‫‪1‬‬

‫جامعة صفوة‬
‫كلية العلوم الشرعية والعربية‬
‫مادة التربية والسلوك‬
‫المحاضرة الثامنة والعشرون‬
‫الفرقة الثانية‬
‫من كتاب [البداية في علم الرقائق]‬
‫شرح الشيخ‪ /‬وحيد بن عبد السالم بالي‬
‫❇ ️‬
‫❇‬ ‫❇ ️‬ ‫❇ ️‬ ‫❇ ️‬‫️‬

‫بسم هللا‪ ،‬الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬أحمده سبحانه وأستغفره‪ ،‬وأصلي وأسلم على‬
‫عبد هللا ورسوله محم ٍد‪ ،‬وعلى آله وأصحابه أجمعين‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال هللا‪،‬‬
‫وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن محم ًدا عبده ورسوله‪.‬‬
‫أما بعد؛ وبعد؛ ما زلنا في شرح [البداية في علم الرقائق]‪.‬‬

‫💠 الباب الثاني‪ :‬التحقق بأركان اإليمان وأثره في القلب 💠‬

‫️❇ الفصل األول‪ :‬اإليمان باهلل وأثره في القلب ❇️‬

‫🔳 الضابط الخامس‪:‬‬
‫[[ال عبادات القلبية والقولية والبدنية والمالية يتنافس فيها السائرون إلى هللا]]‪.‬‬

‫‪ -‬أيها األحباب الكرام قاعدةٌ إيمانيةٌ في التعامل مع القلب‪ ،‬إن من نعم هللا جل‬
‫وعال على عباده أنه لم يجعل العبادة عبادةً واحدةً ال تتنوع وال تتغير؛ وإنما‬
‫جعل العبادات متنوعةً متغيرةً؛ ليطير قلب المؤمن بين هذه العبادات؛‬
‫وليسعد بتنويع هذه العبادات؛ وليتلذذ بما أنعم هللا جل وعال عليه من أبواب‬
‫الخير‪ ،‬فيدخل على ربه جل وعال من كل باب‪.‬‬

‫️⛔ واسمعوا هذه القاعدة رحمكم هللا‪[ :‬العبادات القلبية‪ ،‬والعبادات القولية‪،‬‬
‫والعبادات البدنية‪ ،‬والعبادات المالية يتنافس فيها السائرون إلى هللا]‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫▪️ والعبادات القلبية هي ما يتعبد اإلنسان لربه بقلبه مثل‪:‬‬

‫‪ -‬عبادة الخشوع‪.‬‬
‫‪ -‬وعبادة التواضع‪.‬‬
‫‪ -‬وعبادة االنكسار بين يدي هللا‪.‬‬
‫‪ -‬وعبادة محبة الخير للمؤمنين‪.‬‬
‫‪ -‬وعبادة احتقار العمل‪.‬‬
‫‪ -‬وعبادة الشكر بالقلب وغيرها من العبادات القلبية‪.‬‬

‫▪️ والعبادات القولية مثل‪:‬‬

‫‪ -‬ذكر هللا جل وعال‪.‬‬
‫‪ -‬وكذلك الصالة والسالم على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫‪ -‬وكذلك تالوة القرآن‪.‬‬
‫‪ -‬واألمر بالمعروف‪.‬‬
‫‪ -‬والنهي عن المنكر‪.‬‬
‫‪ -‬والتسبيح‪.‬‬
‫‪ -‬والتكبير‪.‬‬
‫‪ -‬والتهليل ونحو ذلك من العبادات القولية‪.‬‬

‫▪️ والعبادات البدنية ما يفعله العبد ببدنه‪:‬‬

‫‪ -‬كالركوع هلل‪.‬‬
‫‪ -‬والسجود هلل‪.‬‬
‫‪ -‬والطواف هلل‪.‬‬
‫‪ -‬والصيام هلل‪.‬‬
‫‪ -‬والحج هلل جل وعال ونحو ذلك من العبادات البدنية‪.‬‬

‫▪️ والعبادات المالية‪:‬‬

‫‪ -‬كالصدقة‪.‬‬
‫‪ -‬واإلنفاق على األهل واألوالد‪.‬‬
‫‪ -‬واإلنفاق في سبيل هللا‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ -‬وكفالة اليتامى‪.‬‬
‫ونحو ذلك من أبواب الخير التي ينفق العبد فيها هلل جل وعال‪.‬‬

‫بستان‬
‫ٍ‬ ‫️⬅ فتعالوا معنا أيها األحباب نقتطف من هذه البساتين األربع‪ ،‬من كل‬
‫زهرةً أو زهرتين‪.‬‬
‫️◾ بستان القلب (العبادات القلبية)‬
‫من العبادات القلبية‪:‬‬

‫♦️ عبادة التواضع ♦️‬

‫ع من أنواع العبادة التي تتقرب بها إلى هللا‪،‬‬ ‫والتواضع لعباد هللا جل وعال نو ٌ‬
‫وكلما زاد العبد تواضعًا‪ ،‬زاده هللا رفعةً في الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫🔺 قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬من تواضع هلل رفعه"‪.‬‬
‫‪( -‬والتواضع)‪ :‬أال ترى لنفسك فضاًل على أح ٍد من المسلمين صغيرهم أو‬
‫كبيرهم‪.‬‬
‫‪ -‬فإذا رأيت رجاًل أكبر منك‪ ،‬فقل‪ :‬هذا عبد هللا قبلي فهو أفضل مني‪.‬‬
‫‪ -‬وإذا رأيت رجاًل أصغر منك سنًا فقل‪ :‬هذا قد عصيت ربي وهو لم ِ‬
‫يجر‬
‫عليه القلم بعد‪ ،‬فهو أفضل مني‪.‬‬
‫‪ -‬وإذا رأيت رجاًل أقل منك مكانةً اجتماعيةً‪ ،‬أو أفقر منك مااًل فقل‪ :‬لعل هذا‬
‫الرجل عنده من الطاعات ما يقربه من هللا جل وعال أعظم مني‪.‬‬
‫‪ -‬والذي يعينك على التواضع أن تتذكر هفواتك وزالتك وخطاياك‪ ،‬فتزداد‬
‫تواضعًا بين عباد هللا‪ ،‬وتزداد حيا ًء من هللا‪ ،‬وذاًل وانكسا ًرا بين يديه‪.‬‬

‫️◾ ومن العبادات القلبية عبادة‪:‬‬

‫♦️ محبة الخير للمسلمين ♦️‬
‫فإن المسلم ينبغي أن يحب الخير لجميع المؤمنين‪.‬‬
‫🔺 لقول النبي صلى هللا عليه وسلم‪" :‬ال يؤمن أحدكم حتى يحب ألخيه ما يحب‬
‫لنفسه"‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫‪( -‬ال يؤمن أحدكم)‪ :‬ليس المعنى نفي أصل اإليمان (أي يصير كافرًا) كال؛‬
‫بل نفي كمال اإليمان‪ ،‬أي ال يؤمن أحدكم إيمانًا كاماًل حتى يحب ألخيه (أي‬
‫المسلم) ما يحب لنفسه‪ ،‬أي من خيري الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫‪ -‬وكذلك محبة الخير للمسلمين تذهب عن القلب الحسد‪ ،‬والغل‪ ،‬والحقد‪،‬‬
‫والتعالي‪ ،‬والكبر على عباد هللا؛ بل تجعل القلب محبًا لجميع المؤمنين‪ ،‬يرى‬
‫خير أصاب مسل ًما كأنه أصابه هو‪.‬‬ ‫كل ٍ‬
‫ع له أن يعينه‬ ‫ع له بالبركة‪ ،‬واد ُ‬ ‫بمؤمن فتح هللا عليه في الدنيا فاد ُ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -‬فإذا مررت‬
‫هللا بهذه الدنيا على طاعته‪ ،‬وقل اللهم اجعل هذه السيارة معينةً له على‬
‫طاعتك‪ ،‬اللهم اجعل هذا المال معينًا له على طاعتك‪ ،‬اللهم اجعل هذا‬
‫المنصب معينًا له على طاعتك‪.‬‬
‫ع هللا أن يغنيه من فضله‪ ،‬وأن يرزقه رزقًا‬ ‫فقير فاد ُ‬
‫بمسلم ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -‬وإذا مررت‬
‫حالاًل ويبارك له فيه‪ ،‬وهكذا عباد هللا‪.‬‬
‫‪ -‬والقلب إذا صار أبيضًا نقيًا ال يحمل غ ًشا‪ ،‬وال حق ًدا‪ ،‬وال حس ًدا للمسلمين‪،‬‬
‫صار صاحبه من أصحاب القلوب السليمة‪ ،‬الذين ينجون من عذاب هللا يوم‬
‫القيامة‪.‬‬
‫ون (‪ِ )٨٨‬إاَّل َم ْن َأتَى هَّللا َ بِقَ ْل ٍ‬
‫ب َسلِ ٍيم}‬ ‫🔺 قال تعالى‪{ :‬يَ ْو َم اَل يَنفَ ُع َما ٌل َواَل بَنُ َ‬
‫[الشعراء‪ ]٨٩-٨٨ :‬اللهم اجعلنا من أصحاب القلوب السليمة‪.‬‬

‫ثان‪ ،‬وهو بستان‪:‬‬

‫بستان ٍ‬
‫ٍ‬ ‫️⬅ تعالوا معنا أيها األحباب الكرام لننتقل إلى‬
‫️◾ العبادات القولية‪ :‬وهي العبادات التي يفعلها المسلم بلسانه‪ ،‬وأفضل هذه‬
‫العبادات‪:‬‬

‫♦️ تالوة القرآن‪ ،‬وذكر هللا جل وعال ️‬

‫♦‬
‫تالوة القرآن ال تؤثر في القلب‪ ،‬وال تنفع فيه إال إذا قرأ المسلم القرآن قراءة‬
‫الموقن المؤمن‪ ،‬قراءة الخاشع‪ ،‬قراءة المعظم للمتكلم بهذا الكالم وهو هللا‪.‬‬
‫ين} [اإلسراء‪:‬‬ ‫آن َما هُ َو ِشفَا ٌء َو َرحْ َمةٌ لِّ ْل ُمْؤ ِمنِ َ‬
‫🔺 قال تعالى‪َ { :‬ونُنَ ِّز ُل ِم َن ْالقُرْ ِ‬
‫‪.]٨٢‬‬
‫‪ -‬أي أن القرآن شفا ٌء ورحمةٌ لقلوب من يقرؤه قراءة المؤمن‪ ،‬وال يتأثر القلب‬
‫بالقرآن إال إذا استحضر القارئ هيبة هللا جل وعال عند التالوة‪ ،‬وال ينتفع‬
‫‪5‬‬

‫القلب بالقرآن إال إذا كان العقل والفهم متابعًا للسان عند التالوة؛ ولذلك كان‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم يقرأ القرآن بلسانه وقلبه وعقله‪ ،‬ويتأثر به‬
‫ويتفاعل معه‪.‬‬

‫❓ كيف تتفاعل مع القرآن؟‬

‫‪ -‬إذا مررت بآي ٍة فيها ذكر العذاب تقف‪ ،‬وتستعيذ باهلل‪ ،‬وإذا مررت بِآي ٍة فيها‬
‫ذكر الجنة أو النعيم تقف وتسأل هللا من فضله‪ ،‬وإذا مررت بِآيَ ٍة فيها تسبي ٌح‬
‫وتنزيهٌ وتقديسٌ هلل جل وعال تقف وتسبح‪ ،‬وإذا مررت بِآيَة فيها ذكر الحرام‬
‫تقف وتسأل نفسك هل أنت تقترف هذا الذنب أم ال؟ وإذا مررت بِآيَة فيها‬
‫أم ٌر تقف وتسأل نفسك هل أنت تنفذ هذا األمر اإللهي أم ال؟ وإذا مررت‬
‫ي تقف وتسأل نفسك هل أنت تنتهي عن هذا النهي أم ال؟‬ ‫بِآيَة فيها نه ٌ‬
‫بهذا التفاعل مع القرآن تستطيع أن تنتفع بالقرآن‪ ،‬وحينها يتأثر قلبك به‪.‬‬

‫️⬅ وتعالوا معنا أيها األحباب الكرام لنأخذ عبادةً قوليةً أخرى وهي‪:‬‬
‫♦️ عبادة الذكر ♦️‬
‫وما أدراك ما الذكر‪.‬‬
‫‪ ‬أواًل ‪ :‬الذكر أيها األحباب الكرام من أفضل الطاعات‪ ،‬وسماه هللا أكبر‪.‬‬
‫🔺 فقال سبحانه‪َ { :‬ولَ ِذ ْك ُر هَّللا ِ َأ ْكبَ ُر} [العنكبوت‪.]٤٥ :‬‬
‫‪ -‬قال البغوي‪ :‬ذكر هللا أكبر الطاعات‪.‬‬
‫🔻 وقال بعض العلماء‪ :‬ولذكر هللا أكبر أي ولذكر هللا إياكم أفضل من ذكركم‬
‫إياه؛ ألن هللا يقول‪" :‬وأنا عند ظن عبدي بي‪ ،‬وأنا معه إذا ذكرني‪ ،‬فمن ذكرني‬
‫خير منه"‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫في نفسه ذكرته في نفسي‪ ،‬ومن ذكرني في مٍأل ذكرته في مٍأل‬

‫‪ ‬ثانيًا‪ :‬هللا جل وعال في عليائه إذا ذكرته ذكرك‪ ،‬فذكر هللا لك أفضل وأعظم‬
‫من ذكرك له‪.‬‬

‫‪ ‬ثالثًا ‪ :‬ذكر هللا تبارك وتعالى ينجي من الكربات والشدائد‪ ،‬فمن وقع في شد ٍة‬
‫ق أو حاج ٍة‪ ،‬فأكثر من ذكر هللا فرج هللا عنه‪ .‬ولذلك‬
‫فقر أو ضي ٍ‬
‫ب أو ٍ‬
‫أو كر ٍ‬
‫لما وقع نبي هللا يونس عليه السالم في هذا الكرب الشديد في باطن الحوت‬
‫‪6‬‬

‫في البحر‪ ،‬ظل يسبح ربه تبارك وتعالى‪ ،‬فأنجاه هللا تبارك وتعالى من‬
‫الكرب‪ ،‬وأمر الحوت أن يرجع إلى الشاطئ الذي خرج منه‪ ،‬وأن يلفظه حيًا‬
‫سلي ًما لم يصبه بسوء‪.‬‬
‫ث فِي بَ ْ‬
‫طنِ ِه ِإلَ ٰى يَ ْو ِم‬ ‫ان ِم َن ْال ُم َسب ِِّح َ‬
‫ين (‪ )١٤٣‬لَلَبِ َ‬ ‫🔺 قال تعالى‪{ :‬فَلَ ْواَل َأنَّهُ َك َ‬
‫ون} [الصافات‪.]١٤٤-١٤٣ :‬‬ ‫يُ ْب َعثُ َ‬
‫‪ -‬أي لظل في بطن الحوت إلى يوم القيامة‪.‬‬

‫‪ ‬رابعًا‪ :‬الذكر خي ٌر من الصدقة‪ ،‬بل خي ٌر من الجهاد في سبيل هللا‪.‬‬

‫🔺 فعند الترمذي وحسنه وصححه الحاكم والذهبي أن النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬أال أنبئكم بخير أعمالكم‪ ،‬وأزكاها عند مليككم‪ ،‬وأرفعها في‬
‫وخير لكم من أن تلقوا عدوكم‬ ‫ٍ‬ ‫وخير لكم من إنفاق الذهب والورق‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫درجاتكم‪،‬‬
‫فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا‪ :‬بلى يا رسول هللا‪ .‬قال‪ :‬ذكر هللا"‪.‬‬
‫أي أن ذكر هللا خي ٌر من إنفاق الذهب والورق‪ ،‬أي من الصدقة بالمال‪ ،‬وخي ٌر‬
‫من الجهاد في سبيل هللا‪.‬‬

‫‪ ‬خامسًا‪ :‬ذكر هللا حياة القلب‪ ،‬وغذاء الروح‪.‬‬

‫🔺 والدليل ما رواه البخاري في صحيحه أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"مثل الذي يذكر ربه‪ ،‬والذي ال يذكر ربه‪ ،‬مثل الحي والميت"‪.‬‬

‫‪ ‬سادسًا‪ :‬ذكر هللا فرصةٌ لكسب الحسنات ومحو السيئات‪.‬‬

‫مسلم أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬أيعجز أحدكم أن‬
‫ٍ‬ ‫🔺 ففي صحيح‬
‫يوم ألف حسنة؟ فسأله سائ ٌل من جلسائه‪ :‬كيف يكسب أحدنا ألف‬ ‫يكسب في ٍ‬
‫حسن ٍة يا رسول هللا؟ قال يسبح مئة تسبيحة‪ ،‬فتكتب له ألف حسن ٍة‪ ،‬أو تحط عنه‬
‫ألف خطيئة"‪.‬‬
‫‪ -‬تصوروا معي يا إخواني مئة تسبيحة بألف حسنة‪.‬‬
‫‪ -‬كم تستغرق المئة تسبيحة؟ سبحان هللا‪ ،‬سبحان هللا‪ ،‬سبحان هللا‪ ،‬سبحان هللا‪،‬‬
‫سبحان هللا تستغرق ثالث دقائق‪.‬‬
‫❓ أي أنك في الثالثين دقيقة‪ ،‬تستطيع أن تكسب كم حسنة؟‬
‫مئة ألف حسنة‪ ،‬في كل مئة تسبيحة ألف حسنة‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫❓ فكيف لو أنك سبحت آالف الحسنات في اليوم الواحد؟‬

‫يوم أن تنام وأنت مليوني ًرا من الحسنات‪ ،‬تكتسب مليون حسنة في‬
‫تستطيع كل ٍ‬
‫اليوم‪ ،‬تسبح عشرة آالف في ألف فتصير من أصحاب المليونات‪ ،‬وكل ذلك قد‬
‫يستغرق منك ساعةً أو ساعتين في اليوم الواحد‪.‬‬

‫‪ ‬سابعًا‪ :‬الذكر كن ٌز من كنوز الجنة‪.‬‬

‫من أراد أن يجد في مكانه في الجنة كنو ًزا مدفونةً في األرض‪ ،‬فليكثر من‬
‫وضع هذه الكنوز وهو في الدنيا‪ ،‬يدفنها هنا في الدنيا؛ ليستخرجها في الجنة‬
‫إن شاء هللا‪.‬‬

‫❓ ما هي هذه الكنوز؟‬
‫🔺 اسمع إلى ما رواه البخاري ومسل ٌم عن أبي موسى األشعري رضي هللا‬
‫عنه قال‪" :‬قال لي النبي صلى الله عليه وسلم‪ :‬أال أدلك على كنز من كنوز‬
‫الجنة؟ قلت‪ :‬بلى يا رسول هللا‪ .‬قال‪ :‬قل ال حول وال قوة إال باهلل"‪.‬‬
‫‪ -‬أي أنك كلما قلت ال حول وال قوة إال باهلل غرست المالئكة لك كن ًزا في‬
‫ملكك في الجنة‪ ،‬فلو قلتها عشر مرات فلك عشر وهكذا‪.‬‬
‫‪ -‬من كان لسانه يخرج بعض الكلمات النابية ثم يندم بعد ذلك‪ ،‬ويريد أن يجعل‬
‫لسانه ال يخرج إال الكلمات الطيبة‪.‬‬
‫❓ ماذا يصنع؟ يكثر من ذكر هللا؛ ألن ذكر هللا يرطب اللسان‪ ،‬ويجعله ال‬
‫يخرج إال الكالم الرطب الرقيق الرائق الراقي‪.‬‬

‫صحيح أن رجلًا قال‪ :‬يا رسول‬

‫ٍ‬ ‫🔺 والدليل على ذلك ما رواه الترمذي بسن ٍد‬
‫هللا‪ ،‬إن شرائع اإلسالم قد كثرت علي‪ ،‬فأخبرني بشي ٍء أتشبث به‪ ،‬فقال‪ :‬ال‬
‫يزال لسانك رطبًا من ذكر هللا"‪.‬‬
‫ال إله إال هللا‪ ،‬سبحان هللا‪ ،‬الحمد هلل‪ ،‬هللا أكبر‪ ،‬ال حول وال قوة إال باهلل كل ذلك‬
‫من األذكار التي ترطب اللسان‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫‪ ‬ثامنًا‪ :‬واسمع فإن الذكر فرصةٌ للتجارة مع هللا لمن يريد أن يتصدق وليس‬
‫يوم بألف‪ ،‬أو ألفين أو عشرة آالف بأن‬
‫معه مال‪ ،‬يستطيع أن يتصدق كل ٍ‬
‫يكثر من الذكر‪.‬‬
‫مسلم أن النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫ٍ‬ ‫🔺 والدليل على ذلك ما ثبت في صحيح‬
‫قال‪" :‬كل تسبيح ٍة صدقة‪ ،‬وكل تحميد ٍة صدقة‪ ،‬وكل تهليل ٍة صدقة‪ ،‬وكل تكبير ٍة‬
‫صدقة"‪.‬‬
‫‪ -‬فقوله صلى هللا عليه وسلم‪( :‬كل تسبيح ٍة صدقة) أي سبحان هللا‪.‬‬
‫‪( -‬وكل تحميد ٍة صدقة) أي الحمد هلل‪.‬‬
‫‪( -‬وكل تهليل ٍة صدقة) أي ال إله إال هللا‪.‬‬
‫‪( -‬وكل تكبير ٍة صدقة) أي هللا أكبر‪.‬‬
‫يوم مائة تسبيحة بمائة صدقة‪ ،‬ومائة تحميدة بمائة صدقة‪،‬‬ ‫‪ -‬فلو جعلت لك كل ٍ‬
‫ومائة تهليلة بمائة صدقة‪ ،‬ومائة تكبيرة بمائة صدقة‪ ،‬هذه أربعمائة صدقة‬
‫يوم واحد دونما أن تخسر شيًئا من مالك‪.‬‬ ‫تصدقت بها في ٍ‬

‫‪ -‬واعلم أن ذكر هللا تبارك وتعالى له فوائد كثيرة‪ ،‬يعلمها ويشعر بها من أكثر‬
‫من هذا الذكر‪ ،‬فإن ذكر هللا من صفات المؤمنين‪.‬‬
‫ت َأ ِذ َن هَّللا ُ َأن تُرْ فَ َع َوي ُْذ َك َر فِيهَا ا ْس ُمهُ يُ َسبِّ ُح لَهُ فِيهَا‬ ‫🔺 قال تعالى‪{ :‬فِي بُيُو ٍ‬
‫ال (‪ِ )٣٦‬ر َجا ٌل اَّل تُ ْل ِهي ِه ْم تِ َجا َرةٌ َواَل بَ ْي ٌع َعن ِذ ْك ِر هَّللا ِ َوِإقَ ِام‬ ‫ص ِ‬ ‫بِ ْال ُغ ُد ِّو َواآْل َ‬
‫صا ُر (‪ )٣٧‬لِيَجْ ِزيَهُ ُم‬ ‫ون يَ ْو ًما تَتَقَلَّبُ فِي ِه ْالقُلُوبُ َواَأْل ْب َ‬ ‫صاَل ِة َوِإيتَا ِء ال َّز َكا ِة ۙ يَ َخافُ َ‬
‫ال َّ‬
‫ب}‬‫ق َمن يَ َشا ُء بِ َغي ِْر ِح َسا ٍ‬ ‫هَّللا ُ َأحْ َس َن َما َع ِملُوا َويَ ِزي َدهُم ِّمن فَضْ لِ ِه ۗ َوهَّللا ُ يَرْ ُز ُ‬
‫[النور‪.]٣٨-٣٦ :‬‬
‫‪ -‬سماهم هللا "رجااًل "‪.‬‬
‫‪ -‬اللهم ارزقنا كثرة ذكرك‪ ،‬وارزقنا الخشوع بين يديك‪ ،‬وارزقنا التلذذ‬
‫بمناجاتك‪ ،‬وارزقنا اإلقبال عليك‪ ،‬وارزقنا الخشوع في الصالة‪ ،‬وارزقنا‬
‫التدبر في القرآن‪ ،‬وارزقنا التواضع لعباد هللا‪ ،‬وارزقنا توكاًل ويقينًا‪،‬‬
‫وإقبااًل ‪ ،‬وإخباتًا‪ ،‬وإنابةً لك يا رب العالمين آمين‪.‬‬

‫‪ ‬تاسعًا‪ :‬الذكر يحصن العبد من الشيطان‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫يوم ال إله إال هللا‪،‬‬

‫🔺 فقد ثبت أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬من قال في ٍ‬
‫وحده ال شريك له‪ ،‬له الملك‪ ،‬وله الحمد‪ ،‬وهو على كل شي ٍء قدير مائة مرة‪،‬‬
‫كانت له حر ًزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي"‪.‬‬

‫🔺 وقد ثبت عند الترمذي بسن ٍد حسن أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪:‬‬
‫رجل طلبه العدو سرا ًعا في أثره حتى أتى‬
‫ٍ‬ ‫"وآمركم بذكر هللا‪ ،‬ومثل ذلك كمثل‬
‫حصنًا حصينًا فأحرز نفسه منه‪ ،‬وكذلك العبد ال ينجو من الشيطان إال بذكر‬
‫هللا"‪.‬‬

‫‪ ‬عاشرًا‪ :‬والذكر يجعلك تسبق غيرك إلى هللا‪.‬‬

‫مسلم أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬سبق المفردون‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫🔺 ففي صحيح‬
‫قالوا‪ :‬وما المفردون يا رسول هللا؟ قال‪ :‬الذاكرون هللا كثيرًا والذاكرات"‪.‬‬
‫أي الذين أكثروا من ذكر هللا‪.‬‬

‫‪ ‬حادي عشر‪ :‬والذكر يحط عنك الذنوب والخطايا‪.‬‬

‫🔺 فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬من قال سبحان‬
‫يوم مائة مرة حطت عنه خطاياه‪ ،‬وإن كانت مثل زبد البحر"‪.‬‬
‫هللا وبحمده في ٍ‬

‫‪ ‬ثاني عشر‪ :‬والذكر يثقل ميزانك يوم القيامة‪ ،‬بل ويحببك إلى هللا‪.‬‬
‫🔺 والدليل ما ثبت في الصحيحين أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬كلمتان‬
‫خفيفتان على اللسان‪ ،‬ثقيلتان في الميزان‪ ،‬حبيبتان إلى الرحمن‪ :‬سبحان هللا‬
‫وبحمده‪ ،‬سبحان هللا العظيم"‪.‬‬

‫‪ ‬ثالث عشر‪ :‬والذكر يجعلك في معية هللا جل وعال‪.‬‬

‫🔺 ففي الصحيحين يقول النبي صلى هللا عليه وسلم‪" :‬قال هللا تعالى‪ :‬أنا عند‬
‫ظن عبدي بي‪ ،‬وأنا معه إذا ذكرني" أي كلما ذكرت هللا فاهلل معك‪.‬‬

‫‪ ‬رابع عشر‪ :‬والذكر يمنع الشيطان من دخول البيت‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫مسلم أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬إذا دخل الرجل بيته‬
‫ٍ‬ ‫🔺 ففي صحيح‬
‫فذكر هللا عند دخوله‪ ،‬وذكر هللا عند طعامه قال الشيطان‪ :‬ال مبيت لكم وال‬
‫عشاء‪ ،‬وإذا دخل فلم يذكر هللا عند دخوله قال الشيطان‪ :‬أدركتم المبيت‪ ،‬وإذا لم‬
‫يذكر هللا عند طعامه قال الشيطان‪ :‬أدركتم المبيت والعشاء"‪.‬‬
‫أي قال الشيطان إلخوانه الشياطين‪.‬‬

‫‪ ‬خامس عشر‪ :‬والذكر يذيب قسوة القلب‪.‬‬

‫🔻 فقد جاء رج ٌل إلى الحسن البصري رحمه هللا وقال‪" :‬يا أبا سعيد أشكو‬
‫قسوةً في قلبي قال‪ :‬أذبها بذكر هللا"‪.‬‬

‫معين إذا قلته في ساع ٍة معين ٍة ثم دعوت هللا بعده‬ ‫ٌ‬ ‫‪ ‬سادس عشر‪ :‬وهناك ذك ٌر‬
‫بأي دعا ٍء؛ تقبل هللا دعاءك ركز معي أخي الكريم‪.‬‬
‫ت تقوله لكي تدعو بعده بما تشاء؟‬ ‫❓ ما هو هذا الذكر؟ وفي أي وق ٍ‬
‫‪ -‬يا من حار األطباء في مرضك قل هذا الذكر ثم ادع هللا أن يشفيك‪.‬‬
‫‪ -‬يا من أثقلتك الديون قل هذا الذكر في هذا الوقت‪ ،‬ثم ادع هللا أن يقضي دينك‪.‬‬
‫‪ -‬يا من تخاف من النار؛ قل هذا الذكر‪ ،‬ثم ادع هللا أن ينجيك من النار‪.‬‬
‫‪ -‬يا من تريد أن تدخل الجنة؛ قل هذا الذكر في هذا الوقت‪ ،‬ثم ادع هللا أن‬
‫يدخلك الجنة‪.‬‬
‫‪ -‬يا من تريد أن يهدي هللا ولدك‪.‬‬
‫‪ -‬يا من تريد أن ييسر هللا أمرك‪.‬‬
‫‪ -‬يا من تريد أن يفرج هللا همك‪.‬‬
‫‪ -‬يا من تريد أن يجعل هللا قلبك قلبًا مخبتًا منيبًا‪.‬‬
‫‪ -‬يا من تريد أي طلب من ربك عز وجل؛ قل هذا الدعاء‪ ،‬فإن هللا يستجيب‬
‫دعاءك بعد هذا الذكر‪.‬‬

‫❓ ما هو هذا الذكر أيها األحباب؟‬

‫هذا الذكر يقال بعد النوم‪ ،‬حينما تنام ثم تستيقظ من النوم بالليل‪ ،‬فتحرك لسانك‬
‫بهذا الذكر أول ما تنطق تنطق به‪ ،‬ثم تدعو هللا جل وعال‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫❓ ما هو هذا الذكر؟‬
‫[ال إله إال هللا‪ ،‬وحده ال شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد‪ ،‬وهو على كل شي ٍء‬
‫قدير‪ ،‬الحمد هلل‪ ،‬وسبحان‪ ،‬وال إله إال هللا‪ ،‬وهللا أكبر‪ ،‬وال حول وال قوة إال‬
‫باهلل‪ ،‬ثم تقول‪ :‬اللهم اغفر لي‪ ،‬أو تدعو بما تشاء]‪.‬‬
‫🔺 والدليل على ذلك ما رواه البخاري في صحيحه أن النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬من تعا ّر من الليل (أي من استيقظ من الليل) فقال‪ :‬ال إله إال هللا‪،‬‬
‫وحده ال شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد‪ ،‬وهو على كل شي ٍء قدير‪ ،‬الحمد هلل‪،‬‬
‫وسبحان هللا‪ ،‬وال إله إال هللا‪ ،‬وهللا أكبر‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له‪ ،‬فإن توضأ وصلى قبلت صالته"‪.‬‬

‫‪ -‬فعبادة الذكر أيها األحباب عبادةٌ عظيمةٌ ال تغفل عنها‪ ،‬فهناك فر ٌ‬

‫ق كبير بين‬
‫الذاكرين والغافلين‪ ،‬فكن من الذاكرين هللا كثي ًرا والذاكرات‪.‬‬

‫️⬅ وأخيرا نتكلم عن العبادات المالية‪.‬‬

‫ع من اختبار كرم العبد مع عباد هللا‪ ،‬ويقين العبد‬‫‪ -‬والعبادات المالية هي نو ٌ‬
‫في هللا‪ ،‬وتوكله على هللا‪ ،‬فاهلل جل وعال أنعم على عباده هذا بقليل المال‪،‬‬
‫بقدر معين‪ ،‬ثم أمرهم جميعًا أن ينفقوا‪ ،‬فمن أنفق في‬‫ٍ‬ ‫وهذا بكثيره‪ ،‬وهذا‬
‫سبيل هللا جل وعال أنفق هللا عليه‪ ،‬وزاده بركةً فوق األجر والثواب‪.‬‬
‫🔺 فاسمع إلى هذا الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه أن النبي صلى هللا‬
‫يوم يصبح العباد فيه‪ ،‬إال وينزل ملكان من السماء‪،‬‬ ‫عليه وسلم قال‪" :‬ما من ٍ‬
‫أعط ممس ًكا تلفًا"‪.‬‬
‫أعط منفقًا خلفًا‪ ،‬ويقول اآلخر‪ :‬اللهم ِ‬
‫فيقول أحدهما‪ :‬اللهم ِ‬

‫يوم ضع فيه فئةً من‬ ‫‪ -‬أيها األحباب ضعوا في بيوتكم صندوقًا صغي ًرا‪ ،‬وكل ٍ‬
‫أعط منفقًا خلفًا"‪.‬‬
‫المال ولو قليلة؛ لكي تنال دعوة الملك‪" :‬اللهم ِ‬
‫‪ -‬أيها األحباب إذا أردتم أن تنفقوا‪ ،‬أعطوا أبناءكم لينفقوا وهم صغار؛ لكي‬
‫يتعودوا اإلنفاق والكرم‪.‬‬
‫‪ -‬أيها األحباب حينما تنفقوا في سبيل هللا‪ ،‬تذكروا أنكم وكالء عن هللا جل‬
‫وعال في هذا المال‪ ،‬وأن المال ليس مل ًكا لكم؛ بل هلل ملك السماوات‬
‫‪12‬‬

‫واألرض‪ ،‬فالمال الذي بأيديكم مل ٌ‬

‫ك هلل‪ ،‬فأنت تنفق من ملك هللا جل وعال ال‬
‫من ملكك‪ ،‬ومن مال ال من مالك‪ ،‬ومن عطاء هللا ال من عطائك‪.‬‬

‫‪ -‬وإياك إياك أن تغتر باإلنفاق في سبيل هللا؛ بل تزداد تواضعًا وتكون من‬
‫الذين قال فيهم‪:‬‬
‫ون َما آتَوا َّوقُلُوبُهُ ْم َو ِجلَةٌ} [المؤمنون‪.]٦٠ :‬‬ ‫🔺 { َوالَّ ِذ َ‬
‫ين يُْؤ تُ َ‬
‫‪ -‬أي ينفقون في سبيل هللا‪ ،‬وقلوبهم خائفة من هللا جل وعال أال يقبل منهم‪،‬‬
‫وعبادة المال أيها األحباب الكرام تقِي العبد شح نفسه‪.‬‬

‫🌀 أيها الفضالء اإلجالء أسأل هللا تبارك وتعالى أن يرزقنا وإياكم الصدق‬
‫واإلخالص في القول والعمل‪.‬‬
‫وفي الختام أرجو التكرم باإلجابة على هذه األسئلة‪.‬‬

‫🔹 السؤال األول‪:‬‬
‫العبادات أربعة أنواع‪ .‬ما هي؟‬

‫🔹 السؤال الثاني‪:‬‬
‫اذكر عبادةً من كل نوع‪.‬‬
‫🔹 السؤال الثالث‪:‬‬
‫اذكر فضائل عبادة الذكر‪.‬‬

‫وأسأل هللا تبارك وتعالى أن يرزقنا وإياكم الصدق واإلخالص في القول‬

‫والعمل‪ ،‬وسبحانك اللهم وبحمدك‪ ،‬أشهد أن ال إله إال أنت‪ ،‬أستغفرك وأتوب‬
‫إليك‪ ،‬والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‪.‬‬