You are on page 1of 21

‫اململكة العربية السعودية‬

‫وزارة التعليم‬
‫اجلامعة اإلسالمية يف املدينة املنورة‬
‫( ‪) 230‬‬
‫كلية العقيدة والدعوة‬
‫قسم العقيدة‬
‫مسار األديان واملذاهب الفكرية‬

‫األشاعرة‬
‫تعريفها‪ ،‬ومراحلها‪ ،‬وأشهر رجاهلا‪ ،‬وجممل عقائدها‬
‫حبث صفي يقدم يف مادة الفرق‬

‫إعداد الطّالب‪:‬‬
‫يوليوسكي حنفيا‬
‫الرقم اجلامعي‪) 681210154 ( :‬‬

‫العام اجلامعي‪1668 :‬‬


‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫إن احلمدد ممددو وتسدتعينن وتسدت فرو وتعدو بدا مدأ شدرور أتفسدنا‪ ،‬ومدأ سديتاأ أعمالندا‪ ،‬مدأ يهددو‬
‫ا فال مضل لن‪ ،‬ومأ يضلل فال هادي‪ ،‬وأشدهد أن إلدن إ ا وحددو شدري لدن‪ ،‬وأشدهد أن ممددا عبددو‬
‫ورسولن‪ ،‬صلى ا علين وعلى آلن وسلم تسليما كثريا‪.‬‬
‫يأ َآمنُوا اتَّد ُقوا اللَّنَ َح َّق تُد َقاتِِن َوَ ََتُوتُ َّأ إَِّ َوأَتْدتُ ْم ُم ْسلِ ُمو َن﴾ [آل عمران‪]120 :‬‬ ‫َّ ِ‬
‫﴿يَاأَيدُّ َها الذ َ‬
‫دث ِمْند ُه َمدا ِر َجدا َكثِدريا‬ ‫اح َددةو َو َخلَ َدق ِمْند َهدا َزْو َج َهدا َوبَ َّ‬ ‫﴿ياأَيدُّها النَّاس اتَّد ُقوا ربَّ ُكم الَّ ِذي خلَ َق ُكم ِمدأ تَد ْفد و و ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫َوتِ َساء َواتَّد ُقوا اللَّنَ الَّ ِذي تَ َساءَلُو َن بِِن َو ْاأل َْر َح َام إِ َّن اللَّنَ َكا َن َعلَْي ُك ْم َرقِيبا﴾ [النساء‪]121 :‬‬

‫صلِ ْح لَ ُك ْم أ َْع َمالَ ُك ْم َويَد ْ ِف ْر لَ ُك ْم ُتُدوبَ ُك ْم َوَم ْدأ يُ ِعد ِ‬ ‫ِ‬


‫يأ َآمنُوا اتَّد ُقوا اللَّنَ َوقُولُوا قَد ْو َسديدا○يُ ْ‬
‫َّ ِ‬
‫﴿ يَاأَيدُّ َها الذ َ‬
‫اللَّنَ َوَر ُسولَنُ فَد َق ْد فَ َاز فَد ْوزا َع ِظيما﴾ [األحزاب‪]01-02 :‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فأقدددم إلخددوا الكدرام هددذا الب ددث املددوجز الددذي يتندداول علددى إحدددف الفددرق الكالميددة ال ددهرية؛ أ وهددي‬
‫فرقددة األشدداعرة الددص صددار أمرهددا قددد يلتددب علددى كثددري مددأ املسددلم حد تدد ِعي هددذو الفرقددة أثددا َتثددل أهددل السددنة‬
‫واجلماعة‪ ،‬وازداد األمر تلبسا ملا وق يف بعض مقا أ علماء أهل احلدديث وغدريهم مدأ تأويدل بعدض الصدفاأ‪،‬‬
‫واحلقيقة أن هؤ ء يسلكون مسل السلف‪ ،‬وحيذرون مسل املتكلم بل ويذموثم‪.‬‬
‫واقتصرأ يف هدذا الب دث علدى كدل العناصدر الدص بلدب مدا كتابتدن مدأ‪ :‬التعريدف ذدذو الفرقدة‪ ،‬واألبدوار‬
‫الص مرأ ذا‪ ،‬وأبرز أعالمها‪ ،‬ويف األخري بعض مقا هتم يف أبواب ا عتقاد‪.‬‬
‫وختاما أسأل ا أن يتقبل هذا العمل‪ ،‬كما أسألن سب اتن التوفيق والسداد للجمي ‪.‬‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬
‫تكمأ أمهية املوضوع يف اآلا‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -1‬إن األش د دداعرة تع د ددد أكث د ددر الفرق د ددة اتت د ددارا م د ددأ ب د د املس د ددلم ب د ددزعمهم‪ ،‬وأيض د ددا ق د ددد أص د ددبح ت د دددرس‬
‫يف كثري مأ املعاهد واجلامعاأ‪ ،‬فمعرفتها صارأ يف غاية األمهية وخاصة لعلبة العلم‪.‬‬
‫‪ -0‬إن األش د دداعرة ت د دددعي أث د ددا س د ددارأ عل د ددى ث د د أه د ددل الس د ددنة واجلماع د ددة‪ ،‬فبي د ددان حقيقته د ددا مه د ددم ج د دددا‬
‫هل هم فعال على ل أو ‪.‬‬
‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬
‫تربز أسباب اختيار املوضوع يف اآلا‪:‬‬
‫‪ُ -1‬كلف د دت بكتاب د دة هد ددذا الب د ددث مد ددأ قبد ددل مد دددرس مد ددادة الفد ددرق أ‪.‬د‪ .‬س د دليمان الس د د يمي حفظد ددن ا‬
‫ورعاو‪.‬‬
‫‪-0‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫يهدف الب ث إىل بيان عدة أمور‪:‬‬
‫‪ -1‬التعريف املوجز لفرقة األشاعرة وتعورها‪.‬‬
‫‪ -0‬العرض اجململ لعقائد فرقة األشاعرة يف أبواب ا عتقاد‪.‬‬

‫تساؤالت البحث‪:‬‬
‫السؤال الرئي العام هلذا الب ث‪ :‬ما تعريف فرقة األشاعرة؟‬
‫ويتفرع مأ هذا السؤال األستلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ما هي املراحل الص مرأ ذا األشاعرة؟‬
‫‪ -‬مأ أبرز رجال كل مرحلة؟‬
‫‪ -‬ما هو جممل عقائد األشاعرة يف أبواب ا عتقاد؟‬
‫حدود البحث‪:‬‬
‫يف هذا الب ث ستقتصر على موضوع فرقة األشاعرة‪.‬‬
‫تقسيمات البحث‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫اشتمل البحث على مقدمة‪ ،‬ومبحث‪ ،‬ومطلب‪ ،‬وخاتمة‪ ،‬وفهارس‪.‬‬
‫المقدم ة ةةة‪ :‬وت د ددتمل عل د ددى أمهي د ددة الب د ددث‪ ،‬وأس د ددباب اختي د ددارو‪ ،‬وأه د ددداف الب د ددث وتس د ددا تن‪ ،‬وح د دددود‬
‫الب ث‪ ،‬وتقسيماأ الب ث‪ ،‬ومنه الب ث‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬تعريف فرقة األشاعرة‪ ،‬وفين معلبان‪:‬‬
‫‪ ‬المطلب األول‪ :‬تعريف اإلمام أيب احلسأ األشعري‪.‬‬
‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬تعريف فرقة األشاعرة‪.‬‬
‫‪ ‬المبحة ةةث الثة ةةاني‪ :‬املراحد ددل ال ددص مد ددرأ ذد ددا األشد دداعرة‪ ،‬وأب ددرز رجد ددال كد ددل مرحلد ددة‪ ،‬وفيد ددن‬
‫معلبان‪:‬‬
‫‪ ‬المطلب األول‪ :‬املراحل الص مرأ ذا األشاعرة‪.‬‬
‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬أبرز رجال كل مرحلة‪.‬‬
‫‪ ‬المبحة ة ة ةةث الثالة ة ة ةةث‪ :‬جممد د د ددل عقائد د د ددد األشد د د دداعرة يف أب د د د دواب ا عتقد د د دداد‪ ،‬وفيد د د ددن مخسد د د ددة‬
‫معالب‪:‬‬
‫‪ ‬المطلب األول‪ :‬قول األشاعرة يف التوحيد‪.‬‬
‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬أول واجب على العبد عند األشاعرة‪.‬‬
‫‪ ‬المطلب الثالث‪ :‬عقيدة األشاعرة يف الصفاأ‪.‬‬
‫‪ ‬المطلب الرابع‪ :‬عقيدة األشاعرة يف اإلميان‪.‬‬
‫‪ ‬المطلب الخامس‪ :‬عقيدة األشاعرة يف القدر‪.‬‬
‫‪ ‬الخاتمة‪ :‬وفيها أهم تتائ الب ث‪.‬‬
‫‪ ‬الفهارس‪ :‬وتتضمأ اآلا‪:‬‬
‫‪ /1‬فهرس املصادر واملراج ‪.‬‬
‫‪ /0‬فهرس املوضوعاأ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫سيكون منهجي يف هذا الب ث هو املنه ا ستقرائي الوصفي مع مراعات الخطوات اإلرجرا ية عند‬
‫كتابة البحث على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ .1‬عزو اآلياأ القرآتية الواردة يف الب ث بذكر اسم السورة ورقم اآلية‪.‬‬
‫‪ .0‬إ ا ك د ددان الك د ددالم املنق د ددول حرفي د ددا وض د ددعت ل د ددن عالم د ددة تنص د ددي ‪ ،‬وأش د ددري يف احلاش د ددية إىل مك د ددان‬
‫النقل اسم الكتاب واجلزء والصف ة‪.‬‬
‫‪ .3‬إ ا تقل د ددت ب د دداملع أو تصد د درفت يف ت د د الك د ددالم‪ ،‬كتب د ددت يف احلاش د ددية‪ :‬اتظ د ددر كت د دداب ك د ددذا ج د ددزء‬
‫كذا ‪-‬إ ا كان لن أجزاء‪ -‬صف ة كذا‪.‬‬
‫‪ .6‬بيان األلفاظ ال ريبة واملصعل اأ العلمية معتمدا يف ل على املراج األصيلة‪.‬‬
‫‪ .8‬أقوم برتمجة موجزة لألعالم غري امل هوريأ الذيأ هلم عالقة مباشرة بصلب املوضوع‪.‬‬
‫‪ .4‬ا لتزام بعالماأ الرتقيم وضبط ما حيتاج إىل ضبط‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المبحث األول‬

‫تعريف فرقة األشاعرة‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف اإلمام أبي الحسن األشعري‬

‫قبل ال روع يف بيان معرفة مذهب األشاعرة تفسن‪ ،‬مأ األوىل أن أ كر موجز سرية ال خصية الص‬
‫ينتسب إليها املذهب‪.‬‬

‫أوال‪ :‬نسبه ومولده‪:‬‬

‫هو علي بأ إمساعيل بأ أيب ب ر (إس اق) بأ سامل بأ عبد ا بأ موسى بأ بالل بأ أيب بردة‬
‫بأ أيب موسى (عبد ا ) بأ قي بأ حضار األشعري اليما البصري صاحب رسول ا صلى ا علين‬
‫‪1‬‬
‫وسلم‪.‬‬
‫‪0‬‬
‫وكان أبوو إمساعيل بأ إس اق مأ أص اب احلديث وأهل السنة واجلماعة ال افعي املذهب‪.‬‬
‫تويف عنن وهو ص ري‪ ،‬فبقي يرتىب على يد شيخن وزوج أمن أيب علي اجلبائي‪ 3‬مو أربع سنة‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫ُولد اإلمام يف البصرة سنة ‪042‬هد على أرجح األقوال‪ ،‬وتويف بب داد سنة ‪306‬هد‪.‬‬

‫مر عليها اإلمام أبو الحسن األشعري‬


‫ثانيا‪ :‬المراحل العقدية التي ّ‬
‫كان اإلمام أبو احلسأ األشعري مر يف حياتن العقدية على عدة مراحل الص سوف أ كرها يف‬
‫هذا الباب‪ ،‬ومعرفتها أمر يف غاية األمهية‪ ،‬حىت يستعي الباحث أن حيكم بكل إتصاف واعتدال على‬

‫‪1‬سري أعالم النبالء (‪ ،)58/18‬تبي كذب املفرتي (ص‪.)36:‬‬


‫‪0‬تبي كذب املفرتي (ص‪.)38 :‬‬
‫‪3‬هو‪ :‬أبو علي ممد بأ عبد الوهاب البصري شيخ املعتزلة‪ ،‬وصاحب التصاتيف‪ ،‬ماأ بالبصرة‪ ،‬سنة ‪323‬هد‪ ،‬أخذ‬
‫عأ أيب يعقوب ال ام وعاش ‪ 45‬سنة وماأ‪ ،‬فخلفن ابنن؛ العالمة أبو هاشم اجلبائي‪ ،‬وأخذ عنن فأ الكالم أيضا‪:‬‬
‫أبو احلسأ األشعري‪ ،‬مث خالفن‪ ،‬وتابذو‪ ،‬وتسنأ‪ ،‬سري أعالم النبالء (‪.)153/16‬‬
‫‪6‬سري أعالم النبالء (‪.)54/18‬‬
‫‪6‬‬
‫املرحلة األخرية الص استقر عليها اإلمام‪ ،‬وحىت يعلم املنتسبون إلين هل هم فعال ينتمون ملا هو علين‬
‫شيخهم‪ ،‬أم أثم خيالفون ملا هو علين يف آخر مرحلتن‪.‬‬

‫والباحثون خيتلفون يف كر هذو املراحل‪ ،‬فمنهم كروا أتن مر مبرحلت ومنهم كروا ثالث‬
‫مراحل‪ ،‬وسيأا كرو وبياتن كاآلا‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مرحلة االعتزال‬

‫أسلفت يف الذكر أن أباو تويف عنن وهو ص ري‪ ،‬وأمن تزوج بعد وفاة أبين مأ أيب علي اجلبائي‬
‫ُ‬ ‫كما‬
‫وهو رمز املعتزلة يف ل الوقت‪ ،‬فاحتضنن ورباو على عقيدتن‪ ،‬وظل اإلمام على هذو العقيدة أربع سنة‬
‫حىت صار رأسا فيها‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وهذو املرحلة مل خيالف فيها أحد و مجي املصادر التارخيية على أتن كان معتزليا‪.‬‬

‫وملا ك فت عنن عوار هذو العقيدة‪ ،‬رج عأ مقالتهم ألسباب كثرية كرها الباحثون‪ ،‬و داعي لذكرها‬
‫هنا‪ ،‬وخرج عليهم‪ ،‬وك ف فضائ هم بعد ل ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مرحلة بعد االعتزال‬

‫وقد اختلف الباحثون بعد رجوع اإلمام أيب احلسأ األشعري مأ ا عتزال على قول ‪:‬‬

‫‪ ‬القول األول‪ :‬أتن بعد رجوعن مر على بوريأ‪:‬‬


‫‪ ‬العور األول‪ :‬أتن تاب عقيدة ابأ كالب‪ ،0‬يؤلف املؤلفاأ فيها ويناظر املعتزلة‪ ،‬ويسل منه‬
‫التوسط ب السلف واملعتزل‪ ،‬ويثمل هذا العور كتابن "اللم يف الرد على أهل الزيغ والبدع"‪.‬‬
‫‪ ‬العور الثاين‪ :‬أن ا هداو تباع منه السلف اتباعا كامال وترك ما كان علين ابأ كالب‪ ،‬وميثل‬
‫هذا العور كتابن "اإلباتة عأ أصول الدياتة ومقا أ اإلسالمي "‪ ،‬وزاد الباحث عالء إبراهيم‬

‫‪1‬اتظر‪ :‬أثر التصوف على مذهب األشاعرة (ص‪ ،)38 :‬اإلمام األشعري حياتن وأبوارو العقدية (ص‪.)124 :‬‬
‫‪2‬هو‪ :‬عبد ا بأ سعيد بأ كالب القعان‪ ،‬أحد أئمة املتكلم ‪ ،‬لقب بكالب لقوة مناظرتن‪ ،‬تويف سنة ‪062‬ه‬
‫وقيل ‪ ،061‬اتظر‪ :‬ببقاأ ال افعية الكربف (‪.)322-000/0‬‬

‫‪7‬‬
‫عبد الرحيم يف ص ة اتتقال أيب احلسأ األشعري إىل مذهب السلف خاصة يف باب الصفاأ‪،‬‬
‫و كرها أسبابا عديدة‪.1‬‬
‫‪ ‬القول الثاين‪ :‬أتن بعد رجوعن مأ ا عتزال مر بعور واحد؛ أتن تاب مذهب ابأ كالب وبقيت‬
‫‪0‬‬
‫عليها بقايا اعتزالية‪ ،‬وقرب مأ منه السلف م بقاء بعض املخالفاأ لن‪.‬‬

‫‪1‬اتظر‪ :‬تقض اإلمام أيب احلسأ األشعري ملعتقد األشعرية يف الصفاأ (ص‪.)5-4:‬‬
‫‪0‬أثر التصوف (ص‪.)30-34 :‬‬
‫‪8‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف فرقة األشاعرة‬

‫كر ال يخ ممد بأ أمان اجلامي أن األشاعرة هي‪( :‬فرقة مأ أهل الكالم تنسب إىل أيب احلسأ‬
‫األشعري)‪ 1،‬والنسبة ظهرأ يف حدود القرن الراب اهلجري‪ ،‬وتابعن جهابذة األئمة الذيأ كان هلم األثر‬
‫الكبري يف اتت ار الفرقة‪ ،‬كالباقالين‪ ،‬واجلويا‪ ،‬وال زايل‪ ،‬والرازي وغريهم‪.0‬‬

‫واتتسابن هذا إمنا بعد رجوعن مأ مذهب ا عتزال‪ ،‬ووافق مذهب ابأ كالب‪ ،‬كما كرو د‪.‬‬
‫غالب بأ علي عواجي حيث قال‪( :‬واتتساب األشاعرة إلين إمنا هو بعد تركن لالعتزال واتتسابن إىل ابأ‬
‫كالب‪ ،‬وهى املرحلة الثاتية مأ املراحل الص مر ذا األشعرية‪ ،‬ومل يدم فيها إ رج إىل مذهب السلف‪،‬‬
‫ولكأ بعض األشاعرة ينتسبون إلين ولكأ يف مرحلتن الثاتية‪ ،‬ومأ اتتسب إلين يف مرحلتن الثالثة فقد وافق‬
‫‪3‬‬
‫السلف)‪.‬‬

‫قلت‪ :‬تعرف إ ا أن مذهب األشاعرة إمنا ينتسب إىل شيخهم األشعري ملا كان يف بورو الثاين‬
‫بعد ا عتزال‪ ،‬أي ملا كان يرتىب على مذهب الكالبية‪ ،‬م أن يف بورو األخري رج اإلمام إىل مذهب‬
‫السلف‪ ،‬وهذا يظهر ملأ يتأمل يف كتابن "اإلباتة ومقا أ اإلسالمي " وباخلصوص فيما يتعلق بباب‬
‫الصفاأ‪ ،‬وأتن خمالف ملا علين األشعرية خاصة املتأخريأ منهم‪.‬‬

‫‪1‬النبذة الندية يف بيان حقيقة األشعرية (ص‪.)0 :‬‬


‫‪0‬سوف تأا ترمجتهم يف املب ث الثالث‪.‬‬
‫‪3‬فرق معاصرة تنتسب إىل اإلسالم وبيان موقف اإلسالم منها (‪.)1028/3‬‬
‫‪9‬‬
‫المبحث الثاني‬

‫المراحل التي مرت بها األشاعرة وأبرز ررجال كل مرحلة‬

‫المطلب األول‪ :‬مراحل التي مر بها األشاعرة‬

‫كرأ يف املب ث األول أن أبا احلسأ األشعري يف بورو العقدية قد مرأ على مرحلت بعد‬
‫ُ‬
‫ا عتزال‪ ،‬مث يف هذا املعلب سوف أ كر أن األشاعرة كاملذهب قد تعور عما كان علين يف زمأ شيخهم‬
‫األشعري‪.‬‬

‫كر أ‪.‬د‪ .‬تاصر بأ عبد الكرمي العقل يف مقدمة كتابن الفرق الكالمية‪ ،‬حيث قال‪( :‬أن األشاعرة‬
‫كاتت قد مرأ بأبوار كثرية هي يف أوهلا أقرب إىل السنة وث السلف الصاحل‪ ،‬مث جتارأ ذم األهواء‬
‫والنزعة الكالمية والفلسفية مث الصوفية حىت استقرأ أصوهلا على األصول الكالمية والفلسفية والصوفية‬
‫يف اجلملة و ل منذ القرت الساب والثامأ‪ .)1‬اتتهى كالمن‪.‬‬

‫وقد اختلف الباحثون يف كر ترتيب هذو املراحل فمنهم مأ كرها بناء على زمأ الظهور‪،‬‬
‫ومنهم مأ كرها بناء على املعتقد‪.‬‬
‫‪0‬‬
‫فالمرحلة األولى‪ :‬مرحلة تأثر األشاعرة بالكالبية‪.‬‬

‫فالكالبية تسبة إىل عبد ا بأ سعيد بأ القعان البصري امللقب بابأ كالب ‪062‬ه‪ ،‬شيخ أيب‬
‫احلسأ األشعري يف بورو الثاين‪ ،‬فهي سلف األشاعرة‪ ،‬فهو يعد مؤس األول هلذا املذهب حىت يعلق‬
‫كرأ يف هذو املرحلة‬
‫اسم أحد هذا املذهب على األخرف‪ ،‬وإن كان األغلب يف التسمية لألشاعرة‪ ،‬و ْ‬
‫ملوافقتن بابأ الكالب‪ ،‬سواء كاتت موافقتهم يف مصادر التلقي‪ ،‬ومنه ا ستد ل‪ ،‬وجماتبتهم ألهل‬
‫األهواء وخاصة املعتزلة والرد عليهم‪ ،‬وغريها مأ املسائل‪.‬‬

‫‪1‬الفرق الكالمية (ص‪.)0:‬‬


‫‪0‬اتظر‪ :‬األبوار العقدية يف املذهب األشعري (ص‪.)15-14:‬‬
‫‪01‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬مرحلة تأثر األشاعرة بالمعتزلة‬

‫مسيت هذو املرحلة ملواقتهم للمعتزلة وخمالفتهم لألشاعرة الكالبية يف أهم املسائل‪ ،‬ومأ املسائل‬
‫الص جتم موافقتهم‪ :‬رد أخبار اآلحاد وأثا تفيد العلم‪ ،‬تفي صفاأ اخلربية وتأويلها‪ ،‬وتفي العلو‬
‫‪1‬‬
‫وا ستواء وتأويلها‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة تأثر األشاعرة بالمتفلسفة‬

‫وقد اختلط أعالم هذو املرحلة علم الكالم شيتا مأ الفلسفة‪ ،‬ووافقهم يف املنه واملسائل‪ ،‬بل‬
‫تعترب هذو املرحلة ختالف ملنه مؤسسن أيب احلسأ األشعري‪ ،‬تاهي عأ معتقد أهل السنة واجلماعة‪،‬‬
‫وأثم يعرضون عأ الكتاب والسنة وأقوال السلف إعراضا كامال‪ ،‬بل وض القواعد لردمها‪ ،‬ويقدمون‬
‫‪0‬‬
‫العقلياأ الفلسفية عأ تصوص ال ريعة‪ ،‬وغريها مأ املعتقد‪.‬‬

‫‪1‬اتظر‪ :‬األبوار العقدية يف املذهب األشعري (ص‪.)30-31:‬‬


‫‪0‬املصدر السابق (ص‪.)61-30:‬‬
‫‪00‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أبرز ررجال كل مرحلة‬

‫يف هذا املعلب سأعرض ل أيها القارئ موجز بعض أعالم األشاعرة حسب تعورها‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ‬أوال‪ :‬أبرز الررجال في مرحلة تأثر األشاعرة بالكالبية‪:‬‬

‫‪ .1‬أبو الحسن األشعري (‪423‬ه)‪.‬‬

‫سبقت ترمجتن يف املعلب األول‪ ،‬فهو الذي وض األصول الكربف للمذهب متابعا بأ كالب‪.‬‬

‫‪ .2‬أبو الحسن علي بن محمد بن مهدي الطبري ‪483‬ه‪.‬‬

‫وهو مأ تالميذ أيب احلسأ األشعري‪ ،‬ومأ أشهر كتبن تأويل األحاديث امل كلة املوض ة وبياثا‬
‫باحلجة والربهان‪.‬‬

‫‪ .4‬القاضي أبو بكر الباقالني ‪334‬ه‪.‬‬

‫اإلمام‪ ،‬العالمة‪ ،‬أحد املتكلم ‪ ،‬مقدم األصولي ‪ ،‬القاضي‪ ،‬أبو بكر ممد بأ العيب بأ ممد‬
‫بأ جعفر بأ قاسم البصري‪ ،‬مث الب دادي‪ ،‬وكان ثقة إماما بارعا‪ ،‬صنف يف الرد على الرافضة‪ ،‬واملعتزلة‪،‬‬
‫واخلوارج واجلهمية والكرامية‪ ،‬واتتصر لعريقة أيب احلسأ األشعري‪ ،‬وقد خيالفن يف مضائق‪ ،‬فإتن مأ‬
‫تظرائن‪ ،‬وقد أخذ علم النظر عأ أص ابن‪ ،0‬يعد الباقالين املؤس الثاين للمذهب‪ ،‬بل قد ظهرأ تسمية‬
‫األشاعرة يف زمنن لكثرة تأليفاأ الص قرر فيها عقيدة األشعرية‪ ،‬كر ابأ عساكر‪( :‬فلعمري أتن إمنا‬
‫اشتهرأ هذو النسبة مأ األزمنة يف عصر القاضي أيب بكر الباقالين‪ ،‬ي التصاتيف املست سنة‪،‬‬
‫الد ئل‪ ،‬وا تصاف فيما جيب اعتقادو و جيوز‬ ‫واتت رأ بب داد)‪ ،3‬وأشهر كتبن َتهيد األوائل وتلخي‬
‫اجلهل بن‪ ،‬وغريمها‪.‬‬

‫‪ .3‬أبو بكر محمد بن بن الحسن بن فورك ‪334‬ه‪.‬‬

‫‪1‬اتظر‪ :‬األبوار العقدية يف املذهب األشعري (ص‪.)64-10:‬‬


‫‪0‬سري أعالم النبالء (‪.)102/10‬‬
‫‪3‬تبي كذب املفرتي (ص‪.)612:‬‬

‫‪02‬‬
‫‪1‬‬
‫وهو معاصر للباقالين‪ ،‬وكالمها يدرسان علي يد أيب احلسأ الباهلي البصري‪ ،‬تلميذ األشعري‪،‬‬
‫ومأ أشهر كتبن م كلة احلديث وبياتن‪ ،‬واحلدود يف الصول وغريمها‪.‬‬

‫‪ ‬ثانيا‪ :‬أبرز الشخصيات في مرحلة تأثر األشاعرة بالمعتزلة‬

‫‪ .1‬أبو منصور عبد القاهر بن محمد البغدادي ‪324‬ه‪.‬‬

‫صاحب كتايب الفرق ب الفرق وأصول الديأ‪ ،‬فقد تب الب دادي منه املعتزلة مأ أكثر‬
‫املسائل‪ ،‬ومنها رد أخبار اآلحاد‪ ،‬وتفي الصفاأ اخلربية‪ ،‬وا ستد ل حبدوث األجسام وغريها‪.‬‬

‫‪ .2‬أبو المعالي عبد الملك بن عبد اهلل الجويني ‪378‬ه‪.‬‬

‫وافق مذهب املعتزلة بسبب كثري ابالعن لكتب أيب هاشم م قلة بضاعتن للسنة‪ ،‬بل أتن قد‬
‫صرح بنفسن أتن اتب منه املعتزلة‪ ،‬وأتن أشد حرصا على أهل السنة ووصفن هلم باحل وية‪ ،‬ولكأ يف‬
‫آخر حياتن فقد هدف ا بالتوبة والرجوع عأ عقيدتن‪ ،‬وقد ترك مجعا مأ الكتب مأ أشهرها ال امل يف‬
‫أصول الديأ‪ ،‬واإلرشاد إىل قواب األدلة يف أصول ا عتقاد وغريها‪.‬‬

‫‪ .4‬أبو القاسم عبد الكريم بن هوزان بن عبد الملك القشيري ‪344‬ه‪.‬‬

‫سبب إتباعن ملنه املعتزلة ألتن قد تتلمذ على شيخن اجلويا‪ ،‬وهو ممأ يقارن مذهب األشعري‬
‫بالتصوف‪ ،‬واتبعن أعالم األشاعرة بعدو‪ ،‬فقد ترك بضاعة مأ الكتب منها الرسالة الق ريية‪ ،‬وشكاية أهل‬
‫السنة حبكاية ما تاهلم مأ احملنة وغريها‪.‬‬

‫‪ ‬ثالثا‪ :‬أبرز الشخصيات في مرحلة تأثر األشاعرة بالمتفلسفة‬

‫‪ .1‬أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي ‪434‬ه‪.‬‬

‫‪1‬شيخ املتكلم ‪ ،‬برع يف العقلياأ‪ ،‬قال عنن الباقالين‪ :‬كان يدرس لنا يف كل مجعة مرة‪ ،‬وكان يرخي السرت بيننا وبينن‪،‬‬
‫وكان مأ شدة اشت الن با مثل جمنون أو والن‪ ،‬ومل يكأ يعرف مبلغ درسنا حىت تذكرو‪ ،‬وكنا تسألن عأ سبب‬
‫احلجاب‪ ،‬فأجاب بأتنا ترف السوقة‪ ،‬وهم أهل ال فلة‪ ،‬فرتوين بالع الص تروثم‪ ،‬حىت إتن كان حيتجب مأ جاريتن‪.‬‬
‫اتظر‪ :‬تبي كذب املفرتي (ص‪.)105:‬‬

‫‪03‬‬
‫صاحب كتاب م كاة األتوار ومعارج القدس وغريمها‪ ،‬قد تأثر ال زايل يف الفلسفة بكالم ابأ سنا‬
‫وكالم أيب حيان التوحيدي‪ ،‬كرو شيخ اإلسالم يف اجملموع قال‪( :‬وال زايل يف كالمن مادة فلسفية كبرية‬
‫بسبب كالم ابأ سينا يف ال فا وغريو؛ ورسائل إخوان الصفا وكالم أيب حيان التوحيدي)‪.1‬‬

‫ويعد أول مأ تكلم وأدخل علم املنعق عند األشاعرة حىت ألف فين مؤلفاأ فردية أو مأ ضمأ‬
‫كتب أصول الفقن‪ ،‬كمعيار العلم وم النظر وغريمها‪.‬‬

‫‪ .2‬أبو عمر فخر الدين الرازي ‪434‬ه‪.‬‬

‫وكان الرازي قد ألف يف الفلسفة أكثر مأ كتب‪ ،‬فمنها املباحث امل رقية‪ ،‬وشرح اإلشاراأ‬
‫يف احلكمة واملنعق‪ ،‬واملنعق الكبري وغريها‪.‬‬ ‫والتنبيهاأ‪ ،‬واللملخ‬

‫‪ .4‬أبو الحسن علي بن أبي علي بن محمد اآلمدي ‪441‬ه‪.‬‬

‫املعالب العالية‪،‬‬ ‫وقد تاب الرازي يف خلعن علم الكالم والفلسفة واملنعق‪ ،‬كما كرو يف ملخ‬
‫وأبكار األفكار يف أصول الديأ وغريمها‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬عضد الدين عبد الرحمن اإليجي السيرازي ‪744‬ه‪.‬‬

‫صاحب كتاب املواقف يف علم الكالم‪ ،‬مث دخل املذهب األشعري املتفلسف مرحلة احلمود‪،‬‬
‫كرو شيخ اإلسالم يف موقفن مأ األشاعرة (‪ ،)010/0‬وأكثر كتبن كاتت مقررا رمسيا يف اجلامعاأ‬
‫األشعرية‪.‬‬

‫‪1‬جمموع الفتاوف (‪.)86/4‬‬


‫‪04‬‬
‫المبحث الثالث‬

‫مجمل عقا د األشاعرة في أبواب االعتقاد‬

‫أما يف هذا املب ث سأ كر موجز عقيدة األشاعرة يف أبواب ا عتقاد‪ ،‬وأكتفي بذكرها دون‬
‫تعرق إىل ردها وتقدها بناء على ما هو املعلوب يف هذا التكليف الب ثي‪ ،‬وقد قسمتن إىل مخسة‬
‫معالب‪ ،‬وبياتن كاآلا‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬قول األشاعرة في التوحيد‬

‫إن األشاعرة يف تقسيم التوحيد فإثم يقسموتن على ثالثة أقسام‪:‬‬

‫‪ ‬أن ا واحد يف اتن قسيم لن‪.‬‬


‫‪ ‬أن ا واحد يف صفاتن شبين لن‪.‬‬
‫‪ ‬أن ا واحد يف أفعالن شري لن‪.‬‬

‫أشار إلين ال هرستاين‪ 1‬يف كتابن‪( :‬إن ا تعاىل واحد يف اتن قسيم لن‪ ،‬وواحد يف صفاتن األزلية‬
‫‪0‬‬
‫تظري لن‪ ،‬وواحد يف أفعالن شري لن)‬
‫وقال البيجوري‪( :3‬وجيب يف حقن تعاىل‪ :‬الوحداتية يف الذاأ ويف الصفاأ ويف األفعال‪ ،‬ومع‬
‫الوحداتية يف الذاأ‪ :‬أثا ليست مركبة مأ أجزاء متعددة‪ ،‬ومع الوحداتية يف الصفاأ‪ :‬أتن تعاىل لي‬

‫‪ 0‬ممد بأ عبد الكرمي بأ أمحد ال هرستاين(‪865‬ه) شيخ أهل الكالم واحلكمة‪ ،‬وصاحب التصاتيف‪ ،‬برع يف الفقن‬
‫على اإلمام أمحد اخلوايف ال افعي‪ ،‬وقرأ األصول على أيب تصر بأ الق ريي‪ ،‬وعلى أيب القاسم األتصاري‪ ،‬وصنف‬
‫كتاب (ثاية اإلقدام)‪ ،‬وكتاب (امللل والن ل )‪ ،‬وكان كثري احملفوظ‪ ،‬قوي الفهم‪ ،‬مليح الوعظ‪ .‬سري أعالم النبالء‬
‫(‪.)050-054/02‬‬
‫‪0‬امللل والن ل (‪.)60/1‬‬
‫‪ 3‬إبراهيم بأ ممد الباجوري‪1004( ،‬ه) وهو ال يخ التاس ع ر مأ شيوخ اجلام األزهر‪ ،‬ولد ببلدة الباجور‬
‫مب افظة املنوفية مبصر‪ ،‬تعلم يف األزهر‪ ،‬توىل امل يخة عام ‪1043‬ه‪ ،‬ترك العديد مأ املؤلفاأ مأ أمهها‪ " :‬حتفة املريد‬
‫على جوهرة التوحيد" و "حاشية على قصيدة الربدة للبوصريف"‪ ،‬تراجم ال خصياأ مأ موق اكرة األزهر (ص‪.)4:‬‬

‫‪05‬‬
‫لن صفتان فأكثر مأ جن واحد كقدرت وهكذا‪ ،‬ولي ل ريو صفة ت ابن صفاتن تعاىل‪ ،‬ومع‬
‫‪1‬‬
‫الوحداتية يف األفعال أتن لي ل ريو فعل مأ األفعال‪ ،‬وضدها التعدد)‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أول وارجب على العبد عند األشاعرة‬


‫‪0‬‬
‫إن أول واجب على عبد مكلف عند األشاعرة هو النظر أو القصد‪.‬‬
‫قال الباقالين‪( :‬وأن يعلم أن أول ما فرض ا عز وجل على مجي العباد النظر يف آياتن وا عتبار‬
‫‪3‬‬
‫مبقدوراتن وا ستد ل علين بآثار قدرتن وشواهد ربوبيتن‪..‬إخل)‬

‫المطلب الثالث‪ :‬عقيدة األشاعرة في الصفات‬

‫األشاعرة موقفهم يف صفاأ ا عز وجل فهم يثبتون ما يسموثا بصفاأ املعاين السب القدمية‬
‫األزلية‪ ،‬وهذو الصفاأ هي‪ :‬العلم والقدرة واإلرادة واحلياة والكالم والسم والبصر‪.‬‬
‫فهم يف هذا الباب خاصة خيالفون ما وقف علين شيخهم األشعري يف إثباأ الصفاأ اخلربية‬
‫والفعلية‪.‬‬
‫وأما عند مجهورهم يف صفاأ اخلربية يسلكون مسل التأويل‪ ،‬وأما يف صفاأ الفعلية ا ختيارية‬
‫‪6‬‬
‫فهم ينكروثا ويسلكون يف هذو الصفاأ على القاعدة عندهم ما يسمى مبسألة حدوث األعراض‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬عقيدة األشاعرة في اإليمان‬

‫اإلميان عند مجهورهم هو التصديق فقط‪ ،‬فهم خيرجون العمل عأ مسمى اإلميان أي أثم‬
‫يسلكون منه اإلرجاء‪ ،‬وإخراجهم العمل عأ مسمى اإلميان يقصد بن أن تركها يرتتب الكفر‪.‬‬

‫‪1‬تقلتن مأ كتاب أقسام التوحيد عند أهل السنة واجلماعة واملخالف هلم (ص‪.)168:‬‬
‫‪0‬اتظر‪ :‬الفرق الكالمية (ص‪ ،)52:‬آثار التصوف (ص‪.)63:‬‬
‫‪3‬تقلت كالمن مأ كتاب الفرق الكالمية (ص‪.)52:‬‬
‫‪6‬اتظر‪ :‬أثار التصوف (ص‪.)64-66:‬‬

‫‪06‬‬
‫كما أثم يرون ا ستثناء يف اإلميان‪ 1‬بل بوجوبن‪ ،‬ومن أ هذو املقولة مقولة اجلهمية‪ 0‬واملرجتة‪،3‬‬
‫وهذا أيضا لعلة قوهلم باملوافاة‪ ،‬فا مل يزل راضيا عمأ يعلم أتن ميوأ مؤمنا وإن قضى عمرو كافرا‪ ،‬ومل‬
‫‪6‬‬
‫يزل ساخعا عمأ يعلم أتن ميوأ كافرا وإن قضى عمرو مؤمنا‪.‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬عقيدة األشاعرة في القدر‬

‫موقف األشاعرة يف باب اإلميان موقف اجلهمية مأ اجلربية‪ ،8‬وأن العبد اختيار لفعلن و‬
‫لقدرتن‪ ،‬وأصول اعتقادهم يف هذا على ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬العمل بنظرية الكسب‪ ،4‬فهم ينفون قدرة العباد يف أفعاهلم ا ختيارية‪.‬‬
‫‪ ‬إتكار تأثري األسباب يف أفعال املخلوقاأ‪ ،‬حىت ينكرون م السببية يف القرآن‪.‬‬
‫‪ ‬تفيهم العلة وال اية واحلكمة يف أفعال ا تعاىل وأتن أفعالن عائدة إىل م يتتن احملضة‪.‬‬
‫‪0‬‬
‫‪ ‬جواز تكليف ما يعاق‪ ،‬والقول بالت س والتقبيح‪.‬‬

‫‪ 1‬كقول ‪ :‬أتا مؤمأ إن شاء ا ‪.‬‬


‫‪ 0‬الفرقة املنتسبة إىل جهم بأ صفوان الرتمذي‪ ،‬الذي قال بنفي الصفاأ والتععيل‪ ،‬قتل خبرسان على يد سلم بأ‬
‫أحوز‪ .‬اتظر‪ :‬شرح العقيدة الع اوية (‪.)621-622/0‬‬
‫‪ 3‬فهم الذيأ يقولون بإرجاء العمل عأ اإلميان‪ ،‬أي‪ :‬تأخريو عنن‪ ،‬فلي العمل عندهم مأ اإلميان‪ ،‬بل اإلميان جمرد‬
‫اإلقرار بالقلب فقط‪ ،‬فالفاجر عندهم مؤمأ كامل اإلميان وإن فعل ما فعل مأ املعاصي‪ ،‬أو ترك ما ترك مأ‬
‫العاعاأ‪ ،‬أما إ ا حكمنا بكفر مأ ترك بعض شرائ الديأ فذل لعدم اإلقرار ذا يف القلب‪ ،‬فمعناو أن املرجتة‬
‫حيصرون الكفر يف كفر ا ست الل أو اجل ود فقط‪ .‬شرح كتاب ملعة ا عتقاد‪ ،‬ممد حسأ عبد ال فار (‪.)16/06‬‬
‫‪6‬املصدر السابق (ص‪.)60-64:‬‬
‫‪ 5‬وهو القول بأن اإلتسان لي لن أفعال‪ ،‬وإمنا أفعالن هي أفعال ا ‪ ،‬وتنسب إلين على سبيل اجملاز‪ ،‬فالصالة‬
‫والصيام‪ ،‬والسرقة وغريها كلها أفعال ‪ ،‬والعيا با ‪ ،‬فاألفعال أفعال ا ‪ ،‬واإلتسان وعاء هلا فقط‪ ،‬وإمنا َتر علين‬
‫مرورا كاملاء الذي يصب يف الكوب‪ ،‬فهم يقولون‪ :‬بنوا آدم كأثم كأس‪ ،‬وا كصاب للماء فين‪ ،‬فاألفعال أفعالن‪،‬‬
‫وهذو هي عقيدة اجلرب‪ ،‬وأول مأ قال ذا وابتدعها اجلهم‪ ،‬وورثها عنن اجلربية‪ .‬دروس يف العقيدة (‪.)5/6‬‬
‫‪ 6‬مقارتتن لقدرتن وإرادتن مأ غري أن يكون هناك منن تأثري أو ُم ْدخل يف وجودو سوف كوتن مال لن‪ .‬الرد ال امل على‬
‫عمر كامل (ص‪.)180 :‬‬
‫‪0‬اتظر‪ :‬الفرق الكالمية (ص‪.)08 :‬‬
‫‪07‬‬
‫الخاتمة‬

‫احلم د ددد مح د دددا كثد د دريا بيب د ددا مبارك د ددا في د ددن كم د ددا حي د ددب ربن د ددا ويرض د دداو‪ ،‬وأش د ددهد أن إل د ددن إ ا‬
‫وأشهد أن ممدا عبدو ورسولن‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فمد ددأ خد ددالل هد ددذا الب د ددث املتواض د د قد ددد خلصد ددنا إىل عد دددة تقد دداا وتتد ددائ هامد ددة‪ ،‬وتد ددربز أوجد ددن‬
‫هذا النقاا على ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬أن تسمية األشاعرة كفرقة تنسب إىل مؤسسها اإلمام أيب احلسأ األشعري‪.‬‬
‫‪ .0‬العالقد د ددة ب د د د فرقد د ددة األشد د دداعرة وفرقد د ددة الكالبيد د ددة هلد د ددا عالقد د ددة وثيقد د ددة‪ ،‬حيد د ددث أن اإلمد د ددام أبد د ددا احلسد د ددأ‬
‫األشعري قد ترىب على يد ابأ كالب‪.‬‬
‫‪ .3‬األبوار العقدية لإلمام أيب احلسأ األشعري قد تعورأ على ثالث مراحل‪.‬‬
‫‪ .6‬أن األشاعرة يف اجلملة قد خالفت ما كان عليها شيخهم يف أهم املسائل‪.‬‬
‫‪ .8‬إن األش د دداعرة كامل د ددذهب ق د ددد م د ددرأ عل د ددى ثد د دالث مراح د ددل‪ :‬األش د ددعرية الكالبي د ددة – األش د ددعرية املعتزل د ددة‬
‫– األشعرية املتفلسفة‪.‬‬

‫‪ -‬مت حبمد ا –‬

‫‪08‬‬
‫فهرس المرارجع‬

‫‪ -1‬أثر التصوف على مذهب األشاعرة‪ ،‬منيفة بنت خليف محود ال مري‪ ،‬الرسالة العلمية قدمت لنيل‬
‫درجة املاجسرت‪ ،‬كلية الرتبية‪ ،‬قسم الثقافة اإلسالمية‪ ،‬جامعة املل سعود‪.‬‬

‫‪ -0‬أقسام التوحيد عند أهل السنة واجلماعة واملخالف هلم‪ ،‬د‪ .‬أمحد سردار ممد مهر الديأ شيخ‪،‬‬
‫الرسالة العلمية قدمت لنيل درجة الدكتوراو باجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -3‬األبوار العقدية يف املذهب األشعرية‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬عبد ا بأ دج السهلي‪ ،‬دار كنوز إشبيليا‪ ،‬العبعة‬
‫األوىل‪1638 :‬ه‪.‬‬

‫‪ -6‬اإلمام األشعري حياتن وأبوارو العقدية‪ ،‬صاحل بأ مقبل بأ عبد ا الصيمي التميمي‪ ،‬دار الفضيلة‪،‬‬
‫العبعة األوىل‪1630 :‬ه‪.‬‬

‫‪ -8‬الرد ال امل على عمر كامل‪ ،‬د‪ .‬عبد ا بأ حس املوجان‪ ،‬مركز الكون‪ ،‬العبعة األوىل‪:‬‬
‫‪1605‬ه‪.‬‬

‫‪ -4‬الفرق الكالمية امل اذة األشاعرة املاتريدية‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬تاصر بأ عبد الكرمي العقل‪ ،‬دار الوبأ‪ ،‬العبعة‬
‫األوىل‪1600 :‬ه‪.‬‬

‫‪ -0‬امللل والن ل‪ ،‬أبو الفتح ممد بأ عبد الكرمي بأ أىب بكر أمحد ال هرستاين‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة احلليب‪.‬‬

‫‪ -5‬النبذة الندية يف بيان حقيقة األشعرية‪ ،‬ممد بأ أمان اجلامي‪ ،‬تعليق أيب عائش ممد مسيح فاضل‪.‬‬

‫‪ -0‬تبي كذب املفرتي فيما تسب إىل اإلمام أيب احلسأ األشعري‪ ،‬أبو القاسم علي بأ حسأ بأ هبة‬
‫ا بأ عساكر‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬العبعة الثاتية‪1300 :‬ه‪.‬‬

‫‪ -12‬تراجم ال خصياأ مأ موق اكرة األزهر‪ ،‬املصدر‪ :‬موق اكرة األزهر‬

‫‪ -11‬دروس يف العقيدة‪ ،‬عبد العزيز بأ عبد ا بأ عبد الرمحأ الراج ي‪ ،‬الكتاب مرقم آليا‪.‬‬

‫‪09‬‬
‫‪ -10‬سري أعالم النبالء‪ ،‬مش الديأ أبو عبد ا ممد بأ أمحد بأ عثمان بأ قَ ْامياز الذهيب (املتوىف‪:‬‬
‫‪065‬هد) احملقق‪ :‬جمموعة مأ احملقق بإشراف ال يخ شعيب األرتا وا الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة العبعة‪:‬‬
‫الثالثة‪1628 ،‬ه‪.‬‬

‫‪ -13‬شرح العقيدة الع اوية‪ ،‬اإلمام القاضي علي بأ علي بأ ممد بأ أيب العز‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫العبعة الثالثة‪1634 :‬ه‪.‬‬

‫‪ -16‬شرح كتاب ملعة ا عتقاد اهلادي إىل سبيل الرشاد‪ ،‬ممد حسأ عبد ال فار‪ ،‬دروس صوتية قام‬
‫بتفري ها موق ال بكة اإلسالمية‪ ،‬الكتاب مرقم آليا‪.‬‬

‫‪ -18‬ببقاأ ال افعية الكربف‪ ،‬اج الديأ عبد الوهاب بأ تقي الديأ السبكي (املتوىف‪001 :‬هد) احملقق‪:‬‬
‫د‪ .‬ممود ممد العناحي د‪ .‬عبد الفتاح ممد احللو الناشر‪ :‬هجر للعباعة والن ر والتوزي العبعة‪:‬‬
‫الثاتية‪1613 ،‬هد‪.‬‬

‫‪ -14‬فرق معاصرة تنتسب إىل اإلسالم وبيان موقف اإلسالم منها‪ ،‬د‪ .‬غالب بأ علي عواجي الناشر‪:‬‬
‫املكتبة العصرية الذهبية للعباعة والن ر والتسويق‪ ،‬جدة العبعة‪ :‬الرابعة‪ 1600 ،‬هد‪.‬‬

‫‪ -10‬جمموع الفتاوف‪ ،‬أبو العباس أمحد بأ عبد احلليم بأ تيمية‪ ،‬احملقق‪ :‬عبد الرمحأ بأ ممد بأ قاسم‬
‫الناشر‪ :‬جمم املل فهد لعباعة املص ف ال ريف‪ ،‬املدينة النبوية‪ ،‬اململكة العربية السعودية عام الن ر‪:‬‬
‫‪1614‬ه‪.‬‬
‫‪ -15‬تقض اإلمام أيب احلسأ األشعري ملعتقد األشعرية يف الصفاأ‪ ،‬عالء إبراهيم عبد الرحيم‪ ،‬مركز‬
‫سلف للب وث والدراساأ‪.‬‬
‫‪http://alazharmemory.eg/sheikhs/characterdetails.aspx?id=1358‬‬

‫‪21‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫املب ث األول‪ :‬تعريف مذهب األشاعرة ‪4 ...................................................................‬‬


‫املعلب األول‪ :‬تعريف اإلمام أيب احلسأ األشعري‪4 ........................................................‬‬
‫املعلب الثاين‪ :‬تعريف مذهب األشاعرة ‪0 .................................................................‬‬
‫املب ث الثاين‪ :‬املراحل الص مرأ ذا األشاعرة وأبرز رجال كل مرحلة‪12.........................................‬‬
‫املعلب األول‪ :‬مراحل الص مر ذا األشاعرة ‪12.............................................................‬‬
‫املعلب الثاين‪ :‬أبرز رجال كل مرحلة‪10...................................................................‬‬
‫املب ث الثالث‪ :‬جممل عقائد األشاعرة يف أبواب ا عتقاد ‪18..................................................‬‬
‫املعلب األول‪ :‬قول األشاعرة يف التوحيد ‪18...............................................................‬‬
‫املعلب الثاين‪ :‬أول واجب على العبد عند األشاعرة ‪14.....................................................‬‬
‫املعلب الثالث‪ :‬عقيدة األشاعرة يف الصفاأ ‪14...........................................................‬‬
‫املعلب الراب ‪ :‬عقيدة األشاعرة يف اإلميان ‪14..............................................................‬‬
‫املعلب اخلام ‪ :‬عقيدة األشاعرة يف القدر ‪10............................................................‬‬

‫‪20‬‬

You might also like