‫مجموعة أمريكا الشمالية (التبادل الحر واالندماج الجهوي)‬

‫مقدمة‪ :‬تعتبر مجموعة أمريكا الشمالية للتبادل الحر واالندماج الجهوي تكتال اقليميا تضم الواليات المتحدة األمريكية‬
‫و كندا و المكسيك و ذلك لمنافسة المجموعات االقتصادية الكبرى في العالم‪ ،‬ومواجهة متطلبات العولمة‪.‬‬

‫فما هي مجموعة أمريكا الشمالية للتبادل الحر "ألينا"؟ وما مظاهر التبادل الحر واالندماج الجهوي لهذه‬
‫المجموعة والعوامل المفسرة له؟ وما حصيلة هذا االندماج والتحديات التي تعترضه؟‬
‫‪ .1‬مجموعة أمريكا الشمالية‪ :‬التعريف واألهداف‪ ،‬التوطين واألجهزة‬
‫‪ .1‬تعريف "ألينا" وأهدافها‬

‫مجموعة أمريكا الشمالية‪ :‬هي تكتل يضم الدول الثالث كندا والواليات المتحدة األمريكية والمكسيك‪ ،‬تأسس سنة‬
‫‪ 1992‬بموجب اتفاقية "إلينا" وأصبح ساري المفعول سنة ‪ ،1994‬ويهدف إلى تقليص الحواجز الجمركية‬
‫وإلغائها لتحقيق منطقة واسعة للتبادل الحر‪.‬‬

‫ويسعى اتفاق التبادل الحر األمريكي الشمالي لتحقيق األهداف التالية‪:‬‬

‫‪ ‬إلغاء الرسوم الجمركية بين البلدان الثالثة‪.‬‬

‫‪ ‬المعاملة الوطنية لبضائع وخدمات ومستثمري البلدان األعضاء‪.‬‬
‫‪ ‬حرية مرور البضائع داخل أسواق البلدان الثالثة‪.‬‬
‫‪ ‬حل النزاعات االقتصادية والمالية‪.‬‬
‫‪ ‬حرية تنقل رجال األعمال وحماية الملكية الفكرية‪.‬‬
‫‪ .2‬توطين ألينا وأجهزتها‬
‫‪ -‬تقع مجموعة أمريكا الشمالية ‪ A.L.E.N.A‬غرب خط غرينتش في النصف الشمالي من العالم‪ ،‬يحدها شماال‬
‫المحيط المتجمد الشمالي‪ ،‬ومن غربها وجنوب غربها المحيط الهادي‪ ،‬وشرقا المحيط األطلنتي‪ ،‬وتمثل حوالي ‪%4.8‬‬
‫من مساحة العالم‪ ،‬وإلى جانب اتساعها الجغرافي فقد أهلها موقعها الجغرافي المتمثل في انفتاحها الكبير على العالم‬
‫من خالل واجهاتها البحرية على أن تكون مجموعة ‪ A.L.E.N.A‬أكبر تكتل تجاري عالمي‪.‬‬
‫‪ -‬يتم تسيير ألينا بواسطة عدة أجهزة أبرزها‪ :‬لجنة التبادل الحر‪ ،‬وسكرتارية ألينا‪ ،‬ومنسقو مجموعة ألينا‪.‬‬
‫‪ .2‬مظاهر االندماج بين دول مجموعة أمريكا الشمالية وعوامله‬
‫‪ .1.2‬مظاهر االندماج بين بلدان مجموعة ألينا‬

‫تتجلى مظاهر االندماج الجهوي لمجموعة أمريكا الشمالية في‪:‬‬

‫في المجال التجاري‪ :‬عرفت المبادالت التجارية بين دول مجموعة ألينا تزايدا مهما‪ ،‬حيث بلغت نسبة‬ ‫‪‬‬
‫الصادرات الكندية إلى الواليات المتحدة األمريكية ‪ 87.3‬في المائة ونسبة الواردات ‪ 64.4‬في المائة‪،‬‬
‫وبلغت نسبة الصادرات المكسيكية إلى الواليات المتحدة األمريكية ‪ 88.8‬في المائة ونسبة الواردات‬
‫‪ 73.3‬في المائة‪ ،‬وبلغت نسبة الصادرات والواردات بين المكسيك وكندا ‪ 2‬في المائة‪ .‬وقد حققت هذه‬
‫المعامالت التجارية ارتفاعا في حجم قيمة الصادرات بين دول المجموعة‪.‬‬
‫في مجال الخدمات‪ :‬مكنت اتفاقية ألينا من تطوير تبادل الخدمات‪ ،‬حيث تضاعفت تجارة الخدمات ‪5‬‬ ‫‪‬‬
‫مرات بين كل من كندا والمكسيك‪ ،‬لتصبح المكسيك ثاني شريك تجاري لكندا‪ ،‬كما تضاعفت هذه التجارة‬
‫بين مجموع الدول ما بين ‪ 1994‬و‪ ،2004‬لتنتقل من ‪ 46.4‬مليار دوالر إلى ‪.82.7‬‬
‫في مجال االستثمارات‪ :‬تزايدت قيمة االستثمار بين الدول األعضاء بحيث انتقلت قيمة االستثمارات‬ ‫‪‬‬
‫الكندية المباشرة بالمكسيك من ‪ 530‬مليون دوالر سنة ‪ 1993‬إلى ‪ 5.6‬مليار دوالر سنة ‪.2012‬‬
‫انتشار الشركات المتعددة الجنسيات‪ :‬الذي يعد مظهرا من مظاهر االندماج بين بلدان ألينا‪ ،‬بحيث ثم‬ ‫‪‬‬
‫السماح للشركات األمريكية بعادة تنظيم أنشطتها بكل حرية ضمن مجال ألينا‪ ،‬هذا إضافة إلى إنشاء‬
‫شركات أمريكية على الحدود المكسيكية لتوظيف العمال المكسيكيين فيما يعرف ب"المكلدورة"‪ ،‬مما‬
‫خلف انعكاسات ايجابية على المستويين االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬
 ‫‪ .2‬العوامل المفسرة الندماج بلدان مجموعة ألينا‬
‫تتحكم مجموعة من العوامل في اندماج بلدان مجموعة أمريكا الشمالية‪ ،‬وهي عوامل متداخلة ومتكاملة‬
‫أهمها‪:‬‬

‫المؤهالت الطبيعية‪ :‬تتجلى في توفر دول المجموعة على ثروة طاقية مهمة كالفحم والبترول والغاز‬ ‫‪‬‬
‫الطبيعي‪ ،‬كما تمتد دول ألينا فوق مساحة شاسعة‪ ،‬فضال عن الموقع االستراتيجي لدول المجموعة المطل‬
‫على المحيطين األطلسي والهادي‪.‬‬
‫المؤهالت العلمية والتقنية‪ :‬تتجلى في وجود شبكة مهمة من وسائل المواصالت البرية والبحرية‬ ‫‪‬‬
‫والجوية‪ ،‬فضال عن جودة شبكة االتصاالت (األنترنيت) مما سهل العالقات التجارية البينية لدول‬
‫المجموعة‪.‬‬
‫المؤهالت االقتصادية والمالية‪ :‬تتمثل في توفر دول المجموعة على مناطق فالحية خصبة ومجاالت‬ ‫‪‬‬
‫صناعية كبرى‪ ،‬عالوة على توفر العمالت القوية و البورصات العالمية كبورصة وول ستريت‬
‫المؤهالت البشرية‪ :‬تتجلى في توفر الدول الثالث على ثروة بشرية تفوق اعدادها ‪ 435‬مليون نسمة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫توفر لها األطر العاملة والسوق االستهالكية الواسعة‪.‬‬

‫‪ .3‬حصيلة االندماج مجموعة ألينا التحديات التي تواجهها‬

‫‪ .1‬حصيلة اندماج بلدان مجموعة أمريكا الشمالية "ألينا"‬
‫حققت مجموعة أمريكا الشمالية "ألينا" حصيلة جد ايجابية تتمثل في‪:‬‬
‫‪ ‬تزايدت أهمية الصادرات واالستثمارات بين دول المجموعة‪ ،‬إذ تزايدت الصادرات المكسيكية ب ‪140‬‬
‫في المائة لتصبح ثاني شريك تجاري للواليات المتحدة األمريكية بعد كندا‪.‬‬
‫‪ ‬أصبحت مجموعة ألينا تحتل المرتبة الثالثة عالميا في التجارة الخارجية بعد أوربا وآسيا إذ تساهم ب‪14.5‬‬
‫في المائة من الصادرات العالمية و ب‪ 1.7‬في المائة من الواردات العالمية‪ ،‬و تبقى الواليات المتحدة‬
‫األمريكية أكبر مستفيد داخل هذه المجموعة‪.‬‬
‫‪ ‬كما حققت نتائج ايجابية على المستوى االجتماعي من خالل توسيع آفاق الشغل أمام تزايد حجم‬
‫االستثمارات‪ ،‬واالرتفاع التدريجي لألجور‪ ،‬إضافة إلى استفادة المستهلكين من التنافس في األسعار‪.‬‬

‫‪ .2‬التحديات التي تواجهها مجموعة أمريكا الشمالية "ألينا"‬

‫تواجه مجموعة ألينا عدة تحديات وإكراهات أهمها‪:‬‬

‫‪ ‬التباين من حيث المستوى االقتصادي‪ :‬حيث تعتبر الواليات المتحدة األمريكية أول قوة اقتصادية في‬
‫العالم‪ ،‬وتعد كندا إحدى الدول المتقدمة‪ ،‬بينما تنتمي المكسيك إلى دول العالم الثالث‪ ،‬وبالتالي تعاني‬
‫هذه األخيرة من التبعية االقتصادية اتجاه الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬
‫‪ ‬التباين من حيث المستوى االجتماعي‪ :‬إذ يسجل ارتفاع الدخل الفردي في الواليات المتحدة األمريكية‬
‫وكندا‪ ،‬وضعفه في المكسيك‪ ،‬وبالتالي تعتبر هذه األخيرة مصدرا للهجرة السرية‪ ،‬مما جعل الواليات‬
‫المتحدة األمريكية تفرض مراقبة شديدة على الحدود‪ ،‬وتقيم بالقرب منها مناطق حرة الستقطاب‬
‫المستثمرين‪ ،‬ولتشغيل المهاجرين‪.‬‬

‫خاتمة‪ :‬أصبحت مجموعة أمريكا الشمالية للتبادل الحر واالندماج الجهوي قوة اقتصادية بفعل عدة أسس ساهمت‬
‫في اندماجها رغم وجود تحديات كبرى تتلخص في التفاتات االقتصادية واالجتماعية بين دول المجموعة‪ ،‬خاصة‬
‫بين الواليات المتحدة األمريكية والمكسيك‪.‬‬
‫مصطلحات‪:‬‬

‫االندماج الجهوي‪ :‬ترابط وتكامل اقتصادات دول ما بهدف تحفيف النمو االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وتشكيل تكتل‬
‫اقتصادي كمجموعة أمريكا الشمالية واالتحاد األوروبي‪.‬‬

‫التبادل الحر‪ :‬نظام في التجارة الدولة‪ ،‬يقوم على إلغاء الحواجز الجمركية وغيرها‪ ،‬بالنسبة لمرور البضائع‬
‫والخدمات‪.‬‬