Professional Documents
Culture Documents
سورة السجدة
سورة السجدة
* مقاسات السورة:
سورة السجدة ٣٠آية ٣صفحات أي متوسط
عدد اآليات في الصفحة الواحدة ١٠آيات ،وبما
إن عدد أسطر الصفحة بالمصحف ١٥سطرا
يكون متوسط حجم اآلية الواحدة في سورة
السجدة سطر ونصف تقريبا ،وهو حجم
متوسط ليس بالصغير وال بالكبير ،وموضع
السجدة يقع في وسط السورة بالضبط قبلها
صفحة ونصف وبعدها صفحة ونصف ،قبلها
١٥آية وبعدها ١٥آية ،ولم تكن السورة
تسمى على عهد النبي "السجدة" وإنما "الم
تنزيل السجدة" ألنها السورة الوحيدة التي
بدأت بـ "الم" من بين السور التي تبدأ بكلمة
"تنزيل" وهي (الزمر -غافر -فصلت -الجاثية)
حيث تبدأ غافر وفصلت والجاثية بـ "حم" وتبدأ
الزمر بـ"تنزيل" مباشرة ،كذلك هي الوحيدة
التي بها سجدة من بين هذه السور مما يفيد
أهمية هذه السور في تفسير السجدة
وارتباطها بها لمعرفة سبب تخصيص هذه
السورة تحديدا بالسجود من دون سائر سور
"تنزيل"
* الفواصل (السجع):
تنتهي جميع آيات سورة السجدة إما بالواو
والنون التي تدل على الجمع إال ٥آيات بالياء
والنون التي أغلبها يدل على الجمع أيضا،
وكذلك ٣آيات إحداها تنتهي بياء وميم
وثانية تنتهي بياء والم واألخرى "الم"،
والميم والالم من أخوات النون ،األولى أختها
من جهة الخيشوم واألخرى من جهة اللسان،
أي إن الضم ظاهر دائما في أواخر اآليات
ماعدا ٨آيات فقط
* موقع السورة في المصحف:
سورة السجدة ترتيبها ٣٢تقع في الصفحة
رقم ٤١٥في الربع األول من الحزب الثاني في
الجزء الواحد والعشرين ،أي سبقها ٢٠جزء
ونصف ،أي إنها في بداية الثلث األخير من
القرآن ،وال شك إذا ُق سم القرآن إلى أثالث
ثالثة سيكون لبداية كل ثلث أهمية في
افتتاح هذا الثلث ،ولكن ألنها في النصف
الثاني ال األول من الجزء الواحد والعشرين،
وهو الجزء الذي يبدأ به الثلث األخير من
القرآن ،يكون من األفضل قراءة النصف األول
من هذا الجزء قبل ذلك ألنه ال شك يمهد لما
بعده ،وهو ما يشمل سورتي لقمان والروم
وأواخر العنكبوت ،كما يحُس ن قراءة أوائل
سورة األحزاب بعد ذلك تأكيدا لما قدمته
السجدة ،وألنها تكملة النصف األخير من الجزء
الذي ُي فتتح به الثلث األخير كما ذكرنا
* البنية الصوتية:
جميع حروف الهجاء الـ ٢٨وردت في السورة
إال إن أكثر الحروف ورودا الميم والالم والنون
والراء مجموعها بنسبة تتعدى الـ ٪ ٤٠وأقلها
الغين والطاء والظاء والثاء والشين والصاد
والضاد والزاي مجموعها بنسبة ال تصل إلى الـ
٪ ٣وبقية األحرف موزعة على الـ ٪٥٥
الباقية ،وهذا يعني قلة ورود األحرف اللثوية
وأحرف الصفير والتفشي واألحرف المطبقة
وكثرة ورود األحرف الذلقة وأحرف الغنة ،أي
الصوت الشائع في السورة الترقيق واالنذالق
ال التفخيم واإلطباق إضافة إلى الغنة التي
تعبر عن شجن مكتوم ال صفير صارخ ،فالغنة
لغًة هي البكاء بال نحيب ،وعلى الرغم من أن
عدد الفتح في السورة يتجاوز ٤٠٠فتحة
ومجموع عدد الضم والكسر معا ال يبلغ الـ ٤٠٠
حركة ،في حين يظهر الضم بشكل ملفت في
أواخر اآليات ،إشارة إلى انضمام شيء بعد
انفتاحه ،وفي ٨آيات كما ذكرنا يتحول هذا
الضم إلى كسر إشارة بدوره إلى انكسار
شيء حين انضمامه ،وإذا أخرجنا "الم" صارت
اآليات التي تنتهي بالكسر ٧آيات ،أي إن
الوقوف على الكسر سيقع على مسامعك
في السورة ٧مرات بما في هذا العدد من
داللة لغوية تفيد الجمع واالستحواذ وداللة
دينية تفيد ارتباطه بالنار ،في حين ال ترى في
السورة آية تنتهي بفتح أبدا كسورة الرحمن
مثال
* فرائد السورة (عبارات لم ترد في القرآن كله
إال في سورة السجدة)حين تسمع هذه
العبارات تأكد أنك تسمع سورة السجدة:
" -١ملك الموت"
تلفت األنظار إلى ذلك الذي ويكأنه يملك
الموت ،ومن ثم تلفت النظر إلى شيء ما من
وراء الموت ال بد أن تحسب له حسابا
" -٢بل هو الحق"
اإلضراب والعدول عما سبق والقوة والتأكيد
في إحقاق الحق
" -٣من السماء إلى األرض"
تركيب يصور مدى عالقتهما وقوة ارتباطهما
ببعضهما البعض لم يرد إال هنا
" -٤يعرج إليه"
في السور األخرى يذكر معراج األمر في
السماء عموما وليس معراجه إلى هللا تعالى،
أما هنا يذكر معراجه إلى هللا وهو مبالغة
في المعراج والوصول إلى الغاية
" -٥خْل ق اإلنساِن "
هكذا باالسم والمضاف إليه ،أي إن السورة
تتحدث عن اإلنسان باعتباره أحد خلق هللا
بصيغة الغائب وال يخاطب اإلنسان مخاطبة
" -٦ثم سّو اه"
كذلك وردت للغائب وفي غيرها وردت
للمخاطب
ِ" -٧م ن روحه"
في جميع السور األخرى للمخاطب كذلك "من
روحي"
" -٨ضللنا"
بالجمع المتكلم تعبيرا عن إنكار اإلنسان
وتعجبه من فكرة البعث حيث يستنكرون عودة
كل هذه القرون الماضية التي لم تعد من
موتها ومن ثم إنكار البعث بالكلية من قبل
ومن بعد ،فضللنا في األرض هنا تعني كثرة
من وارته األرض في بطنها وطول العهد
عليهم حتى ال يستطيع الباحث عنهم العثور
عليهم
" -٩بل هم بلقاء ربهم"
تشبه "بل هو الحق" في أول السورة ،ومن
ثم نستطيع أن نستنبط أن الحق المقصود في
أول السورة هو لقاء هللا ،وهذا يؤكد على
فكرة البعث لمنكريها
" -١٠إذ المجرمون"
إذ ظرف زمني يفيد التحقيق ،مما يثبت
إجرامهم وانقضاء الحكم عليهم زمنيا ،فال
سبيل للطعن في ذلك
" -١١ناكسو رءوسهم"
في السور األخرى نكسوا على رءوسهم ،أي
هم الذين نكسوا ،أما هنا فهم الذين
َي نُك سون رءوسهم التي كانت سببا في
نكستهم ،فالعبارة تؤكد فكرة الندم حين ال
ينفع الندم ،واستعمال ناكسو بصيغة االسم
ال الفعل تفيد إلصاق األمر بهم بما ال يدع
مجاال لرفعه عنهم
" -١٢أبَص ْر نا وسمعنا"
في سائر القرآن سمعنا دون أبصرنا ،مما يدل
على وقوفهم موقف َم ن رأى وأبصر وأيقن،
فاإليمان في الدنيا سمعي أما كل ما بعد
الموت فهو بصري مرئي معاين ،ولكنه إيمان
حين ال ينفع اإليمان
" -١٣ارِج ْع نا"
كهذا بصيغة الجمع ليكون الجمع حجة كذلك
على الجمع في كلمة "ضللنا" أي كل أولئك
الذين تظنون أَّل ن يبعثوا سيبعثون ويقفون
بين يدي هللا ويتمنون لو يرجعون أيضا ،كلهم
أجمعون
" -١٤إنا موقنون"
بالجمع والتأكيد ،لم يؤكد اليقين الجمعي
كهذا في القرآن إال هنا
" -١٥آتينا كل نفس"
االستمرار في الجمع والعموم والشمول،
واإليتاء هو اإليصال وتمام التبليغ ،والسورة
تركز بشكل واضح على "النفس"
"حق القول مني"
مبالغة في إحقاق الحق منه ،ومنه تفيد
موثوقية األمر إذ إنه منه على وجه الخصوص
" -١٦بما نسيتم"
وضع النسيان موضع السبب ،وهي بمثابة
العالج في السورة ،إذ معرفة الداء تؤدي
لمعرفة الدواء ،واستخدام المصدر المؤول بما
المصدرية يفيد إثبات استحقاقهم العذاب
بالدليل المعلوم ،حيث إن ما قد تكون مصدرية
أو تكون اسما موصوال وهو ما يجعلها َم عرفة
والمعرفة تفيد المعرفة
" -١٧إنا نسيناكم"
تأكيد النسيان حين ليس ثمة حجة لهم،
والتأكيد بالجمع ال للتعظيم كما يظن الكثير
ولكن لمقابلة اعتراضهم السابق بالجمع مما
اقتضى الحجاج بالجمع أيضا توبيخا
" -١٨إنما يؤمن"
حصر لفعل اإليمان فيما هو آت ،وفي السور
األخرى "إنما المؤمنون" وهذه الُف رجة
والُف سحة التي جعلها هللا للمؤمنين في
السورة مقابلة لمن كفر ،وتأكيدا على
استمراية إيمان المؤمنين واتصال إيمانه قبل
الموت بإيمانه بعد الموت ،وهو ما يصبح حجة
على أولئك الذين لم يكن إيمانهم إال بعد
الموت ،أي حين تؤمن بعد الموت لن يقبل منك
إال اإليمان الذي هو امتداد واستمرار إليمان
سبقه قبل الموت
ُ" -١٩ذ ّك روا بها"
بالبناء للمجهول هكذا يفيد إسالمهم التام
آليات هللا حيث ويكأنهم لم يسألوا عن الفاعل
أصال فضال عن مجادلتهم في إمكانية وقوع
الفعل وهو البعث بعد الموت
" -٢٠سّب حوا بحمد ربهم"
في السور األخرى وردت بصيغة األمر ،ولم ترد
في صيغة المضارع إال مع المالئكة ،وهنا
فقط وردت في الماضي
" -٢١تتجافى"
تفيد استمرارية تجافيهم عن الدنيا تحديدا عن
المضجع وهو موضع النوم والراحة ،والتجافي
عن ذلك ال يكون سببه إال تذكر الموت ،إذ
النوم موت فكلما أخلد للنوم تذكر الموت
فتجافى عن النوم إعدادا للموت ،إذ خير وقت
تلقى فيه الموت هو االستيقاظ ،أما إذا أتى
الموت فوجدك في موت فما أملكه لك إذ قد
سبقته إليه ،ال سيما إذا كانت السورة تتحدث
عن ملك الموت أي الموت باعتباره شيء َي ملك
" -٢٢فال تعلم نفس"
النفس هنا هي النفس التي ُت قبض ،التي
نسميها الروح ،وهي ليست روحا وإنما نفس،
حيث حين يقبض المؤمن تقول المالئكة عنه
نفس طيبة وحين يقبض الكافر تقول نفس
خبيثة ،وال تقول روح خبيثة فالروح من أمر
هللا ال خبث فيها ،وقال هللا يا أيتها النفس
المطمئنة ارجعي إلى ربك ،وكان النبي يدعو
عند نومه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن
أرسلتها فاحفظها ،ولم يقل روحي ،فيقول
هنا ال تعلم نفس ،أي هذه النفس المقبوضة
ال تعلم ،فحين تعلم أن نفسك المقبوضة ال
تعلم يدعوك هذا إلى االستعداد والحذر إذ ال
ثقة لك فيمن ال يعلم ،والنفس هنا ليست
نفس الكافر ألن ما بعدها حسن ،وهي كذلك
ليست نفس المؤمن ،ألن ما بعدها صيغ
للجمع "أخفي لهم" وليس "أخفي لها" إًذ ا
"لهم" تعود على المؤمنين وأما النفس فهي
النفس عموما بال تحديد مؤمن أو كافر أي ال
يعلم اإلنسان عموما ولو علم الختلف األمر
ُ" -٢٣أ خفي لهم"
البناء للمجهول يفيد انقضاء األمر والمبالغة
في إخفائه
بالبناء للمجهول
" -٢٤أَف َم ن كان مؤمنا"
التساؤل يؤكد فكرة الفصل بين الفريقين بعد
انقضاء األمر وإعطاء الحجج على هذا الفصل
" -٢٥جنات المأوى"
هكذا بالجمع وفي السور األخرى مفرد
استمرارا في مقابلة الجمع بالجمع
" -٢٦وأما الذين فسقوا"
استمرارا في الفصل والمحاسبة
" -٢٧من المجرمين منتقمون"
كان من الممكن ان ُي قال "إنا منهم منتقمون"
ألنه سبقها "ومن اظلم ممن ُذ ّك ر بآيات ربه
فأعرض عنها" ولكن ذكر "المجرمين" صراحة
لتأكيد ُج رم اإلعراض عن اآليات وإثبات الحجة
لالنتقام ،وهو أسلوب بالغي ُي سمى االحتباك
تفهم من خالله أن اإلعراض عن اآليات جريمة
وفي نفس الوقت تفهم أن الذي يُع رض عن
اآليات ينتقم هللا منه
االنتقام
" -٢٨ال تكن في مرية"
ما أشد أهمية هذا النهي بعد كل هذا إذ
كيف ُي تمرى في لقائه بعد هذا كله
" -٢٩جعلنا منهم أئمة"
في السور األخرى جعلناهم أئمة بدون
"منهم" ،وهذا يدل أن سورة السجدة اختصت
فئة منهم أي التوجه العام للسورة الفصل
واالنتقاء والتصفية
" -٣٠لما صبروا"
تفيد أن توجه السورة اعتبار الصبر شرطا
وليس األمر بال شرط ،ولما الشرطية تفيد
انتهاء الشرط وانقضاء األمر حيث لو قال "إذا
صبروا" لُظ َّن أن بعد انقضاء األمر فرصة أخرى،
ولكن "لما" أفادت فوات الفرصة إذ هي أداة
شرط للماضي
" -٣١بآياتنا يوقنون"
استمرارا في التأكيد على اليقين
" -٣٢إن ربك هو يفصل"
في السور األخرى "إن هللا يفصل" أو يفصل
بدون فاعل ظاهر ،وهذا يفيد إسناد الفصل
هنا السم الرب
" -٣٣أفال يسمعون"
للغائب ،في السور األخرى "أفال تسمعون"
للمخاطب ،وهو ما يفيد أن الدعوة للسماع
هنا لمن فات أوان سماعه ،أي إن األمر تبكيت
ال دعوة ،وهو دعوة لمن بعدهم
" -٣٤أفال يبصرون"
كذلك وهي دعوة إلبصار ما ينفع إبصاره في
الدنيا مما يدعو لإليمان قبل إبصار ما ال ينفع
إبصاره في اآلخرة إذ ال ينفع اإليمان لمن
أبصره حيث ال يملك من يبصره إبا اإليمان فال
فرق إذا بين من صبر ومن لم يصبر
" -٣٥نسوق الماء"
في السور األخرى تحدث عن السحاب باعتباره
حامل الماء ولكن بصيغة الماضي "سقناه" ال
المضارع
" -٣٦األرض الجرز"
صفة تفيد المبالغة في بوار األرض
" -٣٧نخرج به زرعا"
مضارع كذلك وظهور المضارع هنا وفي
"نسوق الماء" له فائدتان األولى التأكيد على
استمرارية وتكرارية وجود اآليات الدالة على
البعث ولو طال الزمان وضللتم في األرض كما
يحيي هللا األرض وإن كانت ُج رزا ،واألخرى على
إمكانية حياة القلب بالهداية مهما بلغت
قسوته كذلك كما تحيا األرض الجرز ،وهي
رحمة في آخر السورة ودعوة للناس حتى ال
تكون السورة تبكيتا بال ترغيب
" -٣٨أنعامهم وأنفسهم"
قدم األنعام على األنفس للداللة على كثرة
استقبال هذا الماء الذي هو رمز للحياة
والهداية استقبال األنعام الذين ضرب هللا
بهم المثل في الجهل والسفه والضالل أي
أكثر الناس سيستقبلون هذا الماء ويكأنهم
أنعام ولن يجدوا ألنفسهم فيه حياة إال قليال،
حيث في السور األخرة يقول "لكم وألنعامكم"
ولكن هنا صرح بلفظ أنفسكم للداللة على أن
هذا الماء يؤثر في النفس كذلك ،وال شك إن
الماء الذي يؤثر في النفس ليس الماء الذي
تشربه أفواهنا وإنما الماء الذي تشربه قلوبنا
أي الهداية والوحي
" -٣٩متى هذا الفتح"
في السور األخرى "هذا الوعد" ،وهي عبارة
تفيد أن الناس في ضيق ينتظرون فتحا
بانقضاء هذا األمر لنعلم أحق هو أم باطل،
وهو تأكيد لعبارة "فال تعلم نفس" ويكان
النفس تدعو كل يوم مت الفتح ألعلم وأخرج
من جهلي
" -٤٠يوم الفتح"
السورة الوحيدة التي َس َّم ت يوما ما "يوم
الفتح" وال شك إنه يوم القيامة ولكن اختيار
هذا االسم له تأكيدا لتوجه السورة السابق
" -٤١ال ينفع الذين كفروا إيمانهم"
وهذا يؤكد فكرة فوات أوان اإليمان
" -٤٢إنهم منتظرون"
انتظار الفتح حيث قال قبلها انتظر إنهم
منتظرون ويوم الفتح يفصل
" -٤٣ذلك عالم"
توكيدا على علمه باألمر دون غيره عن طريق
اإلشارة للبعيد حيث ُي ستنبط منه ُب عد العلم
لُب عد العاِل م
" -٤٤العذاب األدنى"
هذه أبقيتها لآلخر لتكون تكليفا لكم إذ شاع
فيها تفسير ال يصح ،وإنما كان سبب الخطأ
عدم فهم التوجه العام للسورة الذي يتحدث
عن الموت وجهل اإلنسان بما هو بعد الموت،
فالموت أحق حقيقة ال ينكره أحد ،وما بعده
غيب مجهول ال يعلمه أحد ،ويتبين في
السورة ارتباط هذا الجهل بخْل ق اإلنسان
وتحديدا تكوينه النفسي ،إذ اهتمت السورة
بالنفس اإلنسانية ،ال سيما إذا علمت إن النبي
كان يجمع في الصالة بين سورة السجدة
وسورة اإلنسان ،تحديدا ليلة الجمعة ،وهو ما
يؤكد توجه السورة الجمعي ،كذلك كان
يقرأها قبل النوم الذي هو بال شك الموتة
الصغرى
فما هو هذا العذاب األدنى الذي يذوقه
المجرمون دون العذاب األكبر لعلهم يرجعون
في رأيكم؟!
ورد "العذاب األكبر" في سورة أخرى ولكن لم
يرد العذاب األدنى إال هنا ،ما ُي شاع عنه أنه
المصائب في الدنيا تصيبهم فتكون داعيا
لإليمان أو هو القتل والسبي والهزيمة على
أيدي المؤمنين ،وكالهما تفسير غير منطقي
فليس كل كافر مصاب تدعوه مصيبته لإليمان
بل أكثرهم يزداد كفرا كما إن المؤمن أيضا
مصاب ،وليس كل الكافرين منهزمون بل ما
أكثر ما يكون الكفار في نصر وعزة وسلطان،
وما أكثر ما يثير انتصار المؤمنين حقد الكفار
ال رجوعهم للحق ،ولكن توجه السورة العام
يؤكد أن هذا العذاب شيء آخر ،يساعدك على
معرفته العبارات اآلتية:
-ألف سنة "لها متشابهة في البقرة قد
تساعدك"
-وقالوا إئذا ضللنا في األرض أئنا لفي خلق
جديد
-قل يتوفاكم ملك الموت
ُ -و ّك ل بكم "وما أخطرها"
-إنا موقنون
-خوفا وطمعا
-فال تعلم نفس
-ما أخفي
-مرية
-لما صبروا
-يختلفون
-متى هذا الفتح
-إنهم منتظرون
-ورد "العذاب األكبر" هنا وفي سورة الغاشية
أيضا ،وفي سورة الغاشية من العذاب ما قد
يساعدك كذلك ،فكالهما عذاب ،ولكن الفرق
في الَق ْد ر والتقدير ،فهذا أدنى وذاك مؤخر،
ذاك أكبر وهذا أصغر ،فاآلية بها احتباك أيضا
-هذا العذاب األدنى عذاب عالمي لم وال ولن
ُي فلت منه أحد ،إال إن المؤمن يستطيع
تسكينه فقط بطمعه في شيء ُأ خفي ثّم ة
له َت َق ّر به عينه ،فما هو هذا العذاب األدنى
الذي ُي وقده الطمع وُي لهبه الطمع وُي طفئه
طمع؟
[/١٦ ٢:٤٣ ١٢م] * :Prof\Husseinمالحظات داخل
السورة:
ُ -ذ كر الموت ولم ُت ذكر الحياة ،ولكن ذكر الُخ لد
بدال منها أي إن الحياة الحقيقة هي الحياة
الخلد وكل ما دونها هو موت
-همزة االستفهام وردت ٨مرات وهو عدد
كبير نسبة لحجم السورة مما يفيد توجه
السورة نحو االستفهام التقريري الذي يعبر
عن الشك والحيرة
-وردت "إَّن " ٧مرات مما يدل على كثرة
التأكيد شيء ما محل شك
ُ -ذ كر "هللا" مرة واحدة وذكر "رب" ١٠مرات
-ورد المثنى مرة واحدة في السماوات
واألرض وما "بينهما"
-عدد الجنة = عدد النار = عدد المأوى = ٢
-عدد جهنم = ١
-عدد الفعل خلق = عدد الفعل جعل = ٤
-عدد السمع = عدد البصر = عدد النظر = عدد
الذكر = عدد النفس = عدد العلم = ٣
-عدد جذر "لقي" = عدد جذر "أتى" = عدد جذر
"رجع" = ٣
-عدد األرض ضعف عدد السماء بنسبة ٢:٤
-ورد الماء مرة أول السورة ومرة آخرها،
األول ُخ لق منه اإلنسان واآلخر أخرج به الزرع
من األرض ،وهو تشبيه تمثيلي
-عدد الكفر = عدد الفسق = عدد اإلجرام =
عدد اإلعراض = عدد النسيان = ٢
-عدد اليقين = عدد النذير = عدد الكتاب =
عدد األمر = عدد الحق = عدد الصالح = ٢
-الفعل "رأى" ورد مرة أول السورة مسندا
للنبي (ترى) ومرة آخرها مسندا للكفار (يروا)
ويكأنها مقابلة بينهما تشبه أسلوب اآلية
األخيرة من السورة "فانتظر إنهم منتظرون"
-عدد جذر "أوى" = عدد جذر "خرج" = ٢
-عدد جذر "سّو ى" = عدد جذر "عّذ ب" = ٣مما
يفيد أن العذاب في اآلخرة إعادة تسوية لما
أفسد اإلنسان في خلقه الذي سّو اه هللا حين
بدأه ويؤكد ذلك استعمال لفظ التسوية
للداللة على العذاب أحيانا كما في سورة
الشمس "فدمدم عليهم ربهم بذنبهم
فسّو اها" وُل غًة العذاب من العذوبة وهي
تسوية الشيء غير الصالح لالستخدام ليكون
صالحا ،فالعذوبة في الماء مثال ليست مقابال
للملوحة وإنما مقابل الملوحة الحالوة ،وإنما
العذوبة هي مجرد التسوية دون أية إضافات
-عدد جذر "هدى" = عدد جذر "يوم" = ٥ورقم
٥هو عدد األيام األصلي إذ األيام أحد ١اثنين
٢ثالثاء ٣أربعاء ٤خميس ٥ثم يكون الجمعة
للجمع أي اجتماع وَج رد ومراجعة سائر األيام
والسبت للسبوت أي التوقف إلنهاء ما مضى
وإعادة إنشاء وتأسيس وإعداد جديد ()Set-up
وورود جذر "هدى" بأشكال مختلفة (ُه ًد ى -
ُه داها َ -ي هِد َ -ي هدون -يهتدون) مساويا
لجذر "يوم" يفيد داللة بين الُه دى واأليام
الخمسة التي تعبر عن الدنيا وهي سنوح
الفرصة للهداية بل كفالة األيام لها فيما هو
قبل يوم الجمع (الجمعة) فإذا ما جاء الجمع
فاتت الُف رص واستحال الُه دى ،ولعل من مثل
هذا ما كان يدعو النبي لقراءة السجدة فجر
يوم الجمعة ،وهو كذلك اليوم الذي ال تقوم
الساعة إال فيه
-عدد العمل ِض عف عدد ذكر العلم
-عدد الذي = عدد الذين = ٤
-عدد الناس = عدد اإلنسان = ١
-عدد هذا = عدد ذلك = ٢
-ورد نهي واحد فقط "فال تكن في مرية من
لقائه" واتصاله بالفاء يدل على حجية هذا
النهي للناهي بما سبق ذكره في السورة
-عدد الفعل األمر = ٥
-عدد الفعل الماضي = عدد الفعل المضارع =
٤٠تقريبا
-عدد الفعل المبني للمجهول = ٨وهي
نسبة ليست بالقليلة نسبة لحجم السورة
-حرف الجر "من" ضعف عدد حرف الجر "في"
بنسبة ٢٤:١٢مما يدل على معنى الفصل أكثر
من االندماج
-حرف الجر "الباء" ضعف عدد حرف الجر
"الالم" بنسبة ١٤:٧مما يدل على معنى
السببية أكثر من التعليل ،مما يدل على
انقضاء األمر محل التعليل ،فالتعليل يكون بعد
الشيء والسبب قبله
-وردت الم التعليل مرة واحدة في حين وردت
الم القسم ٦مرات
-حرف العطف "الفاء" ضعف عدد حرف
العطف "ثم" بنسبة ١٢:٦مما يدل على
السرعة ال التراخي
-عدد "ما" الموصولة = عدد "َم ن" الموصولة =
٤تقريبا
-عدد كاف الخطاب للجمع ضعف عدد كاف
الخطاب للمفرد تقريبا بنسبة ٧:٣
-ليس في السورة كلمات جذرها يبدأ بحرف
التاء أو الثاء
-الكلمات التي يبدأ جذرها بحرف (ز -ظ -غ -
ي) وردت مرة واحدة فقط
-الكلمات التي يبدأ جذرها بحرف العين هي
األكثر ورودا = ٢٤
-الكلمات التي تبدأ جذورها بحرف (ر -ك -ن)
كثيرة = ٢٢
-الكلمات التي تبدأ جذورها بحرف (ب -ح -د
-ذ -ش -ص -ض -ط -ل) قليلة تتراوح بين
٤-٢
-عدد الضمائر ٨٤( ١٢٩غائب بنسبة ٢٤ -
مخاطب ٢١ -متكلم) أي إن نسبة ضمير الغائب
وحده تتعدى ٪٦٥بينما تتساوى تقريبا نسبة
المخاطب والمتكلم إال إن المتكلم أقلها،
وفي السورة التفات من الغائب للمخاطب "بدأ
خلق االنسان من طين ثم سّو اه ونفخ (فيه)
من روحه وجعل (لكم) السمع واألبصار
واألفئدة" ،وهو التفات ينقل اإلنسان من
نطاق الخلق الطيني الجسدي إلى الخلق
السميع البصير العاقل عن طريق نفخ الروح،
حيث نقلت الروح اإلنسان من مرتبة سفلى
إلى مرتبة أعلى ،وبمجرد أن قال "نفخ فيه من
روحه" صار اإلنسان مؤهال أن يخاطب ال أن
ُي ذكر كغائب ،وهو ما يفيد أن الحياة تكون
بالروح التي هي من هللا وهي الوحي
والواعظ الذي بثه هللا في قلب اإلنسان
وليست النفس ،فالنفس إنسانية متغيرة اما
الروح فهي من هللا دائمة باقية بقاء هللا
ما عدا -ورد فعل كان ١١مرة كلها ماٍض
واحدة "فال تكن"
-عدد ضمائر النصب ١٨والجر ٥٠والرفع ٦١مما
يفيد تساوي نسبة ضمائر الفاعلية مع ضمائر
المفعولية تقريبا ،وهو ما يعطي انطباعا
بالسببية أي أن ما ُف ِع ل بالشيء هو من جراء
ما َف َع ل ،وأن الفعل الذي وقع بالمفعول من
جراء الفعل الذي فعله الفاعل _ حين كان
فاعال _ أي تساوي الفعل ورد الفعل
وارتباطهما ببعضهما البعض
-وردت "ال" ١١مرة كلها نافية إال واحدة
ناهية مما يفيد شيوع التقرير واالنقضاء
والحتمية ال الُح رية والتوجيه
-وردت "ما" في ٥أشكال من أشكالها (نافية
-مصدرية -موصولة -كافة -شرطية) ولم ترد
في ٥أشكال أخرى (تعجبية -زائدة -
استفهامية ُ -م بهمة -جازمة)
-وردت أْن إْن أَّن إَّن بجميع أشكالها ولكن
ليست لجميع اغراضها حيث وردت في ٦
أغراض (ناصبة -مصدرية -شرطية -توكيدية -
عاملة -مهملة) ولم ترد في ٣أغراض (زائدة
-تفسيرية -مخففة)
-وردت أدوات الشرط (إْن -إذا -لو -لّم ا -
ُك ّل ما) ولكل داللتها في موضعها
-ورد فعل "القول" ٧مرات ( ٢ماض ٢ -مضارع
٢ -أمر ١ -مصدر) في تناسق ُم رتب ُي عطي
انطباعا بالتمام واإلتمام
-عدد جذور ذوق = أمن = أرض = أيا "من
اآليات" = ٤فاآليات سبيل اإليمان واالطمئنان
في األرض من آمن بها ذاق بعض الحقيقة
فاطمأن بعض الشيء ومن لم يؤمن بها
تذوق من كل شيء وتحير في كل اتجاه فلم
يطمئن
-جذور وردت مرة واحدة في السورة (ريب -
فري -ستت -عرش -دبر -عرج -قدر -ألف -
سنه -عدد -غيب -شهد -عزز -رحم -حسن -
بدأ -أنس -طين -نسل -سلل -هون -نفخ -
روح -فئد -قلل -شكر -ضلل -جدد -وفي -
ملك -موت -وكل -نكس -رأس -مأل -جهم
-نوس -جمع -خلد -خرر -سجد -سبح -حمد
-جفو -جنب -ضجع -دعو -خوف -طمع -
رزق -نفق -خفي -قرر -عين -عود -كذب -
دنو -ظلم -نقم -أسي -مري -بنو -سري -
أمم -صبر -فصل -خلف -هلك -قرن -مشي
-سكن -سوق -جرز -زرع -أكل -نعم -صدق
-نفع)
-اسم هللا "العزيز" هكذا معرفا بأل ورد في
القرآن ٦٤مرة ،وورد في سورة السجدة مرة
واحدة ،هذه المرة هي رقم ٣٢من ضمن الـ
٦٤أي منتصف عدد االسم في القرآن تمام
مما يضفي على توجه السورة تركيز العزة
فيه ،والعزة المنعة والصعوبة
-السورة إحدى ٦سورة بدأت بـ "الم" وهي
(البقرة -آل عمران -العنكبوت -الروم -لقمان
-السجدة) وتبدأ الرعد بـ "المر" ،وهو ما
يعطي أهمية لهذه السور حيث تشترك في
استفتاحها مع البقرة وآل عمران
-السورة هي أول السور التي تبدأ بـ "تنزيل"
وهي (الزمر -غافر -فصلت -الجاثية) ولكن ما
بعد "تنزيل" يختلف:
السجدة" :تنزيل الكتاب" ال ريب فيه من رب
العالمين
الزمر" :تنزيل الكتاب" من هللا العزيز الحكيم
غافر" :تنزيل الكتاب" من هللا العزيز العليم
فصلت" :تنزيل" من الرحمن الرحيم "كتاب"
فصلت آياته
الجاثية" :تنزيل الكتاب" من هللا العزيز الحكيم
أي إن السجدة هي الوحيدة التي ذكرت عدم
الريب في هذا األمر فهي أوكدهم وأوثقهم
في إثباته ،وهي الوحيدة التي ذكرت بعد
التنزيل اسم هللا "رب العالمين" فهي أعمهم
وأشملهم
* عبارات مشتركة بين السجدة وسور أخرى
(مالحظة السياق الذي ُذ كرت فيه العبارة في
هذه السور يساعد في فهم المعنى العام
المشترك بين هذه السور وسورة السجدة،
ومالحظة االختالفات بين ما قبل هذه العبارة
وما بعدها في كل سورة يساعد على فهم
المعنى الخاص لسورة السجدة):
-عبارات وردت مرة واحدة في غير السجدة:
• جملة "في يوم كان مقداره" » المعارج
(خمسين ألف سنة) وفي السجدة (ألف سنة
مما تعدون)
• كلمة "مما تُع ّد ون" » الحج
• جملة "نعمل صالحا" » فاطر
• جملة "أفال تتذكرون" » األنعام (قالها
إبراهيم لقومه حين أراد أن يثبت أنهم الكافر
أحق بالخوف من المؤمن أي إن الكافر هو
الذي يجب أن يشعر بالخوف)
• كلمة "ُج ُر ز" » الكهف (صعيدا ُج ُر ًز ا)
• جذر "جفا" » الرعد (فأما الزبد فيذهب ُج فاًء )
• كلمة "ساللة" » المؤمنون
• فعل "وّك ل" » األنعام (وّك لنا) ولكن في
السجدة (ُو ّك ل) في صيغة الغائب المبني
للمجهول مما يفيد تمام التوكيل والمبالغة
فيه وهو ما يشعر بقوة ملك الموت من خالل
قوة توكيل هللا له وهو ما يعبر بدوره عن
حتمية الموت وقوة التزام الُم َو َّك ل بأمر
الُم َو ِّك ل
-عبارات وردت مرتين في غير السجدة:
• جملة "لتنذر قوما" » يس (ما انذر آباؤهم)
القصص (ما أتاهم من نذير من قبلك) كالتي
في السجدة
• جملة "ولي وال شفيع" » األنعام (وأنذر به
الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم
من دونه من ولي وال شفيع) األنعام (وذكر به
أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون
هللا ولي وال شفيع) فواحدة مع اإلنذار
واألخرى مع التذكير وكال الفعلين في سورة
السجدة (لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من
قبلك ..ما لكم من دونه من ولي وال شفيع
أفال تتذكرون)
• كلمة "مقدار" » الرعد ،المعارج
• جذر "نكس" » األنبياء ويس
• فعل "وَب َد أ" في الماضي » يوسف (فبدأ)
العنكبوت (كيف بدأ)
• جذر "سلل" » المؤمنون (ساللة) النور
(يتسللون) وكلمة يتسللون تساعد في فهم
معنى كلمة ساللة التي وردت في السجدة
والمؤمنون
• كلمة "مضاجع" » النساء (واهجروهّن في
المضاجع) آل عمران (قل لو كنتم في بيوتكم
لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم)
كلها تدل على مكان الراحة والمتعة واألمان
-عبارات وردت ٣مرات في غير السجدة:
• صفة "مهين" » الزخرف (مهين وال يكاد
يبين) القلم (حالف مهين) المرسالت (ماء
مهين) وهي التي تشبه آية السجدة
• جذر "نسل" » البقرة (وإذا تولى سعى في
األرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل)
األنبياء (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم
من كل حدب ينسلون) يس (ونفخ في الصور
فإذا هم من األجداث إلى ربهم ينسلون)
• كلمة "ألمألن" » األعراف (لمن تبعك منهم
ألمألن جهنم منكم أجمعين) هود (ألمألن
جهنم من الجنة والناس أجمعين) ص (ألمألن
جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين) كلها
يظهر فيها فكرة جمع الِج ّن مع اإلنس كلهم
أجمعين
• الفعل "يعرج" » سبأ ،الحديد ،الحجر
• كلمة "يدبر" » الرعد ،يونس (مرتين) ،كلها
يدبر "األمر"
-عبارات وردت ٤مرات في غير السجدة:
• كلمة "لتنذر" باختالف ما بعدها » األنعام
(أم القرى) الشورى (أم القرى) األعراف (به)
يس (قوما) القصص (قوما) وهما أشبهها
بالسجدة ال سيما القصص
• كلمة "ِم رَي ة" » هود (فال تُك في مرية منه)
هود (فال تُك في مرية مما يعبد هؤالء) الحج
(الذين كفروا في مرية منه) فصلت (إنهم في
مرية من لقاء ربهم) أي إن السجدة (فال تكن
في مرية من لقائه) تشترك مع هود في
النهي وتشترك مع فصلت في الموضوع محل
المراء وهو لقاء هللا
• جملة "أم يقولون افتراه" » هود (مرتين)،
يونس ،األحقاف ،كلها بعدها "قل" أمر من
هللا للنبي أن يرد عليهم إال التي في السجدة
تولى هللا نفسه الرد "بل هو الحق من ربك"
• كلمة "في يوم" باختالف صفة اليوم »
إبراهيم (عاصف) القمر (نحس مستمر) البلد
(ذي مسغبة) المعارج (كان مقداره خمسين
ألف سنة) وهي أشبههم بآية السجدة
-عبارات وردت ٥مرات في غير السجدة:
• جملة "السمع واألبصار" هكذا بإفراد السمع
وجمع األبصار مسبوقة بفعل (جعل) » النحل
(قبلها أخرجكم من بطون أمهاتكم ال تعلمون
شيئا وبعدها لعلكم تشكرون) الملك (قبلها
أنشأكم وبعدها قليال ما تشكرون) المؤمنون
(مسبوقة بفعل أنشا وبعدها قليال ما
تشكرون) وفي يونس ُذ كر السمع واألبصار
ولم ُت ذكر األفئدة (قبلها يرزقكم من السماء
واألرض وبعدها يخرج الحي من الميت ويخرج
الميت من الحي) بينما في السجدة (قبلها
سواه ونفخ فيه من روحه وبعدها قليال
تشكرون) أي إن السجدة تشترك مع المؤمنون
والملك في قلة شكر اإلنسان دون التركيز
على العالقة التعليلية بين السمع واألبصار
واألفئدة وبين الشكر كما تناولتها سورة
النحل ،كما اختصت السجدة بالتسوية ونفخ
الروح دون النشأة التي تناولتها المؤمنون
والملك وال اإلخراج الذي تناولته النحل
ويونس ،مما يفيد تركيز السجدة على مراحل
نهائية إتمامية معينة وليس على المراحل
األولية العامة كالنشأة واإلخراج ،وفي سورة
اإلسراء ورد "السمع والبصر والفؤاد" (قبلها ال
تْق ُف ما ليس لك به علم وبعدها كل أولئك
كان عنه مسئوال) بإفراد الجميع موافقة
لموقف المسئولية الذي يقتضي عدم
التعميم وإنما التخصيص حيث ُي سأل كٌّل عما
يُخ صه
• كلمة "لقاء ربهم" هكذا متصلة بضمير
الجمع الغائب » األنعام ،الروم ،فصلت ،وورد
في الكهف متصلة بضمير الغائب المفرد
(ربه) ،وفي الرعد متصلة بضمير الجمع
المخاطب (ربكم) ،وكلها مسبوقة بحرف الجر
(الباء) ماعدا فصلت مسبوقة بحرف الجر (من)
والكهف غير مسبوقة بحرف جر ،أي إن
أشبهها بالسجدة األنعام والروم
• الفعل "نعمل" هكذا بالجمع المتكلم
المضارع » األعراف (أو ُن رد فنعمل غير الذي كنا
نعمل) النحل (فألقوا السلم ما كنا نعمل من
سوء) فاطر (ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي
كنا نعمل) وهي أكثرهم تفصيال فالسجدة
ذكرت (صالحا) واألعراف ذكرت (غير الذي كنا
نعمل) أما النحل فجمعت بينهما ،إال إن
السجدة اختارت لفظ الرجوع ال الخروج وال الَّر ّد
-عبارات وردت ٦مرات في غير السجدة:
• جملة "ثم استوى على العرش" » األعراف
(قبلها خلق السماوات واألرض وبعدها
ُي غشي الليل النهار) يونس (قبلها خلق
السماوات واألرض وبعدها يدبر األمر) الرعد
(قبلها رفع السماوات وبعدها سخر الشمس
والقمر) الفرقان (قبلها خلق السماوات
واألرض وبعدها الرحمن فاسأل به خبيرا)
الحديد (قبلها خلق السماوات واألرض وبعدها
يعلم ما يلج في األرض) أما السجدة فقبلها
خلق السماوات واألرض وبعدها ما لكم من
دونه من ولي وال شفيع ،أي إن هذه الجملة
خاصة لهذه السورة ،وفي طه حدث تقديم
وتأخير فقال (على العرش استوى) وليس
(استوى على العرش) وكذلك حدث التقديم
والتأخير فيما قبلها (خلق األرض والسماوات
وليس السماوات واألرض)
• جملة "ولو ترى" » األنعام ( ٣مرات) سبأ
(مرتين) األنفال (مرة) ،تتشابه فيها السجدة
أكثر مع إحدى آيات سبأ ولكن السجدة تذكر
(المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم) وسبأ
(الظالمون موقوفون عند ربهم)
• كلمة "ستة أيام" » األعراف ،يونس،
الفرقان ،الحديد ،كلها بعدها (ثم استوى على
العرش) كالسجدة ،ما عدا هود (وكان عرشه
على الماء) ق (وما مسنا من لغوب)
-عبارات وردت ٧مرات في غير السجدة:
• كلمة "جديد" دائما مرتبطة بالخلق » الرعد
(في خلق جديد) سبأ (لفي خلق جديد)
إبراهيم (بخلق جديد) فاطر (بخلق جديد) ق
(من خلق جديد) اإلسراء (خلقا جديدا) اإلسراء
(خلقا جديدا) ،أي أكثرهم تشابها مع السجدة
الرعد وسبأ
-عبارات وردت ٨مرات في غير السجدة:
• "لعلهم يهتدون" » األنبياء ،المؤمنون (في
صيغة الغائب كالسجدة) ووردت في صيغة
المخاطب (لعلكم تهتدون) في البقرة
(مرتين) ،آل عمران ،األعراف ،النحل ،الزخرف،
-عبارات وردت ٩مرات في غير السجدة:
• "سّو ى" ورد في السجدة ماضيا متصال
بضمير الغائب المفرد المذكر (سّو اه) وهو
اإلنسان » وورد متصال بالغائب المؤنث
(سّو اها) البقرة (وهي السماء) النازعات
(السماء) الشمس (النفس) الشمس (هالك
ثمود) وورد متصال بكاف الخطاب (سّو اك)
وهو اإلنسان في الكهف (اإلنسان) االنفطار
(اإلنسان) وورد بغير ضمير في القيامة
واألعلى ،وورد مضارعا مبنيا للمجهول في
النساء يعود على (األرض)
• جملة "عالم الغيب والشهادة" باختالف
األسماء بعدها » الرعد (الكبير المتعال)
األنعام (الحكيم الخبير) التغابن (العزيز الحكيم)
الحشر (الرحمن الرحيم) المؤمنون (تعالى عما
يشركون) الجمعة (فينبئكم بما كنتم تعملون)
الزمر (تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه
يختلفون) التوبة مرتين كالهما (فينبئكم بما
كنتم تعملون) أي إن السجدة (العزيز الرحيم)
تشترك مع التغابن في االسم األول ومع
الحشر في االسم الثاني
• جملة "قليال ما" » الحاقة مرتين (تؤمنون -
تذّك رون) األعراف مرتين (تذّك رون -تشكرون)
البقرة (يؤمنون) النمل (تذّك رون) غافر
(تتذكرون) المؤمنون (تشكرون) األعراف
(تشكرون) الملك (تشكرون) ،أي مرة واحدة
(تؤمنون) مرة واحدة (يؤمنون) مرة واحدة
(تتذكرون) ٣مرات (تذّك رون) ٥مرات
(تشكرون) منها السجدة ،مما يفيد المبالغة
في قلة الشكر في المرتبة األولى ثم قلة
التذكر من بعده ثم قلة اإليمان من بعدهما،
أي إن قلة الشكر تؤدي إلى قلة التذكر أي
النسيان مما يؤدي إلى قلة اإليمان ،مما
يتفق مع توجه السورة الذي يجعل النسيان
سببا في هالك الكافرين "فذوقوا بما نسيتم
لقاء يومكم هذا" كما يجعل التذُّك ر سببا في
نجاة المؤمنين "إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا
ُذ كروا بها خروا ُس ّج دا" ،فيكون دوام الشكر
سبيال لدوام التذُّك ر وقلة الشكر سبيال
للنسيان
-عبارات وردت ١٠مرات في غير السجدة:
• "رءوس" بالجمع وردت في السجدة متعلقة
بفعل (نكس) » البقرة (حلق) البقرة (المال)
المائدة (مسح) اإلسراء (أنغض) إبراهيم (أقنع)
األنبياء (نكس) الحج (صَّب ) الصافات
(الشياطين) الفتح (حّل ق) المنافقون (َل َّو ى) أي
هناك تشارك بينها وبين األنبياء في هذا
واختصاص لهما عن غيرهما
• كلمة "هو الحق" » الحج (مرتين) ،البقرة،
األنعام ،األنفال ،النور ،لقمان ،سبأ ،فاطر،
محمد
• كلمة "أئنا" باختالف ما بعدها » اإلسراء
(لمبعوثون) اإلسراء (لمبعوثون) المؤمنون
(لمبعوثون) الواقعة (لمبعوثون) الصافات
(لمبعوثون) الصافات (لمدينون) الصافات
(لتاركو آلهتنا) النمل (لمخرجون) النازعات
(لمردودون) الرعد (لفي خلق جديد) وهي
التي تشبه آية السجدة ،وكلهم يثبتون
التساؤل المستمر عن موثوقية البعث ،أي إن
األمر يراود نفوسهم بالفعل فهم رغم كفرهم
به ال يتساءلون عن وقوعه وإنما عن تأكيد
وقوعه ،ولكن السجدة والرعد كلتاهما لم تختر
لفظ البعث أو الدين أو اإلخراج أو الَّر د وإنما
(خلق جديد)
-عبارات وردت ١١مرة في غير السجدة:
• كلمة "أئذا" » الرعد ،مريم ،المؤمنون ،النمل،
ق ،الواقعة ،النازعات ،اإلسراء (مرتين)،
الصافات (مرتين)
• كلمة "طين" » آل عمران ،المائدة ،األنعام،
األعراف ،اإلسراء ،المؤمنون ،القصص،
الصافات ،الذاريات ،ص(مرتين)
-عبارات وردت ١٢مرة في غير السجدة:
• "العزيز الرحيم" هكذا مًع ا باختالف ما قبلها
» ٩مرات في الشعراء مما يقوي مدى
أهميتها في فهم هذين االسمين مًع ا منها
مرة يسبقها معنى (التوكل) الروم (النصر)
يس (التنزيل) الدخان (الرحمة) بينما في
السجدة (عالم الغيب والشهادة) مما يخصص
معنى العزة هنا لعلمه ال نصره أو تنزيله أو
رحمته أو التوكل عليه أو غير ذلك
-عبارات وردت ١٣مرة غير السجدة:
• جملة "ال ريب فيه" » ٦منها في (يوم
الجمع) آل عمران (مرتين) ،النساء ،األنعام،
الشورى ،الجاثية ،و ٤منها في (الساعة)
الكهف ،الحج ،غافر ،الشورى ،وواحدة في
(األجل) اإلسراء ،و ٢منها في (الكتاب) البقرة،
يونس ،وهما كالتي في السجدة ،ومنها
كلها يتضح ارتباط الكتاب واألجل والساعة
والجمع ،وهو ما يظهر كله جليا في سورة
السجدة فالموت الذي هو الموضوع األول
لسورة السجدة هو األجل المكتوب والكتاب
المؤجل وأول منازل اآلخرة وحقيقة حتمية
على الخلق أجمعين وكل من مات قامت
قيامته وساعته ثم ُي جمع الجميع ليوم الجمع
-عبارات وردت ١٩مرة في غير السجدة:
• الفعل "نفخ" باختالف المنفوخ فيه » آل
عمران (الطين) المائدة (الطين) األنعام
(الصور) الحجر (الطين) طه (الصور) األنبياء
(الفرج) المؤمنون (الصور) النمل (الصور) يس
(الصور) ص (الطين) الزمر (الصور) ق (الصور)
التحريم (الفرج) الحاقة (الصور) النبأ (الصور)
الكهف (مرتين) مرة (الصور) ومرة (التسوية
بين شيئين منفرجين) ومما سبق يتضح ارتباط
النفخ ببدء الخلق (الطين وإعادته (الصور) كما
يتضح ارتباطه بتسوية األشياء وألم فروجها
فطالما ُي سبق النفُخ بتسوية كالتي في
السجدة "سّو اه ونفخ فيه من روحه"
-جميع ما سبق من أمثلة محاولة مبدأية
لتحديد توجه السورة من خالل الكلمات