You are on page 1of 21

‫إعداد‪ :‬ذ‪.‬الشتاوي و ذة‪.

‬بالوي‬ ‫مدخل التزكية‪ :‬اإليمان والغيب‬

‫‪ :2‬شروط اإليمان‬ ‫‪:1‬حقيقة اإليمان‬


‫لغة‪ :‬التصديق‪.‬‬
‫‪ o‬العلم المنافي للجهل‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬التصديق الجازم بحقائق الوحي القطعية ورسوخها في القلب رسوخا ثابتا مؤثرا في الشعور والنظر والسلوك‪.‬‬
‫‪ o‬التصديق المنافي للتكذيب‪.‬‬
‫وهو إقرار باللسان وت صديق بالجنان (القلب)‪ ،‬وعمل بالجوارح والأركان (الأعضاء)‪ ،‬يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان‪.‬‬
‫‪ o‬االتباع المنافي لالبتداع‪.‬‬

‫‪ :1‬مفهوم الغيب‬
‫‪ :2‬داللة اإليمان بالغيب‬
‫لغة ‪:‬كل ما غاب عن الحواس‪.‬‬
‫التصديق اليقيني الجازم بكل ما أخبرنا به الله ‪ ‬ونبيه ‪ ‬من الغيبيات التي‬
‫اصطالحا ‪:‬ما غاب عن الحس وخفي عن الجن والإنس من عالمي الغيب والشهادة فاستأثر‬
‫لا سبيل لإدراكها بأي وسيلة من الوسائل إلا الوحي‪.‬‬
‫الله بعلمه أو أطلع عليه خلقه بالخبر اليقيني‪.‬‬

‫‪ :1‬أثار اإليمان بالغيب في التصور‬


‫‪ :2‬أثار اإليمان بالغيب على السلوك‬
‫‪ -‬استحضار مراقبة اهلل تعالى لحركات اإلنسان وسكناته‪.‬‬
‫‪ -‬االستقامة بفعل أوامر اهلل تعالى واجتناب نواهيه‪.‬‬
‫‪ -‬الطمأنينة والسكينة والراحة النفسية‪.‬‬
‫‪ -‬إتقان العمل وتحقيق الفاعلية في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬إدراك اإلنسان الغاية من وجوده‪.‬‬
‫‪ -‬التحلي بالقيم العليا واألخالق الفاضلة في معاملة اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬اإلحساس بالعدل اإللهي‪.‬‬
‫إعداد‪ :‬ذ‪.‬الشتاوي و ذة‪.‬بالوي‬ ‫مدخل االقتداء‪ :‬صلح الحديبية وفتح مكة‬

‫‪ :4‬نتائج صلح الحديبية‬ ‫‪ :3‬بنود الصلح‬ ‫‪ :2‬السياق التاريخي لصلح الحديبية‬ ‫‪ :1‬تعريف صلح‬
‫‪ -‬الافرغ ل ال يغ الدعوة نشر اإلسالم‬ ‫رأى النبي ﷺ في منامه أنه يؤدي مناسك العمرة‪ ،‬فانطلق‬
‫‪ -‬هدنة لمدة ‪ 10‬سنوات‪.‬‬ ‫الحديبية‬
‫رفقة الصحابة اتجاه مكة لا يريدون قتالا إلا أن قريشا‬
‫محااحة اليهود الحد م مكرهم‪.‬‬ ‫‪ -‬تأجيل أداء العمرة إلى العام الموالي (‪7‬هـ)‬ ‫معاهدة تمت بين‬
‫حــالــمســــ ــمــيــ‬ ‫رــرشــ‬ ‫‪ -‬اعــاــرا‬ ‫‪ -‬اخــاــيــاا الــنــلــالــل حــي ـ الــدخــو‬ ‫عزمت على منعهم من دخول مكة‪ ،‬فأرسل ﷺ عثمان‬
‫ــي ـ ـ‬ ‫المسلمين وكفار قريش‬
‫حاعالااهم كيان د لة ذات سيادة‪.‬‬ ‫ررش (فدخلت قبيلة خزاعة في‬ ‫بن عفان ‪ ‬لمفاوضة قريش ل كنها حبسته فشاع خبر‬
‫بمكان قرب مكة اسمه‬
‫المسـ مي أ‬
‫ي‬ ‫‪ -‬دخو هيلة اإلسالم المس مي‬ ‫حلف النبي ﷺ‪ ،‬ودخلت قبيلة بني بكر في حلف قريش)‪.‬‬ ‫مقتله بين الصحابة فقاموا بمبايعة الرسول ﷺ على القتال‬
‫الحديبية‪ ،‬في السنة‬
‫المنا ني ‪.‬‬ ‫نفوس المشركي‬ ‫مس ما‪،‬‬ ‫‪ -‬اد المس مون م شأتيهم م ررش‬ ‫والتي سميت ببيعة الرضوان‪ ،‬فأرسلت قريش سهيلا بن‬
‫‪ -‬دخو العدشد م العرب ي اإلسالم‪.‬‬ ‫السادسة للهجرة‪.‬‬
‫م شأتيها م المس مي مرتدا‪.‬‬ ‫عد اد ررش‬ ‫عمرو للتفاوض حول عقد الصلح تجنبا للحرب‪.‬‬

‫‪ -‬إقرار حر ية القبائل في الدخول في أي حلف أرادت‪.‬‬ ‫‪ :1‬دواعي فتح مكة‬


‫الحرشة‬ ‫‪ -2‬نتائج فتح مكة‪:‬‬
‫‪-‬عدم إكراه سكان مكة على الدخول في الإسلام بعد التغلب عليهم‪.‬‬ ‫نقضت قريش أحد بنود الصلح وذلك‬
‫‪ -‬زشــادة إشـمــان الـمـتمـنـيـ حـاـحـنـ ا شــا‬
‫‪ -‬قبول الرسول ﷺ بشروط صلح الحديبية الظالمة لما فيه من مصلحة توقف الحرب‪.‬‬ ‫عندما أمدت حلفاءها بنو بكر بالمال‬
‫الس م‬ ‫الرسـو ﷺ الوعد اإللهي له ﷺ حالنصـر‬
‫‪-‬أمر النبي ﷺ بعدم محاربة من دخل بيته أو بيت الله الحرام أو بيت أبي سفيان‪.‬‬ ‫والسلاح للاعتداء على قبيلة خزاعة التي‬
‫الامكي د ن إاارـة الـدمـاء ق ال‪: ‬‬
‫‪ -‬إعلان الرسول ﷺ العفو العام عن قريش رغم استسلامهم وقدرته عليهم في فتح مكة‪:‬‬ ‫حالفت المسلمين‪ ،‬فقتلت منهم ‪20‬‬
‫العفو‬
‫ل‪:‬‬ ‫ل م ََّكة َ م َا تَر َ ْونَ أَ نِّي فَاع ِّل بِّكُمْ؟»‪ .‬قَالُوا‪ :‬خَيْر ًا أَ خ كَر ِّيم و َاب ْ ُ‬
‫ن أَ خ كَر ِّيم‪ .‬فقا َ‬ ‫«ي َا أَ ه ْ َ‬ ‫‪ -‬النضـــاء ع ى الشـــرث الومنيـة حمكـة‬ ‫رجلا‪.‬‬
‫الاسامح‬
‫«اذْه َب ُوا ف َأَ ن ْتُم ُ ُّ‬
‫الطلَق َاء ُ»‪.‬‬ ‫ضـــمهــا ل ــد لــة اإلســـالميــة احو‬ ‫استنجدت قبيلة خزاعة بالرسول ﷺ‬
‫الذي تعهد بنصرتهم فجهز جيشا لفتح‬
‫‪ -‬عدم نقض المسلمين أي بند من بنود صلح الحديبية‪.‬‬ ‫الو اء‬ ‫حذلك المس مون إلى روة عظمى‪.‬‬
‫‪ -‬دخو الناس ي دش اهلل أ واجا‪.‬‬ ‫مكة وكان ذلك في السنة الثامنة للهجرة‪.‬‬
‫‪ -‬نصرة قبيلة خزاعة التي تعهد المسلمون بحمايتها بعد أن دخلت في حلفهم‪.‬‬ ‫حالعهود‬
‫إعداد‪ :‬ذ‪.‬الشتاوي و ذة‪.‬بالوي‬ ‫مدخل االستجابة‪ :‬فقه األسرة‪ :‬الزواج‬

‫‪ :4‬نتائج صلح الحديبية‬ ‫‪ :1‬مفهوم األسرة‬


‫الأسرة نواة المجتمع وأساس بنائه فبصلاحها يصلح المجتمع وبفسادها يفسد ويتفكك بنيانه‪ .‬وهي المدرسة الأولى التي يتشرب فيها‬ ‫لغة‪ :‬الدرع الحصين التي يحتمي بها المحارب‪ ،‬وأسرة الرجل‪ :‬أهله‪.‬‬
‫الأبناء القيم والمبادئ والأخلاق وتلبي لهم حاجاتهم النفسية‪ ،‬والروحية‪ ،‬والجسدية‪ .‬كما أنها سبيل لتحقيق السكن النفسي والطمأنينة‬ ‫اصطالحا‪ :‬الرابطة التي تجمع الرجل والمرأة بعقد شرعي عن طر يق‬
‫[الروم؛ ‪]21‬‬ ‫لجميع أفرادها‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫الزواج وتنتج علاقات الأبوة والأمومة والبنوة والعمومة والخؤولة‪.‬‬

‫‪ :4‬شروط الزواج‬ ‫‪ :3‬أكان الزواج‬


‫‪ :2‬حكم الزواج‬ ‫‪ :1‬تعريف الزواج‬
‫‪ -‬أهلية الزوجين للزواج‪.‬‬
‫العاقدان ‪ /‬المحل (الزوجان)‬ ‫الأصل في الزواج الاستحباب لقوله ﷺ‪ ":‬يا‬ ‫لغة‪ :‬الضم والاقتران والارتباط‬
‫‪ -‬انتفاء الموانع الشرعية التي تمنع الزواج‪.‬‬
‫معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج"‪.‬‬ ‫اصطالحا‪ :‬ميثاق تراض وترابط‬
‫اإلشهاد‪( :‬شهادة العدلين)‬ ‫الصيغة (كل ما يدل على الإ يجاب والقبول و يفيد الرضا)‬
‫ول كن قد تنطبق عليه الأحكام الأخرى‪ ،‬لأنه‬ ‫شرعي بين رجل وامرأة على وجه‬
‫عدم االتفاق على إسقاط الصداق‬ ‫الصداق (المهر)‬
‫يختلف باختلاف حال الشخص وقدرته الجسمية‬ ‫الدوام‪ ،‬غايته الإحصان والعفاف‬
‫الولي (ولي أمر الزوجة)‬
‫والمالية واستعداده لتحمل المسؤولية‪.‬‬ ‫وإنشاء أسرة مستقرة برعاية الزوجين‪.‬‬

‫‪ -‬تلبية الحاجات المتبادلة للزوجين‪ :‬سواء النفسية أو االجتماعية أو الغريزية‪.‬‬


‫‪ -‬تحصين المجتمع وحفظ األنساب من االختالط‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء األسرة المسلمة وتكثير المسلمين‪.‬‬
‫‪ -‬بقاء النوع اإلنساني واستمرار الحياة اإلنسانية على وجه األرض‪.‬‬
‫مدخل القسط‪ :‬حق هللا‪ :‬الوفاء باألمانة والمسؤولية‬
‫إعداد‪ :‬ذ‪.‬الشتاوي و ذة‪.‬بالوي‬

‫ذ‬

‫‪ -‬شاملة لكل جوانب الحياة‪.‬‬ ‫‪ -‬الربانية‪ :‬فسواء كانت هذه الحقوق حقا للنفس أو للغير أو للبيئة ‪..‬فهي كلها تعد حقوقا لله تعالى‪.‬‬
‫عادلة لا تحابي أحدا‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫واجبة (ملزمة)‪ :‬وجب على الإنسان حفظها وحمايتها لأنه محاسب على عمله فيها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ثابتة لا تتغير بتغير الظروف أو الزمن‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عالمية لجميع الخلائق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وواقعية تراعي واقع الناس‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ :2‬تجليات الوفاء باألمانة والمسؤولية‬ ‫‪:1‬مفهوم الوفاء باألمانة والمسؤولية‬

‫مفهوم الوفاء باألمانة والمسؤولية‪:‬‬ ‫مفهوم المسؤولية‪:‬‬ ‫مفهوم األمانة‪:‬‬


‫• حفظ الدين‪ :‬الدين أمانة قال تعالى‪:‬‬ ‫قيام الإنسان بحق الله تعالى في حفظ‬ ‫لغة‪ :‬ضد الخيانة‪.‬‬
‫لغة‪ :‬مشتقة من السؤال‪.‬‬
‫لذا وجب على الإنسان‬ ‫الودائع والعهود والتكاليف الشرعية‬ ‫اصطلاحا‪ :‬هي كل ما‬
‫اصطلاحا‪:‬‬
‫القيام بأوامر الله واجتناب نواهيه ‪ ‬ل كونه مسؤولا ومحاسبا عن كل أقواله وأفعاله يوم القيامة‪.‬‬ ‫والحقوق على وجه تام ومتقن من‬ ‫الإنسان‬ ‫على‬ ‫َّ‬
‫يتوجب‬
‫تحمل الإنسان تبعات‬
‫• حفظ النفس‪ :‬جوارح الإنسان أمانة سيسأل عنها يوم القيامة‪ ،‬قال ‪‬‬ ‫منطلق كونه مستأمن عليها ومحاسب‬ ‫أداؤه وحفظه من ودائع‬
‫محاسب‬ ‫لأنه‬ ‫أفعاله‬
‫‪ .‬لذا ينبغي عليه تسخيرها في طاعة الله تعالى وليس في معصيته ‪.‬‬ ‫على عمله فيها‪.‬‬ ‫وحقوق وتكاليف شرعية‪.‬‬
‫عليها‪.‬‬
‫• حفظ العقل ‪:‬العقل أمانة سنسأل عنها يوم القيامة؛ لذا ينبغي المحافظة عليه بالعلم والتعلم‪،‬‬
‫واجتناب كل ما يذهبه ويتلفه من مسكرات ومخدرات‪.‬‬
‫• حفظ العرض ‪:‬يكون حفظ هذه الأمانة بالزواج والعفة والإخلاص‪ ،‬واجتناب الفواحش‬
‫كالزنا والخيانة‪ ،‬والقذف‪.‬‬
‫‪ o‬نشر الثقة بين الناس وشيوع المحبة والتآخي والتعاون بينهم‪.‬‬
‫• حفظ المال ‪ :‬يكون بأداء الحقوق المالية إلى أصحابها قال تعالى‪:‬‬
‫‪ o‬نماء المجتمع وصالحه‪ :‬عن طر يق إتقان العمل والقضاء على المفاسد الاجتماعية من رشوة‬
‫‪ ،‬والحرص على ال كسب الحلال وتجنب ال كسب الحرام‪.‬‬
‫وتدليس وغش‪..‬‬
‫إعداد‪ :‬ذ‪.‬الشتاوي و ذة‪.‬بالوي‬ ‫مدخل الحكمة‪ :‬الكفاءة واالستحقاق‬

‫‪ :2‬حتمل املسؤولية من املنظور الشرعي‪:‬‬ ‫‪ :1‬مفهوم التكليف من املنظور الشرعي‪:‬‬

‫تحمل المسؤولية في المنظور الشرعي تكليف وليس تشر يف‪ ،‬بمعنى أن الذي تحمل مسؤولية ما فقد‬ ‫‪-‬التكليف الشرعي هو التزام المكلف بأوامر الله تعالى والانتهاء عما نهى عنه ‪. ‬‬
‫تحمل عبئا ثقيلا‪ ،‬لأنه مستأمن على مصالح العباد والبلاد ووجب عليه الالتزام بهذه المسؤولية‪،‬‬ ‫‪-‬التكليف وتحمل المسؤولية هو إسناد المهام إلى من توفرت فيه شروط القيام بها على الوجه‬
‫ل ع َنْ رَع َِّيتِه ِ»‬ ‫لأنه محاسب عليها ومسؤول عن عمله فيها‪ .‬قال ﷺ‪« :‬ك ُّل ك ْم ر ٍ‬
‫َاع‪ ،‬و َك ُّل ك ْم مَسْؤو ٌ‬ ‫المطلوب بحيث تقع عليه تبعاتها و يحاسب عليها‪.‬‬

‫‪ :2‬العالقة بني الكفاءة واالستحقاق‬ ‫‪ :1‬مفهومي الكفاءة واالستحقاق‬

‫ال كفاءة شرط للاستحقاق‪ ،‬فالإنسان الذي يستحق أن يتحمل مسؤولية معينة في مجال ما ينبغي أن تتوفر فيه ال كفاءة‬
‫اللازمة‪ .‬بمعنى أنه لا يستحق تولى المهام والمسؤوليات إلا من كان أهلا لها وجديرا باستحقاقها‪ ،‬وإلا عم المجتمع الخراب‬ ‫لغة‪ :‬المستحق هو الأولى والأجدر‪.‬‬ ‫لغة‪ :‬المساواة والمماثلة‪.‬‬

‫سدَ الأَ مْر ِإلَى غَيْر ِ أَ هْلِه ِ فَان ْتَظِرِ َّ‬ ‫اصطلاحا‪ :‬حق الأولى والأجدر‬ ‫اصطلاحا‪ :‬مجموع الاستعدادات والصفات‬
‫الساع َة َ"‪.‬‬ ‫والدمار‪ .‬قال ﷺ‪«ِ :‬إذ َا و ِ‬
‫الشروط‬ ‫فيه‬ ‫توفرت‬ ‫الذي‬ ‫والمهارات والقدرات الفطر ية والمكتسبة التي‬
‫والمقومات في تولي منصب أو‬ ‫تجعل من توفرت فيه جديرا بتحمل مسؤولية‬
‫مهمة أو مسؤولية معينة‪.‬‬ ‫أو مهمة معينة وتؤهله لأدائها بإتقان‪.‬‬

‫‪ :2‬مبادرة الكفء خلدمة الصاحل العام‪:‬‬ ‫‪ :1‬مقومات ومعايري الكفاءة واالستحقاق‪:‬‬

‫كل من توفرت فيه شروط ومعايير ال كفاءة والاستحقاق عليه أن يبادر و يقدم نفسه لخدمة مصلحة‬
‫}‬ ‫‪ -‬العلم والخبرة‪ :‬قال تعالى على لسان يوسف عليه السلام‪{ :‬‬
‫}‬ ‫وطنه ومجتمعه؛ اقتداء بيوسف عليه السلام الذي قال‪{ :‬‬
‫}‬ ‫االستقامة وحسن الخلق‪ :‬قال ‪{:‬‬ ‫‪-‬‬
‫وألا يترك الفرصة لغير الأكفاء الذين يتولون المناصب والمسؤوليات عن طر يق الغش والرشوة‬
‫}‬ ‫القوة واألمانة‪ :‬قال تعالى في قصة موسى مع بنتي شعيب‪{:‬‬ ‫‪-‬‬
‫سد َ ال َأمْر ِإلَى غَيْرِ أَ ه ْلِه ِ فَان ْتَظِرِ َّ‬
‫الساع َة َ"‪.‬‬ ‫والمحسوبية لأنهم سيفسدون ولا يصلحون‪ .‬قال ﷺ‪«ِ :‬إذ َا و ِ‬
‫مدخل التزكية‪ :‬اإليمان والعلم‬
‫إعداد‪ :‬ذ‪.‬الشتاوي و ذة‪.‬بالوي‬

‫‪:‬‬
‫لغة‪ :‬هو إدراك الش يء على حقيقته‪ ،‬واصطالحا‪ :‬هو مجموع املعارف املكتسبة بالدراسة‪ ،‬في مجال من مجاالت املعرفة الحقة أو اإلنسانية‪.‬‬

‫العلم يؤدي إلى اإليمان باهلل ‪ ‬ويقويه ويرسخه في النفوس‪ :‬وذلك من خلال الجمع‬
‫دعا الإسلام إلى العلم وحث على طلبه في مواضع كثيرة من القرءان ال كريم والسنة النبو ية‪:‬‬
‫بين تدبر الكتاب المسطور (القرآن ال كريم) قال تعالى‪:‬‬
‫✓ أول آية نزلت على النبي ﷺ دعت إلى العلم‪ :‬قال ‪:‬‬
‫وقال ‪: ‬‬
‫✓ رفع اهلل مكانة وشأن العلماء‪ :‬قال تعالى‪:‬‬
‫وكشف أسرار الكتاب المنظور (ال كون)؛ فالنظر والتأمل في مخلوقات الله ‪ ‬وخاصة في‬
‫✓ نفى اهلل تعالى المساواة بين العالم والجاهل‪ :‬قال تعالى‬
‫تناسق ال كون وانتظام أجزائه؛ يؤدي إلى الإيمان بوجود خالق لهذا ال كون ومن تم خشيته‬

‫وتعظيمه‪ .‬قال سبحانه‪:‬‬ ‫✓ العلم فريضة‪ :‬قال رسول الله ﷺ‪ ":‬طلب العلم فر يضة على كل مسلم‪".‬‬
‫} وقال ‪: ‬‬ ‫✓ العلم سبيل للجنة‪ :‬قال رسول الله ﷺ‪.." :‬من سلك طر يقا يلتمس فيه علما سهل الله له به‬

‫الجنة"‪.‬‬ ‫طر يقا إلى‬

‫اإلسالم يدعو إلى طلب العلم النافع ويحث على االستزادة منه واالستفادة منه ي جميع المجاالت‪ ،‬وفي المقابل بالعلم‬
‫يترسخ اإليمان ويتقوى في النفوس‪ ،‬فال تعارض إذن بين العلم الصحيح النافع المبني على أصول متينة واإليمان الحق‬
‫المستمد من القرءان الكريم والسنة النبوية الصحيحة الخالي من الخرافات واألوهام واألباطيل‪.‬‬
‫إعداد‪ :‬ذ‪.‬الشتاوي و ذة‪.‬بالوي‬
‫مدخل االقتداء‪ :‬الرسول ‪ ‬مفاوضا ومستشيرا‬

‫‪‬‬

‫‪ :4‬مميزات أسلوب النبي ﷺ في التفاوض‪.‬‬ ‫‪ :2‬نماذج للتفاوض في السيرة النبوية‪:‬‬ ‫‪ :1‬مفهوم مبدأ‬

‫والشةةةدة‪ ،‬وأسةةةلوح الليو ةة‪،‬‬ ‫‪ -‬الحكمةة في الجمع بين أسةةةلوح الح‬ ‫تفاوض الرسول مع مشركي قريش في صلح الحديبية‪:‬‬ ‫➢‬ ‫التفاوض‬
‫والمرو ة‪.‬‬ ‫➢ تفاوض الرسول مع زعماء قريش ومنهم عتبة بن أبي ربيعة‪:‬‬ ‫أسلوب تعبيري قائم بين طرفين‬
‫‪ -‬المواز ة بين المصةةلحة والمفةةةدة‪ ،‬وتقديم المصةةلحة الكبرع عل‬ ‫فقد عرض على النبي ﷺ في بداية الدعوة المال والملك وغيرهما للتخلي‬ ‫أو أكثر لحل النزاعات وتسو ية‬
‫الصغرع‪.‬‬ ‫عن دعوته؛ فرفض واستمر في تبليغ الحق الذي أنزل عليه من ربه ‪. ‬‬ ‫الخلافات بطرق سلمية‪.‬‬
‫‪ -‬الحوار واإل صات للمخالف واحترامه‪ ،‬وإقناعه بالتي هي أحةن‪.‬‬ ‫➢ تفاوض الرسول ﷺ بعد الهجرة مع يهود المدينة والتوصل‬
‫‪ -‬ضبط النفس والثبات عل الحق‪.‬‬ ‫معهم إلى اتفاقات سلم وسلام وتعايش بدل الصراعات والحروب‪.‬‬

‫ﷺ‬

‫فوائد مبدأ الشورع‬ ‫فوائد مبدأ التفاوض‬


‫‪ -2‬نماذج من الشورى في سيرة المصطفىﷺ‬ ‫‪ :1‬مفهوم‬
‫التوصل إلى القرار المناسب وإصابة الحق في الغالب‪.‬‬ ‫تسو ية النزاعات بطرق سلمية‪.‬‬
‫‪ -‬استشارته ﷺ مع الصحابة في صلح الحديبية لما تلق خبر‬ ‫مبدأ الشورى‬
‫تلاقح الأفكار وتبادل الخبرات والتجارب‬ ‫تحقيق مصالح الطرفين المتفاوضين في الغالب‪.‬‬ ‫إشراك أهل العلم‬
‫قريش عل صده عن البيت الحرا ‪.‬‬ ‫ع‬
‫التخلص من روح التعصب والتكبر‪ ،‬والالتزام بالرأي‬
‫تدبير الاختلاف بطر يقة حضار ية‪.‬‬ ‫‪ -‬استشارتهم في كيفية مواجهة المشركين في غ وة أحد وأخذ‬ ‫والخبرة في اتخاذ‬
‫السديد‪.‬‬ ‫برأيهم حين أشاروا عليه ﷺ بمواجهة المشركين خارج‬
‫القرار السديد‪.‬‬
‫الثقة بين الراعي والرعية‪.‬‬ ‫اكتساب آداب الحوار وقواعد التواصل الفعال‬ ‫المدينة‪.‬‬
‫تز ويد المجتمع بال كفاءات والقدرات المتميزة‪.‬‬ ‫احترام الاختلاف وتقبل الرأي المخالف‪.‬‬ ‫‪ -‬استشارته ﷺ مع زوجته أ سلمة في صلح الحديبية لما تأخر‬
‫استشعار المستشارين المسؤولية الجماعية‪.‬‬ ‫تحقيق التعايش ونشر الأمن والسلم‬ ‫الصحابة ‪ ‬في التحلل من العمرة‪.‬‬
‫‪ -‬عمل ﷺ برأي سلمان الفارسي في غ وة األح اح (الخندق)‪.‬‬
‫إعداد‪ :‬ذ‪.‬الشتاوي و ذة‪.‬بالوي‬ ‫مدخل االستجابة‪ :‬فقه األسرة‪ :‬الطالق‬

‫‪ :3‬شروط الطالق‪:‬‬ ‫‪ :2‬حكم الطالق‬ ‫‪:1‬تعريف الطالق‬


‫أن يقع الطالق يف طهر لم يمس فيه الزوج زوجته‪.‬‬ ‫✓‬ ‫الطلاق‪ :‬مباح وقد يتغير حكمه بحسب الأحوال‪.‬‬ ‫الطلاق لغة‪ :‬الإرسال والترك‪ .‬اصطلاحا‪ :‬هو‬
‫أن يكون طلقة واحدة‪.‬‬ ‫✓‬
‫ل كن لا ينبغي اللجوء إليه إلا عند الضرورة القصوى‪ ،‬لما ينتج عنه من‬ ‫حل ميثاق الزوجية‪ ،‬يمارسه الزوج والزوجةكل‬
‫عدم تطليق الزوجة مرة أخرى داخل العدة‪.‬‬ ‫✓‬
‫أن يشهد عدالن عىل الطالق‪.‬‬ ‫✓‬ ‫مفاسد أسر ية ومجتمعية‪ .‬قال ‪ ":‬أبغض الحلال إلى الله الطلاق"‪.‬‬ ‫بحسب شروطه تحت مراقبة القاضي‪.‬‬

‫‪ :1‬أنواع (أقسام) الطالق‬


‫ثانيا‪ :‬باعتبار ما يترتب عنه‬ ‫أوال‪ :‬باعتبار إيقاعه‪ /‬وقوعه‬
‫ن‬
‫بائ ي‬ ‫يي‬
‫رجع ي‬ ‫يي‬
‫بدع ي‬ ‫ني‬
‫س ي‬

‫الطلاق المكمل للثلاث‪ ،‬يز يل الزوجية‬ ‫هو الذي يحق فيه للزوج إرجاع زوجته داخل العدة‪ ،‬من طلقة هو الطلاق الرجعي الذي انقضت‬
‫حالا ويمنع من تجديد العقد مع المطلقة‬ ‫أولى أو ثانية؛ دون حاجة إلى إذنها‪ ،‬أو صداق وعقد جديدين‪ .‬عدته‪ ،‬أو الطلاق قبل الدخول‬
‫بالزوجة (البناء) أو طلاق الخلع‬ ‫قال الله ‪﴿: ‬‬
‫إلا بعد انقضاء عدتها من زوج آخر‬ ‫اختل فيه شرط أو‬
‫توفر فيه جميع‬
‫تزوجها زواجا شرعيا ودخل بها دخولا‬ ‫الذي توقعه الزوجة‪.‬‬ ‫أحكام متعلقة بالطالق الرجعي‪:‬‬ ‫أكثر من شروط‬
‫إقامة المطلقة يف بيت الزوجية‪.‬‬ ‫‪−‬‬ ‫شروط الطالق‬
‫فعليا دون نية التحليل‪.‬‬ ‫لا يحق فيه للزوج إرجاع مطلقته‪ ،‬إلا‬ ‫ُ َّ‬ ‫الطالق‬
‫جواز دخول الزوج عليها فإن مسها عد ذلك رجعة‪،‬‬ ‫‪−‬‬
‫قال الله ‪﴿: ‬‬ ‫برضاها وبصداق وعقد جديدين‪.‬‬ ‫ووجب توثيق الرجوع‪.‬‬
‫قال الله ‪﴿: ‬‬
‫وجوب نفقة المطلقة عىل زوجها داخل العدة‪.‬‬ ‫‪−‬‬
‫استحقاقهما اإلرث يف بعضهما يف حالة الوفاة أثناء العدة‪.‬‬ ‫‪−‬‬
‫﴾‬ ‫﴾‬
‫‪ :2‬العدة‪ :‬مفهومها ومقاصدها وأنواعها‪:‬‬
‫ج‪ :‬أنواع العدة‬ ‫ب‪ :‬مقاصد العدة‪:‬‬ ‫أ‪ :‬مفهوم العدة‪:‬‬
‫الدليل الشرعي‬ ‫نوع العدة ومدتها‬ ‫حالة املرأة‬
‫ثلاثة قروء (الطهر أو‬ ‫هي المدة التي تتريث فيها المطلقة أو ‪ -‬براءة الرحم للحفاظ عىل األنساب‬
‫[البقرة؛‪]228‬‬ ‫﴾‬ ‫﴿‬ ‫المرأة التي تحيض‬ ‫من االختالط‪ :‬قال تعاىل‪:‬‬
‫الحيض)‬
‫الأرملة عن الزواج براءة لرحمها‬
‫﴿‬

‫الطلاق‬
‫اليائس (المر يضة أو‬
‫ثلاثة أشهر‬ ‫ورعاية لحق زوجها‪.‬‬
‫[الطلاق؛‪]04‬‬ ‫﴾‬ ‫ال كبيرة)‬ ‫‪ -‬رعاية لحق الزوج يف إمكانية تراجعه‬
‫وهي واجبة قال الله ‪﴿: ‬‬
‫عن الطالق‪ :‬قال ‪﴿: ‬‬
‫﴾[الطلاق؛‪]04‬‬ ‫﴿‬ ‫وضع الحمل‬ ‫الحامل‬
‫﴿‬ ‫﴾‬
‫أربعة أشهر وعشرة أيام‬ ‫المتوفى عنها زوجها‬ ‫الوفاة‬
‫[البقرة؛ ‪]232‬‬ ‫﴾‬

‫‪ :2‬آثار الطالق على األسرة والمجتمع‬ ‫‪ :1‬مقاصد الطالق‬

‫أ‪ :‬اآلثار على األسرة‪:‬‬


‫ب‪ :‬اآلثار على المجتمع‪:‬‬
‫على األبناء‬ ‫على المطلق والمطلقة‬
‫• زعزعة استقرار المجتمع وانهيار‬ ‫➢ تفادي الأضرار النفسية والصحية لزواج فاشل‪.‬‬
‫‪-‬كثرة التبعات المالية مما ينتج عنه عوز مالي خاصة إذا لم يكن للمطلقة مورد‬
‫بنائه نظرا لتفكك روابط الأسر‪.‬‬ ‫‪-‬الحرمان من الجو الأسري‬
‫رزق مستقل أو عائل آخر‪.‬‬ ‫➢ إنهاء الاختلاف والتنافر بين الزوجين رفعا للمشقة عن‬
‫الطبيعي‪.‬‬
‫• زرع ال كراهية والنزاع والبغضاء‬ ‫‪-‬الإصابة بالأمراض النفسية وسيطرة التفكير السلبي مما يؤثر على التوازن‬ ‫أحد الزوجين أو كلاهما‪.‬‬
‫‪-‬التشرد‪.‬‬
‫بين أفراد المجتمع‪.‬‬ ‫النفسي والاجتماعي‪.‬‬
‫‪-‬الانحراف‪.‬‬ ‫➢ إعطاء فرصة أخرى للزوجين لمعاودة الحياة الزوجية‬
‫• انتشار الجريمة بمختلف أشكالها‪،‬‬ ‫‪-‬التخوف من إعادة تجربة الزواج مرة أخرى خوفا من الفشل‪.‬‬
‫‪-‬تكوين شخصية ضعيفة‪.‬‬ ‫بروح جديدة وبأسلوب أفضل‪.‬‬
‫والأخلاق الذميمة بشتى أنواعها‬ ‫‪-‬تضاؤل الآمال في الزواج مرة أخرى نظرا للاعتبارات الاجتماعية والتقاليد‬
‫‪-‬التأثير على قدرات الأطفال‬
‫مما يؤثر على أمن المجتمع‪.‬‬ ‫المترسخة‪.‬‬
‫التعلمية والفكر ية‪...‬‬
‫‪ -‬نظرة المجتمع السلبية‪.‬‬
‫إعداد‪ :‬ذ‪.‬الشتاوي و ذة‪.‬بالوي‬
‫مدخل القسط‪ :‬حق النفس‪ :‬الصبر واليقين‬

‫‪:2‬مفهوم اليقني وجتلياته‬ ‫‪:1‬مفهوم الصرب وجتلياته‬

‫ب‪ :‬تجليات اليقين‬ ‫ب‪ :‬تجليات الصبر‬ ‫أ‪ :‬مفهوم الصبر‬


‫أ‪ :‬مفهوم اليقين‬
‫‪ -‬خشية اهلل ‪ ‬والتوكل عليه ‪.‬‬ ‫‪ -‬الصبر على الطاعات‪.‬‬ ‫اصطالحا‪ :‬القدرة‬ ‫لغة‪ :‬التحمل‪.‬‬
‫لغة‪ :‬العلم وزوال الشك‪.‬‬
‫‪ -‬الرضا بالقضاء والقدر‪.‬‬ ‫‪ -‬الصبر على عدم ارتكاب المعاصي‪.‬‬ ‫على تحمل الابتلاءات ولزوم الطاعات‬
‫اصطالحا‪ :‬هو العلم الراسخ في القلب‬
‫‪ -‬القناعة والرضا‪.‬‬ ‫‪ -‬الصبر على االبتالءات واألقدار المؤلمة‪.‬‬ ‫ومخالفة الشهوات في ثبات و يقين دون‬
‫رسوخا جازما لا يخالطه شك ولا ظن‪.‬‬
‫‪ -‬الثبات على الحق والصبر عليه‪.‬‬ ‫شكوى أو جزع‪.‬‬

‫يعتبر الصبر واليقين من أقوى وسائل ز يادة الإيمان وترسيخه وثباته؛ فبهما ينال العبد‬
‫الإمامة في الدين لأنه يتغلب على الشهوات بالصبر وعلى الشبهات باليقين؛ قال‬
‫الصبر ثمرة من ثمرات اليقين؛ فالإنسان الموقن بالله تعالى يسهل عليه الصبر بكل تجلياته‪.‬‬
‫تعالى‬
‫ومن ذلك صبر يعقوب عليه السلام لما فقد أولاده الثلاثة‪ ،‬لأنه كان على يقين تام في‬
‫ولنا في يوسف عليه السلام القدوة حيث استطاع بيقينه التام في الله ‪ ‬وصبره على‬
‫إعادة الله تعالى لهم؛ قال ‪ ‬على لسان يعقوب عليه السلام‪:‬‬
‫أنواع الابتلاءات وثباته على المحن أن ينال التمكين في الأرض و يصل إلى درجة‬
‫الإحسان؛ قال تعالى على لسان يوسف‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬ذ‪.‬الشتاوي و ذة‪.‬بالوي‬ ‫مدخل الحكمة‪ :‬العفو والتسامح‬

‫‪:2‬مفهوم التسامح‬ ‫‪:1‬مفهوم العفو‬

‫لغة‪ :‬اللين والتساهل‪.‬‬


‫لغة‪ :‬الطمس والمحو‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬خلق مبني ٌّ على التساهل واليسر في المعاملات المالية والاجتماعية‪،‬‬
‫اصطالحا‪ :‬إسقاط العقوبة عن المذنب‪ ،‬مع وجود القدرة على إنزال العقاب به‪،‬‬
‫والترفع عن الصغائر وعدم رد الإساءة بمثلها؛ يهدف إلى زرع روح المحبة والتعاون‬
‫قربة لله تعالى وكرما وسماحة‪.‬‬
‫في نفوس الأفراد والجماعات‪.‬‬

‫‪ -‬العفو والتسامح يزيدان العبد عزا وشرفا‪.‬‬ ‫ل المعاملة‬


‫التسامح أساس العفو إذ لا عفو بدون تسامح‪ ،‬فكلما كان الإنسان سَمْح ًا لَي ِّنًا سَهْ َ‬
‫‪ -‬العفو والتسامح سبيل للصحة النفسية‪.‬‬ ‫كلما كان العفو عنده خلقا ثابتا‪ .‬فيغلب جانب العفو على الانتقام والانتصار للذات‪.‬‬
‫‪ -‬نشر المحبة بين الناس وتحويل العداوة إلى صداقة‪ :‬وخير مثال على ذلك عفو‬
‫لذلك فهما أي العفو والتسامح مرتبة من مراتب الإحسان؛ قال تعالى‪:‬‬
‫وتسامح يوسف عليه السلام مع إخوته رغم إيذائهم له؛ فانقلب بذلك كرههم له إلى محبة‪.‬‬
‫[المائدة‪]14 :‬‬
‫قال تعالى‪:‬‬
‫[ يوسف ‪[92-91‬‬ ‫‪.‬‬ ‫إلا أن التسامح أعم وأشمل من العفو؛ لأنه يكون مع المخطئ وغير المخطئ بينما العفو‬
‫‪ -‬العفو والتسامح سبيل لتماسك المجتمع‪ :‬ومن ذلك عفوه ‪ ‬في فتح مكة‬ ‫لا يكون إلا مع المخطئ‪.‬‬
‫عن أهلها مما جعلهم مجتمعا واحدا متماسكا‪.‬‬
‫إعداد‪ :‬ذ‪.‬الشتاوي و ذة‪.‬بالوي‬ ‫مدخل التزكية‪ :‬اإليمان والفلسفة‬

‫‪ :2‬فوائد التفكير الفلسفي‪:‬‬ ‫‪:1‬مفهوم الفلسفة‬


‫‪ o‬تقوية العقل‪ :‬وذلك بفتح فضاء واسع أمام العقل للتحليل وطرح التساؤلات والتأمل في الوجود وال كون‪.‬‬ ‫لغة‪ :‬مشتقة من “فیلو‪ -‬صوفیا” وتعني في لغة الیونان “محبة – الحكمة” أو “السعي إلى المعرفة”‪.‬‬
‫‪ o‬تطوير التفكير‪ :‬وذلك بتنمية مھارات العقل في التفكیر والتأمل والتدبر والنقد عن طر يق فتح باب الشك‬ ‫اصطالحا‪ :‬النظر العقلي المحض‪ ،‬والتفكیر القائم على الاستدلالات المنطقیة والبرھانیة حول‬
‫المنهجي المؤدي إلى اليقين خاصة إذا اھتدى بنور الوحي المبين‪.‬‬ ‫موضوعات وقضایا كلیة تستحق النقد والتفسیر‪.‬‬

‫يعتبر نتاج الفكر الفلسفي الموضوعي المرتبط بقضايا الإيمان والدين من أهم الوسائل الترسيخ‬
‫هي طر يقة في التفكير وإعمال العقل تسترشد‬
‫الإيمان وذلك من خلال‪:‬‬
‫بالوحي فتجمع بين المعقول والمنقول للوصول إلى الحقيقة قصد ترسيخ الإيمان‬
‫• التفكر والتأمل في كتاب اهلل المسطور (القرءان الكريم) وكتابه المنظور (الكون) قال‬
‫وتقويته‪.‬‬
‫}‪.‬‬ ‫‪{ :‬‬

‫• المنهج الفلسفي يعتمد على التحليل المنطقي واالستدالل العقلي وهذا من شأنه‬

‫ال تعارض بين الفلسفة الراشدة واإليمان الحق ألن كالهما يخاطبان اإلنسان‬ ‫محاربة األساطير والخرافات فتصفو عالقة العبد بربه ويحقق التوحيد الخالص‪.‬‬

‫ويدعوانه إلى البحث والنظر والتأمل والتفكير عن طريق إعمال العقل لإلجابة عن‬ ‫• ارتقاءه باإلنسان من اإليمان المبني على التقليد األعمى إلى اإليمان المبني على‬

‫التساؤالت الوجودية واإلشكاالت المعرفية التي تواجهه وبالتالي الوصول إلى‬ ‫الحجج والبراهين للوصول إلى المعرفة الحقة‪ .‬وهذا عين ما يدعو له الإسلام‪ ،‬قال‬

‫الحقائق التي تؤدي إلى اإليمان الحق‪.‬‬ ‫} وقال سبحانه‪{ :‬‬ ‫تعالى {‬
‫}‪.‬‬
‫إعداد‪ :‬ذ‪.‬الشتاوي و ذة‪.‬بالوي‬ ‫مدخل االقتداء‪ :‬عثمان بن عفان ‪‬‬

‫ﷺ‬

‫أعدَّ َّالرسولَّال كريمَّعليهَّأفضلَّالصلاةَّوالتسليمَّجيلاَّفريداَّتحملَّأمانةَّومسؤوليةَّنشرَّالإسلام‪َّ،‬فرفعَّمنَّشأنهم‪َّ،‬ودعاناَّإلىَّ محبتهمَّوتوقيرهم َّوعدمَّالتنقيصَّمنهم؛َّفقال َّﷺ َّ‪":‬ال تسبوا‬


‫أصحابي‪ ،‬فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم وال نصيفه"‪َّ.‬فلماَّتمَّإعدادَّنماذجَّفريدةَّحملتَّرسالةَّالإسلام‪َّ،‬وخلفتَّرسولهاَّأحسنَّخلافة؛َّدعاناَّإلىَّاقتفاءَّأثرهمََّّ‬
‫واتباعَّنهجهم؛َّبقولهَّعليهَّالصلاةَّوالسلام‪"َّ:‬عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجد ‪".‬‬
‫َّ‬

‫‪‬‬

‫‪ :2‬نماذج من بذل وحياء عثمان بن عفان ‪‬‬ ‫‪:1‬تعريف عثمان بن عفان ‪‬‬

‫ب‪ :‬نماذج من حياء عثمان بن عفان ‪: ‬‬ ‫أ‪ :‬نماذج من بذل عثمان بن عفان ‪: ‬‬ ‫أحدَّالخلفاءَّالراشدينَّالأربعةََّّ‬
‫حياءَّحيثَّقالَّﷺَّ‪َّ":‬أرحمََّّ‬
‫َّ‬ ‫حياءَّفقدَّشهدَّلهَّالنبيَّﷺَّبصدقَّال‬
‫َّ‬ ‫كانَّ‪َّ ‬شديدَّال‬ ‫✓ إنفاقه ‪ ‬في الجهاد في سبيل اهلل تعالى‪َّ :‬فقد َّجهزَّجيشَّالعسرةَّفيَّ‬ ‫المبشرينَّبالجنة‪َّ،‬ولدَّبالطائفََّّ‬
‫أمتيَّأبوَّبكرَّوأشدهاَّفيَّدينَّاللهَّعمر‪َّ،‬وأصدقهمَّحياءَّعثمان"‪َّ ََّّ.‬‬ ‫غزوةَّتبوكَّبتسعمائةَّوخمسينَّبعيراَّوخمسينَّفرسا‪َّ،‬وألفَّدينار‪َّ .‬‬ ‫بعدَّعامَّالفيل بستَّسنين‪ََّّ،‬‬
‫وشهدَّ‪َّ‬علىَّنفسهَّبالحياءَّإذَّأقسمَّقائلا‪َّ":‬فواللهَّماَّزنيتَّفيَّجاهليةَّولاَّإسلام"‪َّ.‬‬ ‫✓ إنفاقه ‪ ‬في سقي الماء‪َّ:‬اشترىَّعينَّرومةَّوجعلهاَّوقفاَّللمسلمين‪.‬‬ ‫لقبهَّ"ذوَّالنورين"َّلأنهَّتزوجََّّ‬
‫وقدَّقالَّالحسنَّالبصريَّالتابعيَّالجليلَّواصفاَّشدةَّحياءهََّّ‪"َّ:‬إنَّكانَّليكونََّّ‬ ‫اشترىََّّأرضاََّّمجاورةَّ للمسجدََّّالنبويَّ‬
‫َّ‬ ‫✓ إنفاقه في توسعة المسجد النبوي‪ََّّ:‬‬ ‫ببنتيَّرسولَّاللهَّ‪َّ‬؛َّتوفيََّّ‬
‫فيَّالبيتَّوالبابَّعليهَّمغلق‪َّ،‬فماَّيضعَّعنه الثوبَّليفيضَّعليهَّالماء‪َّ،‬يمنعهَّالحياءََّّ‬ ‫منَّأجلَّتوسعته‪.‬‬ ‫سنةَّ‪َّ35‬للهجرةَّالنبو ية‪ََّّ،‬‬
‫أنَّيقيمَّصلبهَّ‪".‬‬ ‫✓ إنفاقه عام المجاعة‪ :‬فقدَّتصدقَّبقافلةَّبهاَّمائةَّراحلةَّعلىَّفقراءَّالمسلمين‪َّ .‬‬ ‫ودفنَّبالبقيعَّبالمدينةَّالمنورة‪.‬‬

‫المؤمنَّيدعوَّإلىَّاللهَّتعالىَّبأفعالهَّوسلوكهَّقبلَّأقوالهَّلأنَّتمثلهَّللقيمَّالساميةَّوالأخلاقَّالحميدةَّفيَّحدَّذاتهَّدعوةَّإلىَّالإسلامَّوترغيبَّفيه‪َّ،‬فالسلوكَّوالتطبيقَّأصدقَّأثراَّ‬
‫منَّالقولَّوالكلام‪َّ.‬لذلكَّينبغيَّالجمعَّبينَّالأقوالَّوالأفعالَّفيَّالدعوةَّإلىَّاللهَّتعالىَّليكونَّالمؤمنَّقدوةَّللآخرينَّونموذجاَّيتأسونَّبه‪َّ.‬قالَّتعالى‪َّ:‬‬
‫‪َّ .‬‬
‫مدخل االستجابة‪ :‬فقه األسرة‪ :‬رعاية األطفال‬
‫إعداد‪ :‬ذ‪.‬الشتاوي و ذة‪.‬بالوي‬

‫‪ :2‬خصائص رعاية األطفال في اإلسالم‬ ‫‪ :1‬مفهوم رعاية األطفال‬


‫‪ ‬الربانية‪ :‬حقوق الطفل شرعها الله تعالى وليست من وضع البشر‪ ،‬فهو سبحانه الذي أمر بها ورتب عليها الثواب والعقاب‬ ‫القيام بشؤون الطفل على أكمل وجه‪ ،‬وفق منهج‬
‫‪ ‬الشمول‪ :‬تشمل ما يحتاجه الطفل جسديا وروحيا وفكر يا‪.‬‬ ‫الإسلام وتعاليمه‪ ،‬بما يضمن حماية مصالحه الدينية‬
‫‪ ‬الثبات‪ :‬حقوق الطفل ثابتة لا تتغير بتغير الظروف أو الزمن أو المكان‪.‬‬
‫والدنيو ية وتحقيق حاجاته الأساسية ونمو شخصيته‬
‫‪ ‬الواقعية ‪:‬من حيث تطبيقها وتفعيلها تتسم بالمرونة ومراعاة الواقع وتسايره وتتكيف معه‪ ،‬وتراعي أيضا سن الطفل وقدرته الفكر ية‪،‬‬
‫بشكل سليم ومتوازن‪.‬‬
‫والجسمية‪ ،‬ومحيطه الداخلي‪ ،‬والخارجي‪.‬‬

‫حقوق األطفال ورعايتهم مسؤولية مشتركة بين األسرة والمجتمع ينبغي على كل طرف القيام بها وتأديتها على الوجه األكمل‪ ،‬لقوله ﷺ‪" :‬كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"‪.‬‬
‫الحق في النسب واالسم الحسن‪ :‬حفظ الله تعالى للطفل حقه في النسب بتحريم الزنا وتشر يع الحق في األسرة‪ :‬للطفل الحق في عيش طفولة طبيعية داخل حضن ورعاية أسرة مستقرة‪.‬‬
‫الحق في المساواة‪ :‬يتمتع الطفل بقيمة اعتبار ية مساو ية للكبار‪.‬‬ ‫الزواج‪ .‬وحث الوالدين على اختيار اسم حسن له‪.‬‬
‫الحق في الحضانة‪ :‬داخل إطار الأسرة‪ ،‬وفي حالة الطلاق تنتقل إلى الأم‪ ،‬ثم الأب‪ ،‬ثم أم الأم‪ ،‬الحق في الحياة‪ :‬يبدأ هذا الحق قبل الولادة بتحريم الإجهاض‪ ،‬وبعدها بتحريم قتله لأي سبب من‬
‫الأسباب‪ .‬قال تعالى‪:‬‬ ‫ثم إلى أحد الأٌقارب الأكثر أهلية واستحقاقا‪ .‬أما يتيم الأبوين فتجب حضانته على المجتمع‪.‬‬
‫الحق في النفقة ‪ :‬وتشمل المأكل والمشرب وال كسوة بالمعروف؛ وهي واجبة على الأب فإن لم الحق في التعليم‪ :‬واجب على الأسرة وذلك بتعليم أبناءها‪ ،‬وواجب أيضا على المجتمع بتوفير‬
‫المدارس وتشجيع التعلم‪ .‬قال ‪" :‬إن من حق الولد على والده أن يعلمه الكتابة وأن يحسن اسمه‪".‬‬ ‫يكن فعلى الأم أو الأقارب‪ ،‬فإن لم يوجدوا فتجب على المجتمع‪.‬‬
‫الحق في تعليمه الدين الحق والتربية الحسنة‪ :‬قال رسول الله ﷺ‪":‬ما من مولود إلا يولد على الحقوق المالية‪ :‬حقوق ثابتة أوجب الشرع حمايتها‪ ،‬وخاصة الحقوق المالية لليتيم لأنها أكثر عرضة‬
‫للتضييع‪ .‬قال سبحانه‪:‬‬ ‫الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرناه أو يمجسانه"‪.‬‬

‫✓ المودة الرحمة‪ :‬ينبغي على الوالدين إظهار المودة والرحمة مع الأطفال والعطف والحنان عليهم وملاطفتهم واللعب معهم‪.‬‬
‫✓ الحوار‪ :‬خلق فضاء للحوار مع الأطفال والإنصات إليهم بحكمة ومودة دون تعنيف نفسي أو بدني‪.‬‬
‫✓ العدل‪ :‬تحقيق العدل بين الأبناء دون تمييز بسبب الجنس أو السن تجنبا للغيرة والحسد بينهم‪.‬‬
‫✓ الصبر والنصح‪ :‬ينبغي تحمل الأطفال وتقديم النصح لهم دون ملل أو ضجر‪.‬‬
‫إعداد‪ :‬ذ‪.‬الشتاوي و ذة‪.‬بالوي‬ ‫مدخل الحكمة‪ :‬وقاية المجتمع من تفشي الفواحش‬

‫‪:2‬حكم الفواحش ومنهج اإلسالم يف حترميها‬ ‫‪:1‬مفهوم االفاحشة‬

‫حرم الإسلام جميع أنواع الفواحش ظاهرة أو باطنة‪ ،‬قال ‪‬‬ ‫لغة كل فعل أو قول عظم قبحه‪.‬‬
‫لم يكتف الإسلام بتحريم الفواحش فقط‪ ،‬بل حرم كل الأسباب والطرق المؤدية إليها والمقربة منها قال تعالى‪:‬‬ ‫واصطالحا‪ :‬ما اشتد وعظم قبحه من المعاصي‬
‫فمثلا عندما حرم الزنا حرم كل ما يؤدي و يقرب لها كالخلوة بين الجنسين والتبرج والخضوع‬ ‫والذنوب الظاهرة كالزنا والقتل‪ ..‬والباطنة كال كبر‬
‫ۥ‬ ‫بالقول‪ ..‬وأوجب غض البصر والتخلق بالعفة والحياء‪ ..‬قال ‪:‬‬
‫[الإسراء ‪]32‬‬
‫والنفاق‪..‬‬

‫وقاية المجتمع من الفواحش مسؤولية مشتركة بين الفرد والمجتمع‪ ،‬ولتحقيقها ينبغي توفر الآتي‪:‬‬

‫حرص اإلسالم حرصا شديدا على الدعوة إلى األخالق الفاضلة وبثها في‬
‫• التربية اإليمانية العملية التي تثمر تقوى الله واستشعار مراقبته ‪ . ‬والصبر على المعصية‬
‫المجتمع حفاظا عليه من تفشي الفواحش‪ ،‬ألن التحلي بهذه األخالق‬ ‫واستقباح الفواحش‪.‬‬
‫الفاضلة يعتبر سياجا رادعا يصد النفس عن االنحراف واالنزالق إلى‬ ‫• غرس القيم والرفع من شأنها والدعوة إليها وعلى رأسها قيمتي العفة والحياء‪.‬‬

‫مهاوي الرذيلة والفاحشة‪ .‬قال ﷺ‪" :‬إِنَّ مِن أحَبِّكم إلي وَأقْرَبِكم مني‬ ‫• تشجيع الشباب على الزواج وتيسير سبله‪.‬‬

‫مجلسًا يومَ القيامةِ أَحاسِنَكم أخالقًا"‪ .‬قال ﷺ‪" :‬إنما بعثت ألتمم‬ ‫• التخلق الجماعي بقيمة الستر والتستر وعدم المجاهرة بالمعصية‪.‬‬

‫• االمتناع عن كل أشكال إشاعة الفواحش ونشر أخبارها‪.‬‬


‫مكارم األخالق"‪.‬‬
‫• تعمير أوقات الفراغ بما ينفع في الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫إعداد‪ :‬ذ‪.‬الشتاوي و ذة‪.‬بالوي‬
‫مدخل التزكية‪ :‬اإليمان وعمارة األرض‬

‫‪2‬‬

‫خلق الله ‪ ‬الإنسان وجعله خليفة في الأرض بقصد عمارتها وإصلاحها على الوجه السليم بما يعود بالنفع على‬ ‫ب‪ :‬مفهوم عمارة األرض‪:‬‬ ‫أ‪ :‬مفهوم االستخالف‪:‬‬
‫لغة ‪:‬عمر المكان أي أصلحه وبناه‪.‬‬ ‫لغة‪ :‬من الخلافة وتعني التعاقب والتداول‬
‫الخلق ويرضي الخالق‪ .‬قال تعالى‪:‬‬
‫اصطلاحا ‪:‬تعمير الأرض بالعمل الصالح‬ ‫وتطلق أيضا على النيابة والوكالة‪.‬‬
‫فالله ‪ ‬خلق الإنسان واختاره من بين جميع مخلوقاته لعمارة الأرض وتنز يل حكم الله ‪ ‬فيها‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫المادي والمعنوي للانتفاع بجميع خيراتها بلا‬ ‫اصطلاحا‪ :‬توكيل الله ‪ ‬الإنسان وتكليفه‬
‫‪.‬‬ ‫إفساد‪ .‬تحقيقا للحياة الطيبة وإرضاء للخالق ‪‬‬ ‫بعمارة الأرض وإصلاحها ماديا ومعنو يا‪.‬‬

‫أمانة تعمير الأرض وإصلاحها التي تحملها الإنسان بناء على مبدأ الاستخلاف في الأرض لا تتحقق إلا‬

‫بالإيمان بالمستخل ِف في الأرض وطاعته طاعة كاملة؛ قال تعالى‬


‫نهى الله ‪ ‬عن الإفساد في الأرض لما في ذلك من إخلال بأمانة الاستخلاف‪ ،‬قال‬
‫[النور؛ ‪ ]53‬فإذا كان الإفساد في الأرض محرما شرعا فعمارة الأرض‬
‫وقال ‪:‬‬ ‫الله تعالى‪:‬‬
‫بالعمل صالح المادي والمعنوي واجبة على كل مؤمن من أجل تحقيق الاستخلاف في الأرض؛ لأن‬

‫التمكين في الأرض لا يكون إلا للمؤمنين الصالحين الذين يتوفرون على القوة وال كفاءة اللازمة‪ ،‬والإيمان‬ ‫وكما أن الاصلاح وعمارة الأرض يكون ماديا ومعنو يا فالإفساد في الأرض منه المعنوي‬
‫القوي‪ .‬قال ‪ ‬عن يوسف عليه السلام‪:‬‬ ‫مثل الشرك بالله والغيبة‪ ،‬والنميمة وإشاعة الفاحشة والخرافات‪ ...‬ومنه المادي مثل القتل‬

‫وسرقة الثروات والخيرات وسوء استغلال الموارد الطبيعية وعدم توظيفها فيما ينفع‪.‬‬
‫وبالتالي فكل عمارة للأرض بعيدة عن الإيمان بالله ‪ ‬خراب وفساد وإن تظاهر أصحابها بالصلاح وظنوا أنهم‬
‫وتلويث البيئة وبناء المصانع المهددة لصحة الإنسان وحياته‪.‬‬
‫مصلحون قال ‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬ذ‪.‬الشتاوي و ذة‪.‬بالوي‬
‫مدخل االقتداء‪ :‬الرسول ‪ ‬في بيته‬

‫ﷺ‬

‫بل جعله نموذجا لل كمال البشري‪ ،‬وتطبيقا عمليا‬ ‫[ال كهف؛‪]110‬‬ ‫سيرة الرسول ﷺ تحكي حياة إنسان أكرمه الله تعالى بالرسالة‪ ،‬ولم يخرجه من إنسانيته‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬

‫[القلم؛‪ ،]04‬ولذلك أمر البشر ية بالاقتداء به ﷺ في جميع المجالات والعلاقات‪.‬‬ ‫لتعاليم الإسلام الظاهرة والباطنة‪ ،‬وزينه بمكارم الأخلاق وزكاه بها حيث قال سبحانه‪:‬‬

‫‪[.‬الأحزاب؛‪]21‬‬ ‫قال تعالى‪:‬‬

‫‪‬‬

‫ﷺ‬ ‫ﷺ‬ ‫‪‬‬ ‫ﷺ‬

‫‪ −‬إكرام النبي ﷺ البنته فاطمة رضي اهلل عنها‪ :‬قالت عائشة رضي الله عنها‪:‬‬ ‫‪ −‬حسن العشرة مع زوجاته‪ :‬كان النبي ﷺ حليما رفيقا‬
‫كان النبي ﷺ يحسن معاملة خدمه ولا‬
‫"كانت إذا دخلت عليه فاطمة قام إليها فقبلها ورحب بها ثم يجلسها في مجلسه‪.‬‬ ‫بهن؛ لطيفا معهن يتحمل غضب إحداهن و يقابله‬
‫يعنفهم‪ .‬يحكي خادمه أنس ‪ ‬قائلا‪ :‬خدمت‬
‫‪ −‬إكرامه ‪ ‬ألحفاده‪ :‬خرج النبي ﷺ للصلاة وهو حامل أحد أحفاده (الحسن أو‬ ‫باللين والكلمة الطيبة‪ ،‬وكان يمازحهن و يسابقهن‪.‬‬
‫النبي عشر سنين فما قال لي أف قط‪ ،‬وما قال‬
‫الحسين)‪ ،‬فلما دخل الصلاة أطال السجود حتى ظن الناس أن أمرا ما وقع‪ .‬فلما قضيت‬ ‫‪ −‬المشاركة في أعمال البيت‪ :‬كان ‪ ‬يشارك أهله في‬
‫لشيء صنعته؛ لم صنعته‪ ،‬ول لشيء تركته؛‬
‫الصلاة سألوه عن ذلك؛ فقالﷺ‪":‬ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي‬ ‫عمل البيت ولا يعتبر ذلك نقصا أو عيبا‪ .‬قالت عائشة‬
‫لم تركته‪.‬‬
‫حاجته‪".‬‬ ‫رضي الله عنها‪" :‬كان يكون في مهنة أهله"‪.‬‬

‫يظهر إيمان المؤمن الصادق وقيمته الحقيقية في معاملته لأهل بيته باللين والرحمة والمعاشرة الطيبة؛ قدوته في ذلك النبي ﷺ الذي قال"‪ :‬خيركم خيركم ألهله وأنا خيركم‬
‫ألهلي" والذي قال أيضا ﷺ‪ ":‬أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلقًا وخيارُكم خيارُكم ألهلِه"‪.‬‬
‫مدخل االستجابة‪ :‬فقه األسرة‪ :‬األسرة نواة المجتمع‬
‫إعداد‪ :‬ذ‪.‬الشتاوي و ذة‪.‬بالوي‬

‫‪ :2‬صالح األسرة أساس صالح المجتمع‬


‫الأسرة هي اللبنة الأولى ونواة المجتمع فهي المدرسة الأولى للفرد يتلقى فيها التربية الحسنة والقيم النبيلة؛ وتتشكل شخصيته المتوازنة‪ ،‬فيصبح‬ ‫‪ :1‬مفهوم األسرة‬
‫صالحا نافعا لنفسه وأسرته ومجتمعه‪ ،‬وبالتالي يصلح المجتمع وتتحقق عمارة الأرض والإصلاح فيها‪.‬‬ ‫رابطة اجتماعية شرعية قائمة بين رجل وامرأة‪ ،‬تضم‬

‫وفي المقابل إذا فسدت الأسرة فلن تقوم بوظيفتها التربو ية وستنتج أفرادا فاسدين يصبحون فيما بعد شرا على أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم‪،‬‬ ‫وحدات م ُتراب ِطة من‬
‫ٍ‬ ‫الآباء والأبناء‪ ،‬وتمتد لتشمل‬
‫َّ ُ َ ُ َ َ ْ ْ َ َ َ َ َ ُ ُ َ ِّ َ َ ْ ُ َ ِّ َ َ‬ ‫َ ْ َ ُْ‬
‫ِّصا ِن ِه أ ْو ُي َم ِّج َس ِان ِه»‪.‬‬ ‫فيعم الفساد في الأرض‪ .‬قال رسول الله ﷺ‪« :‬ما ِمن مول ٍ‬
‫ود ِإال يولد عَل ال ِفطر ِة‪ ،‬فأبواه يهود ِان ِه أو ين‬ ‫الأقارب والأرحام‪.‬‬
‫إذن بصلاح الأسرة يصلح المجتمع؛ وبفسادها وتفكك روابطها ينحل و يفسد‪.‬‬

‫ْ‬ ‫َ َ َ َ َ ُ‬
‫ب ِإل ْيك ْم َمن‬ ‫ل ﷺ‪(ِ :‬إذا خط‬‫✓ اعتماد معياري الدين والخلق الختيار شريك الحياة‪ :‬قَا َ‬
‫َ َ َ َ ُ ُ َُ ُ ََ ُ ُ‬
‫✓ االلتزام بتوجيهات اإلسالم واالقتداء بالنبي ‪ ‬في معاملته ألهله‪.‬‬ ‫ت ْرض ْون ِدينه َوخلقه فز ِّوجوه‪)..‬‬
‫َ‬
‫✓ تفعيل ونشر األخالق الحميدة وخاصة العفة والحياء‪ ،‬والعفو والتسامح ومحاربة‬ ‫ل ﷺ‪(:‬يا‬ ‫✓ القدرة على تحمل تكاليف الزواج واألسرة حفظا لحقوق الزوجة واألبناء‪ :‬قَا َ‬
‫ْ َ َ ْ ُ ْ َ َْ َ‬ ‫َ ْ َ َ َ َّ َ‬
‫است َطاع ِمنك ُم ال َب َاءة فل َي زَت َّو ْج ‪.)...‬‬ ‫اب‪َ ،‬م ِن‬
‫معش الشب ِ‬
‫كل ما يهدد استقرار األسرة ومن ذلك الفواحش بكل أنواعها‪.‬‬
‫وقال ‪:‬‬ ‫✓ المعاشرة بالمعروف والبر واإلحسان‪ :‬قال ‪:‬‬
‫✓ تفعيل مجلس الصلح بين الزوجين ببعث حكم من أهل الزوج وحكم من أهل‬
‫الزوجة لإلصالح بينهما‪.‬‬ ‫✓ المودة والرحمة بين أفراد األسرة‪ :‬قال تعالى‪:‬‬

‫✓ تقوية الوازع الديني بين أفراد األسرة‪ :‬ينبغي على الأسرة اعتماد المرجعية الإسلامية في حل‬
‫✓ محاربة كل أشكال العنف األسري اللفظي والجسدي‪.‬‬
‫المشاكل والصعوبات التي تعترضهم‪.‬‬
‫✓ اتخاذ الحيطة والحذر في التعامل مع وسائل اإلعالم والتكنولوجيا عبر‬
‫✓ اعتماد الحوار والموعظة الحسنة لحل الخالفات ومعالجة المشاكل‪ :‬قال تعالى‪:‬‬
‫استغاللها فيما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع‪.‬‬
‫إعداد‪ :‬ذ‪.‬الشتاوي و ذة‪.‬بالوي‬ ‫مدخل القسط‪ :‬حق البيئة‪ :‬التوسط واالعتدال في استغالل البيئة‬

‫البيئة لغة ‪:‬من التبوء وهو التمكين والاستقرار والنزول والإقامة‪.‬‬

‫البيئة اصطلاحا ‪:‬هي الوسط أو المحيط الذي سخره الله تعالى بكل مكوناته وموارده المادية والطبيعية والاجتماعية قصد إشباع متطلبات الإنسان وتحقيق رغباته‪.‬‬

‫ا عتماد منهج الوسطية واالعتدال في استغالل خيرات البيئة واالستفادة من‬ ‫•‬
‫لقد استخلفنا الله ‪ ‬في هذه الأرض لنعمرها بالعمل الصالح المادي والمعنوي ونهانا عن الإفساد‬
‫ۥ‬ ‫ۥ‬ ‫ثرواتها‪ .‬قال ‪:‬‬
‫فيها‪ ،‬وعمارة الأرض تقتضي المحافظة على البيئة وتنميتها امتثالا لأوامر الله تعالى الذي قال مبينا‬

‫ضرورة الإصلاح وعلاقته بمرتبة الإيمان والإحسان‬


‫المحافظة على التوازن البيئي من خالل التخطيط المحكم وحسن التدبير‪ ،‬قال‬ ‫•‬

‫‪.‬‬ ‫تعالى‪:‬‬
‫وتوجيهات الرسول ﷺ الذي اعتبر إماطة الأذى عن الطر يق دليل على الإيمان وجزء منه قال‬
‫• النهي عن الفساد والخراب كالتلوث بكل أشكاله سواء تلوث الماء‪/‬الهواء‪/‬الغابة‪/‬التربة‪..‬‬
‫ﷺ ‪" :‬الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة‬
‫‪.‬‬ ‫قال تعالى‪:‬‬
‫الأذى عن الطر يق والحياء شعبة من الإيمان"‪.‬‬
‫• تحريم اإلسراف والتبذير لأنه استنزاف لخيرات البيئة‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫ِس‬
‫سل ِ ٍم يَغْر ُ‬
‫والذي رغب بشكل كبير في الغرس والتشجير تعميرا للأرض؛ قال ﷺ‪« :‬م َا م ِنْ م ُ ْ‬
‫‪.‬‬
‫صد َق َة ٌ»‪.‬‬ ‫ن أَ ْو بَهِيم َة ٌ‪ِ ،‬إ َّ‬
‫لا ك َانَ لَه ُ بِه ِ َ‬ ‫ل مِن ْه ُ َطيْر ٌ أَ ْو ِإنْس َا ٌ‬
‫غ َْرسًا‪ ،‬أَ ْو يَزْرَع ُ زَرْعًا‪ ،‬فَي َأْ ك ُ ُ‬
‫• تحقيق التوازن البيئي بين مصلحة األجيال الحاضرة واألجيال المقبلة‪.‬‬
‫إعداد‪ :‬ذ‪.‬الشتاوي و ذة‪.‬بالوي‬ ‫مدخل القسط‪ :‬حق الغير العفة والحياء‬

‫‪:2‬مفهوم احلياء وجتلياته‬ ‫‪:1‬مفهوم العفة وجتلياهتا‬

‫ب‪ :‬تجليات الحياء‬ ‫ب‪ :‬تجليات العفة‬ ‫أ‪ :‬مفهوم العفة‬


‫أ‪ :‬مفهوم الحياء‬ ‫‪ ‬العفة في األقوال‪ :‬وذلك بصيانة اللسان عن الرذائل من غيبة ونميمة‪ ،‬وشتم وقذف وكذب‪..‬‬ ‫لغة‪ :‬الامتناع وال كف عن‬
‫• الحياء من اهلل تعالى‪ :‬تعظيمه ‪‬‬
‫لغة الحشمة والوقار‪.‬‬ ‫فلا يتكلم إلا بخير؛ قال ‪": ‬من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت"‪.‬‬ ‫الشيء‪ .‬اصطلاحا‪ :‬القدرة‬
‫وخشيته واستحضار مراقبته سرا وعلنا‪.‬‬
‫وانقباض‬ ‫فزع‬ ‫واصطلاحا‪:‬‬ ‫‪ ‬العفة في األفعال‪:‬‬ ‫على الامتناع الاختياري‪،‬‬
‫• الحياء من النفس‪ :‬تحصين كل الجوارح‬
‫النفس عن فعل ما يذم شرعا‬ ‫‪ -‬التعفف عن شهوة البطن‪ :‬وذلك بالابتعاد عن ال كسب الحرام‪ .‬قال ‪﴿ :‬‬ ‫لداعي‬ ‫الاستجابة‬ ‫عن‬
‫من الوقوع في الفواحش والمحرمات‪.‬‬
‫﴾‪.‬‬ ‫الشهوات والمحرمات القولية‬
‫وعرفا‪ ،‬تعظيما لله وهيبة منه‬
‫• الحياء من الغير‪ :‬احترام ال كبير وتوقير‬
‫‪ -‬التعفف عن شهوة الفرج‪ :‬وذلك بالابتعاد عن الزنا بجميع أنواعه‪ .‬قال ‪﴿ :‬‬ ‫والفعلية‪ ،‬طلبا لرضا الله‬
‫وإجلالا لنظره سبحانه‪.‬‬
‫الصغير وحفظ أعراض الناس وشرفهم‪.‬‬ ‫﴾‪.‬‬ ‫تعالى وكمال النفس ورفعتها‪.‬‬

‫لا يقوم مجتمع نقي صالح حتى تحتل فيه القيم الإسلامية منزلتها الرفيعة في سلوك الفرد والمجتمع‪،‬‬ ‫العفة ثمرة من ثمرات الحياء فهو وسيلة من وسائل تحقيقها لأنه يساهم في ثباتها وترسيخها في‬
‫وأساس هذه القيم العفة والحياء فهما‪:‬‬ ‫نفس الإنسان فكلما اشتد حياءه زادت عفته في القول والعمل وهذا ما أشار إليه على بن ابي‬
‫‪ -‬تحصين المجتمع من انتشار الفواحش الظاهرة والباطنة‪.‬‬ ‫طالب ‪ ‬حيث قال‪« :‬على قدر الحياء تكون العفة»‪ .‬فالحياء يبعد الإنسان عن القبيح من القول‬
‫‪ -‬حفظ األعراض ومنع اختالط األنساب‪ :‬وذلك باالبتعاد عن الزنا‪.‬‬ ‫والفعل‪ ،‬وهذا هو معنى العفة‪ .‬قال رسول الله ‪": ‬إذا لم تستح فاصنع ما شئت"‪ ،‬فمثلا بسبب‬
‫‪ -‬حراسة الفضيلة بحفظ األفراد واألسر والمجتمعات من االنحالل األخالقي وتشجيعهم‬ ‫استحياء يوسف عليه السلام من الله تعالى ومن نفسه ومن سيده العزيز لم يقع في فاحشة الزنا‬
‫على التقوى والكف عن االنقياد وراء شهوات النفس وأهوائها‪.‬‬ ‫وتمثل قيمة العفة‪ ،‬إذا عفة يوسف ثمرة من ثمرات صدق حيائه‪ .‬قال تعالى‪:‬‬
‫‪ -‬تحصين وتأمين الفرد والمجتمع من تفشي األمراض المزمنة والفتاكة‪.‬‬
‫مدخل الحكمة‪ :‬السبعة الذين يظلهم هللا تعالى في ظله‬
‫إعداد‪ :‬ذ‪.‬الشتاوي و ذة‪.‬بالوي‬

‫‪:2‬شرح احلديث وبيان األوصاف السبعة‬ ‫‪:1‬نص احلديث‬

‫القيم‬ ‫رشح األوصاف‬ ‫الصنف‬ ‫سب ْع َة ٌ يُظ ُِّلهُم ُ الله ُ تَع َالَى فِي‬
‫قال ﷺ‪َ « :‬‬
‫العدل‬ ‫الذي يحكم بين الناس بالحق والعدل وال يتبع الهوى‪ .‬سواء كان ملكا أو رئيسا أو قاضيا أو أي مسؤول ولي أمر الناس‪.‬‬ ‫إمام العادل‬
‫الشاب الذي وفقه هللا لالستقامة والتربية الصالحة فراقب هللا في سره وعالنيته وجاهد نفسه وكفها عن المحرمات ‪ ،‬فلم‬ ‫ظِلِه ِ يَوْم َ ل َا ظ َِّل ِإ َّلا ظِلُّهُ‪ِ :‬إم َام ٌ عَادِلٌ‪،‬‬
‫االستقامة‬ ‫شاب نشأ في عبادة هللا‬
‫تغلبه شهواته رغم ما تعرفه مرحلة الشباب من نشاط وحيوية‪.‬‬ ‫َاب نَش َأَ فِي عِبَادَة ِ اللهِ‪ ،‬وَرَج ُ ٌ‬
‫ل قَل ْب ُه ُ‬ ‫وَش ٌّ‬
‫حب المساجد‪-‬‬ ‫رجل قلبه معلق في‬
‫الذي يحب المساجد وحضور مجالس العلم والذكر بها‪ ،‬وكلما خرج منها أراد أن يعود إليها‪.‬‬
‫الطاعة‬ ‫المساجد‬ ‫ن تَح َ َّابا فِي‬
‫جدِ‪ ،‬وَرَج ُلَا ِ‬ ‫م ُع ََّل ٌ‬
‫ق فِي المَسَا ِ‬
‫رجالن تحابا في هللا‬
‫المحبة في هللا‬ ‫عالقتهما مبنية على المحبة في هللا تعالى وال تجمعهما مصالح دنيوية مادية‪.‬‬
‫اجتمعا عليه وتفرقا عليه‬ ‫اللهِ‪ ،‬اجْ تَم َع َا عَلَيْه ِ و َتَف ََّرقَا عَلَيْه ِ‪ ،‬وَرَج ُ ٌ‬
‫ل‬
‫رجل دعته امرأة ذات‬ ‫ل‬
‫ب وَجَمَا ٍ‬ ‫دَعَت ْه ُ امْرَأَ ة ٌ ذ َاتُ مَن ْصِ ٍ‬
‫العفة والحياء‬ ‫أي طلبته للفاحشة فامتنع خوفا من هللا تعالى‪ ،‬رغم تيسير سبل المعصية من جمال المرأة ومنصبها‪ ،‬وأنها هي الداعية‬
‫منصب وجمال فقال إني‬
‫خشية هللا تعالى‬ ‫والراغبة‪.‬‬
‫أخاف هللا‪:‬‬ ‫ل تَص ََّدقَ‬
‫َاف اللهَ‪ ،‬وَرَج ُ ٌ‬
‫فَق َالَ‪ِ :‬إنِي أَ خ ُ‬
‫اإلخالص في‬ ‫رجل تصدق بصدقة‬
‫الصدقة‬
‫هو الكريم الذي يتصدق ويجتهد في إخفاء صدقته حتى ال يراها الناس تجنبا واحترازا من الوقوع في الرياء أو السمعة‪.‬‬
‫فأخفاها حتى ال تعلم‬ ‫صد َقَة ٍ ف َأَ خْ ف َاه َا ح ََّتى ل َا تَعْلَم َ شِمَالُه ُ‬
‫بِ َ‬
‫وإخالصا هلل ورأفة بشعور المساكين‪.‬‬
‫الكرم‬ ‫شماله ما تنفق يمينه‬ ‫ل ذَك َر َ الله َ خ َالِيًا‬
‫ق يَمِين ُه ُ‪ ،‬وَرَج ُ ٌ‬
‫م َا تُنْف ِ ُ‬
‫رجل ذكر هللا خاليا‬
‫خشية هللا تعالى‬ ‫رجل ذكر هللا تعالى في مكان ال يراه أحد فبكى من شدة خشية له ‪.‬‬ ‫َت عَي ْنَاه ُ‪».‬‬
‫فَف َاض ْ‬
‫ففاضت عيناه‬

‫لا يكفي أن يكون المؤمن صالحا في نفسه‪ ،‬بل ينبغي أن يكون مصلحا لغيره من خلال دعوة الناس‬
‫لا تقتصر فوائد التحلي بأوصاف السبعة الذي يظلهم الله بظله على الجزاء الأخروي بل لها‬
‫إلى الخير والصلاح وتعر يفهم بسبل الاستقامة بعد الثبات عليها‪ ،‬ولذلك كان واجبا على كل مؤمن بعد‬
‫التحلي بهذه الأخلاق الحميدة للسبعة الذين يظلهم الله بظله دعوة غيره لتمثلها من خلال التعر يف بها‬ ‫تأثير إ يجابي على الحياة الدنيو ية فهي سبب في صلاح الفرد والمجتمع فالعدل والاستقامة‬

‫وبآثارها الإ يجابية ع لى الفرد والمجتمع‪ ،‬كي يندرج في أمة الخير ية التي تأمر بالمعروف وتنهى عن‬ ‫والعفة والمحبة والتعاون والتآزر مع الفقير دون إذلاله وجرح مشاعره والخشية من الله تعالى‬
‫المنكر‪ .‬ولذلك نجد يوسف عليه السلام استغل جميع الظروف للدعوة إلى الله والتحلي بالأخلاق بالحميدة‬ ‫كلها قيم وأخلاق نبيلة تساهم في استقرار المجتمع وازدهاره‪ ،‬لأنها تحافظ على حقوق الله‬
‫حتى في أصعب الظروف‪ .‬فنجده وهو سجين مظلوم متهم في عرضه يدعو السجينين إلى التوحيد وحسن‬ ‫تعالى والنفس والغير‪.‬‬
‫عبادة الله بأخلاقه وسلوكه ثم بكلامه وأقواله‪.‬‬

You might also like