عنده ما يستطيع به إخراج الماء من‬
‫خزان المياه‪.‬‬
‫‪ -3‬عند خوف الضرر باستعمال الماء ‪ ،‬ولذلك أمثلة منها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬المريض الذي لو استعمل الماء زاد مرضه‪.‬‬
‫ب‪ -‬شخص ضعيف البدن ‪ ،‬وفي شدة برد ‪ ،‬ويعلم أنه لو استعمل الماء في الطهارة أصابه المرض‬
‫وليس عنده ما يسخن به الماء‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان في مكان بعيد وليس معه إال ماء قليل يحتاجه في الشرب أو الطبخ ‪ ،‬وال يستطيع‬
‫إحضار غيره‪.‬‬
‫‪ o‬صفة التيمم ‪:‬‬
‫‪ -2‬ثم ينفخهما لتخفيف الغبار عنهما‪.‬‬ ‫‪-1‬أن يضرب التراب بيديه ضربة واحدة ‪.‬‬
‫‪-3‬ثم يمسح وجهه بهما مرة واحدة‪.‬‬
‫‪ -4‬ثم يمسح ظاهر كفيه ‪ ،‬يمسح ظاهر اليمنى بباطن اليسرى‪ ،‬ثو ظاهر اليسرى بباطن اليمنى‪.‬‬
‫وفي حديث عمار ‪ ‬في صفة التيمم أن النبي ‪ ‬ضرب بكفيه األرض ‪ ،‬ونفخ فيهما ثم مسح بهما‬
‫وجهه وكفيه‪.‬‬
‫‪ o‬شروط التيمم‪:‬‬
‫‪ -4‬إباحة التراب‪.‬‬ ‫‪ -2‬عدم القدرة على استعمال الماء‪ -3 .‬طهارة التراب‪.‬‬ ‫‪-1‬النية‪.‬‬
‫‪ o‬فروض التيمم‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -3‬الترتيب ‪ ،‬فيبدأ بمسح الوجه‬ ‫‪-1‬مسح الوجه‪ -2 .‬مسح اليدين إلى الكوعين ( مفصلي الكفين )‬
‫‪ -4‬المواالة فيمسح اليدين بعد مسح الوجه مباشرة‪.‬‬ ‫ثم الكفين ‪.‬‬
‫‪ o‬مبطالت التيمم ‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا ُوجد الماء ‪ ،‬أو قُد على استعماله بطل التيمم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا حصل أي ناقض من نواقض الوضوء المتقدمة بطل التيمم‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا حصل أي واحد من موجبات الغسل بطل التيمم‪.‬‬
‫‪ o‬حكم العاجز عن املاء والرتاب ‪:‬‬
‫يحصل لإلنسان أحيانا أن ال يستطيع الوضوء وال التيمم ‪ ،‬كالمريض العاجز الذي لم يجد من‬
‫يساعده في الوضوء أو ُيحضره له التراب ‪ ،‬أو شخص أغلق عليه في مكان لم يستطع الخروج منه ‪ ،‬أو‬
‫رجل به جروح وحروق ال يستطيع معها استعمال الماء وال التراب ونحو ذلك ‪ ،‬فهل يجوز لمسلم حصل‬
‫له مثل ذلك أن يترك الصالة محتجا بأنه ال يستطيع التطهر؟‬
‫والجواب ‪ :‬أن الصالة لما لها من المكانة واألهمية في الدين ‪ ،‬فإنه ال يجوز للمسلم تركها بأي‬
‫حال من األحوال ما دام عقله حاض ار ‪ ،‬فيجب عليه أن يصليها على الحالة التي هو عليها وان لم‬
‫استَطَ ْعتُ ْم ﴾‪.‬‬ ‫َّ‬
‫يستطع التطهر قال تعالى ‪ ﴿ :‬فَاتَّقُوا اللهَ َما ْ‬
‫‪ o‬توجيهات ‪:‬‬
‫‪ -1‬الصالة بالتيمم ‪-‬عند عدم القدرة على الماء‪ -‬أفضل من أن يصلي المرء بوضوء وهو حاقن‬
‫أو حاقب ( محتاج لقضاء الحاجة)‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يجوز لإلنسان إذا أحدث في أثناء الصالة أو تذكر أنه على غير وضوء أن يتيمم ويكمل‬
‫صالته ‪ ،‬بل يجب عليه أن يذهب ويتوضأ ثم يأتي ويبتدئ بالصالة‪.‬‬
‫‪ -3‬ال يجوز التيمم على الجدار أو السجاد ونحوهما إال أن يكون عليهما تراب أو غبار‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫األذان واإلقامة‬
‫‪ o‬تعريفهما ‪ :‬األذان شرعا ‪ :‬اإلعالم بدخول وقت الصالة بذكر مخصوص‪.‬‬
‫اإلقامة شرعا ‪ :‬اإلعالم بالقيام للصالة بذكر مخصوص‪.‬‬
‫‪ o‬حكمهما ‪:‬‬
‫أ‪ -‬األذان واإلقام ــة فرض ــا كفاي ــة عل ــى جماع ــة الرج ــال ف ــي الس ــفر والحض ــر إذا ل ــم يق ــم ب ــه غي ــرهم ف ــي‬
‫موضـ ــعهم ‪ ،‬وذلـ ــك للصـ ــلوات الخمـ ــس المفروضـ ــة فقـ ــط ‪ ،‬ويـ ــدل علـ ــى ذلـ ــك قـ ــول النبـ ــي ‪ [ : ‬إذا‬
‫حضرت الصالة فليؤذن لكم أحدكم ‪ ،‬وليؤمكم أكبركم ] ‪.‬‬
‫ب‪ -‬أما فـي حـق المنفـرد فهمـا سـنة ‪ ،‬ويـدل عليـه حـديث عقبـة بـن عـامر ‪ ‬قـال ‪ :‬سـمعت رسـول اهلل ‪‬‬
‫يقــول ‪ [ :‬يعجــب ربــك مــن ارعــي غــنم فــي رأس شــظية الجبــل ‪ ،‬يــؤذن بالصــالة ويصــلي ‪ ،‬فيقــول اهلل‬
‫عز وجل‪ :‬انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصالة يخاف مني‪ ،‬قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة]‪.‬‬
‫شــرع األذان فــي الســنة األولــى مــن الهجـرة ‪ ،‬وكــان ســبب ذلــك ‪ :‬أنــه‬ ‫‪ o‬متى شرع األذان وسببه ‪:‬‬
‫لما دعت الحاجة إلى وضع عالمـة يعـرف بهـا الجميـع دخـول وقـت الصـالة تشـاور المسـلمون فـي‬
‫ذلك ‪ ،‬فلما كان من الليل أُري عبد اهلل بن زيد ‪ ‬في المنام رجال يحمل ناقوسا ‪ ،‬فقـال لـه ‪ :‬أتبيـع‬
‫هذا الناقوس ؟ فقال الرجل ‪ :‬ماذا تعمل بـه ؟ قـال عبـد اهلل ‪ :‬نـدعوا بـه إلـى الصـالة ‪ .‬فقـال الرجـل‬
‫‪ :‬أال أدلــك علــى م ــا هــو خي ــر منــه ؟ ق ــال عبــد اهلل ‪ :‬بل ــى ‪ .‬فعلمــه األذان المع ــروف ‪ ،‬ثــم علم ــه‬
‫اإلقامة ‪ .‬قال عبد اهلل ‪ :‬فلما أصبحت أتيت رسول اهلل ‪ ‬فأخبرتـه بمـا أريـت ‪ ،‬فقـال ‪ [ :‬إنهـا رؤيـا‬
‫حق إن شاء اهلل فقم مع بالل فألق عليه ما رأيت فليؤذن به ؛ فإنه أندى صوتا منك ] ‪.‬‬
‫‪ o‬احلكمة من مشروعية األذان ‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلعالم بدخول أوقات الصلوات ؛ لتنبيه الغافل ‪ ،‬وتذكير الناسي ‪ ،‬وتعليم الجاهل‪.‬‬
‫‪ -2‬ليكون من شعائر اإلسالم الظاهرة ‪ ،‬فبه يتميز البلد المسلم عن غيره ‪.‬‬
‫‪ -3‬فيه تذكير متكرر لجميع الناس أال تشغلهم الدنيا ومتاعها الفاني عن تلبية أمر اهلل تعالى ‪.‬‬
‫‪ o‬فضل التأذين ‪ :‬ورد للتأذين فضائل كثيرة منها‪:‬‬
‫‪ -1‬يشهد للمؤذن عند اهلل عز وجل يوم القيامة كـل مـا يبلغـه صـوته ‪ ،‬قـال ‪ [ : ‬ال يسـمع مـدى صـوت‬
‫المؤذن جن وال إنس وال شيء إال شهد له يوم القيامة ] ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن النــاس لــو يعلمــون مــا فيــه مــن الفضــل لتســابقوا إليــه ‪ ،‬قــال ‪ [ ‬لــو يعلــم النــاس مــا فــي النــداء‬
‫والصف األول ثم لم يجدوا إال أن يستهموا عليه الستهموا عليه ‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ o‬شروط صحة األذان ‪:‬‬


‫‪ -2‬أن يكون مرتبا ‪.‬‬ ‫‪ -1‬أن يكون من مسلم ذكر عاقل ‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يكون بعد دخول وقت الصالة ‪.‬‬ ‫‪ -3‬أن يكون متواليا ‪.‬‬
‫‪ o‬سنن األذان ‪:‬‬
‫‪ -2‬أن يؤديه المؤذن على طهارة ‪.‬‬ ‫‪ -1‬استقبال القبلة حال التأذين‪.‬‬
‫‪ -3‬االلتفات في الحيعلتين يمينا وشماال‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يجعل المؤذن أصبعيه السبابتين في أذنيه حال التأذين ‪ ،‬ويرتله ويتأنى فيه ‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يكون المؤذن ذا صوت حسن قوي ‪.‬‬
‫‪ o‬ما يستحب ملن مسع األذان ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن ينصت عند سماع األذان ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يقول مثل مـا يقـول المـؤذن إال عنـد قولـه ‪ ( :‬حـي علـى الصـالة ‪ ،‬حـي علـى الفـالح ) فيقـول ‪ :‬ال‬
‫حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يصلي على النبي ‪ ‬بعد انتهاء األذان ‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يقـ ـول بعـ ــد األذان ‪ " :‬اللهـ ــم رب هـ ــذه الـ ــدعوة والتامـ ــة ‪ ،‬والصـ ــالة القائمـ ــة ‪ ،‬آت محمـ ــدا الوسـ ــيلة‬
‫والفضيلة ‪ ،‬وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته " ‪.‬‬
‫‪ o‬توجيهات ‪:‬‬
‫‪ -1‬عند جمع صالتين كالظهر والعصر فإنه يكتفى بأذان واحد ‪ ،‬ويقام لكل صالة‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا أقيمت الصالة ‪ ،‬ثم حصل أمر جعلنا نتأخر عن االبتـداء بهـا قلـيال فـال حاجـة إلعـادة اإلقامـة مـرة‬
‫أخرى ‪.‬‬
‫‪ -3‬على المؤذن أن يحذر من الغلط في ألفاظ األذان ومن ذلك ‪:‬‬
‫أ‪ -‬قول ‪ ( :‬آهلل آكبر ) باالستفهام ‪.‬‬
‫ب‪ -‬قول ‪ ( :‬اهلل أكبار ) بألف بعد الباء ‪.‬‬
‫ت‪ -‬قول ‪ ( :‬اهلل أكبر) بزيادة الواو ‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا أقيمت الصالة فال يجوز االبتداء بنافلة ‪ ،‬مهما كانت ‪ ،‬ومـن كـان قـد ابتـدأ بنافلـة فـإن لـم يبـق‬
‫منها إال قليال أكملها‪ ،‬واال قطعها– دون سالم – ودخل مع اإلمام في الفريضة ‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الصالة‬
‫‪ o‬تعريفها ‪ :‬لغة ‪ :‬الدعاء بخير‪.‬‬
‫وشرعا ‪ :‬التعبد هلل تعالى ‪ ،‬بأقوال وأفعال مخصوصة ‪ ،‬مفتتحة بالتكبير ‪ ،‬ومختتمة بالتسليم ‪.‬‬
‫‪ o‬مكانة الصالة ي اإلسالم ‪:‬‬
‫للصالة في اإلسالم منزلة رفيعة‪ ،‬ومكانة عالية ‪ ،‬يدل على ذلك أمور كثيرة‪ ،‬من أهمها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬الصالة أفضل األعمال وهي الركن الثاني من أركان اإلسالم ‪.‬‬
‫‪ -2‬الصالة عمود ٍ‬
‫اإلسالم ‪ ،‬فعليها – بعد التوحيد – يبنى اإلسالم ‪.‬‬
‫‪ -3‬الصالة فاصل بين المسلم والكافر ‪.‬‬
‫‪ -4‬الصالة فرضها اهلل تعالى ‪ ،‬في السماء ليلة المعراج بغير واسطة ‪.‬‬
‫‪ o‬فضل الصالة ‪ :‬للصالة فضل عظيم وردت فيه نصوص كثيرة ومن ذلك ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬الصالة نورة لصاحبها ‪ ،‬قال ‪ " : ‬والصالة نور " ‪.‬‬
‫ات ُيـ ْذ ِه ْب َن‬
‫النه ِار وُزلَفًا ِمن اللَّْي ِل إِ َّن ا ْلحسَن ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ط َرفَ ِي َّ َ َ‬ ‫‪ -2‬الصالة كفارة للخطايا ‪ ،‬قال تعالى ‪َ  :‬وأ َِقِم َّ‬
‫الصالَةَ َ‬
‫ات ‪ . ‬وقال ‪ [ : ‬أرأيتم لو أن نه ار بباب أحدكم يغتسل منه كـل يـوم خمـس مـرات ‪ ،‬هـل يبقـى‬ ‫السَّيَِّئ ِ‬
‫مــن درنــه شــيء ] قــالوا ‪ :‬ال يبقــى مــن درنــه شــيء ‪ ،‬قــال ‪ " :‬فــذلك مثــل الصــلوات الخمــس يمحــو بهــن‬
‫الخطايا " ‪.‬‬
‫‪ -3‬الصــالة ســبب لــدخول الجنــة ‪ ،‬فقــد قــال النبــي ‪ : ‬لربيعــة بــن كعــب ‪ ‬عنــه لمــا ســأله المرافقــة فــي‬
‫الجنة ‪ " :‬فأعني على نفسك بكثرة السجود " ‪.‬‬
‫‪ o‬حكمة مشروعية الصالة ‪:‬‬
‫لقد شرع اهلل تعالى لعباده الصالة لما فيها من الحكم والفوائد العظيمة فمن ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬في الصالة تحقيق للعبودية هلل تعالى ‪ ،‬لما فيها من امتثال أمره ‪ ،‬وأداء فريضته ‪.‬‬
‫‪ -2‬الصالة تجعل المسلم دائم الصلة باهلل تعالى ‪.‬‬
‫‪ -3‬الصالة تقوي اإليمان ‪.‬‬
‫‪ -4‬الصالة تنهى عن الفحشاء والمنكر ‪ ،‬وتبعد عن الرذائل ‪ ،‬وتدعو إلى الفضائل‪.‬‬
‫‪ o‬حكم الصالة ‪ :‬الصـلوات الخمـس واجبـة علـى كـل مسـلم بـالغ عاقـل ذكـر أو أنثـى ‪ ،‬وأمـا الصـغير‬
‫فيــؤمر بهــا ‪ ،‬إذا بلــغ ســبع ســنين تمرينــا لــه علــى هــذه العبــادة العظيمــة ‪ ،‬ويضــرب عليهــا إذا بلــغ عشــر‬
‫سنين ضربا غير موجع ‪ ،‬ولذلك أدلة كثيرة نذكر منها ما يلي ‪:‬‬
‫‪21‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الصالَةَ وآتُوا َّ‬


‫الزَكاةَ ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يموا َّ َ‬ ‫‪ -1‬قال تعالى ‪َ  :‬وأَق ُ‬
‫‪ -2‬قال ‪ [ : ‬بني اإلسالم على خمس شهادة أن ال إله إال اهلل ‪ ،‬واقام الصالة ‪] ...‬‬
‫‪ -3‬عن طلحـة بـن عبيـد اهلل ‪ ‬أن رجـال سـأل النبـي ‪ ‬عـن اإلسـالم فقـال ‪ " :‬خمـس صـلوات فـي اليـوم‬
‫والليلة " فقال ‪ :‬هل علي غيرها ؟ قال ‪ " :‬ال إال أن تطوع "‪.‬‬
‫‪ o‬حكممم تممارك الصممالة ‪ :‬مــن تــرك الصــالة متعمــدا تهاونــا منــه وكســال ‪ ،‬فإنــه يــدعى إلــى الصــالة ‪،‬‬
‫وتعــرض عليــه التوبــة ثالثــة أيــام ‪ ،‬فــإن تــاب وصــلى فهــو المطلــوب ‪ ،‬واال فــإن الواجــب قتلــه ألنــه‬
‫أصــبح عض ـوا فاســدا فــي هــذا المجتمــع ال يســتحق الحيــاة ‪ ،‬ويعتبــر بــذلك كــاف ار ‪ .‬قــال ‪[ : --‬‬
‫العهد الذي بيننا وبينهم الصالة فمن تركها فقد كفر ] ‪.‬‬
‫وقال أيضا ‪ [ :‬إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصالة ] ‪.‬‬
‫‪ o‬حكممم الممنك ينكممر وجمموب الصممالة ‪ :‬مــن قــال إن الصــالة ليســت واجبــة علينــا فإنــه ُيعلَّــم إن كــان‬
‫جاهال ‪ ،‬فإن استمر على إنكاره فهو كافر مكذب هلل تعالى ولرسوله ‪ ، ‬وإلجماع المسلمين ‪.‬‬
‫‪ o‬أثر الصالة ي حياة الفرد واجلماعة ‪ :‬للصـالة أثـر كبيـرة فـي حيـاة األمـة ‪ ،‬يمكـن أن نـذكر أهمـه‬
‫في النقاط التالية ‪:‬‬
‫الصالَ ِة ‪.‬‬ ‫استَ ِع ُينوا بِالص ْ‬
‫َّب ِر َو َّ‬ ‫‪ -1‬تقوية الروح والبدن على مواجهة األحداث ‪ ،‬قال تعالى‪َ  :‬و ْ‬
‫‪ -2‬فيهـا ارحـة للــنفس ‪ ،‬واطمئنـان للقلـب وقـرة للعـين ‪ ،‬قـال ‪ [ : ‬قــم يـا بـالل فأرحنــا بالصـالة ] ‪ .‬وقــال ‪:‬‬
‫[ وجعلت قرة عيني في الصالة ] ‪.‬‬
‫‪ -3‬فيها تعويد للنفس على الخضوع بين يدي اهلل ‪ ،‬والتذلل له ‪ ،‬واالفتقار إليه‪.‬‬
‫‪ -4‬تجنب صاحبها الوقوع في كثير من اآلثام والشرور ‪.‬‬
‫‪ o‬توجيهات ‪:‬‬
‫‪ -1‬مــن علــم مــن أخيــه أو صــديقه تهاونــا فــي أمــر الصــالة ‪ ،‬فإنــه يجــب عليــه أن ينصــحه ويــذكره بخطــورة‬
‫تركها ‪.‬‬
‫‪ -2‬يتهــاون بعــض النــاس فــي القيــام لصــالة الفجــر‪ ،‬وهــذا أمــر خطيــر يجــب التنبــه لــه ‪ ،‬واتخــاذ األســباب‬
‫المعينة على التخلص منه ‪ ،‬كترك السهر‪ ،‬واستعمال المنبه ونحو ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬بع ــض أص ــدقاء الس ــوء يهون ــون م ــن أم ــر الص ــالة ‪ ،‬وي ــدعون إل ــى تركه ــا ‪ ،‬فالواج ــب الح ــذر م ــنهم ‪،‬‬
‫واستبدالهم بخير منهم ‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫شروط الصالة ‪:‬‬


‫‪ o‬شروط الصالة تسعة ‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم ‪ -2 ،‬والعقل ‪ -3‬والتمييز‪ ،‬وهذه الثالثة تشترط للصالة كما تشترط لغيرها من العبادات‪.‬‬
‫‪ -4‬الشرط الرابع ‪ :‬الطهارة من الحدث األصغر بالوضوء ‪ ،‬ومن الحدث األكبر باالغتسـال قـال ‪ " :‬ال‬
‫يقبل اهلل صالة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ " ‪.‬‬
‫‪ -5‬الطهارة من النجاسة سواء أكانت في الثوب ‪ ،‬أم كانت في البدن ‪ ،‬أم كانت في المكان الـذي ُيصـلي‬
‫فيه‪ .‬قال تعالى‪َ ﴿ :‬وثَِي َاب َ‬
‫ك فَطَهِّ ْر ﴾‪.‬‬
‫‪ o‬بعض أحكام الطهارة من النجاسة‪.‬‬
‫‪ -1‬األرض كلهــا مســجد تصــح الصــالة فيهــا إال مــا ورد الــدليل بــالنهي عنــه ‪ ،‬قــال ‪ ": ‬وجعلــت لــي‬
‫األرض مسجدا وطهو ار ‪ ،‬فإيما رجل من أمتي أدركته الصالة فليصل"‪.‬‬
‫‪ -2‬ال تصح الصالة في المقبرة ‪ ،‬والحمام ‪ ،‬وأعطان اإلبل‪.‬‬
‫‪ -3‬من صلى وعليه نجاسة ال يدري عنها ‪ ،‬أو نسيها فصالته صحيحة‪.‬‬
‫‪ -4‬مــن علــم أن عليــه نجاســة أثنــاء الصــالة ‪ ،‬وجــب عليــه الــتخلص منهــا إن أمكــن ‪ ،‬كــأن تكــون علــى‬
‫غترته ‪ ،‬وان لم يتخلص منها بطلت صالته‪.‬‬
‫‪ -6‬دخوووا وقو و ‪ :‬للصــالة المفروضــة وقــت ال تســح قبلــه ‪ ،‬وال تصــح بعــده إال مــن عــذر ‪ ،‬فيجــب‬
‫علــى المســلم االعتنــاء بأوقــات الصــالة فــال يهملهــا حتــى يخــرج وقتهــا فــإن ذلــك مــن كبــائر الــذنوب‪.‬‬
‫ين ِكتَ ًابا َم ْوقُوتًا ﴾ أي مفروضا فـي أوقـات محـددة ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ت َعلَى ا ْل ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫قال تعالى ‪ ﴿ :‬إِ َّن الص َ‬
‫َّالةَ َك َان ْ‬
‫وأوقات الصالة هي ‪:‬‬
‫الظهر ‪ :‬من زوال الشمس إلى أن يصير ظل الشيء مثله بعد الظل الذي زالت عليه الشمس‪.‬‬
‫العصر ‪ :‬من انتهاء وقت الظهر إلى أن يكون ظل الشيء مثليه بعد الظل الذي زالت عليه الشمس‪.‬‬
‫المغرب ‪ :‬من غروب الشمس إلى مغيب الشفق األحمر‪.‬‬
‫العشاء‪ :‬من انتهاء وقت المغرب إلى نصف الليل‪.‬‬
‫الفجــر ‪ :‬مــن طلــوع الفجــر الثــاني ( وهــو ‪ :‬البيــاض المعتــرض فــي األفــق مــن جهــة المشــرق) إلــى طلــوع‬
‫الشمس ‪ ،‬واآلن يمكن معرفة أوقات الصالة بسهولة عن طريق التقويم‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ o‬من أحكام الوقت‪:‬‬


‫‪ -1‬من نسي صـالة فـرض حتـى خـرج وقتهـا ثـم ذكرهـا ‪ ،‬فليصـلها إذا ذكرهـا مباشـرة ‪ ،‬فـي أي وقـت ‪ ،‬وال‬
‫يجوز له تأخيرها‪.‬‬
‫‪ -2‬مــن نــام عــن صــالة فــرض حتــى خــرج وقتهــا فالواجــب عليــه أن يصــليها متــى اســتيقظ ‪ ،‬وال يجــوز لــه‬
‫التهاون في ذلك ‪ ،‬وال أن يؤخرها حتى يصليها في مثل وقتها من اليوم الثاني‪.‬‬
‫‪ -3‬يبـاح لمـن يشــرع لـه الجمــع أن يـؤخر الصــالة عـن وقتهـا إلــى وقـت الصــالة األخـرى التــي تجمـع معهــا‬
‫وذلك كالمسافر ‪ ،‬والمريض الذي يشق عليه أن يصلي كل صالة في وقتها‪.‬‬
‫‪ -7‬سرت العورة ‪:‬‬
‫‪ -1‬يجب على الرجل إذا صلى أن يستر عورته ‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫واألفضــل أن يأخــذ للصــالة كامــل زينتــه ‪ ،‬ويلــبس أحســن ثيابــه ‪ ،‬قــال اهلل تعــالى ‪َ ﴿:‬يــا َبنِــي َ‬
‫آد َم ُخـ ُذوا‬
‫ِز َينتَ ُك ْم ِع ْن َد ُك ِّل َم ْس ِج ٍد ﴾‪ .‬فقي هذه اآلية الكريمة يأمر اهلل عبـاده أن يأخـذوا زينـتهم عنـد كـل صـالة ‪،‬‬
‫وهذا زائد على مجرد ستر العورة‪.‬‬
‫‪ -2‬وأما المرأة فيجب عليها أن تغطي جميع بدنها في الصـالة مـا عـدا الوجـه والكفـين ‪ ،‬إال أن يكـون فـي‬
‫موضعها الذي تصلي فيه رجال أجانب فهنا تغطي حتى الوجه والكفين‪.‬‬
‫‪ -8‬استقبال القبلـة ‪ :‬القبلـة هـي الكعبـة المشـرفة ‪ ،‬سـميت قبلـة ‪ :‬إلقبـال النـاس عليهـا ‪ ،‬وألن المصـلي‬
‫ط َرهُ﴾‪.‬‬
‫وه ُك ْم َش ْ‬ ‫ط َر ا ْل َم ْس ِج ِد ا ْل َح َرِام َو َح ْي ُ‬
‫ث َما ُك ْنتُ ْم فَ َولوا ُو ُج َ‬ ‫يقابلها‪ .‬قال اهلل تعالى‪ ﴿:‬فَ َو ِّل َو ْجهَ َ‬
‫ك َش ْ‬
‫‪ o‬من أحكام استقبال القبلة ‪:‬‬
‫‪ -1‬الواجب على من يصلي داخل المسجد الحرام أن يتوجه إلى ذات الكعبة‪.‬‬
‫‪ -2‬الواجــب علــى مــن يصــلي بعيــدا عــن الكعبــة أن يتوجــه إلــى جهتهــا ألنــه قــد ال يســتطيع أن يتوجــه إلــى‬
‫ذاتها‪ ،‬ولذلك قال النبي ‪ " : ‬ما بين المشرق والمغرب قبلة " ‪.‬‬
‫‪ -3‬ال يجب على المسافر إذا صلى النافلة على مركوبه ( سيارة ‪ ،‬أو طائرة ‪ ،‬أو سفينة ) أن يتوجه إلـى‬
‫الكعبة ‪ ،‬وتكون قبلته جهته التي يقصدها ‪.‬‬
‫‪ -9‬النية ‪ :‬المراد بالنية هنا‪ :‬قصد القلب للصالة ‪ ،‬فيجب علـى المصـلي أن يستحضـر بقلبـه الصـالة‬
‫التي يريدها كالظهر أو العصر أو غيرها ‪ ،‬وذلك عند إرادة فعلها‪.‬‬
‫والنية محلها القلب ‪ ،‬وال يجوز التلفظ بها ألن ذلك بدعة‪ .‬قال ‪ " : ‬إنما األعمال بالنيـات وانمـا لكـل‬
‫امرئ ما نوى " ‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ o‬من أحكام النية ‪:‬‬


‫‪ -1‬ال يجــوز قطــع النيــة أثنــاء الصــالة ‪ ،‬فمــن نــوى أن يقطــع الصــالة انقطعــت صــالته ‪ ،‬ووجــب عليــه‬
‫االبتداء من أولها ‪.‬‬
‫‪ -2‬من أحرم بصالة نفل لم يجز له أن يحولها في أثنائها إلى صالة فريضة‪.‬‬
‫‪ -3‬مــن أحــرم منفــردا بصــالة فريضــة ثــم جــاءت جماعــة فإنــه يجــوز لــه أن يحــول نيتــه إلــى نافلــة ويكملهــا‬
‫ركعتين ثم يسلم ويصلي مع الجماعة‪.‬‬
‫‪ o‬توجيهات‪:‬‬
‫‪ -1‬ال يجــوز تــأخير الصــالة عــن وقتهــا حتــى لــو كــان المــرء مســاف ار بالطــائرة ‪ ،‬فإنــه يصــلي فيهــا حســب‬
‫استطاعته وال يؤخر الصالة حتى يفوت وقتها‪.‬‬
‫‪ -2‬مــن تــذكر أنــه محــدث فــي صــالته ‪ ،‬أو أحــدث فــي أثنائهــا فقــد بطلــت صــالته ‪ ،‬ولزمــه الخــروج منهــا‬
‫والتطهر ‪ ،‬ثم االبتـداء بالصـالة ‪ .‬وال حاجـة فـي هـذا الموضـع للسـالم ؛ ألن الصـالة هنـا قـد انقطعـت‬
‫ولم تنته ‪ ،‬والسالم إنما هو ختام الصالة‪.‬‬
‫‪ o‬آداب املشي إىل الصالة‪.‬‬
‫الصــالة عبــادة عظيمــة يتوجــه المســلم فيهــا بقلبــه وبدنــه إلــى اهلل تعــالى ‪ ،‬فينبغــي أن يتقــدمها اســتعداد‬
‫وتهيؤ نفسي وبدني ليتفـرغ لهـا ويؤديهـا علـى الوجـه الصـحيح ‪ .‬ولهـذا يشـرع فـي التوجـه إليهـا والخـروج لهـا‬
‫مايلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬التطهر لها ‪ ،‬مع إحسان الوضوء واسباغه‪.‬‬
‫‪ -2‬استحضار اإلخالص حين الخروج للمسجد‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يخرج إليها مبك ار ؛ ليدرك فضيلة انتظار الصالة ويدرك تكبيرة اإلحرام‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يدعو حين خروجه من المنزل إلى الصالة بالدعاء الوارد ‪ " :‬باسم اهلل توكلت على اهلل وال حـول‬
‫وال قــوة إال بــاهلل " ‪ " ،‬اللهــم إنــي أعــوذ بــك أن أضــل أو أضــل ‪ ،‬أو أَزل ‪ ،‬أو أُزل ‪ ،‬أو أَظلــم أو أُظلــم‬
‫علي " ‪ " .‬اللهم اجعل في قلبي نو ار ‪ ،‬وفي لساني نو ار ‪ ،‬واجعل فـي سـمعي نـو ار‬ ‫أو أجه َل أو ُيجهل َّ‬
‫‪ ،‬واجعل في بصري نو ار ‪ ،‬واجعل في خلفي نو ار ‪ ،‬ومـن أمـامي نـو ار ‪ ،‬واجعـل مـن فـوقي نـو ار ‪ ،‬ومـن‬
‫تحتي نو ار ‪ ،‬اللهم أعطني نو ار " ‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -5‬أن يمشـ ــي إليهـ ــا بسـ ــكينة ووقـ ــار ‪ ،‬لقولـ ــه ‪ " : ‬إذا سـ ــمعتم اإلقامـ ــة فامش ـ ـوا إلـ ــى الصـ ــالة وعلـ ــيكم‬
‫بالسكينة والوقـار وال تسـرعوا فمـا أدركـتم فصـلوا ‪ ،‬ومـا فـاتكم فـأتموا " ‪،‬والسـكينة الطمأنينـة والتـأني فـي‬
‫المشي ‪ ،‬والوقار ‪ :‬الرزانة وغض البصر وقلة االلتفات‪.‬‬
‫‪ -6‬أن يقارب الخطى ‪ ،‬لتكثر حسناته وتحط خطيئاته ‪.‬‬
‫‪ -7‬إذا وصل إلـى المسـجد ‪ُ ،‬يقَ َّـد ُم رجلـه اليمنـى فـي الـدخول ويقـول ‪ ":‬أعـوذ بـاهلل العظـيم وبوجهـه الكـريم‬
‫وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم " ‪ " ،‬اللهم افتح لي أبواب رحمتك" ‪ .‬واذا خرج قَ َّدم رجله اليسـرى‬
‫وقال ‪ " :‬اللهم إني أسألك من فضلك‪.‬‬
‫‪ -8‬بعــد دخــول المســجد ال يجلــس حتــى يصــلي ركعتــين ‪ ،‬لقولــه ‪ " : ‬إذا دخـل أحــدكم المســجد فليركــع‬
‫ركعتين قبل أن يجلس " ‪.‬‬
‫‪ -9‬تجنب تشبيك األصابع في الطريق إلى المسجد وحين انتظار الصالة ‪.‬‬
‫‪ -11‬االشتغال بالذكر والدعاء وتالوة القرآن عند انتظار الصالة ‪ ،‬مع عدم التشويش على المصلين‪.‬‬
‫صفة الصالة‬
‫لمــا للصــالة مــن مكانــة عظيمــة فقــد اهــتم الشــرع ببيانهــا تفصــيال ‪ ،‬والقــدوة المطلقــة فيهــا هــو رســول‬
‫اهلل ‪ ‬الذي كان يصلي ويأمر المسلمين باالقتداء به قائال ‪ " :‬صلوا كمـا رأيتمـوني أصـلي "‪ .‬ومـن خـالل‬
‫النصوص الكثيرة يمكن أن نجمل صفة الصالة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬يقف من أراد الصالة مستقبال القبلة مستشع ار وقوفه بين يدي اهلل ‪ ،‬خاشعا في صالته‪.‬‬
‫أ‪-‬ويرفع يديه إلى حذو منكبيه ويقول ‪ ( :‬اهلل أكبر )‪.‬‬
‫ب‪-‬ثم يجعل يده اليمنى على اليسرى على صدره ‪ ،‬أو يقبض اليسرى باليمنى‪.‬‬
‫ج‪-‬ويخفــض أرســه ‪ ،‬ويجعــل نظـره إلــى مكــان ســجوده ثــم يقــول‪ ( :‬ســبحانك اهلل وبحمــدك ‪ ،‬وتبــارك اســمك‬
‫وتعالى جدك ‪ ،‬وال إله غيرك)‪.‬‬
‫د‪ -‬ثم يقول بعد ذلك ‪ :‬أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم ‪ ،‬بسم اهلل الرحمن الرحيم س ار‪.‬‬
‫ه‪ -‬وبعد ذلك يق أر الفاتحة ‪ ،‬وال صالة لمن لم يقرأها‪.‬‬
‫و‪ -‬ثــم يقـ أر المصــلي بعــد الفاتحــة ســورة أو بعــض مــا تيســر مــن القـرآن فــي الــركعتين األوليــين‪ .‬وتكــون فــي‬
‫الفجــر مــن ط ـوال المفصــل ‪ ،‬وفــي المغــرب مــن قصــاره ‪ ،‬وفــي الب ـاقي مــن أوســاطه‪ .‬ويجهــر بــالقراءة فــي‬
‫الفجر ‪ ،‬وفي الركعتين األوليين من المغرب والعشاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ثم يرفع يديه ويكبر راكعا‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أ‪ -‬ويجعل يديه على ركبتيه ‪ ،‬مفرجتي األصابع كالقابض عليهما ‪ ،‬ويسوي ظهره ورأسه‪.‬‬
‫ب‪ -‬ثم يقول ‪ ( :‬سبحان ربي العظيم ) ثالثا‪.‬‬
‫ج‪-‬ثم يرفع ويقول إمام ومنفرد ‪ :‬سمع اهلل لمن حمده ‪ ،‬ويقول الجميـع ‪ ( :‬ربنـا ولـك الحمـد مـلء السـموات‬
‫وملء األرض وملء ما بينهما ‪ ،‬وملء ما شئت من شيء بعد)‪.‬‬
‫د‪ -‬ويستحب أن يضع يديه على صدره كما فعل في قيامه قبل الركوع‪.‬‬
‫‪-3‬ثم يخر ساجدا مكب ار ‪ ،‬وال يرفع يديه عند هذا التكبير ‪.‬‬
‫أ‪ -‬ويكون أول ما يقع على األرض منه ركبتاه ثم يده ثم جبهته وأنفه‪.‬‬
‫ب‪ -‬ويبسط كفيه على األرض بحذاء أذنيه أو كتفيه ‪ ،‬ويجعل أصابعهما إلى جهة القبلة‪.‬‬
‫ت‪ -‬ويرفــع ســاعديه عــن األرض ‪ ،‬ويجــافي عضــديه عــن جنبيــه ‪ ،‬وبطنــه عــن فخذيــه ويقــول‪ ( :‬ســبحان‬
‫ربي األعلى ) ثالث‪.‬‬
‫ث‪ -‬ويكثر من الدعاء في سجوده‪.‬‬
‫‪ -4‬ثم يرفع رأسه مكب ار وال يرفع يديه‪.‬‬
‫أ‪ -‬يجلس مفترشا يسراه ناصبا يمناه جاعال أصابعها إلى القبلة‪.‬‬
‫ب‪ -‬ويجعــل يديــه علــى فخذيــه مبســوطتين وأصــابعهما للقبلــة ‪ .‬ويقــول ‪ ( :‬رب اغفرلــي وارحمنــي واجبرنــي‬
‫واهدني وارزقني )‪.‬‬
‫‪-5‬ثم يسجد الثانية كاألولى ‪ ،‬ثم ينهض مكب ار للركعة الثانية ‪ ،‬ويأتي بها كاألولى لكن ال يستفتح‪.‬‬
‫‪-6‬فإذا فرغ من الركعتين األوليين جلس للتشهد األول‪.‬‬
‫أ‪-‬مفترشا يسراه ناصبا يمناه‪.‬‬
‫ت‪ -‬ويجع ــل يديـ ــه عل ــى فخذيـ ــه ‪ ،‬يبس ــط اليسـ ــرى ‪ ،‬ويقـ ــبض الخنص ــر والبنصـ ــر م ــن اليمنـ ــى ‪ ،‬ويحلـ ــق‬
‫بالوسطى مع اإلبهام ‪ ،‬ويرفع السبابة‪.‬‬
‫ج‪-‬ويشير بسبابته عند التشهد‪.‬‬
‫د‪-‬ويقول‪ ( :‬التحيات هلل والصلوات والطيبات ‪ ،‬السالم عليك أيها النبي ورحمـه اهلل وبكاتـه ‪ ،‬السـالم علينـا‬
‫وعلى عباد اهلل الصالحين ‪ ،‬أشهد أن ال إله إال اهلل ‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبده ورسوله)‪.‬‬
‫‪ -7‬ثــم يــنهض مكبـ ار إن كانــت الصــالة أكثــر مــن ركعيــتن ‪ ،‬ويرفــع يديــه مــع التكبيــر ‪ ،‬وال يقـ أر فــي البــاقي‬
‫من الركعات إال الفاتحة‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -8‬ويجلس متوركـا فـي التشـهد األخيـر ويقـول مـا ورد فـي التشـهد األول ويزيـد عليـه ‪ ( :‬اللهـم صـل علـى‬
‫محمــد وعلــى آل محمــد كمــا صــليت علــى إب ـراهيم وعلــى آل إب ـراهيم إنــك حميــد مجيــد‪ .‬وبــارك علــى‬
‫محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد)‪.‬‬
‫‪ -9‬ثم يقول‪ ( :‬اللهم إنـي أعـوذ بـك مـن عـذاب جهـنم ‪ ،‬ومـن عـذاب القبـر ‪ ،‬ومـن فتنـة المحيـا والممـات ‪،‬‬
‫ومن شر فتنة المسيح الدجال‪.‬‬
‫‪ -11‬ثم يسلم عن يمينه ‪ ( :‬السالم عليكم ورحمه اهلل ) ‪ ،‬وعن يساه كذلك‪.‬‬
‫‪ o‬األذكار الواردة بعد الصالة ‪:‬‬
‫يســتحب عنــد انتهــاء الصــالة أن ال يعجــل المصــلي بالقيــام بل ـن يبقــى مكانــه ويــذكر اهلل تعــالى بمــا‬
‫ورد ومن ذلك‪.‬‬
‫‪ -1‬أستغفر اهلل ‪ ،‬أستغفر اهلل ‪ ،‬أسـتغفر اهلل ‪ ،‬اللهـم أنـت السـالم ‪ ،‬ومنـك السـالم تباركـت يـا ذا الجـالل‬
‫واإلكرام‪.‬‬
‫‪ -2‬ال إلــه إال اهلل وحــده ال شـريك لــه ‪ ،‬لــه الملــك ولــه الحمــد وهــو علــى كــل شــيء قــدير‪ ،‬اللهــم ال مــانع‬
‫لما أعطيت وال معطي لما منعت ‪ ،‬وال ينفع ذا الجد منك الجد‪.‬‬
‫‪ -3‬سبحان اهلل ‪ ،‬والحمد هلل ‪ ،‬واهلل أكبر ( ثالثا وثالثين مرة ) ثم يقول ‪ :‬ال إله إال اهلل وحـده ال شـريك‬
‫له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير‪.‬‬
‫‪ -4‬اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك‪.‬‬
‫‪ -5‬قراءة آية الكرسي ‪ ،‬وقل هو اهلل أحد ‪ ،‬وقل أعوذ برب الفلق ‪ ،‬وقل أعوذ برب الناس‪.‬‬
‫‪ o‬توجيهات ‪:‬‬
‫‪ -1‬على المسلم أن يحرص على الصالة كما أداها رسول اهلل ‪ ‬فذلك أكمل‪.‬‬
‫‪ -2‬على المسلم أن يحسن قراءة الفاتحة ‪ ،‬وليحذر من الغلط فيها فإن ذلك قد يعرض صالته للفساد‪.‬‬
‫‪ -3‬يستحب رفع الصوت باألذكار التي بعد الصالة ‪ ،‬لكنه رفع يسير ليس فيه إيذاء ألحد‪.‬‬
‫‪ -4‬مــن احتــاج للقيــام بعــد الصــالة مباش ـرة فــال بــأس أن يــأتي باألذكــار وهــو يمشــي ‪ ،‬أو حــال ركــوب‬
‫سيارته‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أركان الصالة وواجباتها‬


‫‪ o‬أوال ‪ :‬أركان الصالة ‪.‬‬
‫األركان جمع ركن وأركـان الصـالة ‪ :‬أجزاؤهـا األساسـية التـي تتكـون منهـا ‪ ،‬بحيـث ال يجـوز تركهـا‬
‫بحال من األحوال ‪ ،‬فال تسقط عمدا وال سهوا وال جهال إال في حالة العجز ‪ .‬وهي أربعة عشر ركنا‪:‬‬
‫‪-11‬الصالة على النبي ‪ ‬في التشهد األخير‬ ‫‪-6‬السجود على األعضاء السبعة‪.‬‬ ‫‪ -1‬القيام في الفرض مع القدرة‪.‬‬
‫‪-12‬التسليمتان‪.‬‬ ‫‪-7‬االعتدال من السجود‪.‬‬ ‫‪ -2‬تكبيرة اإلحرام‬
‫‪-13‬الطمأنينة في جميع األركان‪.‬‬ ‫‪-8‬الجلسة بين السجدتين‬ ‫‪ -3‬قراءة الفاتحة ‪.‬‬
‫‪-14‬الترتيب بين األركان‬ ‫‪-9‬الجلوس للتشهد األخير‬ ‫‪ -4‬الركوع‬
‫‪-11‬قراءة التشهد األخير‬ ‫‪ -5‬الرفع منه‪.‬‬
‫‪ o‬ثانيا ‪ :‬واجباتها ‪ :‬واجبات الصالة مثانية هي ‪.‬‬
‫‪ -5‬قول ‪ ( :‬سبحان ربي األعلى ) في السجود‪.‬‬ ‫‪ -1‬جميع التكبيرات غير تكبيرة اإلحرام ‪.‬‬
‫‪ -6‬قول‪ ( :‬رب اغفر لي ) بين السجدتين‪.‬‬ ‫‪ -2‬قول‪ ( :‬سبحان ربي العظيم ) في الركوع‪.‬‬
‫‪ -3‬قـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ ( :‬سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمع اهلل لمـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن حمـ ـ ـ ـ ـ ـ ــده ) لإلمـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام والمنفـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرد ‪ ،‬وليسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت مشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروعة للمـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأموم‪.‬‬
‫‪-7‬الجلوس للتشهد األول‪.‬‬
‫‪ -8‬التشهد األول‪.‬‬ ‫‪ -4‬قول ‪ ( :‬ربنا ولك الحمد ) في االعتدال من الركوع‪.‬‬
‫‪ o‬الفرق بني األركان والواجبات ‪:‬‬
‫تتفــق األركــان والواجبــات فــي أنهــا ال يجــوز تعمــد تركهــا واذا تعمــد المصــلي تــرك ركــن أو واجــب‬
‫بطلت صالته‪.‬‬
‫وتختلــف األركــان عــن الواجبــات فــي أن الواجبــات إذا تركــه المصــلي ســهوا فإنــه يــأتي بــدال عنــه بســجود‬
‫السهو ‪.‬‬
‫أما الركن إذا تركه المصلي سهوا ‪ ،‬فإنه ال يسقط بل يأتي به وبما بعده ويسجد للسهو‪.‬‬
‫‪ o‬توجيهات ‪:‬‬
‫‪ -1‬من قام من الركوع أو من السجود ثم سجد مباشرة دون أن يقيم صلبه فإن صالته غير صحيحة‪.‬‬
‫‪ -2‬من سجد ورفع قدميه أثناء السجود كله فال تصح صالته ألنه لم يسجد على األعضاء السبعة ‪.‬‬
‫‪ -3‬ال يجوز وضـع إحـدى القـدمين علـى األخـرى أثنـاء السـجود ؛ ألن مـن فعـل ذلـك فقـد سـجد علـى سـتة‬
‫أعضاء وليس على سبعة‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -4‬ال يكفي فـي قـراءة الفاتحـة والتكبيـرات مجـرد القـراءة القلبيـة بـل ال بـد مـن النطـق بـذلك وأقـل األحـوال‬
‫تحريك اللسان والشفتين بالقراءة‪.‬‬
‫‪ o‬مسنونات الصالة‪:‬‬
‫كــل مــا عــدا شــروط الصــالة وأركانهــا ‪ ،‬ووجباتهــا ممــا ذكــر فــي صــفة الصــالة فهــو ســنة ‪ ،‬ال يــؤثر‬
‫تركه في صحة الصالة ‪ ،‬وال يجب لتركه سجود سهو ‪ ،‬وسنن الصالة نوعان هما‪:‬‬
‫‪ o‬أوال‪ :‬سنن قولية ‪ ،‬وهي كثيرة منها ‪:‬‬
‫‪ -3‬البسملة‪.‬‬ ‫‪-1‬االستفتاح‪ -2 .‬التعوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مازاد على الواحدة في تسبيح الركوع والسجود‪.‬‬
‫‪ -6‬ما زاد على الواحدة في قول ‪ ( :‬رب غفرلي ) بين السجدتين‪.‬‬
‫‪ -7‬ما زاد على قول ‪ ( :‬ربنا ولك الحمد ) بعد الرفع من الركوع‪.‬‬
‫‪ o‬ثانيا‪ :‬السنن الفعلية ‪ :‬وهي كثرية منها‪:‬‬
‫‪ -1‬رفع اليدين مع تكبيرة اإلحرام ‪ ،‬وعند الركوع ‪ ،‬وعند الرفع منه ‪ ،‬وعند القيام إلى الركعة الثالثة‪.‬‬
‫‪ -2‬وضع اليدي اليمنى على اليسرى ‪ ،‬أثناء القيام قبل الركوع وبعده‪.‬‬
‫‪ -4‬مباعدة اليدين عن البطن والجنب أثناء السجود‪.‬‬ ‫‪ -3‬النظر إلى موضع السجود‪.‬‬
‫‪-5‬االفت ـراش ‪ :‬وهــو الجلــوس ناصــبا القــدم اليمنــى وجــاعال أصــابعها للقبلــة ‪ ،‬مفترشــا الرجــل اليســرى‬
‫جالسا عليها ‪ ،‬ويسن في جميع جلسات الصالة إال في التشهد األخير من صالة تزيد على ركعتين‪.‬‬
‫‪-6‬التورك ‪ :‬وهو الجلوس ناصبا القـدم اليمنـى جـاعال أصـابعها للقبلـة ‪ ،‬وجعـل القـدم اليسـرى تحـت سـاق‬
‫اليمنــى واخراجهــا مــن جهــة اليمــين ‪ ،‬والجلــوس علــى المقعــدة معتمــدا علــى الــورك األيســر ‪ ،‬ويســن هــذا‬
‫الجلوس للتشهد األخير من صالة تزيد على ركعتين‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مبطالت الصالة‬
‫‪ o‬مما يبطل الصالة مايلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلتيان بما ينافي شرطا مـن شـروط الصـالة ؛ كحصـول مـا يبطـل الطهـارة ‪ ،‬أو تعمـد كشـف العـورة ‪،‬‬
‫أو االنحراف عن القبلة بجميع بدنه ‪ ،‬أو قطع النية‪.‬‬
‫‪ -2‬تعمد ترك ركن أو واجب في الصالة‪.‬‬
‫‪ -3‬العمل الكثير فيها إذا كان من غير جنس الصالة ‪ ،‬وكان لغير ضرورة ؛ كالمشي وكثرة الحركة ‪.‬‬
‫‪ -5‬الكــالم المتعمــد‪ -6 .‬األكــل والشــرب عمــدا‪ -7 .‬زيــادة ركعــة أو ركــن‬ ‫‪ -4‬الضــحك والقهقــة ‪.‬‬
‫عمدا‪ -8 .‬سالم المأموم عمدا قبل إمامه‪.‬‬
‫‪ o‬مكروهات الصالة ‪ :‬مما يكره ي الصالة ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬االلتفات في الصالة لغير حاجة ‪ ،‬والمراد االلتفات بالوجه والصدر ‪ ،‬وااللتفات أنواع هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬االلتفات بالوجه والصدر للحاجة ‪ ،‬وهذا جائز‪.‬‬
‫االلتفات بالوجه والصدر بال حاجة ‪ ،‬وهذا مكروه‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫االلتفــات بجميــع البــدن لغيــر جهــة القبلــة بــال ضــرورة ‪ ،‬وهــذا مبطــل للصــالة ‪ ،‬فــإن كــان لضــرورة‬ ‫ت‪-‬‬
‫كحالة الخوف والحرب ‪ ،‬فال بأس به‪.‬‬
‫‪ -2‬رفع البصر إلى السماء‪.‬‬
‫‪ -3‬تغميض العينين إال للحاجة‪.‬‬
‫‪ -4‬افتراش الذراعين في السجود‪.‬‬
‫‪ -5‬العبــث ‪ ،‬وهــو فعــل مــا ينــافي الخشــوع واالطمئنــان فــي الصــالة مثــل‪ :‬الحركــة بــدون حاجــة ‪ ،‬والعبــث‬
‫باللحية ‪ ،‬والثوب والغترة والساعة ‪ ،‬وفرقعه األصابع ‪ ،‬ونحوذلك‪.‬‬
‫‪ -6‬التلثم على الفم واألنف‪.‬‬
‫‪ -7‬دخول المرء في الصالة وهو مشوش الفكر أو عنده أو أمامه ما يلهيه عـن صـالته ‪ ،‬كاحتبـاس البـول‬
‫‪ ،‬أو الغــائط ‪ ،‬أو الـريح ‪ ،‬أو حالــة جــوع أو عطــش ‪ ،‬أو بحضـرة طعــام يشــتهيه ‪ ،‬أو ينظــر إلــى شــيء‬
‫يلهيه عن صالته‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫سجود السهو‬
‫‪ o‬تعريفه ‪ :‬المـراد بالسـهو ‪ :‬النسـيان ‪ ،‬وسـجود السـهو ‪ :‬سـجدتان ازئـدتان تشـرعان آخـر الصـالة عنـد‬
‫حدوث السهو فيها‪.‬‬
‫‪ o‬وقــوع الســهو ‪ :‬اإلنســان ال يخلــو مــن النســيان والســهو فــي صــالته ‪ ،‬بــل قــد ثبــت أن النبــي ‪ ‬ســها‬
‫فــي صــالته أكثــر مــن م ـرة ألن الســهو مــن مقتضــى الطبيعــة البش ـرية‪ .‬ولهــذا قــال ‪ " : ‬إنمــا أنــا‬
‫بشر مثلكم أنسى كما تنسون ‪ ،‬فإذا نسيت فذكروني "‪.‬‬
‫ومن حكمة سهو النبي ‪ : ‬التشريع ألمته عند حصول السهو منهم ‪.‬‬
‫‪ o‬حكمة مشروعيته‪ :‬قد شرع سجود السهو عند النسيان في الصالة لحكم أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬جبر النقص الحاصل في الصالة‪.‬‬
‫‪ -2‬إرغام الشيطان الحريص على التشويش على المصلي وافساد صالته‪.‬‬
‫‪ -3‬إرضاء الرحمن بالسجود له‪.‬‬
‫‪ ‬أسبابه ‪ :‬يشرع سجود السهو عند وجود سببه وهو حدوث أحد ثالثة أمور‪:‬‬
‫األول ‪ :‬الزيادة في الصالة سهوا ‪ ،‬مثل ‪ :‬زيادة ركوع أو سجود ‪ ،‬أو زيادة ركعة ‪ ،‬ولـم يعلـم إال بعـد الفـراغ‬
‫منها ‪ ،‬كأن يركع مـرتين ‪ ،‬أو يسـجد ثـالث مـرات ‪ ،‬أو يصـلي الظهـر أو العصـر خمسـا ‪ ،‬فإنـه يجـب عليـه‬
‫أن يســجد للســهو ســجدتين ‪ ،‬جبـ ار لهــذا الخلــل الحاصــل فــي الصــالة وهــو الزيـادة عليهــا‪ .‬ويــدل علــى ذلــك ‪:‬‬
‫حديث عبد اهلل بن مسعود ‪ ‬أن رسول اهلل ‪ ‬قال ‪ " :‬إذا زاد الرجل أو نقص فليسجد سجدتين"‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬النقص من الصالة سهوا ‪ ،‬وله حالتان ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تــرك ركــن ‪ ،‬كســجود أو ركــوع ‪ ،‬أو تــرك ركعــة أو أكثــر نســيانا ‪ ،‬فيلــزم المصــلي أن يــأتي بــه وبمــا بعــده‬
‫ويسجد للسهو إال إذا كان المتروك تكبيرة اإلحرام ‪ ،‬فإن الصالة ال تنعقد أصـال والواجـب عليـه أن يبـدأ‬
‫الصالة من أولها‪.‬‬
‫ب‪ -‬ترك واجب ‪ ،‬مثل ‪ :‬نسيان التشهد األول أو ترك تسبيحة الركوع أو السجود ونحـو ذلـك وحينئـذ فيجبـره‬
‫سجود السهو‪.‬‬
‫الثالــث ‪ :‬الشــك ‪ ،‬فــإن شــك هــل صــلى ثالثــا أو أربعــا‪ -‬مــثال‪ -‬فإنــه يأخــذ باألقــل ألنــه المتــيقن فيجعلــه ثالثــا‬
‫ويزيد رابعة ‪ ،‬ويسجد للسهو‪.‬‬
‫وان شــك فــي الــركن كــالركوع هــل أتــى بــه أم تركــه فإنــه ُيســقط الشــك هنــا ويكــون كمــن لــم يــأت بــه فيركــع ‪،‬‬
‫ويكمل صالته ثم يسجد للسهو‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ ‬صفته ‪ :‬سجود السـهو كالسـجود فـي صـلت الصـالة فـي التكبيـر عنـد السـجود والرفـع منـه ومـا يقـال فيـه‬
‫حال السجود ‪ ،‬وبين السجدتين‪.‬‬
‫‪ ‬سهو املأموم‪ :‬ال يخلو حال المأموم ؛ إما أن يكون داخال مع اإلمام من أول الصالة أو في أثنائها ‪:‬‬
‫‪ -1‬فإن كان داخال مع اإلمام من أول الصالة ‪ ،‬فال يسجد للسهو إال تبعا إلمامه‪.‬‬
‫‪ -2‬وان كان مسبوقا ‪:‬سجد لسهوه بعد قضاء ما فاته ‪.‬‬
‫‪ ‬توجيهات ‪:‬‬
‫‪ -1‬علــى المســلم أن يكــون متيقظــا حــال صــالته ‪ ،‬خاشــعا فيهــا مــا أمكنــه ‪ ،‬وعليــه مدافعــة اله ـواجس التــي‬
‫تشغله بسبب وسوسة الشيطان له‪.‬‬
‫‪ -2‬على المأموم أن يتنبه لصالة إمامه ويعرف كم صلى ‪ ،‬واذا علم منه أنه أخطأ بزيـادة أو نقـص فعليـه‬
‫أن ينبهه بقول ‪ ( :‬سبحان اهلل )‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا ترك اإلمام التشهد األول وقام فعلى المأموم أن يتابعه ‪ ،‬وينبهه أيضا بالتسبيح‪.‬‬
‫‪ -4‬من قام من الركعة الثانية ولم يجلس للتشهد األول فإنه استتم قائما فال يرجع وان لـم يسـتتم قائمـا فعليـه‬
‫الرجوع والجلوس للتشهد ‪ ،‬والمأموم عليه متابعة اإلمام حتى لو استتم قائما‪.‬‬

‫صالة التطوع (‪)1‬‬


‫‪ o‬التطــوع ‪ :‬لغــة ‪ :‬فعــل الطاعــة‪ .‬وشــرعا ‪ :‬طاعــة مشــروعة غيــر مواجبــة ‪ ،‬وصــالة التطــوع هــي ‪:‬‬
‫الصالة المشروعة غير الواجبة‪.‬‬
‫‪ ‬حكمة مشروعية التطوع ‪:‬‬
‫من فضل اهلل تعالى أن شرع صالة التطوع‪ ،‬بجانب الفريضة لحكم كثيرة منها‪:‬‬
‫‪ -1‬جبر النقص الذي ربما يحصل في أداء الفريضة ‪.‬‬
‫‪ -2‬فتح باب زيادة الحسنات وتكفير السيئات ‪.‬‬
‫‪ -3‬فــتح بــاب التــزود بمــا يحبــه اهلل تعــالى ‪ ،‬ولكنــه لــم يفرضــه علــى عبــاده رحمــة بهــم ودفعــا للحــرج عــنهم ‪،‬‬
‫إلي بالنوافل حتى أحبه "‪.‬‬
‫وفي الحديث القدسي ‪ " :‬وال يزال عبدي يتقرب َّ‬
‫‪ ‬أنواع صالة التطوع ‪ :‬للتطوع أنواع كثيرة ‪ ،‬منها ما هو متعلق بوقت أو سبب ‪ ،‬ومنها ما هـو مطلـق ‪،‬‬
‫ونحن نبين أهم هذه التطوعات فيما يلي بشيء من التفصيل –إن شاء اهلل تعالى‪:‬‬
‫‪33‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أوال ‪ :‬السممنن الرواتممب ‪ :‬وهــي الســنن التابعــة للف ـرائض ‪ ،‬وحكمهــا ‪ ،‬ســنة مؤكــدة ‪ ،‬يك ـره تركهــا ‪ ،‬والمداومــة‬
‫على تركها يدل على ضعف الدين وعدم المباالة‪.‬‬
‫وجملة السنن الرواتب ‪ :‬عشر ركعات أو اثنا عشر ركعة ‪ ،‬وهي ‪ :‬ركعتان قبل الظهـر أو أربـع ‪ ،‬وركعتـان‬
‫بعــدها ‪ ،‬وركعتــان بعــد المغــرب ‪ ،‬وركعتــان بعــد العشــاء ‪ ،‬وركعتــان قبــل الفجــر‪ .‬ويــد عليهــا أحاديــث منهــا ‪:‬‬
‫حــديث ابــن عمــر رضــي اهلل عنهمــا قــال ‪ ":‬حفظــت مــن النبــي ‪ ‬عشــر ركعــات ‪ :‬ركعتــين قبــل الظهــر ‪،‬‬
‫وركعتين بعدها‪ ،‬وركعتين بعد المغرب في بيته ‪ ،‬وركعتين بعدالعشاء في بيته ‪ ،‬وركعتين قبل الصباح " ‪.‬‬
‫وعن أم حبيبة رضي اهلل عنها قالـت‪ :‬سـمعت رسـول اهلل ‪ ‬يقـول‪ " :‬مـن صـلى اثنتـي عشـرة ركعـة فـي يـوم‬
‫وليلة ‪ ،‬بني له بهن بيت في الجنة "‪.‬‬
‫وآكد السنن الرواتب ‪ :‬ركعتا الفجر لحديث عائشـة رضـي اهلل عنهـا قالـت ‪ " :‬لـم يكـن النبـي ‪ ‬علـى شـيء‬
‫من النوافل أشد منه تعاهدا على ركعتي الفجر"‪.‬‬
‫‪ ‬ثانيمما ‪ :‬صممالة المموتر ‪ :‬اتفــق العلمــاء علــى مشــروعية الــوتر واختلفـوا هــل هــو ســنة مؤكــدة أو واجــب وهــذا‬
‫ممــا يؤكــد المحافظــة عليــه ‪ ،‬قــال اإلمــام أحمــد رحمــه اهلل ‪ " :‬مــن تــرك الــوتر عمــدا ‪ ،‬فهـو رجــل ســوء ال‬
‫ينبغي أن تقبل شهادته‪.‬‬
‫وقد دل على مشروعيته مداومة الرسول ‪ ‬عليه في الحضر والسفر ‪ ،‬وأمره به في أكثر مـن حـديث ‪،‬‬
‫منها حديث جابر ‪ : ‬أن النبي ‪ ‬قال ‪ " :‬من خاف أال يقوم من آخر الليـل ‪ ،‬فليـوتر أولـه ‪ ،‬ومـن طمـع‬
‫أن يقول آخره فليوتر آخر الليل ‪ ،‬فإن صالة آخر الليل مشهودة ‪ ،‬وذلك أفضل"‬
‫‪ ‬وقته ‪ :‬من بعد صالة العشاء إلـى طلـوع الفجـر ‪ ،‬وأداؤه فـي الثلـث األخيـر مـن الليـل أفضـل ‪ ،‬للحـديث‬
‫السابق ‪.‬‬
‫‪ ‬عدد ركعاته ‪ :‬أقله ركعة واحـدة ‪ ،‬وأكثـره إحـدى عشـرة أو ثـالث عشـرة ‪ ،‬يصـليها ركعتـين ركعتـين ثـم‬
‫يصلي واحدة يوتر بها‪.‬‬
‫وأدنى الكمال ثالث ركعات ‪ :‬يصلي ركعتين ثم يسلم ‪ ،‬ثم يصلي ركعة واحدة ويسلم‪.‬‬
‫ويستحب أن يق أر في األولى بعـد الفاتحـة ‪ :‬سـورة سـبح ‪ ،‬وفـي الثانيـة ‪ :‬سـورة الكـافرون ‪ ،‬وفـي الثالثـة ‪:‬‬
‫سورة اإلخالص‪.‬‬
‫‪ ‬القنوت ي الموتر‪ :‬يشـرع القنـوت فـي الـوتر ‪ ،‬فـي الركعـة األخيـرة ‪ ،‬بعـد الرفـع مـن الركـوع ‪ ،‬فيـدعو بمـا‬
‫ورد ‪ ،‬ومــن ذلــك ‪ ":‬اللهــم اهــدني فــيمن هــديت ‪ ،‬وعــافني فــيمن عافيــت ‪ ،‬وتــولني فــيمن توليــت ‪ ،‬وبــارك‬
‫‪34‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫لي فيما أعطيت ‪ ،‬وقني شر ما قضيت ‪ ،‬إنك تقضي وال يقضـى عليـك ‪ ،‬وانـه ال يـذل مـن واليـت ‪ ،‬وال‬
‫يعز من عاديت ‪ ،‬تباركت ربنا وتعاليت"‬
‫‪ ‬ثالثا‪ :‬صالة الرتاويح ‪ :‬التراويح هي ‪ :‬صالة الليل في رمضـان ‪ ،‬سـميت تـراويح ألنهـم كـانوا يسـتريحون‬
‫فيها بين كل أربع ركعات ‪ ،‬لطول الصالة‪.‬‬
‫‪ ‬حكمها ‪ :‬التراويح سـنة مؤكـدة شـرعها رسـول اهلل ‪ ‬فـي شـهر رمضـان المبـارك ‪،‬حيـث صـالها النبـي‬
‫‪ ‬بأصحابه في المسجد ليالي ثم ترك ذلـك خوفـا مـن أن تفـرض علـيهم ‪ ،‬وفعلهـا الصـحابة بعـده عليـه‬
‫الصالة والسالم‪.‬‬
‫‪ ‬عدد ركعاتها ‪ :‬لم يـرد فـي تحديـدها سـنة قاطعـة ‪ ،‬لـذلك اختلـف العلمـاء فـي عـددها ‪ ،‬واألمـر واسـع‬
‫إن شــاء اهلل تعــالى ‪ ،‬فمــن صــلى إحــدى عش ـرة ركعــة أو ثــالث عش ـرة فلــه ذلــك ‪ ،‬ومــن صــالها إحــدى‬
‫وعشـ ـرين أو ثالث ــا وعشـ ـرين ركع ــة فل ــه ذل ــك ‪ ،‬فيك ــون تكثي ــر الركع ــات أو تقليله ــا بحس ــب ط ــول القي ــام‬
‫وقصـره ‪ ،‬لحــديث ابــن عمــر ‪ ‬أن رجــال ســأل رســول اهلل ‪ ‬عــن صــالة الليــل‪ .‬فقــال رســول اهلل ‪": ‬‬
‫ص ــالة اللي ــل مثن ــى مثن ــى ف ــإذا خش ــي أح ــدكم الص ــبح ص ــلى ركع ــة واح ــدة ت ــوتر ل ــه م ــا ق ــد ص ــلى " ‪.‬‬
‫واألفضل إحدى عشرة ركعـة ألنـه أكثـر فعـل النبـي ‪ ‬لقـول عائشـة رضـي اهلل عنهـا لمـا سـئلت ‪ ،‬كيـف‬
‫كانت صالة رسول اهلل ‪ ‬في رمضان ؟ فقالت ‪ :‬ما كان رسول اهلل ‪ ‬يزيد فـي رمضـان وال فـي غيـره‬
‫على إحدى عشرة ركعة ‪ ،‬يصلي أربعا ‪ ،‬فال تسل عن حسـنهن وطـولهن ‪ ،‬ثـم يصـلي أربعـا ‪ ،‬فـال تسـل‬
‫عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثالثا"‪.‬‬
‫‪ ‬وقتها ‪ :‬من بعد صالة العشاء وراتبتها وقبل الوتر إلى طلوع الفجر الثاني‪.‬‬
‫‪ ‬فضلها ‪ :‬قال ‪ " : ‬من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "‪.‬‬
‫‪ ‬توجيهات ‪:‬‬
‫‪ -1‬على المسلم أن يحافظ على الوتر ولو ركعة واحدة فقليل دائم خير من كثير منقطع‪.‬‬
‫‪ -2‬ص ــالة النافل ــة ف ــي البي ــت أفض ــل إال إن خش ــي أن ينس ــاها ف ــي البي ــت أو ينش ــغل عنه ــا فليص ــلها ف ــي‬
‫المسجد‪.‬‬
‫‪ -3‬من ضيع صالة التراويح في رمضان ‪ ،‬واستبدل بها اللهو واللعب فقد حـرم نفسـه خيـ ار كثيـ ار هـو بـأمس‬
‫الحاجة إليه‪.‬‬
‫‪ -4‬مــن تــأخر عــن صــالة العشــاء وحضــر والنــاس يصــلون الت ـراويح فليــدخل معهــم بنيــة العشــاء واذا ســلم‬
‫اإلمام قام ليكمل صالته‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -5‬من أوتر ثم أراد أن يصلي فإنه يصلي ركعتين ركعتين وال يعيد الوتر‪.‬‬
‫‪ -6‬من لم يتمكن من صالة التراويح مع اإلمام صلى وحده ما تيسر‪.‬‬
‫صالة التطوع ( ‪.) 2‬‬
‫‪ o‬رابعا‪ :‬صالة الضحى ‪ :‬أقلها ركعتان ‪ ،‬وال حد ألكثرها ‪ ،‬وهي سنة‪.‬‬
‫وقــد دل علــى مشــروعيتها أحاديــث منهــا ‪ :‬حــديث أبــي هري ـرة ‪ ‬قــال‪ " :‬أوصــاني خليلــي بــثالث ‪:‬صــيام‬
‫ثالثة أيام من كل شهر‪ ،‬وركعتي الضحى ‪ ،‬وأن أوتر قبل أن أنام"‪.‬‬
‫‪ o‬ووقتهــا ‪ :‬مــن ارتفــاع الشــمس قــدر رمــح إلــى قبيــل الــزوال ‪ ،‬وأفضــل وقتهــا حــين يبــدأ اشــتداد الحــر‬
‫لقوله ‪ " : ‬صالة األوابين حين ترمض الفصال "‪.‬‬
‫‪ ‬خامسمما‪ :‬حتيممة املسممجد ‪ :‬وهــي ركعتــان تشــرعان لمــن دخــل المســجد قبــل أن يجلــس ‪ ،‬وحكمهــا ‪ :‬ســنة‬
‫مؤكــدة ‪ .‬وتشــرعان كــل وقــت حتــى إذا دخــل المــرء يــوم الجمعــة واإلمــام يخطــب‪ .‬قــال ‪ " : ‬إذا دخــل‬
‫أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس " ‪.‬‬
‫ويجزئ عنهما السنة الراتبة أو الفريضة‪.‬‬
‫‪ ‬سادسا ‪ :‬التطوع املطلق ‪ :‬وهو ما لم يقيد بزمن وال سبب‪.‬وصـالة التطـوع المطلـق مشـروعة كـل وقـت‬
‫إال في األوقات المنهي عن الصالة فيها ‪ ،‬وصالة الليل أفضـل مـن صـالة النهـار لقولـه ‪ " : ‬أفضـل‬
‫الصالة بعد الفريضة صالة الليل " ‪.‬‬
‫والثلث األخير من الليل أفضل ‪ ،‬ألنه وقت نزول اهلل جل جالله إلى السماء الدنيا ‪.‬‬
‫وصالة الليل والنهار مثنى مثنى ‪ ،‬لقول النبـي ‪ " : ‬صـالة الليـل مثنـى مثنـى " وفـي روايـة ألبـي داود‬
‫‪ " :‬والنهار " ‪.‬‬
‫‪ ‬سجود التالوة ‪ :‬حكمه ووقته ‪ :‬يسن السجود إذا مر القارئ بآية فيها سجدة في أي وقت كـان مـن ليـل‬
‫أو نهار ‪ ،‬في الصالة أو خارجها‪ ،‬وال يشترط له الوضوء‪.‬‬
‫‪ ‬صفته‪ :‬أن يكبر إذا سجد ويقول في سجوده ‪ :‬سبحان ربـي األعلـى‪ ،‬ويـدعو ‪ ،‬وان دعـا بمـا ورد فحسـن‬
‫‪ ،‬وهو قوله ‪ " :‬سجد وجهي هلل الذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته "‪.‬‬
‫" اللهــم اكتــب لــي عنــدك أج ـ ار ‪ ،‬وضــع عنــي بهــا وز ار ‪ ،‬واجعلهــا لــي عنــدك ذخ ـ ار ‪ ،‬وتقبلهــا منــي كمــا‬
‫تقبلتها من عبدك داود "‪.‬‬
‫ويكبــر إذا رفــع مــن الســجود ؛ إن كــان فــي صــالة ‪ ،‬وان لــم يكــن ف ـي صــالة رفــع مــن غيــر تكبيــر وال‬
‫سالم‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫سجود المستمع ‪ :‬وكما سجود التالوة في حق القارئ ‪ ،‬يشرع أيضا في حـق المسـتمع وهـو الـذي يقصـد‬
‫االستماع للقراءة‪.‬‬
‫‪ ‬سجود الشكر‪ :‬يسن السجود عند تجدد النعم واندفاع النقم ‪ ،‬ويدل علـى مشـروعيته ‪ :‬حـديث أبـي بكـرة‬
‫خر ساجدا شاك ار هلل " ‪.‬‬
‫‪ : ‬أن النبي ‪ ‬كان إذا جاءه أمر وسرور أو ُبشرى به َّ‬
‫صفته ‪ :‬مثل سجود التالوة ‪ ،‬وال يشترط له الوضوء‪.‬‬

‫صالة االستسقاء ‪:‬‬


‫‪ ‬تعريف االستسقاء‪ :‬االستسقاء ‪ :‬طلب السقيا من اهلل تعالى عند الجدب‪.‬‬
‫وقد جاء الدعاء بطلب الغيث على ثالث كيفيات هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬الصالة جماعة مع الخطبة والدعاء بصفة خاصة وهي أكملها‪.‬‬
‫‪ -2‬الدعاء في خطبة الجمعة كما فعل النبي‪ -3 ‬الدعاء في أي وقت بطلب السقيا‪.‬‬
‫‪ ‬متى تشرع صالة االستسمقاء ‪ :‬تشـرع صـالة االستسـقاء إذا أجـدبت األرض ‪ ،‬وحـبس المطـر‪ ،‬أو غـارت‬
‫مياه العيون واآلبار ‪ ،‬أو جفت األنهار ‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬حكمهمما ووقتهمما ‪ :‬صــالة االستســقاء س ـنة مؤكــدة ؛ لفعــل النبــي ‪ ‬كمــا فــي حــديث عبــد اهلل بــن زيــد‬
‫رض ــي اهلل عن ــه ق ــال ‪ :‬خ ــرج النب ــي ‪ ‬إل ــى المص ــلى فاستس ــقى واس ــتقبل القبل ــة وقل ــب رداءه وص ــلى‬
‫ركعتين‪.‬‬
‫ووقتها ‪ :‬كوقت صالة العيد ‪ ،‬من ارتفاع الشمس قدر رمح إلى الزوال‪.‬‬
‫‪ ‬موضعها وصفتها‪ :‬السنة أن تؤدى في الصحراء كصالة العيد ‪ ،‬لفعل الرسول ‪ ‬إال لعذر‪.‬‬
‫وصــفتها كصــفة صــالة العيــد ‪ ،‬فــي عــدد ركعاتهــا وفــي الجهــر بــالقراءة ‪ ،‬والتكبي ـرات الزوائــد ‪ ،‬وكونهــا‬
‫تصلى قبل الخطبة‪ :‬فيخرج إليها ثم يصليها ركعتين ‪ ،‬كالعيد ‪ ،‬ثم يخطـب خطبـة واحـدة يكثـر فيهـا مـن‬
‫االستغفار وتالوة اآليات التي تأمر بـه ‪ ،‬ثـم يـدعو ويكثـر مـن األدعيـة المـأثورة مـع األلحـاح فـي الـدعاء‬
‫واظهار الخضوع واالفتقار والمسكنة إلى اهلل ويرفـع يديـه ويبـالغ فـي ذلـك ؛ ألن ذلـك مـن أسـباب إجابـة‬
‫الدعاء ‪ ،‬ثم يصلي على النبـي ‪ ‬ويسـتقبل القبلـة ويحـول رداءه ‪ ،‬فيجعـل مـا علـى اليمـين علـى اليسـار‬
‫‪ ،‬والعكس ‪ ،‬ثم يدعو س ار‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ ‬من سنن صالة االستسقاء ‪:‬‬


‫‪ -1‬أن يتقــدمها موعظــة وتــذكير النــاس بمــا يلــين قلــوبهم مــن ‪ :‬ذكــر التوبــة مــن المعاصــي ‪ ،‬والخــروج مــن‬
‫المظالم بردها إلى مستحقيها ‪ ،‬وترك التشـاحن والتبـاغض ‪ ،‬ألن المعاصـي سـبب لمنـع المطـر‪ ،‬والتوبـة‬
‫واالســتغفار والتقــوى ســبب إلجابــة الــدعاء وســبب للخيــر والبركــة ‪ ،‬كــم يحــثهم علــى الصــدقة ؛ ألن ذلــك‬
‫سبب للرحمة‪.‬‬
‫‪ُ -2‬ي َعَّين يوم للخروج إليها ‪ ،‬ليكون الناس على استعداد لذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬يســن الخــروج إليهــا بخضــوع وخشــوع وتضــرع وتــذلل ‪ ،‬مــع إظهــار االفتقــار إلــى اهلل ‪ ،‬ولهــذا ال يشــرع‬
‫التجمل والتطيب لها‪ .‬قال ابن عبـاس رضـي اهلل عنهمـا فـي وصـف خـروج النبـي ‪ ‬لالستسـقاء ‪ :‬خـرج‬
‫رسول اهلل ‪ ‬متبذال ‪ ،‬متواضعا ‪ ،‬متضرعا حتى أتى المصلى‪.‬‬
‫‪ -4‬كل السنن المشروعة في صالة العيد ألنها مثلها‪.‬‬
‫‪ -5‬اإلكثار في خطبة االستسقاء من االستغفار والدعاء مع رفع اليدين ‪.‬‬
‫‪ -6‬تحويل الرداء أو المشلح أو الغترة أو نحوها في نهاية الخطبة والدعاء ‪ ،‬وذلك بجعل يمينه علـى يسـاره‬
‫ويساره على يمينه‪.‬‬
‫‪ ‬املستحب عند نزول املطر ‪:‬‬
‫‪ -1‬الوقــوف فــي أول نــزول المطــر والتعــرض لــه ‪ ،‬لفعــل النبــي ‪ ‬كمــا فــي حــديث أنــس ‪ ‬قــال‪ :‬أصــابنا‬
‫ونحــن مــع رســول اهلل ‪ ‬مطــر قــال‪ :‬فحســر رســول اهلل ‪ ‬ثوبــه حتــى أصــابه مــن المطــر‪ .‬فقلنــا ‪ :‬يــا‬
‫رسول اهلل لم صنعت هذا؟ قال‪ " :‬ألنه حديث عهد بربه تعالى"‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كثــر المطــر وخيــف منــه ‪ ،‬يســن أن يقــال ‪ :‬اللهــم حوالينــا ال علينــا ‪ ،‬اللهــم علــى اآلكــام والظّ ـراب ‪،‬‬
‫وبطون األودية ومنابت الشجر‪.‬‬
‫‪ ‬توجيهات ‪:‬‬
‫‪ -1‬المســلم دائمــا يشــعر بافتقــاره إلــى اهلل وحاجتــه إليــه ‪ ،‬وال يغتــر بمــا تيســر لــه اليــوم مــن وســائل لتــوفير‬
‫الماس هي في حقيقتها فيض من نعم اهلل تعالى‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا دعا اإلمام المسلمين للخروج إلى االستسقاء فال ينبغي التواني والتكاسل في االستجابة لهذا النداء‪.‬‬
‫‪ -3‬من أعظم أسباب منع المطر من السماء انتشار الذنوب والمعاصي وبخاصة منع الزكاة‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫صالة الكسوف واخلسوف‬


‫الكسوف ‪ :‬ذهاب ضوء الشمس أو بعضه في النهار‪.‬‬
‫الخسوف ‪ :‬ذهاب نور القمر أو بعضه في الليل‪.‬‬
‫‪ ‬حكمها ‪ :‬سنة مؤكدة دل على ذلك الكتاب والسنة واإلجماع ‪:‬‬
‫س َوَال لِ ْلقَ َمـ ِـر‬ ‫ـج ُدوا لِ َّ‬
‫لشـ ْـم ِ‬ ‫النهــار و َّ‬
‫الشـ ْـم ُس َوا ْلقَ َمـ ُـر َال تَ ْسـ ُ‬
‫ِ ِ َّ‬ ‫ِ‬
‫‪ -1‬مــن الكتــاب قولــه تعــالى ‪َ ﴿ :‬ومـ ْـن َآياتــه اللْي ـ ُل َو َّ َ ُ َ‬
‫َِّ ِ َِّ‬
‫ون ‪. ‬‬ ‫اس ُج ُدوا لله الذي َخلَقَهُ َّن إِ ْن ُك ْنتُ ْم إَِّياهُ تَ ْع ُب ُد َ‬
‫َو ْ‬
‫‪ -2‬مــن الســنة ‪ :‬دل عليهــا فعــل الرســول ‪ ‬حيــث صــالها لمــا كشــفت الشــمس علــى عهــده عليــه الصــالة‬
‫والسالم ‪ ،‬كما دل عليها أمره ‪ ،‬حيث قال ‪ " : ‬إن الشمس والقمـر آيتـان مـن آيـات اهلل ‪ ،‬ال ينخسـفان‬
‫لموت أحد وال لحياته ‪ ،‬فإذا رأيتم ذلك فادعوا اهلل وكبروا وصلوا وتصدقوا"‪.‬‬
‫‪ -3‬أجمع العلماء على مشروعيتها‪.‬‬
‫‪ ‬حكمة حصول الكسوف واخلسوف ‪:‬‬
‫‪ -1‬الشــمس والقمــر أيتــان مــن آيــات اهلل الكونيــة الدالــة علــى عظــيم قدرتــه كغيرهمــا مــن الكواكــب والنجــوم‬
‫المسـَّـيرة بــأمر اهلل فــي هــذا الكــون الفســيح بدقــة متناهيــة واتقــان عجيــب بــديع يــدل علــى قــدرة اهلل القــاهرة‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ون ‪.‬‬ ‫وعظمته الباهرة ‪َ :‬و ُك ٌّل في َفلَك َي ْسَب ُح َ‬
‫‪ -2‬وكمــا أن للكســوف والخســوف أســبابا كونيــة قــد يــدركها الــبعض بمتابعــة جريــان الشــمس والقمــر فكــذلك‬
‫لوقوعها ِح َك ُم وأسرار إلهية ؛ من أهمها‪.‬‬
‫‪ -‬تنبيــه العبــاد إلــى النظــر فــي هــذا الكــون الفســيح وأن وراءه خالقــا مــدب ار قــاد ار علــى تغييــر نظامــه بيــده‬
‫ملكوت كل شيء ‪ ،‬وقادر على سلب ضوء الشمس والقمر إذا أراد‪.‬‬
‫‪ -‬إيقاظ العباد بالكسوف والخسوف من الغفلة‪.‬‬
‫‪ -3‬الكس ــوف والخس ــوف م ــن الن ــذر يخ ــوف اهلل به ــا عب ــاده ‪ ،‬مثله ــا مث ــل الري ــاح الش ــديدن ‪ ،‬واألعاص ــير‬
‫والزالزل والبراكين والفيضانات وغيرها من الظواهر الكونية المنذرة‪.‬‬
‫وال شــك بــأن هــذه النــذر مــن المخوفــات التــي تهــز القلــوب ‪ ،‬ولكــن غلبــة الحيــاة الماديــة ‪ ،‬والتفســير البعيــد‬
‫عن قدرة اهلل وحكمته وتخويفه ‪ ،‬يحول دون تأثر البعض بها‪.‬‬
‫‪ ‬وقتهمما‪ :‬مــن ابتــداء الكســوف أو الخســوف إلــى التجلِّــي‪ .‬وال تعــاد الصــالة ‪ ،‬فــإذا صــلوها ولــم يحصــل‬
‫التجل ــي بع ــد فإنه ــا ال تع ــاد ‪ ،‬ب ــل يس ــتمرون ف ــي ال ــدعاء واالس ــتغفار‪ .‬كم ــا أنه ــا ال تُقض ــى إذا ل ــم ُيعل ــم‬
‫‪39‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫بالخســوف أو الكســوف إال بعــد ذهابهمــا كمــا أنــه ال يشــرع فعلهــا بمجــرد الخبــر ‪ ،‬بــل حتــى ُيــرى ذلــك‬
‫عيانا‪.‬‬
‫‪ ‬صمممفتها‪ :‬إذا حصــل كســوف أو خســوف ‪ :‬ينــادى للصــالة بقولنــا ‪ " :‬الصــالة جامعــة " ‪ ،‬فــإذا اجتمــع‬
‫الناس صلى بهم اإلمام ركعتين طويلتين ‪ ،‬يجهر فيهما بالقراءة ‪ ،‬يق أر في الركعـة األولـى ‪ :‬الفاتحـة ثـم‬
‫سورة طويلة ‪ ،‬ثم يركع ويطيل الركوع ‪ ،‬ثم يرفع قـائال ‪ :‬سـمع اهلل لمـن حمـده ربنـا ولـك الحمـد ‪ ،‬ثـم يقـ أر‬
‫الفاتحة وسورة طويلة أقصر مـن األولـى ‪ ،‬ثـم يركـع ويطيـل الركـوع أقصـر مـن األول ‪ ،‬ثـم يرفـع قـائال ‪:‬‬
‫سمع اهلل لمن حمده ‪ ،‬ربنا ولك الحمد ‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫ثــم يســجد ســجدتين طــويلتين ‪ ،‬يجلــس بينهمــا وال يطيــل الجلــوس ‪ ،‬ثــم يرفــع مــن الســجدة الثانيــة مكب ـ ار ‪،‬‬
‫ويصلي الركعة الثانية كالركعة األولى بقيامها وركوعها وسجودها ‪ ،‬ولكنها دونها في المقدار‪.‬‬
‫‪ ‬من سننها‪:‬‬
‫صلِّيت فرادى فال بأس ‪.‬‬
‫‪ -1‬أن تصلى في جماعة ‪ ،‬وان ُ‬
‫‪ -2‬التطويل في الصالة ‪ ،‬بقيامها وركوعها وسجودها‪.‬‬
‫‪ -3‬أن الركعة الثانية أقصر من األولى بقيامها وركوعها وسجودها‪.‬‬
‫‪ -4‬الموعظــة بعــدها ‪ ،‬وتــذكير النــاس بقــدرة اهلل وبيــان حكمــة الكســوف ‪ ،‬والحــث علــى فعــل الطاعــات وتــرك‬
‫المنكرات‪.‬‬
‫‪ -5‬كث ـرة الــدعاء والتضــرع واالســتغفار والصــدقة وغيــر ذلــك مــن األعمــال الصــالحة حتــى يكشــف اهلل مــا‬
‫بالناس‪.‬‬
‫‪ ‬توجيهات ‪:‬‬
‫‪ -1‬على المسلم إذا رأى الكسوف أو الخسوف أن يبادر إلى ترك مـا هـو مشـغول بـه واالتجـاه إلـى المسـجد‬
‫ليشارك إخوانه في الصالة والتضرع إلى اهلل تعالى‪.‬‬
‫‪ -2‬إدراك الركعــة فــي صــالة الكســوف يكــون بــإدراك الركــوع األول ‪ ،‬فمــن فاتــه الركــوع األول وأدرك الثــاني‬
‫فقد فاتته الركعة ‪ ،‬وعليه أن يقضيها بعد سالم اإلمام على صفتها‪.‬‬
‫‪ -3‬تصلى صالة الكسوف حتى في أوقات النهي ألنها من ذوات األسباب‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أوقات النهي عن الصالة‬


‫‪ ‬األوقات املنهي عن الصالة فيها مخسة هي ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬من بعد صالة الفجر إلى طلوع الشمس‪.‬‬
‫الثــاني ‪ :‬مــن طلــوع الشــمس حتــى ترتفــع قــدر رمــح فــي رأي العــين ‪ ،‬وذلــك نحــو ربــع ســاعة تقريبــا مــن حــين‬
‫طلوعها‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬عند توسط الشمس في السماء حتى تزول ‪ ،‬وهو قبل وقت الظهر بدقائق‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬من صالة العصر حتى تميل الشمس للغروب ‪.‬‬
‫الخامس ‪ :‬من ميل الشمس للغروب حتى تغرب‪.‬‬
‫ويدل على النهي عن الصالة في هذه األوقات أحاديث منها الحديثان التاليان ‪:‬‬
‫‪ -1‬عــن أبــي ســعيد الخــدري ‪ ‬أن النبــي ‪ ‬قــال‪ ":‬ال صــالة بعــد صــالة العصــر حتــى تغــرب الشــمس‪ ،‬وال‬
‫صالة بعد صالة الفجر حتى تطلع الشمس"‪.‬‬
‫‪ -2‬عن عقبة بن عامر ‪ ‬قـال‪ " :‬ثـالث سـاعات كـان رسـول اهلل ‪ ‬ينهانـا أن نصـلي فـيهن ‪ ،‬أو أن نقبـر‬
‫فـيهن موتانـا ‪ ،‬حـين تطلـع الشـمس بازغـة حتـى ترتفـع ‪ ،‬وحـين يقـول قـائم الظهيـرة حتـى تميـل الشــمس ‪،‬‬
‫وحين َّ‬
‫تضيف الشمس للغروب حتى تغرب " ‪.‬‬
‫‪ ‬حكم الصالة ي أوقات النهي ‪ :‬ال تجوز الصالة في هذه األوقات إال في الحاالت التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬قضاء الفرائض الفائتة ‪ ،‬سـواء فاتـت بسـبب نـوم أو نسـيان أو غيرهمـا ‪ ،‬لقـول النبـي ‪ " : ‬مـن نسـي‬
‫صالة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها "‪.‬‬
‫‪ -2‬صــالة ذوات األســباب ؛ كتحيــة المســجد ‪ ،‬وركعتــي الط ـواف ‪ ،‬وصــالة الجنــازة ‪ ،‬وصــالة الكســوف ‪،‬‬
‫لألدلة الدالة على ذلك كحديث ‪ " :‬إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس"‪.‬‬
‫‪ -3‬قضاء سنة الفجر بعد صالة الفجر‪.‬‬

‫صالة اجلماعة‬
‫‪ ‬حكمهمما ‪ :‬صــالة الجماعــة واجبــة علــى الرجــال األحـرار القــادرين للصــلوات الخمــس فــي حــال اإلقامــة‬
‫وفي حال السفر‪.‬‬
‫ويدل على وجوبها نصوص كثيرة منها‪:‬‬
‫‪41‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ك ‪ ...‬‬‫طائِفَـةٌ ِم ْـنهُ ْم َم َعـ َ‬ ‫ـت ِفـي ِه ْم فَأَقَ ْم َ‬


‫ـت لَهُ ُـم الصَّـالَةَ َف ْلـتَقُ ْم َ‬ ‫‪ -1‬قوله تعـالى فـي صـالة الخـوف ‪َ :‬وِا َذا ُك ْن َ‬
‫الخ اآلية ‪ ،‬حيث أمر اهلل تبارك وتعالى بالجماعة فـي حـال الخـوف والسـفر‪ ،‬فيكـون فـي حـال األمـن‬
‫واإلقامة من باب أولى‪.‬‬
‫‪ -2‬حديث أبي هريرة ‪ ‬أن رسول اهلل ‪ ‬قال‪ " :‬إن أثقـل صـالة علـى المنـافقين صـالة العشـاء وصـالة‬
‫الفجــر ‪ ،‬ولــو يعلمــون مــا فيهمــا ألتوهمــا ولــو حب ـوا ‪ ،‬ولقــد هممــت أن آمــر بالصــالة فتقــام ‪ ،‬ثــم آمــر‬
‫رجــال فيصــلي بالنــاس ‪ ،‬ثــم أنطلــق معــي برجــال معهــم ُحــزم مــن حطــب إلــى قــوم ال يشــهدون الصــالة‬
‫فــأحرق علــيهم بيــوتهم بالنــار "‪ .‬وال يهــم النبــي ‪ ‬بتحريــق المتخلفــين عــن الجماعــة إال ألنهــا واجبــة ‪،‬‬
‫وهكذا ال يوصف المتخلفون عنها بالنفاق إال لوجوبها‪.‬‬
‫‪ -3‬حديث األعمى لما استأذن النبي ‪ ‬أن يصلي في بيته – وهو ال قائد لـه ‪ -‬فقـال النبـي ‪ " : ‬هـل‬
‫تسمع النداء ؟ " فقال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ " :‬فأجب " ‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ثبت عن ابن مسعود ‪ ‬أنه قال ‪ " :‬ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إال منافق معلوم النفاق " ‪.‬‬
‫‪ -5‬وألنها من أعظم شعائر اإلسالم وعالماته الظاهرة‪.‬‬
‫‪ ‬حكمة مشروعيتها ‪ :‬شرع اهلل لهذه األمة اجتماعات متعددة بعضها أكبر مـن بعـض علـى مـدار اليـوم‬
‫واألس ــبوع والع ــام ‪ :‬اإلجتم ــاع خم ــس م ــرات ف ــي الي ــوم والليل ــة عل ــى الص ــلوات الخم ــس ف ــي المس ــاجد‬
‫‪،‬واإلجتماع األسبوعي يوم الجمعة ‪ ،‬وهو أكبر ‪ ،‬واجتماع أكبر منه وهـو االجتمـاع لصـالتي العيـدين ‪،‬‬
‫واالجتماع السنوي الكبير على تأدية مشاعر الحج وال سيما في عرفة‪.‬‬
‫ولهذه االجتماعات حكم عديدة منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬التعــارف ‪ ،‬ثــم م ــا ينشــأ عن ــه مــن التواص ــل ‪ ،‬والتناصــر‪ ،‬وتفق ــد األح ـوال ‪ ،‬وزي ــارة الم ـريض‪ ،‬واغاث ــة‬
‫الملهوف ‪ ،‬ونصرة المظلوم ‪ ،‬وتعليم الجاهل ‪ ،‬ونصح المقصر‪.‬‬
‫‪ -2‬إشاعة المحبة والتراحم والتعاطف والتكاتف بين المسلمين‪.‬‬
‫‪ -3‬التشاور وتبادل اآلراء واألفكار ‪.‬‬
‫‪ -4‬إزالة ما قد يحصل بينهم ‪ ،‬أو ما يحدثه أعداؤهم من التقاطع واالفتراق ‪ ،‬واألحقاد‪.‬‬
‫‪ -5‬إظهار قوة المسلمين وتوحيد صفوفهم وتعويدهم النظام وطاعة اإلمام ليهابهم عدوهم‪.‬‬
‫‪ -6‬مضاعفة األجور وتكفير السيئات بما رتب على الجماعة من فضل‪.‬‬
‫‪ ‬فضمملها ‪ :‬فــي صــالة الجماعــة فضــل عظــيم دلــت عليــه نصــوص كثـرة منهــا‪ :‬حــديث عبــد اهلل بــن عمــر‬
‫رضي اهلل عنهما أن رسول اهلل ‪ ‬قال‪ ":‬صالة الجماعة أفضل من صالة الفذ بسبع وعشرين درجة"‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ ‬ما تدرك به صالة اجلماعة ‪ :‬تدرك صالة الجماعة بإدراك ركعـة مـن الصـالة مـع اإلمـام ‪ ،‬فـإن أدرك‬
‫أقل من ركعة فال يعتبر مدركا للجماعـة ‪ ،‬ولكـن يـدخل مـع اإلمـام فيمـا أدرك ولـه أجـر علـى ذلـك ‪ ،‬إال‬
‫إن كان يغلب على ظنه حضور جماعة أخرى فاألولى أن ينتظر لكي يدرك الجماعة من أولها‪.‬‬
‫‪ ‬ممما تممدرك بممه الركعممة ‪ :‬تــدرك الركعــة بــإدراك الركــوع ‪ ،‬فــإذا أدرك المســبوق إمامــه راكعــا‪ :‬فيجــب أن‬
‫يكبــر تكبيـرة اإلحـرام وهــو واقــف ‪ ،‬ثــم يركــع مكبـ ار مـرة أخــرى للركــوع ‪ ،‬هــذا هــو األفضــل ‪ ،‬وان اقتصــر‬
‫على تكبيرة اإلحرام حال قيامه أجزأته عن تكبيرة الركوع‪.‬‬
‫‪ ‬األعنار املبيحة للتخلف عن اجلمعة واجلماعة ‪ :‬من يسر الشريعة اإلسالمية وسماحتها ‪ ،‬ونفي الحـرج‬
‫عن أهلها أن جـاءت بـالتخفيف عنـد حصـول المشـقة فـي حـاالت ومواضـع متعـددة ؛ منهـا مـا سـبق فـي‬
‫المسح على الخفين والتيمم ‪ ،‬والقصر والجمع ‪،‬وصـالة الخـوف ‪ ...‬ولهـذا فمـن قواعـد هـذه الشـريعة ‪" :‬‬
‫المشقة تجلب التيسير "‪.‬‬
‫وعلــى هــذا األســاس جــاءت النصــوص الكثي ـرة بج ـواز التخلــف عــن الجمعــة والجماعــة – مــع وجوبهمــا‬
‫وأهميتهما ‪ ،‬عند حصول بعض األعذار ‪ ،‬ومن أهمها ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬المرض ؛ إذا كان يشق معه الحضور إلى الجمعة أو الجماعة ‪.‬‬
‫‪ -2‬مدافعة البول أو الغائط ‪ ،‬لما يترتـب علـى مـدافعتهما مـن ذهـاب الخشـوع فـي الصـالة ‪ ،‬ولمـا فيـه مـن‬
‫الضرر على البدن‪.‬‬
‫‪ -3‬حضور طعام ونفسه تتوق إليه ‪ ،‬على أال يتخذ عادة أو حيلة للتخلف‪.‬‬
‫‪ -4‬الخوف المحقق على النفس أو غيرها ‪ ،‬وله صور متعددة منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬الخوف على النفس من ضرر عليها ؛ كمن يخاف عدوا يترصده ويريد به ش ار ‪ ،‬أو رجل ضـعيف‬
‫يتضرر بشدة البرد ‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫ب‪ -‬الخوف من ضرر على ماله ‪ ،‬بضياع أو سرقة أو غيرهما ‪.‬‬
‫ج‪ -‬الخوف على امرأته ‪ ،‬أو رفيقه ‪ ،‬أو قريبه ‪ ،‬أو مريض يرافقه‪.‬‬
‫د‪ -‬الخوف من موت قريبه ‪ ،‬أو أنه مريض يحتاج إليه وليس عنده من يمرضه غيره‪.‬‬
‫ه‪ -‬الخوف من فوات الرفقة في السفر ‪ ،‬أو موعد الطائرة‪.‬‬
‫الو َحل أو الجليد أو الريح الشديدة الباردة‪.‬‬
‫‪ -5‬التأذي بالمطر أو َ‬
‫‪43‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫توجيهات ‪:‬‬
‫‪ -1‬على المسلم إذا جاء واإلمام على حال أن يكبر ويتابعه في تلك الحال وال ينتظره حتى يقوم‪.‬‬
‫‪ -2‬من دخل مع اإلمام بعد قيامه من الركوع فإنه ال يحتسب ذلك من صالته‪.‬‬

‫اإلمام واالئتمام‬
‫‪ ‬األحممق باإلمامممة ‪ :‬جــاء الشــرع باالهتمــام باإلمامــة لمنزلتهــا الرفيعــة ‪ ،‬وأهميتهــا فــي المجتمــع ‪ ،‬فــاعتنى‬
‫باختيار الشخص الذي تسند إليه هذه المهمة ‪ ،‬ليتوالها من هو أهل لها يقوم بواجبها خير قيام‪.‬‬
‫فجـاء اختيــار اإلمـام بنــاء علـى أســس علميـة دينيــة ‪ ،‬وجعـل التفاضــل فـي أحقيــة اإلمامـة بنــاء علـى مــا‬
‫يتصف به الشـخص مـن صـفات العلـم الشـرعي ‪ ،‬والعمـل بهـذا العلـم ولهـذا كـان األحـق باإلمامـة علـى‬
‫الترتيب التالي ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬األق أر لكتاب اهلل وهو األحفظ له واألفقه بأحكامه ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬األعلم بالسنة ‪ :‬وهذه المرتبة بعد االستواء في القراءة ‪.‬‬
‫ثالثــا‪ :‬األقــدم هجـرة ‪ :‬أي مــن تقــدم فــي الهجـرة مــن بــالد الكفــر إلــى بــالد اإلســالم ‪ ،‬وان لــم يكــن هنــاك‬
‫هجرة فاألقدم توبة وهجرة للمعاصي‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬األكبر ًّ‬
‫سنا ‪ :‬أي عند االستواء فيما سبق ‪ ،‬يقدم لإلمامة األكبر سنا‪.‬‬
‫ويدل على ذلك ‪ :‬حديث أبـي مسـعود البـدري ‪ ‬أن النبـي ‪ ‬قـال‪ " :‬يـؤم القـوم أقـرؤهم لكتـاب اهلل‬
‫‪ ،‬فإن كانوا فـي القـراءة سـواء فـأعلمهم بالسـنة ‪ ،‬فـإن كـانوا فـي السـنة سـواء فأقـدمهم هجـرة ‪ ،‬فـإن كـانوا‬
‫في الهجرة سواء فأقدمهم سلما " أي إسالما‪ ،‬وفي رواية ‪ " :‬سنا " ‪.‬‬
‫وهذا الترتيب يالحظ عند إرادة تولية إمام المسجد ‪ ،‬أو في جماعة ليس لهم إمام راتب‪.‬‬
‫أما إذا كان للجماعة إمام راتب ‪ ،‬فهو مقدم على غيره ولو كان هناك من هو أفضل منه ‪ ،‬وهكـذا‬
‫صاحب البيت ‪ ،‬ومن له األمر بدليل قوله ‪ " : ‬وال َي ُؤ َّم َّن الرج ُل الرج َل في بيته وال في سـلطانة إال‬
‫بإذنه "‪.‬‬
‫‪ ‬إمامة احملمدث ‪ :‬ال تصـح الصـالة خلـف المح ِـدث ‪ ،‬إال إذا لـم ُيعلـم بالحـدث إال بعـد نهايـة الصـالة ‪،‬‬
‫فإنها تصح صالة المأموم ‪ ،‬وعلى اإلمام اإلعادة‪.‬‬
‫‪ ‬موقف اإلمام والمأموم ‪:‬‬
‫‪44‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -1‬إذا كان المأموم واحدا ‪ ،‬فالسـنة أن يقـف عـن يمـين اإلمـام محاذيـا لـه ‪ ،‬لحـديث ابـن عبـاس رضـي اهلل‬
‫عنهمــا قــال ‪ ":‬صــليت مــع رســول اهلل ‪ ‬ذات ليلــة فقمــت عــن يســاره ‪ ،‬فأخــذ رســول اهلل ‪ ‬ب أرســي مــن‬
‫ورائي فجعلني عن يمينه "‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كــان الجماعــة اثنــين فــأكثر ‪ :‬فيقــف اإلمــام أمــامهم متوســطا الصــف ‪ ،‬لحــديث جــابر وجبــار رضــي‬
‫اهلل عنهمـا ‪ ،‬أن أحـدهما وقــف عـن يمـين رســول اهلل ‪ ‬واآلخـر عــن يسـاره ‪ ،‬قـال جــابر ‪ :‬فأخـذ رســول‬
‫اهلل بيدينا جميعا فدفعنا حتى أقامنا خلفه " ‪.‬‬
‫‪ -3‬المرأة تقف خلف الرجل إذا أمها ‪ ،‬واذا صلت مع الرجال تقف خلف الصف ‪ ،‬واذا صلى جماعة مـن‬
‫النسـ ــاء مـ ــع الرجـ ــال فالسـ ــنة أن يتـ ــأخر عـ ــن الرجـ ــال ‪ ،‬وتكـ ــون صـ ــفوفهن كصـ ــفوف الرجـ ــال ‪ ،‬وخيـ ــر‬
‫صفوفهن آخرها عكس صفوف الرجـال فخيرهـا أولهـا ‪ ،‬واذا صـلين فـي مكـان منعـزل ال يـراهن الرجـال‬
‫‪ ،‬فحكمهن كحكم الرجال‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا صلى النساء جماعة فالسنة أن تقف إمامتهن وسط صفوفهن وال تتقدم عليهن ‪.‬‬
‫‪ -5‬صالة المنفرد خلف الصف ‪ ،‬ال تصح إال في حال العجز عن المصافة‪.‬‬
‫‪ -6‬ال يصــح االقتــداء باإلمــام لمــن هــو فــي بيتــه مــن خــالل ســماع صــوته فــي المكبــر أو مــن خــالل ســماع‬
‫المذياع ‪.‬‬
‫‪ -7‬يصح االقتداء باإلمام من خارج المسجد إذا اتصلت الصفوف‪.‬‬
‫‪ -8‬يصح اقتداء المأمومين باإلمام وا كانوا في سطح المسجد أو كانوا أنزل منه ؛ إذا سمعوا صوته‪.‬‬
‫‪ -9‬يصـح اقتـداء مـن يــؤدي صـالة الفـرض بمـن يــؤدي صـالة نفـل مثـل‪ :‬صــالة العشـاء خلـف إمـام يصــلي‬
‫التراويح‪.‬عن جابر ‪ ‬قال‪ :‬كان معاذ يصلي مع النبي ‪ ‬ثم يأتي قومه فيصلي بهم‪.‬‬
‫‪ -11‬يص ــح اقت ــداء م ــن يص ــلي نافل ــة بم ــن يص ــلي فريض ــة ‪ ،‬مث ــل ‪ :‬الص ــالة م ــع م ــن فاتت ــه الفريض ــة‬
‫ليحصل له أجر الجماعة‪.‬‬
‫‪ ‬مسابقة اإلمام ‪ :‬المشروع للمأموم متابعة إمامه بأن يفعل الفعل بعد إمامه مباشـرة ؛ لقـول النبـي ‪: ‬‬
‫" إنما جعل اإلمام ليؤتم به ‪ ،‬فإذا كبر فكبروا واذا ركع فاركعوا"‪.‬‬
‫ومسابقة اإلمام محرمة ‪ ،‬وقـد ش ّـدد فيهـا النبـي ‪ ‬فقـال‪ " :‬أمـا يخشـى أحـدكم إذا رفـع أرسـه قبـل اإلمـام‬
‫أن يجعل اهلل رأسه رأس حمار ‪ ،‬أو يجعل اله صورته صورة حمار"‪.‬‬
‫ومن سبق إمامه ساهيا وجب عليه أن يرجع فيتابعه‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫صالة أهل األعنار (‪)1‬‬


‫مــن يســر اإلســالم وســماحته أن خفــف عمــن لديــه عــذر يشــق عليــه بســببه أن يــؤدي الصــالة كمــن ال‬
‫عذر له ‪ ،‬وأهل األعذار هم ‪ :‬المرضى والمسافرون والحائض ‪ ،‬وتفصيل الحكم في صـالتهم علـى النحـو‬
‫التالي‪:‬‬
‫‪ o‬أوال صممالة املممريض‪ :‬يلــزم المـريض أن يــؤدي الصــالة علــى قــدر اســتطاعته ‪ ،‬فــإن كــان يســتطيع أداءهــا‬
‫كالصحيح لزمه ذلك ‪ ،‬وان كان ال يستطيع فبحسب قدرته‪.‬‬
‫‪ -1‬ولهذا يلزمه الصالة قائما إن قدر على القيام‪.‬‬
‫‪ -2‬فإن لم يستطع القيام فإنه يصلي قاعدا‪.‬‬
‫‪ -3‬فإن لم يستطع القعود فإنه يصلي على جنبه ‪ ،‬ويكون وجهه إلى القبلة‪.‬‬
‫‪ -4‬فــإن لــم يســتطع الصــالة علــى جنبــه فعلــى ظه ـره وتكــون رجــاله إلــى القبلــة إن ســهل عليــه واال فعلــى‬
‫حسب حاله‪.‬‬
‫‪ -5‬إذا صــلى الم ـريض قاعــدا أو علــى ظه ـره فإنــه يــومئ بــالركوع والســجود ويكــون ســجوده أخفــض مــن‬
‫ركوعه ‪ ،‬فإن شق عليه اإليماء برأسه أومأ بعينه‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كــان يشــق علــى المـريض التطهــر لكــل صــالة أو تشــق عليــه الصــلوات فــي أوقاتهــا فلــه الجمــع بــين‬
‫صالة الظهر والعصر ‪ ،‬وبين المغرب والعشاء في وقت األولى أو الثانية على حسب األرفق به‪.‬‬
‫‪ ‬ال تسقط الصالة عن المريض أبدا ما دام عقله معه‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كان المريض يغمـى عليـه أيامـا ثـم يفيـق ؛ فإنـه يصـلي حـال إفاقتـه حسـب اسـتطاعته ‪ ،‬ولـيس عليـه‬
‫قضــاء الصــلوات التــي مــرت حــال إغمائــه ‪ ،‬ولكــن إن كــان إغمــاؤه يســي ار كيــوم أو يــومين مــثال فعليــه‬
‫القضاء متى تيسر له ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬الــدليل الجــامع ألحكــام صــالة المــرض قولــه تعــالى ‪ ﴿:‬فَــاتَّقُوا اهللَ َمــا ْ‬
‫اســتَطَ ْعتُ ْم ﴾ وقولــه ‪ ‬لعم ـران بــن‬
‫حصين رضي اهلل عنهما ‪ " :‬صل قائما ‪ ،‬فإن لم تستطع فقاعدا ‪ ،‬فإن لم تستطع فعلى جنب "‪.‬‬
‫‪ o‬توجيهات ‪:‬‬
‫‪ .1‬على المريض أن ال يقطع صلته باهلل تعالى ‪ ،‬بل يداوم علـى ذكـره ودعائـه ‪ ،‬واللجـوء إليـه أن يخفـف‬
‫ما به ‪ ،‬ويرزقه الصبر واألجر‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ .2‬علــى المــتعلم إذا كــان داخــل المستشــفى أن يوجــه إخوانــه المرضــى إلــى عــدم التهــاون بــأمر الصــالة‬
‫ويعلمهــم كيفيتهــا علــى ضــوء مــا درســه مــن أحكــام ‪ ،‬وأنهــا ال تســقط عــنهم حــال المــرض ‪ ،‬بــل يصــلون‬
‫حسب قدرتهم واستطاعتهم‪.‬‬
‫‪ .3‬على المريض –عند أداء الصالة‪ -‬أال يشق على نفسه بما يضرها‪.‬‬
‫‪ .4‬المريض الذي سيجرى له عملية جراجية ويحتاج إلى تخدير فإنه يجوز له الجمع بين الصالتين جمـع‬
‫تقديم أو جمع تأخير حسب األنسب له‪.‬‬

‫صالة أهل األعنار ( ‪) 2‬‬


‫‪ o‬ثانيــا ‪ :‬صممالة املسممافر‪ :‬يشــرع للمســافر قصــر الصــالة الرباعيــة ( الظهــر والعصــر والعشــاء ) ركعتــين ‪،‬‬
‫ركعتين‪.‬‬
‫وقد دل على مشروعية القصر ‪ :‬الكتاب والسنة واإلجماع‪.‬‬
‫الصالَ ِة ﴾‪.‬‬
‫ص ُروا ِم َن َّ‬
‫َن تَ ْق ُ‬
‫اح أ ْ‬ ‫ض َرْبتُ ْم ِفي ْاأل َْر ِ‬
‫ض َفلَ ْي َس َعلَ ْي ُك ْم ُجَن ٌ‬ ‫‪ -1‬قال تعالى ‪َ ﴿ :‬وِا َذا َ‬
‫‪ -2‬وأما من السنة ففعل الرسول ‪ ‬حيث لم يترك القصر في أسفاره ويدل على ذلك أحاديـث كثيـرة منهـا‪:‬‬
‫حــديث أنــس بــن مالــك ‪ ‬قــال‪ :‬خرجنــا مــع النبــي ‪ ‬مــن المدينــة إلــى مكــة ‪ ،‬فكــان يصــلي ركعتــين‬
‫ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة‪.‬‬
‫‪ o‬من أحكام القصر‪:‬‬
‫‪ -1‬مسافة القصر ‪ 81 :‬كم تقريبا‪.‬‬
‫‪ -2‬للمســافر القصــر مــن حــين يخــرج مــن بلــده ‪ ،‬وذلــك بمفارقتــه آلخــر بيوتهــا العــامرة ‪ ،‬وال عبـرة بــالبيوت‬
‫القديمة الخربة غير المسكونة‪.‬‬
‫‪ -3‬أ‪ -‬إذا وصل المسافر بلدا وأراد اإلقامة بها أربعة أيام فأكثر‪ ،‬فإنه يجب عليه اإلتمام‪.‬‬
‫ب‪ -‬وان نوى اإلقامة أقل من أربعة أيام جاز له القصر‪.‬‬
‫ت‪ -‬وان لم ينو إقامة معينة بل لديه غرض متى انتهى سافر‪ ،‬فهذا يجوز له القصر حتـى يسـافر ومثالـه‪:‬‬
‫المريض الذي قدم للعالج فمتى انتهى سافر‪ ،‬أو من عنـده معاملـة ي ارجـع فيهـا الـدوائر الحكوميـة متـى‬
‫انتهت سافر‪ ،‬فهؤالء يجوز لهم القصر حتى يسافروا‪ ،‬ولو زادت المدة على أربعة أيام‪.‬‬
‫‪ -4‬يلزم المسافر اإلتمام إذا صلى خلف إمام مقيم ولو لم يدرك معه إال ركعة واحدة‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫صالة املسافر على مركوبه‬


‫صالة المسافر على مركوبه ال تخلو من حالتين هما‪:‬‬
‫احلالة األوىل ‪ :‬أن تكون نافلـة وحينئـذ تصـح الصـالة مطلقـا بعـذر وبغيـر عـذر ؛ لمـا ثبـت أن الرسـول ‪‬‬
‫كان يصلي النافلة على راحلته حيث توجهت به‪.‬‬
‫احلالة الثانية ‪ :‬أن تكـون فريضـة وحينئـذ تصـح علـى المركـوب إذا كـان ال يسـتطيع النـزول للصـالة علـى‬
‫األرض إمــا َلو َحــل أو مطــر‪ ،‬أو يعجــز عــن الركــوب إذا نــزل أو يخــاف علــى نفســه مــن عــدو أو ســبع ‪،‬‬
‫ونحو ذلك ‪ ،‬وله عدة صور منها‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يستطيع استقبال القبلة ويستطيع الركوع والسجود كما إذا كان في سفينة ‪ ،‬أو فـي طـائر كبيـرة بهـا‬
‫مكــان يتســع للصــالة ‪ ،‬أو فــي ســيارة واســعة ‪ ،‬أو قطــار ‪ ،‬وحينئــذ يلزمــه الصــالة بكيفيتهــا المعتــادة ‪،‬‬
‫ألنه يستطيع‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يســتطيع اس ــتقبال القبل ــة ‪ ،‬وال يس ــتطيع الرك ــوع والس ــجود ‪ ،‬كم ــا إذا ك ــان عل ــى د ارج ــة ‪ ،‬أو س ــيارة‬
‫صغيرة ‪ ،‬أو طائرة صغيرة ‪ ،‬وحينئذ فيلزمه االسـتقبال عنـد تكبيـرة اإلحـرام ثـم يصـلي حسـب مـا يتوجـه‬
‫به مركوبه ويومئ بالركوع والسجود سواء كان على دابة ‪ ،‬أو دراجة أو سيارة أو طائرة ‪.‬‬
‫‪ ‬اجلمع بني الصالتني ‪:‬‬
‫يجــوز الجمــع للمســافر بــين الظهــر والعصــر فــي وقــت إحــداهما ‪ ،‬وبــين المغــرب والعشــاء فــي وقــت‬
‫إحــداهما ‪ ،‬وأم الفجــر فــال تجمــع مــع غيرهــا ‪ ،‬كمــا يجــوز الجمــع لحصــول مطــر يبــل الثيــاب ويحصــل معــه‬
‫مشقة‪.‬‬
‫صالة أهل األعنار ( ‪) 3‬‬
‫‪ ‬ثالثــا ‪ :‬صممالة اخلمموف ‪ :‬صــالة الخــوف تشــرع فــي كــل قتــال مبــاح ‪ ،‬فــي الحضــر والســفر ‪ ،‬ويــدل علــى‬
‫مشروعيتها الكتاب والسنة‪.‬‬
‫طائِفَةٌ ِم ْنهُ ْم َم َع َ‬
‫ك ‪.‬‬ ‫َّالةَ َف ْلتَقُ ْم َ‬ ‫ت ِفي ِه ْم فَأَقَ ْم َ‬
‫ت لَهُ ُم الص َ‬ ‫‪ -1‬فمن الكتاب قوله تعالى‪َ ﴿ :‬وِا َذا ُك ْن َ‬
‫‪ -2‬ومن السنة فعل الرسول ‪ ‬حيث صالها ‪ ‬بأصحابه ‪ ،‬وصالها صحابته من بعده‪.‬‬
‫‪ o‬صممفة صممالة اخلمموف ‪ :‬ال تــأثير للخــوف علــى عــدد الركعــات ‪ ،‬فــإن كانــت فــي الحضــر فتصــلى علــى‬
‫هيئتها ‪ ،‬وان كانت في السفر صليت قص ار ‪ ،‬وانما الذي يختلف صفتها‪.‬‬
‫وقد ورد في صفتها وجوه متعددة كلها جائرة كما قال اإلمـام أحمـد ‪ :‬صـحت صـالة الخـوف عـن النبـي ‪‬‬
‫من ستة أوجه كلها جائزة ‪ ،‬والخوف الموجب لهذه الصالة ال يخلو من حالتين‪:‬‬
‫‪48‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫احلالة األوىل ‪:‬‬


‫الحال ــة األول ــى ‪ :‬حال ــة خ ــوف هج ــوم الع ــدو ‪ ،‬وف ــي ه ــذه الحال ــة ‪ ،‬تص ــلى الص ــالة عل ــى أي كيفي ــة م ــن‬
‫الكيفيات الواردة عن النبي ‪ ‬ومـن هـذه الصـفات ‪ ،‬الصـفة الـواردة فـي حـديث سـهل بـن أبـي خيثمـة ‪، ‬‬
‫وهــي أشــهر الكيفيــات ال ـواردة وبيانهــا كمــا يلــي ‪ :‬أن يجعلهــم اإلمــام طــائفتين ‪ :‬طائفــة تقــوم وجــاة العــدو‬
‫وتحرس ‪ ،‬والطائفة األخرى ‪ ،‬تصلي معه ركعـة ‪ ،‬فـإذا قـام إلـى الثانيـة تنـوي مفارقتـه وتـتم لنفسـها ‪ ،‬وتسـلم‬
‫‪ ،‬ثــم تــذهب وجــاه العــدو للح ارســة وتــأتي الطائفــة األولــى ‪ ،‬فتصــلي مــع اإلمــام الركعــة الثانيــة ‪ ،‬فــإذا جلــس‬
‫للتشهد قاموا وأتموا ألنفسهم وهو ينتظرهم ‪ ،‬فإذا جلسوا وتشهدوا سلم بهم‪.‬‬
‫وهذه الكيفية فيما إذا كانت الصالة في السـفر ‪ ،‬أو فـي الحضـر صـالة الفجـر ‪ ،‬أمـا إذا كانـت فـي‬
‫الحضر أو في صالة المغرب فيصلي باألولى ركعتين ‪ ،‬ثم تنوي مفارقته وتتم لنفسها ما بقـي وتسـلم ؛ ثـم‬
‫ت ــذهب وتج ــيء الثاني ــة فيص ــلي به ــم م ــا بق ــي ‪ ،‬ث ــم تفارق ــه إذا جل ــس للتش ــهد األخي ــر وت ــتم لنفس ــها ‪ ،‬وه ــو‬
‫ينتظرهم حتى إذا جلسوا للتشهد األخير سلم بهم‪.‬‬
‫الحال ــة الثاني ــة ‪ :‬أن يش ــتد الخ ــوف ‪ ،‬وال يمك ــنهم الص ــالة عل ــى الص ــفة الـ ـواردة ‪ ،‬وحينئ ــذ فيص ــلون رج ــاال‬
‫وركبانا إلى القبلة إن تمكنوا واال فإلى أي جهة كما قال ابن عمـر رضـي اهلل عنهمـا عـن النبـي ‪ ": ‬فـإذا‬
‫كان خوف هو أشد من ذلك صلوا رجاال قياما علـى أقـدامهم أو ركبانـا مسـتقبلي القبلـة أو غيـر مسـتقبليها"‬
‫‪ ، .‬ويومئون بالركوف والسجودز‬
‫ويــدخل فــي هــذه الحالــة صــور متعــددة ‪ :‬فــي حالــة نشــوب المعركــة واحتــدام القتــال ‪ ،‬وفــي حالــة‬
‫الهرب من العدو ‪ ،‬أو من سبع ‪ ،‬أو مـن سـيل أو نـار أو غيـر ذلـك ممـا ال يـتمكن معـه مـن الصـالة علـى‬
‫هيئتها ويدل عليها قوله تعالى ‪ ﴿ :‬فَِإ ْن ِخ ْفتُ ْم فَ ِر َج ًاال أ َْو ُرْكَب ًانا ﴾‪.‬‬
‫‪ o‬حكمة مشروعية صالة اخلوف ‪ :‬من الفوائد والحكم في تشريع هذه الصالة ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬يسر اإلسالم وسماحته وبيان رفع اهلل الحرج عن هذه األمة‪.‬‬
‫‪ -2‬أهمية الصالة وعظيم منزلتهـا فـي ٍ‬
‫اإلسـالم حيـث لـم تسـقط مـع شـدة الخـوف فكيـف يتسـاهل بهـا بعـض‬
‫الناس مع األمن والصحة والفراغ‪.‬‬
‫‪ -3‬أهمية صالة الجماعة ووجوبها ‪.‬‬
‫‪ -4‬كمال هذه الشريعة حيث شرعت لكل حال ما يناسبها‪.‬‬
‫‪ -5‬تعظيم شأن الجهاد في اإلسالم ؛ باالستعداد له ‪ ،‬وتفويت كثير من شروط الصالة وأركانها ألجله‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫صالة اجلمعة‬
‫‪ ‬حكمها‪ :‬صالة الجمعة فرض عين على كل ذكر مسلم بالغ عاقل حر مستوطن ال عذر له ‪.‬‬
‫فــال تجــب علــى المـرأة ‪ ،‬والصــغير ‪ ،‬والعبــد والمســافر ‪،‬ولكــن تصــح مــن هـؤالء فــإذا حضــروها أجـزأتهم ‪.‬‬
‫ويدل على ذلك ‪:‬‬
‫اسـ َـع ْوا إِلَـى ِذ ْكـ ِـر اللَّـ ِـه َوَذ ُروا‬ ‫ِ‬ ‫‪ -1‬قولـه تعــالى ‪ ﴿ :‬يـا أَيهــا الَّ ِـذين آم ُنـوا إِ َذا ُنـوِدي لِل َّ ِ ِ‬
‫صـالَة م ْـن َيـ ْـوِم ا ْل ُج ُم َعـة فَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ا ْلَب ْي َع ﴾‪.‬‬
‫‪ -2‬قول ــه ‪ " : ‬لينته ــين أقـ ـوام ع ــن ودعه ــم الجمع ــات أو ليخ ــتمن اهلل عل ــى قل ــوبهم ‪ ،‬ث ــم ليك ــونن م ــن‬
‫الغافلين "‪.‬‬
‫‪ ‬فضل يوم اجلمعة ‪ :‬يوم الجمعة هو أفضل أيام األسـبوع ‪ ،‬خـص اهلل بـه هـذه األمـة بعـد أن ضـلت عنـه‬
‫ســائر األمــم ‪ ،‬وقــد جــاء فــي فضــله أحاديــث كثيـرة منهــا قولــه ‪ " : ‬خيــر يــوم طلعــت عليــه الشــمس يــوم‬
‫الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها"‪.‬‬
‫‪ ‬حكمة مشروعية صالة اجلمعة‪ :‬شرعت صالة الجمعة لحكم عظيمة وأسرار بديعة منها‪:‬‬
‫‪ -1‬إظهار دين اهلل واظهار شعائر اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬تعارف المسلمين وتآلفهم وتعاطفهم وتراحمهم ‪.‬‬
‫‪ -3‬اجتماع الكلمة وتوحيد الصف‪.‬‬
‫‪ -4‬زيادة الحسنات ورفعة الدرجات وتكفير السيئات‪.‬‬
‫‪ ‬شروط صحة اجلمعة ‪:‬‬
‫‪ -1‬دخول الوقت ‪ ،‬فال تصح قبل وقتها وال بعد خروجه ‪ ،‬كبقية الصلوات المفروضة‪ .‬ووقتها كوقت صـالة‬
‫الظهر‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحضرها جماعة فال تصح من منفرد ‪ ،‬وأقل الجماعة ثالثة على الصحيح ‪ ،‬وقيل ‪ :‬أربعون‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يك ــون الص ــلوات مس ــتوطنين بمس ــاكن مبني ــة بم ــا ج ــرت الع ــادة بالبن ــاء ب ــه ‪ ،‬سـ ـواء أك ــان ذل ــك م ــن‬
‫األسمنت المسلح أو من الحجارة أو من الطين أو غيرها‪.‬‬
‫وعليه فـال تصـح مـن أهـل الخيـام وبيـوت الشـعر الـذين ال يسـتوطنون مكانـا ثابتـا‪ ،‬بـل يتنقلـون ويتتبعـون‬
‫العشب لمواشيهم‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ ‬صفة صالة اجلمعة‪ :‬صالة الجمعـة ركعتـان يجهـر فيهمـا بـالقراءة ‪ ،‬ويسـن أن يقـ أر فـي الركعـة األولـى –‬
‫بعد الفاتحة‪ -‬سورة الجمعة وفي الثانية –بعد الفاتحة‪ -‬المنـافقون ‪ ،‬أو يقـ أر فـي األولـى سـبح وفـي الثانيـة‬
‫الغاشية ‪،‬أو لجمعه والغاشية ‪ ،‬فهذه ثالثة أنواع كلها ثابتة عن رسول اهلل ‪.‬‬
‫‪ ‬اخلطبتمممان‪ :‬لخطبتــي الجمعــة أهميــة عظيمــة ومكانــة بــارزة فــي اإلســالم لمــا تشــتمل عليــه مــن الق ـرآن‪،‬‬
‫والح ــديث التوجي ــه الن ــافع والموعظ ــة الحس ــنة والت ــذكير ‪ ،‬واألم ــر ب ــالمعروف والنه ــي ع ــن المنك ــر ‪ ،‬م ــع‬
‫حضور ذلـك االجتمـاع الكبيـر ممـا يكـون لـه أكبـر األثـر فـي توجيـه المجتمـع ونصـحه وتـذكيره علـى هـذا‬
‫المستوى في كل أسبوع‪.‬‬
‫حكمهما ‪ :‬واجبتان ‪ ،‬وهما شرط لصحة الجمعة‪.‬‬
‫أركانهمــا ‪ :‬حمــد اهلل والشــهادتان ‪ ،‬والصــالة علــى رســول اهلل ‪ ، ‬والوصــية بتقــوى اهلل ‪ ،‬وق ـراءة شــيء مــن‬
‫القرآن والموعظة ‪.‬‬
‫وم ــن مس ــتحباتها ‪ :‬الخطبت ــان علـ ـى منب ــر ‪ ،‬وس ــالم الخطي ــب عل ــى الن ــاس عن ــد ص ــعوده ‪ ،‬والفص ــل ب ــين‬
‫الخطبتين بجلسة خفيقة ‪ ،‬وتقصيرهما ‪ ،‬والدعاء فيهما للمسلمين ووالة أمورهم‪.‬‬
‫‪ ‬مستحبات اجلمعة ‪:‬‬
‫‪ -2‬التبكير بالذهاب إليها والدنو من اإلمام‪.‬‬ ‫‪ -1‬االغتسال والتطيب ولبس أحسن الثياب ‪.‬‬
‫‪-4‬قراءة سورة الكهف يوم الجمعة‪.‬‬ ‫‪-3‬اإلكثار من الدعاء رجاء موافقة ساعة اإلجابة‪.‬‬
‫‪ -5‬اإلكثار من الصالة على النبي ‪ ‬في يومها وليلتها‪.‬‬
‫‪ ‬ما ينهى عنه ي اجلمعة ‪:‬‬
‫‪ ‬يحــرم الكــالم واإلمــام يخطــب يــوم الجمعــة ‪ ،‬لقولــه ‪ " : ‬إذا قلــت لصــاحبك يــوم الجمعــة ‪ :‬أنصــت –‬
‫واإلمام يخطب‪ -‬فقد لغوت " أي قلت اللغو ‪ ،‬واللغو ‪ :‬اإلثم‪.‬‬
‫‪ ‬يكره تخطي رقاب الناس إال إذا كان إماما أو يتخطى إلى فرجة ال يصل إليها إال بذلك‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫صالة العيدين‬
‫‪ o‬أعياد املسلمني ‪ :‬ال عيد في اإلسالم سوى عيدي الفطر واألضحى‪ ،‬وهما اللذان عوض اهلل بهما أمـة‬
‫اإلسالم عن أعياد الجاهلية وعن كل عيد مسـتحدث قـال أنـس ‪ : ‬قـدم النبـي ‪ ‬المدينـة ولهـم يومـان‬
‫يلعبون فيهما فقال‪ " :‬قد أبدلكم اهلل بهما خي ار منهما يوم الفطر ويوم األضحى"‪.‬‬
‫‪ o‬مظاهر العيد ‪ :‬اليعد في اإلسالم يجمع بين العبـادة ‪ ،‬وبـين إظهـار الفـرح والسـرور ‪ ،‬وتنـاول الطيبـات‬
‫والمباحات ‪ ،‬فليس مجرد عبادة وال مجرد عادة ‪ ،‬وأنما يجمع بين خيري الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫ولهــذا فــال يجــوز أن يتجــاوز النــاس فــي العيــد هــذا المــنهج ‪ ،‬فــال تشــتمل أفـراحهم فــي العيــد علــى منكــر‬
‫يتنافى مع تعاليم اإلسالم وآدابـه مـن اخـتالط أو تضـييع الصـلوات أو لهـو محـرم أو سـماع لألغـاني أو‬
‫غير ذلك من المحرمات‪.‬‬
‫‪ o‬صممالة العيممدين ‪ :‬صــالة العيــدين مظهــر مــن مظــاهر الشــكر علــى إتمــام نعمــة الصــيام والحــج‪ ،‬وبيــان‬
‫أحكامها على النحو التالي ‪.‬‬
‫‪ o‬حكمها ‪ :‬فرض كفاية ‪ ،‬والدليل على فرضيتها ما يلي ‪:‬‬

‫ص ِّل لِ َرِّب َ‬
‫ك َو ْان َح ْر ﴾ ‪.‬‬ ‫‪ -1‬قوله تعالى ‪  :‬فَ َ‬
‫‪ -2‬أمر النبي ‪ ‬بها ‪ ،‬حتى أمر بها النساء ‪ ،‬كما فـي حـديث أم عطيـة رضـي اهلل عنهـا قالـت ‪ " :‬أمرنـا‬
‫رســول اهلل ‪ ‬أن نخــرجهن فــي الفطــر واألضــحى العواتــق ‪ ،‬والحـ ّـيض وذوات الخــدود ‪ ،‬فأمــا الحــيض‬
‫فيعتزلن الصالة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين‪.‬‬
‫‪ o‬حكمة مشروعيتها‪ :‬تتمثل الحكمة من مشروعية صالة العيدين فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬الشكر على إتمام نعمة العبادة وعلى ما شرع اهلل فيها وبعدها من التقرب إليه بالدماء المشروعة‪.‬‬
‫‪ -2‬التواصل واظهار المحبة والتراحم والتعاطف والتكاتف‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يترتب على هذا االجتماع الكبير لصالة العيد من الفوائد التي تترتب على كل اجتماع للعبـادة كمـا‬
‫سبق في الجمعة‪.‬‬
‫‪ o‬وقتها‪ :‬يبدأ وقت صالة العيد من ارتفاع الشمس قدر رمـح فـي نظـر العـين إلـى زوال الشـمس‪ .‬والسـنة‬
‫تقــديم صــالة عيــد األضــحى ليتســع وقــت التضــحية ‪ ،‬وتــأخير صــالة الفطــر ليســتع وقــت إخ ـراج زكــاة‬
‫الفطر‪.‬‬
‫‪ o‬صفتها‪ :‬صالة العيدين ركعتان بال أذان وال إقامة يجهر فيهما بالقراءة ؛ وصفتها كالتالي ‪:‬‬
‫‪52‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -1‬يكبــر فــي الركعــة األولــى بعــد تكبيـرة اإلحـرام واالســتفتاح وقبــل التعــوذ والقـراءة ســت تكبيـرات ثــم يتعــوذ‬
‫ويبسمل ويشـرع فـي القـراءة ‪ ،‬ويكبـر فـي الركعـة الثانيـة بعـد تكبيـرة االنتقـال خمـس تكبيـرات يرفـع يديـه‬
‫مع كل تكبيرة ويحمد اهلل ويثني عليه ‪ ،‬ويصلي على النبي ‪ ‬بين التكبيرات‪.‬‬
‫‪ -2‬يق أر في الركعتين بعد الفاتحة ‪:‬سورة ( سبح ) في األولـى ( الغاشـية ) فـي الثانيـة ‪ ،‬أو سـورة (ق) فـي‬
‫األولى ( القمر ) في الثانية‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا سـلم مـن الصـالة صــعد المنبـر فخطـب خطبيــتن يجلـس بينهمـا جلسـة خفيفــة ‪ ،‬يتنـاول فـي خطبتــي‬
‫عيــد الفطــر أحكــام زكــاة الفطــر ومــا يناســب الحــال‪ ،‬وفــي خطبتــي عيــد األضــحى ‪ ،‬أحكــام األضــاحي‬
‫وما يناسب المقام‪.‬‬
‫‪ o‬موضعها‪ :‬األفضـل إقامـة صـالة العيـدين فـي الصـحراء القريبـة مـن البلـد إال فـي حـال عـذر مـن مطـر‬
‫ومشقة ‪ ،‬وان أقيمت في المسجد الجامع فال بأس‪.‬‬
‫‪ o‬من سنن العيدين ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يتجمل الرجل بلبس أحسن ثيابه ‪ ،‬أما النساء فيخرجن إلى الصالة غير متجمالت وال متطيبات‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يبكر المأموم في الحضور ‪ ،‬ويتقدم إلى الصفوف األولى‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يذهب من طريق ويرجع من طريق آخر ‪ ،‬ماشـيا علـى قدميـه إن تيسـر عـن جـابر ‪ ‬قـال‪ " :‬كـان‬
‫النبي ‪ ‬إذا كان يوم عيد خالف الطريق "‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يأكل قبل الخروج لصالة عيد الفطر تمرات يقطعها على وتر ( ثالث أو خمس تمرات ‪)...‬‬
‫‪ -5‬ومن سنن الصالة ‪ :‬التكبيرات الزوائد والذكر فيما بينها ‪ ،‬وقراءة السور‪ ، ،،،،‬وأداؤها في الصحراء‪.‬‬
‫‪ o‬أحكام وفوائد ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬يكره التنفل قبل صالة العيد وبعدها في موضعها إال إذا أديت في مسجد فتؤدى تحيـة المسـجد عنـد‬
‫الدخول‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬يسن لمن فاتته صالة العيد أوفاته بعضها ‪ :‬قضاؤها علـى صـفتها فيصـليها ركعتـين بتكبيراتهـا‪ ،‬ومـا‬
‫فاته يتمه على صفته‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬يسن التكبير ليلتي العيدين وعشر ذي الحجة وأيام التشريق وهو نوعان ‪.‬‬
‫‪ -1‬املطلق ‪ :‬وهو الذي لم يقيد بوقت محدد‪ ،‬ويبدأ في عيد الفطر من غروب الشـمس ليلـة العيـد إلـى بـدء‬
‫الصالة ‪ ،‬فيكبر في الليل وفي الطريق إلى المصلى وأثناء ‪ ...‬حتى حضور اإلمام ‪ ،‬ويبـدأ فـي عشـر‬
‫‪53‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ذي الحجة من غروب الشمس ليلة اليـوم األول مـن ذي الحجـة إلـى غـروب شـمس آخـر أيـام التشـريق‬
‫( اليوم الثالث عشر)‪.‬‬
‫يكبر في األسواق والبيوت والمساجد وغيرها ‪ ،‬ويجهر به الرجال وتسر به النساء‪.‬‬
‫‪ -2‬التكممبري املقيممد ‪ :‬وهــو المقيــد بأدبــار الصــلوات المفروضــة المــؤداة فــي جماعــة ويبــدأ فــي حــق غيــر‬
‫المحرم بالحج من صالة الفجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق‪ .‬وفي حق المحـرم بـالحج يبـدأ‬
‫من صالة الظهر يوم العيد إلى عصر آخر أيام التشريق‪.‬‬
‫صفة وقتكبير ‪ :‬أن يقول ‪ :‬اهلل أكبر اهلل أكبر ‪ ،‬الإله إال اهلل ‪ ،‬واهلل أكبر ‪ ،‬اهلل أكبر وهلل الحمد‪.‬‬
‫‪ o‬توجيهات‪:‬‬
‫‪ -1‬العيدان سـمة خاصـة ألمـة محمـد ‪ ‬فـي أصـلهما فهمـا شـريعة مـن اهلل تعـالى‪ ،‬وفـي وقتهـا إذ يرتبطـان‬
‫بعبادتين من أجل العبادات ‪ ،‬وفي مظاهرهما والتي من أهمها أداء أعظم شعيرة وهي الصالة‪.‬‬
‫‪ -2‬العيد فرصة يجب اغتنامها في وصل األرحام المنقطة ‪ ،‬واإلصالح بين األنفس المختصمة‪.‬‬

‫اجلنائز‬
‫يســتحب الحضــور عنــد مــن بــدت عليــه عالمــات المــوت ‪ ،‬وتــذكيره بقــول ‪ :‬ال إلــه إال اهلل ؛ لقــول‬
‫النبي ‪ " : ‬لقنوا موتاكم ال إله إال اهلل "‪.‬‬
‫فإذا مات غمضت عيناه ن وغطي بثوب ‪ ،‬وعجل بتجهيزه والصالة عليه ودفنه‪.‬‬
‫‪ o‬حكم جتهيز امليت والصالة عليه ‪ .‬تغسيل الميت ‪ ،‬وتكفينـه ‪ ،‬وحملـه ‪ ،‬والصـالة عليـه ‪ ،‬ودفنـه ؛ كـل‬
‫ذلك فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط اإلثم عن الباقين‪.‬‬
‫‪ o‬أحكام الصالة على الميت‪:‬‬
‫‪ o‬أركانها‪:‬‬
‫‪ -3‬قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراءة الفاتح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪.‬‬ ‫‪ -2‬التكبيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرات األرب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع‪.‬‬ ‫‪ -1‬القي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام فيه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‪.‬‬
‫‪ -7‬التسليم‪.‬‬ ‫‪ -6‬الترتيب‪.‬‬ ‫‪-5‬الدعاء للميت‪.‬‬ ‫‪ -4‬الصالة على النبي ‪.‬‬
‫‪ o‬سننها‪:‬‬
‫‪ -2‬االس ـ ــتعاذة قب ـ ــل القـ ـ ـراءة‪ -3 .‬ال ـ ــدعاء لنفس ـ ــه وللمس ـ ــلمين‪.‬‬ ‫‪ -1‬رف ـ ــع الي ـ ــدين م ـ ــع ك ـ ــل تكبيـ ـ ـرة‪.‬‬
‫‪ -5‬السكوت قليال بعد التكبيرة الرابعة وقب التسليم‪.‬‬ ‫‪ -4‬اإلسرار في القراءة‪.‬‬
‫‪ -6‬وضع اليد اليمنى على اليسرى فوق الصدر‪ -7 .‬تكثير الصفوف ‪ ،‬بأن تكون ثالثة فأكثر‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ o‬صفتها‪ :‬يقف اإلمام عند رأس الرجـل ووسـط المـرأة ‪ ،‬ويقـف المـأموم خلفـه كبقيـة الصـلوات ‪ ،‬ثـم يكبـر‬
‫أربع تكبيرات تفصيلها كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬يكبر التكبيرة األولى‪ ،‬وهي تكبيرة اإلحرام ‪ ،‬ويستعيذ ويسمي وال يستفتح ‪ ،‬ثم يق أر الفاتحة‪.‬‬
‫‪ -2‬يكبر التكبيرة الثانية ‪ ،‬ويصلي على النبي ‪ ‬على صفة الصالة عليه في التشهد األخير‪.‬‬
‫‪ -3‬يكبــر التكبيـرة الثالثــة ‪ ،‬ويــدعو للميــت ولنفســه وللمســلمين بالــدعاء المــأثور ومنــه ‪ " :‬اللهــم اغفــر لحينــا‬
‫وميتنــا وشــاهدنا وغائبنــا وصــغيرنا وكبيرنــا وذكرنــا وأنثانــا ‪ ،‬فإنــك تعلــم منقلبنــا ومثوانــا ‪ ،‬إنــك علــى كــل‬
‫شيء قدير‪ .‬اللهم من أحييته منـا فأحيـه علـى اإلسـالم والسـنة‪ ،‬ومـن توفيتـه فتوفـه عليهمـا‪ .‬اللهـم اغفـر‬
‫له ‪ ،‬وارحمه ‪ ،‬و عافه واعف عنه ‪ ،‬وأكرم نزله ‪ ،‬ووسع مدخلـه ‪ ،‬واغسـله بالمـاء والـثلج والبـرد ‪ ،‬ونقـه‬
‫مــن الــذنوب والخطايــا كمــا ينقــى الثــوب األبــيض مــن الــدنس ‪ ،‬وأبدلــه دا ار خيــر داره ‪ ،‬وزوجــا خيـ ار مــن‬
‫ونور له فيه‪.‬‬
‫زوجه ‪ ،‬وأدخله الجنة ‪ ،‬وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار ‪ ،‬وافسح له في قبره ِّ‬
‫واذا كان الميت أنثى َّأنث الضمير في الدعاء‪.‬‬
‫وان كان الميت طفال أو سقطا قال‪ :‬اللهـم اجعلـه ذخـ ار لوالديـه ‪ ،‬وفرطـا‪ ،‬وأجـ ار ‪ ،‬وشـفيعا مجابـا‪ .‬اللهـم‬
‫ثقل به موازينهمـا ‪ ،‬وأعظـم بـه أجورهمـا ‪ ،‬وألحقـه بصـالح سـلف المـؤمنين‪ ،‬واجعلـه فـي كفالـة إبـراهيم ‪،‬‬
‫وقه برحمتك عذاب الجحيم‪.‬‬
‫‪ -4‬يكبر التكبيرة الرابعة ‪ ،‬ويسكت بعدها قليال ‪ ،‬ثم يسلم تسليمة واحدة عن يمينه‪.‬‬
‫‪ o‬محممل امليممت وتشممييعه ودفنممه ‪ :‬إذا انتهــت الصــالة علــى الميــت فالســنة المبــادرة بحملــه إلــى قب ـره ‪،‬‬
‫ويستحب لمن تبع الجنازة المشاركة في حملها‪.‬‬
‫ويسن لمن يدخل الميت في قبـره أن يقـول ‪ :‬باسـم اهلل وعلـى ملـة رسـول اهلل ‪ ،‬ويضـعه فـي اللحـد علـى‬
‫جنبه األيمن ووجهه إلى القبلة ‪ ،‬ثم يحل عقد الكفن ‪ ،‬ثم تغطى فتحة اللحد باللبن والطين‪.‬‬
‫ويسن لمن حضر الدفن أن يحثـو علـى القبـر ثـالث حثيـات ‪ ،‬ثـم يهـال التـراب علـى القبـر‪ ،‬ويرفـع قـدر‬
‫شبر من األرض ‪ ،‬وتوضع عليه الحصباء ‪ ،‬ويرش بالماء ‪ ،‬وال بأس بوضع صـخرة علـى أحـد طرفـي‬
‫القبر أو كليهما لتكون عالمة عليه‪.‬‬
‫‪ o‬التعزية ‪ :‬تستحب تعزية أهل الميت لمـا فـي ذلـك مـن تطييـب نفوسـهم وتهـوين المصـيبة علـيهم وحـثهم‬
‫على الصبر‪.‬‬
‫والتعزية تصح بكل لفظ يؤدي غرضها ؛ كأن يقول‪ :‬أعظم اهلل أجرك وأحسن عزاءك ‪ ،‬وغفر لميتـك ‪،‬‬
‫ونحو ذلك‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفقـــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المستوى الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ o‬زيارة املقابر‪ :‬تسن زيارة المقابر للرجال ‪ ،‬بدون سفر ؛ لقصد االتعاظ والـدعاء لألمـوات ؛ لقـول النبـي‬
‫‪ " : ‬نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها"‪.‬‬
‫ومما ورد من الدعاء عند زيارتها ‪:‬‬
‫" السالم عليكم دار قوم مؤمنين ‪ ،‬وانا إن شاء اهلل بكم الحقون " ‪.‬‬
‫أو " الســالم علــى أهــل الــديار مــن المــؤمنين والمســلمين ‪ ،‬ويــرحم اهلل المســتقدمين مــن والمســتأخرين ‪،‬‬
‫وانا إن شاء اهلل بكم لالحقون"‪.‬‬
‫" أسأل اهلل لنا ولكم العافية " ولو دعا لهم بالرحمة والمغفرة ونحوها جاز‪.‬‬
‫‪ o‬حمظورات اجلنائز‪:‬‬
‫‪ -1‬الندب والنياحة ‪ ،‬واظهار الجزع ‪ ،‬والتسخط من قضاء اهلل وقدره‪.‬‬
‫‪ -2‬شق الثياب ولطم الخدود والصراخ ونتف الشعر أو نشره أو حلقه عند الموت‪.‬‬
‫‪ -3‬إعــداد ال ـوالئم واألطعمــة مــن قبــل أهــل الميــت ‪ ،‬ونحــو ذلــك مــن األم ـور المبتدعــة التــي يترتــب عليهــا‬
‫صرف األموال من أجل المباهاة والمفاخرة‪.‬‬
‫‪ -4‬إسراج القبور أو إنارتها بالكهرباء ‪ ،‬او تجصيصها أو الكتابة عليها‪.‬‬
‫‪ -5‬إهانة القبور بالجلوس عليها‪ ،‬أو المشي عليها بالنعال ‪ ،‬أو جعلها مكانا لرمي الزبل والقمامة‪.‬‬
‫‪ -6‬التبرك بالقبور والطواف بها‪ ،‬ودعاء الموتى‪.‬‬
‫‪ -7‬الدفن في المساجد ‪ ،‬أو بناء المساجد على القبور ‪ ،‬أو الصالة إليها‪.‬‬
‫‪ -8‬اتباع النساء للجنائز أو زيارتهن للمقابر‪.‬‬
‫‪ o‬توجيهات ‪:‬‬
‫‪ -1‬من فاتته الصالة على الجنازة صلى عليها في المقبرة قبل الدفن أو بعده‪.‬‬
‫‪ -2‬يستحب أن يعد الطعام ألهل الميت ؛ ألنهم مشغولون بمصيبتهم عن إعداد الطعام‪.‬‬
‫‪ -3‬البكاء على الميت بدون تسخط وال رفع صوت وال ندب جائز ‪ ،‬قال ‪ ‬لمـا مـات ابنـه إبـراهيم ك " إن‬
‫العين تدمع ‪ ،‬والقلب يحزن ‪ ،‬وال نقول إال ما يرضي ربنا‪ ،‬وانا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون"‪.‬‬
‫‪ -4‬شهيد المعركة يدفن في ثيابه التي استشهد فيها ‪ ،‬واليغسل ن واليصلى عليه‪.‬‬
‫‪ -5‬إذا مات المحرم بحج أو عمرة فإنه يغسل وال يقرب طيبا ‪ ،‬وال يغطي رأسه ‪ ،‬ويصلى عليه‪.‬‬

‫انتهى كتابته ‪1434/11/21‬ه‬

You might also like