‫مدخل االقتداء‪ :‬صلح الحديبية وفتح مكة؛ دروس وعبر‪.

‬‬

‫المحور األول‪ :‬صلح الحديبية‪ :‬سياقه ونتائجه‬

‫‪ -1‬مفهوم صلح الحديبية‪ :‬هو معاهدة صلح واتفاق بين المسلمين وقريش‪ ،‬في ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة‪ ،‬بمكان قرب‬
‫مكة يسمى الحديبية‪.‬‬
‫‪ -2‬سياق صلح الحديبية‪ :‬رأى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في منامه أنه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام‪ ،‬وأخذ مفتاح الكعبة‪،‬‬
‫وطافوا بالبيت واعتمروا‪ ،‬وحلق بعضهم وقصـر آخرون‪ ،‬ففرحوا وتجهزوا للسفر‪.‬‬
‫‪ -3‬نتائج صلح الحديبية‪:‬‬
‫تفرغ الرسول صلى هللا عليه وسلم لنشر اإلسالم دون خوف من قريش‪.‬‬
‫دخول أعداد كبيرة من الناس في دين هللا ‪.‬‬
‫اعتراف قريش بدولة المسلمين وسيادتها ضمنا‪ ،‬ولذلك فاوضتهم وعقدت الصلح معهم‪.‬‬
‫اإلقرار بحقهم في العمرة‪ ،‬وهو اعتراف ضمني بدين اإلسالم ‪.‬‬
‫كان صلح الحديبية مقدمة وسببا لفتح مكة‪ ،‬وكان ذلك في (‪ 20‬رمضان) من السنة الثامنة للهجرة‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬فتح مكة‪ :‬دواعيه ونتائجه‪.‬‬

‫‪ -1‬فتح مكة‪ :‬هو دخول النبي صلى هللا عليه وسلم مكة فاتحا في السنة الثامنة للهجرة‪ ،‬بعد نقض قريش معاهدة صلح الحديبية‪.‬‬
‫‪ -2‬دواعيه‪ :‬يقصد بالدواعي األسباب التي أدت إلى إقدام الرسول صلى هللا عليه وسلم على فتح مكة‪ .‬وكان سبب فتحها نقضَ‬
‫قريش عهد الحديبية؛ وذلك بإعانتها قبيلة بني بكر حليفتها بالمال والسالح في عدوانها على قبيلة خزاعة حليفة المسلمين ‪،‬‬
‫وقتلوا منهم نحو عشرين رجال‪.‬‬
‫‪ -3‬نتائج فتح مكة‪:‬‬
‫تطهير مكة من كل مظاهر الشـرك والوثنية ونشـر دين التوحيد‪.‬‬
‫إزالة رهبة قريش من قلوب العرب الذين يدينون لنفوذها ويمنعهم ذلك من الدخول في اإلسالم‪.‬‬
‫زيادة إيمان المؤمنين؛ بتحقق رؤيا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بدخول مكة‪.‬‬
‫دخول الناس في دين هللا أفواجا وتأثرهم بقيم اإلسالم من تسامح وسالم ووفاء بالعهود‪.‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬أثر قيم الحرية والسالم والوفاء بالعهود في نشـر اإلسالم وبقائه‪.‬‬

‫جسد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في صلح الحديبية وفتح مكة مجموعة من القيم‪ ،‬كان لها أثر بالغ في نشر دين اإلسالم وإقبال‬
‫الناس عليه‪ ،‬وهي سر دوامه وبقائه‪ ،‬ونذكر من هذه القيم‪:‬‬
‫الحرية‪ :‬كان لصلح الحديبية وفتح مكة دور كبير في كسر قيود األهواء وعبادة األوثان وتحرير الناس من الخرافات‬
‫واألوهام‪.‬‬
‫السالم‪ :‬عق ُد الرسول صلى هللا عليه وسلم الصلح مع قريش رغم شروطهم المجحفة الدالة على تكبرهم وغرورهم‪ ،‬دليل‬
‫عملي على أن رسالة اإلسالم رسالة سلم وسالم‪ ،‬إضافة إلى حرص النبي صلى هللا عليه وسلم عند فتح مكةَ على عدم‬
‫إراقة الدماء حفاظا على أمن وسالمة األبرياء‪ ،‬وتحاشى المواجهة الحربية‪ ،‬وتنازل وحرص على المهادنة رغم االستفزاز‪.‬‬
‫التسامح‪ :‬أصدر النبي صلى هللا عليه وسلم عفوه على قريش رغم المحن والعذاب الذي لقيه هو وأصحابه منهم مدة‬
‫عشرين سنة‪ ،‬فلم ينتقم ولم يحقد‪ ،‬وهذا من رحمته صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫الوفاء بالعهود‪ :‬منذ أن عقد النبي صلى هللا عليه وسلم صلح الحديبية مع قريش وهو حريص على تطبيق بنوده‪ ،‬حتى إنه‬
‫كان يرفض قبول من يأتيه مسلما من مكة؛ كما وقع مع أبي بصير‪ ،‬الذي قال له النبي‪ :‬يا أبا بصير‪ ،‬إن هؤالء القوم قد‬
‫صالحونا على ما قد علمت‪ ،‬وإنا ال نغدر وال نخون‪ ،‬فالحق بقومك (رواه البخاري‪).‬‬

‫الدروس والعبر المستفادة من صلح الحديبية وفتح مكة‬

‫رؤيا األنبياء وحي وحق‪.‬‬
‫من الحكمة التنازل عن بعض االعتبارات والشكليات في سبيل تحقيق مصلحة عليا‪.‬‬
‫عاقبة خيانة العهود والمواثيق االنكسار والخسران دنيا وأخرى‪.‬‬
‫العفو عند المقدرة سلوك نبيل وخلق كريم يجب التمسك به‪.‬‬
‫من الحكمة استعمال القوة في موضعها واستعمال الحلم في موضعه‪.‬‬