You are on page 1of 21

‫‪1‬‬

‫جامعة صفوة‬
‫كلية العلوم الشرعية والعربية‬
‫مادة التربية والسلوك‬
‫الفرقة الثانية‬
‫المحاضرة السابعة‬
‫من كتاب «البداية في علم الرقائق»‬
‫شرح الشيخ‪ /‬وحيد بن عبد السالم‬
‫🔘🔘🔘🔘🔘🔘🔘🔘‬

‫ّللا الرحمن الرحيم‬


‫بسم ٰ‬
‫ّللا ورسوله محمد وعلى آله‬
‫الحمد ّٰلل رب العالمين‪ ،‬وأصلي وأسلم على عبد ٰ‬
‫وأصحابه أجمعين‪.‬‬
‫ً‬
‫أهل ومرحبًا بكم أيها الفضلء األجلء مع هذا الدرس الجديد من شرح‬
‫كتاب‪« :‬البداية في علم الرقائق»‪.‬‬

‫ونحن ما زلنا في الفصل األول‪« :‬تحقيق الشهادتين وثمرته في القلب»‬

‫الضابط الثالث‪:‬‬
‫[[ اإليمان له طعم وحلوة يجدها من أتى بشروطها ]]‪.‬‬
‫سوف نتكلم في هذه المحاضرة عن عدة عناصر‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬هل اإليمان له طعم‪ ،‬وما هو طعمه؟‬
‫ثانيًا‪ :‬الذوق ودرجاته‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬الرضا حقيقته وثمراته‪.‬‬
‫ّللا له‪.‬‬
‫باّلل متوكلين عليه في شرح كلم المصنف غفر ٰ‬
‫نبدأ مستعينين ٰ‬

‫اإليمان له طعم‬

‫السؤال‪ :‬هل اإليمان له طعم ً‬


‫فعل؟‬
‫الجواب‪ :‬نعم‪.‬‬

‫ما الدليل على ذلك؟‬


‫الدليل‪ :‬ما رواه مسلم في صحيحه‪ ،‬أن النبي ﷺ قال‪” :‬ذاق طعم اإليمان‬
‫ً‬
‫رسول“‪.‬‬ ‫باّلل ربا‪ ،‬وباإلسلم دي ًنا‪ ،‬وبمحمد ﷺ‬
‫من رضي ٰ‬
‫‪ -‬إذن هذا الحديث يدل على أن اإليمان له طعم وأنه يذاق‪ ،‬ذاق طعم اإليمان‪.‬‬

‫السؤال‪ :‬ما هو هذا الطعم؟‬


‫‪ -‬فالطعُوم في الدنيا أربعة‪:‬‬
‫⇦ حلو‪،‬‬
‫⇦ ومر‪،‬‬
‫⇦ ومالح‪،‬‬
‫⇦ وحامض‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫فما هو طعم اإليمان؟ هل طعم اإليمان حامض‪ ،‬أم مر‪ ،‬أم ملح‪ ،‬أم حلو؟‬
‫ننظر‪:‬‬
‫في الصحيحين يقول النبي ﷺ‪” :‬ثلث من كن فيه وجد حلوة اإليمان“‪،‬‬
‫وجد ماذا؟ حلوة اإليمان‪،‬‬
‫✘ لم يقل وجد مرارة اإليمان‪،‬‬
‫✘ ول ملوحة اإليمان‪،‬‬
‫✘ ول حموضة اإليمان‪،‬‬
‫✓ حلوة اإليمان‪.‬‬

‫إذن حديث صحيح مسلم يدل على أن له طعم وأن اإليمان يُذاق‪.‬‬

‫وحديث الصحيحين يدل على أن طعمه حلو‪” :‬ثلث من كن فيه وجد‬


‫ّللا ورسوله أحب إليه ممن سواهما‪ ،‬وأن يحب‬ ‫حلوة اإليمان‪ ،‬أن يكون ٰ‬
‫ّللا منه‪ ،‬كما‬
‫المرء ل يحبه إل ّٰلل‪ ،‬وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه ٰ‬
‫يكره أن يقذف في النار“‪.‬‬

‫إذا كان اإليمان له طعم وأنه يذاق‪ ،‬تعالوا معنا لننتقل إلى المذاق‪:‬‬
‫‪4‬‬

‫مذاق طعم اإليمان‬


‫ما يسميه العلماء الذوق‪.‬‬

‫ما هو الذوق؟‬
‫الذوق‪ :‬مباشرة الحاسة الظاهرة والباطنة للشيء الموافق والمخالف‪.‬‬
‫أي‪ :‬أن اإلنسان قد يتذوق بلسانه شيئًا‪،‬‬
‫موافقًا⇇ أي‪ً :‬‬
‫حلوا‬
‫أو مخالفًا⇇أي‪ً :‬‬
‫مرا‪.‬‬
‫‪ -‬فهذا يسمى في اللغة‪ :‬ذوقًا‪،‬‬

‫وهذا الذوق ل يختص بالفم بل كل جارحة لها ذوق‪.‬‬


‫‪ -‬فاللسان له ذوق‪ :‬وهو الطعوم‪.‬‬
‫‪ -‬واألذن لها ذوق‪ :‬تستلذه‪ ،‬وهو األصوات الندية‪ ،‬وتنفر من األصوات عكس‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬واألنف له ذوق‪ :‬وهو الروائح الزكية‪ ،‬وينفر من ضدها‪.‬‬
‫‪ -‬والقلب له ذوق‪ :‬يجد هذا الذوق اإلنسان حينما يشعر بالسعادة والفرحة‪،‬‬
‫فالقلب يذوق ويتذوق ويجد‪.‬‬

‫‪" -‬ذاق طعم اإليمان"‪ :‬أي‪ :‬ذاق القلب حلوة اإليمان وسعادته ولذته ومتعته‬
‫‪” -‬ثلث من كن فيه وجد حلوة اإليمان“‬
‫‪5‬‬

‫وفي رواية مسلم‪” :‬ثلث من كن فيه وجد بهن حلوة اإليمان“‬


‫‪ -‬الوجد أي‪ :‬أن يجد اإلنسان أثر الطاعة في قلبه سعادة ً ومتعةً ولذة‪.‬‬

‫ولذلك اعلموا أيها األحباب أن العباد على قسمين‪:‬‬


‫‪ -‬عابد مؤد لعبادته‪،‬‬
‫‪ -‬وعابد محب‪.‬‬

‫فالعابد المؤدي‪ :‬عابد يؤدي العبادة ولكنه ل يشعر بكمال لذتها‬


‫وحلوتها‪ ،‬لنشغاله أثناء العبادة‪ ،‬أو لغفلته‪ ،‬أو نحو ذلك فهو عابد مؤد‪.‬‬
‫والعابد المحب‪ :‬يستمتع بالعبادة‪ ،‬ويتمتع بها‪.‬‬
‫فالعابد مؤد‪ ،‬والمحب متمتع‪.‬‬

‫ولذلك يقول الحبيب ﷺ‪” :‬جعلت قرة عيني في الصلة“‬


‫ألنه كان يستمتع بالصلة ويقول‪” :‬أرحنا بها يا بلل“‪ ،‬أي‪ :‬بالصلة أرحنا‬
‫بها يا بلل أرح قلوبنا متعنا بها‪.‬‬

‫ويقول ﷺ‪” :‬أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني“‪.‬‬


‫يبيت يقيم الليل فيستمتع ألذ من متعة اآلكل الشارب‪ ،‬فإنه يتقوى بالعبادة مثلما‬
‫يتقوى اإلنسان بالطعام والشراب‪.‬‬

‫‪ -‬ولذلك ينبغي أن تجاهد نفسك في العبادة حتى تصل إلى عبادة المحب الذي‬
‫يستمتع بالعبادة أثناء أدائها‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫⇦ يستمتع بالصلة‪،‬‬
‫⇦ يستمتع بتلوة القرآن‪،‬‬
‫⇦ يستمتع بالصيام‪،‬‬
‫⇦ يستمتع بالذكر‪،‬‬
‫⇦ يستمتع بفعل الخير للناس‪،‬‬
‫⇦ يستمتع بمساعدة الضعفاء‪،‬‬
‫⇦ يستمتع بصلة الرحم‪،‬‬
‫⇦ يستمتع ببر الوالدين‪،‬‬
‫⇦ يستمتع بكل طاعة يتقرب بها إلى هللا جل وعل‪.‬‬

‫هذا التذوق على درجات أربع‪:‬‬


‫⑴ الدرجة األولى‪ :‬ذوق التصديق‪.‬‬
‫⑵الدرجة الثانية‪ :‬ذوق القرب بعد البعد‪.‬‬
‫⑶ الدرجة الثالثة‪ :‬ذوق حلوة الطاعة‪.‬‬
‫باّلل‪.‬‬
‫⑷ الدرجة الرابعة‪ :‬ذوق األنس ٰ‬

‫ذوق التصديق‬
‫ما هو؟‬
‫ّللا جل وعل لإلسلم‪ ،‬أول ما يدخل في اإلسلم‬
‫كافرا هداه ٰ‬
‫ً‬ ‫لو أن إنسانا‬
‫سيشعر بلذة وحلوة‪ ،‬ويذوق حلوة التصديق باهلل وبرسوله ﷺ‪،‬‬
‫‪7‬‬

‫اسمع إلى ثمامة بن أثال حينما أعلن إسلمه ماذا قال للنبي ﷺ‪” :‬قال يا‬
‫وّللا إنك ل ُكنت أبغض الناس‬
‫ّللا ٰ‬
‫رسول ٰ‬

‫ّللا كان دينك أبغض األديان إلي‪،‬‬


‫إلي‪ ،‬واآلن أنت أحب الناس إلي‪ ،‬يا رسول ٰ‬
‫واآلن دينك أحب األديان إلي‪ ،‬يا رسول هللا كانت مدينتك أبغض البلد إلي‬
‫واآلن أصبحت أحب البلد إلي“‪.‬‬
‫(ذوق التصديق)‬

‫أحد الناس كان يعمل موظفًا‬


‫رجل غنيًا‪ ،‬وكان كلما مر‬‫ً‬ ‫في شركة أوروبية صاحبها غير مسلم ولكنه كان‬
‫على هذا الموظف المسلم ما بين الموظفين يجده مبتس ًما‪،‬‬
‫فاستدعاه يو ًما إلى مكتبه وقال له‪ :‬عجبًا لك أنت مع فقرك وحاجتك أجدك‬
‫مسرورا سعيدًا دائ ًما‪ ،‬وأنا مع كثرة أموالي وتمتعي وأسافر في أي مكان‬
‫ً‬
‫شئت‪ ،‬وآكل ما شئت وألبس ما شئت‪ ،‬ل أجد عندي هذه السعادة‪ ،‬هل تتناول‬
‫دواء يجعلك سعيدًا دائما؟‬
‫قال المسلم‪ :‬ل‪.‬‬
‫قال‪ :‬إذن ما سر هذه السعادة؟‬
‫قال‪ :‬ألنني مسلم‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقط‪.‬‬
‫قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫ألن رسول اإلسلم ﷺ يقول‪” :‬عجبًا ألمر المؤمن إن أمره كله له خير‪ ،‬إن‬
‫خيرا له‪،‬‬
‫خيرا له‪ ،‬وإن أصابته ضراء صبر فكان ً‬ ‫أصابته سراء شكر فكان ً‬
‫وليس ذلك ألحد إل للمؤمن“‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫ّللا أكبر‪.‬‬
‫ٰ‬
‫أي‪ :‬أن المؤمن سعيد دائ ًما راض دائ ًما‪،‬‬
‫⇚ إن أصابته سراء (أمر يسره) شكر ربه وسعد‪،‬‬
‫ضا ألنه ينتظر األجر على‬
‫⇚ وإن أصابه أمر يضره رضي بذلك وسعد أي ً‬
‫الصبر على هذا البلء في اآلخرة‪.‬‬
‫فقال له هذا الرجل غير المسلم‪ :‬إذا دخلت في دينكم أشعر بالسعادة هذه؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫قال‪ :‬ماذا أصنع؟‬
‫قال‪ :‬فقط تنطق بكلمتين بهما تدخل اإلسلم‪.‬‬
‫قال‪ :‬ماذا أقول؟‬
‫ضا باإلنجليزية‪.‬‬
‫قال‪ :‬قل خلفي بالعربية وقلها أي ً‬
‫فقال‪ :‬قل‪.‬‬
‫ّللا وأشهد أن محمدًا رسول هللا‪،‬‬
‫فقال‪ :‬خلفه أشهد أن ل إله إل ٰ‬
‫ثم كررها باإلنجليزية‪ ،‬فإذا بهذا الرجل ينفجر في البكاء فتركه المسلم حتى‬
‫انتهى من بكائه‪،‬‬
‫ثم سأله‪ :‬لماذا بكيت؟‬
‫قال‪ :‬عجبًا لهذه الكلمة حينما نطقت بها شعرت بسعادة في قلبي ما شعرت بها‬
‫قبل ذلك قط‪ ،‬هذه الكلمة فيها سر؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬ل إله إل هللا مفتاح الجنة‪ ،‬ل إله إل هللا تربط القلب بالسماء‪ ،‬ل إله‬
‫إل هللا أدخلتك في دين اإلسلم‪ ،‬أصبحت مسل ًما أصبحت مؤم ًنا‪ ،‬أصبحت من‬
‫األمة المرحومة‪ ،‬من أمة محمد ﷺ‪.‬‬
‫هذا النوع األول ذوق التصديق‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫النوع الثاني من أنواع الذوق‪:‬‬


‫ذوق القرب بعد البعد‬

‫إذا كان اإلنسان مسل ًما لكنه ابتعد عن طريق هللا‪ ،‬وارتكب الذنوب‬
‫والمعاصي‪ ،‬ثم هداه هللا يو ًما فتاب وأناب إلى هللا‪ ،‬يشعر بحلوة وبسعادة‪،‬‬
‫ألنه عاد إلى ربه‪ ،‬عاد العبد اآلبق العاصي الهارب إلى سيده‪ ،‬عاد إلى‬
‫حظيرة الطاعة‪ ،‬فيشعر بحلوة التوبة‪ ،‬وهللا جل وعل يفرح بعبده إذا تاب‬
‫إليه‪ ،‬هللا أكبر‪.‬‬
‫ولذلك ينبغي لإلنسان أن يكثر من الستغفار والتوبة دائ ًما‪.‬‬

‫قال تعالى‪َ { :‬يا أ َ ُّي َها الَّذينَ آ َمنُوا تُوبُوا إلَى َّ‬
‫ّللا ت َْو َبةً َّن ُ‬
‫صو ًحا} [التحريم‪:‬‬
‫‪،]٨‬‬
‫يا أيها الذين آمنوا‪ ،‬لم يقل يا أيها الذين فسقوا وعصوا‪ ،‬توبوا وهذا يدل على‬
‫أن المؤمن في حاجة إلى التوبة دائ ًما‪.‬‬

‫ّللا َجمي ًعا أ َ ُّيهَ ْال ُمؤْ منُون لَ َعلَّ ُكم تُ ْفل ُحونَ }َ [النور‪:‬‬
‫وقال تعالى‪َ { :‬وتُوبُوا إلَى َّ‬
‫‪،]٣١‬‬
‫لم يقل أيها العاصون‪ ،‬أي أن المؤمن في حاجة إلى التوبة‬
‫إما توبةً من ذنب اقترفه غلبته نفسه‪.‬‬
‫وإما توبةً من طاعة فعلها ولم يؤدِّها على وجهها‪.‬‬
‫أو طاعة قصر فيها‪،‬‬
‫‪10‬‬

‫فنحن كلنا في حاجة إلى الستغفار والتوبة‪.‬‬


‫أو توبة من نعمة لم يؤ ِّد شكرها‪ ،‬وكلنا نتقلب في نعم هللا جل وعل‪.‬‬

‫القسم الثالث من الذوق‪:‬‬


‫ذوق حلوة الطاعة‬

‫أخي الكريم إن هللا عز وجل شاكر وشكور‪ ،‬يشكر لعبده الطاعة‪ ،‬ويذيقه‬
‫لذتها في الدنيا‪ ،‬ويلبسه لباسها بين الناس‪ ،‬ويسدل على وجهه نور الطاعة‪،‬‬
‫كل ذلك قبل يوم القيامة‪.‬‬

‫قم من الليل فص ِّل هلل ركعتين‪ ،‬أطل في الركوع والسجود‪ ،‬وأطل في‬
‫القيام‪ ،‬بعد ما تنصرف ماذا تشعر في قلبك؟‬
‫تشعر بحلوة ولذة‪ .‬إنها حلوة الطاعة‪.‬‬

‫اذهب إلى صلة الفجر‪ ،‬فص ِّل الفجر‪ ،‬ثم انتظر في المسجد‪ ،‬تقرأ القرآن‬
‫وتذكر هللا حتى تطلع الشمس‪.‬‬
‫بعد ارتفاعها بعشر دقائق صل ركعتي الضحى‪ ،‬اخرج من المسجد تنسم نسيم‬
‫الصباح‪،‬‬
‫ماذا تشعر في قلبك؟ بماذا تشعر في صدرك؟‬
‫هللا‪ ،‬أشعر بلذة‪ ،‬أشعر بحلوة كنت أفتقدها‪ ،‬إنها حلوة اإليمان‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫ضع في جيبك مبلغًا من المال واذهب إلى فقير أو مسكين وضعه في‬
‫يده‪ ،‬أو اطرق بابه واعطه شيئًا وارجع‪،‬‬
‫بماذا تشعر في نفسك؟‬
‫تشعر بحلوة‪ ،‬بفرحة‪ ،‬إنها حلوة اإليمان‪.‬‬

‫توضأ يو ًما واجلس وافتح كتاب هللا ورتل وتفكر وتدبر نصف ساعة أو‬
‫ساعة‪ ،‬ثم أغلق كتاب هللا وانظر‪،‬‬
‫ماذا تشعر في نفسك؟‬
‫بحلوة بلذة‪ ،‬إنها حلوة اإليمان‪.‬‬

‫توضأ يو ًما واجلس وحدك في بيتك ارفع يديك‪ ،‬ادعُ ربك وظل ادعُ‬
‫وادعُ وتضرع‪ ،‬عشر دقائق ربع ساعة نصف ساعة‪ ،‬ثم انظر‬
‫بماذا تشعر؟‬
‫تشعر بحلوة بلذة‪ ،‬إنها حلوة اإليمان‪ ،‬نعم حلوة الطاعة‪.‬‬

‫القسم الرابع من الذوق‪:‬‬


‫ذوق األنس باهلل‬

‫إن العبد إذا ذاق األنس باهلل سبحانه وتعالى جد في طاعته‪ ،‬واجتهد في‬
‫مرضاته‪ ،‬فل يتعلق إل باهلل‪ ،‬ول يشغل نفسه إل باهلل‪ ،‬ول يشغله‬
‫‪12‬‬

‫عن سيره إلى هللا شاغل‪ ،‬فترى القلب محبًا هلل تبارك وتعالى‪ ،‬ألنه ذاق طعم‬
‫المناجاة‪ ،‬ومحبة هللا‪ ،‬وذاق القرب من هللا جل وعل‪ ،‬حتى ظل القلب يخاطب‬
‫ربه ويعتذر إليه‪ ،‬ويتملقه تارة‪ ،‬ويثني عليه تارة‪ ،‬ويسبحه تارة‪ ،‬ويعظمه‬
‫تارة‪ ،‬فيظل القلب ناطقًا وإن كان اللسان صامتًا‪.‬‬

‫ولكن من يصل إلى هذه الدرجة؟‬


‫ّللا ذُو ْالفَضْل ْال َعظيم (‪[ })4‬الجمعة]‪،‬‬ ‫{ذَل َك فَ ْ‬
‫ض ُل َّ‬
‫ّللا يُؤْ تيه َمن َيشَا ُء َو َّ ُ‬
‫اللهم اجعلنا من هؤلء‪ ،‬اللهم ارزقنا محبتك‪ ،‬وأذقنا حلوة طاعتك‪ ،‬واجعلنا‬
‫ممن يتحرك قلبه بشكرك وذكرك دائ ًما‪ ،‬واجعلنا ممن ل يفتر لسانه عن‬
‫ذكرك وشكرك والثناء عليك‪ ،‬واجعلنا جميعا من أوليائك الصالحين‪ ،‬آمين‬
‫يارب العالمين‪.‬‬

‫أيها اإلخوة الفضلء اإليمان له طعم يجده من أتى بشروطه‪.‬‬


‫ما هي شروطه؟‬
‫روى مسلم في صحيحه أن النبي ﷺ قال‪" :‬ذاق طعم اإليمان من رضي‬
‫ً‬
‫رسول"‪.‬‬ ‫باهلل ربا وباإلسلم دينا وبمحمد ﷺ‬
‫الرضا‪ ،‬إذن من يذوق طعم اإليمان؟‬
‫من يرضى‪.‬‬

‫ومقامات الرضا تدور على أربعة أمور‪:‬‬


‫‪ -‬الرضا باهلل ربًا‪.‬‬
‫‪ -‬الرضا باهلل إل ًها‪.‬‬
‫‪13‬‬

‫‪ -‬الرضا برسول هللا ﷺ قدوة ً‪.‬‬


‫‪ -‬الرضا بدين اإلسلم دي ًنا‪.‬‬

‫فالرضا باهلل ربًا‪:‬‬


‫يتضمن الرضا بتدبير هللا لعبده‪ ،‬ويتضمن إفراد هللا جل وعل بالتوكل عليه‪،‬‬
‫والستعانة به‪ ،‬والثقة به‪ ،‬والعتماد عليه‪ ،‬والرضا بكل ما يفعله‪.‬‬

‫أما الرضا باهلل إل ًها‪:‬‬


‫يتضمن الرضا بمحبة هللا وحده‪ ،‬وخوفه‪ ،‬ورجائه‪ ،‬واإلنابة إليه‪ ،‬والتبتل إليه‪.‬‬

‫والرضا باهلل معبودًا‪:‬‬


‫فل يعبد إل هللا‪ ،‬ول يتوكل إل على هللا‪ ،‬ول يرجو إل هللا‪ ،‬ول يخضع إل هلل‪،‬‬
‫ول يذل إل هلل‪ ،‬ول يطلب إل من هللا‪ ،‬ول يعلق قلبه إل باهلل‪ ،‬فهو يعلم أن‬
‫كل شيء أصابه من هللا‪ ،‬وأن كل شيء يجب أن يطلبه من هللا‪ ،‬فاهلل موله‬
‫وهللا معبوده‪ ،‬فل يعبد إل هللا‪.‬‬
‫الرضا باهلل إل ًها أي معبودًا فل يخلص العبادة ول يصرفها إل إلى هللا‪.‬‬

‫ضا يتضمن رضا العبد بما يقدره هللا عليه‪ ،‬سواء كان المقدور مستلذًا‬ ‫وأي ً‬
‫عندك‪ ،‬أو مؤلما ً لديك‪ ،‬فقد يقدر هللا لك الغنى والصحة‪ ،‬وقد يقدر هللا لك الفقر‬
‫أو المرض‪ ،‬كل ذلك ترضى به‪.‬‬
‫‪14‬‬

‫خيرا له‪ ،‬وإن‬


‫إن أصابته سراء شكر‪ ،‬علم أنه من هللا فشكر هللا وحده‪ ،‬فكان ً‬
‫أصابته ضراء صبر‪ ،‬علم أنه من هللا وأنه سيجزيه عليه الجزاء األوفى صبر‬
‫خيرا له‪.‬‬
‫فكان ً‬

‫والركن الثالث من أركان الرضا‪:‬‬


‫ً‬
‫رسول وقدوة ً‪:‬‬ ‫الرضا بمحمد ﷺ‬
‫فل يتلقى أخلقه إل من رسول هللا‪ ،‬ول يتلقى آدابه إل من رسول هللا‪ ،‬ول‬
‫يتلقى أحكامه إل من رسول هللا‪.‬‬
‫ً‬
‫رسول وقدوةً‪ ،‬فهو‬ ‫‪ -‬إذن هذا اإلنسان رضي باهلل ربًا وإل ًها‪ ،‬وبمحمد ﷺ‬
‫يقتدي برسول هللا في كل شؤونه‪.‬‬

‫الركن الرابع‪:‬‬
‫الرضا باإلسلم دي ًنا‪:‬‬
‫وهذا يتضمن أن يرضى بأحكام هللا وأمره ونهيه كل الرضا‪ ،‬وأن يقبل شرع‬
‫هللا بصدر منشرح‪ ،‬ل يجد في صدره شيئًا من أحكام هللا ودينه‪،‬‬

‫ش َج َر َب ْي َن ُه ْم ثُ َّم َل‬ ‫قال تعالى‪{ :‬فل َو َر ِّب َك َل يُؤْ منُونَ َحتَّى يُ َح ِّك ُم َ‬
‫وك في َما َ‬
‫سلِّ ُموا تسليما} [النساء‪،]٦٥ :‬‬ ‫ْت َويُ َ‬
‫ضي َ‬‫َيجدُوا في أَنفُسه ْم َح َر ًجا ِّم َّما قَ َ‬

‫فإذا وصل اإلنسان إلى الرضا ماذا يُثمر الرضا في قلب اإلنسان؟‬
‫‪15‬‬

‫ثمرات الرضا‪:‬‬
‫يُثمر عشرة ثمار‪:‬‬

‫ً‬
‫أول‪ :‬الرضا يُثمر التوكل وتفويض األمور كلها لل‪..‬‬
‫ثانيًا‪ :‬رضا العبد عن هللا من نتائج رضا هللا عنه‪ ،‬ألن هللا قَبل من العبد‬
‫رضاه وأرضاه ورضي عنه‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬الرضا يفتح للعبد باب السلمة‪ ،‬فيجعل قلبه سلي ًما نقيًا من الغش‬
‫والدغل والغل‪ ،‬ول ينجو يوم القيامة من عذاب هللا‪ ،‬إل من أتى هللا بقلب‬
‫سليم‪.‬‬
‫ّللا بقَ ْلب َ‬
‫سليم (‪})٨٩‬‬ ‫{ َي ْو َم َل َينفَ ُع َمال َو َل َبنُونَ (‪ )٨٨‬إ َّل َم ْن أَتَى َّ َ‬
‫[الشعراء]‬

‫رابعًا‪ :‬الرضا عن الرب عز وجل في جميع الحالت‪ ،‬يُثبت األقدام في‬


‫مقام العبودية‪ ،‬ويفتح على العبد باب السعادة والطاعة‪.‬‬

‫سا‪ :‬الرضا بقضاء هللا يوجب له السعادة‪ ،‬والتسخط على القضاء من‬
‫خام ً‬
‫أسباب الشقاوة‪.‬‬

‫سا‪ :‬الرضا يوجب للعبد أل يندم على ما فاته ول يفرح بما أتاه‪.‬‬
‫ساد ً‬
‫علَى َما فَاتَ ُك ْم َو َل تَ ْف َر ُحوا ب َما آتَا ُك ْم ۗ } [الحديد‪]٢٣ :‬‬ ‫{لِّ َكي َْل تَأ ْ َ‬
‫س ْوا َ‬
‫‪16‬‬

‫ُفرغ القلب من هللا‪،‬‬


‫ُفرغ القلب هلل‪ ،‬ألن السخط ي ِّ‬
‫سابعًا‪ :‬والرضا بالقدر ي ِّ‬
‫غنى وأم ًنا وقناعةً‪ ،‬وفرغ قلبه‬
‫ً‬ ‫ومن مأل قلبه من الرضا بالقدر‪ ،‬مأل صدره‬
‫لمحبة هللا‪.‬‬

‫ثام ًنا‪ :‬الرضا يُثمر الشكر الذي هو أعلى مقامات اإليمان‪ ،‬وينفي عنك‬
‫آفات الحرص على الدنيا‪.‬‬

‫فالراضي هواه تب ًعا لمراد‬


‫تاس ًعا‪ :‬الرضا يخرج ال ِّهوى من قلب المؤمن‪َ ،‬‬
‫موله‪ ،‬فهو يحب كل ما يحبه هللا ويرضاه‪.‬‬

‫عاشرا‪ :‬الرضا عن هللا يثمر للعبد رضا هللا عنه‪ ،‬والراضي متلق‬
‫ً‬
‫ألوامر ربه الدينية والقدرية بالنشراح والتسليم‪.‬‬

‫والقضاء قضاءان‪:‬‬
‫‪ -‬قضاء ديني‪.‬‬
‫‪ -‬وقضاء كوني‪.‬‬

‫فالقضاء الديني‪ :‬مأمورات ‪ -‬ومنهيات ‪ -‬ومباحات‪.‬‬


‫والقضاء الكوني‪:‬‬
‫⇦ إما نعمةً مستلذة‪ ،‬أو بليا مؤلمة‪.‬‬
‫‪17‬‬

‫وكل قدر يكرهه العبد ول يلئمه فل يخلو من أمرين‪:‬‬

‫إما أن يكون عقوبةً على الذنب‪،‬‬


‫فهو دواء لمرض لول تدارك الحكيم إياه بالتداوي لترا َمى به المرض إلى‬
‫الهلك‪،‬‬

‫‪ ¤‬مثل اإلنسان التارك للصلة‪ ،‬والمفرط في أمر هللا جل وعل‪ ،‬وهو ذو‬
‫صحة وغنى فابتله هللا بمرض أقعده وآلمهُ‪ ،‬فظل يدعو ربه ويتضرع إليه‪،‬‬
‫وتاب وصلى وأناب‪ ،‬فصار المرض في حقه نعمة‪ ،‬وإن كان المرض مؤل ًما‪.‬‬

‫ً‬
‫مشغول‪ ،‬ويعبد لكن‬ ‫‪ ¤‬أو اإلنسان الذي أغناه هللا جل وعل فهو يصلي لكن‬
‫ً‬
‫مشغول بغناه‪ ،‬فابتله هللا بالفقر أو بالديون‪ ،‬فظل يدعو ويتضرع‪ ،‬فإذا به‬
‫يتقن عبادته ويدعو بقلب حاضر‪ ،‬في حين وقت الغنى كان يدعو بقلب‬
‫مشغول‪ ،‬فأصبح الفقر في حقه طاعة فرفعه هللا درجات‪.‬‬

‫أو أن يكون سببًا لنعمة ل تُنال إل بذلك المكروه‪ ،‬فالمكروه ينقطع وما‬
‫يترتب عليه من النعمة دائم ل ينقطع‪ ،‬فربما يُبتلى اإلنسان بمرض لعدة أشهر‬
‫فيرتفع درجات في الجنة‪ ،‬وينال فيها نع ًما لول هذا المرض ما وصل إلى هذه‬
‫المنزلة‪.‬‬

‫كما قال النبي ﷺ عند أبي داود بسند حسن لغيره‪” :‬إن العبد إذا سبقت له‬
‫المنزلة لم يبلغها بعمله‪ ،‬ابتله هللا في نفسه أو أهله أو ماله ثم صبِّره عليه‬
‫(أي على البلء) حتى يبلغها“‪ ،‬هللا أكبر‪.‬‬
‫‪18‬‬

‫خيرا له‪،‬‬
‫واعلم أخي الكريم أن هللا جل وعل ل يقضي لعبده قضا ًء إل كان ً‬
‫فقضاؤه لعبده المؤمن‪:‬‬
‫المنع عطاء وإن كان في صورة المنع‪.‬‬
‫ونعمةً وإن كان في صورة محنة‪.‬‬
‫وعافيةً وإن كان في صورة بلء‪.‬‬

‫ولكن العبد لجهله وظلمه ل يعد العطاء والنعمة والعافية إل ما استلذ به في‬
‫العاجل وكان ملئ ًما لطبعه‪ ،‬ولو عرف ربه حق المعرفة لعلم أن هللا يمنع‬
‫ليعطي‪.‬‬

‫واعلم أن هللا تبارك وتعالى قد تفرد بالخلق والختيار والتدبير‪ ،‬وليس للعبد‬
‫شيء من ذلك فإن األمر كله هلل‪ ،‬فإذا عرف العبد ذلك لم يكن له غير الرضا‬
‫بمواقع القدر من ربه تبارك وتعالى‪ ،‬ورضا هللا سبحانه وتعالى عن العبد‬
‫أكبر من الجنة وما فيها‪ ،‬ألن الرضا صفة هلل والجنة خلق من مخلوقات هللا‪،‬‬
‫وهذا الرضا جزاء على رضا المؤمنين عن هللا في الدنيا‪.‬‬

‫أسأل هللا تبارك وتعالى أن يجعلنا ممن رضوا عن هللا ورضي عنهم ربهم‬
‫تبارك وتعالى‪.‬‬

‫الضابط الرابع‪:‬‬
‫[[ الذوق ي ُِّولد الشوق‪ ،‬فمن ذاق طعم اإليمان اشتاق إلى استكمال اإليمان‬
‫واستيعاب شعبه ]]‪.‬‬
‫‪19‬‬

‫من ذاق حلوة الطاعة استزاد منها‪،‬‬


‫فمن ذاق طعم قيام الليل ازداد قيا ًما‪.‬‬
‫ومن ذاق طعم تلوة القرآن ازداد تلوة ً‪.‬‬
‫ومن ذاق طعم الصدقة ازداد صدقة‪.‬‬
‫ذكرا‪.‬‬
‫ومن ذاق طعم الذكر ازداد ً‬
‫بل من ذاق طعم القرب حاول أن يقترب إلى هللا بكل ما يستطيع‪.‬‬

‫عا تقربت‬
‫إلي ذرا ً‬
‫عا‪ ،‬ومن تقرب َ‬
‫شبرا تقربت إليه ذرا ً‬
‫إلي ً‬
‫”من تقرب َ‬
‫عا“‪.‬‬
‫إليه با ً‬

‫و ُ‬
‫شعب اإليمان كثيرة‪ ،‬وأعمال الطاعة عظيمة‪ ،‬فعلى المسلم أن يبحث عن‬
‫كل ما يرضي ربه تبارك وتعالى ويفعله‪.‬‬

‫أخي الكريم افتح كتابًا من كتب فضائل األعمال واقرأ هذا الكتاب‪ ،‬واعمل‬
‫بكل طاعة ولو مرة ً في عمرك‪،‬‬
‫⇦ افتح كتاب الترغيب والترهيب‪،‬‬
‫⇦ أو صحيح الترغيب والترهيب لأللباني رحمه هللا‪،‬‬
‫⇦ أو افتح كتاب طريق الصالحين إلى رب العالمين‪،‬‬
‫⇦ أو افتح كتاب رياض الصالحين باب الفضائل‪،‬‬
‫⇦ أو أي كتاب في فضائل األعمال واقرأ هذه الفضائل واعمل بها‪.‬‬
‫‪20‬‬

‫يقول اإلمام النووي رحمه هللا تعالى‪ :‬من علم بباب من أبواب الخير‬
‫فليعمل به في عمره ولو مرة يكن من أهله‪.‬‬

‫أسأل هللا تبارك وتعالى أن يجعلنا وإياكم من أهل الخير والطاعة‪.‬‬

‫أيها األحباب الكرام نرجو التكرم باإلجابة على هذه األسئلة‪.‬‬

‫السؤال األول‪:‬‬
‫هل اإليمان له طعم وما هو طعمه؟‬
‫وما الدليل على ذلك؟‬

‫السؤال الثاني‪:‬‬
‫ذاق طعم اإليمان‪ ،‬تكلم عن معنى الذوق ودرجاته‪.‬‬

‫السؤال الثالث‪:‬‬
‫ً‬
‫رسول؟‬ ‫ما هي ثمرات الرضا باهلل ربًا وباإلسلم دينا وبمحمد ﷺ‬

‫وفقني هللا وإياكم لطاعته‪ ،‬أسأل هللا جل وعل أن يجعلنا وإياكم صالحين‬
‫مصلحين هداة ً مهتدين‪،‬‬
‫اللهم أعزنا باإلسلم وأعز اإلسلم بنا‪،‬‬
‫‪21‬‬

‫اللهم وفقنا جميعًا لما تحب وترضى‪،‬‬


‫اللهم اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم‪،‬‬
‫اللهم ل تجعل كلمنا حجةً علينا واجعله حجةً لنا يوم القيامة‪،‬‬
‫اللهم وفقنا للعمل بما نقول‪ ،‬ووفقنا للعمل بكل ما يرضيك يا رب العالمين‪،‬‬
‫بحولك وقوتك ل بحولنا وقوتنا‪،‬‬
‫اللهم أعنا على طاعتك بحولك وقوتك ل بحولنا وقوتنا‪،‬‬
‫اللهم أعنا على ذكرك وأعنا على شكرك وأعنا على حسن عبادتك يا أرحم‬
‫الراحمين‪،‬‬
‫اللهم اهد أبنائنا وأبناء المسلمين واشف مرضانا ومرضى المسلمين وارحم‬
‫موتانا وموتى المسلمين واقض الدين عن المدينين‪ ،‬وفرج هم المهمومين‪.‬‬

‫برحمتك يا أرحم الراحمين‪،‬‬


‫اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها‪ ،‬أنت وليها ومولها‪ ،‬إلى‬
‫اللقاء‪.‬‬

‫والسلم عليكم ورحمة هللا وبركاته‪.‬‬

You might also like