You are on page 1of 9

‫ــــــــــــــــــــــ‪6‬ـــــــــــــــــــــــــ‬

‫ثالثا‪ :‬االستمارة‪:‬‬
‫مجموعة من األسئلة تقدم للمبحوث في عدة أشكال‪ ،‬من أهمها‪:‬‬
‫‪-‬االستمارة بالمقابلة‪ :‬تمأل من طرف الباحث‪.‬‬
‫‪-‬استمارة الملء الذاتي‪ :‬تمأل من طرف المبحوث نفسه‪.‬‬
‫‪-‬أنواع األسئلة‪:‬‬
‫أ‪-‬السؤال المغلق‪ :‬يتضمن نوعين من األسئلة‪ ،‬سؤال ثنائي التف‪66‬رع‪ ،‬وس‪66‬ؤال متع‪66‬دد‬
‫التفرع‪.‬‬
‫أ‪-‬سؤال ثن‪66‬ائي التف‪66‬رع‪ :‬يتمن أس‪66‬ئلة مغلق‪66‬ة تطلب أيض‪66‬ا إجاب‪66‬ة مغلق‪66‬ة وتك‪66‬ون على‬
‫شكل‪:‬‬
‫أو صحيح( )‪ ،‬خطأ ( ) ‪.‬‬ ‫نعم( )‪ ،‬ال( )‬
‫ب‪-‬الس‪66‬ؤال المفت‪66‬وح‪ :‬ال يف‪66‬رض على المبح‪66‬وث إجاب‪66‬ة مح‪66‬دد‪ .‬حيث يس‪66‬مح بتع‪66‬دد‬
‫اإلجابات وتكون محدد مسبقا من طرف الباحث‪ ،‬مثال‪ :‬ما هو سبب عدم مواص‪66‬لتك‬
‫الدراسة في الجامعة؟‬
‫اإلجابات‪:‬‬
‫‪-‬البطالة بعد التخرج ( )‬
‫‪-‬عدم الرغبة ( )‬
‫‪-‬التكفل بالعائلة ( )‬
‫الذهاب إلى التكوين ( )‬
‫آخر(حدده) ( )‬
‫مالحظة‪ :‬قد يخلط الكثير بين تقنية سبر اآلراء واالستمارة‪.‬‬
‫سبر اآلراء هو التعبير عن الرأي العام السائد بين أغلبية جماعة معينة إزاء‬
‫قضية ما قد يحت‪6‬دم حوله‪6‬ا النق‪6‬اش بين المعرض‪6‬ين والمؤي‪6‬دين فتط‪6‬رح على ال‪6‬رأي‬
‫العام لألخذ باألغلبية‪ .‬حيث أن اإلجماع على قضية وطنية مهما كان نوعها تس‪66‬مح‬
‫بوضع قرارات إستراتيجية ومصيرية إلح‪6‬داث إص‪6‬الح أو تغي‪6‬ير معين في مي‪6‬دان‬
‫معين سياس‪666‬ي‪ ،‬ثق‪666‬افي‪ ،‬اقتص‪666‬ادي‪ ،‬اجتم‪666‬اعي ‪....‬إلخ‪ .‬ويح‪666‬دث ه‪666‬ذا كث‪666‬ير في‬
‫االنتخابات‪.‬‬
‫ويقاس الرأي العام عن طرق استفتاء‪ ،‬الجمهور إما بسؤال واحد ‪ ،‬أو مجموع‪66‬ة من‬
‫األسئلة حول المشكلة القائمة تعرض على عينة منهم يتم اختيارها بطريقة علمية‪،‬‬
‫ويتم س‪66‬ؤال األف‪66‬راد إم‪66‬ا بتس‪66‬ليمهم اس‪66‬تمارة االس‪66‬تفتاء شخص‪66‬يا أو ترس‪66‬ل إليهم عن‬
‫طريق البريد‪ ،‬وبعد ذلك تش‪6‬رع في اس‪6‬تخالص النت‪6‬ائج بواس‪6‬طة طرائ‪6‬ق إحص‪6‬ائية‬
‫عددية أو هندسية‪.‬‬
‫لكن هناك فرق بين االستمارة وسبر الرأي(‪ )sondage d’opinion‬يتحدد‬
‫في هذا الجدول من خالل ثالثة عناصر معينة‪:‬‬
‫سبر اآلراء‬ ‫االستمارة‬ ‫العناصر‬
‫‪-‬تأخذ مواضيع عديدة من ‪-‬تقصي الرأي حول مسألة‬ ‫أ‪-‬موضوع األسئلة‬
‫محدد مثل(تعديل دستور‪ ،‬مع‬ ‫حياة المبحوث‪،‬‬
‫أو ضد‪ ،‬إدراج عنصر اللغة‬ ‫مثل(طرق العيش‪،‬‬
‫الراتب‪ ،‬الحياة الزوجية‪ ،‬في التعليم‪ ،‬تقييم مرحلة معينة‪.‬‬
‫ونريد من ذلك استطالع رأي‬ ‫العنف‪ ،‬التعليم‪)....‬‬
‫األغلبية في المسألة‬
‫المعروضة‪.‬‬

‫مجتمع كبير أمام سؤال‬ ‫ب‪-‬األفراد المستهدفين ‪-‬أسئلة محددة في‬


‫واحد(قضية)‪.‬‬ ‫مواضيع معينة لعينة‬
‫محددة من المبحوثين‬

‫‪-‬سؤال واحد يتطلب إعطاء‬ ‫‪-‬قد تكون محدودة حول‬ ‫ج‪-‬عدد األسئلة‬
‫رأي‪ ،‬أو موقف‪.‬‬ ‫مواضيع وأبعاد مختلفة‬
‫من مجال معين‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــ‪7‬ـــــــــــــــــــــــــــ‬
‫رابعا ‪ :‬التجريب‪:‬‬
‫أسلوب التجربة في العلوم اإلنسانية يقوم أساسا على أسلوب التجارب العلمية‬
‫الميدانية والمخبرية ال‪6‬تي ت‪6‬ؤدي إلى التع‪6‬رف على العالق‪6‬ات الس‪6‬ببية بين العوام‪6‬ل‬
‫المختلفة التي تؤدي إلى حدوث الظاهرة أو المشكلة‪.‬‬
‫وتتضمن التجربة المرور على بعض الخطوات أهمها مالحظة الظاهرة في‬
‫الواقع ومحاولة التعرف على أسباب وقوعها‪ ،‬أبعادها المختلفة‪ ،‬حيث يمكن للباحث‬
‫وضع فرضيات قابلة لالختبار ومبنية على مالحظاته العلمية الصحيحة والدقيقة‪.‬‬
‫نستعمل هذه التقنية عندما نريد البحث في العالقة بين السبب والنتيجة‪ ،‬حيث‬
‫يسمح بفحص تأثير المتغير المستقل في المتغير التابع‪ .‬مثال تأثير تغير سعر س‪66‬لعة‬
‫معينة((‪(PA‬متغير مستقل) في تغير الكمي‪6‬ة المطلوب‪6‬ة(‪ )QA‬من ط‪6‬رف المس‪6‬تهلك‬
‫حول هذه السلعة (متغير تابع) في زمن معين‪.‬‬
‫كما قد نستعمل عدة أمثلة في هذا المجال كتجريب طريقة فعالة في عملي‪66‬ة اإلنت‪66‬اج‪،‬‬
‫على سبيل المثال تجارب اإلدارة العلمية للعمل في بداية القرن‪ 20‬التي قادها الع‪66‬الم‬
‫األمريكي تايلور‪ ،‬وكذلك العالم ألتون مايو صاحب مدرس‪66‬ة العالق‪66‬ات اإلنس‪66‬انية في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وق‪66‬د س‪66‬اعد نج‪66‬اح ه‪66‬ذه التقني‪66‬ة في التج‪66‬ريب االعتم‪66‬اد على النم‪66‬اذج الرياض‪66‬ية‬
‫واإلحصائية للتمييز بين المتغيرات‪.‬‬
‫في األصل هذه التقنية ترتبط بالعلوم الطبيعية‪ ،‬وامتدت إلى العلوم اإلنسانية‪،‬‬
‫وأص‪66‬بح القي‪66‬ام بالتجرب‪66‬ة يتطلب تحدي‪66‬د ن‪66‬وعين من المتغ‪66‬يرات‪ :‬المتغ‪66‬ير المس‪66‬تقل‪،‬‬
‫والمتغير التابع من أجل تتبع ومالحظة اآلثار التي يخلفها التغير على المتغير ال‪66‬ذي‬
‫يتلقى التأثير‪.‬‬
‫ولكن يص‪666‬عب تط‪666‬بيق ه‪666‬ذه التقني‪666‬ة على الظ‪666‬اهرة الكيفي‪666‬ة في البحث‬
‫األنثروبولوجي‪ ،‬لعدم القدرة على قياسها‪ .‬وإيجاد العالقة بين السبب واألثر‪ .‬فالع‪66‬الم‬
‫راد كلي‪6666‬ف ب‪6666‬راون ي‪6666‬رى أن القص‪6666‬د من اس‪6666‬تخدام التجرب‪6666‬ة على الظ‪6666‬واهر‬
‫األنثروبولوجية هو التوصل إلى اكتشاف القوانين التي تخضع له‪66‬ا الظ‪66‬واهر‪ ،‬حيث‬
‫يقتض‪66‬ي ذل‪66‬ك االس‪66‬تناد إلى وض‪66‬ع الفرض‪66‬يات‪ ،‬ل‪66‬ذلك اس‪66‬تخدم ب‪66‬راون في بحوث‪66‬ه‬
‫األنثروبولوجية الفروض في توجيه بحوثه‪ ،‬وعرفه بالمنهج الفرض‪.‬‬
‫‪-‬مثال‪ :‬يستخدم التجربة لدراسة ومالحظ‪6‬ة م‪6‬دى ت‪6‬أثير وس‪6‬ائل االتص‪6‬ال الحديث‪6‬ة‬
‫على الجمه‪66‬ور المس‪66‬تمع أو الق‪66‬ارئ أو المش‪66‬اهد‪ ،‬وذل‪66‬ك للكش‪66‬ف عن االتجاه‪66‬ات‬
‫واالهتمام‪6‬ات والقيم الس‪6‬ائدة في الجماع‪6‬ات المختلف‪66‬ة‪ ،‬وتحدي‪6‬د مح‪66‬ور االهتم‪6‬ام في‬
‫محتوى االتصال‪ ،‬ووصف ت‪66‬أثير م‪66‬ادة االتص‪66‬ال في تغي‪66‬ير اإلتجاه‪66‬ات واألس‪6‬اليب‬
‫السلوكية للجمهور المستمع أو القارئ أو المشاهد‪.‬‬
‫ق‪66‬ام العدي‪66‬د من علم‪66‬اء األنثروبولوجي‪66‬ا ب‪66‬إجراء بعض االختب‪66‬ارات الخاص‪66‬ة‬
‫بالذكاء على األفراد البدائيين ونفسياتهم للتأك‪66‬د من ص‪66‬حة النظري‪66‬ات المنتش‪66‬رة عن‬
‫األجناس البشرية المتنوعة وتفاوت مقدراتها العقلية والشعورية وعالق‪66‬ة األم‪66‬راض‬
‫النفسية بظروف البيئ‪66‬ة الطبيعي‪66‬ة واالجتماعي‪66‬ة‪ .‬وت‪66‬بين أن ه‪66‬ذه النظري‪66‬ات ال تع‪66‬د‬
‫نظريات علمية إال إذا استندت على اختبارات علمية تقيس قدراتهم المختلف‪66‬ة‪ .‬ل‪66‬ذلك‬
‫اعتمدت الدراسات األنثروبولوجية على تج‪66‬ارب علم النفس لمعرف‪66‬ة ف‪66‬روق ال‪66‬ذكاء‬
‫واإلحساس للتحقق من وجود فوارق عقلية ونفسية‪ ،‬وراثية كانت أم مكتس‪66‬بة يتم‪66‬يز‬
‫به جنس بشري عن آخر‪.‬‬
‫كما قام علم‪66‬اء أمريك‪66‬يين بتج‪66‬ارب للمقارن‪66‬ة بين ذك‪66‬اء األطف‪66‬ال الزن‪66‬وج واألطف‪66‬ال‬
‫البيض واستغلوا نتائج هذه األبحاث في التفرقة العنصرية‪ .‬أيضا ق‪66‬امت األمريكي‪66‬ة‬
‫روت بنديكت بتجارب عن بعض الثقافات البدائية‪ ،‬واس‪66‬تعملت اختب‪66‬ارات تجريبي‪66‬ة‬
‫على بعض القبائل أكدت فيها تأثير النماذج الثقافية والتنشئة االجتماعية على أنماط‬
‫السلوك واالتجاهات العامة‪.‬‬
‫وبش‪66‬كل ع‪66‬ام اس‪66‬تعان علم‪66‬اء األنثروبولوجي‪66‬ا باالختب‪66‬ارات النفس‪66‬ية للقي‪66‬ام‬
‫بالتجارب في مجال الذكاء واإلبداع والمهارة والموسيقى والرسم في تحديد سمات‬
‫الشخص‪666‬ية من ناحي‪666‬ة الم‪666‬يزاج والطب‪666‬اع وطبق‪666‬وا االختب‪666‬ارات على الس‪666‬الالت‬
‫والجماعات من أجل معرفة ما إن كانت االختالف‪66‬ات ترج‪66‬ع إلى عام‪66‬ل الوراث‪66‬ة أم‬
‫إلى عامل البيئة االجتماعية والثقافية‪(.‬وسام العثمان‪)81-‬‬

‫ـــــــــــــــــــــ‪8‬ــــــــــــــــــــ‬
‫خامسا‪-‬تقنية تحليل المضمون‪:‬‬
‫هي تقني‪66‬ة غ‪66‬ير مباش‪66‬رة تطب‪66‬ق على م‪66‬ادة مكتوب‪66‬ة أو مس‪66‬موعة أو س‪66‬معية‬
‫بصرية‪ ،‬تصدر عن أفراد أو جماعات‪.‬‬
‫وتس‪666‬تخدم في العدي‪666‬د من التخصص‪666‬ات والمج‪666‬االت في العل‪666‬وم االنس‪666‬اينة‬
‫واالجتماعية باألخص‪ .‬مثال لمعرفة اتجاهات األفراد نح‪66‬و اس‪66‬تهالك س‪66‬لعة معين‪66‬ة‪،‬‬
‫نقوم بتحليل مضمون األحاديث المتداول‪66‬ة بين الن‪66‬اس في الش‪66‬ارع‪ ،‬ومك‪66‬اتب العم‪66‬ل‬
‫والمؤسسات‪.‬‬
‫‪-‬تحلي‪6‬ل مض‪6‬مون الص‪6‬حف واإلعالن‪6‬ات المنتش‪6‬رة في المجتم‪6‬ع لمعرف‪6‬ة اتجاهاته‪6‬ا‬
‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪-‬تحليل مضمون برن‪6‬امج دراس‪6‬ي لط‪6‬ور معين من أج‪6‬ل معرف‪6‬ة قيم‪6‬ة اجتماعي‪6‬ة أو‬
‫وطنية معينة مثال‪ :‬التنشئة الدينية‪ ،‬المواطنة‪ ،‬العنف‪....‬إلخ‪.‬‬
‫‪-‬تحليل مضمون رسائل وخطب سياسية في فترة زمنية معينة‪.‬‬
‫وتس‪66‬تخدم ه‪66‬ذه الطريق‪66‬ة في مج‪66‬ال األنثروبولوجي‪66‬ا كوس‪66‬يلة لجم‪66‬ع البيان‪66‬ات‬
‫الكيفية في السلوكيات والمواقف لدى األف‪66‬راد والجماع‪66‬ات ح‪66‬ول الع‪66‬ادات والتقالي‪66‬د‬
‫والممارسات المختلفة‪.‬‬
‫بذلك يعتبر تحليل المضمون وسيلة من وسائل جمع البيان‪66‬ات‪ ،‬حيث يس‪66‬تخدم‬
‫ك‪66‬أداة في تحلي‪66‬ل محت‪66‬وى الم‪66‬ادة ال‪66‬تي تق‪66‬دمها وس‪66‬ائل االتص‪66‬ال الجمعي‪ ،‬ففي حين‬
‫ترتبط أشكال الدراسات المسحية السابقة باالتصال المباشر م‪66‬ع المص‪66‬ادر البش‪66‬رية‬
‫التي تمتلك المعلومات التي يريدها الباحث‪ ،‬ف‪66‬إن دراس‪66‬ات تحلي‪66‬ل المحت‪66‬وى تتم من‬
‫غير اتص‪66‬ال‪ ،‬حيث يكتفي الب‪66‬احث باختي‪66‬ار ع‪66‬دد من الوث‪66‬ائق المرتبط‪66‬ة بموض‪66‬وع‬
‫بحثه مثل السجالت والق‪66‬وانين واألنظم‪66‬ة والص‪66‬حف والمجالت وب‪66‬رامج التلفزي‪66‬ون‬
‫والكتب المدرس‪66‬ية وغيره‪66‬ا من الم‪66‬واد ال‪66‬تي تح‪66‬وي المعلوم‪66‬ات ال‪66‬تي يبحث عنه‪66‬ا‬
‫الب‪66‬احث‪ .‬ويرتب‪66‬ط تحلي‪66‬ل المض‪66‬مون ارتباط ‪ً6‬ا وثيق ‪ً6‬ا ب‪66‬البحوث التاريخي‪66‬ة والمنهج‬
‫التاريخي‪.‬‬
‫كم‪66‬ا يس‪66‬تخدم أيض‪ً6‬ا في الدراس‪66‬ات التربوي‪66‬ة والنفس‪66‬ية والسياس‪66‬ية أك‪66‬ثر مم‪66‬ا‬
‫يس‪66‬تخدم في الدراس‪66‬ات اإلجتماعي‪66‬ة‪ ،‬ألن الدراس‪66‬ات االجتماعي‪66‬ة تعتم‪66‬د على منهج‬
‫المسح الميداني والمنهج المقارن ومنهج المالحظة والمالحظة بالمشاركة أكثر مم‪66‬ا‬
‫تعتمد على منهج تحليل المضمون‪ .‬ومع ذلك يستخدم تحليل المضمون في األبح‪66‬اث‬
‫والدراسات االجتماعي‪66‬ة ال‪66‬تي يص‪66‬عب مقابل‪66‬ة وح‪66‬داتها نظ‪66‬رًا لوفاته‪66‬ا أو غيابه‪66‬ا أو‬
‫بع‪66‬دها الجغ‪66‬رافي أو ارتف‪66‬اع مكانته‪66‬ا االجتماعي‪66‬ة والسياس‪66‬ية‪ .‬ل‪66‬ذا يض‪66‬طر الب‪66‬احث‬
‫االجتم‪66‬اعي في مث‪66‬ل ه‪66‬ذه الح‪66‬االت إلى اس‪66‬تخدام الوث‪66‬ائق والس‪66‬جالت والمس‪66‬تندات‬
‫والمذكرات والمقاالت والصحف وغيرها من أجل التوصل إلى الحق‪66‬ائق والبيان‪66‬ات‬
‫عن موضوع البحث المزمع إجراءه‪.‬‬
‫‪ -‬استخدامات تحليل المضمون‪:‬‬
‫هناك عدة أسباب تجعل الباحث في مجال علم اإلجتماع وبقي‪66‬ة ف‪66‬روع العل‪66‬وم‬
‫اإلجتماعي‪66‬ة األخ‪66‬رى‪ ،‬يس‪66‬تخدم أس‪66‬لوب تحلي‪66‬ل المض‪66‬مون‪ ،‬ويمكن تلخيص ه‪66‬ذه‬
‫األسباب فيما يلي‪:‬‬
‫‪ 1-‬تحلي‪66‬ل محت‪66‬وى الم‪66‬ادة ال‪66‬تي ت‪66‬رمي إليه‪66‬ا وس‪66‬ائل االتص‪66‬ال الجم‪66‬اهيري‪ ،‬مث‪66‬ل‬
‫الصحف والمجالت‪ ،‬وبرامج اإلذاعة المرئي‪66‬ة والمس‪66‬موعة‪ ،‬فالب‪66‬احث ال‪66‬ذي يه‪66‬دف‬
‫إلى تحلي‪66‬ل محت‪66‬وى الم‪66‬ادة ال‪66‬تي ت‪66‬رمي إليه‪66‬ا وس‪66‬ائل اإلتص‪66‬ال يتس‪66‬اءل ع‪66‬ادة على‬
‫مضمون الرس‪6‬الة االتص‪6‬الية‪ ،‬إلى ج‪6‬انب التس‪6‬اؤل عن عناص‪6‬ر العملي‪6‬ة االتص‪6‬الية‬
‫المتمثلة في من يقول ماذا‪ ،‬إلى من‪ ،‬كيف وما هو األث‪66‬ر؟‪ ،‬حيث نلح‪66‬ظ أن األدبي‪66‬ات‬
‫تزخر بهذا النوع من الدراسات النظرية والتطبيقية‪.‬‬
‫‪ 2-‬تحليل النص للوصول إلى االستنتاجات عن المرسل من ناحي‪66‬ة‪ ،‬وعن األس‪66‬باب‬
‫أو خلفي‪66‬ات الرس‪66‬الة اإلتص‪66‬الية من ناحي‪66‬ة أخ‪66‬رى‪ ،‬فمن خالل تحلي‪66‬ل مض‪66‬مون‬
‫النصوص يمكن للباحث التمييز بين كتاب أو مؤلفين‪ ،‬حيث يمكن تمييز ب‪66‬احث عن‬
‫آخر من خالل الكلمات أو التعبيرات المميزة لكل منهم على حدة‪.‬‬
‫‪ 3-‬يستخدم تحليل المضمون الستنتاج أوجه التغير الثقافي والثقافة عن طري‪66‬ق قي‪66‬ام‬
‫الباحث مثًال بتحليل مضمون األدبيات السائدة في أكثر من ثقافة مختلفة‪ .‬ومن أمثلة‬
‫الدراسات في هذا اإلطار الدراسة التي قام بها ديفيد مكيالند للتمييز بين عدة ثقافات‬
‫عن طريق تحليل مضمون األدبيات السائدة في ثقافات متباينة‪.‬‬
‫‪ 4-‬يستخدم تحليل المضمون في دراس‪66‬ة الجمه‪66‬ور المس‪66‬تمع أو الق‪66‬ارئ أو المش‪66‬اهد‬
‫وتأثير اإلتصال على الجمهور‪ ،‬وذلك للكش‪66‬ف عن اإلتجاه‪66‬ات واالهتمام‪66‬ات والقيم‬
‫الس‪66‬ائدة في الجماع‪66‬ات المختلف‪66‬ة‪ ،‬وتحدي‪66‬د مح‪66‬ور اإلهتم‪66‬ام في محت‪66‬وى اإلتص‪66‬ال‪،‬‬
‫ووصف تأثير مادة االتصال في تغي‪66‬ير االتجاه‪66‬ات واألس‪66‬اليب الس‪66‬لوكية للجمه‪66‬ور‬
‫المستمع أو القارئ أو المشاهد‪.‬‬
‫‪ -‬خطوات تحليل المضمون‪:‬‬
‫يتطلب تحليل المضمون اتخاذ خطوات معين‪66‬ة لض‪66‬مان نت‪66‬ائج علمي‪66‬ة مقبول‪66‬ة‬
‫هي‪:‬‬
‫‪ 1-‬على الب‪66‬احث أن يق‪66‬رر م‪66‬ا يري‪66‬د من دراس‪66‬ته مث‪66‬ل مق‪66‬دار العن‪66‬ف المش‪66‬اهد في‬
‫التلفزيون أو القيم االجتماعية التي تبثها أفالم الكارتون‪.....‬الخ‪.‬‬
‫‪ 2-‬على الباحث أن يقرر وحدة التحليل‪ ،‬كالكلمة أو الفكرة أو الشخصيات‪.‬‬
‫‪ 3-‬على الباحث أن يحدد طبيعة الفئات التي سوف يجري التحليل بموجبها‪.‬‬
‫‪ 4-‬على الباحث أن يقرر المجتمع الذي يدرسه والعينة التي يختارها‪.‬‬
‫‪ 5-‬على الباحث أن يقرر كيفية معالجة بيانات إحصائية الستخالص النتائج‪.‬‬

‫‪ -‬المجتمع والعينة في تحليل المضمون‪:‬‬


‫يختل‪66‬ف مجتم‪66‬ع أو وح‪66‬دة الدراس‪66‬ة في تحلي‪66‬ل المض‪66‬مون ب‪66‬اختالف أه‪66‬داف‬
‫البحث‪ ،‬فلو كان الباحث يريد تحليل محتوى صحيفة يومية معينة مثال‪ ،‬فإن مجتم‪66‬ع‬
‫البحث هو جميع أعداد الص‪66‬حيفة الص‪66‬ادرة خالل الف‪66‬ترة ال‪66‬تي يغطيه‪6‬ا البحث‪ .‬ف‪66‬إذا‬
‫كانت أهداف البحث ت‪6‬دور ح‪66‬ول م‪6‬ا ي‪6‬دور في ب‪6‬رامج تلفزي‪6‬ون م‪6‬ا‪ ،‬يك‪6‬ون مجتم‪6‬ع‬
‫البحث البرامج التي تبث خالل س‪6‬اعات البث التلفزي‪6‬وني‪ .‬وق‪6‬د تت‪6‬أثر عملي‪6‬ة تحدي‪6‬د‬
‫وحدة البحث بعدة عوامل مثل استمرارية أو انقطاع الجرائد والمجالت لفترة زمنية‬
‫معينة‪ ،‬توفر أو عدم توفر النصوص المطلوبة بالكامل‪ ،‬ومدى تمثيل أو عدم تمثي‪66‬ل‬
‫المفردات لوحدة البحث محل االهتمام والدراسة‪.‬‬
‫يلجأ الباحث إلى اختيار عينة ممثلة لمجتمع الدراسة أو البحث‪.‬عندما يصعب‬
‫عليه دراسته دراسة كاملة‪ ،‬ومن أكثر أنماط العينات المستخدمة في دراسات تحليل‬
‫المضمون عمومًا العينة المتعددة المراح‪66‬ل أو عين‪66‬ة التجمع‪66‬ات‪ ،‬والعين‪66‬ة العش‪66‬وائية‬
‫المنتظمة‪ .‬إذن فالعينة المختارة في الدراسات التي تستخدم أسلوب تحليل المضمون‬
‫كأداة لجمع البيانات قد تش‪66‬مل الكلم‪66‬ات‪ ،‬العب‪66‬ارات‪ ،‬الجم‪66‬ل‪ ،‬الفق‪66‬رات‪ ،‬المب‪66‬احث أو‬
‫األج‪666‬زاء‪ ،‬الفص‪666‬ول‪ ،‬المق‪666‬االت‪ ،‬الكتب‪ ،‬الخطب‪ ،‬الوث‪666‬ائق‪ ،‬ال‪666‬برامج المرئي‪666‬ة‬
‫والمسموعة‪ ،‬الجرائد والمجالت‪ ،‬السيرة الذاتية للقادة وغيرها‪.‬‬
‫مزايا وعيوب تحليل المضمون‪:‬‬
‫يمتاز أسلوب تحليل المضمون بعدد من المزايا هي‪:‬‬
‫‪ -‬ال ي ؤثر الب احث في المعلوم ات ال تي يق وم بتحليله ا فتبقى كم ا هي قب ل وبع د‬
‫إجراء الدراسة‪.‬‬
‫‪-‬بعض العيوب مثل ‪:‬‬
‫‪ -‬كون بعض الوثائق التي يحللها الباحث ليست واقعية‪ ،‬بل تمثل صورة مثالية‪.‬‬
‫‪ -‬ق د ال يس تطيع الب احث اإلطالع على بعض الوث ائق الهام ة وال تي تتس م بط ابع‬
‫السرية‪.‬‬
‫‪-‬ال يتمكن الب احث من االطالع على بعض المواق ف في المجتمع ات المغلق ة‬
‫والمحافظة‪.‬‬
‫‪ -‬ق د تك ون بعض الوث ائق محرف ة أو م زورة‪ ،‬مم ا ي ؤدي إلى نت ائج خاطئ ة بع د‬
‫تحليلها‪.‬‬
‫ــــــــــــ‬
‫المراجع‪:‬‬
‫‪-‬علي المكاوي‪ ،‬قضايا منهجية معاصرة‪ ،‬في علم االجتماع واألنثروبولوجيا‪،‬‬
‫جامعة القاهرة‪ ،‬د‪/‬ت‬
‫‪-‬محمد الجوهري‪ ،‬علم الفولكلور‪ ،‬دراسة في األنثروبولوجيا الثقافية‪ ،‬مكتبة النصر‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة ‪.2004‬‬
‫‪-‬عيسى الش‪66‬ماس‪ ,‬م‪66‬دخل إلى علم اإلنس‪66‬ان(األنثروبولوجي‪66‬ا)‪ ,‬من منش‪66‬ورات موق‪66‬ع‬
‫اتحاد كتاب العرب على شبكة األنترنت‪ www.awu.dam.org:‬دمشق‪2004,‬‬

‫‪-‬وسام العثمان‪ ,‬المدخل إلى األنثروبولوجيا‪,‬ط‪,1‬األهالي للطباعة والنشر والتوزي‪66‬ع‪,‬‬


‫دمشق‪.2002 ,‬‬

‫‪-‬أحمد الخشاب‪ ,‬دراسات أنثروبولوجية‪ ,‬دار المعارف‪ ,‬مصر ‪.1970‬‬

‫‪-‬جاك لومبار‪ ,‬مدخل إلى االثنولوجيا‪ ,‬ترجمة حسن قبيسي‪ ,‬المركز الثقافي العربي‪,‬‬
‫‪1‬ط ‪1997.‬بيروت‪.‬‬

‫‪-‬علي عبد هللا الجباوي ‪.‬علم خص‪66‬ائص الش‪66‬عوب ‪.‬علم األق‪66‬وام ‪ ,‬التل‪66‬وين ‪ ,‬دمش‪66‬ق ‪.‬‬
‫‪.2007‬‬

‫‪-‬كل‪66‬ود ليفي س‪66‬تروس‪ ,‬االنثروبولوجي‪66‬ة البنيوي‪66‬ة‪ ,‬ترجم‪66‬ة المرك‪66‬ز الثق‪66‬افي الغ‪66‬ربي‪,‬‬


‫بيروت ‪. 1995‬‬
‫‪ -‬بيار بونت‪ ,‬ميشال إيزار‪ ,‬معجم األثنولوجي‪66‬ا واألنثروبولوجي‪66‬ا‪ ,‬ترجم‪66‬ة وإش‪66‬راف‬
‫مصباح الصمد‪,‬ط‪ ,1‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع"مجد"‪.2006,‬‬

‫‪-‬موريس أنجرس‪ ،‬منهجية البحث العلمي في العلوم اإلنسانية‪-‬تدريبات عملي‪66‬ة‪ -‬دار‬


‫القصبة للنشر –الجزائر‪.2004 ،‬‬

‫‪-‬دلي و فض يل‪ ،‬المنهج ال بيوغرافي‪ ،‬اس تعمال الس ير الذاتي ة والحياتي ة في علم‬
‫االجتماع‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية ‪،‬ع‪.1999 ،2‬‬

You might also like