Professional Documents
Culture Documents
الاحتكار في الاسلام
الاحتكار في الاسلام
فإذا كان املقصود هو االحتكار الذي يذكره الفقهاء في باب البيع ،فالجواب أن الفقهاء عرفوه بتعاريف متقاربة
وتصب في مجملها في معنى واحد هو :حبس التجار طعام الناس وأقواتهم عند قلتها وحاجتهم إليها ليرتفع السعر ويغلى،
وقد اتفقوا في الجملة على أنه ال يجوز إذا أضر بالناس ،وقيدوا ذلك بقيود اتفقوا على أغلبها واختلفوا في بعضها.
. 2أن يكون تملك السلعة عن طريق الشراء ،وهذا مذهب الجمهور ،وعليه فلو تملكها عن طريق الهبة أو اإلرث ،أو
ًا
كان ذلك حصاد زرعه ثم حبس السلعة فال يعتبر ذلك احتكار ،وذهب بعض الفقهاء إلى أن العبرة إنما هي باحتباس
السلع بحيث يضر بالعامة حبسها.
3ـ أن يكون الشراء وقت الغالء بقصد حبس السلعة حتى يرتفع سعرها ويكثر الطلب عليها ،فلو اشتراها وقت
ًا
الرخص وحبسها حتى ارتفع سعرها فال يكون ذلك احتكار ،وهذا الشرط محل خالف كبير بين الفقهاء.
4ـ أن يترتب على حبسها التضييق والضرر عليهم ،وهنالك بعض الصور والتفاريع مختلف فيها ..تراجع في املطوالت.
ًا
وأخير ننبه إلى أن التجار إذا احتكروا ما يحرم احتكاره فإن على الحاكم أن يأمرهم بإخراج ما احتكروه وبيعه للناس،
فإن لم يمتثلوا ذلك أجبرهم على البيع إذا خيف الضرر على العامة ،أو أخذه منهم وباعه هو ورد عليهم الثمن.