You are on page 1of 20

‫اإليمان والغيب‬

‫‪ ‬اإليمان حقيقته وشروط‬


‫االيمان‪ :‬وحقيقته التصديق الجازم بكل ما صح عن النبي صلى هللا عليه وسلم من أخبار الوحي عن‬
‫هللا ومالئكته ورسله‪ ...‬والعمل بمقتض ى ذلك قوال وفعال‬
‫وشروطه‪:‬‬
‫‪ -‬العلم املنافي للجهل‪ :‬فاهلل يعبد بعلم ال بجهل‪.‬‬
‫‪ -‬التصديق املنافي للتكذيب‪ :‬التصديق الجازم بكل ما جاء في القرآن والسنة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلتباع املنافي لالبتداع‪:‬‬
‫الغيب‪ :‬هو كل ما غاب عن اإلدراك الحس ي‪ ،‬واستأثر هللا تعالى بعلمه‪ .‬وينقسم الى‪:‬‬
‫‪ -‬غيب نسبي‪ :‬وهو الذي يتيسر لإلنسان إدراكه (بالحواس) بعلم أو تجربة أو زمن فيصبح من عالم‬
‫الشهادة‬
‫– غيب مطلق‪ :‬وهو الذي ال يمكن لإلنسان إدراكه‪ ،‬ألنه مما استأثر هللا بعلمه وأمرنا باإليمان به‪:‬‬
‫كعلم الساعة واملوت‪...‬‬
‫داللة اإليمان‬
‫َ‬ ‫ُ َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َ َّ َ ْ ُ َ‬
‫ين ُيؤ ِمنون ِب َما أن ِز َل ِإل ْي َك َو َما أن ِز َل ِم ْن ق ْب ِل َك َو ِباْل ِخ َر ِة ُه ْم ُيو ِقنون * أول ِئ َك َعلى‬ ‫قال تعالى‪{ :‬وال ِذ‬
‫َ‬ ‫ُْْ‬ ‫ُ َ‬
‫ُه ًدى ِم ْن َرِِّب ِه ْم َوأول ِئ َك ُه ُم اْلف ِل ُحون}‪ .‬البقرة ‪6/5‬‬
‫‪ ‬أثراإليمان بالغيب في التصوروالسلوك‬
‫* املوازنة بين ما هو مادي وروحي وفق ما جاء به الشرع‪.‬‬
‫* التحرر من الهم والحزن والخوف من املستقبل‪ .‬واالرتقاء بالقيم العليا واألخالق الفاضلة‪.‬‬
‫* الحمد والشكر والرضا بالقضاء والقدر واالستعداد لآلخرة‪.‬‬
‫‪ ‬أثراإليمان بالغيب على التصوروالسلوك‪:‬‬
‫* تحرير اإلنسان عقال وروحا ووجدانا من كل الخرافات واألوهام‪.‬‬
‫*يخرج اإلنسان من حالة العبثية والفوض ى واالمسؤولية‪ ،‬ويجعل لحياته غاية سامية كفعل‬
‫الخيرات ومساعدة اآلخرين وتحقيق الفاعلية في املجتمع‪.‬‬
‫*االستقامة على أمر هللا تعالى بتنفيذ األوامر واجتناب النواهي‪.‬‬
‫صلح الحديبية وفتح مكة‬

‫صلح الحديبية وفتح مكة‬

‫ـ تعريف صلح الحديبية‪ :‬معاهدة أبرمها املسلمون مع قريش في ذي القعدة من السنة السادسة‬
‫للهجرة قرب الحديبية بضواحي مكة‪ ،‬جاءت بعد منع قريش لرسول هللا وأصحابه من الدخول إلى‬
‫املسجد الحرام‪،‬‬
‫سبب الخروج للحديبية‪ :‬رأى الرسول رؤيا أنه يدخل مكة معتمرا وأصحابه‪ ،‬فأخبرهم بذلك‪،‬‬
‫َ‬
‫ففرحوا فرحا شديدا‪ ،‬إال أن هذه العمرة لم ت ِت َّم حيث منعتهم قريش منها‪ ،‬وانتهت ببيعة الرضوان‪.‬‬
‫الطريق إلى مكة‪ :‬خرج النبي ومعه زوجه أم سلمة في ألف وأربعمائة مسلم إلى مكة لقضاء أول‬
‫عمرة لهم بعد الهجرة‪ ،‬فلما وصل صلى هللا عليه وسلم ذي الحليفة أهل محرما ومن معه وساق معه‬
‫اإلبل واألنعام تعظيما للبيت الحرام‪ ،‬ليعلم الناس وقريشا خاصة أنه ال يريد قتاال‪ ،‬ولم يخرجوا معهم‬
‫بسالح إال سالح املسافر‪.‬‬
‫موقف قريش‪ :‬أرسلت قريش جيشا بقيادة خالد بن الوليد ملنع الرسول وأصحابه من دخول‬
‫مكة‪.‬‬
‫‪-‬مشاورة الرسول أصحابه في األمر فأشاروا عليه بالتقدم‪.‬‬
‫‪ -‬بعدها سلك رسول هللا بتبديل الطريق واجتناب اللقاء الدامي‪.‬‬
‫‪ -‬ثم بعث الرسول عثمان بن عفان إلى أهل مكة ليؤكد لهم أنهم ما جاؤوا لقتال فمكت في مكة‬
‫حتى أشيع خبر مقتله فكانت بيعة الرضوان‪.‬‬
‫التفاوض حول بنود صلح الحديبية‪ :‬أسفرت املفاوضات عن اتفاق سمي في السيرة "صلحا"‬
‫والذي جاءت بنوده على الشكل التالي‪:‬‬
‫باسمك اللهم‪.‬‬
‫هذا ما صالح عليه محمد بن عبد هللا وسهيل بن عمرو‪.‬‬
‫واصطلحا على وضع الحرب على الناس عشر سنين يأمن فيها الناس ويكف بعضهم عن بعض‪.‬‬
‫على أنه من أتى محمدا من قريش مسلما رده عليهم‪ ،‬ومن جاء قريشا ممن مع محمد لم يردوه عليه‪.‬‬
‫من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخله ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل‬
‫فيه‪ .‬فدخلت خزاعة في عهد املسلمين‪ ،‬ودخلت بنو بكر في عهد قريش‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫صلح الحديبية وفتح مكة‬

‫أن يرجع املسلمون إلى املدينة هذا العام فال يقضوا العمرة إال في العام القادم‪ ،.‬ويمكثوا في مكة‬
‫ثالثة أيام‪ ،‬وليس معهم إال سالح الراكب أي السيوف في أغمادها‪.‬‬
‫ـ ‪ ‬نتائج صلح الحديبية‬
‫رغم ما في بنود الصلح من إجحاف في حق املسلمين ملا تحتويه في ظاهرها من إذعان وخضوع‬
‫لقريش‪ ،‬إال أنها تضمنت في باطنها فتحا كبيرا للمسلمين تمثل فيما يلي‪:‬‬
‫لنشر اإلسالم دون خوف من قريش‪.‬‬ ‫تفرغ الرسول‬
‫التنقل إلى معسكر الشرك ونشر اإلسالم بداخله‪.‬‬
‫دخول أعداد كثيرة من العرب في الدين اإلسالمي‪.‬‬
‫إسالم ثالثة من أعظم قادة مكة‪( :‬خالد بن الوليد‪ ،‬وعمرو بن العاص‪ ،‬وعثمان بن أبي طلحة)‪.‬‬
‫اعتراف قريش باملسلمين ككيان ودولة ذات سيادة‬
‫تكبدت قريش خسائر معنوية أهمها سقوط مهابتها أمام العرب‪.‬‬
‫اإلقرار بحقهم في العمرة وهو اعتراف ضمني باإلسالم‪.‬‬
‫إسهام صلح الحديبية في فتح مكة األعظم‪.‬‬
‫‪ ‬فتح مكة دواعيه ونتائجه‬
‫‪ 1‬ـ فتح مكة‪ :‬تاريخه وسببه‪ :‬كان فتح مكة في رمضان من السنة الثامنة للهجرة؛ وكان توجه الرسول‬
‫وصحابته صوب مكة فاتحين بعدما نقضت قريش وحلفاؤها بعض بنود صلح الحديبية؛ حيث‬
‫فقتلوا منهم حوالي ‪ 20‬رجال وامتنعت عن‬ ‫اعتدت بنو بكر حلفاء قريش على خزاعة حلفاء الرسول‬
‫لفتح مكة مقررا كتمان أمر الهجوم حتى ال تستباح حرمة مكة وال يكون هناك‬ ‫إعطاء الدية فتجهز‬
‫قتلى‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ نتائج فتح مكة‪:‬‬
‫دخول الرسول وصحابته مكة فاتحين منصورين‬
‫والقضاء على غطرسة قريش وجبروتها‬
‫‪3‬‬
‫فقه األسرة‪ :‬الزواج األحكام والمقاصد‬

‫إنهاء الشرك واجتثاث عبادة األصنام من جزيرة‬


‫‪ ‬أسس انتشاراإلسالم وبقائه‬
‫الحرية‪ :‬قول الرسول صلى هللا عليه وسلم اذهبوا فأنتم الطلقاء‬
‫والسالم‪ :‬تجنب اللقاء الدامي مع جيش قريش والصلح على إيقاف الحرب عشر سنوات‬
‫والتسامح‪ :‬قول الرسول صلى هللا عليه وسلم اذهبوا فأنتم الطلقاء‬
‫والوفاء بالعهود‪ :‬االلتزام بالهدنة مع قريش لوال غدرها وااللتزام بإرجاع كل من فر من مكة الى‬
‫املدينة‬

‫فقه األرسة‪ :‬الزواج األحكام والمقاصد‬


‫األسرة هي أساس املجتمع والرابطة الشرعية التي تجمع بين الرجل واملرأة وينتج عنها األوالد وتمتد‬
‫الى األعمام واألخوال واألحفاد‬
‫‪ ‬اهتمام اإلسالم باألسرة‪ :‬اهتم اإلسالم باالسرة من خالل تشريع جملة من األحكام املتعلقة‬
‫باالسرة كالطالق والزواج وتربية األبناء تربة صالحة‪ ،‬قال تعالى‪ :‬قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس‬
‫والحجارة‪.‬‬
‫الزواج‪ :‬هو ميثاق تراض وترابط شرعي بين رجل وامرأة على وجه الدوام‪ ،‬غايته اإلحصان والعفاف‬
‫بقصد إنشاء أسرة مستقرة برعايتهما‪ ،‬مدونة األسرة املادة ‪4‬‬
‫حكم الزواج‪ :‬وحكمه األصلي الندب‪ ،‬وقد تعتريه بقية األحكام األخرى حسب الحاالت‪ :‬كالوجوب ملن‬
‫خاف على نفسه الوقوع في الزنا‪ ،‬والتحريم ملن ال قدرة له عليه ماديا أو معنويا‪ ،‬واإلباحة ملن ال يخاف‬
‫الوقوع في الحرام وال يرجو ولدا‪ ،‬والكراهة ملن ال رغبة له فيه أو أنه سيشغله عن بعض الواجبات‬
‫أركان الزواج‬

‫‪4‬‬
‫فقه األسرة‪ :‬الزواج األحكام والمقاصد‬

‫❖ املحل‪ :‬وهو الزوج والزوجة ويشترط فيهما‪ :‬العقل –البلوغ –الخلو من املوانع الشرعية للزواج‬
‫كأن تكون الزوجة في عدة طالق أو وفاة أو في عصمة رجل آخر أو من محارم الزوج‪ ،‬أو أن يكون في‬
‫عصمة الرجل أربع زوجات فال يحل له أكثر من ذلك‪...‬‬

‫❖ الصيغة‪ :‬وهي ما دل على الرضا بالزواج إيجابا وقبوال‪،‬‬


‫❖ الصداق‪ :‬وهو املهر أي ما يبذله الزوج من مال لزوجته‬
‫❖ اإلشهاد‪ :‬ما يتواله العدالن املتلقيان لإلشهاد‪.‬‬
‫ـ شروط الزواج‬
‫األهلية وهي أن يكون الزوجان عاقلين بالغين سن الزواج‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدم إسقاط الصداق‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫موافقة النائب الشرعي أو الولي إذا كان أحد الزوجين قاصرا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اإلشهاد وهو سماع عدلين شاهدين لإليجاب والقبول‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫انتفاء املوانع الشرعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مقاصد الزواج‪:‬‬
‫‪ -‬تلبية الحاجات املتبادلة للزوجين النفسية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬تحصين األفراد واملجتمع من الفواحش وحفظ األعراض واألنساب‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق التوازن النفس ي والعاطفي لألفراد من خالل السكينة والتواد والتراحم‪.‬‬
‫" تزوجوا الودود الولود‪ ،‬إني مكاثر‬ ‫‪ -‬إقامة األسرة املسلمة وتكثير سواد األمة‪ :‬قال رسول هللا‬
‫األنبياء يوم القيامة"‬

‫‪5‬‬
‫الوفاء باألمانة والمسؤولية‬

‫الوفاء باألمانة والمسؤولية‬


‫ميزة الحقوق في اإلسالم‬
‫‪ -‬هي حقوق تتميز بالربانية والشمولية واالعتدال والعاملية‪.‬‬
‫‪ -‬الحقوق في اإلسالم أمانات ومسؤوليات والوفاء بها واجب شرعي يستوجب العقاب الدنيوي‬
‫واألخروي‪ .‬فحقوق اآلخرين التي أمر هللا بها تعتبر حقوقا هلل تعالى‬
‫‪ -‬الحقوق في اإلسالم شاملة لجميع املجاالت فهي تحدد عالقة اإلنسان بنفسه وربه وغيره‬
‫ومحيطه‪.‬‬
‫‪ -‬مفهوم الوفاء باألمانة‬
‫‪ -‬األمانة‪ :‬هي كل حق لزم أداؤه وحفظه (ماال كان أو عرضا أو دينا) وهي ضد الخيانة‪.‬‬
‫‪ -‬الوفاء‪ :‬املحافظة على العهد‪ ،‬وإتمام األمانة وإكمال املسؤولية‪ ،‬وهو ضد النقض واإلخالل‪.‬‬
‫‪ -‬والوفاء باألمانة‪ :‬هو أداء وحفظ ما لزمك حفظه من حقوق على وجه التمام والكمال‪.‬‬
‫‪ -‬تجليات ومظاهرالوفاء باألمانة‬
‫‪ -‬حفظ الدين بإتيان الواجبات وترك املحرمات‪.‬‬
‫‪ -‬حفظ النفس وعدم تعريضها للخطر‪.‬‬
‫‪ -‬حفظ العقل بالتعلم والتفكر وترك املخدرات واملسكرات‬
‫‪ -‬حفظ العرض بالتزام العفة وتجنب الفواحش‪ ،‬وترك الخيانة وإفشاء األسرار‪.‬‬
‫‪ -‬حفظ املال عن طريق املعامالت الشرعية وتجنب الغش والربا والتطاول على أموال الغير‪...‬‬
‫‪ -‬الوفاء باألمانة واْلسؤولية أساس نشرالثقة وشرط نماء املجتمع وصالحه‬
‫‪ -‬الوفاء باألمانة والقيام باملسؤولية ينظم العالقة بين الشخص وأفراد مجتمعه على أسس من‬
‫التعاطف واملودة والرحمة وحب الخير املتبادل وبالتالي نشر الثقة بين املتعاملين‪ .‬يحرز التقدم والنماء‪،‬‬
‫ويوفر لنفسه جميع مقومات النجاح والصالح‪.‬‬
‫‪ -‬كلما تفشت الخيانة بين أفراد املجتمع إال وانهارت نظم املجتمع وتالشت‪ ،‬وقد استشعر يوسف‬
‫َْ‬ ‫ْ َّ‬
‫عليه السالم مسولية األمانة وحفظ عرض العزيز في قوله تعالى‪َ :‬ر َاو َدت ُه ال ِتي ُه َو ِفي َب ْي ِت َها َع ْن نف ِس ِه‬
‫َ َ َّ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َّ َّ ُ َ ِّ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َّ ُ َ ُ ْ ُ َّ ُ َ‬
‫َّللا ِإنه رِبي أحسن مثواي ِإنه ال يف ِلح الظ ِاْلون (‪)23‬‬ ‫وغلق ِت األبواب وقالت هيت لك قال معاذ ِ‬
‫‪6‬‬
‫العلم واإليمان‬

‫العلم واإليمان‬

‫العلم‪ :‬إدراك الش يء على ما هو عليه إدراكا جازما‬


‫دعا اإلسالم إلى العلم من خالل‪:‬‬
‫ترتيب األجر والثواب على طلبه‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬من سلك طريقا‬
‫يلتمس فيه علما سهل هللا له به طريقا الى الجنة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ ْ َ َّ َ ُ ُ ْ ْ‬ ‫َّ َ َ َ ُ‬ ‫ََْ‬
‫الرفع من مكانة العلماء‪ :‬يرف ِع هللا ُ ال ِذين آمنوا ِمنكم وال ِذين أوتوا ال ِعلم درجات‬
‫"املجادلة اآلية‪11 :‬‬
‫التفضل والتنعم بالعلم على انبيائه‪ :‬قال تعالى‪ :‬وْلا بلغ أشده آتيناه حكما وعلما "يوسف ‪22‬‬
‫العلم يرسخ اإليمان ويقويه‪:‬‬
‫بالعلم يعرف هللا‪ :‬قال تعالى انما يخش ى هللا من عباده العلماء فاطر ‪28‬‬
‫بالعلم يتوصل الى الحقائق القرآنية والكونية التي أشار اليها القرآن‬
‫ال تعارض بين اإليمان والعلم ألن‪:‬‬
‫التعارض املتوهم بين اإليمان والعلم راجع الى فهم الحقيقة اإليمانية أو الخطأ في إدراك الحقيقة‬
‫العلمية‪.‬‬
‫اإليمان يدعوا الى العلم قال تعالى فاعلم أنه ال االه اال هللا واستغفر لذنبك والعلم يزيد‬
‫اإليمان قوة ورسوخا قال تعالى انما يخش ى هللا من عباده العلماء فاطر ‪28‬‬

‫‪7‬‬
‫الرسول صلى اهلل عليه وسلم مفاوضا ومستشيرا‬

‫الرسول صىل اهلل عليه وسلم مفاوضا ومستشريا‬


‫التفاوض‪ :‬أسلوب من أساليب حل النزاعات بين املختلفين حول قضايا معقدة تتداخل فيها املصالح املادية‬
‫واملعنوية‪.‬‬
‫نماذج مفاوضات الرسول‬
‫التفاوض الجماعي‪ :‬فاوض الرسول الكريم سفير املشركين سهيل بن عمر في صلح الحديبية‬
‫الفردي‪ :‬فاوض الرسول الكريم عتبة بن ربيعة في أمر الدعوة فعرض عليه املال والسيادة ليرجع عنها‪ ،‬فرد‬
‫عليه النبي بالقرآن الكريم من فصلت من اآلية ‪ 1‬إلى اآلية ‪.12‬‬
‫تميزأسلوب تفاوض رسول هللا بـ‪:‬‬
‫تقوية موقف الرسول مفاوضا‪ :‬وذلك ببيعة الرضوان التي بايع املسلمون فيها رسول هللا على‬
‫الثبات‪.‬‬
‫إرباك الخصوم‪ :‬باستمالة بعض سادة قريش لصفه‪ ،‬كسيد األحابيش "الحليس بن علقمة "‬
‫فرض االحترام لقواعد التفاوض‪ :‬باشتراط إطالق عثمان رض ي هللا عنه سفير املسلمين لقريش‪.‬‬
‫كفاءة االنسحاب التفاوض ي‪ :‬بقبوله عدم كتابة البسملة وشرط محو صفة‪" :‬رسول هللا "‬
‫التشاور‪ :‬إشراك أهل الرأي السديد والعلم املجيد في اتخاذ القرار الرشيد‪.‬‬
‫اعمال الرسول للشورى رغم أنه مسدد بالوحي‪:‬‬
‫مشاورة الرسول ‪ ‬أم سلمة في الحديبية‪ :‬عندما تأخر الصحابة عن التحلل الذي أمرهم به رسول هللا ‪ ‬أخذ‬
‫النبي برأيها‪ ،‬فنصحته بأال يكلم أحدا حتى ينحر ويحلق‪ ،‬وفعل الرسول ‪ ‬ففعل الصحابة اقتداء به‪ .‬فكانت سندا‬
‫له في هذه املحنة‪،‬‬
‫فوائد التفاوض‪:‬‬ ‫فوائد الشورى‬
‫‪ -‬تدبيراالختالف‪:‬‬ ‫‪ -‬إصابة الحق في الغالب‪.‬‬
‫‪ -‬توحيد الصف الداخلي‬ ‫‪ -‬تبادل الخبرة واالطالع على ما عند اْلخر‪.‬‬
‫‪ -‬التشبع بالقيم‬ ‫‪ -‬الشورى تشعراْلشاركين باْلسؤولية وتولد الثقة‪.‬‬
‫‪ -‬تولد الثقة بين الحاكم واملحكومين بين الراعي والرعية‪.‬‬
‫ََ َ َ ُ‬ ‫َ ْ َ َُْ‬
‫وقد تجلى التفاوض في قصة يوسف عليه السالم في قوله تعالى‪ :‬ف ِإن ل ْم تأتو ِني ِب ِه فال ك ْي َل لك ْم‬
‫َ َْ‬ ‫ْ‬
‫ِعن ِدي َوال تق َرُبو ِن‪ .‬اْلية ‪60‬‬

‫‪8‬‬
‫الطالق األحكام والمقاصد‬

‫الطالق األحكام والمقاصد‬

‫الطالق‪ :‬هو حل ميثاق الزوجية‪ ،‬يمارسه الزوج والزوجة كل بحسب شروطه‪ .‬تحت‬
‫مراقبة القضاء مدونة األسرة‪ ،‬اْلادة ‪78‬‬
‫وحكمه اإلباحة لقوله ‪ ‬إن أبغض الحالل إلى هللا تعالى الطالق"‪ .‬وترد األحكام‬
‫الخمسة‬
‫أنواعه باعتبار مو افقته للسنة‪:‬‬
‫الطالق السني أن يطلق الرجل زوجته طلقة واحدة في طهر لم يجامعها فيه‬
‫الطالق البدعي‪ :‬ما اختل فيه شرط من شروط السني‬
‫أنواعه باعتبارما يترتب عنه من أحكام‬
‫طالق رجعي‪ :‬هو الذي يحق للزوج فيه إعادة الزوجة إلى عصمته قبل انتهاء العدة‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫بدون عقد أو صداق وبدون رضاها‪ ،‬قال تعالى‪ :‬وبعولتهن أحق بردهن ِفي ذ ِل َك ِإن‬
‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أرادوا ِإصالحا‪.‬‬
‫أحكامه وجوب إقامة املطلقة في بيت الزوجية وجوب النفقة عليها داخل العدة‬
‫والحق في توارث الزوجان‪.‬‬
‫الطالق بائن بينونة صغرى هو الطالق الرجعي املنهي العدة أو الذي يكون قبل‬
‫البناء أو الذي يوقعه القاض ي أو هو طالق الخلع‬
‫الطالق البائن بينونة كبرى يقع إذا تكرر ثالث لقوله تعالى‪( :‬الطالق مرتان‬
‫فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان (البقرة ‪ .)228‬ويحرم على الزوج ارجاع الزوجة‬
‫اال بعد انقضاء عدتها من زوج آخر لقوله تعالى‪ :‬فال تحل له بعد حتى تنكح زوجا غيره‬
‫(البقرة ‪)228‬‬
‫‪9‬‬
‫الطالق األحكام والمقاصد‬

‫أحكام العدة‪:‬‬
‫العدة هي املدة الزمنية التي يحرم فيها على املرأة الزواج بعد صدور الطالق للتأكد الشرعي من براءة‬
‫الرحم‪ ،‬ورعاية لحق الزوج‬

‫الدليل الشرعي‬ ‫نوع العدة ومدتها‬ ‫حالة اْلطلقة‬


‫ََ َ َ ُ‬ ‫َ ْ ُ َ َّ َ ُ َ َ َ َّ ْ َ ْ ُ‬
‫ص َن ِبأنف ِس ِه َّن ثالثة ق ُروء)‬ ‫قال تعالى‪( :‬واْلطلقات يترب‬
‫ثالثة قروء‬ ‫اْلرأة الحائض‬
‫البقرة‪228‬‬
‫ُ‬ ‫َ َّ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫يض ِم ْن ِن َسا ِئك ْم ِإ ِن‬
‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫امل‬ ‫قال تعالى‪( :‬والال ِئي ي ِئسن ِمن‬ ‫اْلرأة التي ال تحيض‬
‫َ‬
‫الالئي ل ْم َيح ْ‬ ‫ْ َ ْ ُ ْ َ َّ ُ ُ َّ َ َ َ ُ َ ْ ُ َ َّ‬ ‫ثالثة أشهر‬
‫ض َن) الطالق‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫ارتبتم ف ِعدتهن ثالثة أشهرو ِ‬ ‫(صغيرة‪/‬يائس)‬
‫َ‬ ‫األ ْح َمال َأ َج ُل ُه َّن َأ ْن َي َ‬
‫َُ َ ُ َْ‬
‫ض ْع َن َح ْمل ُه َّن)‬ ‫ِ‬ ‫قال تعالى‪( :‬وأوالت‬ ‫وقت وضع‬
‫اْلرأة الحامل‬
‫الطالق‪4‬‬ ‫الحمل‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫َ َ َ َّ ْ َ ْ ُ‬
‫ص َن ِبأنف ِس ِه َّن أ ْرَب َعة أش ُهر َو َعش ًرا)‬ ‫قال تعالى‪( :‬يترب‬ ‫اْلرأة األرملة (اْلتوفى عنها أربعة أشهر‬
‫البقرة‪232‬‬ ‫وعشرة أيام‬ ‫زوجها)‬
‫قال تعالى‪ :‬إذا نكحتم اْلؤمنات ثم طلقتموهن من قبل‬
‫ال عدة لها‬ ‫اْلطلقة قبل الدخول‬
‫أن تمسوهن فمالكم عليهن من عدة تعتدونها‬

‫مقاصد الطالق و آثاره‬


‫مقاصد الطالق وفوائده أضرارالطالق على األسرة أضرارالطالق على املجتمع‬
‫‪-‬تفادي األضرار الصحية ‪ -‬حرمان األبناء من األبوة ‪ -‬انتشارالجريمة والفاحشة‬
‫‪ -‬شيوع ظاهرة التسول‬ ‫والنفسية لزواج فاشل‪ .‬وتعرضهم لإلهمال‬
‫‪ -‬ارتفاع نسبة العنوسة‬ ‫‪-‬إنهاء االختالف والفرقة ‪ -‬نشرالعداوة بين‬
‫والتنافربين الزوجين‪ ...‬الزوجين و أقاربهما‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الصبر والبقين‬

‫الصرب والبقي‬

‫التجليات في قصة يوسف‬ ‫التجليات‬ ‫املفهوم‬


‫َّ‬ ‫َّ‬
‫‪-‬صبر يوسف في قوله تعالى‪ِ :‬إن ُه َم ْن َيت ِق‬ ‫‪ -‬صبر على طاعة هللا تعالى‪ ،‬بحبس‬ ‫الصبر‪ :‬هو حبس‬
‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ ْ َ َّ َّ َ َ‬
‫َّللا ال ُي ِض ُيع أ ْج َر امل ْح ِس ِنين‬ ‫ويص ِبر ف ِإن‬ ‫النفس لفعل الصالة والصوم‬
‫النفس عن فعل‬
‫(‪﴾)90‬‬ ‫والحج‬
‫‪-‬صبر يوسف على اْلعصية في قوله‬ ‫‪ -‬وصبر عن معصية هللا تعالى‪،‬‬
‫ش يء أو تركه ابتغاء‬
‫َّللا إ َّن ُه َرِّبي َأ ْح َس َن َم ْث َو َ‬
‫اي‬ ‫تعالى‪َ :‬م َع َاذ َّ‬ ‫حبس عن املحرمات الكزنا‬ ‫وجه هللا تعالى‪.‬‬
‫َّ ِ ُ ِ َ ِ‬
‫َّ َ ْ‬
‫ِإن ُه ال ُيف ِل ُح الظ ِاْلون (‪)23‬‬ ‫واملخدرات‬
‫‪-‬قال تعالى حكاية عن يعقوب‪ :‬فصبر‬ ‫‪ -‬الصبر على امتحان هللا تعالى‬
‫جميل وهللا اْلستعان على ما تصفون"‬ ‫و ابتالئه‪ .‬حبس النفس عن الجزع‬
‫وحمد هللا على كل حال‬
‫يقين يعقوب في قوله تعالى‪َ :‬يا َب ِن َّي‬ ‫‪ -‬الثبات على الدين واإلخالص في‬ ‫اليقين‪ :‬هو الجزم‬
‫ْ ُ ُ َ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬
‫وسف‬ ‫اذ َه ُبوا فت َح َّس ُسوا ِمن ي‬ ‫األعمال والتزام أحكام الشرع دون‬
‫بكل ما أخبر به هللا‬
‫ْ َ ْ َّ َّ َ‬
‫َّللا ِإن ُه ال‬ ‫ح‬‫و‬‫ر‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫وا‬ ‫س‬‫َو َأخيه َوَال َت ْي َئ ُ‬ ‫التفات وال مراوغة‪.‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ورسوله ‪ ‬دون شك‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫س م ْن َر ْوح َّ‬ ‫ََْ‬ ‫‪ -‬دوام التوكل على هللا واإليمان‬
‫َّللا ِإال الق ْو ُم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ئ‬‫يي‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫بنصره واالستعانة به والتوبة إليه‬ ‫وال تردد‬
‫الكا ِف ُرون (‪)87‬‬
‫وطلب توفيقه‪.‬‬

‫عالقة الصبرباليقين‬
‫اليقين بما عند هللا من أجر وثواب من األسباب التي تعين على الصبر‬
‫الصبرثمرة من ثمرات اليقين واليقين يشمل اإليمان كله‬
‫اليقين متعلق بالجانب القلبي‪ .‬والصبر متعلق بالجانب العملي السلوكي‪ .‬وهما أساس الثبات على‬
‫اإليمان واجتماع اليقين القلبي مع الصبر العملي من أعظم أسباب الثبات على اإليمان‬

‫‪11‬‬
‫العفو والتسامح‬

‫العفو والتسامح‬

‫تجلياته في قصة يوسف عليه السالم‬ ‫املفهوم‬


‫ال‬‫عفو يوسف عن اخوته في قال تعالى‪َ :‬ق َ‬ ‫العفو‪ :‬إسقاط العقوبة عن املذنب‬
‫َّللا َل ُك ْم َو ُهوَ‬
‫يب َع َل ْي ُك ُم ْال َي ْو َم َي ْغف ُر َّ ُ‬‫املستحق للعقوبة‪ ،‬مع وجود القدرة على َال َت ْثر َ‬
‫ِ‬ ‫َ ِ‬
‫َ‬ ‫أ ْر َح ُم َّ‬
‫اح ِمين (‪)92‬‬ ‫الر ِ‬ ‫إنزالها به‪.‬‬
‫التسامح‪ :‬هو التجاوز عن أخطاء مسامحة يعقوب عليه السالم أبناءه في‬
‫َ ُ َ ََ َ ْ َ ْ ْ ََ‬
‫اآلخرين تفضال ومقابلة اإلساءة قوله تعالى‪ :‬قالوا يا أبانا استغ ِفر لنا‬
‫َ َ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ َ َّ ُ َّ َ‬
‫اط ِئين (‪ )97‬قال سوف‬ ‫ذنوبنا ِإنا كنا ِ‬
‫خ‬ ‫باإلحسان والعفو وحب الخير‪.‬‬
‫يم‬ ‫َأ ْس َت ْغ ِف ُر َل ُك ْم َرِّبي إ َّن ُه ُه َو ْال َغ ُفو ُر َِّ‬
‫الرح ُ‬
‫ِ ِ‬
‫(‪)98‬‬
‫العالقة بين العفو والتسامح‬
‫العفو والتسامح خلقان محمودان يقومان على التعامل بالتي هي أحسن مع اآلخرين إال أن مفهوم‬
‫التسامح أعم وأشمل من مفهوم العفو‪ ،‬ألن التسامح يكون مع املخطئ وغير املخطئ معا‪ ،‬بينما العفو‬
‫يكون مع املخطئ فقط‪.‬‬
‫التسامح أساس نشراملحبة وتماسك املجتمع‪.‬‬
‫والغل َومشاعر االنتقام‪ .‬انتشار ّ‬
‫املحبة والسالم بين أفراد‬ ‫ّ‬ ‫سالمة القلوب من الضغينة والحقد‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجتمع كله‪ ،‬وتعزيز أواصر العالقات بينهم‪ .‬اتقاء األضرار والعداوات التي قد تنجم عن انتشار اإلساءة‬
‫بين الناس وترك فضيلة العفو والتسامح‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫اإليمان والفلسفة‬

‫اإليمان والفلسفة‬
‫التفكير الفلسفي‪ :‬يقوي العقل من خالل فتح باب التساؤل والشك والتأمل في قضايا الوجود لبناء‬
‫قناعات على أساس متين‪.‬‬
‫المنهج الفلسفي املوضوعي املعتدل يقوي اإليمان الفطري من خالل‪:‬‬
‫التوصل الى معرفة هللا بالحقائق الكونية العلمية التي أشار اليها القرآن‬
‫التعرف على هللا وعظمته بالعلم بدل التقليد والجهل‬
‫الفلسفة الراشدة التي تنطلق من الوحي ال تتعارض مع الحقائق االيمانية املبنية على الوحي الن‬
‫مصدرهما واحد وغايتهما واحدة وهي الحقيقة‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫القضايا االيمانية في القرآن تدعو الى اعمال العقل والفكر للتوصل الى هللا وجود هللا وعظمته‬
‫الس ْجن أأ ْرَب ٌ‬
‫اب‬ ‫ِّ‬ ‫ص َ‬ ‫وقد تجلى هذا املنهج في قوله تعالى حكاية عن يوسف عليه السالم‪َ :‬يا َ‬
‫احب ِي ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َْ‬ ‫ُم َت َف ِّر ُقو َن َخ ْي ٌر َأم َّ ُ‬
‫َّللا ْال َ‬
‫اح ُد الق َّه ُار(‪.)39‬‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نماذج للتأس‪ :‬عثمان نب عفان ريض اهلل عنه وقوة البذل والحياء‬

‫إعداد الرسول صلى هللا عليه وسلم نماذج لتحمل الرسالة‬


‫ربى الرسول صلى هللا عليه وسلم الصحابة على القرآن حتى صاروا بأخالقهم قرآنا يمش ي على‬
‫األرض فكان كلما رأى خلال سدده أو ضعفا قواه وكلما رأى بذال وعطاء مدحه وبين األجر والثواب عليه‬
‫حتى صاروا أنموذجا فريدا مهيأ لحمل رسالة اإلسالم‪ ،‬ثم أمرنا باتباعهم والسير على هديهم فقال‬
‫عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي‬
‫وقد كان منهم عثمان بن عفان وهو ثالث الخلفاء الراشدين‪ ،‬ولد بالطائف بعد الفيل بست سنين‬
‫ويقال له‪ :‬ذو النورين‪ ،‬ألنه تزوج رقية وأم كلثوم ابنتي النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وهو من العشرة‬
‫املبشرين بالجنة‪ ،‬جمع القرآن الكريم في مصحف واحد‪ ،...‬واستشهد سنة ‪ 35‬هجرية‪.‬‬
‫البذل والحياء من خصال عثمان بن عفان‬
‫جوده وكرمه‪ :‬قال النبي صلى هللا عليه وسلم (من يحفر بئر رومة فله الجنة)‪ .‬فحفرها عثمان‪،‬‬
‫وقال (من جهزجيش العسرة فله الجنة)‪ .‬فجهزه عثمان‪ .‬صحيح البخاري‬
‫حياؤه‪ :‬قال الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ :‬أال أستحي من رجل تستحي منه اْلالئكة‪ .‬وقد كان إذا‬
‫اغتسل ال يكشف عورته‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫فقه األسرة‪ :‬رعاية األطفال وحقوقهم‬

‫اْلسلم يدعو الى اإلسالم بأخالقه وسلوكه‪ :‬انتشر اإلسالم في السودان وكثير من الدول اآلسيوية‬
‫بمعامالت املسلمين وأخالقهم‪ ،‬والتحلي بفضائل األخالق كالبذل والحياء يسهم في صالح العالقات‬
‫بين الناس في املجتمع فتسود معاني القيم وتتجلى في عالقات األفراد وتنتشر املحبة واملودة والصدق‬
‫وهي قيم إذا انتشرت كانت بمثابة دعوة صامتة لنشر تعاليم الدين اإلسالم واملكين له‪.‬‬
‫وقد تجلى ذلك في قوله تعالى حكاية عن امرأة العزيز‪ :‬أنا راودته عن نفسه وانه ملن الصادقين‬
‫ويوسف بأخالقه وصدقه وعفته استحق تلك املنزلة عند العزيز فاستخلصه لنفسه‪.‬‬

‫فقه األرسة‪ :‬رعاية األطفال وحقوقهم‬


‫رعاية األطفال في اإلسالم اْلفهوم والخصائص‬
‫رعاية األطفال هي حفظ األبناء وصيانتهم من األذى بتوجيههم إلى الخير وإبعادهم عن الشر‬
‫لتحقيق نمو شخصية متوازنة وفق منهج إسالمي معتدل‪.‬‬
‫ولهذه الرعاية خصائص منها‪:‬‬
‫الربانية‪ :‬فهي منزلة من عند هللا‬
‫الو اقعية‪ :‬بمراعات الحاجات واملصالح النفسية والوجدانية واملادية والعقلية‬
‫الشمولية‪ :‬تراعي اكل مجاالت الحياة الدينية والدنيوية‬
‫حقوق األطفال في اإلسالم‬
‫حق الطفل على املجتمع‬ ‫حق الطفل على االسرة‬
‫‪ -‬الحياة‪ :‬وال تقتلو أوالدكم من امالق‬ ‫‪ -‬النسب‪ :‬تحريم الزنى والحث على الزواج‬
‫‪ -‬التعلم‪ :‬قال رسول هللا "حق الولد على‬ ‫‪ -‬االسم الحسن التعليم والتأديب والتدين‬
‫والتربية الحسنة‪ :‬قال رسول هللا ‪ ‬حق الولد على‬
‫والده أن يعلمه الكتابة وأن يحسن اسمه"‪.‬‬ ‫والده أن يعلمه الكتابة وأن يحسن اسمه"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫‪ -‬الحق في اْلال‪ :‬ان الذين يأكلون أموال‬ ‫الرضاع‪ :‬قال َ تعالى‪َ "َ :‬وال ََو ِال َدات‬ ‫َ‬ ‫الحق في‬‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اليتامى إنما يأكلون في بطونهم نارا‬ ‫ُي ْر ِض ْعن أ ْوالده َّن َح ْول ْي ِن ك ِامل ْي ِن ِْلن أ َراد أن ُي ِت َّم‬
‫َّ َ َ َ‬
‫‪ -‬الحق في اْلساواة‬ ‫اعة [البقرة‪.]233 :‬‬ ‫الرض‬
‫النفقة‪ :‬وعلى اْلولود له رزقهن وكسوتهن‬
‫باْلعروف‬

‫‪14‬‬
‫العفة والحياء وتجلياتهما‬

‫العفة والحياء وتجلياتهما‬


‫العفة‪ :‬خلق يحمل صاحبه على غض البصر ومنع الجوارح عما حرم هللا تعالى‪ ،‬وتتجلى في حفظ‬
‫البصر والفرج والنفس واللسان واملال‬
‫الحياء‪ :‬خلق يحمل صاحبه على فعل ما هو حسن وترك ما هو قبيح ويتجلى في طاعة هللا وتنزيه‬
‫النفس عن القبائح ومعاملة الناس بالتي هي حسنة‬
‫العالقة بين العفة والحياء‪ :‬هما خلقان محمودان يكمل بعضهما بعضا فالحياء فرع من العفة‬
‫وكلما استحيى املرء كلما زادت عفته وكلما زاد الحياء زادت العفة‪ .‬قال رسول هللا‪ :‬الحياء ال يأتي إال‬
‫بخير‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َّ َّ ُ َ ِّ ْ َ َ َ َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ويتجليان في قوله تعالى حكاية عن يوسف‪َ :‬ق َ َ َ‬
‫اي ِإن ُه ال ُيف ِل ُح‬‫َّللا ِإنه رِبي أحسن مثو‬
‫ال معاذ ِ‬
‫َّ ُ َ‬
‫الظ ِاْلون (‪)23‬‬
‫العفة والحياء أساس تحصين الفرد واملجتمع‬
‫اإلجابة باْلنهجية‪" :‬التحلي بفضائل األخالق كـ‪ :‬العفة والحياء يسهم في صالح العالقات بين‬
‫الناس في املجتمع فتسود معاني الخير وتتجلى في عالقات األفراد مع بعضهم البعض فتنتشر قيم‬
‫املحبة واْلودة والصدق وغض البصروهي قيم إذا انتشرت كانت بمثابة الحصن الذي يحفظ‪ .‬الفرد‬
‫واملجتمع من كل انحراف و انزالق إلى الرذيلة‪.‬‬
‫وقاية المجتمع من تفيش الفواحش‬
‫الفاحشة ما عظم قبحه فطرة وشرعا وعرفا من املعاص ي الظاهرة والباطنة وهي محرمة لقوله‬
‫تعالى‪ :‬قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن‬
‫أساليب وقاية املجتمع من الفاحشة بتحريم إشاعتها أو املجاهرة بها لقوله تعالى ان الذين يحبون‬
‫أن تشيع الفاحشة في اللذين أمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا واآلخرة (النور ‪)19‬‬
‫التحلي بفضائل األخالق‪ :‬كالعفة والحياء يسهم في صالح العالقات بين الناس في املجتمع فتسود‬
‫معاني القيم وتتجلى في عالقات األفراد مع بعضهم البعض فتنتشر بوادر املحبة واملودة والصدق وغض‬
‫البصر وهي قيم إذا انتشرت كانت بمثابة الحصن الذي يصد النفس عن كل انحراف وانزالق إلى الرذيلة‬

‫‪15‬‬
‫التزكية‪ :‬اإليمان وعمارة األرض‬

‫الزتكية‪ :‬اإليمان وعمارة األرض‬

‫مبدأ االستخالف أساس عمارة األرض‪.‬‬


‫االستخالف‪ :‬إنابة هللا تعالى اإلنسان إلقامة العدل في األرض واعمارها بالعمل الصالح ونشر الخير‬
‫وإصالح ما أفسده الناس‬
‫َ َ ً‬ ‫َ‬
‫اع ٌل في ْاأل ْ‬ ‫ال َرُّب َك ل ْل َم َالئ َكة إ ِّني َ‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ض خ ِليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ِ ِ‬ ‫ج‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬ ‫ق‬ ‫قال تعالى‪ :‬و ِإذ‬
‫ويسفك الدماء‪...‬‬
‫وقال تعالى‪ :‬وال تفسدوا في األرض بعد إصالحها " سورة األعراف‪56 ،‬‬
‫ومن صوراإلفساد في األرض‪:‬‬
‫االعتداء على األموال واألعراض واألرواح وتلويث البيئة وأكل أموال الناس بالباطل وتضييع الحقوق‬
‫سوء استغالل املوارد االقتصادية وسوء استعمال وسائل اإلعالم‪...‬‬
‫وواجب اْلؤمن لعمارة األرض‪:‬‬
‫يكون بتوحيد هللا واالمر باملعروف والنهي عن املنكر ونشر قيم الرحمة والتسامح والفضيلة واصالح‬
‫البيئة وحسن تدبير مواردها بما ينفع الناس كما في قصة يوسف عليه السالم في قوله تعالى‪َ :‬ق َ‬
‫ال‬
‫َ َ َ ً َ َ َ َ ْ ُ ْ َ َ ُ ُ ُ ْ ُ َّ َ ً َّ َ ْ ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت ْز َر ُعون َس ْب َع ِس ِنين دأبا فما حصدتم فذروه ِفي سنب ِل ِه ِإال ق ِليال ِمما تأكلو (‪ ")47‬يوسف ‪.47‬‬
‫ن‬
‫العالقة بين اإليمان وعمارة األرض‪:‬‬
‫ال يكتمل االيمان اال بالعمل الصالح الذي يكون مردوده ايجابيا على الفرد واملجتمع‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫والعصر ان االنسان لفي خسر اال الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر‪.‬‬

‫مدخل االقتداء‪ :‬الرسول صىل اهلل عليه وسلم يف بيته‬

‫بشرية محمد صلى هللا عليه وسلم‬


‫الرسول صلى هللا عليه وسلم وصف بأنه بشر يأكل كما نأكل‪ ،‬ويمش ي في األسواق‪ ،‬ويحتاج إلى ما‬
‫اح ٌد‪.‬‬‫و‬‫وحى إ َل َّي َأ َّن َما إ َل ُه ُك ْم إ َل ٌه َ‬
‫"ق ْل إ َّن َما َأ َنا َب َش ٌر ِّم ْث ُل ُك ْم ُي َ‬
‫ُ‬
‫نحتاج إليه قال تعالى‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُُ‬ ‫َّ َ‬
‫ورغم بشريته فقد أعطى األنموذج الكامل في السلوك واألخالق فقال تعالى‪َ " :‬و ِإن َك ل َعلى خلق‬
‫َع ِظيم"‪ .‬فلم يجعل هللا الرسل من املالئكة حجة علينا لالقتداء بهم في كل مجاالت حياتنا وأخالقنا‬
‫‪16‬‬
‫مدخل االقتداء‪ :‬الرسول صلى اهلل عليه وسلم في بيته‬

‫سمو أخالق الرسول في معاملته أهل بيته‬


‫عالقته مع زوجاته‪:‬‬
‫كان خير الناس ألهله وزوجاته‪ :‬قال صلى هللا عليه وسلم‪" :‬خيركم خيركم ألهله‪ ،‬و أنا خيركم ألهلي‪.‬‬
‫اْلشاركة في أعمال البيت‪:‬‬
‫يخيط ثوبه‪ ،‬ويخصف نعله‪ ،‬ويعمل في بيته كما‬ ‫قالت عائشة رض ي هللا عنها‪" :‬كان رسول‬
‫يعمل أحدكم في بيته"‪.‬‬
‫خلقه مع أبنائه‬
‫ً‬ ‫ً ً‬
‫عن عائشة قالت‪ :‬ما رأيت أحد كان أشبه سمتا ودال وهديا برسول هللا من فاطمة‪ ،‬كانت إذا‬
‫دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها فقبلها وأجلسها في مجلسه‪ ،‬وكان إذا دخل عليها قامت إليه‬
‫فأخذت بيده فقبلته وأجلسته في مجلسها‪.‬‬
‫معاملته لخدمه فكانت أحسن معاملة‬
‫عشر سنين‪ ،‬فما قال لي‪ :‬أف قط‪ ،‬وما قال‬ ‫عن أنس رض ي هللا عنه قال‪" :‬خدمت رسول هللا‬
‫لش يء فعلته‪ :‬لم فعلته؟ وال لش يء تركته‪ :‬لم تركته؟‬
‫ِّ‬
‫تجلي إيمان اْلؤمن وقيمه في معاملته ألهل بيته‬
‫(قل إن ُك ُنت ْم ُتح ُّبو َن َّ َ‬
‫َّللا‬ ‫عالمة اإليمان وحب هللا تتجلى في اتباع الرسول واالقتداء به قال تعالى‪ْ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّللا َغ ُف ٌ‬
‫ور َّر ِح ٌ‬
‫يم) (آل عمران‪)31/‬‬ ‫وب ُك ْم ۗ َو َّ ُ‬ ‫َف َّاتب ُعوني ُي ْحب ْب ُك ُم َّ ُ‬
‫َّللا َو َي ْغف ْر َل ُك ْم ُذ ُن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫فمن تجليات إيمان املؤمن في معاملة األهل‪:‬‬
‫والود واإلحسان في العشرة الزوجية‪.‬‬ ‫املالطفة ّ‬
‫املشاركة في أعمال البيت وخارجه‪.‬‬
‫العدل في التعامل بين األوالد ومع األهل ومع الناس‬

‫‪17‬‬
‫مدخل االستجابة‪ :‬فقه االسرة‪ :‬األسرة نواة المجتمع‬

‫مدخل االستجابة‪ :‬فقه االرسة‪ :‬األرسة نواة المجتمع‬


‫صالح األسرة أساس صالح املجتمع‬
‫إذا كانت األسرة هي األساس الذي يقوم عليه املجتمع فان هذا األساس إذا كان سليما فان البناء‬
‫كذلك يكون سليما والعكس‬
‫وحتى يكون هذا األساس سليما فالبد له من شروط ومقومات منها‪:‬‬
‫‪" :‬إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه‬ ‫الحرص على اختيار شريك الحياة قال رسول هللا‬
‫في اختيار الزوجة‪ " :‬تنكح اْلرأة‬ ‫فزوجوه‪ ،‬إال تفعلوا تكن فتنة في األرض وفساد عريض"‪ .‬وقال‬
‫ألربع ْلالها وحسبها ولجمالها ولدينها فاظفربذات الدين تربت يداك"‬
‫واالحترام املتبادل والبعد عن كل‬
‫ْ‬ ‫املعاشرة باملعروف بين الزوجين واألوالد على أساس الود والرحمة‬
‫َ‬
‫َّ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫اش ُروهن ِباْلع ُر ِ‬
‫وف"‪.‬‬ ‫السلوكات املستفزة التي تسبب النفور واملشاكل‪ .‬قال تعالى‪ " :‬وع ِ‬
‫‪ " :‬كلكم راع وكلكم مسؤول عن‬ ‫استشعار مسؤولية التعاون على تربية األوالد تربية صالحة‬
‫رعيته"‬
‫معرفة كل فرد حقوقه وواجباته لتحقيق النجاح األسري بالتشاور والحوار وتحمل املسؤولية‪.‬‬
‫تحصين األسرة من االنحالل وحمايتها من التفكك‪:‬‬
‫(كل مولود يولد على الفطرة‪ ،‬فأبواه يهودانه أو‬ ‫أ ـ تحصين األسرة باتباع شرائع الدين‪ :‬قال‬
‫يمجسانه أو ينصرانه)‬
‫ب ـ‪ :‬تحصين األسرة بحفظ النسب والعرض‪ :‬بتجنب كل ما حرم هللا كالزنا والترغيب في الزواج‬
‫ج ـ تحصين األسرة من العنف‪ :‬باملودة والرحمة وإشاعة أجواء الطمأنينة واالستقرار بين أفراد‬
‫األسرة‪ ،‬يحفظ املجتمع من انتشار الفساد واالنحراف‪.‬‬
‫د ـ تحصين األسرة من سلبيات وسائل األعالم‪ :‬مراقبة األبناء عند استخدام وسائل اإلعالم‬
‫وتعليمهم كيفية استخدامها وتأهيلهم للتفاعل اإليجابي عن طريق التربية اإلعالمية الصحيحة‪.‬‬
‫اْلودة والرحمة والحوارمن أسس رعاية األطفال وحفظ حقوقهم‬
‫من املقاصد واألسس التي بنيت عليها مؤسسة الزواج هي‪ :‬تحقيق السكينة واملودة والرحمة قال‬
‫تعالى‪" :‬ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" التي ال‬
‫يتأتى اإلتيان بها إال في ظل أسرة متدينة يغمرها حسن عشرة وخلق بين الزوجين‪ ،‬مما سينعكس على‬
‫الطفل إيجابيا على سلوكه ونفسيته فيحصل له بذلك التكامل العاطفي واالستقرار النفس ي فينشأ‬
‫نشأة اجتماعية متكاملة نظرا ملا أودع هللا فيهما من حنان وعطف‬

‫‪18‬‬
‫مدخل القسط‪ :‬حق البيئة‪ :‬التوسط واالعتدال في استغالل البيئة‬

‫مدخل القسط‪ :‬حق البيئة‪ :‬التوسط واالعتدال يف استغالل البيئة‬


‫البيئة‪ :‬هي الوسط الذي أعده هللا لعيش فيه اإلنسان‪ ،‬وينتفع منه من غير اسراف أو افساد‬
‫حفظ البيئة وتنميتها من مقتضيات اإليمان‪.‬‬
‫حمايتها من شعب اإليمان قال ‪ " :‬اإليمان بضع وسبعون شعبة‪ ،‬أعالها (ال إله إال هللا)‬
‫واملساهمة في إعمارها‬ ‫َ‬ ‫الحفاظ عليها‬
‫َ‬ ‫وأدناها إماطة األذى عن الطريق)"‪ .‬واإلنسان املومن َوجب عليه‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وإصالحها سلوكا وعمال بعدم اإلفساد فيها‪ ،‬فال تعالى‪َ " :‬وال ُت ْف ِس ُدوا في األ ْ‬
‫ض بعد ِإصال ِح َها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬
‫ضوابط استغالل البيئة في اإلسالم" التوسط واالعتدال‪.‬‬
‫احياء مبدأ الوسطية واالعتدال في التعامل مع بيئتنا‪ ،‬واإلسالم أقام بناءه كله على الوسطية‬
‫والتوازن واالعتدال‪ ،‬قال تعالى‪" :‬وكذلك جعلناكم أمة وسطا"‬
‫وجوب االستغالل الرشيد للموارد الطبيعية وصيانتها‪.‬‬
‫ال يجوز اإلسراف في استخدام هذه املوارد‪ ،‬حتى ال يؤدي إلى تقليل املنافع منها‪ .‬فقال تعالى‪ " :‬وكلوا‬
‫واشربوا وال تسرفوا إن هللا ال يحب اْلسرفين‬
‫‪ -‬تحقيق التوازن بين مصلحة األجيال الحاضرة واألجيال املقبلة‪.‬‬

‫مدخل الحكمة‪ :‬درس‪ :‬السبعة الذني يظلهم اهلل‬


‫قال‪ " :‬سبعة يظلهم هللا في ظله يوم ال ظل إال ظله‪،‬‬ ‫عن أبي هريرة رض ي هللا عنه عن النبي‬
‫إمام عادل وشاب نشأ في عبادة هللا‪ ،‬ورجل قلبه معلق باْلساجد‪ ،‬ورجالن تحابا في هللا اجتمعا عليه‬
‫وتفرقا عليه‪ ،‬ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف هللا‪ .‬ورجل تصدق بصدقة‬
‫ً‬
‫فأخفاها حتى ال تعلم شماله ما تنفق يمينه‪ ،‬ورجل ذكرهللا خاليا ففاضت عيناه " متفق عليه‪.‬‬
‫شرح الحديث وبيان أوصاف السبعة الذين يظلهم هللا تعالى‪.‬‬
‫معنى تظليل هللا تعالى لعباده‪ :‬تأمينهم من أهوال يوم القيامة‪ ،‬فهذا اليوم هو يوم الفزع األكبر‬
‫الذي يفزع الناس فيه من هول ما يشاهدون ويسمعون في لحظات فناء العالم‪.‬‬
‫إمام عادل‪ :‬إمام نصب لرعاية مصالح الناس وإقامة العدل واالنتصاف للمظلوم من الظالم‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ويدخل في ذلك أيضا كل من ولي شيئا من أمور املسلمين فعدل فيه‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وشاب نشأ في عبادة هللا‪ :‬شاب امتأل فتوة ونشاطا واكتمل قوة ونموا‪ ،‬الزم عبادة هللا‪ ،‬وراقب هللا في‬
‫سره وجهره‪ ،‬لم تغلبه الشهوة‪ ،‬ولم تخضعه لطاعتها دوافع الهوى والطيش‪.‬‬
‫ً‬
‫ورجل قلبه معلق باْلساجد من حببت إليه املساجد‪ ،‬فيظل متعلقا بها يشرع إليها إذا حان وقت‬
‫الصالة ويحافظ على أوقاته‬

‫‪19‬‬
‫مدخل الحكمة‪ :‬درس‪ :‬السبعة الذين يظلهم اهلل‬

‫ً‬
‫ورجل ذكر هللا خاليا ففاضت عيناه‪ :‬رجل خال إلى نفسه فذكر عظمة ربه وقوة سلطانه ورحمته‬
‫ً‬
‫على عباده وجزيل إحسانه‪ ،‬فاغرورقت عيناه بالدموع‪ ،‬وفاضتا طمعا في ثوابه وغفرانه‪ ،‬ورهبته من‬
‫عذابه وأليم عقابه‪ ،‬ولم يفعل ذلك رياء وخديعة على مأل من الناس ومشهد منهم‪ ،‬مما يدل على صدق‬
‫تأثره‪ ،‬وعمق رهبته‪.‬‬
‫ورجالن تحابا في هللا اجتمعا عليه وتفرقا عليه رجالن جمعتهم املحبة الصادقة الخالصة هلل على‬
‫ً‬
‫طاعة هللا ومرضاته‪ ،‬ال يتناجيان في معصية‪ ،‬وال يسران منكرا‪ ،‬وال تسعى أقدامهما إلى فسق أو فجور‪،‬‬
‫وتفرقهما الغيرة على الدين‪.‬‬
‫ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف هللا‪ :‬كما في قصة يوسف عليه السالم‬
‫ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى ال تعلم شماله ما تنفق يمينه رجل ينفق اال لوجه هللا بال‬
‫ً‬
‫رياء‪ ،‬ال يبتغي من الناس جز ًاء وال شكورا‪،‬‬
‫التحلي بأوصاف السبعة من صالح املجتمع وسبب في استقراره‬
‫‪ -‬بالعدل تحفظ مصالح الناس‬
‫‪ -‬بالحفاظ على الصلوات في اوقاتها ينتهي الناس عن الفحشاء واملنكر‬
‫‪ -‬بالصدقة تشيع قيم التعاون والتضامن‬
‫‪ -‬وباملحبة يتماسك املجتمع فتزيد قيم التسامح واملواساة والتضحية‬
‫‪ -‬بالعفة واستشعار مراقبة هللا تعالى تحفظ األعراض والحقوق الفردية والجماعية‪،‬‬
‫الدعوة إلى التحلي بأوصاف السبعة من اإليمان‬
‫وعمل بالجوارح يزيد‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫لألخالق صلة وثيقة باإليمان والعقيدة فاإليمان قو ٌل باللسان واعتقاد بالقلب؛‬
‫وأع َطى هلل َو َم َن َ‬
‫ض هلل ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫هلل‬
‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأبغ‬ ‫باملعاص ي‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم‪« :‬من أح َّب ِ‬
‫هلل‬ ‫بالطاعة وينقص‬
‫َ‬
‫اإليمان»‪ .‬أخرجه أبو داود‪.‬‬ ‫َف َقد ْ‬
‫اس َت ْك َم َل َ‬ ‫ِ‬
‫اتصاف يوسف عليه السالم بأوصاف السبعة الذين ذكروا في الحديث‬
‫وقد ذكربعضها في سورة يوسف عليه السالم‪:‬‬
‫فهو اإلمام العادل الذي أنقذ مصر من الهالك‪ ،‬وهو الشاب الذي نشأ على عبادة هللا تعالى‪،‬‬
‫وهو الذي دعته امرأة العزيز ذات املنصب والجمال إلى الفاحشة فقال لها‪ :‬معاذ هللا‪،‬‬
‫وهو الذي ذكر هللا تعالى خاليا ففاضت عيناه حينما قال‪ :‬رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه‪،‬‬
‫اإلجابة باْلنهجية‪" :‬التحلي بفضائل األخالق كـ‪ .......... :‬يسهم في صالح العالقات بين الناس في‬
‫املجتمع فتسود معاني الخير وتتجلى في عالقات األفراد مع بعضهم البعض فتنتشر قيم املحبة‬
‫واْلودة والصدق وغض البصر وهي قيم إذا انتشرت كانت بمثابة الحصن الذي يحفظ‪ .......‬من كل‬
‫انحراف و انزالق إلى الرذيلة‬
‫‪20‬‬

You might also like