You are on page 1of 304

‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫املركز اجلهوي ملهن الرتبية والتكوين‪ ،‬الدار البيضاء‪-‬سطات‬

‫اجمللة العلمية الدولية‬


‫للرتبية و التكوين‬

‫عدد خاص بالندوة الدولية حول البحث العلمي يف‬


‫الرتبية والتكوين ‪CIRSEF 2017‬‬

‫العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬


‫‪1‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫قر� إاليــداع ن‬
‫القانو�‪2017PE0042 :‬‬
‫ي‬
‫‪ISSN: 2550-5246‬‬

‫‪2‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫املدير املسؤول‪:‬‬
‫ميل‬
‫عبد الســام ي‬

‫هيأة التحرير‪:‬‬
‫جــواد اكبيــض‬ ‫ـز�ن‬
‫حممــد أمـ ي‬

‫‪3‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫القانو�‪2017PE0042 :‬‬ ‫قر� إاليــداع ن‬


‫ي‬
‫‪ISSN: 2550-5246‬‬
‫التال‪:‬‬ ‫ت ن‬ ‫ن‬ ‫ة‬
‫و� ي‬ ‫املج ــ� متاحــة جما� عىل املوقــع االلك� ي‬
‫‪https://www.crmefcasablancasettat.org‬‬

‫‪4‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫تقــديـم اجملـلــة‬
‫ـو� جمـ ةـ� ب�ثيــة دوليــة تصــدر عــن املركــز ج‬
‫الهــوي ملهــن تال� بيــة والتكـ ي ن‬
‫ـو�‬ ‫إن املج ـ ةـ� العمليــة الدوليــة تلل� بيــة والتكـ ي ن‬
‫الــدار البيضــاء‪ -‬ســطات‪.‬‬
‫آ‬ ‫أ‬
‫ت�وم املج ـ ةـ� بلــوغ ج�لة مــن الهداف‪ ،‬وتتحدد اكل ت ي�‪:‬‬
‫أ‬ ‫ن أ‬ ‫ة ت‬ ‫لة‬ ‫ث‬
‫ـو� الســاس واملســتمر لطــر‬ ‫لم� الرصـ ي نـ� حــول أســئ وإشــاالت متصــ� ب�ل� بيــة والتعلـ يـم والتكـ ي‬ ‫• إ�رة النقــاش الع ني‬
‫والدارة والتقنيـ يـ�؛‬‫التدريــس إ‬
‫ف‬ ‫ـا� بأ�ــاث الفرق خ‬ ‫ئ‬
‫ين‬
‫والتكو�؛‬ ‫واملتـرب ات البحثية ي� جمــال تال� بية‬ ‫• تعــرف نتـ ج‬
‫• تقــامس التجــارب واملمارســات التعليميــة والتكوينية؛‬
‫ت‬
‫• استكشــاف خطــوات نوعيــة‪ ،‬بغــرض تطـ يـو� املمارســات التعليميــة والتكوينية جو�ويدها‪.‬‬
‫ن ف‬ ‫وتنـ شـر املج ـ ةـ� موادهــا ب� ي ن‬
‫مرت� ي� الســنة‪.‬‬
‫للغت� العربية والفرنســية‪ ،‬وتصدر ي‬

‫قــواعــد النشــر‬
‫آ‬ ‫ف‬ ‫ُ‬
‫تصــاغ املــواد املقدمــة للنـ شـر ي� املج ـ ةـ� ب�للغــة العربية أو الفرنســية‪ ،‬ي جو�ــب أن تتقيد ب�ل�ش وط التية‪:‬‬
‫و�؛‬ ‫ت ن‬ ‫تخ‬
‫لم�‪ ،‬و�صصه‪ ،‬بو� يده االلك� ي‬ ‫• كتابــة عنــوان الدراســة‪ ،‬وامس الباحــث‪ ،‬ولقبه الع ي‬
‫ت‬
‫ـو� ب�لخــص مــن ‪ 200‬ملكــة‪ ،‬مــع �ديــد‬ ‫• عــى مســتوى حج ــم النــص ي ج�ــب أال يتعــدى ‪ 10000‬ملكــة‪ ،‬ويكــون مصحـ ب‬
‫أربــع أو خ�ــس ملكــات مفاتيــح؛‬
‫ئ‬
‫ـا�‬
‫وامل�جيــة‪ ،‬وعــرض النتـ ج‬ ‫والشــالية‪ ،‬ن‬ ‫اكلشــارة إىل إالطــار النظــري‪ ،‬إ‬ ‫• اســتيفاء البحــث جلمـ ةـ� مــن الضوابــط‪ ،‬إ‬
‫املتوصــل يإل�ــا‪ ،‬وتوثيــق إالحــاالت املرجعيــة؛‬
‫ف‬
‫عــال الملكــات‪ ، Winword‬ي جو�ــب أن تُ�ســل إىل بال� يــد‬ ‫ج‬ ‫ُيشــرت ط ي� إالهسامــات ُامل تق�حــة أن تكــون مطبوعــة ب�‬
‫عل�ــا ف� املج ة‬
‫ــ� العمليــة الدوليــة تلل� بيــة‬ ‫ي‬ ‫املنصــوص‬ ‫القواعــد‬ ‫م‬ ‫االلكــرت نو�‪ ، rsief@crmefcasablancasettat.org :‬تو�ــرت‬
‫ي‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫والتكــو�‪ ،‬الــواردة ي� العنــوان ال ت ي�‪:‬‬
‫ين‬
‫‪https://www .crmefcasablancasettat.org‬‬
‫آالراء الــواردة ف� املقاالت املنشــورة ال تعـرب عن ت جا�اهات املج لة‬
‫ي‬
‫‪5‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫تقديم العدد‬
‫ـو� لن�ش املداخالت الشــفوية ة‬
‫املقبول‬ ‫الثا� لملجـ ةـ� العملية الدوليــة تلل� بية والتكـ ي ن‬ ‫ي خ�صــص العــدد الرابــع املج لــد ن‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫والتكو�" (‪ ، )CIRSEF, 2017‬ال�ت‬
‫ين‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫بي‬ ‫ت‬
‫ال�‬ ‫�‬ ‫العمل‬ ‫البحث‬ ‫ـول‬‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫لي‬‫و‬ ‫الد‬ ‫ـدوة‬
‫ـ‬ ‫"الن‬ ‫�‬ ‫واملقدمــة ب�للغــة العربيــة‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ـو� الدار البيضاء ســطات‪ ،‬الفرع إالقليــ� ب� جلديدة ي خ‬
‫بتار� ‪ 13‬ماي ‪2017‬‬ ‫الهــوي ملهــن تال� بيــة والتكـ ي ن‬ ‫نظمهــا املركــز ج‬
‫ي‬
‫حول جمال‪:‬‬
‫" مقاربــة تدريســية املــدرس ب�لديداكتيــك وتكنولوجيــا املعلومات واالتصال"‬
‫ف‬ ‫وقــد ت‬
‫ين‬
‫والتكو�" (‪ )CIRSEF, 2017‬حول‬ ‫العمل ي� تال� بيــة‬ ‫البحث‬ ‫ـول‬‫ـ‬ ‫ح‬ ‫لية‬‫و‬ ‫الد‬ ‫ـدوة‬
‫ـ‬ ‫"الن‬ ‫ـذه‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـغال‬
‫ـ‬ ‫أش‬ ‫ـورت‬
‫ـ‬ ‫ح‬ ‫�‬
‫ي آ‬ ‫ف‬
‫أمعــال ب�ثيــة ي� احملاور التية‪:‬‬
‫احملور األول‪ :‬الديداكتيــك املهنية‬
‫‪La didactique professionnelle‬‬
‫احملور الثان��ي‪ :‬ديداكتيك املواد واملــواد املتقاطعة‬
‫‪La didactique disciplinaire et interdisciplinaire‬‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫التعل�‪ :‬الساســية واملســتمرة‬‫احمل��ور الثال��ث‪ :‬التكوينات ي� جمال ي‬
‫(‪Les formations à l'enseignement (initiale et continue‬‬
‫ف‬
‫احمل��ور الرابع‪ :‬التكوينات ي� جمال إالدارة املدرســية‬
‫‪Les formations à l’administration scolaire‬‬
‫احمل��ور اخلام��س‪ :‬ادمــاج تكنولوجيا املعلومــات واالتصال ب� تل� بية‬
‫(‪Le numérique éducatif (TICE‬‬

‫‪6‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫اللجنة املنظمة احمللية‬


‫ـ جــواد اكبيــض‬ ‫ ‬ ‫ـز�ن‬ ‫ـ حممــد أمـ ي‬
‫ـ املصطـ فـى العناوي‬ ‫ ‬ ‫ـ حممد الشــناوي‬ ‫ ‬
‫أ‬
‫ـ حممــد أنوار‬ ‫ ‬ ‫زم‬
‫ـ عطــاء الــه ي‬
‫ال‬ ‫ ‬
‫ـا�‬ ‫خ‬
‫ـ عبــد اللطيــف الـ ب ي‬ ‫ ‬ ‫ـاط‬
‫ـ أمحــد بـ ي‬ ‫ ‬
‫ن‬
‫ـ ج�ــاة بنكـ ن زـ�ة‬ ‫ ‬ ‫ـ امباركة عوشـب ي‬ ‫ ‬
‫ت‬
‫ـ با�اهـ يـم عوينـ ي‬ ‫ـوس‬
‫ـ عبــد احلميــد اليونـ ي‬ ‫ ‬
‫ـ احممــد العيدي‬ ‫ ‬ ‫ـ املصطـ فـى الريــق‬ ‫ ‬
‫ـ املصطـ فـى جالم‬ ‫ ‬ ‫ـال‬
‫ـ حممــد هلـ ي‬ ‫ ‬
‫ـا�‬‫ن‬
‫‪ -‬مـراد منـ ي‬ ‫ ‬ ‫ـارس‬
‫ـ أمــال الفـ ي‬ ‫ ‬
‫إدريس‬
‫ي‬ ‫ـ بوحسـ ي نـ� فالح‬ ‫ ‬ ‫ـ رضوان ملســودي‬ ‫ ‬
‫ـ امليلــود عـ ثـام ن ي�‬ ‫ ‬ ‫خد�ــة راوف‬ ‫ـ يج‬ ‫ ‬
‫ـ عبــد احلــق مهان‬ ‫ ‬ ‫ـ التبــاري نبــاري‬ ‫ ‬
‫ـ نبيـ ةـ� جــاد‬ ‫ ‬ ‫خد�ــة اجبــارة‬ ‫ـ يج‬ ‫ ‬
‫ـال العامري‬ ‫ـ عبــد العـ ي‬ ‫ ‬ ‫ـز� معاشــو‬ ‫ـ عبــد العـ ي ز‬ ‫ ‬
‫ـ أمحد رزيق‬ ‫ ‬ ‫ق‬
‫الصدي�‬ ‫ـ ســعيد‬ ‫ ‬
‫ي‬
‫اللجنة املنظمة اخلارجية‬
‫ـز� صاحــب الـ ي ن‬
‫ـد�‬ ‫ـ عبــد العـ ي ز‬ ‫ـ عبــد خ‬
‫الالــق فــوزي‬ ‫ ‬
‫ـارس‬
‫ـ صــاح أولفـ ي‬ ‫ـ فوزي بوســدرة‬ ‫ ‬
‫ف‬
‫ام‬‫ي‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫�‬ ‫ـ‬ ‫ ‬ ‫ـ محــاد الطالـب ي‬ ‫ ‬

‫‪7‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ـباع‬
‫ـ هشــام السـ ي‬ ‫ ‬ ‫ـ حممــد جـراف‬ ‫ ‬
‫ـ عبــد الغفور أطلس‬ ‫ ‬ ‫ـز� أحامــو‬ ‫ـ عـ ي ز‬ ‫ ‬
‫ـ خليــل ب ن� خوجــة‬ ‫ ‬ ‫ـ طــارق قصبــاوي‬ ‫ ‬
‫ـ ادريس مسـ ي ن‬
‫ـك�‬ ‫ ‬ ‫ـد�‬
‫ـ حممــد لغـ ي‬ ‫ ‬
‫ـ عبــد الرمحان ش‬
‫اهلا�‬ ‫ ‬ ‫ـا�‬
‫ي‬ ‫ـ عبــد الواحــد حج ـ ج ي‬ ‫ ‬
‫ـ حممــد غوداف‬ ‫ ‬ ‫ـ حممــد منقــاد‬ ‫ ‬
‫ن‬
‫الفات�‬ ‫ـ عبــد احلــق صاحــب الـ ي ن‬
‫ـ حممــد ي‬ ‫ ‬
‫ـد�‬ ‫ ‬
‫الد� بوطيب‬ ‫ـ صــاح ي ن‬ ‫ ‬ ‫ـ حسـ ي نـ� أزرول‬ ‫ ‬
‫ـ عبــد احلــق غريــب‬ ‫ ‬ ‫ز‬
‫ـ عـ يـز� لعريـب ي‬ ‫ ‬
‫ـ حممد شخ�ار‬ ‫ ‬ ‫ـ أبتــع عبــد اهلــادي‬ ‫ ‬
‫ـ حممــود املودن‬ ‫ ‬ ‫ـ عبــد إالهل قــدار‬ ‫ ‬
‫ف‬
‫ـ حممد تفر�ت‬ ‫ ‬ ‫ـ حممــد أ�امــو‬ ‫ ‬

‫اللجنة العلمية‬
‫الديــدة)‬‫ـ محــاد الطالـب ي (لكيــة العلــوم ج‬ ‫رو� لوزي (فرنســا)‬ ‫ن‬
‫ـ ي‬
‫ـ حممــد موســتاد (لكيــة العلــوم البيضــاء)‬ ‫ـ جـرار جودفرانــد (بلجيــا)‬
‫ـ عبــد خ‬ ‫أ‬
‫الديــدة)‬
‫الالــق فــوزي (لكيــة العلــوم ج‬ ‫الر�ط)‬
‫ـ حلســن مادي (م العليا للســاتذة ب‬
‫الديــدة)‬‫لغد�(لكيــة العلــوم ج‬
‫ـ حممــد ي‬ ‫ـ عبــد الكـ يـر� حسـ ن يـ� (شـ يـر ب�وك كنــدا)‬
‫الديــدة)‬‫ـ حســن النبــدي (لكيــة العلــوم ج‬ ‫(أاكد�يــة الــدار البيضــاء)‬ ‫ز‬
‫ي‬ ‫ـ عـ يـز� لعريـب ي‬
‫الديــدة)‬‫ـز� أحامــو (لكيــة العلــوم ج‬‫ـ عـ ي ز‬ ‫الصقل (شـ يـر ب�وك كندا)‬ ‫ـ حســن ي‬
‫الديــدة)‬
‫ـ حممــد منقــاد (لكيــة العلــوم ج‬ ‫ـ إلزبيــت مرشــال (بلجيــا)‬
‫الديــدة)‬ ‫ـز� صاحــب الـ ي ن‬
‫ـد� (لكيــة العلــوم ج‬ ‫ـ عبــد العـ ي ز‬ ‫الديــدي املهــدي (ليبيــا)‬ ‫ـ ج‬
‫ـ عبــد إالهل قــدار (اللكيــة املتعــددة االختصاصات‪ ،‬ســا)‬ ‫(أاكد�يــة بـ ن يـ� مــال)‬
‫ـ أمحــد آيــت لعشـ يـر ي‬
‫الديــدة)‬ ‫ـ با�اهـ يـم عوينـت ي (م ج م ت ت ج‬ ‫الديــدة)‬
‫ـوس (م ج م ت ت ج‬ ‫ـ عبــد احلميــد يونـ ي‬

‫‪8‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫الديــدة)‬
‫ـ فــوزي بوســدرة (اللكيــة متعــددة التخصصــات ج‬ ‫ ‬ ‫ـ حممــد الفاتـ ن يـ� (لكيــة العلــوم القنيطــرة)‬
‫الديــدة)‬ ‫ـ حممــد ورش (م ج م ت ت ج‬ ‫الديــدة)‬ ‫ـ املصطـ فـى العنــاوي (م ج م ت ت ج‬
‫الديدة)‬ ‫الديــدة) ـ حممــد جـراف (ك متعــددة التخصصات ج‬ ‫ـ خليــل ب ن� خوجــة (ك متعــددة التخصصــات ج‬
‫ن‬ ‫خ‬
‫الديدة)‬ ‫إدريس (م ج م ت ت ج‬ ‫ـ ب�سـ يـ� فالح أ ي‬ ‫الديــدة)‬ ‫ـا� (م ج م ت ت ج‬ ‫ـ عبــد اللطيــف الـ ب ي‬
‫الديدة)‬ ‫زم (م ج م ت ت ج‬ ‫الديــدة) ـ عطــاء الــه ال ي‬ ‫ـ طــارق قصبــاوي (ك متعــددة التخصصــات ج‬
‫ن‬
‫الديدة)‬ ‫ـ رضوان ملســودي (م ج م ت ت ج‬ ‫الديــدة)‬ ‫ـ ج�ــاة بنكـ ن زـ�ة (م ج م ت ت ج‬
‫الديــدة)‬ ‫ـ عبــد احلــق مهــان (م ج م ت ت ج‬ ‫الديــدة)‬ ‫ـ حممــد الشــناوي (م ج م ت ت ج‬
‫الديــدة)‬ ‫ـ مصطـ فـى الريــق (م ج م ت ت ج‬ ‫الديــدة)‬ ‫ـا� (م ج م ت ت ج‬ ‫ي‬
‫ـ مـراد منـ ن‬
‫الديــدة)‬ ‫ـ اامسعيــل النعــاس (م ج م ت ت ج‬ ‫الديــدة)‬ ‫ـ جــواد اكبيــض (م ج م ت ت ج‬
‫الديــدة)‬ ‫ـ احممــد العيــدي (م ج م ت ت ج‬ ‫الديــدة)‬ ‫ـ حممــد أنــوار (م ج م ت ت ج‬
‫الديــدة)‬ ‫ـاط (م ج م ت ت ج‬ ‫ـ أمحــد بـ ي‬ ‫الديــدة)‬ ‫ـار� (م ج م ت ت ج‬ ‫ـ عبــد اللطيــف الفـ ب ي‬
‫ـ عبــد الغفــور أطلــس (املدرســة الوطنيــة للعلــوم التطبيقيــة آسـف ي )‬ ‫الديــدة)‬ ‫ـز�ن (م ج م ت ت ج‬ ‫ـ حممــد أمـ ي‬
‫الديــدة)‬ ‫ـ امباركــة عوشـب ي (م ج م ت ت ج‬ ‫الديــدة)‬ ‫ـ ســعيد بنمبــارك (م ج م ت ت ج‬
‫ف‬ ‫ـ عبــد العـ ي ز‬
‫ام (املدرســة العليــا للتكنولوجيــا الصـ يـو�ة)‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫�‬ ‫ـ‬ ‫الديــدة)‬ ‫ـز� معاشــو (م ج م ت ت ج‬
‫الديــدة)‬ ‫ـ محــاد الطالـب ي (لكيــة العلــوم ج‬ ‫الديــدة)‬ ‫ـ امليلــود عـ ثـام ن ي� (م ج م ت ت ج‬
‫الديــدة)‬‫ـد� (م و للتجــارة والتسـ يـي� ج‬ ‫ـ عبــد احلــق صاحــب الـ ي ن‬ ‫الديــدة)‬ ‫خد�ــة راوف (م ج م ت ت ج‬ ‫ـ يج‬
‫آ‬ ‫ت‬ ‫ـ ادريــس مسـ ي ن‬
‫ام ب�ديدي (لكيــة الداب القنيطرة)‬ ‫ـك� (املدرســة آالعليــا للتكنولوجيــا الصـ يـو�ة) ـ ال� ي‬
‫ـا� (املدرســة الوطنيــة للعلــوم التطبيقية)‬ ‫ـ عبــد الواحــد حج ـ ج ي‬ ‫ـر�ط)‬ ‫ـ عبــد الكـ يـر� بلحــاج (لكيــة الداب الـ ب‬
‫الديــدة)‬ ‫ـ أمحــد رزيــق (م ج م ت ت ج‬ ‫ـ حسـ ي نـ� أزرول (لكيــة العلــوم فــاس)‬
‫ـد� بوطيب (التخصصات ىسـف ي )‬ ‫الديــدة) ـ صــاح الـ ي ن‬ ‫ـارس (م‪ .‬و‪ .‬للتجــارة والتسـ يـي� ج‬ ‫ـ صــاح أولفـ ي‬
‫ـ أبتــع عبــد اهلــادي (التخصصــات ىسـف ي )‬ ‫ـ حممــد غــوداف (لكيــة العلــوم مكنــاس)‬
‫الديــدة) ـ حممــد فـ تـر�ت (املدرســة الوطنيــة للعلــوم التطبيقية)‬ ‫ـباع (م‪ .‬و‪ .‬للتجــارة والتسـ يـي� ج‬ ‫ـ هشــام السـ ي‬
‫ـ حممــود املــودن (املدرســة الوطنيــة للعلــوم التطبيقيــة)‬ ‫ـر�ط)‬‫ـو� املفتشـ ي نـ� الـ ب‬ ‫ـ عبــد الــه بنــان (مركــز تكـ ي ن‬
‫ـر�ط)‬ ‫ح (لكيــة علــوم تال� بيــة الـ ب‬ ‫ـ مسـ يـرة ج ي‬ ‫ـز� بوســتة (م ج م ت ت طنجــة)‬ ‫ـ عـ ي ز‬

‫‪9‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪10‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫أساليب التدريس واسرتاتيجيات التعلم‬

‫حممد أمزيان‬
‫ين‬
‫والتكو�‬ ‫مخ تـرب الديداكتيــك والعلــوم املعرفية‬
‫‪1‬‬
‫ين‬
‫والتكو�‬ ‫الهوي ملهــن تال� بية‬
‫املركــز ج‬
‫الدار البيضاء ســطات‬

‫مقدمة‬
‫القا�ــة بـ ي نـ� املــدرس واملتعــم واملعرفــة‬ ‫تعكــس وضعيــات التعــم املــدرس واقعــا معقــدا مــن العالقــات والتفاعــات ئ‬
‫ي‬
‫خ‬ ‫رت‬
‫العمليــة‪ .‬فــإذا اكن املتعــم يوظــف جمموعــة مــن االســ اتيجيات واملهــارات والــرب ات الشــخصية أثنــاء تعملــه‪ ،‬فاملــدرس‬
‫أ‬
‫بــدوره ي خ�تــار جمموعــة مــن النشــطة البيداغوجيــة الـت ي ي�اهــا مناســبة‪ ،‬ويعمــل عــى تنظيمهــا اعـ تـامدا عــى طرائــق وأســاليب‬
‫ـو�‬ ‫وتقنيــات‪ ،‬تعكــس طبيعــة أســلوبه ف� التدريــس النـ جـا� عــن اختياراتــه وترصفاتــه أثنــاء ســعيه لتحقيــق اهلــدف املتـ خ‬
‫ي‬
‫مــن الــدرس‪ .‬فقــد يعمــد إىل اختيــار تقنيــات االســتنتاج ‪ Démarche déductive‬أو احلــوار أو االســتقراء أو إاللقــاء أو‬
‫ف‬ ‫يغ�هــا مــن التقنيــات البيداغوجيــة‪ .‬ن‬
‫وينبــ� اختيــار املــدرس‪ ،‬هلــذه التقنيــة أو تلــك عــى أســلوبه ي� التدريــس ‪Style‬‬ ‫ي‬
‫عــامد مقاربــة‬ ‫وتدبــر الــدرس ب� ت‬ ‫لتــال‪ ،‬فأســلوبه هــذا يســتند إىل تصــور خــاص بكيفيــة تخ�طيــط ي‬ ‫‪ .d’enseignement‬بو� ي‬
‫ن‬ ‫ين‬ ‫أ‬
‫املتعملــ�‪ ،‬وللدعامــات الديداكتيكيــة املتاحــة إل ج�ــاز ي‬
‫وتقــو�‬ ‫بيداغوجيــة لهــداف الــدرس‪ ،‬وللعالقــة التواصليــة مــع‬
‫ـ� ‪ .Modèle d’enseignement‬يو�كــن أن‬ ‫ن‬ ‫ض‬ ‫ن‬
‫أنشــطة املتعملـ يـ�‪ .‬وتنــدرج هــذه املقاربــة بدورهــا �ــن نســق عــام أو �ــوذج تعليـ ي‬
‫ـ� عــدة ن�ــاذج تعليميــة مخ تلفــة‪ ،‬حســب طبيعــة العالقــات ال ـت ي ينســجها لك ن�ــوذج‬ ‫تتعايــش داخــل نفــس النظــام التعليـ ي‬
‫ت‬ ‫ض‬ ‫ن‬
‫ـ�‬
‫لم�‪ .‬امك تنــدرج فاختيــارات املــدرس واممرســاته اليوميــة �ــن مبــادئ عامــة‪ ،‬قــد ج�عــه يعـ ي‬ ‫ـ� التع ي‬ ‫أملكــو�ت الفعــل التعليـ ي‬
‫الولويــة بل�اديغــم التعلـ يـم أو بل�اديغــم التعــم‪� .‬ــا الــذي ي ج�عــل إذن مدرسـ ي نـ� ينتمــون إىل نفــس املؤسســة‪ ،‬ويدرســون نفــس‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫خ‬
‫اس؟‬‫ي‬ ‫ر‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫الفص‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫داخ‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫التع‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫لوضعي‬ ‫مه‬‫ـر‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫وتدب‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تصميمه‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫طريق‬ ‫و�‬
‫ي‬ ‫ـم‪،‬‬‫ـ‬ ‫تدريهس‬ ‫ت‬ ‫ـار�‬
‫ب‬ ‫ـ‬ ‫مق‬ ‫�‬‫التالميــذ‪ ،‬ي�تلفــون ي‬
‫يوظ�ــا املتعــم أثنــاء‬ ‫ث� هــل هنــاك عالقــة ت� بــط أســاليب التدريــس‪ ،‬ال ـت ي خ�تارهــا املــدرس‪ ،‬ب�س ـرت اتيجيات التعــم ال ـت ف‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫تعملــه؟‬

‫‪11‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫النماذج التعليمية وأساليب التدريس‬


‫ـدرس ‪ ،Situations d’apprentissage scolaire‬ي�كــن التميـ ي زـ� بـ ي نـ� ثالثــة‬ ‫ن‬
‫ن اســتنادا أإىل مكــو�ت وضعيــات التعــم املـ ي‬
‫التعليــ� املتمركــز عــى املــدرس‪ ،Modèle centré sur l’enseignant‬النمــوذج املتمركــز‬ ‫ي‬ ‫�ــاذج عــى القــل‪ :‬النمــوذج‬
‫أ‬
‫عــى املتعــم‪ ،‬ث� النمــوذج املتمركــز عــى التفاعــل‪ .‬ويعــرف النمــوذج الول (املتمركــز عــى املــدرس) ب�عتبــاره يعتمــد عــى‬
‫ن‬
‫أســاليب التدريــس املبـ شـا� ال ـت ي تعكــس آراء وأفــار املــدرس الذاتيــة وهــو يقــوم بتوجيــه معــل التمليــذ وتتبــع جإ�ازاتــه‪.‬‬
‫ف‬
‫ـز� دور املــدرس وتبخيــس مشــاركة املتعــم‪� .‬ــن خــاهل‪ ،‬يـ تـم نقــل مضامـ ي نـ�‬ ‫ويســتند أالســلوب املبـ شـا� ف ي� التدريــس إىل تعـ ي ز‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫عالــة معــارف جم ـزأة ي� غيــاب‬ ‫ـل�‪� .‬ــو مطالــب ب� ج‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ومــردة‪ .‬وغالبــا مــا يكت ـف ي املتعــم بــدور املتلـ ق يـى السـ‬ ‫ـو�ت معـ ة‬
‫ـزول ج‬ ‫وحمتـ ي‬
‫النا�ــة نع�ــا‬
‫ت‬
‫ذا�ــا‪ ،‬فــإن املعرفــة ج‬ ‫أي ت�فـ ي زـ� مــن جانبــه‪ .‬وإذا اكن هــذا النمــوذج‪ ،‬يعت ـرب مواضيــع التعلـ يـم كغـ يـا�ت � حــد ت‬
‫ف‬
‫يت‬
‫قملــا تكــون مرتبطــة بواقــع املتعــم وحاجاتــه‪ .‬وهــذا مــا ي�ــد مــن قــدرة املتعــم عــى �ويلهــا أو نقلهــا إىل جمــاالت أو أنســاق‬
‫ف‬ ‫حتــو�ت املــواد الدراســية‪ .‬ت‬ ‫التعلــم‪ ،‬تيــم انتقاؤهــا بنــاء عــى ت‬ ‫ف‬
‫فيــم حــر املعــارف ي� حــدود‬ ‫عالق�ــا ب� ي‬ ‫ي‬ ‫أخــرى‪� .‬واضيــع‬
‫أ‬
‫املــادة الدراســية‪ .‬وغالبــا مــا يفتقــر املتعــم لدوات التنســيق‪ Coordination‬بـ ي نـ� املعــارف ال ـت ي يتلقاهــا مــن مخ تلــف املــواد‬
‫ف‬
‫الدراســية‪ .‬فاملتعــم يســتوعب راكمــا هائــا مــن املعــارف‪ ،‬لكنــه قملــا يســتثمرها ي� حياتــه اليوميــة‪ ،‬أو أثنــاء حــه لملشكلات‬
‫ت ج ف‬
‫اس‪ .‬حيــث‬ ‫ر‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫الفص‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫داخ‬ ‫ـلطته‬‫ـ‬ ‫لس‬ ‫ـدرس‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـتخدام‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ز‬ ‫رب‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـوذج‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫النم‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫وم‬ ‫ـه‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫حيات‬ ‫�‬
‫نال ـ ي يوا�هــا ي‬
‫يت‬ ‫ج�ــده يســى إىل تز�ويــد التالميــذ ب� خل ـرب ات واملهــارات التعليميــة ال ـت ي ي�اهــا مناســبة‪ ،‬امك يقــوم بتقـ ي‬
‫ـتو�ت �صيلهــم‬ ‫ـو� مسـ ي‬
‫ف‬ ‫ً‬
‫وفقــا الختبــارات حمــددة يسـهت دف نم�ــا التعــرف عــى مــدى تذكــر التالميــذ لملعلومــات الـت ي قدهمــا هلــم ي� الســابق‪ .‬ويبــدو‬
‫ـا�ة واملناقشــة املقيــدة‪.‬‬ ‫أن هــذا أالســلوب يتــاءم مــع جمموعــة مــن تقنيــات التدريــس خاصــة طريقــة إاللقــاء واحملـ ض‬
‫ف‬
‫ـ� املتمركــز عــى املتعــم ‪� ،Modèle centré sur l’apprenant‬ــو يســتند إىل الــدور الفعــال الــذي‬ ‫أمــا النمــوذج التعليـ ي‬
‫ن‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫وال ج�ــاز‪Performance‬‬ ‫ـد� تعملــه مــن خــال الفعــل ‪ Action‬إ‬ ‫يقــوم بــه املتعــم‪ ،‬ب�عتبــاره املســؤول الول عــن تعملــه‪� .‬ــو يـ ب‬
‫ف‬
‫موا�تــه للوضعيــات املش ـل�ة ‪� .Situations problèmes‬ــو يبحــث عــن احللــول املناســبة مــن خــال‬ ‫الــذي ي�ققــه أثنــاء ج‬
‫أ‬ ‫مــا يقــوم بــه مــن ت�ليــل ووضــع للفرضيــات واختبــار مــدى ت‬
‫حص�ــا‪ .‬وملــا اكن املتعــم غـ يـر قــادر لن يتعــم لك �ش ي ء لوحــده‪،‬‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫�ــو ف ي� حاجــة إىل مــن ي�خــذ بيــده دون أن ي�ــل حمــه‪ .‬امك أنــه ي� حاجــة أيضــا إىل امتــاك همــارات وكفـ يـا�ت أساســية تؤهــه‬
‫بلو�ــا‪،‬‬‫حلــل املشكلات املعقــدة‪ .‬ويعتمــد هــذا النمــوذج مــن الناحيــة البيداغوجيــة عــى ت�ديــد مســبق أللهــداف امل ـراد غ‬
‫أ‬ ‫ن‬ ‫ض‬
‫امك يعتمــد أيضــا عــى أســلوب تشــجيع وا� مــن قبــل املــدرس لتحفـ ي زـ� التالميــذ عــى إال ج�ــاز والقيــام ب�نشــطة هادفــة وفقــا‬
‫أ‬ ‫ن‬ ‫ت‬
‫للتعلــامت الــت ي �ــدد طبيعــة إال ج�ــازات والفعــال الســلوكية املطلوبــة‪ .‬ولعــل مــن التقنيــات البيداغوجيــة الــت ي يشــجع‬ ‫ي‬
‫أ‬
‫عل�ــا هــذا الســلوب حــل املشكلات واالكتشــاف املوجــه واالســتنتاج والتعلـ يـم امل ـرب جم‪.‬‬ ‫ي‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫وفـ يـام ي خ�ــص النمــوذج املتمركــز عــى التفاعــل ‪� ،Modèle centré sur l’interaction‬ــو ي�كــز ب�لســاس عــى العمــل‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫التعـ ن‬
‫ـاو� ‪� ،Travail coopératif‬ــو بذلــك يعتـرب التعــم كسـ يـرورة شــاملة ‪ .‬فاملتعــم مــن ج�تــه مطالــب ب�لتحــم ي� عــدد مــن‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫القــدرات والكفـ يـا�ت الوليــة‪ ،‬واملــدرس مطالــب مــن ج�تــه بتوفـ يـر الظــروف املناســبة للتعــم‪� .‬ــو إذن يلعــب دور الوســيط‬

‫‪12‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬
‫ـو� املج موعــات املســاعدة عــى التعــم‪ .‬ومــن ت�‪� ،‬ــو يشــجع عــى‬ ‫‪ ،Médiateur‬مــن خــال تصميمــه لوضعيــات التعــم وتكـ ي ن‬
‫ـو� مخ تلفــة‪ .‬يو�ى فيغوتسـ يـ� ‪ )Vygotski (1897-1934‬أن اكفــة العمليــات الســيكولوجية يه نتــاج‬ ‫اســتعمال أســاليب تقـ ي‬
‫ـ� يإل�ــا‪ .‬فالقــدرات العقليــة العليــا تنشــأ مــن االحتــاك والتفاعــل االجـ تـام يع عامــة‪،‬‬ ‫ت‬
‫والماعــة ال ـ ي ينتـ ي‬ ‫تفاعــل بـ ي نـ� الفــرد ج‬
‫ومــن االحتــاك القـ ئـا� بـ ي نـ� الطفــل والراشــد خاصــة‪ .‬فالـش ي ء الــذي يكتشــفه الطفــل أو يقــوم بــه اليــوم‪ ،‬امك يقــول فيغوتسـ يـ�‪،‬‬
‫ـر�‪ ،‬ســيقوى عــى فعــه واكتشــافه غــدا لوحــده‪.‬‬ ‫ب�ســاعدة آالخـ ي ن‬
‫ويشــجه هــذا النمــوذج أكـ ثـر مــن غـ يـره عــى اســتخدام أســاليب التعــاون والعمــل ب�ملج موعــات‪ ،‬أو اســتخدام الورشــات‬
‫املتعملــ� عــى مقارنــة كيفيــة اختبــارمه للفرضيــات مــع‬ ‫ين‬ ‫وتبــ� خطــوات نامل�ــج العلم� أثنــاء إجــراء التجــارب‪ ،‬تو� ي ز‬
‫فــ�‬ ‫ن‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫ئ ف‬ ‫ي‬
‫معــر�‬
‫ي‬ ‫يعــ� مــن قيمــة احلــوار واملناقشــة والــراع السوســيو‬ ‫ي‬ ‫الــذي‬ ‫النمــوذج‬ ‫وهــو‬ ‫موعــة‪.‬‬ ‫املج‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫تاق�احــات زمال�ــم‬
‫‪ Conflit sociocognitif‬الــذي ينشــأ بـ ي نـ� املتعملـ ي نـ� أثنــاء التعــم وحــل املشكلات‪.‬‬
‫فأســلوب التدريــس هــو مظهــر مــن مظاهــر تدبــر العالقــة البيداغوجيــة ئ‬
‫القا�ــة بـ ي نـ� املــدرس واملتعملـ ي نـ�‪ .‬ويشـ يـر ب�ونيــه‬ ‫ي‬
‫يكو�ــا املــدرس حــول املتعملـ ي نـ�‪ ،‬والتعــم‪ ،‬وطبيعــة التقــدم الــذي ي�رزونــه‪ ،‬لكهــا‬ ‫‪ )Brunet (1998‬إىل أن التمثــات ال ـت ن‬
‫ي‬ ‫أ‬
‫ت� ت ي� لتؤســس لنــوع العالقــة الــت ي يقيمهــا أو يفضلهــا مــع التالميــذ‪ .‬فاملمارســات البيداغوجيــة الــ ي ي�طــط هلــا املــدرس‬
‫خ‬ ‫ت‬
‫ـا� يســاعد عــى التعــم والنجــاح مــن خــال تشــجيع املتعملـ ي نـ� عــى االســتقاللية أثنــاء التعــم‬ ‫ي‬ ‫تكــون ب�ــدف خلــق جــو ي جإ�ـ ب‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫(‪ .)Garon et Chouinard, 2001‬فالســلوب الناجــع ي� التدريــس‪ ،‬امك يالحــظ دويــل ‪ ،)Doyle (2001‬هــو الســلوب الــذي‬
‫أ‬ ‫ن‬
‫يتســع فيــه هامــش الزمــن الــذي ينخــرط فيــه املتعملــون إل ج�ــاز أنشــطة التعــم‪ .‬ويبـ قـى دور املــدرس الســاس هــو احلفــاظ‬
‫ت‬ ‫ئ ف‬ ‫عــى نوعيــة هــذه املشــاركة ن خ‬
‫والماكنيــات ال ـت ي تشــجهعم و�فــزمه عــى‬ ‫ـا�‪� .‬ــو يوظــف جمموعــة مــن املــوارد إ‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫التلق‬ ‫اط‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫واال�‬
‫التعــم‪.‬‬
‫ويالحــظ نــوت ‪ )Nault (2008‬أن درجــة التحــم والســلطة الــت ي ي�ارهســا املــدرس عــى التالميــذ‪ ،‬تعكــس إىل حــد‬
‫ـذا� الــذي يع ـرت ف بــه ب�لنســبة لــل املتعملـ ي نـ�‪.‬‬ ‫كبـ يـر أســلوبه ف� التدريــس وكيفيــة تدبـ يـره هلامــش االســتقاللية أو التعــم الـ ت‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫أمــا وولــف غانــغ ‪ )Wolfgang (2005‬فـ يـرى مــن ج�تــه أن أســلوب التدريــس عبــارة عــن خــط متــدرج للســلطة أو التحــم‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫ـه ب�ســتوى عــال مــن التحــم‪ .‬وهــو بذلــك‪ ،‬مـ ي زـ� بـ ي نـ� ثالثــة أســاليب‬ ‫ت‬
‫ي� القــم‪ :‬يبــدأ مــن مســتوى �ــم ضعيــف‪ ،‬وينـ ي‬
‫اس‪.‬‬
‫للتدريــس وتدبـ يـر الفصــل الــدر ي‬
‫وقدر�ــم‬ ‫‪ -‬أالســلوب التكويـ نـ� أو البنـ ئـا� ‪ :Style constructiviste‬وينبـ نـ� عــى ثقــة املــدرس ف� كفــاءة املتعملـ ي نـ� ت‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫والــو إال ي ج�ـ بـا� الــذي يؤطــر العالقــة البيداغوجيــة‪ ،‬ث� اهلامــش الكبـ يـر للحريــة واالســتقاللية ال ـت‬ ‫ج‬ ‫‪،‬‬ ‫عــى الضبــط الـ ت‬
‫ـذا�‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫يتمتــع ب�ــا املتعملــون‪ .‬وهــذا مــا يعكــس ب�ل ـرض ورة ضعــف درجــة التحــم أو الســلطة املبـ شـا�ة ال ـت ي ي�ارهســا املــدرس‪.‬‬
‫ز أ‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫ويتمــ� ب�لمهيــة الــت ي يو يل�ــا للــراع‬ ‫ي‬ ‫(املعــر� ‪: )Cognitiviste‬‬
‫ي‬ ‫‪Style‬‬ ‫‪interactionniste‬‬ ‫التفاعــ�‬
‫ي‬ ‫ســلوب‬ ‫ال‬ ‫‪-‬‬
‫موا�تــه للوضعيــات املش ـل�ة‬ ‫الهــد أثنــاء ج‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫ـيومعر� أثنــاء التعــم‪ .‬فاملتعــم يكــون مطالبــا ببــذل ج‬ ‫ي‬ ‫ـر� أو ال ـراع السوسـ‬ ‫املعـ ي‬
‫‪13‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ت‬
‫ـد� ملعارفــه تو�ثالتــه الســابقة‪ .‬امك أنــه‪ ،‬أي التمليــذ‪ ،‬يكــون مطالبــا بتصحيــح أو تعديــل معارفــه تو�ثالتــه مــن‬ ‫ال ـت ي تعت ـرب �ـ ي‬
‫ف‬ ‫آ‬
‫خــال مقارعــة آرائــه وتصوراتــه ب�راء وتصــورات زمالئــه ي� الفصــل أو املج موعــة الصغـ يـرة ال ـت ي يشــتغل يف�ــا‪ .‬فالتعــم يكــون‬
‫ب إ�ح ـراز نــوع مــن التقــدم مــن خــال املقارنــة بـ ي نـ� مــا ي�كــن أن يتعملــه التمليــذ لوحــده‪ ،‬ومــا ي�كــن أن يتعملــه مــن خــال‬
‫ف‬
‫ـاو� أو التفاعـ يـ�‪� ،‬ــو‬ ‫توجيــه آالخــر ســواء أاكن راشــدا أم طفــا‪ .‬وإذا اكن هــذا أالســلوب يعــ� مــن قيمــة العمــل التعـ ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ـال‪ ،‬تكــون‬ ‫ن‬
‫أيضــا ي�ــرص عــى إقامــة نــوع مــن "التعاقــد االجـ تـام يع" الــذي ي�ــدد قواعــد العمــل بـ يـ� أعضــاء ج‬
‫الماعــة‪ .‬بو�لتـ ي‬
‫درجــة التحــم أو الســلطة املبـ شـا�ة ال ـت ي ي�ارهســا املــدرس متوســطة‪.‬‬
‫أ‬
‫ـه ‪ :Style interventionniste‬ويعمــد فيــه املــدرس إىل توجيــه أنشــطة املتعملـ ي نـ� اســتنادا إىل مــا‬ ‫‪ -‬الســلوب التوجـ يي‬
‫ت‬
‫ي�اه مناســبا هلــم‪ .‬امك ي�ــرص أيضــا عــى إعطــاء التعلـ يـامت و�ديــد قواعــد العمــل واالشــتغال‪ .‬فيكــون بذلــك تدبـ يـر الفصــل‬
‫مركــزا عــى مــا ينجــزه لك متعــم عــى حــدة‪ ،‬وليــس عــى مــا تنجــزه املج موعــة كلك‪ .‬بو�لتــال‪ ،‬فالســلطة ش ت‬
‫املبــا�ة الــ ي‬ ‫ي‬
‫ا�ــاذ املبــادرة ملمارســة التعــم الــذا�‪.‬ت‬
‫ي�ارهســا املــدرس تكــون عاليــة‪ ،‬مــا دام املتعملــون ال ي�ظــون �بالســتقاللية أو تخ‬
‫ي‬
‫ويــو� لك مــن متــول وبــدوي (‪ )2006‬أن أســلوب التدريــس (إســرت اتيجية التدريــس) ن‬ ‫ض‬
‫يعــ� بتحــراكت املــدرس‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫أ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫ال ـت ي �ــدث بشــل منتظــم ومتسلســل‪ ،‬وال ـ ي �ــدف يإل �قيــق الهــداف التعليميــة املعــدة ســلفا؛ ب�عـ يـ� أن املــدرس‪،‬‬
‫ن‬ ‫ت‬
‫ف‬ ‫خ ف‬ ‫أ‬ ‫غ‬
‫الــاص ي� التدريــس‪ ،‬إال انــه يكــون خاضعــا ي� اممرســاته ملج موعــة مــن الضوابــط‬ ‫وعــى الــر� مــن كونــه يسـ يـر وفقــا لســلوبه‬
‫وف�ــا لتنفيــذ أهــداف الــدرس‪ .‬وتشــمل هــذه‬ ‫الطــوات‪ ،‬ويسـ يـر ق‬ ‫نامل�جيــة والـ شـروط املهنيــة ال ـت ت ج�عــل أســلوبه حمــدد خ‬
‫ي‬
‫الضوابــط بشــل عــام الك مــن‪:‬‬
‫ت‬
‫وال� بوية املـراد � ققي�ا‪.‬‬ ‫‪ o‬أالهــداف التعليميــة ت‬
‫‪ o‬خ‬
‫الطــوات الـت ي ينظمها املدرس ليسـ يـر وفقا هلا‪.‬‬
‫ـ� املناســب أو املواقف إال ي ج�ابيــة للتعمل داخل الدرس‪.‬‬ ‫الــو التعليـ ي‬
‫‪ o‬خلــق ج‬
‫‪ o‬اســتجابة ومشــاركة التالميــذ ف� أالنشــطة الـت ينظمها ي خ‬
‫و�طط هلا‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫وتشـ يـر وفــاء لبيــب (‪ )2002‬إىل أن هنــاك أنواعــا عديــدة مــن التقنيــات ال ـت ف‬
‫يوظ�ــا املــدرس ب�عيــة التالميــذ مــن‬
‫ت‬ ‫أ ي‬
‫ـذا� أو االكتشــاف‬
‫ي‬ ‫أجــل تنفيــذ الــدرس‪ ،‬نم�ــا تقنيــة العــرض أو إاللقــاء أو التطبيــق بتوجيــه مــن الق ـران أو التطبيــق الـ‬
‫ف‬ ‫ن‬ ‫خ‬
‫ـا�‬
‫ـ� أو التدريــس االستكشـ ي‬ ‫ـاو� أو التنافـ ي‬
‫املوجــه او اســتعمال الرائــط املعرفيــة أو املناقشــة؛ �بالضافــة يإل التعــم التعـ ي‬
‫أو اعـ تـامد اللعــب أو حــل املشكلات‪...‬‬

‫من براديغم التعليم إىل براديغم التعلم‬


‫أ‬
‫بال�اديغــم ‪ ،Paradigme‬هــو تصــور عــام للشــال احملتمـ ةـ� للقوانـ ي نـ� واملبــادئ والنظـ ي‬
‫ـر�ت‪ ،‬مــن شــأنه أن ي�ــل جمموعــة‬
‫مــن إالشــاليات النظريــة والعمليــة‪ .‬وهــذا مــا يــؤدي إىل إماكنيــة التوصــل إىل اســتنتاجات تخ�ــص بعــض الظواهــر امللحوظــة‬

‫‪14‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ئ‬ ‫ظ‬
‫ـا� ال ـت ي تتناقــض وطبيعــة القوانـ ي نـ� واملبــادئ املســم ب�ــا‪ ،‬يــؤدى إىل تغيـ يـر‬ ‫أو التجــارب الواقعيـ آـة‪ .‬لكــن �ــور بعــض النتـ ج‬
‫ـر�ت ال ـت ي يتبناهــا العملــاء والدارســون‪،‬‬ ‫فال�اديغــم‪ ،‬إذن هــو إطــار عــام يشــمل مخ تلــف النظـ ي‬ ‫بال�اديغــم واســتبداهل ب�خــر‪ .‬ب‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ي� ف ـرت ة زمنيــة عــى مســتوى منـ جـاه ب� ث�ــم وأشــال �مهــم للظواهــر العمليــة‪.‬‬
‫البيداغــو� خاصــة‪ ،‬يصبــح فم�ــوم الباراديغــم ب�ثابــة ذلــك التصــور العــام خملتلــف‬ ‫جي‬ ‫فعــى املســتوى تال� بــوي أو‬
‫ـو� (املــدرس واملتعــم واملعرفــة)‪ .‬فملــا اكن ب�اديغــم‬ ‫ي‬ ‫العالقــات ال ـت ي قــد ت� بــط بـ ي نـ� مكـ نـو�ت الفعــل تال� بــوي أو البيداغـ ج‬
‫أ‬ ‫ت‬ ‫�غ‬
‫التعلـ يـم يقــوم عــى تشــجيع الطرائــق الدو ائيــة‪ ،‬الـت ي ج�عــل مــن إاللقــاء الوســيلة الساســية لنقــل املعلومــات واملعــارف إىل‬
‫ـذا� وتعــم همــارات‬ ‫ـو� الـ ت‬ ‫ذهــن املتلـ قـى‪ ،‬فــإن ب�اديغــم التعــم يعتمــد ف ي� تصــوره عــى طرائــق بيداغوجيــة تشــجع عــى التكـ ي ن‬
‫ي‬ ‫ت‬ ‫ي‬
‫التأثــر‬
‫الســلوك ‪ ،Behavioriste‬الــذي يقــوم عــى دور أ ي‬ ‫ي‬ ‫لو�‪ � ،‬االنتقــال مــن املنظــور‬ ‫وعــى املســتوى الســيكو ج ي‬ ‫التفكــر‪.‬‬
‫ي‬
‫ف‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫خ‬
‫ـول المهيــة‬ ‫ـر� ‪ Cognitiviste‬الــذي يـ ي‬ ‫إىل املنظــور املعـ ي‬ ‫ـار� ي� �ــو الفــرد وتعملــه مــن خــال عالقــة املثـ يـر �بالســتجابة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫الـ ج‬
‫ـلوك للتعــم‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـور‬‫ـ‬ ‫فاملنظ‬ ‫‪.)...‬‬ ‫ي‬
‫ـو�‬‫ـ‬ ‫تق‬ ‫ـب‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫كي‬ ‫�‬‫ملــا ي�ــدث ف ي� ذهــن املتعــم مــن نشــاط داخــ� (إدراك‪ ،‬ف�ــم‪ ،‬تذكــر‪ ،‬ت�ليــل‪ ،‬ت‬
‫يأ‬ ‫ئ‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫خ‬
‫ـا� الدراســات وال ب�ــاث‬ ‫ـوع والوجــدان‪ ...‬وبعــد أن ج�ــاوزت نتـ ج‬ ‫فيبعــد لك مــا ال ي�ضــع ف لملالحظــة والقيــاس اكلشــعور والـ ي‬
‫واملنــاه‬
‫ج‬ ‫املعــر� قصــور النظريــة الســلوكية‪ ،‬اتضــح أيضــا‪ ،‬مــن الناحيــة البيداغوجيــة‪ ،‬ضعــف الــرب جام‬ ‫ي‬ ‫ي� عــم النفــس‬
‫آ‬
‫الدراســية املبنيــة عــى التك ـرار واحلفــظ الل أثنــاء التعــم‪ ،‬ب�يــث يكــون املتعــم مســتقبال للتأثـ يـرات خ‬
‫الارجيــة‪ .‬بف�اديغــم‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫ث‬ ‫ت‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫ـول المهيــة إل ج�ــازات املتعــم القابــ� لملالحظــة والقيــاس‪ .‬أمــا ب�اديغــم التعــم‪ ،‬يف�ــم أكــر ب�ــا ي ج�ــري ي� ذهــن‬ ‫التعلـ يـم يـ ي‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫املتعــم مــن معليــات وإج ـراءات وسـ يـرورات داخليــة (�ــم‪ ،‬تذكــر‪ ،‬اســتدالل‪� ،‬ليــل‪ ،‬انتبــاه‪.)...‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫وبنــاء عــى هــذا الســاس‪ ،‬فــإن املــدرس مطالــب ليــس فقــط ب�ملعرفــة الدقيقــة ب�ملــادة الـت ي يدرهســا ســواء تعلــق المــر‬
‫لر�ضيــات أو الفـ ي زـ� ي�ء أو اللغــة‪ ،‬بــل يتحـ تـم عليــه مــن ج�ــة أن يكــون مــدراك للعمليــات املعرفيــة املصاحبــة واملعــززة لــل‬ ‫ب� ي‬
‫مخ‬ ‫ت‬ ‫ن‬
‫اس‪.‬‬ ‫تعــم‪ .‬امك يتعـ يـ� عليــه مــن ج�ــة أخــرى‪ ،‬أن يكــون قــادرا عــى �ليــل تلــف التفاعــات الديناميــة داخــل الفصــل الــدر ي‬
‫إن املــدرس الــذي يتبـ نـى أســاليب التدريــس املعرفيــة‪ ،‬هــو املــدرس الــذي يكــون عــى اطــاع بعمليــات التعــم‪ ،‬أو الكيفيــة‬
‫وع �بالشــتغال الذهـ ن يـ� للــذات‬ ‫ي‬ ‫ال ـت ي تـ تـم ب�ــا والـ شـروط املرافقــة هلــا عنــد املتعــم‪ .‬ومعـ نـى هــذا‪ ،‬أن يكــون املــدرس عــى‬
‫آ ن ف‬ ‫ف‬
‫ـر� ي� ج�اعــة الفصــل‬ ‫ـر� النـ جـا� عــن االحتــاك مــع الخـ ي‬ ‫العارفــة‪ ،‬والعمليــات الذهنيــة املصاحبــة‪ ،‬وأشــال ال ـراع املعـ ي‬
‫اس‪ .‬فــا يك ـف ي أن نــدرس لـ يـ� يتعــم التالميــذ‪ ،‬بــل ي ج�ــب عــى املــدرس أن يتبـ نـى أســاليب تدريــس فعــال تســتجيب‬
‫ة‬
‫الــدر ي‬
‫ـز�ن‪.)2016 ،‬‬ ‫ملــا ي ج�ــري داخــل ذهــن املتعــم (أمـ ي‬
‫ف‬
‫ـر�‪ ،‬هــو الــذي يــدرك مــاذا يفعــل‪ ،‬وم ـىت يفعــل‪ ،‬وملــاذا يفعــل‪ .‬بف�اديغــم التعــم‪ ،‬يعت ـرب‬ ‫إن املتعــم وفــق املنظــور املعـ ي‬
‫كفا�تــه ع ـرب تفكـ يـره واممرســة نشــاطه الذهـ ن يـ� أثنــاء حــه لملشكلات‪ ،‬ومــن‬ ‫املتعــم فعــاال وليــس ســلبيا أثنــاء تعملــه‪ ،‬يطــور ي‬
‫ذا�‪ ،‬مــن خــال إدراكــه لالس ـرت اتيجيات املعرفيــة ال ـت‬ ‫ـو� ت‬ ‫ي‬ ‫آ ن ف‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫بتق‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫يق‬ ‫إذن‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫�‬ ‫خــال احتاككــه وتفاعــه مــع الخـ يـر�‪.‬‬
‫يوظ�ــا أثنــاء التعــم‪ .‬وبذلــك يصبــح املــدرس ب�ثابــة املهســل لعمليــة تعملــه‪ ،‬وليــس مصــدرا لملعرفــة‪ .‬وبذلــك تصبــح أنشــطة‬ ‫ف‬
‫التعلـ يـم‪ ،‬امك يشـ يـر أوزي (‪ ،)2015‬مســاعدة عــى بنــاء املعرفــة‪ ،‬وليســت أنشــطة لنقــل املعرفــة‪ .‬امك أن املــدرس يكــون اه�ت مــه‬
‫ببنا�ــا وتنظيمهــا والعمــل عــى ج‬
‫إدما�ــا‪.‬‬ ‫ب�ملعرفــة أقــل‪ ،‬لينشــغل أكـ ثـر ئ‬

‫‪15‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ـو� الســائد وأشــال التعــم لــدى التالميــذ‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ويشـ يـر بعــض الباحثـ ي نـ� إىل نــوع مــن التـ‬
‫ـوازي بـ يـ� النمــوذج البيداغـ ج ي‬
‫القا�ــة عــى التحليــل‬ ‫املفضــ� ه تلــك ئ‬
‫ة‬ ‫التعــم‬ ‫اتيجيات‬ ‫فعندمــا يكــون النمــوذج الســلوك هــو الســائد‪ ،‬ن ج�ــد أن اســرت‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الــزء إىل الــل وعــن طريــق احملــااكة و"تطبيــق‬ ‫والتطبيــق‪ .‬فاملتعــم ي�ــاول اكتســاب املعرفــة عــن طريــق االنتقــال مــن ج‬
‫ن‬ ‫ف خ أ‬
‫ر�‬ ‫الطــأ لنــه حمظــور مــن خــال ن�ــج التدريــب ج‬
‫وإ�ــاز الـ تـام ي ن‬ ‫القاعــدة"‪ .‬ويعمــل املتعــم جاهــدا عــى تفــادي الوقــوع ي�‬
‫ر� عديــدة ومتنوعــة‪ ،‬ملكــا اكنــت الـ شـروط مناســبة حلصــول التعــم عــن‬ ‫املشـ بـا�ة ملــا تلقــاه ف ي� الفصــل‪ .‬وملكــا اكنــت الـ تـام ي ن‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫يز‬
‫يــول المهيــة‬ ‫املعــر� هــو الســائد‪ ،‬فإنــه ي‬
‫ي‬ ‫والتعــز�‪ .‬وعــى العكــس مــن ذلــك‪ ،‬عندمــا يكــون النمــوذج‬ ‫طريــق التكــرار‬
‫ـذا� القـ ئـا� عــى اســتغالل التجربــة الشــخصية لملتعــم ب ج�عــه املســؤول عــن تعملــه مــن خــال قدرتــه‬ ‫ت‬
‫القصــوى للتعــم الـ ي‬
‫موا�تــه لملش ـل�ة ‪ ،‬يوظــف طاقاتــه إالبداعيــة واس ـرت اتيجياته املعرفيــة ‪Stratégies cognitives‬‬ ‫عــى حــل املشكلات‪ .‬فأثنــاء ج‬
‫أو املــاوراء معرفيــة ‪ Stratégies métacognitives‬الق ـرت اح احللــول املمكنــة‪ .‬فاملتعــم قــادر عــى بنــاء املعرفــة وإعــادة ئ‬
‫بنا�ــا‬
‫املال�ــة للتعــم‪ .‬وليــس اهلــدف مــن التعــم هــو اس ـرت جاع املعرفــة والقــدرة عــى ق‬
‫تطبي�ــا‪،‬‬ ‫مــن جديــد عندمــا تتوفــر الـ شـروط ئ‬
‫ـو�‪ ،‬اســتنتاج ‪ .)...‬إن‬ ‫بقــدر مــا هــو العمــل عــى إمعــال الفكــر واكتســاب أســاليب التفكـ يـر ف(�ــم‪ ،‬ت�ليــل‪ ،‬ت�كيــب‪ ،‬تقـ ي‬
‫اكتســاب أســاليب التفكـ يـر هــو الســبيل الناجــع لتمكـ ي نـ� املتعــم مــن القــدرة عــى حــل املشكلات والتكيــف مــع واقعــه‬
‫ف ف‬
‫املتغـ يـر ب�ســتمرار‪ .‬فاملعرفــة موضــوع التعــم تكــون مرتبطــة ب�ملشكلات ال ـت ي يصاد�ــا ي� حياتــه اليوميــة‪.‬‬

‫االسرتاتيجيات املعرفية‬
‫ي�يــل فم�ــوم االس ـرت اتيجية‪ ،‬امك يشـ يـر ت�رديــف (‪ ،)Tardif, 1992‬إىل جمموعــة مــن العمليــات ال ـت ي يـ تـم التخطيــط هلــا‪،‬‬
‫ت‬ ‫ة‬ ‫رت‬ ‫ة‬ ‫ن‬
‫توالتنســيق فـ يـام بي�ــا بغيــة الوصـ تـول إىل هــدف حمــدد بطريقــة فعــال‪ .‬ويقصــد �بالسـ اتيجيات املعرفيــة ج�ــ� العمليــات الـ ي‬
‫�ــم النشــاط الذهـ ن يـ� للفــرد‪ ،‬و�ــدد هل كيــف يوجــه انتباهــه‪ ،‬وينظــم أفــاره‪ ،‬ويتذكــر معارفــه‪ ...‬فاالس ـرت اتيجيات املعرفيــة‬
‫موا�تــه ملواقــف التفكـ يـر واالكتشــاف واالبتــار‬ ‫يوظ�ــا الفــرد أثنــاء ج‬ ‫ه جممــوع العمليــات أو إالج ـراءات الذهنيــة ال ـت ف‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫� ال ـ ي تعمــل عــى التحــم ي� سـ يـرورات االنتبــاه واســتقبال‬ ‫ت‬ ‫لم� غـ يـر مالــوف لديــه‪.‬‬ ‫ل�ة‬
‫وحــل وضعيــة مش ـ أو موقــف تع‬
‫ن‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫ث‬ ‫ف‬
‫توج�هــا �ــو اهلــدف أو الغايــة‬ ‫وتصني�ــا‪ ،‬والتميـ ي زـ� نبي�ــا‪ � ،)...‬ي‬ ‫عال ت�ــا (�مهــا‪،‬‬ ‫املعلومــات الــواردة مــن احمليــط‪ ،‬والقيــام ب� ج‬
‫ف‬
‫موا�ــة الفــرد ملشـل�ة معينــة‪ .‬فالعمليــات املعرفيــة‪ ،‬هلــا دور فعــال ي� حــل املشكلات مــن خــال مــا يوظفــه‬ ‫املتوخــاة أثنــاء ج‬
‫ف‬
‫الفــرد أثنــاء التعــم مــن معليــات ج�ــع املعلومــات واالســتنتاج والتذكــر واس ـرت جاع املعلومــات احملتفــظ ب�ــا ي� الذاكــرة‪.‬‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫يو�كــن أن نســتنتج‪ ،‬بنــاء عــى مــا ســبق‪ ،‬أن االسـرت اتيجية املعرفيــة �يــل إىل نامل�جيــة ي� التفكـ يـر أثنــاء التعــم وحــل‬
‫ض ف‬ ‫ـا� وحلــول‪ ،‬واعـ تـامد مبــدأ التميـ ي زـ� ن‬ ‫ئ‬ ‫املشكلات‪ ،‬اعـ تـامدا عــى التحليــل ف‬
‫�‬ ‫ي‬ ‫ـة‪.‬‬
‫ـ‬ ‫وا�‬ ‫ـر‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫معاي‬ ‫إىل‬ ‫ـتنادا‬
‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـا‬‫ـ‬‫بي�‬ ‫ج‬ ‫وال�ــم لبلــوغ نتـ‬
‫آ�‬ ‫ن‬ ‫�ش‬ ‫تخ‬
‫إذن فمبنيــة عــى �طيــط واســت اف لوضعيــات التعــم أو أثنــاء حــل املشكلات‪ ،‬وليســت اســتجابة فوريــة أو رد فعــل ف ي‬
‫�‬ ‫وال� كيــب والتقـ ي‬ ‫اكل�ــم والتحليــل والتذكــر ت‬ ‫بتوظي�ــا أثنــاء تعملــه ف‬
‫هلــا‪ � .‬ب�ثابــة آليــات يتحــم يف�ــا الفــرد‪ ،‬ويقــوم ف‬
‫ـو�‪ ...‬ي‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫يوا�هــا‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫معالتــه لملعطيــات وأ�ــاط احللــول الـ ي يق�هحــا لملشكلات الـ ي ج‬ ‫ث‬
‫بذلــك‪ ،‬تــؤ� ي� اختياراتــه وأشــال ج‬

‫‪16‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫االسرتاتيجيات املاوراء معرفية (امليتامعرفية)‬


‫إذا اكنــت االس ـرت اتيجيات املعرفيــة يه العمليــات الذهنيــة ال ـت ي تتيــح لملتعــم ت�ثــل املــادة ال ـت ي يتعملهــا مــن انتبــاه‬
‫ف ت‬
‫و�ــم و�ليــل عــى ســبيل املثــال‪ ،‬فــإن االس ـرت اتيجيات املــا وراء معرفيــة يه تلــك ال ـت ي تســمح لملتعــم بضبــط ومراقبــة مــا‬
‫ـال نتحــدث عــن نشــاط‬ ‫ـ‬ ‫لت‬ ‫و�‬ ‫ـا‪،‬‬
‫ـ‬ ‫ذا�‬ ‫ـو� قدراتــه وتصحيــح أخطائــه‪ .‬ي�كــن لملعرفــة أن تكــون موضوعــا لملعرفــة ت‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫تق‬ ‫�‬ ‫يتعملــه‪ ،‬ث‬
‫ي‬ ‫ب‬
‫ـر�‪ .‬تعـ نـى أالنشــطة املــا وراء معرفيــة �بالشــتغال الذهـ نـ� عــى املعــارف‪ .‬وبعبــارة أخــرى‪ ،‬نفإ�ــا املعــارف ال ـت‬ ‫ف‬
‫مــا وراء معـ ي‬
‫ث تخ ي‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫معال�ــا عــن طريــق الذاكــرة‪� � ،‬زي�ــا‬ ‫ت‬ ‫معالتــه لملعــارف‪ ،‬ســواء أثنــاء اســتقباهلا أو ج‬ ‫ي�لهكــا الفــرد حــول قدراتــه وكيفيــة ج‬
‫مــن أجــل اس ـرت جاهعا عنــد احلاجــة‪ ،‬أو أثنــاء التعــم وحــل املشكلات‪.‬‬
‫أ‬
‫وبينــت العديــد مــن الدراســات أن الطفــال الصغــار‪ ،‬يوظفــون معليــات مــا وراء معرفيــة حمــدودة ب�ملقارنــة مــع‬
‫ف‬ ‫لغ�ــم أثنــاء حلهــم لملشكلات أو تخ‬ ‫ف‬
‫ا�ــاذ ق ـرار‪� .‬ــم ب�اجــة إىل‬ ‫وذاكر�ــم و ت‬ ‫ت‬ ‫املراهقـ ي نـ�‪� .‬ــم ن�درا مــا ي�اقبــون مثــا تفكـ يـرمه‬
‫ف‬
‫تفكــرمه‪ ،‬مــن خــال اســتخدام اســرت اتيجيات مــا وراء املعرفــة ‪ .Stratégies métacognitives‬نإ�ــم ي�‬ ‫معليــات ي‬ ‫تطــو�‬
‫ي‬
‫ض‬ ‫ف‬ ‫رت‬ ‫أ‬
‫ينت�ــون إىل �ورة اســتبدال‬
‫ئ‬ ‫غالــب أالحيــان‪ ،‬ال يدركــون أمهيــة هــذه االســ اتيجيات ي� حــل املشكلات‪ ،‬ب�يــث ال ب‬
‫ف‬ ‫ن‬
‫ـا� املرجــوة‪.‬‬ ‫واحــدة ب�خــرى تكــون أكـ ثـر فعاليــة وأكـ ثـر ج�اعــة‪ ،‬فيســتمرون ي� اســتخدام اس ـرت اتيجيات ال تــؤدي إىل النتـ ج‬ ‫أ‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫و� اختيــار االس ـرت اتيجيات املناســبة إل ن�ــاء هممــة‬ ‫ئ ي‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫الذاك‬ ‫ـطة‬ ‫ـ‬ ‫أنش‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫اقب‬‫ر‬ ‫وم‬ ‫ـط‬‫ـ‬ ‫ضب‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫صعوب‬ ‫ـدون‬ ‫ـ‬ ‫�‬ ‫ج‬ ‫ي‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫طف‬ ‫فال‬
‫ة‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف ن‬
‫ـا� تعملهــم‪ .‬أمــا ي� مرحــ� املراهقــة‪ ،‬فيبــدأ التفكـ يـر مــا‬ ‫حمــددة ش�عــوا ي� جإ�ازهــا‪ .‬امك أ�ــم ي ج�ــدون صعوبــة ي� مراقبــة نتـ ج‬
‫ن‬
‫ـد� التغذيــة الراجعــة‬ ‫ـر� ف ي� التطــور خاصــة مــع التدريــب عــى التفكـ يـر املج ــرد وحــل املشكلات املعقــدة‪ ،‬وتقـ ي‬ ‫ف‬
‫وراء املعـ ي‬
‫‪ ،Feed back‬عــن طريــق طــرح تســاؤالت عــى الــذات‪ ،‬والتفكـ يـر بصــوت مرتفــع والتنبــؤ ب�لفرضيــات واحللــول (‪Schneider,‬‬
‫‪.)1999 ; Flavell & Wellman, 1977 ; Dunlosky, Serra & Backer, 2007‬‬
‫أ‬
‫الــوع ب�لنشــطة مــا وراء املعرفــة‪ ،‬تتطــور‬ ‫ي‬ ‫ويالحــظ لك مــن أوســولفان وهــاو (‪ )O’Sullivan & Howe, 1995‬أن‬
‫ف‬ ‫ن ت‬ ‫أ‬ ‫ـول‪ ،‬وخاصــة ف� مرحـ ة‬ ‫ببــطء ف� مراحــل الطفـ ة‬
‫لك�ــا �قــق ن�ــوا أفضــل ي� مرحـ ةـ� املراهقــة‪ ،‬لـ يـ� تتطــور‬ ‫ول‪،‬‬
‫ي‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ي‬ ‫ـ‬ ‫التعل‬ ‫ـ�‬ ‫أي‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ش‬ ‫ة‬ ‫ف‬
‫بشــل أفضــل ي� مرحــ� الرشــد‪ .‬فالطفــال الصغــار‪ ،‬أي مــن مه أقــل مــن الثانيــة عــر ســنة �درا مــا يتســاءلون عــن‬
‫ن‬ ‫ـو� ئ‬ ‫يوظفو�ــا أثنــاء التعــم‪ ،‬نو�درا مــا يعمــدون إىل تقـ ي‬ ‫ن‬ ‫االسـرت اتيجيات الـت‬
‫أدا�ــم أثنــاء إال ج�ــاز‪ .‬يو�كــن القــول‪ ،‬إن البعــض‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫نم�ــم ليســت هل ن‬
‫أد� فكــرة معــا يقــوم بــه أثنــاء حــه لملشكلات‪� ،‬ــم يتبعــون التعلـ يـامت ال ـت ي يقدهمــا املــدرس أو الكتــاب‬
‫ن‬
‫يســتخدمو�ا‪.‬‬ ‫ت‬ ‫رت‬
‫وع�ــم �بالســ اتيجيات املعرفيــة الــ ي‬ ‫املــدرس دون ي‬ ‫ي‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫عندمــا يقــوم الفــرد ب�ســتخدام نشــاطه الذهـ نـ� املــا وراء املعــر�‪ ،‬فإنــه ي�ــارس ت�ثـ يـرا عــى املعرفــة الـت ن‬
‫يكو�ــا‪ ،‬امك ي�كنــه‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ق‬ ‫أيضــا توجيــه قدراتــه أثنــاء االنتبــاه ت‬
‫وال� كـ ي زـ� بشــل أفضــل‪ .‬ويعــد االشــتغال الذهـ يـ� عــى املعــارف مــن أر� معليــات‬
‫ن‬
‫لتفكــره ومؤهالتــه‬ ‫والتقــو� وكيفيــة اســتخدامه ي‬ ‫ي‬ ‫الــذا�‪ ،‬الــذي يســخر فيــه الفــرد معليــات التخطيــط واملراقبــة‬ ‫التفكــر ت‬ ‫ي‬
‫أ‬ ‫ي‬
‫املعرفيــة‪ .‬وحســب فايــول (‪ ) ,2008Fayol‬فــإن الف ـراد يكونــون ت�ثــات داخليــة ورمزيــة للعــامل الــذي ي�يــط ب�ــم‪ .‬يو� نك�ــم‬
‫آ‬
‫اســتخدام هــذه التمثــات أثنــاء التنبــؤ ب� ث�ر أفعاهلــم‪ ،‬امك ي� نك�ــم أيضــا تعديــل أفعاهلــم وكــذا التمثــات املرتبطــة ب�ــا‪ ،‬بنــاء‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫ـا� التصــورات ال ـت بنوهــا ف� ن‬ ‫ئ‬
‫أذها�ــم‪ ،‬أو اســتنادا إىل الفعــال ال ـت ي جأ�زوهــا عــى أرض الواقــع‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫عــى نتـ‬

‫‪17‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ت‬
‫ملعالــة املعلومــات واملعطيــات الــواردة عليــه مــن احمليــط‪ ،‬فيقــوم فب�مهــا و�ليلهــا ث�‬ ‫ويبـ قـى ذهــن الفــرد شـ يـب�ا بنظــام ج‬
‫ف ت‬ ‫تخ� ن‬
‫زي�ــا حســب أنســاق معينــة‪ ،‬لـ يـ� يس ـرت جهعا عنــد احلاجــة‪ .‬ومــن خــال هــذا التفاعــل بـ ي نـ� الفــرد واحمليــط‪ ،‬ي� جا�اهيــه‬
‫ـال‪ ،‬فــإن حصــول املعرفــة ال يـ تـم فقــط بنــاء عــى مــا ي�د عــى الفــرد مــن احمليــط‬ ‫الصاعــد والنــازل تتكــون املعرفــة‪ .‬بو�لتـ ي‬
‫وخ�اتــه املنظمــة‪،‬‬ ‫وتنب�ــات هممــا اكنــت منظمــة‪ ،‬بــل أيضــا اســتنادا إىل معــارف الفــرد الســابقة ب‬ ‫ــار� مــن ثإ�رات ي‬ ‫ي‬ ‫ال ج‬ ‫خ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫حســب ن�ــاذج أو عالقــات أو دالالت تســمح هل بتصنيــف تو�تيــب املواضيــع وال شخ�ــاص والحــداث‪.‬‬
‫التفكــر حــول مــاذا يــدرك الفــرد؟ كيــف يدركــه؟ ملــاذا؟ ومــىت ؟‪ ...‬ويعرفــه فالفــل‬ ‫ي‬ ‫فالتفكــر مــا وراء املعرفــة‪ ،‬هــو‬ ‫ي‬
‫أ‬
‫(‪ )Flavell, 1976‬وهــو مــن الوائــل ي ن‬
‫لتفكــر مــا وراء املعرفــة‪ ،‬ب�عتبــاره معرفــة الفــرد املتعلقــة بعملياتــه‬ ‫الــذ� اهتمــوا ب� ي‬
‫ئ‬
‫ونتا�هــا‪ .‬ويتضمــن التفكـ يـر مــا وراء املعرفــة‪ ،‬املراقبــة الذاتيــة والتنظـ يـم الفعــال لملعلومــات ال ـت ي ج‬
‫يعالهــا الفــرد‪.‬‬ ‫إالدراكيــة ج‬
‫عالق�ــا ب�هلــدف‬ ‫بو�لتــال‪ ،‬ف�ــو معليــة هادفــة ومقصــودة ومخ طــط هلــا‪ .‬فالفــرد ي خ�طــط للوســائل إالدراكيــة ال ـت يعتمدهــا‪ ،‬ف� ت‬
‫أ ي‬ ‫ي‬ ‫آ‬ ‫ي‬
‫ـو� جــودة الداء‪ ،‬ب�يــث يعمــد إىل‬ ‫ث‬ ‫رت‬
‫املنشــود‪ .‬امك ينظــم الليــات واالس ـ اتيجيات املناســبة لبلــوغ اهلــدف‪ � ،‬يقــوم بتتبــع وتقـ ي‬
‫ق‬
‫تغي�هــا عنــد احلاجــة‪ .‬يو�ـ ي زـ� أيضــا فالفــل (‪ )Flavell, 1979‬بـ ي نـ� التفكـ يـر مــا وراء املعرفــة بو� ي� أنــواع التفكـ يـر‬ ‫تعديلهــا أو ي‬
‫ت‬
‫الارجيــة‪ ،‬بــل يكــون مصدرهــا مــا يعرفــه الفــرد مــن �ثــل‬ ‫أالخــرى‪ ،‬ب�يــث ال يكــون مصــدر مــا وراء املعرفــة حقيقــة الفــرد خ‬
‫داخـ يـ� حــول تلــك احلقيقــة وكيفيــة معلهــا‪.‬‬
‫أ‬ ‫ق‬
‫تفكــر معقــد‪ ،‬إذ يتعلــق ب�راقبــة الفــرد‬ ‫التفكــر‪ ،‬إذ يوصــف ب�نــه ي‬ ‫ي‬ ‫التفكــر مــا وراء املعرفــة مــن أر� نأ�ــاط‬ ‫ي‬ ‫ويعتــرب‬
‫ث‬
‫اءا�ــا‪ ،‬وأكــر وعيــا بذاتــه ب�عتبــاره مفك ـرا‪.‬‬ ‫ث‬
‫لكيفيــة اســتخدام قدراتــه العقليــة‪ .‬فيصبــح أكــر وعيــا بعمليــات تفكـ يـره وإجر ت‬
‫املتلفــة‪ ،‬تز�داد قدرتــه عــى فال�ــم والتوظيــف الفعــال الس ـرت اتيجياته املعرفيــة‪.‬‬ ‫زد�د وع الفــرد ب�اهيــة معليــات تفكـ يـره خ‬
‫بو� ي ي‬
‫ن أ‬ ‫ويالحــظ عملــاء النفــس املعرفيــون أن للتفكـ يـر مــا وراء املعرفــة بعـ ي ن‬
‫ـد� أساسـ يـي�‪ :‬الول ي�تبــط ب�وضــوع املعرفــة‪ ،‬ومــا ي�تبــط‬
‫أ‬ ‫فب�ــم املش ـل�ة أو املوقــف قبــل حمـ ة‬
‫ـد� نــوع العمــل‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫وتق‬ ‫ـم‬‫ي‬ ‫ـ‬ ‫التنظ‬ ‫أو‬ ‫ـط‬‫ـ‬ ‫لتخطي‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ـاول ي جإ�ــاد طريقــة للحــل‪ ،‬ســواء تعلــق‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫وتقيــم الزمــن الــازم إلل ن ج�ــاز‪ .‬أمــا البعــد ن‬
‫الثــا�‪ ،‬فيتعلــق بســلوك التحــم ي� الــذات‪ ،‬ومــا يتطلبــه مــن توليــد للفــار‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ومراقبــة إللج ـراءات املتخــذة‪ ،‬وتوجيــه للســلوك بغيــة الوصــول إىل احلــل‪.‬‬
‫التفكــر مــا وراء املعرفــة‪ ،‬إالجــراءات واالســرت اتيجيات ال�ض وريــة حلصــول تعــم فعــال‪ .‬وهــذا مــا‬ ‫ي‬ ‫تو�ثــل همــارات‬
‫ن‬
‫وع�ــم ب�ــا يعرفــون‪ ،‬إل ج�ــاز املهــام املطلوبــة نم�ــم وفقــا ملعايـ يـر حمــددة‪ .‬يو�كــن لملتعــم‬ ‫ي�كــن املتعملـ ي نـ� املتمـ ي زـ� ي ن� مــن توظيــف ي‬
‫ت‬ ‫ف‬ ‫أن يتأمــل ف ي� هماراتــه املــا وراء معرفيــة أثنــاء حــه لملشكلات‪ .‬وهــذا مــا يقتـ ض‬
‫ـص منــه �ــم املشـل�ة ‪ ،‬و�ديــد اهلــدف‪ ،‬وتنظـ يـم‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫املعرفــة الســابقة تو� بتي�ــا‪ ،‬والتفكـ يـر ي� إالج ـراءات املناســبة إل ي ج�ــاد احلــل (‪.)Koch, 2001 ; Kayashima & Inaba, 2003‬‬
‫ـط�م املــا وراء معرفيــة‪،‬‬ ‫ـذ� يتحمكــون بشــل أفضــل ف� أنشـ ت‬ ‫ودلــت الدراســات الســيكولوجية عــى أن التالميــذ‪ ،‬الـ ي ن‬
‫أ‬ ‫ني‬ ‫أ‬
‫ف ت‬
‫تعملا�ــم‪ ،‬وال كـ ثـر كفــاءة ي� �ديــد وضبــط املهمــة املطلــوب جإ�ازهــا‪ ،‬ومه أيضــا ال كـ ثـر قــدرة‬ ‫مه أال كـ ثـر فعاليــة ف� تنظـ يـم ت‬
‫ي‬
‫ت‬ ‫ت‬
‫وع التالميــذ بقدرا�ــم وهمارا�ــم‬ ‫خ‬
‫كلات املتلفــة وغـ ن يـر املألوفــة‪ .‬وهــذا مــا يظهــر عــى العمــوم درجــة ي‬ ‫ف‬
‫عــى التكيــف مــع املش‬
‫تأ‬
‫اس (‪ .)Ford, et al., 1982‬وعليــه‪ ،‬فــإن التالميــذ‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الــد‬ ‫والتحصيــل‬ ‫التعــم‬ ‫ــو‬ ‫�‬ ‫ــم‬‫ا�‬ ‫تو� ت‬ ‫ج‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫هــا‬‫ث�‬
‫ي‬ ‫�‬ ‫املتلفــة‪ ،‬ث� مــدى‬ ‫خ‬

‫‪18‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ـذا� أثنــاء تعملهــم‪ ،‬أو يعمــدون إىل تقيـ يـم ئ‬
‫أدا�ــم‬ ‫ـذ� يتحمكــون ف� نشــاهطم الذهـ نـ�‪ ،‬أو ي�ارســون أســاليب الضبــط الـ ت‬ ‫الـ ي ن‬
‫أ‬ ‫ف ت‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬
‫اس‪ .‬فالنشــطة‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫صيله‬‫�‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫عالي‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫درج‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـرزون‬ ‫ـ‬ ‫�‬‫ي‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫غالب‬ ‫ـاز‪،‬‬
‫ـ‬ ‫�‬
‫ج‬ ‫ال‬
‫إ‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫أفض‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـق‬
‫ـ‬ ‫قي‬ ‫�‬ ‫ســعيا وراء‬
‫أ‬ ‫ت‬
‫توا�ــه‪ ،‬ل ن�ــا ت�كنــه مــن التنبــؤ واملقارنــة والفحــص‬ ‫ـو�ت ال ـت ي ج‬ ‫مــا وراء املعرفــة‪ ،‬ج�عــل املتعــم قــادرا عــى إدراك الصعـ ب‬
‫ف ت‬
‫وه همــارات تهســم ج�يهعــا ي� �سـ ي نـ� وتطـ يـو� قــدرة الفــرد عــى حــل املشكلات‪.‬‬ ‫ومراقبــة الــذات والضبــط التأمـ يـ�‪ .‬ي‬
‫ن‬
‫الذهــ� مــا وراء‬ ‫ين‬
‫املتعملــ� ب�شــتغاهلم‬ ‫وع‬
‫ي‬ ‫يو�ى لك مــن فالفــل وويملــان (‪ )Flavell & Wellman, 1977‬أن يز�دة ي‬
‫وال�ــم‪ ،‬وكيــف‬ ‫ا�ــاذ القــرارات املتعلقــة بكيفيــة التعــم‪ ،‬ومك ي�تاجــون مــن الوقــت للدراســة ف‬ ‫عل�ــم تخ‬ ‫املعرفــة‪ ،‬يهســل ي‬
‫حيا�ــم اليوميــة‪ ،‬أي كيفيــة اس ـرت جاع مــا تعملــوه‪ ،‬م ـىت ي ن‬ ‫ف‬
‫يســتخدمون مــا تعملــوه � حــل مشكلات ت‬
‫وأ�‪ ...‬وهــذا مــا يوفــر‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫أ‬
‫تغذيــة راجعــة لملتعــم الــذي ي�اقــب تعملــه‪ ،‬ســعيا لتحقيــق الهــداف الطموحــة وبلــوغ أفضــل إال ج�ــازات‪ .‬امك أن للتغذيــة‬
‫أ‬
‫ـو� عــى انتقــال االس ـرت اتيجية ال ـت ي يســتخدهما املتعــم أثنــاء تعملــه‪.‬‬ ‫الراجعــة ت�ثـ يـرا قـ ي‬

‫االنعكاسات التعليمية والبيداغوجية‬


‫ف‬ ‫ن‬ ‫إذا اكن التالميــذ ي خ�تلفــون أثنــاء تعملهــم مــن حيــث االســرت اتيجيات املعرفيــة الــت‬
‫يوظفو�ــا بشــل عفــوي‪� ،‬ــل‬ ‫ي‬
‫أ ث ن‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫كــر ج�اعــة عــى العمــوم‪ ،‬أو‬ ‫تعلــم الطفــال إالجــراءات ال‬ ‫ي‬ ‫‪،)Reuchlin,‬‬ ‫(‪1991‬‬ ‫روالكن‬ ‫يشــر‬
‫ي‬ ‫امك‬ ‫فضــل‪،‬‬ ‫ال‬ ‫يكــون مــن‬
‫التعلــم امللقــن لــل طفــل وطبيعــة إالجــراءات الــت ي يســتخدهما؟‬ ‫حمــاول تكييــف ي‬ ‫ة‬
‫ت‬
‫اتيجيا�م‬ ‫الحــظ ب�ســتيان (‪ )Bastien, 1987‬ف� ت ج�ربــة أجراهــا عــى جمموعــة مــن أالطفــال‪ ،‬أن هــؤالء ي خ�تلفــون ف� اسـرت‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫املعرفيــة أثنــاء حلهــم ملشكلات اعت ـرب ت مــن نفــس درجــة الصعوبــة‪ .‬ويعــزو هــذا االختــاف إىل التأويــات الفرديــة أثنــاء‬
‫ف‬
‫ق ـراءة و�ــم نــص املشكلات املطروحــة‪ .‬فاالختالفــات اللغويــة (الدالليــة أو تال� كيبيــة) املرتبطــة بخ�اصيــات املش ـل�ة ‪ ،‬ي�كــن‬
‫أ‬
‫أن تــؤدي إىل اختــاف االسـرت اتيجيات املتبنــاة مــن طــرف الطفــال‪.‬‬
‫ف‬
‫و� دراســة دومينــو (‪ )Domino, 1971‬لعينــة تتكــون مــن مائــة (‪ )100‬طالــب‪ ،‬معــد إىل تقسـ يـم العينــة إىل جمموعتـ ي نـ�‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ئ‬
‫ـار� مــن بطاريــة اكليفورنيــا الســيكولوجية ‪ . California Psychological Inventory‬فاكنــت املج موعــة‬ ‫اختبـ ي‬ ‫ـا�‬
‫اســتنادا إىل نتـ ج‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫ئ‬ ‫أالوىل تتكــون مــن الف ـراد الـ ي ن‬
‫أ‬
‫ـا� عاليــة ي� االختبــار الول الــذي يقيــس التصلــب ‪Conformisme‬‬ ‫ـذ� حصلــوا عــى نتـ ج‬
‫ف‬ ‫ن ف‬
‫وال ج�ــاز ي� ظــل ش�وط تتصــف ب�لضبــط والتقنـ ي نـ� والرصامــة ي� اتبــاع‬ ‫المــود‪ ،‬أي مــدى حــرص الفــرد عــى العمــل إ‬ ‫أو ج‬
‫ن‬ ‫ف‬ ‫ئ‬ ‫ف‬
‫ـا� الــذي يقيــس‬ ‫ـا� عاليــة ي� االختبــار الثـ ي‬ ‫و� املقابــل‪ ،‬تكونــت املج موعــة الثانيــة مــن أف ـراد حصلــوا عــى نتـ ج‬ ‫ت‪ .‬ي‬ ‫التعلـ يـام‬
‫ارتفــاع الداء والرغبــة ف� العمــل‪ ،‬عندمــا تكــون الظــروف تتمـ ي زـ� ب�لتحــرر مــن القيــود والضوابــط تخ‬ ‫أ‬
‫وا�ــاذ املبــادرة‪. Initiative‬‬ ‫ي‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫ـه مــع‬ ‫ـلوب� مخ تلفـ ي نـ� ي� التعامــل مــع أف ـراد لك جمموعــة عــى حــدة‪ .‬فتبـ نـى الســلوب التوجـ يي‬ ‫نو�ــج نفــس املــدرس أسـ ي ن‬
‫واللقــاء‪ ،‬امك ال ـتز م ببعــض الشــليات اكلتقيــد ب�ل ـرب ن� جم املســطر‪ ،‬والتأكيــد عــى‬ ‫ـا�ة إ‬ ‫املج موعــة أالوىل‪ ،‬فاعتمــد عــى احملـ ض‬
‫أ‬
‫احلضــور‪ ،‬وطلــب إالذن قبــل التدخــل ‪ ...‬أمــا الســلوب الــذي تبنــاه مــع أفـراد املج موعــة الثانيــة‪ ،‬فــان يعتمــد عــى تشــجيع‬

‫‪19‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الديــدة ‪ ...‬وعنــد ن�ايــة‬ ‫املبــادرة الفرديــة واملشــاركة الفعليــة للطلبــة مــع إعطــاء الولويــة لملناقشــة والتعبـ يـر عــن الفــار ج‬
‫ئ‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫ـا�‬ ‫والبــداع‪ .‬فاكنــت النتـ ج‬ ‫اس‪ ،‬اجتــاز ج�يــع الطلبــة اختبــارا ي� التحصيــل‪ ،‬وآخــر ي� القــدرة عــى االســتدالل إ‬ ‫ي‬ ‫املــومس الــدر‬
‫أ‬
‫جيــدة ب�لنســبة لفـراد املج موعتـ ي نـ�‪ ،‬ب�ســتثناء القــدرة عــى إالبــداع الـت ي حصــل يف�ــا أفـراد املج موعــة التجريبيــة‪ ،‬الـت ي ت�ـ ي زـ�ت‬
‫ض‬
‫�بالســتقاللية والتحــرر مــن القيــود‪ ،‬عــى تفــوق وا�‪.‬‬
‫ئ‬
‫ـا� هــذه الدراســات‪ ،‬هــو احـ تـامل تدخــل ثأ� عامــل آخــر‪ ،‬ي�كــن أن يتعلــق‬ ‫املو�ــة ملثــل نتـ ج‬ ‫ولعــل مــن أمه االنتقــادات ج‬
‫أ‬
‫ب�لــذاكء العــام‪ ،‬امك هــو مشــار إليــه عنــد لك مــن اكتيــل ‪ Kattel‬وسـ يـب�مان ‪ ،Spearman‬ب�يــث ن ج�ــد أن الفـراد الـ ي ن‬
‫ـذ� ي�صلــون‬
‫ـا� ضعيفــة ف ي� مثــل هــذه االختبــارات‪ ،‬ال ـت تقيــس القــدرة العامــة‪ ،‬ي�يلــون إىل تفضيــل العمــل ف ي� املواقــف ال ـت‬ ‫ئ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫عــى نتـ‬
‫تتمـ ي زـ� ب�لتوجيــه والضبــط واالعـ تـامد عــى ال�ش وحــات املقدمــة مــن لــدن املــدرس‪ ،‬أو االعـ تـامد عــى التوضيحــات املقدمــة‬
‫أ‬
‫اعـ تـامدا عــى الوســائل اململوســة والمثـ ةـ� الواقعيــة‪.‬‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫ئ‬ ‫أمــا أالف ـراد الـ ي ن‬
‫ـو� ال‬ ‫ـا� عاليــة ي� القــدرة العامــة‪ ،‬فنجــد أن تبـ ن يـ� نفــس الســلوب البيداغـ يج‬ ‫ـذ� ي�صلــون عــى نتـ ج‬
‫دا�ــا‬ ‫ـد� أالمثـ ةـ� الواقعيــة للتوضيــح‪ ،‬ال يعتـ ئ‬ ‫لد�ــم إىل فعاليــة أكـرب ‪ .‬وهــذا يعـ ن يـ� أن االعـ تـامد عــى ال�ش وحــات وتقـ ي‬
‫رب‬ ‫يــؤدي ي‬
‫أ‬
‫الطريــق السـ يـل� أو الناجــع ب�لنســبة جلميــع التالميــذ‪ .‬فالف ـراد الـ ي ن‬
‫ـذ� ي�يلــون إىل االســتقاللية والتحــرر مــن أشــال التوجيــه‬
‫اس‪ ،‬يكــون تعملهــم غـ يـر فعــال ب�ملقارنــة مــع الوضعيــات التعليميــة‬ ‫ي‬ ‫يفر�ــا نامل�ــاج الــدر‬ ‫والضبــط‪ ،‬ال ـت ي�ارهســا املــدرس أو ض‬
‫ي‬
‫ت‬ ‫ت أ‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫ـذا� لنشــط�م‪ ،‬وامليــل إىل التعامــل‬ ‫ال ـ ي تعــى هلــم يف�ــا فرصــة للتعبـ يـر عــن اســتنتاجا�م‪ ،‬وتشــجهعم عــى التسـ يـي� الـ ي‬
‫مــع املفاهـ يـم املج ــردة والعامــة‪.‬‬
‫ن ف‬ ‫ف‬
‫ـذ� مه ي�‬ ‫و� دراســة ماركــر (‪ )Marker, 1979‬ال ـت ي اســتندت إىل أمعــال بياجيــه‪ ، Piaget‬الحظــت أن التالميــذ الـ ي‬ ‫ي‬
‫ـذ� يتمـ ي زـ�ون بــذاكء مشــخص‪ ، Intelligence concrète‬ي�صلــون‬ ‫ـدا� (حــوال إثنتــا عـ شـر ســنة)‪ ،‬والـ ي ن‬ ‫الامســة ابتـ ئ‬ ‫الســنة خ‬
‫ت‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ئ‬
‫ـا� جيــدة أثنــاء تعملهــم ملفاهـ يـم ي زف� ي�ئيــة‪ ،‬عندمــا يســتند أســلوب التدريــس املتبــع مــن لــدن املــدرس إىل ج�ــارب‬ ‫عــى نتـ ج‬
‫يبد�ــا التالميــذ اســتنادا إىل املقارنــة والقيــاس؛ إال‬ ‫الف� ي�ئيــة مــن املالحظــات ال ـت ي ي‬ ‫مخ بت� يــة‪ ،‬وإىل اســتخالص القوانـ ي نـ� ي ز‬
‫ف‬
‫عل�ــا لــدى هــذه املج موعــة‪ ،‬يصعــب تعميمهــا عندمــا تبلــغ درجــة الصعوبــة مســتوى عــال‪� .‬ــم ال‬ ‫أن املعلومــات احملصــل ي‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫يقــوون عــى نقــل‪ ،‬أو �ويــل مــا تعملــوه ي� هــذه الوضعيــات ب�لــذات إىل وضعيــات مخ تلفــة‪ ،‬تتقلــص يف�ــا أوجــه التشــابه‬
‫ف ف‬
‫ـذ� يتمـ ي زـ�ون ب�لــذاكء املج ــرد ‪� ،Intelligence formelle‬ــم ي� الغالــب ي�صلــون عــى‬ ‫مــع الوضعيــات أالوىل‪ .‬أمــا التالميــذ الـ ي ن‬
‫ـا� جــد مرضيــة أثنــاء التعــم‪ ،‬عندمــا يســتند أســلوب التدريــس إىل معليــة اســتخالص القوانـ ي نـ� ي ز‬ ‫ئ‬
‫الف� ي�ئيــة اعـ تـامدا عــى‬ ‫نتـ ج‬
‫ـو�ت كثـ يـرة ف ي� تعمـ يـم املعــارف الـت‬ ‫أ ن‬ ‫أ‬ ‫ت‬
‫ي‬ ‫ب‬ ‫ـ‬ ‫صع‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫يالق‬ ‫ـدمه‬
‫ـ‬ ‫�‬
‫ج‬ ‫ول‪،‬‬ ‫ل‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ـلوب‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـتبدل‬ ‫ـ‬ ‫يس‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫عندم‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫لك‬ ‫و‬ ‫ـات‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫الفرضي‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫ري‬ ‫�‬
‫ج‬
‫املعالــة‬ ‫اكتســبوها عــى وضعيــات أكـ ثـر تعقيــدا‪ .‬وهــذا مــا يــؤدي إىل القــول‪ ،‬امك الحــظ روالكن (‪ ،)Reuchlin, 1991‬إن ج‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ئ‬
‫عل�ــا بتحسـ ي نـ� أداء الفـراد القــل قــدرة واحلــد مــن‬ ‫ـا� احملصــل ي‬ ‫الواقعيــة لملعلومــات‪ ،‬أضعفــت العالقــة بـ ي نـ� القــدرة والنتـ ج‬
‫قــدرة املتفوقـ ي نـ�‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬
‫وسلومنســ� (‪ ،)Connor, Morrisson & Slominsky, 2006‬حــول‬ ‫ومورســون‬ ‫كنــور‬ ‫مــن‬ ‫لك‬ ‫اهــا‬ ‫ر‬ ‫أج‬ ‫اســة‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫و�‬
‫ي‬
‫ث‬ ‫ئ‬ ‫خ‬ ‫يأ‬ ‫ف‬
‫ـدا� (�ــان‬‫ول (�ــس ســنوات) وأطفــال التعلـ يـم االبتـ ي‬ ‫ـا� لــدى أطفــال التعلـ يـم ال ي‬ ‫ـه والكتـ ب ي‬ ‫عالقــة أنشــطة التعبـ يـر أ الشـ ي‬
‫ن‬
‫ســنوات) ب إ� ج�ــازات الطفــال‪ ،‬الحظــوا الــدور احملــوري الــذي يلعبــه املــدرس أثنــاء توجيــه انتبــاه أطفــال املرحـ ةـ� الثالثــة‬
‫مــن التعلـ يـم أالول‪ ،‬أو ش�حــه للتعلـ يـامت‪ ،‬أو تنظيمــه أللنشــطة ت‬
‫املق�حــة عــى املتعملـ ي نـ�‪ ،‬وخاصــة ب�لنســبة لملتعـ ثـر ي ن� نم�ــم‪.‬‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫فقــد سج ــل هــؤالء �ســنا ملحوظــا ي� القرائيــة وتعــم املفــردات‪.‬‬
‫دال بـ ي نـ� درجــة فال�ــم‬
‫ـدا�‪ ،‬لوحــظ أيضــا وجــود عالقــة ارتبــاط ة‬ ‫بو�لنســبة ألطفــال املســتوى الثـ نـا� مــن التعلــم االبتـ ئ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ف‬
‫أثنــاء الق ـراءة لــدى التالميــذ ي� بدايــة الســنة الدراســية مــن ج�ــة‪ ،‬وأســلوب التدريــس الــذي ي�ـ ي زـ� طريقــة املــدرس أثنــاء‬
‫فالطفــال ث‬ ‫أ‬
‫املتعــرون أو ذوو التحصيــل املتوســط‪ ،‬ي�ققــون تقدمــا ملحوظــا عندمــا‬ ‫اس‪.‬‬
‫تدبــره ملج موعــة الفصــل الــدر ي‬ ‫ي‬
‫أ‬
‫يكــون التدريــس متمرك ـزا عــى شخ�صيــة املــدرس‪ .‬أمــا الطفــال املتفوقــون‪ ،‬فيتعملــون بشــل أفضــل عندمــا يكــون أســلوب‬
‫ف‬
‫ـتفاد�م ذات أمهيــة كبـ يـرة ي� بدايــة‬‫التدريــس متمرك ـزا حــول املتعــم‪ .‬فو� املقابــل‪ ،‬فــإن أالطفــال املتعـ ثـر ي ن� ال تكــون اسـ ت‬
‫ي‬
‫الســنة‪.‬‬
‫أ‬
‫ونشــر‪ ،‬مــن ج�ــة أخــرى‪ ،‬إىل أن العديــد مــن الدراســات أوردت ت� يثــر املهــارات مــا وراء املعرفيــة ‪Habiletés‬‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ف‬
‫ـال‪ ،‬فاملعرفــة ال ـت ي ي�تلهكــا املتعــم حــول الق ـراءة‪ ،‬وكيفيــة‬‫‪ métacognitives‬ي� تفسـ يـر الفــروق الفرديــة بـ يـ� املتعملـ يـ�‪ .‬بو�لتـ ي‬
‫ف‬
‫توظيفــه هلــذه املعرفــة ي� العمليــة القرائيــة‪ ،‬أي مــا يعرفــه املتعــم حــول معليــات االســتيعاب الق ـر ئ يا� لديــه‪ ،‬يشــل حمــورا‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫هممــا ي� اســتيعاب النــص املقــروء (‪� .)Cross et Paris, 1988 ; Glover, Ronning & Bruning, 1990‬عرفــة املتعــم‬
‫ن‬ ‫أ‬
‫بقدراتــه الذاتيــة أوال‪ ،‬مكعرفتــه بقدراتــه عــى إالجابــة عــن الســئلة املقاليــة‪ ،‬ث� معرفتــه ب�ملهــام املنتظــر منــه جإ�ازهــا ث�نيــا‪،‬‬
‫أ‬
‫كن يعــرف أن النــص القـر ئ يا� املألــوف لديــه يكــون أهســل مــن النــص القـر ئ يا� غـ يـر املألــوف‪ ،‬ومعرفتــه ب� إلجـراءات املعرفيــة‬
‫ف‬
‫اعــامدا عــى عنوانــه سيحســن االســتيعاب‪ ،‬لكهــا تفيــده ي�‬ ‫ســيوظ�ا ث�لثــا‪ ،‬أكن يعــرف أن التنبــؤ ب�حتــوى النــص ت‬ ‫ف‬ ‫الــت‬
‫أ‬ ‫ي‬
‫قراءتــه وإجابتــه عــن تلــك الســئلة (‪.)Flavell, 1985‬‬
‫ف‬
‫والحــظ فاندرجرفــت ‪ )Vandergrift (2003‬مــن خــال دراســته حــول اســتخدام االسـرت اتيجيات املــا وراء معرفيــة ي�‬
‫ـذ� ي�ســنون إالنصــات‬ ‫ف�ــم التعبـ يـر الشـ فـه‪ ،‬أثنــاء تعــم اللغــة الفرنســية لكغــة أجنبيــة‪ ،‬أن تالميــذ املرحـ ةـ� االبتدائيــة الـ ي ن‬
‫آ‬ ‫ي‬
‫ت ف‬
‫‪ L’écoute‬أثنــاء حماول�ــم �ــم التعبـ يـر الشــفوي‪ ،‬يســتعملون هــذه الليــات املــا وراء معرفيــة ضعــف امل ـرات مقارنــة مــع‬
‫ت‬
‫ـذ� ال ي�ســنون إالنصــات‪ .‬وخلــص إىل أمهيــة تطـ يـو� هــذه االس ـرت اتيجيات لــدى هــؤالء مــن أجــل �سـ ي نـ�‬ ‫التالميــذ الـ ي ن‬
‫ت‬
‫اتيجيا�م املــا وراء‬ ‫الطــاب الشــفوي أثنــاء تعــم اللغــة أالجنبيــة‪ .‬ولعــل معرفــة التالميــذ لطبيعــة اســرت‬ ‫أدا�ــم ف� ف�ــم خ‬ ‫ئ‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ي‬
‫وه ب�ثابــة املعيــار للتميـ ي زـ� بـ ي نـ� التالميــذ ذوي الداء ج‬
‫اليــد وغـ يـرمه مــن‬ ‫ي‬ ‫ـه‪.‬‬‫ـ‬ ‫يتعملون‬ ‫ـام‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫للتح‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫مث‬‫ال‬ ‫معرفيــة يه الســبيل‬
‫أ‬
‫التالميــذ ذوي الداء الضعيــف‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ت‬
‫وأثبتــت الدراســات أن تدريــب املتعملـ ي نـ� عــى هــذه املهــارات املــا وراء معرفيــة‪ ،‬يــؤدي إىل �سـ ي نـ� مســتوى اسـ ب‬
‫ـتيعا�م‬
‫أ‬
‫للنصــوص املقــروءة‪ .‬وبعبــارة أخــرى‪ ،‬فتدريــب التمليــذ عــى طــرح أســئلة عــى ذاتــه أثنــاء القـراءة‪ ،‬ث� انتباهــه إىل الخطــاء‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫الديــدة ي� املعــارف الســابقة‪ ،‬ث� تدريبــه‬‫تك�ــا‪ ،‬أو عــدم االنســجام احلاصــل ي� النــص‪ ،‬أو كيفيــة إدمــاج املعــارف ج‬ ‫ال ـت ي ي� ب‬
‫ف‬
‫عــى �ــص درجــة اســتيعابه ملــا قـرأه‪ ،‬لكهــا تســاعد عــى تطـ يـو� قدراتــه القرائيــة (‪ .)Pressly et al. 1987‬فعمليــة اســتيعاب‬
‫ـا� الملكــات املقــروءة‪ ،‬ولكــن مــن خــال إعــادة بنــاء معـ نـى النــص وتفاعــه معــه‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ئ‬
‫امك ملعـ ي‬
‫النــص الق ـر يا�‪ ،‬ال تــم بشــل � ي‬
‫وهــذا مــا ي ج�عــل مــن الق ـراءة معليــة عقليــة معرفيــة تفاعليــة‪ .‬فالقــارئ إذن يفــر لك جــزء يق ـرأه‪ ،‬اعـ تـامدا عــى مكتســباته‬
‫وخ�اتــه الســابقة املرتبطــة ب�لنــص املقــروء‪.‬‬
‫ب‬

‫خالصة‬
‫ً‬
‫بقــدر مــا تتنــوع إس ـرت اتيجيات التعــم لــدى التالميــذ‪ ،‬تتنــوع أيضــا أســاليب التدريــس لــدى املدرسـ ي نـ�؛ ولكــن ينبـ غ يـى‬
‫ً‬ ‫أن نؤكــد أن أســاليب التدريــس ليســت حممكــة خ‬
‫معايــر حمــددة‪ ،‬فأســلوب‬ ‫لــروط أو ي‬ ‫وفقــا ش‬ ‫الطــوات‪ ،‬امك نأ�ــا ال ي‬
‫تســر‬
‫التدريــس امك ســبق أن بينــا ي�تبــط بصــورة أساســية بطبيعــة العالقــات ال ـت ي يقيمهــا املــدرس مــع لك مــن املعرفــة ال ـت ي ينقلهــا‬
‫اس‪.‬‬‫يبن�ـ أـا مــع التالميــذ داخــل الفصــل الــدر ي‬ ‫لملتعــم‪ ،‬امك ي�تبــط أيضــا بشــخصية املــدرس وامستــه ونوعيــة العالقــات ال ـت ي ي‬
‫ـأل تفضيــل‬ ‫ومــع تســليمنا ب أ�نــه ال يوجــد أســلوب مثــال حمــدد ي�كــن تفضيــه معــا ســواه مــن الســاليب‪ ،‬عــى اعتبــار أن مسـ ة‬
‫أ‬ ‫ن‬ ‫ي‬
‫ـ� عــى غـ يـره تظــل رهينــة ب�ملــدرس نفســه بو�ــا يفضــه هــو‪ ،‬إال أننــا ج�ــد أن معظــم الدراســات وال ب�ــاث‬ ‫أســلوب تدريـ ي‬
‫أ‬
‫ال ـت ي تناولــت موضــوع أســاليب التدريــس قــد ربطــت بـ ي نـ� هــذه الســاليب ثوأ�هــا عــى التحصيــل‪ ،‬وذلــك مــن زاويــة أن‬
‫ال� الــذي يظهــر عــى التحصيــل لــدى التالميــذ‪.‬‬ ‫أســلوب التدريــس ال ي�كــن احلــم عليــه إال مــن خــال أ ث‬

‫املراجع العربية‬
‫أ‬
‫ـز�ن حممــد (‪ )2005‬تدبـ يـر جودة التعلـ يـم‪ ،‬الطبعة الوىل‪ ،‬مطابــع إفريقيا ال�ش ق‪،‬الــدار البيضاء‪.‬‬‫‪ -‬أمـ ي‬
‫أ‬
‫ـز�ن حممــد (‪ )2016‬بيداغوجيــا املعرفــة‪ ،‬حــل املشكلات وتطـ يـو� القدرات العقليــة‪ ،‬الطبعة الوىل‪ ،‬مطابــع إفريقيا ال�ش ق‪ ،‬الــدار البيضاء‪.‬‬ ‫‪ -‬أمـ ي‬
‫الديــدة‪ ،‬البيضاء‪.‬‬‫‪ -‬أوزي‪ ،‬امحــد (‪ )2015‬التعلـ يـم والتعــم الفعــال‪ ،‬منشــورات جمـ ةـ� علوم تال� بيــة‪ ،‬مطبعة النجاح ج‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫‪ -‬بــو عايــد‪ ،‬حممــود أمحــد (‪ )2006‬جا�اهــات حديثــة ي� القيــادة تال� بوية الفاعـ ةـ�‪ ،‬الطبعة الوىل‪ ،‬دار المل للنـ شـر والتوزيع‪ ،‬إربد‪ ،‬الردن‪.‬‬

‫املراجع األجنبية‬
‫‪- Archambault, J. et Chouinard, R. (2003) Vers une gestion éducative de la classe, Boucherville : Gaëtan Morin.‬‬
‫‪- Bastien, C. (1989) Schèmes et strategies dans l’activité cognitive de l’enfant. Paris, PUF.‬‬

‫‪22‬‬
2018 ‫ فرباير‬،‫ العدد الرابع اجمللد الثاني‬- ‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين‬
- Bastien et al., (1988) Psychologie cognitive, Modèles et méthodes. Grenoble, Presses Universitaires.
- Brunet, J. P. (1998) Organisation et gestion de classe, Editions du Renouveau Pédagogique.
- Brien, R. (1997) Science cognitive et formation, Saint-Nocolas, Presses Universitaires du Québec.
- Connor, C., Morrisson, F.J. & Slominsky, (2006) Preschool and children’s emergent literacy grouth. Journal of
Education psychology: 98(4), 665-689.
- Dunlosky, Serra & Backer (2007) Metamemory applied, In F. Durso, (Ed.), Handbook of applied cognition, 2nd
Edition, 137-161, Chichester, West Sussex, England,: John Wiley & Sons.
- Fayol, M., Jaffré, J.P. (2008) Orthographier. Paris: PUF.
- Flavell, J. (1979) Metacognition and metacognitive monitoring. A new are of cognitive developmental inquiry.
American psuchologist, (34), 906-911.
- Flavell & Wellman (1977) Metamemory. In V. Kail & J.W. Hagen (Eds), Perspectives on the developement of memory
and cognition, (3-33). Hillsdale, NJ: Lawrence Eribaum.
- Garon, R. et Chouinard, R. (2001) Gestion de classe et motivation, Boucherville : Gaëtan Morin.
- Kayashima, M. & Inaba, A. (2003) How do we facilitate, Development of learner’s self-regulation skills, Submission
for (CSCLO3, pp 1-10).
- Koch, A. (2001) Training in metacognition and comprehension of physics texts, Science Education, 85 (6), 758-768.
- Nault, T. et Lacourse, F. (2008) La gestion de classe une compétence à développer, Les Editions CEC.
- O’Sullivan, J. & Howe, M. (1995) Metamemory and memory construction, Consciousness and cognition: An
International Journal, 4, 104-110.
- Pressly et al. (1987) Perceived readiness for examination performance produced by initial reading of text and text
containing adjunct questions. Reading Research Quarterly, 22, 219-235.
- Reuchlin, M. (1991) Les differences individuelles à l’école. Paris, PUF.
- Schneider, )1999( The development of metamemory in children. In D. Gropher & A. Koriat (Eds) Attention &
performance XVII : Cognition regulation of performance, interaction of theory and application. Cambridge, MA: MIT Press.
- Sternberg, R. & Swerling, L.S. (2004) Teaching for thinking. Washington DC, American Psychological Association.
- Tardif, J. (2006) Le transfert des apprentissages, Montréal, Les Editions Logiques.

23
2018 ‫ فرباير‬،‫ العدد الرابع اجمللد الثاني‬- ‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين‬
- Tardif, J. (1992) Pour un enseignement stratégique: l’apport de la psychologie cognitive, Montréal, Les Editions
Logiques.
- Vandergrift, L. (2003) Orchistrating strategy use: Toward a model of the skilled second language listener. Language
Learning, issue 53, p. 425-440.
- Wolfgang, C.H. (2005) Solving discipline and classroom management problem, Methods and models for today’s
teachers, 6e, San Fransisco: Wiley-Jossey-Bass Education.

24
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫اسرتاتيجيات التعلم وأثرها على املشروع‬

‫عبد اهلل أزور‬


‫الشخصي للتلميذ‬
‫‪2‬‬
‫أ‬
‫أســتاذ علوم تال� بية ب�ملدرســة العليا للســاتذة ب� ب‬
‫لر�ط‬
‫مخ تـرب "علوم تال� بيــة والعلوم إالنســانية واللغات"‬

‫ملخص‪:‬‬
‫أ‬ ‫ة‬
‫املداخــ� إىل بإ�از مــدى ت� يثــر اســرت اتيجيات التعــم (املعرفيــة وامليتامعرفيــة والسوســيو وجدانيــة)‬ ‫ت�ــدف هــذه‬
‫ف‬ ‫عــى مســتوى ش‬
‫املعــر� وتصــوره‬
‫ي‬ ‫التعلــم الثانــوي‪ ،‬فاســتنادا إىل مقاربــة عــم النفــس‬
‫الشــخص لــدى تالميــذ ي‬ ‫ت ي‬ ‫املــروع‬
‫الشــخص ل (‪ ،)Jacque Danancier, 2004‬ومقيــاس‬ ‫ولملــروع الشــخص‪ � ،‬تطبيــق مقيــاس ‪ Rocs‬ش‬
‫لملــروع‬ ‫للتعــم ش‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫اسـرت اتيجيات التعــم مــن إعــداد الباحــث وفــق ن�ــوذج (‪ ،)O'Malley, J.M. & Chamot, A.U. 1990‬عــى عينــة عشــوائية‬
‫آ‬ ‫الــذع مش ـرت ك‪ ،‬مــن شـ ت‬ ‫تكونــت مــن ‪ 60‬تمليــذ مــن ث�نويــة نا� رشــد �دينــة ت‬
‫ـعب� العلــوم والداب‪.‬‬
‫ي‬ ‫ج‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـارة‪،‬‬‫ـ‬‫�‬ ‫ب‬ ‫ب‬
‫اللــذ� سج لــوا درجــات لكيــة عاليــة ف� مســتوى ش‬‫ن‬ ‫عــامد � ن‬
‫ت‬ ‫ئ‬ ‫ظ ت‬
‫املــروع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫التالميــذ‬ ‫أن‬ ‫‪،SPSS‬‬ ‫م‬‫ج‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫�‬‫ب‬ ‫النتــا�‬
‫ج‬ ‫ليــل‬‫�‬ ‫أ�ــر‬
‫المســة (احليــاة االج�ت عيــة ‪-‬احليــاة العاطفيــة ‪-‬احليــاة اليوميــة ‪-‬احليــاة املدرســية‬ ‫الشــخص وكــذا أبعــاده الفرعيــة خ‬
‫ي‬
‫ث‬ ‫رت‬ ‫ز‬
‫واملهنيــة ‪ -‬الكفـ يـا�ت داخــل املج ــال )‪ ،‬يتمـ يـ�ون ب�ســتخداهمم الفعــال الس ـ اتيجيات التعــم امليتامعرفيــة أكــر مــن يغ�هــا‪.‬‬
‫ين‬ ‫ين‬ ‫أ‬ ‫ض‬
‫املذكــور�‪.‬‬ ‫املقياســ�‬ ‫امك تــو� ذلــك مــن قيمــة "‪ "T. Student‬ملقارنــة متوســطات الداء عــى‬
‫تطــو� آليــات بيداغوجيــة ملرافقــة مشــاريع التالميــذ داخــل املؤسســات‬ ‫الــش ي ء الــذي مكننــا مــن اســتنتاج أن ي‬
‫والــوع واملراقبــة والضبــط‪.‬‬ ‫لد�ــم‪ ،‬اكلتخطيــط‬ ‫الكفــا�ت امليتامعرفيــة ي‬ ‫ينبــى أن ي�ــر عــرب تقويــة‬ ‫غ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫التعليميــة‪ ،‬ي‬
‫كلمات املفتاح‪:‬‬

‫ـخص‪.‬‬ ‫�ش‬ ‫رت‬


‫اسـ اتيجيات التعــم املعرفيــة‪ ،‬امليتامعرفية‪ ،‬السوســيو‪-‬وجدانية‪ ،‬امل وع الشـ ي‬

‫‪25‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫ت‬ ‫ف‬ ‫تأ‬
‫ـر� ي�كــز عــى االشــتغال الذهـ ن يـ�‪ ،‬وبــدا أنــه قــد أمهــل قضيــة التعــم أو ج�اهلهــا‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫املع‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫النف‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫وع‬ ‫ـه‪،‬‬‫ـ‬ ‫سيس‬ ‫�‬ ‫منــذ‬
‫ب�عتبــار أن هــذا التوجــه جــاء كــرد فعــل ضــد ن ز�وعــات املدرســة الســلوكية ال ـت ي جعلــت مــن التعــم قضيــة مركزيــة‪ ،‬وبـ ق يـى‬
‫ســي�ز‬‫العــر ي ن� (‪ ،)Bachetel, W. et Abrahamsen, A. 1993‬حيــث ب‬ ‫هــذا إالمهــال إىل حــدود ثال�نينيــات مــن القــرن ش‬
‫ز ف‬ ‫أ‬
‫ـتتم� ي�‬‫ي‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫املعرفي‬ ‫أن‬ ‫ـر‬
‫ي ي‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫‪،‬‬ ‫ـ�‬‫ن‬ ‫ـ‬ ‫الذه‬ ‫ـتغال‬ ‫ـ‬ ‫االش‬ ‫ة‬
‫ـأل‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫أث‬
‫ي ي ي‬ ‫ت‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ة‬‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الكث‬ ‫لة‬ ‫ـئ‬‫ـ‬ ‫س‬‫ال‬ ‫االهـ تـامم ب�وضــوع التعــم ض�ــن‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫تناوهلــا فمل�ــوم التعــم والسـ يـرورات الـت ي �مكــه‪ ،‬امك ســعت إىل إعــادة بنــاء العالقــة بـ ي نـ� التعــم والنمــو‪ ،‬جو�عــت بينمهمــا ي�‬
‫فم�ــوم جديــد هــو "اكتســاب املعــارف"‪.‬‬
‫ن‬
‫ومــن رواد املقاربــة املعرفيــة ج�ــد الباحــث (‪ )Tardif, J. 1992‬الــذي يعت ـرب التعــم سـ يـرورة ديناميــة لبنــاء املعــارف‪،‬‬
‫الديــدة واملعــارف‬ ‫ب�عـ نـى بنــاء املتعــم كــذات فاعـ ةـ� بنــاءة ومتحفــزة‪ ،‬ولك تعــم يف ـرت ض إقامــة روابــط بـ ي نـ� املعلومــات ج‬
‫ف‬
‫تنظــام لملعــارف بشــل متواصــل‪ ،‬امك ي�يــل منتــوج التعــم ي� نظــره عــى أنــواع مــن‬ ‫الســابقة (التمثــات)‪ ،‬ويتطلــب ي‬
‫ترص�يــة وإجرائيــة شو�طيــة‪.‬‬ ‫املعــارف‪ :‬ي‬
‫ت‬
‫ويعتقــد (‪ )Tardif, J. 1992 : 34-37‬أن أمــام الســيكولوجية املعرفيــة هممــة �ليــل الـ شـروط ال ـت ي تخ�لــق االح ـامتالت‬
‫أ‬
‫ال ك ـرب إل ث�رة التعــم وتهسيــل اكتســاب وإدمــاج وإعــادة اســتعمال املعــارف لــدى املتعــم‪ .‬لــذا يســتند تصــوره للتعــم عــى‬
‫ســت مبــادئ ومرتك ـزات يه‪:‬‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫املبــدأ الول‪ :‬التعــم سـ يـرورة فاعـ ةـ� وبنائيــة‪ ،‬يعت ـرب الفــرد فاعــا ي� معليــة التعــم ومــدراك لــل مــا ي ج�ــري‬
‫ف‬
‫وخار�ــا‪ .‬فعندمــا يقــوم املتعــم مثــا ب�نتقــاء معلومــات مــن بـ ي نـ� أخــرى فإنــه يعمــل ‪ -‬ي� نفــس‬ ‫داخــل ذاتــه ج‬
‫الوقــت‪ -‬عــى صياغــة قواعــد حمــددة لتضبيــط وتنظـ يـم عالقتــه مــع مصــدر املعلومــات‪ ،‬وح ـىت إذا مل ينتبــه‬
‫املــدرس ل ـرض ورة وضــع هــذه القواعــد‪ ،‬فــإن املتعــم يقــوم مــع ذلــك بوضهعــا بنفســه‪.‬‬
‫ف‬ ‫املبــدأ ن‬
‫الرئيــ� لملعــارف الســابقة القبليــة‪ ،‬حيــث تلعــب املعلومــات الـــمخزنة ســابقا ي�‬ ‫ي‬ ‫الثــا�‪ :‬الــدور‬
‫ي‬
‫الديــدة واملعلومــات‬ ‫بــ� املعلومــات ج‬ ‫الذاكــرة البعيــدة املــدى‪ ،‬دورا فعــاال يتمثــل ف ي� إقامــة عالقــات ي ن‬
‫وإغنا�ــا أو تعديلهــا وتنقيحهــا أو ينف�ــا ئ‬
‫وإلغا�ــا‪.‬‬ ‫ئ‬ ‫بتثو�هــا‬
‫الســابقة‪ ،‬إمــا ي‬
‫التنظــم املســتمر لملعــارف مــن‬ ‫ي‬ ‫وتنظــم املعــارف‪،‬‬
‫ي‬ ‫الصــ� بتمثيــل‬ ‫ة‬ ‫املبــدأ الثالــث‪ :‬التعــم الــدال وثيــق‬
‫ف‬
‫ـص أن تدخــل ي� ســياق تنظـ يـم أو‬ ‫الديــدة يقتـ ض‬ ‫ج‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫املعلوم‬ ‫ـاج‬ ‫ـ‬ ‫إدم‬ ‫أن‬ ‫ـى‬ ‫املتطلبــات أالساســية للتعــم‪ ،‬ب�عـ ن‬
‫ي‬
‫تنظــم ض�ــن البنيــة املعرفيــة الــت ي ي�تلهكــا املتعــم‪.‬‬ ‫إعــادة ي‬
‫أ‬
‫املبــدأ الرابــع‪ :‬التعــم هــو ب�لســاس اكتســاب معــارف واس ـرت اتيجيات معرفيــة وميتامعرفيــة‪ ،‬فاملتعــم ي�تلــك‬
‫(م�جيــة‪ ،‬الغوريتميــات ‪ ،Algorithmes‬اســتخدام‬ ‫معــارف ديناميكيــة تتضمــن اســرت اتيجيات معرفيــة ن‬
‫أ‬
‫وه العمليــات ال ـت ي ت�ــارس نوعــا مــن املراقبــة‬ ‫ي‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫ميتامعرفي‬ ‫اتيجيات‬ ‫والدوات…)‪ .‬واس ـرت‬ ‫بعــض الوســائل‬

‫‪26‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ة‬
‫مســأل أو‬ ‫يســتدع�ا التعامــل مــع موضــوع أو‬ ‫ت‬ ‫رت‬
‫ي‬ ‫والتعديــل عــىل�ةاالســ اتيجيات املعرفيــة والوجدانيــة الــ ي‬
‫ـا� مــع هــذه املكـ نـو�ت‬ ‫وضعيــة – مش ـ ‪ .‬والتعلـ يـم معـ ن يـ� ‪-‬قبــل أي قطــاع آخــر‪ -‬ب�لتعامــل الشــامل إ‬
‫وال ي ج�ـ ب ي‬
‫املعرفيــة لكهــا دون اخ ـتز ال أو اســتثناء‪.‬‬
‫(ترص�يــة وإجرائيــة شو�طيــة)‪ .‬وتشــمل‬ ‫الامــس‪ :‬النظريــة املعرفيــة تقــم املعــارف إىل ثالثــة نأ�ــاط ي‬ ‫املبــدأ خ‬
‫واملفاهــم والقواعــد الــت ي ي�تلهكــا املتعــم حــول بعــض‬ ‫ي‬ ‫الترص�يــة ‪ Déclaratives‬لك املعلومــات‬ ‫ي‬ ‫املعــارف‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫الشــياء والحــداث (كســباب احلــرب العامليــة الثانيــة)‪ .‬بيـ نـام تشـ يـر املعــارف إالجرائيــة ‪ Procédurales‬أو‬
‫ـأل ير�ضيــة)‪.‬‬ ‫نامل�جيــة إىل اكفــة الوســائل وطــرق االشــتغال أي كيفيــة ن جإ�ــاز نشــاط معـ ي نـ� (طريقــة حــل مسـ ة‬
‫معــ� (التعــرف عــى‬ ‫حــ� تتعلــق املعــارف ال�ش طيــة ‪ Conditionnelles‬بوقــت شو�وط ن جإ�ــاز نشــاط ي ن‬ ‫ف ي� ي ن‬
‫الريطــة)‪.‬‬ ‫البلــد حـ ي نـ� رؤيــة خ‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫املبــدأ الســادس‪ :‬تلعــب امليتامعرفيــة دورا أساســيا ي� اكتســاب املعــارف‪� ،‬يــل امليتامعرفــة إىل املراقبــة‬
‫معــ� عليــه أن‬‫الــت يقــوم ب�ــا املتعــم عــى نشــاطه وعــى مخ تلــف اســرت اتيجياته ف ي� التعــم‪ ،‬فأمــام نشــاط ي ن‬
‫ن‬ ‫رت‬ ‫ن‬ ‫ي‬
‫�ض‬
‫يكــون واعيــا ب�ــا يقتضيــه جإ�ــاز املهمــة املطروحــة و�بالسـ اتيجيات ال وريــة لتحقيــق هــذا إال ج�ــاز‪ ،‬وكــذا‬
‫أ‬
‫يتطل�ــا املوقــف‪ ،‬وبعبــارة أخــرى عليــه أن يكــون واعيــا ب�ختلــف العنــارص والدوات‬ ‫بنمــط املعــارف ال ـت ي ب‬
‫ف ن‬
‫املعرفيــة ال ـت ي ي�كــن أن تقــوده إىل النجــاح ي� جإ�ــاز املهمــة املطلوبــة‪.‬‬
‫ت‬
‫ـدر� لملعــارف‪ ،‬مــن‬ ‫هــذه املبــادئ ةدفعــت ب(‪ )Tardif, J. 1992 : 296‬إىل اعتبــار أن التعــم يــم بواســطة البنـ�شـاء التـ ي ج ي‬
‫الديــدة‪ ،‬أثنــاء القيــام ب�هــام وأنشــطة وليــة تتطلــب مــن املتعــم‬ ‫خــال ربــط الصــ� بـ ي نـ� املعــارف الســابقة واملعلومــات ج‬
‫تنظـ يـام حمكما هلــذه املعــارف‪ .‬لذلــك يعت ـرب أن التعــم هــو اكتســاب معــارف واس ـرت اتيجيات معرفيــة وميتامعرفيــة (املبــدأ‬
‫الرابــع)‪.‬‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫والامعيــة‪ ،‬وازدهــرت‬ ‫وإذا اكنــت ال ب�ــاث ي� جمــال اســرت اتيجيات التعــم ركــزت عــى رواد املؤسســات الثانويــة ج‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫معالــة املعلومــات‪ ،‬وقــد‬ ‫ي� إطــار مقاربــة الســيكولوجية املعرفيــة ب�مريــا شال�ليــة وكنــدا‪ ،‬وخاصــة انطالقــا مــن مقاربــة ج‬
‫ن‬
‫ســاعد عــى ج�ــاح فم�ــوم اس ـرت اتيجيات التعــم‪ ،‬انتشــار ثــاث مقــوالت رئيســية‪ ،‬يه‪:‬‬
‫• التعــم املتمركــز حول الفرد‪،‬‬
‫ف‬
‫• اعتبــار املتعــم عنرص فاعل ومشــارك ي� تعمله‪،‬‬
‫الذا�)‪.‬‬ ‫• فكــرة إالراديــة ف� التعمل ب�لنســبة للبعــض (التعمل ت‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ـخص للتمليــذ‬ ‫وعالق�ــا ب�ملـ شـروع الشـ‬‫ـاول البحــث ف� اس ـرت اتيجيات التعــم ت‬ ‫ـر� تشــل حمـ ة‬ ‫ف‬
‫وانطالقــا مــن املنظــور املعـ‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ش‬ ‫ت‬ ‫رت‬ ‫ة‬
‫ـخص‪ ،‬ي�‬‫إشــالية عمليــة تثـ يـر مــن ج�ــة مســأل تقيـ يـم اس ـ اتيجيات التعــم وانعاكســا�ا عــى مســتوى جــودة املــروع الشـ ي‬
‫ســياق املمارســة التعليميــة التعمليــة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ظ ف‬ ‫وإذا اكن فم�ــوم ش‬
‫الفرنــ� (‪ ،)1989‬فــإن مــا‬ ‫ي‬ ‫املــدرس‬
‫ي‬ ‫التوجيــه‬ ‫قانــون‬ ‫ســياق‬ ‫�‬‫الشــخص بفرنســا �ــر ي‬
‫ي‬ ‫املــروع‬
‫ـ� الشــباب‬ ‫يســتفاد مــن تلــك النصــوص حســب (‪ )Croizier, M. 1995 : 68‬هــو أن مــن بـ ي نـ� أمه وظائــف املدرســة هــو ت�ـ ي ئ‬
‫املــدرس تتجــاوز حــدود الكشــف عــن تال�ابــط‬ ‫ي‬ ‫ومله�ــم املســتقبلية‪ ،‬وأن وظيفــة التوجيــه‬ ‫لملســتقبل‪ ،‬للحيــاة الراشــدة ن‬
‫ـد� املســاعدة للتمليــذ خــال حياتــه‬ ‫ـخص للتمليــذ وقدراتــه الفكريــة والشــخصية‪ ،‬إىل تقـ ي‬ ‫ي‬ ‫أو التعــارض بـ ي نـ� املـ شـروع الشـ‬
‫وتنظــم تو�قيــق م�ش وعــه الشــخص‪ ،‬لذلــك ف�ــو ال يقتــر عــى مؤسســات تال� بيــة خ‬ ‫أ‬
‫الاصــة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بنــاء‬ ‫جــل‬‫ل‬ ‫املدرســية‪،‬‬
‫ين‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ين‬
‫املدرســ�‪.‬‬ ‫املتدخلــ� ي� معليــة ال� بيــة وخصوصــا‬ ‫ويشــمل ج�يــع‬
‫ف‬ ‫ـر� فتجــدر إالشــارة أن امليثــاق الوطـ نـ� تلل� بيــة والتكـ ي ن‬
‫ـو� (‪ ،)2000‬دعــا ي� الدعامــة السادســة‬ ‫ي‬ ‫أمــا عــى املســتوى املغـ ب ي‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫املتعلقــة ب�لتوجيــه تال� بــوي ن‬
‫واملهــ�‪ ،‬إىل "مســاعدة مــن ي�غبــون ي� ذلــك عــى بلــورة اختيار تا�ــم املهنيــة ي� التوجــه‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫ومشــاريهعم الشــخصية"‪ .‬امك أن الرؤيــة االس ـرت اتيجية الصــاح التعلـ يـم (‪ )2015-2030‬فقــد أكــدت يه الخــرى ي� الرافعــة‬
‫والندمــاج‪.‬‬ ‫ـخص إ‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫وع‬ ‫الامســة مــن الفصــل أالول عــى ض�ورة ت�كـ ي نـ� املتعملـ ي نـ� مــن اســتدامة التعــم وبنــاء املـ ش‬
‫ـر‬ ‫خ‬
‫ي‬
‫غــر أن فرنســا‬ ‫املــروع الشــخص ف ي� التجربــة الفرنســية واملغربيــة ارتبــط ب�لتوجيــه تال� بــوي ن‬
‫واملهــ�‪ ،‬ي‬ ‫وإن اكن ش‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الو�ئــق الرمسيــة املغربيــة عــى كونــه اختيــاري ويقتــر عــى مــن‬ ‫جعلتــه إلزاميــا قبــل أن تت�اجــع عــى ذلــك‪ ،‬بيـ نـام أكــدت ث‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ي�غبــون ي� ذلــك‪ ،‬امك جعلتــه ش�طــا لالســتمرار ي� التعــم واالدمــاج‪.‬‬

‫‪ .1‬اسرتاتيجيات التعلم وتصنيفاتها‬


‫تعــرف اس ـرت اتيجيات التعــم ‪ Stratégies d’apprentissage‬عــى نأ�ــا «عبــارة عــن إج ـراءات معقــدة ق‬
‫يطب�ــا املتعــم‬
‫تصو�هــا عــى نأ�ــا معرفــة إجرائيــة ي�كــن اكتسـ بـا�ا خــال مراحــل التعــم» (‪O'Malley,‬‬ ‫عــى املهــام‪ ،‬ومــن هنــا ي�كــن ي‬
‫أ‬
‫‪ ،)J.M. & Chamot, A.U. 1990 : 52‬ومكجموعــة مــن النشــطة املنظمــة والترصفــات الواعيــة والقصديــة ‪،Intentionnelles‬‬
‫ن‬
‫نســبيا مخ ططــة وإجرائيــة (‪ .)Romainville, 1993‬امك تفيــد االســتخدام املقصــود لعمليــة معرفيــة أو أكـ ثـر إل ج�ــاز هممــة تعــم‬
‫معينــة (‪.)Siegler, R.S. 1998‬‬
‫وه سـ يـرورة لتحسـ ي نـ� أالداء‪ ،‬تتألــف مــن جمموعــة مــن إالج ـراءات الذهنيــة ال ـت ي�تلهكــا املتعــم‪ ،‬والعمليــات ال ـت‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ت‬
‫وه قــدرات مبنيــة داخليــة‬ ‫بمهــا طبقــا ملكتســباته الســابقة‪ ،‬وذلــك لبلــوغ هــدف حمــدد داخــل وضعيــة � بويــة متمـ يـ�ة‪ .‬ي‬‫ي� ج‬
‫ت�كــن املتعــم مــن توجيــه انتباهــه وتعملــه ملوضــوع معـ ي نـ�‪ ،‬وكــذا توجيــه معليــة التذكــر واالحتفــاظ لديــه‪ ،‬مــع مراقبــة تنفيــذ‬
‫معليــات ذهنيــة مخ تلفــة (أمحــد أوزي‪.)2006 ،‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ولن مــا ي�ــم (‪ )Wolfs, J.L . 2007‬ب�لســاس هــو ت�ثــل التالميــذ لطريقــة اشــتغاهلم‪ ،‬فقــد اعت ـرب اس ـرت اتيجيات التعــم‬
‫أ‬
‫ب�ثابــة الكفـ يـا�ت نامل�جيــة ‪ Compétences-méthodologique‬ويقصــد ب�ــا الســلواكت الداتيــة ‪Comportements-Outils‬‬
‫وه‬ ‫ات‪،‬‬‫ر‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـوم‬
‫ـ‬ ‫ال ـت يســتعملها الفــرد مــن أجــل ت�قيــق الكفـ يـا�ت املنتجــة ‪ Compétences-produits‬ال ـت يقابلهــا ف‬
‫م�‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫‪28‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫كفـ يـا�ت عامــة أو ن�ائيــة منتظــرة مــن التمليــذ ف ي� ن�ايــة التكـ ي ن‬
‫ـو� الثانــوي بتخصــص معـ ي نـ�‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫تبــدو ال ب�ــاث حــول اســرت اتيجيات التعــم حديثــة نســبيا‪ ،‬ك ب�ــاث لك مــن‪)Gadzella, B.M. & Al., 1986( :‬‬
‫و(‪ )Entwistle, N., Koseki, B. et Pollitt, A. 1987‬و(‪ )Martinez-Guerrero, J. et Sanchez-Sosa, J.J., 1993‬و(‪Ben‬‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫التعلــم‬
‫‪ )el azmia, A. 2002‬و(‪ )Wolfs , J.L. 2007‬و(عبــد الــه هلــو‪ )2007 ،‬و(‪ ،)Houari, S. 2009‬مــع � أركزهــا ي� ي‬
‫نتا�هــا‪ ،‬والــذي يعــزى ف� ن‬ ‫ن ف ئ‬ ‫غ‬
‫ومــاالت‬‫نظــر� إىل تنــوع العينــات والدوات ج‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫البــ�‬
‫ي‬ ‫االختــاف‬ ‫ور�‬ ‫امــ�‪،‬‬
‫وال ي‬‫الثانــوي ج‬
‫رت ف ت أ‬
‫التطبيــق‪ ،‬فضــا عــن اع�ت دهــا لتصنيفــات مخ تلفــة مــن حيــث االس ـرت اتيجيات‪ .‬إال نأ�ــا بأ�ــاث تش ـ ك ي� � كيدهــا عــى‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫رت‬ ‫مخ‬
‫ـدرس‪ ،‬وتطورهــا مــع التقــدم ي� التعــم‪ ،‬مــع تغيـ يـر ي� خصائهصــا‬ ‫أمهيــة ارتبــاط تلــف اس ـ اتيجيات التعــم ب�لنجــاح املـ ي‬
‫تبعــا ملتغـ يـرات املســتوى الــدراس ونــوع الشــعبة أو املــادة املدروســة‪ ،‬امم يؤكــد عــى ت‬
‫فرداني�ــا وارتباهطــا ب�ملتعــم‪.‬‬ ‫ي‬
‫وم�ــا تصنيــف لك مــن (‪ )Rubin, 1989‬و(‪O'Malley et Chamot,‬‬ ‫وهنــاك عــدة تصنيفــات الس ـرت اتيجيات التعــم‪ ،‬ن‬
‫ف‬
‫الــوال�ت‬
‫‪ )1990‬و(‪ )Oxford, 1990‬و(‪ )Boulet et al. 1996‬و(‪ )Cohen, 1998‬و(‪ ...)Wolfs, 1998‬وجلهــا نشــأت ي� ي‬
‫آ‬
‫بنظر�ــا إىل إالنســان ك ةل نشــيطة للتعــم‪.‬‬‫تتمــ� ت‬
‫يز‬ ‫املتحــدة أالمريكيــة‪ ،‬بو�رجعيــة الســيكولوجية املعرفيــة الــت‬
‫ي‬
‫قــم (‪ )O'Malley, J.M. & Chamot, A.U. 1990 : 43‬اسـرت اتيجيات التعــم إىل ثالثــة أصناف يه‪ )1 :‬االسـرت اتيجيات‬
‫ض‬
‫الطــاة التاليــة‪:‬‬‫ـو� ذلــك خ‬ ‫املعرفيــة ؛ ‪ )2‬االسـرت اتيجيات امليتامعرفيــة ؛ ‪ )3‬االسـرت اتيجيات السوســيو‪-‬وجدانية‪ ،‬امك تـ‬

‫تصنيــف اسـرت اتيجيات التعــم حســب (‪)O'Malley, J.M. & Chamot, A.U. 1990‬‬
‫بتقســم اســرت اتيجيات‬
‫امك قــام لك مــن (‪ )Boulet, A., Savoie-Zajc, L. et Chevrier, J. 1996‬ب�لكيبيــك‪ -‬كنــدا‪ ،‬ي‬
‫ض‬
‫تــو� خ‬
‫الطاطــة التاليــة‪:‬‬ ‫تــم بعــض االســرت اتيجيات‪ ،‬امك‬
‫التعــم إىل أربعــة جمموعــات‪ ،‬ولك جمموعــة ض‬

‫‪29‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫اسـرت اتيجيات التعمل حســب (‪)Boulet, A. et al. 1996‬‬


‫نـ شـر مركــز تطــو� التعــم (‪ )Center for Advancement of Learning, 1998‬ب ج�امعــة ‪ Muskingum‬أالمريكيــة مقـ ة‬
‫ـال‬ ‫ي‬
‫مطـ ة‬
‫ـول بعنــوان "اس ـرت اتيجيات التعــم بصفــة عامــة"‪ ،‬واشــتملت عــى‬
‫التال‪:‬‬
‫الدول ي‬ ‫‪ 16‬اسـرت اتيجية‪ ،‬يلخهصــا ج‬

‫الدرد� وجـ بـا� حممد عبد الهل‪)49 : 2005 ،‬‬


‫املصــدر‪ :‬ذكــره (عبــد املنعــم أمحد ي‬
‫ت‬
‫ج�ــدر إالشــارة إىل وجــود تاكمــل بـ ي نـ� االسـرت اتيجيات املعرفيــة وامليتامعرفيــة والسوســيو وجدانيــة‪ ،‬فقــد أشــار (‪Wolfs,‬‬
‫‪ )J.L. 2007 : 51‬أن جمموعــة مــن الدراســات ظأ�ــرت أمهيــة التفاعــل ي ن‬
‫بــ� العوامــل املعرفيــة وامليتامعرفيــة والوجدانيــة‬
‫ف‬ ‫وم�ــا الدراســة الــت ن جأ�زهــا لك مــن (‪ )Wentzel, K.R. & Asher, S.R. 1993‬عــى أن التالميــذ ي ن‬
‫الــذ� هلــم ي�‬ ‫للتعــم‪ .‬ن‬
‫ي‬
‫ن‬ ‫ف‬ ‫نفــس الوقــت أهــداف اج�ت عيــة وكذلــك أهــداف للتعــم ولـ أـ�داء مه الـ ي ن‬
‫ـذ� يتفوقــون ي� دراس ـهت م أو ي�ققــون ج�احــا أك ـرب ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫(إ�ــان الرويـ ث يـ�‪)2009 ،‬‬ ‫ـول (‪ )Plety, R. 1998‬امل�ش ــورة »املعرفيــة تســاعد امليتامعرفيــة«‪ ،‬نؤكــد مــع ي‬ ‫ـتحضار� ملقـ ة‬
‫ن‬ ‫بو�سـ‬
‫ن‬
‫للتفكــر يقــوم بــه العقــل إل ج�ــاز‬
‫ي‬ ‫أن املعرفيــة وامليتامعرفيــة مهــا معليتــان ت� بطهمــا عالقــة وثيقــة‪ .‬حيــث أن أي نشــاط‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫هممــة معينــة مــا هــو إال جدم لنوعـ ي نـ� مــن النشــطة الذهنيــة ومهــا‪ :‬النشــطة املعرفيــة ال ـت ي تســتخدم الكتســاب أو تطـ يـو�‬
‫أ‬
‫ـداع‪ .‬والنشــطة‬ ‫ا�ــاذ الق ـرار وحــل املش ـل�ة والتفكـ يـر الناقــد إ‬
‫والبـ ي‬
‫املعلومــات واملعــارف باكفــة أشــاهلا‪ ،‬وتتضمــن همــارات تخ‬
‫امليتامعرفيــة ال ـت توجــه ج�ــود الفــرد وتنظمهــا وتضبطهــا وتقوهمــا‪ ،‬ب�ــدف اكتســاب هــذه املعــارف وتشــكيلها ق‬
‫وتطبي�ــا‪،‬‬ ‫ي‬
‫وتتكــون مــن همــارات رئيســة يه التخطيــط واملراقبــة والتقيـ يـم‪.‬‬
‫الباحثــ� مثــل (‪ )Swanson, H.L. 1990‬يعتــرب ون أن الفــرق ي ن‬
‫بــ�‬ ‫ين‬ ‫تو�ى (‪ )Romero, M. 2004 : 8‬أن بعــض‬
‫ف‬ ‫ض‬
‫تقليــد� تســمح ي�‬
‫ي‬ ‫غــر وا�‪ .‬فاالســرت اتيجيات املعرفيــة امك تعتــرب‬ ‫االســرت اتيجيات املعرفيــة واالســرت اتيجيات امليتامعرفيــة ي‬
‫نفــس الوقــت ب�ملراقبــة والتخطيــط للتعــم (‪ ،)Baker, L., & Cerro, L. 2000‬مثــا ربــط العالقــة بـ ي نـ� املعــارف املكتســبة‬
‫ســابقا وهمــارة معرفيــة ذات أمهيــة‪ ،‬وكذلــك عندمــا تكــون هــذه االسـرت اتيجيات قــادرة عــى مســاعدة املتعــم عــى التعــرف‬
‫لتــال اعتبارهــا اســرت اتيجيات ميتامعرفيــة‪.‬‬ ‫ب ف‬
‫صعــو�ت ال�ــم‪ ،‬فيمكــن ب� ي‬ ‫عــى‬
‫ف‬
‫امك تعت ـرب (‪ )Romero, M. 2004 : 16‬أن امليتامعرفيــة تشــجع املعرفيــة‪ ،‬حيــث تصبــح ب�ثابــة عامــل ممـ ي زـ� ي� النجــاح‪.‬‬
‫ت أ‬
‫ـ� هــذه العالقــة‪ ،‬مــن خــال مــا تقدمــه مــن‬ ‫ي‬ ‫ـ‬‫�‬ ‫ي‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـاف‬ ‫ـ‬ ‫الغ‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫تك‬ ‫ن‬‫ل‬ ‫ولعــل االسـرت اتيجيات السوســيو‪-‬وجدانية �يــل‬
‫ف‬ ‫ت أ‬ ‫ف‬
‫ذا�‪ ،‬ول ن�ــا تســمح ب�نهصــار لك ذلــك ي� إطــار‬ ‫ي‬ ‫ـجيع‬ ‫ـ‬ ‫وتش‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ورض‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫حافزي‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـره‬
‫ـ‬ ‫توف‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ة‪،‬‬‫ـا�‬
‫ب‬ ‫ـ‬ ‫واملث‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫العم‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫دمع لالســتمرار‬
‫ـخص‪.‬‬ ‫ش‬
‫املــروع الشـ ي‬
‫‪ .2‬املشروع الشخصي للتلميذ‬
‫ف‬ ‫ذكــر (‪ )Boutinet 1992 : 9‬ف� كتابــه ت‬
‫"أن�وبولوجيــة املـ شـروع" أن فم�ــوم املـ شـروع ظ�ــر ي� جمــال العمــارة واهلندســة‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫ً‬
‫خــال القــرن ‪ 15‬امليــادي‪ ،‬يو�اد بــه النظــر بعيــدا إىل المــام‪ ،‬امك اعت ـرب ه شكلا مــن أشــال االســتباق �ــو املســتقبل‪،‬‬
‫ن ف‬ ‫ش‬
‫ـداع أي التفكـ يـر‬
‫فوخاصيــة ينفــرد ب�ــا نالبــر دون احليــوا�ت‪� ،‬ــو نتيجــة للثقافــة العرصيــة‪ ،‬وركــز عــى بدايــة النشــاط إالبـ ي‬
‫ي� املـ شـروع وحلظــة جإ�ــازه‪.‬‬
‫ت‬ ‫ف ت‬
‫غا�تــه ومطاحمــه ورغباتــه‬ ‫ـخص �ــو �ثــل تنبــؤي لنتيجــة مســتقبلية يس ـهت دف نم�ــا الشــخص �قيــق ي‬ ‫ي‬ ‫أمــا املـ شـروع الشـ‬
‫ت‬
‫وحاجاتــه (‪ .)Le Blanc, A. et al. 1992‬وعندمــا يـ تـم �ديــده كتمثــل فذلــك يعـ ن يـ� أنــه نتيجــة للتفاعــل بـ ي نـ� نظامـ ي نـ� مــن‬
‫وه ت�ثــات‬ ‫التكــو� وأنــواع املهــن‪ )...‬ي‬
‫ين‬ ‫التمثــات‪ :‬ت�ثــات الــذات (الكفــاءات‪ ،‬احلوافــز‪ )...‬تو�ثــات الواقــع (مســالك‬
‫ف‬
‫وبســرورات واســرت اتيجيات‬ ‫املعــر� بكيفيــة انبنــاء التمثــات لــدى املتعــم ي‬ ‫ي‬ ‫تتطــور ب�ســتمرار‪ ،‬لذلــك ي� تــم عــم النفــس‬
‫ً‬ ‫ف‬
‫ـوا� عــى قلــق املســتقبل أي أنــه‬ ‫ـال أحرشــاو‪ .)145 :2009 ،‬لذلــك �ــو فعــل إرادي م ـرب ر ي�ثــل جـ ب‬ ‫ي‬ ‫اختيــار املـ شـروع (الغـ‬
‫أ‬ ‫آ‬
‫توقــ�‪ ،‬يفــرت ض القــدرة عــى ت�ثــل ال ت ي�‪ ،‬والقــدرة عــى تخ�يــل الزمــن املســتقبل‪ ،‬بواســطة بنــاء متواليــة للفعــال‬ ‫ســلوك ي‬
‫ة‬ ‫أ‬
‫والحــداث احملتمــ� واملنظمــة مســبقا (‪.)Champy et al. 1994 : 802‬‬

‫‪31‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫أ‬ ‫ت‬
‫الزئيــة أي أنــه‬‫ـخص ال يعــدو أن يكــون �قيقــا شــامال للشــخصية‪ ،‬يشــمل ويوجــه املشــاريع الوليــة أو ج‬ ‫ي‬ ‫املـ شـروع الشـ‬
‫ـو�ت احليــاة‪ ،‬ورؤيــة لشــبكة العالقــات الـت ي ينســجها مــع عنــارص ومكـ نـو�ت الــذات‬ ‫أداة ووســيلة املراهــق ف ي� ج‬
‫موا�ــة صعـ ب‬
‫واحليــاة (‪ ،)Croizier 1995 : 46‬وهــو عبــارة عــن خطــة يعتمدهــا الشــخص لتحقيــق مقاصــد وأغـراض حمــددة عــن طريــق‬
‫ـط�ا ي�قــق املراهــق أفــاره ورغباتــه‪ ،‬يبـ نـى‬ ‫لبلو�ــا (‪ ،)Hiteau 1993‬وأداة شخ�صيــة بواسـ ت‬ ‫توقهعــا وتوفــر الوســائل الالزمــة غ‬
‫ي‬
‫ن‬ ‫خ‬ ‫و� التـ ي‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫ف‬ ‫ن‬
‫ـخص أحيــا� (‪ .)Dachmi et Riard 2004 : 10‬امك‬ ‫ـار� الشـ ي‬ ‫تدر�يــا مــع مــرور السـ يـن� ي جو�ــد جــذوره ي� الطفــول ي‬ ‫يج‬
‫ـد� ‪.)2008‬‬ ‫ـؤ� عــى إماكنيــة إالندمــاج ن ز(� ي�ــة حم الـ ي ن‬ ‫أن انبثاقــه وتطــوره مـ ش‬
‫ي‬
‫ـخص‪ ،‬ي ج�مــع بـ ي نـ� كونــه ت�ثــل تنبــؤي وســلوك توقـ يـ�‪،‬‬ ‫ي‬ ‫مــن خــال التعاريــف الســابقة يتبـ ي نـ� أن أ فم�ــوم املـ شـروع الشـ‬
‫الصائــص‬ ‫ـؤ� عــى إماكنيــة االندمــاج والتفــوق‪ ،‬نإ�ــا ج�ـ ةـ� مــن خ‬ ‫واسـرت اتيجية ذهنيــة‪ ،‬وخطــة أو أداة لتحقيــق الهــداف‪ ،‬ومـ ش‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫ج�عــل منــه بنــاء ي ج�ــد طريقــه ي� مخ تلــف احلقــول املعرفيــة يو�ــ� مســاحات جديــدة خاصــة ي� املج ــال تال� بــوي‪ .‬وهكــذا‬
‫الشــخص‬ ‫ذهــ�‪ ،‬ي�مــه املراهــق عــن مســتقبهل‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ش‬
‫ي‬ ‫داخــ� و�ثــل ي‬ ‫ي‬ ‫الشــخص لملراهــق ي�كــن اعتبــاره ب�ثابــة بنــاء‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫فاملــروع‬
‫وكيفيــة ت�قيقــه‪ ،‬ف�ــو اس ـرت‬
‫اس واملهـ ن يـ�‪( .‬عبــد الــه أزور‪.)39 :2006 ،‬‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـاج‬
‫ـ‬ ‫واالندم‬ ‫ـاح‬ ‫ـ‬ ‫النج‬ ‫�‬‫ي‬ ‫ـية‬
‫ـ‬ ‫أساس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ذهني‬ ‫اتيجية‬

‫‪ .3‬االسرتاتيجيات املعرفية واملشروع الشخصي‬


‫ف‬ ‫ت‬
‫املعــر� "املعرفــة" يه «العمليــات الــت ي ت�كــن الفــرد مــن اســتقبال املعلومــات مــن‬ ‫ي‬ ‫اال�ــاه‬
‫ب�لنســبة لبعــض رواد ج‬
‫ـتعاد�ا واســتخداهما»(‪.)Neisser, U. 1967‬‬ ‫وتطو�هــا ف� املــخ‪ ،‬إىل حـ ي نـ� اسـ ت‬
‫واخ�اهلــا ي‬ ‫خــال احلــواس‪ ،‬حيــث يـ تـم ت�ويلهــا تز‬
‫ت‬ ‫ي‬
‫وتشــمل املعرفــة حســب (‪ )Franken, R.E. 1994‬االســتقبال والتفكـ يـر ب�ــا يتضمنــه مــن ج�ريــد تو�كيــب وتنظـ يـم‪ ،‬ب� إلضافــة‬
‫ـل�‪،‬‬ ‫ن‬ ‫خ‬ ‫لطــرق واس ـرت‬
‫ـار�‪ ،‬والسمات الشــخصية للفــرد‪ .‬بيــام تشـ يـر املعرفــة حســب (حممــد أمحــد شـ ب ي‬ ‫اتيجيات تنظـ يـم الــوارد الـ ج ي‬
‫أ‬
‫‪ )13 : 2001‬عــى القــل إىل ثــاث أمــور يه‪:‬‬
‫والدراك والذاكــرة املبـ شـا�ة والقصـ يـرة والتفكـ يـر‪،‬‬
‫‪ .1‬طــرق اكتســاب املعرفــة مــن البيئــة‪ ،‬ويشــمل ذلــك الك مــن االنتبــاه إ‬
‫ومــاالت اهـ تـامم الفــرد‪.‬‬ ‫ج‬
‫التفكــر وقــدرة الفــرد عــى التجريــد واالســتدالل‬
‫ي‬ ‫معالــة املعلومــات داخــل املــخ‪ ،‬ويشــمل ذلــك طــرق‬
‫‪ .2‬طــرق ج‬
‫ة‬
‫الطويــ�‪.‬‬ ‫واالســتنتاج والتحليــل والذاكــرة‬

‫‪32‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫‪ .3‬مكـ نـو�ت الشــخصية والســاليب املعرفيــة ال ـت ي يســتخدهما الفــرد ي� اختيــار ســلوك معـ ي نـ� أو تفضيــه‪ ،‬خاصــة ي�‬
‫املشكلات الشــخصية االج�ت عيــة‪.‬‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ـر� (‪ )Le Ny, J.F. 1989‬بـ ي نـ� "املعرفــة" واملعرفيــة"‪ ،‬بــدل اســتخداهمما تمك�ادفـ ي نـ�‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫املع‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫النف‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ي�ـ يـ� الباحــث ي‬
‫�‬ ‫ز‬
‫تعــ� أيضــا ج�يــع فعاليــات الــذات املنتجــة للتمثــات‪ .‬أمــا "املعرفيــة"‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫تعــ� االعتقــاد أو التمثــل الصحيــح امك ت ي‬ ‫فاملعرفــة ي‬
‫نفإ�ــا تعـ ن يـ� أيضــا مــا تنتجــه الــذات مــن معــارف و�ثــات امك تــدل أيضــا عــى جممــوع هــذه التمثــات‪ ،‬قــد تكــون حصيحــة‬
‫ـ� احلــاج‪ )70-71 : 1997 ،‬أن املعرفيــة أ�ش ــل مــن املعرفــة [‪ ]...‬وهكــذا‬ ‫ز‬
‫أو خاطئــة‪ .‬وانطالقــا مــن هــذا التمـ يـ� يؤكــد (عنيـ ي‬
‫الســرورات‬ ‫العقــ� للــذات‪ ،‬أي جممــوع ي‬ ‫ي‬ ‫وفعالي�ــا املعرفيــة‪ ،‬نإ�ــا الفعــل‬
‫ت‬ ‫تعــ� قبــل لك �ش ي ء ديناميــة الــذات‬ ‫ن‬
‫فاملعرفيــة ي‬
‫العقليــة واملعرفيــة‪.‬‬
‫أمــا االســرت اتيجية املعرفيــة ‪ Stratégie cognitive‬فتعــرف عــى نأ�ــا « جمموعــة إالجــراءات الــت ي تشــمل إدارة أو‬
‫وأ�ــا «عبــارة عــن‬ ‫ومعالــة املعلومــات عـرب التخطيــط والتنظـ يـم واملراقبــة» (‪ .)Kirby, J. R. 1984‬ن‬ ‫تسـ يـي� معليــات اســتقبال ج‬
‫ـو� املعلومــات‬ ‫طرائــق عامــة يســتخدهما أالف ـراد ف ي� المعــال العقليــة‪ ،‬أي نأ�ــا ب�ثابــة طــرق لـ إـ�دراك والتفكـ يـر والتذكــر وتكـ ي ن‬
‫أ‬
‫ومعال ت�ــا وحــل املشكلات» (أنــور ال�ش قــاوي‪.)190 : 1992 ،‬‬ ‫ج‬
‫تنبثــق االس ـرت اتيجيات املعرفيــة حســب (‪ )Richard, J.F. 1990‬مــن مــا يعــرف ب�ملعــارف الســابقة ال ـت ي ي�تلهكــا املتعــم‬
‫التفكــر الــت ي تســتطيع الــذات‬ ‫ي‬ ‫مــن ج�ــة‪ ،‬أي مــن رصيــد ت�ثــات الــذات حــول خصوصيــات الوضعيــة‪ ،‬وكــذا طــرق‬
‫الاصــة ب�ملعلومــات‪ ،‬ومتطلبــات االنتبــاه ومــدة‬ ‫ـز� ومعليــة االس ـرت جاع خ‬ ‫تشــغيلها‪ .‬ومــن ج�ــة أخــرى مــن متطلبــات التخـ ي ن‬
‫أ‬
‫تنفيــذ العمليــات‪ ،‬ل ن�ــا مــن مكـ نـو�ت هــذه االس ـرت اتيجيات‪.‬‬
‫كثــرة مــن االســرت اتيجيات امك يتضــح مــن التصنيفــات املذكــورة ســابقا‪،‬‬ ‫تشــمل االســرت اتيجيات املعرفيــة‪ ،‬أنواعــا ي‬
‫ف‬
‫�ســب (‪ )O'Malley, J.M. & Chamot, A.U. 1990 : 43‬تشــمل االسـرت اتيجيات املعرفيــة‪ :‬التمــرن أو التكـرار‪ ،‬والتنظـ يـم‪،‬‬
‫واالســتدالل‪ ،‬والتلخيــص‪ ،‬واالســتنتاج‪ ،‬والتصـ يـو�‪ ،‬والنقــل‪ ،‬والتوســيع‪ .‬وهنــاك سـ يـرورة إالعــداد ‪ Elaboration‬الـت ي تســمح‬
‫ف‬ ‫لملتعــم حســب (‪ )Cartier, S. 2003‬ب�لربــط ي ن‬
‫اكتســا�ا‪� ،‬ــن أجــل تفعيــل هــذه‬ ‫ب‬ ‫بــ� معارفــه الســابقة واملعلومــة املــراد‬
‫أمثــ� توضيحيــة لملعلومــة املكتســبة أو عنــد توضيحهــا‬ ‫معــ�‪ ،‬يهعــد إىل املتعــم ببنــاء ة‬ ‫تلــى عــرض ي ن‬ ‫الســرورة أثنــاء ق‬ ‫ي‬
‫ي‬
‫الاصــة‪.‬‬ ‫وتفســرها لشــخص آخــر ب�ســتعمال مفرداتــه خ‬ ‫ي‬
‫ذكــر (‪ )Wolfs , J.L. 2007 : 59‬أن (‪ )Boulet, A. et al. 1996‬الحظــوا مــن خــال الدراســة الــت ي قامــوا ب�ــا‬
‫الامعــة ب�لكيبيــك‪ -‬كنــدا‪ ،‬وجــود ارتبــاط بـ ي نـ� عــدد مــن اس ـرت اتيجيات التعــم وطبيعــة املعــارف‬ ‫عــى عينــة مــن طلبــة ج‬
‫الترص�يــة ‪ Déclaratives‬عــن طر يــق اســتخدام اس ـرت اتيجيات املعرفيــة مــن‬ ‫ي‬ ‫املكتســبة‪ .‬حيــث يـ تـم ا كتســاب املعــارف‬
‫والتنظــم‪ .‬أمــا املعــارف ال�ش طيــة ‪ Conditionnelles‬فتكتســب عــرب اســتعمال اســرت اتيجيات‬ ‫ي‬ ‫والعــداد‬ ‫نــوع التكــرار إ‬
‫بيــام تكتســب املعــارف إالجرائيــة ‪Procédurales‬‬ ‫ة‬
‫(أمثــ� مضــادة)‪ .‬ن‬ ‫يز‬
‫والتميــ�‬ ‫(تقــد� ة‬
‫أمثــ�)‬ ‫التعمــم ي‬ ‫ي‬ ‫معرفيــة مــن نــوع‬

‫‪33‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫الــزء أو بشــل �ش‬ ‫ت‬
‫ـول‪،‬‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ـى‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـتغال‬
‫ـ‬ ‫(االش‬ ‫ـابقة‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـارف‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫وربطه‬ ‫‪Compilation‬‬ ‫ـارف‬
‫ـ‬ ‫املع‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫مي‬ ‫�‬
‫ج‬ ‫ب�سـ ثـت�ر اس ـرت اتيجيات‬
‫أو مقارنــة أداءه مــع ن�ــوذج)‪.‬‬
‫املؤ�ات كـ‪:‬‬‫تظهــر االسـرت اتيجيات املعرفيــة من خــال بعض ش‬
‫االسـ تـامع فل�م ي ن‬
‫مضام� الــدروس النظرية‪،‬‬ ‫•‬
‫البحــث عــن أمثلة واقعية لالســتيعاب ث‬
‫أك�‪،‬‬ ‫•‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تـ ي ن‬
‫ـدو� املالحظــات والفاكر الساســية أثناء الــدروس النظرية أو الشــغال التطبيقية‪،‬‬ ‫•‬
‫أ‬
‫طرح الســئلة التوضيحية‪،‬‬ ‫•‬
‫الصعو�ت‪،‬‬‫ب‬ ‫موا�ــة بعض‬ ‫حال ج‬ ‫• طلــب املســاعدة ف� ة‬
‫ي‬
‫• اع�ت د التكرار‪،‬‬
‫أ‬ ‫ن‬
‫• اســتنتاج أمه قواعــد ومراحــل جإ�از املهمــة أثناء الشــغال التطبيقية‪،‬‬
‫• اســتحضار املج ــاالت الـت ي ي�كن أن يطبق يف�ــا ما تعمله‪،‬‬
‫ال� تعملها ســابقا‪.‬‬ ‫ت‬
‫الديــدة بتلك ي‬ ‫• مقارنــة املعلومــات واملهــارات ج‬
‫• تلخيــص الدرس النظــري أو ق‬
‫التطبي�‪،‬‬
‫ي‬
‫• مراجعــة املعلومــات والخالصات تال� ن‬
‫يدو�ا‪،‬‬ ‫ي‬
‫ف‬
‫• توظيــف مــا تعمله ي� املناقشــة مع زمالئه‪.‬‬
‫الشــخص للتمليــذ‪ ،‬فالقــدرة عــى فال�ــم وطــرح‬ ‫ومثيل�ــا تعتــرب أساســية ف� بنــاء ش‬
‫املــروع‬ ‫هــذه املهــارات املعرفيــة ت‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬
‫وغ�هــا همــارات مــن شـ نـأ�ا أن ت�هــد لظهــور املـ شـروع مــن ج�ــة‪ ،‬امك نأ�ــا توفــر أرضيــة‬ ‫الســئلة واســتنتاج القواعــد واملقارنــة ي‬
‫لتحسـ ي نـ� صــورة الــذات وتنميــة الشــعور ب�لكفايــة لــدى املتعــم مــن ج�ــة أخــرى‪.‬‬
‫ذلــك أن التمليــذ احلامــل لملـ شـروع يض ـف ي عــى معــه مشــاعر التفــوق والقــوة‪ ،‬وهنــا نشـ يـر إىل الدراســة ال ـت ي قــام ب�ــا‬
‫أ‬
‫(‪ )Pintrich & De Groot 1990‬مــن جامعــة "‪ "Mitchigan‬المريكيــة‪ ،‬عــى عينــة �ش لــت ‪ 3000‬تمليــذ أمريـ يـ� مــا بـ ي نـ�‬
‫مثا� ت�ــم‪ .‬حيــث خلصــت‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫درج‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫�‬‫ت‬ ‫كفا�‬ ‫ـتوى‬‫ـ‬ ‫ملس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫امع‬ ‫وال‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الثانوي‬ ‫ـذ‬ ‫ـ‬ ‫تالمي‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫ث‬ ‫�‬‫‪ 13-23‬ســنة‪ ،‬حــول مــدى ت أ�ثــر ت‬
‫ب‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫ي‬
‫ث خن‬ ‫ن ف‬ ‫ن‬
‫ال�ــاز نشــاط معـ يـ� ي� التعــم‪ ،‬ملكــا � ب� وا�ــرط‬ ‫هــذه الدراســة إىل أنــه ملكــا اكن التمليــذ يعتقــد أن لديــه كفايــة الزمــة ج‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫ي� هــذا النشــاط‪ ،‬ح ـىت ولــو اكن صعبــا أو ممــا‪ .‬امك أن (‪ )Lens 1991‬انـ تـىه بعــد ال ب�ــاث ال ـت ي قــام ب�ــا ي� بلجيــا إىل‬

‫‪34‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫نخ ف‬ ‫ن‬
‫اال� ـراط ي� أنشــطة ذات مســتوى صعــب جــدا أو متوســطة‬ ‫أن التمليــذ الــذي هل صــورة ي جإ�ابيــة عــن كفايتــه يتجــه �ــو‬
‫ت‬ ‫أ‬
‫كفا�تــه و�سـ نـي�ا‪.‬‬ ‫الصعوبــة عــوض أن تكــون هسـ ةـ� (ضعيفــة)‪ ،‬لن ذلــك ي�نحــه فرصــة لتقيـ يـم ي‬
‫اال�ـراط واملثــا�ة ف� أالنشــطة ت‬
‫املق�حــة‬ ‫كفا�تــه تكــون لديــه قــدرة عــى ن خ‬‫وهكــذا فالتمليــذ الــذي لديــه فكــرة جيــدة عــن ي‬
‫ب ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫كفا�تــه وقدرتــه عــى النجــاح ي� نشــاط معـ ي نـ� يقــوم ي‬
‫بتفاد�ــا‬ ‫عليــه‪ .‬ي� حـ ي نـ� أن التمليــذ الــذي لديــه صــورة ســلبية عــن ي‬
‫ـول (‪ .)Wolfs 2007 : 52‬ويؤكــد لك مــن (‪ )Pintrich & Schunk 2002‬عــى أن املتعملـ ي نـ� ال ي� نك�ــم‬ ‫وال�اجــع نع�ــا بهسـ ة‬
‫ت‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫أن يبذلــوا املج هــود الــازم ف� حـ ة‬
‫ـال مــا إذا اكنــوا ال ي�خــذون بعـ ي نـ� االعتبــار معار�ــم الشــخصية‪ .‬بــل وينصحــان الفريــق‬ ‫ي‬
‫وقو�ــم عــوض تال� كـ ي زـ� عــى ثإ�رة تقــد�مه الــذا�‪.‬ت‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ن‬
‫ـو� ب�ســاعدة املتعملـ يـ� ملعرفــة حاجيا�ــم ونقــط ضع�ــم‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫البيداغـ ج ي‬
‫‪ .4‬االسرتاتيجيات امليتامعرفية واملشروع الشخصي‬
‫ف‬
‫يعت ـرب (‪ )Flavell, J.H. 1976‬أول مــن اســتعمل فم�ــوم امليتامعرفيــة ‪ Métacognition‬ي� معــرض قيامــه ببحــث حــول‬
‫ـا�‪ ،‬فاســتعمل‬ ‫ثال�ــم ب�شــتغال الذاكــرة‪ ،‬ف� الســبعينيات مــن القــرن املـ ض‬ ‫الامعــة وعالقــة ت� ت‬ ‫ســعة الذاكــرة لــدى طلبــة ج‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫أن أ‬
‫للســرورات املعرفيــة‪،‬‬ ‫فم�ــوم "ميتاذاكــرة ‪ .”Métamémoire‬وعــرف امليتامعرفيــة ب��ــا ب��ــا نظــام يقظــة ‪ Surveillance‬ي‬
‫ن‬
‫ووع ب�لتجربــة املعرفيــة بو�ملعــارف املكتســبة‪.‬‬ ‫ي‬
‫إال أن (‪ )Romainville, M. 1993‬وبعدمــا قــام بتحليــل ن�ــاذج مــن تعاريــف امليتامعرفيــة ال ـت ي أوردهــا جموعــة مــن‬
‫الباحثــ� خاصــة لك مــن (‪Flavell, 1976 ; Brown et al., 1983; Lawson, 1984 ; Ficher et Mandl, 1984 ; Short‬‬ ‫ين‬
‫‪Ryan et al.,1984 ; Presley et al., 1985 ; Yussen, 1985 ; Pimard, 1986; Brown, 1987 ; Weinert, 1987 ; Noël,‬‬
‫بــ� تعاريــف امليتامعرفيــة‪ ،‬امك‬ ‫‪ ،)1988; Planling, 1988; Maller; 1988 ; Gombert, 1990‬توصــل إىل وجــود تداخــل ي ن‬
‫ـر�‪ ،‬حيــث الحــظ أن بعــض االس ـرت اتيجيات ال ـت‬ ‫ف‬ ‫خلــص إىل أنــه ال توجــد حــدود ض‬
‫وا�ــة بـ ي ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫مع‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫وم‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫امليتامعرفي‬ ‫ـ�‬
‫صنفــت منــذ مــدة عــى نأ�ــا معرفيــة‪ ،‬أصبحــت تصنــف لــدى البعــض ض�ــن االس ـرت اتيجيات امليتامعرفيــة‪.‬‬
‫ملقار�تــه الذهنيــة لتحقيــق أهــداف معليــة مــن أجــل تخ�طيــط‬ ‫االســرت اتيجيات امليتامعرفيــة يه « تصــور الشــخص ب‬
‫ترص�يــة عنــد‬‫وه قــدرة ي‬ ‫ســرورة التعــم » (‪ .)Lafortune, L. et Deaudelin, C. 2001 : 204‬ي‬ ‫ومراقبــة وضبــط ي‬
‫ـر� بشــل مبنـ ي نـ� ومنظــم تو�اتـب ي لملعــارف امليتامعرفيــة هــو‬ ‫(‪ )Romainville, M. 1993‬الــذي يعتـرب أن القــدرة عــى التـ ي‬
‫ز‬
‫وه اســتباقية عنــد (‪ )Vadhan, V. & Stander, P. 1994‬حيــث يؤكــد أن القــدرة عــى اســتباق‬
‫أ‬ ‫مــا ي�ـ يـ� الطالــب الفعــال‪ .‬ي‬
‫وه اكتشــاف الخطــاء عنــد (‪ )Otero, J. & al. 1992‬الــذي يعتــرب أن قيــاس امليتامعرفيــة‬ ‫أســاس‪ .‬ي‬
‫ي‬ ‫أدا�ــم هــو �ش ي ء‬ ‫ئ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫كقــدرات ت�كــن مــن اكتشــاف الخطــاء ال ـت‬
‫وه القــدرة‬ ‫ـدرس‪ ،‬ب�لنســبة لتالميــذ املســتوى الثانــوي‪ .‬ي‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫داء‬ ‫ل‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫عالق‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫هل‬ ‫أي‬ ‫ف‬ ‫عــى الضبــط ت‬
‫املــدرس ب�لنســبة ل (‪.)Lindner, R.W. & Harris, B. 1992‬‬ ‫ي‬ ‫داء‬ ‫ل‬ ‫�‬‫ب‬ ‫عالقتــه‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫للتعــم‬ ‫الــذا�‬
‫ي‬
‫والســرورات املعرفيــة‬ ‫مكونيــ� لمليتامعرفيــة‪ :‬املعرفــة حــول املعرفيــة‪ ،‬ي‬ ‫ين‬ ‫مــ� (‪ )Flavell, F.H. 1979‬ي ن‬
‫بــ�‬ ‫ف� البدايــة ي ز‬
‫ي‬
‫يخ ف‬
‫و� ســنة ‪1987‬‬ ‫(سـ يـرورات‪ :‬اليقظــة ‪ Surveillance‬واملراقبــة ‪ Control‬والضبــط ‪ .)Régulation‬لكنــه بعــد ذلــك التــار� ي‬
‫ســيجعلها تتكــون مــن ثالثــة أنــواع (‪: )Flavell, J.H. 1987‬‬

‫‪35‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫أ) املعرف��ة بالعوام��ل املرتبط��ة بالش��خص املتعل��م‪ :‬مثــا عندمــا يستشــعر التمليــذ أمهيــة إعــادة التنشــيط الشــفوي‬
‫ف‬ ‫ويعت�هــا ث‬
‫أكــر فعاليــة مــن إعــادة التنشــيط البــري‪� ،‬ــو يتعــم‬ ‫"‪ "Réactivation orale‬لملعلومــات بصــوت مرتفــع‪ ،‬ب‬
‫ف‬ ‫ة ئ‬
‫ب�لتعــرف عــى نقــط قوتــه وضعفــه‪ :‬حيــث يالحــظ أنــه يتذكــر بهســول ال�ــة ملكــات ي� معجــم للغــة أجنبيــة عندمــا ي� بطهــا‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫بصــورة ذهنيــة‪ .‬وأخـ يـرا ي خ�ــزن املعــارف الكونيــة ي� مــا هل عالقــة ب�شــتغال الذاكــرة إالنســانية‪ :‬مــا تلتقطــه ذاكــرة العمــل ي�‬
‫خ‬
‫للذاكــرة‪..‬إل‪.‬‬ ‫حملــة واحــدة‪ ،‬قواعــد النســيان‪ ،‬الطابــع التطــوري‬
‫ف‬
‫ب) املع��ارف املرتبط��ة مبهم��ة التعل��م‪ :‬ي� جمــال التذكــر يكتشــف تمليــذ معـ ي نـ� أن مــادة قليـ ةـ� احملتــوى ي�كــن حفظهــا‬
‫ة‬ ‫ئ‬
‫صغــرة‪.‬‬
‫طويــ� ي�كــن تقســيمها إىل وحــدات ي‬ ‫برسعــة أكــرب ‪ ،‬ووجــود ال�ــة‬
‫أ‬
‫ج) املع��ارف املرتبط��ة باس�تراتيجية التعل��م‪ :‬مــا يه اسـرت اتيجيات تال�مـ ي زـ�‪ ،‬إعــادة التنشــيط‪ ،‬والتذكــر ال كـ ثـر فعالية؟ هل‬
‫أ‬ ‫مــن أالفضــل تخ�ـ ي ن‬
‫ـز� نــص طويــل أو تقســيمه إىل فقـرات؟ هــل مــن الحســن مراجعــة لك مــا ت� حفظــه ثإ� لك معليــة حفــظ‪.‬‬
‫وع املتعــم بوظائفــه املعرفيــة‪،‬‬ ‫وه‪ :‬ي‬ ‫أساســية لمليتامعرفيــة ي‬ ‫وبيـ نـام يؤكــد (‪ )Wolfs, J.L. 2007 : 28‬عــى ثالثــة أنــواع‬
‫ن‬ ‫ت‬ ‫ذا� ت‬ ‫ت‬
‫(صيان�ــا وتعديلهــا)‪ .‬ج�ــد أن (‪ )Romainville, M. 2007‬ي�ى أن امليتامعرفيــة‬ ‫لفعالي�ــا‪ ،‬ضبــط هــذه الوظائــف‬ ‫تقيـ يـم ي‬
‫ـر� وإج ـر ئ يا�‪:‬‬
‫فم�ــوم هل مكونـ ي نـ�‪ ،‬تـ يي‬
‫تدر�يــا طيـ ةـ� ف ـرت ة‬
‫واع ي ج‬ ‫يبن�ــا التمليــذ بشــل ي‬ ‫ـر� ‪ : Déclarative‬ي�تبــط ب�جمــوع املعــارف ال ـت ي ي‬ ‫ي‬ ‫• املكــون التـ ي‬
‫عل�ــا عــى نأ�ــا موضــوع للتفكـ يـر‬ ‫ـجيعه‬‫ـ‬ ‫تش‬ ‫�‬‫الدراســة واملتعلقــة أ�نشــطته الذهنيــة‪ ،‬ويعيــش هــذه التجــارب ف� التعــم أو ت‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ب‬
‫ـال يبـ ن يـ�‬‫ـر� (بنــاء املفاهـ يـم)‪ ،‬بو�لتـ ي‬‫والتأمــل‪ ،‬يــرح ب�ــا يو�للهــا يو� ف�مهــا "‪ "Conceptualise‬بنقلهــا مــن الضمـ ن يـ� إىل الـ ي‬
‫جمموعــة مــن املعــارف حــول معرفيتــه‪.‬‬
‫عــى تخ�طيطهــا (مثــا‪:‬‬ ‫• املكــون إالجــر ئا� ‪ : Procédurale‬هل عالقــة بقــدرة التمليــذ عــى تضبيــط طــرق تعملــه‪ ،‬ب� ن‬
‫ي‬ ‫ت‬
‫تقو�هــا‪.‬‬
‫ور� بعــد ي‬ ‫ض‬
‫�ديــد العــدد‪ ،‬التوقيــت‪ ،‬إعــادة التنشــيط)‪ ،‬مراقبــة معليــة تفعيلهــا وتعديلهــا إذا اكن ذلــك � ي‬
‫تقســم املعــارف امليتامعرفيــة ‪Connaissances métacognitives‬‬ ‫ويقــرت ح (‪ )Pintrich, P.R. & Schunk, D.H. 2002‬ي‬
‫إىل ثــاث نأ�ــاط ك ـرب ى‪ ،‬املعــارف االس ـرت اتيجية‪ ،‬واملعــارف حــول املهــام املعرفيــة‪ ،‬واملعــارف الشــخصية‪:‬‬
‫‪ )1‬املع��ارف االس�تراتيجية ‪ :Connaissances stratégiques‬ب�ــا أن امليتامعرفيــة ت�يــل عــى املعرفــة وعــى سـ يـر ت‬
‫ور�ا‪ ،‬فــإن املســتوى‬
‫ف‬
‫النشــط لمليتامعرفيــة يتجــى ي� توظيــف املتعــم الس ـرت اتيجيات معرفيــة وميتامعرفيــة‪ .‬وهــذا مــا دفــع لك مــن (‪Nisbet, J.‬‬
‫ت‬
‫ـدم ‪-‬طويـ ةـ�‬
‫‪ )& Shucksmith, J. 1986‬إىل اعتبــار امليتامعرفيــة ب�ثابــة احلاســة الســابعة الـت ي �ــدد االس أـرت اتيجية كجــزء منـ ج‬
‫ف ت‬ ‫ت‬
‫أو معقــدة نســبيا‪ -‬مــن إالج ـراءات املنتقــاة مــن أجــل �قيــق اهلــدف املتمثــل ي� �سـ ي نـ� الداء‪.‬‬
‫‪ )2‬مع��ارف ح��ول امله��ام املعرفي��ة ‪ :Connaissances sur les tâches cognitives‬املعرفــة حــول املهــام املعرفيــة تســمح لملتعــم بتحديــد‬
‫ملوا� ت�ــا‪ ،‬هــذه املعرفــة ت�كــن املتعــم أيضــا مــن التميـ ي زـ� بـ ي نـ� املهــام‪ ،‬مــن حيــث درجــة‬
‫نــوع املهمــة واختيــار اسـرت اتيجيات ج‬

‫‪36‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫أ ت‬ ‫ت ف‬
‫صعوب�ــا‪� ،‬ثــا هممــة التذكــر يه أكـ ثـر صعوبــة مــن هممــة التعــرف‪ ،‬ل ن�ــا �تــاج مــن املتعــم أن يســتعمل الذاكــرة بشــل‬
‫ت‬
‫الــواب‬ ‫أكـ ثـر نشــاطا الس ـرت جاع املعلومــات‪ ،‬بيـ نـام ال �تــاج هممــة التعــرف إال لعمليــة التميـ ي زـ� ال ـت ي تـ تـم اســتثارته النتقــاء ج‬
‫الصحيــح (‪.)Pintrich, P.R. 2002‬‬
‫‪ )3‬املع��ارف الذاتي��ة ‪ :Connaissance personnelle ou réflexive‬ب� إلضافــة إىل أمهيــة املعــارف االسـرت اتيجية واملهــام املعرفيــة يعتـرب‬
‫الــوع‬ ‫مكــو� أساســيا ف ي� امليتامعرفيــة‪ ،‬فاملعرفــة حــول الــذات ن‬
‫تعــ�‬ ‫ن‬ ‫(‪ )Flavell, F.H. 1979‬أن املعــارف الذاتيــة تعتــرب‬
‫ي‬ ‫ةي‬ ‫ف‬
‫بنقــط القــوة أو الضعــف وتفعيلهمــا ي� اختيــار اس ـرت اتيجيات التعــم‪ ،‬فاملتعــم الــذي يعــرف أنــه ســيجيب بهســول عــى‬
‫ف‬
‫أســئلة االختبــار أكـ ثـر مــن إالنشــاء ‪ ،Dissertations‬يعـ ن يـ� أنــه طــور معرفــة ميتامعرفيــة حــول املهــارات ي� مخ تلــف أشــال‬
‫ق أ‬
‫وف�ــا‪ .‬لن القــدرة عــى تقيـ يـم مــدى انتشــار ومعــق املعــارف املكتســبة يه خاصيــة ممـ ي زـ�ة‬ ‫تقيـ يـم املعــارف يو�كــن أن يتــرف‬
‫تفــرق بـ ي نـ� املتعملـ ي نـ� املتفوقـ ي نـ� والراسـ ي ن‬
‫ـب�‪.‬‬
‫ـا�‪،‬‬ ‫ئ‬ ‫رت‬
‫وحســب (‪ )O'Malley, J.M. & Chamot, A.U. 1990 : 43‬تشــمل االس ـ اتيجيات امليتامعرفيــة‪ :‬االنتبــاه االنتقـ ي‬
‫ـؤ�ات الـ ة‬
‫ـدال عــى امليتامعرفيــة‪:‬‬ ‫والتخطيــط‪ ،‬واملراقبــة‪ ،‬والتقيـ يـم‪ .‬ومــن املـ ش‬
‫وع الطالــب بقيمــة مــا يتعمله وفائدته مســتقبال‪،‬‬
‫• ي‬
‫الديدة الذي ســيتعمله‪،‬‬ ‫• التســاؤل عنــد بدايــة لك درس حول ج‬
‫أ‬
‫• اكتشــاف بعــض العيــوب أو توقع الخطاء ؛‬
‫ن‬ ‫أ‬
‫• وضــع تصمـ يـم‪ ،‬واســتحضار مراحل ومعليــات والدوات املطلوبة إال ج�از؛‬
‫ن‬ ‫ف‬
‫الاك� الــذي يتطلبه إال ج�از ؛‬‫ـد� الوقــت ي‬ ‫• تقـ ي‬
‫مالءم�ا مــع طبيعة اهلدف‪.‬‬ ‫• ي�اقــب طريقتــه ف� العمــل ويالحــظ مدى ت‬
‫ي‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫• ب�لنســبة لالســتعداد لالمتحــان‪ ،‬ي�اجــع الــدروس‪ ،‬يو�كــز عــى الفــار الساســية‪ ،‬يتوقــع أســئلة االمتحــان ويفكــر‬
‫ف‬
‫ي� إالجـ بـا�ت املناســبة هلــا‪،‬‬
‫ش ف‬
‫تصمــام ويكتــب مســودة‪،‬‬
‫الــروع ي� الكتابــة أو التنفيــذ‪ ،‬يضــع ي‬ ‫التعلــامت قبــل‬
‫• أثنــاء االمتحــان يعيــد قــراءة ي‬
‫تقد�هــا‪.‬‬
‫إجا�تــه قبــل ي‬ ‫يو�اجــع ب‬
‫والتقيــم‬
‫ي‬ ‫الشــخص مــن قــدرة عــى التخطيــط‬ ‫وغ�هــا تنعكــس عــى متطلبــات بنــاء ش‬
‫املــروع‬ ‫املــؤ�ات ي‬ ‫إن هــذه ش‬
‫ي‬ ‫ش شخ ف‬
‫ـ� ي� غيــاب جمموعــة مــن القــدرات امليتامعرفيــة‪ ،‬ولعــل جــل تعاريــف‬ ‫ـوع واملراقبــة‪ ،‬فــا ي�كــن تصــور مــروع �ـ ي‬ ‫والـ ي‬
‫ـخص تضمنــت العديــد مــن املفاهـ يـم املرتبطــة ب�مليتامعرفيــة املذكــورة ســابقا‪ .‬امم يعـ ن يـ� أن تقويــة هــذه املهــارات‬ ‫ي‬ ‫املـ شـروع الشـ‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫ـخص للتمليــذ‪ ،‬حيــث ي�ثــل هــذا الخـ يـرة حصيـ ةـ� تفكـ يـره حــول‬ ‫ش‬
‫ع ـرب سـ يـرورات التعــم ي ج�ــد صــداه ي� جــودة املــروع الشـ ي‬

‫‪37‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫وال�احــل‬ ‫ـد�ت واملســارات ن‬ ‫ي‬ ‫ـو�ت والتحـ‬ ‫ب‬ ‫موا�ــة الصعـ‬‫والجـ تـام يع واملهـ ن يـ� ‪ )...‬وخطتــه ف ي� ج‬
‫اس إ‬ ‫ـخص (الــدر ي‬
‫املســتقبل الشـ ي‬
‫ن أ‬
‫ال ـت ي ي� يــد أن يتجاوزهــا‪ ،‬وخطتــه لملالءمــة والتكيــف مــع املســتجدات‪ .‬فبالنســبة لبعــض املعرفيـ يـ� كمثــال (‪Schoenfeld,‬‬
‫ئ‬
‫‪ )A.H. 1985‬و(‪ )Palincsar, A.S. & Brown, A.L. 1984‬فــإن معليــة اكتســاب كفـ يـا�ت ميتامعرفيــة تســمح بتحسـ ي نـ� نتـ ج‬
‫ـا�‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ـو�ت ي� التعــم‪ .‬ويعتـرب (‪ )Bandura, A. 1986‬أن تغيـ يـر العــادات ي� االسـرت اتيجيات امليتامعرفيــة‬ ‫ـذ� هلــم صعـ ب‬ ‫التالميــذ الـ ي ن‬
‫ئ‬
‫ـا� ب�ــوث (‪ )Houssman, J. 1991‬أن أحســن فعاليــة تكــون لــدى املتعملـ ي نـ�‬ ‫يســمح بتحسـ ي نـ� فعاليــة املتعــم‪ .‬وأثبتــت نتـ ج‬
‫ـادر� عــى أخــذ النقــط حــول سـ يـرور تا�م بشــل دقيــق‪ ،‬والقــادرون عــى التعليــل‬ ‫الواعـ ي نـ� بسـ يـرور تا�م امليتامعرفيــة‪ ،‬والقـ ي ن‬
‫أ‬
‫وال�هنــة ‪ ،Argumenter‬واليقظــة ‪ ،Surveiller‬واملراقبــة ‪ Contrôler‬لفعاهلــم امليتامعرفيــة‪.‬‬ ‫ب‬
‫أ‬
‫امك ظأ�ــرت العديــد مــن ال ب�ــاث أن التمليــذ حامــل املـ شـروع يكــون حمف ـزا وقــادرا عــى النجــاح‪ ،‬فــإن هــذا التفــوق‬
‫ال يـ تـم دون اســتحضار وتفعيــل االس ـرت اتيجياات امليتامعرفيــة‪ ،‬ذكــر (‪ )Romainville, M. 2007‬أنــه منــذ ثال�نينــات مــن‬
‫أ‬
‫القــرن العـ شـر ي ن� وامليتامعرفيــة يـ تـم اعتبارهــا وســيلة هممــة لجــل تطـ يـو� أداء التالميــذ‪ ،‬وعامــا مشــجعا عــى التعــم‪ ،‬امك أن‬
‫أ‬ ‫ين‬ ‫آ‬ ‫التالميــذ املتفوقــون مه ت‬
‫املتفوقــ� مه أقليــة‪ ،‬ملــاذا؟ لن املتفــوق ‪-‬‬ ‫بطبيع�ــم ميتامعرفيــون‪ .‬و«إىل حــد الن فــإن التالميــذ‬
‫ف‬
‫ـر�‪ ،‬ب�عـ نـى أنــه تعــم كيــف يتعــم مــا يعرفــه‪ ،‬وكيــف يكــون قــادرا عــى تشــغيل جيــد‬ ‫ي‬ ‫أرس�‪ -‬هــو تمليــذ ميتامعـ‬
‫تلقائيــا أو ي‬
‫ئ‬
‫نتــا�‬
‫والجرائيــة»(‪ .)Lancelot, C. 1999‬امك تؤكــد (‪ )Romero, M. 2004 : 14‬مــا توصلــت إليــه ج‬ ‫ي‬
‫الترص�يــة إ‬ ‫ملعارفــه‬
‫ـدرس« ‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـاح‬ ‫ـ‬ ‫والنج‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫امليتامعرفي‬ ‫أال ب�ــاث ال ـت أثبتــت فرضيــة »أن هنــاك ارتبــاط بـ ي ن‬
‫ـ�‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫‪ .5‬االسرتاتيجيات السوسيو ‪ -‬وجدانية واملشروع الشخصي‬
‫أ‬ ‫ت‬
‫الغر� يــة الـت ي ت�ثــل الدافــع للبحــث عــن املتعــة جو�نــب المل‪ ،‬ولطاملــا اكنــت العوامــل‬ ‫الوجــدان هــو الطاقــة الداخليــة ي ز‬
‫الذهــ� والتمثــات قــد توجــه العمليــات الوجدانيــة‪،‬‬ ‫الوجدانيــة ســببا ف ي� تنشــيط العمليــات الذهنيــة‪ ،‬امك أن االشــتغال ن‬
‫ف ن‬ ‫ي‬
‫لذلــك فاالســرت اتيجيات السوســيو‪-‬وجدانية ‪ Socio-affectives‬ت�فــز املتعــم ن خ‬
‫لال�ــراط ي� جإ�ــاز معــل أو هممــة ب�ســحة‬
‫وجدانيــة تتمـ ي زـ� ب� إلقبــال والتعلــق والقبــول والرضــا‪.‬‬
‫يضف�ــا عــى املهمــة أو النشــاط‬ ‫ـخص واملهـ ن يـ� والقيمــة ال ـت ي ي‬
‫ي‬ ‫االس ـرت اتيجيات السوســيو‪-‬وجدانية تتضمــن املـ شـروع الشـ‬
‫ـر� اكملدرسـ ي نـ� أو أف ـراد العائـ ةـ� أو غـ يـرمه‪،‬‬
‫أ�ــاص آخـ ي ن‬ ‫الــذي ي�ارســه‪ ،‬حيــث يف ـرت ض كذلــك أن يتنـ غـا� مــع انتظــارات شخ‬
‫ـا� العالقــات ال ـت ي ت� بــط املتعــم ب�كـ نـو�ت احمليــط ســواء‬ ‫امك تنســحب هــذه االس ـرت اتيجيات عــى املضمــون العاط ـف ومعـ ن‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫ي أ ي‬
‫أ�اصــا أو فضــاءات أو معــدات أو ب� جام وأنشــطة‪ ،...‬لن لك ذلــك هــو مــا يعكــس �ثــه لذاتــه ي� عالقتــه ب�هــة‬ ‫أاكنــوا شخ‬
‫التعــم ت‬
‫وقيم�ــا االج�ت عيــة‪.‬‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫اس والنجــاح ي� العمــل‪ ،‬حيــث ت�كــن العمليــات‬ ‫وتلعــب العوامــل الوجدانيــة دورا أساســيا ي� التحصيــل الــدر ظي‬
‫الوجدانيــة مــن تنشــيط أو كــف العمليــات املعرفيــة للتعــم‪ ،‬حيــث أ�ــرت الدراســة الــت ي قــام ب�ــا (هشــام حبيــب‬
‫ف‬
‫الصائــص الوجدانيــة ي� مراحــل اكتســاب االس ـرت اتيجيات احلركيــة"‪ ،‬وجــود ارتبــاط بـ ي نـ�‬ ‫احلسـ نـي�‪ )1998 ،‬حــول "دور خ‬
‫ي‬
‫أ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫وبــ� اكتســاب املهــارات احلركيــة بقيــاس زمــن الداء‪.‬‬ ‫واملثــا�ة وإتقــان الداء ي‬
‫ب‬ ‫املعــر�‬
‫ي‬ ‫القلــق والدافــع‬

‫‪38‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬
‫وقــد أشــار (‪ )Boekaerts, M. 1992‬إىل فكــرة أمهيــة مكـ نـو�ت الدافعيــة والوجدانيــة ي� سـ يـرورة التدريــس والتعــم‪،‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫غ ن أ‬ ‫ملوا�ــة ة‬
‫بــ� الفعــال والدوات الــت ي تــؤدي إىل تنميــة القــدرات امليتامعرفيــة‪ .‬لن االســرت اتيجيات‬ ‫حــال عــدم التنــا� ي‬ ‫ج‬
‫آ‬
‫السوســيو‪-‬وجدانية ت�تبــط بعمليــة التوســط والتفاعــل مــع الخـ ي ن‬
‫ـر� حســب (عبــد الــه هلــو‪ ،)32 : 2007 ،‬ويعت ـرب تعــاون‬
‫ي ن‬ ‫ت‬
‫ـا� �ــوه وســؤاهل لتوضيــح مــا عج ــز عــن تبـ ي نـ� نك�ــه‬ ‫ي‬ ‫واال�ــاه إال ج�ـ ب‬
‫املتعــم مــع غـ يـره‪ ،‬ســواء اكن نظـ يـره أو مل يكــن كذلــك‪ ،‬ج‬
‫ت‬ ‫ت ف‬ ‫بنفســه‪ ،‬أمثـ ةـ� ض‬
‫وا�ــة عــن هــذا النــوع مــن االس ـرت اتيجيات ال ـت ي قــد �ــدد ي� أحيــان كثـ يـرة مســار التعــم جو�لياتــه‪.‬‬
‫ن‬
‫وأورد (‪ )Wolfs, J.L. 2007 : 43‬أن (‪ )Desmet, H. et Pourtois, J.P. 1993‬جأ�ـزا دراســة طوليــة تتبعيــة ملج موعــة مــن‬
‫ف‬
‫مالحظ�ــم داخــل أرسمه عندمــا اكنــت أمعــارمه‬ ‫ت‬ ‫ـذ� ولــدوا ســنة ‪ 1968‬ي� منطقــة "‪ "Mons‬ببلجيــا‪ ،‬حيــث ت�ــت‬ ‫التالميــذ الـ ي ن‬
‫اس بعــد ‪ 15‬ســنة (أي ســنة ‪ ،)1983‬وخلصــت الدراســة‬ ‫ن خ‬
‫بـ يـ� �ــس وســت ئســنوات‪ ،‬ووضعــت توقعــات ملســتقبلهم الــدر ي‬
‫ـا� حســب ثــاث جمموعــات‪:‬‬ ‫إىل ج�ـ ةـ� مــن النتـ ج‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫‪ -‬املج موعــة الوىل‪ :‬مســتوى ت�ــدرس ضعيــف (أقــل مــن املتوقــع) يتمـ ي زـ�ون ب� ن�ــم ال تســتطيعون أن ي�اقبــوا‬
‫ـادر� عــى التحــم يف�ــا ‪ -‬داخليــة وخارجيــة ‪-‬‬ ‫حميطهــم‪ ،‬أل ن�ــم يعت ـرب ون أن أداءمه ي�تبــط ب أ�ســباب غـ يـر قـ ي ن‬
‫ف‬
‫ودافعي�ــم للنجــاح ضعيفــة‪ ،‬ويعت ـرب ون أن التغيـ يـر لــن يكــون مــن عنــدمه ومنــه � بثا� ت�ــم ضعيفــة وتـ ثـؤ� عــى‬ ‫ت‬
‫ئ‬
‫نتا�هــم الدراســية‪.‬‬ ‫ج‬
‫أكــر مــن‬ ‫(أكــر مــن املتوقــع)‪ ،‬أســباب داخليــة ث‬ ‫‪ -‬املج موعــة الثانيــة‪ :‬مســتوى ت�ــدرس مرتفــع جــدا ث‬
‫خارجيــة‪ ،‬قابـ ةـ� للضبــط واملراقبــة (طــرق العمــل‪ ،‬الســلوك داخــل القــم‪ ،‬عــدد ســاعات العمــل) وأخــرى‬
‫غـ يـر قابـ ةـ� للضبــط (التكيــف‪ ،‬العــادات الشــخصية)‪ .‬وهــو مــا يتفــق وأطروحــة (‪ )Dubois, N. 1986‬الــذي‬
‫ف‬ ‫اعتــرب أن النجــاح أو الفشــل ي�تبــط ب�لعوامــل الداخليــة تز‬
‫وي�ايــد مــع التقــدم ي� الســن‪ ،‬وذلــك بفضــل‬
‫لملعايــر االج�ت عيــة‪ ،‬وهــو أمــر ي خ�تلــف تبعــا لعوامــل الثقافــة االج�ت عيــة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫يج ي‬
‫التــدر�‬ ‫إالدمــاج‬
‫‪ -‬املج موعــة الثالثــة‪ :‬التمــدرس يســتجيب للتوقــع‪ :‬عوامــل داخلية قابـ ةـ� أو يغ� قابـ ةـ� للضبط واملراقبة‪.‬‬
‫ـر�‬
‫ف‬
‫ـ‬ ‫املع‬ ‫ـتغال‬ ‫ـ‬ ‫االش‬ ‫ـص‬ ‫ـ‬ ‫ت�ـ ي زـ� الباحثــة (‪ )Houari, S. 2009 : 44-45‬بـ ي نـ� أالســاليب املعرفيــة ‪ Styles cognitifs‬ال ـت تخ‬
‫�‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫وه‬ ‫ي‬ ‫‪Styles‬‬ ‫‪affectifs‬‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الوجداني‬ ‫ـاليب‬ ‫ـ‬ ‫س‬‫ال‬ ‫ومعالتــه لملعلومــات‪ .‬غـ يـر أن مــا ي�منــا ي� هــذا التقسـ يـم هــو‬ ‫للفــرد ي� تنــاوهل ج‬
‫أ‬
‫مرتبطــة بشــخصية املتعــم خصوصــا مــا يتعلــق �بالنتبــاه والوجــدان والقـ يـم‪ .‬وهنــا ي ـرب ز نوعــان مــن الســاليب الوجدانيــة‬
‫مهــا‪:‬‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫‪ -‬الســاليب الوجدانيــة املرتبطــة �بالنتبــاه ‪ :‬وتتعلــق بخ�مــس فــروق فرديــة مخ تلفــة تشــمل درجــة البنينــة املطلوبــة ي�‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ت ن‬ ‫ت‬
‫اال�ــذاب �ــو مشــل صعــب ؛ ودرجــة‬ ‫اال�ــاه �ــو االســتمرارية أو ج‬ ‫التعــم ؛ والفضــول جا�ــاه مشــل معـ ي نـ� ؛ واملثـ بـا�ة أي ج‬
‫ف‬
‫القلــق‪ ،‬حيــث أن درجــة معينــة منــه ي�كــن أن تدفــع املتعــم إىل النجــاح ي� هممــة صعبــة ؛ وأخـ يـرا مســتوى تقبــل إالحبــاط‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫‪ -‬أالســاليب الوجدانيــة املرتبطــة �بالنتظــارات واملاكفئــات ‪ :‬وتتعلــق ب�جموعــة مــن امست شخ�صيــة املتعــم‪ ،‬ن‬
‫وم�ــا‬
‫نظرتــه لســلوكه ال ـت ي تعكــس درجــة إحساســه ب�ملســؤولية ؛ ودرجــة دافعيتــه وال ـت ي ي�كــن أن تكــون داخليــة تعكــس رضــاه‬
‫ئ‬ ‫ت‬
‫عــن نفســه‪ ،‬أو خارجيــة عندمــا يشــعر أنــه مراقــب مــن ج�ــة أخــرى مــن أجــل احلصــول عــى ماكفئــة أو ج�نــب نتـ ج‬
‫ـا�‬
‫املاطــرة ؛‬‫املاطــرة‪ ،‬حيــث ي�كــن لملتعــم أن ي�تــاط أو ي ج�ــازف ف� خ‬
‫ســيئة (‪ )Deci, E.L. et Ryan, R.M. 1985‬؛ ودرجــة خ‬
‫ي‬
‫وه عكــس الوضعيــات ال ـت ي يكــون يف�ــا تعــاون ؛‬ ‫ـارة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫واملنافســة ب�عـ نـى القــدرة عــى قبــول املنافســة تو�مــل الـ بـر� أو خ‬
‫ال‬
‫ي‬ ‫ف‬
‫امك أن العقــاب ي�كــن أن ي�ثــل مثـ يـرا أو أن يتســبب ي� حــر لــدى املتعــم‪.‬‬
‫وحســب (‪ )O'Malley, J.M. & Chamot, A.U. 1990 : 43‬تشــمل هــذه االس ـرت اتيجيات ‪ :‬التعــاون‪ ،‬وطــرح أالســئلة‬
‫ت‬
‫ـذا�‪.‬‬
‫لالســتيضاح‪ ،‬وحديــث النفــس‪ ،‬والتشــجيع الـ ي‬
‫مؤ�ات االسـرت اتيجيات الســيو‪-‬وجدانية ‪: Socio-affectives‬‬ ‫بعــض ش‬
‫• يعتـرب التمليــذ أن التعــم ي�ثل أولوية ب�لنســبة إليه‪،‬‬
‫أ‬
‫• يشــعر ب�ن التخصــص ممتــع ومفيــد وذو قيمــة اج�ت عيــة‪ ،‬ويتمـ نـى أن يواصل العمل بــه بعد التخرج‪،‬‬
‫ق‬ ‫ـر� أكحــد أف ـراد العائـ ة‬‫ن‬ ‫آ‬
‫ـا�‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫بب‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫عالقت‬ ‫ه‬
‫ي‬ ‫ـف‬‫ـ‬ ‫وكي‬ ‫ـدرس‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫طريق‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫موقف‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫وم‬ ‫‪،‬‬ ‫ـ�‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ال‬ ‫• هــل يتعــم إلرضــاء‬
‫أ‬
‫زمالئــه ف ي� الدراســة‪ ،‬وهــل يتطــوع للقيــام ب�ي نشــاط يطلبــه املــدرس‪.‬‬
‫يوا�ــه‪ ،‬هــل يشــجع نفســه‬ ‫ـو�ت والنقــص الــذي ي�كــن أن ج‬ ‫ـخص كيــف أيتعــاىط مــع الصعـ ب‬ ‫ي‬ ‫• عــى املســتوى الشـ‬
‫كــ� وتشــتت االنتبــاه؟‬ ‫الهــد يو�ــدث نفســه ك يكــون الفضــل‪ ،‬أم أنــه يشــعر بعــدم تال� ي ز‬ ‫لبــذل ج‬
‫ي‬
‫تــؤ� املشــالك الشــخصية عــى مواصلتــه للتعــم؟ وكيــف يه ترصفاتــه أثنــاء االختبــارات؟ هــل يعمــل يك‬ ‫• هــل ث‬
‫ف‬
‫يتفــادى ضغــط الوقــت؟ ومــا هــو شــعوره عندمــا يتقــن العمــل أو ينجــح ي� هممــة‪.‬‬
‫املــروع‬ ‫املــروع ودليــا عــى جودتــه‪ ،‬فــا ي�كــن تصــور ش‬ ‫املــؤ�ات الوجدانيــة ت�ثــل كذلــك أساســا لنضــج ش‬ ‫هــذه ش‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫ـخص للتمليــذ ي� غيــاب طاقــة وجدانيــة ت�ثــل احلافــز وتؤطــر العالقــة مــع الزمــان واملــان وال شخ�ــاص داخــل ســياق‬ ‫ي‬ ‫الشـ‬
‫دالل مرتبطــة ب�لزمــن واملــان‬ ‫املــروع الشــخص يقــدم ة‬ ‫الــد�‪ )99-100 : 2008 ،‬أن ش‬ ‫التعــم‪ .‬ت�ى ن ز(� ي�ــة فاطمــة حم ي ن‬
‫في‬ ‫ي‬
‫ـو�‬‫والرادة ‪ ...‬وهل مــن وظائــف ي� تنميــة وتوجيــه قــدرات الفــرد وتقـ ي‬ ‫�ش‬
‫القد�ــة واســت اف املســتقبل إ‬ ‫ال ـرب ات ي‬ ‫واحلــم ف� خ‬
‫ف‬ ‫ي‬
‫ظ‬ ‫ش‬
‫الماعــة‪ ،‬وذلــك ملــا يع ـرب عنــه املــروع ‪-‬إذا �ــر تلقائيــا لــدى‬ ‫ز‬
‫ســلوكه وتعـ يـز� ثقتــه بنفســه وإماكنيــة اندماجــه ي� حيــاة ج‬
‫نأ‬
‫الفــرد‪ -‬مــن ارتفــاع مســتوى ال�ت ســك والتــوازن الداخـ يـ� وقــوة "ال�"‪ ،‬ومــا يعكســه مــن قــوة إالرادة والطمــوح واالســتقاللية‪.‬‬
‫فكيــف يظهــر املـ شـروع لــدى التمليــذ إذا مل تكــن لديــه اسـرت اتيجيات سوســيو وجدانيــة تعتمــل داخــل ذهنــه وتوجــه أفعــاهل‬
‫وتفاعالتــه مــع العنــارص املكونــة لملحيــط‪.‬‬
‫ي�ــدد (‪ )Mc Combs 1991‬احلافزيــة‪ Motivation‬كنتيجــة للتفاعــات ال ـت ي ت� بــط إرادة التمليــذ (حافزيــة العــادات‬
‫الوجدانيــة) وقدراتــه (عاداتــه الفكريــة) ودعامتــه االج�ت عيــة (االح ـرت ام‪ ،‬االهـ تـامم والثقــة)‪ .‬وقــد حاولــت الباحثــة الفرنســية‬

‫‪40‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫كتا�ــا حــول "احلافزيــة واملـ ش‬ ‫ف‬
‫ـخص والتعــم"‪ ،‬ي جإ�ــاد حــل لغيــاب أو ضعــف احلافزيــة لــدى‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫وع‬ ‫ـر‬ ‫ب‬ ‫�‬
‫(‪ )Croizier 1995‬آي‬
‫ـخص مكقاربــة إلعــادة امتــاك التمليــذ‬ ‫ش‬ ‫رت‬
‫التالميــذ واق ـ اح الليــات الديداكتيكيــة املناســبة‪ ،‬مــن خــال طــرح املــروع الشـ ي‬
‫وه‪:‬‬ ‫ش‬ ‫لــل مــن حميطــه تو� ي خ‬
‫ومصــره‪ ،‬حيــث يظهــر املــروع كجــواب للتمظهــرات الثالثــة لضعــف احلافزيــة ي‬ ‫ر�ــه وذاتــه ي‬
‫أ‬
‫صــورة املدرســة (المهيــة ال ـت ي يو يل�ــا التمليــذ لملدرســة)‪ ،‬وصــورة الــذات‪ ،‬واملعـ نـى الــذي يعطيــه الفــرد لملراقبــة ال ـت ي توجــه‬
‫إليــه مــن طــرف احمليــط بصفــة عامــة‪ .‬واعت ـرب ت الباحثــة أن املـ شـروع ي َ�كــن مــن إعطــاء معـ نـى لملدرســة‪ ،‬ومــن الوقــوف‬
‫ت‬
‫ضــد مــا هــو مألــوف‪ ،‬واالنتقــال مــن عالقــة التكيــف إىل عالقــة االســت�ش اف (عالقــة املـ شـروع)‪ .‬وهلــذه الغايــة �ــدد معـ نـى‬
‫وإ�ــا هــو مقاربــة تتبــع وخطــوات تعــاش‪.‬‬ ‫املـ شـروع ف� كونــه ليــس مــادة تكتســب ن‬
‫ي‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫ـخص هــو �ديــد و�قيــق أهــداف مســتقبلية‪ ،‬ودراســات كثـ يـرة بينــت دور اس ـرت اتيجيات التعــم ي�‬ ‫ي‬ ‫إن املـ شـروع الشـ‬
‫وم�ــا الدراســة ال ـت ن جأ�زهــا لك مــن (‪ )Wentzel, K.R. & Asher, S.R. 1993‬عــى أن التالميــذ الـ ي ن‬
‫ـذ�‬ ‫التفــوق الــدراس‪ ،‬ن‬
‫ن‬ ‫ف‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫هت‬
‫ـذ� يتفوقــون ي� دراس ـ م أو ي�ققــون ج�احــا‬ ‫ن‬ ‫�ت‬
‫هلــم ي� نفــس الوقــت أهــداف اج عيــة وكذلــك أهــداف للتعــم ولــ�داء مه الـ ي‬
‫أكـرب ‪.‬‬

‫‪ .6‬العالقة بني اسرتاتيجيات التعلم واملشروع الشخصي‬


‫أ‬ ‫أ‬ ‫غ‬
‫ر� أن ال ب�ــاث حــول اســرت اتيجيات التعــم حديثــة نســبيا‪ ،‬ك ب�ــاث لك مــن‪)Gadzella, B.M. & Al., 1986( :‬‬
‫و(‪ )Entwistle, N., Koseki, B. et Pollitt, A. 1987‬و(‪ )Martinez-Guerrero, J. et Sanchez-Sosa, J.J., 1993‬و(‪Ben‬‬
‫التعلــم‬
‫ف‬ ‫غ ت‬
‫‪ )el azmia, A. 2002‬غو(‪ )Wolfs , J.L. 2007‬و(عبــد الــه هلــو‪ )2007 ،‬و(‪ ،)Houari, S. 2009‬ور� � أركزهــا ي� ي‬
‫نتا�هــا‪ ،‬والــذي يعــزى ف� ن‬ ‫ن ف ئ‬
‫ومــاالت‬ ‫نظــر� إىل تنــوع العينــات والدوات ج‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫البــ� ي�‬‫امــ�‪ ،‬ور� االختــاف ي‬ ‫وال ي‬ ‫الثانــوي ج‬
‫رت‬ ‫مخ‬
‫التطبيــق‪ ،‬فضــا عــن اع�ت دهــا لتصنيفــات تلفــة مــن حيــث االســ اتيجيات‪.‬‬
‫ـدرس‪ ،‬وتطورهــا مــع‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـاح‬
‫ـ‬ ‫لنج‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫التع‬ ‫اتيجيات‬ ‫إال نأ�ــا بأ�ــاث تشـرت ك ف� ت أ� كيدهــا عــى أمهيــة ارتبــاط مخ تلــف اسـرت‬
‫ي‬ ‫يف‬ ‫ف‬
‫اس ونــوع الشــعبة أو املــادة املدروســة‪ ،‬امم يؤكــد‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـتوى‬‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ات‬ ‫ـر‬‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ملتغ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫تبع‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫خصائهص‬ ‫�‬‫ي‬ ‫ـر‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫تغي‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـم‪،‬‬
‫ـ‬ ‫التع‬ ‫�‬
‫التقــدم ي‬
‫فرداني�ــا وارتباهطــا ب�ملتعــم‪.‬‬ ‫عــى ت‬
‫امك أن هنــاك تاكمــا بـ ي نـ� االس ـرت اتيجيات املعرفيــة وامليتامعرفيــة والسوســيو‪ -‬وجدانيــة‪ ،‬فقــد أشــار (‪Wolfs, J.L. 2007‬‬
‫بــ� العوامــل املعرفيــة وامليتامعرفيــة والوجدانيــة للتعــم‪ .‬امم‬ ‫‪ ): 51‬أن جمموعــة مــن الدراســات ظأ�ــرت أمهيــة التفاعــل ي ن‬
‫ف‬ ‫�غ‬ ‫أ‬
‫ـو� وفعــاال ملكــا تاكملــت وتنا ــت نبي�ــا‪� ،‬ــل يصــدق ذلــك عــى‬ ‫يعـ ن يـ� أن ت�ثـ يـر هــذه االس ـرت اتيجيات ي�كــن أن يكــون قـ ي‬
‫ـخص للتمليــذ‪.‬‬ ‫ش‬
‫املــروع الشـ ي‬
‫ـخص؟ ت�‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫وع‬ ‫إللجابــة عــى ســؤال‪ :‬مــا هــو ت أ�ثـ يـر اس ـرت اتيجيات التعــم املعتمــدة لــدى التمليــذ عــى جــودة م�ش‬
‫ف ي‬
‫ـدا� عــى عينــة ت� انتقاؤهــا بطريقــة عشــوائية مــن ث�نويــة ب نا� رشــد ب�دينــة ت�ــارة‪ ،‬تو� حرصهــا ي� ‪ 60‬تمليــذ‬ ‫ن جإ�ــاز ب�ــث ميـ ن‬
‫آ‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫ـعب� العلــوم والداب ب(�لتســاوي ‪ 30‬ذكــور ‪ 30‬إ�ث)‪.‬‬ ‫ت‬ ‫رت‬
‫الــذع املش ـ ك‪ ،‬مــن شـ ي‬ ‫وتمليــذة‪ ،‬مســتوى ج‬

‫‪41‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ـخص ل (‪ ،)Jacque Danancier, 2004‬قامــت ب�غربتــه االســتاذة ن ز(� ي�ــة فاطمــة‬ ‫ش‬ ‫ت‬
‫� تطبيــق مقيــاس ‪ Rocs‬لملــروع الشـ ي‬
‫ـد�‪ ،)2008 ،‬ويتكــون مــن ‪ 125‬بنــدا موزعــة عــى خ�ســة أبعــاد‪ ،‬لك بعــد يتوفــر عــى خ�ــس جمــاالت ولك جمــال‬ ‫حم الـ ي ن‬
‫ي‬
‫أ‬ ‫خ‬ ‫ف‬ ‫خ‬
‫ـ� ملتلــف البعــاد واملج ــاالت‪.‬‬
‫الــدول التوضيـ ي‬
‫و� مــا يـ يـ� ج‬
‫يتكــون مــن �ــس بنــود‪ .‬ي‬

‫الــدول املرجـ يـ� العام ملقياس ’’‪)Rocs’’ (Jacque Danancier, 2004‬‬


‫ج‬
‫امك ت� تطبيــق مقيــاس اســرت اتيجيات التعــم مــن إعــداد الباحــث وفــق ن�ــوذج (‪O'Malley, J.M. & Chamot, A.U.‬‬
‫‪ .)1990‬ويتكــون مــن ‪ 45‬بنــد‪ ،‬موزعــة عــى ثــاث أبعــاد فرعيــة (معرفيــة‪ ،‬ميتامعرفيــة‪ ،‬سوســيو‪-‬وجدانية)‪ ،‬لك بعــد يـ ضـم‬
‫‪ 15‬بنــدا‪.‬‬
‫ـا� �بالعـ تـامد عــى الـرب ن� جم إالحصـ ئ‬ ‫ئ‬ ‫ن ت‬
‫ـا� ‪ SPSS‬أن أغلــب التالميــذ يســتعملون اسـرت اتيجيات التعــم‬‫ي‬ ‫ج‬ ‫ـ‬ ‫النت‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫لي‬‫�‬ ‫وقــد بـ يـ�‬
‫املعرفيــة (بنســبة ‪ ،)75%‬مقابــل ضعــف اســتعمال االس ـرت اتيجيات امليتامعرفيــة (‪ )% 13,33‬واالس ـرت اتيجيات السوســيو‪-‬‬
‫ض‬
‫ـال‪:‬‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـدول‬ ‫ـ‬ ‫ال‬
‫ج‬ ‫ـو�‬ ‫وجدانيــة (‪ ،)% 11,67‬امك يـ‬

‫أ‬
‫اسـرت اتيجيات التعمل ال ثك� اســتعماال لــدى التالميذ‬

‫‪42‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ئ‬
‫النتــا� حساســية اســرت اتيجيات التعــم وأبعادهــا الفرعيــة لبعــض العوامــل اكلســن ج‬
‫والنــس والشــعبة‪،‬‬ ‫ج‬ ‫امك ظأ�ــرت‬
‫ف‬ ‫الــدول أســفهل أن قيمــة االختبــار التـ ئـا� "‪ "t‬لـ ة‬
‫ـدالل الفــروق ي� متوســطات الدرجــات اللكيــة إلس ـرت اتيجيات‬ ‫ي‬ ‫حيــث يبـ ي نـ� ج‬
‫(أد�‪-‬‬
‫والنــس وطبيعــة الشــعبة ب ي‬‫التعــم وأبعادهــا الفرعيــة (املعرفيــة وامليتامعرفيــة والسوســيو‪ -‬وجدانيــة) حســب الســن ج‬
‫دال عنــد احلــد ‪ ،0,01‬امم يعـ نـ� أن اس ـرت اتيجيات التعــم تبـ قـى فرديــة وتتعلــق ب�ملعطيــات خ‬
‫الاصــة‬ ‫علم�)‪ ،‬اكنــت ج�يهعــا ة‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫بــل متعــم‪.‬‬

‫اسـرت اتيجيات التعــم وعوامل الســن ج‬


‫والنس وطبيعة الشــعبة‬
‫الــدول أســفهل أن قيمــة‬‫ـخص وأبعــاده الفرعيــة يتـ ثـأ� ب�لســن والشــعبة‪ ،‬حيــث وامك يبـ ي نـ� ج‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫وع‬ ‫ف� حـ ي نـ� أن املـ ش‬
‫ـر‬
‫أ‬ ‫يف‬ ‫ي‬
‫ة‬ ‫ش‬ ‫ة‬
‫التــا� "‪ "t‬لــدالل الفــروق ي� متوســطات الدرجــات اللكيــة لملــروع والبعــاد الفرعيــة اكنــت دال عنــد احلــد‬ ‫ئ‬
‫االختبــار ي‬
‫ـذ� سج ــا ة‬
‫دالل عنــد احلــد ‪ 0,05‬ب�لنســبة لعامــل الســن‪.‬‬ ‫‪ ،0,01‬ب�ســتثناء بعــدي احليــاة االج�ت عيــة واحليــاة املدرســية اللـ ي ن‬
‫أ‬
‫النــس إال عــى بعــدي احليــاة العاطفيــة واحليــاة اليوميــة ب�لنســبة لــ�داء عــى مقيــاس املـ شـرع‬ ‫بيـ نـام ال يـ ثـؤ� عامــل ج‬
‫الشــخص‪ ،‬حيــث سج ــا ة‬
‫دالل عنــد احلــد ‪.0,05‬‬ ‫ي‬

‫والنس وطبيعة الشــعبة‬


‫ـخص وعوامل الســن ج‬ ‫�ش‬
‫امل وع الشـ ي‬

‫‪43‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫حســب‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الفرعي‬ ‫ـاده‬
‫ـ‬ ‫وأبع‬ ‫ـخص‬‫ـ‬ ‫الش‬ ‫وع‬ ‫ـر‬ ‫ـا� أالحــادي ‪ Anova-1‬لـ ة‬
‫ـدالل الفــرق بـ ي نـ� متوســطات املـ ش‬ ‫امك بـ ي نـ� ت�ليــل التبـ ي ن‬
‫تأ‬ ‫ي‬
‫الدرجــات اللكيــة الس ـرت اتيجيات التعــم وأبعادهــا الفرعيــة أن االس ـرت اتيجات امليتامعرفيــة يه أكــر االس ـ اتيجيات �ثـ يـرا‬
‫رت‬ ‫ث‬
‫دال إحصائيــا عنــد احلــد ‪ 0,01‬ب�لنســبة للدرجــات اللكيــة‬ ‫الــدول أســفهل ‪ -‬اكنــت ة‬ ‫ـخص حيــث ‪ -‬امك يبـ ي نـ� ج‬ ‫عـ ش‬
‫ـى املــروع الشـ ي‬ ‫ش‬
‫والكفــا�ت داخــل املج ــال‪ ،‬وكــذا عنــد احلــد ‪ 0,05‬ب�لنســبة لبعــد احليــاة‬ ‫ي‬ ‫الشــخص وبعــدي احليــاة املدرســية‬‫ي‬ ‫لملــروع‬
‫دالل ب�لنســبة لبعــدي احليــاة االج�ت عيــة واحليــاة العاطفيــة‪.‬‬‫اليوميــة‪ .‬بيـ نـام مل تســجل أي ة‬
‫ف� حـ ي نـ� تبـ قـى اس ـرت اتيجيات التعــم املعرفيــة تـ ثـؤ� بشــل عــام عــى الدرجــات اللكيــة لملـ شـروع الشــخص ف� ة‬
‫دال‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬
‫ش‬ ‫�ت‬ ‫ث‬ ‫رت‬
‫عنــد احلــد ‪ ،0,05‬بيــام االســ اتيجيات السوســيو‪ -‬وجدانيــة تــؤ� فقــط عــى بعــد احليــاة االج عيــة مــن هــذا املــروع‬‫ن‬
‫ـدالل عنــد احلــد ‪.0,01‬‬ ‫بـ ة‬

‫ـخص وأبعاده الفرعية حســب اسـرت اتيجيات التعمل‬ ‫ش‬


‫املــروع الشـ ي‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫الــداول أعــاه يتبـ ي نـ� أن اس ـرت اتيجيات التعــم تـ ثـؤ� عــى مســتوى جــودة‬ ‫انطالقــا مــن �ليــل املعطيــات الــوارد ي� ج‬
‫ئ‬
‫النتــا� أن‬
‫ج‬ ‫متفــاو� حســب طبيعــة االســرت اتيجيات‪ ،‬إذ ظأ�ــرت‬ ‫ت‬ ‫التأثــر ق‬
‫يبــى‬ ‫أن هــذا ي‬ ‫الشــخص للتمليــذ‪ ،‬إال‬
‫ي‬
‫ش‬
‫املــروع‬
‫أ‬
‫ـخص وابعــاده الفرعيــة‪ .‬عملــا أن الك مــن‬ ‫ش‬
‫ـو�ت املــروع الشـ ي‬ ‫االس ـرت اتيجيات امليتامعرفيــة أكـ ثـر ت�ثـ يـرا مــن يغ�هــا عــى مسـ ي‬
‫والنــس وطبيعــة الشــعة ال ـت ي يتابهعــا التمليــذ‪.‬‬ ‫ـخص يتـ ثـأ�ان معومــا بعوامــل الســن ج‬ ‫ش‬ ‫رت‬
‫اس ـ اتيجيات التعــم واملــروع الشـ ي‬
‫اس (ذكـ نـر�‬ ‫ر‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـوق‬ ‫ـ‬ ‫والتف‬ ‫ـاح‬
‫ـ‬ ‫النج‬ ‫�‬
‫ف‬
‫ـم‬
‫ـ‬ ‫التع‬ ‫اتيجيات‬ ‫ـا� تلتـ قـى مــع جممــوع أال ب�ــاث ال ـت تؤكــد دور اس ـرت‬ ‫ج‬
‫ئ‬
‫هــذه النتـ‬
‫ي‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫ـخص ي� حيــاة التمليــذ‬ ‫ش‬ ‫ت‬ ‫و� نفــس الوقــت مــع ب‬ ‫بع�ــا ســابقا مثــل بأ�ــاث )‪،‬‬ ‫ض‬
‫اال�ــاث ال ـ ي بينــت أمهيــة املــروع الشـ ي‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫ـخص والتعــم" حيــث‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫وع‬ ‫كتا�ــا حــول "احلافزيــة واملـ ش‬
‫ـر‬ ‫ب‬ ‫�‬ ‫خاصــة دراســة الباحثــة الفرنســية (‪)Croizier, M. 1995‬‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ّ‬
‫خلصــت إىل أن املـ شـروع ي َ�كــن مــن إعطــاء معـ نـى لملدرســة‪ ،‬ومــن الوقــوف ضــد مــا هــو مألــوف‪ ،‬واالنتقــال مــن عالقــة‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫التكيــف إىل عالقــة االســت�ش اف (عالقــة املـ شـروع)‪ .‬ي«�كــن أن نقــول ب�ن لك تمليــذ يفكــر جيــدا ي� مســتقبهل يقــوي ســلطته‬
‫ـدرس‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫للعم‬ ‫ـى‬‫داخــل املدرســة‪ ،‬ووجــود مشــاريع فضــا عــى نأ�ــا تض ـف معـ نـى عــى احليــاة‪ ،‬ف� تعــ� كذلــك معـ ن‬
‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫يو�كــن أن ينتــج عنــه تغيـ يـر ي� العالقــة مــا بـ ي نـ� التمليــذ واملــدرس»‪ ،)Croizier, M. 1995 : 52( .‬امك اعت ـرب ت أن مقاربــة‬
‫ف‬
‫املـ شـروع تســمح لملتعــم مــن التحــم ي� جمــاهل ع ـرب ثــاث أبعــاد يه‪:‬‬

‫‪44‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ـخص لملتعــم‪ ،‬تو�كــن مــن خــال‬


‫ـار� الشـ ي‬
‫‪ )1‬تعــ� معـ نـى لملؤسســة (املدرســة) مــن خــال املـ شـروع الشــخص والتـ ي خ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ـدرس‪.‬‬
‫املعلومــات مــن ربــط مشــاريعه مــع مصـ يـره املـ ي‬
‫ـور� لملتعــم‪ ،‬واســتدعاء ذاكرتــه آكليــة للتحــرر‪ ،‬امم ي ج�عــه ض‬
‫وا�ــا أمــام حمــددات‬ ‫‪ )2‬ت َ�كــن مــن تغيـ يـر أو تعديــل تصـ ن‬
‫ت خ‬
‫ـخص‪.‬‬‫� ير�ــه الشـ ي‬
‫ت ُ‬ ‫أ‬
‫‪ )3‬خلــق تو�ســيس ديناميــة‪ ،‬و�كينــه من همارات االســتباق‪ ،‬ي‬
‫وتغي� عالقته ب�ملســتقبل‪.‬‬
‫‪ )4‬املقاربــة املبنيــة عــى املـ شـروع يه القــدرة عــى اختيــار أحســن وأجــود االسـرت اتيجيات الشــخصية (‪Croizier, M.‬‬
‫‪)1995 : 60‬‬
‫وه تســتوجب مــا يك ـف ي مــن الوقــت‪ ،‬امك‬ ‫ي‬ ‫ـخص‪،‬‬ ‫ي‬ ‫لذلــك تعتقــد أنــه ينبـ غ يـى ي جإ�ــاد مثـ يـرات متعــددة لبنــاء املـ شـروع الشـ‬
‫ي ج�ــب أن ينطلــق املـ شـروع مــن الرغبــات واحلاجيــات الذاتيــة وليــس مــن أســباب متعلقــة ب�ملؤسســة‪ ،‬ث� أ ي جإ�ــاد مشــاريع‬
‫تلبي�ــا‪ .‬ولجــل التدخــل‬ ‫بديـ ةـ� وتعويضيــة إللجابــة عــى احلاجيــات والرغبــات الذاتيــة ال ـت ال يســتطيع املـ شـروع املهـ نـ� ت‬
‫ي‬ ‫أ‬ ‫ي‬
‫ـخص تق ـرت ح بيداغوجيــة الوضعيــة املشــل كداة معليــة إلغنــاء وإعــادة تنظـ يـم املــروع‬
‫ش‬ ‫ش‬
‫لملســاعدة عــى بنــاء املــروع الشـ ي‬
‫الشــخص للتمليــذ‪.)Croizier, M. 1995: 119( .‬‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ـال أحرشــاو‪ )142-143 :2009 ،‬أن فم�ــوم املـ شـروع ي� منظــوره تال� بــوي ي�تكــز عــى بيداغوجيــة‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫(الغ‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫يعتق‬ ‫ـذا‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫و�‬
‫ي‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫و� مقدم�ــا‪:‬‬ ‫إكســاب املتعــم وتلقينــه جمموعــة مــن الكفــاءات املركزيــة ي‬
‫أ‬ ‫ئ‬ ‫أ‬
‫ونتا� هذه الفعال‪.‬‬ ‫• املســؤولية الذاتيــة‪ :‬يتخــذ املتعمل نفســه مكصدر لفعــاهل ج‬
‫الطط الالزمــة غ‬
‫لبلو�ا‪.‬‬ ‫و�تار خ‬ ‫وا�ــاذ القـرار‪ :‬ي�دد بنفســه أهدافه الرئيســية ي خ‬ ‫• املبــادرة تخ‬
‫• التوقعيــة‪ :‬يضبــط املتعــم احلــدود الزمنيــة لتحقيق م�ش وعــه وفوائده احملتملة ‪.‬‬
‫• التكيــف والتــاؤم‪ :‬مــع مســتجدات الواقــع ع ـرب توظيــف اس ـرت اتيجيات جديــدة للتعــم واالكتســاب وخاصــة عــى‬
‫مســتوى تدبـ يـر التغيـ يـرات املصاحبــة لتلــك املســتجدات‪.‬‬
‫إذن فتطــو� آليــات بيداغوجيــة لتطــو� اســرت اتيجيات التعــم لــدى التالميــذ مــن شــأنه أن يقــوي ئ‬
‫تلقــا� مســتوى‬
‫ن‬ ‫ي ف‬ ‫ي‬
‫ش‬
‫واملهــ�‪.‬‬
‫ي‬ ‫اس‬
‫لتــال يضمــن بشــل أو� إماكنيــة االندمــاج الــدر ي‬
‫الشــخص‪ ،‬بو� ي‬
‫ي‬ ‫املــروع‬

‫خالصة‪:‬‬
‫أ‬
‫والنــس والشــعبة) امم يؤكــد‬ ‫تبــدو اس ـرت اتيجيات التعــم ب�بعادهــا الفرعيــة حساســة جــدا لبعــض العوامــل (اكلســن ج‬
‫للتطــو�‪.‬‬
‫ي‬ ‫فرداني�ــا‪ ،‬ت‬
‫وقابلي�ــا‬ ‫ت‬
‫أ‬ ‫ش‬
‫ـام يتطــور مــع‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫دين‬ ‫ـاء‬
‫ـ‬ ‫بن‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ـخص للتالميــذ هــو أيضــا يتـ ثـأ� نســبيا بعوامــل الســن ج‬
‫والنــس والشــعبة‪،‬‬ ‫املــروع الشـ ي‬
‫خ‬
‫الصوصيــات الفرديــة‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫غ‬
‫الــذع املشــرت ك‪ ،‬إال‬‫التعلــم الثانــوي مــن ج‬
‫ي‬ ‫ور� أن اســرت اتيجيات التعــم امليتامعرفيــة يقــل اســتعماهلا لــدى تالميــذ‬
‫أ‬ ‫ق أ‬ ‫ـا� تظهــر نأ�ــا أال كـ ثـر ت أ�ثـ يـرا عــى جــودة املـ ش‬
‫ئ‬
‫ـا� البعــاد‪ ،‬وخاصــة ت� يث�هــا عــى احليــاة‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫بب‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫مقارن‬ ‫ـخص‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫وع‬ ‫ـر‬ ‫ج‬ ‫أن النتـ‬
‫املدرســية للتمليــذ وحياتــه اليوميــة وعالقتــه ب�ملج ــال‪.‬‬
‫توفــر املرافقــة‬ ‫ت‬
‫اتيجيا�م امليتامعرفيــة‪ ،‬عــرب ي‬ ‫كفا� ت�ــم واســرت‬
‫تطــو� املشــاريع الفرديــة للتالميــذ ي�ــر عــرب تقويــة ي‬ ‫إن ي‬
‫نامل�جيــة كشــل مــن أشــال املرافقــة تال� بويــة‪.‬‬

‫الئحة املراجع‪:‬‬
‫ـخص للتمليــذ مقاربــة ســيكولوجية"‪ ،‬منشــورات علــوم تال� بيــة‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫وع‬ ‫ـر‬ ‫‪ -‬أحرشــاو الغــال‪ " ،2009 ،‬الطفــل بـ ي نـ� أالرسة واملدرســة ‪ :‬املـ ش‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الديــدة‪ ،‬الــدار البيضــاء‪ ،‬ص‪.141-148 :‬‬ ‫‪ ،19‬مطبعــة النجــاح ج‬
‫ش‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ـخص ومــروع املؤسســة إالصالحيــة‪ ،‬ب�ــث لنيــل‬ ‫الــا� بـ يـ� املــروع الشـ ي‬ ‫اس لملراهــق ج‬ ‫‪ -‬أزور عبــد الــه‪ .)2006( ،‬االندمــاج الــدر ي‬
‫أ‬
‫ط‪.‬احلســي� هشــام حبيــب ‪1998 ،‬‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫دبلــوم الدراســات العليــا املتخصصــة‪ ،‬بلكيــة علــوم تال� بيــة ب� ب‬
‫لر�‬
‫ف‬
‫ـر�‪ ،‬ق ـراءات وتطبيقــات معــارصة‪ ،‬الطبعــة الوىل‪ ،‬عــامل‬ ‫ـدرد� عبــد املنعــم أمحــد وجـ بـا� حممــد عبــد الــه‪ .)2005( ،‬عــم النفــس املعـ ي‬ ‫‪ -‬الـ ي‬
‫ث‬
‫القاهرة‪.‬الرويــ� يإ�ــان ‪2009 ،‬‬ ‫الكتــب‪،‬‬
‫ن‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫اال�لــو املرصية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫املعر� املعــارص‪ ،‬مكتبة ج‬ ‫�ش‬
‫‪ -‬ال قــاوي أأنــور‪ .)1992( ،‬عــم النفس ي‬
‫والــودة واالرتقــاء‪ ،‬رؤيــة اســرت اتيجية‬ ‫العلم� (‪ .)2016‬مــن أجــل مدرســة إالنصــاف ج‬ ‫ي‬
‫ين‬
‫والتكــو� والبحــث‬ ‫‪ -‬املج لــس العــى تلل� بيــة‬
‫لالصــاح ‪.2015-2030‬‬
‫الديــدة‪ ،‬البيضاء‪.‬‬ ‫ة‬
‫ـوع لعلــوم تال� بية‪ ،‬منشــورات جمــ� علوم تال� بيــة‪ ،‬مطبعة النجاح ج‬
‫ف‬ ‫‪ -‬أوزي أمحــد‪ .)2006( ،‬املعجــم املوسـ ف ي‬
‫�ش‬
‫املعر�‪ ،‬دار غريــب للطباعــة والن ‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫ف‬ ‫ن‬ ‫ـل� حممــد أمحــد‪ .)2001( ،‬مقدمــة ي� عــم النفس ي‬ ‫ي‬ ‫‪ -‬شـ ب‬
‫ة‬
‫‪ -‬عنيــ� احلــاج‪ .)1997( ،‬مــن املعرفــة إىل املعرفيــة‪ ،‬جمــ� معرفيــة "�ذجــات معرفيــة"‪ ،‬ج�عيــة البحــث � العلــوم املعرفيــة ت‬
‫وال� ج�ــة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬
‫العــدد الول‪ ،‬فــاس‪.‬‬
‫ن‬ ‫ف‬
‫الــا�‪ ،‬أوراش التعبـ يـر الفـ ن يـ� ن�وذجــا‪ .‬ب�ــث‬ ‫ـ� تال� بــوي ي� إعــادة ت� بيــة احلــدث ج‬ ‫ي‬ ‫ـد� ن ز� ي�ــة فاطمــة‪ .)2008( ،‬دور التدخــل النفـ‬ ‫‪ -‬حم الـ ي ن‬
‫ي‬
‫آ‬ ‫ف‬
‫لنيــل �ش ــادة الدكتــوراه ي� عــم النفــس‪ ،‬لكيــة الداب والعلــوم إالنســانية ظ�ــر امله ـراز‪ ،‬فــاس‪.‬‬
‫(أكتو� ‪.)2007‬‬ ‫لة‬ ‫رت‬
‫‪ -‬هلــو عبــد الــه‪ .)2007( ،‬االسـ اتيجيات التعمليــة‪ ،‬أجم التنشــئة‪ ،‬العدد ‪ ،4‬ب‬
‫والتكــو�‪ .‬ثو�ئــق منشــوروة عــى موقــع‬ ‫ين‬ ‫الوطــ� تلل� بيــة‬
‫ي‬
‫وتكــو� الطــر‪ .)2000( ،‬امليثــاق ن‬ ‫ين‬ ‫العــال‬
‫والتعلــم ي‬‫ي‬ ‫‪ -‬وزراة تال� بيــة الوطنيــة‬
‫أ‬
‫الــوزارة عــى ال تن�نيــت‪.‬‬

‫‪- Bachetel, W. et Abrahamsen, A. (1993). Le Connexionnisme et l’esprit, introduction au traitement parallèle par réseaux,‬‬
‫‪Edition la découverte, Paris.Baker, L., & Cerro, L. 2000‬‬
‫‪- Bandura, A. (1986). Social foundations of thought and action: A social cognitive theory. Upper Saddle River, NJ:‬‬
‫‪Prentice Hall.‬‬
‫‪- Ben el azmia, A. (2002). Stratégie d’apprentissage et évaluation du système d’enseignement, Cas de l’enseignement‬‬
‫‪secondaire au Maroc. Thèse de doctorat présentée a la Faculté des science l’éducation – Rabat.‬‬
‫‪- Boekaerts, M. (1992). The adaptable learning process: Initiating and maintaining behavioural change. Applied‬‬
‫‪Psychology: An international Review, vol. 41,4. pp. 377-397.‬‬

‫‪46‬‬
2018 ‫ فرباير‬،‫ العدد الرابع اجمللد الثاني‬- ‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين‬
- Boulet, A., Savoie-Zajc, L. et Chervrier, J. (1996). Les Stratégies d’apprentissage à l’université. Sainte-Foy, Presses de
l’Université d Québec.
- Boutinet, J.P. 1992, « Anthropologie du projet», 2ème éduction, P.U.F., Paris.
- Cartier, S. (2003). Enseigner les stratégies d'apprentissage aux élèves du collégial pour que leur français se porte mieux,
Département de psychopédagogie et d'andragogie, Université de Montréal, Canada, http://www.ccdmd.qc.ca/correspo/Corr5-
3/Cartier.html
- Center for Advancement of Learning. (1998). Learning Strategies Database, Muskingum College. http://www.
muskingum.edu/~cal/database/genpurpose.
- Champy, P. et al. (1994). Dictionnaire encyclopédique de l’éducation et de la formation, Ed. Nathan, Paris.
- Cohen, A.D. (1998). Strategies in Learning and Using a Second Language. Harlow: Addison Wesley, pp. 107-156.
- Croizier, M. (1995). Motivation, projet personnel, apprentissages, Collection Pédagogies, 2ème tirage, ESF éditeur,
Paris.
- Dachmi, A. et Riard, E-H. (2004). Adolescence et projet de vie cher les jeunes marocains, Approche de psychologie
clinique et sociale, Publications de la faculté des Lettres et des Sciences Humaines - Rabat , Série : Essais et Etudes N°40, 1ère
édition, Najah El Jadida, Casablanca.
- Danancier, J. (2004). Le projet individualisé dans l’accompagnement éducatif, Edition Dunod, Paris.
- Deci, E.L. & Ryan, R.M. (1985). Intrinsic Motivation and Self-determination in Human Behavior. New York: Plenum
Press.
- Dubois, N. (1986). Aspects normatifs versus cognitifs de l'évolution de l'enfant vers la norme d'internalité, Psychologie
française, n°31 (2), pp. 109-114.
- Entwistle, N. (1987). A model of the teaching-learning process, in J.T.E. Richardson et al., eds (1987), Student learning,
Milton Keynes, Open University Press, pp. 13-28.
- Flavell, F.H. (1979). Métacognition and cognitive monitoring. American Psychologist, vol.34, n°10, pp. 906-911.
Traduction de Nicole C. Refae.
- Flavell, J.H. (1976). Metacognitive aspects of problem-solving. In L.B. Resnick (Ed.), Perspectives on the development
of memory and cognition (pp. 231-235). Hillsdale ; New Jessy : Lawrence Erlbaum Associates.
- Flavell, J.H. (1987). Speculation about the nature and development of metacognition, dans F.E. Weinet et R.H. Kluwe
(dir), Metacognition Motivation and Understanding, Hillsdale, NJ, LEA, pp. 21-29.
- Franken, R.E. (1994). Human motivation, (3rd ed.) Pacific Grove, California: Brooks/Cole Publishing Company.
- Gadzella, B.M., Ginther, D.W., Williamson, J.D. (1986). Differences in learning processes and academic achievement.
Perceptual and Motor Skills, (62), pp. 151-156.
- Hiteau, M. 1993, «La psychologie du projet », in Projet d’avenir et adolescence, Paris ADAPT. pp. 7-13.
- Houari, S. (2009). L’accompagnement méthodologique et les compétences d’apprentissage des étudiants à l’université,
cas de la faculté des sciences de Rabat. Thèse de doctorat présentée a la Faculté des science l’éducation – Rabat.
- Houssman, J. (1991). Self Monitoring and Learning Proficiency. In Computer Classroom. Hofstra University, EDD.
Harper, B., Hedberg, J.G., Wright, R. and Corderoy, R. (1996). (in press). Interactive Multimedia Development and Cognitive

47
2018 ‫ فرباير‬،‫ العدد الرابع اجمللد الثاني‬- ‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين‬
Tools. Paper to be presented at the second International Conference on the Learning Sciences, Chicago, Ill, USA. Résumé :
http://www.portal.acm.org/citation.cfm?id=563811&jmp=abstract&dl=portal&dl=ACM
- Kirby, J. R. (1984). Strategies and processes, in J.R. Kirby. cognitive strategies and educational performance. New york.
Academic press, pp. 3-12.
- Lafortune, L. et Deaudelin, C. (2001). Accompagnement Socioconstructiviste. Pour s’approprier une éducation.
- Lancelot, C. (1999). Métacognition, interaction entre élèves, création collective d’outils : quelques passerelles vers la
pédagogie de demain, Vie pédagogique, n°110, pp. 8-11.
- Le Ny, J.F. (1989). Science cognitive et compréhension du langage. Paris: PUF.
- Lens, W. (1991). Motivation and Learning. Rapport de recherche, Centre de Recherche sur la motivation et la
perspective future. Université de Leuven.
- Lindner, R.W. & Harris, B. (1992). Self-regulated learning and academic achievement in college students. Communication
présentée au «American Educational Research Association Annual Meeting», avril, San Francisco, CA.
- Martinez-Guerrero, J. & Sanchez-Sosa, J.J. (1993). Estrategias de Aprendizage: Analisis Predictivo de Habitos de
Estudio en el Desempeno Academico de Alumnos de Bachillerato. Revista Mexicana de Psicologia, n°10 (1), pp. 63-73.
- Mc Combs, B.L. (1991). Unraveling motivation. Special issue. The Journal of Experimental Education, n° 60 (1), pp.
5-99.
- Neisser, U. (1967). Cognitive psychology, Appleton-Century-Crofts New York.
- Nisbet, J. & Shucksmith, J. (1986). Learning strategies. London : Routledge.
- O’Malley, J.M. & Chamot, A.U. (1990). Learning strategies in second language acquisition. Cambridge: Cambridge
University Press.
- Otero, J., Campanario, M. & Hopkins, K.D. (1992). The relationship between academic achievement and metacognitive
comprehension monitoring ability of Spanish secondary school students. Educational and Psychological Measurement,
n°52(2), pp. 419-430.
- Oxford, R.L. & Crookall, D. (1989). Research on language learning strategies: methods, findings, and instructional
issues. Modern Language Journal, n° 73, pp. 404-419.
- Palincsar, A.S. & Brown, A.L. (1984). Reciprocal teaching of comprehension-fostering and comprehension-monitoring
activities. Cognition and Instruction, vol. 1, 2. pp. 117-175.
- Pintrich, P.R. & De Groot, E.V. (1990). Motivational and self-regulated learning components of classroom academic
performance. Journal of Educational Psychology, n°82(1), pp. 33-40.
- Pintrich, P.R. & Schunk, D.H. (2002), Motivation in education: Theory, research, and applications. Upper Saddle River,
NJ: Merrill Prentice-Hall.
- Plety, R. (1998). Comment apprendre et se former en groupe . Paris : Retz.
- Richard, J.F. (1990). Les activités mentales. Comprendre, raisonner, trouver des solutions. Paris : Armand Colin, U
Psychologie.
- Romainville, M. (1993). Savoir parler de ses méthode (Métacognition et Performance à l’Université). Bruxelles De
Boeck, Collection Pédagogie en Développement.

48
2018 ‫ فرباير‬،‫ العدد الرابع اجمللد الثاني‬- ‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين‬
- Romainville, M. (2007). Conscience, métacognition, apprentissage, le cas des compétences méthodologiques. In « La
conscience perspectives pédagogiques et psychologiques », sous la direction de Francisco Pons Pierre-André Doudin, Presses
de l’université du Québec, pp. 107-130.
- Romero, M. (2004). Métacognition dans les EIAH, Exposé transversal , (Juin 2004), LIUM. Le Mans.
- Rubin, J. (1989). How learner strategies can inform language teaching. In V. Bickley (Ed.), Proceedings of LULTAC,
sponsored by the Institute of Language in Education, Department of Education, Hong Kong.
- Schoenfeld, A.H. (1985). Mathematical problem solving. New York: Academic Press.
- Siegler, R. S. (1998). Children’s thinking (3nd ed.). Upper Saddle River, NJ: Prentice Hall.
- Swanson, H.L. (1990). Influence of metacognitive knowledge : An aptitude on problem solving. Journal of Educational
Psychology, n°82(2), pp. 306-314.
- Tardif, J. (1992). Pour un enseignement stratégique : l'apport de la psychologie cognitive, Montréal, les Éditions
Logiques.
- Vadhan, V. & Stander, P. (1994). Metacognitive ability and test performance among college students. The Journal of
Psychology, n° 128(3), pp. 307-309.
- Wentzel, K.R & Asher, S.R (1993). The academic lives of neglected, rejected, popular, and controversial children.
Manuscrit inédit.
- Wolfs, J.L. (2007). Méthode de travail et stratégies d’apprentissage du secondaire à l’université. Recherche - Théorie -
Application. 3ème édition, De Boeck Paris – Bruxelles.

49
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪50‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫مدخل لتطبيق اخلرائط الذهنية الرقمية يف تدريس‬

‫أ د‪ .‬حممد أعطيطي‬
‫مواد االجتماعيات‬
‫‪3‬‬
‫ب�حث ف� ي خ‬
‫التار�‬ ‫ي‬

‫امللخص‪:‬‬
‫ن‬ ‫الرائــط الذهنيــة ت‬ ‫تعتــرب خ‬
‫االلك�ونيــة مــن أحــدث الوســائل واالدوات التكنلوجيــة الــت ي تبثــت ج�اعــة‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫فبالضافــة إىل دورهــا ي� رفــع كفــاءة وفعاليــة املتعــم‬ ‫اســتخداهما ي� التدريــس ب�ــا تنطــوي عليــه مــن فوائــد متعــددة‪ ،‬إ‬
‫ف‬
‫ـ� الدمــاغ ي� التعــم امك تالمــس مخ تلــف همــارات التفكـ يـر‬ ‫واملــدرس عــى حــد ســواء‪ ،‬تتيــح اماكنيــات واســعة الســتعمال فـ ي‬
‫وال� كيــب بصــورة‬ ‫وال�ــم والتطبيــق وصــوال إىل معليــات التفسـ يـر والتحليــل ت‬ ‫الدنيــا والعليــا بــدء مــن تهسيــل معليــة التذكــر ف‬
‫ت‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مكثفــة عـرب اســتعمال الرمــوز والصــور خ‬
‫والطــوط واللــوان فضــا عــن الملكــات املفاتيــح‪ ،‬المــر الــذي يســاعد عــى �قيــق‬
‫ف ت‬
‫كو�ــا تهســم ي� �قيــق مراعــاة الفــروق الفرديــة‬ ‫التعــم واملراجعــة بشــل رسيــع وتفاعــ�‪ ،‬وامم ي ز� يــد مــن فعاليــة هــذه أالداة ن‬
‫ي‬
‫الوانــب مــن خــال تدريــس‬ ‫عنــد املتعملـ ي نـ�(ا ت)‪ .‬ونطمــح مــن خــال هــذه الورقــة البحثيــة تســليط الضــوء عــى هــذه ج‬
‫وغ�هــا مــن االماكنيــات الـت توفرهــا خ‬ ‫أ‬ ‫مــواد االج�ت عيــات الـت تســمح ت‬
‫الريطــة‬ ‫ق ي‬ ‫ي‬ ‫ـام‬
‫ـ‬ ‫رق‬ ‫وال‬ ‫بطبيع�ــا اســتعمال الرمــوز والصــور‬ ‫ي‬
‫خ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ق‬
‫الذهنيــة الر�يــة‪ ،‬وتوضيحــا هلــذا املســى ســرفق ورقتنــا ببعــض الــامذج مــن الرائــط الذهنيــة الر�يــة لبعــض الوحــدات‬
‫الدراســية مــن مــواد االج�ت عيــات ب�ســتعمال بعــض ب� جام احلاســب املفتوحــة كـــ‪Edraw Mind Map- Free Mind- Mind( :‬‬

‫(‪ Inspiration‬أ‪)Imind Map6.0 – Mindmeister-‬‬ ‫‪ ،)Mapping‬وأخــرى مدفوعــة‪ ،‬ي�كــن اســتخداهما ملــدة حمــددة كـــ‪:‬‬
‫ق‬
‫الريطــة الذهنيــة الر�يــة مــن بـ ي نـ� أفضــل الدوات الديداكتيكيــة ال ـت ي تســاعد‬ ‫فو� إطــار تنويــع أالدوات التعليميــة‪ ،‬تبـ قـى خ‬
‫ف‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫عــى دمع التعــم البــري ب�عتبــاره أحــد ا�ــاط التعــم الــذي ي�قــق مــن خــاهل املتعــم(ة) �مــا أفضــل واحتفاظــا أطــول‬
‫لملعلومــات‪.‬‬
‫ق‬
‫كلم��ات مفت��اح ‪:‬خريطــة ذهنيــة ر�يــة‪ ،‬تهسيــل التعملــات‪ ،‬تنويــع طــرق التدريــس‪ ،‬مراعــاة الفــروق الفرديــة‪ ،‬تنظـ يـم البنــاء‬
‫ف‬
‫ـر� واملهــاري‪ ،‬التلخيــص واملراجعــة الرسيعــة‪ ،‬التخطيــط‪ ،‬التعــم البــري‪...‬‬ ‫املعـ ي‬

‫‪51‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫توطئة‪:‬‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ضأ� موضــوع ادمــاج تكنولوجيــا التعلـ يـم ي� املنظومــة التعليميــة موضــع اهـ تـامم العديــد مــن الباحثـ ي نـ� والدارسـ ي نـ� ي�‬
‫أ‬
‫تطــو� املمارســة البيداغوجيــة ورفــع‬ ‫والتعلــم‪ ،‬امك هــو احلــال ب�لنســبة لل ج�ــزة واملؤسســات الســاهرة عــى ي‬ ‫ي‬ ‫حقــل تال� بيــة‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫انتاجيــة املــدرس واملتعــم عــى حــد ســواء‪ .‬وال غــرو ي� ذلــك‪" ،‬فالــدور الكبـ يـر الــذي تلعبــه التكنولوجيــا ي� تطـ يـو� معليــة‬
‫ق‬ ‫أ‬
‫ود�ومتــه إىل أقــى مــا ي�كــن"( )‪ ،‬أمــر ال ي�� إليــه الشــك‪ .‬وتتعــدد‬ ‫التعــم وتهسيــل التعــم واكتســابه ب�قــل وقــت ممكــن‪ ،‬ي‬
‫ت‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫تطــو� جو�ويــد العمليــة التعليميــة‬ ‫�‬
‫ق ي ي‬ ‫اســتخداهما‬ ‫اعــة‬ ‫�‬ ‫ج‬ ‫تبثــت‬ ‫امك‬ ‫ــال‪،‬‬ ‫املج‬ ‫هــذا‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫املبتكــرة‬ ‫ام‬
‫ج‬ ‫رب‬ ‫ـ‬‫والـ‬ ‫دوات‬ ‫وال‬ ‫الوســائل‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ـال � هــذا البــاب خ‬ ‫ف‬ ‫ة‬
‫الذهنيــة الر�يــة أو االلك�ونيــة (‪ ،)Mind map‬ال ـ ي‬ ‫الريطــة‬ ‫التعمليــة‪ .‬ومــن أحــدث الوســائل الفعـ ي‬
‫تســاعد عــى دمع التعــم البــري (‪ ) ()Visuual lerarning‬كنمــط مــن نأ�ــاط التعــم الــذي ي�قــق مــن خــاهل املتعــم(ة)‬
‫ف‬
‫�مــا أفضــل واحتفاظــا أطــول لملعلومــات‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫خ‬ ‫ف‬ ‫ومــن أوائــل الدارسـ ي نـ� الـ ي ن‬
‫ـو� بــوزان(‪،) ()Tony Buzan‬‬ ‫ـذ� ي�جــع يإل�ــم أالفضـ فـل ي� ابتــار الرائــط الذهنيــة‪ ،‬ج�ــدف طـ ي‬
‫توظي�ــا ي� منظومتنــا تال� بويــة يظــل حمتـ شـام‬ ‫وذلــك منــذ ‪ ،1970‬وقــد شــاع اســتعمال هــذه الداة � جمــاالت عــدة‪ ،‬غـ يـر أن ف‬
‫أ‬ ‫ي‬
‫ت‬
‫االج�ــادات الفرديــة ومــن دون �طـ يـر أو تكـ ي ن‬
‫ـو�‪.‬‬ ‫جــدا‪ ،‬حيــث يبـ قـى حبيــس بعــض ت‬
‫ف‬
‫ـاد� البحــث ي� هــذا املوضــوع‬ ‫ـذا� هــو ســيد املوقــف ف� استكشــاف مثــل هــذه أالدوات‪ ،‬وقــد قـ ن‬ ‫ت‬
‫ي‬ ‫بو�ــذا‪ ،‬ف أــإن التعــم الـ ف ي‬
‫وت� يــل االنشــطة‬‫توظي�ــا � بنــاء تو�ســيخ التعملــات‪ ،‬تبــث لنــا ذلــك مــن خــال املمارســة الصفيــة ن ز‬ ‫إىل االقتنــاع ب�مهيــة ف‬
‫ي‬ ‫ف‬
‫الريطــة الذهنيــة‬ ‫املقــال رصــد أمه املســوغات الــت حــدت بنــا إىل الدفــاع عــن توظيــف خ‬ ‫ة‬ ‫هــذه‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫ت‬ ‫التعليميــة‪ .‬ف يو�منــا ي‬
‫ـتق�‬ ‫ف‬
‫االلك�ونيــة � تدريــس مــواد االج�ت عيــات‪ ،‬و�ـ يـر� م�ــوم خ‬ ‫ت‬
‫الريطــة الذهنيــة ومــا يتصــل ب�ــا مــن مفاهـ يـم أخــرى يسـ ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫ب�ــا �ــم املوضــوع املعـ جـال‪ ،‬امك ن�ــدف مــن خــال هــذا العمــل إىل بإ�از الفوائــد تال� بويــة هلــذه الوســيلة والقيمــة املضافــة‬
‫ال ـت ي تقدهمــا شو�وط اســتخداهما‪.‬‬

‫أوال‪ :‬دوافع تطبيق\توظيف اخلرائط الذهنية الرقمية يف تدريس مواد االجتماعيات‪:‬‬


‫ف‬ ‫عديــدة ه العوامــل الـت جعلتنــا ندافــع عــن توظيــف خ‬
‫الريطــة الذهنيــة ي� تدريــس مــواد االج�ت عيــات‪ ،‬ي�كــن التميـ ي زـ�‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫خ‬ ‫ن‬ ‫رض‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ن‬
‫بشــأ�ا ي ن‬
‫الفعــ� ي� ت� يــل‬
‫ي‬ ‫بــ� دوافــع تنظيميــة وأخــرى � بويــة بيداغوجيــة‪ ،‬فــالوىل �تبــط أساســا بــ ورة اال�ــراط‬
‫ف‬
‫والتوج�ــات الداعيــة إىل ادمــاج تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال ي� العمليــة تال� بويــة‪ ،‬بــدءا امم‬ ‫ي‬ ‫مقتضيــات املذكــرات‬
‫الديــدة إللعــام‬ ‫رص�ــة الســتعمال التكنولوجيــا ج‬‫ـو� مــن دعــوة ي‬‫نصــت عليــه الدعامــة العـ شـا�ة مــن ميثــاق تال� بيــة والتكـ ي ن‬
‫ـتعجال الــذي أكــد عــى نفــس التوجــه‪،‬‬ ‫ن‬ ‫والتواصــل مــن أجــل ت�سـ ي نـ� منظومــة تال� بيــة والتكـ ي ن‬
‫ـو�( )‪ ،‬مــرورا ب�لـرب � جم االسـ ي‬
‫ـا� عــري ن�جــع مــن خــال ب� ن� جم جيـ ن يـ�(‪ ،)Génie‬وصــوال إىل الرؤيــة‬ ‫حيــث أوىل أمهيــة ب�لغــة لـرض ورة ت أ�مـ نـ� نظــام معلومـ ت‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫االسـرت اتيجية ‪ 2015-2030‬مــن خــال تنصيــص املـ شـروع ‪12‬عــى ادمــاج تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال‪ ،‬دون أن ننــى‬

‫‪52‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫املبــاراة الوطنيــة النتقــاء أجــود منتجــات الســاتذة ي� جمــال ادمــاج تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال ي� املمارســات‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫رص�ــة واج ـراء �فـ ي زـ�ي لتشــجيع انتــاج‬ ‫و� هــذا دعــوة ي‬ ‫التعليميــة ال ـت ي تصدرهــا لك سـ قـنة الــوزارة الوصيــة عــى القطــاع‪ .‬ي‬
‫واســتعمال ال ـرب جام واملــوارد الر�يــة الدامعــة للتعملــات‪ .‬أمــا الثانيــة‪ ،‬أي الدوافــع تال� بويــة – البيداغوجيــة تف�تبــط ب�جــال‬
‫ق‬ ‫ن‬ ‫خ‬
‫ال ـرب ة واملمارســة الصفيــة ال ـت ي رامكناهــا مكــدرس ملــواد االج�ت عيــات‪ ،‬اذ ثبــت لنــا ج�اعــة وأمهيــة املــوارد الر�يــة واالنفتــاح‬
‫الريطــة‬‫ســ� الفعــل تال� بــوي‪ .‬امك أن املالحظــات الصفيــة املرتبطــة بتوظيــف خ‬ ‫املســتحد�ت التكنولوجيــة ف ي� ت� ي ن‬
‫ث‬ ‫عــى‬
‫ف‬ ‫ق‬
‫الذهنيــة الر�يــة ي� بنــاء بعــض حمــاور الوحــدات الدراســية املقــررة‪ ،‬ودرجــة التفاعــل احلاصــل مــن قبــل املتعملـ ي نـ� (ات)‬
‫أ‬ ‫ن‬
‫زاد مــن ت�ســيخ قناعتنــا‪ ،‬يضــاف إىل ذلــك املالحظــات الـت ي سج لناهــا مــن خــال جا�ــازات املتعملـ ي نـ� (ات) كنشــطة دامعــة‬
‫ق‬ ‫ن‬
‫(ا�ــاز خريطــة ذهنيــة ر�يــة ن�ظمــة ملضامـ ي نـ� الــدرس كنشــاط غـ يـر ص ـف ي ) وأخــرى تقليديــة‬ ‫ـال ج‬ ‫ي‬ ‫ـو� ج‬
‫اال�ـ‬ ‫أو ف ي� إطــار التقـ ي‬
‫الريطــة الذهنيــة‪،‬‬ ‫ـذ� واظبــوا عــى ن جا�ــاز خ‬ ‫داخــل الفصــل‪ ،‬فثبــت لنــا ف ي� حمطــات تقـ ي‬
‫ـو� عديــدة تفــوق فئــة املتعملـ ي نـ� الـ ي ن‬
‫ت‬ ‫ز بخ‬
‫ـا� مــع هــذه التقنيــة‪.‬‬ ‫حيــث حصلــوا عــى درجــات متمـ يـ�ة �ــاف الفئــة ال ـ ي مل تتفاعــل بشــل ي جا�ـ ب ي‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف اخلريطة الذهنية الرقمية وبيان وظيفتها الرتبوية‪:‬‬

‫‪ - 1‬تعريف اخلريطة الذهنية ومكوناتها االساسية‪:‬‬


‫أ ‪ -‬تعري��ف ع��ام‪:‬‬
‫تعــددت التعاريــف الـت ي أعطيــت للخريطة الذهنيــة‪ ،‬نذكر نم�ا‪:‬‬
‫خ‬
‫ـ�‬‫ـل مياكلكـ تـو‪ :‬يه االســلوب البديــل ال فــذي يســتخدم ج�يــع أج ـزاء املــخ بــدال مــن التفكـ يـر الـ ي‬ ‫‪ -‬تعريــف مايـ‬
‫ف تأ ف‬
‫اال�اهــات وتلتقــط االفــار ي� لك زاويــة‪.‬‬
‫� �خــذ ي� لك ج‬ ‫التقليــدي ي‬
‫طــو� بــوزان‪ :‬تقنيــة رســومية قويــة تز�ودك ب�فاتيــح تســاعدك عــى اســتخدام طاقــة عقلــك بتسخيـــر‬ ‫‪ -‬تعريــف ن‬
‫ف‬ ‫ي‬
‫أغلــب همــارات العقــل بـــ ملكــة‪ ،‬صــورة‪ ،‬عــدد‪ ،‬منطــق‪ ،‬ألــوان‪ ،‬إيقــاع ي� لك مــرة وأســلوب قــوي يعطيــك احلريــة املطلقــة‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫�‬‫وه أهســل طريقــة إلدخــال املعلومــات إىل ذهنــك وإخر جا�ــا مــن املالحظــات‪ ،‬ي‬ ‫ي� اســتخدام طاقــات عقلــك (‪ )...‬ي‬
‫لتــدو� املالحظات‪...‬والــت ي تخ�طــط أفــارك تخ�طيطــا اكمــا"( )‪.‬‬
‫احــدى الســبل االبداعيــة واملبتكــرة ي ن‬
‫ف‬ ‫ن‬
‫الرفــاع( )‪ :‬وســيلة ن� ج�ــة مــن وســائل الدراســة تقــوم ب� بــط املعلومــات املقــروءة ي� الكتــب‬
‫ي‬ ‫‪ -‬تعريــف ج�يــب‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫واملذك ـرات بواســطة رســومات وملكــات عــى شــل خريطــة فأنــت أوال تق ـرأ الفكــرة ي� املــادة املكتوبــة ومــن ث� �وهلــا إىل‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ملكــات مخ تــرة ممزوجــة ب�لشــال واللــوان‪.‬‬
‫أ‬ ‫ّ أ ض‬ ‫ف أ‬
‫التفك� والتعل ب�و� طريقة بو�حســن أداء ب�ش ي‪.‬‬ ‫والبعــض يعر�ــا ب� ن�ــا‪ :‬أداة تســاعد عــى ي‬
‫ف أ‬ ‫آ‬
‫والبعــض الخــر يعر�ــا ب� ن�ا‪ :‬رســوم بيانية وعبارات مخ ترصة تتشــعب من فكرة رئيســية‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫امك يعر�ــا آخــرون ب� ن�ــا‪ :‬اسـرت اتيجية متبعــة لتصنيف املعلومات وتيسـ يـر همــام ي‬
‫التفك�‪.‬‬
‫واملططــات بــدال مــن االقتصــار عــى الملكــات فقــط حيــث‬ ‫تعب� يــة عــن أالفــار خ‬ ‫ن‬
‫ب� إل ج� ي زل� يــة‪ Mind map :‬وســيلة ي‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫تســتخدم الفــروع والصــور واللــوان ي� التعبـ يـر عــن الفكــرة‪ .‬تســتخدم كطريقــة مــن طــرق اســتخدام الذاكــرة‪ ،‬وتعتمــد عــى‬
‫ف‬
‫ـ� هســل املراجعــة والتذكــر بقواعــد وتعلـ يـامت ميــرة( )‪.‬‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫توضي‬ ‫رمس‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫الذاكــرة البرصيــة‬
‫ب‪ -‬تعريف اخلريط��ة الذهنية الرقمية‪:‬‬
‫ق‬ ‫ث‬
‫ـ� للخريطة الذهنيــة الر�ية‪ ،‬نم�ا‪:‬‬ ‫هنــاك أكــر مــن تعريف اعـ ي‬
‫ة ف‬ ‫أ‬
‫الفاعــ� ي� تقويــة‬ ‫لك�ونيــة إحــدى اســرت اتيجيات التعــم النشــط ومــن الدوات‬ ‫الرائــط الذهنيــة إال ت‬ ‫‪ " -‬تعــد خ‬
‫الطــوات ال ـت ي يعمــل‬ ‫الذاكــرة واس ـرت جاع املعلومــات وتوليــد أفــار إبداعيــة جديــدة غـ يـر مألوفــة حيــث تعمــل بنفــس خ‬
‫ب�ــا العقــل البـ شـرى ب�ــا يســاعد عــى تنشــيط واســتخدام شـ ق يـى املــخ تو�تيــب املعلومــات بطريقــة تســاعد الذهــن عــى ق ـراءة‬
‫ً‬
‫ـ� التقليــدي لدراســة املشــالك ووضــع اس ـرت اتيجيات بطريقــة غـ يـر خطيــة ويـ تـم‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ـدال مــن التفكـ يـر خ‬
‫ال‬ ‫وتذكــر املعلومــات بـ‬
‫إعدادهــا مــن خــال ب� جام احلاســب"( )‪.‬‬
‫بكو�ــا عبــارة عــن" رســوم تخ�طيطيــة إبداعيــة حــرة ئقا�ــة عــى ب� جام ت‬ ‫عر�ــا ن‬‫ف‬
‫مكبيو� يــة متخصصــة تتكــون‬ ‫‪ -‬وهنــاك مــن‬
‫أ‬ ‫مــن فــروع تتشــعب مــن املركــز ب�ســتخدام خ‬
‫الطــوط والملكــات والرمــوز واللــوان وتســتخدم لتمثيــل العالقــات بـ ي نـ� االفــار‬
‫واملعلومــات وتتطلــب التفكـ يـر العفــوي عنــد انشـ ئـا�ا"( )‪.‬‬
‫لك�ونيــة‪ ،‬ي�كــن القــول‪ ،‬نإ�ــا اس ـرت اتيجية متســقة مــع النظريــة‬ ‫الرائــط الذهنيــة إال ت‬ ‫أوكســاس فلس ـف تســتند عليــه خ‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫أ‬
‫خ‬ ‫ت‬ ‫خ‬
‫بتصمــم الريطــة اعــامدا عــى معرفتــه وأفــاره الســابقة املزونــة ي� بنيتــه املعرفيــة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫البنائيــة لن املتعــم يقــوم‬
‫القا�ــة عــى التعــم ب�ملعـ نـى‪ ،‬حيــث ي�ى صاحــب هــذا املنظــور أن لك مــادة تعليميــة‬ ‫امك تتســاوق مــع نظريــة اوزوبــل ئ‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫هلــا بنيــة تنظيميــة ب�يــث تشــغل الفــار واملفاهـ يـم ال كـ ثـر �ش وليــة‪ ،‬ث� تنــدرج � ت�ــا املفاهـ يـم والفــار القــل �ش وليــة‪ ،‬لن‬
‫الرائــط الذهنيــة‬ ‫البنيــة املعرفيــة تتكــون ف� عقــل املتعــم بنفــس تال�تيــب مــن أال كـ ثـر �ش ــوال إىل أالقــل �ش ــوال‪ ،‬وتعمــل خ‬
‫ي‬
‫االلك�ونيــة بنفــس الطريقــة حـىت يتحقــق التعــم ذو املعـ نـى مــن خــال املتعــم بصــورة برصيــة قويــة تنظــم بنفــس الطريقــة‬ ‫ت‬
‫ف‬
‫ـو� وذا معـ نـى( )‪.‬‬‫ال ـت ي تنتظــم يف�ــا ي� عقــل املتعــم أي تعمــل بطريقــة غـ يـر خطيــة (متشــعبة) وهــذا ي ج�عــل التعــم قـ ي‬
‫ج‪ -‬املكونات األساس��ية للخريط��ة الذهنية الرقمية وبعض الربام��ج املعتمدة يف رمسها‪:‬‬
‫(مـ نـا�) ن‬ ‫ق‬
‫الر�يــة‪ ،‬ن‬ ‫تتعــدد ب� جام رمس خ‬
‫وم�ــا مــا هــو مدفــوع ( مــؤدى عنــه)‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫ـوح‬
‫ـ‬ ‫مفت‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م�‬ ‫الرائــط الذهنيــة‬
‫أ ن‬
‫مــن الول ج�ــد عــى ســبيل املثــال ال احلــر‪( Edraw mind map…) - Xmind – Free Mind :‬‬
‫ـا�‪ ،‬نذكــر‪)Mind map 6,0 – Mindmeister – Inspiration.. (:‬‬ ‫ن‬
‫ومــن الثـ ي‬

‫‪54‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ض ف‬ ‫االلك�ونيــة ف� عدة ن‬
‫الرائــط الذهنيــة ت‬
‫وتــاد تتشــابه خ‬
‫التال‪:‬‬
‫ي‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫الش‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫مو�‬ ‫هو‬ ‫امك‬ ‫ـية‪،‬‬
‫ـ‬ ‫أساس‬ ‫ت‬ ‫مكو�‬ ‫ي‬

‫‪ - 2‬الوظيفة الرتبوية للخريطة الذهنية الرقمية واملزايا التقنية اليت تتيحها‪:‬‬


‫ف‬ ‫ف‬
‫للخريطــة الذهنيــة وظيفــة ت� بويــة حيويــة تتجســد ي� ج�ـ ةـ� الفوائــد ال ـت ي تتحقــق مــن خــال اســتخداهما ي� العمليــة‬
‫أ‬
‫التعليميــة التعمليــة‪ ،‬ي�كــن بســطها امك ي� ت ي�‪:‬‬

‫ومــن املـز يا� التقنيــة الـت يتيحهــا اســتخدام احلاســوب لــرمس خرائــط العقــل‪ ،‬أنــه ي"�كنــك أن ت�فــظ خرائــط العقــل خ‬
‫الاصــة‬
‫أ‬ ‫ث ي‬
‫بــك ف ي� أحــد امللفــات‪ � ،‬تنقــل تلــك املعلومــات إىل امللفــات الخــرى‪ .‬وتســمح لــك (أيضــا) بتخـ يـز� قــدر كبـ يـر مــن البيــا�ت‬
‫ن‬ ‫ن‬

‫‪55‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫أ‬ ‫عــى هيئــة "خريطــة عقــل" وإحـ ة‬
‫ـال تلــك البيـ نـا�ت إىل إحــدى خرائــط العقــل الخــرى‪ ،‬امك تســمح بتحويــل أحــد فــروع خريطــة‬
‫أ ف‬ ‫أ‬ ‫العقــل إىل احــدى خ‬
‫الرائــط الخــرى‪ ،‬وتتيــح لــك كذلــك إعــادة ت�تيــب "خرائــط العقــل" ب� مكلهــا ي� ضــوء املعلومــات جالديــدة‪.) ("..‬‬
‫االلك�ونيــة‪ ،‬ال تتطلــب أن يكــون لديــه همــارات رســومية ف� تقــوم بشــل تلقـ ئ‬
‫ـا� ب إ�نشــاء‬ ‫الرائــط الذهنيــة ت‬ ‫واملســتخدم لـرب جام رمس خ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫خرائــط مــع منحنيــات انســيابية للفــروع ‪ ،‬امك تتيــح حســب وإلقــاء الصــور مــن مكتبــة الرســوم وتضيــف إماكنيــات وقــدرات قويــة‬
‫أ‬
‫وجديــدة للخريطــة الذهنيــة‪ ،‬ورد نم�ــا عنــد الباحــث الســعيد الســعيد عبــد الــرزاق( )‪ ،‬مــا ي� ت ي�‪:‬‬
‫الريطــة الذهنيــة‬ ‫‪ ‬ت�تيــب املعلومــات ف� املوضــوع مــع إماكنيــة التوســع أو الــ� ف� فروعــه‪ ،‬أالمــر الــذي ال تتيحــه خ‬
‫ي ي‬ ‫ي‬
‫التقليديــة( أقــام وورق)‪.‬‬
‫ت‬ ‫وغ�هــا مــن البيـ نـا�ت داخــل خ‬ ‫‪ ‬تضمـ ي نـ� ث‬
‫الريطــة وإماكنيــة �ويلهــا إىل‬ ‫الو�ئــق ب� خلريطــة ومعــل الوصــات واملذكـرات ي‬
‫خ ف‬ ‫ت‬ ‫مــا يعادهلــا مــن قاعــدة بيـ نـا�ت برصيــة قويــة‪ ،‬أي أن خ‬
‫املزنــة ي� ملكــة أو‬ ‫الريطــة �تــوى عــى ث�وة مــن املعلومــات الوفـ يـرة‬
‫و� ولك هــذا ي�كــن االنتقــال إليــه ب�جــرد‬ ‫وثيقــة أو جــدول بيـ نـا�ت ‪ Excel‬أو صفحــات ويــب أو ح ـىت رســائل � يــد الك ـرت ن‬
‫ي‬ ‫ب‬
‫ف‬
‫ـو� البرصيــة مــن خــال معــل خرائــط فرعيــة وربطهــا معــا ي�‬ ‫الضغــط عليــه امم يوفــر الوقــت ب� إلضافــة إىل ت ج�نــب الفـ ض‬
‫خريطــة واحــدة ي�كــن التحــم ب�ــا‪.‬‬
‫والفــار مــن خــال ت�ريــك بعــض إاليقـ نـو�ت وهــذا مــن الصعــب ف� خ‬ ‫أ‬
‫الرائــط التقليديــة‪،‬‬ ‫‪ ‬إعــادة ت�تيــب املواضيــع‬
‫أ‬
‫امم يســاعد عــى توليــد أفــار جديــدة ورؤيــة الوصــات بـ ي نـ� الفــار املوجــودة‪.‬‬
‫ي‬ ‫ـو�ت خ‬ ‫ت‬
‫ـال ي�كــن تطـ يـو�‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫لت‬ ‫و�‬
‫ب‬ ‫ار‬‫ر‬ ‫ـتم‬‫ـ‬ ‫س‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ـدم‬ ‫ـ‬ ‫والتق‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫للتتب‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫قوي‬ ‫أداة‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫عله‬ ‫�‬‫ج‬ ‫امم‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫احلاج‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫حس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ريط‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫حمت‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫دي‬ ‫�‬ ‫‪‬‬
‫الريطــة احلاليــة ب�يــث تصبــح خريطــة أخــرى جديــدة‪...‬‬ ‫خ‬
‫أ‬
‫معالــة النصــوص امم يتيــح اســتخدام‬ ‫تصــد� الفــار املوجــودة ب� خلريطــة إىل أنــواع أخــرى مــن الــرب جام مثــل ج‬ ‫‪ ‬ي‬
‫الرائــط الذهنيــة بشــل مبتكــر وخــاق‪.‬‬ ‫خ‬
‫الرائــط الذهنيــة التقليديــة حيــث مــن املمكــن معــل خريطــة‬ ‫ـاو� وهــذا ال تتيحــه خ‬ ‫‪ ‬تإ�حــة الفرصــة للعمــل التعـ ن‬
‫ي‬
‫ـاو� لعمــل مســاحة معــل مش ـرت كة ب�ــا‬ ‫ـر� ف� فريــق العمــل التعـ ن‬ ‫الك�ونيــة وإرســاهلا ب� بل� يــد االلك ـرت نو� إىل آالخـ ي ن‬ ‫ذهنيــة ت‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الريطــة‬ ‫أ�ــاص عــى خ‬ ‫والضافــة يإل�ــا‪ ،‬كذلــك مــن املمكــن معــل عــدة شخ‬ ‫الريطــة حيــث ي�كــن التعديــل يف�ــا إ‬ ‫وتمكيــل ب� ق� خ‬
‫ي‬ ‫ف‬
‫ي� الوقــت نفســه‪.‬‬
‫ت‬ ‫‪ ‬ت�ديــث خ‬
‫تقــد� مــع تعليقــات مــن الفئــة املســتفيدة امم يســاعد عــى‬ ‫يي‬ ‫الرائــط الذهنيــة بعــد �ويلهــا إىل عــرض‬
‫ت ف ش أ‬
‫نــر الفــار‪.‬‬ ‫مســامه�ا ي�‬
‫أ‬
‫‪ ‬عــرض الفــار مــن خــال جلســات العصــف الذهـ ن يـ� ب�ســتخدام جأ�ــزة العــرض ويـ تـم ذلــك مــن خــال تســجيل‬
‫ن ض ف‬ ‫أ‬
‫وعر�ــا ي� الوقــت نفســه‪.‬‬ ‫الفــار مــع أفــار آخـ يـر�‬
‫ف‬ ‫ن ت ن‬ ‫خ‬ ‫ت‬
‫ال� �تاج إلدار تا�ــا وتنظيمها ي� شاشــة واحدة برصية‬ ‫‪ ‬إ�حــة معــل لوحــة لملعلومــات الاصــة وتوحيــد البيا�ت ي‬
‫‪56‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫الرائــط الذهنيــة معــل قاعــدة بيـ نـا�ت مــن أالفــار وإنشــاء قـ ئ‬
‫ـوا� املهــام وتتبــع‬ ‫‪ ‬املرونــة حيــث ي�كــن مــن خــال ب� جام خ‬
‫عل�ــا‪.‬‬ ‫التقــدم احملــرز خ‬
‫الــاص ي‬
‫اس‪ ،‬يو�كــن بيــان ذلــك مــن خــال‬ ‫ن‬ ‫خ‬ ‫وامم تخ‬
‫تــص بــه الريطــة الذهنيــة كو�ــا مــن أمه همــارات التفــوق الــدر ي‬ ‫آ‬ ‫�‬
‫خ‬
‫الريطــة الذهنيــة التيــة( )‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬فوائد توظيف اخلرائط الذهنية الرقمية يف تدريس مواد االجتماعيات‪:‬‬


‫ق‬ ‫انطالقــا مــن املمارســة الصفيــة والتجربــة الشــخصية ف� اســتخدام خ‬
‫ســتحضار مخ آتلــف‬ ‫و�‬‫ب‬ ‫يــة‪،‬‬ ‫الر�‬ ‫الذهنيــة‬ ‫ريطــة‬ ‫ال‬ ‫ي‬
‫ت‬ ‫أ ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫ـاد� التـ ي خ‬ ‫ن‬
‫والغرافيــا‪ ،‬ي�كــن تســجيل الفوائــد التاليــة الـ ي تتيحهــا هــذه الداة‪ ،‬ي� ال ي�‪:‬‬ ‫ـار� ج‬ ‫العمليــات الفكريــة املرتبطــة ب�ــج مـ ي‬
‫ـد� نظــرة شــاملة حــول الوحــدة الدراســية‪ ،‬وتتعــدى ذلــك إىل احملــور ث‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫اس كلك‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـرر‬
‫ـ‬ ‫فاملق‬ ‫ـزوءة‬ ‫ـ‬ ‫املج‬ ‫إىل‬ ‫�‬ ‫ـ‬ ‫تق‬ ‫�‬‫ي‬ ‫تفيــد‬
‫ف‬
‫تفيــد ي� ش�ح املفاهـ يـم واملبــادئ واملهــارات واملعارف املرتبطة ب�لظاهرة املدروســة‪.‬‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫ـدو� املالحظــات خ‬‫ـال ف ي� تـ ي ن‬
‫وســيلة فعـ ة‬
‫والطــوات والتعملــات ي� صــورة مقتضبــة ( ب�ثابــة تقنيــة لخــد النقــط بشــل ممتــع )‪.‬‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫تعـ ي نـ� ي� اســتجالء العالقــات والفــار والروابــط ومخ تلف القضـ يـا� املعروضة للتنــاول ي� مواد االج�ت عيات‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ال ب�ات واملكتســبات والمثلة والفاكر‪.‬‬ ‫أداة للعصــف الذهـ نـ� مــن خــال اســتنفار مخ تلف خ‬
‫ي‬
‫ت‬ ‫أداة فعـ ة‬
‫االر�ال‪.‬‬
‫ـال لتخطيــط التعملــات وتفادي ج‬
‫ف‬
‫اداة مســاعدة ي� تدبـ يـر التعملات بصــورة تفاعلية‪.‬‬
‫تقو� جا� يال بصــورة رسيعة ومخ ترصة‪.‬‬
‫ـال لملراجعــة واجراء ي‬ ‫وســيلة فعـ ة‬

‫‪57‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫رابعا‪ :‬مناذج من اخلرائط الذهنية الرقمية لبعض الوحدات الدراسية من مستوى ‪ 2‬بكالوريا‬

‫‪58‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪59‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫خالصة‪:‬‬
‫ق‬
‫الر�يــة ف ي� تدريــس مــواد االج�ت‬ ‫صفــوة القــول‪ ،‬إن تطبيــق خ‬
‫ـ� أمهيــة قصــوى ب�ــا‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫يكت‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫عي‬ ‫الريطــة الذهنيــة‬
‫ـذا� الــذي يســتنفر ج�يــع‬ ‫يضفيــه مــن فعاليــة عــى العمليــة التعليميــة التعمليــة‪ ،‬ومــا يصحــب ذلــك مــن ن ز�وع ن�ــو التعــم الـ ت‬
‫ي‬ ‫ت‬
‫ـز� هــذا املنــى و�قيــق جاذبيــة املــواد املذكــورة لــدى‬ ‫املــوارد ف� منــاخ تعليــ� تطبعــه املتعــة ت‬
‫وال� كـ ي زـ� واالبــداع‪ .‬ولتعـ ي ز‬
‫ئ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ـا� ي جا�ابيــة‪ ،‬ليــس فقــط عــى مســتوى تثبيــت‬ ‫ث‬
‫املتعملـ ي نـ�(ات)‪ ،‬وجــب االهــامم أكــر ب�لتعــم البــري ب�ــا ي�ققــه مــن نتـ ج‬
‫ت‬
‫ت‬ ‫التعملــات‪ ،‬ن‬
‫وا�اهــات؛ حلــل‬‫وإ�ــا أيضــا عــى مســتوى القــدرة عــى تعبئــة مخ تلــف املــوارد مــن معــارف وهمــارات ومواقــف ج‬
‫ف‬
‫ـتدع تضافــر ج�يــع املتدخلـ ي نـ� ي� الفعــل تال� بــوي لتوفـ يـر الـ شـروط الكفيـ ةـ�‬‫ـب يسـ ي‬ ‫املشكلات وانتــاج املعرفــة‪ .‬إن هــذا املطلـ‬
‫اع الفــروق الفرديــة‬ ‫ت ت‬ ‫ن‬ ‫ئ‬
‫ـتدامة التعــم القــا� عــى املعــى‪ ،‬والقطــع مــع الوســائل التقليديــة ال ـ ي ال � ي‬ ‫ف‬
‫ب�فــع هــذا التحــدي واسـ‬
‫ت‬
‫بـ ي نـ� فئــة املتعملـ ي نـ�‪ ،‬جو�علهــم ي� موقــف سـ يب‬
‫ـل�‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫التعثر اللغوي عند املتعلم‪ :‬التجليات‪ -‬األسباب واملقرتحات‬

‫حممد بنعمر‬ ‫‪4‬‬


‫ين‬
‫والتكو� وجدة‬ ‫الهوي ملهن تال� بيــة‬
‫ـال ب�ملركــز ج‬
‫أســتاذ التعلـ يـم العـ ي‬

‫تقديم‬ ‫‪-‬‬
‫ض ف‬
‫ـا�ة ي� املدرســة املغربيــة‪ ،‬ال سـ يـام املشــالك ذات الصـ ةـ� ب�جــال البيداغوجيــا‬ ‫إن أغلــب املشــالك التعليميــة احلـ‬
‫ف‬
‫يوا�ــا املتعــم ي� درس اللغــات بصفــة عامــة‪ ،‬امم يعـ نـى أن عــاج هــذه‬‫ـو�ت اللغويــة الـت ي ج‬ ‫والديداكتيــك ت�جــع إىل الصعـ ب‬
‫املشــالك أو التخفيــف مــن ثآ�رهــا ‪،‬ومــن احلــد مــن ب‬
‫عواق�ــا عــى املتعــم‪ ،‬ي ج�ــب أن ي�ــر ب�ــل املشــالك ي‬
‫الد� كتيكيــة ذات‬
‫ف‬
‫القرابــة بــدرس اللغــات ي� مســتوى تعليمهــا وتعملهــا‪.‬‬
‫يعــ� أن احلاجــة ماســة‬‫فاملتعــم اليــوم ي ج�ــد صعوبــة شــديدة ف ي� درس اللغــات عامــة واللغــة العربيــة خاصــة‪ ،‬امم ن‬
‫ي‬
‫و�وريــة إىل العلــوم ال ـت تشــتغل عــى تعلـ يـم اللغــات ال ـت نم�ــا عــم اللســانيات التعليميــة‪ ،‬ملــا هلــذا العــم مــن آ�رث‬
‫ض‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫تعلــم وتعــم اللغــة العربيــة ‪...‬‬
‫تطــو� ي‬
‫وفاعليــة عــى ي‬

‫‪ - 1‬التعثرات اللغوية السياق واملسار‬


‫أ‬ ‫ف أ‬ ‫لقــد اخــرت ن� ف� هــذا البحــث االشــتغال عــى موضــوع ث‬
‫املغــر� ي� القســام الوليــة‬
‫بي‬ ‫التعــر اللغــوي عنــد املتعــم‬ ‫ي‬
‫ت‬ ‫ت‬
‫واالبتدائيــة‪ ،‬انطالقــا مــن جمموعــة مــن االعتبــارات ال� بويــة‪ ،‬واملعطيــات الديداكتيكيــة‪ ،‬والســياقات البيداغوجيــة ال ـ ي‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫ج�ــري يف�ــا التعملــات‪ ،‬وال ـت ي هلــا صـ ةـ� مبـ شـا�ة ب�نـ جـاه وطرائــق تعلـ يـم اللغــة العربيــة ي� املدرســة املغربيــة بصفــة عامــة‪.‬‬
‫ت‬ ‫ن‬
‫ـار�ت اللســانية ال ـت ي اشــتغلت عــى رصــد ووصــف و �ليــل‬ ‫ب�ــوازاة مــع هــذا اخ ـرت ن� السـ يـ� �ــو اســتعراض أمه املقـ ب‬
‫ت‬ ‫ث ف‬
‫تفســرها و�ليلهــا قصــد الوصــول إىل ي جإ�ــاد احللــول‬ ‫التعــر ي� تعــم اللغــات بصفــة عامــة‪ ،‬بغيــة ي‬ ‫هــذه الظاهــرة‪ :‬ظاهــرة‬
‫ث ف‬ ‫أ‬
‫املناســبة هلــا‪ ،‬أو العمــل عــى القــل عــى التخفيــف مــن ت‬
‫ـدرس‪.‬‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـط‬‫ـ‬ ‫الوس‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫حد�ــا وآ�رهــا‬

‫‪61‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫والــذي سـ ن‬
‫ـاعد� عــى هــذا االشــتغال هــو أن هــذا الســياق الــذي ج�ــري فيــه التعملــات يعــرف ت�اجعــا حــادا ي�‬
‫احلصيـ ةـ� اللغويــة ملتعــم اللغــات عامــة واللغــة العربيــة خاصــة‪ .‬امم ثأ� ســلبا عــى همــارات وقــدرات وإماكنيــات هــذا املتعــم‬
‫ف‬
‫ـا� وأنشــطته الشـ فـهية‪...‬‬
‫ي� منجــزه الكتـ يب‬
‫ف‬ ‫فالتـ ن‬
‫ـد� الكبـ يـر والقصــور الشــديد ي� احلصيـ ةـ� اللغويــة لملتعــم‪ ،‬يتجــى لملتابــع يو� ـرض عنــد املشــتغل عــى العمليــة‬ ‫ي‬
‫التعليميــة التعمليــة بشــل الفــت لالنتبــاه‪ ،‬وهــو مــا شــل هاجســا مش ـرت اك بـ ي نـ� ج�يــع املشـ ي ن‬
‫ـتغل�‪ ،‬والباحثـ ي نـ� واملتابعـ ي نـ�‬
‫أ‬ ‫ف آ‬ ‫ت‬ ‫ن ف‬
‫ـ� ي� الونــة الخـ يـرة‪.‬‬ ‫واملتدخلـ يـ� ي� الشــأن ال� بــوي والتعليـ ي‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫ب�يــث بلغــت حــدة هــذا التعـ ثـر ي� التعملــات الســاس بو�لخــص ي� قســمها املســى بقطــب اللغــات‪ ،‬أن أصبحنــا‬
‫لغــو� مــن اللغــة العربيــة ي�كنــه مــن‬ ‫نعايــش متعملــا بــدون لغــة‪ ،‬ال ي ج�يــد ال الكتابــة وال القــراءة‪ :‬ال ي�مــل رصيــدا ي‬
‫الكتــا� يفــام يطلــب منــه مــن أنشــطة صفيــة أو خــارج صفيــة ‪...‬‬ ‫للتعبــر‬
‫ي‬ ‫التواصــل ف‬
‫الشــه‪ ،‬ويؤهــه‬
‫بي‬ ‫ي‬
‫ـار�ت البيداغوجيــة‪.‬‬ ‫هــذا املعــى الــذي يشــل منطلــق هــذا البحــث الــذي أكدتــه البحــوث التدخليــة وعززتــه املقـ ب‬
‫ـتغل� بقضـ يـا� تال� بيــة والتعلـ يـم وديداكتيــك اللغــات‬ ‫اكن هــو الدافــع والباعــث الــذي جعــل الباحثـ ي نـ� والدارسـ ي نـ� واملشـ ي ن‬
‫يفتحــون نقاشــا حــادا‪ ،‬ويبـ شـا�ون حــوارا مســتفيضا‪ ،‬ويعمــدون إىل االنفتــاح عــى الدراســات الواســعة‪ ،‬وعــى البحــوث‬
‫أ‬
‫لقضــا� اللســانية‪ ،‬وتضــع الســئلة املركبــة حــول‬ ‫واملقــار�ت املتنوعــة الــت ي تخ�تــص ب�ملســائل اللغويــة‪ ،‬وتتعلــق ب� ي‬ ‫ب‬ ‫الشــاملة‬
‫ف‬
‫مســتقبل وآفــاق املدرســة املغربيــة ي� حمــور تعــم و تعلـ يـم اللغــات‪....‬‬
‫ـتغل� عــى طرائــق تعلـ يـم اللغــة‬ ‫وح ـىت نق ـرت ب مــن هــذا إالشــال املركــب الــذي يشــل هاجســا مش ـرت اك عنــد املشـ ي ن‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ـار�ت اللســانية والديداكتيكيــة ي� وصــف وتفسـ يـر التعـ ثـر اللغــوي‬ ‫العربيــة اخ ـرت ن� املراهنــة ي� هــذه الدراســة عــى املقـ ب‬
‫عنــد املتعــم‪.‬‬
‫ـاعد� وتعيننــا عــى بنــاء تو�كيــب وصفــات‬ ‫ماك�ــا أن تسـ ن‬ ‫ـار�ت ب إ� ن‬‫الن هــذا االختيــار يعــود أساســا إىل كــون هــذه املقـ ب‬
‫عالجيــة لتفسـ يـر وعــاج ظاهــرة التعـ ثـر اللغــوي عنــد املتعــم بصفــة عامــة‪.‬‬

‫‪ - 2‬درس اللغة العربية يف التعليم االبتدائي‪.‬‬


‫ف‬ ‫ف ت‬ ‫ف‬
‫� �تــل موقعــا متمـ ي زـ�ا ي� هــذا‬ ‫‪،‬‬
‫بي ي‬ ‫ـر�‬‫ـ‬ ‫املغ‬ ‫ـ�‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـق‬
‫ـ‬ ‫النس‬ ‫�‬
‫يعت ـرب تدريــس اللغــة العربيــة مــن املواضيـ أـع املركزيــة ي‬
‫ن‬
‫ـا�‪. ...‬‬ ‫ن‬
‫ـ� والديداكتيـ يـ� واللسـ ي‬‫النســق‪ .‬إذ شــلت حمــورا لالشــتغال واملتابعــة لغلــب املهتمـ يـ� ب�مليــدان التعليـ ي‬
‫ف ن‬ ‫ىظ‬
‫ـر� مــن حيــث احلصيــص‬ ‫هــذا االعتبــار جعــل درس اللغــة العربيــة ي� ـ ب�وقــع خــاص ي� امل�ــاج التعليـ ي‬
‫ـ� املغـ ب ي‬
‫ـول فيــه ‪ ،‬ومــن حيــث املج ــاالت املركبــة هل ‪.‬‬ ‫الزمـ نـ� ومــن حيــث املكـ نـو�ت احملمـ ة‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ـو� الــذي ســار عليــه املغــرب وراهــن عليــه ي� ج�يــع إالصالحــات تال� بويــة هــو‬ ‫والبيداغـ ج ي‬ ‫اليــار تال� بــوي‬
‫ذلــك ب�ن خ‬
‫ـ� ‪ ،‬ب�عتبــار أن اللغــة العربيــة يه مــن أحــد بأ�ز مكـ نـو�ت النســيج‬ ‫ت ف ن‬ ‫تعـ ي ز‬
‫ـز� ماكنــة اللغــة العربيــة وتقوي�ــا ي� امل�ــاج التعليـ ي‬
‫‪62‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫ـا�‪ ،‬وأحــد مرتكـزات اهلويــة الوطنيــة والدينيــة لملغــرب مــن خــال جعلهــا لغــة مســتمرة للجيــال القادمــة‪.‬‬ ‫احلضــاري والثقـ ي‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫ـ� عــى ت�هيــل اللغــة العربيــة ي� التعلـ يـم ب ج�ميــع أنواعــه وشــعبه وأســاكه‬ ‫ن‬
‫مــن ج�ــة أخــرى فقــد حــرص امل�ــاج التعليـ ي‬
‫ـو�‪ ،‬وأحــد رهـ نـا�ت ورافعــات التنميــة‪.‬‬
‫لم� والتكنلـ ج ي‬ ‫تدر�يــا لغــة البحــث الع ي‬ ‫ومســالكه‪ ،‬لتصبــح اللغــة العربيــة ي ج‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫تبعــا هلــذا االعتبــار تال� بــوي فقــد معلــت مشــاريع إالصــاح الــت ت‬
‫عرف�ــا املنظومــة التعليميــة ي� املغــرب ي� ج�يــع‬ ‫ي‬
‫ت‬
‫مراحلهــا عــى إعطــاء درس اللغــة العربيــة مــا يســتحق مــن العنايــة‪ ،‬وعــى منحــه املزيــد مــن االهــامم والرعايــة مــن خــال‬
‫أ‬ ‫ت‬
‫املراهنــة عــى �قيــق هــذه الهــداف‪:‬‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ـتو�ت قــادرا عــى التواصــل ب�للغــة العربيــة‪ ،‬ومتمكنــا مــن �ــم النصــوص القرائيــة‪،‬‬ ‫‪ -‬جعــل املتعــم ي� ج�يــع املسـ ي‬
‫ـا�‪.‬‬ ‫ف‬
‫ـه والكتـ ب ي‬ ‫ومــن إالنتــاج الشـ ي‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫والتعل�‪.‬‬
‫الديــدة املعتمدة ي� التدريــس ي‬ ‫واملناه ج‬
‫‪ -‬ج�ديــد منـ جـاه تعلـ يـم اللغــة العربيــة �بالســتفادة مــن الطرائق ج‬
‫ف‬
‫الديــدة ي� تعلـ يـم اللغــة العربيــة مــع االنفتــاح عــى املــدارس اللســانية‬ ‫ـار�ت اللســانية والبيداغوجيــة ج‬ ‫‪ -‬اسـ ثـت�ر املقـ ب‬
‫ف‬
‫الديــدة ي� تعلـ يـم اللغــات‪.‬‬ ‫ج‬
‫ـدرس الواحــد مــع إيالئــه مــا يســتحق مــن أمهيــة وعنايــة عــى‬ ‫ت‬
‫ـدرس املتعــدد بــدل الكتــاب املـ ي‬ ‫‪ -‬اعــامد الكتــاب املـ ي‬
‫ـو� والديداكتيـ يـ�‪.‬‬ ‫ت‬
‫املســتوى ال� بــوي والبيداغـ ج ي‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ق‬
‫الديــدة ي� تدريــس اللغــة العربيــة وتعليمهــا ي� ج�يــع الســاك‬ ‫‪ -‬اسـ ثـت�ر التكنولوجيــات وإمعــال الوســائط الر�يــة ج‬
‫التعليميــة‪.‬‬
‫ف‬
‫ومــاالت لصيقــة‬ ‫‪ -‬االعـ تـامد عــى الوحــدات واملج ــاالت ي� معليــة التدريــس بتوزيــع ب� جام اللغــة العربيــة إىل وحــدات ج‬
‫ببيئــة املتعــم بو�لوســط الــذي يعيــش فيــه ذلــك املتعــم‪.‬‬
‫وتكو� أســاتذة التعل� اال ئ‬
‫بتدا�‪.‬‬ ‫ي‬ ‫الاصــة بتأهيــل ي ن‬ ‫‪-‬إدراج اللســانيات التعليميــة والبيداغوجيــة ف ي� عــدة التكـ ي ن‬
‫ـو� خ‬
‫ي‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫تعلــم اللغــات لســانية‬ ‫الديــدة ي� ي‬
‫املقــار�ت ج‬
‫ب‬ ‫‪ -‬تقويــة جو�ويــد درس اللغــة العربيــة مــن خــال االنفتــاح عــى أمه‬
‫اكنــت أم ديداكتيكيــة‪.‬‬
‫ف‬
‫‪-‬االعـ تـامد عــى املقاربــة التواصليــة ي� تعلـ يـم اللغــات قصــد جعــل املتعــم قــادرا عــى التواصــل ب�ــذه اللغــة‪ ،‬مــع إكســابه‬
‫القــدرة التواصليــة الـت ي ي�تــاج يإل�ــا‪.‬‬
‫ـذا�‪ ،‬وحمفــزة عــى بنــاء املعرفــة اعـ تـامدا عــى قــدرات‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫‪ -‬االعــامد عــى وضعيــات تعليميــة مســاعدة عــى التعــم الـ ي‬
‫وخ ـرب ات املتعــم القبليــة ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫ـذا� مــن خــال اسـ ثـت�ر قدراتــه الذاتيــة ي� حــل الوضعيــات التعليميــة املوازيــة‬ ‫‪ -‬منــح املتعــم القــدرة عــى فالتعــم الـ ي‬
‫لملعــارف اللغويــة ال ـت ي اكتس ـهب ا ي� الفصــل‪.‬‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫ـت�ر طريقــا وســبيال ي� ت�ـ يـر� القواعــد اللغويــة‬ ‫والخــذ ب�بــدأ االسـ ض‬ ‫‪ -‬اعـ تـامد املقاربــة التواصليــة ي� تعلـ يـم اللغــة العربيــة‬
‫ف‬
‫ي� درس اللغــة العربيــة لملتعملـ ي نـ�‪.‬‬
‫ف‬
‫للتكــو� املســتمر مــن اجــل مواكبــة أمه املســتجدات الــت ي يعر�ــا حقــل ديداكتيــك‬ ‫ين‬ ‫مــدرس اللغــات‬
‫ي‬ ‫‪-‬إخضــاع‬
‫اللغــات‪.‬‬
‫ين‬ ‫ف‬
‫املتعمل�‪..‬‬ ‫‪-‬اسـ ثـت�ر املعــارف اللغويــة ي� إعــداد طرائــق تدريس اللغــة العربية مع مراعاة حاجــات‬
‫أ‬
‫ـو� ب�لديداكتيـ يـ� وال ـت ي مســت ب�لســاس تدريــس اللغــات عامــة‬ ‫ت‬
‫لك هــذه إالصالحــات ال ـ ي يتداخ أــل يف�ــا البيداغـ ج ي‬
‫ـا� هــو جعــل املتعــم قــادرا عــى التواصــل ب�للغــة العربيــة‪،‬‬ ‫ن ئ‬ ‫ن‬
‫واللغــة أالعربيــة خاصــة‪ ،‬اكن رها�ــا الول‪ ،‬ومبتغاهــا ال�ـ ي‬
‫ـه‬ ‫ف‬ ‫ة ش‬ ‫ت‬
‫وحامــا لمه الكفـ يـا�ت الـ ي هلــا صــ� مبــا�ة ب�ملج ــاالت اللغويــة خاصــة مــا اتصــل ب�ملج ــات التواصليــة بقسـ يـم�ا الشـ ي‬
‫ـا� ‪.‬‬
‫والكتـ ب ي‬
‫وإماك�تــه‪ ،‬فقــد عــرف‬ ‫لزم�ــا‪ ،‬ومســتجيبة حلاجــات املتعــم ن‬ ‫وح ـىت تكــون اللغــة العربيــة مسـ يـا�ة لعرصهــا‪ ،‬ومواكبــة ن‬
‫ف‬ ‫ن أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫ـن� الخـ يـرة مــن خــال الـ شـروع ي� ن زت� يــل الرؤيــة‬ ‫إصــاح اللغــة العربيــة وتعليمهــا ي� املدرســة املغربيــة نقـ ةـ� نوعيــة ي� السـ ي‬
‫إالس ـرت اتيجية إلصــاح املنظومــة التعليميــة‪.‬‬
‫رها�تــه الكــرب ى نال�ــوض ب�للغــات عامــة والرفــع مــن‬ ‫هــذا إالصــاح الــذي جعــل مــن أهدافــه أالساســية‪ ،‬ومــن ن‬
‫ف‬
‫مســتوى تدريــس اللغــة العربيــة خاصــة ي� املدرســة املغربيــة‪.‬‬
‫ف أ‬ ‫ش ف‬ ‫والجــراة ن ز‬ ‫أ‬
‫الــروع ي� العمــل ب�لــرب ن� جم املنقــح ي� القســام‬ ‫والت� يــل هلــذا إالصــاح مــن خــال‬ ‫وقــد وقــع التطبيــق‬
‫ئ‬ ‫ن‬ ‫ف‬
‫ـدا� فـ يـام عــرف‬
‫ـ� للقــم االبتـ ي‬ ‫االبتدائيــة‪ ،‬وهــو إالصــاح الــذي مــس ج�يــع املــواد التعليميــة املقــررة ي� ال ـرب � جم التعليـ ي‬
‫ب�ـ شـروع الق ـراءة مــن أجــل النجــاح‪.‬‬
‫وهــذا ال ـرب ن� جم مــن أهدافــه الرفــع مــن الرصيــد اللغــوي لملتعــم والعمــل عــى مــده ب�ملهــارات الصوتيــة لتمكينــه مــن‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫النطــق ب�ــروف اللغــة العربيــة‪ ،‬تو�هيــه للتواصــل والتعبـ يـر بــل طالقــة ي� مكــون الق ـراءة ‪...‬‬
‫املــؤ�ات الــت شأ� ن� إىل جــزء نم�ــا تــدل عــى أن اللغــة العربيــة ن�لــت موقعــا ز ف‬ ‫هــذه ش‬
‫متمــ�ا ي� ج�يــع مشــاريع‬ ‫ي‬ ‫في‬
‫املغــر�‪...‬‬
‫بي‬ ‫التعليــ�‬
‫ي‬ ‫إالصــاح املتعاقبــة الــت ي عر�ــا النظــام‬
‫مــروع إالصــاح املســى ب�لرؤيــة االســرت اتيجية الــت ي وضعــت‬ ‫نقــ� نوعيــة مــع ش‬ ‫ولقــد حقــق درس اللغــة العربيــة ة‬
‫و� �قيــق االندمــاج‪ ،‬فــإن الرؤيــة‬
‫ف ت‬
‫لبحــوث‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ــوض‬ ‫رها� ت�ــا أالساســية أن "مــن اجــل ن‬
‫ال�‬
‫ف‬
‫أهدا�ــا الكــرب ى ومــن ن‬ ‫مــن‬
‫ي‬

‫‪64‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫البيداغــو�‬
‫يج‬ ‫بذا�ــا مــع اســتحضار ارتباهطــا العضــوي ب�لنمــوذج‬ ‫إالســرت اتيجية ت ج�عــل مــن اللغــة العربيــة رافعــة ئقا�ــة ت‬
‫املعمــول بــه‪. ....‬‬
‫ف‬ ‫ف� نفــس الســياق دعــت الرؤيــة إالســرت‬
‫وعلــ� إىل ض�ورة إال أرساع � مراجعــة ج‬
‫املنــاه والــرب جام‬ ‫ي‬
‫رص� ن‬ ‫ي‬ ‫بشــل‬ ‫اتيجية‬ ‫ي‬
‫ت‬
‫ـار�ت البيداغوجيــة وتفعيــل الدوات والطرائــق الديداكتيكيــة‬ ‫املتعلقــة بتدريــس اللغــة العربيــة مــن خــال ج�ديــد املقـ ب‬
‫ت‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ف‬
‫املعتمــدة ي� تدريهســا وتعليمهــا‪ ،‬وذلــك ب�لسـ يـ� �ــو املزيــد مــن العنايــة واالهـ تـامم ب�لرضيــة ال ـت ي ج�ــري يف�ــا التعملــات‬
‫وماد�ــا وإخضاهعــا لعمليــة النقــل‬ ‫مت�ــا ت‬ ‫مناههــا تو�يـ ي نـ� قواعدهــا وتبســيط ن‬‫عامــة‪ ،‬وتعــم للغــة العربيــة خاصــة بتحديــث ج‬
‫الديداكتيـ يـ� ح ـىت تكــون أكـ ثـر اســتجابة حلاجيــات املتعــم ‪.‬‬
‫أ‬
‫ـدرس اللغــات‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـاءة‬‫ـ‬ ‫كف‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫داء‬‫ال‬ ‫وعليــه فــان ج�يــع ب� جام إالصــاح املتعاقبــة اكنــت تســى ج�يعــا إىل الرفــع مــن‬
‫عامــة واللغــة العربيــة خاصــة‪..‬‬
‫ف أ‬ ‫ة ف‬ ‫غ‬
‫ـذول ي� درس اللغــة العربيــة ي� القســام االبتدائيــة‪ ،‬فــإن هــذا الــدرس مــازال ي�مــل عــددا‬ ‫الهــود املبـ‬
‫لكــن ر� هــذه ج‬
‫ـا�‪.‬‬‫ت‬ ‫ت‬
‫ـياس ب�ملؤسسـ ي‬ ‫ـو� والسـ ي‬ ‫ـو�ت يتداخــل يف�ــا ال� بــوي ب�لبيداغـ ج ي‬ ‫مــن املشــالك ويعــرف جمموعــة مــن الصعـ ب‬
‫بتــدا� خاصــة مــا زال ن‬
‫يعــا�‬ ‫الباحثــ� أن درس اللغــة العربيــة ف� التعلــم أالول واال ئ‬ ‫ين‬ ‫إذ الحــظ عــدد مــن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ـو�ت الديداكتيكيــة ي� مكــون القواعــد‪� ،‬ــذا املكــون مل ي خ�ضــع بــدوره‬ ‫ويعيــش عــددا مــن املشــالك البيداغوجيــة والصعـ ب‬
‫إمــا�ت املتعــم ومــع‬ ‫والتحيــ� العلم� واملراجعــة البيداغوجيــة حــىت يتناســب هــذا النقــل مــع ن‬ ‫ن‬ ‫الديداكتيــ�‪،‬‬ ‫للنقــل‬
‫ي ف ي‬ ‫ي‬
‫اس ومــع قدراتــه ي� التحصيــل واالكتســاب واملعرفــة ال ـت ي ي�ــب أن ي�اىع يف�ــا الســن والعمــر واملســتوى‬ ‫مســتواه الــدر ي‬
‫واحلاجيــات ‪. .‬‬

‫‪ -3‬مفاهيم ومصطلحات أولية‬


‫انطالقــا مــن هــذا املبــدأ وهــو أن مــن أمه الطــرق املؤديــة إىل العــم معرفــة اصطالحــات أهــه‪ ،‬و أن املصطلــح هــو‬
‫ف ت‬ ‫أ‬
‫اللبنــة الوىل‪ ،‬والبوابــة الرئيســية ي� �صيــل العــم واكتســاب املعرفــة‪.‬‬
‫ف‬
‫الن املصطلحــات يه أداة هممــة وأساســية للدخــول إىل املعرفــة تو�ثــل احلقائــق العمليــة ي� تلك املعرفة‪.‬‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ـوم يعــدا مدخــا هممــا ي� البحــوث واملعــارف ‪ ،‬ال سـ يـام البحــوث ال ـت ي تخ�تــار بنــاء‬ ‫ـال ففــان املدخــول امل�ـ ي‬ ‫بو�لتـ ي‬
‫ماد�ــا ومعار�ــا انطالقــا مــن املفاهـ يـم املشــيدة لتلــك املعــارف‪.‬‬ ‫ت‬
‫ت‬ ‫ت‬
‫العلم�‪ ،‬ب�عتبــار أن �ديــد املفاهـ يـم هــو‬
‫ي‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫البح‬ ‫ـتلزمات‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫يع‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫واملصطلح‬ ‫ـم‬‫ي‬ ‫ـ‬ ‫املفاه‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫دي‬‫�‬ ‫ومــن ث� فــإن‬
‫بوابــة العــم وطريــق املعرفــة‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫املفاهــم ف ي� علــوم تال� بيــة هــو ت‬ ‫ت‬
‫انــامء هــذه املصطلحــات وارتبــاط مفاهيمهــا ب�لعلــوم‬ ‫ي‬ ‫وامم ي ز� يــد مــن أمهيــة �ديــد‬
‫ت‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫املعــر� ظــل لمــد بعيــد يعيــش �ــت أحضــان الفلســفة ووصايــة العلــوم اللســانية‪.‬‬ ‫ي‬ ‫إالنســانية‪ .‬عملــا أن هــذا احلقــل‬
‫ـداول ف� علــوم تال� بيــة عــادة مــا ف‬
‫يكتن�ــا االلتبــاس‬ ‫إضافــة إىل هــذا فــان كثـ يـرا مــن املفاهـ يـم املســتعملة و املتـ ة‬
‫ي‬
‫وه العلــوم‬ ‫ـا‬‫ـ‬‫ف�‬
‫ي‬ ‫ـت‬‫ـ‬ ‫سس‬
‫تأ‬
‫و�‬ ‫ـأت‬ ‫ـ‬ ‫نش‬ ‫لتخصصا�ــا أالصليــة ال ـت‬
‫ت‬ ‫ة‬‫ـا�‬
‫ب‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـم‬‫ي‬ ‫ـ‬ ‫مفاه‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـارة‬‫ـ‬ ‫عب‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫�‬‫الفــاء أحيـ نـا� ‪ ،‬أل ن‬ ‫ت‬
‫ويع� ض�ــا خ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫إالنســانية‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫فقــد رحلــت كثـ يـر مــن املصطلحــات واملفاهـ يـم تال� بويــة مــن حقوهلــا املعرفيــة الصليــة ال ـت ي نشــأت تو�صلــت يف�ــا‬
‫وه العلــوم إالنســانية لتنتقــل وتع ـرب إىل علــوم تال� بيــة‪.‬‬ ‫ي‬
‫ف‬
‫امم ي ج�عــل املقاربــة املصطلحيــة لملفاهـ يـم تال� بويــة والبيداغوجيــة ض�ورة نم�جيــة خاصــة لملشــتغل والباحــث ي� علــوم‬
‫تال� بيــة بصفــة عامــة‪.‬‬

‫‪ -4‬تعريف التعثر‪:‬‬
‫مــن أ�ز التعاريف االصطالحيــة ث‬
‫للتع�‪:‬‬ ‫ب‬
‫ف‬
‫‪-‬عــدم قــدرة املتعــم عــى متابعة الدراســة ي� املســتوى الذي يتواجد فيــه ذلك املتعمل ‪. ...‬‬
‫أ‬
‫ـ� بــل مــا ي�تويــه هــذا الخـ يـر مــن عنــارص متداخـ ةـ�‬ ‫التعلم� التعليـ ي‬ ‫ي‬ ‫اس هــو خلـ أـل يشــوب الفعــل‬ ‫ث‬
‫‪ -‬التعــر الــد ةر ي‬
‫ـو�‪...‬‬ ‫ـو�ت وأســاليب التقـ ي‬ ‫ووحــدات متفاعــ� بــدءا مــن الهــداف والطرائــق والوســائل واحملتـ ي‬
‫‪ -‬التعـ ثـر عــدم وصــول املتعــم إىل أهــداف الـ أـدرس مــن خــال مــا ينجــزه مــن أنشــطة صفيــة‪،‬أو ذلــك الفــارق املالحــظ‬
‫ف‬ ‫ئ‬
‫ـا� املتوصــل يال�ــا ي� النشــطة الصفيــة وغـ يـر الصفيــة‪....‬‬ ‫بـ ي نـ� أهــداف الــدرس والنتـ ج‬
‫ف‬ ‫ئ‬ ‫ن أ‬ ‫ث‬
‫ـا� املنجــزة واحملققــة ي� املج ــال‬
‫ج‬ ‫ـ‬ ‫والنت‬ ‫ـدرس‬ ‫ـ‬ ‫لل‬ ‫ـددة‬ ‫ـ‬ ‫احمل‬ ‫ـداف‬ ‫ـ‬ ‫ه‬‫ال‬ ‫ـل� بـ يـ�‬
‫اس هــو ذلــك الفــارق السـ يب‬ ‫ف‪ -‬التعــر الـ نـدر ي‬
‫ـرك لملتعــم‪.....‬‬ ‫ـدا� واحلــس احلـ ي‬ ‫ـر� والوجـ ي‬ ‫املعـ ي‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ث‬
‫اس أقــل مــن مســتوى �صيــل أقرأنــه أو يكــون‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الــد‬ ‫صيــه‬ ‫�‬ ‫اس يطلــق عــى املتعــم الــذي يكــون أ‬ ‫‪-‬التعــر الــدر ي‬
‫اس العــام لقرانــه‪.‬‬ ‫اس أقــل مــن املســتوى الــدر ي‬ ‫مســتواه الــدر ي‬
‫ف‬ ‫ن ق ف‬ ‫ف ف‬ ‫غ‬
‫تلت� ي� املضمون وتشـرت ك ي� فامل�وم‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫فإ�‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫الش‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ـا‬
‫ـ‬‫اختال�‬ ‫ر�‬ ‫وهــذه التعاريــف‬
‫ف‬
‫الامــع بـ ي نـ� هــذه التعاريــف هــو أن التعـ ثـر هــو عــدم قــدرة املتعــم عــى متابعــة الدراســة ي�‬ ‫وعليــه فــان املش ـرت ك ج‬
‫وال كراهــات املوضوعيــة‪.‬‬ ‫املســتوى الــذي يتواجــد فيــه بســبب جمموعــة مــن العوائــق الذاتيــة إ‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫أمــا التعـ ثـر اللغــوي �ــو ضعــف ي� املنتــوج اللغــوي عنــد املتعــم ســواء اتصــل هــذا املنتــوج ب�جــال الكتابــة أو ب�لقـراءة‬
‫أو ب�لتعبـ يـر ‪...‬‬

‫‪66‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫وبعبــارة أخــرى إن التعـ ثـر هــو قصــور ي� الكفايــة اللغويــة عنــد املتعــم ووجــود صعوبــة ي� ن�ــاء هــذه الكفايــة‪ ،‬وعــدم‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ن‬
‫وإ�ــاز النشــطة الكتابيــة والشـ فـهية ي� مــادة اللغــة العربيــة بقسـ يـم�ا الصفيــة وخــارج الصفيــة‪. ...‬‬
‫القــدرة عــى إنتــاج ج‬

‫‪ -5‬أهمية اللغة ووظائفها التواصلية‪:‬‬


‫تعب� يــة ت� ق يت� ب�رتقاء إالنســان املســتعمل هلا وتضعــف بضعفه ‪...‬‬ ‫تعــد اللغــة منظومــة رمزيــة ي‬
‫والماعات‪.‬‬ ‫وه مــن بأ�ز أدوات االتصال والتواصل بـ ي نـ� إالفراد ج‬ ‫فاللغــة يه الوعــاء احلافــظ للثقافــة واملعرفــة‪ ،‬ي‬
‫ف‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫حيــو� ي� بنــاء تلــك‬ ‫ي‬ ‫فاللغــة بصفــة عامــة يه أحــد الراكن الرئيســة حلضــارات المم والشــعوب ب�عتبارهــا فاعــا‬
‫ـ�‬ ‫ـ‬‫�‬
‫ف ت‬
‫�‬ ‫ـات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫تمع‬ ‫املج‬ ‫اد‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫أف‬ ‫وظيف�ــا ف ي� ت�قيــق التواصــل بـ ي ن‬
‫ـ�‬ ‫احلضــارات ونتاجـ ًـا هلــا ف� الوقــت نفســه‪ ،‬واللغــة إضافــة إىل ت‬
‫ي ي‬ ‫أ‬ ‫أي‬
‫ت‬
‫وه الوســي الرمزيــة الساســية إلدراك و �ثــل العــامل والتعامــل مــع الواقــع احمليــط بنــا‪.‬‬ ‫لة‬ ‫خ‬
‫املــزون احلضــاري لــ�مم ي‬
‫ـا�‬ ‫والداة الوظيفيــة أال كـ ثـر فاعليــة ف� التفاعــل ونقــل املعـ ن‬ ‫أ‬
‫فاكنــت اللغــة ب�ــذا الوصــف العمــود الفقــري لالتصــال‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫والتعب�عــن خصوصيــات املج تمعــات الب�ش يــة‪..‬‬ ‫واملعــارف ي‬
‫ف‬
‫و قــد ســامه التطــور احلاصــل ي� راهننــا عــى مســتوى تكنولوجيــات االتصــال إىل خلــق لغــة تواصليــة جديــدة هلــا‬
‫أ‬ ‫الصوصيــات واملواصفــات عــى مســتوى البنــاء ت‬ ‫جمموعــة مــن خ‬
‫وال� كيــب والبنيــة والداء‪...‬‬
‫ن ف‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ومــن ث�‪ ،‬فاللغــة مــن ف‬
‫� تقــوم بوظيفــة التواصــل‬ ‫ي‬ ‫‪.‬‬ ‫ـ�‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫املتخاطب‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫حاجي‬ ‫ـاغ‬ ‫ـ‬ ‫إب‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫التواص‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫قي‬‫�‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫وهماهم‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫وظائ�‬
‫ـ� يإل�ــا‬ ‫ت‬ ‫خ‬
‫والخبــار مــن خــال إيصــال م ـراد خاملتكلم إىل الســامع واملاطــب مــن أف ـراد العشـ يـرة اللغويــة ال ـ ي ينتـ ي‬ ‫والتبليــغ إ‬
‫ذلــك خ‬
‫الامــع بـ ي نـ� املاطــب والســامع‪. ...‬‬ ‫املاطــب وفــق التعاقــد ج‬
‫ومســتخدم�ا‬
‫ي‬ ‫مســتعمل�ا‬
‫ي‬ ‫وكبــرة ف ي� التواصــل ي ن‬
‫بــ�‬ ‫هائــ� ي‬ ‫ب�يــث إن اللغــة ف� أصلهــا أداة تواصليــة تتيــح إماكنيــات ة‬
‫ي‬
‫ن‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ـتع� ب�ــا‬ ‫ـتعمل�ا‪ ،‬إذا مــا قورنــت هــذه الداة ب�لنســاق التواصليــة الخــرى ال ـ ي يســتعملها إالنســان ويعتمدهــا ويسـ ي‬ ‫ومسـ ي‬
‫والشــارات والرمــوز‪.‬‬ ‫و�اطبــه مــع غـ يـره مثــل العالمــات إ‬ ‫ف� تواصــه تخ‬
‫ي‬
‫ف‬
‫�ــن ث� فــإن التواصــل يعــد مــن بأ�ز خصائــص اللغــات بصفــة عامــة‪ ،‬ب�يــث ال ي�كــن إســقاط‪ ،‬أو إبعــاد وظيفــة‬
‫تؤد�ــا اللغــة ف� املج تمــع إالنسـ ن‬ ‫والساســية ال ـت‬ ‫أ‬ ‫التواصــل ض‬
‫ـا�‪ ،‬وهــذا املوضــوع ظــل حمــل اتفــاق‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ى‪،‬‬ ‫رب‬ ‫ـ‬ ‫الك‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫الوظائ‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫�‬
‫بـ ي نـ� عــدد كبـ يـر مــن اللغويـ ي نـ� واللسـ ي ن‬
‫ـاني�‪.‬‬
‫أ‬
‫ـاني� إىل أن يعرفــوا اللغــة ب� ن�ــا أداة للتواصــل‪ ،‬وقنــاة للتخاطــب‪ ،‬ووســيلة مــن وســائل‬ ‫وهــو مــا أدى بكثـ يـر مــن اللسـ ي ن‬
‫أ‬
‫االتصــال‪ ،‬والتفــامه بـ ي نـ� الشــعوب‪ ،‬وبـ ي نـ� مخ تلــف الجيــال والعصــور‪...‬‬
‫أ‬ ‫امك أن للغــة ارتباطــا وثيقــا ب�لفكــر‪ ،‬ف� وعــاء الفكــر إالنسـ ن‬
‫ـا� ووســيطه وأداتــه‪ ،‬لن إالنســان ال يقــوى عــى التفكـ يـر‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ف‬
‫إال مــن خــال اللغــة ال ـت ي يســتعملها ويتداوهلــا ي� معليــة التواصــل مــع غـ يـره‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫الارجيــة لملحيــط الــذي‬ ‫الامعــة بـ ي نـ� اللغــة والفكــر تعــود إىل كــون اللغــة تعــد انعاكســا للتمثــات خ‬ ‫هــذه العالقــة ج‬
‫يعيــش فيــه املتعــم‪......‬‬
‫ف‬
‫� أداة ت�نــح إالنســان القــدرة عــى‬ ‫ة‬
‫إضافــة إىل مــا ســبق فــان اللغــة تعــد الوعــاء احلافــظ للثقافــة واحلامــ� للهويــة‪ ،‬ي‬
‫"فالنســان يفكــر ليتكلم ويع ـرب عــن رأيــه ليحقــق ماكنتــه ووجــوده " ‪.‬‬ ‫التفكـ يـر إ‬
‫ـتخدم�ا ف� تفكـ يـرمه‪ ،‬فو� ت‬ ‫ث ف‬ ‫ت‬
‫رؤي�ــم للوجــود‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ومس‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫أهله‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫طريق‬ ‫�‬ ‫ـؤ�‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫اللغ‬ ‫أن‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫لفك‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫اللغ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫عالق‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫لي‬ ‫�‬
‫ج‬ ‫ومــن‬
‫ي ت‬ ‫ف ي‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫إنتا�ــم لملعرفــة‪ ،‬الن اللغــة �مــل رؤيــة العــامل ب�لنســبة‬ ‫و� �ثلهــم للعــامل احمليــط ب�ــم‪ ،‬بــل تـ ثـؤ� حـىت ي� طريقــة ج‬ ‫ي‬ ‫والعــامل‪،‬‬
‫ش ض‬ ‫ت ف‬ ‫ق‬
‫والبــاغ‪ .‬وهــذا املعــى مــؤ� وا�‬ ‫وأنظم�ــا ي� التفكـ يـر والنظــر والتواصــل إ‬ ‫ـتخدم أنســا�ا‬ ‫ـتعمل تلــك اللغــة‪ ،‬وملسـ‬ ‫ملسـ ي‬
‫ت‬ ‫ي ت‬
‫والماعيــة ‪.‬‬
‫عــى أن اللغــة تعكــس قـ يـم املج تمــع‪ ،‬و�مــل هويتــه‪ ،‬و�افــظ عــى ذاكرتــه الفرديــة ج‬
‫ة أ‬ ‫فاللغــة ب�ــذا الوصــف املتعــدد خ‬
‫حامــ� لفــار املج تمــع الــت ي يســتعملها ويتداوهلــا ويســتخدهما‪.‬‬ ‫والصائــص املتنوعــة‬
‫للتعبــر والتفكــر والتفــامه ســواء أاكنــت هــذه اللغــة منطوقــة أم مكتوبــة أم إشــارية‪.‬‬ ‫فالنســان يســتعمل اللغــة ي‬ ‫إ‬
‫أ‬
‫ومــن الوصــاف املمـ ي زـ�ة إللنســان عــن غـ يـره مــن الاكئنــات هــو كونــه اكئنــا متملكــا بلغــة‪ ،‬لذالــك ال ي�كــن التعــرف عــى‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫أي جمتمــع بـ شـري ي� ثقافتــه وحضارتــه وأفــاره ومعارفــه إال �بالنطــاق مــن �ــص لغاتــه الـت ي يتحــدث ويتواصــل ب�ــا‪....‬‬

‫‪ -6‬اللغة مبقاربات متعددة‪:‬‬


‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫ـتو�ت والصعــدة‪ ،‬لن اللغــة يه الداة الصانعــة واملركبــة‬ ‫ـ� تدريــس اللغــات أمهيــة كبـ يـرة بو�لغــة ي� ج�يــع املسـ ي‬ ‫يكتـ ي‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫لملعــامل النفســية لشــخصية الطفــل واملتعــم عــى حــد ســواء‪ ،‬خاصــة ي� املراحــل العمريــة الوىل‪...‬‬
‫امم جعــل اللغــة حمــورا لالشــتغال املش ـرت ك وحمطــة للبحــث املتعــدد بـ ي نـ� كثـ يـر مــن احلقــول املعرفيــة‪ ،‬والتخصصــات‬
‫ة‬
‫واملتداخــ�‪.‬‬ ‫العمليــة ومرجعــا للدراســات املتعــددة‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫ـار�ت والــرؤى نامل�جيــة ي� دراســة اللغــة لن اللغــة يه ي� أصلهــا جمموعــة‬ ‫ب�يــث اختلفــت املنطلقــات العمليــة‪ ،‬واملقـ ب‬
‫مــن أالنســاق التواصليــة خ‬
‫املتلفــة واملتعــددة‪.‬‬
‫ف‬ ‫ـار�ت لملسـ ة‬ ‫ف‬
‫ـزوا�‪ ،‬اكن القصــد منــه هــو إالجابــة‬
‫ـتو�ت والـ ي‬ ‫ـال اللغويــة ي� ج�يــع املسـ ي‬ ‫وهــذا التعــدد والتداخــل ي� املقـ ب‬
‫عــن هــذا الســؤال الفلسـف إالشــال املركــب‪ ،‬وهــو كيــف يكتســب هــذا الـ ئ ن‬
‫ـا� البـ شـري اللغــة ‪ ،‬وكيــف يفكــر ب�ــا‪ ،‬وكيــف‬ ‫ي‬ ‫ف ي‬
‫ن‬ ‫ت‬
‫ـوم ســواء أاكن هــذا االكتســاب ب�لفطــرة ال ـ ي تعـ يـ� التعــم بطريقــة ال شــعورية خاصــة‬ ‫فيتعملهــا ويســتعملها ي� أتواصــه اليـ ي‬
‫ي� املراحــل العمريــة الوىل مــن العمــر‪ ،‬أو اكن هــذا االكتســاب ب�لتعــم والتلقـ ي نـ� والتحصيــل الــذي عــادة مــا ي�صــل‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ي� الــروض ‪ ،‬أو ي� املدرســة ‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫وال�ــم والقــراءة‬ ‫ســتو�ت إالنتــاج ف‬ ‫إن مــا تطرحــه اللغــة مــن مشــالك متعــددة وأســئلة متنوعــة معظمــه مرتبــط ب� ي‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫وا�ــاز البحــوث امليدانيــة‬ ‫الهــود العمليــة ج‬ ‫ـاز�‪ ،‬وهــو مــا دعــا إىل تاكثــف ج‬ ‫والكتابــة والنســاق املتعلقــة ب�ــا ذهنيــا أو جإ�ـ ي‬
‫ومســتو� ت�ا ف‬ ‫ق‬ ‫ف‬
‫ووظائ�ــا‪...‬‬ ‫ي‬ ‫لدراســة اللغــة ي� أنســا�ا وعنارصهــا‬
‫ين‬ ‫ة‬ ‫أ‬
‫قد�ــا‬
‫واللســاني� ي‬ ‫املتداخــ� واملتشــابكة للغــة‪ ،‬يه الــت ي جعلــت الفالســفة‬ ‫إن هــذه الوظائــف املتعــددة‪ ،‬والدوار‬
‫ومكو� ت�ــا خاصــة مــا تعلــق ب�لكيفيــة ال ـت‬‫ـتو� ت�ا‪ ،‬ن‬ ‫ف‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫و‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫جوان�‬
‫ب‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـر‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫كث‬ ‫�‬
‫وحديثــا يتجهــون إىل االشــتغال عــى اللغــة ي‬
‫بغ�هــا ســواء لملتعملـ ي نـ� أو لغـ يـر املتعملـ ي نـ�‪.‬‬‫ي ج�ــري ب�ــا اكتســاب وتعــم اللغــة ســواء للناطقـ ي نـ� ب�ــا أو ي‬
‫ومــن ج�ــة ارتبــاط اللغــة ب�لتعلـ يـم والتعــم‪ ،‬فقــد اشــتغلت كثـ يـر مــن العلــوم واحلقــول املعرفيــة عــى طرائــق تعلـ يـم‬
‫وتعــم اللغــة‪.‬‬
‫ب�يــث أصبحنــا أمــام تخ�صصــات عديــدة و جديــدة‪ ،‬هلــا صـ ةـ� بتعلـ يـم اللغــات اكللســانيات التعليميــة‪ ،‬واللســانيات‬
‫ق‬
‫التطبيــى ‪.‬‬ ‫البيداغوجيــة‪ ،‬وعــم اللغــة‬
‫ي‬
‫وهــذا العــم الــذي هــو فــرع مــن اللســانيات هل ارتبــاط ب�لتعلـ يـم والتعــم‪ .‬و اكن ظ�ــور هــذا العــم بفضــل البحــوث الـت‬
‫ي‬ ‫ف‬
‫قدهمــا عملــاء عــم اللســانيات‪ ،‬هــذا العــم الــذي شــل ظ�ــوره ثــورة معرفيــة كبـ يـرة ونقـ ةـ� ابســتمولوجية ي� الفـرت ة املعــارصة‪،‬‬
‫ت‬
‫ب�يــث تفــرع هــذا العــم بــدوره إىل عــدة مــدارس‪ ،‬وانشــطر إىل عــدة جا�اهــات‪ ،‬وتــوزع إىل عــدة تيــارات نظريــة مخ تلفــة‪،‬‬
‫نظر�ــا إىل املعرفــة اللســانية‪. .‬‬‫ومواق�ــا وطر قائ�ــا‪ ،‬بــل حـىت ف� ت‬ ‫مناههــا ف‬ ‫�‬
‫ف‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫ج‬ ‫وأحيــا� متباينــة ي‬
‫املبــا� للســانيات هــو الوصــف‬ ‫بتعلــم اللغــة فتتحــدد هــذه العالقــة ف� أن " اهلــدف ش‬ ‫أمــا عــن عالقــة اللســانيات ي‬
‫ي‬
‫ـ� يإل�ــا‪،‬‬ ‫ت‬ ‫القواعــد ال ـت ي يسـ‬
‫ـتخدهما املتكلم خــال معليــة التواصــل ب�للغـ ئـة مــع غـ فيـره مــن أف ـراد العشـ يـرة اللغويــة ال ـ ي أ ينتـ ي‬ ‫ف‬
‫وم�ــا‬‫ـا� ب�ثــه � ش ـىت احلقــول املعرفيــة خملتلــف الغ ـراض ن‬ ‫ـا� الوصــف أمكــن اســتعمال نتـ ج‬ ‫ـتو� اللسـ ن‬ ‫ح ـىت إذا مــا اسـ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫تعلـ يـم اللغــة‪. ّ...‬‬
‫ن‬ ‫ف‬
‫اللســا� املعــارص خاصــة‬
‫ي‬ ‫الــدرس‬ ‫�‬‫ي‬ ‫مــن هنــا فقــد شــل االشــتغال عــى تعليميــة اللغــة العربيــة مبحثــا خصبــا‬
‫ت‬
‫وال كراهــات ال ـت ي ج�عــل املتعــم غـ يـر متمكــن مــن الكفـ يـا�ت‬ ‫ـو�ت وتشــخيص العراقيــل إ‬ ‫مــا تعلــق ب ج�انــب تعيـ ي نـ� الصعـ ب‬
‫اللغويــة وغـ يـر مؤهــل أو قابــل للتعبـ يـر والتواصــل مــع غـ يـره‪.‬‬

‫‪ -7‬اللسانيات التعليمية‬
‫ـ� للغــة مــن حيــث تشــخيص‬ ‫ي‬ ‫الديــد ال ـت ي تفــرع عــن عــم اللســانيات العــام ي�ـ تـم ب�لبعــد التعليـ‬
‫إن هــذا العــم ج‬
‫ن‬ ‫آ‬
‫تعلــم اللغــة وتعملهــا‪ ،‬والوقــوف عــى أمه إال كراهــات‪ ،‬والتوجــه �ــو ظإ�ــار‬ ‫ظ‬
‫الطــرق‪ ،‬وإ�ــار الليــات املســاعدة عــى ي‬
‫ـاع إىل تعلـ يـم اللغــات‬‫ـ‬ ‫والس‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫اغ‬‫ر‬ ‫ال‬ ‫ـبيل‬‫ـ‬ ‫س‬ ‫ض‬ ‫ـو�ت‪ ،‬ت جو�ليــة املعيقــات ال ـت قــد تقــف وتع ـرت‬
‫وإ�از الصعـ ب‬ ‫ث‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫التعــرات‪ ،‬ب‬
‫بصفــة عامــة‪ ،‬واللغــة العربيــة بصفــة خاصــة‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬ ‫وجــاء هــذا العــم ليكــون اســتجابة حلاجــة ملحــة تتحــدد ف� حاجيــات املتعملـ ي نـ� إىل الطرائــق الفعـ ة‬
‫ـال امليــرة ي�‬ ‫ي‬
‫تعــم اللغــات عامــة واللغــة العربيــة خاصــة‪..‬‬
‫ـا� البحــث اللسـ ن‬ ‫ئ‬
‫ـا� املعــارص ب ج�ميــع‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫وهــذا الفــرع مــن اللســانيات ‪ -‬اللســانيات التعليميــة ‪ -‬ي�اهــن عــى اسـ ثـت�ر نتـ‬
‫ئ‬ ‫ت‬
‫تعلــم اللغــات ‪la Didactique des‬‬ ‫النتــا� ب�جــال ديداكتيــك ي‬ ‫ج‬ ‫وا�اهاتــه ومذاهبــه مــن خــال ربــط هــذه‬ ‫مدارســه ج‬
‫‪ Langues‬عامــة‪ ،‬واللغــة العربيــة خاصــة‪. .....‬‬
‫ت‬
‫امك يعمــل هــذا التخصــص عــى االنفتــاح عــى أمه العلــوم ال ـت ي هلــا قــرب بتعــم و�صيــل اللغــات خاصــة عــم النفــس‬
‫اللغــوي وعــم االجـ تـامع اللغــوي‪...‬‬
‫ف‬
‫تعل� وتعــم اللغة العربيــة بصفة عامة‪..‬‬ ‫امم أهــل هــذا من أن يســامه بشــل قوي ي� تطـ يـو� ي‬
‫ف‬
‫توج�يــة لملشــتغل عــى تعلـ يـم اللغــات‪ ،‬هــو أن تعــم اللغــة ي� مراحــل‬ ‫وامم محلتــه اللســانيات التعليميــة مــن خطـ بـا�ت ي‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫ـول أنفــع وأيــر وأهســل‪ ،‬لن هــذه املرحـ ةـ� تكــون أكـ ثـر ديناميكيــة و فاعليــة ي� التعــم مقارنــة ب�لف ـرت ات الخــرى‬ ‫الطفـ ة‬
‫مــن حيــاة إالنســان ‪.‬‬
‫ت‬
‫اال�اهــات اللســانية ال ـت ي اشــتغلت عــى تعلـ يـم اللغــات‬ ‫و هــذا هــو اختيــار اللســانيات املعرفيــة ب�عتبارهــا مــن بأ�ز ج‬
‫ن ّ‬
‫مضمو�ــا‪ :‬أن‬ ‫ف ي� آالونــة أالخـ يـرة‪ ،‬فقــد طرحــت اللســانيات العرفانيــة بز�عامــة نيوبــورت ‪ ، Newport‬هــذه الفرضيــة ال ـت‬
‫أي‬ ‫أ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬
‫الفــرد‪ ،‬ملكــا تقـ ّـدم ي� العمــر‪ ،‬قلـ ْـت قدرتـ ُـه عــى تعــم اللغــة واكتسـ بـا�ا انطالقــا مــن نظريــة " القــل هــو ال كــر ّ ‪The less‬‬
‫ث‬
‫‪. is more‬‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫وهــو مــا جعــل املقاربــة البيداغوجيــة للغــة ت�اهــن أكـ ثـر عــى املراحــل الوليــة مــن معــر إالنســان ي� تعلـ يـم اللغــات‬
‫بصفــة عامــة‪.‬‬
‫ف‬
‫� تشــل املــادة‬ ‫ـو� وهــو أأن اللغــة مــن با�ز مداخـ فـل اكتســاب أاملعــارف‪ ،‬ي‬ ‫أ انطالقــا مــن هــذا االعتبــار البيداغـ أ ج ي‬
‫ول ‪. .. .‬‬ ‫ت‬
‫الوليــة ال ـ ي ب�ــا يشــيد املتعــم تعملاتــه الساســية والوليــة بــدءا مــن تواجــده ي� التعلـ يـم ال ي‬
‫أ‬
‫ب�يــث إن اللغــة ب�لنســبة للطفــل يه الداة ال ـت ي ت�نحــه القــدرة عــى التواصــل والتعبـ يـر عــن معارفــه وأفــاره تو�ثالتــه‬
‫أ‬
‫الوليــة الــت ي يكتســهب ا مــن حميطــه القريــب‪ .‬فالطفــل ال يســتعمل اللغــة مــن أجــل فال�ــم و إالنتــاج والتواصــل‪ ،‬بــل‬
‫والــوع‪. .....‬‬
‫ي‬ ‫للتفكــر والتحليــل‬
‫ي‬ ‫يســتعملها كذلــك مــن حيــث يه أداة‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫و بصفــة عامــة تعــد اللغــة مــن بأ�ز املداخــل الساســية ي� اكتســاب املعــارف الوليــة ‪،‬و�صيــل كفـ يـا�ت التعــم ي�‬
‫مؤسســات تال� بيــة والتعلـ يـم ‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪ -8‬أسباب التعثر يف اكتساب اللغات‬


‫ٍّ‬ ‫ف‬
‫ـر� ي� اللغــات عامــة واللغــة العربيــة خاصــة متــدن جــدا كتابــة وتعبـ يـرا‬ ‫لقــد ســبق الذكــر أن مســتوى املتعــم املغـ ب ي‬
‫وحمادثــة وحمــاورة‪ ،‬إىل درجــة أننــا نعيــش أمــام متعــم ال ي ج�يــد احلديــث وال ي�ســن التعبـ يـر وغـ يـر قــادر عــى التواصــل‬
‫ب�للغــة العربيــة‪.‬‬
‫ف‬ ‫ئ‬
‫ـر� حمــل اســتغراب مريــب‪ ،‬وموضــع شــك‪ ،‬وســبب ي�‬ ‫ـا� والتعبـ يـري لملتعــم املغـ ب ي‬ ‫إذ أصبــح املنجــز اللغــوي إالنشـ ي‬
‫والخفــاق الكبـ يـر ‪.‬‬ ‫عل�ــا غيابيــا ب�لفشــل الذريــع‪ ،‬إ‬ ‫إدانــة املنظومــة التعليميــة‪ ،‬واحلــم ي‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫وهــو مــا جعــل التعـ ثـر اللغــوي حـ ض‬
‫ـا�ا بقــوة ي� مكتســباته اللغويــة ومتعايشــا مــع املتعــم ي� ج�يــع أنشــطته الصفيــة‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ـ�‪.‬‬‫وغـ يـر الصفيــة‪ ،‬امم جعــل هــذه الظاهــرة موضــع تســاؤل وحمطــة ب�ــث ومتابعــة بـ يـ� املتتبعـ يـ� للشــأن ال� بــوي والتعليـ ي‬
‫غ‬
‫التو�ــات‬ ‫ر� أن هــذه املعطيــات والتســاؤالت يه حمــل إقـرار واتفــاق بـ ي نـ� املتتبعـ ي نـ� للشــأن تال� بــوي‪ ،‬فقــد اختلفــت ج‬
‫ف‬ ‫تال� بويــة وتباينــت الــرؤى البيداغوجيــة ف� تعليــل هــذا التعـ ثـر الــذي يعـ ن‬
‫ـا� منــه املتعــم ي� تعــم اللغــة العربيــة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫التعــرات اللغويــة‪ ،‬ي�تبــط جــزء نم�ــا ب�ملشــالك البيداغوجيــة واللســانية‪ ،‬وجــزء نم�ــا يعــود إىل‬ ‫عملــا أن هــذه ث‬
‫ف‬
‫الطرائــق الديداكتيكيــة املتبعــة والســائدة ي� التدريــس ‪.‬‬
‫آ‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫إضافــة إىل املؤسســات أو الفضــاء الــذي ج�ــري فيــه التعملــات‪� .‬ــذا الفضــاء هــو الخــر يتحمــل جــزءا مــن‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫آ‬
‫التبعــات وال ث�ر املســامهة ي� هــذا التعـ ثـر خاصــة فضــاءات القســام االبتدائيــة املتواجــدة ي� العــامل القــروي‪ ،‬أو تلــك‬
‫الــروط املســاعدة واملعينــة عــى تال� بيــة‬ ‫املنتــرة ف� هوامــش املــدن الكــرب ى‪ ،‬ب�يــث تغيــب ف� هــذه الفضــاءات ش‬ ‫ش‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫والتعلــم ‪..‬‬
‫ي‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫وال ي ج�ــب إبعــاد ثآ�ر ومخ لفــات القســام املش ـرت كة عــى تعـ ثـر املتعــم خاصــة القســام املش ـرت كة املتواجــدة ي� البــوادي‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫و� هوامــش املــدن‪ ،‬عملــا أن هــذه القســام طرحــت مشــالك عديــدة عــى أداء املعــم واملتعــم عــى حــد ســواء‪.‬‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫امك ال ينبـ غـى أن ننــى أو نتغـ ض‬
‫ـا� عــن ب� جام إعــداد تو�هيــل العنــر البـ شـري املتدخــل ي� العمليــة التعليميــة التعمليــة‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ـو� والغــاف الزمـ نـ� خ‬ ‫أ‬ ‫ف ي� مراكــز التكـ ي ن‬
‫ـو�‪ .‬ب�يــث مل يـ تـم بعــد االســتقرار عــى �ــوذج‬ ‫الــاص ب�لتكـ ي ن‬
‫ي‬
‫ـو�‪ ،‬بو�لخــص عــدة التكـ ي ن‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف أ‬
‫واحــد ي� ت�طـ يـر و إعــداد تو�هيــل أطــر تال� بيــة والتدريــس ب�ختلــف الســاك التعليميــة وال� بويــة‪.... .‬‬
‫ت‬

‫ـو� والتأهيل‪...‬‬‫ـو� والتأهيــل ومل ي�ت بعد االســتقرار عىل ن�وذج واحد ف ي� التكـ ي ن‬ ‫ب�يــث ت� ت ج�ريــب عــدة ن�ــاذج ف ي� التكـ ي ن‬

‫التع� اللغــوي عند املتعمل‪:‬‬ ‫وعليــه ف�ــن أ�ز أســباب ث‬


‫ب‬
‫‪71‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ا‪ -‬مشاكل بيداغوجية ديداكتيكية‬


‫ين‬
‫واملتتبعــ� للشــأن‬ ‫ين‬
‫املشــتغل�‬ ‫املغــر� بصفــة عامــة يعــود عنــد عــدد مــن‬ ‫إن ضعــف الكفايــة اللغويــة عنــد املتعــم ب ف ي‬
‫والتعليــ�‪ ،‬إىل الطرائــق املتبعــة والســائدة ي� تدريــس اللغــة العربيــة ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫تال� بــوي‬
‫مالءم�ــا للقــدرات العقليــة للتالميــذ‬ ‫فعــدم فعاليــة الطرائــق البيداغوجيــة املتبعــة ف� تدريــس اللغــات نظــرا لعــدم ت‬
‫ن‬ ‫ت‬ ‫أث ي ف‬ ‫وعــدم تاكملهــا وتسلســلها واســتمر ت‬
‫اري�ا‪ ،‬هلــا ال� البالــغ ي� �اجــع مســتوى املتعملـ يـ�‪ ،‬مــا يــؤدي ب�لتالميــذ إىل عــدم التمكــن‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫مــن املهــارات اللغويــة ومــن الكفـ يـا�ت الساســية ي� الق ـراءة والتعبـ يـر والكتابــة‪.‬‬
‫ف‬
‫التع� اللغوي الذي يعيشــه املتعــم ي� تعمله للغــة العربية‪.‬‬ ‫ف�ــذه الطرائــق البيداغوجيــة تتحمــل جــزءا مــن تبعــات ث‬
‫ـو� املنجــز واملنتــوج اللغــوي عنــد املتعــم مــن أجــل قيــاس مــدى‬ ‫ـو� الســائدة واملعمــول ب�ــا ف ي� تقـ ي‬ ‫امك أن أشــال التقـ ي‬
‫ن‬ ‫ف ت ف‬ ‫ف‬ ‫ن‬
‫ـا� مــن نقــص حــاد ومــن ت�اجــع مســتمر‬ ‫أو� مــا �قــق ي� منجزاتــه اللغويــة مازالــت تعـ ي‬ ‫�ــو كفايــة هــذا املتعــم ي� معارفــه‪ ،‬ي‬
‫والعــداد و املرجعيــات‪.....‬‬ ‫مــن حيــث البنــاء إ‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫ـار�ه وتوصياتــه بــدءا مــن تقـ يـر� ســنة ‪ 2008‬إىل ســنة‬ ‫وهــذا ف مــا كشــف عنــه تقـ يـر� املج لــس العــى للتعلـ يـم ي� ج�يـ فـع تقـ ي‬
‫‪ 2015‬أو ي� ندوتــه الدوليــة املتعلقــة بتدريســية اللغــة العربيــة ي� املدرســة املغربيــة الــذي اكن ســنة ‪.2009‬‬
‫ـر� ي ج�ــد صعوبــة كبـ يـرة ملكــا اكن هــذا املتعــم ملكفــا ب إ�نتــاج النصــوص الكتابيــة‬ ‫ف إذ كشــف هــذا التقـ يـر� أن املتعــم فاملغـ ب ي‬
‫ـه‪.‬‬‫ـا� والشـ ي‬ ‫ي� مــادة إالنشــاء والتعبـ يـر الكتـ ب ي‬
‫ئ‬
‫ـا� املتوصــل يإل�ــا واملؤسســة عــى البحــوث امليدانيــة التدخليــة ال ـت ي ت�اهــن عــى احليــاد‪،‬‬ ‫ج‬ ‫تبعــا هلــذه املعطيــات والنتـ‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫اكن مــن الــرض وري إعــادة النظــر ي� طرائــق التدريــس املعمــول ب�ــا ي� املدرســة املغربيــة‪ ،‬بو�لخــص ي� تدريــس اللغــة‬
‫الديــدة ذات الصـ ةـ� بداكتيــك‬ ‫وتعري�ــم ب�لطرائــق ج‬ ‫العربيــة ف� وســط املدرسـ ي نـ� املبتدئـ ي نـ� عــن طريــق ت أ�هيــل املدرسـ ي نـ� ف‬
‫ف‬ ‫ي‬
‫تعلــم‬
‫اس ي� ي‬ ‫ن‬
‫اللغــة العربيــة عملــا أن امل�جيــة التدريســية يه املفتــاح الفاعــل لتحقيــق جانــب همــم مــن النجــاح الــدر ي‬
‫اللغــات ‪. ....‬‬
‫ف‬
‫هــو مــا يــدل ويؤكــد بشــل مملــوس وحمســوس عــى أن للطرائــق املتصـ ةـ� ب�لتدريــس واملتبعــة ي� تدبـ يـر املــوارد واملعــارف‬
‫ف‬ ‫اللغويــة ‪،‬أو ف ي� التقـ ي‬
‫ـو� هلــا مــن املســؤولية عــن هــذا الوضــع ال ـت ي يعرفــه درس اللغــة العربيــة ي� املدرســة املغربيــة‬
‫ـتو� ت�ا‪. .....‬‬
‫ب ج�ميــع مسـ ي‬
‫أ‬ ‫ف أ‬ ‫ف‬ ‫غــر ة‬
‫مفعــ� وال مطبقــة ي� درس اللغــة العربيــة ي� القســام الوليــة واالبتدائيــة‪،‬‬ ‫الديداكتيــ� ي‬
‫ي‬ ‫امك أن معليــة النقــل‬
‫عملــا أن هــذه العمليــة ض�وريــة ب�ــم نأ�ــا تعـ نـ� العبــور ب�ملعــارف واالنتقــال ب�ــا مــن املعرفــة العاملــة إىل املعرفــة القابــ�ة‬
‫ي‬
‫ـتو�ت النفســية والعمريــة وخصوصيــة املتعملـ يـ�ن‬ ‫للتعــم ‪،‬عملــا أن هــذا النقــل الديداكتيـ يـ� مـ شـروط ب�ــدى مراعــاة املسـ ي‬
‫االج�ت عيــة‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ب‪ -‬مشاكل لغوية لسانية‪:‬‬


‫ف‬
‫ي�جــع البعــض املشــالك اللســانية واللغويــة ي� تدريــس اللغــة العربيــة إىل طبيعــة اللغــة العربيــة نفهســا مــن حيــث‬
‫ـا�‪.‬‬
‫القواعــد املتحمكــة والناظمــة لنظاهمــا التخاط ـب ي والكتـ ب ي‬
‫ت‬
‫فأغلــب هــذه القواعــد املش ـل�ة لبنيــة اللغــة العربيــة‪ ،‬مل يـ تـم � نيي�ــا بعــد لتوافــق ســن املتعــم وتنســجم مــع مســتواه‬
‫ف‬
‫ـ�‪ ،‬ومــع حاجياتــه ومؤهالتــه وإماكنياتــه ي� اكتســاب اللغــة العربيــة‪. ...‬‬ ‫اس والتعليـ ي‬ ‫الــدر ي‬
‫وهــو مــا يعـ نـ� أن التعـ ثـر احلــاد ف� اكتســاب اللغــة العربيــة عنــد املتعــم يعــود ب� ألســاس إىل طبيعــة القواعــد احملمـ ة‬
‫ـول‬ ‫ت ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫ىت‬
‫ي� اللغــة العربيــة الــ ي مل يــم �يي�ــا بعــد حــ تتناســب مــع مســتوى املتعــم مــن حيــث الســن والعمــر‪ ،‬فاملتعــم ال‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫يســتفيد مــن هــذه القواعــد ليصحــح ب�ــا أخطــاءه ‪ ،‬أو ليقــوم ب�ــا ســقطاته‪ ،‬أو ليكشــف ب�ــا عــن ثتع�اتــه‪.‬‬
‫ال� ي�ارهسا ‪. ...‬‬ ‫امك ان املتعــم ال يعمــد إىل إدمــاج هــذه القواعــد ف ي� أالنشــطة الكتابيــة والشـ فـهية ت‬
‫ي‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫ـاس فال�ــري "‪ :‬مــا يلفــت النظــر ي� وضــع اللغــة العربيــة أن الدوات الساســية لتعملهــا وتيسـ يـر‬ ‫يقــول عبــد القــادر الف تـ ي‬
‫أ‬ ‫اســتعماهلا والتفقــه يف�ــا مل �ــظ ب�لتجديــد الــذي حظيــت بــه ت‬
‫مثيال�ــا مــن اللغــات الخــرى‪ ،‬بــل مــا زال القامــوس هــو‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫قامــوس القــرن الثـ ن‬
‫ـا� اهلجــري (أو الرابــع ي� أحســن الحــوال) تصــورا تو�ليفــا ومــادة‪ ،‬ومــا زالــت قواعــد اللغــة يه قواعــد‬ ‫ي‬
‫ف‬
‫ـر� فقــط أن يعيــد النظــر ي� تصــور طبيعــة اللغــة العربيــة وخصائهصــا واملنـ جـاه‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـا�‬ ‫ن�ــاة القــرن الثـ نـا�‪ .‬فليــس مه اللسـ ن‬
‫أ‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫عال ت�ــا‪ ،‬بــل هــو مطالــب اســتعجاال كذلــك‪ ،‬ب�مس الدوات الالئقــة بتنميــة طاقــة املســتعمل‪ ،‬عــاوة عــى أنــه‬ ‫الكفيـ ةـ� ب� ج‬
‫مطالــب ب�لبحــث ف ي� وســائل تطويــع اللغــة جلعلهــا لغــة وظيفيــة‪ ،‬ومــن شــأن هــذا البحــث أن يلـ ق يـى الضــوء عــى اللغــة‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫كي�ــا ومعجمهــا‪ ،‬وأســاليب ت‬
‫تنمي�ــا‪.‬‬ ‫العربيــة ي� واقهعــا النظــري والعمـ يـ�‪ ،‬ي� جوانــب تخ�ــص ت� ب‬
‫ج ف‬
‫وإدما�ــا ي� أنشــطة املتعــم‪ ،‬هنــاك مشــل آخــر‬ ‫ـتو�ت إمعاهلــا‬ ‫ب ج�انــب هــذا املشــل احلــاد املتعلــق ب�لقواعــد ومسـ ي‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ز� يــد مــن حــدة ث‬
‫تعــرات املتعــم ي� اكتســاب اللغــة العربيــة وتعملهــا‪ ،‬ويتحــدد هــذا املشــل ي� ظاهــرة االزدواجيــة‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫ث‬ ‫ت‬ ‫�ش‬ ‫ت‬
‫اللغويــة ال ـ ي يعي ــا املتعــم ‪ ،‬و ال ـ ي تــؤ� بشــل مبــا� وملحــوظ عــى نظــام التعــم ي� اللغــة العربيــة ي� املدرســة‬
‫املغربيــة بشــل خــاص ‪.‬‬
‫ـق� لغويـ ي نـ� متقابلـ ي نـ� ومتعارضـ ي نـ� ‪ :‬اللغــة‬ ‫ـر� ف ي� املراحــل أالوىل مــن تعملــه ي ج�ــد نفســه متموقعــا بـ ي نـ� نسـ ي ن‬
‫فاملتعــم املغـ ب ي‬
‫ـوم ‪..‬‬ ‫العربيــة الفصيحــة ولغــة التخاطــب اليـ ي‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫بــ� لغــة التدريــس الــت يتعملهــا‪ ،‬و ي ن‬ ‫وبعبــارة أخــرى ي ن‬
‫بــ� اللغــة الــت ي يتخاطــب ويتواصــل ب�ــا ي� البيــت أو ي�‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫الشــارع أو ي� ج�يــع الفضــاءات العموميــة الـت ي ي�تــك ب�ــا‪ ،‬أو الـت ي يتواجــد يف�ــا ‪ ،‬امم ي�هــق املنجــز اللغــوي هلــذا املتعــم‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ث‬
‫و� أنشــطته الكتابيــة أو الشــفوية ‪. ....‬‬ ‫ي‬ ‫اتــه‬ ‫ز‬ ‫منج‬ ‫�‬
‫ويــؤ� عليــه ي‬

‫‪73‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬ ‫ف ت‬
‫� �ــد مــن إماكنيــات هــذا املتعــم ي� تنميــة‬ ‫إن االزدواجيــة فاللغويــة تعــد عائقــا ثقيــا‪ ،‬وعبئــا كبـ يـرا عــى املتعــم‪ ،‬ي‬
‫قدراتــه اللغويــة‪ ،‬أو ي� الرفــع مــن مكتســباته التواصليــة ‪. ...‬‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫فــاالزدواج اللغــوي أو التعــدد اللغــوي حـ ض‬
‫ـا� بقــوة ي� احليــاة اليوميــة لملتعــم ي� حديثــه ي� البيــت والشــارع‪� ،‬ــو‬
‫إعــا�ت‬‫والقــرار بــه‪ ،‬ف�ــو ي�ــرض عــى شــل ن‬ ‫إ‬
‫ف‬
‫نظــام معتمــد ي� التواصــل والتبليــغ‪ ،‬وهــو حضــور ي ج�ــب االعــرت اف‬
‫ف أ‬
‫وحمتــو�ت الكتــب املدرســية املعمــول ب�ــا ي� القســام االبتدائيــة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ين‬
‫مضامــ�‬ ‫ولوحــات ا�ش اريــة ت�تــد إىل‬
‫ت‬ ‫ت‬
‫وللخــروج مــن هــذا إالشــال احلــاد املتعلــق �بالزدواج اللغــوي مــن حيــث هــو مــن أحــد ج�ليــات و معوقــات �صيــل‬
‫الفــاس فال�ــري عــدم إدخــال اللغــة‬ ‫ي‬
‫الباحثــ� ن‬
‫وم�ــم عبــد القــادر‬ ‫ين‬ ‫اللغــة العربيــة عنــد املتعــم ‪ ،‬يقــرت ح بعــض‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫الثانيــة ي� التدريــس ي� الســنوات الوىل مــن التعلـ يـم ‪ ،‬فــا بــد مــن االكتفــاء والتقيــد عــى لغــة واحــدة ي� التدريــس فقــط‪.‬‬
‫والــروع فيــه وااللــتز ام بــه‪ ،‬هــو أن يتعــم املتعــم لغــة واحــدة تالفيــا‬ ‫ينبــى عــى املتعــم إالقــدام عليــه ش‬ ‫ف�مــا غ‬
‫ش ف‬ ‫ن‬ ‫ي‬
‫لالنعاكســات الســلبية لالزدواجيــة اللغويــة عــى �ــو معارفــه ومكتســباته‪ ،‬والعمــل عــى الــروع ي� تعلـ يـم اللغــة الثانيــة‬
‫ت ف‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫ي� ســن الحقــة ومتأخــرة بعــد أن يكــون هــذا املتعــم قــد ت�كــن مــن اللغــة الوىل و�ــم ي� النســق اللغــوي العــام املركــب‬
‫هلــذه اللغــة ‪.‬‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫�ــذا االختيــار يتجــه إىل أن أي تعلـ يـم لغــوي ينبـ غ يـى أن يعتمــد ي� البدايــة عــى ت�كـ ي نـ� املتعــم مــن اكتســاب اللغــة‬
‫ف‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫ـر� والـ شـروع‬‫فالرمسيــة ي� ســن مبكــرة فتالفيــا لالنعاكســات الســلبية الـت ي �ارهســا االزدواجيــة اللغويــة عــى �ــوه اللغــوي واملعـ ي‬
‫ي� تعلـ يـم اللغــة الثانيــة ي� ســن متأخــرة ‪. ..‬‬

‫ج ‪ -‬مشاكل يف املنظومة التعليمية‪.‬‬


‫ث ف‬ ‫ن ف‬
‫التعــر ي� مكتســبات املتعــم اللغويــة‪ ،‬إىل طبيعــة النســق‬ ‫الباحثــ� ي� املج ــال تال� بــوي هــذا‬ ‫ي‬ ‫كثــر مــن‬
‫ي�جــع ي‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫و� املغــرب خاصــة مــن حيــث إال كراهــات‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ـ� الســائد والغالــب ي� املنظومــة التعليميــة العربيــة عامــة‬ ‫ي‬ ‫تال� بــوي التعليـ‬
‫ين‬
‫املدرســ�‪.‬‬ ‫واحلاجيــات‪ ،‬واالنتظــارات‪ ،‬واملتطلبــات والوســائل والكيفيــة الــت ي ج�ــري يف�ــا ت أ�هيــل و ي ن‬
‫تكــو� وإعــداد‬ ‫ي‬
‫ـدا� يــدرس ج�يــع‬ ‫ـو� عــن طريــق أالقطــاب املعرفيــة امم ي ج�عــل أســتاذ التعلــم االبتـ ئ‬ ‫فــم يـ تـم بعــد الـ شـروع ف ي� التكـ ي ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫املــواد وهــو مــا ي�هــق قدراتــه‪.‬‬
‫ين‬ ‫ف‬
‫التكــو�‬ ‫الكل� والشــامل ملج ــزوءة اللســانيات التطبيقيــة‪ -‬اللســانيات التعليميــة ي� عــدة‬ ‫إضافــة إىل الغيــاب شــبه ي‬
‫بتكــو� أســاتذة التعلــم أالول واالبتــدا�‪.‬ئ‬ ‫الاصــة ي ن‬ ‫خ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ت‬ ‫ُ نْ َ‬ ‫امك مل يـ شـرع ف ي� تفعيــل التكـ ي ن‬
‫ـو� والتأهيــل‪ ،‬ب�يــث مل يــم االتفــاق بعــد‬ ‫ن‬ ‫ـو� املســتمر لملكونـ ي نـ� وغيــاب أ�ــوذ ٍج قــار للتكـ ي‬‫ف أ‬
‫الــودة املطلوبــة ي� ت�هيــل مــدرس اللغــات‪ ،‬ذلــك أن ماكنــة وقيمــة املــدرس اليــوم تز�داد مــن خــال ب� جام‬ ‫عــى مســتوى ج‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫إعــداد ت أو�هيــل وتكـ ي ن‬
‫ـو� هــذا العنــر البـ شـري الــذي يتصــدر الولويــة ي� إصــاح منظومــة تال� بيــة والتعلـ يـم‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫ذلــك أن إعــادة ت�هيــل العنــر البـ شـري ي� إعــداد املعــم مــن الـرض ورات العاجـ ةـ� الـت ي ي ج�ــب التعجيــل ب�ــا‪ ،‬وإعــادة‬
‫النظــر ف ي� ب� جامهــا مــن خــال إعــادة النظــر ف ي� نظــم ت أ�هيــل هيئــة التدريــس ف ي� مراكــز تال� بيــة التكـ ي ن‬
‫ـو�‪.‬‬
‫ن‬
‫ـا� نم�ــا‬ ‫ت‬ ‫رص�ــا عندمــا قــال بـ ي‬ ‫لقــد اكن الباحــث امحــد اوزي ي‬
‫املشكلات ال ـ ي تعـ ي‬ ‫ف‬
‫ـر� العبــارة‪ ":‬إن العديــد مــن‬
‫ن ف أ‬
‫ـو� ي� القطــار العربيــة ال تعــود إىل رداءة املنـ جـاه وال ـرب جام‪ ،‬ي� إالعــداد والبنــاء بقــدر‬ ‫ف ت‬
‫املنظومــة التعليميــة ي� ال� بيــة والتكـ ي‬
‫ن‬
‫وتكوي�ــم‪...‬‬ ‫مــا تعــود إىل إىل العنــر البـ شـري أي إىل املدرسـ ي نـ� وأســاليب إعــدادمه‬
‫ف‬ ‫ق‬ ‫عل�ــا غيــاب التوافــق واالنســجام ي ن‬ ‫ف‬
‫بــ� أنســا�ا وأهدا�ــا‬ ‫العــر� يغلــب ي‬ ‫يب‬ ‫امك أن السياســة التعليميــة ي� الوطــن‬
‫ومكو� ت�ــا املشــيدة هلــا خاصــة مــا تعلــق �بحلاجيــات‪ ،‬وانتظــارات املج تمــع مــن مؤسســة املدرســة‪. ....‬‬ ‫ن‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫فتأث�هــا ي� املج تمــع مــازال‬ ‫القــم الــت ي تنتجهــا‪ ،‬ي‬
‫التأثــر ي� املج تمــع مــن حيــث ي‬ ‫إذ مــا زالــت املدرســة عاجــزة عــن ي‬
‫ضعيفــا إن مل نقــل ب�هتــا ‪....‬‬
‫ـتغل� بعــم اجـ تـامع املدرســة واملتدخلـ ي نـ� ف� العالقــة املتبـ ة‬
‫ـادل‬ ‫وهــذا املعــى يــاد يكــون حمــل اتفــاق بـ ي نـ� ج�يــع املشـ ي ن‬
‫ي‬
‫بـ ي نـ� املدرســة واملج تمــع‪..‬‬
‫ف‬
‫امك أن غيــاب أخالقيــة املهنــة الســائدة ي� وســط وأطــر التدريــس معقــت مــن املشــالك ووســعت مــن تعـ ثـر تو�اجــع‬
‫ف‬
‫تعلــم اللغــات ‪. ----‬‬
‫املنظومــة التعليميــة ي� حمــور ي‬

‫خامتة‬
‫أ‬ ‫ث‬ ‫ت‬
‫ـر� مــن حيــث الســباب‬ ‫ـال هــذا العــرض ال ـ ي اكنــت حمــاوره تــدور حــول التعــر اللغــوي عنـ تـد املتعــم املغـ ب ي‬ ‫مــن خـ‬
‫ئ‬ ‫آ‬
‫ـا�‪ ،‬فقــد كشــفنا أن االنفتــاح عــى علــوم اللســانيات ‪،‬واسـ ثـت�ر مــا �قــق يف�ــا مــن منج ـزات بو�ــوث يعــد‬ ‫وال ث�ر والنتـ ج‬
‫ـد� إجـ بـا�ت وافيــة عــى أمه املشــالك تال� بويــة والبيداغوجيــة والديداكتيكيــة ال ـت ي يعي�ش ــا املتعــم‬ ‫ض�ورة ت� بويــة قصــد تقـ ي‬
‫ف‬
‫يو�ــر نم�ــا ي� اكتســابه وتعملــه للغــة العربيــة‪.‬‬
‫رهــ� ومتوقــف عــى مــدى حــل أالســباب القريبــة أو البعيــدة الــت‬ ‫إن التغلــب عــى ضعــف املمارســة اللغويــة ي ن‬
‫ي‬ ‫ض ف‬
‫املغــر� ‪.‬‬ ‫احلــا� ي� املمارســة اللغويــة لملتعــم‬ ‫ســامهت ف� هــذا ث‬
‫التعــر‬
‫بي‬ ‫ي‬
‫وا�ــة‬ ‫املق�حــة نلل�ــوض بتعليميــة اللغــة العربيــة هــو التعجيــل ببنــاء سياســة لغويــة ض‬ ‫إضافــة إىل هــذا ف�ــن البدائــل ت‬
‫ف‬
‫املعــامل ي� جمــال إصــاح اللغــات عامــة‪ ،‬واللغــة العربيــة خاصــة‪.‬‬
‫وماكن�ــا وموقهعــا مــن حيــث يه لغــة التدريــس‪ ،‬إال عندمــا تتبلــور سياســة‬ ‫وعليــه فلــن تس ـرت د اللغــة العربيــة ت‬
‫عافي�ــا ت‬
‫البــري الــذي الــذي يعــد املتدخــل‬ ‫ومكو� ت�ــا‪ ..‬مــع العمــل عــى ت أ�هيــل العنــر ش‬ ‫وا�ــة ف� معاملهــا عنارصهــا ن‬ ‫لغويــة ض‬
‫ي‬ ‫ش ف‬
‫العمــ� التعليميــة‪.‬‬
‫ي‬ ‫�‬
‫املبــا� ي‬

‫‪75‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ن‬
‫ب�عتبــار أن ج�ــاح النظــام تال� بــوي‪ ،‬و الرفــع مــن أدائــه ي ج�ــب أن يبــدأ يو�ــر ب�لدرجــة الوىل مــن إعــداد تو�هيــل‬
‫العنــر البـ شـري الــذي يتــوىل همنــة التعلـ يـم مــن خــال مــده ب�لكفـ يـا�ت املهنيــة أالساســية ف ي� مــدة التكـ ي ن‬
‫ـو� ‪.‬‬
‫أ‬
‫وعليــه فــإن ت�هيــل العنــر البـ شـري الــذي يتــوىل تال� بيــة والتأهيــل و يـ شـرف عــى التعلـ يـم ي ج�ــب أن ي� ـىظ بعنــر‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫الولويــة و ب�لصــدارة ي� مشــاريع إالصــاح تال� بــوي ‪.‬‬

‫‪ -‬الئحة املراجع املعتمدة‪.‬‬


‫لد‪-4:‬العدد‪.1/2:‬دجن�‪1999:‬منشــورات‬
‫ب‬ ‫ـاس فال�ــري جمـ ةـ� بأ�ــاث لســانية املج‬
‫اللغــة العربيــة والتعــم اللغــوي املتعــدد للدكتــور الفـ ي‬ ‫‪ -‬اكتســاب‬
‫أ‬
‫ـر�ط املغرب‪.‬‬ ‫مهعــد الدراســات وال ب�ــاث والتعريــب الـ ب‬
‫الغال احرشــاوموقع االســتاذ‪.‬‬ ‫‪ -‬إكراهــات تدريــس اللغــة العربية حماورة مع ي‬
‫ق‬ ‫آ‬
‫الر�ط ر�‪.36:‬‬‫‪-‬التعــدد الغوي‪:‬انعاكســاته عــى النســيج االجـ تـام يع حملمد االورغاي‪.14:‬منشــورات لكية الداب ب‬
‫ف‬
‫ـر� بـ شـرى الفكيـ يـ� نــدوة تعلـ يـم اللغــة العربيــة والتعلـ يـم املتعــدد جمـ ةـ� بأ�ــاث لســانية‬
‫‪ -‬تعلـ يـم اللغــة العربيــة والتعلـ يـم املتعــدد ي� الوســط املغـ ب أي‬
‫ـر�ط املغــرب‪.‬‬ ‫لد‪-4:‬العدد‪.1/2:‬دجن�‪1999:‬منشــورات مهعــد الدراســات وال ب�ــاث والتعريــب الـ ب‬
‫ب‬ ‫املج‬
‫ص‪.164:‬ملة املدرســة املغربية العدد‪--3:‬الســنة‪.2011:‬‬ ‫ج‬ ‫‪--‬تدبـ يـر تدريــس اللغــات مليلود احبادو‬
‫حما�ة ب�ركز الدراســات والبحــوث إالنســانية واالج�ت عية بوجدة يوم ‪24/12/2015:‬‬ ‫‪--‬جــودة التعلـ يـم ورهــان املســتقبل لعبــد الرحـ يـم ليه ض‬
‫‪-‬ديداكتيــك التعــدد اللغــوي تعلـ يـم وتعــم اللغــات نــدوة دولية لكيــة علوم تال� بية ‪-‬منشــورات لكية علوم تال� بية الســنة‪.2015:‬‬
‫الفاس قال�ري منشــورات الزمن‪.2003‬‬ ‫‪--‬اللغــة والبيئة‪:‬لعبــد القــادر ي‬
‫ن‬ ‫ف‬
‫‪--‬اللغــة ي� املدرســة املغربيــة ملــف من جإ�از جملة املدرســة املغربية العدد‪--3:‬الســنة‪.2011:‬‬
‫الز ئا� ‪...2011‬‬‫‪ -‬اللســانيات النســبية وتعليميــة اللغــة العربيــة حملمــداالرو�غ ي منشــورات اختالف ج‬
‫نوص� ‪ -‬منشــورات ش�فات العدد‪63-:‬الســنة‪.2015:‬‬ ‫املغر� و‪:‬أشــال التداخالت اللغوية لســعيد ي‬ ‫‪ -‬سوســيو لســانيات املج تمع ب ي‬
‫ن‬ ‫ث‬
‫ـدا� ملج موعــة مــن الطلبــة اســتغرق البحــث ثــاث ســنوات‬ ‫‪-‬املنجــز اللغ تــوي لتمليــذ املدرســة املغربيــة دراســة ميدانيــة للتعــرات ب�ــث ميـ ي‬
‫ب إ� ش�اف هشــام فا�‪.‬وهــو مــن منشــورات لكيــة اللغــة العربيــة مراكــش‪.2015:‬‬
‫العمل ‪.2016‬‬ ‫والــودة واالرتقاء املج لس أالعــى تلل� بية والتكـ ي ن‬
‫ـو� والبحث ي‬ ‫‪--‬مــن أجــل مدرســة إالنصاف ج‬
‫ف‬
‫ـوع ي� املصطلحــات واملفاهـ يـم البيداغوجيــة والديداكتيكيــة والســيلكوجية –مــن منشــورات عــامل تال� بيــة‪:‬ط‪-‬‬ ‫ن ت‬
‫‪-‬امل�ــل ال� بــوي معجــم موسـ ي‬
‫‪-2‬السنة‪.2009:‬‬
‫‪ -‬مــن املعرفــة اللســانية إىل تدريــس اللغة ملاجدولـ ي نـ� نال� ب ي� جملة التدريس العدد‪--8:‬الســنة‪.2016‬‬
‫ت ف‬
‫ـر� للدكتور مبارك ربيع جملة املدرســة املغربية‪--3:‬الســنة‪.2011:‬‬ ‫ت‬
‫‪--‬ظاهــرة التعــدد اللغــوي ومضاعفا�ــا ي� احمليــط املج تمـ يـ� وال� بوي املغـ ب ي‬

‫‪76‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫النقل الديداكتيكي‬

‫‪5‬‬
‫وأهميته يف إنتاج النصوص املدرسية يف مكوني التاريخ واجلغرافيا‬

‫املصطفى العناوي ‪ -‬عبداللطيف اخلالبي‬


‫‪ 3‬عبد احلميد يونوسي ‪ 4‬التباري نباري ‪ 5‬حممد ضرمال‬
‫الديدة‪.‬‬ ‫ين‬
‫والتكو�‪ ،‬فرع ج‬ ‫فريــق ديداكتيــك االج�ت عيــات مخ تـرب الديداكتيــك العــام وتكنولوجيا إالعــام واالتصال املركز ج‬
‫الهــوي ملهن تال� بيــة‬
‫‪_ adam_1elannaoui@hotmail.fr 1 _ Khallaba_2000@yahoo.fr 2 _ younoussi.abdelhamid@gmail.com 3‬‬
‫‪-enebari480@gmail.com 4 - 5 darmed@live.fr‬‬

‫امللخص‪:‬‬
‫أ‬ ‫ن‬ ‫ت‬
‫عل�ــا النشــطة التعمليــة‪.‬‬ ‫تنبــ� ي‬
‫الديداكتيــ� أمعــال التدريــس‪ ،‬إذ بواســطته يــم إنتــاج معرفــة مدرســية ي‬ ‫ي‬ ‫يــازم النقــل‬
‫الو�ئــق املرجعيــة لملــادة‪ ،‬لذلــك فالنقــل الديداكتيـ يـ� ينجــز‬ ‫ويكــون املــدرس (ة) ملزمــا خــال القيــام بــه ب�لرجــوع إىل ث‬
‫ة غ‬ ‫وفــق مبــادئ شو�وط حمــددة ت�افــظ عــى ن‬
‫تغيــر مبناهــا‪ ،‬ب�لشــل الــذي ي� يم إىل توضيــح‬ ‫املنقــول‪ ،‬ر� ي‬ ‫معــى املــادة‬
‫الداخــ�"‬ ‫الديداكتيــ�‬ ‫اكتســا�ا‪ .‬ويعتمــد املدرســون أساســا عــى "النقــل‬ ‫ب‬ ‫ين‬
‫املتعملــ�‬ ‫مــادة التعــم‪ ،‬حــىت يهســل عــى‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ـار� ‪.‬‬ ‫خ‬
‫للتدريــس ال ـ ي أعدهــا الديداكتيـ يـ� املشــتغل عــى النقــل الديداكتيـ يـ� الـ ج ي‬
‫ت‬ ‫بعــد االشــتعال عــى املعرفــة القابـ ةـ�‬
‫ف‬
‫ينتـ ق يـى املــدرس ويبســط املــوارد املدرجــة ي� ثنـ يـا� الكتــب املدرســية املقــررة‪ ،‬ح ـىت تتناســب مــع ســياق ومســتوى التعــم‪.‬‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫ق‬ ‫ين‬
‫الــر� بعمليــة التدريــس‪ ،‬جو�ــاوز النقــص احلاصــل ي� بعــض املقاطــع التعمليــة الــواردة‬ ‫املدرســ� إىل ي‬ ‫إال أن طمــوح‬
‫ف‬ ‫يــ� بعــض معطيــات املــادة املدروســة‪ ،‬تدفــع إىل ت‬ ‫ت‬
‫ب�لكتــب املدرســية‪ ،‬و� ي ن‬
‫الديداكتيــ� ي� ظــل الثــورة‬
‫ي‬ ‫اعــامد النقــل‬
‫ـتو� ت�ا‬
‫املعلوماتيــة‪ .‬يتضــح أن النقــل الديداكتيـ يـ� هــو صلــب العمليــات التعليميــة التعمليــة‪ ،‬تتأســس عليــه التعملــات ب�سـ ي‬
‫ِّ‬ ‫آ‬ ‫أ‬
‫القا�ـ ي نـ� عــى التدريــس لــ�دوات والليــات ال ـت ي ت�كــن مــن‬ ‫املتلفــة (املعرفيــة‪ -‬املهاريــة‪ -‬نامل�جيــة‪ ،)...‬امم يســتدع ضبــط ئ‬
‫ي‬
‫خ‬
‫أ‬ ‫ت‬
‫ـدرس أوال‪ ،‬ث� تدارهســا مــع املتعملـ ي نـ� وفــق مــا هــو مأمــول ث�نيــا‪ ،‬ث�‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫إىل‬ ‫اكد�‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫�ويــل املــادة املعنيــة مــن مســتواها‬
‫ـتيعا�ا واكتسـ بـا�ا مــن طــرف الفئــة املس ـهت دفة ث�لثــا‪ .‬لــذا يتطلــب التعامــل مــع الكتــب املدرســية املقــررة اســتحضار‬ ‫اسـ ب‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫أدوات وآليــات النقــل الديداكتيـ يـ�‪ ،‬بغــرض رصــد املــوارد املعرفيــة املدرجــة ي� النشــطة التعمليــة‪ ،‬وتبيــان مــدى االل ـتز ام‬

‫‪77‬‬
2018 ‫ فرباير‬،‫ العدد الرابع اجمللد الثاني‬- ‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين‬

‫ للوقــوف عــى‬،‫والــروط الالزمــة لتحويــل املــادة املعرفيــة مــن مصادرهــا العمليــة‬ ‫دعامــات الكتــب املدرســية ب�ملبــادئ ش‬
�‫ـو‬ ‫ت رت‬
‫ وانتــاج وتصــور دعامــات ديداكتيكيــة مــن قبيــل انتــاج نصـ تـوص نمدرســية �ـ م املدخــل البيداغـ ج ي‬،‫الثغـرات واهلفــوات‬
‫والغرافيــة �ثــل �وذجــا حيــا ســيمكننا التعامــل مهعــا‬ ‫كون�ــا التـ ي خ‬
‫ـار� ج‬ ‫ وكتــب مــادة االج�ت عيــات ب� ي‬.‫واملرجعيــة الديداكتيكيــة‬
‫والهســام بتوصيفــات‬ ‫ـار� إ‬ ‫الـ ج‬ ‫رصــد املعيقــات واهلفــوات ال ـت تتجســد ف� الدعامــات ال ـت خضعــت للنقــل الديداكتيــ� خ‬
‫ف‬ ‫آ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ت‬
�‫الديــد واملمــارس �ك�مــا مــن �لــك كفايــة االشــتغال عــى النقــل الديداكتيـ يـ� كليــة تســامه ي‬ ‫عالجيــة لفائــدة املــدرس ج‬
‫مخ‬ ‫ت‬
.‫التعلــم والتعــم ضو�ن رجــات جيــدة لملنظومــة التعليميــة‬ ‫التعليــ� جو�ويــد ي‬
‫ي‬ ‫إغنــاء نامل�ــاج‬
‫والغرافيــا ـ املعرفــة العاملــة‬
‫ـار� ج‬ ‫ النقــل الديداكتيــ� ـ انتــاج نصــوص مدرســية ـ دعامــات ـ مكــون التـ ي خ‬:‫الكلم��ات الدال��ة‬
‫ي‬
‫ـ املعرفــة املدرســية ـ التدريــس ـ التعــم ـ بنــاء التعملــات ـ‬
Résumé: La transportation didactique et son importance dans la production des textes scolaires dans
les composantes : l'histoire et la géographie
La transportation didactique s'active en parallèle avec l’acte d'enseignement, avec la quelle ont produit
la connaissance scolaire dont se basent des activités d'apprentissage, et l'enseignant doit se référer aux
documents de référence de la matière s’il désire exploiter La transportation didactique. de sorte que La
transportation didactique s’effectuée conformément aux principes et aux conditions spécifiques utiles à
maintenir le sens de la matière transportée, malgré le changement de sa structure pour clarifier la matière
de l'apprentissage, afin de permettre son assimilation par les apprenants. Les enseignants se serrent de la
transportation didactique interne en travaillant sur la connaissance à enseigner préparer par le didacticien
qui a travaillé sur La transportation didactique externe. L’enseignant selecte et facilite les ressources
existantes dans les manuels scolaires jusqu’à ce qu’elles s’harmonisent avec le contexte et le niveau
d'apprentissage. Cependant, l'ambition des enseignants pour faire avancer le processus d'enseignement et
de pallier le manque dans certains sections d'apprentissage contenus dans les manuels et la mise à jour de
certaines données ont poussé à exploiter la transportation didactique sous la révolution de l'information.
Il s’avère que la transportation didactique est au cœur des processus éducatifs et d'apprentissage, sur la
quelle se basent les apprentissages à différents niveaux (cognitifs – psychomotrices – méthodologiques
...), ce qui nécessite aux enseignants de régler les outils et les mécanismes pédagogiques qui permettent le
transfert du « savoir savant » au « savoir enseigné » primo et le partager avec les apprenants secundo,
ainsi l’acquérir et l’assimiler par les intéressés tertio. Donc, il faut exploiter les manuels en se servant des
outils et des mécanismes de transfert afin de surveiller les ressources cognitives incluses dans les activités

78
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪d'apprentissage et démontrer le respect des principes et des conditions nécessaires pour transformer le‬‬
‫‪« savoir à enseigner » dans les manuels scolaires pour identifier les lacunes et les défaillances et de‬‬
‫‪proposer les supports tel que la production de textes scolaires qui respectent l'entrée pédagogique et la‬‬
‫‪référence‬‬ ‫‪didactique.‬‬
‫‪Les manuels des sciences sociales surtout l’histoire et géographie qui représentent un exemple vivant,‬‬
‫‪nous permettra d’observer les obstacles et les défaillances au cours de l’exploitation de la transportation‬‬
‫‪didactique dans les manuels , ainsi la contribution par des profils thérapeutiques permettant le nouveau‬‬
‫‪enseignant et le praticien de s’acquérir la compétence de manipuler la transportation didactique afin de‬‬
‫‪contribuer à l'enrichissement du curriculum de l’enseignement, améliorer l'enseignement et l'apprentissage‬‬
‫‪et assurer les « out put » du système de l’enseignement.‬‬
‫‪Mots clés: la transportation didactique – production des textes scolaires – des supports - L’histoire‬‬
‫‪et géographie – Le savoir savant – Le savoir enseigné – L’enseignement – L’apprentissage - la construction‬‬
‫‪des apprentissages‬‬
‫ت‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫النا�ــة عــن البحــث‬ ‫اكد�يـ ي نـ� ي� انتــاج املعــارف ج‬
‫تقدي��م‪ :‬تســتفيد املج تمعــات مــن إهسامــات العملــاء والباحثـ ي نـ� وال ي‬
‫والقــم االج�ت عيــة والتطــورات املعرفيــة والتكنولوجيــة لتقدهمــا كرصيــد‬ ‫املتغــرات االقتصاديــة ي‬ ‫والتجريــب ت�ــم مخ تلــف ي‬
‫ف‬ ‫ف ف‬
‫ـر� ي� متنــاول أفرادهــا ي� املــدارس ال ـت ي ت�كــن املتعملـ ي نـ� ب�ســاعدة املــدرس‪ ،‬املبــدع واملبســط واملمتلــك لفــن وهمــارة‬ ‫معـ ي‬
‫ن ف‬
‫والــدوى م�ــا و�ــم ســبب وجودهــا والفائــدة مــن‬ ‫التدريــس والكفايــة املهنيــة ‪ ،‬مــن تعــرف وإدراك املــواد الدراســية ج‬
‫ض‬ ‫ت يخ ف‬ ‫ف‬
‫ر�هــا ي� إطــار النقــل الديداكتيـ يـ� الــذي أ� موضــوع اهـ تـامم كبـ يـر مــن‬ ‫دراسـهت ا عـرب تدريهســا ي� عالقــة بفلســفة العلــوم و�‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫طــرف املشـ ي ن‬
‫ـال توظيفــه بصــورة مكثفــة ي� أغلــب ال ب�ــاث املنتميــة إىل هــذا احلقــل‬ ‫ـتغل� ب�قــل الديداكتيــك‪ ،‬فانتــر ب�لتـ ي‬
‫والداخــ�‪ ،‬امم ســيمكن املــدرس‪ ،‬مــن خــال‬ ‫ــار�‬ ‫خ‬ ‫العلم� النــا�شئ ‪ ،‬الــذي ارتكــز عــى النقــل‬
‫ي‬ ‫الديداكتيــ� ت بشــقيه أال ج ي‬
‫ي‬ ‫ف‬ ‫ت ي‬
‫ن‬
‫ـر� الكفيــل بتمكـ يـ� املتعــم مــن �قيــق الهــداف املســطرة‪ ،‬مــن االســتعانة ب�عــارف مــن خــارج‬ ‫�ضـ يـر املضمــون املعـ ي‬
‫ومســتو�ته ومظاهــره‬
‫ي‬ ‫الديداكتيــ�‬
‫ي‬ ‫الكتــب املدرســية لتعميــق ش�وحاتــه‪ ،‬بشــل يضطــره إىل اســتحضار قواعــد النقــل‬
‫اكد�يــة ال ـت تنت ـف يف�ــا خصائــص املعرفــة املدرســية‪ ،‬واملوجــودة ب�ملصــادر واملراجــع ي خ‬ ‫أ‬ ‫ف ت‬
‫التار�يــة‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫املعرف‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫وي‬ ‫�‬ ‫للتفــوق ي�‬
‫ف‬
‫ـدرس املقــرر إىل مــادة قابـ ةـ� للتعلـ يـم والتعــم ي� ظــل الكفـ يـا�ت وذات معـ نـى ع ـرب‬ ‫ـاب املـ ي‬ ‫الغرافيــة بعيــدة عــن الكتـ‬ ‫أو ج‬
‫أ‬
‫اكد�يــة ب إ�عــادة تنظـ يـم وتصنيــف تو�تيــب وهيلك ـ�ة مفاهـ يـم ومضامـ ي نـ� ال ـرب جام الدراســية‬
‫إدخــال تعديــات عــى املعرفــة ل ي‬
‫التعلم�‪ ،‬مــن‬
‫ي‬ ‫التعليــ� –‬
‫ي‬ ‫املســتقلة مــن التخصصــات العمليــة املتنوعــة وتبســيطها وذلــك بنــاء عــى مــا يتطلبــه الفعــل‬
‫ـول مــع قــدرات واســتعدادات املتعملـ ي نـ� العقليــة‬ ‫خــال االشــتغال عــى املثلــث الديداكتيــ�‪ ،‬ع ـرب تكييــف املعرفــة املنقـ ة‬
‫ي‬
‫إالدراكيــة واملعرفيــة ب�ســتحضار مقتضيــات النقــل الديداكتيــ�‪ ،‬إكبــداع تعليــ�‪ ،‬لتصـ يـر املعرفــة املس ـهت دفة مــادة قابــ�ة‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫‪79‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬
‫(معــدة) للتدريــس ي� دعامــات متنوعــة نصيــة أو مبينــات أو خرائــط أو صــور أو خطــوط زمنيــة أو خطاطــات‪ ،...‬فتخضــع‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫بذلــك لملتطلبــات والهــداف وإىل ش�وط وقوانـ ي نـ� يه‪ ،‬ي� ن�ايــة املطــاف‪ ،‬ش�وط املؤسســة املدرســية كســياق سوســيو يج‬
‫لو�‬
‫ـص إىل مخ اطــر إدخــال تعديــات‬ ‫مغـ يـا�‪ .‬بيــد أن " إعــادة هيلك ـ�ة (بنينــة) املعرفــة‪ ،‬حســب ‪ ))Verret, M 1975‬قــد تفـ ض‬
‫ي‬
‫املق�حــة فعليــا للتدريــس " ‪ ،‬إشــالية تطــرح‬ ‫عــى مدلوهلــا‪ ،‬ب�يــث تصـ يـر عبــارة عــن معرفــة مغــا�ة ومتمـ ي زـ�ة عــن املعرفــة ت‬
‫ي‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫أثنــاء االشــتغال عــى رهــان النقــل الديداكتيـ يـ�‪ ،‬تمكــن‪ ،‬إذا ي� الكيفيــة ال ـ ي تتيــح إماكنيــة االنتقــال مــن معرفــة عاملــة‬
‫ق‬
‫ـ� والنظــري إىل ســياق ت� بــوي ت� بــط فيــه ب�فاهـ يـم‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫التخص‬ ‫ا‬ ‫ـيا�‬ ‫إىل معرفــة معــدة للتدريــس بعــد إخ ـراج املفاهـ يـم مــن سـ‬
‫الديداكتيك(املؤلــف)‬ ‫ام‬ ‫مال� ت�ــا ملقتضيــات مدرســية‪ ،‬ن�هيــك عــن مــدى اح ـرت‬ ‫أخــرى ت�مــل دالالت مغــا�ة وكــذا درجــة ئ‬
‫ي‬ ‫أ‬ ‫ي‬
‫ف‬
‫لـ شـروط وقوانـ ي نـ� النقــل عــى مســتوى املنـ جـاه والـرب جام ب�لرجــوع إىل املعطيــات املوجــودة ي� الصــل‪ ،‬نفــس الـش ي ء ب�لنســبة‬
‫مضامــ� الكتــب املدرســية مــع‬‫ين‬ ‫الداخــ� وفــق خطــوات نال�ــج بتكييــف‬‫ي‬ ‫الديداكتيــ�‬
‫ي‬ ‫املــدرس املشــتغل عــى النقــل‬
‫املســتوى الفعـ يـ� لملتعملـ ي نـ�‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬

‫ـتو�ته وقواعده ومظاهره؛‬ ‫الديداكتيك ومسـ ي‬ ‫ـل‬


‫ـ‬ ‫النق‬ ‫ـوم‬
‫ـ‬ ‫تعــرف ف‬
‫م�‬
‫ي‬ ‫‪‬‬
‫الديداكتيــ� مــن املعرفــة العاملــة إىل املعرفــة املســتوعبة مــرورا عــى املعرفــة املدرســية‬
‫ي‬ ‫‪ ‬تعــرف مراحــل النقــل‬
‫املعــدة للتدريــس واملعرفــة امللقنــة؛‬
‫الوقــوف عــى مــدى اســتحضار قواعــد ومظاهــر النقــل الديداكتيــ� إلنتــاج نصــوص مدرســية ت� ي خ‬
‫ر�يــة وجغرافيــة‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫‪‬‬
‫ت‬
‫مــن خــال االشــتغال عــى �ــاذج مســتمدة مــن املنـ جـاه وال ـرب جام ال� بويــة؛‬
‫اق ـرت اح ســيناريوهات تصــور وانتــاج نصــوص مدرســية مــن خــال دعامــات ديداكتيكيــة غــر ئ‬
‫مال�ــة لملســتوى‬ ‫ي‬ ‫‪‬‬
‫لملتعملــ�‪.‬ن‬
‫ي‬ ‫الفعــ�‬
‫ي‬
‫نم�جية الدراســة‪:‬‬
‫ـ� وق ـراءات اســتطالعية جلمــع بيـ نـا�ت ومعلومــات حــول فم�ــوم ومقتضيــات ومراحــل‬ ‫ف‬ ‫ت ن‬
‫‪ ‬اعــامد م�ــج وص ـ ي ومسـ ي‬
‫الديداكتيــ�؛‬
‫ي‬ ‫ومســتو�ت ومبــادئ شو�وط ومظاهــر النقــل‬
‫ي‬
‫والغرافيــة ن‬
‫وم�ــج نقــدي يتعامــل مــع املــوارد املتيحــة لملعرفــة‬ ‫اعـ تـامد نم�ــج اســتقر ئا� لتحليــل النصــوص ي خ‬
‫التار�يــة ج‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫‪‬‬
‫لم� مــع الفئــة املتعملــة ‪ ،‬وكــذا �ســيس‬ ‫رت‬
‫للوقــوف أعــى مــدى احـ ام قواعــد وضوابــط النقــل الديداكتيـ يـ� إل ج�ــاز ســياق تع ي‬
‫املــدرس ب�مهيــة النقــل الديداكتيـ يـ� لتصــور وإنتــاج دعامــات ديداكتيكيــة جديــدة أو تصحيــح اختــال تلــك املتواجــدة‬
‫ب�ملقــررات الدراســية‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫احملور األول‪ :‬التعريف بالنقل الديداكتيكي ودوافعه‬


‫‪ 1‬ـ مقاربة مفهومية‪:‬‬
‫ف‬
‫الديداكتيــ�‪ " :‬جممــوع التحــوالت الــت ي تطــرأ عــى‬ ‫ي‬ ‫النقــل‬ ‫فــإن‬ ‫)‬ ‫‪)Arsac.G,1988‬‬ ‫ســب‬ ‫�‬ ‫الديداكتيــ�‪:‬‬
‫ي‬ ‫ـ النقــل‬
‫ة‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫معرفــة معینــة ي� جماهلــا العــامل ( ‪ ) Savoir Savant‬مــن أجــل �ویلهــا إىل معرفــة تعلیمیــة قابــ� للتدريــس”‪.‬‬
‫ن‬
‫أمــا (( ‪ : Chevallard, Yves, 1985‬فالنقــل الديداكتيـ يـ� « هــو العمــل الــذي نقــوم بــه عندمــا �ــول معرفــة عاملــة‬
‫لملعرفــة العاملــة ( ‪ )Savant Savoir‬أثنــاء هــذه العملیــة مــن حــذف‬ ‫ـدث‬ ‫ـ‬ ‫�‬‫إىل معرفــة قابـ ةـ� للتدریــس مــع مقاربــة مــا ی‬
‫ة‬ ‫أ‬ ‫للتعــد�ت الشــخصية الذاتيــة خ‬
‫والطويــ� "‪.‬‬ ‫واللفيــات النظريــة والخطــاء واملســالك املتعرجــة‬ ‫ي‬
‫ي�ى(‪ ) Devaley, Michel, 1992‬أأن النقــل الديداكتيـ يـ�‪ " :‬عــادة مــا ي�ـ تـم �بالنتقــال مــن املعرفــة العاملــة إىل املعرفــة‬
‫امل ـراد تدريهســا دون اعتبــار أن هــذه الخـ يـرة ي�كــن أن ت�تبــط بعالقــات مــع املمارســات االج�ت عيــة املرجعيــة "‪.‬‬
‫ف‬
‫امك أن التحويــل الديداكتيـ يـ� حســب(عبد الكـ يـر� غريــب‪ ،‬وآخــرون‪ )1998 ،‬ي�ثــل ركنــا أساســيا ي� فال�ــم‪ ،‬إذ ي�تكــز‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫عــى االنتبــاه والدقــة ي� ش�ح إرســالية تو� ج� ت�ــا إىل لغــة أخــرى‪ ،‬و�ويلهــا إىل شــل آخــر‪ ،‬وتتحــدد معايـ يـر التحويــل ي�‬
‫مــدى مصداقيــة ودقــة احلفــاظ عــى جوهــر إرســالية مــا ح ـىت عندمــا يغـ يـر شــلها‪.‬‬
‫ت‬ ‫ئ‬ ‫تز‬
‫ـا� ي�ــدف إىل �ویــل املعرفــة مــن جماهلــا العــامل‪ ،‬وفــق‬ ‫هلــذا‪ ،‬فالنقــل الدیداكتیـ يـ� هــو نشــاط اخ ـ يال ومعـ شـل انتقـ ي‬
‫املــدرس حســب �وط ومقاییــس خاصــة مــع مراعــاة للتغــری ات عــى مســتوى‬ ‫ي‬ ‫التعلیــ�‬
‫ي‬ ‫الطبیــ�‪ ،‬إىل املج ــال‬
‫ي‬ ‫ج‬
‫إنتا�ــا‬
‫ـداع لملــدرس واملتعــم مــن‬ ‫ي‬ ‫الشــل واملضمــون‪ :‬داللیــا وابســتومولوجیا وســیكو ألوجیا‪ ،‬امك أنــه ي�كــن مــن ت�ســيخ الفكــر إالبـ‬
‫ت‬ ‫ت‬
‫خــال االشــتغال عــى العمليــات الفكريــة الدنيــا لجــل �ضـ يـر واسـ ثـت�ر املضامـ ي نـ� تو� ج� ت�ــا إىل لغــة أخــرى‪ ،‬أو �ويلهــا‬
‫ـ�‬ ‫تن‬
‫ـو�ت تعمليــة أو نصــوص مســموعة أو مكتوبة(مـ ت ) إىل مبينــات أو جــداول أو خرائــط أو إىل أي فعــل تعليـ ف ي‬ ‫مــن حمتـ ي‬
‫ـر�‬
‫ـتدع �ــري املصداقيــة والدقــة للحفــاظ عــى جوهــر املضمــون املعـ ي‬ ‫لم�‪ ،‬أو إىل نشــاط مــواز والعكــس حصيــح‪ ،‬امم يسـ ي‬ ‫تع ي‬
‫لتفــادي تغيـ يـر شــله‪.‬‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ـو� يقــال‬ ‫ـ النصــوص املدرســية‪ :‬ج�ــع نــص فقــد أورده ب نا� منظــور ي� كتابــه "لســان العــرب" ي� مــادة نصــص‪ ،‬لغـ ي‬
‫والســناد‪ ،‬وأمــا اصطالحــا هــو قريــب إىل "املـت ن " وأنــه لك بنــاء تي� كــب‬ ‫نــص احلديــث أي نصــه نصــا وتعـ ن يـ� الرفــع والظهــور إ‬
‫ف‬
‫ـد� وقــع ي� زمــان ومــان معينـ ي نـ�‬ ‫أنتج�ــا ذات ج�اعيــة أو فرديــة‪ ،‬ت ج�ســد حـ ث‬ ‫وامل�اصــة ت‬ ‫مــن عــدد مــن امللفوظــات تامل�ابطــة ت‬
‫قابــ� فلل�ــم والتحليــل عبــارة عــن ج�ــل ســليمة‬ ‫فو� إطــار بنيــات ثقافيــة واج�ت عيــة حمــددة‪ ،‬تشــل ج�يهعــا بنيــة نصيــة ة‬
‫ت‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫مرتبطــة فـ يـام بي�ــا بعــدد مــن العالقــات‪ ،‬ج�عــل م�ــا خطـ بـا� ذو معــى مثبــت ب�لكتابــة‪ ،‬امك يتضمــن النــص رمــوزا دالليــة‪،‬‬ ‫ن‬
‫ت‬ ‫عل�ــا ويــدرك معنــاه ف‬
‫ليوظ�ــا إكرســالية تواصليــة لتوصيــل معلومــات ومعــارف ونقــل ج�ــارب‬ ‫عــى القــارئ أن يتعــرف ي‬
‫مخ‬
‫املتلــى‪ .‬وارتباطــا ب�ــادة االج�ت عيــات‪ ،‬فــإن النصــوص املدرســية عبــارة عــن مصــادر خطيــة مكونــة مــن طوطــات‬ ‫إىل ق‬
‫ي‬
‫�ت‬
‫والغرافيــة والقانونيــة واالج عيــة واالقتصاديــة واملؤسســاتية والتنظيميــة‪ ،‬انتقلــت مــن النصــوص‬ ‫خ‬ ‫ي‬
‫بــل أنواهعــا التار�يــة ج‬
‫االلك�ونيــة بفضــل تطـ يـو� الوســائط املتعــددة للتعبـ يـر عــن إالبــداع التفاعـ يـ�‪ ،‬إذ أصبــح املشــتغل عــى‬ ‫الورقيــة إىل قر�يــة ـ ت‬

‫‪81‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫ـز�دة‬
‫(الديداكتيك‪/‬املــدرس)‪ ،‬ي� إطــار التحويــل الديداكتيـ يـ�‪ ،‬يتدخــل ويتــرف ي� النــص �بحلــذف والـ ي‬
‫ي‬ ‫صل‬
‫ي‬ ‫ال‬ ‫النــص‬
‫ـد� والتأخـ يـر وإضافــة الصــور أو أيقـ نـو�ت أو جــداول بواســطة احلاســوب الســتخراج املعرفــة املدرســية املس ـهت دفة‬ ‫أو التقـ ي‬
‫ال ـت ي يتطلــب رمسهــا واسـ ثـت�رها عــدة تدابـ يـر ديداكتيكيــة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ دواعي االهتمام بديداكتيك النص‪:‬‬

‫ـال واملصداقيــة واالرتبــاط ب�لواقــع‬ ‫تتمـ ي زـ� النصــوص املدرســية‪ ،‬ال ـت ينتظــر نم�ــا انتــاج معرفــة مدرســية‪ ،‬بخ�اصيــة أالصـ ة‬
‫ة‬ ‫ي‬
‫والخباريــة‪،‬‬ ‫و�اصيــة تشــكيل بنيــة فكريــة ذات دالل معينــة وكــذا قياهمــا بوظيفــة إالرســالية التواصليــة اللفظيــة إ‬ ‫والزمــان بخ‬
‫ن‬ ‫ف‬ ‫ــاد� ي خ‬ ‫ب�يــث تســامه‪ ،‬ف� لك املــواد الدراســية وخاصــة ب� ت‬
‫الذهــ� لملتعــم أثنــاء الــدرس‬ ‫ي‬ ‫والغرافيــا‪ ،‬ي� احلضــور‬ ‫التــار� ج‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫عل�ــا‪ ،‬امك �ــرر التمليــذ وتضمــن اســتقالليته‬ ‫وتضعــه ي� منــاخ العــر الــذي يدرســه وتوفــر هل مــادة معرفيــة لالشــتغال ي‬
‫ف‬
‫وقدرتــه عــى االختيــار واممرســة النقــد وتكســبه همــارات وتقنيــات ت�كنــه مــن إنتــاج املعرفــة وتنظيمهــا ي� إطــار النقــل‬
‫ـال تكســب التمليــذ املهــارات ال�ض وريــة‬ ‫رسد�‪ ،‬بو�لتـ ي‬ ‫ـ� النــص للــدروس بعــدا تفسـ يـر ي� وليــس ي‬ ‫ي‬ ‫الديداكتيـ يـ� الداخـ يـ�‪ .‬يعـ‬
‫ت‬
‫الو�ئــق‪ ،‬خاصــة كفايــة ت�ســيخ املهــارات نامل�جيــة والتواصليــة‪ .‬وكــذا إكســاب املتعــم كفايــة فال�ــم و�ليــل ث‬ ‫لدراســة ث‬
‫الو�ئــق‬
‫ف ت‬ ‫ض‬
‫ـو� حمــدد ووا�‪ ،‬وتهســم ي� �قيــق‬ ‫ي‬ ‫وال� كيــب والتقيـ يـم نتيجــة ل ـرت امك همــارات التعامــل مــع النصــوص مــن منظــور بيداغـ ج‬ ‫ت‬
‫أ‬ ‫ق‬
‫أمهي�ــا ض�ــن ب� ي� الدعامــات الديداكتيكيــة الخــرى؛‬ ‫أهــداف عليــا متطــورة ال تتحقــق ب�لطــرق التقليديــة‪ .‬ن�هيــك عــن ت‬
‫الغرافيــا ‪ % 10,5‬و‪ 32,5%‬ب�كــون التـ ي خ‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫خ‬
‫ـار�‬ ‫والــداول إالحصائيــة والصــور ب�نواهعــا‪ ،‬إذ �ثــل ب�كــون ج‬ ‫الريطــة واملبينــات ج‬
‫الغرافيــا و‪ 59%‬ب�كــون التـ ي خ‬ ‫أ‬
‫ـار�‪،‬‬ ‫ب�ســتوى الوىل إعــدادي‪ ،‬أمــا ب�ســتوى الثانيــة إعــدادي فتمثــل النصــوص ‪ % 36‬ب�كــون ج‬
‫الغرافيــا و‪ 12.6%‬ب�كــون ي خ‬
‫التــار�‪ ،‬امم يــدل‬ ‫أمــا ب�ســتوى الثالثــة إعــدادي فتمثــل النصــوص املدرســية ‪ 36%‬ب�كــون ج‬
‫ف‬
‫عــى يز�دة نســبة توظيــف النصــوص املدرســية أثنــاء التــدرج ي� اســتعمال عــدد النصــوص وكــذا االنتقــال مــن النصــوص‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫البســيطة إىل املركبــة مســا�ة ملسـ ة‬
‫ـأل التــدرج ي� تنميــة الكفـ يـا�ت والقــدرات املسـهت دفة ي� نامل�ــاج و مراعــاة لســن املتعــم(ة)‬ ‫ي‬
‫الزمــ� واملعــر� لملتعــم(ة) ن‬ ‫ف‬ ‫(املعــر�) لملتعــم‪ ،‬إذ ي ج�ــب أن ي�ــرت م الســن ن‬ ‫ف‬ ‫ن‬
‫وإماك�تــه البدنيــة والذهنيــة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والعقل‬
‫ي‬ ‫الزمــ�‬
‫ي‬
‫اك ومــدى قــدرة النصــوص عــى ثإ�رة دافعيتــه للتعــم‪ ،‬أضــف إىل‬ ‫ي‬ ‫وقدرتــه عــى التجريــد وذاكءه النظــري‪ ،‬ومســتوى إالدر‬
‫ف‬
‫اجا�ــا النفســية واالج�ت عيــة والفكريــة ‪ ،‬امم ينــذر ب�لدخــول ي� ف ـرت ة االبتعــاد‬ ‫ذلــك حاجتــه الكتشــاف ذاتــه والــوع ب�ــا بو� ت‬
‫ي‬
‫عــن االعـ تـامد عــى إالدراك وحــده‪ ،‬واالنتقــال إىل القــدرة عــى ت ج�ريــد صفــات أالشــياء‪ ،‬بو�لـ غـر� مــن نأ�ــا معليــة طويــ�ة‬
‫التفكــر املج ــرد ليوظــف‬ ‫ي‬ ‫احلــ� إىل‬ ‫التفكــر‬
‫ي‬ ‫مــن‬ ‫الطفــل‬ ‫ــا‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ينتقــل‬ ‫مثــرة‪ ،‬ف� العمليــة الــت‬ ‫ي‬ ‫معليــة‬ ‫ــا‬ ‫ومضنيــة‪ ،‬إال نَّ‬
‫أ�‬
‫ي‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫اس‪.‬‬ ‫ـر� ومســتواه الــدر ي‬ ‫اع التــدرج حاجــات املتعــم وفضــوهل املعـ ي‬ ‫العمليــات الفكريــة العليــا‪ ،‬امك ي� ي‬
‫ف‬
‫الاصيــات إىل تخ�صيهصــا ب�لدراســة ي� إطــار همــارة النقــل الديداكتيـ يـ�‬ ‫فــرض علينــا انفـراد النصــوص املدرســية ب�ــذه خ‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫ف‬
‫الغائبــة عنــد جــل املدرسـ ي نـ� ي� اممرس ـهت م الصفيــة‪ ،‬عملــا نأ�ــا ت�ثــل عامــل جإ�ــاح املمارســة الفصليــة و�قيــق التحصيــل‬
‫ن‬ ‫ت أ‬ ‫ف‬
‫ـذا� والش ـل�ة والبنائيــة ج‬
‫واال�ــاز والفارقيــة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫التع‬ ‫ـدأ‬ ‫ـ‬ ‫مب‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫ووف‬ ‫ت‬ ‫ـا�‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫الكف‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫دخ‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ـتغال‬ ‫ـ‬ ‫االش‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫زم‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫اس‬
‫الــدر ي‬

‫‪82‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫احمل��ور الثان��ي‪ :‬التش��خيص وضعي��ة النصوص املدرس��ية بالكتب املدرس��ية ومس��تويات‬


‫النق��ل الديداكتيك��ي ومقتضياته‬
‫‪ 1‬ـ تشخيص وضعية النصوص املدرسية بالكتب املدرسية‪:‬‬

‫ت� االشــتغال عــى ن�ــاذج مســتمدة مــن املنـ جـاه وال ـرب جام تال� بويــة عبــارة عــن عــدد مــن النصــوص املدرســية بلل�هنــة‬
‫عــن مــدى اســتحضار قواعــد ومظاهــر النقــل الديداكتيــ� مــن عدمــه إلنتــاج نصــوص مدرســية ت� ي خ‬
‫ر�يــة وجغرافيــة‪:‬‬ ‫ي‬
‫أ ـ املقرتح رقم ‪ :1‬نص جغرايف من كتاب مسار اجلغرافيا‪.‬‬
‫ف‬
‫الغرافيا جدع آداب وعلوم انســانية‬
‫• نــص جغـر يا� منقــول بكتاب مســار ج‬

‫املو�ــة ) ت‬ ‫أ‬ ‫أ‬


‫املق�حــة للتحليل‪:‬‬ ‫النشــطة(الهداف إالجرائيــة ج‬
‫ف‬
‫الغر يا�؛‬
‫ـ أمثــل بطريقــة بيانيــة مناســبة املعطيــات إالحصائيــة املتعلقــة بتوزيع املج ال ج‬
‫الفالح؛‬ ‫تعا� من ضيــق أو انعدام املج ال‬ ‫ت ن‬
‫ي‬ ‫ـ أســتخرج مــن خــال النــص املناطق الـ ي ي‬
‫ـ أحــدد انطالقــا مــن النــص العوامــل تال� ثتؤ� عــى توزيع املج ال الفــاح‪ ،‬ف‬
‫وأصن�ا إىل عوامــل طبيعية وب�ش ية‪.‬‬ ‫ي‬ ‫أ ي‬
‫ف‬
‫صل‬
‫ي‬ ‫ال‬ ‫ا�‬
‫ي‬ ‫الغر‬
‫• االشــتغال عــى النص ج‬

‫‪83‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬
‫الغرافيــا"‬‫ـدرس "مســار ج‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـاب‬
‫ـ‬ ‫لكت‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ـواردة‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ا�‬
‫ي‬ ‫الغـر‬
‫املناقش��ة‪ :‬إن اشــتغال املــدرس عــى مضمــون دعامــة النــص ج‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫آ‬
‫ملســتوى جــدع املش ـرت ك‪ ،‬جــدع الداب والعلــوم االنســانية‪ ،‬الصفحــة‪ .90 :‬ع ـرب �ليــل النشــطة املرافقــة للنــص ج‬
‫الغ ـر يا�‪،‬‬
‫الغ ـر يا� بطريقــة بيانيــة مناســبة يصعــب‬
‫ف‬
‫الاصــة بتوزيــع املج ــال ج‬ ‫أن النشــاط أالول املتعلــق بتمثيــل املعطيــات إالحصائيــة خ‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ن جا�ازهــا ألن املعطيــات ت‬
‫صل(أنظــر إىل النصــوص الــوارد ي� املج ــال) عــى الشــل‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ـص‬ ‫ـ‬‫الن‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ئ‬
‫ط‬ ‫ـا‬‫ـ‬‫خ‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫بش‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫نقله‬ ‫�‬
‫ـال‪:‬‬
‫التـ ي‬
‫ـ عــى مســتوى النــص املنقــول‪ :‬جمموع مســاحة اليابســة يبلغ ‪)13,5( 13‬مليــارا من اهلكتارات؛‬
‫أ‬
‫صل‪ :‬جمموع مســاحة اليابســة يبلغ ‪ 13,5‬مليــارا من اهلكتارات؛‬ ‫لم� ي‬
‫ال‬ ‫ـ عــى مســتوى النــص الع ي‬
‫ا� املزروعــة واملغروســة ‪ 15‬مليــار مــن اهلكتــارات ؛‬ ‫ـ عــى مســتوى النــص املنقــول‪ :‬وتبلــغ مســاحة أالر ض‬
‫ي‬
‫ا� املزروعــة واملغروســة ‪ 1,5‬مليــار مــن اهلكتــارات ؛‬ ‫ـ عــى مســتوى النــص العلم� أالصــ�‪ :‬وتبلــغ مســاحة أالر ض‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الفــاح‪ ،‬انطالقــا مــن النــص‪،‬‬ ‫ث‬ ‫ت‬
‫وارتباطــا ب�لنشــاط الثالــث واملتعلــق بتحديــد العوامــل الــ ي تــؤ� عــى توزيــع املج ــال‬
‫ي‬
‫املــدرس طلــب مــن املــدرس‬ ‫العلم� إىل‬ ‫الديداكتيــ� الــذي ن زأ�ل النــص‬ ‫وتصني�ــا إىل عوامــل طبيعيــة وب�ش يــة‪ ،‬فــإن‬ ‫ف‬
‫ي‬ ‫ف ن ن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬
‫لم�‬
‫ـس‪ ،‬ي� حـ يـ� ج�دهــا متضمنــة ب�لنــص الع ي‬ ‫واملتعملـ ي نـ� �ديــد العوامــل الطبيعيــة الغـ يـر املتضمنــة ب�لوثيقــة املعــدة للتدريـ‬
‫ت‬ ‫أ‬
‫الســاس‪ [ :‬فــا بــد مــن إالشــارة إىل وجــود عــدد مــن املعوقــات الطبيعيــة الـت ي �ــد مــن الرقعــة الزراعيــة اكلتضاريــس وقـ ةـ�‬
‫الرطوبــة أو فرهطــا وانعــدام تال� بــة أو هزهلــا‪ .]....‬إن هــذه املالحظــات وأخــرى متعــددة ب�لكتــب املدرســية تشــل معوقــات‬
‫أ‬ ‫ن‬ ‫ت‬
‫ومخ ــات �ــد مــن ج�اعــة وفعاليــة النقــل الديداكتيـ يـ�‪ ،‬نظ ـرا لغيــاب خاصيــة الصــدق وعــدم التمســك ب�قتضيــات المانــة‬
‫ن‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ت رت‬
‫ـا�‬
‫و� افتعــال املواقــف أو اصطناهعــا و�ـ يـو� معـ ي‬ ‫ـال الســقوط ي� االبتــذال ي‬ ‫العمليــة ال ـ ي تش ـ هطا املعرفــة العمليــة‪ ،‬بو�لتـ ي‬
‫ب‬ ‫املعرفــة عنــد إدخــال التعديــات أو التغيـ يـرات عــى مدلــول املــادة العمليــة‪.‬‬
‫ر� مــن كتاب‬ ‫ـ املق�ترح رق��م ‪ :2‬نــص ت� ي خ‬
‫ي‬
‫ت خ‬
‫ر� منقــول بكتاب منــار االج�ت عيات‪ ،‬الســنة الثانية إعدادي‬
‫• نــص � ي ي‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬


‫لم� الول‪:‬‬
‫ي‬ ‫ع‬ ‫الت‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫املقط‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـاد‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫وال‬
‫ج‬ ‫ـارة‬
‫ـ‬ ‫م‬‫ال‬
‫إ‬ ‫ول‪:‬‬‫ال‬ ‫ـس‬
‫ـ‬ ‫إدري‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫بيع‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫اس‬‫ر‬ ‫د‬ ‫ول‪:‬‬ ‫ال‬ ‫أق ـرأ النــص ارتباطــا ب�ــدف النشــاط‬
‫دراســة نشــأة الـ ة‬
‫ـدول إالدريســية مــن خــال ثو�ئــق‬

‫‪84‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ـ أذكــر أســباب تال�حيــب الــذي لقيه إدريس ب ن� عبد الــه عند وصوهل وليـ يـ� ومبايعته؛‬
‫ـ أحــدد ت� ي خ‬
‫ر� بيعــة املــوىل إدريس ب ن� عبد الهل؛‬
‫ـ اســتخرج نوعيــة الســلطات الـت ي خو تل�ــا البيعة لملوىل إدريس‪.‬‬
‫خ أ‬
‫صل‬
‫التار� ي‬
‫ال‬ ‫• االشــتغال عــى النص ي ي‬

‫املناقشة‪:‬‬
‫”النيــس املطــرب ب�وض القرطــاس‪ “...‬ســنة ‪726‬هـــ ألحــد سـ ي ن‬
‫ـاط� بـ ن يـ�‬
‫أ‬
‫‪ -‬مصــدر النــص‪ :‬ألــف ب نا� ب يأ� زرع كتــاب‬
‫ـذ� حمكــوا املغــرب أالقــى‪ ،‬جو�ــع فيــه أخبــار دول املغــرب القــى مــن الدارســة إىل الـ ة‬
‫ـدول املرينيــة ال ـت‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ـر� الـ ي ن‬
‫مـ ي ن‬
‫ي‬
‫عايــش ف ـرت ة مــن حمكهــا‪ .‬ويعت ـرب هــذا الكتــاب مــن أمه املصــادر ي خ‬
‫التار�يــة لملغــرب‪.‬‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫ة‬
‫الــدول‬ ‫تعلم� ض�ــن درس ”دراســة‬
‫ي‬ ‫مقطــع‬ ‫مــن‬ ‫ول‬ ‫ال‬ ‫ــزء‬ ‫ال‬
‫ج‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫‪ -‬موضــوع النــص‪ :‬يتنــاول النــص موضــوع البيعــة‪،‬‬
‫أ‬ ‫إالدريســية مــن خــال ثو�ئــق ت� ي خ‬
‫ر�يــة“‪ ،‬لذلــك فاختيــار ”النيــس املطــرب“ إلنتــاج الوثيقــة ذو أمهيــة لكونــه يــورد خ ـرب‬
‫‪ -‬املضمــون املنقــول‪ :‬ت� اختيــار‬ ‫بتار�هــا وقوهعــا والقبائــل ال ـت ي قدمــت البيعــة شو�وهطــا‪.‬‬ ‫البيعــة ي خ‬
‫أ‬
‫البدايــة املناســبة للنــص‪ ،‬واالقتصــار عــى العبــارات الساســية ب�ــذف التفاصيــل ال ـت ي ال تخ�ــل ب�ملوضــوع‪ ،‬مــع توضيــح‬
‫بعــض العبــارات ووضهعــا بـ ي نـ� قوسـ ي نـ�‪ ،‬ث� اختيــار موضــع مناســب خلـ تـم النــص‪.‬‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫وتمكــن أمهيــة النــص أيضــا ي� قابليتــه اسـ ثـت�ره ي� بنــاء التعملــات‪ ،‬ب�ــا ي�تويــه مــن مفاهـ يـم وأعــام‪ ،‬وبعــض الســس‬
‫خ ة أ‬ ‫عل�ــا البيعــة تو� ي خ‬
‫ـول للمـ يـر إدريــس‪.‬‬ ‫ر�هــا والســلطات املـ‬ ‫ال ـت ي قامــت ي‬

‫‪85‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬
‫التعلم�‪ :‬ت� ج�ــع النــص مــع خريطــة حــول ”الوضعيــة السياســية ب�ملغــرب قبــل ظ�ــور‬ ‫ي‬ ‫ـياق‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫�‬
‫أ ـ أمهيــة النــص ي‬
‫خ‬ ‫ف‬ ‫ة‬
‫لم�‪ ،‬فــإذا اكن النــص ي� ـرب ب�لبيعــة ومــا يتعلــق ب�ــا‪،‬‬
‫الدارســة“‪ ،‬وهــو مــا جعلهمــا ي�ثــان وحــدة متاكمــ� ي� ف بنــاء نشــاط تع ي‬
‫ئ‬
‫الريطــة توضــع املوقــع الــذي �ش ــد تلــك البيعــة ي� ظــل الوضعيــة السياســية ال ـت ي اكنــت قا�ــة‪.‬‬
‫فــإن خ‬
‫‪ 2‬ـ مستويات النقل الديداكتيكي ومقتضياته ومبادئه وقواعده‬

‫‪ 2‬ـ ‪ . 1‬مستويات النقل الديداكتيكي ‪:‬‬


‫ف‬
‫ـتو�ت مــن طــرف متدخلـ ي نـ� ي� املعرفــة؛‬
‫تقطــع املعرفــة العمليــة للوصــول إىل فضــاء املؤسســة املدرســية‪ ،‬أربعــة مسـ ي‬
‫ف‬
‫مــن متخصصـ ي نـ� وواضـ يـ� ال ـرب جام ومدرسـ ي نـ� ومتعملـ ي نـ�‪ ،‬تتضمــن مكـ نـو�ت ديداكتيكيــة وسوســيولوجية مدرجــة ي� ســياق‬
‫مـ شـروع سوســيو ت� بــوي‪: Socio-éducatif‬‬
‫أ ـ املستوى األول‪ :‬ويضم مكونني‪:‬‬
‫مفاهــم ومعــارف جمــردة ي ز‬ ‫أ‬
‫تتمــ� ب�لشســاعة‬ ‫ي‬ ‫عــن‬ ‫عبــارة‬ ‫عمليــة)‬ ‫العاملة(نصوص‪/‬مقــاالت‬ ‫املعرفــة‬ ‫ول‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ـ املكــون‬
‫ف‬
‫إنتا�ــا املؤسســية والذاتية(ســياق إالنتــاج)‪ ،‬أنتجــت � أوســاط عمليــة متنوعــة خ‬ ‫بــروط ج‬ ‫واالنفتــاح تو�تبــط ش‬
‫اكملتــرب ات‬ ‫ي‬
‫ـر� ووجدانيــا مبــذوال مــن طــرف العــامل أو جمموعــة مــن العملــاء املبدعـ ي نـ�‬ ‫والامعــات واملعاهــد‪ ،‬تطلــب ج‬
‫إنتا�ــا جمهــودا فكـ ي‬ ‫ج‬
‫ن‬
‫هلــا‪ ،‬وقــد رافــق بنــاء املعرفــة العاملــة فـرت ات ج�ــاح وحلظــات إخفــاق وتوقــف مخ تلفــة قبــل أن يتوصــل خ‬
‫املتصــون والباحثــون‬
‫الــام ال ـت ي يصعــب إدراهكــا مــن طــرف املتعــم‪.‬‬ ‫مــن إخ ـراج املــادة العمليــة خ‬
‫ـا�‪ :‬عبــارة عــن جممــل القــول والفعــل وهــو ترصفــات اج�ت عيــة ســائدة ب�ملج تمــع ت�ثــل مرجعيــة هلــا عالقــة‬ ‫ي‬
‫ـ املكــون الثـ ن‬
‫ف‬
‫قــم حقــوق إالنســان ي� بعدهــا‬ ‫والد�قراطيــة أو ي‬
‫قــم املواطنــة ي‬ ‫وقــم العقيــدة إالســامية أو اهلويــة احلضاريــة أو ي‬ ‫ب�بــادئ ي‬
‫ـو�‪.‬‬‫ن‬
‫الكـ ي‬
‫ب ـ املس��توى الثان��ي‪ :‬يتمثــل ف ي� معل جلــان التأليف تال� تعــد نامل�اج الدراس واملقرر الدراس مــن خالل ي ن‬
‫مكون�‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫أ‬
‫ـ املكــون الول‪ :‬ينطلــق مؤلــف الكتــب املدرســية مــن املمارســات االج�ت عيــة الســائدة ب�ملج تمــع مكرجعيــة لتحديــد‬
‫االختيــارات السوســيو ت� بويــة‪.‬‬
‫ـا�‪ :‬ينطلــق واضعــو املنـ جـاه وال ـرب جام الدراســية الرمسيــة املســطرة مــن املعرفــة العاملــة إلنتــاج معرفــة معــدة‬ ‫ـ املكــون الثـ ن‬
‫أ‬ ‫ي‬
‫ار�)‪ .‬واملعرفــة امل ـراد تدريهســا عبــارة عــن معرفــة مدرســية‬ ‫خ‬
‫ـاس(ال ج ي‬ ‫للتدريــس مــن خــال آليــة النقــل الديداكتيـ يـ� السـ ي‬
‫والد�قراطيــة مــن خــال القيــام بعمليــة‬ ‫للتلقــ�‪ /‬الــازم تدريهســا‪ ،‬مشــبعة ب�ملرجعيــات الدينيــة واحلضاريــة واحلقوقيــة ي‬ ‫ين‬
‫التعليــ� حســب ش�وط ومقاييــس‬ ‫ي‬ ‫الطبيــ� إىل احلقــل‬
‫ي‬ ‫الديداكتيــ� بتحويلهــا مــن جماهلــا العــامل وفــق ج‬
‫إنتا�ــا‬ ‫ي‬ ‫النقــل‬
‫خاصــة مــن مراعــاة للتغـ يـرات عــى مســتوى الشــل واملضمــون؛ دالليــا وابســتمولوجيا وســيكولوجيا‪ ،‬وفصلهــا عــن الســياق‬

‫‪86‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫الــذي أتــت فيــه‪ ،‬دون اعتبــار أن هــذه املعرفــة ي�كــن أن ت�تبــط بعالقــات مــع املمارســات االج�ت عيــة املرجعيــة‪ ،‬وهكــذا‬
‫صالحي�ــا ( املشــل املطــروح )‪ ،‬امك تيــم اعتبارهــا قــارة‬ ‫ت‬ ‫املفاهــم‪ ،‬وعزهلــا عــن جمــال‬
‫ي‬ ‫تيــم تغييــب الســياق ي خ‬
‫التــار� لبنــاء‬
‫أ‬ ‫ي‬
‫وجامــدة وصلبــة ال تقبــل املناقشــة‪ ،‬خصوصــا ب�ســتبعاد أو ب�ــذف لك مــا ي�كــن أن ي�يــل إىل الخطــاء أو إالخفاقــات‬
‫نتا�ــا؛ مــن شخ�صنــة‬ ‫الـت ي رافقــت بنــاء املعرفــة العمليــة‪ ،‬وكــذا بفصلهــا عــن لك تلــك املالبســات والـ شـروط الـت ي أحاطــت ب إ� ج‬
‫اس‬ ‫ر‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫ال‬ ‫م‬‫ج‬ ‫�‬ ‫وســياق إالنتــاج‪ ،‬فو� نفــس آالن إدراج االختيــارات البيداغوجيــة واالبســتمولوجية واالج�ت عيــة والقيميــة ب�ل ـرب ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫بو�ملقاطــع التعليميــة ب�لوحــدات الدراســية‪.‬‬
‫اصي�ــا املج تمعيــة‬‫ج ـ املس��توى الثال��ث‪ :‬يقــدم املــدرس املعرفــة‪ ،‬املســيجة ب�ــدود نامل�ــاج الــدراس واملتصفــة بخ� ت‬
‫ي‬
‫والبيداغوجيــة‪ ،‬لتالمذتــه عــرب وضعيــات ديداكتيكيــة معينــة ووســائل تعليميــة حمــددة مــن خــال القيــام ب�لنقــل‬
‫املــدرس أو مــن خارجــه عــرب إخضــاع املعرفــة‬ ‫لكتــاب‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫املتضمنــة‬ ‫ئــق‬ ‫الديداكتيــ� الداخــ� ف� التعامــل مــع ث‬
‫الو�‬
‫ي‬ ‫ي أ ي ي‬
‫التاليــ�‪:‬ن‬ ‫ن‬
‫املكونــ�‬ ‫ت‬
‫خلصوصيــات الجــواء تال� بويــة الــ ي �ــارس يف�ــا مــن خــال‬
‫ت‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫أ‬
‫ـ املكــون الول‪ :‬يــدرج املــدرس أثنــاء االشــتغال عــى مقاطــع تعليميــة ب�لوحــدات الدراســية االختيــارات البيداغوجيــة‬
‫اس‪ ،‬مــن خــال مراعــاة حلاجيــات وقـ يـم املج تمــع‪ ،‬بشــل‬ ‫ن‬ ‫�ت‬
‫واالبســتمولوجية واالج عيــة والقيميــة املتضمنــة ب�ل ـرب � جم الــدر ف ي‬
‫و�صنــة املعرفــة املدرســة حلظــة التخطيــط‬ ‫يلــزم اق ـرت اح أنشــطة تعليميــة منبثقــة مــن الوســط السوســيو ثقــا� لملتعملـ ي نـ�‪ ،‬شخ‬
‫ي‬
‫وكــذا حلظــة تدبـ يـر التعملــات‪.‬‬
‫اس مــع خصوصيــات‬ ‫ر‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫ال‬ ‫م‬‫ج‬ ‫�‬‫ـ املكــون الثـ نـا�‪ :‬يقــوم املــدرس بتكييــف املعرفــة املدرســية الــواردة ف� خصوصيــات الـرب ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫املفاهــم واملعــارف‬
‫ي‬ ‫بــدم‬
‫الداخــ� ج‬ ‫الديداكتيــ�‬ ‫اك بتوظيــف النقــل‬ ‫اس ومســتوامه إالدر‬ ‫ين‬
‫املتعملــ� ب�لقــم الــدر‬ ‫ج�اعــة‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫العاملــة ي� حقــل املعرفــة املدرســية مــوازاة مــع معــل املتعــم‪ ،‬مــن خــال �ليــل املعرفــة ع ـرب أنشــطة مدرســية تتمثــل ي�‬
‫ت‬ ‫أ‬ ‫ت‬
‫ـدم وصياغــة املفاهـ يـم للفئــة‬ ‫�ديــد املفاهـ يـم الساســية وفــرز املعــارف و�ديــد الشــبكة املفاهيميــة ب�لنســبة لــل فم�ــوم مـ ج‬
‫ف‬
‫غــر الدقيقــة واســتغالهلا وإعــادة ت‬
‫بنين�ــا مــن‬ ‫املتنــا�ة ي‬ ‫ومعار�ــم ث‬ ‫ين‬
‫املتعملــ�‬ ‫واســت�ر ت�ثــات‬
‫ر�هــا‪ ،‬ث‬ ‫املســهت دفة وضبــط ت� ي خ‬
‫جديــد‪ ،‬مــع الوقــوف عــى العوائــق االبســتمولوجية املتعلقــة ب�ملفاهـ يـم املســطرة‪ ،‬ن�هيــك عــن بلــورة املعــارف نامل�جيــة عــى‬
‫شــل كفــا�ت وقــدرات مــع اختيــار الوضعيــات التعليميــة ئ‬
‫املال�ــة‪.‬‬ ‫ي‬
‫د ـ املستوى الرابع‪ :‬يستثمر املتعلم النقل الديداكتيكي عرب مكونني‪:‬‬
‫أ‬
‫الديداكتيــ� بتعبئــة قدراتــه الشــخصية عــى فال�ــم واالســتيعاب‬
‫ي‬ ‫النقــل‬ ‫عــى‬ ‫املتعــم‬ ‫يعمــل‬ ‫ول‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ـ املكــون‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫والتعمــامت) بنفســه تب� ي ئ‬
‫يــ�‬ ‫ي‬ ‫واملفاهــم‬
‫ي‬ ‫تدبــر التعملــات واملســامهة ي� بنــاء املعرفة(احلقائــق والحــداث‬
‫والتحصيــل عنــد ي‬
‫املشــالك حللهــا وجعلهــا موضوعــا للتعــم والكتســاب خــرب ات جديــدة‪ ،‬امم ي ج�عــه أمــام ي‬
‫ســرورة إنتاجيــة لملعرفــة‪.‬‬
‫و�صنة املعرفة‪.‬‬ ‫ـ املكــون الثـ نـا�‪� :‬تبــط تفعيــل املتعــم للنقــل الديداكتيك ب إ�عادة الســياق السوســيو جلو� ت‬
‫وال� بــوي شخ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬

‫‪87‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪ 2‬ـ ‪ 2‬ـ مقتضيات ومظاهر النقل الديداكتيكي ومبادئه وقواعده‬

‫‪ 2‬ـ ‪ 2‬ـ ‪ 1‬ـ مقتضيات ومراحل النقل الديداكتيكي‬


‫أ‬
‫ـدرس اســتحضار جمموعــة مــن املقتضيــات‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـار‬
‫ـ‬ ‫االط‬ ‫إىل‬ ‫اكد�‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫يتطلــب النقــل الديداكتيـ يـ� لملعرفــة مــن إطارهــا‬
‫ف‬ ‫ن‬
‫ـال‪:‬‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫�‬‫ي‬ ‫امك‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫التحوي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫معلي‬ ‫ـاح‬
‫ـ‬ ‫�‬
‫ج‬ ‫ال ـت ي ينبـ غ يـى إالملــام ب�ــا إل‬

‫‪ 2‬ـ ‪ 2‬ـ ‪ 2‬ـ مظاهر النقل الديداكتيكي‬


‫ن‬
‫يتوقــف ج�ــاح التحــول الديداكتيـ يـ� عــى مــدى اح ـرت ام املـ شـرف عــى التأليف(الديداكتيـ يـ�) أو املــدرس جمموعــة‬
‫الالصــة تتمـ ي زـ� ب�لتعقيــد وأن املعرفــة التعليميــة قابـ ةـ� للتدريــس‬
‫مــن الـ شـروط والتدابـ يـر العمليــة‪ ،‬عملــا أن املعرفــة العمليــة خ‬
‫ـال‪:‬‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫يصعــب انتقاؤهــا‪ ،‬نظ ـرا للتغـ يـرات ال ـ ي تط ـرأ عــى املــادة العاملــة وال ـ ي تتمظهــر عــى النحــو التـ ي‬
‫ت‬
‫أ ‪ -‬إز ةال الشــخصنة و ج�ريــد املعرفــة مــن الرواســب الذاتيــة ‪( Dépersonnalisation du savoir‬أي إز ةال الطابــع‬
‫ف‬ ‫شخ‬ ‫(أاكد�) ي�تبــط بفــرت ة زمنيــة حمــددة و بشــخص ي ن‬ ‫ف‬
‫و�‬
‫معــ� ( أو أ�ــاص) ي‬ ‫يي‬ ‫علم�‬
‫ي‬ ‫معــر�‬
‫ي‬ ‫الشــخص)‪ :‬إن لك إنتــاج‬
‫ي‬
‫شخ‬ ‫ة‬ ‫ة‬ ‫ض‬ ‫أ‬
‫ـص املرحــ� مــن الديداكتيـ يـ� أو املــدرس "إزال �صنــة املعرفــة ب�ــذف‬ ‫لو� الصـ يـ�‪ ،‬لــذا تقتـ ي‬ ‫ارتبــاط �بحمليــط االبســتمو ج ي‬
‫أ‬
‫واللفيــات النظريــة إاليديولوجيــة والخطــاء واملســالك املتعرجــة والطويـ ةـ�‪ ، "..‬فضــا عــن‬ ‫التعليــات الشــخصية الذاتيــة خ‬
‫ت‬
‫اســتبعاد الــرت ددات والعوائــق إالبســتمولوجية واحلوافــز الشــخصية املرتبطــة ب�لباحــث أو املج تمــع ن�هيــك عــن ج�ريــد‬
‫ض ت‬
‫ـص ج�اهــل الظــروف العامة(الســياق العــام) ال ـت ي نتجــت يف�ــا املعرفــة‪.‬‬ ‫املعرفــة الــذي يقتـ ي‬

‫‪88‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ب ‪ -‬إز ةال بلــورة املعرفــة ‪ : Desynchrétisation du savoir .‬تتــم املعرفــة العمليــة ب�لتاكمــل والنســقية (الوحــدة)‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫ـاس أو الداخـ يـ� املتمثــل ي� تفكيــك‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫بيــد أن انتــاج املعرفــة املدرســية يتطلــب إخضاهعــا لعمليــة النقــل الديداكتيـ يـ�‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ض‬ ‫ت‬
‫وتعري�ــا لعمليــة االبتــذال لجــل تدريهســا‪ ،‬امم ينجــم عنــه تشــويه لملعرفــة الصليــة‪ ،‬والتأثـ يـر عــى‬ ‫جو�ــزيء املعرفــة العاملــة‬
‫ف ف‬
‫�مهــا ي� �ش و تلي�ــا‪ ،‬وهــذا مــا يعــاب عــى املــواد الدراســية املتضمنــة ب� نمل�ــاج التعليميــة‪.‬‬
‫لو�‬
‫العاملــة مــن القانــون تاالبســتمو ج ي‬ ‫ج ‪ -‬إز ةال ســياق انتــاج املعرفــة ‪ :Décontextualisation‬يتكــون ســياق املعــرف‬
‫أ‬
‫املعالــة فضــا عــن والهــداف املنتظــر � ققي�ــا‪ ،‬بيــد‬ ‫والشــالية العامــة واملشـل�ة موضــوع ج‬ ‫ور�ا الداخليــة‪ ،‬إ‬ ‫ر�هــا وسـ يـر ت‬‫ت� ي خ‬
‫ـر� لملس ـهت ي ن‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫أن إغنــاء نامل�ــاج التعليميــة ب�لرجــوع إىل املــادة العاملــة يقتـ ض‬
‫دف�‪،‬‬ ‫اك واملعـ ي‬‫ي‬ ‫ر‬ ‫د‬‫ال‬
‫إ‬ ‫ـتوى‬‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـاول‬ ‫ـ‬ ‫متن‬ ‫�‬‫ي‬ ‫ـص جعلهــا‬
‫ي‬
‫ق‬ ‫ت‬
‫امم ي خ�ضهعــا للنقــل الديداكتيـ يـ� الــذي يفــرض ج�ريــد املفاهـ يـم العمليــة مــن ســيا�ا الــذي أنتجــت فيــه‪ ،‬ذلــك مــا يعــاب عــى‬
‫أ‬
‫املــواد الدراســية املتضمنــة ب� نمل�ــاج التعليميــة‪ ،‬وهــذا مــا أكــد عليــه ‪ " : Decoorte‬أن املفاهـ يـم العمليــة ال ت�خــذ معناهــا إال‬
‫ـيا�ا‪ ،‬ومــن هنــا تتجــى أمهيــة اعـ تـامد ت� ي خ‬ ‫ق‬
‫ر� العلــوم ح ـىت يــدرك املس ـهت دفون وظيفــة العــم وكيفيــة تطــور املعرفــة"‬ ‫داخــل سـ‬
‫بمــة ‪ :Programmabilité du savoir‬يســتوجب بنــاء نامل�ــاج تال� بــوي واملقــررات الدراســية‪ ،‬مــن‬ ‫د – القابليــة لل� ج‬
‫الــاص ب�لتأليــف‪ ،‬خصوصــا املدخــل العــام واملداخــل االبســتمولوجية واملرجعيــة‬ ‫معــدي ال ـرب جام اح ـرت ام دف ـرت التحمــات خ‬
‫املعــر� لملســهت ي ن‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫دف� عــى مســتوى‬ ‫ي‬ ‫متغــر املراحــل النفســية والنمــو‬ ‫الديداكتيكيــة لملــواد الــت ي ج�ــرب عــى اســتحضار ي‬
‫الو�ئــق ب�لكتــب املدرســية ومــن‬ ‫الســن والزمــن عنــد النقــل الديداكتيــ� أالســاس‪ .‬امك يتطلــب مــن املــدرس املشــتغل عــى ث‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫ج‬
‫خار�ــا التعامــل مــع موضــوع املعرفــة أو مــع املعرفــة املدرســية املعــدة للتدريــس ي� إطــار النقــل الديداكتيـ يـ� الداخـ يـ�‬
‫ومســتو� ت�م العمريــة‬
‫ي‬ ‫ين‬
‫املتعملــ�‬ ‫خار�ــا مــع حاجيــات‬ ‫مضامــ� الكتــب املدرســية أو مواضيــع املعرفــة مــن ج‬ ‫ين‬ ‫بتكييــف‬
‫ف‬
‫الزمــ� توافقــا مــع مــا جــاء عنــد( ‪ " : )Arsac , Gilbert,1988‬أن املعرفــة املدرســة مبنيــة‬ ‫ي‬
‫املتغــر ن‬
‫ي‬ ‫املعــر� عــرب‬
‫ي‬ ‫نو�ــومه‬
‫أ‬
‫ـاس للتعلـ يـم والتحصيــل‪ ،‬وإذا مل يتحقــق التعــم‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫ومقدمــة وفــق تطــور الزمــن‪ ،‬ونعـ ن يـ� ب�لتطــور داخــل الزمــن الوقــت‬
‫احملــدد لســن معينــة فنســتنتج إمــا فشــل التمليــذ أو املــدرس‪ ،‬أو بصيغــة قصــوى فشــل املنظومــة تال� بويــة…"‬
‫‪ 2‬ـ ‪ 2‬ـ ‪ 3‬ـ مبادئ وشروط النقل الديداكتيكي‬
‫ض‬
‫بــ� موضــوع املعرفــة املدرســية‬ ‫وا� ي ن‬ ‫أســاس ي� تــم إقامــة فصــل‬
‫ي‬ ‫أ ـ اليقظــة الديداكتيكيــة ‪ :‬عبــارة عــن مبــدأ‬
‫والــروط الــت ي أحاطــت ب إ�نتاجــه‪،‬‬ ‫والقناعــات أو املواقــف وامليــوالت الشــخصية‪ ،‬عــرب فصــه عــن لك تلــك املالبســات ش‬
‫أ‬ ‫ت‬
‫ـاس عنــد‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫س‬‫ال‬ ‫مــن خــال �ـ يـ� معــدو املنـ جـاه وال ـرب جام الدراســية ب�ملوضوعيــة التامــة أثنــاء توظيــف النقــل الديداكتيـ يـ�‬
‫التعامــل مــع موضــوع املعرفة(املــادة العاملــة) جلعلهــا قابـ ةـ� للدراســة‪ ،‬ونفــس الـ شـرط وجــب توفــره عنــد املــدرس الــذي قــد‬
‫ـدرس‪ ،‬امك ي�كنــه أن يوظــف النقــل‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـاب‬
‫ـ‬ ‫الكت‬ ‫ـارج‬‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫ئ‬ ‫و�‬ ‫يعـبئ النقــل الديداكتيــ� أالســاس حـ ي نـ� االشــتغال عــى ث‬
‫ي‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫اس‪.‬‬ ‫ن‬
‫الديداكتيـ يـ� الداخـ يـ� حـ يـ� قيــادة معليــات التعــم ي� الفصــل الــدر ي‬

‫‪89‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫الديداكتيــ� أو‬
‫ي‬ ‫التعليــ�‪ ،‬لذلــك ي خ�ضــع‬
‫ي‬ ‫ب ـ خاصيــة الصــدق ‪ :‬تعتــرب املعرفــة العمليــة أساســية إلغنــاء نامل�ــاج‬
‫املــدرس املــادة العمليــة لتعديــات أو تغيـ يـرات عــى مدلوهلــا لتصبــح معرفــة معــدة للتدريــس تخ�ضــع ملرجعيــات ت� بويــة‬
‫ف‬
‫ي� مرحـ ةـ� أوىل‪ ،‬ث� إىل معرفــة مدرســة تخ�ضــع الختيــارات املــدرس ب�عتبــاره اممرســا لفعــل النقــل والتعلـ يـم‪ .‬لــذا يتعـ ي نـ� عــى‬
‫أ‬
‫املتدخلـ ي نـ� إلنتــاج املعرفــة املدرســية التحـ يـ� ب�لصــدق والتمســك ب�قتضيــات المانــة العمليــة ال ـت ي تش ـرت هطا املعرفــة العمليــة‬
‫ـا� املعرفــة العاملــة أو تبـ ن يـ� منطــق‬‫�بحلــرص عــى أن ال يســقطوا ف� االبتــذال فو� افتعــال املواقــف أو اصطناهعــا تو�ــو� معـ ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ة‬
‫الثقافــة العاميــة أو الشــائعة عنــد االشــتغال عــى املعرفــة القابــ� للتدريــس‪.‬‬
‫بمــة ي ج‬
‫التدر�يــة‬ ‫بمــة ي ج‬
‫التدر�يــة ‪ :‬البــد أن يتقيــد املشــتغلون عــى املعرفــة املدرســية ب إ�خضاهعــا ملبــدأ ال� ج‬ ‫ج ـ التقيــد ب�ل� ج‬
‫اع توزيــع الغــاف الزمـ ن يـ� توزيعــا معينــا وتقسـ يـام خاصــة‬ ‫ي‬ ‫ع ـرب توزيــع وحــدات املعرفــة عــى مقاطــع تعمليــة متدرجــة ت�‬
‫ف‬ ‫ب�لبنيــة الداخليــة لملعرفــة املدرســية وفــق إمعــال ن�ــج املــادة‪ ،‬ت‬
‫اح�امــا ملبــدأ التــدرج ي� الصعوبــة �بالنطــاق مــن املعرفــة‬
‫ف‬ ‫رت‬
‫امك للتــدرج ي� اكتســاب الكفـ يـا�ت‪.‬‬ ‫البســيطة إىل املعقــدة مــرورا ب�ملركبــة ومراعــاة الطابــع التصاعــدي وال ـ ي‬
‫‪ 2‬ـ ‪ 2‬ـ ‪ 4‬ـ قواعد النقل الديداكتيكي‬

‫تتمثــل قواعــد النقــل الديداكتيـ يـ� ليكون فعاال وسـ يـل� يف� ييل‪:‬‬
‫• انتقــاء املعرفــة وتبســيطها بفعــل إج ـراءات ومبــادئ شو�وط النقــل الديداكتيـ يـ� ليجعلهــا معــدة للتدريــس لصــاحل‬
‫اك؛‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ة‬
‫املــدرس الــذي يعمــل عــى جعلهــا قابــ� للتــداول بـ يـ� املتعملـ يـ� ومناســبة ملســتوامه إالدر ي‬
‫ـص احـرت ام عــدة ش�وط‪:‬‬ ‫ض‬ ‫• انتقــاء الديداكتيـ يـ� وصياغــة مضامـ ي نـ� املعرفــة املدرســية انطالقــا مــن معرفــة ي‬
‫أاكد�يــة يقتـ ي‬
‫اك لملتعمل؛‬ ‫ئ‬
‫ـ مال�ــة املعرفــة املنتجة(الوثيقــة ‪ -‬الدعامــة) لملســتوى إالدر ي‬
‫أ‬
‫ـ خدمــة الوثيقــة لهداف التعمل؛‬
‫ـ االلـتز ام �بالقتبــاس والتوثيــق السـ يـل� والصادق وكذا تال� ج�ــة أالمينة ت ن‬
‫لمل�؛‬
‫أ‬ ‫آ أ‬
‫ـ اختيــار الليــة النســب لتمثيــل املعرفــة ( اختيار الدعامة النســب عــى ضوء بنيــة املعرفة العاملة)؛‬
‫ن‬ ‫والماليــة واملقروئية وحســن الــرمس ت‬
‫اال�ــاز املتعلقة بلك دعامة‪.‬‬‫واح�ام ش�وط ج‬ ‫ـ مراعــاة عنــارص الدقــة ج‬
‫احملور الثالث‪ :‬اقرتاح سيناريوهات تصور وانتاج نصوص مدرسية‪:‬‬
‫املــات‪،‬‬ ‫واحــامل تضمنــه بعــض خ‬ ‫التــار� ف ي� بنــاء التعملــات ت‬
‫يخ‬ ‫أو‬ ‫ا�‬
‫ف‬
‫ر‬ ‫غــ‬ ‫ال‬
‫ج‬ ‫الفقــرة)‬ ‫‪،‬‬ ‫ن‬ ‫فارتبــاط ب أ�مهيــة النص(املــت‬
‫ئ‬ ‫خ‬ ‫ت‬
‫ي‬ ‫ي أ‬
‫اكد�يــة املوجــودة ب�صــادر ومراجــع � ير�يــة أو جغرافيــة بتجزي�ــا‬
‫فــإن املــدرس ملــزم ب إ�دخــال تعديــات عــى املعرفــة ال ي‬
‫ة‬ ‫رت‬ ‫ت‬
‫اك‬‫ـدرس املقــرر ليحوهلــا إىل دعامــة ديداكتيكيــة �ـ م املرحــ� العمريــة واملســتوى إالدر ي‬ ‫وتفكيهكــا بعيــدا عــن الكتــاب املـ ي‬
‫و�صنــة املعرفــة مــن طــرف املــدرس واملتعــم‪ ،‬وكــذا احلفــاظ عــى تاكمــل املعرفــة ونسـ ت‬
‫ـقي�ا‪ ،‬ع ـرب اعـ تـامد آليــات‬ ‫لملتعــم شخ‬

‫‪90‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ت‬
‫تفعيــل النقــل الديداكتيـ يـ� عنــد �ضـ يـر الــدرس‪ ،‬ولعــه نشــاط يتيــح لملــدرس عــدة إماكنيــات بــدون حــدود إلنتــاج دعامــة‬
‫ديداكتيكيــة قابـ ةـ� لالسـ ثـت�ر جنــب الدعامــات املوجــودة ب�لكتــب املدرســية أو بــدال نع�ــا‪ ،‬لكــن هنــاك صعوبــة قــد تع ـرت ض‬
‫الــدول إال ئ‬
‫حصــا�‬ ‫ج‬ ‫أو‬ ‫الــط ن‬
‫الزمــ�‬ ‫الطاطــة أو خ‬ ‫ر� أو جغــر فا� عــرب هيلكــ�ة خ‬ ‫م�(نــص) ت� ي خ‬
‫ن‬ ‫املــدرس ف� انتــاج وتصــور ت‬
‫ي‬ ‫ت ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ض أ‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫ـص المــر اعــامد عــدة منطلقــات وخطــوات لتصــور وانتــاج دعامــة امل�(النــص) الديداكتيـ يـ� مــن‬ ‫ت‬ ‫أو املبيــان‪ ،‬لــذا‪ ،‬يقتـ‬
‫ئ‬ ‫ي‬
‫ـال‪:‬‬
‫ـا� عــى النحــو التـ ي‬ ‫أاكد� أو مبيــان أو جــدول إحصـ ي‬ ‫خــال نــص ي ي‬
‫لم�‪ ،‬أو نشــاط مــواز‬ ‫ـ� تع ي‬ ‫أاكد� أو مبينــات أو جــداول أو خرائــط أو أي فعـ تـل تعليـ ي‬ ‫ـ يتطلــب االنتقــال مــن نــص ي ي‬
‫ـو�ت تعمليــة أو نصــوص مســموعة أو مكتوبة(م ـت ن ) ارتباطــه ب�وضــوع الــدرس و�ــري املصداقيــة والدقــة للحفــاظ‬ ‫إىل حمتـ ي‬
‫ة‬ ‫ف‬
‫ملعــى العــام أو الوظيفــة الــت ي أعــد مــن‬ ‫واحليلــول دون إالخــال ب� ن‬ ‫تغيــر شــله‬
‫املعــر� لتفــادي ي‬‫ي‬ ‫عــى جوهــر املضمــون‬
‫أجلهــا؛‬
‫ت‬
‫ـو�ت املعرفيــة ع ـرب ق ـراءة متأنيــة لملعطيــات إالحصائيــة واملـ ي زـ�ة إالحصائيــة أو املعرفــة العاملــة وتفكيهكــا‬ ‫ـ �ليــل احملتـ ي‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫ب�لوقــوف عــى القضـ يـا� املركزيــة والفرعيــة ب�لدعامــات موضــوع التحويــل إىل م ـ ن معـ ي‬
‫ـر�؛‬
‫ـ اعـ تـامد معليــة ت�كيــب العنــارص املعرفيــة ب إ�عــادة صياغــة القضـ يـا� املركزيــة والفرعيــة ض�ــن جمموعــة مــن املعلومــات‬
‫ف‬ ‫والفــار ف� خالصــات عامــة وفــق ن�ــج مــادة التـ ي خ‬ ‫أ‬
‫الغرافيــا‪ ،‬وكــذا ي� ارتبــاط بعنــارص الــدرس‪ ،‬ب�نتقــاء‬ ‫ـار� أو ن�ــج مــادة ج‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫خ‬ ‫أ‬
‫الفعــال الاصــة ب�لعمليــات الفكرية(الوصف‪/‬التعريــف‪ ،‬التفسـ يـر‪ ،‬التعمـ يـم‪ /‬ال� كيــب) ي� شــل ج�ــل وأفــار وروابــط‬
‫غ‬
‫المل(النقطــة‬ ‫امل�(لكــن‪ ،‬ث�‪ ،‬واو العطــف‪ ،‬ر� ذلــك‪ ،‬إال‪ ،‬أو‪ ،)...‬وكــذا توظيــف أدوات الوقــف بـ ي نـ� ج‬ ‫منطقيــة لصياغــة ت ن‬
‫والفاصـ ةـ�‪. )...‬‬
‫ئ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫إحصا�‬
‫ي‬ ‫معر� جغر يا� انطالقــا من جدول‬ ‫‪ 1‬ـ مث��ال أول‪ :‬ي ج�ســد تصــور وإنتــاج مـ ن ي‬
‫‪ 1‬ـ ‪ 1‬ـ اجلدول موضوع الدراسة‪:‬‬
‫أ‬
‫ـوال�ت املتحــدة المريكيــة مــن ‪ 1980‬إىل ‪2005‬‬ ‫يتضمــن معطيــات متنوعــة حــول تطــور تال� كبــة العرقيــة لســاكنة الـ ي‬
‫أ‬ ‫الــدول إال ئ‬
‫لــوال�ت املتحــدة المريكيــة قــوة‬
‫الد�غرافيــة متعلقــة ب� ي‬ ‫خطــا� جغرافيــا وخاصيــة الظاهــرة ي‬ ‫ب‬ ‫حصــا�‬
‫ي‬ ‫يعــال ج‬
‫‪ ،‬ج‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫اقتصاديــة عظــى ض�ــن ب� ن� جم الثالثــة ث�نــوي إعــدادي والوىل ث�نــوي ت�هيـ يـ�‪ ،‬جــاءت الظاهــرة ي� شــل معطيــات مكيــة‬
‫ف‬
‫خــام‪ ،‬ينتظــر مــن املتعــم‪ ،‬وارتبطــا ب�ــدف النشــاط املتمثــل ي� اســتخالص وضعيــة املــوارد الب�ش يــة ب�لـ ي‬
‫ـوال�ت املتحــدة‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫المريكيــة ي� تفسـ يـر القــوة االقتصاديــة المريكيــة ع ـرب االشــتغال عــى مــا يـ يـ�‪:‬‬
‫ت‬ ‫أ‬
‫الدول و�ديد مراحــل هذا التطور؛‬ ‫ـوال�ت املتحدة المريكيــة ب�ع�ت د ج‬ ‫ـ وصــف تطــور ســاكنة الـ ي‬
‫أ‬ ‫ت‬
‫الوال�ت املتحــدة المريكية؛‬ ‫ـ �ديــد تال� كبــة العرقية لســان ي‬
‫ئ‬
‫حصا�‪.‬‬ ‫ـ تفسـ يـر تطــور الســاكنة موظفــا املـ ش‬
‫الد�غرافيــة املتضمنة ب� جلدول إال ي‬ ‫ـؤ�ات ي‬

‫‪91‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ـا� إتبــاع‬ ‫ئ‬ ‫الاصــة ب�ملؤهــات الب�ش يــة ب�لـ ي‬‫الغرافيــة خ‬


‫الــدول إالحصـ ي‬‫ـوال�ت املتحــدة‪ ،‬انطالقــا مــن ج‬
‫ت‬ ‫ت‬
‫يلكــف بنــاء املعرفــة ج‬
‫الــدول وفــق البطاقــات‬ ‫وم�جيــة ق ـراءة و�ليــل ت�كيــب معطيــات ج‬ ‫تدابـ يـر ديداكتيكيــة دقيقــة عــى رأهســا �لــك همــارة ن‬
‫الغرافيــة مــن ج�ــة إولب�از العالقــات‬ ‫نامل�جيــة املتضمنــة ب�لكتــب املدرســية إلب�از مــدى اســتقرار أو التحــول الظاهــرة ج‬
‫واالرتباطــات ال ـت ي توجــد بـ ي نـ� جمموعــة مــن الظواهــر عــن طريــق املقارنــة مــن ج�ــة ث�نيــة‪ ،‬امم يتطلــب مــن املتعــم تعبئــة‬
‫املعالــة عــرب االشــتغال عــى معطيــات مكيــة خــام‪ ،‬هممــة قــد‬ ‫مكتســباته اللغويــة واملصطلحــات ذات العالقــة ب�لظاهــرة ج‬
‫أ‬ ‫ت‬ ‫غ‬
‫تلكــف املتعــم‪ ،‬ر� مســاعدة املــدرس زمنيــا‪ ،‬تعمليــا هامــا وتكوينــا نم�جيــا للقيــام �بحلسـ بـا�ت ال�ض وريــة و�ويــل الرقــام‬
‫ث أ‬ ‫خ‬
‫اســت�رها ل ن�ــا نشــاط ي‬
‫تعبــري‬ ‫الــداول غالبــا مــا يصعــب‬ ‫كتــا� يصلــح لبنــاء التعملــات‪ ،‬عملــا أن ج‬
‫منتــوج ف ب ي‬ ‫الــام إىل‬
‫أ‬
‫ـد� املعطيــات ويتمـ ي زـ� ب�لدقــة والوضــوح واالختصــار ويتطلــب اسـ ثـت�رها الديداكتيـ يـ� أن تكــون‬ ‫يعتمــد عــى الرقــام ي� تقـ ي‬
‫أ‬
‫مناســبة ملســتوى املتعملـ ي نـ� وخاليــة مــن لك تعقيــد وأن يتــدرب املتعــم عــى ق ـراءة وتفسـ يـر تو�ويــل واســتخراج املعطيــات‬
‫ف‬
‫ال ـت ي يه عبــارة عــن أعــداد مطلقــة ونســب مئويــة وأرقــام حقيقيــة أو متوقعــة ومرتبــة ومنظمــة ي� مداخل(خـ نـا�ت) أفقيــة‬
‫رسد� مكـ نـو�‬ ‫امل�(فقــرة) ملحــا لتضمنــه مضمـ نـو� ي‬‫وأخــرى معوديــة تقتـ ضـص ق ـراءات متنوعــة‪ ،‬لــذا ب�ت أمــر االشــتغال عــى ت ن‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫في‬
‫خ‬ ‫ت‬ ‫ث‬
‫ر� أو جغ ـر يا� مركبــة ي�‬ ‫مــن عنــارص معرفيــة ي� شــل فق ـرات أساســية و�نويــة ومفاهـ يـم ومصطلحــات ذات مدلــول � ي ي‬
‫ـتع� املتعــم‬ ‫خالصــات عامــة وأدوات ربــط لتشــل وحــدة م�ت ســكة وفــق املبــدأ الكرنولـ جـو� أو السـ بـب� أو املوضــوع سـ ي ن‬
‫ي‬ ‫ي ت‬ ‫ي‬
‫امل�(النــص) مــن خــال �ديــد نقــط الضعــف والقــوة‬ ‫عــى اســتنتاج خالصــات وربطهــا بعنــارص الــدرس وتقيـ يـم مضمــون ت ن‬
‫خ‬ ‫ث‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫وتقـ ي‬
‫ـار� أو‬‫ـد� ف احلجــج والدالئــل اعــامدا البطاقـ فـات تامل�جيــة االشــتغال عــى خطــوات االســت�ر الديداكتيـ يـ� للنــص التـ ي ي‬
‫اك‬ ‫ن‬ ‫ـال وق ـراءة و�ــم و�ليــل وتفسـ يـر تو�كيــب وتقـ ي‬ ‫الغ ـر يا�؛ مــن تقـ ي‬
‫ـو� ب�ســتحضار �ــج املــادة واملســتوى إالدر ي‬ ‫ض‬ ‫ـد� إشـ ي‬ ‫ج‬
‫ـال يــو� ذلــك‪:‬‬ ‫ن ئ‬
‫والــام ي� لملتعــم‪ ،‬والنمــوذج التـ ي‬

‫ت ن‬
‫و�‬ ‫ن‬
‫امله� ومعطيــات وردت ب�ملوقع إاللك� ي‬
‫كفا�ت التأهيــل ي‬
‫املصــدر‪ :‬جــدول مركــب مــن معطيــات وردت بكتــاب ي‬

‫‪92‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪ 1‬ـ ‪ 2‬ـ تصور وانتاج منت جغرايف‪:‬‬

‫ن‬
‫ال�از ما ييل‪):‬‬ ‫(أقـرأ معطيــات النص وأتعــرف موضوعه ج‬
‫ت‬ ‫أ‬
‫ـوال�ت املتحدة المريكية ب�عـ تـامد النص و�ديد مراحــل هذا التطور؛‬ ‫ـ وصــف تطــور ســاكنة الـ ي‬
‫أ‬ ‫ت‬
‫ـوال�ت املتحــدة المريكية من النص؛‬ ‫ـ �ديــد تال� كبــة العرقية لســان الـ ي‬
‫الد�غرافيــة املتضمنة ب�لنص‪.‬‬ ‫ـؤ�ات ي‬ ‫ـ تفسـ يـر تطــور الســاكنة موظفا املـ ش‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫مريك‪.‬‬
‫ي‬ ‫ال‬ ‫االقتصاد‬ ‫ـيط‬
‫ـ‬ ‫تنش‬ ‫�‬‫ي‬ ‫ـ اســتنتج دور تال� كبــة العرقيــة‬
‫ن‬ ‫ـر� ت� ي خ‬ ‫تن ف‬
‫زم�‬
‫ر� انطالقا من خط ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪ 2‬ـ مث��ال ثان��ي‪ :‬ي ج�ســد تصــور وإنتاج م� معـ‬
‫‪ 2‬ـ ‪ 1‬ـ اخلط الزمين‪:‬‬

‫‪93‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪ 2‬ـ ‪ 2‬ـ تصور وإنتاج منت معريف تارخيي‪:‬‬

‫ر� ي�يلكــه لك مــن الزمــان‬ ‫زمــ�‪ ،‬والنــص عبــارة عــن خطــاب ت� ي خ‬ ‫ت� هيلكــ�ة وانتــاج نص(مــت ن ) عــى غــرار خــط ن‬
‫ي‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ت‬
‫أور�؛‬
‫ب‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـاح‬ ‫ـ‬ ‫االنفت‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫سياس‬ ‫ى‪،‬‬ ‫رب‬ ‫ـ‬ ‫الك‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الصناعي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ض‬ ‫ال�‬ ‫ـل‪:‬‬‫ـ‬ ‫مث‬ ‫واملــان واملج تمــع‪ ،‬يتضمــن ج�ــا ج�ســد محو تل�ــا مفاهـ يـم‬
‫ـاع؛ قـــوة االسـتـثـمـــارات الـمـالـيـــة؛ اتســاع الـســـوق الـداخـلـيـــة والـخـارجـيـــة‪ .‬والنــص ي�ثــل فرصــة‬ ‫ي‬ ‫قـــوة الـتـركـيـــز الـصـنــ‬
‫الو�ئــق ب�لكتــب املدرســية أو مــن ج‬
‫خار�ــا‬ ‫الــام املســتخرجة مــن ث‬ ‫أمــام املتعــم للتمــرن عــى بنــاء املعرفــة ي خ‬
‫التار�يــة خ‬
‫يخ ف‬ ‫أ‬
‫بتوجيــه مــن املــدرس‪ ،‬بعــد ت�ليلهــا ث� ت�كيــب عنارصهــا تو�تيــب الفــار وفــق خطــوات ن‬
‫التــار� ي� أســلوب‬
‫ي‬ ‫ــج‬ ‫ال�‬
‫ف‬
‫لغــوي سـ يـل�‪ ،‬يعــرض لملفاهـ يـم املهيلك ـ�ة للنــص لرصــد تطورهــا ي� ف ـرت ات زمنيــة معينــة‪ ،‬خاصــة عنــر التعريــف وتوضيــح‬
‫ر� وفــق مكــون‬ ‫املــؤ�ة يف�ــا ف� ســياق ت� ي خ‬ ‫بــ� الفقــرات البــارزة والعوامــل ث‬ ‫العالقــات والتفاعــات والروابــط املوجــودة ي ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫ين‬
‫املتعملــ� للتعــم‬ ‫واال�ــاز ب�عتبارمهــا مــن املبــادئ الناظمــة نمل�ــاج املــادة وكفرصــة أمــام‬ ‫التفســر مراعــاة ملبــدأ البنائيــة ج‬
‫ي‬
‫ض‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ت‬
‫ـال يــو� ذلــك‪:‬‬ ‫كفا��ــم امل�جيــة‪ ،‬واملنتوج(النــص) التـ ي‬ ‫ـذا� وإ�ــاء ي‬ ‫الـ ي‬

‫ن‬
‫ال�از ما ييل‪):‬‬‫(اقـرأ معطيــات النص وأتعــرف موضوعه ج‬
‫يخ ف‬
‫الك�ى؛‬ ‫التار�يــة ي� نال�ضــة الصناعيــة ب‬
‫اليا�نية ب‬ ‫ـ أحــدد دور الظــروف‬
‫ف‬
‫ـ أعرف بقـــوة الـتـركـيـــز الـصـنـاعـــي وقـــوة االسـتـثـمـــارات الـمـالـيـــة واتســاع الـســـوق الـداخـلـيـــة والـخـارجـيـــة ي�‬
‫نال�ضــة الصناعيــة ب‬
‫لليا�ن؛‬
‫ليا�ن‪.‬‬
‫الصناع ب� ب‬
‫ي‬ ‫ـ أفــر إالقــاع‬

‫‪94‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ـ أركب فقرة بأ�ز يف�ا أســرار الـتـفـــوق الـصـنـاعـــي رغـــم العراقيل وقـلـــة إالمـكـانـيـــات‪.‬‬
‫والغرافيــا وفــق مدخــل الكفـ يـا�ت ع ـرب‬ ‫ـار� ج‬ ‫ـاد� التـ ي خ‬ ‫خالصــة‪ :‬لقــد ت� اعـ تـامد النقــل الديداكتيــ� لتطــو� تدريــس مـ ت‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫االســتناد عــى املعرفــة العاملــة أو املعرفــة املعــدة للتدريــس أو املدرســة واملســتوعبة لتحقيــق االنتقــال مــن التدريــس‬
‫املتمثــ� ف ي� ي ن‬
‫ة‬ ‫ف ت‬ ‫الالكســيك لملــواد إىل التدريــس التفاعــ� والوظيــف‬
‫تكــو�‬ ‫ام الكــرب ى‬ ‫ر‬ ‫واملــ‬ ‫ت‬ ‫الغــا�‬
‫ي‬ ‫قيــق‬ ‫�‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫واملســامهة‬
‫يأ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫والداخــ� ال زالــت‬
‫ي‬ ‫ســاس‬
‫الديداكتيــ� بنوعيــه ال ي‬ ‫ي‬ ‫مواطــن صــاحل يشــارك ي� تنميــة بلــده‪ ،‬إال أن معليــة توظيــف النقــل‬
‫ـو�ا معوقــات ت�تبــط بعــدم كفايــة اســتيعاب مقتضياتــه شو�وطــه ومبادئــه وقواعــده مــن طــرف لك املتدخلـ ي نـ�‪ ،‬الـ ي ن‬
‫ـذ�‬ ‫تشـ ب‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫وخ� تا�ــم‪ ،‬مقارنــة مــع مــا ينتظــر نم�ــم للرفــع مــن مســتوى �ــم و�صيــل املتعملـ ي نـ� ن‬
‫لتمكي�ــم مــن‬ ‫يعانــون مــن قـ ةـ� ي‬
‫كفا� ت�ــم ب‬
‫ن‬ ‫ف‬ ‫توظيــف مكتسـ ت‬
‫ـبا�م خــارج املدرســة ي� وضعيــات متنوعــة ومعقــدة وغـ يـر منتظــرة‪ ،‬وأن جإ�ــاح معليــة النقــل الديداكتيـ يـ�‬
‫ـال إز ةال احلواجــز الومهيــة بـ ي نـ� املعــارف العاملــة واملدرســة يتطلــب تطـ يـو� البحــث‬ ‫ة‬
‫واالرتقــاء ب�ــا وجعلهــا هادفــة وفعــال بو�لتـ ي‬
‫الامعــات‬ ‫والغرافيــا ليتضمــن اختيــارات وقضـ يـا� ت� بويــة وسوســيولوجية جديــدة وإحــداث ش�ااكت بـ ي نـ� ج‬ ‫الامــ� للتـ ي خ‬
‫ـار� ج‬ ‫ج ي‬
‫املتعملــ� �بحلاســوب واملعلوميــات إلنتــاج‬ ‫ين‬ ‫الديداكتيــ� ب�نشــغال‬ ‫واملراكــز واملؤسســات التعليميــة وربــط معليــة النقــل‬
‫ي‬
‫القد�ــة مواكبــة للعــر‬ ‫الو�ئــق ي‬ ‫يــ� معطيــات ث‬ ‫وتصــور دعامــات ديداكتيكيــة قر�يــة جاذبــة وحمفــزة وتنويهعــا‪ ،‬وكــذا � ي ن‬
‫ت‬
‫ف‬
‫ـز�دة مــن درجــات انتباههــم واملشــاركة ي� بنــاء الكفـ يـا�ت‪.‬‬ ‫والـ ي‬
‫مراجع‪:‬‬
‫بالعربية‪:‬‬
‫ـ ب نا� منظــور‪ ،‬إالفريـ ق يـى‪ ،‬لســان العــرب‪ ،‬املج لــد الثالث ع�ش ‪ ،‬دار صادر‪ ،‬يب�وت‪.‬‬
‫ـ التبــاري‪ ،‬نبــاري‪ ،2016 ،‬كفـ يـا�ت التأهيــل املهـ ن يـ� لملــدرس(ة) بـ ي نـ� املرجعيــات النظريــة والتطبيــق وفــق نم�ــاج التأهيــل املهـ ن يـ� ب�ملركــز‬
‫الهــوي ملهــن تال� بيــة والتكـ ي ن‬
‫ـو�‪ ،‬املطبعــة‪ ،‬الــدار العامليــة للكتــاب للطباعــة والنـ شـر والتوزيــع‪ ،‬الــدار البيضــاء‪.‬‬ ‫ج‬
‫ف‬
‫ـ التجديــد ي� االج�ت عيــات‪ ،2013 ،‬دليــل االســتاذ‪ ،‬الثالثــة من التعلـ يـم الثانوي االعدادي‬
‫أ‬ ‫ـ أوبــا‪ ،‬عبــد اللطيــف‪ ،1999 ،‬تدريــس االج�ت عيــات ب�لســلك أالول مــن التعلـ يـم أالســاس‪ ،‬سلسـ ةـ� التكـ ي ن‬
‫ـو� تال� بــوي‪ ،‬الطبعــة الوىل‪،‬‬ ‫ي‬
‫و� ‪www.marefa.org‬‬ ‫رت ن‬
‫ـوال�ت املتحــدة‪ .‬املعرفــة‪ ،‬املوقــع االلك ـ ي‬ ‫الديــدة‪ ،‬الــدار البيضــاء‪.‬ـ الـ ي‬
‫مطبعــة النجــاح ج‬
‫أ‬ ‫عــامد ن�ــوذج ن‬ ‫ين‬
‫املدرســ� ب� ت‬ ‫ـ مــادي‪ ،‬حلســن‪ ،2017 ،‬ي ن‬
‫الديــدة‪،‬‬ ‫للكفــا�ت املهنيــة‪ ،‬الطبعــة الوىل‪ ،‬مطبعــة النجــاح ج‬ ‫ي‬ ‫تكويــ� منتــج‬
‫ي‬ ‫تكــو�‬
‫الــدار البيضــاء‪.‬‬
‫ئ‬
‫بتدا�‪.‬‬ ‫مد� يــة املنـ جـاه‪ ،2011 :‬دفـرت التحمــات إالطــار املتعلــق بتأليف وانتاج الكتــب املدرســية ي‬
‫للتعل� اال ي‬ ‫ـ ي‬
‫التعل� الثانوي إالعــدادي مادة االج�ت عيات‪.‬‬ ‫الاصــة بتدريــس بســلك ي‬ ‫التوج�ــات تال� بويــة والـرب جام خ‬
‫ـ وزارة تال� بيــة الوطنيــة ‪ ،2007 ،‬ي‬
‫الكــر�‪ ،‬وآخــرون‪ ،1998 ،‬معجــم علــوم تال� بيــة‪ ،‬مصطلحــات البيداغوجيــا والديداكتيــك‪ ،‬الطبعــة الثانيــة‪ ،‬منشــورات‬
‫ـ غريــب‪ ،‬عبــد ي‬
‫الديــدة‪ ،‬الــدار البيضــاء‪.‬‬
‫عامــل املعرفــة‪ ،‬مطبعــة النجــاح ج‬

‫‪95‬‬
2018 ‫ فرباير‬،‫ العدد الرابع اجمللد الثاني‬- ‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين‬

. :‫غري العربية‬
- Arsac, Gilbert ; 1988, La transposition en mathématiques , Université de Lyon.
‫ ـ‬Chevallard, Yves ; 1985, La transposition didactique, Du savoir savant au savoir enseigné, Grenoble, La pensée sauvage, Paris.
- Develay, Michel ; 1992, De l’apprentissage à la l’enseignement, pour une épistémologie scolaire, ESF, Paris.
‫ ـ‬Develay, M, 1995, Savoirs Scolaires et didactique des disciplines : ne encyclopédie pour aujourd’hui . Paris, ESF éditeur
‫ ـ‬Verret. M ; ( 1975) ; Le temps des études, Librairie Honoré Champion, Paris.

96
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫الكفايات الالزمة ألعضاء هيئة التدريس إلدارة املقررات اإللكرتونية‬

‫‪6‬‬
‫على منصة ‪ Moodle‬للتعليم اإللكرتوني‬

‫عبدالكريم ناصر سعد االهنومي‪ 2 ،1‬أ‪.‬د‪ /‬عبداجمليد بوزيان‪1‬‬


‫ن‬ ‫آ‬
‫الثا� – الــدر البيضاء– اململكــة املغربية‬
‫‪1‬لكيــة الداب والعلــوم االنســانية بنمســيك ‪ -‬جامعــة احلســن ي‬
‫المهوريــة اليمنية‬‫‪2‬قــم تكنولوجيــا التعلـ يـم ‪ -‬لكيــة تال� بيــة – جامعــة حج ة – ج‬

‫امللخص‬
‫هدفــت هــذه الدارســة إىل التعــرف عــى الكفـ يـا�ت الالزمــة ألعضــاء هيئــة التدريــس إلدارة املقــررات إال ت‬
‫لك�ونيــة‬
‫و�‪ ،‬تكونــت عينــة الدراســة مــن (‪ )126‬عضــو هيئــة تدريــس‪ ،‬ولتحقيــق أهــداف‬ ‫رت ن‬
‫عــى منصــة ‪ Moodle‬للتعــم إاللكــ ي‬
‫الدراســة‪ ،‬أعــد الباحثــان اســتبانة تكونــت مــن (‪ )64‬كفايــة موزعــة عــى خ�ســة جمــاالت‪ ،‬يه‪ :‬همــارات إدارة املقــرر‪،‬‬
‫ـو�‪ ،‬همــارات إســتخدام أدوات االتصــال‪ ،‬همــارات إدارة الطــاب‪.‬‬ ‫همــارات إدارة احملتــوى‪ ،‬همــارات اســتخدام أدوات التقـ ي‬
‫ئ‬ ‫ظ‬
‫ـا� الدراســة أن احتياجــات أعضــاء هيئــة التدريــس جلميــع املج ــاالت اكنــت كبـ يـرة تو� ت� بتي�ــا حســب‬ ‫وأ�ــرت نتـ ج‬
‫اكال�‪ :‬جمــال همــارات إدارة احملتــوى‪ ،‬جمــال همــارات إدارة املقــرر‪ ،‬جمــال همــارات اســتخدام أدوات‬ ‫نســبة االحتيــاج االكـرب ت‬
‫ي‬
‫التقــو�‪ ،‬جمــال همــارات إســتخدام أدوات االتصــال‪ ،‬جمــال همــارات إدارة الطــاب‪ ،‬واوصــت الدراســة بــرض ورة تبــ�ن‬ ‫ي‬
‫ي‬ ‫ف‬ ‫� جام تدريبيــة لكفـ يـا�ت ادارة املقــررات ت‬
‫االلك�ونيــة تال�حــة الفرصــة امــا املعملـ ي نـ� ي� التعامــل مــع انظمــة ادارة التعلـ يـم‬ ‫ب‬
‫ً‬ ‫ن‬ ‫رت‬
‫و� وخصوصــا منصــة (‪)Moodle‬‬ ‫االلكــ ي‬
‫ت ن‬
‫و�‪.‬‬ ‫ت‬
‫كفا�ت إدارة املقــررات إاللك�ونية‪ ،‬منصــة ‪ Moodle‬للتعمل إاللك� ي‬
‫الكلم��ات الدالة‪ :‬الكفـ يـا�ت‪ -‬ي‬
‫‪Competencies Required for Faculty Members to Manage e-Courses on Moodle e-Learning Platform‬‬
‫‪Abdulkaraem N.S. Alahnomi1,2, Abdelmajid Bouziane1‬‬
‫‪1Faculty of Letters and Human Sciences, Ben Msik, Hassan II University, Casablanca, Morocco‬‬
‫‪2Department of Educational Technology, Faculty of Education, Hajja University, Yemen‬‬

‫‪97‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪Competencies Required for Faculty Members to Manage e-Courses on Moodle e-Learning Platform‬‬
‫‪Abdulkaraem N.S. Alahnomi1,2, Abdelmajid Bouziane1‬‬
‫‪1Faculty of Letters and Human Sciences, Ben Msik, Hassan II University, Casablanca, Morocco‬‬
‫‪2Department of Educational Technology, Faculty of Education, Hajja University, Yemen‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪This study aimed to identify the competencies required for the faculty members to manage electronic‬‬
‫‪courses on Moodle e-learning platform. The study sample consisted of of (126) faculty members. In‬‬
‫‪order to achieve the purposes of the study, the researchers prepared a questionnaire of (64) competencies‬‬
‫‪divided into five areas: course management skills, content management skills, skills assessment tools,‬‬
‫‪communication skills, and student management skills.‬‬
‫‪The results showed that the needs of the faculty members for all above-mentioned areas were great and‬‬
‫‪they were arranged according to the percentage of the greatest need as follows: the content management‬‬
‫‪skills, the course management skills, skills assessment tools, communication skills, and student management‬‬
‫‪skills. The study recommended to necessarily adopting training programs to effectuate of the e-courses‬‬
‫‪management and enable teachers to deal with e-learning management systems, especially Moodle Platform.‬‬
‫‪Keywords: competencies, competencies of e-courses management, Moodle e-learning platform.‬‬

‫املقدمة‪:‬‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ـامل هــو ســباق ي� تطـ يـو� التعلـ يـم‪ ،‬وأن حقيقــة التنافــس الــذي ي ج�ــرى ي� العــامل‬
‫امم ال شــك فيــه أن جوهــر ال ـراع العـ ي‬
‫ف‬
‫تعليــ�‪ .‬أإن ثــورة املعلومــات‪ ،‬والتكنولوجيــا ي� العــامل ‪ ،‬تفــرض علينــا أن نتحــرك برسعــة وفاعليــة ‪ ،‬لنلحــق‬ ‫ي‬ ‫هــو تنافــس‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫ـا� ماكنتــه‪ ،‬لــن يفقــد �ســب صدارتــه‪ ،‬ولكنــه يفقــد‬ ‫لم� واملعلومـ ي‬ ‫ب�كــب هــذه الثــورة‪ ،‬لن مــن يفقــد ي� هــذا الســباق الع ي‬
‫�ش‬
‫قبــل ذلــك إرادتــه‪ ،‬وهــذا احـ تـامل ال نطيقــه وال يصــح أن نتعــرض هل (ال ــاوي‪ :2014،‬ص‪)3‬‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫واليــوم يعيــش العــامل ثــورة ي� املعلومــات مل يســبق هلــا مثيــل‪ ،‬هســل اتســاهعا وانتشــارها التقــدم اهلائــل ي� وســائل‬
‫ـاالت وتكنولوجيــا املعلومــات‪ ،‬فتغـ يـر فم�ــوم الزمــان واملــان‪ ،‬وأخــذت العوملــة واالنفتــاح وحريــة تدفــق املعلومــات‪،‬‬ ‫االتصـ أ‬
‫ت‬ ‫خ‬ ‫خ ث ف‬
‫العــامل وشــعوبه �ــدي التعامــل مــع هكــذا‬ ‫آ‬ ‫منــاح احليــاة املتلفــة‪ ،‬امم فــرض عــى دول‬
‫ي‬ ‫واملــواد والفــراد‪ ..،‬ال تــؤ� ي�‬
‫ش‬ ‫ف‬ ‫ن‬
‫ملتطلبا�ــا‪ ،‬واالســتفادة القصــوى م�ــا لتســتطيع العيــش المــن ي� القــرن احلــادي والعــر ي ن�‪ .‬ومــع‬ ‫ت‬ ‫معطيــات واالســتجابة‬
‫أمهيــة ذلــك جلميــع دول العــامل وشــعوبه إال أن الــدول العربيــة يه أحــوج مــا تكــون للتعامــل مــع هــذه املتغـ يـرات‪ ،‬حيــث‬
‫اهلــوة نبي�ــا وبـ ي نـ� أغلــب دول العــامل واســعة‪ ،‬وإن اكنــت املؤسســات احلياتيــة خ‬
‫املتلفــة مطالبــة ب�لتمـ ي زـ� ومواكبــة التطــور‪،‬‬
‫ـئول عــن إعــداد جيــل قــادر عــى اســتيعاب‬ ‫فــإن املؤسســة تال� بويــة والتعليميــة ه أالوىل ب�ثــل هــذه املطالبــة‪ ،‬ف� املسـ ة‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫‪98‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬ ‫ن‬
‫تطــورات العــر والتعامــل مهعــا‪ ،‬وقيــادة التغيـ يـر �ــو التقــدم والـ نـامء‪ ،‬تو�كـ ي نـ� أمتنــا العربيــة مــن أخــذ دورهــا ي� عــامل‬
‫ن‬
‫القــرن احلــادي والعـ شـر ي ن�‪( .‬ملــاوي‪ ،‬ج�ــادات‪ :2007 ،‬ص ‪)146‬‬
‫ـا� مــن العديــد مــن املشكلات‪ ،‬كعــدم توفــر‬ ‫بو�قابــل ماهــو مطلــوب مــن املؤسســة تال� بويــة‪ ،‬ن ج�ــد ان واقــع التعلــم يعـ ن‬
‫ي ن ي‬
‫ز‬
‫ـا� ًأو التجهـ يـ�ات الفصليــة واملعمليــة‪ ،‬وضعــف‬ ‫ـ‬ ‫ملب‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫تعل‬ ‫املتطلبــات أالساســية إل ن ج�ــاح العمليــة تال� بويــة‪ ،‬سـ ً‬
‫ـواء‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ تأ ي‬ ‫ّ أ‬
‫مســتوى عــدد كبـ يـر مــن املعملـ ي نـ�‪ ،‬وتف ـش ي الميــة بشــل كبـ يـر‪ ،‬امم يـ ثـؤ� �ثـ يـرا ســلبيا عــى العمليــة التعليميــة‪ ،‬يو�ــد مــن‬
‫ق‬ ‫ت‬
‫يج‬
‫احلضارة‪(.،‬التو�ــري‪ ،)2003،‬وامــام القــدرات‬ ‫ـر� واللحــاق ب�كــب‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـداف‬‫ـ‬ ‫اه‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫قي‬ ‫�‬ ‫قــدرة االصالحــات التقليديــة عــى‬
‫ف ت‬ ‫ـا�ت خ‬ ‫االقتصاديــة واالمـ ن‬
‫الاصــة ببلداننــا‪ ،‬اكن البــد مــن وجــود حلــول غـ يـر تقليديــة‪ ،‬ي�كــن ان تســامه ي� ج�ــاوز اهلــوة ب�قــل‬
‫التاكليــف‪.‬‬
‫و�‪ ،‬ليقــدم لنــا فرصــا مــن خالهلــا ي�كــن التغلــب عــى مشكلات عديــدة‪ ،‬ككـ ثـرة اعــداد‬ ‫وهنــا ي� ت� دور التعلــم االلكـرت ن‬
‫ت‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ةي‬
‫ث‬
‫الطلبــة‪ ،‬وقــ� االمــا�ت املاديــة‪ ،‬وتوفـ يـر فــرص لتحقيــق اهــداف اكــر معقــا واعــى مســتوى‪ .‬امك �ثــل اســتغالل طبيعيــا‬ ‫ن‬
‫ف‬
‫ـو� الــذي يعــد مســة هــذا العــر‪ ،‬امك أن تنفيــذ تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــاالت ي� التعلـ يـم مــع‬ ‫وحتميــا للتطــور التكنولـ رت ج ي‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ن‬
‫و� يتيــح �سـ ي نـ� فعاليــة التعلـ يـم‪ ،‬ويســمح بتعــاون أفضــل بـ ي نـ� املعملـ ي نـ� والطــاب‪ ،‬يـ تـم �سـ ي نـ�‬ ‫نظــام إدارة التعــم إاللك ةـ ي‬
‫ـال بـ ي نـ� الطــاب واملعملـ ي نـ�‪)V. Nedeva,2005( .‬‬ ‫إماكنيــة الوصــول وهســول االســتخدام‪ ،‬ويتحقــق الدافــع العـ ي‬
‫لذلــك البــد مــن التحــول مــن نظــام التعــم التقليــدي الــذي يعتـرب املعــم حمــور العمليــة التعليميــة‪ ،‬وهل وظائــف معروفــة‬
‫و� الــذي يقــوم عــى مبــدأ هــام وهــو الوصــول ب�لتعــم لملتعــم بــرف النظــر عــن ماكنــه‬ ‫رت ن‬
‫فوحمــددة‪ ،‬إىل نظــام التعــم إاللكـ ي‬
‫و� أي وقــت يناســبه‪.‬‬‫ي‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ت‬
‫عل�ــا ي� ظــل التعــم التقليــدي‪ ،‬إىل أدوار ووظائــف جديــدة‬ ‫ـذر� ي� أدوار املعــم املتعــارف أ ي‬ ‫لك ذلــك يتطلــب �ــول جـ ي‬
‫ـال‪:‬‬ ‫ض‬ ‫ف� ظــل التعــم إاللكـرت ن غ‬
‫و�‪ ،‬ينبـ يـى عــى املعــم أن يتقــن هــذه الدوار والوظائــف املو�ــة ب�لشــل التـ ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫االلك� ن‬
‫التعل� ت‬ ‫ض‬
‫و�‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫مع‬ ‫ادوار‬ ‫ـو�‬‫شــل ‪ 1‬يـ‬

‫‪99‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬
‫ـال ندعــو املؤسســات تال� بويــة املهتمــة ب إ�عــداد املعــم إىل اصــاح وإعــادة النظــر ي� ب� جام إعــداد املعــم‪ ،‬والقيــام‬
‫و ب�لتـ ي‬
‫ض‬
‫�بالصــاح البــد ان يســتند اىل اســس ومعايـ يـر حمــددة ووا�ــة‪ ،‬وبــدون وضــوح هــذه املعايـ يـر تصبــح االصالحــات جمــرد‬
‫ئ‬
‫ـا� اكرثيــة‪.‬‬‫اضافــة لالخطــاء الســابقة والتف ـظ ي اال اىل نتـ ج‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫وعــى ذلــك فــان �ديــد معايـ يـر وكفـ يـا�ت املعــم يه اول وامه خطــوة ي� طريــق االصــاح‪ ،‬ذلــك نا�ــا ت�مس الطريــق‬
‫لوضــع االنشــطة واالحتياجــات واســاليب التقيـ يـم الالزمــة لتحقيــق االهــداف ال ـت ي تع ـرب نع�ــا هــذه الكفـ يـا�ت واملعايـ يـر‪.‬‬

‫و� احلديثــة‬‫ينبــى تنميــة همــارات أعضــاء هيئــة التدريــس ف� االســتفادة مــن تكنولوجيــا التعلــم إاللكــرت ن‬ ‫لذلــك غ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ـز� املنـ جـاه الدراســية ت‬ ‫ت‬
‫اكد�يــة‪)Dee & Daly, 2009(.‬‬ ‫وال� بويــة و ال ـرب جام ال ي‬ ‫و�سـ ي نـ� البيئــة التعليميــة داخــل ج‬
‫الامعــة‪ ،‬وتعـ ي ز‬
‫ن‬ ‫ت‬ ‫ً‬ ‫ف‬ ‫ت ً‬ ‫ً‬
‫أبنــاء� الطــاب ي� مدارســنا‪ ،‬تو�اشــيا مــع ج‬
‫اال�اهــات العامليــة احلديثــة �ــو‬ ‫قيقــا حلاجــة ن‬ ‫ومواكبــة للتطــورات و�‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫رت ن‬
‫والتغيــر‪ ،‬يســى‬
‫ي‬ ‫الكثــر مــن الدراســات و وكول خطــوة ي� طريــق االصــاح‬ ‫و� الــت ي أثبتــت فاعليتــه ي‬
‫التعــم إاللكــ ي‬
‫لك�ونيةعــى منصــة ‪ Moodle‬للتعلـ يـم‬ ‫الباحــث لدراســة احتياجــات أعضــاء هيئــة التدريــس ملهــارات إدارة املقــررات إال ت‬
‫رت ن‬
‫و�‪.‬‬
‫االلكــ ي‬

‫مشكلة الدراسة‬

‫و�‪ ،‬واســتجابة‬ ‫انطلقــت معظــم املؤسســات التعليميــة العربيــة مواكبــة للتقــدم العلم� احلــادث ف� التعلــم االلكــرت ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت ي ً‬ ‫ف‬
‫ـو�‪ ،‬إال أن ذلــك ا� غالبــا بنــوع مــن التعجــل الــذي أدى إىل قصــور‬ ‫ي‬ ‫ملتطلبــات اهــداف التعــم واملعــم ي� العــر التكنولـ ج‬
‫ف� تطبيــق هــذا النظــام عــى الـ غـر� مــن امهيتــه وفائدتــه‪ ،‬امم أدى إىل ال ـرت دد ف� اســتخدام هــذه النظــم واالحســاس ت‬
‫بفائد�ــا‬ ‫ي‬ ‫آ‬ ‫ي‬
‫ـزم‪)2006،‬‬ ‫ن‬
‫ـذ�ات بشــأ�ا‪( .‬عـ ي‬ ‫بــل أدى ذلــك إىل معارضــة البعــض الخــر هلــا وإطــاق التحـ ي‬
‫التعلــم إاللكــرت نو�‪ ،‬لعــل أمههــا ت� ي ز‬ ‫ف‬
‫كــ�‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مــع‬ ‫التعامــل‬ ‫أو‬ ‫تنفيــذ‬ ‫�‬
‫وهنــاك أســباب عديــدة ملثــل هــذه االنتقــادات ي‬
‫ف‬
‫ـا� لتأهيــل العنــر البـ شـري‪ ،‬فقــد قامــت‬ ‫ي‬ ‫إالهـ تـامم عــى توفـ يـر العنــارص املاديــة والتقنيــة الالزمــة للتطبيــق دون االهـ تـامم الـ‬
‫ش ف‬ ‫أ‬
‫الوانــب التقنيــة والبيداغوجيــة‬ ‫البــري ي� ج‬ ‫بتوفــر التقنيــة احلديثــة دون مراعــاة ت�هيــل العنــر‬ ‫املؤسســات العربيــة ي‬
‫ت‬ ‫وال� بويــة ال ـت تســاعده ف� التعامــل مــع تلــك التقنيــات واالنظمــة إال ت‬ ‫ت‬
‫لك�ونيــة لتفعيــل و�سـ ي نـ� جــودة العمليــة التعليميــة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ف ت‬
‫الكفــا�ت الالزمــة العــداد العنــر ش‬
‫البــري ب�عتبــاره حج ــر الزاويــة‬ ‫ي‬ ‫لذلــك ت� ت ي� هــذه الدراســة لــردم الفجــوة ي� �ديــد‬
‫و�‪.‬‬‫رت ن‬
‫لنجــاح أهــداف التعلـ يـم إاللك ـ ي‬
‫حيــث أكــدت العديــد مــن الدراســات عــى أمهيــة تنميــة كفـ يـا�ت إدارة املقــررات إال ت‬
‫لك�ونيــة نم�ــا‪ :‬دراســة الفــار‬
‫املطــري (‪ ،)2008‬ودراســة خليــل (‪ ،)2008‬ودراســة حممــد (‪ ،)2010‬ودراســة دحــان (‪ ،)2012‬امك‬ ‫(‪ ،)2003‬ودراســة ي‬

‫‪100‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫التشــم‬
‫جاســام (‪ ،)Gasaymeh,2009‬ي‬ ‫ي‬ ‫أوصــت دراســات لك مــن‪ :‬النجــار (‪ ،)2009‬رضــوان (‪ ،)2009‬عاشــور (‪،)2009‬‬
‫ت‬ ‫وجــا� (‪ ، )Latchem and Jung,2010‬الدبيــان (‪ )2011‬بــرض‬ ‫ن‬
‫امــ� طــوال حيا�ــم‬
‫ي‬ ‫ال‬
‫ج‬ ‫للــادر‬ ‫املســتمر‬ ‫التدريــب‬ ‫ورة‬ ‫ج‬
‫تصمــم مســاقات ت‬ ‫رت ن‬ ‫ف‬
‫الك�ونيــة تفاعليــة‪ ،‬وذلــك ب�ســتخدام أســاليب‬ ‫و�‪ ،‬و ي‬ ‫املهنيــة‪ ،‬وتنميــة همار تا�ــم ي� ي‬
‫التعلــم إاللكــ ي‬
‫ت‬
‫احتياجا�ــم وظــروف معلهــم‪.‬‬ ‫التدريــب عــن بعــد‪ ،‬والــت ي تناســب‬

‫تعليــ�‪ ،‬ومهســل‬ ‫تطــو� دور عضــو هيئــة التدريــس‪ ،‬حيــث ي ج�عــه مصمــم‬ ‫و� يعمــل عــى‬ ‫فالتعلــم إاللكــرت ن‬
‫ي‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أي‬
‫ت ف‬
‫التعلــم التقليــدي‪.‬‬
‫لتنفيــذ النشــطة التعليميــة‪ ،‬وموجــه لطالبــه بــدال مــن كونــه مصــدرا لملعلومــات ومركــزا لالهــامم ي� ي‬
‫(اامسعيــل‪،2009،‬ص‪)641‬‬

‫و� يعتــرب مــن أمه‬ ‫كــ� ف� هــذه الورقــة البحثيــة عــى نظــام مــوودل (‪ )Moodle‬ب أ�نظمــة التعــم االلكــرت ن‬ ‫وقــد ت� تال� ي ز‬
‫ف مخ ي ن‬ ‫أ‬ ‫ي‬
‫اكد�يــة ي� تلــف أ�ــاء العــامل‪،‬‬ ‫و�‪ ،‬ويســتخدم مــن قبــل عــدد كبـ يـر مــن املؤسســات التعليميــة وال ي‬ ‫وســائل التعــم إاللكـرت ن‬
‫أ‬ ‫ي‬
‫ــ� منصــة مــودل ‪ Moodle‬أنــه منصــة جمانيــة ومفتوحــة املصــدر يو�كــن لي شخ�ــص أو مؤسســة تعليميــة احلصــول‬ ‫مــا ي� ي ز‬
‫ف‬
‫عــى الــدورات التدريبيــة وامل ـز يا� التعليميــة ب�جــرد التســجيل ي� املوقــع‪ ،‬امك أنــه نظــام ي�كــن لبلداننــا العربيــة االســتفادة‬
‫و�‬ ‫يتطل�ــا التعلــم االلك ـرت ن‬
‫منــه أكـ ثـر مــن غـ يـره مــن االنظمــة كونــه يــدمع اكـ ثـر مــن (‪ )70‬لغــة‪ ،‬ويتمتــع ب�عظــم امل ـز يا� ال ـت ي ب‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ـامل‪) /https://moodlemoot.org/majlis ،2017 ،‬‬ ‫وكفا�تــه‪ (.‬جملــس مــودل العـ ي‬ ‫ي‬
‫تا�ــا عضــو هيئــة التدريــس ب� جلامعــة ح ـىت‬ ‫بو�لتــال اكن لزامـ ًـا حــر كفـ يـا�ت إدارة املقــررات إال ت‬
‫لك�ونيــة ال ـت ي ي� ج‬ ‫ي‬
‫و� وم�ــا منصــة ‪ Moodle‬للتعامــل مــع‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫رت‬
‫أ لة آ‬ ‫التعلــم إاللكــ ي‬
‫يســتطيع مواكبــة التطــورات احلادثــة والتعامــل مــع منصــات ي‬
‫و� ومسـ يـا�ة ل ـرب جام إعــداده‪ ،‬ولذلــك ســعت الدراســة إللجابــة عــى الســئ التيــة‪:‬‬ ‫املفــردات احلديثــة ف� التعلــم االلك ـرت ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫رت ن‬
‫و� ال ـت ي ي� ج‬
‫تا�ــا أعضــاء هيئــة‬ ‫ت‬
‫س‪ :1‬مــا كفـ يـا�ت إدارة املقــررات إاللك�ونيــة عــى منصــة ‪ Moodle‬للتعــم إاللك ـ ي‬
‫التدريــس ب� جلامعــات ؟‬
‫س‪ :2‬مــا درجــة احتيــاج أعضــاء هيئــة التدريــس ب ج�امعــة حج ــة لكفـ يـا�ت إدارة املقــررات إال ت‬
‫لك�ونيــة عــى منصــة‬
‫و� ؟‬‫رت ن‬
‫‪ Moodle‬للتعــم إاللكــ ي‬

‫أهمية الدراسة‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫ت� ت ي� أمهيــة هــذه الدراســة مــن أمهيــة دور املعــم وأمهيــة تكنولوجيــا التعلـ يـم ي� العمليــة التعليميــة‪ ،‬إذ يعــد املعــم حج ــر‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫الزاويــة ي� العمليــة تال� بويــة‪� ،‬ــن خــاهل يكتســب املتعملــون همــارات التعــم‪ ،‬امك ت� ت ي� أمهيــة هــذه الدراســة لقـ ةـ� الدراســات‬

‫‪101‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬ ‫رت ن‬
‫و� بصــورة مســتقلة ‪ ،‬خاصــة ي�‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫العربيــة ال ـ ي تناولــت كفـ يـا�ت إدارة فاملقــررات إاللك�ونيــة ع ـرب منصــات التعلـ يـم إاللك ـ ي‬
‫الامعــات اليمنيــة‪ .‬حيــث إن معظــم الدراســات ال ـت ي تناولــت همــارات تصمـ يـم‬ ‫جمــال إعــداد أعضــاء هيئــة التدريــس ي� ج‬
‫ف‬ ‫ن‬ ‫رت‬ ‫ت‬
‫و� والوســائط املتعــددة ي� أغلــب هــذه الدراســات عــى‬ ‫املقــررات االلك�ونيــة بشــل عــام‪ ،‬وجـ تـاء ذكــر التعلـ يـم االلك ـ ي‬
‫اعتبارهــا إحــدى جمــاالت املهــارات االلك�ونيــة وبصيغــة عامــة‪.‬‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ئ‬
‫الامعــات مــن خــال‬
‫ـا� هــذه الدراســة ي� تطـ يـو� ب� جام إعــداد أعضــاء هيئــة التدريــس ي� ج‬
‫ومــن املتوقــع أن تهســم نتـ ج‬
‫رت ن‬ ‫ن‬
‫و�‪.‬‬
‫التوجــه �ــو تكنولوجيــا التعلـ يـم االلك ـ ي‬

‫مصطلحات الدراسة‪:‬‬

‫الكفاية‪:‬‬
‫ً‬ ‫ت‬
‫جمموعــة القــدرات ومــا ي�تبــط ب�ــا مــن همــارات ي�تلهكــا املعــم‪ ،‬جو�عــه قــادرا عــى أداء همامــه وأدواره ومســئولياته‬
‫بكفــاءة ب�ــا ينعكــس عــى كفــاءة العمليــة التعليميــة كلك‪.‬‬

‫كفايات إدارة املقررات اإللكرتونية‪:‬‬


‫أ‬
‫يه جمموعــة مــن الداءات الكتابيــة والتطبيقيــة ال ـت ي ي ج�ــب أن ت�تلهكــا عضــو هيئــة التدريــس مــن أجــل مســاعدته‬
‫رت ن أ‬ ‫رت ن‬
‫و� ب�قــل ج�ــد ووقــت‬
‫و� عــى منصــة ‪ Moodle‬أللتعــم إاللك ـ ي‬ ‫عــى إتقــان إعــداد خطــة إنتــاج وإدارة املقــرر إاللك ـ ي‬
‫عل�ــا عضــو هيئــة التدريــس مــن خــال الداة املعــدة لذلــك‪.‬‬ ‫ممكنـ ي نـ� وتقــاس ب�لدرجــة ال ـت ي ي�صــل ي‬

‫املقرر اإللكرتوني‪:‬‬
‫ف‬ ‫ن‬ ‫ة‬
‫ـ�‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫املوق‬ ‫ـدم‬‫ـ‬ ‫لتخ‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫موح‬ ‫لك‬ ‫�‬
‫منظومــة تعليميــة متاكمــ� تتضمــن جمموعــة مــن البيــا�ت املتنوعــة مدموجــة ي‬
‫م�امــن‬‫م�امــن أو غـ يـر تز‬ ‫ت‬
‫وال� بــوي بكفــاءة عاليــة‪ ،‬حيــث ي�تــوي املقــرر عــى أدوات إال ب�ــار والتفاعــل عـرب الويــب بشــل تز‬
‫وينـ شـر عــى منظومــات إدارة املقــررات عـرب الشــبكة‪.‬‬

‫نظام ‪: MOODLE‬‬
‫ف‬ ‫ومـ ن‬ ‫أت أ‬
‫ـا� مقارنــة مــع االنظمــة االخــرى �ــو هســل االســتخدام‬
‫ي‬ ‫ج‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫التعليمي‬ ‫ـطة‬
‫ـ‬ ‫نش‬ ‫ال‬ ‫نظــام حديــث مفتــوح املصــدر ل�تــة‬
‫إلك�ونيــة مخ تلفــة‪ ،‬ويعت ـرب نظــام إلدارة‬
‫ويقــدم مصــادر بيـ نـا�ت متعــدده مفتوحــة ومغلقــة ويتعامــل مــع أدوات تفاعليــة ت‬

‫‪102‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫التعلــم (‪ ،)LMS-Learning Management System‬إدارة‬ ‫ي‬ ‫املســاقات (‪ ،)CMS-Course Management System‬وإدارة‬


‫ن‬
‫و� (‪e Learning‬‬ ‫رت‬
‫ـو�ت التعلـ يـم (‪ ،)LCMS-Learning Content Management System‬وأحــد منصــات التعلـ يـم الكـ ي‬ ‫حمتـ ي‬
‫‪ ،)Platform‬يو�كــن اســتخدامه بصــورة فرديــة او ج�اعيــة‪.‬‬

‫الطريقة واإلجراءات‪:‬‬

‫منهج الدراسة‪:‬‬
‫ت‬
‫اســتخدمت الدراســة نامل�ــج الوص ـف ي ‪ .‬وهــو نامل�ــج املناســب لتحقيــق أهــداف البحث‪.‬ويعتمــد عــى وصــف و�ليــل‬
‫بيـ نـا�ت الدراســة‪ .‬ف� ضــوء املعلومــات املتوافــرة‪ ،‬تو�ليــل االسـ ن‬
‫ـتبا�ت‪.‬‬ ‫ي‬

‫جمتمع وعينة الدراسة‪:‬‬


‫ف‬
‫الامـ يـ� ‪2013/2014‬م‪،‬‬ ‫تكــون جمتمــع الدراســة مــن ج�يــع عــى أعضــاء هيئــة التدريــس بلكيــات جامعــة حج ــة ي� العــام ج‬
‫ت� اختيــار جمتمــع الدراســة كعينــة متاكمـ ةـ� ‪ ،‬حيــث ت� توزيــع (‪ )178‬اســتبانة عــى أفـراد العينــة‪ ،‬ولكــن ت� اسـرت جاع (‪)134‬‬
‫عل�ــا‪ ،‬وبذلــك يصبــح عــدد أف ـراد‬ ‫اســتبانة‪ ،‬واســتبعاد (‪ )8‬اسـ ن‬
‫ـتبا�ت؛ لعــدم اكـ تـامل إجـ بـا�ت اعضــاء هيئــة التدريــس ي‬
‫عينــة الدراســة (‪ )126‬عضــو وعضــوة هيئــة التدريــس‪.‬‬

‫أداة الدراسة‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫خ� ت�مــا بو�لرجــوع إىل الدب‬
‫بتطو�هــا وكتابــة فقر تا�ــا ي� ضــوء ب‬
‫تكونــت أداة الدراســة مــن اســتبانة قــام الباحثــان ي‬
‫ن‬ ‫رت‬
‫ز‬
‫اطمــ�ي‪،‬‬
‫(املطــري‪ ،2008 ،‬عاشــور‪ 2009،‬؛ ي‬ ‫ي‬ ‫و�‬ ‫تال� بــوي والدراســات الســابقة املتعلقــة ب�هــارات إدارة ي‬
‫التعلــم إاللكــ ي‬
‫‪ )2010‬وتكونــت االســتبانة مــن جزئـ ي نـ�‪:‬‬
‫النــس‪ ،‬اللكيــة‪ ،‬التخصــص‪ ،‬خ‬
‫الــرب ة‪ ،‬والدرجــة‬
‫أ‬
‫بيــا�ت عامــة متعلقــة ب�فــراد العينــة مــن حيــث ج‬ ‫الــزء أالول‪ :‬ن‬ ‫ج‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫العملية‪،‬ومــدى اســتخدام املــوودل‪ ،‬ومــدى احلصــول عــى دورات تدريبيــة ي� احلاســوب او االن�نــت ‪ ،‬واحلصــول عــى‬
‫و� ‪.Moodle‬‬ ‫دورات تدريبيــة ف� نظــام التعــم االلكــرت ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الــزء الثـ نـا�‪ :‬تكــون مــن (‪ )64‬كفايــة خاصــة ب إ�دارة املقــررات إال ت‬
‫لك�ونيــة عــى نظــام مــوودل (‪ )Moodle‬صيغــت‬ ‫ج‬
‫ِّ‬ ‫ت‬ ‫ي‬
‫غــر ض�وريــة)‪ .‬ووزعــت‬
‫الــر� يع (عاليــة‪ ،‬متوســطة‪ ،‬ضعيفــة‪ ،‬ي‬
‫تدر�ــا حســب مقيــاس ليكــرت ب‬ ‫عــى شــل فقــرات � ج‬
‫الكفـ يـا�ت عــى خ�ســة جمــاالت‪ ،‬يه‪:‬‬

‫‪103‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫اجمل��ال األول‪ :‬همارات إدارة املقرر واشــتمل عىل(‪ )16‬فقرات‪.‬‬


‫اجمل��ال الثاني‪ :‬همارات إدارة احملتوى واشــتمل عىل (‪ )11‬فقرات‪.‬‬
‫اجملال الثالث‪ :‬همارات اســتخدام أدوات ي‬
‫التقو� واشــتمل عىل (‪ )9‬فقرة‪.‬‬
‫اجملال الرابع‪ :‬همارات إســتخدام أدوات االتصال واشــتمل عىل (‪ )19‬فقرات‪.‬‬
‫اجمل��ال اخلامس‪ :‬همارات إدارة الطالب واشــتمل عىل (‪ )9‬فقرة‪.‬‬
‫صد�ــا ت� ض‬ ‫ق‬ ‫ت أ‬
‫عر�ــا عــى عــدد مــن احملمكـ ي نـ�‬ ‫بصور�ــا الوليــة مــن (‪ )64‬همــارة‪ ،‬وللتحقــق مــن‬ ‫تكونــت أداة الدراســة‬
‫ف‬ ‫مــن املتخصصـ نـ� ف� جمــال التعلــم االلكـرت ن‬
‫الامعــات اليمنيــة مــن املتخصصـ ي نـ�‬ ‫و�‪ ،‬وعــدد مــن أعضــاء هيئــة التدريــس ي� ج‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬
‫عل�ــا مــن‬‫ـو� ممــن ي�ملــون درجــة الدكتــوراه ‪ ،‬وذلــك للحــم ي‬ ‫ف ي� تكنولوجيــا التعلـ يـم ومـ شـر ف ي� تال� بيــة العمليــة والقيــاس والتقـ ي‬
‫ـ� إليــه‪.‬‬
‫حيــث الصياغــة اللغويــة والوضــوح والشــمولية ومناســبة الفقــرة لملجــال الــذي تنتـ ي‬
‫حا�ــم ت� تعديــل بعــض العبــارات‪ ،‬وبذلــك أصبحــت أالداة ت‬
‫بصور�ــا‬ ‫ومالحظا�ــم ت‬
‫ومق� ت‬ ‫ت‬ ‫ين‬
‫احملمكــ�‬ ‫و� ضــوء آراء‬
‫ف‬
‫ي‬
‫أ‬ ‫نال�ائيــة (‪ )64‬همــارة‪ُ ،‬‬
‫واعتــرب ت هــذه إالجــراءات اكفيــة لصــدق الداة‪.‬‬
‫املعاجلات اإلحصائية‬
‫ن‬
‫‪ -‬ت� حســاب املتوســطات احلســابية واال�رافات املعيارية‬

‫نتائج الدراسة‬
‫أ‬
‫للكفــا�ت الالزمــة لعضــاء هيئــة التدريــس ب ج�امعــة حج ــة ملهــارات‬
‫ي‬ ‫ســعت هــذه الدراســة إىل معرفــة االحتياجــات‬
‫ـتجاب�م عــى فق ـرات االســتبانة‬‫ادارة املقــررات التعليــ� عــى نظــام ادارة التعــم إاللك ـرت نو� ‪ ،Moodle‬مــن خــال اسـ ت‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫لة‬
‫بتطو�هــا هلــذا الغــرض‪ .‬و إللجابــة عــن أســئ الدراســة‪ ،‬اعت ـرب الباحثــان درجــة االحتيــاج كبـ يـرة إذا‬ ‫ال ـت ي قــام الباحثــان ي‬
‫اكنــت النســبة املئويــة هلــا ت ـرت اوح بـ ي نـ� ‪ ،66.67%-100%‬ومتوســطة إذا اكنــت النســبة املئويــة هلــا ت ـرت اوح بـ ي نـ� ‪33.334%-‬‬
‫ئ‬
‫ـا� ال ـت ي توصلــت‬‫‪ ،66.66%‬وقليـ ةـ� إذا اكنــت النســبة املئويــة هلــا ت ـرت اوح بـ ي نـ� ‪ ،33.33%-1%‬وفـ يـام يـ يـ� عــرض ومناقشــة للنتـ ج‬
‫يإل�ــا الدراســة حســب تسلســل أســئلة الدراســة‪.‬‬
‫لك�ونية ؟‬‫ـا� الســؤال أالول‪ :‬مــا درجــة إحتياجــات أعضاء هيئــة التدريس ملهارات إدارة املقــررات إال ت‬ ‫ئ‬
‫نتـ ج‬

‫‪104‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ن‬ ‫ت‬
‫ـد� لك جمــال مــن جمــاالت‬‫إللجابــة عــن هــذا الســؤال‪ � ،‬حســاب املتوســطات احلســابية واال�رافــات املعياريــة لتقـ ي‬
‫المســة‪،‬‬‫االحتيــاج لملهــارات مرتبــة تنازليــا‪ ،‬وكذلــك لــل فقــرة مــن فق ـرات أداة الدراســة ف� لك جمــال مــن املج ــاالت خ‬
‫ي‬
‫ض‬
‫والــدول (‪ )3‬و� ذلــك‪.‬‬ ‫ج‬

‫عدد الفقرات‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫االحنراف‬ ‫املتوسط‬ ‫املقياس وجماالته‬ ‫الرتبة‬ ‫رقم اجملال‬
‫املعياري‬ ‫احلسابي‬
‫‪16‬‬ ‫‪87.59‬‬ ‫‪4.81‬‬ ‫همارات إدارة املقرر ‪56.06‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪88.67‬‬ ‫‪3.91‬‬ ‫همارات إدارة احملتوى ‪39.02‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪86.49‬‬ ‫‪3.79‬‬ ‫همــارات اســتخدام ‪31.13‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬
‫ي‬
‫التقــو�‬ ‫أدوات‬
‫‪19‬‬ ‫‪78.38‬‬ ‫‪5.57‬‬ ‫همــارات إســتخدام ‪59.57‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫أدوات االتصــال‬
‫‪9‬‬ ‫‪81.88‬‬ ‫‪4.16‬‬ ‫همارات إدارة الطالب ‪29.48‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪64‬‬ ‫‪84.08‬‬ ‫‪15.46‬‬ ‫‪215.25‬‬ ‫للكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــي‬ ‫ا‬
‫أ‬ ‫ن‬
‫واال�رافــات املعياريــة ملج ــاالت همــارات إدارة املقــررات ت‬ ‫ض‬
‫االلك�ونيــة ولــ�داة‬ ‫جــدول (‪ )3‬يــو� املتوســطات احلســابية‬
‫كلك مرتبــة تنازليــا حســب املتوســطات احلســابية‪.‬‬
‫احتيا�ــم جلميــع املج ــاالت اكنــت كبـ يـرة ت�اوحــت‬
‫ج‬ ‫ـد� أعضــاء هيئــة التدريــس لدرجــة‬ ‫الــدول (‪ )3‬أن تقـ ي‬ ‫يتضــح مــن ج‬
‫أ‬
‫نس ـهب ا املئويــة بـ ي نـ� (‪ ،)78.38% ،88.67%‬حيــث حصــل جمــال همــارات إدارة احملتــوى عــى املرتبــة الوىل بنســبة مئويــة‬
‫بيــام حصــل جمــال‬ ‫بيــام حصــل جمــال همــارات إدارة املقــرر عــى املرتبــة الثانيــة بنســبة مئويــة (‪ ،)87.59%‬ن‬ ‫(‪ ،)88.67%‬ن‬
‫بيــام حصــل جمــال‪ .‬همــارات إدارة‬ ‫التقــو� عــى املرتبــة الثالثــة بنســبة مئويــة (‪ ،)86.49%‬ن‬ ‫ي‬ ‫همــارات اســتخدام أدوات‬
‫الطــاب عــى املرتبــة الرابعــة بنســبة مئويــة (‪ ،)81.88%‬بيـ نـام حصــل جمــال همــارات إســتخدام أدوات االتصــال عــى املرتبــة‬
‫أ‬ ‫خ‬
‫الامســة والخـ يـرة بنســبة مئويــة (‪.)78.38%‬‬
‫ئ‬
‫ـا� املتعلقــة ب� إلجابــة عــن هــذا الســؤال أن أعضــاء هيئــة التدريــس ي�تاجــون لـــ (‪ )59‬همــارة بدرجــة كبـ يـرة‬ ‫وبينــت النتـ ج‬
‫ف‬ ‫ئ‬
‫ـا� ومناقش ـهت ا ي� ضــوء لك جمــال مــن‬ ‫مــن أصــل (‪ )64‬همــارة‪ ،‬و (‪ )5‬همــارات بدرجــة متوســطة‪ .‬وفـ يـام يـ يـ� عــرض هــذه النتـ ج‬
‫عل�ــا‪:‬‬ ‫حيــث املهــارات ال ـت ي اشــتمل ي‬
‫لك� ن‬
‫أوال‪ :‬جمــال همــارات إدارة املقرر إال ت‬ ‫ً‬
‫و�‪:‬‬
‫ي‬
‫لك�ونية ف� جمــال إدارة املقرر إال ت‬
‫لك� ن‬ ‫ـا� املتعلقــة ب�هــارات إدارة املقررات إال ت‬ ‫ئ‬
‫و�‪.‬‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫الــدول (‪ )4‬النتـ‬ ‫يتضــح مــن ج‬

‫‪105‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫النسبة‪%‬‬ ‫االحنراف املعياري‬ ‫املتوسط احلسابي‬ ‫املهارات‬ ‫رقم الفقرة‬


‫ت‬
‫‪94.05‬‬ ‫‪0.53‬‬ ‫‪3.76‬‬ ‫‪ � Welcome Page‬ير� صفحة تال�حيب‬ ‫‪1.‬‬
‫‪95.83‬‬ ‫‪0.50‬‬ ‫‪3.83‬‬ ‫‪ Menu Bar‬التعامل مع ئ‬
‫القا�ة‬ ‫‪2.‬‬
‫أ‬
‫‪81.35‬‬ ‫‪0.84‬‬ ‫‪3.25‬‬ ‫‪ Button Bar‬التعامل مع ش� يط الزرار‬ ‫‪3.‬‬
‫أ‬
‫ال ن‬ ‫ت‬
‫‪89.88‬‬ ‫‪0.68‬‬ ‫‪3.60‬‬ ‫يقو�ت‬ ‫‪ Icons‬إضافة و� ير�‬ ‫‪4.‬‬
‫أ‬
‫ت‪�.‬ر� روابط ال ن‬
‫‪81.55‬‬ ‫‪0.82‬‬ ‫‪3.26‬‬ ‫يقو�ت‬ ‫ي‬ ‫‪5.‬‬
‫‪74.80‬‬ ‫‪0.71‬‬ ‫‪2.99‬‬ ‫‪ Course News‬عرض أخبار املقرر‬ ‫‪6.‬‬
‫‪86.90‬‬ ‫‪0.69‬‬ ‫‪3.48‬‬ ‫‪ Calendar‬إضافة أداة املفكرة‬ ‫‪7.‬‬
‫‪89.29‬‬ ‫‪0.64‬‬ ‫‪3.57‬‬ ‫إدخال ن‬
‫بيا�ت الداة املفكرة‬ ‫‪8.‬‬
‫‪92.66‬‬ ‫‪0.58‬‬ ‫‪3.71‬‬ ‫الطة الدراسية‬ ‫‪ Syllabus Tools‬إضافة أداة خ‬ ‫‪9.‬‬
‫‪77.58‬‬ ‫‪0.86‬‬ ‫‪3.10‬‬ ‫الطة الدراسية لملقرر )‪ (Upload‬رفع‬ ‫خ‬ ‫‪10.‬‬
‫‪97.02‬‬ ‫‪0.41‬‬ ‫‪3.88‬‬ ‫‪ Single Page‬إضافة صفحة‬ ‫‪11.‬‬
‫‪95.44‬‬ ‫‪0.48‬‬ ‫‪3.82‬‬ ‫‪ Organizer Pages‬إضافة الصفحات املنظمة‬ ‫‪12.‬‬
‫‪93.45‬‬ ‫‪0.57‬‬ ‫‪3.74‬‬ ‫احلصول عىل املعلومات من خالل صفحة التتبع‬ ‫‪13.‬‬
‫‪Track Content‬‬
‫ت‬
‫‪71.43‬‬ ‫‪0.81‬‬ ‫‪2.86‬‬ ‫‪� Update Students View‬ديث مشاهدة الطالب‬ ‫‪14.‬‬
‫‪87.10‬‬ ‫‪0.69‬‬ ‫‪3.48‬‬ ‫املقرر‪ ،‬أو أجزاء حمددة منه )‪ (Reset‬إعادة بدء‬ ‫‪15.‬‬
‫‪93.06‬‬ ‫‪0.55‬‬ ‫‪3.72‬‬ ‫‪.‬لملقرر )‪ (Back Up‬إنشاء نسخة إحتياطية مساندة‬ ‫‪16.‬‬
‫ن‬
‫واال�رافــات املعيارية ذات الصلة ب�جــال همارات إدارة املقرر مرتبــة ً‬ ‫ض‬
‫تنازليا‬ ‫جــدول (‪ )4‬يــو� املتوســطات احلســابية‬

‫المســة‪ ،‬حيــث تكــون مــن (‪)16‬‬ ‫جــاء هــذا املج ــال ف� املرتبــة الثانيــة مــن حيــث درجــة االحتيــاج مــن بـ ي نـ� املج ــاالت خ‬
‫ي‬
‫ف‬ ‫ن‬
‫وه املهــارات مــن (‪� )1-16‬لــت ج�يــع املهــارات ي� هــذا املج ــال عــى درجــة إحتيــاج كبـ يـرة‪ ،‬إذ ت�اوحــت نسـ تـب�ا‬ ‫همــارة ي‬
‫املئويــة بـ ي نـ� (‪.)97.02%،71.43%‬‬
‫و�‪:‬‬ ‫ث�نيـ ًـا‪ :‬جمال همــارات إدارة احملتوى إال ت‬
‫لك� ن‬
‫ي‬
‫لك�ونية ف� جمــال إدارة احملتوى إال ت‬
‫لك� ن‬ ‫ئ‬
‫ـا� املتعلقــة ب�هــارات إدارة املقررات إال ت‬
‫و�‪.‬‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫الــدول (‪ )5‬النتـ‬
‫يتضــح مــن ج‬
‫النسبة‪%‬‬ ‫املتوسط احلسابي االحنراف املعياري‬ ‫املهارات‬ ‫رقم الفقرة‬
‫‪87.30‬‬ ‫‪0.79‬‬ ‫‪3.49‬‬ ‫إنشــاء وحدة حمتوى (‪)Content module‬‬ ‫‪.17‬‬
‫‪98.21‬‬ ‫‪0.29‬‬ ‫‪3.93‬‬ ‫إضافــة مقاطــع مرئيــة (‪ )Video Clip‬لوحدة احملتوى‬ ‫‪18‬‬
‫‪89.88‬‬ ‫‪0.69‬‬ ‫‪3.60‬‬ ‫إضافــة مقاطــع صوتيــة (‪ )Audio Clip‬لوحدة احملتوى‬ ‫‪19‬‬
‫‪95.63‬‬ ‫‪0.52‬‬ ‫‪3.83‬‬ ‫إضافــة أداة القامــوس (‪ )Glossary‬لوحدة احملتوى‬ ‫‪20‬‬
‫‪98.02‬‬ ‫‪0.30‬‬ ‫‪3.92‬‬ ‫إضافــة أداة البحــث (‪ )Search‬لوحدة احملتوى‬ ‫‪21‬‬
‫‪85.91‬‬ ‫‪0.72‬‬ ‫‪3.44‬‬ ‫إضافــة أداة فال�ــرس (‪ )Index‬لوحدة احملتوى‬ ‫‪22‬‬
‫‪76.19‬‬ ‫‪0.88‬‬ ‫‪3.05‬‬ ‫إضافــة الصــور (‪ )Image‬لوحدة احملتوى‬ ‫‪23‬‬
‫‪86.31‬‬ ‫‪0.77‬‬ ‫‪3.45‬‬ ‫ـدم (‪ )CD-ROM‬لوحدة احملتوى‬ ‫إضافــة أداة القرص املـ ج‬ ‫‪24‬‬
‫‪90.87‬‬ ‫‪0.65‬‬ ‫‪3.63‬‬ ‫احملتو�ت ‪Content Table‬‬
‫تنظـ يـم جدول ي‬ ‫‪25‬‬
‫‪86.90‬‬ ‫‪0.77‬‬ ‫‪3.48‬‬ ‫إســتخدام أداة رفــع امللفات ‪WebDAV‬‬ ‫‪.26‬‬
‫‪80.16‬‬ ‫‪0.83‬‬ ‫‪3.21‬‬ ‫إضافــة روابــط (‪ )URL‬ملصادر إضافيــة مرتبطة �بحملتوى‬ ‫‪27‬‬

‫‪106‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ن‬
‫واال�رافــات املعيارية ذات الصلة ب�جــال همارات إدارة احملتوى مرتبــة ً‬ ‫ض‬
‫تنازليا‬ ‫جــدول (‪ )5‬يــو� املتوســطات احلســابية‬
‫المســة‪ ،‬حيــث تكــون مــن (‪)11‬‬ ‫جــاء هــذا املج ــال ف� املرتبــة االوىل مــن حيــث درجــة االحتيــاج مــن بـ ي نـ� املج ــاالت خ‬
‫ي‬
‫همــارة وه املهــارات مــن (‪ )17-27‬ن�لــت ج�يــع املهــارات ف� هــذا املج ــال عــى درجــة إحتيــاج كبـ يـرة‪ ،‬إذ ت�اوحــت نســب�ات‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫املئويــة بـ يـ� (‪.)98.21%،76.19%‬‬
‫ً‬
‫ث�لثــا‪ :‬جمال همارات اســتخدام أدوات ي‬
‫التقو�‪:‬‬
‫ف‬ ‫ـا� املتعلقــة ب�هــارات إدارة املقــررات إال ت‬‫ئ‬
‫لك�ونيــة ي� جمــال همــارات اســتخدام أدوات‬ ‫الــدول (‪ )6‬النتـ ج‬ ‫يتضــح مــن ج‬
‫التقـ ي‬
‫ـو�‪.‬‬
‫النسبة‪%‬‬ ‫املتوسط احلسابي االحنراف املعياري‬ ‫املهارات‬ ‫رقم الفقرة‬
‫‪78.77‬‬ ‫‪0.79‬‬ ‫‪3.15‬‬ ‫إضافــة أداة الواجبات ‪Assignments Tool‬‬ ‫‪.28‬‬
‫‪89.68‬‬ ‫‪0.68‬‬ ‫‪3.59‬‬ ‫إضافــة واجب جديد‬ ‫‪.29‬‬
‫‪85.71‬‬ ‫‪0.76‬‬ ‫‪3.43‬‬ ‫(التعلــامت‪،‬‬
‫ي‬ ‫ضبــط إعــدادات الواجــب‬ ‫‪.30‬‬
‫خ‬
‫‪....‬إل)‬ ‫التســل�‬
‫ي‬ ‫الدرجــة‪ ،‬موعــد‬
‫‪92.86‬‬ ‫‪0.55‬‬ ‫‪3.71‬‬ ‫‪Quizzes‬‬ ‫‪Tool‬‬ ‫ات‬ ‫ر‬ ‫االختبا‬ ‫إضافــة أداة‬ ‫‪.31‬‬
‫‪88.69‬‬ ‫‪0.63‬‬ ‫‪3.55‬‬ ‫بيا�ت أالســئلة‬
‫إضافة ســؤال إىل قاعدة ن‬ ‫‪.32‬‬
‫‪93.85‬‬ ‫‪0.55‬‬ ‫‪3.75‬‬ ‫ضبط إعدادات أالســئلة‬ ‫‪.33‬‬
‫أ‬
‫‪92.06‬‬ ‫‪0.60‬‬ ‫‪3.68‬‬ ‫تصنيف الســئلة ‪Questions Categories‬‬ ‫‪.34‬‬
‫‪76.19‬‬ ‫‪0.79‬‬ ‫‪3.05‬‬ ‫تمشــاهدة مشاراكت الطالب ‪Submissions‬‬ ‫‪.35‬‬
‫‪80.56‬‬ ‫‪0.83‬‬ ‫‪3.22‬‬ ‫�ـ يـر� الدرجات (‪ )Grades‬ملشــاراكت الطالب‬ ‫‪.36‬‬
‫ن‬ ‫ض‬
‫جــدول (‪ )6‬يــو� املتوســطات احلســابية واال�رافــات املعياريــة ذات الصلة ب�جال همارات اســتخدام أدوات ي‬
‫التقو� مرتبــة ً‬
‫تنازليا‬
‫المســة‪ ،‬حيــث تكــون مــن (‪)9‬‬ ‫جــاء هــذا املج ــال ف� املرتبــة الثالثــة مــن حيــث درجــة االحتيــاج مــن بـ ي نـ� املج ــاالت خ‬
‫ف‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫وه املهــارات مــن (‪� )28-36‬لــت ج�يــع املهــارات ي� هــذا املج ــال عــى درجــة إحتيــاج كبـ يـرة‪ ،‬إذ ت�اوحــت نسـ تـب�ا‬ ‫همــارة ي‬
‫املئويــة بـ ي نـ� (‪.)93.85%،76.19%‬‬
‫ً‬
‫رابعــا‪ :‬جمال همارات إســتخدام أدوات االتصال‪:‬‬
‫ف‬ ‫ـا� املتعلقــة ب�هــارات إدارة املقــررات إال ت‬ ‫ئ‬
‫لك�ونيــة ي� جمــال همــارات إســتخدام أدوات‬ ‫الــدول (‪ )7‬النتـ ج‬ ‫يتضــح مــن ج‬
‫االتصــال‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫النسبة‪%‬‬ ‫االحنراف املعياري‬ ‫املتوسط احلسابي‬ ‫املهارات‬ ‫رقم الفقرة‬


‫‪71.03‬‬ ‫‪0.78‬‬ ‫‪2.84‬‬ ‫إضافــة أداة النقاش ‪Discussion Tool‬‬ ‫‪.37‬‬
‫‪92.86‬‬ ‫‪0.55‬‬ ‫‪3.71‬‬ ‫إضافة موضــوع (‪ )Topic‬للنقاش‬ ‫‪.38‬‬
‫‪75.40‬‬ ‫‪0.66‬‬ ‫‪3.02‬‬ ‫الرد عــى موضوعات النقاش‬ ‫‪.39‬‬
‫‪62.90‬‬ ‫‪0.76‬‬ ‫‪2.52‬‬ ‫إقفــال موضوعات نقاش حمددة‬ ‫‪.40‬‬
‫‪88.89‬‬ ‫‪0.60‬‬ ‫‪3.56‬‬ ‫إضافــة أداة بال� يد ‪Mail‬‬ ‫‪.41‬‬
‫‪74.01‬‬ ‫‪0.79‬‬ ‫‪2.96‬‬ ‫الوصــول ملج لد بال� يد‬ ‫‪.42‬‬
‫‪70.04‬‬ ‫‪0.81‬‬ ‫‪2.80‬‬ ‫ـال عامة جلميع الطالب‬ ‫إرســال رسـ ة‬ ‫‪.43‬‬
‫‪37.70‬‬ ‫‪0.68‬‬ ‫‪1.51‬‬ ‫إضافــة مرفقات (‪ )Attachments‬للرســائل‬ ‫‪.44‬‬
‫‪58.73‬‬ ‫‪0.70‬‬ ‫‪2.35‬‬ ‫الرد عىل الرســائل ف‬ ‫‪.45‬‬
‫‪64.09‬‬ ‫‪0.76‬‬ ‫‪2.56‬‬ ‫ربــط ب� يــد املقــرر ي� نظــام (‪)Moodle‬‬ ‫‪.46‬‬
‫الشــخص‬ ‫و�‬ ‫رت ن‬
‫ي‬ ‫ب� بل� يــد إاللكــ ي‬
‫‪92.86‬‬ ‫‪0.64‬‬ ‫‪3.71‬‬ ‫تإضافــة أداة احملادثة ‪Chat‬‬ ‫‪.47‬‬
‫‪97.82‬‬ ‫‪0.34‬‬ ‫‪3.91‬‬ ‫�ـ يـر� أامسء غرف احملادثة‬ ‫‪.48‬‬
‫‪98.41‬‬ ‫‪0.30‬‬ ‫‪3.94‬‬ ‫ضبط إعدادات شاشــة احملادثة‬ ‫‪.49‬‬
‫‪98.61‬‬ ‫‪1.87‬‬ ‫‪3.94‬‬ ‫احملاد�ت ‪Chat Logs‬‬‫اســتعراض سج الت ث‬ ‫‪.50‬‬
‫‪86.71‬‬ ‫‪0.73‬‬ ‫‪3.47‬‬ ‫إضافــة أداة اللوح االبيض ‪Whiteboard‬‬ ‫‪.51‬‬
‫‪67.26‬‬ ‫‪0.78‬‬ ‫‪2.69‬‬ ‫الــرمس عىل اللوح‬ ‫‪.52‬‬
‫‪81.35‬‬ ‫‪0.80‬‬ ‫‪3.25‬‬ ‫عــرض الصور عىل اللوح‬ ‫‪.53‬‬
‫‪94.25‬‬ ‫‪0.57‬‬ ‫‪3.77‬‬ ‫حفظ الرســومات والنصوص‬ ‫‪.54‬‬
‫‪76.39‬‬ ‫‪0.87‬‬ ‫‪3.06‬‬ ‫تنظيــف منطقة الــرمس والكتابة‬ ‫‪.55‬‬
‫ن‬
‫واال�رافــات املعياريــة ذات الصلة ب�جال همارات إســتخدام أدوات االتصال مرتبــة ً‬ ‫ض‬
‫تنازليا‬ ‫جــدول (‪ )7‬يــو� املتوســطات احلســابية‬

‫المســة‪ ،‬حيــث تكــون‬ ‫جــاء هــذا املج ــال ف� املرتبــة خ‬


‫الامســة واالخـ يـرة مــن حيــث درجــة االحتيــاج مــن بـ ي نـ� املج ــاالت خ‬
‫ي‬
‫ف‬
‫وه املهــارات مــن (‪ )37-55‬ن�لــت (‪ )15‬همــارة ي� هــذا املج ــال عــى درجــة إحتيــاج كبـ يـرة‪ ،‬إذ ت�اوحــت‬ ‫مــن (‪ )19‬همــارة ي‬
‫ف‬
‫نسـ تـب�ا املئويــة بـ ي نـ� (‪ ،)98.61%،67.26%‬نو�لــت (‪ )4‬همــارات ي� هــذا املج ــال عــى درجــة إحتيــاج متوســطة ‪ ،‬إذ ت�اوحــت‬
‫نسـ تـب�ا املئويــة بـ ي نـ� (‪.)64.09%،37.70%‬‬
‫ً‬
‫خامســا‪ :‬جمــال همارات إدارة الطالب‪:‬‬
‫ف‬ ‫ئ‬
‫ـا� املتعلقــة ب�هــارات إدارة املقررات إال ت‬
‫لك�ونيــة ي� جمال همارات إدارة الطالب‪.‬‬ ‫الــدول (‪ )8‬النتـ ج‬
‫يتضــح مــن ج‬

‫‪108‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫النسبة‪%‬‬ ‫االحنراف‬ ‫املتوسط‬ ‫املهارات‬ ‫رقم الفقرة‬


‫املعياري‬ ‫احلسابي‬
‫‪92.06‬‬ ‫‪0.64‬‬ ‫‪3.68‬‬ ‫إضافــة طالب لملقرر‬ ‫‪.56‬‬
‫‪85.32‬‬ ‫‪0.78‬‬ ‫‪3.41‬‬ ‫حــذف طالب من املقرر‬ ‫‪.57‬‬
‫‪76.98‬‬ ‫‪0.86‬‬ ‫‪3.08‬‬ ‫احلصــول عــى معلومــات عــن الطــاب مــن خــال‬ ‫‪.58‬‬
‫مســار الطــاب (‪)Track Students‬‬
‫صفحــة تتبــع ف ق‬
‫‪75.79‬‬ ‫‪0.87‬‬ ‫‪3.03‬‬ ‫ر� ‪Alphanumeric Columns‬‬ ‫حر� ي‬ ‫إضافــة معود ي‬ ‫‪.59‬‬
‫‪87.10‬‬ ‫‪0.80‬‬ ‫‪3.48‬‬ ‫‪Calculated Columns‬‬
‫أ‬ ‫ـا�‬
‫إضافة معود حسـ ب ي‬ ‫‪.60‬‬
‫‪85.12‬‬ ‫‪0.77‬‬ ‫‪3.40‬‬ ‫ـات الطالب للمعدة‬ ‫إضافة درجـ ف‬ ‫‪.61‬‬
‫‪64.88‬‬ ‫‪0.73‬‬ ‫‪2.60‬‬ ‫تقــم الطــاب ي� جمموعات ‪Groups‬‬ ‫‪.62‬‬
‫‪94.05‬‬ ‫‪0.50‬‬ ‫‪3.76‬‬ ‫مشــاهدة أمعال الطالب ‪Students Presentations‬‬ ‫‪.63‬‬
‫‪75.60‬‬ ‫‪0.88‬‬ ‫‪3.02‬‬ ‫اســتخدام أداة إرشــادات للطالب ‪Students Tips‬‬ ‫‪.64‬‬
‫ن‬
‫واال�رافــات املعيارية ذات الصلة ب�جــال همارات إدارة الطالب مرتبــة ً‬ ‫ض‬
‫تنازليا‬ ‫جــدول (‪ )8‬يــو� املتوســطات احلســابية‬
‫جــاء هــذا املج ــال ف� املرتبــة الرابعــة مــن حيــث درجــة االحتيــاج مــن بـ ي نـ� املج ــاالت خ‬
‫المســة‪ ،‬حيــث تكــون مــن (‪)9‬‬
‫ف‬ ‫ي‬
‫كبــرة‪ ،‬إذ ت�اوحــت ت‬
‫نســب�ا‬ ‫ن‬
‫وه املهــارات مــن (‪� )56-64‬لــت (‪ )8‬همــارات ي� هــذا املج ــال عــى درجــة إحتيــاج ي‬ ‫همــارة ي‬
‫احتيا�ــا متوســطة وبنســبة مئويــة (‪.)64.88%‬‬ ‫ج‬ ‫املئويــة بـ ي نـ� (‪ ،)94.05%،75.60%‬وهمــارة واحــدة اكنــت درجــة‬
‫االستنتاج‪:‬‬
‫ف‬
‫قدمــت هــذه الدراســة جمموعــة مــن الكفـ يـا�ت الالزمــة لتاهيــل اعضــاء هيئــة التدريــس ي� اكفــة املؤسســات التعليميــة‬
‫وال ـت مــن خالهلــا يســتطيع املعملـ ي نـ� التعامــل مــع منصــة مــوودل (‪ )Moodle‬إلدارة املقــررات ت‬
‫االلك�ونيــة بكفــاءة وفعاليــة‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫تز‬
‫و� ســواء ب�ســلوب �امـ يـ� او غـ يـر‬ ‫رت‬ ‫مخ‬
‫االلك ـ ي‬
‫ظ‬
‫وكذلــك التعامــل مهعــا بطــرق تعليميــة وتعمليــة تلفــة توظــف طــرق التعلـ يـم‬
‫ن‬
‫ـال لدرجــة‬‫تز�امـ يـ�‪ ،‬ومــن خــال دراســة احتيــاج اعضـ ًـاء هيئــة التدريــس هلــذه الكفـ يـا�ت أ�ــرت النتيجــة مســتوى عـ ي‬
‫االحتيــاج للتدريــب عــى هــذه املهــارات وفقــا لدرجــة االفتقــار يإل�ــا‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫ـوص ب ـرض ورة إعــداد ب� جام تدريبيــة لتأهيــل أعضــاء التدريــس ي� كفـ يـا�ت‬ ‫ي� ضــوء النتيجــة ال ـت ي � احلصــول ي‬
‫عل�ــا نـ ي‬
‫ت‬ ‫ف‬ ‫إدارة املقــررات إال ت‬
‫احتياجا�ــم هلــا‪.‬‬ ‫لك�ونيــة ي� ضــوء‬
‫املراجع‬
‫تقو�ها‪،‬القاهرة‪،‬عــامل الكتب‪.‬‬ ‫ق‬
‫ها‪-‬تطبي�ــا ي‬ ‫إنتا�ــا ‪ -‬ن�ش‬ ‫‪ .1‬إامسعيل‪،‬الغريــب زاهــر (‪ )2009‬املقــررات إال ت‬
‫لك�ونيــة ‪:‬تصميمهــا‪ -‬ج‬
‫االلك� نو� وأدواتــه‪ ،‬ط‪ ،1‬مؤسســة فيليبس للن�ش‬
‫ي‪�،‬يــل (‪ )2010‬نظــم التعلـ يـم ت‬ ‫يز‬
‫إطم� ج‬ ‫‪.2‬‬
‫ي‬
‫العــر� الواقــع واملســتقبل‪http://www.abhatoo.net.ma/content/ ،‬‬ ‫التعلــم‬
‫ي‬ ‫ث‬ ‫ن‬ ‫يز‬
‫عبدالعــز� ب� عــامن(‪)2003‬‬ ‫‪ .3‬ي ج‬
‫التو�ــري‪،‬‬
‫بي‬
‫‪download/7226/101634/version/1/file/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85+%D8%A7%D9%84‬‬

‫‪109‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫‪%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%3A+%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9+%D9%88%D8%A7%D9%8‬‬
‫ر� التصفــح ‪12/1/2017‬م‬ ‫‪ 4%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84.pdf‬ت� ي خ‬
‫رت ن‬ ‫ف‬ ‫رت ن ف‬
‫و�‬
‫و� ي� تكنولوجيــا التعلـ يـم ي� ضــوء معايـ يـر جــودة التعلـ يـم إاللك ـ ي‬ ‫إلك ـ ي‬ ‫‪ .4‬خليــل‪ ،‬حنــان حسأــن عـ يـ� (‪ )2008‬تصمـ يـم ونـ شـر مقــرر‬
‫غــر منشــورة ‪ ،‬جامعــة املنصــورة‪ ،‬مــر‪.‬‬ ‫ماجســت� ي‬ ‫ي‬ ‫الوانــب املعرفيــة والدائيــة لــدي طــاب لكيــة تال� بيــة‪ ،‬ة‬
‫رســال‬ ‫لتنميــة ج‬
‫ق‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ض‬
‫ـر� لــدى أعضــاء هيئــة التدريــس ب ج�امعــة إالمــام حممــد ب ن�‬ ‫ـا� الـ ي‬ ‫ـوع املعلومـ ي‬ ‫ـو� بإ�اهـ يـم (‪ )2011‬تنميــة جا�اهــات ةالـ ي‬ ‫‪ .5‬الدبيــان‪ ،‬ت أمـ ي‬
‫العلم�‪ ،‬جمــ� دراســات املعلومــات‪ ،‬ع ‪.101 – 156 ، 10‬‬ ‫ي‬ ‫تطــو� البحــث‬
‫ســعود إالســامية و� يث�هــا عــى ي‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫رت‬ ‫ن‬ ‫ث‬
‫ـاس ب ج�امعــة الزهــر بغــزة همــارات التخطيــط اليـ ي‬
‫ـوم‬ ‫‪ .6‬دحـةـان‪ ،‬عــامن(‪ )2012‬فاعليــة الـرب � جم املقـ ح ي� إكســاب نطالبــات التعلـ يـم السـ ي‬
‫ـط�‪.‬‬ ‫ـزة ‪ ،‬فلسـ ي‬ ‫للدروس‪.‬رســال ماجسـ يـت� غـ يـر منشــورة‪ ،‬جامعــة االزهــر‪ ،‬غـ‬
‫رت ن‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫تقو�يــة"‪،‬‬‫و� "دراســة ي‬ ‫املهنيــة لعضــاء فهيئــة رتالتدريــس � ضــوء متطلبــات التعلـ يـم إاللك ـ ي‬ ‫‪ .7‬رضــوان‪ ،‬حنــان أمحــد ‪ )2009( ،‬التنميــة‬
‫وقضــا� التنميــة العربيــة "رؤئ واســ اتيجيات"‪ ،‬ي� الفــ ة مــن‪ 24 - 22 :‬مــارس‪ ، 2009‬القاهــرة‪.‬‬ ‫رت‬ ‫ت‬
‫مؤ�ــر املعلوماتيــة‬
‫ي‬
‫لــو�‪ ،‬لكيــة تال� بيــة‪ ،‬جامعــة طنطــا‪https://docs.google.com/ .‬‬ ‫ي‬ ‫‪ .8‬ال�ش ــاوي‪ ،‬وســام فــاروق فــرج فــرج (‪ )2014‬نامل�ــج التكنو ج‬
‫ت� ير� التصفــح ‪12/1/2017‬م‬ ‫خ‬ ‫‪document/d/1sv8pOLRSryGsJvgMNHkILTYda30mIz3QI9xiMG0uE_E/edit?pli=1‬‬
‫ث أ‬ ‫ف‬
‫ثــا� البعــاد لــدى طلبــة تكنولوجيــا‬ ‫ي‬ ‫التصمــم‬
‫ي‬ ‫‪ .9‬عاشــور‪ ،‬حممــد إامسعيــل ن�فــع (‪ )2009‬فاعليــة ب� ن� جم ‪ Moodle‬ي� اكتســاب همــارات‬
‫ين‬
‫فلســط�‪.‬‬ ‫الامعــة إالســامية بغــزة‪،‬‬ ‫غــر منشــورة‪ ،‬لكيــة تال� بيــة‪ ،‬ج‬ ‫ماجســت� ي‬ ‫ي‬ ‫ة‬
‫رســال‬ ‫التعلــم ب� جلامعــة إالســامية‪،‬‬‫ي‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫رت‬ ‫ف‬ ‫ً أ‬
‫ـدول للتعــم‬ ‫و� عــن بعــد»‪ ،‬املؤ�ــر الـ ي‬ ‫ـزم‪ ،‬نبيــل جــاد (‪« .)2006‬كفـ يـا�ت املعــم وفقــا لدواره املســتقبلية ي� نظــام التعلـ يـم إاللك ـ ي‬ ‫‪ .10‬عـ ي‬
‫مــن بعــد‪ ،‬مســقط‪ :‬ســلطنة معــان‪ 27-29 ،‬مــارس‪.‬‬
‫ت‬
‫ـو�ت احلاســوب‪:‬‬ ‫ـد�ت مطلــع القــرن احلــادي والعـ شـر ي ن�‪ ،‬سلسـ ةـ� ت� بـ ي‬ ‫ـو�ت احلاســوب و�ـ ي‬ ‫(‪ )2003‬ت� بـ ي‬
‫ف‬
‫‪ .11‬الفــار‪ ،‬بإ�اهـ يـم عبــد الوكيــل‬
‫امــ�‪.‬‬ ‫ت‬
‫ال ي‬ ‫اســتخدام احلاســوب وتكنولوجيــا املعلومــات ي� ال� بيــة (‪ ،)1‬إالمــارات‪ :‬دار الكتــاب ج‬
‫و� لتنميــة همــارات اســتخدام نظــام مــوودل (‪ )Moodle‬لــدى طــاب الدراســات‬ ‫‪ .12‬حممــد ‪ ،‬نبيــل الســيد (‪ )2010‬فاعليــة مقــرر الك ـرت ن‬
‫ي‬ ‫ن‬ ‫ف‬
‫ـر� والدافعيــة إلل ج�ــاز‪ ،‬لكيــة تال� بيــة ‪ ،‬جامعــة نب�ــا‪.‬‬ ‫ي‬ ‫العليــا ثوأ�ه عــى التحصيــل املعـ‬
‫ف‬
‫‪ .13‬املطـ يـري ‪ ،‬ســلطان هويــدي ســلطان (‪ )2008‬ثأ� مدخــل تكنولـ جـو� متاكمــل � التدريــب إاللك ـرت ن‬
‫و� لتنميــة بعــض همــارات إدارة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ة‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫املقــررات إال ت‬
‫غــر‬
‫ي‬ ‫اه‬ ‫ر‬ ‫دكتــو‬ ‫رســال‬ ‫وهــا‪،‬‬ ‫�‬ ‫ــم‬ ‫اها�‬ ‫وا�‬ ‫ج‬ ‫الســعودية‬ ‫العربيــة‬ ‫ململكــة‬ ‫املعملــ� ب�‬ ‫لك�ونيــة لــدى أعضــاء هيئــة التدريــس بلكيــات‬
‫منشــورة‪ ،‬جامعــة القاهــرة ‪ ،‬مــر‪.‬‬
‫ش ن ث ف ت‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ن‬
‫ـد�ت تال� بيــة العربيــة ي� القــرن احلــادي والعــر ي� وأ�هــا ي� �ديــد دور‬ ‫‪ .14‬ملــاوي‪ ،‬ن�زم حممــود‪ .‬ج�ــادات‪ ،‬عبــد الســام (‪� )2007‬ـ ي‬
‫والنســانية املج لــد‪ ,4‬العــدد‪ ،2‬ص ص ‪.143-159‬‬ ‫ــ� جامعــة الشــارقة للعلــوم ال�ش عيــة إ‬ ‫معــم املســتقبل‪ ,‬جم ة‬
‫أ‬
‫مســتحد�ت تكنولوجيــا‬ ‫ث‬ ‫‪ .15‬النجــار‪ ،‬حســن عبــد الــه‪ )2009(،‬ب� ن� جم مقــرت ح لتدريــب أعضــاء هيئــة التدريــس ب ج�امعــة القــى عــى‬
‫ة‬ ‫احتياجا�ــم التدريبيــة‪ ،‬جم ة‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫سلســ� الدراســات إالنســانية‪ ،‬املج لــد (‪ ،)17‬العــدد (‪ ،)1‬ص ‪.-751 709‬‬ ‫الامعــة إالســامية‪،‬‬ ‫ــ� ج‬ ‫التعلــم ي� ضــوء‬
‫ي‬
‫‪16. https://moodlemoot.org/majlis/‬‬
‫‪17. Dee, J. R. and Daly, C. J. (2009). Innovative models for organizing faculty development programs pedagogical‬‬
‫‪reflexivity, student learning empathy, and faculty agency, Human Architecture: Journal Of The Sociology Of Self-Knowledge,‬‬
‫‪VII (1), 1-22.‬‬
‫‪18. Gasaymeh, A. M. (2009). A Study of faculty attitudes toward internet-based distance education: A Survey of two‬‬
‫‪Jordanian public universities, doctoral dissertation, Education College, Ohio University. Retrieved July 9, 2011, from http://‬‬
‫‪etd.ohiolink.edu/view.cgi?acc_num=ohiou1253908636‬‬
‫‪19. Latchem, C.and Jung, I. (2010).Distance and blended learning in Asia routledge. New York; Taylor & Francis Group.‬‬
‫‪20. V. Nedeva (2005) The Possibilities Of E-Learning, Based On Moodle Software Platform, Trakia Journal of Sciences,‬‬
‫‪Vol. 3, No.7, pp 12-19.‬‬

‫‪110‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫درس التاريخ بني املعرفة العاملة واملعرفة املتعلمة‪ :‬رؤية‬

‫‪7‬‬
‫ديداكتيكية‬

‫الطاهر قدوري‬
‫والتكو� ج�ة ال�ش ق‬
‫ين‬ ‫الهــوي ملهن تال� بيــة‬
‫املركــز ج‬

‫يخ ف‬ ‫أ‬
‫ـار� ي� املدرســة‪ ،‬ملــا هل مــن‬ ‫انتبــه الفاعلــون تال� بويــون منــذ وقــت مبكــر للمهيــة الكبـ يـرة ال ـت ي يضطلــع ب�ــا درس التـ‬
‫وتوج�هــا ن�ــو خدمــة أهــداف حمــددة ال تخ�ــرج عــن إالطــار العــام الــذي ت�مســه الـ ة‬
‫ـدول‬ ‫أمهيــة قصــوى ي� تشــكيل الناشــئة ي‬
‫ف‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫رت‬
‫و� السياســة بــل وح ـىت عــى املســتوى‬ ‫و� االقتصــاد ي‬ ‫و� التعلـ يـم ي‬ ‫مــن اس ـ اتيجيات عامــة ي� ش ـىت املج ــاالت‪ :‬ي� الثقافــة ي‬
‫املج تمـ يـ�‪ ...‬واملنظومــة تال� بويــة املغربيــة ال تشــد عــن هــذا التوجــه‪ ،‬إذ ظــل الفاعلــون تال� بويــون ينــادون طيـ ةـ� مراحــل‬
‫ـار� البلــد وحضارتــه‪ ،‬إذ بفضــل درس‬ ‫ـار� مــا يســتحقه مــن عنايــة خدمــة لتـ ي خ‬ ‫التعلــم ف� املغــرب‪ ،‬ب ـرض ورة إيــاء درس التـ ي خ‬
‫ي ي‬
‫ر� أســافه واملســامهة احلضاريــة الـت ي أفــادوا ب�ــا الب�ش يــة‪ ،‬ليتطلــع هــو مــن جانبــه‬ ‫ر� وطنــه و ت� ي خ‬ ‫ـار� يتعــرف املتعــم ت� ي خ‬ ‫التـ ي خ‬
‫التار�يــة ويســت�ش ف بنــاء املســتقبل وفــق مــا وقــر ف� ذهنــه مــن ي جإ�ابيــات درس التـ ي خ‬
‫ـار�‪.‬‬ ‫للحفــاظ عــى املكتســبات ي خ‬
‫ي‬
‫أ‬ ‫ـدول املغربيــة احلديثــة عــى مراجعــة ال ـرب جام واملقــررات الدراســية ملــادة التـ ي خ‬ ‫وقــد حرصــت الـ ة‬
‫ـار� عــى القــل منــذ‬
‫ف‬
‫اال� ـراط الواســع ي�‬ ‫ـدول املغربيــة عــى مســتوى ن خ‬ ‫مرحـ ةـ� االســتقالل‪ ،‬وذلــك انســجاما مــع التوجــه العــم الــذي تبنتــه الـ ة‬
‫ر� املغــرب املســتقل‪ ،‬فأصــدرت الــوزارة الوصيــة عــدة‬ ‫معليــات التعريــب واملغربــة الـت بصمــت عــى مرحـ ةـ� هامــة مــن ت� ي خ‬
‫ة‬ ‫ي‬
‫ـذ� عايشــوا االســتعمار واحلركــة التحرريــة‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫كتــب مدرســية هســر عــى إخر جا�ــا ثــ� مــن الباحثـ يـ� املغاربــة الشــباب فالـ ي‬
‫الطــورة الــش ي ء‬‫جان�ــم � معركــة حقيقيــة هلــا مــن خ‬ ‫الواســعة الــت ي تبناهــا املغاربــة ج‬
‫ملوا�ــة املســتعمر‪ ،‬لينخرطــوا مــن ب ي‬
‫ـر� مــن مــا علــق بــه عــن قصــد أو عــن غـ يـر قصــد مــن شــوائب‬ ‫ـو� تخ�ليــص التـ ي خ‬
‫ـار� املغـ‬ ‫الكثـ يـر‪ ،‬نإ�ــا معركــة فكريــة تتـ خ‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫ب‬
‫أمك�ــم أن ي ج�ــدوا ي� مــدارس املســتعمر مقعــدا ملواصـ ةـ� الدراســة احلديثــة‪،‬‬ ‫ـذ� ن‬ ‫المــ� عنــد التالميــذ الـ ي ن‬
‫ي‬
‫طبعــت خ‬
‫امليــال ج‬
‫ـ� البســيط‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـتوامه‬ ‫ـ‬ ‫ملس‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫لنظ‬ ‫�‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫حيهص‬ ‫�‬ ‫فــان طبيعيــا أن يتلقفــوا معلومــات ال � نك�ــم ف�هصــا وال ت‬
‫ي‬ ‫ب‬ ‫ي‬
‫وهكــذا فقــد دســت الســلطات تال� بويــة االســتعمارية العديــد مــن أالحــام املســبقة ال ـت ضأ�ــت مــع مــرور السـ ي ن‬
‫ـن�‬
‫ف‬ ‫ي‬
‫ـو� املســت�ش ية ي� البــاد والقطــع‬ ‫مســمات مــن قبيــل أن‪ :‬فرنســا مــا قدمــت إىل املغــرب إال مــن أجــل محايتــه مــن الفـ ض‬
‫أ‬ ‫ق ف‬ ‫أ‬
‫ـر� ي� ســم المم املتقدمــة عرصئــذ‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـجل‬ ‫ـ‬ ‫أـ‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـرب‬ ‫ـ‬ ‫لملغ‬ ‫ـاعدة‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ي‬
‫ـد�‬ ‫ـ‬ ‫وتق‬ ‫ار‬ ‫ر‬ ‫ـتق‬ ‫ـ‬ ‫واالس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬‫ال‬ ‫مــع ظاهــرة الســيبة وتوفـ يـر‬

‫‪111‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ـي� قدمــوا أنفهســم ورثــة‬ ‫مــع ت أ� كيدهــا عــى نأ�ــا ســتواصل املسـ يـرة الرومانيــة ف ي� الـ شـامل إالفريـ قـى ب�لنظــر إىل أن الفرنسـ ي ن‬
‫ي‬
‫إال بم�اطوريــة الرومانيــة تامل�الكــة ‪.‬‬
‫ـ� جــد حساســة بــل جــد خطـ يـرة‪،‬‬ ‫هلــذا لكــه‪ ،‬فقــد اكنــت هممــة املؤلفـ ي نـ� للكتــب املدرســية الـت ي أعقبــت التأليــف الفرنـ‬
‫ي أ‬ ‫الوطــ� عــى ي خ‬
‫الوطــ� ب�ــدف ت�ســيخه عنــد الجيــال‪ ،‬دون إغفــال إماكنيــة‬ ‫ي‬
‫التــار� ن‬
‫ي‬
‫وقــد حرصــوا عــى إضفــاء الطابــع ن‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫والفريـ ق يـى والســيوي مــن خــال بعــض الـ نـامذج خصوصــا بإ�ن‬ ‫ـر� إ‬ ‫بي‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫و‬ ‫ور�‬
‫ـامل‪ :‬ب ي‬
‫ال‬ ‫ـار� العـ ي‬
‫االنفتــاح عــى تدريــس التـ ي خ‬
‫أ‬ ‫رت‬
‫ور� ‪.‬‬
‫ف ـ ات مقاومــة االحتــال ب ي‬
‫ال‬
‫أ‬
‫وإ�اهـ يـم ش�ف‬ ‫ب‬ ‫رب‬ ‫ـ‬ ‫زني‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫وحمم‬ ‫ن‬
‫ـ�‬ ‫ـ‬
‫ي ي‬ ‫أم‬ ‫ز‬
‫ـز�‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫عب‬ ‫ـادة‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫نذك‬ ‫أن‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫املهم‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫اضطلع‬ ‫ي‬
‫ت‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫امسء‬‫ال‬ ‫ومــن بأ�ز‬
‫ـ� ومصطـ فـى آل الطالــب وحممــد البكـراوي وسـ يـل�ت جـرب ان وحلســن جنــان وأمحــد‬ ‫ي‬ ‫وإ�اهـ يـم بوطالــب وحممــد الزعيـ‬ ‫ب‬ ‫الـ ي ن‬
‫ـد�‬
‫الامعــة املغربيــة بشــعبة التـ ي خ‬
‫ـار�‪،‬‬
‫ف‬
‫ـر� بطابــع خــاص ي� ج‬ ‫ـ‬ ‫املغ‬ ‫ســعدي‪ ،‬واملالحــظ أن هــذه أالامسء طبعــت البحــث التـ ي خ‬
‫ـار�‬
‫ف‬ ‫بي‬ ‫ش ي‬
‫ة‬
‫و�عــت عــى البحــث ي� املواضيــع غـ يـر املألوفــة املتصــ� ب�ملج تمــع‬ ‫ـار� ج‬ ‫وحققــت انفتاحــا كبـ يـرا عــى العلــوم املســاعدة للتـ ي خ‬
‫والعامــة والذهنيــات واالقتصــاد ‪...‬‬
‫ف أ‬ ‫وقــد ظلــت مشــل�ة نقــل ي خ‬
‫ومنــاه متعــددة إىل‬ ‫ج‬ ‫تعقيــدات‬ ‫مــن‬ ‫بــه‬ ‫ارتبــط‬ ‫ومــا‬ ‫اكد�‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫املعــر�‬
‫ي‬ ‫ــاهل‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫مــن‬ ‫التــار�‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫ت‬
‫ـدرس‪ ،‬إذ مــا الســبل ال ـ ي �كننــا مــن‬ ‫ي‬ ‫املعرفــة املتعملــة البســيطة املقدمــة لملتعــم مش ـل�ة حقيقيــة ي� ميــدان التأليــف املـ‬
‫ف‬ ‫تقــد� مغالطــات أو تشــويه احلقائــق ي خ‬ ‫تبســيط املعرفــة وجعلهــا ف ي� متنــاول املتعــم دون ي‬
‫التار�يــة أو تعســف ي� توظيــف‬
‫بشــأ�ا؟ إن هــذه القضيــة مرتبطــة أساســا‬ ‫الدعامــات الديداكتيكيــة ف� احــرت ام ت�م للضوابــط البيداغوجيــة املتعــارف ن‬
‫ي‬
‫ن ف‬
‫ب�لنقــل الديداكتيـ يـ� الــذي مــن همامــه تبســيط املعرفــة العاملــة وجعلهــا هسـ ةـ� ميــرة لملتعملـ يـ� ي� منــأى عــن التعقيــدات‬
‫ـار� منضبطــا هلــذا التصــور؟‬ ‫ـار�‪ ،‬فــإىل أي حــد اكن درس التـ ي خ‬ ‫ودون إالخــال بلــب التـ ي خ‬
‫ومــن خــال عودتنــا أللدبيــات تال� بويــة املؤطــرة لملدرســة املغربيــة الـت صاغــت خطــا وطنيــا لتدريــس مــادة التـ ي خ‬
‫ـار�‪،‬‬ ‫ي‬ ‫آ‬ ‫أ‬
‫ي�كــن تســجيل املالحظــة الساســية التيــة‪:‬‬
‫ف‬
‫إن املهتمـ ي نـ� ب�لشــأن تال� بــوي ي� املدرســة املغربيــة أخــذوا يتجهــون منــذ بدايــة منتصــف ســبعينات القــرن العـ شـر ي ن�‬
‫املنــاه‬
‫عرف�ــا ج‬ ‫إىل أالخــذ ب�ختلــف التطــورات الــت حلقــت النظــام تال� بــوي عــى املســتوى العــامل‪ ،‬خاصــة تلــك الــت ت‬
‫ي‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫خ‬
‫تال� بويــة ي� املدرســة الوربيــة‪ ،‬وبصفــة أخــص املدرســة الفرنســية‪ ،‬مــع التأكيــد أن اهلــدف الىمس لــدرس التــار� اكن‬
‫ي‬
‫ـا� واســت�ش اف بنــاء‬ ‫ـا� فل�ــم احلـ ض‬ ‫قو�ــة‪ ،‬ت�تكــز عــى معرفــة وقائــع املـ ض‬ ‫وال ي ز�ال هــو ت� بيــة جيــل مــن املتعملـ ي نـ� ت� بيــة ي‬
‫خ‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫املفاهــم املرتبطــة‬ ‫لملتعملــ�‪ ،‬تو�س ي‬
‫لد�ــم‬ ‫ين‬ ‫لــى‬ ‫وال ق‬
‫التكــو� الفكــري خ‬ ‫ين‬ ‫تقويــة‬ ‫�‬ ‫املســتقبل ‪ ،‬امك أن دروس ي خ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫التــار� تســامه ي‬
‫ـار� عــى مســتوى املــان والزمــن والبيئــة‪ :‬مالحظــة واســتنتاجا ونقــدا‪ ،‬مــع التأكيــد عــى املوضوعيــة والتجــرد‬ ‫ب�قــل التـ ي خ‬
‫بــ� ثــاث مراحــل ن�اهــا أساســية أطــرت اختيــارات منظومــة تال� بيــة‬ ‫ــ� ي ن‬ ‫والنســبية ‪ ،‬فو� هــذا املســتوى أمكننــا أن ن� ي ز‬
‫ف‬ ‫ي‬
‫ـوم ب�ململكــة‪.‬‬ ‫خ‬ ‫ت‬
‫والتعلـ يـم ب�ملغــرب‪ ،‬وعــى ضو�ــا ي�كــن �ــم التطــورات ال ـ ي حلقــت تدريســية مــادة التـ ي‬ ‫ئ‬
‫ـار� ب�لتعلـ يـم العمـ ي‬
‫‪112‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ـا�‬ ‫ـدول املغربيــة لسياســة التعريــب الـت انطلقــت مــع ســبعينات القــرن املـ ض‬ ‫لقــد تز�امنــت املرحـ ةـ� أالوىل‪ :‬مــع تبـ نـ� الـ ة‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫�ش‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫خ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ض‬
‫ـتن� مــع تبـ يـ� ب�� جم الســنة‬ ‫والغرافيــة ال ـ ي سـ ي‬ ‫ـدر� ملج موعــة مــن املــواد ومــن ��ــا مــادة التــار� ج‬ ‫و لــت التعريــب التـ ي يج‬
‫ف‬
‫الرابعــة مــن الســلك إالعــدادي ي� منتصــف ســبعينات القــرن العـ شـر ي ن�‪.‬‬
‫ش‬
‫ولعــل مــا مـ ي زـ� هــذه املقــررات نأ�ــا جــاءت وفيــة ملقاربــة املتــون الطويـ ةـ� الـت ي اكن اهلــدف مــن ور ئا�ــا �ــن التالميــذ‬
‫ة ف‬
‫ـدرس‪ ،‬وقــد اكن الغــرض مــن وراء هــذا‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫الكت‬ ‫�‬‫ب�علومــات عديــدة متفاوتــة القيمــة العمليــة ع ـرب صفحــات طويــ� ي‬
‫التوجــه إكســاب املعــم قــدرا هامــا مــن املعلومــات بغيــة اس ـرت جاهعا بإ�ن االختبــارات أو أثنــاء االمتحـ نـا�ت إال�ش اديــة‪،‬‬
‫املــزون الذهـ ن يـ� لملتعــم دون دفعــه إلمعــال العقــل‬ ‫ال ـت اكنــت تنطلــق أساســا مــن أســئلة تبـ نـى وفــق نم�جيــة اســتدعاء خ‬
‫ي‬
‫خ‬
‫ـداع‪.‬‬
‫ـار� والعمــل إالبـ ي‬ ‫والنقــد التـ ي ي‬
‫ش‬ ‫ف‬
‫ولك هــذا‪ ،‬ي� ظــل تعطيــل اكمــل مللــات املتعملـ ي نـ�‪ ،‬مــادام الغــرض هــو �ــت ذهــن املتعــم ب�علومــات غـ يـز�ة ب�لنظــر‬
‫غ‬
‫التوج�ــات تال� بويــة املرافقــة‬ ‫ـدرس يو�ليــه عــى املتعملـ ي نـ�‪ ،‬ر� أن ي‬ ‫لســلبيته وحموريــة املــدرس‪ ،‬الــذي عليــه أن يلخــص الـ‬
‫بمــة ف� التعلـ يـم الثانــوي بشــقيه الســلك الول والســلك الثــا� طيـ ةـ� مرحـ ةـ� ســبعينات القــرن املـ ض‬
‫ن‬ ‫أ‬
‫ـا�‪،‬‬‫ي‬ ‫ي‬ ‫هلــذه الكتــب امل� ج ي‬
‫ـو� بـ ي نـ� املــدرس واملتعملـ ي نـ�‪ ،‬واالبتعــاد مــا أمكــن عــن أســلوب‬ ‫ض‬
‫تؤكــد عــى �ورة فتــح قنــوات احلــوار والتواصــل البيداغـ ج ي‬
‫ـار� حصــة‬ ‫خ‬
‫درس والـ ي ي�تــل يف�ــا النــص التـ ي ي‬
‫ت‬ ‫التلقـ ي نـ� املبـ شـا� واحلــوار العمــودي‪ ،‬واســتغالل وســائل إاليضــاح املرفقــة بــل‬
‫ـاع‪.‬‬ ‫ـ‬‫�‬‫ج‬ ‫ـص‬ ‫ـ‬ ‫ملخ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫لكتاب‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ميهع‬ ‫�‬ ‫ج‬
‫ت‬
‫ـق‬‫ـ‬ ‫أف‬ ‫�‬
‫ف‬
‫ـبورة‬‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـى‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ملخهص‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫وكتاب‬ ‫ا‬ ‫أالســد‪ ،‬الســتخراج أالفــار ومناقش ـهت‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫إال أن هــذا الطمــوح مل يكــن ليتحقــق عــى أرض الواقــع ب�لنظــر لطبيعــة املرحـ ةـ� وخصوصيــة املــادة خاصــة إذا تعلــق‬
‫أ‬
‫المــر ب�ســتوى إ�ش ــادي ‪ ،‬امك أن الفلســفة تال� بويــة املغربيــة مل تكــن قــد اســتوعبت بعــد التطــورات ال ـت ي �ش تد�ــا املج ــاالت‬
‫ف‬
‫البيداغوجيــة احلديثــة ال ـت ي تتمركــز حــول املتعــم‪ ،‬فقــد ظلــت منجذبــة إىل الــوراء وفيــة للنظ ـرات التقليديــة ي� التدريــس‬
‫والميــع يــدور حــوهل‪ ،‬إذ هــو املالــك لملعرفــة أمــا املتعــم فــم ينظــر إليــه ســوى أنــه‬ ‫الـت ي ي�تــل يف�ــا املــدرس قطــب الــرىح ج‬
‫ورقــة بيضــاء وجــب تســويدها ب�جموعــة مــن املعلومــات‪.‬‬
‫إال أن هــذا الواقــع‪ ،‬بــدأ ي خ�ــف وطــؤه مــع التطــورات املتالحقــة والرسيعــة الــت ي أصبحــت تســجلها علــوم تال� بيــة‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫بو�لخــص عــم النفــس تال� بــوي الــذي أصبــح ينــادي ب ـرض ورة إيــاء املتعــم ماكنــة معت ـرب ة ي� املنظومــة تال� بويــة‪ ،‬وأخــذ‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫املهتمــون‪ ،‬ي� املرحـ ةـ� الثانيــة مــن تطــورات املنظومــة تال� بويــة الوطنيــة‪ ،‬ينــادون بـرض ورة الخــذ بعـ ي نـ� االعتبــار لك الظــروف‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ت ت‬
‫و� هــذا إالطــار قدمــت بيداغوجيــا الهــداف‬ ‫ي‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املدرس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫فض‬ ‫ـارع‬
‫ـ‬ ‫الش‬ ‫و�‬ ‫ـت‬
‫ـ‬ ‫البي‬ ‫�‬ ‫ـذ‪،‬‬
‫ـ‬ ‫التملي‬ ‫ـدرس‬ ‫ـ‬ ‫بتم‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫ال ـ ي‬
‫أ‬ ‫ي ف‬ ‫ي‬
‫ـوال�ت املتحــدة المريكيــة‪.‬‬ ‫ـر� والـ ي‬ ‫نفهســا بديــا حقيقيــا عــن البيداغوجيــا الســابقة ي� العــامل الغـ ب ي‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫أمــا ي� املغــرب‪ ،‬فــإن إصالحــات جوهريــة ســي�ش دها حقــل تال� بيــة والتعلـ يـم ي� ظــل مراجعــة شــامة بل� جامــه ومقرراتــه‬
‫ـا�‪،‬‬ ‫وتصوراتــه تال� بويــة ب�لنظــر لملتغـ يـرات إالقليميــة والدوليــة ال ـت أخــذ ي�ش دهــا العــامل مــع بدايــة ث�انينــات القــرن املـ ض‬
‫ي‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ف‬
‫لــذا فــإن الفاعلـ ي نـ� ي� حقــل التعلـ يـم أخــذوا ي ج�نحــون �ــو تبـ يـ� بيداغوجيــا التدريــس بواســطة الهــداف ال ـ ي اعت ـرب ت‬
‫ت‬ ‫ن‬
‫وق�ــا ‪ ،‬ومــن ث� معــل مؤلفــو الكتــب املدرســية منــذ منتصــف ثال�نينــات إىل إصــدار كتــب جديــدة ت�ــت هندسـهت ا‬ ‫موضــة ف� ت‬
‫ي‬
‫‪113‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ـر� ب�ــا‪ ،‬ويســى إىل‬ ‫ـز� الــدرس إىل جمموعــة مــن أالهــداف يعمــل املــدرس عــى التـ ي‬ ‫وفــق بيداغوجيــا أالهــداف‪ ،‬فـ تـم ت ج�ـ ي ئ‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫ت ق‬
‫ـدا�‪ ،‬امك يســى للتأكــد مــن � قق�ــا مــع ن�ايــة لك درس ‪ ،‬إال أن هــذه‬ ‫ـرك والوجـ ي‬
‫ـ� احلـ ي‬ ‫ـر� واحلـ ي‬ ‫�قي�ــا عــى املســتوى املعـ ي‬
‫ت‬
‫القويــة ال ـ ي‬ ‫أ‬
‫االختيــارات رسعــان مــا بــدأ يــدب يإل�ــا العــور ويتخللهــا االضط ـراب‪ ،‬فــم تســتطع الصمــود أمــام هســام النقــد‬
‫جو�ــت هلــذه البيداغوجيــة مــن لك حــدب وصــب‪ ،‬خاصــة نم�ــا مــا تعلــق بتفتيــت التعملــات إىل جمموعــة مــن الهــداف‬
‫أ‬ ‫ت‬
‫يصعــب التأكــد مــن � ققي�ــا وقياهســا‪ ،‬خاصــة الفعــال الســلوكية واملواقفيــة‪.‬‬
‫وتغــ�‬‫النقــص ف ي‬ ‫مقــار�ت تدريســية جديــدة تتمــم‬ ‫لــذا ســيفكر الفاعلــون تال� بويــون ب ج�ــد بــرض ورة االنفتــاح عــى ب‬
‫اع�ــا ي�‬ ‫خل�ــا التدريــس بواســطة أالهــداف‪ ،‬فـ تـم تبـ نـ� التدريــس وفــق مقاربــة الكفـ يـا�ت ال ـت أثبــت ن ج� ت‬ ‫البيضــات ال ـت ف‬
‫أ ي‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ي‬
‫ـو� املهـ يـ�‪ ،‬ليــم نقلهــا إىل جمــال ال� بيــة والتعلـ يـم ي� العديــد مــن الــدول الوربيــة وبعــض الــدول‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫حقــل الصناعــة والتكـ ي‬
‫العربيــة‪ ،‬وهــذه املرحـ ةـ� تتوافــق مــع املرحـ ةـ� الثالثــة الـت ي طبعــت تطــور املنظومــة تال� بويــة الوطنيــة‪ ،‬فـ تـم إخـراج عــدد كبـ يـر‬
‫ـدا� والثانــوي بشــقيه إالعــدادي والتأهيـ يـ�‪،‬‬ ‫ئ‬ ‫ف مخ‬
‫مــن الكتــب خاملدرســية ي� تلــف مراحــل التعلـ يـم ب�ملغــرب‪ :‬املســتوى االبتـ ي‬
‫ـار� مل تكــن لتشــد عــن هــذا التوجــه‪ ،‬فقــد طبعــت العديــد مــن الكتــب املدرســية تســتجيب للتدريــس وفــق‬ ‫ومــادة التـ ي‬
‫ف‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫رت‬
‫و�‬ ‫مقاربــة الكفـ يـا�ت‪ ،‬ال ـت ي نصــت عــى كفـ يـا�ت أســاس أو اس ـ اتيجية وكفـ يـا�ت ممتــدة‪ ،‬يـ تـم �قي�ــا ع ـرب ب� جام دراســية ي‬
‫أســاك مخ تلفــة‪.‬‬
‫ـر� ف� منظومتنــا تال� بويــة‪ ،‬تطــور تدريــس مــادة التـ ي خ‬
‫ـار� ال ـت‬ ‫ف‬
‫وعــى ضــوء هــذه التطــورات ال ـت ي مســت ج‬
‫ي‬ ‫الانــب املعـ ي ي‬ ‫ن‬
‫للتو�ــات العامــة الـت ي يؤطرهــا امليثــاق الوطـ ن يـ�‬ ‫أخــذت تـ ن زـ�ع �ــو بنــاء قــدرات وكفــاءات عــن طريــق تبـ ن يـ� ب� جام تســتجيب ج‬
‫ـو�‪ ،‬والــذي ينــص عــى ض�ورة الرفــع مــن جــودة التعملــات‪ ،‬ومــن ث� أخــذ يعــى لتدريــس مــادة التـ ي خ‬
‫ـار�‬ ‫تلل� بيــة والتكـ ي ن‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫أمهيــة خاصــة وإن ظلــت دون طموحــات الطــر تال� بويــة والفاعلـ ي نـ� ي� حقــل تال� بيــة والتعلـ يـم‪� ،‬ــا حج ــم حضــور تدريــس‬
‫ـار� تســتجيب ملــا ســطر هلــا مــن أهــداف‬ ‫ـار� ف� املدرســة املغربيــة؟ وإىل حــد اكنــت مضامـ نـ� ومقــررات مــادة التـ ي خ‬ ‫مــادة التـ ي خ‬
‫خ أ‬ ‫لة ي خ أ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ـار� لحــداث‬ ‫ـار� المــة املغربيــة عــى مســتوى التسلســل التـ يي‬ ‫إمــا نوعيــة أو خاصــة؟ وهــل جــاءت هــذه الـرب جام شــام لتـ‬
‫دويال�ــا؟ إن هــذه‬ ‫ـاال�ا وكــذا ت‬ ‫ة‬
‫الوطنيــة؟ وهــل اكنــت وافيــة لملجــال الــذي امتــدت عليــه الــدول املغربيــة ع ـرب حــم سـ ت‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫لة‬ ‫أ‬
‫وغ�هــا ســنحاول ب� ث�ــا ي� هــذه الورقــة آملـ ي نـ� التوفيــق ي� هــذا املســى‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ـئ‬
‫ـ‬ ‫س‬‫ال‬
‫‪ -1‬درس التاريخ واملرجعية القانونية‪.‬‬
‫ف ت‬
‫الشــع� ي� فــا� يوليــو ‪ 2011‬م أن اهلويــة املغربيــة‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫املغــر� الــذي صــودق عليــه عــرب االســتفتاء‬
‫بي‬ ‫أكــد الدســتور‬
‫ف‬
‫وبوحد�ــا تال�ابيــة ن‬
‫ودي�ــا‬ ‫ت‬ ‫متمـ ي زـ�ة وذات روافــد متعــددة والــل منهصــر ي� بوثقــة اململكــة املغربيــة ذات الســيادة الاكمـ ةـ�‬
‫ـام ‪.‬‬
‫إالسـ ي‬
‫ف‬ ‫وفقــد نــص الدســتور املغــر� أن هوية ة‬
‫الدول املغربية تتأســس أساســا ي� أبعادها الثالثة‪:‬‬ ‫بي‬
‫أوال ف ي� اهلويــة العربيــة إالســامية وذلــك ب�ــم االنـ تـامء أللمــة العربيــة إالســامية عــى مســتوى اللغــة العربيــة والـ ي ن‬
‫ـد�‬
‫ـام‪.‬‬
‫إالسـ ي‬
‫‪114‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ر�هــم‬‫ث�نيــا البعــد أالمازيـ غـى الــذي ي ج�ــد امتــداده ف� الثقافــة واللغــة أالمازيغيــة الـت تبناهــا أالمازيــغ املغاربــة عـرب ت� ي خ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ن ي ف‬
‫ت‬
‫عل�ــا ي� تواصلهــم وعوائــدمه املج تمعيــة ومعامال�ــم‪.‬‬ ‫الطويل‪،‬وظلــوا حمافظـ يـ� ي‬
‫ـا� الذي يشــل جزء ال يتجـزأ من الشــخصية املغربية‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ث‬
‫�لثــا البعــد الصحراوي احلسـ ي‬
‫وع� يــة ومتوســطية ‪،‬تعكــس تلــك احلقيقــة ي خ ت‬ ‫تغذ�ــا روافــد مخ تلفــة‪ :‬إغريقيــة وأندلســية ب‬
‫التار�يــة ال ـ ي‬ ‫ف‬
‫وهــذه اهلويــة ي‬
‫ومنــىه العديــد مــن الرحــات‬ ‫ملتــى ت‬ ‫ر�هــا الضــارب � القــدم ظلــت عــى الــدوام ق‬ ‫مفادهــا أن بــاد املغــرب وعــرب ت� ي خ‬
‫ي‬
‫واملوجــات الب�ش يــة القادمــة مــن الـ شـرق والـ شـامل واملتدفقــة مــن ج‬
‫النــوب‪.‬‬
‫أ‬
‫وقــد اســتقرت ب ج�انــب الســاكنة الصليــة العديــد مــن الشــعوب ب�ــم احلركيــة الواســعة ال ـت ي �ش تد�ــا مخ تلــف حمطــات‬
‫والنــوب‬ ‫ـاط للعمليــات التجارية‪،‬خاصــة التجــارة البعيــدة املــدى مــع املـ شـرق ج‬ ‫ـ‬ ‫التع‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـار� بدوافــع متنوعــة ف� ت‬
‫مقدم�‬ ‫التـ ي خ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬
‫ور� وإفريقيــا جنــوب الصح ـراء‪ ،‬أو بســبب الفتوحــات إالســامية‪ ،‬أو بســبب تلــك اهلج ـرات الواســعة ال ـت ي �ش تد�ــا‬ ‫ال يب‬
‫املج موعــات الب�ش يــة القادمــة مــن املـ شـرق‪.‬‬
‫املالفــة وعوائدهــا االج�ت عيــة املتباينــة ســواء تلــك ال ـت ي جــاءت مــع‬ ‫بثقافا�ــا خ‬ ‫وقــد احتضــن املغــرب هــذه الشــعوب ت‬
‫ة‬
‫احلامــ� ش‬ ‫املســم� مــن ش‬
‫ين‬ ‫ت‬
‫الفا� ي ن‬
‫الــذ� ت� بطهــم ب إ�فريقيــا‬
‫لملــروع إالســام واللغــة العربيــة‪ ،‬أو أولئــك ي ن‬
‫ف ي‬ ‫ق‬ ‫املــر‬ ‫ــ�‬ ‫تدفــق‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫الصحراويــة روابــط عرقيــة جو�اريــة � إطــار ســيطرة املغــرب � فـرت ات معينــة مــن التـ ي خ‬
‫ـار� عــى التجــارة العـ بـا�ة للصحـراء‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫واكن الفاعــل الرئيــس يف�ــا‪ ،‬فــان طبيعيــا أن توجــد عــى أرض املغــرب عنــارص حصراويــة بثقافــة معينــة إىل جانــب أولئــك‬
‫النازحـ ي نـ� مــن أالندلــس بعــد ســقوط ن‬
‫غر�طــة‪.‬‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ـر� متمـ ي زـ�‪ ،‬حاولــت الســلطة تال� بويــة ي� البــاد‬‫ـوذج مغـ ب ي‬ ‫فــل هــذه العنــارص املج تمعيــة انهصــرت فـ يـام نبي�ــا ي� إطــار ن�ـ‬
‫وتعــز� وجدودهــا ف ي� الشــخصية املغربيــة بــرب جام دراســية تعكــس ن‬
‫الغــى‬ ‫تثبي�ــا ي ز‬ ‫والتكــو� ت‬
‫ين‬ ‫الوطــ� تلل� بيــة‬
‫عــرب امليثــاق ن‬
‫ي‬
‫احلضــاري لململكــة املغربيــة‪.‬‬
‫‪ -2‬اهلوية املغربية من خالل امليثاق الوطين للرتبية والتكوين‪.‬‬
‫أ‬ ‫ن ف‬
‫ـو� ي� ينـ يـا� ‪ 2000‬م ال ـت ي صادفــت الســنوات الوىل لتوليــة ملــك البــاد حممــد‬ ‫ي‬ ‫صــدر امليثــاق الوطـ ن يـ� تلل� بــة والتكـ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الســادس الــذي جعــل مــن الع�ش يــة الوىل هلــذه اللفيــة ع�ش يــة خاصــة ب� نل�ــوض بقطــاع تال� بيــة والتعلـ يـم‪ ،‬ورصــد مخ تلــف‬
‫وتبوي�ــا املاكنــة ال ـت تسـ ق‬
‫ـتح�ا‪.‬‬ ‫ـو� ئ‬ ‫ـا�ت املاديــة والب�ش يــة والقانونيــة مــن أجــل ن جا�ــاح املنظومــة تال� بيــة والتكـ ي ن‬ ‫إالمـ ن‬
‫ي‬
‫ودون االســتفاضة ف� هــذه النقطــة‪ ،‬نل�جــع احلديــث لرصــد مخ تلــف العنــارص الـ ة‬
‫ـدال عــى اهلويــة املغربيــة امك جــاء ب�ــا‬
‫ف‬ ‫ي‬
‫ق‬
‫ـو� الــذي اســت� أرضيتــه‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬
‫ـر� ب�عتبــاره أىمس قانــون ي� البــاد‪ ،‬وامك انضبــط هلــا امليثــاق الوطـ يـ� لل� بيــة والتكـ ي‬ ‫الدســتور املغـ ب ي‬
‫أ ف‬ ‫مــن دســتور ‪ 1996‬م‪ ،‬ومــن هنــا تبــدو احلاجــة ملحــة ل ـرض ورة مراجعــة امليثــاق الوطـ نـ� تلل� بيــة والتكـ ي ن‬
‫ـو� عــى القــل ي�‬ ‫ي‬ ‫ـو� ت� للـ ة‬
‫ـدول املغربيــة‪.‬‬ ‫شــقه املتعلــق ب� جلانــب اهلـ ي ي‬
‫‪115‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫أ‬
‫فــإذا مــا رجعنــا لمليثــاق عــى مســتوى الصفحــات الوىل ال ـت ي �ــاول الســلطة تال� بويــة ي� البــاد أن تضبــط هويــة‬
‫اع‬ ‫ت‬
‫ـر� البــد أن ي� ي‬ ‫املدرســة املغربيــة عــى مس فــتوى املرتك ـزات الثابتــة‪ ،‬فــإن امليثــاق شــدد فعــى أن النمــوذج ال� بـ فـوي املغـ ب ي‬
‫الثقــا� واحلضــاري تو�كــه دون‬ ‫للــدول املغربيــة ‪ ،‬ولكــن دون أن يفصــل ي� هــذا املعــى‬ ‫ة‬ ‫والثقــا�‬ ‫الــرت اث احلضــاري‬
‫ي‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫توضيــح أو تفصيــل‪ ،‬عــى العكــس امم جــاء ي� الوثيقــة الدســتورية لململكــة املغربيــة ل ‪ 2011‬م‪ ،‬واكتـ فـى امليثــاق الوطـ ن يـ�‬
‫ـر� يتفاعــل‬ ‫ـ‬ ‫املغ‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫تم‬ ‫املج‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫وجع‬ ‫ـارصة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫لملع‬ ‫ـال والتطلــع الـ ئ‬
‫ـدا�‬ ‫بـرض ورة العمــل ف� ت جا�ــاه "التوفيــق إال ي ج�ــا� بـ ي نـ� الوفــاء أللصـ ة‬
‫بي‬ ‫بي ف‬ ‫ي ف‬
‫و� تفتــح عــى معطيــات احلضــارة إالنســانية العرصيــة"‪.‬‬ ‫مــع مقومــات هويتــه ي� انســجام وتاكمــل‪ ،‬ي‬
‫ن ت‬
‫ـود� إىل �ديــد دقيــق للهويــة الـت ي ي�د‬ ‫وإذا مــا حاولنــا تتبــع هــذا النــص‪ ،‬فــا نــاد نتملــس فيــه أي خيــط ي�كــن أن يقـ‬
‫أ‬
‫الفاعلــون تال� بويــون عــى مســتوى الســلطة تال� بويــة أن يســعوا إىل ت�قيقــه‪ ،‬وتـ تـم إالشــارة إىل ض�ورة التوفيــق بـ ي نـ� الصـ ة‬
‫ـال‬
‫أ‬
‫واملعــارصة‪ ،‬وهــذه لفظــة عامــة حـىت ال نقــول فضفاضــة يـ تـم تفسـ يـرها ب�ســب تعــدد الهــواء والرغبــات‪ ،‬فلــل أصالتــه ولــل‬
‫معارصتــه في�مهــا بنــاء عــى املعطيــات الـت ي يؤمــن ب�ــا وينضبــط هلــا‪.‬‬
‫ين‬
‫والتكــو�‪،‬‬ ‫الوطــ� تلل� بيــة‬ ‫أكــر تقدميــة مــن امليثــاق ن‬ ‫ومــن ث� نؤكــد أن دســتور اململكــة املعمــول بــه حاليــا اكن ث‬
‫ي‬ ‫وعليــه ال بــد مــن اعـ تـامد القواعــد الدســتورية ألي تصــور أو تخ‬
‫الديــدة‪ ،‬مــع االســتمرار ف ي� تبــ�ن‬ ‫ج‬ ‫ـية‬‫ـ‬ ‫املدرس‬ ‫ـب‬‫ـ‬ ‫للكت‬ ‫ـط‬‫ـ‬ ‫طي‬ ‫�‬
‫ي‬
‫ن�ــج املقاربــة ب�لكفـ يـا�ت ب�عتبارهــا خيــارا اس ـرت اتيجيا تبنتــه وزارة تال� بيــة الوطنيــة املغربيــة‪ ،‬ودشــنت بــه طبــع العديــد‬
‫ـار� بصفــة خاصــة‪ ،‬مــع مــا يتطلــب ذلــك مــن االعـ تـامد عــى‬ ‫مــن الكتــب املدرســية ف� مــادة االج�ت عيــات عامــة ومــادة التـ ي خ‬
‫ت‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫حموريــة املتعــم ي� العمليــة التعليميــة التعمليــة عــى مســتوى انتــاج املعرفــة املتعملــة‪ ،‬جو�ــاوز مظاهــر الســلبية عــى مســتوى‬
‫ـذا� املوجــه مــن قبــل املــدرس الــذي‬ ‫التلـ قـى الســل� واعتبــار املتعــم قــارصا عــى انتــاج تعملاتــه ‪ ،‬وذلــك بتشــجيع التعــم الـ ت‬
‫ي‬ ‫ن‬ ‫بي‬ ‫ي‬
‫مل يعــد املالــك لملعرفــة وإ�ــا مهســل هلــا ومنشــط‪.‬‬
‫أ‬ ‫الديــدة ف� مــادة التـ ي خ‬
‫ـار� حـىت تنســجم و الســس‬ ‫ي‬ ‫وعــى ضــوء هــذا‪ ،‬البــد مــن ضبــط آليــات وضــع الكتــب املدرســية ج‬
‫عل�ــا دســتور ‪ 2011‬م ‪.‬‬ ‫عل�ــا املغاربــة ونــص ي‬ ‫الك ـرب ى للهويــة املغربيــة امك توافــق ي‬
‫‪ -3‬حصة تدريس مادة التاريخ يف املدرسة املغربية‪.‬‬
‫ف� مســتوى التعلــم أالســاس (املرحـ ةـ� االبتدائيــة) الـت ت�تــد عــى ســت ســنوات‪ ،‬يـ تـم التعامــل مــع مــادة التـ ي خ‬
‫ـار� بنــوع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫مــن احليطــة واحلــذر‪ ،‬أخــذا بعـ ي نـ� االعتبــار املســتوى العمــري لملتعــم‪ ،‬الــذي ال يســتطيع �ثــل أحــداث وقعــت ي� زمــن‬
‫أ ف‬ ‫غـ يـر الزمــن الــذي يعيشــه‪ ،‬ومــن ث� يصعــب عليــه أن يســتوعب املعطيــات ي خ‬
‫جان�ــا التجريــدي‪ ،‬إذ‬ ‫التار�يــة عـ أـى القــل ي ب‬
‫�‬
‫ر�يــة عفــا نع�ــا الدهــر‪،‬‬ ‫يصعــب عــى املتعــم ف� هــذا العمــر التعامــل مــع معطيــات الزمــن واملــان ب�لنســبة لحــداث ت� ي خ‬
‫ي‬ ‫ن‬
‫وال� بيــة عــى املواطنــة يبــدأ ف� مســتوى الســنة الرابعــة �ث‬ ‫الغرافيــا ت‬ ‫ت‬
‫ـاد� ج‬ ‫خ‬ ‫ي‬
‫ي‬ ‫هلــذا ج�ــد تدريـ ثـس فمــادة التــار� إىل جانــب مـ ي‬
‫الامســة � ي� الســنة السادســة‪ ،‬ويســتغرق مــدة زمنيــة تـرت اوح بـ ي نـ� ثلـ ث يـ� الســاعة خو�ــس وأربعـ ي نـ� دقيقــة أســبوعيا‪.‬‬‫الســنة خ‬
‫التــار� ض�ــن وحــدة مــادة االج�ت عيــات عــرب الســنوات‬ ‫أمــا ف� املســتوى الثانــوي إالعــدادي‪ ،‬تيــم تدريــس مــادة ي خ‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫التــار� م�ــا ســاعة واحــدة‪.‬‬ ‫خ‬ ‫الثــاث املكونــة هلــذا الســلك‪ ،‬ب�عــدل ثــاث ســاعات ي� الســبوع يكــون حــظ مــادة ي‬

‫‪116‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫آ‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫و� املراحــل الخـ يـرة مــن التعلـ يـم الثانوي‪ -‬املرحـ ةـ� التأهيلية‪ -‬فــإن تدريس هذه املادة ي خ�ضــع للتوزيع ال ت ي�‪:‬‬ ‫ي‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫ف� الشــعب الدبيــة تــدرس مــادة التـ ي خ‬
‫الغرافيــة ي� أربــع ســاعات خــال الســبوع‪ ،‬ويكــون‬ ‫ـار� إىل جانــب مــادة ج‬ ‫ي‬
‫أ‬ ‫تخ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫رت‬ ‫ن ف‬ ‫خ‬ ‫نصيــب مــادة التـ ي‬
‫الــذوع املشـ كة للقســام الدبيــة‪ ،‬واملــدة الزمنيــة نفهســا �صــص للســنة الوىل‬ ‫ـاعت� ي� مســتوى ج‬ ‫ـار� سـ ي‬
‫ـور�‪.‬‬
‫والثانيــة ب� اكلـ ي‬
‫فو� الشــعب العمليــة والتقنيــة واالقتصاديــة فغالبــا مــا يتعامــل مــع مــادة االج�ت عيــات ومــن خالهلــا مــادة ي خ‬
‫التــار�‬
‫أ‬ ‫ة ت ق‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ث‬
‫عــى أســاس أ�ــا مــادة �نويــة ممكــ�‪ ،‬ال �� إىل مســتوى املــواد الخــرى مــن ير�ضيــات وفـ يـ� ي�ء ولغــات‪ ...‬وهــذا يعكــس‬ ‫ن‬
‫ف‬ ‫التوجــه الــذي يســى بعــض الفاعلـ ي نـ� ف ي� حقــل تال� بيــة والتكـ ي ن‬
‫ـو� إىل تكريســه ي� املدرســة املغربيــة‪ ،‬السـ يـام عــى مســتوى‬
‫ـو� الــذي ي خ�ضــع هل املتعملــون املغاربــة‪ ،‬ولعــل خـ يـر دليــل عــى هــذا املــدة الزمنيــة ال ـت ي تخ�صــص ملــادة‬ ‫التفرقــة ف ي� التكـ ي ن‬
‫ف‬ ‫ـار� ف ي� الشــعب العمليــة الـت حــددت ف ي� ســاعة واحــدة مقارنــة ب�لســاعات الطــوال الـت‬ ‫التـ ي خ‬
‫يقض�ــا ي� تعــم مــواد أخــرى‪،‬‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫أ‬ ‫أ ف‬ ‫ف‬
‫وكذلــك مــن خــال احلصــة ال ـت ي ت ـرب جم يف�ــا تدريــس هــذه املــادة وال ـت ي تكــون ي� الغالــب المع ي� احلصــص الخـ يـرة مــن‬
‫ف‬ ‫ج ف‬
‫العلم� مــادام قــد اســتفرغ ج�ــده ي� مــواد‬
‫ي‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫التحصي‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫جــدول اســتعمال الزمــن‪ ،‬امم ينفــر التمليــذ مــن بــذل أي �ــد‬
‫ت‬
‫معامال�ــا املرتفعــة‪.‬‬ ‫أخــرى ب�ــم‬
‫‪ -4‬مضامني مقررات التاريخ على املستويني الزمين واجملالي‪.‬‬
‫أ‬ ‫تعــارف الباحثــون ف� حقــل ي خ‬
‫لتقســامت الكــرب ى للتحقيــب‬ ‫الامعــة املغربيــة‪ ،‬عــى الخــذ ب� ي‬ ‫التــار� عــى مســتوى ج‬ ‫ي‬
‫والتــار�خ‬
‫ي‬ ‫خ‬ ‫ي‬
‫والتــار� الوســيط‬ ‫خ‬
‫التــار� ي‬
‫القــد�‬ ‫�ش‬ ‫خ‬ ‫ت‬ ‫خ‬
‫التــار�‪ ،‬والــذي ي�ــدد �ــس مراحــل � ير�يــة كــرب ى مــرت ب�ــا الب يــة‪ :‬ي‬ ‫يخ‬
‫ف‬ ‫ض‬ ‫ـار� املعــارص والتـ ي خ‬ ‫ي‬
‫احلديــث والتـ ي خ‬
‫الامعــات واملعاهــد الـت ي تعـ نـى‬ ‫ـار� الراهــن‪ ،‬وأ�ــت هــذه الصيغــة معمــوال ب�ــا ي� أغلــب ج‬
‫بعي�ــا لتحديــد معليــة التحقيــب هــذه‪.‬‬ ‫ر�يــة ن‬ ‫ـار� وتدريســه‪ ،‬وقــد اعتمــد الباحثــون حمطــات وأحــداث ت� ي خ‬ ‫ب�لبحــث ف� التـ ي خ‬
‫ي‬
‫أ‬ ‫ة‬ ‫رت‬
‫ومــا ي�منــا مــن هــذه الفـ ات املرحــ� الوســيطية‪ ،‬أو مــا ف يعــرف ب�لقــرون الوســى والـت ي تبــدأ ب�لنظــر للتقسـ يـم ال يب‬
‫ور�‬
‫الرمانيــة الـت ي غــزت ب‬
‫أور�‬ ‫بســقوط رومــا ومــا واكبــه مــن تقسـ يـم إلل بم�اطوريــة الرومانيــة ي� ســنة ‪476‬م عــى يــد الشــعوب ج‬
‫ث ن ف‬ ‫ف‬ ‫الغربيــة‪ ،‬ت‬
‫نيــ� ي� ســنة ‪1453‬م‪ ،‬وهنــاك مــن يفضــل ســنتة ‪1415‬م الــت ي تــؤرخ‬ ‫وتنــه بســقوط القســطنطينية ي� يــد الع� ي‬ ‫ي‬
‫ـار� مــن أمهيــة ب�لغــة عــى مســتقبل‬ ‫لســقوط مدينــة ســبتة املغربيــة ف� قبضــة بال�تغاليـ ي نـ�‪ ،‬وذلــك ملــا هلــذا احلــدث التـ ي خ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬
‫ـار� احلديــث ع ـرب تنفيــذ‬ ‫خ‬ ‫أور� التـ ي‬
‫ب‬ ‫أور� وعــامل البحــر البيــض املتوســط معومــا‪ ،‬إذ ي�كــن اعتبارهــا ســنة أرخــت لدخــول‬ ‫ب‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫ـ�)‪ ،‬انعكســت ي جإ�ـ بـا� عــى نال�ضــة الوربيــة‪ ،‬هــذا ي� الوقــت‬ ‫ـط الطلـ ي‬ ‫عــدة رحــات استكشــافية ي� البحــر احمليــط( احمليـ‬
‫أ‬ ‫ة أ‬
‫الــذي بــدأت فيــه بــاد املغــرب تعيــش مرحــ� الفــول احلضــاري عــى لك الصعــدة واالنكماش املج ــال عــى مســتوى‬
‫أ‬
‫تغذ�ــا الرصاعــات السياســية املقيتــة والعســكرية البئيســة‪ ،‬فاكنــت‬ ‫ـام ب�لندلــس‪ ،‬بو�زت كيـ نـا�ت سياســية ي‬ ‫الوجــود إالسـ ي‬
‫للغــة الســيف الملكــة الفصــل امم أفقــد املغــرب خـ يـرة شــبابه وعملائــه ورجاالتــه‪.‬‬
‫ف‬ ‫وعــى ضــوء هــذا التقســم‪ ،‬نالحــظ أن مقــررات مــادة التـ ي خ‬
‫ـار� عــى املســتوى الزمـ ن يـ� ي� العــر الوســيط تســتجيب‬ ‫ي‬
‫ت‬ ‫عرف�ــا الـ ة‬
‫ـدول املغربيــة مــن جو�ــة نظــر رمسيــة‪ ،‬وتســى لتكريــس فلســفة معينــة ت�ــدف إىل �قيــق هــدف‬ ‫للتطــورات ال ـت ت‬
‫ي‬
‫‪117‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬ ‫ـدول املغربيــة مقومــات ش� ت‬ ‫بعي�ــا تســتمد نم�ــا الـ ة‬ ‫أســاس يتمثــل ف� تدريــس دول ن‬
‫و� املقابــل يـ تـم‬ ‫ي‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫وجوده‬ ‫ر‬ ‫رب‬ ‫ـ‬ ‫وم‬ ‫ـا‬‫ـ‬‫عي�‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫خ‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫خ‬ ‫ت‬ ‫ن‬
‫الانــب‬ ‫وه بذلــك تشــل ج‬ ‫إقصــاء بــل تغييــب ف مم�ــج خ حملطــات � ير�يــة بعي�ــا اكن هلــا دور كبـ يـر ي� صنــع �ر� املغــرب‪ ،‬ي‬
‫غـ يـر املرغــوب فيــه ي� ت� ير� املغــرب‪ ،‬ومــن ذلــك ســنحاول الوقــوف عنــد بعــض الـ نـامذج‪.‬‬
‫ـدا�‪ ،‬والســنة أالوىل جــذع مشـرت ك مــن التعلـ يـم التأهيــ� هــو الـ ة‬
‫ـدول‬ ‫أول درس نصادفــه ف� مقــرر الســنة السادســة ابتـ ئ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ت‬
‫إالدريســية‪ ،‬وتقــدم هــذه إالمــارة دول مركزيــة عرفــت تنظـ يـامت إداريــة وعســكرية واســتقرارا سياســيا‪ ،‬ولعــل ال� كـ يـ� عــى‬ ‫ة‬
‫عي�ــا‪ ،‬وذلــك ب�لنظــر‬ ‫ـدول املغربيــة‪ ،‬حيــث تســتمد نم�ــا ش� ت‬ ‫التو�ــات العامــة للـ ة‬ ‫ـدول هل مــا ي ـرب ره عــى مســتوى ج‬ ‫هــذه الـ ة‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫ـ� ي� شخ�ــص املــوىل إدريــس ال ك ـرب وابنــه فـ يـام بعــد‪ ،‬ومــن ث�‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫دري‬ ‫ال‬
‫إ‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫للبي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫املغارب‬ ‫ـاق‬ ‫ـ‬ ‫أعن‬ ‫�‬‫ي‬ ‫ـر�ط البيعــة ال ـت ي اكنــت‬ ‫لـ ب‬
‫ت‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ئ‬ ‫ف‬
‫ـه‬ ‫ـدا� ي� أول نــص‪ :‬يه تخبيعــة إدريــس الول وينـ ي‬ ‫فــإن أول ملكــة تصادفــك ي� أول درس للســنة السادســة مـضـن التعلـ يـم االبتـ ي‬
‫تو�ــات واختيــارات‬ ‫بعي�ــا‪� ،‬ــدم ج‬ ‫النــص ب�لملكــة نفهســا "فبايعــوه" ‪ ،‬ولعــل هــذا التوجــه وا� مــن خــال اعـ تـامد نصــوص ن‬
‫مقتضيا�ــا البيعــة الـت‬ ‫ت‬ ‫أمه‬ ‫ـ�‬‫والمامــة العظــى الـت مــن بـ ي ن‬ ‫إ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـدول املغربيــة احلديثــة الـت تســتند عــى ال�ش عيــة ي خ‬
‫التار�‬ ‫الـ ة‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ق يت‬
‫طــوق املغاربــة ب�ــا أعنا�ــم جا�ــاه أوليــاء أمــورمه‪.‬‬
‫ف‬ ‫بعي�ــا اكن هلــا صــدا كبـ يـرا ف� املصــادر ال ـت أرخــت للـ ة‬ ‫ر�يــة ن‬ ‫وهكــذا يـ تـم تغييــب حمطــات ت� ي خ‬
‫ـدول املغربيــة ي� العــر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫الوســيط‪ ،‬مــن ذلــك ثــورة ال ـرب ب� ال ـت ي ســي�ت التعامــل مهعــا ي� مســتوى الســنة الثانيــة مــن التعلـ يـم الثانــوي االعــدادي‪،‬‬
‫الــدول إالدريســية‪ ،‬ونملــس هــذه‬ ‫ة‬ ‫التعلــم الثانــوي التأهيــ�‪ ،‬ب�لنظــر ن‬
‫لكو�ــا مــرب را لقيــام‬ ‫الــدع املشــرت ك مــن ي‬ ‫ومســتوى ج‬
‫ي‬
‫ـأل مــن خــال تال� كـ زـ� طــوال فقــرة مســتقلة عــى أن هــذه الثــورة أفضــت إىل القطــع مــع املـ شـرق العــر�‪ ،‬ومــن �ث‬ ‫املسـ ة‬
‫خ بي‬ ‫ي‬ ‫أ‬
‫ف‬
‫الخالفــة المويــة ي� دمشــق ومــن بعدهــا الخالفــة العباســية ببغــداد‪ ،‬والتأســيس ملرحـ ةـ� جديــدة مــن ت� ير� املغــرب‪ ،‬حيــث‬
‫ـو� واالضطـر با�ت‪ ،‬بو�ت املغــرب مهعــا جمــزءا إىل عــدة إمــارات‪ :‬إالمــارات‬ ‫ـال مــن الفـ ض‬ ‫ظ�ــرت عــدة إمــارات عاشــت حـ ة‬
‫�غ‬ ‫ق أ‬ ‫ف‬
‫النــوب الـ شـر ي� والمــارات العربيــة بنكــور و ــارة بو�غواطــة ببســيط ت�مســنا ‪.‬‬ ‫الارجيــة ي� ج‬ ‫خ‬
‫ف‬ ‫ومــن خــال تتبــع دروس ت� ي خ‬
‫غيــا� همــوال‬‫املدرســية املغربيــة‪ ،‬نســجل ب‬ ‫ر� املغــرب ي� القــرون الوســى ب�ملقــررات‬
‫ر� املغــرب‪ ،‬وقــد‬ ‫ملج موعــة مــن الــدول الـت اكنــت هلــا تنظــامت ئقا�ــة عــى لك أالصعــدة‪ ،‬بــل وقــد اكن هلــا ت أ�ثـ يـر كبـ يـر عــى ت� ي خ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫خ‬ ‫ف‬
‫ال نبالــغ إذا زمعنــا أن بعضــا مــن مآ�هــا مــازال مســتمرا معنــا ي� حياتنــا املعــارصة‪ ،‬ومــن أمه احملطــات ي‬ ‫ث‬
‫التار�يــة املغيبــة‬
‫ي�كــن أن تذكــر‪:‬‬
‫والمــارة الرســتمية‬ ‫ئ‬ ‫* عــدم احلديــث عــن إمــارات خ‬
‫الــوارج القا�ــة ببــاد املغــرب خاصــة إالمــارة إال ب�ضيــة بتاهـ يـرت ‪ ،‬إ‬
‫التار�يــة أن هاتـ ي نـ� إالمارتـ ي نـ� اســتطاعتا أن تكـ نـو�ن كيانـ ي نـ� مسـ ي ن‬
‫ـتقل�‬ ‫بسجملاســة‪ ،‬ومعلــوم عنــد ذوي الدرايــة واملعرفــة ي خ‬
‫عــن املـ شـرق ببــاد املغــرب ‪.‬‬
‫ف‬
‫بــ� صــاحل بنكــور ي� �ش ل املغــرب‪ ،‬ومعلــوم أن هــذه إالمــارة وإن اكنــت قــد‬ ‫ي‬
‫* كذلــك مل تيــم احلديــث عــن إمــارة ن‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫ت�عرعــت ي� بيــت هل جــدور عربيــة‪ ،‬إال نأ�ــا قامــت عــى أكتــاف المازيــغ واســتطاعت نســج عالقــات كبـ يـرة بـ ي نـ� ســان‬
‫والنــوب مــن جبــال الريــف‪ ،‬وتعــدت ذلــك لتأســس لعالقــات‬ ‫الــرق ج‬ ‫الســواحل الريفيــة بو� ق� املناطــق الواقعــة إىل ش‬
‫ي‬

‫‪118‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ـو� مــن البحــر املتوســط ‪.‬‬ ‫بي‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ال‬‫ج‬ ‫ـوض‬ ‫ـ‬ ‫احل‬ ‫ودول‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫ندل‬ ‫ل‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫موي‬ ‫ال‬ ‫خارجيــة متمـ ي زـ�ة مــع الخالفــة‬
‫* ومل يـ تـم التطــرق أيضــا إلمــارة ب�غواطــة‪ ،‬ومعلــوم أن مــا نتوفــر عليــه مــن مــادة مصدريــة عــن هــذه إالمــارة قليــل جــدا‬
‫ت‬
‫ـ� أخبارهــا‪ ،‬إذ مــا أنتوفــر عليــه مــن معلومــات ال يتجــاوز تلــك ال ـ ي‬ ‫البحــث يف�ــا وتقـ ي‬ ‫ت‬
‫ومضطــرب امم ال يســمح ب إ�ماكنيــة‬
‫ف‬
‫أوردهــا البكــري ي� مســالكه وال ـت ي � اســتيفاؤها مــن أرشــيف الخالفــة المويــة بقرطبــة‪ ،‬أو مــن خــال الروايــة الشــفوية‬
‫الــروج عــن‬ ‫ـذ� شــلوا مصــادر البكــري أالساســية‪ ،‬وأن مــن جــاء مــن املؤرخـ ي نـ� بعــد البكــري مل يكــد يســتطيع خ‬ ‫ألولئــك الـ ي ن‬
‫ـدول‪ ،‬خاصــة مــن الناحيــة الدينيــة ال ـت ت ـرب ز فيــه الـ ة‬
‫ـدول‬ ‫إالطــار الــذي قدمــه صاحــب املســالك واملمالــك عــن هــذه الـ ة‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫بال�غواطيــة أوك ن�ــا صاحبــة عقيــدة جديــدة تشــلت أساســا مــن املـ ث‬
‫ـورو�ت احملليــة لســاكنة ت�مســنا وحميطهــا ومــا ت� خس ي�‬
‫�غ‬
‫املنطقــة مــن معتقــدات امسويــة ‪ ،‬ومــا يقــال عــن ب�غواطــة ينســحب عــن الغماريـ ي نـ� ب ج�بــال ــارة‪.‬‬
‫ن‬ ‫هــذا ب� إلضافــة للعديــد مــن التمــردات والثــورات الـت اكنــت هلــا انعاكســات كبـ يـرة عــى ت� ي خ‬
‫ر� املغــرب‪ ،‬وقــد ج�ــد تـرب ي�ا‬ ‫ي‬
‫ة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫ت‬
‫اكد�يــة‪ ،‬فــالوىل �وم املســأل التعليميــة أمــا الثانيــة‬ ‫هلــذا التغييــب ي� إطــار أن املعرفــة التعليميــة تخ�تلــف عــن املعرفــة ال ي‬
‫ق‬
‫لم� الدقيــق‪ ،‬الــذي ينصــب عــى اســتغالل النصــوص واســتنطا�ا وإعــادة‬ ‫ي‬ ‫فتتجــاوز ذلــك تل� كــز عــى جانــب البحــث الع‬
‫أ‬
‫ـاول البحــث هلــا عــن منطــق معـ ي نـ� فل�مهــا‪ ،‬ولكــن هــذا امل ـرب ر غـ يـر اكف عــى القــل مــن الناحيــة النظريــة‪،‬‬ ‫صياغ�ــا وحمـ ة‬ ‫ت‬
‫ـدول الدريســية مل تكــن ه وحدهــا مــن اكنــت هلــا جأ�ــزة إداريــة وعســكرية ض‬
‫وا�ــة‬ ‫ي‬ ‫إذ مــن الواجــب أن في�ــم املتعــم أن الـ ة إ‬
‫ر� املغــرب‪.‬‬ ‫الاصيــة التنظيميــة تش ـرت ك يف�ــا أغلــب الــدول إن مل نقــل لك الــدول ال ـت ظ�ــرت ف� ت� ي خ‬ ‫املعــامل‪ ،‬بــل إن هــذه خ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫إن عــدم تال� كـ ي زـ� عــى هــذه احملطــات ي خ‬
‫التار�يــة‪ ،‬بر�ــا ي�جــع للجانــب الثــوري الــذي ب�ز ي� بعــض الثــورات خاصــة‬
‫الــوارج فقــد اكنــت‬ ‫اليــش أالمــوي‪ ،‬أمــا ثــورات خ‬ ‫ن‬
‫ثــورة ال ـرب ب�‪ ،‬وال ـت ي اكنــت إف ـرازا طبيعيــا ال� ـراف سياســة الــوالة وقــادة ج‬
‫ف‬
‫ي� جوهرهــا ن�وذجــا لطموحــات العنــارص غـ يـر العربيــة الطاحمــة للوصــول إىل الســلطة‪ ،‬أمــا إالمــارة بال�غواطيــة‪ ،‬فــا ي ج�ــب‬
‫دول مارقــة خارجــة عــن جإ�ــاع‬ ‫ا�ــذت ن�ـ ةـ� خالفــت ب�ــا مــا اكن موجــودا ف� بــاد املغــرب ن‬
‫وأ�ــا ة‬ ‫النظــر يإل�ــا عــى نأ�ــا تخ‬
‫ي‬
‫ـيطر�ا‬ ‫ـج�ا مــع أمــو� أالندلــس‪ ،‬وسـ ت‬ ‫جوان�ــا احلضاريــة والتجاريــة والعالقــات ال ـت نسـ ت‬ ‫ب‬ ‫إىل‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫النظ‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫�‬ ‫ج‬ ‫ي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫لك‬‫و‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫م‬
‫أ‬
‫ال‬
‫يي‬ ‫ي‬ ‫أ‬
‫ـر� مــن املغــرب القــى‪.‬‬ ‫ش‬
‫عــى الــامل الغـ ب ي‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ـدول املغربيــة بعــد الربعـ ي نـ� والربعمائــة‬ ‫ـاوز� هــذا أالمــر‪ ،‬ف�ــا ي�ـ ي زـ� الكتــب املدرســية الـت تناولــت أحــداث الـ ة‬ ‫وإذا ت ج�ـ ن‬
‫دول املرابطـ ي نـ� والـ ة‬
‫ـدول‬ ‫ـار� اهلجــري‪1049 /‬م‪ ،‬الـت أرخــت لقيــام الــدول ي أالمازيغيــة الكـرب ى ف� الفـرت ة إالســامية‪ :‬ة‬ ‫مــن التـ ي خ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ر� املغــرب‪،‬‬ ‫ودول املرينيـ نـ�‪ ،‬فإننــا نســجل ف� هــذا املســتوى اه�ت مــا أحســن ب�لقيــاس ب�لف ـرت ات الســابقة مــن ت� ي خ‬ ‫ـد� ة‬ ‫املوحـ ي ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬
‫والمــر هنــا نعتقــد أنــه جــاء ليكــرس وحــدة املذهــب املالـ يـ� الــذي عــض عليــه املغاربــة ب�لنواجــذ‪ ،‬بو�وز حمــدد النســب‬
‫ف‬
‫ال�ش يــف ي� قيامــة الســلطة الزمنيــة‪.‬‬
‫‪ -5‬على املستوى اجملالي‪.‬‬
‫ن‬ ‫تغط�ــا مقــررات املرحـ ة‬ ‫مــن خــال النظــر ف ي� الــدروس الـت‬
‫ـ� جماليــا املنطقــة الـت ي ي�كــن‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫تغ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ده‬‫�‬‫ج‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫فإنن‬ ‫ـيطية‪،‬‬
‫ـ‬ ‫الوس‬ ‫ـ�‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫وه لك املناطــق ال ـت ي تقــع إىل الغــرب مــن إقلـ يـم ب�قــة‪ ،‬وإن اكنــت نســبة االهـ تـامم‬ ‫ـام‪ ،‬ي‬ ‫عل�ــا ب�لغــرب إالسـ ي‬ ‫أن نصطلــح ي‬

‫‪119‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫أ‬
‫ـتو�ت مخ تلفــة مــع تال� كـ ي زـ� لكيــا عــى املغــرب القــى والــدول الـت ي ظ�ــرت بــه‪.‬‬ ‫الغرافيــة تـ تـم عــى مسـ ي‬‫بــدول هــذه الرقعــة ج‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫للز� يـ ي نـ�‬
‫ي‬ ‫ـك‬‫ـ‬ ‫وكذل‬ ‫ـ�‬‫ن‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫وللفاطمي‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫إفريقي‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غالب‬ ‫لل‬ ‫ـرق‬‫ـ‬ ‫التط‬ ‫ت‬
‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـاس‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫ف ـف ي كتــاب الســنة السادســة مــن التعلـ يـم‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ن‬
‫بمــة‬ ‫والز�تيـ ي نـ�‪ ،‬وذلــك مــن خــال إشــارات أو ب�لحــرى لقطــات ‪ ،‬بيـ نـام تغيــب هــذه إالشــارات عــى تقل�ــا ي� الكتــب امل� ج‬
‫التأهيــ�‪ ،‬مــن هــذه الزاويــة نتســاءل عــن‬ ‫ني‬ ‫للجــدع املشــرت ك مــن ي‬
‫التعلــم‬ ‫بمــة‬ ‫ج‬ ‫للســنة الثانيــة ث�نــوي إعــدادي وتلــك امل�‬
‫أ ف‬ ‫أ‬ ‫ســبب تال� كـ ي زـ� عــى ت� ي خ‬
‫ر� املغــرب القــى ب�لدرجــة الوىل ي� املرحـ ةـ� الوســيطية؟ إننــا و�ــن نطــرح هــذا الســؤال فإننــا ننبــه‬
‫إىل خطورتــه وانعاكســاته الســلبية عــل أجيــال املنطقــة‪ ،‬إذ ظلــت هــذه الشــعوب تعيــش عــى هاجــس الوحــدة املغاربيــة‬
‫كــ� عــى هــذه الوحــدة‬ ‫فريــى‪ ،‬وأن تال� ي ز‬ ‫الــامل إال ق‬ ‫المــ� عنــد ســاكنة ش‬ ‫ج‬ ‫يــال‬ ‫حــا�ة بقــوة ف� خ‬
‫امل‬ ‫الكــرب ى الــت ظلــت ض‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف ي‬
‫ينــ� بــل يقــوي ذلــك الشــعور‬ ‫أن‬ ‫شــأنه‬ ‫ملــن‬ ‫الضيقــة‬ ‫واملصــاحل‬ ‫الدبلوماســية‬ ‫والدســائس‬ ‫السياســة‬ ‫أتــون‬ ‫الضائعــة ي�‬
‫ت‬ ‫أ‬ ‫يت‬ ‫أ‬
‫ب�لوحــدة املغاربيــة بـ ي نـ� ســاكنة املغــرب الكبـ يـر الـت ي عج ــزت النظمــة السياســية املتعاقبــة عــى �قيقــه‪ ،‬المــر الــذي �قــق‬
‫ـام‪.‬‬‫يأ�م الســيادة املوحديــة عــى الغــرب إالسـ ي‬
‫‪ -6‬طبيعة املوضوعات اليت ركزت عليها مقررات التاريخ الوسيط‪.‬‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫اكد�يــة ي� ميــدان‬ ‫التوج�ــات التقليديــة ي� الكتـ بـا�ت وال ب�ــاث ال ي‬ ‫بمــة حديثــا أسـ يـرة ي‬ ‫مازالــت الكتــب املدرســة امل� ج‬
‫ض‬ ‫خ‬ ‫ف‬ ‫التـ ي خ‬
‫ـار�‪ ،‬فــأ� احلديــث عــن‬ ‫ـياس ب�عتبــاره عامــا حــاامس ي� صناعــة التـ ي‬ ‫ي‬ ‫ـار�‪ ،‬وال ـت ي مــا انفكــت ت�كــز عــى املعــى السـ‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ة‬
‫والمــال ي�‬ ‫معال ت�ــا مــن زاويــة عســكرية رصفــة المــر الــذي يفقــد معــه روح النقــد ج‬ ‫دول معينــة ال يـ تـم إال مــن خــال ج‬
‫التار�يــة للـ ة‬
‫ـدول املغربيــة‪.‬‬ ‫الدراســية ي خ‬
‫التــار� ب� جلامعــة املغربيــة ف� شــعبة ي خ‬
‫التــار� منــذ‬ ‫يخ‬ ‫وإذا اكن هــذا التوجــه منســجما مــع التوجــه العــام للبحــث‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫ب ن‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫أ‬
‫اكد�يــة ج�ــد �ــو البحــث ي� ظواهــر مل تكــن‬ ‫تو�ــت ال ب�ــاث ال ي‬ ‫ـا� مل يعــد كذلــك‪ ،‬إذ ج‬ ‫االســتقالل‪ ،‬فإنــه ف ي� الوقــت احلـ ض‬
‫مألوفــة مــن ذي قبــل‪ ،‬خاصــة عــى املســتوى املج تمـ يـ� ومــا اتصــل بــه مــن عــادات وســلوكيات وأعــارف اكنــت إىل وقــت‬
‫قريــب تعت ـرب مــن الطابوهــات ال ـت ي ال قبيــل للحديــث نع�ــا والبحــث يف�ــا‪.‬‬
‫ف‬ ‫تأ‬ ‫ومــن ث� فــإن امل�ش ي ن‬
‫واملعــر� الــذي‬
‫ي‬ ‫النــوع‬
‫ي‬ ‫التطــور‬ ‫هــذا‬ ‫يواكبــوا‬ ‫مل‬ ‫الــوا‬‫ز‬ ‫مــا‬ ‫املدرســية‪،‬‬ ‫الكتــب‬ ‫ليــف‬ ‫�‬ ‫فــ� عــى‬
‫ـدا� وكتــاب‬ ‫الامعــة املغربيــة‪ ،‬ولعــل كتــاب مــادة االج�ت عيــات للســنة السادســة مــن التعلــم االبتـ ئ‬ ‫يتحقــق أعــى مســتوى ج‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ـياس‬
‫ـذا التوجــه‪ ،‬إذ مــازال احلديــث عــن أاملعــى السـ خي‬ ‫الســنة الوىل مــن التعلـ يـم االعــدادي الثانــوي يع ـرب ان ب�ــق عــن هـ‬
‫أ ف‬
‫بمــة‪ ،‬ومــن شــأن تال� كـ ي زـ� عــى هــذا املعــى أن يصــور للجيــال أن ت� ير�‬ ‫والعســكري ي�تــل حصــة الســد ي� املقــررات امل� ج‬
‫ف‬ ‫ر� خــروب ورصاعــات سياســية‪ ،‬ويغفــل الصفحــات امل�ش قــة ي خ‬ ‫املغــرب نإ�ــا هــو ت� ي خ‬
‫لتار�نــا الوطـ ن يـ�‪ ،‬ومســامهة املغاربــة ي�‬
‫ـ�‪...‬‬ ‫ـ‬ ‫والتنظي‬ ‫ا�‬‫بنــاء احلضــارة عــى املســتوى الثقـ فـا� والعم ـر ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫عرف�ــا التجــارة الصحراويــة‬ ‫ـأل‪ ،‬فإنــه ف� كثـ يـر مــن أالحيــان يـ تـم تال� كـ ي زـ� عــى التطــورات ال ـت ت‬ ‫وإدا ت ج�ـ ن‬
‫ـاوز� هــذه املسـ ة‬
‫أ‬ ‫أ ي‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫ـاو� دروس اكمـ ةـ� ‪ ،‬ويـ تـم االشــارة يإل�ــا ي� ثنـ يـا� ب� ي� دروس الــدول املغربيــة‪ ،‬وكن قيــام الرس احلامكــة وســقوهطا‬
‫ة‬ ‫ع ـرب عنـ ي ن‬
‫ـدول ت‬ ‫أ‬
‫مرتبــط ب�لتجــارة الصحراويــة‪ ،‬المــر الــذي يبعــث عــى االعتقــاد أن إحــام الـ ة‬
‫قبض�ــا عــى هــذه التجــارة ي�كــن مــن‬

‫‪120‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ة‬ ‫ئ‬ ‫اســتمرارها‪ ،‬وأن أي انفــات ف� مراقبــة خ‬
‫الــدول‬ ‫لنتــا� عكســية عــى مســتقبل‬ ‫الطــوط التجاريــة مــن شــأنه أن يــؤدي ج‬ ‫ي‬ ‫ئ‬
‫القا�ــة‪.‬‬
‫ة‬ ‫نثــر هــذه القضيــة‪ ،‬فإننــا ال ننكــر أمهيــة التجــارة الصحراويــة ف� ت� ي خ‬ ‫ن‬
‫الــدول املغربيــة الوســيطية‪ ،‬إال‬ ‫ر�‬ ‫ي‬ ‫إننــا و�ــن ي‬
‫عل�ــا ب�عتبارهــا عامــا حمــدد لقيــام الــدول وســقوهطا مــن شــأنه إبعــاد ب� ق� العوامــل املســامهة ف� بنــاء الـ ة‬
‫ـدول‬ ‫ي‬ ‫أن تال� كـ ي زـ�‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫أ‬
‫ـا�‪ ،‬وهــذا التعــدد ي� زاويــة‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫الثق‬ ‫ىت‬ ‫ـ‬ ‫وح‬ ‫ـو�‬
‫أ ي‬‫ج‬ ‫ـ‬ ‫ل‬‫و‬ ‫يدي‬‫ال‬ ‫املغربيــة‪ ،‬وهاهنــا نســتح�ض دور العصبيــة واملذهــب الديـ ن يـ� واملعــى‬
‫ف‬
‫النظــر مــن شــأنه أن ي� ب ي� ي� ذهــن التمليــذ البحــث عــن مخ تلــف العوامــل والســباب ال ـت ي أدت إىل قيــام أو ت�اجــع دول‬
‫التار�يــة ب�ــد ن‬ ‫معالــة القضـ يـا� ي خ‬ ‫خ‬ ‫ن‬
‫أد� مــن العمليــة‪ ،‬إن مل نقــل مــن املوضوعيــة‪،‬‬ ‫ـار� للوصــول إىل ج‬ ‫بعي�ــا‪ ،‬وإمعــال النقــد التـ ي ي‬
‫وعــدم االكتفــاء ب�لتفسـ يـرات البســيطة ال ـت ي عــادة مــا تكــون جاهــزة‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف ف‬
‫ـا� ي� هــذ املقــررات‪ ،‬وكن البــاد مل ت�ش ــد ميــاد حــراكت فكريــة مــ�ت الدنيــا‬ ‫امك نســجل كذلــك غيــاب املعــى الثقـ ي‬
‫لة‬
‫ـر� وعملــاء ودعــاة ومصلحـ ي نـ�‪...‬امم يطــرح عنــد التمليــذ عــدة أســئ حــول املعــى احلضــاري‬ ‫وشــغلت النــاس‪ ،‬ومل ت�ش ــد مفكـ ي ن‬
‫وا�‬ ‫وا� زهــر ب ن‬
‫وا� رشــد ب ن‬
‫الطيــب ب ن‬ ‫وا� خ‬ ‫والبــداع عنــد املغاربــة‪ ،‬ف�ــاذا يعــرف التمليــذ عــن ب نا� خلــدون ب ن‬ ‫إ‬ ‫لم�‬ ‫ع‬ ‫وال‬ ‫ـا�‬
‫ي‬
‫ف‬
‫والثقـ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫خ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ض‬
‫ـوس‬ ‫ـا� عيــاض واملعتمــد ب� عبــاد ويوســف ب� ي ي� إالرسائيـ يـ� بوا� البنــاء واحلســن أاليـ ي‬
‫ـوس واملتــار السـ ي‬ ‫النفيــس والقـ ي‬
‫وعبــد الــه كنــون واحلجــوي‪ ...‬ومــاذا يعــرف عــن خدمــة املغاربــة لملذهــب املالـ يـ� والعقيــدة الشــعرية والســنة النبويــة‪...‬‬
‫ومــاذا يعــرف عــن العم ـران واالقتصــاد واهلندســة‪...‬‬
‫أ‬ ‫ن‬ ‫وا�ــا ف� النصــوص خ‬ ‫ومــن ث� ال نــاد نملــس ت ج�ديــدا ض‬
‫املتــارة إل ج�ــاز امللخصــات أو اســتنتاج الفــار داخــل الفصــل‪،‬‬ ‫ي‬
‫يخ ف‬ ‫ف‬
‫ـار� ي� مرحـ ةـ� ثال�نينــات و التســعينات‬ ‫فالنصــوص ال ـت ي ت� اع�ت دهــا مــن قبــل اللجــن ال ـت ي وضعــت املقــررات ي� مــادة التـ‬
‫ن‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫ـا� يه نفهســا دون ج�ديــد يذكــر‪ ،‬ف ـف ي املقــررات املعتمــدة مؤخ ـرا‪� ،‬ــا زالنــا ج�ــد إالحــاالت يف�ــا تعتمــد‬ ‫ض‬
‫مــن القــرن املـ ي‬
‫ت‬
‫يعكــس بوضــوح كبـ يـر ضعــف ارتبــاط اللجــن الـ ي‬ ‫عــى نصــوص الكتــب املدرســية املتخـ يـ� نع�ــا منــذ عـ شـر ي ن� ســنة‪ ،‬وهــذا‬
‫التار�يــة املغربيــة مــن تطــورات ومــن تعــدد املنـ جـاه‬ ‫تهســر عــى وضــع املقــررات ب� إلنتــاج العلم� الــذي رامكتــه املدرســة ي خ‬
‫ف ي‬
‫رز�‪.‬ن‬
‫ـر� ي‬ ‫البحثيــة ومــن امم رامكتــه مــن إنتــاج معـ ي‬
‫‪ -7‬بعض األمثلة على هذا التوجه‪.‬‬
‫ف‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ف� درس الـ ة‬
‫ـدول إالدريســية يـ تـم تال� كـ ي زـ� ف� دراسـهت‬
‫ـاس ي� مصنفــه‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫الف‬ ‫زرع‬ ‫أ�‬
‫بي‬ ‫ا�‬‫ب‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫أورده‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫املعلوم‬ ‫ـك‬
‫ـ‬ ‫تل‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬‫ع‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫والغرافيــا( ب نا� حوقــل‬ ‫وا� عــذاري ي� بيانــه‪ ،‬ويـ تـم إغفــال يلك للكتـ بـا�ت الـت ي �دثــت عــن املدينــة مثــل كتــب املســالك ج‬ ‫بن‬
‫ن‬
‫ـ�)‪ ،‬والدراســة املتمـ ي زـ�ة ال ـت ي جأ�زهــا لوتورنــو عــن فــاس مــن التأســيس إىل مــا قبيــل احلمايــة الفرنســية‬ ‫ي‬ ‫والبكــري واالدريـ‬
‫املتــارة‪ ،‬أن يبـ ي نـ� للتمليــذ تنــوع املهتمـ ي نـ� ب�ــذه الـ ة‬
‫ـدول يو�ــاول أن يقـ يـم منــذ‬ ‫عــى املغــرب‪ ،‬ومــن شــأن تنويــع النصــوص خ‬
‫وقــت مبكــر مســافة بـ ي نـ� املصــادر واملراجــع‪.‬‬
‫ف‬ ‫ة أ‬
‫ـدول الغالبــة والفاطميـ ي نـ�‪ ،‬فــا نــاد نملــس تنوعــا ي� املصــادر الـت ي اقتبســت نم�ــا النصــوص‪ ،‬إذ يـ تـم‬ ‫أمــا فـ يـام يتعلــق بـ‬
‫ف‬
‫االكتفــاء ب�ــا أورده النــارصي ي� اســتقصائه‪ ،‬ومعلــوم أن النــارصي مصــدر متأخــر بكثـ يـر عــن الدولتـ ي نـ� السـ ي ن‬
‫ـالفت� للذكــر‪،‬‬

‫‪121‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫ض‬ ‫أ‬
‫الاهــزة الـت ي ال تلكــف كثـ يـرا إل ج�ازهــا‪.‬‬ ‫وهــذا المــر يعكــس بشــل وا� اللجــوء إىل المعــال ج‬
‫ـدا�‪ ،‬يـ تـم االكتفــاء ب�ــا ورد عنــد‬ ‫و�صــوص الدولتـ نـ� املرابطيــة واملوحديــة عــى الســنة السادســة مــن التعلــم االبتـ ئ‬ ‫بخ‬
‫أ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫الــذع املش ـرت ك فــ�ول مــرة‬ ‫ب نا� ب يأ� زرع ي� قرطاســه ومــا ورد عنــد عبــد الواحــد املراك ـش ي ي� معجبــه‪ ،‬أمــا ي� مســتوى ج‬
‫ف‬
‫ـا� غيــاض ي� مداركــه‬ ‫نملــس تنوعــا ملحوظــا ف� االقتباســات حيــث ن ج�ــد نصوصــا مأخــوذة مــن‪ :‬إالدريــ� ف� ن ز�هتــه والقـ ض‬
‫ف ي‬ ‫ي ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫وا� الطيــب ي� أمعاهل‪...‬هــذا فضــا عــن‬ ‫خ‬ ‫وا� تومــرت ي� أعــز مــا يطلــب بو�وفنســال ي� رســائهل ب ن‬ ‫والبيــدق ف ي� أخبــاره ب ن‬
‫املصــادر املألوفــة‪.‬‬
‫ين‬
‫لملوحــد�‬ ‫مرحــ� االنتقــال مــن املر ي ن‬
‫ابطــ�‬ ‫ة‬ ‫وهكــذا‪ ،‬فــإذا اكن هــذا التنــوع امم ي� ت�ح هل نســبيا‪ ،‬فإنــه عــى مســتوى‬
‫ف‬
‫يـ تـم االعـ تـامد بشــل الفــت عــى النصــوص الــواردة ي� كتــاب املعجــب لعبــد الواحــد املراك ـش ي إل ظ�ــار الضعــف واهلــون‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫ـدول املرابطيــة زمــن أمـ يـر املسـ ي ن‬ ‫الــذي أصبحــت عليــه الـ ة‬
‫ـم� عـ يـ� ب ن� يوســف‪ ،‬و�ــم النســاء ي� الشــؤون العامــة‪ ،‬ومظاهــر‬
‫اال�ــال والفســاد املســت�ش ي ف� جــم الـ ة‬ ‫ن‬
‫ـدول‪ ،‬ن�هيــك عــى مــا عرفتــه هــذه املرحـ ةـ� حســب عبــد الواحــد املراك ـش ي مــن‬ ‫ي‬
‫وأ� مــع‬ ‫ـؤو�ا‪ ،‬ض‬ ‫ـدول وشـ ن‬ ‫ـذ� أخــذ ن ج�مهــم ف� الملعــان حـىت نأ�ــم ســيطروا عــى مقاليــد تدبـ يـر أمــور الـ ة‬ ‫�وز فئــة ق‬
‫الف�ــاء الـ ي ن‬
‫ي‬ ‫ب‬
‫ق‬
‫ـم� ملزمــا ب�شــاورة الف�ــاء والعــودة يإل�ــم ‪.‬‬ ‫ن‬ ‫هــذه الوضعيــة أمـ يـر املسـ ي‬
‫يخ ف‬ ‫القا�ــة ال ـت � جو�ــا عبــد الواحــد املراك ـش يـ تـم ف‬ ‫هــذه الصــورة ت‬
‫ـار� ي� ســلكيه‬ ‫تلق�ــا مــن قبــل معــدي ب� جام مــادة التـ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ق‬ ‫أ‬
‫ـاس والثانــوي التأهيـ يـ�‪ ،‬والتعامــل مهعــا عــى نأ�ــا مســمة ال ي�� يإل�ــا الشــك‪ ،‬ويـ تـم التغييــب بشــل نمم�ــج للنصــوص‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ال‬
‫والهــاد‬ ‫ن‬
‫ـد�‬ ‫ـ‬ ‫وال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫للع‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫وحب‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ارجي‬ ‫خ‬
‫وال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الداخلي‬ ‫ـته‬ ‫ـ‬ ‫بسياس‬ ‫ـادت‬ ‫ـ‬ ‫وأش‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫يوس‬ ‫�‬‫ن‬ ‫ـ�‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ن‬
‫ـم�‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫أم‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ماكن‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬‫أو�‬ ‫الـت ي ض‬
‫ي ج‬ ‫ي ي ب‬ ‫ي‬ ‫ف ي‬
‫ف‬
‫ي� ســبيل الــه وحزمــه ي� تدبـ يـر شــؤون دولتــه ‪.‬‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫الامعــة‬ ‫اكد�يــة ي� ج‬ ‫املعــر� الــذي حققتــه ال ب�ــاث ال ي‬ ‫ي‬ ‫يتجــى ضعــف انفتــاح كتــب االج�ت عيــات عــى الــرت امك‬
‫حيا�ــم خلدمــة التـ ي خ‬
‫ـار�‬ ‫ـذ� كرســوا ت‬ ‫املغربيــة‪ ،‬عــى مســتوى إمهــال أالمعــال القيمــة ملج موعــة مــن الباحثـ ي نـ� املغاربــة الـ ي ن‬
‫أ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫الوطـ نـ� ف� بعــده احملــ� والعــامل تخ‬
‫و�ليصــه مــن الشــوائب ال ـت ي علقــت بــه‪ ،‬ومــا المعــال ال ـت ي جأ�زهــا الســادة الســاتذة‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬
‫وإ�اهـ يـم‬
‫ـر� مـ يـز� وحممــد محــام ب‬ ‫ن‬
‫جرمــان عيــاش وحممـ نـد زني ـرب وحممــد القبـ ف يـ� وعبــد الــه العــروي وأمحــد التوفيــق والعـ ب ي‬
‫ح ومصطــى مشــاط والقــادري بوتشــيش‪...‬إال دليــا عــى هــذا التوجــه‪ ،‬فــم تـ تـم إالشــارة‬ ‫ي‬ ‫ـو� وحممــد ج‬ ‫حــراكت وحممــد املنـ ي‬
‫آ‬ ‫ف‬
‫اكد� الوطـ ن يـ�‪ ،‬ولعــل مــن ب�ب االع ـرت اف هلــؤالء ب�جهــودمه أن تـ تـم‬ ‫ي‬ ‫إىل هــؤالء الباحثـ ي نـ� املتمـ ي زـ� ي ن� ي� ســاحة البحــث ال ي‬
‫أ‬ ‫ـال إىل أمعاهلــم ويكــون ذلــك ب�ثابــة تكـ يـر� هلــم ف� ت‬
‫حيا�ــم وصـ ةـ� وصــل نبي�ــم وبـ ي نـ� الجيــال الناشــئة‪.‬‬ ‫ي‬
‫إالحـ ة‬
‫ف‬ ‫وهكــذا‪ ،‬فــأن تدريــس ت� ي خ‬
‫ر� املغــرب وحضارتــه ي� املدرســة املغربيــة ب�اجــة إىل إعــادة صياغتــه مــن جديــد‪ ،‬صياغــة‬
‫التار�يــة‪ ،‬مــع ض�ورة مراعــاة نــوع مــن التــوازن بـ ي نـ� املرحـ ةـ� الثانويــة‬ ‫حمطا�ــا ي خ‬ ‫ـدول املغربيــة ومخ تلــف ت‬ ‫ت�اع مقومــات الـ ة‬
‫ي‬
‫أ‬
‫اكد�‪ ،‬ومــد جســور التعــاون مــع الســادة‬ ‫الامعــة والبحــث ال ي‬ ‫ـلك�ا االعــدادي والتأهيـ يـ�‪ ،‬والبــد مــن االنفتــاح عــى ج‬ ‫بسـ ي‬
‫لة ي خ ي أ‬
‫لم� بغيــة بنــاء نظــرة عمليــة وشــام لتــار� المــة املغربيــة‪.‬‬ ‫انتا�ــم الع ي‬ ‫الباحثـ ي نـ� واالســتفادة مــن ج‬

‫‪122‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫تدريسية اللغة العربية وفق املقاربة املعجمية‬

‫احلسن عبد النوري‬


‫ـو�‪ ،‬الدار البيضاء‪ -‬ســطات‬‫الهــوي ملهــن تال� بيــة و التكـ ي ن‬
‫اســتاذ مســاعد ب�ملركــز ج‬
‫‪8‬‬
‫ـ� ســطات)‬
‫( الفــرع االقليـ ي‬

‫ت‬ ‫انصــب اهـ تـامم اللسـ ي ن‬


‫ـدرس اللغــات لســنوات عديــدة جا�ــاه القواعــد النحويــة و الرصفيــة واســاليب تدريهسما‪،‬‬ ‫ـاني� و مـ ي‬
‫ـص فقــط امتــاك املتعــم لتلــك القواعــد‪ ،‬و أن تدريــس املعجــم(‪)Vocabulary‬‬ ‫يا�ـ نـا� نم�ــم ب أ�ن تعلـ يـم و تعــم أي لغــة يقتـ ض‬
‫اال�ــاث النظريــة و التطبيقيــة و‬ ‫ـا� ب�زت جمموعــة مــن أ ب‬ ‫ي أ� ت� ف� مرتبــة دنيــا‪ .‬لكــن منــذ الســبعينيات ي مــن القــرن املـ ض‬
‫ي‬ ‫ف‬ ‫تي ي‬
‫ال� بويــة املهتمــة ب�ملعجــم‪ ،‬بدراســته والبحــث ي� طرائــق تعليمــه وتعملــه وســبل تنميتــه‪ ،‬ألنــه الســبيل الوحيــد للتمكــن مــن‬
‫ف‬
‫املعجميــة ي� تعلـ يـم و تعــم اللغــة‪ ،‬ل ن�ــا تعتـرب امتــاك املتعــم للكفايــة‬
‫أ‬ ‫اللغــة‪ .1‬أمــن هنــا اكن الطريــق معبـآـدا لظهــور املقاربــة‬
‫ـط�م اللغويــة مــن املعجــم( املفــردات) دون االعـ تـامد فقــط‬ ‫املتلفــة رهـ ي نـ� ب�ســهتالل مــدرس اللغــة لنشـ ت‬ ‫اللغويــة ب�بعادهــا خ‬
‫ي‬
‫عــى مدخــل النحــو و قواعــده‪.‬‬
‫‪ -1‬نبذة مركزة حول طرائق تعليم وتعلم اللغات‪:‬‬
‫مصطلــ� املقاربــة‬ ‫بــ�‬ ‫تقتــص الــرض ورة نامل�جيــة ي ز‬
‫التميــ� ي ن‬ ‫تعلــم وتعــم اللغــات‪ ،‬ض‬ ‫منــاه و طرائــق ي‬ ‫قبــل تنــاول ف ج‬
‫ي‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫ـا� املطبــق ‪ Edward Anthony 1963 2‬بـــأن املقاربــة (ال�ــج او املذهــب) يه جممــوع‬ ‫عر�مــا اللسـ ي‬ ‫و الطريقــة‪ .‬حيــث‬
‫ت‬ ‫ة‬
‫االف�اضــات املتداخــ� ال ـ ي تتعلــق بطبيعــة اللغــة و كيفيــة تعليمهــا و تعملهــا‪ ،‬و تصــف طبيعــة مضمــون التدريــس‪.‬‬ ‫ت‬
‫وتتضمــن مقاربــة واحــدة عــدة اس ـرت اتيجيات للتدريــس‪ ،‬وال ـت ي بدورهــا ي�كــن اجر تأ�ــا و فــق طرائــق متعــددة‪.‬‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫� شــل مــن اشــال العمــل الديدكتيـ يـ�‪ ،‬الــذي ي ج�مــع بـ ي نـ� املــدرس و املتعــم قصــد �قيــق هــدف‬ ‫امــا الطريقــة ي‬
‫تعلم� مــا‪ ،3‬وهلــذا نتحــدث عــن الطريقــة إاللقائيــة و الطريقــة احلواريــة و الطريقــة االستكشــافية‪....‬‬ ‫تعليــ� ي‬
‫ي‬
‫الطــة العامــة لعــرض املــادة اللغويــة بصــورة منظمــة‪ ,‬وبشــل ال يناقــض فيــه جــزء مــن‬ ‫و ب�ــذا املعـ نـى‪ ،‬الطريقــة ه خ‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫هــذه خ‬
‫الطــة أي جــزء آخــر‪ ,‬ويكــون ذلــك لكــه مبنيــا وفــق مذهــب او مقاربــة معينــة‪ .‬و تســى الطريقــة ي� جمــال تدريــس‬
‫اللغــات إىل إكســاب املتعــم جــزءا حمــددا مــن الكفايــة اللغويــة‪ ،‬مــن خــال أنشــطة ت� يم إىل ثإ�اء املهــارات اللغويــة‬
‫االربعــة و اســتنادها عــى مقاربــة منتقــاة‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫والغريقيــة‪ ،‬و يقــوم املتعــم ق‬
‫وف�ــا تب� ج�ــة‬ ‫قد�ــة ف� تدريــس اللغــة ن‬
‫اليو�نيــة إ‬ ‫طريق��ة النح��و والرتمج��ة‪ :‬تعــد طريقــة ي ي‬ ‫أ‬
‫أ‪-‬‬
‫ة‬ ‫ئ‬
‫نصــوص ب� مكلهــا ملكــة ملكــة وتذكــره للقواعــد النحويــة ولقــوا� طويــ� مــن املفــردات‪ .‬تو�ــدف هــذه الطريقــة إىل جعــل‬
‫القد�ــة واكسـ بـا�م لقواعــد اللغــة الثانيــة‪ ،‬ودفهعــم إىل حفظهــا واســتظهارها‪.‬‬ ‫ـادر� عــى قـراءة تو� ج�ــة النصــوص ي‬ ‫املتعملـ ي نـ� قـ ي ن‬
‫أ‬
‫ويـ تـم تعلـ يـم و تعــم اللغــة عــن طريــق تال� ج�ــة بـ ي نـ� اللغتـ ي نـ�‪ :‬اللغــة الم و اللغــة اهلــدف‪ ،‬و تشــبه هــذه الطريقــة اىل‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫الامعــات االســامية اكلقرويـ ي نـ� و االزهــر و الزيتونــة‪ ،‬خصوصــا ي�‬ ‫حــد كبـ يـر الطريقــة املســتعملة ي� الكتاتيــب القرآنيــة و ج‬
‫مــا يتعلــق ب�لكتابــة و القواعــد النحويــة و حفظهــا عــن ظ�ــر قلــب‪ .‬و امم يؤخــذ عــى طريقــة النحــو ت‬
‫وال� ج�ــة إمهاهلــا ملهــارة‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫الكلام و املبالغــة ي� تدريــس قواعــد اللغــة و �ليلهــا‪.‬‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫ب‪ -‬الطريق��ة املباش��رة‪ :‬ت�سســت هــذه الطريقــة كــرد فعــل ضــد طريقــة النحــو و تال� ج�ــة الـت ي اكنــت ســائدة ي� حقل‬
‫ف‬
‫ديدكتيــك اللغــات‪ .‬واســاس هــذه الطريقــة يمكــن ي� ان التعلـ يـم السـ يـل� ال يكتمــل اال �بالتصــال مبـ شـا�ة مــع اللغــة اهلــدف‪،‬‬
‫أ أ‬ ‫ف‬
‫وه مشــخصة ي� مواقــف تواصليــة ماديــة مملوســة‪ .‬وأن تعلـ يـم اللغــة الثانيــة ي ج�ــب أن يكــون شـ يـب�ا بتعــم اللغــة الم ل ن�ــا‬ ‫ي‬
‫عــى التفاعــل الشــفوي و االســتخدام‬ ‫ش‬ ‫ت‬
‫يه الطريقــة الطبيعيــة ال ـ ي يتعــم ب�ــا البــر أي لغــة‪ .‬وتعتمــد هــذه الطريقــة‬
‫ت‬ ‫التلقـ ئ‬
‫ـا� للغــة وعــدم االعـ تـامد عــى تال� ج�ــة و تال� كـ ي زـ� عــى همــارة الكلام‪ ،‬و التقليــل مــن �ليــل القواعــد النحويــة و مــن‬ ‫ي‬
‫أ‬ ‫ت‬
‫ـار� القـراءة والكتابــة‪ .‬و امم يؤخــذ عــى هــذه الطريقــة أن اه�ت همــا ب�هــارة الكلام جعلهــا ت�مــل املهــارات اللغويــة الخــرى‪.‬‬ ‫همـ ي‬
‫ج‪ -‬الطريقــة الســمعية النطقيــة‪ :‬ت�ى هــذه الطريقــة أن تعلـ يـم و تعــم اللغــة الثانيــة يكــون بامسهعــا أوال‪ ،‬وبعــد ذلــك‬
‫وتلتــى هــذه الطريقــة مــع الطريقــة‬ ‫وكتاب�ــا‪ .‬ق‬
‫اء�ــا ت‬ ‫التحــدث ب�ــا؛ و يصبــح املتعــم ف� وقــت الحــق قــادرا عــى قر ت‬
‫ي‬
‫ن‬ ‫ي أ‬ ‫املبـ شـا�ة ف� ن‬
‫كو�ــا تنفتــح عــى اللغــة الم لملتعملـ يـ�‪ .‬امك تعت ـرب القواعــد النحويــة جــد هممــة لملتعــم‪ ،‬و ال مانــع مــن توظيــف‬ ‫ي‬
‫غ‬
‫اســلوب ال� ج�ــة‪ .‬وينبـ يـى اســتعمال الوســائل الســمعية والبرصيــة بصــورة مكثفــة‪ ،‬واســتخدام أســاليب متنوعــة لتعلـ يـم و‬ ‫ت‬
‫ف‬ ‫تعــم اللغــة‪ ،‬مثــل احملــااكة ت‬
‫وال�ديــد و االســتظهار‪ ....‬ومعومــا ي�كــن تلخيــص مبــادئ و اســس هــذه الطريقــة ي� مــا يـ يـ� ‪:4‬‬
‫‪ -‬اللغــة اوال وقبــل لك �ش ي ء يه التكلم او التعــود عىل النطق‪.‬‬
‫‪ -‬الســمع قبــل الكلام و الالكم قبــل القراءة و القراءة قبــل الكتابة‪.‬‬
‫االصل‪.‬‬
‫‪ -‬اللغــة يه مــا يتملك بــه الناطق ي‬
‫‪ -‬اللغــة ه عبــارة عــن عــادات يكتسـهب ا املتعــم عن طريق التعود و املمارســة و ي ن‬
‫التمر� املســتمر‪.‬‬ ‫ي‬
‫د‪ -‬الطريقــة التواصليــة‪ :‬اســتفادت هــذه الطريقــة مــن مخ رجــات النظريــة الوظيفيــة الــت ي ت�ى ان اهلــدف مــن‬
‫الــدالل و‬
‫ي‬ ‫تعلــم وتعــم اللغــة هــو امتــاك املتعــم للقــدرة التواصليــة‪ ،‬لــذا يؤكــد أحصــاب هــذه النظريــة أمهيــة البعــد‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ـر�‪ .‬وتعــرض املــادة اللغويــة عــى أســاس التــدرج الوظيـ ي التواصـ يـ�‬ ‫ف‬ ‫ت ز‬
‫التواصـ يـ� بــدال مــن ال� كـ يـ� عــى البعــد النحــوي الـ ي‬
‫وليــس عــى أســاس التــدرج اللغــوي‪ ،‬وتتمحــور االنشــطة اللغويــة حــول موضــوع تكــون فيــه القواعــد النحويــة ض�نيــة‪.‬‬
‫أ‬
‫وتعتمــد طريقــة التدريــس عــى خلــق وضعيــات تعليميــة تعمليــة واقعيــة الســتعمال اللغــة مثــل‪ :‬توجيــه الســئلة ‪ ،‬وتبــادل‬

‫‪124‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫أ‬
‫املعلومــات والفــار‪ ،‬واملناقشــة‪....‬ويقوم املــدرس بــدور املرشــد واملنشــط‪ .‬ومــن هنــا يســتنتج ان اللغــة معليــة تواصليــة‬
‫ت‬
‫�ــدث بـ ي نـ� مرســل ومرســل اليــه‪ ,‬و ال ي�كــن أن تـ تـم هــذه العمليــة بنجــاح دون اكتســاب القــدرة التواصليــة ال ـت ي تتمثــل‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫ـار� إالرســال‪ ,‬ومهــا( احلديــث‪ ,‬والكتابــة)‪.‬‬
‫ـار� االســتقبال‪ ,‬ومهــا( االســامع ‪ ,‬والق ـراءة )‪ ,‬وهمـ ي‬
‫ي� همـ ي‬
‫‪ -2‬تعريف املقاربة املعجمية "‪:"The lexical approach‬‬
‫ن‬
‫اال� ي زل� يــة ســواء أاكنــت لغــة ث�نيــة أم لغــة أجنبيــة‪،‬‬
‫اقتــرت املقاربــة املعجميــة بدايــة عــى تعلـ يـم و تعــم اللغــة ج‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫غ‬
‫و يعــد لويــس(‪( 1993‬مؤســس هــذه املقاربــة ر� ظ�ــور بعــض الفــار الســابقة هل‪ .‬و ازداد االهـ تـامم ب�ــا بشــل كبـ يـر ي�‬
‫أ‬
‫الســنوات الخـ يـرة بديــا لطرائــق تعلـ يـم وتعــم اللغــات خاصــة طريقــة النحــو و تال� ج�ــة‪ .‬وتف ـرت ض املقاربــة املعجميــة ان‬
‫امتــاك املتعــم للكفايــة اللغويــة رهـ ي نـ� ب� كتســابه للقــدرة املعجميــة و اتســاهعا‪ ،‬وليــس ضبطــه للقواعــد النحويــة فقــط‪ .‬لــذا"‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫ي ج�ــب ان ال يـ تـم ت�ميــش املعجم(املفــردات) ي� تدريــس اللغــة‪ ،‬لن ث�اءه يــؤدي اىل االكتســاب اللغــوي ج‬
‫اليــد‪5"....‬‬
‫ن‬
‫و تنظــر املقاربــة املعجميــة إىل نظــام اللغــة عــى أنــه" ت�اكيــب معجميــة وليــس ت�اكيــب �ويــة فقــط‪ ،‬و أن حقيقــة‬
‫يعــ� ت� ي ز‬
‫كــ�‬ ‫ن‬
‫املعجميــة"‪ .6‬و ال ي‬ ‫تنبــ� اساســا عــى القواعــد النحويــة بــل عــى تال�اكيــب‬ ‫ي‬
‫تعــم اللغــة والتواصــل ب�ــا ال ن‬
‫أ‬
‫القــد� ب�ن النحــو و املفــردات‬ ‫املقاربــة املعجميــة عــى املعجــم( املفــردات) تغييــب دور النحــو أو تكريــس التصــور ي‬
‫ف‬
‫منفصــان‪ ،‬بــل مهــا متالزمــان ال ي�كــن الفصــل نبي�مــا‪ ،‬و ال قيمــة لتدريــس املعجــم ي� حــد ذاتــه‪ ،‬بــل يشــل مظه ـرا‬
‫الصائــص النحويــة و االخطــاء ال ـت‬‫هممــا ف� تعــم النحــو و ضبــط قواعــده و وظائفــه‪ .‬و مــن هــذا املنطلــق ان اغلــب خ‬
‫ي‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫تك�ــا املتعــم تعــود ي� جمملهــا اىل املعرفــة املعجميــة‪ ،‬عــى ســبيل املثــال ج�ــد فعــل "دخــل" يتحــدد معنــاه عــى أســاس‬ ‫ي� ب‬
‫ت‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫بنيــة معجميــة عندمــا يتألــف مــع احلــرف إىل او ي�‪ ،‬و املالحظــة نفهســا ب�لنســبة للفعــل "رأى" ي� تنوعاتــه الدالليــة ال ـ ي‬
‫تعكــس بنيتــه املعجميــة‪....‬‬
‫‪ -3‬مبادئ املقاربة املعجمية ‪ :‬تقوم املقاربة املعجمية على مبدئني هما‪:‬‬
‫‪ -‬مبــدأ ت�كيــب"‪ /"Syntax‬مفــردات "‪ :"Vocabulary‬انتقــد لويــس ‪ 1993‬التصــور ي‬
‫القــد� الــذي يعتــرب اللغــة‬
‫ـو� و املســتوى‬ ‫ـتو�ته ت�ليــا عمليــا قابــا للوصــف( املســتوى تال� كي ـ ‪ /‬النحــوي‪ ،‬املســتوى الصـ ت‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫لي‬ ‫�‬
‫ت‬
‫نســقا البــد مــن‬
‫ف ي‬ ‫ف‬ ‫بي‬ ‫ف‬
‫ـ� و ت�اكيبــه‪ ،‬عملــا انــه "مكــون جوهــري ي� نظــام اللغــة و توظي�ــا‪ ،‬وأن املتعملـ ي نـ�‬
‫ثي‬ ‫ـ‬ ‫املعج‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫ملس‬ ‫�‬‫ب‬ ‫م‬ ‫ـر�‪ )...‬دون االهـ ت‬
‫ـام‬ ‫الـ ي‬
‫أ‬
‫يعت�ونــه مــن املشــالك الـت تقــف حج ــرة عــرة أمــام تعليمهــم و تعملهــم للغــة"‪ .7‬لن اهـ تـامم اللسـ ي ن‬
‫ـدرس اللغــات‬ ‫ـاني� و مـ ي‬ ‫ت ي‬ ‫ب‬
‫ن ن أ‬
‫عــى الســواء منصــب جا�ــاه القواعــد النحويــة و الرصفيــة واســاليب تدريهسمــا‪ ،‬يا�ــا� م�ــم ب�ن تعلـ يـم و تعــم اللغــة‬
‫أ ف‬
‫ـص امتــاك املتعــم للقواعــد النحويــة و الرصفيــة‪ ،‬و أن تدريــس الملكــات و تال�اكيــب املعجميــة ي� ت ي� ي� مرتبــة دنيــا‬ ‫ض‬
‫يقتـ ي‬
‫مقارنــة بتدريــس قواعــد النحــو و الــرف‪ .‬اذ ب�جــرد ضبــط املتعــم لقواعــد النحــو سيســاعده ذلــك عــى توســيع قدرتــه‬
‫أ‬
‫املعجميــة مــن خــال اسـ ثـت�ر املــدرس لنشــطة ســواء بطريقــة مبـ شـا�ة او غـ يـر مبـ شـا�ة اثنــاء تدريــس املهــارات اللغويــة‬
‫ض‬
‫االربعــة‪ .‬و تظهــر عالقــة تال� كيــب ب�ملفــردات بشــل وا� عندمــا في�ــم و ينتــج متعــم اللغــة خطـ بـا�ت خاطئــة ت�كيبيــا‬
‫ق‬ ‫ق‬ ‫ف‬
‫مــع ورود ملكــات ي� ســيا�ا املناســب‪ ،‬مقارنــة بصحــة تال� كيــب و عــدم موافقــة الملكــات لســيا�ا‪ .‬اذن "بــدون ت�كيــب‬
‫ق‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫حصيــح يصعــب التوصــل اىل املعـ نـى ي� لغــة مــا‪ ،‬لكــن بــدون ت�وضــع املفــردات ي� ســيا�ا املناســب يســتحيل بلوغــه"‪.8‬‬

‫‪125‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫كلم لغــة معينــة نظامــا ث�بتــا و متناهيــا‪،‬‬ ‫ت‬ ‫مل‬ ‫ـ‬ ‫كي‬ ‫ال�‬‫و يبـ قـى مــا هــو اســاس ف� تعلـ يـم و تعــم اللغــة هــو اعتبــار النظــام ت‬
‫ف‬ ‫آ‬ ‫بي ف ي‬
‫خ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ي ي آ‬
‫و� الســياق‬ ‫ـخص و عــى معار�ــم الســابقة و النيــة‪ ....‬ي‬ ‫ي‬ ‫ـ� غـ يـر حمــدود لعــامده عــى � ير�هــم الشـ‬ ‫ي‬ ‫بيـ نـام نظاهمــم املعجـ‬
‫أ‬
‫كلم اللغــة الواحــدة لقــدرات معجميــة مخ تلفــة وغـ يـر‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ـاك‬ ‫ـ‬ ‫امت‬ ‫ـردات‬ ‫ـ‬ ‫املف‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تع‬ ‫ـاب‪/‬‬ ‫ـ‬ ‫اكتس‬ ‫ـول‬‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ـاث‬ ‫ـ‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ذاتــه‪" ،‬دلــت‬
‫قدر�ــم تال� كيبيــة تبـ قـى نفهســا"‪ .9‬امك ال تتعلــق همــارة فال�ــم اللغــوي بقــدرة املتعــم تال� كيبيــة‪ ،‬بــل ب�متالكــه‬ ‫قــارة‪ ،‬مــع ان ت‬
‫ـ� مناســب‪ ،‬و أن القواعــد النحويــة ليســت توليديــة بــل تنظيميــة و دورهــا ضبــط توظيــف ت�اكيــب املعجــم‪.‬‬ ‫لرصيــد معجـ ي‬
‫أ‬ ‫ال يعـ نـ� اهـ تـامم اللسـ ي ن‬
‫ـدرس اللغــة لنشــطة القواعــد النحويــة‪،‬‬ ‫ـاني� ب�ملعجــم و بتنميــة القــدرة املعجميــة اقصــاء مـ ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬
‫وه اكتشــاف ارسار‬ ‫ـور� اثنـ يـ� لتجســيد احلقيقــة نفهســا‪ ،‬أال ي‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫بــل ان ال� كـ ي زـ� عــى النحــو او املعجــم ســوى م�جـ يـ�‪ /‬تصـ ي‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫طبيع�ــا‪ .‬ومــن هنــا البــد مــن احلفــاظ عــى تال�ابــط و التاكمــل بـ ي نـ� جــل مكـ نـو�ت الكفايــة اللغويــة خاصــة بـ ي نـ�‬ ‫اللغــة و ت‬
‫املعجــم و تال� كيــب امك هــو وارد عنــد ‪ Gross 91‬و‪.Sinclair 9110‬‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫‪ -‬مبــدأ أولويــة املعجــم عــى النحــو‪ :‬ح ـظ ي املعجــم( املفــردات) ي� الســنوات الخـ يـرة ب�هـ تـامم كبـ يـر مــن قبــل‬
‫ـار�ت و طرائــق لتعلـ يـم و تعــم اللغــة ســواء أاكنــت لغــة اوىل ام لغــة‬ ‫ـاني� و املدرسـ ي نـ� مــن خــال اعـ تـامدمه عــى مقـ ب‬ ‫اللسـ ي ن‬
‫ـادر� عــى‬ ‫ث�نيــة أم لغــة أجنبيــة‪ ،‬بعــد أن تبـ ي نـ� هلــم أن متعلم� اللغــات‪ -‬حســب احلاجيــات اللغويــة لــل مســتوى‪ -‬غـ يـر قـ ي ن‬
‫ن‬ ‫غ‬ ‫ي‬
‫ت‬
‫بع�ــم البعــض ب�ســتعمال اللغــة ال ـ ي درســوها ر� توافــرمه عــى قــدرة �ويــة جيــدة‪ ،‬ولتغطيــة‬ ‫التواصــل و احلــوار مــع ض‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ـدو� ملكــات معـ ة‬ ‫هــذا النقــص يقـ ضـص هــؤالء وقتــا طويــا ف ي� ت�ديــد و تـ ي ن‬
‫ـزول منفــردة ي� دفـ تـا�مه خاصــة ي� ســياق اللغــة الثانيــة‬ ‫أ ي‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫معان�ــا ب�لدرجــة الوىل‪ ،‬و ان القــدرة اللغويــة ال ـت ي تخ�لــق املعـ نـى يه القــدرة‬ ‫ي‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تع‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫معين‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تع‬ ‫او الجنبيــة‪ .‬لن‬
‫ف‬ ‫ئ‬ ‫ف‬
‫ـتو�ت اللغويــة‬ ‫ـا� الــذي تضطلــع بــه املفــردة الواحــدة ي� إضــاءة مخ تلــف املسـ ي‬ ‫املعجميــة‪ .‬نظـرا " للفــدور الوظيـ ي و البنـ ي‬ ‫ف‬
‫أو ي� تقييمهــا وتغلي�ــا ب ـرض وب مــن التوقعــات واالح ـامتالت"‪.11‬‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫ان املعجــم عنــر حمــوري ي� إحــداث املعـ نـى‪ ،‬لن " نظــام اللغــة يقــوم عــى معجــم خاضــع للنحــو وليــس عــى �ــو‬
‫تخ�دمــه املفــردات ‪ ،...‬ان النحــو ت�بــع لملعجــم دوره مراقبــة معليــة التواصــل"‪ .12‬هلــذا ال يعــود متعــم اللغــة اىل كتــاب النحــو‬
‫بــل يعــود اىل املعجــم او القامــوس لـ شـرح املفــردات الصعبــة‪ ،‬و إذا مــا ركــز املدرســون كثـ يـرا عــى النحــو و قواعــده‪ ،‬فــإن‬
‫أ‬
‫معليــة توليــد املعـ نـى ســتتأخر‪ .‬اذن البــد ان ينطلــق تدريــس اللغــة مــن املعجــم وليــس مــن النحــو‪ ،‬لن هــذا االخـ يـر وضــع‬
‫عــى اكتشــاف اللغــة بدايــة مــن خــال‬ ‫خلدمــة املفــردات و ليــس العكــس‪ .‬و هــذا مــن شــأنه مســاعدة املتعــم‬
‫ـاد�‪ ،‬عــوض البــدء ب�لقواعــد النحويــة املج ــردة و احملــدودة‪.‬‬ ‫املعجــم‪ ،‬الــذي يعــد مظه ـرا واقعيــا ومـ ي‬
‫ان يا�ــان املدرسـ ي نـ� وصنــاع املنـ جـاه و ال ـرب جام اللغويــة ب ج�ــدوى املقاربــة املعجميــة‪ ،‬ســيفتح املج ــال اماهمــم تلل� كـ ي زـ�‬
‫بتعلــم وتعــم اللغــة‪ .‬ومــن مــز يا� تعــم املتعــم‬ ‫مبــا�ة ي‬ ‫عــى انشــطة لغويــة حمتواهــا ت�اكيــب معجميــة هلــا عالقــة ش‬
‫مايــ� ‪:13‬‬ ‫ت‬
‫لل�اكيــب املعجميــة ي‬
‫ت ن ف‬ ‫‪ -‬ت�كــن املتعــم مــن توليــد ج�ــل مناســبة لســياق التواصــل بفضــل اســرت جاعه ت‬
‫خز�ــا ي�‬ ‫ي‬ ‫الــ‬ ‫املعجميــة‬ ‫اكيــب‬ ‫لل�‬
‫ف‬ ‫خ‬
‫املعجــ� عــن ملكــة أو‬ ‫ي‬ ‫رصيــده‬ ‫�‬‫الذاكــرة كبنيــات جاهــزة‪ ،‬امم ي�فــف مــن النقــص الــذي ينتابــه اثنــاء ب�تــه ذهنيــا ي‬
‫معــ�‪ ،‬ويصقــل فصاحتــه اللغويــة‪.‬‬ ‫ت�كيــب ي ن‬

‫‪126‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ت‬
‫ال� ي�كــن التنبؤ ب�ا‪.‬‬ ‫ت‬ ‫رت‬ ‫�ت‬
‫‪ -‬يشــل الســياق االج يع املشـ ك مصــدرا لل�اكيــب املعجمية ي‬
‫‪ -‬تشــجع تال�اكيــب املعجميــة املتعــم و ت�فــزه للتواصــل بفعالية مع آال ي ن‬
‫خر�‪.‬‬
‫وقابــ� للتصنيــف وفــق ن�ــاذج ن�ويــة‪ .‬و يســاعد ث‬
‫اســت�ر‬ ‫ة‬ ‫قابــ� للتحليــل النحــوي‬‫‪ -‬ان جــل تال�اكيــب املعجميــة ة‬
‫ف‬
‫املــدرس هلــذه تال�اكيــب‪ -‬داخــل انشــطة لغويــة( انشــطة معجميــة)‪ -‬املتعملـ ي نـ� عــى �ــم واســتيعاب القواعــد النحويــة‪.‬‬
‫ف‬
‫لــذا ضأ� تدريــس تال�اكيــب املعجميــة نم�جيــة ســائدة ي� تعلـ يـم املفــردات خاصــة وتعلـ يـم وتعــم اللغــة عامــة‪ ،‬حيــث تعــد‬
‫القد�ــة للغــة‪.‬‬
‫طريقــة جديــدة أتــت لتغـ يـر النظــرة ي‬
‫‪ -4‬آليات تنمية القدرة املعجمية‪ /‬الرصيد املعجمي لدى متعلم اللغة‪:‬‬
‫تعلــم و تعــم اللغــة ي ن‬ ‫ف‬ ‫ن‬
‫رهــ� ب إ� كســاب املتعــم لقــدرة معجميــة مناســبة ملرحلتــه‬ ‫املقاربــة املعجميــة ي� ي‬ ‫ان ج�ــاح‬
‫نال�ئيــة و التعليميــة‪ ،‬ألن الوحــدات املعجميــة ق‬
‫تبــى ئ‬
‫دا�ــا حج ــر الزاويــة لقيــام أي معليــة تواصليــة ن� ج�ــة‪.‬‬
‫‪-1-4‬مفهوم الرصيد املعجمي‪ /‬القدرة املعجمية "‪:"ability Lexical‬‬
‫ف‬
‫المــع و االدخــار مثملــا ي�ــدث ي� املعامــات البنكيــة‪ ،14‬ويقصــد ب� ف�ــوم الرصيــد‬ ‫ي�يــل لفــظ "الرصيــد" إىل معـ نـى ج‬
‫و الالحمــدود مــن‬ ‫معــ� للغــة مــا‪ ،‬إنــه" املج مــوع املفــرت ض‬ ‫الاصــة بفــرد ي ن‬ ‫املعجــ� مســتوى املعرفــة املعجميــة خ‬
‫ي‬
‫املفــردات املعجميــة الــ ي �تلهكــا ج�اعــة لغويــة معينــة باكمــل أفرادهــا"‪ .15‬وتتضمــن ج�يــع التصــورات و التمثــات‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫ـ� يإل�ــا‪،‬‬ ‫ت‬
‫اللغويــة ال ـ ي ينتـ ي‬ ‫النطقيــة والكتابيــة للملكــات ال ـت ي اكتس ـهب ا الفــرد خــال تخ�اطبــه وتواجــده بـ ي نـ� أف ـراد العشـ يـرة‬
‫ـص معرفــة املفــردات اللغويــة داخــل لغــة مــا إالحاطــة بعــدد هائــل مــن املعلومــات‪ ،‬مــن ض� ن�ــا خصائهصــا الصوتيــة‬ ‫ض‬
‫وتقتـ ي‬
‫والرصفيــة ت‬
‫وال� كيبيــة والدالليــة خ‬
‫والطيــة ‪.16‬‬
‫ـتبط�ا فــرد معـ ي نـ� وقــد تكــون واســعة أو حمــدودة‪،‬‬ ‫وتعــرف اوكســفورد القــدرة املعجميــة ب أ� ن�ــا ج�يــع الملكــات ال ـت يسـ ن‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫� قسمان‪ :‬قــم ي�مــه الفــرد ويســتعمهل‬ ‫ن‬
‫يو�كــن أن تكــون مفــردة أو مركبــة‪ .17‬و إذا نظــر� يإل�ــا وفــق معيــار االســتعمال ي‬
‫وقــم ال يســتعمهل‪ ،‬لكــن في�مــه إذا اســتعمهل غـ يـره؛ و القــدرة املعجميــة ب�ــذا املعـ نـى ال تتضمــن جممــوع مفــردات اللغــة و‬
‫نا�ــا تتضمــن املســتعمل نم�ــا‪ ،‬ومــن ن‬
‫مكو� ت�ــا مــا يـ يـ� ‪:18‬‬
‫ذا�ــا عــى ش�وط احليــاة وعــى رأس‬ ‫‪ -‬املفــردات املألوفــة ب�لقــوة و ب�لفعــل‪ ،‬أل ن�ــا تتناســب و ســن املتعــم و تتوافــر ف� ت‬
‫ي‬
‫هــذه الـ شـروط االســتعمال و الــرواج‪.‬‬
‫أ‬ ‫ة‬
‫القابــ� لالســتئناس‪ :‬وتعــد امتــدادا للصنــف الول‪ ،‬لكــن املتعــم ب�ــم ســنه ي�تــاج إىل مــن ي خ�لــق هل‬ ‫‪ -‬املفــردات‬
‫ـ� حســب حاجياتــه‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ض‬
‫وضعيــات الوصــول يإل�ــا و يدخــل �ــن همــام املدرســة الـ ي تعمــل عــى توســيع رصيــد املتعــم املعجـ ي‬
‫ف‬ ‫ق‬
‫ي‬
‫الديــدة للتعبـ يـر عــن املفاهـ يـم ال ـت‬‫ج‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫املصطلح‬ ‫ـاق‬ ‫ـ‬ ‫نط‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫ـت‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫أ�‬ ‫‪ -‬املفــردات الغريبــة‪ :‬ال ـت ي زالــت غر تاب�ــا عندمــا‬
‫ف‬
‫اســتجدت ي� اللغــة‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫� املعجــم الذهـ ن يـ� الــذي يف ـرت ض أنــه يدخــل ي�‬ ‫ي‬ ‫و اذا نظـ نـر� اىل القــدرة املعجميــة مــن جو�ــة نظــر سيكولســانية‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ت‬
‫�ديــد قــدرة املتكلم املســتمع اللغويــة‪ ،‬هــذا الخـ يـر يتواصــل ب�ــا و ينتجهــا ب�عجــم ذهـ ن يـ� حمــدد‪ .‬و تمكــن أمهيتــه ي� مســاعدة‬
‫أ‬ ‫ت‬ ‫املتعــم عــى ت ج�ريــد وجــوده املــادي و االنسـ نـا� ض‬
‫ـوع ب�ــذا الوجــود‪ ،‬لن‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫ق‬‫�‬ ‫ـددة‬ ‫ـ‬ ‫حم‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫لغوي‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫وخطاط‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫قواع‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫�‬ ‫ي‬
‫أ‬
‫"معرفــة الفــرد لملكــات معينــة ت�كنــه مــن اســتثارة الملكــات و الفــار املتصــ� ب�ــا ‪ -‬خطاطتــه اللغويــة ‪ -‬وتعمــل هــذه‬
‫ة‬
‫العمليــة عــى ثإ�اء وإغنــاء معجمــه الذهـ ن يـ�"‪.19‬‬
‫‪ -2-4‬آليات تنمية الرصيد املعجمي‪ /‬القدرة املعجمية لدى املتعلم‪:‬‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫اهتمــت‪ ،‬ف� الوقــت احلـ ض‬
‫اال�ــاث ي� جمــال اللســانيات التطبيقيــة ب�ملعجــم( املفــردات)‪ ،‬نظ ـرا لمهيتــه ي�‬ ‫ـا�‪ ،‬ب‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ت‬
‫�قيــق الكفايــة اللغويــة و التواصــل ب�ــا‪ .‬لــذا "ســواء ارد� ام ابينــا‪ ،‬فــان تنميــة القــدرة املعجميــة تعت ـرب دعامــة اساســية‬
‫لنمــو تعــم اللغــات و الثقافــات‪ ، 20"...‬ومدخــا ن�جعــا لتفعيــل املقاربــة املعجميــة عــى احســن وجــه‪ .‬امك أن همــارات‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫ـ� الــذي يذخــره متعــم اللغــة‪ ،‬السـ يـام ي� املراحــل الوىل مــن تعملــه‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫املعج‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫الرصي‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫حج‬ ‫ـى‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫اساس‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫تعتم‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫رب‬ ‫ال‬ ‫اللغــة‬
‫املتلفــة‪ ،‬و مــدى اطالعــه‬ ‫تنــى القــدرة املعجميــة لــدى املتعــم مــن خــال شــغفه ب�للغــة و اســتعماهلا ف� الوضعيــات خ‬
‫ي‬
‫عــى مك هائــل مــن املعــارف و املعلومــات املتضمنــة ف� النصــوص القرائيــة‪ .‬مــع العــم ان تعلـ يـم املفــردات مبـ شـا�ة( منعــزلة‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ـ� نســبة ضئيـ ةـ� ي� اكتسـ بـا�ا‪ ،‬بيـ نـام الطريقــة الفعــال لتعــم املفــردات يه اكتسـ بـا�ا داخــل نصــوص‬
‫ة‬
‫عــن ســياق ورودهــا) يعـ ق ي‬
‫ت‬ ‫غ‬
‫مقــروءة‪ ،‬أي داخــل ســيا�ا‪ .‬ب�لــر� مــن ان ج�ربــة اللغــة املنطوقــة اساســية و هممــة ب�لنســبة لملتعــم‪ ،‬تـ ضـم اللغــة املكتوبــة‬
‫نســبة عاليــة مــن الملكــات غـ يـر املعروفــة لديــه‪ .‬اذن القـراءة يه الوســيلة املركزيــة الكتســاب‪ /‬تعــم و ت�ثــل الملكــات بكيفيــة‬
‫جيــدة‪ ،‬و مــن خالهلــا ينــ� املتعــم رصيــده املعجــ�‪ .‬و يتجــى ت�ثــل املتعــم لملفــردة ف ي� املظهـ ي ن‬
‫ـر� التاليـ ي نـ� ‪:21‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ت‬ ‫‪ -‬التمثــل االســاس لملفــردة‪ :‬انــه ت�ثــل ي�ــدد الملكــة امك ه‪ ،‬و يتجــاوز التمثــل ج ئ‬
‫ـز�‪ ،‬حيــث ي�ــدف اىل �ديــد‬ ‫الـ ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ت‬
‫صالتــه مــع امست و خصائــص تلــك الملكــة( امست خطيــة‪� -‬كيبيــة‪ -‬دالليــة‪)...‬‬
‫ف‬
‫ـا�‪ :‬يـ تـم وفقــه الربــط بـ ي نـ� ج�يــع املعلومــات الشــلية و الدالليــة حــول تلــك املفــردة‪ ،‬و‬ ‫‪ -‬التمثــل احلشــوي او االضـ ي‬
‫اعـ تـامدا عــى هــذا التمثــل يـ تـم تعــرف املفــردات‪.‬‬
‫ف‬
‫و اســتنبط الباحثــون ي� هــذا الصــدد آليــات وعوامــل تســاعد عــى تنميــة القــدرة املعجميــة لــدى املتعــم داخــل‬
‫النصــوص القرائيــة يه ‪:22‬‬
‫ت ف‬
‫ومــن خــال‬ ‫توا�هــا ي� ســياقات متعــددة‬ ‫‪ -‬ادراك تو�ثــل السمات البرصيــة للملكــة‪ ،‬بتحديــد معناهــا مــن خــال‬
‫ـ� إليــه‪.‬‬
‫ـ� الــذي تنتـ ي‬ ‫ربطهــا �بحلقــل املعجـ ي‬
‫‪ -‬ادخــال خصائــص النــص اللغويــة وســياقه وظروفــه‪ :‬هــدف النــص ومســتواه اللغــوي و نوعيتــه واه�ت مــات القــارئ‬
‫ت‬
‫ـؤ�ات ال ـت ي ج�عــل منــه نصــا فم�ومــا لــدى القــارئ‪.‬‬ ‫ولك املـ ش‬

‫‪128‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ن‬ ‫‪ -‬ممـ زـ�ات القــارئ‪ :‬يســاعد تفاعــل القــارئ مــع مموعــة مــن العوامــل عــى ن‬
‫ـ�‪ ،‬و ج�ــد مــن بـ ي نـ�‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫املعج‬ ‫ـده‬‫ـ‬ ‫رصي‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫�‬ ‫ج‬ ‫ي‬
‫رت‬ ‫ف‬ ‫ة‬
‫والهــود املتواصــ� ال ـت ي يبذهلــا ل�ــم النــص‪ ،‬و االنتبــاه إىل شــل الملكــات و االس ـ اتيجيات‬ ‫هــذه العوامــل احملف ـزات ج‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫ث‬ ‫ت ف ف‬
‫ـا� ملكــات جديــدة و ي� �مــه للنــص املقــروء جا�ــاال‪.‬‬ ‫الـ ي يوظ�ــا ي� القـراءة؛ لكهــا عوامــل تــؤ� ي� تعــرف القــارئ عــن معـ ي‬
‫ـ� ايضــا القــدرة املعجميــة لــدى املتعملـ ي نـ� ببنــاء معجــم اســاس للتواصــل‪ ،‬حيــث ي�كــن املتعــم مــن التعبـ يـر‬ ‫و تنـ ي‬
‫ـداول ف� لغــة التواصــل و االعــام‪ .‬و "ال يقصــد املعجــم اللغــوي أ� مكــه و ا�ــان‬ ‫ة‬ ‫ت‬
‫بتلقائيــة نطقــا و كتابــة و �مكــه االلفــاظ املتـ‬
‫ب‬ ‫ي‬
‫عــددا حمــدودا مــن الملكــات املرتفعــة التك ـرار اثنــاء التواصــل و التعبـ يـر الكمــا و كتابــة"‪.23‬‬
‫ـيميا� العــام لــدى املتعــم آليــة مــن آليــات تنميــة قدرتــه املعجميــة‪ ،‬و ي�يــل اىل قدرتــه‬ ‫ئ‬
‫امك يعتـرب اغنــاء املج ــال السـ ي‬
‫عان�ــا احلقيقيــة و املج ازيــة‪ .‬لــذا ي�تبــط هــذا املج ــال ب�ملفاهـ يـم و التصــورات‬
‫ـدود مــن املفــردات ب� ي‬ ‫عــى توظيــف عــدد ال حمـ‬
‫ف‬ ‫رت‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫ال ـت ي تعت ـرب حقــوال دالليــة ت�تلــف ي� جمموعــات منظمــة مــن املفــردات‪ ،‬ال ـت ي تشــل امست دالليــة مش ـ كة ي� مــا نبي�ــا‪.‬‬
‫آ‬
‫ويتحقــق هــذا املســتوى وفــق املعايـ يـر التيــة‪:‬‬
‫و التضاد‪.‬‬ ‫‪ -‬قــدرة املتعــم عــى اســتخراج ملكــة مــن نــص يدرســه‪ ،‬و العمل عــى توليدها �بالشــتقاق و تال�ادف‬
‫لــز�دة و االلصــاق للتوصــل اىل عــدد مــن‬ ‫‪ -‬قدرتــه عــى اشــتقاق فعــل ب إ�رجاعــه اىل ازمنــة مخ تلفــة‪ ،‬ث� توليــده ب� ي‬
‫ف ف‬ ‫ت‬
‫توظي�ــا ي� ج�ــل‪.‬‬ ‫معان�ــا و‬
‫االفعــال مــع العمــل عــى �ديــد ي‬
‫عا� جمازية‪.‬‬ ‫ن‬ ‫‪ -‬قدرتــه عــى اســتعمال مفــردة مســتنبطة من خطــاب لغوي ب�عناهــا ق ث‬
‫احلقي� � اســتعماهلا ب� ي‬
‫ي‬
‫تعب�ه ســواء أاكن كتابيا أم شـ فـهيا‪.‬‬‫‪ -‬قدرتــه عــى اسـ ثـت�ر قاعــدة الثنائيــات اللفظيــة و املعنوية اثناء ي‬
‫وتنــى القــدرة املعجميــة ايضــا مــن خــال توظيــف املــدرس لتقنيــات تســاعد املتعــم عــى اغنــاء تيمــة موضــوع معـ ي نـ�‬
‫ف‬
‫ي� جمــال مــا( تقنيــة الزوبعــة الذهنيــة مثــا)‪ ،‬ث� اكســابه همــارات اســتخراج تيمــة نــص و ش�هحــا وتوســيهعا‪ .‬ويتحقــق هــذا‬
‫املســتوى مــن خــال‪:‬‬
‫ـا� و اســتعمال بعض املفــردات املتصلة بتيمــة معينة‪.‬‬ ‫‪ -‬قــدرة املتعــم عــى ن جا�از موضوع انشـ ئ‬
‫ي‬
‫تعب�ي ما‪.‬‬‫ملعالة موضــوع ي‬ ‫‪ -‬قدرتــه عــى اســتحضار جمموعــة مــن تال�اكيب املعجميــة ال�ض ورية ج‬
‫‪ -‬قدرتــه عــى اســتخالص ت�اكيــب معجميــة لتيمة ما من نص و يقوم بدراسـهت ا‪.‬‬
‫عــى معـ جـا�‪/‬‬ ‫‪ -‬قدرتــه عــى رصــد عــدد مــن املفــردات و تال�اكيــب املعجميــة الـت ي ت�تبــط بتيمــة ثقافيــة مــا اعـ تـامدا‬
‫قواميــس معينــة‪.‬‬
‫امك تنــى القــدرة املعجميــة مــن خــال االســتعمال املناســب ملعـ نـى املفــردات‪ ،‬أي اختيــار املتعــم ملفــردات حمــددة‬
‫بدقــة اثنــاء تعبـ يـره نطقــا او كتابــة عــن معـ نـى معـ ي نـ�‪ .‬وتنــى كذلــك بواســطة ت�ســيخ اســتعمال املوقــف التواصـ يـ�‪ ،‬امم ي�كــن‬
‫املتعــم مــن اسـ ثـت�ر اقــوال و امثـ ةـ� مناســبة لتدعـ يـم رأيــه‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫تنــى قــدرة املتعــم املعجميــة ايضــا ب إ�قــداره اســرت اتيجيات اكتســاب‪ /‬تعــم الملكــات‪ ،‬و االســرت اتيجية يه لك‬
‫العمليــات و االفعــال و االنشــطة الذهنيــة و غـ يـر الذهنيــة ال ـت ي تســاعد املتعــم عــى تبســيط تعملــه‪ /‬اكتســابه ملفــردات‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫تخ‬
‫ـا� و حســب صعوبــة اللغــة اهلــدف‬ ‫ـر� و الثقـ ي‬
‫فلغــة معينــة‪ .24‬و �تلــف مــن متعــم إىل آخــر حســب مســتواه اللغــوي واملعـ ي‬
‫ـدالل‪ .)...‬و لتوضيــح هــذه ومــن هــذه االس ـرت اتيجيات املتعــارف‬ ‫ـتو� ت�ا املتعــددة( تال� كيــب‪ -‬املعجــم‪ -‬الــرف‪ -‬الـ ة‬
‫ي� مسـ ي‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫عل�ــا ي� الدبيــات وال ب�ــاث ال ـت ي تناولــت اس ـرت اتيجيات اكتســاب‪ /‬تعــم املفــردات‪ :‬اس ـرت اتيجية تخ�مـ ي نـ� معـ نـى املفــردة‬
‫ي‬
‫رت‬ ‫ت‬ ‫رت‬ ‫رت‬
‫وفــق الســياق‪ ،‬اس ـ اتيجية توظيــف املعجــم‪ /‬القامــوس‪ ،‬اس ـ اتيجية ال� ج�ــة‪ ،‬اس ـ اتيجية التذكــر‪...‬‬
‫وه ‪:25‬‬ ‫ينظــر اىل القــدرة املعجميــة مــن خــال ابعاد ثالثة ي‬
‫و‬ ‫املتلفــة فل�ــم الوحــدة املعجميــة‪ ،‬مــن التعــرف نع�ــا‬
‫املســتو�ت خ‬
‫ي‬ ‫ــز� الصحيــح‪ ،‬الــذي يصــف‬ ‫ال ئ‬
‫‪ -‬البعــد ج‬
‫ث‬ ‫ت‬ ‫ي‬
‫بــ� شــلها و معناهــا‪.‬‬‫تســجيل خصائهصــا اىل �ثــل و حفــظ معناهــا � الربــط ي ن‬
‫املتلفــة ملفــردة مــا مــع مفــردات اخــرى‪،‬‬ ‫‪ -‬بعــد تعميــق املعرفــة املعجميــة‪ ،‬الــذي يتطلــب معرفــة العالقــات املعنويــة خ‬
‫ـ� اليــه املفــردة اثنــاء سـ يـرورة‬ ‫ت‬ ‫ظ‬ ‫رت‬ ‫رت‬
‫ـ� الــذي تنتـ ي‬‫مــن حيــث ال ـ ادف و االش ـ اك اللف ـ ي ‪ ....‬و يــم تصنيــف احلقــل املعجـ ي‬
‫اكتســاب معناهــا‪ ،‬و ينتــج عــن ذلــك تنميــة املتعــم لشــباكت معنويــة ت� بــط بـ ي نـ� الوحــدات املعجميــة‪ .‬و هلــذا الســبب‪،‬‬
‫ـز� اىل فال�ــم الصحيــح و الدقيــق ملعـ نـى الملكــة‪.‬‬ ‫ن�ــو بعــد املعرفــة العميقــة هــو اســاس النمــو مــن فال�ــم ج ئ‬
‫الـ ي‬
‫ـا�‪ ،‬الــذي يتطلــب انفتــاح القــدرة املعجميــة‪ ،‬ب�يــث ان املتعــم قــادر عــى توظيــف و‬ ‫ي‬ ‫ـتقبال – االنتـ ج‬
‫ي‬ ‫‪ -‬البعــد االسـ‬
‫أ‬
‫انتــاج الملكــات و اســتقباهلا‪ .‬لن القــدرة املعجميــة االســتقبالية يه االســاس مقابــل القــدرة املعجميــة االنتاجيــة‪ ،‬ث� ان‬
‫القــدرة املعجميــة االســتقبالية تنمــو برسعــة مقارنــة ب�لقــدرة املعجميــة االنتاجيــة‪ .‬و تبـ قـى املفــردة هسـ ةـ� االنتاجيــة‪ ،‬عندمــا‬
‫ف‬
‫تكــون قصـ يـرة‪ ،‬هسـ ةـ� النطــق و التذكــر و ي� تصورهــا و ت�ثلهــا‪.‬‬
‫ـ� وصفــا عامــا ومعقــوال لنمــو القــدرة املعجميــة‪ ،‬اذ تنمــو جــل املفــردات مــا بـ ي نـ�‬ ‫خ و تقــدم سـ يـرورة الدخــل املعجـ ي‬
‫�ــس ســنوات و احــدى عـ شـرة ســنة‪ ،‬و يقتــر هــذا النمــو عــى تعــرف املتعــم شــل الملكــات – مــن الناحيــة النطقيــة‬
‫ـه‪ .‬ويـ تـم تال� كـ ي زـ� مافــوق احــدى عـ شـرة ســنة ليــس فقــط عــى شــل الملكــة‬ ‫– الــذي يكــون عــادة جــزءا مــن معجمــه الشـ ف‬
‫آ‬ ‫خ‬ ‫ي‬
‫ـ� مــن متعــم لخــر نظ ـرا‬ ‫ـوى الملكــة غـ يـر املعروفــة‪ .‬امك ي�تلــف الرصيــد املعجـ ي‬ ‫ف‬
‫بــل عــى حمتواهــا أيضــا‪ ،‬أي شــل وحمتـ‬
‫ـا� الوســط السوسيولسـ ن‬
‫ـيوثقا� الــذي نشــأ فيــه‪ ،‬حيــث يتــاح للبعــض االسـ تـامع إىل عــدد كبـ يـر مــن الملكــات‬ ‫ي‬ ‫ـا� و السوسـ‬ ‫ي‬
‫لتبـ ي ن‬
‫آ‬ ‫و�لــف الكثـ يـر مــن املفــردات و التعابـ يـر‪ ،‬ف� حـ نـ� يعـ ن‬ ‫أ‬
‫ـا� البعــض الخــر مــن‬
‫أ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫آ‬ ‫خاصــة مــن وســائل إالعــام‪ ،‬امم ي ج�عــه يذخــر ي‬
‫ت‬
‫تقل�ــا‪ .‬إن البيئــة املنفتحــة �فــز املتعــم عــى اكتســاب قــدرة معجميــة تؤهــه ل كتســاب اللغــة و املعــارف الخــرى دون‬
‫عل�ــا‪.‬‬
‫ـو�ت و مشــالك التواصــل اللغــوي و التغلــب ي‬ ‫عوائــق تخ‬
‫و�طيــه لصعـ ب‬
‫خالصـــــــــة‪:‬‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫وه املقاربــة‬
‫ي‬ ‫اال‬ ‫اللغــات‪،‬‬ ‫تعــم‬ ‫و‬ ‫تعلــم‬
‫ي‬ ‫ــال‬ ‫م‬
‫ج‬ ‫�‬‫ي‬ ‫حديثــة‬ ‫قاربــة‬ ‫�‬‫ب‬ ‫التعريــف‬ ‫املقــال‬ ‫هــذا‬ ‫�‬
‫حــاول الباحــث ي‬
‫وه‪:‬‬ ‫مخ‬
‫تعلــم و تعــم اللغــة( اللغــة الثانيــة خاصــة)‪ ،‬ي‬
‫املعجميــة‪ .‬وقبــل التعريــف ب�ــا قــدم نبــذة تــرة عــن امه طرائــق ي‬

‫‪130‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ت‬
‫طريقــة النحــو و تال� ج�ــة و الطريقــة املبـ شـا�ة و الطريقــة الســمعية النطقيــة ث� اخـ يـرا الطريقــة التواصليــة ‪ .‬ث� �ــدث عــن‬
‫ت‬
‫عل�ــا( خاصــة‬ ‫مبــادئ هــذه املقاربــة واملســوغات ال ـت ي ج�علهــا بديــا ملذاهــب و طرائــق تعلـ يـم و تعــم اللغــة املتعــارف ي‬
‫الطرائــق التقليديــة)‪ .‬وتنظــر املقاربــة املعجميــة اىل اكتســاب الكفايــة اللغويــة يســهت ل مــن مدخــل املعجــم( املفــردات)‬
‫يعــ� ت�مي�ش ــا للقــدرات‬‫ن‬ ‫ت ز‬ ‫ت‬
‫وليــس مــن مداخــل اخــرى( ال� كيــب فو الــرف) ‪ .‬امك ان � يك�هــا ت عــى تدريــس املعجــم ال ي‬
‫اللغويــة االخــرى‪ ،‬بــل يشــل مظه ـرا هممــا ي� تعملهــا و ضبطهــا؛ قصــد �كــن املتعــم مــن اللغــة ســواء تعلــق االمــر ب�لكفايــة‬
‫ن‬
‫اال�ــاز‪.‬‬
‫او ج‬
‫‪ -‬اهلوامش‪:‬‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫تعل� و تعمل اللغــة‪ ،‬من نبي�ا‪:‬‬
‫(‪ - )1‬هنــاك جمموعــة مــن الدراســات الـت ي تقر ب�مهيــة املعجم( املفــردات) ي� ي‬
‫‪- Grabe, W.(2004)." Research on Teaching Reading". In Annual Review of Applied Linguistics, Volume 24(pp: 87-112).‬‬
‫‪Editor Chief: Mary Mc Groarty, Publish: Cambridge University Press, p : 50‬‬
‫‪- Chaibi, A.(2000)".Teaching Vocabulary: Theoretical and Practical Consideration". MATE NEWSLETTER,21/2, p: 7-10‬‬
‫‪- Nation, P. (1990). Teaching and learning vocabulary. New York, NY: Newbury House, p:63‬‬
‫‪- Laufer, B. (1997). The lexical plight in second language reading: Words you don’t know, words you think you know,‬‬
‫‪and words you can’t guess. In J. Coady & T. Huckin (Eds), Second language vocabulary acqusition. Cambridge: Cambridge‬‬
‫‪University Press, p: 22‬‬
‫‪-Coady, D. Huckin, T.(1997).Second language vocabulary acquisition. Cambridge university press, p:5‬‬
‫‪(2) - Edward Anthony (1963) cité par Jack C. Richards, Theodore Stephen Rodgers: Approaches and methods in‬‬
‫‪language teaching, Cambridge UK, Cambridge University Press, 2nd edition, 2001, p 19.‬‬
‫ف‬
‫(‪ -)3‬غريــب‪ ،‬عبــد الكـ يـر� و اخــرون‪ .‬ي� طــرق و تقنيــات التعلـ يـم‪ ،‬مــن اســس املعرفــة اىل اســاليب تدريهســا‪ .‬سلسـ ةـ� علــوم تال� بيــة‪ ،‬العــدد‬
‫ـر�ط‬
‫الديــدة‪ ،‬الـ ب‬
‫‪ ،1992 ،7‬ص‪ ،126:‬مطبعــة النجــاح ج‬
‫ـر�ط‪،‬‬ ‫(‪ -)4‬بوشــوك‪ ،‬املصطـ فـى ب ن� عبــد الــه‪ .‬تعلـ يـم وتعــم اللغــة العربيــة و ت‬
‫ثقاف�ــا‪ .‬الطبعــة الثانيــة‪ ،‬اهلــال العربيــة للطباعــة والنـ شـر‪ ،‬الـ ب‬
‫‪ ،1994‬ص‪48 :‬‬
‫‪) 5)- Krashen, S,D.(1995).The Natural Approach Language Acquisition in Classroom.Printed: Hall Europe, p: 55‬‬
‫‪(6) -Nattinger J. R. & De Carrico J. S.(1992). Lexical Phrases and Language Teaching, Oxford: Oxford University Press, p: 2‬‬
‫‪(7)- Bogaards, P.(1994).Le Vocabulaire dans L'Apprentissage des Langues Etrangères. Ed: DIDIER, p: 9‬‬
‫‪(8) - Lewis, M. (1993). The lexical approach. Hove, UK: Language Teaching Publications,‬‬ ‫‪p: 55‬‬
‫(‪Laurence, L(1998). Apprendre à Penser, Parler, Lire, Ecrire. paris, Ed ESF. p: 95 - )9‬‬
‫ـو�‪ ،‬فاطمــة‪ .‬ثا� الكفايــة املعجميــة ف ي� التمكــن مــن اللغــة تطــور معايـ يـر التمكــن مــن تخ�ـ ي ن‬
‫ـز� مفــردات اللغــة اىل بنــاء كفايــة‬ ‫ي‬
‫خ ف‬
‫(‪ -)10‬اللـ‬
‫الــر�ط‪ ،‬املغــرب‬
‫الديــدة‪ ،‬يونيــو‪ ،2014 ،‬ص‪ ،11 :‬ب‬ ‫ة‬ ‫ت‬
‫ــ� التدريــس‪ ،‬لكيــة علــوم ال� بيــة‪ ،‬العــدد ‪ ،6‬السلســ� ج‬ ‫معجميــة‪ .‬جم ة‬

‫‪131‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬
‫ـال‪ ،‬با�اهـ يـم صــاحل‪ .‬ازدواجيــة اللغــة‪ :‬النظريــة و التطبيق‪ .‬مكتبــة امللك �ــد الوطنية للن�ش ‪ ،‬ط‪ .1996 ،1‬ص‪84:‬‬
‫(‪ - )11‬الغـ ي‬
‫(‪Lewis, Ibid p: 38 -)12‬‬
‫(‪Nattinger & De Carrico, Ibid, p: 32- )13‬‬
‫ف‬
‫احل‪ ،‬مطبعــة النجاح‪ ،‬املغرب‪ ،2002 ،‬ص‪64 :‬‬ ‫ـ� ي‬‫(‪ -)14‬الصــوري‪ ،‬عبــاس‪ .‬ي� بيداغوجيــا اللغــة العربيــة‪ :‬الرصيــد املعجـ ي‬
‫ف أ‬ ‫ف‬
‫الديــدة‪ ،‬الــدار البيضــاء‪ ،‬املغــرب‪،1998 ،‬‬
‫(‪ -)15‬الصــوري‪ ،‬عبــاس‪ .‬ي� بيداغوجيــا اللغــة العربيــة‪ :‬البحــث ي� الصــول‪ .‬مطبعــة النجــاح ج‬
‫ص‪9:‬‬
‫ن ت‬ ‫(‪ -)16‬الفـ ف‬
‫ـر�‪� :‬ــاذج �ليليــة جديدة‪ .‬دار توبقــال للن�ش ‪ ،‬ط ‪ ،2‬ب‬
‫الر�ط‪ ،‬املغرب‪ ،1999 ،‬ص‪14 :‬‬ ‫ـاس ال�ــري‪ ،‬عبــد القــادر‪ .‬املعجــم العـ ب ي‬
‫ي‬
‫(‪Oxford, L. R.(1990). Language Learning Strategies. Boston: Heinle and Heinle, p: 45 - )17‬‬
‫(‪ - )18‬الصــوري‪ ،2002،‬املرجع نفســه‪ ،‬ص‪108-109 :‬‬
‫(‪ -)19‬عــر‪ ،‬عبــد البــاري‪ .‬فال�ــم عــن القـراءة‪ :‬طبيعة معلياتــه و تذليل مصاعبــه‪ .‬مركز االســكندرية للكتاب‪ ،‬مرص‪ ،1999 ،‬ص‪10:‬‬
‫(‪ -)20‬بوشــوك‪ ،‬املرجع نفســه‪ ،‬ص‪316:‬‬
‫(‪Casalis, S.(1996). L'Apprentissage de La Lecture Et Compréhension D'Enoncées. Paris: Press Universitaire, p:66 -)21‬‬
‫(‪Haastrup, K, A, Viberg.(1998). Perspectives On Lexical Acquisition In a Second Language. Ed: Lund University -)22‬‬
‫‪Press, p: 21‬‬
‫(‪ - )23‬بوشــوك‪ ،‬املرجع نفســه‪ ،‬ص‪317 :‬‬
‫صنافا�ــا و طرائــق تدريهسا‪ .‬جملة علــوم تال� بية‪ ،‬العدد ‪ ،2016 ،65‬ص‪120 :‬‬
‫(‪ -)24‬عبــد النــوري‪ ،‬احلســن‪ .‬اسـرت اتيجيات تعــم اللغــة و ت‬
‫(‪Haastrup & Viberg, Ibid, p: 74-75- )25‬‬

‫‪132‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫أداء متعلمي السنة الثالثة ثانوي إعدادي‬


‫يف اهلندسة بني اكراهات الواقع وشروط التجويد‬
‫‪9‬‬
‫‪ 1‬حممد عليا‬
‫الهــوي ملهــن تال� بيــة والتكـ ي ن‬
‫ـو� ب نا� رشــد مراكــش املغــرب‪.‬‬ ‫املركــز ج‬
‫امللخص‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ـيوثقا�‬
‫ـار�ت املنســجمة مــع طبيعــة املتعــم ي� حميطــه السوسـ ي‬ ‫ـط ب�لتنظـ يـر لملقـ ب‬ ‫ليــس ث�ــة اصــاح لملدرســة املغربيــة فقـ‬
‫‪ ،‬بــل البــد مــن الســمو عــن مســتوى الوعــظ ت ج�ــاوزا لــل انــواع خ‬
‫الطـ بـا�ت الفجــة واملثاليــة ح ـىت ن�وم تثببــث قـ يـم الفكــر‬
‫ف‬ ‫العلم� النقــدي واملنطــق الســل� ف� ت‬
‫ـر� السـ يـل�‪.‬‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫املع‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫البن‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫فص‬ ‫�‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬
‫أ‬
‫والســتدالل اهلنــدس كفايــة مــن الكفـ يـا�ت الساســية ال ـت ينبـ غـى ت‬
‫تنمي�ــا لــدى املتعــم ليــس فقــط مــن أجــل حــل‬ ‫ي ي‬ ‫ي ف‬ ‫إ‬
‫ف‬ ‫الـ تـام ي ن‬
‫الر�ضيــة �ســب ‪ ،‬بــل لكــون التمــرن عــى االســتدالل يســاعد ي� تنميــة مســتوى االقنــاع واالقتنــاع‬ ‫ر� و ف املســائل ي‬
‫ـخص لملتعــم‪.‬‬‫ودورمهــا ي� تبيــان امهيــة املنتــوج الشـ ي‬
‫نس�شــد بو�قاييســه ن�تــدي ن�ى امهيــة اســتجالء الســبل الكفيـ ةـ� ج‬
‫ملعالــة االشــاالت‬ ‫وفــق هــذا اهلاجــس الــذي بــه ت‬
‫أ‬
‫ال ـت ي يطرهحــا تدريــس اهلندســة ب�قســام الثانــوي إالعــدادي‬
‫التعمل ‪ ،‬املناخ االرسي‬
‫ـ� ي‬ ‫تطو� االداء ‪ ،‬احمليــط التعليـ ي‬ ‫كلم��ات مفت��اح ‪ :‬اهلندســة ‪ ،‬اداء املتعملـ ي نـ� ‪ ،‬ي‬
‫مقدمة‬
‫ق‬
‫نعت ـرب التدريــس همنــة ب�زت أمــع خلــق االنســان وفــق املرجعيــة ال ـت ي نؤمــن يقينــا بصد�ــا فالــه عــم ب�لقــم‪ ،‬عــم‬
‫معمل�‪..‬لذلــك ال جمــال لالختــاف أان ج يمء ادم محــل معــه‬ ‫إالنســان مــا مل يعــم‪ ..‬وعــم آدم الامسء لكهــا‪ ،‬وبعــث الرســل ي ن‬
‫ف‬
‫بشــارة املعــم واملتعــم ي� نفــس االوان ليكتســب التدريــس طابــع القدســية مــذ ان معــر االنســان الرض‪ ..‬وعليــه اكن ينظــر‬
‫ف‬
‫ـر� وبــث‬ ‫العصور‪..‬ا�ــا املهنــة ال ـت ي تخ�اطــب إالنســان عــى مسـ‬
‫ـتوى االدراك املعـ ي‬
‫ن‬ ‫إىل هــذه املهنــة ب إ� كبــار واح ـرت ام عــى مــر‬
‫ف‬
‫لم� الرصـ ي نـ� ومبــادئ املنطــق السـ يـل� ‪ ..‬ولملدرســة املغربيــة الوطنيــة ج‬
‫الديــدة حــظ ي� هــذه الغـ يـا�ت واملثــل‬ ‫فقـ يـم الفكــر الع ي‬
‫ت‬ ‫ن‬
‫� حســب امليثــاق الوطـ يـ� � يم إىل‬ ‫ي‬
‫ت‬
‫الر�ضيــة وحــل � ن‬ ‫ن‬
‫اري�ــا‬ ‫دمع �ــو الــذاكء التجريــدي لليافعـ ي نـ� خصوصــا مــن خــال التدريــب عــى طــرح املشكلات ي‬
‫ومعال ت�ــا ‪..‬‬ ‫ت‬
‫و�ثــل احلــاالت إالشــالية ج‬

‫‪133‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ت‬
‫يشــر قامــوس احمليــط إىل أن البنيــة املعجميــة ملصطلــح‬ ‫جو�ــدر االشــارة اىل ان فضــاء االشــتغال هــو املدرســة اذ ي‬
‫املدرســة يــدل عــى مــان الــدرس والتعلـ يـم ‪،‬وذهــب قامــوس لســان العــرب إىل املعـ نـى نفســه ‪ ،‬حيــث ي�ى إن املدرســة يه‬
‫ف‬
‫و� اللغــة الفرنســية ملكــة مدرســة مأخــودة مــن ملكــة نيو�نيــة تــدل عــى وقــت الفـراغ أو املــان‬
‫ي‬ ‫املوضــع الــذي يــدرس فيــه ‪،‬‬
‫غ‬
‫الــذي يقصــده النــاس خــال وقــت فرا�ــم للدراســة‪.‬‬
‫املدرســة بشــل عــام مؤسســة معوميــة أو خصوصيــة تخ�ضــع لضوابــط حمــددة ت�ــدف إىل تنظـ يـم فاعليــة العنــر‬
‫ف‬ ‫البـ شـري ب�يــث تعمــل وفــق إطــار منظــم يضبــط همــام لك فئــة ي جو�علهــا تقــوم بعملهــا خ‬
‫الــاص لـ يـ� يصــب ي� إالطــار العــام‬ ‫أ‬
‫ام املرغوبــة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫وامل‬ ‫ت‬ ‫ـا�‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫والغ‬ ‫ـداف‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ال‬ ‫يو�قــق‬
‫أ‬ ‫وهــذا مــا عـرب عنــه امليثــاق الوطـ نـ� تلل� بيــة والتكـ ي ن‬
‫الديــدة‬ ‫ـو� الــذي يطمــح لن تصبــح املدرســة املغربيــة الوطنيــة ج‬
‫ـذا�‪ ،‬والقــدرة‬ ‫"مفعمــة �بحليــاة‪ ،‬بفضــل ن�ــج ت� بــوي نشـ يـيط‪ ،‬يتجــاوز التلـ قـى الســل� والعمــل الفــردي إىل اعـ تـامد التعــم الـ ت‬
‫ي‬ ‫بي‬ ‫ي‬ ‫عــى احلــوار واملشــاركة ف� ت‬
‫ـاع" ‪.‬‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ال‬
‫ج‬ ‫ـاد‬ ‫ـ‬ ‫االج�‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫ة‬ ‫التعلــم املــدرس خ‬
‫الــدول ‪ ،‬ي� نال�ــوض بنظــام‬ ‫رئیــ�‪ ،‬إىل جانــب‬ ‫ي‬ ‫صــوص �شیــك وطــرف‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫امك إعتــرب أن ی‬
‫ف‬ ‫تال� بیــة والتكـ ی ن‬
‫ـو� ب�ملغــرب وتوســیع نطــاق إنتشــاره والرفــع املســتمر مــن جودتــه ‪ ،‬وحــدد مــن أجــل ذلــك ي� دعامتــه‬
‫خ‬ ‫ف‬ ‫ش‬
‫ـوص والرفــع مــن جودتــه‬ ‫ـدرس الصـ ي‬ ‫الثامنــة عــرة ث جمموعــة مــن إالج ـراءات والتداب ـری ‪ ،‬هد�ــا تنظـ یـم قطــاع التعلـ یـم املـ ي‬
‫وتشــجیع إالســت�ر فیــه‪.7‬‬
‫ـر�‪ ،‬یخ�ضــع مبدئیــا‪ ،‬لنفــس‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ـ� املغـ‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫التعلی‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫النظ‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫أ‬‫ز‬ ‫ـ‬ ‫یتج‬ ‫ال‬ ‫ـزءا‬‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫یع‬ ‫إذا‪،‬‬ ‫ـوص‬‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫فالتعلـ یـم املــدرس خ‬
‫ال‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫أ‬ ‫ي ف‬ ‫ت‬
‫ـوم‪ ،‬ویســامه بــدوره إىل جانــب هــذا الخ ـری ‪ ،‬ي� كســب رهــان التعلـ یـم ي�‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫العم‬ ‫ـم‬‫ی‬ ‫ـ‬ ‫التعل‬ ‫�‬‫البنیــات ال� بویــة املعمــول ب�ــا ي‬
‫لك ســلك مــن أســاكه التعليميــة ‪.‬‬
‫يقتــص اصــاح املدرســة املغربيــة (معوميــة اكنــت أأو خصوصيــة) ف ‪ ،‬والــت ي يــاد عملــاء‬ ‫كســب هــذا الرهــان ض‬
‫ي‬
‫ـال ‪ ،‬بــل ببــث‬ ‫دوراك� ‪ ،‬لنــه خطــاب ج� ومثـ ي‬ ‫إالجـ تـامع يتفقــون عــى أن اصالهحــا لــن يتحقــق ب�لوعــظ ‪ ،‬امك يقــول إميــل ي‬
‫ف‬
‫العلم� النقــدي واملنطــق السـ يـل� ي� مفاصــل املج تمــع ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫قـ يـم الفكــر‬
‫قــادر� عــى جعــل املدرســة‬ ‫مبدعــ� مــن داخــل أســوار املدرســة ‪ ،‬ي ن‬ ‫ين‬ ‫تكــو� اســاتذة‬ ‫يقتــص ي ن‬ ‫القــم ض‬ ‫بــث هــذه ي‬
‫الديــدة ت�م حســب امليثــاق ن‬ ‫ي‬
‫الوطــ� إىل ‪:‬‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫املغربيــة الوطنيــة ج‬
‫اري�ــا‬‫الر�ضيــة وحــل ت� ن‬ ‫" دمع �ــو الــذاكء التجريــدي لليافعـ ي نـ�‪ ،‬خصوصــا مــن خــال التدريــب عــى طــرح املشكلات ي‬
‫ن‬
‫ومعال ت�ــا "‬ ‫ت‬
‫و�ثــل احلــاالت إالشــالية ج‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫الر�ضيــات ف� التعلــم إال ئ‬ ‫أ‬
‫املتعملــ� ب�ملبــادئ الوليــة ي�‬ ‫بتــدا� هــو مــد‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تدريــس‬ ‫مــن‬ ‫ســاس‬
‫ي‬ ‫ال‬ ‫إذا اكن اهلــدف‬
‫� ‪ ،‬فأ ـ ي التعلـ يـم الثانــوي إالعــدادي ي�ــدف إىل‬ ‫ف‬ ‫ض‬
‫ـر� ي‬‫تدري�ــم عــى اممرســة النشــاطف الـ ي‬ ‫احلســاب و اهلندســة و القيــاس و ب‬
‫إكتســاب معــارف تســمح ب�لتمــرن عــى إالســتدالل ي ض‬
‫� ي� مراحــه الوىل‪.‬‬ ‫الــر� ي‬
‫تنمي�ــا لــدى املتعــم ليــس فقــط مــن أجــل حــل‬ ‫والســتدالل اهلنــدس كفايــة مــن الكفـ يـا�ت أالساســية الـت ينبـ غـى ت‬ ‫إ‬
‫ف‬ ‫ي ي‬ ‫يف‬ ‫الـ تـام ي ن‬
‫ـخص لملتعــم‪.‬‬ ‫الر�ضيــة �ســب ‪ ،‬بــل لكــون التمــرن عــى إالســتدالل يســاعد ي� تنميــة العمــل الشـ ي‬ ‫ر� و املســائل ي‬

‫‪134‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬
‫الر�ضيــات يكتســب معانيــه مــن ت�وضعــه ي� ســياقات التعــم ال ـت ي طــورت ع ـرب منـ جـاه‬ ‫ومــن ج�ــة اخــرى فــان تعــم ي‬
‫بتكــو�ن‬
‫الر�ضيــات يبــدأ تعملهــا ن ي‬ ‫واكراهــات التجويــد‪ ،‬فبفعــل بنيــة ي‬ ‫ســرورة التنميــة‬
‫ي‬ ‫متواليــة وفــق مقتضيــات ت‬
‫امل�ــا‬
‫ن‬
‫عالقــات مكيــة بســيطة (املرحـ ةـ� إالبتدائيــة) ‪ ،‬وتتقــدم �ــو همــام ومعليــات أكـ ثـر تعقيــدا‪ ،‬ينتقــل خالهلــا املتعــم ي ج‬
‫تدر�يــا �ــو‬
‫ف‬ ‫ة‬
‫و�‬‫الر�ضيــة توالقــدرة عــى إالســتدالل (املرحــ� إالعداديــة) ‪ ،‬ي‬ ‫كفا�تــه و الســمو ب�ــا مــن خــال اكتســاب املفاهـ يـم ي‬ ‫تطـ يـو� ي‬
‫ـو�ت تنعكــس عــى أداء املتعملـ يـ�ن‬ ‫ـو�ت يقــر بوجودهــا املدرســون آو الفاعلــون ال� بويــون ‪ ،‬صعـ ب‬ ‫ة‬
‫هــذه املرحــ� تظهــر صعـ ب‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫فتوســع نبي�ــم الفــوارق عــى مســتوى املالمســة االوليــة لليــات االســتدالل وأســلوب بال�هنــة الــذي يظهــر ب�لســاس ي�‬
‫اهلندســة‪..‬‬
‫احــل تعليميــةأ مخ تلفــة وعــى فصــول دراســية‬ ‫لملتعــم ‪ ،‬ي ج�ــده يتعاقــب عــى مر أ‬ ‫لملســرة التعمليــة‬
‫إال أن املتأمــل ي‬
‫ث‬
‫متنوعــة وعــى أســاتذة عديــدون وزمــاء أكــر عــددا‪ ،‬وقبــل هــذا عــى بيئتــه الرسيــة ولننــا ننشــد صناعــة التفــوق اكن‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ت ث‬
‫لم� االعــدادي ي� اهلندســة يك نتمكــن مــن �ــم مــا يعــوق هــذا االداء‬ ‫لزامرتــا علينــا معرفــة العوامــل الـ ي تــؤ� عــى اداء متع ي‬
‫واق ـ اح توصيــات لتــدارك هــذه املعيقــات‪..‬‬
‫التحليل‬ ‫اعتمد� فيــه عىل نامل�ج الوصـف‬
‫ن‬ ‫تتحــدد لتحقيــق هــذه املعرفــة املنشــودة ق�نــا ببحــث ميـ ن‬
‫ـدا�‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ب�وجبــه معامل فال�م وســبل ج‬
‫املعالة‪..‬‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫ف‬ ‫ئ‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫ـا� تفيــدمه ي� توضيــح الصــورة بخ�صــوص‬ ‫تمكــن امهيــة هــذا البحــث ي� تز�ويــد الســاتذة املتدربـ ي نـ� او املمارسـ ي نـ� بنتـ ف ج‬
‫تدب�هــا توخيــا لــردم اهلــوة بـ ي نـ� الفعــل‬
‫ـو�ت ي� ي‬ ‫اهلندســة ب�ملرحـ ةـ� االعداديــة ومــا تطــرح املهمــة مــن صعـ ب‬
‫االشــتغال ع تــى أ‬
‫التدبـ يـري و �قيــق الهــداف املرجــوة ‪.‬‬
‫أ‬ ‫ئ‬ ‫ف‬
‫ـا� وبيـ نـا�ت البحــث رهــن اشــارة أوليــاء المــور ع ـرب االســتفادة مــن‬ ‫امك تتجــى امهيــة البحـفـث ايضــا ي� وضــع نتـ ج‬
‫عل�ــا ي� مراحــل البحــث‪.‬‬‫املعلومــات احملصــل ي‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫اوي�ــم ي ن‬ ‫املتعمل� ف� اهلندســة من ز ت‬
‫مكتعمل� ‪.‬‬ ‫ين ي‬ ‫‪ ‬الوقــوف عــى أداء‬
‫أ‬ ‫ن ف‬
‫املتعمل� ي� اهلندســة من جو�ة نظر الســاتذة ‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ ‬الوقــوف عــى أداء‬
‫ف‬
‫‪ ‬مقارنــة أداء املتعملـ ي نـ� ي� اهلندســة بـ ي نـ� مؤسســة معومية و مؤسســة خصوصية‪.‬‬
‫الــروج بتوصيات تســاعد عىل ‪:‬‬ ‫خ‬
‫‪‬‬
‫ين‬
‫املتعمل� ‪.‬‬ ‫‪ ‬تطـ يـو� أداء‬
‫أ‬
‫تطو� اممرســة الستاذ ‪.‬‬‫‪ ‬ي‬
‫أ‬
‫‪ ‬إســتجالء ش�وط إنبعــاث نفــس جديــد لتدريــس اهلندســة ب� إلعــدادي من خــال مراهنتنا عىل جيل الســاتذة ج‬
‫الدد‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫فرضيات البحث‪:‬‬
‫خ‬
‫احلال حصة الفرضيــات التالية ‪:‬‬ ‫ي�تـرب البحــث ي‬
‫ف‬
‫لم� الســنة الثالثة ث�نوي إعدادي ي� اهلندســة ب ‪:‬‬ ‫ي�تبــط أداء متع ي‬
‫ت أ‬ ‫أ‬ ‫املنــاخ أالرسي (املســتوى التعليــ� أللبـ ي ن‬
‫حيا�م الرسية )‪.‬‬ ‫الوع الرسي ‪ ،‬نظــام‬
‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫ـو�‬ ‫ي‬ ‫‪‬‬
‫الســمية لملتعــم ‪ ،‬جنســه ‪ ،‬شخ�صيته)‪.‬‬ ‫‪ ‬املتعــم (الصحــة ج‬
‫التعليم )‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ ‬املرحـ ةـ� التعليميــة ( التمليــذ ‪ ،‬النظــام‬
‫ن‬
‫ـ� ( النظــام الداخـ يـ� لملؤسســة ‪ ،‬الزمــاء ‪،‬التمثالت �و املادة )‪.‬‬ ‫‪ ‬احمليــط التعليـ ي‬
‫ف‬
‫الــو العــام الــذي يوفــره ي� احلصــة ونــوع العالقــة مــع‬ ‫أالســتاذ ( أالســاليب التعليميــة املســتعملة ف� ش‬
‫الــرح ‪ ،‬ج‬ ‫ي‬ ‫‪‬‬
‫متعمليــه) ‪.‬‬
‫معوم)‪.‬‬
‫(خصوص أم ي‬
‫ي‬ ‫ـ�‬
‫‪ ‬القطــاع التعليـ ي‬
‫‪ ‬القيام بســاعات إالضافية‪.‬‬
‫مصطلحات البحث‬
‫أ‬
‫اكلتال‪:‬‬
‫ي‬ ‫وصنفناه‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫املتع‬ ‫معدل‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫ونقص‬ ‫‪:‬‬ ‫اس‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫ال‬ ‫داء‬‫ال‬

‫ف‬ ‫أ‬ ‫املنــاخ أالرسي ‪ :‬املســتوى التعليــ� أللبـ ي ن‬


‫الداخل ي� البيت‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ـام‬
‫ـ‬ ‫النظ‬ ‫رسي‪،‬‬ ‫ال‬ ‫ـوع‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫‪،‬‬ ‫ـو�‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫أَ‬
‫ـاد�‬ ‫ـزوا� ّ‬
‫والمكيـ ٍّـات أو املقـ ي‬ ‫الطــوط والبعــاد ُّ‬
‫والســطوح والـ َ ي‬ ‫� الــذي يبحــث ف� خ‬ ‫ـر� ض ي ُّ‬‫اهلندســة إصطالحــا ‪ :‬العـ ُـم الـ ي‬
‫ي‬ ‫َ‬
‫ـرض‬ ‫ـواع ‪ ،‬لــل نم�ــا غـ ٌ‬ ‫بع�ــا ببعــض ‪ ،‬واهلندســة العمليــة أنـ ٌ‬ ‫تقو�هــا َوعالقـ ُـة ض‬‫وقياســا أو ي ُ‬ ‫خواصــا ُ‬ ‫َامل ِّاد َّيــة مــن حيـ ُـث ُّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ آ‬
‫الهكربيــة ‪ ،‬واهلندســة احلربيــة ‪ ،‬وهندســة املعــادن ‪ ،‬واهلندســة‬ ‫َّ‬ ‫معـ َّ ي نـ� ‪ ،‬نم�ــا اهلندســة الليــة ( أو املياكنيكيــة ) ‪ ،‬واهلندســة‬
‫ُّ‬ ‫الك� ّويــة ‪ ،‬واهلندسـ ُـة َّ‬
‫والســور ‪ ،‬وهندس ـ ِة الطــرق احلديديــة ‪ ،‬واهلندس ـ ِة‬ ‫املدنيــة اكهلندس ـ ِة املعماري ـ ِة ‪ ،‬وهندس ـ ِة الطــرق ج‬ ‫ي‬
‫الصحيــة ‪ ،‬واهلندس ـ ِة الزراعيــة وغـ يـر ذلــك ‪..‬‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ َ ْ َ َ ُ ِّ َ َّ ُ ْ ٌ َ ْ َ ُ ف ْ خُ ُ َ ْ أَ ْ َ َ ُّ ُ َ َّ َ َ َ‬
‫وا� والكي ِات ‪ِ ،‬من حيــث خواصا و ِقياسا ‪.‬‬ ‫ـوط والبع ِاد والســط ِوح والــز ي‬ ‫الندســة الر ي ِ� ِضيــة ‪ِ :‬عــم يبحــث ِ ي� الطـ ِ‬
‫عالقة مغلقة‪:‬‬
‫(التعل� والتعمل)‬
‫تقتــر عالقــة االســتاذ ب�تعمليه عىل تــداول املعرفــة ي‬

‫‪136‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫عالقة مفتوحة‪:‬‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫أ‬
‫التعل�)‪.‬‬
‫ي‬ ‫و‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫بي‬ ‫(ال�‬ ‫بية‬ ‫ال�‬ ‫إىل‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫املعرف‬ ‫تداول‬ ‫حدود‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫تعملي‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ـتاذ‬
‫ـ‬ ‫س‬‫ال‬ ‫تتجــاوز عالقــة‬
‫الدراســة امليدانية وإجر ت‬
‫اءا�ــا و تتضمن‪:‬‬
‫‪ - 1‬منهج البحث ‪:‬‬
‫ًف‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫أعتمــد ي� إج ـراء هــذا البحــث نامل�ــج الوص ـف ي التحليـ يـ�‪ ،‬وهــو نامل�ــج ال كـ ثـر إســتخداما ي� املج ــاالت إالج�ت عيــة‬
‫وال� بويــة والنفســية حيــث ي ز�ود الباحــث ب�علومــات حقيقيــة عــن الوضــع الراهــن للظاهــرة املدروســة ‪ ،‬و"الدراســات‬ ‫ت‬
‫ت‬
‫الوصفيــة" ال تقــف عنــد جمــرد ج�ــع البيـ نـا�ت واحلقائــق ‪ ،‬بــل تتجــه إىل تصنيــف هــذه احلقائــق وتلــك البيـ نـا�ت ‪ ،‬و�ليلهــا‪،‬‬
‫ئ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ت ت‬
‫نتــا� ن�ائيــة ي�كــن‬
‫ج‬ ‫إىل‬ ‫الوصــول‬ ‫ــدف‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫وكيفيــا‬ ‫مكيــا‬ ‫دالال�ــا و�ديدهــا ب�لصــورة الــت ي يه ي‬
‫عل�ــا‬ ‫وتفســرها إلســتخالص‬
‫ي‬
‫تعميمهــا ‪.‬‬
‫‪ - 2‬اجملتمع األصلي وعينة البحث ‪:‬‬
‫وإ� ث� وأســاتذة ي‬
‫الر�ضيــات‬ ‫يتكــون املج تمــع أالصــ� للبحــث مــن ج�يــع متعلم� الســنة الثالثــة ث�نــوي إعــدادي ذكــورا ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫والصوصيــة ‪ ،‬ب ج�هـت ي مراكــش ت�نســيفت احلــوز و ســوس ماســة درعــة ‪.‬‬
‫عداديــة العموميــة خ‬ ‫ـو�ت إال‬‫مــن مخ تلــف الثانـ ي‬
‫خ‬ ‫ن ف‬
‫ـوص و‪ 20‬أســتاذ ير�ضيــات اممرس داخــل الفصــل ‪.‬‬ ‫تتكــون عينــة البحــث مــن ‪ 141‬متعملــا ‪ 56‬م�ــم ي� القطــاع الصـ ي‬
‫‪ - 3‬أداة البحث ‪:‬‬
‫ف‬
‫ت� إالعـ تـامد ي� ب�ثنــا هــذا عىل‪:‬‬
‫لم� الثالثة ث�نوي إعدادي‪.‬‬
‫مو�ــة ملتع ي‬‫• إسـ تـامرة ج‬
‫أ‬
‫الر�ضيات‪.‬‬
‫مو�ة لســاتذة ي‬ ‫• إسـ تـامرة ج‬
‫• مقابـ ةـ� مــع مراقب ت� بوي‪.‬‬
‫‪- 4‬حدود البحث ‪:‬‬
‫‪ ‬حمــددات ب�ش ية ‪:‬‬
‫ين‬ ‫ف‬ ‫ث‬
‫العموم‬
‫ي‬ ‫القطاع�‬ ‫�‬
‫لم� الســنة الثالثة �نوي إعــدادي ي‬
‫• عينــة مــن متع ي‬
‫صوص ‪.‬‬ ‫خ‬
‫و ال ي‬
‫صوص‪.‬‬ ‫خ‬ ‫الر�ضيات ب�لقطاعـ ي نـ�‬
‫العموم وال ي‬‫ي‬ ‫• عينــة مــن أســاتذة ي‬
‫• مراقــب ت� بوي ‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪ ‬حمــددات ماكنية ‪:‬‬


‫ف‬ ‫ت‬
‫التال ‪:‬‬
‫�ت هذه الدراســة ي� مؤسســات معومية و خصوصية ب�لشــل ي‬

‫‪ ‬حمــددات زمانية ‪:‬‬


‫ن�ايــة الدورة الثانية من الســنة الدراســية‪.‬‬
‫‪ ‬حمــددات تعليميــة ‪:‬‬
‫حمور اهلندســة ب�لســنة الثالثة إعدادي ‪.‬‬
‫‪- 5‬متغريات البحث ‪:‬‬
‫النس‪.‬‬ ‫املرتبطــة ب� ألســتاذ (ة)‪ :‬خ‬
‫الـرب ة ‪ -‬ج‬ ‫‪‬‬
‫أ‬
‫ـ� – الشــخصية ‪.‬‬
‫التعليـ ي‬ ‫النــس ‪ -‬املنــاخ الرسي ‪-‬احمليــط‬
‫‪ ‬املرتبطــة ب�ملتعــم (ة) ‪ :‬الســن ‪ -‬ج‬
‫‪ - 6‬نتائج البحث وتتضمن‪:‬‬
‫ئ‬
‫ـا� البحث ‪:‬‬ ‫‪ ‬تقـ ي‬
‫ـد� نتـ ج‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫لم� الســنة الثالثــة ث�نــوي إعــدادي ي� اهلندســة‬‫ي‬ ‫ع‬ ‫مت‬ ‫أداء‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫م‬‫ال‬ ‫اكن اهلــدف مــن ب�ثنــا هــذا الوقــوف أول‬
‫مخ‬ ‫ن‬
‫بـ ي نـ� اكراهــات الواقــع شو�وط التجويــد‪ ،‬وهلــذا الغــرض إخت ـرب � حصــة فرضيــات البحــث مــن ي‬
‫زوا� تلفــة ‪ :‬املتعملـ ي نـ� –‬
‫الر�ضيــات املمارسـ ي نـ� داخــل الفصــول‪ -‬املراقــب تال� بــوي‪.‬‬ ‫أســاتذة ي‬
‫ين‬
‫املتعمل� ‪:‬‬ ‫‪ ‬زاويــة‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫جبــل إالنســان عــى حاجــات نفســية تســاعده عــى البقــاء‪ ،‬و�ميــه مــن اهلــاك‪ ،‬ويتعــدى دورهــا ي� أحيــان كثـ يـرة‬
‫ن‬
‫إىل احلمايــة مــن إال� ـراف والضيــاع‪ ،‬وهــذه احلاجــات قــد تكــون ظاهــرة ومعلومــة للجميــع‪ ،‬مثــل‪ :‬احلاجــة إىل الغــذاء أو‬
‫ف‬ ‫ن‬
‫احلاجــة إىل النــوم و�ــو ذلــك ‪ ،‬إال أن الكثـ يـر مــن احلاجــات النفســية املـ ثـؤ�ة ي� حيــاة إالنســان ال تكــون معلومــة ومــن‬
‫ف‬
‫رمحــة الــه بعبــاده أن جعــل بعــض الســلوكيات والعــادات إالنســانية خادمــة الحتياجــات كثـ يـرة ومتعــددة ي� وقــت واحــد‪،‬‬

‫‪138‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ً‬ ‫ة‬
‫بع�ــا بعضــا ومــن الطبــاع الب�ش يــة املشــبعة الحتياجــات‬ ‫متداخــ� ويشــبع ض‬
‫أ‬ ‫بــل مــن رمحتــه أن أجعــل ف هــذه احلاجــات أ‬
‫ـد� واملســؤولية والســلطة‬ ‫خ‬
‫حلاجــة البــوة والمومــة واحلــب واحلنــان ‪ ،‬وال ـرب ة والتقـ ي‬ ‫� مغذيــة‬
‫ئ‬ ‫ـددة ‪ :‬ال نرسة ‪ ،‬ي‬ ‫نفســية متعـ‬
‫وال ج�ــاز‪ ،‬إىل آخــر القا�ــة مــن احلاجــات‪.‬‬ ‫والنـ تـامء إ‬
‫الضابطــة إ‬
‫أ‬
‫ـدف بيــان السمات الرسيــة املعينــة (املس أــتوى‬ ‫وليـ أـس نهدفنــا مــن أالفرضيــة التاليــة تفصيـ أـل هــذا املقــال ‪ ،‬بــل اهلـ أ‬
‫ـوع الرسي ‪ ,‬نظــام احليــاة الرسيــة) واحملققــة للــدور الرسي الفعــال ‪ ،‬وكنتيجــة لذلــك أداء البنــاء‬ ‫ـو� ‪ ,‬الـ ف ي‬
‫ـ� للبـ ي‬‫التعليـ ي‬
‫و� اهلندســة بشــل خــاص‪.‬‬ ‫اس بشــل عــام ي‬ ‫الــدر ي‬
‫الفرضية االوىل‬
‫أ‬ ‫ي�تبــط اداء املتعملـ ي نـ� ف ي� اهلندســة ب�ملنــاخ االرسي(نظــام احلياة أالرسيــة ‪,‬املســتوى التعليم ألل ي ن‬
‫الوع الرسي)‬ ‫ي‬ ‫‪,‬‬ ‫بو�‬ ‫ي‬
‫ف‬
‫اس ي�‬ ‫ر‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫متعملين‬ ‫أداء‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ه‬‫ـر‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ث‬ ‫�‬‫ســنقف أول أالمــر عــى نظــام احليــاة أالرسيــة للعينــة املدروســة لـ نـرى مــدى ت‬
‫ي‬
‫اهلندســة ‪ ،‬فوســائل تال� بيــة متعــددة ومــا يناســب أرسة قــد ال يناســب أخــرى ‪.‬‬
‫ف‬ ‫رص�ــا حــول أســلوب تعامــل الوالـ ي ن‬ ‫أ‬
‫ـد� مهعــم ي� البيــت ‪،‬‬ ‫• نظــام احليــاة الرسيــة ‪ :‬جو�نــا للعينــة املســتجوبة ســؤاال ي‬
‫ف‬
‫ـد� معــم ي� البيــت ؟‬ ‫كيــف ت ج�ــدون أســلوب تعامــل الوالـ ي ن‬
‫أ‬
‫التال ‪:‬‬
‫ي‬ ‫النحو‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫جوب‬‫ال‬ ‫فاكنــت‬

‫أ‬ ‫ف‬ ‫أ أ‬ ‫فو� حمـ ة‬


‫ـاول منــا لدراســة إرتبــاط النظــام الرسي ب�داء املتعملـ ي نـ� ي� اهلندســة بشــل دقيــق‪ ،‬تإر�ينــا أن نقــارن أداء‬ ‫ي‬
‫ئ‬ ‫أ‬
‫ـال‪:‬‬
‫ـا� اكلتـ ي‬‫متعملينــا حســب لك نظــام مــن النظمــة الثــاث‪ ،‬فاكنــت النتـ ج‬
‫ف‬ ‫ـا� عــن ضعــف ف ي� االداء ف ي� اهلندســة �بالعــدادي عنــد املتعملـ ي نـ� الـ ي ن‬ ‫ئ‬
‫ـذ� يعيشــون ي� وســط ارسي صــارم‬ ‫مل تكشــف النتـ ج‬
‫ف‬
‫خالفــا لنســبة املتعـ ثـر ي ن� ي� وســط ارسي متوســط او ضعيــف الرصامــة (متســاهل)‬
‫أ ن ت‬ ‫أ‬
‫‪ ‬املس��توى التعليم��ي لألبوي��ن ‪ :‬مــن بـ ي نـ� املســؤوليات امللقــاة عــى عاتــق الرسة تال� بيــة ودفــع الوالد �ــو �قيــق‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ـد� ‪ ،‬هــذا الخـ يـر حاولنــا دراســة ت�ثـ يـره ( لك عــى حــدة)‬ ‫املاكنــة إالج�ت عيــة ‪ ،‬وهــذا يعتمــد عــى املســتوى التعليــ� للوالـ ي ن‬
‫ي‬ ‫ف‬
‫عــى أداء متعملينــا ي� اهلندســة‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫‪ ‬املس��توى التعليم��ي ل�لأم ‪ 65 :‬ي� املائــة مــن املتعملـ ي نـ� ذوي اداء بال�س بــه اىل جيــد ي� اهلندســة ب�لثانــوي االعدادي‬
‫ـال وال يوجــد اي متعـ ثـر مــن هــذا الصنــف مــن املتعملـ ي نـ�‬ ‫ـ� عـ ي‬
‫ت‬
‫اهما�ــم ذوات مســتوى تعليـ ي‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫املس��توى التعليم��ي ل�لأب ‪ 87 :‬ي� املائــة مــن املتعملـ ي نـ� ذوي اداء بال�س بــه اىل جيــد ي� اهلندســة ب�لثانــوي االعــدادي‬
‫ـال وال يوجــد اي متعـ ثـر مــن هــذا الصنــف مــن املتعملـ ي نـ�‬ ‫ـ� عـ ي‬ ‫با�ؤمه ذوو مســتوى تعليـ ي‬
‫أ‬
‫الوع الرسي ‪:‬‬ ‫• ي‬
‫ف‬
‫العلم� ينــاهل إالنســان مــن‬
‫ي‬ ‫العلم� فاملســتوى‬ ‫ي‬ ‫ـا� واملســتوى‬ ‫علينــا أوال أن نعــم أن هنــاك فــرق بـف ي نـ� املســتوى الثقـ ي‬
‫ـا� هل شــقان ‪:‬‬‫دراســته ونيــه ال�ش ــادات‪ ,‬واملســتوى الثقـ ي‬
‫أ‬
‫الول ‪ :‬أن الثقافة قد تنشــا ب ج�انب العمل الذي يكســبه إالنســان من دراســته‪.‬‬
‫إهــامم إالنســان بنفســه ومــن إه�ت مــه ب�لقــراءة ومتابعــة ي‬
‫الكثــر مــن‬ ‫والثــا�‪ :‬أن الثقافــة ي�كــن أن تنشــأ مــن ت‬ ‫ن‬
‫الميــع مــع تعــدد الوســائل والشــق الثـ ن‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫ـا�‬
‫ي‬ ‫ج‬ ‫ـاول‬‫ـ‬ ‫متن‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫املعلوم‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫أصبح‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫اه‬‫ر‬ ‫ال‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫الوق‬ ‫�‬‫ي‬ ‫املعلومــات وخاصــة‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫وه ثقافــة يكتس ـهب ا الفــرد مــن خــال انشــغاالته اليوميــة و ج�اربــه ي� احليــاة ومــن املطالعــة‬ ‫عــادة يســى الثقافــة العامــة ي‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫واملتابعــة ملعلومــات وأحــداث العــامل ‪،‬ولن املتعــم ب نإ� بيئتــه‪ ،‬وأرستــه يه بيئتــه الوىل‪ ،‬حاولنــا أن ننبــش ولــو قليــا ي�‬
‫ـال‪:‬‬ ‫بعــض إاله�ت مــات ال ـت ي يتقامسهــا مــع أف ـراد أرستــه ‪ ،‬ي‬
‫بتوج�نــا هل الســؤال التـ ي‬
‫ما هي أهم املواضيع اليت تتحدثون عنها يف البيت ؟‬

‫ف‬ ‫ئ‬
‫ف ـف ي ق ـراءة ا ئوليــة للنتـ ج‬
‫ـا� مــن املالحــظ التنــوع ي� املواضيــع املتحــدث نع�ــا وتتــم ب�لدقــة والشــمولية لــدى ارس‬
‫وع االرسة ب�ــذا‬ ‫ث ن‬ ‫ن‬ ‫املتعملـ ي نـ� ذوي النتـ ج‬
‫اليــدة بيــام نالحــظ ورود لفــظ مشــالك دراســية لــدى املتعــر ي� وهــذا يــدل عــن ي‬
‫ـا� ج‬
‫التعـ ثـر‪.‬‬
‫الفرضية الثانية‬
‫ف‬
‫الســمية ‪ ,‬جنســه ‪ ,‬شخ�صيته)‬
‫ي�تبــط اداء املتعــم ي� اهلندســة ب� إلعــدادي بطبيعــة املتعمل نفســه (حصته ج‬

‫‪140‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ال ي�كننــا أن نغفــل عــن حمــور العمليــة التعليميــة التعمليــة (املتعــم) وعــن إماكنيــة إرتبــاط أداءه ب�ــا ‪ ،‬وهلــذا‬
‫ـ� ‪ ،‬شخ�صيــة املتعــم و جنســه‪.‬‬ ‫الانــب الصـ ي‬ ‫حاولنــا دراســة هــذه الفرضيــة مــن ج‬
‫ـال‪:‬‬
‫فاكنــت أســئلتنا اكلتـ ي‬
‫اجلانب الصحي ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫ن‬
‫تعا� من مشــالك حصية ؟‬
‫• هــل ي‬
‫• إذا اكن جوابــك بنعــم ‪,‬هــل تعيق اســتيعابك للدروس ؟‬
‫ين‬ ‫ف‬ ‫ئ‬
‫املتعمل� ال يعانون من مشــالك حصية‬ ‫ـال ‪ 83 :‬ي� املائــة مــن‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫اكلت‬ ‫ـمية‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫ال‬
‫ج‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الصح‬ ‫ـا�‬
‫ج‬ ‫فاكنــت نتـ‬
‫ـذ� ال يعانــون‬ ‫ـذ� يعانــون نم�ــا عــى أالداء ف ي� اهلندســة ب�لنســبة للـ ي ن‬‫ـأث� املشــالك الصحيــة ب�لنســبة للـ ي ن‬ ‫والختبــار سـ ي‬
‫ـر� اثنـ يـ�‪:‬ن‬‫ـد� عــى أمـ ي ن‬ ‫نم�ــا اعتمـ ن‬
‫أوهلمــا‪ :‬ســألنا املتعملـ نـ� الســؤال التــال ‪ :‬إذا اكن جوابــك بنعــم ‪,‬هــل تعيــق إســتيعابك للــدروس ؟ فأجــاب ب�لن ـف‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫‪ 50‬ي� املائــة نم�ــم‪.‬‬
‫ئ‬ ‫ئ أ‬ ‫ن ئ ئ أ‬
‫ـا�‬‫زمال�ــم الحصــاء فاكنــت النتـ ج‬ ‫أدا�ــم ب�داء‬ ‫ث� ين�مــا ‪ :‬وقفنــا عــى أداء هــذه الفئــة ‪ ،‬وتوخيــا موضوعيــة ‪ ،‬قــار� نتـ ج‬
‫ـا�‬
‫ـال ‪:‬‬
‫اكلتـ ي‬
‫ق‬ ‫ال�تلــف اداء التالميــذ الـ ي ن‬ ‫يخ‬
‫ـذ� يعانــون من مشــالك حصية عن ب� ي� الزمالء‬
‫شخصية املتعلم ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫ف‬
‫تخ�تلــف نظــرة لك متعــم لذاتــه ومــا ي�منــا ي� هــذا البحــث هــو دراســة إماكنيــة وجــود عالقــة بـ ي نـ� شخ�صيــات املتعملـ ي نـ�‬
‫ـال ‪:‬‬ ‫لذوا�ــم كخطــوة أوىل فاكنــت ب ت‬ ‫وأداءمه الــدراس وهلــذا الغــرض إسـ ن‬
‫ـتفرس�مه عــن ر تأي�ــم ت‬
‫إجا��ــم اكلتـ ي‬ ‫ي‬

‫ف‬ ‫مل نقــف عنــد حــدود هــذا التنــوع ‪ ،‬بــل ت ج� ن‬


‫ــاوز�ه كخطــوة ت�نيــة ي� ب�ثنــا وحاولنــا دراســة مســتوى أداء متعملينــا‬ ‫ئ‬ ‫حســب شخ� ت‬
‫اكلتــال ‪:‬‬
‫ي‬ ‫النتــا�‬
‫ج‬ ‫صيا�ــم‪ ،‬فاكنــت‬

‫‪141‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫املتعملــون ذوو الشــخصية العنيــدة مه االقــل اداء(‪ 40‬ي� املائــة نم�ــم اداؤمه ضعيــف) ي� حـ ي نـ� ان املتعملـ ي نـ� االكـ ثـر‬
‫ف‬
‫ج ـرأة مه االفضــل اداء ي� اهلندســة ب� إلعــدادي (ال يوجــد اي متعــم جــريء اداؤه ضعيــف)‬
‫‪‬‬ ‫جنس التلميذ ‪:‬‬
‫‪ 84‬تمليــذ من أصــل ‪ 141‬متعملا نإ�ث‪.‬‬
‫ق‬ ‫ت‬ ‫ة‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫ـا�‬
‫و� أمواصــ� مسـ يـر�ن الدراســية بشــل عــادل كب أـ ي‬ ‫لطاملــا مسعنــا أصــوات تنـ فـادي ب�ــق الفتيــات ي� التمــدرس ف ي‬
‫النسـ ي نـ� ؟ أم أن هنــاك إرتبــاط لــ� ئداء‬ ‫ئ‬
‫زمال�ــن ‪ ،‬وعــى ذكــر املســاواة �ــل ي�كننــا احلديــث عــن تســاو ي� الداء بـ ي نـ� ج‬
‫ب ج�نــس املتعــم ؟ إللجابــة عــن هــذا الســؤال‪ ،‬قســمنا عينــة البحــث حســب جنهســم‪ ،‬ودرســنا أداء لك فئــة ‪ ،‬فاكنــت النتـ ج‬
‫ـا�‬
‫ـال ‪ :‬االداء متقــارب وغـ يـر متـ ثـأ� بعامــل ج‬
‫النــس‬ ‫اكلتـ ي‬
‫الفرضية الثالثة‬
‫اس‬
‫للر�ضيات بو�ملســتوى الدر ي‬ ‫االداء ي�تبــط ب�مليــول ي‬
‫ف‬
‫يقض�ــا املتعــم ي� لك مســتوى ت�ــدرس‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ـتو�ت حســب املراحــل العمريــة الـت‬ ‫ي‬ ‫سـ يـرورة التعملــات تخ�ضــع تل�اتــب املسـ‬
‫ت‬
‫ـ� لــدى املتعــم جا�اهــات وميــوالت حــول‬ ‫ـتو�ت الســابقة والعوامــل املرتبطــة ب�ــا تنـ ي‬ ‫وعليــه فــان التـ ثـا� احلاصــل ب�ملسـ ي‬
‫مكــو�ت هــذه املــواد عــى وجــه التحديــد‪ ..‬وارتباطــا ب�وضــوع اهلندســة ب� إلعــدادي فــان‬ ‫املــواد املدرســة وحــىت حــول ن‬
‫الر�ضيــات ولقيــاس هــذا امليــول اسـ ن‬
‫ـتفرس�‬
‫ث ف‬
‫اال� ي� تنميــة امليــول هلــذا الشــق مــن ي‬ ‫ـدا� هل ب�لــغ‬ ‫التحصيــل ب أ�قســام االبتـ ئ‬
‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫النح‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـك‬‫ـ‬ ‫وذل‬ ‫ـا� ياحلاليــة مــع مــا اكنــو عليــه مــن مســتوى العطــاء �بالبتـ ئ‬
‫ـدا�‬ ‫ج‬
‫ئ‬
‫املتعملـ ي نـ� لنقــارن النتـ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫• كيــف ه معدالتــك ف� إال ئ‬
‫بتدا� ؟‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ئ‬ ‫ت‬
‫ـا� تبـ ي نـ� ان‬‫معومــا ومـىت بــدأ يظهــر‪ ،‬فقــد اكنــت النتـ ج‬ ‫والر�ضيــات‬
‫ي‬ ‫أمــا عــن ميــول متعملينــا ج�ــاه اهلندســة ب� خلصــوص‬
‫ف‬
‫ـأر� بـ ي نـ� بال�س بــه وجيــد وان ‪ 84‬ي� املائــة مــن الفئــة املس ـهت دفة يؤكــدون فان ي‬
‫لد�ــم‬ ‫اس يتـ ج‬ ‫ي‬ ‫املتعـ ثـر ي ن� اكن مســتوامه الــدر‬
‫ـا� اعــدادي وذلــك بنســبة ‪ 12‬ي� املائــة ‪.‬‬ ‫ميــول ت ج�ــاه اهلندســة ف� حـ نـ� اقــل نســبة امليــول سج لــت لــدى متعلم� الصــف الثـ ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬
‫الفرضية الرابعة‬
‫ن ف‬
‫ـ� (النظــام داخــل املؤسســة – التفاعــل مــع الزمــاء – التمثــات‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـط‬‫ـ‬ ‫بحملي‬
‫�‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫اهلندس‬ ‫�‬ ‫ي�تبــط اداء املتعملـ يـ� ي‬
‫الر�ضيــات)‬
‫حــول مــادة ي‬
‫ف‬ ‫مــا� تيــم فيــه تعــم املهــارات فقــط ‪ ،‬ن‬ ‫إن البيئــة املدرســية ليســت ن‬
‫االفــراد ي�‬
‫ف ئ‬‫فيــه‬ ‫يتفاعــل‬ ‫صغــر‬
‫ي‬ ‫تمــع‬ ‫م‬
‫ج‬ ‫ه‬‫ي‬ ‫ــا‬ ‫وا�‬
‫ف‬ ‫ث ض ف‬
‫ـا� تقـ ي‬
‫ـو�‬ ‫ج‬ ‫ـال ي� نتـ‬
‫ي‬ ‫الــو العــام للتحصيــل بو�لتـ‬
‫ج‬ ‫بع�ــم ي� بعــض فالعالقــات بـ ي نـ� املتعملـ ي نـ� قــد تـ ثـؤ� ي�‬ ‫املدرســة ‪ ،‬ويــؤ�‬
‫ن‬ ‫ة‬
‫الداخــ� لملؤسســة ‪ -‬للزمــاء والتمثــات �ــو‬
‫ي‬ ‫بتأثــر لك مــن النظــام‬ ‫القائــ� ي‬ ‫أ‬ ‫التحصيــل‪ .‬والختبــار مــدى حصــة فرضيتنــا‬
‫لة‬ ‫ف‬
‫املــادة عــى أداء املتعملـ ي نـ� ي� اهلندســة طرحنــا الســئ التاليــة ‪:‬‬
‫الداخل لملؤسســة ‪:‬‬‫ي‬ ‫ب�لنســبة للنظــام‬
‫الداخل لملؤسســة الـت ي تتلقــون تعليممك ب�ا؟‬ ‫ي‬ ‫كيــف هــو النظام‬

‫‪142‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬ ‫وللتدقيــق أكـ ث‬
‫املتعملـ ي نـ� ي� اهلندســة حســب النظــام الداخـ يـ� لملؤسســة الــذي صنفنــاه مــن متســاهل‬
‫ئ‬ ‫أداء‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫صنفن‬ ‫‪،‬‬ ‫ـر‬
‫ـال‪:‬‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫النح‬ ‫ـى‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـا�‬
‫ج‬ ‫اىل اقــل رصامــة فصــارم فاكنــت النتـ‬

‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ئ‬ ‫ف‬


‫ـا� يعتـرب اداء املتعملـ ي نـ� ي� نظــام صــارم هــو االفضــل ي� حـ ي نـ� يكــون ضعيفــا ي� نظــام اقــل رصامــة‬
‫ي� قـراءة اوليــة للنتـ ج‬
‫او متســاهل‬
‫ن‬
‫ب�لنســبة للتمثــات تو�ثــات الزمالء �و املادة ‪:‬‬
‫اس ‪:‬‬ ‫ين‬
‫املتعمل� لك حســب مســتوى أداءه الدر ي‬ ‫حاولنــا النظــر يإل�ــا من زاوية‬

‫‪143‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ق‬
‫مالحظــة ‪ :‬ال تخ�تلــف ت�ثــات الزمــاء عن ب� ي� التمثالت الســابقة ‪.‬‬
‫الفرضية اخلامسة‬
‫أ‬ ‫ن ف‬
‫املتعمل� ي� اهلندســة ب�لســتاذ‬ ‫ي‬ ‫ي�تبط اداء‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ض ف‬ ‫أ‬
‫بع�ــم ي� بعــض‪ ،‬فالســتاذ وضعنــاه أيضــا موضــع إختبــار إلماكنيــة ت�ثـ يـره‬ ‫مل نكتــف فقــط بفرضيــة ت�ثـ يـر الزمــاء‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫(الــو الــذي ي خ�لق أــه ي� الفصــل‪ ،‬والوســائل ال ـت ي يســتعملها ي� الـ شـرح ) ‪ ،‬والختبـ ئـار‬ ‫ج‬ ‫عــى أداء متعمليــه ي� اهلندســة بفضــل‬
‫ف‬ ‫مــدى حصــة فرضيتنــا ‪ ،‬رصـ ن‬
‫ـا�‬
‫و� نتـ ج‬ ‫حســب أداء العينــة‪ .‬ي‬ ‫الر�ضيــات‬
‫ـد� أوال أراء متعملينــا حــول الجــواء العامــة حلصــة ي‬
‫الر�ضيــات ليســت ســيئة و نا�ــا عــى العمــوم مقبـ ة‬
‫ـول‬ ‫البحــث جا�ــع املتعملــون عــى ان حصــة ي‬
‫التال ‪:‬‬ ‫�ش‬
‫أما عن وســائل ال ح فســألنا متعملينا الســؤال ي‬
‫أ ف‬
‫هل يســتعمل الســتاذ ي� ال�ش ح وســائل حديثة ؟‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫إجا� ت�م حســب أداءمه‬‫و� للوســائل التقليدية من ســبورة وطباشـ يـر وصنفنا ب‬ ‫لكها تصب ي� كون االســتاذ ي‬
‫ـ�‬ ‫هــذا أ بخ�صــوص مــا هــو مــادي‪ ،‬أمــا فـ يـام ي خ�ــص ج‬
‫ال ت أانــب املعنـ أـوي للعمليــة التعليميــة ونقصـ فـد بــه الــدمع النفـ ي‬
‫الــذي يقدمــه الســتاذ ملتعمليــه ‪ ،‬فقــد تإف�ضنــا ســلفا إماكنيــة � يث�عالقــة الســتاذ ب�تعمليــه عــى أداءمه ي� اهلندســة ‪ ،‬وهلــذا‬
‫الغــرض جو�نــا هلــم الســؤال التـ ي‬
‫ـال ‪:‬‬
‫الر�ضيات ؟‬ ‫ال� ت� بطك مع أســتاذ ي‬ ‫ت‬
‫مــا نــوع العالقــة ي‬
‫أ‬ ‫ن‬
‫ين‬
‫املتفوق�‬ ‫إجا� ت�ــم عــن ســؤالنا ف ي� جمملهــا تتجــه �و االنفتاح الذي يظهر ب� بك� نســبة لــدى‬ ‫اكنــت ب‬
‫الفرضية السادسة‬
‫خصوص)‬ ‫معوم او‬ ‫ي�تبــط اداء املتعملـ ي نـ� ف ي� اهلندســة ب�لقطــاع ي ن‬
‫ي‬ ‫الذ� يدرســون بــه (قطاع ي‬
‫أ‬
‫والوليــاء جلــوؤمه إىل القطــاع خ‬ ‫أ‬
‫ـوص لتمــدرس أبنــاءمه أنــه يوفــر هلــم فضــاء أحســن‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ص‬‫ال‬ ‫ء‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ال‬ ‫مــن بـ ي نـ� مــا يعلــل بــه‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫و� ب�ثنــا هــذا سـ ب‬
‫ـتخت� فرضيتنــا ئحصــة هــذا إالعتقــاد ‪،‬وهلــذا‬ ‫للتعــم ‪،‬امم ينعكــس ي جإ�ـ بـا� عــى أداء أبنــاءمه ي� اهلندســة ‪ ،‬ي‬
‫ـال ‪:‬‬
‫ـا� اكلتـ ي‬
‫ـ� الــذي يتلقــون تعليمهــم بــه فاكنــت النتـ ج‬
‫الغــرض صنفنــا متعملينــا حســب القطــاع التعليـ ي‬

‫‪144‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫متع� ي ن� ف� اهلندســة ب�لتعلـ يـم خ‬ ‫ئ‬


‫صوص بخ�صوص العينة املدروســة‬
‫ي‬ ‫ال‬ ‫ي‬
‫ـا� ب�نعــدام ث‬
‫ج‬ ‫تتحــدث النتـ‬
‫الفرضية السابعة‬
‫ف‬
‫ي�تبــط اداء املتعملـ ي نـ� ي� اهلندســة بقياهمم ب�لســاعات االضافية‬
‫ف‬ ‫ن ف‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫‪،‬و� ب�ثنــا‬‫ي‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫عدهم‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫اهلندس‬ ‫�‬ ‫ـ�‬‫ي‬ ‫ـ‬ ‫املتعمل‬ ‫أداء‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ضافي‬‫ال‬
‫إ‬ ‫ـاعات‬‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـدوى‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ون‬ ‫�‬‫ي‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـ�‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫اء‬‫ر‬‫ال‬ ‫تضاربــت‬
‫ين ف‬ ‫أ‬
‫بتلق�ــم للســاعات‬ ‫هــذا نال�وم الوقــوف عنــد هــذه الراء بقــدر مــا ن�وم اختبــار مــدى ارتبــاط أداء املتعملـ يـ� ي� اهلندســة ي‬
‫إالضافيــة ‪ .‬امــا ب�لنســبة للعينــة املدروســة فــان ‪ 79‬مــن اصــل ‪ 141‬مه مــن يقومــون بســاعات اضافيــة‪ .‬بعــد ذلــك‪ ،‬قـ ن‬
‫ـار� أداء‬
‫ئ‬ ‫ـذ� ال ن‬ ‫ـذ� يتلقــون الســاعات إالضافيــة وبـ ي نـ� زمــاؤمه الـ ي ن‬ ‫املتعملـ ي نـ� ف ي� اهلندســة بـ ي نـ� املتعملـ ي نـ� الـ ي ن‬
‫ـا�‬
‫يتلقو�ــا‪ ،‬فاكنــت النتـ ج‬
‫ف‬ ‫اكلتــال ‪ 10 :‬ف ي� املائــة مــن املتعملـ ي نـ� الـ ي ن‬
‫ـذ� ال يقومــون بســاعات اضافيــة اداؤمه ضعيــف مقابــل ‪ 4‬ي� املائــة مــن بـ ي نـ� مــن‬ ‫ي‬
‫يقومــون ب�لســاعات االضافيــة ‪.‬‬
‫آ‬ ‫أ‬
‫نذكــر أننــا اختـرب ن� حصــة فرضيــات البحــث مــن الزوايــة الوىل امك شأ� ن� لــذاك ســلفا‪ ،‬والن ســنقف عــى زاويــة أخــرى‬
‫أ‬
‫وه زاويــة الســاتذة املمارســون ‪،‬‬ ‫أال ي‬
‫زاوية األساتذة ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫ـؤال� ي ن‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫طرحنــا أول المــر عىل الســاتذة السـ ي ن‬
‫التالي� ‪:‬‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ين‬
‫املتعمل� من ســنة إىل أخرى ي� اهلندســة ؟‬ ‫هل المسـ تـم ت�اجعا ي� أداء‬
‫إذا اكن جوابــم بنعــم‪ ،‬فكيــف يه حدة هذا تال�اجع ؟‬
‫رمنــا مــن ور ئا�مــا هكــدف أول ‪ ،‬الوقــوف عنــد مــدى إستشــعارمه ملشـل�ة ب�ثنــا والتحقــق بعدهــا مــن حصــة فرضيــة‬
‫ئ‬ ‫ة‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫ـال‪:‬‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫اكلت‬ ‫ـا�‬
‫ج‬ ‫ـ‬ ‫النت‬ ‫ـت‬
‫ـ‬ ‫فاكن‬ ‫‪،‬‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫التعليمي‬ ‫ـ�‬‫ـ‬ ‫ملرح‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫اهلندس‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫لملتع‬ ‫ـ�‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫داء‬‫ال‬ ‫إرتبــاط‬

‫‪145‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬
‫املتعمل� من مســتوى اىل اخر‬ ‫ين‬ ‫‪ 80‬ي� املائــة رصحــوا نا�ــم ملســوا ت�اجع اداء‬
‫ئ‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫نذكــر أنــه حــول إستفسـ ن‬
‫اكلتال‪:‬‬
‫ي‬ ‫النتا�‬
‫ج‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫اكن‬ ‫ضيات‬ ‫الر�‬
‫ي‬ ‫اه‬‫�‬‫ج‬ ‫لملتعمل� عن ميوهلــم‬ ‫ـار�‬
‫ت‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫الر�ضيات‪.‬‬ ‫لد�م ميــول ج�اه ي‬ ‫لم� العينــة رصحوا ب�ن ي‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫مت‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫املئ‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫‪84‬‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ظ‬
‫الر�ضيات بنســبة ‪ 12‬ي� املائة ‪.‬‬ ‫الســنة الثانيــة إعــدادي سج لــت أقل نســبة �ــور ميول ي� ي‬
‫يقتض�ــا البحــث ف� معاجــة إجـ بـا�ت املتعملـ ي نـ� جو�نــا أللســاتذة أيضــا أالســئلة‬ ‫واذ �ــن نتحــرى املوضوعيــة ال ـت ي ي‬
‫ن‬
‫ي‬
‫التاليــة ‪:‬‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫الر�ضيــات مــن مســتوى إىل اخــر؟ اكنــت االجـ بـا�ت تصــب ي� كــون هــذا امليــول‬ ‫هــل ي خ�تلــف ميــول متعمليــم ج�ــاه ي‬
‫يعــرف نوعــا مــن التنميــة مــن مســتوى الخــر‬
‫اس تالمســون ميوهلــم أكـ ثـر ؟ اكن مســتوى الثالثــة اعــدادي هــو االكـ ثـر‬ ‫ف‬
‫فإذا اكن جوابــم بنعــم ‪ ،‬ف ـ ي أي مســتوى در ي‬
‫نســبة ي� جــواب االســاتذة‪.‬‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫ولنتحقــق ف� نفــس الوقــت مــن فرضيــة إرتبــاط أداء املتعمل ب ج�نســه شخ‬
‫إس�ســلنا ي� طرح الســئلة التالية‪:‬‬ ‫و�صيته ت‬
‫ي‬
‫الواب � ن‬ ‫ف‬ ‫أ‬ ‫ين‬
‫بال�ث‬ ‫املتعمل� مه الحســن أداء ي� اهلندســة؟ اكن ج‬ ‫• أي من‬
‫ف‬
‫• هــل أداء التمليــذ ي� نظـرمك ي خ�تلــف حســب شخ�صيته ؟ جا�ع املســتجوبون عــى ت� كيد االرتباط‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫نذكــر أنــه ســبق وان إستفسـ ن‬
‫تلق�ــم للســاعات إالضافيــة وربطنــا المــر ب�لداء ‪،‬والن ســنعرض‬ ‫ي‬ ‫ـار� املتعملـ ي نـ� عــن‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫المــر مــن زاويــة الســاتذة حيــث رصح املســتجوبون بكــون تلـ ق يـى الســاعات االضافيــة ف ي� اهلندســة ي ز� يــد مــن فاعليــة التعــم‬
‫‪ ‬زاوية مراقب تربوي ‪:‬‬
‫والستشــارة‬ ‫ـو� ‪ ،‬إ‬ ‫إن هممــة املرشــد أ تال� بــوي‪ ،‬جســيمة ونبيـ ةـ� ف ي� نفــس الوقــت ‪ ،‬و ي�كــن ي جإ�ازهــا ف ي� التأطـ يـر ‪،‬والتقـ ي‬
‫املق�حــات‪ ،‬ال ـت ي مــن‬ ‫ـد� ت‬ ‫و� املؤسســات ‪ ,‬واملســامهة ف ي� الرفــع مــن املردوديــة ‪ ،‬وتقـ ي‬ ‫ي‬
‫ف‬
‫‪ ،‬وتتبــع املردوديــة داخــل القســام ‪،‬‬
‫ت‬ ‫ت‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬
‫الــودة وتعـ جـال الثغ ـرات ال� بويــة وامل�جيــة ‪،‬ال ـ ي يالحظهــا عنــد فئــة مــن املدرسـ يـ� التابعـ يـ� ملراقبتــه‬ ‫ج‬ ‫شـ نـأ�ا أن �ســن‬
‫ن‬
‫الوانــب املرتبطــة ب�وضــوع‬ ‫السـ يـم ولســعينا �ــو املوضوعيــة مل يفتنــا أن نقابــل احــد املراقبـ ي ف نـ� تال� بويـ ي نـ� بخ�صــوص أ ج‬ ‫‪،‬ولــدوره ج‬
‫ـو� نظــرة‬‫أرجأ�ــا إىل الخـ يـر ب�ــدف تكـ ي ن‬ ‫ت‬
‫البحــث‪ .‬اكن اللقــاء مــع الســيد املراقــب ال� بــوي أخــر خطــوة ميدانيــة � ب�ثنــا ن‬
‫خ‬ ‫ي‬ ‫ئ‬
‫ت‬
‫ـا� البحــث قبــل عقــد هــذا اللقـ أـاء ‪،‬و اهلــدف مــن هــذه النظــرة ج�ــع بعــض النقــاط ال ـ ي قــد ي�تلــف‬ ‫ج‬ ‫ولوأوليــة عــى نتـ‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫حوهلــا املتعملــون مــن قبيــل إرتبــاط أداء املتعــم ب�لســتاذ مــن عدمــه ‪ ،‬وقــد أدىل املراقــب ال� بــوي ب�أيــه ي� هــذه النقطــة‬
‫قائــا ‪:‬‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ش‬ ‫أ‬
‫ـ� ي� لتحسـ ي نـ� مســتوى‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫الرئي‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫واملتدخ‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫الفاع‬ ‫ـاره‬ ‫ـ‬ ‫عتب‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ـتاذ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫بذل‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫"ويقص‬ ‫ي‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الب‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫لعن‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫تب‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫داء‬ ‫ال‬ ‫"‬
‫املتعملـ ي نـ�‬
‫اكلتال ‪:‬‬ ‫ة‬
‫أمــا مســأل القطــاع معوميا اكن أم خصوصيــا فأجاب ي‬

‫‪146‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ـا� ‪ ،‬فــإن املؤسســة خ‬ ‫ئ‬ ‫أ‬
‫الصوصيــة أفضل مــن العمومية‪.‬‬ ‫إذا ماربطنــا الداء ب�لنتـ ج‬
‫الصوصية ‪.‬‬‫أمــا إذا ماربطنــا أالداء ب� جلهــد ‪ ،‬فــإن املؤسســة العمومية أفضل مــن خ‬
‫نتائج البحث ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ئ‬ ‫ف‬
‫توصلنــا ي� ب�ثنــا إىل النتـ ج‬
‫ـا� التالية ‪:‬‬
‫بالنسبة للمناخ األسري ‪:‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ ف‬
‫• ي�تبــط الداء ي� اهلندســة بنــوع نظــام احليــاة الرسيــة ‪ ،‬فملكــا إزدادت رصامــة النظــام الرسي ملكــا إزداد الداء‬
‫ت‬
‫�ســنا‪.‬‬
‫ـا� لــدى ج�يــع أفـراد العينــة ب�ــا يف�ــم املتعـ ثـر ي ن� إال أن أداؤمه‬‫• امك ال ي�تبــط ب�لـرض ورة ب�لــوع أالرسي ف�ــذا أالخـ يـر حـ ض‬
‫ي‬
‫ال زال ضعيفــا ‪.‬‬
‫أ‬ ‫• أالداء ف ي� اهلندســة ي�تبــط ب�ملســتوى التعليــ� أللبـ ي ن‬
‫ـ� هلمــا مرتفعــا ملكــا اكن الداء‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـتوى‬‫ـ‬ ‫املس‬ ‫اكن‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫فملك‬ ‫‪،‬‬ ‫ـو�‬ ‫ي‬
‫حســنا‪.‬‬
‫بالنسبة املتعلم‪:‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫• ي خ�تلــف الداء ب�ختــاف الشــخصيات ‪ ،‬فالشــخصية العنيــدة يه الحســن أداء ‪.‬‬
‫الســمية‪.‬‬ ‫• ال ي�تبــط أداء املتعملـ ي نـ� ت‬
‫بصح�م ج‬
‫أ‬
‫بيــام ي�تبــط بــه مــن جو�ــة نظــر الســاتذة ( إال ن�ث مه‬ ‫ين‬
‫املتعملــ� ‪ ،‬ن‬‫أ • ال ي�تبــط أداء املتعــم ب ج�نســه مــن جو�ــة نظر‬
‫الحســن أداء )‪.‬‬
‫بالنسبة احمليط التعليمي ‪:‬‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫• ي�تبــط الداء ب�لنظــام الداخـ يـ� لملؤسســة ‪ ،‬فــا يوجــد متعملون متعـ ثـرون ي� النظام الصارم ‪.‬‬
‫ين‬ ‫أ‬
‫املتعمل� منســاقون وراء نفــس التمثالت‪.‬‬ ‫• ي�تبــط الداء بتمثــات الزمــاء احمليطـ ي نـ� ب�ملتعــم لملــادة ‪ ،‬حيــث أن جل‬
‫أ‬
‫• ي�تبــط الداء بتمثــات املتعــم لملادة‪.‬‬
‫بالنسبة املرحلة التعليمية ‪:‬‬
‫أ‬
‫ي�تبــط الداء بخ�صوصيــة املرحـ ةـ� التعليمية ‪:‬‬
‫أ‬ ‫فاملتعـ ثـرون حاليــا مســتوامه ف� االبتـ ئ‬
‫ـأر� ي نب� جيد و بال�س به ‪.‬‬ ‫ـدا� يتـ ج‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ف‬
‫� الســنة ال ـت ي يبــدأ‬
‫ي‬ ‫الســنة الثانيــة أقــل ميــوال ‪ ،‬إن دل هــذا عــى �ش ي أء ن‪،‬إ�ــا يــدل عــى خصوصيــة هـ أـذه الســنة ‪،‬‬
‫يف�ــا إالســتدالل ‪ ،‬وهــذه النقطــة اختلفــت يف�ــا اراء الســاتذة حيــث رأوا أن الســنة الوىل يه الســنة ال ـت ي تســجل أقــل‬
‫نســبة ميــول‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫بالنسبة لألستاذ ‪:‬‬


‫أ‬ ‫• ال ي�كننــا احلديــث عــن ارتبــاط أداء العينــة ب� ألســاليب التعليميــة احلديثــة املســتعملة ف� ش‬
‫الــرح ‪ ،‬لن هــذه‬ ‫ي‬
‫الوســائل مــا زالــت تقليديــة جــدا‪.‬‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫• ال ي�تبــط الداء ب� جلــو العــام الــذي يوفــره الســتاذ ي� احلصــة ‪ ،‬لن ج�يــع أفـراد العينــة ب�ــا يف�ــم املتعـ ثـرون راضــون‬
‫الــو العــام للفصــل ومــع ذلــك أداءمه ضعيــف‪.‬‬ ‫عــن ج‬
‫• ال ي�تبــط أداء املتعملـ ي نـ� بنــوع العالقــة مــع أســتاذمه‪ ،‬فـ غـر� أن املتعـ ثـر ي ن� مه أال كـ ثـر انفتاحــا ف� ت‬
‫عالق�ــم مــع أســتاذمه‬ ‫ي‬
‫ومــع ذلــك أداءمه مــا زال ضعيفــا‪.‬‬
‫بالنسبة القطاع التعليمي ‪:‬‬
‫ي�تبــط أداء املتعملـ ي نـ� بنــوع القطاع الــذي يتابعــون تعليمهم به ‪.‬‬
‫بالنسبة الساعات اإلضافية ‪:‬‬
‫بتلق�ــم للســاعات إالضافيــة ( نســبة ث‬
‫املتع� ي ن� أقل )‪.‬‬ ‫ي�تبــط أداء املتعملـ ي نـ� ي‬
‫‪ ‬توصيات البحث‪:‬‬
‫توصيات املتعلم ‪:‬‬
‫ـو�ت بال�هان‪.‬‬ ‫تدليــل صعـ ب‬ ‫•‬
‫تقويــة املتفوقـ ي نـ� ف� بال�هــان ودمع ث‬
‫املثع� ي ن�‪.‬‬ ‫•‬
‫ي‬
‫املتعمل� إه�ت ت‬
‫ما�م‪.‬‬ ‫ين‬ ‫الر�ضيــات مــع‬ ‫مقامســة أســاتذة ي‬ ‫•‬
‫ف‬
‫إع�ت د أســاليب التنشــيط ي� تدريس اهلندســة‪.‬‬ ‫•‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫صعو� ت�م ي� اهلندســة‬
‫للتعب�عن ب‬
‫إعطــاء الســتاذ ملتعمليــه فرصــة لك حصــة ي‬ ‫•‬
‫والســتدالل‪.‬‬‫الاصة ب� إلنشــاءات اهلندســية إ‬ ‫امل�لية خ‬ ‫الز�دة ف� الواجبات ن ز‬ ‫•‬
‫ي ي‬
‫ف‬
‫إســتعمال وســائل حديثة ي� ش�ح اهلندســة خصوصا اهلندســة الفضائية‪.‬‬ ‫•‬
‫ت‬
‫تبســيط املــادة و� ببي�ا‪.‬‬ ‫•‬
‫ف‬
‫إعــادة النظر ي� الفروض احملروســة‪.‬‬ ‫•‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف ن‬
‫الر�ضيات بســبب غيــاب النشــطة التمكيلية ب�ا‪.‬‬ ‫ـار� ي‬ ‫إعــادة النظــر ي� ب�� جم مسـ ي‬ ‫•‬
‫توصيات األساتذة ‪:‬‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫• توفـ يـر مــوارد ب�ش يــة مؤهـ ةـ� قــادرة عــى إالبــداع ي� تدريــس لك فــروع ي‬
‫الر�ضيــات املقــررة ي� إالعــدادي ب�ــا يف�ــا‬
‫اهلندســة‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫توف�التجهـ ي زـ�ات واللوجيســتيك‪.‬‬


‫ي‬ ‫•‬
‫أ‬
‫العال‬
‫ي‬ ‫التعل�‬
‫ي‬ ‫إىل‬ ‫ول‬
‫الر�ضيات مــن التعلـ يـم ي‬
‫ال‬ ‫ـمول لـرب ن� جم ي‬
‫إالصــاح الشـ ي‬ ‫•‬
‫الريطة املدرســية‪.‬‬‫إعــادة النظر ف� خ‬ ‫•‬
‫ي‬
‫الر�ضيــات خصوصا حمور اهلندســة واالهـ تـامم ث‬
‫أك� ب�ملتعمل‪.‬‬ ‫تغيـ يـر منـ جـاه ي‬ ‫•‬
‫الداخل لملؤسســة‪.‬‬
‫ي‬ ‫• تشــديد النظام‬
‫ال� يطرهحا تدريس اهلندســة‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫• القيام بدراســات إجرائية �م إالشــاالت ي‬
‫ـد� ف� تدريس اهلندســة وإىل بال� ن� جم الســابق خ‬
‫الاص ب�ا‪.‬‬ ‫• الرجــوع إىل النظــام القـ ي ي‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫• رد العتبار للســتاذ‪.‬‬
‫• املراقبــة تال� بويــة للتمليــذ من طرف أرسته‪.‬‬
‫ـار�ت ف� تدريــس اهلندســة ت�ت�ش‬
‫املغر�‪.‬‬
‫بي‬ ‫تمع‬ ‫املج‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫وطبيع‬ ‫• إعـ تـامد مقـ ب ي‬
‫ت ف‬ ‫ف‬ ‫• التطــرق أكـ ث‬
‫لقل�ــا ي� هــذا الصــدد ‪ ،‬وح ـىت وإن‬ ‫املتعلقــة ب�هلندســة ي� البحــوث التدخليــة نظ ـ أرا‬ ‫أ‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫املواضي‬ ‫إىل‬ ‫ـر‬
‫ـدول قــد ال يصلــح لخــرى و مــا يصلــح لزمــان قــد ال يصلــح لخــر‪.‬‬ ‫وجــدت ف�ــا يصلــح لـ ة‬
‫ف‬ ‫ن‬ ‫خ أ‬ ‫ت‬
‫املقــار�ت البيداغوجيــة احلديثــة ي� تدريــس‬ ‫ب‬ ‫الــرب ة ب�مهيــة جو�اعــة‬ ‫الر�ضيــات ذوي‬ ‫• �ســيس وإقنــاع أســاتذة ي‬
‫اهلندســة‪.‬‬
‫ف‬ ‫ن‬ ‫خ أ‬ ‫ت‬
‫ال ب�ة ب�مهية جو�اعة الوســائل احلديثة ي� تدريس اهلندســة ‪.‬‬ ‫الر�ضيات ذوي‬ ‫• �ســيس وإقناع أســاتذة ي‬
‫تكو� ي ن‬
‫اكفي� هلا ‪.‬‬ ‫توف�وســائل حديثــة لتدريــس اهلندســة و توفـ يـر فضــاء و ي ن‬ ‫• ي‬
‫والــرب ات مــن ب�ب‬‫إجــامع هــادف مــن أجــل تقــامس التجــارب خ‬ ‫• إنشــاء ن�د داخــل املؤسســات وموقــع تواصــل ت‬
‫ي‬
‫الر�ضيــات داخــل البلــد الواحــد وحــىت خارجــه ‪.‬‬ ‫بــ� أســاتذة ي‬ ‫والفــادة ي ن‬ ‫االســتفادة إ‬
‫ت‬
‫• �بيــب االســتدالل لملتعملـ ي نـ� بتذليــل ب‬
‫صعو�ته ‪.‬‬
‫ت ن ف‬ ‫ف‬
‫الر�ضيات ‪.‬‬ ‫بوي� ي� ي‬ ‫• دمع املتعـ ثـر ي� اهلندســة وتشــجيع املتفــوق يف�ــا والعنايــة ب�لــدمع والتقويــة ال� ي‬
‫ف‬
‫• تشــديد النظــام الداخـ يـ� ي� املؤسســات التعليمية ‪.‬‬
‫• تكثيــف املراقبــة تال� بويــة املج دية ‪.‬‬
‫ئ‬ ‫آ‬
‫نتا� هذه اللقــاءات ب�لتتبع ‪.‬‬ ‫• عقــد لقــاءات تواصليــة مــع ال ب�ء لتــدارس مشــالك أبناؤمه وتفعيــل ج‬
‫ئ‬
‫ـا� هــذه اللقــاءات ‪.‬‬‫• عقــد لقــاءات ت� بويــة ب�ســتمرار و التطــرق ملواضيــع جوهريــة ت�ــم تدريــس اهلندســة وتفعيــل نتـ ج‬

‫‪149‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫الر�ضيات ‪.‬‬
‫املصــص لتدريس ي‬ ‫ـز�دة ف� الزمــن الدراس خ‬
‫ي‬ ‫• الـ ي ي‬
‫• الـ ن زـ�ول إىل مســتوى املتعملـ ي نـ� وتقامس اه�ت ت‬
‫ما�م ‪.‬‬
‫ـوع بـ ي نـ� أفراد املج تمع ‪.‬‬
‫• تنميــة الـ ي‬
‫توصيات املراقب الرتبوي ‪:‬‬
‫ف‬
‫الر�ضيات‪.‬‬ ‫• إعــادة النظــر ي� تدريس ي‬
‫أ‬ ‫ين‬
‫التكو� املســتمر للســاتذة‪.‬‬ ‫•‬
‫أ‬ ‫ت‬
‫• العمــل عــى �بيــب اهلندســة لملتعملـ ي نـ� وذلك بتنويع النشــطة – ج‬
‫ودم أنشــطة مــن الواقع املعاش‪.‬‬
‫خامتة‬
‫أ‬
‫أثنــاء إشــتغالنا عــى ب�ثنــا إن ف ي� شــقه النظــري أو التطبيـ ق يـى ‪ ،‬مــرت ب�دهاننــا أفــار عـ بـا�ة اقتضــت منــا وقفــة بل�هــة‬
‫ف‬
‫ج�ــا لوقــت الحــق لعلهــا تكــون موضــع ب�ــث ي� مناســبة أخــرى ‪ ،‬و نذكــر نم�ــا ‪:‬‬ ‫مــن الزمــن قبــل أن نعــود مــن جديــد و ن� ئ‬
‫ف‬
‫لم� املرحلة إالعدادية‬
‫ي‬ ‫ع‬ ‫مت‬ ‫لدى‬ ‫النقدي‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫احل‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫تنمي‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫الر�ضيــات و دورهــا‬
‫• ي‬
‫ـ� لملتعمل‪.‬‬
‫الر�ضيــات مــن املنظور النفـ ي‬
‫• تعــم ي‬
‫التعليم ‪.‬‬
‫ي‬ ‫• املراهــق املتمــدرس و عالقتــه ب�حيطــه‬
‫أ‬ ‫ف ت‬
‫النظر�ت تال� بوية ودورها ي� �سـ ي نـ� املمارســة الصفية للســتاذ‪.‬‬
‫ي‬ ‫•‬
‫أ‬
‫متعمل القســام املســتقبلة ‪.‬‬
‫• الوضعيــات املهنيــة و انعاكهســا عىل أداء ي‬
‫ين‬
‫املتعمل�‬ ‫• ثأ� أنديــة ي‬
‫الر�ضيــات عــى أداء‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ن‬
‫ـدا� ‪ ،‬بـ ي نـ� تضـ ن نـ� حينــا و�ليــل وتفسـ يـر و�قــق حينــا أخــر ‪،‬‬ ‫واخـ يـرا نتوقــف بعــد رحـ ةـ� ع ـرب مسـ ي ن‬
‫ـار� نظــري و ميـ ي‬
‫وقــد اكنــت رحـ ةـ� جاهــدة للخــروج بتوصيــات عــى أوســع نطــاق ممكــن‪..‬‬
‫معالــة ب�ثنــا مــن زاويــة أالســاتذة املكونـ ي نـ� واملتدربـ ي نـ� ف ي� مراكــز التكـ ي ن‬
‫ـو�‬
‫أ‬
‫ـار� حينــا أخر(كنــا ن�مــل ج‬ ‫امك غـ يـر ن� مسـ ن‬
‫لكــن اك ـراه الزمــن حــال دون ذلــك)‪.‬‬
‫ص� ن يا� عن الكم اســتدركه عليه‪:‬‬ ‫وال ن ز� يــد عــى ماقــال عبــد الرح� البيسـ نـا� وهو يعتــذر إل العماد أال ف‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫"رأيــت أنــه اليكتــب انســان كتـ بـا� ي� يومــه إال قــال ي� غــده لــو غـ يـر هــذا لــان أحســن ولــو زيــد كــذا لــان يستحســن‬
‫ولــو قــدم هــذا لــان أفضــل ولــو ت�ك هــذا لــان جأ�ــل وهــذا مــن أعظــم الع ـرب وهــو دليــل عــى اســتيالء النقــص عــى‬
‫ج�ـ ةـ� البـ شـر‪"..‬‬

‫‪150‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫املراجع‬
‫العمل معان االردن (‪)1992‬‬ ‫التنو� ي‬‫ـ� تيسـ يـر املوهبــة و االبــداع طرائــق التشــخيص وادواته احملســوبة دار ي‬ ‫صبـ ي‬
‫; ‪. p- syllabus du cours d’organisation et documentation scolaire , Georis PUB 1987-1988 p – 37‬‬
‫ٌ‬ ‫ت‬
‫ماب� ‪ 1956‬و ‪1999‬‬ ‫املو�ة للسياســات تال� بويــة ب�ملغرب ي ن‬
‫ـر� دراســة �ليليــة للقم ج‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ســعيد الراشــدي النظــام تال� بــوي املغـ‬
‫أ‬ ‫ـاه�‪ ،‬اسـرت اتيجيات التدريــس املتقدمــة واسـرت اتيجيات التعــم ن‬ ‫عبداحلميــد شـ ي ن‬
‫وأ�اط التعمل‪ ،‬إالســكندرية‪ ،‬دار املسـ يـرة‪ ،‬الطبعة الوىل‪2010 ،‬م‬
‫رشــيدة ب�ادة "املدرســة املغربية امك ي�اها الشــباب واملراهقون" م نشــورات علوم تال� بية (‪)2009‬‬
‫رت‬ ‫ش ف ت‬ ‫ف‬ ‫خ‬
‫اك یــوم ‪2010‬‬
‫ـوم نــر ي� اال�ــاد االش ـ ي‬ ‫ـوص ب�ملغــرب ‪ 2014‬ي� انتظــار أن یكــون �شیــا فعــاال لنظ ـری ه العمـ ي‬ ‫ـدرس الصـ ي‬ ‫مغــرس ‪ :‬التعلـ یـم املـ ي‬
‫‪.-29 04 -‬‬
‫ملــف املدرســة املغربيــة العدد ‪ 6‬بف� يا� ‪.)p 71 ( 2014‬‬
‫ت‬ ‫أ‬
‫الر�ضيات (يونيو ‪.)2009‬‬‫الر�ضيــات‪ ،‬املفتشــية العامــة للشــؤون ال� بويــة‪ ،‬املفتشــية املركزيــة التخصصية ملــادة ي‬ ‫التقـ يـر� تال� كيـب ي الول ملــادة ي‬
‫ف‬ ‫ن‬ ‫ت‬
‫تكوي� حول جمزوءة ‪ :‬إالنشــاءات اهلندســية ي� إالعدادي‬ ‫ملــف � بــوي ي‬
‫الزي� ‪ --‬محيــد البجطة‬ ‫ت‬
‫إعداد أحســن شــواكرة ‪--‬أمحــد افنيش‪ --‬أمحد ي‬
‫دليــل الســتاذ كتــاب املفيد الســنة الثالثة إعدادي ‪.‬‬
‫ن‬ ‫ف‬ ‫ن‬
‫عر� ‪.‬‬
‫عر� ب ي‬
‫الامــع ‪ -‬معجم ب ي‬ ‫املعا� ج‬
‫ـر� ) معــى اهلندســة ي� معجــم ي‬ ‫( املعجــم العـ ب ي‬
‫جمـ ةـ� جامعــة دمشــق –املج لد ‪ - 26‬ملحق – ‪. 2010‬‬
‫حممد عليا‬
‫و�‪monsieuralia@yahoo.fr :‬‬‫ن‬ ‫ت‬
‫‪ ،1‬بال� يــد االلك� ي‬
‫ن‬
‫التكو� ‪ -‬مراكش‬ ‫ت‬
‫الهــوي ملهن ال� بيــة و ي‬
‫املركــز ج‬

‫‪151‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪152‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫التكامل والرتابط يف العلوم الفيزيائية والرياضيات‬

‫ملسودي رضوان‪ ،¹‬جواد اكبيض‪ ،¹‬نبيلة جاد‪، ¹‬قليع هناء‪²‬‬ ‫‪10‬‬


‫الديدة‪ ،‬املغرب‬‫ـو�‪ ،‬ج‬ ‫‪¹‬مخ تـرب الديداكتيــك العامــة وتكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال‪ ،‬املركز ج‬
‫الهوي ملهــن تال� بية و التكـ ي ن‬
‫‪²‬مدرســة ب�ب املنصــور‪ ،‬الدارالبيضاء‬

‫امللخص‪:‬‬
‫غ‬ ‫الر�ضيــة املســتعملة ف� أنشــطة مــادة العلــوم ي ز‬ ‫ال يســتطيع املتعملــون إعطــاء ن‬
‫الف� ي�ئيــة ر� تدريهســا‬ ‫ي‬ ‫معــى للعالقــات ي‬
‫الف� ي�ئيــة‪ :‬فم�ــوم االشــتقاق‪ .‬لذلــك ت�ـ تـم هــذه‬ ‫الر�ضيــة املطبقــة ف� مــادة العلــوم ي ز‬
‫الر�ضيــات‪ ،‬ومــن أمه املفاهـ يـم ي‬
‫ي� مــادة ي‬
‫ف‬
‫ي‬
‫وإ�ــاد ســبل لتجاوزهــا وذلــك لتحقيــق التاكمــل بـ ي نـ� املادتـ ي نـ�‪.‬‬ ‫ـو�ت ي ج‬ ‫الدراســة ب�صــد الصعـ ب‬

‫الر� ض�‪ -‬االشــتقاق‪ -‬العلــوم ي ز‬


‫الف� ي�ئية‬ ‫ف‬
‫املصطلحات‪ :‬امل�وم ي ي‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫ف‬ ‫َ َ ِّ أ‬ ‫الر�ضيــات بشــل عــام ب أ� ن‬
‫لذلــك تضطلــع هــذه املــادة ي� نامل�ــاج‬ ‫ق تز آ‬ ‫شــياء‪،‬‬ ‫ال‬ ‫ــم‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫ــة‬ ‫املنطقي‬ ‫اســة‬ ‫ر‬ ‫الد‬ ‫اعــم‬ ‫�‬ ‫تعــرف ي‬
‫� املنطـ يـى‪ ،‬امك �وده ب�ليــات احلجــاج املنطقيــة والدفــاع‬ ‫التعليــ� بتعلـ يـم املتعــم أســس االســتدالل وطــرق بال�هــان الـ ي ض‬
‫ـر� ي‬ ‫ي‬
‫عــن رأيــه‪.‬‬
‫الر�ضيــات إذن؛ ف ي� تكـ ي ن‬ ‫ت‬
‫ـو� التمليــذ عقليــا ووجدانيــا‪ ،‬وذلــك عــن طريــق إكســاب املتعــم مفاهـ يـم‬ ‫ي‬ ‫�ــدد وظيفــة تعلـ يـم‬
‫ف‬
‫وقــم تســاعده ي� اســتيعاب مــوارد املــواد نم�ــا العمليــة والتكنولوجيــة‬ ‫ير�ضيــة ومعــارف وهمــارات وتقنيــات ومواقــف‬
‫ق يف‬ ‫ت‬
‫الر�ضيــة ال ـت ي ج�ــد جماهلــا التطبيـ يـى ي� هــذه املــواد‪.‬‬ ‫خاصــة املفاهـ يـم ي‬
‫ـذه املــادة‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫الر�ضيــات‪ ،‬وتوســع جمــاالت اسـ ث‬
‫ـت�‬ ‫ي‬ ‫ـادة‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫ي‬
‫ف‬
‫ـا‬
‫ـ‬ ‫تدريهس‬ ‫ـم‬‫تي�تــب عــى هــذا أالمــر تعــدد املواضيــع الـت يـ ت‬
‫أ‬ ‫ي‬ ‫أ‬
‫الر�ضيــات ب�ملــدارس‪ ،‬دراســة املعادالت‪،‬العــداد‬ ‫خرى‪.‬هلــذا يشــمل تدريــس مــادة ي‬ ‫وتطبيــق مفاهيمهــا عــى املــواد ال‬
‫ف‬
‫وكذلــك خــواص وعالقــات االشــال ي� الفضــاء‪.‬‬
‫الر�ضيــات ب�ــادة العلــوم‬ ‫الر�ضيــات إىل ارتبــاط مــادة ي‬ ‫الاصــة بتدريــس مــادة ي‬ ‫التوج�ــات تال� بويــة وال ـرب جام خ‬
‫تؤكــد ي‬
‫ف‬
‫الف� ي�ئيــة‪ ،‬لذلــك وجــب إدراج تطبيقــات مفاهـ يـم ير�ضيةعــى ظواهــر ي زف� ي�ئيــة وكيميائيــة ســواء ي� الـ تـام ي ن‬ ‫يز‬
‫ر� التطبيقيــة أو‬

‫‪153‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫وه مفاهـ يـم نظريــة تتمـ ي زـ� ب�لتجريديــة‬ ‫‪،‬‬ ‫ـم‬


‫ي‬ ‫ـ‬ ‫املفاه‬ ‫ـذه‬
‫ـ‬ ‫هل‬ ‫ـى‬ ‫ف� وضعيــات أالنشــطة اهليلكيــة البنائيــة‪ ،‬وذلــك إلعطــاء ة‬
‫دالل ومعـ ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الشــديدة‪.‬‬
‫أمهيــة فم�وم االشــتقاق ف� ي ز‬
‫الف� ي�ء‪:‬‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫ف ت‬ ‫ف‬
‫يدخــل فم�ــوم االشــتقاق ي� تطبيقــات واســعة حيــث يســتغل ي� �ديــد (الرسعــة احلجميــة للتفاعــل) ي� الكيميــاء‪ ،‬أو‬
‫ف� ت(�ديــد رسعــة احلركــة)‪ ،‬وكذلــك (رسعــة الرسعــة أي التســارع) ف� املكيانيــك‪ ،‬أو ف� ت�ديــد (تعبـ يـر شــدة التيــار بـ ة‬
‫ـدالل‬ ‫ي‬ ‫ف يف‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫بمــة‬ ‫ت‬
‫ـر�ء‪ ،‬امك يظهــر هــذا امل�ــوم ي� املعــادالت التفاضليــة ال ـ ي تفــر الظواهــر امل� ج‬ ‫ة‬
‫الشــحنة ي� حــال التيــار املتغـ يـر) ي� الهكـ ب‬
‫ف‬
‫ـر�ء واملياكنيــك‪.‬‬
‫ي� حمــور الهكـ ب‬
‫‪ - 1‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫ت�دف هذه الدراســة إىل‪:‬‬
‫الف� ي�ئيــة والمكيائية ب� ي‬
‫اكلور� علوم؛‬ ‫الر�ضيــات وتطبيقاته ف� العلــوم ي ز‬ ‫ف‬
‫‪ -‬دراســة فم�ــوم االشــتقاق كنمــوذج ي� مــادة ي‬
‫ي‬
‫ـو�ت ال ـت‬ ‫ت ف‬ ‫أ‬ ‫‪ -‬ت�ليــل مــدى تاكمــل هــذه املــواد ت‬
‫ي‬ ‫ب‬ ‫ـ‬ ‫الصع‬ ‫ـر‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫لتفس‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ضي‬ ‫الر�‬
‫ي‬ ‫ـادة‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫�‬‫ي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ح‬ ‫املق�‬ ‫ـطة‬‫ـ‬ ‫نش‬ ‫ال‬ ‫ـدرة‬ ‫ـ‬ ‫وق‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ابطه‬‫و�‬
‫يوا�هــا املتعملــون أثنــاء تطبيــق هــذا فامل�ــوم ف� مــادة العلــوم ي ز‬
‫الف� ي�ئيــة‪.‬‬ ‫ج‬
‫ي‬
‫الر�ضيات والعلــوم ي ز‬
‫الف� ي�ئية‪.‬‬ ‫ـاد� ي‬ ‫ن ت‬ ‫ت‬
‫‪ -‬البحــث عــن مــدى ال�ابط والتاكمل يب� مـ ي‬
‫وإ�اد ســبل لتجاوزها وذلــك لتحقيــق التاكمل ي نب� ي ن‬
‫املادت�‪.‬‬ ‫ـو�ت ي ج‬‫‪ -‬رصــد الصعـ ب‬
‫الر�ضيــات وتطبيقاته ف� العلــوم ي ز‬
‫الف� ي�ئية‪.‬‬
‫ف‬
‫‪ -‬بإ�از كيفيــة بنــاء فم�ــوم االشــتقاق لــدى املتعــم ي� حصة ي‬
‫ي‬
‫‪ - 2‬دواعي البحث‪:‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ئ‬
‫ـا� البحــوث امليدانيــة الـت ي أطرهــا الســاتذة املكونــون‪ ،‬واملالحظــات أثنــاء املصاحبــة امليدانيــة لســاتذة‬ ‫مــن خــال نتـ ج‬
‫ين‬ ‫ن ف‬ ‫العلــوم ي ز‬
‫املتعملــ� ي ج�ــدون‬ ‫والتأهيــ�؛ لوحــظ أن‬
‫ي‬ ‫التعلــم الثانــوي بســلكيه إالعــدادي‬
‫ي‬ ‫املتدربــ� ي� مؤسســات‬
‫ي‬ ‫الف� ي�ئيــة‬
‫تطبي�ــا ف� مــادة العلــوم ي ز‬
‫الف� ي�ئيــة والكيميائيــة خاصــة أثنــاء‬ ‫الر�ضيــة واســتغالهلا‪ ،‬وكــذا ق‬ ‫ـو�ت ي� اســتحضار املفاهـ يـم ي‬
‫ف‬
‫صعـ ب‬
‫ي‬ ‫ن‬
‫ـاد�؛ امم دفعنــا إىل طــرح التســاؤالت التاليــة‪:‬‬
‫�ذجــة بعــض املقـ ي‬
‫ف‬ ‫الر�ضيــة عــى الظواهــر ي ز‬ ‫ق‬
‫الف� ي�ئيــة والمكيائيــة ي� الكتــب املدرســية‬ ‫لملفاهــم ي‬
‫ي‬ ‫التطبيــى‬
‫ي‬ ‫• هــل تيــم إدراج الســياق‬
‫الر�ضيــات ؟‬ ‫ملــادة ي‬
‫أ‬ ‫مفاهــم ير�ضيــة عــى الظواهــر ي ز‬
‫الف� ي�ئيــة والمكيائيــة لتحقيــق الهــداف‬ ‫ي‬ ‫• هــل يكــف ي إدراج وضعيــات لتطبيــق‬
‫ف‬
‫الر�ضيــات؟‬
‫املســطرة ي� الكتــب املدرســية ملــادة ي‬
‫تفــاد� إلفــراغ أنشــطة النمذجــة مــن‬ ‫لتيســر معليــة ن ز‬
‫الت� يــل ي‬ ‫ومصاحب�ــم ي‬ ‫ت‬ ‫الر�ضيــات‬‫• هــل ت� إعــداد أســاتذة ي‬
‫ق‬
‫الفــ� ي� ئ ي�؟‬
‫ســيا�ا ي ز‬

‫‪154‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪ - 3‬الدراسة‪:‬‬
‫يلجــأ املــدرس لتوظيــف الوســائل التعليميــة ال�ض وريــة والالزمــة‪ ،‬مــن كتــاب مــدرس وســبورة ث‬
‫وو�ئــق ووســائل‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫ت‬
‫أخــرى‪ ،‬إل ث�رة القــوى العقليــة واحلســية لملتعــم‪ ،‬تهسيــا لعمليــة التعــم و�سـ نـي�ا‪ .‬ب�عتبــار املــدرس يــؤدي دورا حمـ ي‬
‫ـور� ي�‬
‫تنظــم معليــة التعــم‪.‬‬
‫ي‬
‫ض ف‬
‫ـا�ة ي� البيــت واملدرســة‪ ،‬لذلــك ت�كــز‬ ‫ـدرس ب�عتبــاره وســيلة معــل متاكمـ ةـ� ومنظمــة حـ‬
‫تبــدو أمهيــة الكتــاب املـ ي‬
‫ين‬
‫أساســيت�‪:‬‬ ‫الدراســة عــى ي ن‬
‫نقطتــ�‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫آ‬
‫ـدرس‪ :‬وذلــك ب� إلجابــة عــى الســؤال ال ت ي�‪ :‬هــل �قــق الكتــب املدرســية الهــداف املرســومة ي� الكتــاب‬‫أ ‪ -‬الكتــاب املـ ي‬
‫ت‬
‫والتوج�ــات ال� بويــة؟‬
‫ي‬ ‫البيــض‬
‫‪ -‬املمارســة‪ :‬ت�ليــل املمارســات املهنيــة لملــدرس‪ ،‬تو�ليــل احملتــوى ث‬
‫للو�ئــق تال� بويــة (بنــاء الــدرس‪ ،‬طــرق التدريــس‬
‫ن‬
‫والتفاعــل داخــل الفصــل)‪ ،‬وذلــك مــن خــال املالحظــة امليدانيــة أثنــاء إال ج�ــاز‪ ،‬ومــن ثو�ئــق التحضـ يـر‪ ،‬ومــن خــال‬
‫املقابــات للنقــاش عــى وضعيــات أخــرى‪.‬‬
‫‪ 3-1‬الكتاب املدرسي‪:‬‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫باكلــور�‪ ،‬ي� درس االشــتقاق‬
‫ي‬ ‫الر�ضيــات‪ ،‬جــزء التحليــل للســنة الوىل‬ ‫املــدرس املفيــد ي� ي‬
‫ي‬ ‫اعتمــد مؤلفــو الكتــاب‬ ‫آ‬
‫نامل�جيــة التيــة‪:‬‬
‫ق‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ت‬
‫املفاه�‪.‬‬
‫الديد ولوضعه ي� ســياق ب� ي� ي‬ ‫• أنشــطة �هيديــة ُ َم ِّيئــة لبنــاء فامل�ــوم ج‬
‫وتقد� أمثلة‬
‫• صياغــة تعاريف وخاصيــات ي‬
‫ـار� تطبيقيــة لقيــاس مدى تطور اكتســاب فامل�وم‪.‬‬ ‫• ت�ـ ي ن‬
‫ار� مــن أجل ي‬
‫التقو�‪.‬‬ ‫• ت� ي ن‬
‫مالحظات أولية‪:‬‬
‫بــ� ث�انيــة أنشــطة ت�هيديــة نشــاط واحــد هل ت�ابــط ب�لعلــوم ي ز‬
‫الف� ي�ئيــة (الرسعــة)‪ ،‬والــذي اكن اهلــدف منــه‬ ‫• مــن ي ن‬
‫ة ف‬
‫ـدال ي� نقطــة‪ ،‬وذلــك مــن خــال تبيــان أن الرسعــة املتوســطة تــؤول إىل الرسعــة اللحظيــة‬ ‫ـد� فم�ــوم العــدد املشــتق لـ‬
‫تقـ ي‬
‫صغــرة‪.‬‬
‫إذا اكنــت املــدة الزمنيــة ي‬
‫ـد� أي مدلــول هل عالقــة بتطبيقــات االشــتقاق ف� العلــوم ي ز‬
‫الف� ي�ئيــة أثنــاء صياغــة الــدرس‬ ‫• غيــاب أي ت�ابــط أو تقـ ي‬
‫ي‬
‫أي اثنــاء بنــاء املعــارف االساســية‪.‬‬
‫• إدراج ثالثــة ت�ـ ي ن‬
‫ـار� هلــا عالقة ب�لعلــوم ي ز‬
‫الف� ي�ئية من بـ ي نـ� مائة وأربعة‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪ 3-2‬ممارسة األستاذ‪:‬‬
‫أ‬ ‫ف ي� هــذه الدراســة مل ن�ـ ت‬
‫الديداكتيكيــة املعتمــدة‪ ،‬بقــدر مــا ركـ نـز� عــى‬ ‫ـائل‬‫ـ‬ ‫الوس‬ ‫وال‬ ‫ـيط‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫التنش‬ ‫ـاليب‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ـر‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫كب‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫بش‬ ‫ـم‬
‫الر�ضيــة ب�ملــواد أالخــرى‪ ،‬وخصوصــا العلــوم ي ز‬
‫الف� ي�ئيــة‪ ،‬أي‬ ‫مــدى قــدرة املــدرس عــى تبيــان وتوضيــح أتطبيقــات املفاهـ يـم ي‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫� و تطبيقاتــه ي�‬ ‫ض‬ ‫مــدى قـ أـدرة املــدرس عــى صياغــة أنشــطة تو� يط�هــا‪� ،‬كــن املتعــم مــن اســتيعاب مدلــول امل�ــوم الـ ي‬
‫ـر� ي‬
‫املــواد الخــرى‪.‬‬
‫أ‬
‫الر�ضيــات‪ ،‬ومــن خــال ق ـراءة ثو�ئــق ت� بويــة لســاتذة املــادة‪،‬‬ ‫اعـ تـامدا عــى مقابــات مــع عينــة مــن أســاتذة مــادة ي‬
‫الر�ضيــة املرتبطــة‬ ‫نســتخلص أن اممرســة معظــم املدرسـ ي نـ� هاجهســا التمكــن مــن إكســاب املتعملـ ي نـ� املهــارات والتقنيــات ي‬
‫ن‬ ‫ت‬ ‫ب إ� ن ج�ــاز العمليــات احلســابية دون إدراك ت‬
‫عل�ــا صياغــة‬ ‫تطبيقا�ــا؛ حيــث ج�ــد أن احلصــة الدراســية يغلــب ي‬ ‫دالال�ــا وال‬
‫والاصيــات مدمعــة بب�اهـ ي نـ� جمــردة‪.‬‬ ‫التعاريــف خ‬
‫ت‬
‫اس الطويــل‪ ،‬ورغبــة املتعــم واملــدرس �صيــل نقطــة عاليــة‬ ‫ر‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫ال‬ ‫م‬‫والســبب حســب أالســاتذة �جــع إىل ضغــط الـرب جن‬
‫�‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫الر�ضيــات املرتبطــة �بحلســاب دون �ــم‪ .‬امك أشــار‬ ‫ي� االختب أــارات‪ ،‬امم يــؤدي إىل بلــوغ املتعــم أداء جيــد ي� بعــض جم أــاالت ي‬
‫ن‬
‫الر�ضيــة خصوصــا‬ ‫يوا� نو�ــا أثنــاء جإ�ــاز بعــض النشــطة املرتبطــة ب�متــدادات املفاهـ يـم ي‬ ‫ـو�ت ال ـت ي ج‬ ‫بعــض الســاتذة للصعـ ب‬
‫التعامــل مــع املفاهـ يـم ي ز‬
‫الف� ي�ئيــة‪.‬‬
‫خالصة‪:‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الر�ضيــة تنشــأ عنــد املتعــم مــن خــال الفعــال والنشــطة ال ـت ي يقــوم ب�ــا املتعــم‪ ،‬ينبـ غ يـى‬ ‫ب�عـ تـامد قاعــدة أن املفاهـ يـم ي‬
‫ف‬
‫الر�ضيــات أن يتيــح لملتعــم االســتئناس بتطبيقــات فامل�ــوم ي� املج ــاالت غـ يـر ي‬
‫الر�ضيــة‪.‬‬ ‫ملــدرس مــادة ي‬
‫ً‬
‫ت‬
‫لتطبيقا�ــا‬ ‫مــاد� مــن خــال وســائل نو�ــاذج‬ ‫املفاهــم ي‬ ‫ي‬ ‫لملــدرس أن ي ج� أعــل التمليــذ يتعامــل مــع هــذه‬ ‫أ‬ ‫أي ال بــد‬
‫الر�ضيــات ت‬ ‫ت‬ ‫ت ف‬
‫ذا�ــا‪،‬‬ ‫امتدادا�ــا قــد يوافــق بنيــة ي‬ ‫الر�ضيــات ب�عــزل عــن‬ ‫وامتدادا�ــا ي� املــواد الخــرى‪ ،‬لن تدريــس مــادة ي‬
‫وذاك�ــم‪.‬‬ ‫ـذ� يســتطيعون ن جإ�ــاز الربــط مــع ب� ق� املــواد‪ ،‬وذلــك حســب درجــة ت ج�ريــدمه ئ‬ ‫وقــد يــامت�ش مــع فئــة مــن املتعملـ ي نـ� الـ ي ن‬
‫أ‬ ‫ي‬
‫ف‬
‫� وتطبيقاتــه ي� املــواد الخــرى‪.‬‬ ‫ـر� ض‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫ـر� ف� حاجــة ملســاعدة املــدرس للربــط بـ ي نـ� ف‬
‫امل�‬ ‫ي‬ ‫لكــن بعــض املتعملـ ي نـ� آالخـ ي ن‬
‫ي‬
‫ف أ‬
‫خ� نســجل ما ييل‪:‬‬ ‫ي� ال ي‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫والمعيــات العمليــة‪ ،‬لتمكـ ي نـ� املتعــم مــن‬ ‫• ي�كــن التغلــب عــى ضيــق الغــاف الزمـ ن يـ� �بالهـ تـامم ب�نشــطة النديــة ج‬
‫املفاهــم العمليــة ت‬
‫وصل�ــا �بحليــاة اليوميــة‪.‬‬ ‫االطــاع عــى ت� ي خ‬
‫ر�‬
‫ي‬
‫الف� ي�ئيــة فــا يكـ فـى أن‬ ‫الر�ضيــات ب�لعلــوم ي ز‬ ‫• ض�ورة مراجعــة حمتــوى الكتــب الدراســية ب�ــا يــامت�ش مــع امتــدادات ي‬
‫ـر� هل ارتبــاط الفـ ي زـ� ي�ء لنحقــق التاكمــل بـ ي نـ� املــواد‪.‬‬ ‫يكــون موضــوع النشــاط أو التمـ ي ن‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫بتدري�ــم عــى إنتــاج وتطـ يـو� وضعيــات وأنشــطة تهســم ي�‬ ‫• ض�ورة تضمـ ي نـ� ب� جام إعــداد الســاتذة جمــزوءات ت�ـ تـم ب‬
‫ت‬
‫وامتدادا�ــا‪.‬‬ ‫الر�ضيــة‬
‫املفاهــم ي‬
‫ي‬ ‫تيســر فال�ــم واالســتيعاب لــدى املتعــم لتطبيقــات‬ ‫ي‬

‫‪156‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫املراجع‪:‬‬
‫ف‬
‫الر�ضيــات التحليل‬
‫ـدرس املفيد ي� ي‬ ‫الكتــاب املـ ي‬
‫نون�‪2007 -‬‬
‫الر�ضيات التعلـ يـم الثانوي ب‬
‫الاصــة بتدريــس ي‬ ‫التوج�ــات تال� بويــة و الـرب جام خ‬
‫ي‬
‫وال� جام خ‬
‫الاصــة بتدريس الفـ ي زـ� ي�ء والكيمياء‪.0152 -‬‬ ‫التوج�ــات تال� بويــة ب‬
‫ي‬
‫الر�ضيات؟‪ -‬العدد ‪2-1992‬‬
‫ـاه ديداكتيــك ي‬ ‫ت‬
‫البحــث ال� بوي‪-‬ديداكتيــا‪ -‬مـ ي‬
‫–الر�ضيات ن�ودجا‪2007 -‬‬ ‫حممــد محــدي ‪ .‬املداخــل تال� بويــة ي‬
‫للتعل� ب�لكفـ يـا�ت ي‬
‫ ‬ ‫ال�ش قــاوى عبــد الفتــاح ‪ .‬تبـ نـى ي‬
‫الر�ضيــات املعــارصة ‪2004‬‬

‫‪157‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪158‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫حتس�ين جودة التعلمات باس��تثمار تكنولوجي��ا املعلومات واالتصال‬

‫‪11‬‬
‫(حالة تدريس م��ادة اجلغرافيا)‬
‫فريد نور الدين (‪،)1‬قاسم النعاميي(‪)2‬‬
‫الهــوي ملهــن تال� بيــة و ي ن‬
‫التكو� جلهة الدر البيضاء ســطات ‪hajfarid1@gmail.com‬‬ ‫(‪)1‬املركــز ج‬
‫ض‪-‬الر�ط ‪naimikom@gmail.com‬‬
‫ب‬ ‫(‪ )2‬مركــز التوجيــه و التخطيــط تال� بوي‪ ،‬ي‬
‫الر�‬
‫ملخص ‪:‬‬
‫ســامهت تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال ف ي� املج ــال تال� بــوي ف ي� حــل جمموعــة مــن املشــالك الديداكتيكيــة الــت‬
‫ي‬ ‫ف‬
‫يعر�ــا احلقــل تال� بــوي‪.‬‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫الغرافيا ي� ‪:‬‬‫وتتمثــل ي جإ�ابيــات هــذه التكنولوجيــا ي� تدريس مــادة ج‬
‫‪ -‬تشــجيع البحــث والتجديد لدى املدرس‪.‬‬
‫ف‬
‫‪ -‬اســتدراك النقــص احلاصل ي� الوســائل واملعينــات الديداكتيكية‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫‪ -‬تهسيــل معليــة تبــادل وتقــامس املعــارف واملهــارات بـ ي نـ� املدرسـ ي نـ� ضو�ن احلــد ال ند� مــن االنســجام والتجانــس ي�‬
‫ين‬
‫املضامــ�‪.‬‬
‫ف‬
‫امك أن هــذه التكنولوجيــات احلديثــة أســامهت ي� جــودة التعــم مــن خــال إماكنيــة تفكيــك املعــارف والسماح بتعملهــا‬
‫والتقاهطــاف بشــل متــدرج وكــذا االهـ تـامم ب�لمعــال التطبيقيــة الـت ي غالبــا مــا اكنــت ت�مــل مــن طــرف املدرسـ ي نـ� نظـرا لصعوبــة‬
‫تنفيذهــا ي� حـ ي زـ� زمـ ن يـ� ضيــق‪.‬‬
‫ولتشــجيع إالبــداع وتقــامس إالنتاجــات املعلوماتيــة ي ج�ــب تقنـ ي نـ� اســتعماهلا وذلــك ب�ح ـرت ام حقــوق امللكيــة الفكريــة‬
‫شو�وط االقتبــاس‪.‬‬
‫الغرافيــا – التدريــس – حقوق امللكيــة الفكرية‪.‬‬
‫الملكــات املفتــاح ‪ :‬تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال– ج‬
‫تقديم‪:‬‬
‫الغرافيــا ض�ـ أـن مــادة االج�ت عيــات يعتمــد حـىت بدايــة القــرن الواحــد والعـ شـر ي ن� عــى التلقـ ي نـ�‬
‫ظــل تدريــس مكــون ج‬
‫خ‬
‫واســتعمال وســائل تقليديــة‪ .‬إذ يســتعمل الســتاذ الســبورة والطوابــع املطاطيــة والرائــط احلائطيــة املوضوعاتيــة والصماء‪.‬‬
‫ت‬
‫ومــع تتقــادم هــذه الوســائل الديداكتيكيــة أصبحــت غـ يـر قابـ ةـ� لالســتغالل وتصعــب إماكنيــة ج�ديدهــا‪ .‬امك أن توزيــع هــذه‬
‫الوســائل الديداكتيكيــة مل يكــن معممــا عــى جممــوع املؤسســات ب�ملغــرب‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ومــع ظ�ــور تكنولوجيــا املعلومــات حققــت الب�ش يــة قفــزة غ نوعيــة وأصبحــت معليــة إنتــاج املعــارف ون�ش هــا ذات أمهيــة‬
‫ف‬ ‫ة‬
‫لــام ن�ت احلمايــة القانونيــة للحقــوق الفكريــة‬ ‫و� متنــاول فئــات واســعة‪ ،‬ر� نأ�ــا تفتقــر ض‬ ‫ب�لغــة و تتــم بهســول متناهيــة ي‬
‫لملؤلفـ ي نـ� والنـ شـا� ي ن�‪.‬‬
‫ً ًف‬ ‫أ‬
‫وقــد ســاد االعتقــاد ب�نــه ي�كــن لتكنولوجيــا املعلومــات أ واالتصــاالت أن تلعــب دورا هممــا ي� إعــادة هيلك ـ�ة التعلـ يـم‬
‫ف‬
‫وتطـ يـو� أداء املــدرس والرفــع مــن جــودة التعملــات‪ ،‬امك يعتقــد ب�ن اســتخدام تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــاالت ي� التعلـ يـم‬
‫النا�ــة وتعميمهــا‪.‬‬ ‫القا�ــة بـ ي نـ� املؤسســات بــل ج�ــات اململكــة‪ .‬وستســامه ف ي� تقــامس التجــارب ج‬ ‫ســيؤدي إىل تقليــص الفجــوة ئ‬
‫االشــالية املطروحة ‪:‬‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫الغرافيــا‬‫‪ -‬أصبحــت إالعالميــات تفــرض نفهســا كداة ي�كــن اســتغالهلا ي� العمليــة التعمليــة التعليميــة معومــا و ج‬
‫الصــوص‪.‬‬ ‫عــى وجــه خ‬
‫أ‬
‫‪ -‬فــان لزامــا التأكد مــن إالماكنيــات يال تتيحها لنا هذه الداة‪.‬‬
‫أ‬
‫‪ -‬هــل تشــل فعــا أداة هلــا دور خــاص و فعــال يتجاوز الدوات التقليدية أم نأ�ا تشــل فقــط موضة العرص‪.‬‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫ي� هــذا الســياق ي�دف هــذا املقال إالجابة عىل الســئلة التالية ‪:‬‬
‫ت‬
‫الغرافيــا و�ويلهــا مــن‬ ‫‪ -‬إىل أي حــد يعت ـرب االعـ تـامد عــى التكنولوجيــات احلديثــة وســيلة لتجديــد وتطـ يـو� تعــم ج‬
‫مــادة تطلــب احلفــظ واالســتظهار إىل مــادة تطبيقيــة؟‬
‫ف‬ ‫املق�حــة ف ي� تكـ ي ن‬
‫ماالســاليب ت‬ ‫أ‬
‫ـو� ومصاحبــة املــدرس واملفتــش املتــدرب لتهسيــل إالقبــال عــى التجديــد ي� اممرســة‬ ‫‪-‬‬
‫املهنــة؟‬
‫ف‬
‫‪ -‬مــا يه العراقيــل الـت ي تعـرت ض إدراج تكنولوجيــة املعلومات ي� التدريس؟‬
‫اليــارات القانونيــة والتقنيــة الكفيـ ةـ� ضب�ن تطو� إالبــداع وتقامس ون�ش إالنتاجــات إال ت‬
‫لك�ونية؟‬ ‫‪ -‬مــا خ‬
‫ي‬
‫وذلــك بتتبع خ‬
‫الطــوات التالية‪:‬‬
‫الغرافيا ض�ــن مادة االج�ت عيات‬ ‫‪ -‬خصوصيــات تدريــس مكــون ج‬ ‫‪1‬‬
‫ف ت‬
‫الغرافيا‬
‫‪ -‬أدوار تكنولوجيــة املعلومــات واالتصــاالت ي� ج�ويد تدريــس ج‬ ‫‪2‬‬
‫اليــارات القانونيــة والتقنيــة الكفيـ ةـ� بـ ضـامن تطو� إالبــداع وتقامس ون�ش إالنتاجــات إال ت‬
‫لك�ونية‪,‬‬ ‫‪ -‬خ‬ ‫‪3‬‬
‫ي‬
‫اليــارات القانونيــة والتقنيــة الكفيـ ةـ� ضب�ن تطو� إالبــداع وتقامس ون�ش إالنتاجــات إال ت‬
‫لك�ونية‪,‬‬ ‫خ‬ ‫‪.1‬‬
‫ي‬
‫‪ - 1‬خصوصيات تدريس مكون اجلغرافيا ضمن مادة االجتماعيات‪:‬‬
‫كفا�ت وقدرات خاصة‪:‬‬ ‫وق� إكســاب التمليــذ ي‬ ‫الغرافيــة ب� إلضافــة إىل إكســاب املتعــم معارف ي‬ ‫ت�ــدف ب� جام ج‬
‫ن‬ ‫ف� اكتســاب تقنيــات وقواعــد التعبـ يـر البيـ نـا� واللغــة البرصيــة ( املبيـ نـا�ت التعبـ يـر خ‬
‫وإ�ــاز املقاطــع الطبغرافيــة‬
‫ـ� ج‬‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ائ‬‫ر‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫‪160‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ـا� ‪ -‬قــدرات هماريــة‬ ‫ن‬ ‫والحداثيــات ‪ -‬التــدرب عــى نم� أجيــة ق ـراءة أنــواع التعبـ يـر البـ‬
‫ـري والبيـ ي‬ ‫ة ن‬ ‫ف‬ ‫تخ‬
‫‪ -‬القــدرة اســتعمال املعــامل إ‬
‫تقنيــة ن‬
‫وم�جيــة ‪-‬كفـ يـا�ت وقــدرات �صــص هلــا ي� أحســن الحــوال حصــص زمنيــة قليــ� ‪ -‬جأ�ــاز هــذه املهــارات التقنيــة‬
‫ت‬ ‫وإ�ــاز ينبـ نـ� عــى التــدرج وتتبــع أمعــال التالميــذ داخــل الفصــل لك هــذه خ‬ ‫ن‬
‫الصوصيــات ج�عــل‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫تتطلــب عنايــة خاصــة‬
‫كــ� ‪ -‬مــع تكنولوجيــات‬ ‫ة‬
‫عل�ــا بعجــال ودون ت� ي ز‬ ‫صعبــة املنــال امم ‪ -‬ي ج�عــل املــدرس ي�ــر ي‬ ‫إكســاب التالميــذ هــذه املهــارات‬
‫أ ف‬
‫املعلومــات واالتصــاالت أصبــح المــر ي� غايــة البســاطة ‪.‬‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ـر� منشــط‬‫بي‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـدرس‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫كون‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫تتمث‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫صف‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫توف‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫عي‬ ‫�ت‬ ‫االج‬ ‫ـادة‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـدرس‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫اشـرت طت ي‬
‫التوج�ــات الرمسيــة‬
‫ـدرس‬ ‫مخ‬
‫أمقــوم ب�حــث و طــط[‪ .]1‬لكــن كثـ يـرا مــا اكن أســاتذة املــادة مــن عــدم مناســبة الوســائل تزالديداكتيكيــة ب�لكتــاب املـ ي‬
‫ـال صعوبــة االل ـ ام ب�لصفــات الســابقة خصوصــا‬ ‫و�لتـ ي‬ ‫لهــداف املرصــودة وصعوبــة ي جإ�ــاد البديــل بســبب اللكفــة أساســا‪ ،‬ب‬
‫تز‬
‫ـو� أصبــح أماكنيــة الـ ود ب�ملعطيــات و املعينــات (نصــوص ‪ -‬إحصائيــات‬ ‫نم�ــا البحــث‪ .‬لكــن اليــوم ومــع التقــدم التكنولـ ج‬
‫ف‬ ‫ي‬
‫ـاس ب جو�ــودة عاليــة تســمح لملــدرس ب�لتــرف يف�ــا‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫قي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫زم‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫– صــور – خرائــط – أفــام – حمــااكة ‪ ) ..........‬متاحــة للــل‬
‫وفــق ســيناريوهات مضبوطــة وبلكفــة ضعيفــة جــدا‪.‬‬
‫مسحــت تكنولوجيــة املعلومــات واالتصــاالت بتشــجيع البحــث والتجديــد لــدى املــدرس‪ ،‬حيــث تأ�حــت هل ة‬
‫هســول‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫يــ� املعطيــات واســتعمال الوســائل ي� وضعيــات بيداغوجيــة مخ تلفــة وتعــدد االســتعمال ي�‬ ‫التخــز� والتقــامس تو� ي ن‬
‫ين‬
‫وضعيــات مخ تلفــة‬
‫‪ - 2‬أدوار تكنولوجية املعلومات واالتصاالت يف جتويد تدريس اجلغرافيا‬
‫أ – تســمح تكنولوجيــة املعلومــات واالتصــاالت ب�لتشــجيع عــى البحث من خالل ‪:‬‬
‫املدرس‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ -‬عــرض نصـــــوص جغرافية من خــارج الكتاب‬
‫أ‬ ‫ت‬
‫الـ ئـا�‪ ،‬الصناعــة التقليديــة‪ ،‬االســتعمال املـ ن زـ� يل‬
‫ـرع ج‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـور‬‫ـ‬ ‫ص‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ـداف‪،‬‬‫ـ‬ ‫ه‬‫ال‬ ‫‪ -‬عــرض صــــور و أفــام �قــق‬
‫املكثــف للغطــاء ت‬
‫النبــا� ‪....‬‬
‫ي‬

‫‪161‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ت‬
‫املدرس ( احلتميــة الطبيعيــة – النمطية ‪.) ,,,‬‬‫ي‬ ‫ـاب‬‫ـ‬ ‫للكت‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ج‬
‫املو�‬ ‫ـادات‬
‫ـ‬ ‫االنتق‬ ‫ـاوز‬
‫ـ‬ ‫�‬
‫ج‬ ‫امم معــل عــى‬
‫ت ف‬ ‫ف‬
‫وال� كـ ي زـ� ي� التعمل‬ ‫ب ‪ -‬تســمح تكنولوجيــة املعلومــات ب�لتــدرج ي� اســتيعاب التمليــذ لملعطيــات‬
‫ف‬ ‫تســامه خرائــط الكتــاب املــدرس أو خ‬
‫الداريــة املتخمــة ب�ملعطيــات ي� ‪ - :‬صعوبــة تتبــع مراحــل ق ـراءة‬ ‫الرائــط ج‬ ‫ي‬
‫املعطيــات واســتخر جا�ا أ ‪ -‬صعوبــة التجــاوب الرسيــع وتشــتت انتبــاه التمليــذ ‪-‬عــدم متجانســة املعينــات الديداكتيكيــة‬
‫ف‬
‫مثــا حــدود الــدول واللــوان املســتعملة ي� التعبـ يـر عــن نفــس الظاهــرة ‪. ) ,,,‬‬
‫ف‬
‫الغرافيــا إذا ت� عــرض خريطــة تضاريــس املغــرب أمــام التمليــذ يتشــتت ت�كـ ي زـ� هــذا‬ ‫أ فعــى ســبيل املثــال ي� مكــون ج‬
‫الخـ يـر ويصعــب تتبــع املــدرس‪.‬‬
‫اكب�ــا عــى شــل طبقــات‬ ‫حــ� ب�ســتعمال تكنولوجيــة املعلوميــات أصبــح مــن املمكــن ت ج�ــزيء املعــارف ومر ت‬ ‫ف ي� ي ن‬
‫ـال‪:‬‬ ‫ن ئ‬ ‫ت‬
‫ـا� امك يتضــح مــن الشــل التـ ي‬ ‫ـه ب�لوصــول للهــدف ال�ـ ي‬ ‫تنـ ي‬
‫ف‬ ‫ق‬
‫الشــل ر� ‪ :1‬خريطــة تضاريــس املغرب ي� شــل طبقات‪]3[ .‬‬

‫ف‬ ‫هــذا ب� إلضافــة إىل هسـ ة‬


‫ـول التقــامس واالســتعمال ي� وضعيات مخ تلفة وبتجاوز مشــل نقــص املعينــات الديداكتيكية‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫ج ‪ -‬تضمــن التكنولوجيــات احلديثــة جــذب االنتبــاه واالســتيعاب جو�ــاوز النقص احلاصــل ي� املعينــات الديداكتيكية‪:‬‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫بفعــل إماكنيــة إدخــال احلركــة والصــوت عــى الصــورة واللــوان ب�ســتعمال تكنولوجيــة املعلومــات واالتصــاالت ي�‬
‫العــروض ارتفعــت درجــة شــد االنتبــاه و إال ث�رة لــدى املتلـ ق يـى ب�عتبــار أن التعــم مــن خــال احلــواس هل فاعليــة كبـ يـرة‪.‬‬
‫أ‬
‫امك أتيحــت للســتاذ والتمليــذ عــى الســواء أماكنيــة البحــث واحلصــول عــى خرائــط حمينــة وحديثــة ومتنوعــة موضوعاتيــة‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫وامصء‪ .‬ي�كــن اســتعماهلا ي� وضعيــات مخ تلفــة امك يتوفــر عــى إماكنيــة � نيي�ــا و تنقيحهــا حســب احلاجــة‪.‬‬
‫الرئــط التاليــة‪،‬‬ ‫مثــال‪ : 1‬مســامهة التكنولوجيــات احلديثــة لتجــاوز مشــل نقــص املعينــات الديداكتيكيــة تســتعمل خ‬
‫والصائــص الطبيعيــة واملناخيــة والســان ومصــادر الطاقــة‬ ‫الواحــدة تمكــل االخــرى بشــل تسلســ� ف� توضيــح املوقــع خ‬
‫ي ي‬ ‫ف‬
‫واملعــادن ي� اليـ بـا�ن‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫مثــال‪ : 2‬مســامهة التكنولوجيــات احلديثــة ي� جــودة المعــال التطبيقيــة ويتجــى ذلــك ي� تقنيــة رمس القطــاع الطبغـر يا�‬
‫ن‬
‫اال�ــاز عـرب مراحــل ‪.‬‬‫بتتبــع خطــوات ج‬
‫ف‬ ‫ف ت‬
‫د ‪-‬تســامه تكنولوجيــة املعلومــات واالتصــاالت ي� �فـ ي زـ� التذكــر ي� معلية التدريس ر[‪]4‬‬
‫أ‬
‫والدراك‪ ،‬واللغـ أـة البرصيــة تعتـرب أبســط اللغــات‬ ‫ـتو�ت فال�ــم إ‬ ‫تســاعد الصــور إال ي�ائيــة عــى إيصــال الفكــرة ل ند� مسـ ي‬
‫ـول االســتيعاب ورسعــة االلتقــاط لذلــك طبقــت ف� قانــون السـ يـر الصــورة واللــوان والرمــوز‪ .‬امك تعــرض حـ ة‬
‫ـال‬ ‫وتضمــن هسـ ة‬
‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫الطقــس ي� خرائــط يإ�ائيــة يســتطيع مهعــا إالنســان ال يم التقــاط املعلومــات بشــل حصيــح‪.‬‬
‫ف‬
‫ـز�رات امليدانيــة ي� ســبيل تقريــب‬ ‫يو�كــز تدريــس جمموعــة مــن املــواد عــن طريــق البــر مــن خــال التجــارب والـ ي‬
‫واملضامــ�ن‬ ‫املتلــى‪ .‬لــذا أصبــح إدراج تكنولوجيــة املعلومــات ومــا ي�تبــط ب�ــا مــن هيمنــة الصــورة‬ ‫الظواهــر مــن ذهنيــة ق‬
‫ي‬ ‫ت‬ ‫ي‬
‫املرئيــة أم ـرا ذو فوائــد كبـ يـرة عــى �فـ ي زـ� التذكــر وال ي خ�ـ فـى عــى أحــد كيــف ي�كــن لملتعــم أن يتذكــر أحــداث فــم ثو�ئـ ق يـى‬
‫ف‬ ‫ين‬ ‫تســو�م زالزل ‪ )..‬بشــل دقيــق ث‬ ‫اكــ�‪ ،‬ن‬ ‫مثــا حــول الكــوارث الطبيعيــة ( ب� ي ن‬
‫مضامــ� درس ي� نفــس‬ ‫أكــر مــن تذكــر‬ ‫ي‬
‫املوضــوع ‪.‬‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫الغرافيــا‪ ،‬حيــث‬ ‫وقــد أصبــح اســتعمال التكنولوجيــا احلديثــة أداة بيداغوجيــة ي� جــودة المعــال التطبيقيــة ملكــون ج‬
‫ي‬ ‫اليــل الواحــد والعـ شـر ي ن‬ ‫ف‬
‫ـ�‬‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ين‬ ‫أن‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬‫�‬‫ج‬ ‫ال‬ ‫ـك‬
‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫ـإن‬‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ملعلومي‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ـذ‬
‫ـ‬ ‫التالمي‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫الن�‬
‫ب‬ ‫ـتجيب‬
‫ـ‬ ‫وتس‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ج‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫طاق‬ ‫ـر‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫تفج‬ ‫�‬‫ي‬ ‫س أــامهت‬
‫ئ‬ ‫الســتاذ تال� ي ز‬
‫النتــا� املعلوماتيــة‬
‫ج‬ ‫احلســا�ت الــت ي تتــم خلــف‬
‫ب‬ ‫كــ� عــى رصانــة المعــال اليدويــة وتعــرف التالميــذ عــى‬
‫عل�ــا كحســاب النســبة املؤويــة مثــا‪.‬‬ ‫احملصــل ي‬
‫‪ - 3‬اخليارات القانونية والتقنية الكفيلة بضمان تطوير اإلبداع وتقاسم ونشر اإلنتاجات اإللكرتونية‪,‬‬
‫آ‬ ‫ف‬
‫تســامه عــدة عوامــل ي� ضعــف تقــامس املنتوجــات واحلوامــل البيداغوجيــة مــن نبي�ــا عــدم االع ـرت اف للخــر ب� جلهــد‬
‫أد� إشــارة ملالهكــا أو مطورهــا‪,‬‬ ‫ـو� إلل ن ج�ــازات دون ن‬ ‫ن‬
‫إالبــداع‪ ،‬واالســتعمال املفــرط وغـ يـر القانـ ي‬
‫أ‬ ‫�ش ف‬ ‫أ‬
‫غالــب الحيــان ب�عتبارهــا الضامــن حلقــوق‬ ‫ي أ‬ ‫�‬ ‫هــا‬ ‫ون‬ ‫الــدروس‬ ‫إلقــاء‬ ‫تصــو�‬
‫ي‬ ‫معليــة‬ ‫إىل‬ ‫يلــون‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ســاتذة‬ ‫ال‬ ‫فأغلبيــة‬
‫بملكــة رس ي�ــرم الســتاذ مــن إدخــال ملســته البيداغوجيــة‬ ‫ض‬
‫التأليــف والنــر[‪ .]7‬وإن وجــد بع�ــا فإنــه يكــون مقفــا‬ ‫ش‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ف ن‬ ‫والســيناريو خ‬
‫الــاص بــه ي� جإ�ــاز درس آمعـ ي نـ�‪ .‬بــل إن بعــض الســاتذة أبدعــوا حوامــل معلوماتيــة جيــدة ي� حـ ي نـ� ليســت‬
‫ـر� نم�ــا‪.‬‬ ‫هلــم الرغبــة ف ي� ن�ش هــا قصــد اســتفادة الخـ ي ن‬
‫آ‬ ‫أ‬
‫والواقــع أن الســبب يعــود أساســا إىل التخــوف مــن الرسقــة الدبيــة وعــدم االع ـرت اف للخــر ب� جلهــد إالبــداع‪ .‬وقــد‬
‫شــأ�ا محايــة امللكيــة الفكريــة وتشــجيع‬ ‫وقوانــ� مــن ن‬
‫ين‬ ‫املــرع منــذ وقــت بعيــد هلــذه املشــل�ة فأنتــج ت�ش يعــات‬ ‫انتبــه ش‬
‫وغ�هــا‬ ‫إالبــداع واالبتــار والكتابــة والتأليــف‪ .‬ومــن ذلــك حقــوق املؤلــف‪ .‬شو�وط االقتبــاس ي‬
‫ت ق‬ ‫الر�يــة‪ ،‬بشــل كبـ يـر ف� هسـ ة‬ ‫ق‬ ‫ف‬
‫واخ�ا�ــا ‪.‬‬ ‫ـول اقتنــاء ونقــل واخ ـتز ال املعلومــات‬ ‫ي‬ ‫ســامهت التقنيــات احلديثــة ي� البيئــة‬
‫ـا� أصنــاف إالبداعــات‬
‫ق‬
‫عل�ــا كبـ ي‬
‫ق‬
‫يضم�ــا القانــون ر� ‪ 2.00‬واملقتضيــات القانونيــة ال ـت ي تــري ي‬ ‫ن‬ ‫غر� احلمايــة القانونيــة ال ـت‬
‫ي‬
‫الفكريــة والفنيــة مــن ض�ن للحقــوق املاديــة واملعنويــة لملؤلــف‪ ،‬ب�ســتثناء مــن هــذا احلــد استنســاخ قواعــد البيـ نـا�ت لكيــا‬
‫ق‬
‫ر�؛ امك ي�خــص إلعــادة نـ شـر ب� جام احلاســوب‪.‬‬ ‫أو جزئيــا بشــل ي‬
‫‪163‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫والســت�ش اد ب�ملصنافــات دون إذن املؤلــف ودون أداء ماكفــأة االســت�ش اد‬ ‫والقتبــاس إ‬ ‫املــرع النســخ إ‬ ‫ولقــد أجــاز ش‬
‫ف‬
‫ب�صنــف منشــور بصفــة م�ش وعــة ض�ــن مصنــف آخــر‪ ،‬ش� يطــة ذكــر املصــدر وامس املؤلــف إذا ورد ي� املصــدر‪ ،‬وأن يكــون‬
‫ت‬
‫االســت�ش اد قــد اســتعمل لغايــة حســنة وبقــدر مــا ي ـرب ر ذلــك الغايــة امل ـراد � ققي�ــا‪.‬‬
‫مــن ج�ــة أخــرى اكن املـ شـرع اكـ ثـر تســاحما عندمــا يتعلــق االمــر �بالســتعمال لغــرض التعلـ يـم ش� يطــة ذكــر املصــدر‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫وامس املؤلــف إذا ورد ي� املصــدر وذلــك ب�ســتعمال مصنــف منشــور بصفــة م�ش وعــة ب�ثابــة توضيــح ي� منشــورات أو ب� جام‬
‫التصــو�ي مــن أجــل‬
‫ي‬ ‫للتعلــم؛ امك رخــص االستنســاخ‪ ،‬بوســائل النســخ‬ ‫أ‬ ‫مو�ــة ف ي‬ ‫إذاعيــة أو تســجيالت صوتيــة أو مرئيــة ج‬
‫مؤسســات التعلـ يـم ي� النشــطة ال ـت ي ال تس ـهت دف الـ بـر� التجــاري مبـ شـا�ة أو بصفــة غـ يـر‬ ‫أ‬ ‫التعلـ يـم أو االمتحـ نـا�ت داخــل‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫مبـ شـا�ة ي� احلــدود ال ـت ي بت�رهــا الغ ـراض املتوخــاة ب�قــاالت منفصـ ةـ� منشــورة بصفــة م�ش وعــة ي� جريــدة أو دوريــة‪ ،‬أو‬
‫ملقاطــع مخ تــرة مــن مصنــف منشــور بصفــة م�ش وعــة أو ملصنــف قصـ يـر منشــور بصفــة م�ش وعــة‪.‬‬
‫ـو� املرتبــط ب�قــوق املؤلــف و ش�وط االقتبــاس و‬ ‫ـو� أالســاتذة املتدربــون ف� املج ــال القانـ ن‬‫ن‬ ‫ـ‬ ‫تك‬ ‫�‬
‫ت ف‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫لـ ةـذا وجــب االهــامم ي‬
‫إالحــال وحريــة االستنســاخ ‪,,,‬‬
‫خالصات و توصيات‪:‬‬
‫يضمــن إدراج تكنولوجيــة املعلومــات واالتصــاالت ف ي� التعــم جمموعــة مــن الفوائــد ت جو�ــاوز جمموعــة مــن املشــالك ال ـت‬
‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫غ‬
‫اكنــت تعـرت ض تطـ يـو� أداء املــدرس‪ .‬إال أنــه ور� جمهــودات الــوزارة ي� تطـ يـو� إدراج هــذه الداة كوســيلة ديداكتيكيــة الزالــت‬
‫ت‬ ‫ت‬
‫هنــاك إكراهــات �ــد مــن فعاليــة هــذه املج هــودات و انفتــاح املــدرس عــى احمليــط و إخضــاع ج�ربتــه للنقــد و التطـ يـو� نم�ــا‪:‬‬
‫و�صصه‪.‬‬ ‫التكو� املســتمر دون اعتبار مســتوى أالســتاذ تخ‬ ‫ين‬ ‫• مشـل�ة‬
‫ئ ف‬ ‫أ‬
‫• صعوبــة التأكــد مــن مصداقيــة بعــض املعطيات أو تصحيــح بعض الخطاء الر جا�ــة ي� الشــبكة العنكبوتية‪.‬‬
‫واح�اهما‪.‬‬ ‫• عــدم الوع ب�قوق إالبــداع والتأليف ت‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ـو� تتطلــب إدراج تكنولوجيــة املعلومــات واالتصاالت ي� املمارســلت التدريســية ‪:‬‬ ‫ف�اجيــات التكـ ي ن‬
‫ف‬
‫ين‬
‫وللتحي� والنقل‬ ‫ـو� خــاص ي� جمــال إنتــاج حوامــل البيداغوجية القابـ ةـ� لالســتعمال‬ ‫‪ 1-‬إدراج تكـ ي ن‬
‫ف‬
‫بمــة تداريــب عىل اســتعمال املعينات ي� وضعيــات مخ تلفة‪,‬‬ ‫‪ � 2-‬ج‬
‫أ‬
‫‪ 3-‬تدريب الســاتذة عىل صياغــة ســيناريوهات بيداغوجية‪.‬‬
‫وتنظ� مناســبات للتقامس وتقيـ يـم املنتوجــات البيداغوجية ‪.‬‬ ‫ـو� شــبكة ي‬ ‫‪ 4-‬تشــجيع أالســاتذة عــى تكـ ي ن‬
‫ت‬ ‫ت‬
‫اس جيد ومتطور وعىل �سـ ي نـ� جودة ي‬
‫التعل� لــدى التالميذ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫صي‬ ‫�‬ ‫وهــذا امم الشــك فيــه يــؤدي إىل‬
‫لــم ب�لـ غـر� مــن إدراج وزارة تال� بيــة الوطنيــة تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــاالت ف� العمليــة التعمليــة‪ ،‬نظ ـرا أل ت‬
‫مهي�ــا‬ ‫ي‬
‫ـو� عــن بعــد‪ .) ...‬وإطــاق مشــاريع إلنتــاج حوامــل معلوماتيــة متخصصــة‬ ‫ـو� جيـ نـ� وتنظـ يـم التكـ ي ن‬‫بمــة تكوينــات ‪:‬تكـ ي ن‬ ‫(� ج‬
‫أ‬ ‫ت‬ ‫ي‬
‫وفــق ســيناريوهات متنوعــة [‪ .]6‬ودمع �فـ ي زـ� الســاتذة عــى اقتنــاء املعــدات والتجهـ ي زـ�ات التكنولوجيــة وأحــداث املركــز‬

‫‪164‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬
‫الوطـ ن يـ� للتجديــد والتجريــب‪ ،‬يضــل إدراج تكنولوجيــات املعلومــات واالتصــاالت ي� العمليــة التعمليــة التعليميــة ضعيفــة‬
‫عــى أرض الواقــع‪.‬‬
‫املراجع‬
‫التوج�ــات الرمسيــة لتدريــس مادة االج�ت عيات‬‫[‪ ]1‬وزارة تال� بيــة الوطنيــة ‪ :‬ي‬
‫ـا�‪ :‬تدريــس الاكرطوغرافيــة لتالميــذ التعلـ يـم الثانــوي " قــرص مــرن‬ ‫بن‬
‫اليــل‪ ،‬بـ يـروت‪ ،‬ص ‪ ]3[589‬ت قــامس النعـ ي ي‬ ‫[‪]2‬ا� خلــدون‪ ،‬املقدمــة‪ ،‬دار ج‬
‫مد� يــة التجديــد والتجريــب التابعــة لــوزارة ال� بيــة الوطنيــة ‪.‬أمعاالملبــاراة الوطنيــة حــول تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال‬ ‫ف" نـ شـر مــن طــرف ي‬
‫ـو�‪ .‬نســخة ( ‪) 2006‬‬ ‫ي� جمــال تال� بيــة والتكـ ي ن‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫البرص�ت ‪ 220 2015‬ص‬ ‫ي‬ ‫ـا� ‪ :‬مســامهة ي� تقيـ يـم الوســائل تال� بــوي املتعددة الوسائــــــط ‪ :‬ج�ريب ب�نــــــام‬ ‫[‪]4‬خالــد أحـ ج ي‬
‫ف‬ ‫ن‬
‫املســتو�ت إالعداديــة و التأهيليــة" قــرص مــرن " ي�‬ ‫ي‬ ‫الزمــ� ‪ :‬ش�وط و تقنيــات إال ج�ــاز‪ -‬درس لفائــدة‬
‫ي‬
‫الــط ن‬ ‫النعــا�‪ :‬خ‬
‫يي‬ ‫[‪]5‬قــامس‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫مد� يــة التجديــد والتجريــب التابعــة لــوزارة ال� بيــة الوطنية‪.‬مضمــون املشــاركة ي� مبــاراة الوطنيــة حــول تكنولوجيــا‬ ‫طــور النـ شـر مــن طــرف ف ي‬
‫ين‬
‫والتكــو�‪) 2008 ( .‬‬ ‫املعلومــات و االتصــال ي� جمــال تال� بيــة‬
‫الغرافيــا ( خ‬ ‫ت‬
‫ـاد� التـ ي خ‬ ‫ف‬
‫املت ـرب‬ ‫ـار� و ج‬ ‫ـا� وآخــرون ‪ :‬ســيناريوهات إدمــاج تكنولوجيــة املعلومــات واالتصــال ي� تدريــس مـ ي‬ ‫[‪ ]6‬قــامس قالنعـ ي ي‬
‫الوطـ ن يـ� لملــوارد الر�يــة )‪) 2010 ( .‬‬
‫[‪]7‬عبد الرزاق احملسـ نـي� ‪ :‬دروس خاصة ب�ادة االج�ت عيات شــبكة أالســاتذة املج ي ن‬
‫دد�‪.‬‬ ‫ي‬

‫‪165‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪166‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫تطوير ديداكتيك الرتبية اإلسالمية باملراكز اجلهوية‬


‫ملهن الرتبية والتكوين‬ ‫‪12‬‬
‫املصطفى الريق‬
‫الهوي‬‫أســتاذ ديداكتيــك تال� بية إالســامية ب�ملركز ج‬
‫ين‬
‫والتكو� البيضاء ســطات‬ ‫ملهــن تال� بيــة‬
‫قليم ب� جلديدة‪.‬‬
‫الفــرع إال ي‬

‫تقديم‪:‬‬
‫ف‬
‫الانــب‬‫وتقد�ــه ي� مناســبة عمليــة دوليــة‪ -:‬أمهيــة ج‬
‫العلم� هل ي‬
‫ي‬ ‫دواع اختيــار املوضــوع وحمفــزات التنــاول‬
‫ي‬ ‫ويتضمــن‬
‫ت‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫ي‬
‫(حديث"�مــل‬ ‫الديداكتيـ يـ� بصفــة عامــة‪،‬ودوره ي� ت�شــيد ال�ــم والســلوك عنــد ارتباطــه ب�ل� بيــة إالســامية بشــل خــاص‬
‫هــذا العــم‪،)...‬‬
‫ث ت‬ ‫آ‬
‫العمل‪..‬‬
‫‪ -‬خطــورة ال�ر امل�تبــة عــن ضعــف التأهيل وغيــاب التمحيص ي‬
‫أ‌‪ -‬التعريف باملشروع‪:‬‬
‫ت‬
‫الهويــة" ث� �ديــد املقصــود ب"ديداكتيــك تال� بيــة‬ ‫وه"املراكــز ج‬ ‫ي‬ ‫وســأكت�ف ي ب�لتعريــف املج مــل حلاضنــة هــذا املـ شـروع‬
‫ف‬
‫ســياق"الصالحات‬
‫إ‬ ‫الــدالل العميقــة لملصطلــح مفــردا ومركبــا‪ - :‬ت� إحــداث املراكــز ي�‬‫ة‬ ‫إالســامية" قصــد الوقــوف عــى‬
‫تال� بويــة"‪،‬‬
‫‪ -‬أســند مرســوم إالحــداث(‪ 622/11/2‬صــادر ف� ‪ 27‬حمــرم ‪1433‬ه‪ 23/‬دجنــرب ‪ )2011‬لملراكــز ج� ة‬
‫ــ� همــام‪ ،‬نم�ــا‪:‬‬
‫ت‬ ‫ي‬ ‫أ‬
‫ين‬
‫املتدربــ�‪ /‬ي ن‬
‫تكــو� أطــر إالدارة ال� بويــة وأطــر هيئــة الــدمع‪...‬‬ ‫ت�هيــل أطــر هيئــة التدريــس‬
‫أ‬
‫ـو�ت االهـ تـامم بديداكتيك املواد( نم�ا تال� بية إالســامية)‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ل‬‫و‬‫ال‬ ‫‪ -‬مــن بأ�ز‬
‫ف‬
‫‪ -‬ديداكتيــك تال� بيــة إالســامية‪ :‬وتعـ ن يـ� الديداكتيــك ي� االشــتقاق اللغــوي‪":‬درس" أو "عــم"‪ ،‬واصطالحــا‪ :‬يقصــد‬
‫بذلك"فــن التدريــس" أو"عــم التدريــس" أو "كيفيــة التدريــس"‪،‬‬
‫الالــص إىل‬ ‫‪ -‬ديداكتيــك تال� بيــة إالســامية تو�ــدي النقــل الديداكتيــ�‪ :‬أي نقــل املعرفــة مــن ئ‬
‫فضا�ــا العلم� خ‬
‫ي‬ ‫ن ي‬
‫املتعملــ�‪،‬‬
‫ي‬ ‫فضــاء املمارســة تال� بويــة لتتناســب مــع خصوصيــات‬

‫‪167‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ب‌‪ -‬أهداف املشروع ومقاصده‪:‬‬


‫ف‬ ‫أ‬
‫الك�ى هلذا املـ شـروع تتمثل ي�‪:‬‬ ‫إن الهــداف ب‬
‫ف‬
‫‪ .1‬التذكـ يـر بوجــوب االســتبصار ب ج�هود عملاء إالســام ي� منـ جـاه وطرق التدريس‪،‬‬
‫ف‬
‫مناه التدريس‪،‬‬ ‫‪ .2‬التأكيــد عــى االســتفادة من احلمكــة الب�ش ية ي� تطـ يـو� ج‬
‫ن ت‬
‫ـو� جو�ويد عدته‪،‬‬ ‫مقار�ت هندســة التكـ ي‬‫لتطو� ب‬ ‫‪ .3‬لفــت االنتبــاه إىل إيــاء العنايــة الالزمة ي‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫‪ .4‬ف بإ�از أمهيــة النقــل الديداكتيـ يـ� خاصــة ي� تال� بيــة إالســامية (االهـ تـامم ب�دوات بنــاء املعرفــة ولذلــك نالحــظ اليــوم‬
‫التفك�‪../‬أكـ ثـر مــن االهـ تـامم ب�لفكــر واملعرفــة)‪،‬‬
‫االهـ تـامم ي� العــامل منصــب عــى‪ :‬منـ جـاه املعرفــة‪ /‬أصــول ي‬
‫‪ .5‬التأكيــد عــى ض�ورة التاكمــل داخــل نامل�ــاج بـ ي نـ� العلــوم ال�ش عيــة داخــل مــادة تال� بيــة إالســامية ن‬
‫وبي�ــا (أي‬ ‫ن ق‬
‫تال� بيــة إالســامية) ي‬
‫وبــ� ب� ي� املــواد‪،‬‬
‫وتقو�ا‪،‬‬
‫وتدب�ا ي‬ ‫كفا�ت التدريــس املطلوبة تخ�طيطــا ي‬ ‫‪ .6‬تطـ يـو� التأهيــل املمهـ ن نـ� ليخــدم ي‬
‫‪ .7‬االهـ تـامم ب�لتقنيــات املطلوبة تواصال وتنشــيطا ف ي� ت أ� يط� الراشـ ي ن‬
‫ـد�‪،‬‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫‪ .8‬االســتفادة امم هــو متــاح اليــوم ي� جمال الثــورة التكنولوجيــة وتوظيف ذلك ي� درس تال� بية إالســامية‪،‬‬
‫ق‬
‫والتطبي�‪،‬‬ ‫ـري‬ ‫ـ‬ ‫النظ‬ ‫بوي‬ ‫‪ .9‬إعطــاء أالولوية للبحــث ت‬
‫ال�‬
‫ي‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫�ت‬ ‫ض‬
‫ـمول واملتوازن بــل منطلقات إالصــاح ج�نبا للوقــوع ي� إالنتقائية‪،‬‬ ‫‪ .10‬إالحلــاح عــى �ورة االه م الشـ ي‬
‫ج‪ -‬أبرز التحديات يف وجه املشروع‪:‬‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫ـد�ت ي�كــن أن تقــف حج ــر عـ ثـرة ي� وجــه هــذا املـ شـروع الطمــوح‪ ،‬وهــذه التحـ ي‬
‫ـد�ت نم�ــا مــا هــو عــام مرتبــط‬ ‫هنــاك �ـ ي‬
‫وم�ــا مــا هــو خــاص مرتبــط ب�ــادة تال� بيــة إالســامية وديداكتيهكــا‪.‬‬ ‫ب�ملنظومــة تال� بويــة كلك‪ ،‬ن‬
‫ـد�ت املرتبطــة ب�ملنظومــة تال� بوية‪:‬‬‫أوال‪ :‬التحـ ي‬
‫ت‬
‫صالح(اج�ار الفشــل)‪،‬‬ ‫‪ -‬غياب إالرادة السياســية إلل‬
‫ف‬
‫الق�)‪،‬‬
‫‪ -‬تضــارب ي� االختيارات الكـرب ى (موضوع ي‬
‫‪ -‬إخضــاع ملــف التعلـ يـم لملزايــدات السياســية احلزبية (غياب تال�امك)‪،‬‬
‫التعلــم (عــدم االســتفادة مــن بعــض اهليئــات‬‫لال�ــراط ي� ورش إصــاح ي‬
‫ف‬ ‫‪ -‬ضعــف التعبئــة املج تمعيــة العامــة ن خ‬
‫حلســا�ت سياســية)‪،‬‬‫ب‬ ‫وبعــض الكفــاءات‬
‫املا�ة ف� الشــأن تال� بــوي والتعليم ن‬ ‫ن‬
‫ببالد�‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪ -‬تدخــل املؤسســات الدوليــة‬
‫ـد�ت املرتبطــة ب� تل� بية إالســامية وديداكتيهكا‪:‬‬ ‫ث�نيــا‪ :‬التحـ ي‬

‫‪168‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫‪ -‬ضعــف التنســيق ي نب� مؤسســات ي ن‬
‫التكو�‪،‬‬
‫تكــو� مــدرس مــادة تال� بيــة إالســامية عــى املســتوى العلم� ت‬ ‫منــاه بو� جام ي ن‬ ‫ف‬
‫وال� بــوي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫كبــر‬
‫‪ -‬وجــود قصــور ي‬
‫والتواصــ� ‪،‬‬
‫ي‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫التعليم ونســف أهدا�ا‪،‬‬ ‫ي‬ ‫‪ -‬هامشــية موقــع املــادة ي� نامل�اج‬
‫مناهها بو� جامها‪،‬‬ ‫‪ -‬عــدم تطـ يـو� ج‬
‫ف‬
‫‪ -‬ضعــف ي� االســتفادة مــن الثــورة التواصليــة والتكنولوجية املعارصة‪،‬‬
‫التكو� املســتمر لملدرس‪،‬‬ ‫‪ -‬ضعــف ف ي� ي ن‬
‫‪ -‬ضعــف البحــث تال� بــوي معومــا واملرتبط ب�ملادة وديداكتيهكا بشــل خاص‪.‬‬
‫توط� املـ شـروع وآفاقه الرحبة‪:‬‬ ‫د‪ -‬ســبل ي ن‬
‫ف‬
‫لم� ‪ ،‬آفــاق مـ شـروع كبـ يـر يتجــاوز جمهــود الفــرد إىل معــل‬
‫في‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ـواره‬‫ـ‬ ‫مش‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫بداي‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫إنــه ملــن املغامــرة أن ي�مس ب�حــث فــرد‬
‫املؤسسـ أـات‪ ،‬لكــن حس ـب ي أن أق ـرت ح بعــض الصــوى عــى أن يتلق�ــا ذوو الغـ يـرة الصادقــة ممــن ج�ــع هلــم الــه عــز وجــل‬
‫القــوة ب�لمانــة‪ ،‬فيحولــوا هــذا الطمــوح إىل واقــع مملــوس‪.‬‬
‫ومــن بأ�ز هذه الصوى‪:‬‬
‫‪ .1‬فتــح حــوار جمتمـ يـ� حــر ومســؤول حــول طبيعــة املـ شـروع املج تمـ يـ� الــذي ينبـ غ يـى أن ي�ــدد لنــا طبيعــة التعلـ يـم‬
‫الــذي ن� يــد ‪،‬‬
‫ف‬
‫‪ .2‬إيــاء العنايــة الالزمــة لواســطة العقد ي� هذا امل�ش وع وهو رجــل ي‬
‫التعل� ‪،‬‬
‫ف‬
‫ا�ـراط لك املؤسســات املج تمعيــة‪ ،‬وبشــل منســجم ومتاكمــل‪ ،‬ي� إصالح منظومــة تال� بية والتعلـ يـم ي‬
‫وتفعل�ا‪،‬‬ ‫‪ .3‬ن خ‬
‫ت‬
‫ين‬
‫والتكو�‪،‬‬ ‫الهوية ملهــن تال� بية‬‫الامعة واملراكــز ج‬ ‫‪ .4‬ج�سـ يـر العالقــة بـ ي نـ� ج‬
‫ف‬ ‫ن أ‬
‫ـو� الطــر تال� بويــة‪ ،‬واالســتفادة نم�ــا ي� تقــامس وتعميــق وتطـ يـو�‬ ‫‪ .5‬إحــداث آليــة معليــة للتنسـ فـيق بـ ي نـ� مؤسســات تكـ ي‬
‫وم�ــا تال� بيــة إالســامية‪،‬‬
‫البحــث تال� بــوي النظــري والعمــ� � لك املــواد ن‬
‫ي ي‬
‫ن أ‬
‫لــو�ت املتناســبة مــع‬‫وتوج�ــه �ــو الو ي‬ ‫العلم� ف تال� بــوي –خاصــة داخــل املراكــز‪ -‬ومأسســته ي‬ ‫البحــث ئ ي‬ ‫تشــجيع‬‫أ‬ ‫‪.6‬‬
‫نتا�ــه ي� الرفــع مــن جــودة املنظومــة‪،‬‬ ‫حاجــات المــة‪ ،‬ث‬
‫واســت�ر ج‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫‪ .7‬فدمع االشــتغال عــى ديداكتيــك تال� بيــة إالســامية تطـ يـو�ا لملنـ جـاه وال ـرب جام جو�ديــدا ي� طــرق ووســائل التدريــس‬
‫ي‬
‫والتقــو�‪،‬‬ ‫والتدبــر‬
‫ي‬ ‫وإبداعــا ي� أشــال التخطيــط‬
‫و�ــرج مــن ن�ــط‬ ‫التأط� يــة للفاعلـ ي نـ�‪ ،‬ي خ‬
‫ـو� املســتمر يثمــر رفعــا حقيقيــا مــن القــدرات ي‬ ‫‪ .8‬بلــورة تصــور جديــد للتكـ ي ن‬
‫الشكل� الــذي ال فائــدة منــه ‪،‬‬ ‫ت‬
‫الر�بــة‬
‫ي‬

‫‪169‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ين‬
‫مفتشــ�‪،‬‬ ‫ين‬
‫مكونــ� ب�ملراكــز‪،‬‬ ‫بــ� ش� اكء العمــل تال� بــوي (أســاتذة ب� ي ن‬
‫حثــ� ب� جلامعــة‪ ،‬أســاتذة‬ ‫‪ .9‬ضبــط العالقــة ي ن‬
‫ت‬ ‫ض‬ ‫ت‬
‫مدرســ�‪ )...،‬مــن خــال دفــرت �مــات وا� مــع �ديــد لوحــة قيــادة ج‬
‫مو�ــة للجميــع‪،‬‬ ‫ين‬
‫ت‬ ‫ف أ‬
‫ين‬
‫القوانــ�‬ ‫ين‬
‫املتدخلــ� مــع إخــراج‬ ‫طــر التداريــب امليدانيــة و�ديــد املســؤوليات جلميــع‬ ‫الــرب ات أ ي� ت� ي‬‫‪ .10‬تبــادل خ‬
‫التنظيميــة محايــة لــل الطــراف‪،‬‬
‫ف‬
‫‪ .11‬توفـ يـر الوســائل التكنولوجيــة املعــارصة واحلفــز عىل االســتفادة نم�ا‪ ،‬خاصة ي� درس تال� بية إالســامية‪،‬‬
‫ورمسل�ــا‪ ،‬مــع اســتحضار التجــارب الب�ش يــة‬ ‫‪ .12‬التعريــف ب�لتجــارب الوطنيــة الســابقة ف ي� جمــال تكـ ي ن‬
‫ـو� املدرسـ ي نـ� ت‬
‫النا�ــة ب�ثــا عــن احلمكــة ال ـت ه ضـ ة‬
‫ـال املؤمــن‪،‬‬ ‫ج‬
‫ي ي‬
‫وتعــز� ت‬
‫خــا� لملهنــة‪ ،‬ي ز‬ ‫أ ق‬
‫للقــم إالســامية دون أن يكــون لنــا حــرج أو مركــب‬ ‫االنــامء ي‬ ‫القيــ� وال ي‬ ‫ي‬ ‫‪ .13‬تفعيــل البعــد‬
‫ف‬
‫نقــص ي� االنفتــاح عــى ماكســب احلضــارة إالنســانية‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪13‬‬
‫جتربة التكوين باملراكز اجلهوية ملهن الرتبية والتكوين‬
‫شعبة األمازيغية منوذجا‬
‫حممد أبيدار‬
‫أ‬
‫والتكو� ن زإ�اكن‪ ،‬ج�ة ســوس ماســة درعة‪ ،‬شــعبة المازيغية‬
‫ين‬ ‫الهوي ملهن تال� بية‬
‫ـال مؤهــل‪ ،‬ب�حــث ومكــون ب�ملركز ج‬
‫أســتاذ التعلـ يـم العـ ي‬
‫و�‪medabidar@gmal.com :‬‬ ‫ن‬ ‫ت‬
‫بال� يــد االلك� ي‬

‫ـو� بــل ج�ــات اململكــة‪ ،‬ن�وذجــا تقدميــا يســى‬ ‫الهويــة ملهــن تال� بيــة والتكـ ي ن‬ ‫تعت ـرب معليــة إنشــاء و إرســاء املراكــز ج‬
‫الديــد املسـ ّـى ب�ملمهـ نـ�ن‬ ‫ج‬ ‫ـتواه‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫إىل‬ ‫ـد�‬‫ي‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫وم‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫�‬‫ب‬ ‫إىل تطـ يـو� املنظومــة تال� بويــة‪ ،‬وجعلهــا تتحـ ّـول مــن مســتوى التكـ ي ن‬
‫ـو�‬
‫أ‬ ‫الديــد‪ ،‬إحــداث بعــض الشــعب ّ‬ ‫ف‬ ‫أو ت أ�هيــل أالســاتذة ّ‬
‫املتخصصــة كشــعبة المازيغيــة‬ ‫املتدر بـ ي نـ�‪� .‬ــن م ـز يا� هــذا إالرســاء ج‬
‫بتــدا� مثــا‪ ،‬والــت ي أضافــت‪ -‬ب�وجــب ذلــك‪ -‬قيمــة جديــدة لبعــض املراكــز بشــل خــاص‬ ‫بســلك التعلــم أالول واال ئ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ـو� املهــ�ن‬ ‫ولملنظومــة تال� بويــة بشــل عــام‪ ،‬فكيــف ت ّ� التفكـ يـر ب�لوحــدة املركزيــة التابعــة لــوزارة تال� بيــة الوطنيــة والتكـ ي ن‬
‫ن ّي‬ ‫ب�ش اكــة مــع املهعــد امللــ� للثقافــة أالمازيغيــة ف� وضــع تصـ ّـور جديــد ّ‬
‫املهتمــة‬ ‫ـو�‬ ‫ي‬ ‫يوحــد قاعــدة االشــتغال بـ ي نـ� مراكــز التكـ‬ ‫ي‬
‫ف‬
‫مازيغيــة ببلــد� وكــذا املرجعيــات املعتمــدة ي� هــذا‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫ال‬ ‫تدريــس‬ ‫ــا‬ ‫ن‬
‫م�‬ ‫ّ‬
‫مــر‬ ‫وثقاف�ــا‪ ،‬و ي مــا ه املراحــل الــت‬ ‫ب�ــذه اللغــة ت‬
‫أ‬ ‫ن ي‬ ‫ي‬ ‫ثّ‬
‫أاكد�؟‬ ‫ـو� داخــل هــذه الشــعبة ‪ ،‬بو�لخــص ب�ركــز ي‬ ‫الســياق‪ � ،‬مــا يه خصوصيــات التكـ ي‬
‫ّ ف أ‬
‫أاكد�‪،‬‬‫ي‬ ‫ـة‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫التالي‬ ‫ـز‬
‫ـ‬ ‫اك‬‫ر‬ ‫امل‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫‪2012/2013‬‬ ‫اس‬‫ي‬ ‫ر‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـومس‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـذ‬ ‫ـ‬ ‫من‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مازيغي‬ ‫ال‬ ‫بدايــة ظ�ــرت فكــرة التخصــص ي�‬
‫خصوصيــات التأهيــل‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫احلدي‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫فقب‬ ‫ـور‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫الناظ‬ ‫ـز‬ ‫ـ‬ ‫مرك‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫إضاف‬ ‫�‬‫مراكــش‪ ،‬ومكنــاس‪ .‬فو� املــومس الــدراس ‪ 2013/2014‬ت ّ‬
‫ض‬ ‫أ‬ ‫ن ف‬ ‫ّ‬ ‫ئي‬ ‫ف ي‬ ‫أ‬
‫ـو� ي� اللغــة المازيغيــة �ــن‬ ‫ـ‬ ‫التك‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫قطهع‬ ‫ت‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫اح‬ ‫ر‬ ‫امل‬ ‫ـض‬ ‫ـ‬ ‫بع‬ ‫إىل‬ ‫ـارة‬ ‫ـ‬‫ش‬ ‫ال‬ ‫أود‬ ‫‪،‬‬ ‫ـدا�‬
‫ـ‬ ‫بت‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ـلك‬
‫ـ‬ ‫الس‬ ‫�‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫مازيغي‬
‫تز‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي أ‬ ‫ت‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بشــعبة ّ آ‬
‫ال‬
‫التخصــص‪ .‬فالشــواط ممتــدة‪ ،‬ولكــن ي�كــن اخ�اهلــا فـ يـام‬ ‫الوصــول إىل ج�ربــة أ‬ ‫مــا يســى الن بشــعبة‪" :‬التعلـ يـم املــزدوج" قبــل‬
‫ّ‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫هــو أمه‪ ،‬إذ اكنــت االنطالقــة جاهــزة منــذ بدايــة �ديــد املرجعيــات الساســية ال ـ ي تتفــرع إىل‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أ‬ ‫التار�يــة الـت ت‬ ‫ويتعلــق أالمر فيــه ب�لتحـ ّـوالت ي خ‬ ‫ّ‬
‫مازيغية ب�ملغــرب منذ الســتينات‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫القضي‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫عرف�‬ ‫ي‬ ‫م��ا هو سياس��ي‪،‬‬
‫ث‬ ‫ت‬ ‫ض‬ ‫ف‬ ‫ش‬
‫ـا� إىل اللحظــة الراهنــة‪� ،‬ــن احملطــات الرئيســة الـ ي أ�رت‬ ‫مــن خــال مــا نــر مـفـن أمعــال سياســية وثقافيــة ي� القـ أـرن املـ ي‬
‫انتبــاه ج�يــع املغاربــة ي� جمــال العنايــة ب�للغــة والثقافــة المازيغيــة‪:‬‬
‫الثا� ســنة ‪1994‬م‪.‬‬ ‫ن‬ ‫خ‬
‫امللك لملرحوم احلســن ي‬ ‫‪ -‬الطاب ي‬
‫‪171‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ـال امللــك حممد الســادس ب�ناســبة عيد العرش لســنة ‪2001‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬خطــاب جـ ة‬
‫أ‬
‫أكتو� ‪2001‬م‪.‬‬ ‫ـد� احملــدث لملهعــد امللـ يـ� للثقافــة المازيغية ‪ 17‬ب‬ ‫‪ -‬خطــاب أجـ ي‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫‪ -‬إدراج المازيغيــة ي� املنظومــة تال� بويــة منــذ ‪2003‬م‪.‬‬
‫أ‬
‫‪ -‬دسـرت ة اللغة المازيغية ســنة ‪2011‬م‪.‬‬
‫ما هو تنظيمي‪ ،‬يو� ّم‪:‬‬
‫أ‬ ‫املوقعــة بـ ي نـ� وزارة تال� بيــة الوطنيــة والتكـ ي ن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ـو� املهـ ن يـ� واملهعــد امللـ يـ� للثقافــة المازيغيــة‬ ‫‪ -‬تفعيــل اتفاقيــة ال�ش اكــة‬
‫منــذ ســنة ‪2003‬م‪.‬‬
‫أ‬
‫ـد� ي�ت إالقليميــة لتدبـ يـر‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫إقليمي‬ ‫ـا�‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫وخ‬ ‫ـات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫اكد�‬
‫ي‬ ‫ال‬ ‫ـا� ج� أويــة عــى مســتوى‬ ‫‪ -‬إحــداث خـ ي‬
‫ف‬
‫وتتبــع ملــف إدمــاج اللغــة المازيغيــة ي� املســارات الدراســية‪.‬‬
‫ئ‬ ‫ن أ‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫وتــرة‬
‫ي‬ ‫وترسيــع‬ ‫‪،‬‬ ‫بتــدا�‬
‫ي ة أ ي‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫التعلــم‬ ‫أســاتذة‬ ‫اكــز‬ ‫ر‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ســاس‬
‫ي‬ ‫ال‬ ‫التكــو�‬
‫ي‬ ‫�‬
‫أ ي‬ ‫مازيغيــة‬ ‫ال‬ ‫دمــاج اللغــة‬ ‫ف‬ ‫‪ -‬التعجيــل ب إ�‬
‫ـاس ب�ــا‪ ،‬مــع إصــدار املذك ـرات الوزاريــة احلامــ� للرقــام التاليــة‪/13( :‬‬ ‫ماد ت�ــا ي� منـ جـاه التكـ ي ن‬ ‫تعميمهــا‪ ،‬وإدراج ّ‬
‫ـو� السـ ي‬
‫‪. )...133 /130 /116 /108 /90 /82‬‬
‫ث‬ ‫ف‬ ‫ين‬ ‫‪ -‬ين‬
‫حــ�‬
‫بتأطــر مــن ب� ي‬‫الناطقــ� مــن أفــواج‪ 2004/2005/2006/2007/2008 :‬ي� اللغــة و الديداكتيــك ي‬ ‫أ‬ ‫تكــو�‬
‫امللــ� للثقافــة المازيغيــة‪.‬‬ ‫املهعــد ي‬
‫أ‬ ‫‪ّ -‬تتبــع إالطــار التنظيــ�‪ ،‬واحــرت ام ن‬
‫مكــو�ت نامل�ــاج وأنشــطة الــدرس اللغــوي للمازيغيــة واحلصــص الزمنيــة‬ ‫ي‬ ‫خ‬
‫امل ّصصــة هلــا‪.‬‬
‫أ‬
‫ـو� ولك املصــاحل التابعــة هلــا ع ـرب الفاكــس‬ ‫الهويــة تلل� بيــة والتكـ ي ن‬ ‫اكد�يــات أ ج‬ ‫‪ -‬مراسـ ةـ� وزارة تال� بيــة الوطنيــة لل ي‬
‫ـار� ‪ /09‬يونيــو‪.2012/‬‬ ‫ـدا�‪ ،‬وذلــك بتـ ي خ‬ ‫ئ‬
‫حــول موضــوع‪ :‬ترسي فــع وتـ يـرة تعمـ يـم تدريــس اللغــة المازيغيــة بســلك التعلـ يـم االبتـ ت ي‬
‫اس ‪� 2012/2013‬قيــق املداخــل التاليــة‪:‬‬ ‫و قــد اكنــت الرغبــة ي� انطــاق هــذه العمليــة خــال املــومس الــدر ي‬
‫ف أ‬ ‫ن أ‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫التكو� الســاس أو املســتمر ي� المازيغية‪،‬‬ ‫ي‬ ‫من‬ ‫ـتفيدات‬ ‫ـ‬ ‫واملس‬ ‫ـتفيد�‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫لملس‬ ‫مازيغية‬ ‫ال‬ ‫أ‪ -‬إســناد تدريس‬
‫ف‬ ‫ف أ‬ ‫أ‬
‫ب – العمــل بصيغــة الســتاذ (ة) املتخصــص(ة) ي� المازيغيــة ي� املؤسســات التعليميــة الــت ي تــدرس ب�ــا‬ ‫أ‬
‫الماز يغيــة؛‬
‫لملؤسســات التعليمية؛‬ ‫ت – جعــل أالســتاذ (ة) املتخصــص (ة) ف� أالمازيغيــة معــى قـ ّـارا ف� البنيــة تال� بويــة ّ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫مــا تســمح‬ ‫ـود� وفــق‬
‫تتضمــن معــى التخصــص‪ ،‬وتســمح ب�لتوســع أفقيــا ومعـ ي‬ ‫ث – و ضــع خريطــة مدرســية ّ‬
‫بــه البنيــة تال� بويــة لملؤسســة التعليميــة أو جمموعــة مــن املؤسســات؛‬
‫ف ّ‬ ‫ض‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫ج – توســيع ئ‬
‫املســتو�ت الدراســية‪،‬‬
‫أ ي‬ ‫لك‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫تدريهســا‬ ‫ارية‬ ‫ر‬ ‫اســتم‬ ‫ن‬ ‫و�‬ ‫مازيغيــة‬ ‫ال‬ ‫دروس‬ ‫أ‬ ‫املســتفيد� مــن‬‫أ‬ ‫دا�ة‬
‫ف‬ ‫ن تخ‬
‫ـبوع وال�ش ــري)‬ ‫ن‬
‫ـال التفـ ّـرغ التــام للســتاذات والســاتذة املعنيـ يـ�‪ ،‬و�صيــص غال�ــم الزمـ يـ� اكمــا (السـ ي‬ ‫وذلــك مــن خـ أ‬
‫لتدريــس اللغــة المازيغيــة‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ما هو معريف‪ّ ،‬‬


‫ويتأســس عىل‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ة‬
‫متاكمــ� لتدريــس اللغــات ( لغــة‬ ‫ــار�‪ ،‬ووضــع اســرت اتيجية‬ ‫ي‬ ‫ال ج‬ ‫جمموعــة مــن املبــادئ اكالنفتــاح عــى احمليــط خ‬
‫االجــام يع‪ ،‬ت� بيــة االعــتز از ب�لنفــس‬ ‫التــداول والتعامــات‪ ،‬لغــة إالبــداع‪ /‬لغــة أالم غالبــا )‪ ،‬الشــعور ب�ملواطنــة‪ ،‬التــامح ت‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫بو� ن‬
‫والثقــا�‪.‬‬
‫ي‬ ‫اللغــوي‬ ‫مــن‬ ‫وال‬ ‫كــو�ت الوطــن‪،‬‬
‫ف‬ ‫ين‬ ‫أ‬ ‫ن ف‬ ‫ت‬
‫القد�ــة ي� إطــار مــا ينعــت‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫التكــو�‬ ‫اكــز‬ ‫ر‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫مازيغيــة‬ ‫ال‬ ‫اللغــة‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫التكــو�‬
‫ي‬ ‫ســار‬ ‫�‬‫ب‬ ‫املرتبطــة‬ ‫احــل‬ ‫ر‬ ‫امل‬ ‫ديــد‬ ‫�‬ ‫فبعــد‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫حاليــا بشــعبة‪" :‬التعلـ يـم املــزدوج"‪ ،‬ن ـرب ز خصائــص وممـ ّي زـ�ات التكـ ي ن‬
‫الديــدة‬ ‫ـو� املتخصــص ي� شــعبة المازيغيــة ي� الصيغــة ج‬
‫ـو� و املبـ ن ّ يـ� عــى عـ ّـدة ‪ ،‬يســتوجب العمــل‬ ‫الهويــة ملهــن تال� بيــة والتكـ ي ن‬
‫ّ‬ ‫ـو� ال ـت ي أصبحــت تسـ ّـى ب�ملراكــز ج‬ ‫ملراكــز التكـ ي ن‬
‫ف‬ ‫الوانــب املعرفيــة و البيداغوجيــة املتعلقــة ب�جــال ق‬
‫تطبي�ــا‪ ،‬خاصــة وأننــا نعيــش ي� هــذا الســياق ف ـرت ة‬ ‫ب�ــا مراعــاة ج�يــع ج‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫خ‬
‫لرهـ نـا�ت‬ ‫وتطـ يـو� م�جيــة العمــل مــن أجــل ف�قيــق أىمس أ‬
‫ن‬ ‫ـاب بغيــة ج�ديــد‬ ‫أ‬ ‫املــاض والتجريــب الـت ي ي�ســب هلــا ألــف حسـ‬
‫ف‬ ‫ّ ف‬ ‫التحـ ّـدي ال ـت تنتظـ نـر�‪ .‬فالتكـ ي ن‬
‫املتخصــص ي� المازيغيــة‪ ،‬شــأنه ي� ذلــك شــأن بقيــة التكوينــات ي� الشــعب الخــرى‬ ‫ـو�‬
‫والانــب التطبيـ ق يـى مــع‬ ‫الانــب النظــري ج‬ ‫ـي� مهــا‪ :‬ج‬ ‫ـو�‪ ،‬يعتمــد عــى جانبـ ي نـ� أساسـ ي ن‬ ‫ال يهويــة ملهــن تال� بيــة والتكـ ي ن‬ ‫ب�ملراكــز‬
‫ن‬ ‫ج أ ف‬
‫أســتاذ علــوم‬ ‫بــ� ّ‬ ‫والتدبــر ّينجــزان بتنســيق حمــم ي‬ ‫ي‬ ‫خــر ي� حصصــه عــى مســتوى النســبة‪ .‬فالتخطيــط‬ ‫تغليــب هــذا ال ي‬
‫ن‬ ‫ت ف‬ ‫ف‬
‫الوانــب البيداغوجيــة املتعلقــة ب إ��ــاء‬ ‫اىع ي� هــذا املج ــال لك ج‬ ‫تال� بيــة وأســتاذ الديداكتيــك ي� مــادة التخصــص‪ ،‬و�‬
‫ف‬ ‫كفـ يـا�ت التخطيــط‪ ،‬التدبـ يـر‪ ،‬والتقـ ي‬
‫ـو� وكــذا إتقــان العمــل ي� ّالفصــل عــن طريــق توظيــف أنــواع املعينــات الديداكتيكيــة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ث‬ ‫ّ‬ ‫ف‬
‫واالشــتغال ب�لبطاقــات التقنيــة مــع اعـ تـامد توظيــف التعلـ يـم املصغــر � أشــاهل ّ‬
‫املتنوعــة واملتعــددة‪ � ،‬العمــل ب�لورشــات‪.‬‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ت‬
‫والتكــو� تقــوم عــى مبــدأ االختيــار وحســب‬ ‫ين‬ ‫الهويــة ملهــن تال� بيــة‬ ‫ج‬ ‫جو�ــدر إالشــارة إىل أن معليــة ولــوج املراكــز‬
‫ف‬ ‫ال�ش ــادة ف� ّ‬
‫الهــات ال ـت ي مسحــت بدفــع‬ ‫ـدوث بعــض االســتثناءات امك حصــل أحيـ نـا� ي� بعــض ج‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ـواز‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـص‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫التخص‬
‫ـا�‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫الكت‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـاز‬‫ـ‬ ‫الجتي‬ ‫ـدا‬ ‫ـ‬ ‫هي‬ ‫�‬‫الجــازة ف ي� بعــض التخصصــات غــر أالمازيغيــة خــال مرحـ ةـ� االنتقــاء ت‬
‫بي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫إ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫ـو� إذن ي� هــذه الشــعبة ي� إطــار تنفيــذ و أج ـ أرأة عـ ّـدة ب� أواصفــات همنيــة تخ� أضــع لشــبكة منظمــة وموزعــة‬ ‫يـ ت ّـم التكـ ي ن‬
‫الرز�مــة‬ ‫عـرب أربعــة وثالثـ ي نـ� أســبوعا (‪ ،)34‬ســبعة عـ شـر (‪ )17‬نم�ــا ف� الســدوس الول وأخــرى ف� الســدوس الثـ نـا�‪ّ ،‬أمــا ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫بتدب�هــا فتتكـ ّـون مــن‪:‬‬ ‫ال ّاصــة ي‬ ‫خ‬
‫‪ ‬التخطيــط ‪ Planification /(34 /‬س)‪،‬‬
‫‪ ‬التدبـ يـر ‪ Gestion (34 / /‬س) وفيــه ثالثــة أصناف‪:‬‬
‫أ‬
‫‪ ‬الول‪ :‬مرتبــط بتدبـ يـر الــدرس العادي (‪ 34‬س)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ن‬
‫ـا�‪ :‬متعلــق بتدبـ يـر القمس املشـرت ك (‪ 34‬س)‪.‬‬
‫‪ ‬الثـ ي‬
‫أ‬
‫ول و ذوي احلاجات (‪ 34‬س)‪.‬‬ ‫ـ� التعلـ يـم ي‬
‫ال‬ ‫‪ ‬الثالــث‪ :‬مرتبــط بتدبـ يـر قسـ ي‬
‫ن ف‬ ‫ّ‬
‫ـال التخطيــط والتدبـ يـر فـ يـام ي خ�ــص ج�يــع مصوغــات‬
‫ـ‬
‫ي ي‬ ‫م‬
‫ج‬ ‫�‬ ‫ـز‬
‫ـ‬ ‫أ�‬
‫ج‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫لك‬ ‫ـو� ‪Evaluation (34 / /‬س) ويشــمل‬ ‫‪ ‬التقـ ي‬
‫التأهيــل‪،‬‬

‫‪173‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫البحــث واملـ شـروع ‪،La recherche et le projet / /‬‬


‫نم�جيــة البحــث تال� بــوي ‪ Pédagogie de recherche éducative (34 / /‬س)‪،‬‬
‫ف‬
‫‪ ‬تكنولوجيــا املعلوميــات واالتصــال ي� التعلـ يـم (‪ 34‬س)‪،‬‬
‫‪ ‬الت�ش يــع وأخالقيــات املهنة واحلياة املدرســية (‪ 34‬س)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ن أ‬
‫فيتكون ّمما ييل‪:‬‬‫مؤخـرا ّ‬ ‫ـو� الســاس امك اشــتغلنا بــه وامك ت ّ� تاق�احــه للوزارة‬ ‫أمــا دمع التكـ ي‬
‫ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫تّ ن‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫ويــم جإ�ــازه خــال الســدوس الول مــن الســنة‬ ‫‪ ‬الول‪ :‬مرتبــط ب�لــدمع ي� جمــال اللغــة المازيغيــة (‪ 34‬س)‪،‬‬
‫التكوينيــة‪.‬‬
‫ر� وعــادات وتقاليــد‪ 34( ...‬س)‪ ،‬وينجــز‬ ‫متعلــق �بحلضــارة أالمازيغيــة معومــا ب�ــا يف�ــا مــن ثقافــة وأدب تو� ي خ‬ ‫ّ‬
‫‪:‬‬ ‫ـا�‬ ‫الثـ ن‬
‫أ‬ ‫ي‬ ‫‪ ‬أ‬
‫خــال الســدوس الول مــن الســنة التكوينيــة‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫‪ ‬الثالــث‪ :‬مرتبــط ب إ� ت�ــام الــدمع مـ ّـرة أأخــرى ي� جمــال اللغــة ال ّمازيغيــة (‪ 34‬س)‪ ،‬و ينجــز أيضــا خــال الســدوس‬
‫ال ّيــد عــى ج�يــع مكـ ّـو ن�ت هــذه اللغــة ال ـت‬ ‫ج‬ ‫ـاع‬ ‫ـ‬ ‫االط‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫الثـ نـا� مــن الســنة التكوينيــة بغيــة ت�كـ ي نـ� الســتاذ املتـ ّ‬
‫ـدر‬
‫ي‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫هت ي‬
‫ـوع ب ج�علهــا وســيلة حلمــل احلضــارة والثقافــة المازيغيتـ ي نـ� إىل املتعلـ ي نـ� وغـ يـرمه ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـل‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫التواص‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫�‬‫ب‬ ‫دف‬ ‫يس ـ‬
‫ـا� مــن الســنة التكوينيــة‬ ‫وال� ج�ــة والتواصــل (‪ 34‬س)‪ ،‬ويـ ت ّـم ن جإ�ــازه خــال أالســدوس الثـ ن‬ ‫متعلــق ب�ملعجــم ت‬ ‫ّ‬
‫‪ ‬الرابــع‪:‬‬
‫ي‬ ‫أ‬
‫ـدر� مــن‬ ‫رغبــة ف ي� تــدارك النقــص الــذي قــد ي�صــل لــدى بعــض الســاتذة املتدر بـ يـ� ي� هــذه املج ــاالت؛ خاصــة غـ يـر املنحـ ي ن‬
‫ف‬ ‫ن‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫شــعبة الدراســات المازيغيــة‪.‬‬
‫ّ أ‬ ‫ن‬ ‫ّ ف‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫ت‬
‫لعمــل داخــل‬ ‫ّ‬ ‫�‬‫ب‬ ‫مــر‬ ‫ال‬ ‫ــق‬ ‫تعل‬ ‫ســواء‬ ‫ســاعة‬ ‫ثالثــ�‬
‫ي‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫حمــد‬ ‫لالشــتغال‬ ‫ســبوع‬
‫ي‬ ‫ال‬ ‫الزمــن‬ ‫أن‬ ‫إىل‬ ‫شــارة‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫ــدر‬ ‫و�‬
‫ج‬
‫ف‬
‫خارجــه ي� إطــار مــا يسـ ّـى ب�لوضعيــات املهنيــة ‪ ،‬امك يالحــظ أثنــاء التداريــب امليدانيــة الـت ي تشــل بدورهــا‬ ‫املركـ فـز‪ 40%‬أو ن ّ‬
‫رت‬ ‫ف‬ ‫ّ‬
‫العمــل إمــا أن يكــون ي� إطــار القــم العــادي‪ ،‬أو القــم املشــ ك‪ ،‬أو أقــم ذوي االحتياجــات‬ ‫التكــو� أن أ‬ ‫ي‬ ‫‪ 60%‬ي�‬
‫ف‬ ‫ّ‬ ‫تخ‬ ‫خ‬
‫ـاعات إللعــداد ي� البدايــة‪ ،‬وأربــع ســاعات لنشــطة احليــاة املدرســية‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ول‪ .‬و�صــص أربــع سـ‬ ‫ي‬ ‫الاصــة‪ ،‬أو قــم التعلـ يـم ال‬
‫وأربــع ســاعات لتحليــل املمارســات الفصليــة خــال أالســبوع‪ ،‬أوأربعــة عـ شـر سـ أـاعة لملمارســة الفصليــة‪ ،‬وأربــع ســاعات‬
‫ـخيص‬ ‫للتقــامس والتعديــل ودمع البعــد التبــري‪ ،‬امك ي خ� ّصــص الســبوع الول الســتقبال الســاتذة ّ‬
‫املتدر بـ ي نـ� والتقـ ي‬
‫ـو� التشـ ي‬ ‫فيخصــص للشـ ّ‬ ‫ـو�‪ّ ،‬أمــا أالســبوع الثالــث مــن �ش ــر يونيــو ّ‬ ‫وبدايــة التكـ ي ن‬
‫ـا� مــن امتحــان التخـ ّـرج ومناقشــة البحــوث‬ ‫تخب‬‫ي‬ ‫ـ‬ ‫الكت‬ ‫ـق‬
‫ن ف‬ ‫ّ‬ ‫واختبــار التصديــق االســتدراك للـ ي ن‬
‫ـص سـ أـاعتان مــن الغــاف الزمـ يـ� ي�‬ ‫وأخـ يـرا �صـ ّ‬ ‫ـذ� مل يســتوفوا بعــض املج ــزوءات‪،‬‬ ‫ي‬
‫ف‬
‫ـخيص‪ ،‬وســاعتان ي� ن� تاي�ــا للتصديــق‪ ،‬امك يـ ت ّـم تدبـ يـر احملطــة الوىل مــن التداريــب امليدانيــة‬ ‫ـو� التشـ‬ ‫بدايــة املج ــزوءة للتقـ ي‬
‫ّ‬ ‫ّ ي ف‬
‫حســب إالمــان وخصوصيــة لك مركــز ي� عالقاتــه ب�ؤسســات التدريــب‪.‬‬
‫لرز�مــة خ‬ ‫املتعلقــة ب� ن‬‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتفعيــا ملــا ورد ف ي� دليــل التكـ ي ن‬
‫ال أاصــة بتدبـ يـر‬ ‫الشــبكة‬ ‫ـذ‬ ‫ـ‬ ‫وتنفي‬ ‫أة‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫أج‬ ‫ـإن‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫اس‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫ـومس‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـو�‬
‫(�صــص المازيغيــة)‬ ‫ـدا�‪ -‬تخ‬ ‫ـو�‪ -‬مســلك التعلــم أالول واالبتـ ئ‬ ‫الهويــة ملهــن تال� بيــة والتكـ ي ن‬ ‫ج‬ ‫ـز‬‫ـ‬ ‫اك‬ ‫ر‬ ‫مل‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ـ�‬ ‫عـ ّـدة التأهيــل املهـ ن‬
‫ي‬ ‫ّ ي‬ ‫ي‬
‫جيــد و حمــم ومنظــم امك يـ يـ�‪:‬‬ ‫ـتيفا�ا بشــل ّ‬ ‫و�وري يالســتامكل ش�وط التأهيــل واسـ ئ‬ ‫أمــر همـ ّـم ض‬

‫‪174‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫خصصــت لذلــك‬ ‫الــاص بشــعبة أالمازيغيــة ســلك التعلــم أالول واال ئ‬


‫بتــدا� فلقــد ّ‬ ‫التقــو� خ‬
‫ي‬ ‫بنظــام‬ ‫ــق‬
‫ّ‬
‫يتعل‬ ‫فــام‬ ‫ــا‬ ‫ّ‬
‫أم‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ّ‬ ‫ي‬
‫التقو�ــات‪ ،‬مــع حمـ ة‬
‫ـاول أجر تأ�ــا ي� الواقــع العمـ يـ� ســواء داخــل املركــز أو خارجــه‬ ‫ي‬ ‫مصوغــة ت ّ� مــن خالهلــا االطــاع عـ ّـى أنــواع‬
‫ف‬ ‫ف� إطــار الوضعيــات املهنيــة‪ ،‬امك أن الــوزارة تاق�حــت عــى املراكــز دراســة هــذه املصوغــة وبعــث بعــض ت‬
‫االق�احــات ي�‬ ‫ي‬
‫ّ ف‬ ‫ن‬
‫شــأ�ا‪ ،‬فــان حظنــا ي� ذلــك مــا يـ يـ�‪:‬‬

‫‪175‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫افق�ــم‬ ‫املتدر بـ ي نـ� حلصهصــم التدريبيــة ب�مليــدان‪ ،‬ق�نــا ب�ر ت‬ ‫ولتفعيــل دليــل املصاحبــة إىل املــدارس التطبيقيــة أثنــاء ن جإ�ــاز ّ‬
‫وتتبــع أمعاهلــم بشــل مواظــب‪ ،‬وذلــك مــن أجــل إرســاء املــوارد املعرفيــة و البيداغوجيــة ال ـت ت ّ� ن‬
‫تلقي�ــا هلــم ب�ملركــز ح ـىتّ‬ ‫ّ‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫ق ف‬ ‫ي ج�معــوا بذلــك ف ي� أمعاهلــم بـ ي ن‬
‫يكونــوا معفيـ ي نـ� ‪ -‬كطــرف همـ ّـم ي�‬ ‫مل‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫نفس‬ ‫ـياق‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫و�‬‫ي‬ ‫‪.‬‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫تطبي‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫وم‬ ‫ـري‬‫ـ‬ ‫نظ‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـ�‬
‫ـذ� ينجــزون مثــا‬ ‫(املؤطــرون ‪ /‬الباحثـ يـون ب�ملهعــد امللــ� للثقافــة أالمازيغيــة الـ ي ن‬ ‫ّ‬
‫هــذه العمليــة إىل جانــب أط ـراف أخــرى‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ّ ف‬ ‫بعــض بأ� ث‬
‫ـول ظواهــر ت� بويــة معينــة ي� امليــدان‪ /‬املراقبــون ال� بويــون‪ /‬املطبقــون ‪ - )...‬مــن جإ�ــاز أمعــال فو تقـ ي‬
‫ـار�‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫ا�‬
‫ـبوع� أو ثالثــة أســابيع‪ ...‬فرغبــة ي� تطـ يـو�‬ ‫ـل وضعيــة عــى حــدة والـت قــد تشــمل أســبوعا واحــدا أو أسـ ي ن‬ ‫ميدانيــة مرتبطــة بـ‬
‫ت‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ّ‬
‫أســاليب التعلـ يـم والتعــم ّ� التنبيــه إىل ض� ّورة االهـ تـامم ب�مــا انطالقــا ّممــا ي�ــدده إالطــار املرجـ يـ� (امليثــاق الوطـ ن يـ� لل� بيــة‬
‫ـو�)‪ ،‬مــع مراعــاة خصوصيــات املتعــم مــن ن�حيــة ســيكولوجية ن�ــوه‪ ،‬وكــذا خصوصيــات مدرسـ ّـته‪ ،‬ث� املبــادئ‬ ‫والتكـ ي ن‬
‫اللــوس‪ ،‬امللصقــات‪ ،‬تدبـ يـر إيقــاع التعــم‪ ،‬كيفيــة اسـ ثـت�ر‬ ‫البيداغوجيــة هلــذا النــوع مــن التعلـ يـم أو ذاك‪ ،‬كتدبـ يـر الفضــاء‪ ،‬ج‬
‫ش‬
‫والبــداع‪ ،‬توظيــف بيداغوجيــا املــروع‪ ،‬تنميــة التواصــل اللغــوي‪،‬‬ ‫اليــال إ‬ ‫اللعــب‪ ،‬اســتعمال الوســائل التعليميــة‪ ،‬تنميــة خ‬
‫ـو� والــدمع‪،‬‬ ‫لم�‪ ،‬امتــاك اس ـرت اتيجيات التقـ ي‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ـح‬ ‫ـ‬ ‫التفت‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫البدني‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫بي‬ ‫أمهي�ــا‪ ،‬بنــاء أالنشــطة‪ ،‬ت‬
‫ال�‬ ‫وإ�از ت‬ ‫ـيد‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫�‬‫توظيــف أال ن‬
‫ي‬ ‫ب‬

‫‪176‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ت‬
‫وال� بيــة عــى املواطنــة‪...‬‬
‫ـدرب التخطيــط لعمــه‬ ‫ـد� هــو أن يتقــن أالســتاذ املتـ ّ‬ ‫القا�ـ ي نـ� عــى الشــأن التعليــ� ببلـ ن‬ ‫ـإن هــدف ئ‬ ‫ّ‬
‫و امك هــو معلــوم ّ فـ‬
‫ت‬ ‫ي‬ ‫ث ّ‬ ‫ّ‬
‫ـوم‪ .‬و لتوضيــح ج�ربــة االحتــاك ب�يــدان‬ ‫ي‬ ‫تال� بــوي ويعـ جـال تعـ ثـرات املتعلـ ي نـ�‪ ،‬مــع اســت�ر دقــة املالحظــة أثنــاء معــه اليـ‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫ـال‪،‬‬ ‫ـ� صــورة حقيقيــة لملنظومــة ال� بويــة ي� واقهعــا احلـ ي‬ ‫فالتدريــب‪ ،‬ي�سفــن احلديــث عــن هــذا النــوع مــن العمــل الــذي يعـ ي‬
‫�ــا الــذي يقــع ي� هــذا املج ــال؟‬
‫ّ‬
‫وفئا�ــم العمريــة‪,‬‬ ‫املتعلـ ي نـ� ت‬ ‫عل�ــا حســب أصنــاف‬ ‫ي‬ ‫قبــل بدايــة ّأيــة وضعيــة همنيــة ال بـ ّـد مــن وضــع أجنــدة يـ ت ّـم السـ يـر‬
‫املتعل ي ن‬ ‫ّ‬ ‫يــم ن‬ ‫بــد مــن التمهيــد هل ب�ــا يناســب‪ .‬فقــد ت ّ‬ ‫تعــم ‪ -‬كيفمــا اكن نوعــه ‪ -‬ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫تدبــر ّ‬ ‫ّ‬
‫ــ�‬ ‫تقســم‬
‫أحيــا� ي‬ ‫ي‬ ‫نشــاط‬ ‫أي‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫امك‬
‫ت‬ ‫أ‬ ‫ّ‬
‫إىل جمموعــات يس ـهت ل مهعــا الــدرس ب� ن�شــيد عربيــة‪ ،‬فرنســية‪ ،‬و أمازيغيــة كوســيلة مــن وســائل ثإ� تر�ــم و�فـ ي زـ�مه ملتابعــة‬
‫أ‬ ‫ّ‬ ‫أالنشــطة امل ـراد ن‬
‫عل�ــم كذلــك الوراق ال ـت ي ت�مس يف�ــا حــروف أمازيغيــة (تيفينــاغ) فيكــون ذلــك‬ ‫تلقي�ــا هلــم‪ ...‬وقــد تــوزع ي‬
‫التلــو�‪ ...‬حيــث اكن اهلــدف هــو تعويــدمه عــى‬ ‫ب�ثابــة التعليمــة الــت ي�اد نم�ــا إعــادة كتابــة احلــرف ب إ�تبــاع النقــط ث ّ� ي ن‬
‫ي‬
‫واملطبقـ ي نـ�‬ ‫املتدر بـ ي نـ� ّ‬ ‫اســتعمال أالصابــع ( ن�ــوذج تال� بيــة احلــس حركيــة )‪ .‬ومــن املالحظــات املثــارة أثنــاء النقــاش مــع ّ‬
‫أ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫ّ‬
‫مثــا أنــه يصعــب التعامــل مــع فئــة الصغــار حيـ نـام ن�غــب ي� ت� تيئ�ــم لملرحـ ةـ� العمريــة املقبـ ةـ�‪ ،‬امك أن اللغــة ال ّم تعـ ّـد‬
‫وأن مرحـ ةـ� مــا قبــل التمــدرس هلــا خصوصيــات ي ج�ــب عــى املـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬
‫ـر�‬
‫بي‬ ‫‪،‬‬ ‫ول‬
‫ي‬ ‫ال‬ ‫مدخــا أو ش�طــا أساســيا لولــوج مرحـ ةـ� التعلـ يـم‬
‫ف‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ّ ّ ف‬
‫ال ّيــدة لتلقـ ي نـ� املتعلـ ي نـ� احلــروف‪ .‬و ي� هــذا الســياق‬ ‫يفضــل ي� بعــض الوقــات اســتعمال العجينــة ج‬ ‫ـوع ب�ــا‪ ،‬امك أنــه‬ ‫الـ ّ ي‬
‫ـرك ومــا هل عالقــة ب�للعــب‪ ،‬مــع مراعــاة جوانــب مخ تلفــة‬ ‫ـ� وحـ ي‬
‫ت‬
‫البــد مــن عنايــة ّأحصــاب ال ـرب جام ال� بويــة ب�ــا هــو نفـ ي‬
‫لــدى هــذا املتعــم خاصــة جمــاالت التنشــئة االج�ت عيــة‪.‬‬
‫ف‬
‫الدامــة " ال ـت ي الحظنــا‬ ‫و ّممــا يثـ يـر االنتبــاه أيضــا ي� هــذه الوضعيـ ّـات املهنيــة مــا ي�كــن تســميته ب " أســبوع تال� بيــة ج‬
‫تعلــم وتدريــب‬ ‫ال ّاصــة عــى ي‬ ‫يف�ــا ّأن قــم إالدمــاج املــدرس هــو فضــاء يوفــر إماكنيــة حصــول الطفــل ذي احلاجــات خ‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫ي‬
‫والثقــا�‪ ،‬وكــذا ن�ــوه‬ ‫ي‬ ‫والــروح‬
‫ي‬ ‫ع‬ ‫ي‬
‫ت‬
‫االجــام‬ ‫االندمــاج‬ ‫قيــق‬ ‫�‬ ‫أجــل‬ ‫مــن‬ ‫عــداد‬ ‫وال‬
‫إ‬ ‫والتأهيــل‬ ‫وخدمــات الرعايــة الصحيــة‬
‫ـو� خاصــة ي� البنـ ي ن‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫الفــردي عــى أحســن وجــه ممكــن‪ .‬وتفعيــا ملــا جــاء ي� امليثــاق الوطـ نـ� تلل� بيــة والتكـ ي ن‬
‫ـد� ‪142‬و‪143‬‬ ‫ي‬
‫شخ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫الــزء الثـ نـا� مــن الدعامــة ‪ 14‬ال ـت ّ‬
‫خصصــت لتحسـ ي نـ� الظــروف املاديــة واالج عيــة لملتعلـ يـ� والعنايــة ب�ل�ــاص‬
‫ن‬ ‫�ت‬
‫ّي‬ ‫ي‬ ‫مــن ج‬
‫أ‬ ‫مــرات ومرافــق مال�ــة ووضــع ب� جام مكيفــة تز‬ ‫ئ‬ ‫بتجهــ� املؤسســات التعليميــة ب� ّ‬ ‫الاصــة ي ز‬ ‫ذوي االحتياجــات خ‬
‫و�ويدهــا ب�طــر‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫خ ف‬ ‫أ‬
‫الاصــة ي� احليــاة املدرســية‪ ،‬ي� أفــق إالدمــاج ي� احليــاة العمليــة؛‬ ‫خاصــة لتيسـ يـر اندمــاج ال شخ�ــاص ذوي االحتياجــات‬
‫أ‬ ‫أنشــئت عـ ّـدة أقســام للــدم املــدرس ف� مموعــة مــن املــد��ت القليميــة؛ ّ‬
‫املد� يــة إالقليميــة ل اكد ي� إدوتنــان‬ ‫ي‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ره‬ ‫تتصد‬ ‫يي إ‬ ‫ي ي ج‬ ‫ج‬
‫ث‬
‫ـدم منــذ ‪1998‬م؛ وخــال يز�رتنــا هلــا أ�ر انتباهنــا ي�فطــة ب�رزة‬ ‫ف‬
‫مــن خــال مدرســة فاطمــة ال�ريــة الـت ي أحــدث ب�ــا قــم للـ ج‬
‫ت‬ ‫ّ‬ ‫أ‬
‫عل�ــا‪" :‬انظــروا إىل قــدر تا� وال تنظــروا إىل إعاق ـت "‪ ،‬وقــد ّقدمــت لنــا الســتاذة ّ‬
‫وحاال�ــم‬ ‫املطبقــة أامسء املتعلـ ي نـ�‬ ‫ة ث تي‬ ‫ي‬ ‫كتــب ي‬
‫ف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫ث‬
‫ـدرس ال ـت ي تتجــى معومــا ي�‬ ‫ـدم املـ ّ ي‬ ‫ودرجا�ــا بدايــة‪ �ّ ،‬أ ي� مرحــ� �نيــة �دثــت عــن أهــداف قــم الـ ج‬ ‫ت‬ ‫ونوعيــة ت‬
‫إعاقا�ــم‬
‫رب�ــا الســابقة الـت ي لكلــت ب إ�عــادة إدمــاج بعــض‬ ‫إعــادة إدمــاج هــؤالء أالطفــال ض�ــن القســام "العاديــة"‪ ،‬امك ت� ّدثــت عــن ت ج� ت‬
‫ـدم املــدرس وال ـت‬ ‫املؤسســة ض‬ ‫ـا� ال ـت ت ّ� حصدهــا بعــد انقضــاء ف ـرت ة التدريــب ب�ــذه ّ‬ ‫ئ‬ ‫ّ‬
‫املتعلـ ي ن‬
‫ي ي‬ ‫ج‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫أقس‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫ـ‬ ‫النت‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫وم‬ ‫‪.‬‬ ‫ـ�‬
‫ي�كــن اعتبارهــا مرجعيــات للتأهيــل والتكـ ي ن‬
‫ـو� ‪:‬‬

‫‪177‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬ ‫بــ� ّ‬
‫املتدر ي ن‬ ‫‪ -‬صعوبــة حصــول االندمــاج ي ن‬
‫بــ� وهــؤالء التالميــذ ي� البدايــة‪ ،‬لكــن مــع مــرور احلصــص التطبيقيــة‬ ‫أ‬
‫أصبحــت المــور عاديــة وحصــل التواصــل مهعــم؛‬
‫‪ -‬االعـ تـامد عــى امللفــات الطبيــة لتحديــد وتصنيف إالعاقة أمر ض�وري؛‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫ّ‬
‫وترصفاتــه‪ ،‬وقــد ســاعد بعــض ال ب�ء وال ّمــات ي�‬ ‫للتأكــد مــن نــوع إعاقتــه ّ‬ ‫‪ -‬مراقبــة الطفــل ملـ ّـدة خ�ســة عـ شـر يومــا‬
‫ف‬
‫ـو�ت احلاصـ ةـ� ي� هــذا املج ــال؛‬ ‫تدليــل الصعـ ب‬
‫و�صية؛‬ ‫‪ -‬العمــل ب�شــاريع فردية شخ‬
‫أ‬
‫‪ -‬تنويع النشــطة واختيارها حســب املشــاريع الشــخصية؛‬
‫ال ّاصــة ال يتجــاوز خ�ســة عـ شـر دقيقــة‪ ،‬فــا ينبـ غ يـى العنــاد مهعــم خصوصــا‬ ‫‪ -‬تال� كـ ي زـ� الذهـ نـ� لــدى ذوي االحتياجــات خ‬
‫ت ن ي‬
‫ـا� ّممــا يسـ ّـى ب‪" :‬التوحيــد"؛‬ ‫الفئــة الـ ي تعـ ي‬
‫أ‬
‫‪ -‬اســتغالل بعــض اللعاب إل ن�اء الذاكرة؛‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الاصة ب�ذه الفئة مــن املتعل ي ن�؛‬ ‫التعلــات خ‬ ‫الو�ئــق تال� بويــة املرتبطــة بتخطيــط ي‬
‫وتدب�‬ ‫االطــاع عــى ث‬ ‫‪-‬‬
‫مقد تم�ــا الســبورة التفاعلية‪...‬‬ ‫‪ -‬جــرد للوســائل التعليميــة فو� ّ‬
‫ي‬
‫املدرس‪:‬‬ ‫الدم‬ ‫ـطة‬ ‫ـ‬ ‫أنش‬ ‫فعالية‬ ‫من‬ ‫ـبيا‬‫ـ‬ ‫نس‬ ‫د‬ ‫و مــن العراقيــل الـت ت� ّ‬
‫ي‬ ‫ج‬ ‫ي‬
‫ّ ف‬ ‫ّ ت‬
‫ال� تسـ يـا� املســتجدات ي� جمال إالعاقة؛‬ ‫‪ -‬غيــاب التكوينــات العمليــة املســتمرة ي‬
‫املؤسســة تواكــب حــاالت إالعاقــة املتواجــدة يف�ــا‬ ‫متخصصــة إىل ّ‬ ‫‪ -‬عــدم تواجــد‪ ،‬أو عــى أالقـ ّـل توافــد فــرق طبيــة ّ‬
‫مصحــح النطــق)؛‬ ‫(مثــا‪ّ :‬‬
‫ف‬
‫حال طفــل ي� القمس امسه إامسعيل)؛‬ ‫خص ئا� ( ة‬ ‫‪ -‬صعوبــة ت�ديــد نــوع إالعاقــة من طــرف أال ّ‬
‫ي‬
‫أ‬ ‫‪ -‬عــدم فاعليــة التدخــل أالرسي وحمدوديتــه أحيـ نـا�‪ّ ،‬‬
‫ومعنو�؛‬
‫ي‬ ‫ماد�‬
‫خاصة إذا اكنت الرسة فقـ يـرة ي‬
‫التجه�ات والوســائل؛‬ ‫‪ -‬حمدوديــة ي ز‬
‫ّ‬
‫‪ -‬صعوبــة تكييــف املنـ جـاه واملقـ ّـررات وفقــا للفروق الفردية بـ ي نـ� املتعل ي ن�؛‬
‫أ‬ ‫املتعل ي ن� ف ي� أالقســام العادية لغياب ي ن‬ ‫ّ‬
‫التكو� لدى الســاتذة؛‬ ‫‪ -‬عــدم ّتتبــع صـ يـرورة اندمــاج‬
‫الاصة‪.‬‬ ‫‪ -‬اســتمرار الصــورة النمطيــة الســلبية عــن الشــخص ذي االحتياجات خ‬
‫املتدر ي نب� خالل هذه الفـرت ة التدريبية‪:‬‬ ‫و فـ يـام يــ� بعــض ن�ــاذج أالنشــطة تال� ت ّ� ن جإ�ازها من طــرف ّ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ت‬ ‫آ‬ ‫ف‬
‫‪ +‬االســتقبال‪ :‬التموقــع ي� الفضــاء‪ ،‬التموقــع ب�لنســبة للخــر والــذات‪ :‬ي�ـ ي نـ� – يســار – أمــام – وراء – فــوق – �ــت –‬
‫اليــد اليمـ نـى – اليــد اليــرى – الرجــل اليمـ نـى – الرجــل اليــرى‪...‬‬

‫‪178‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬ ‫ـد� صــورة شخ‬ ‫‪ +‬التواصــل‪ :‬تقـ ي‬
‫أ�ــاص يلعبون ي� الصــورة ‪ /‬القيام ب�راكت ير�ضية‪...‬‬
‫املفضلة ‪.‬‬ ‫ت� يو� الرصيــد‪ :‬أنــواع الر�ضــات – لبــاس ر� ض� – الر�ضة ّ‬
‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫ج‬
‫أ‬
‫‪ +‬اللغــة المازيغية‪:‬‬
‫أ‬ ‫ـد� أنشــودة احلــروف أالمازيغيــة ‪ /‬موسـ قـي� ورقــص وتفاعــل ّ‬
‫جيــد مــع النشــيد‪ /‬تشــخيص احلــراكت املرفقــة لداء‬ ‫تقـ ي‬
‫االن�ــاء بق ـراءة بعــض املقاطــع والملكــات ع ـرب الســبورة التفاعليــة‪...‬‬ ‫النشــيد‪ /‬ت‬
‫أ‬
‫‪ +‬اللعــاب‪ :‬ألعــاب تال� كيب – ألوان وأشــال‪...‬‬
‫ف‬
‫الر�ضيات‪...‬‬ ‫‪ +‬أنشــطة ي� ي‬
‫ّ‬
‫مالحظ�ــا أثنــاء هــذا التدريــب؛ وجــود متعلـ ّي نـ� ن�طقـ ي نـ� وغـ يـر ن�طقـ ي نـ�‪ ،‬ن�هيـ ّـك‬ ‫ت‬ ‫ـو�ت ال ـت ي ت ّ�ــت‬ ‫ومــن بـ ي نـ� الصعـ ب‬
‫ـر� قادمـ ي نـ� مــن ج�ــات مخ تلفــة ب�ملغـ ّـرب لظــروف عائليــة مخ تلفــة ‪ّ ،‬ممــا خلــف وضعيــات هلجيــة مخ تلفــة تـ ّ ثـؤ�‬ ‫عــن وجــود آخـ ي ن‬
‫ـ� مرتبطــا ب�ملج ــال احلـرض ي فإنــه‬ ‫ي‬ ‫أحيـ نـا� عــى السـ يـر العــادي للــدرس لــدى بعــض املتعل أـ ي نـ� ‪ .‬و إذا اكن هــذا الوضــع التعليـ‬
‫أحيـ نـا� وأخــرى‬ ‫ت‬ ‫ـتو�‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫أربع‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ف�‬‫ي‬ ‫خاصــة مــع وضعيــة القســام املش ـرت كة ال ـت ت� ـرض‬ ‫أســوأ حــاال ف� املج ــال القــروي؛ ّ‬
‫ي‬
‫غ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫تّ ف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ـتو�ن فذلــك أمــر عــاد‪ .‬و لقــد � ي� هــذا إالطــار جإ�ــاز درس ي� النحــو ر� مــا يطرحــه‬ ‫ـتو�ت‪ ،‬أمــا املسـ ي‬ ‫تصــل إىل ســت مسـ ي‬
‫ة ت‬ ‫ت‬ ‫هت‬ ‫ّ‬ ‫ت‬
‫ـو�ت �ــت مناقش ـ ا بغيــة ج�اوزهــا عــن طريــق اختيــار الــدروس املتجانســة وحمــاول ج�ــاوز املتباينــة‬ ‫هــذا املج ــال مــن صعـ ب‬
‫أو شــبه املتباينــة نم�ــا إن وجــدت‪.‬‬
‫أ‬ ‫نن ف‬ ‫ت‬
‫والتكــو� فــرع أاكد ي�؛‬ ‫ين‬ ‫الهــوي ملهــن تال� بيــة‬ ‫ج‬ ‫ملركــز‬‫أ‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫مازيغيــة‬ ‫ال‬ ‫ــال‬ ‫م‬
‫ج‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫املمهــ�‬ ‫التأهيــل‬ ‫ربــة‬ ‫�‬ ‫ج‬ ‫و إلغنــاء‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫ن ّ ف‬ ‫اسـ ّ‬
‫ـتعنا بتجــارب بعــض الباحثـ يـ� أالقيمــة ي� املهعــد امللـ يـ� للثقافــة المازيغيــة ي� عــدة جمــاالت خاصــة م�ــا الديداكتيكيــة‬
‫ـمع البــري الــذي‬ ‫ـ‬ ‫والس‬ ‫ـا�‬ ‫ـ‬ ‫الكت‬ ‫ـوج‬ ‫ـ‬ ‫املنت‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫واللســانية ومــا ارتبــط �بحلضــارة المازيغيــة معومــا‪ .‬وقــد ت ّ‬
‫�‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫ن ف بي‬ ‫ف‬
‫أحيــا� ي� إطــار يأ�م دراســية مثــا‪ ،‬أأو ي�‬ ‫الــر�ط‬
‫ب‬ ‫أنتجــه املهعــد‪ ،‬ومــن خــال اللقــاءات الــت ي تعقــد مــع ب�حثيــه ي�‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫طــر‬‫إطــار التكوينــات الــت ي ســامهوا مــن خالهلــا ي� ت� ي‬ ‫أ‬ ‫�‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫وغ� أهــا‪ ...‬أو‬ ‫أاكد�يــة تو� ّبويــة ب�دينــة أاكد ي� ي‬ ‫فضــاءات أعمليــة ي‬
‫ش‬ ‫ن‬
‫فون بتدريــس اللغــة آالمازيغيــة ي� القســام العموميــة‪ ،‬امك ب�در� أيضــا إىل إ�اك زمالئنــا‬ ‫وتكــو� الســاتذة ي ن‬ ‫ن‬
‫ف‬ ‫الــذ� ســيلك أ‬ ‫ي ن ف‬
‫الباحثــ� ي� شــعبة الد أراســات المازيغيــة بلكيــة ال آداب والعلــوم إالنســانية أاكد ي� إللقــاء بعــض الــدروس ي� جمــاالت‬ ‫ي‬
‫وغــر ذلــك‪...‬‬ ‫متنوعــة اكللســانيات‪ ،‬الن�وبولوجيــا‪ ،‬املعجميــات‪ ،‬الداب‪ ،‬الطوبونيميــة ي‬ ‫ت‬ ‫ّ‬
‫ت‬ ‫يخ أ‬
‫ـأر� ألحــداث أ وأنشــطة املركــز؛ أنشــاء جمـ ةـ� �ــت عنــوان " دراســات أمازيغيــة " حيــث اكن اهلــدف نم�ــا هــو‬ ‫وللتـ‬
‫اس تكويـ ن يـ�‪ ،‬ي�صــص إلصدارهــا عــدد واحــد‬ ‫خ‬ ‫فتوثيــق ج�يــع النشــطة ال ي‬
‫اكد�يــة و البيداغوجيــة املنجــزة خــال لك مــومس در ي‬
‫ي� الســنة‪.‬‬
‫الهــوي ملهــن تال� بيــة والتكـ ي ن‬
‫ـو�‬ ‫ج‬ ‫ـدا� ب�ملركــز‬ ‫ـو� ف� شــعبة أالمازيغيــة ف� الســلك االبتـ ئ‬ ‫ن‬ ‫ـ‬ ‫التك‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫رب‬ ‫�‬ ‫ج‬
‫ّ ت‬
‫وخالصــة القــول فــإن‬
‫ف‬ ‫ي‬
‫مكــو ن�ت عــدة التأهيــل خ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫امل ّصصــة هلــا ي� جمــال التخطيــط‬ ‫أ‬
‫اتي� لتنفيــذ و أجــرأة ّ‬
‫ي‬ ‫الــوع االســرت ج‬ ‫ي‬ ‫أاكد� مبنيــة عــى‬ ‫فــرع ي‬
‫املتدر بـ ي نـ� ب� ّجــزوءات هلــا‬ ‫ـو� الســاس مــن خــال تز�ويــد ّ‬ ‫ـو� والبحــث واملـ شـروع‪ ،‬وكــذا تنميــة ودمع التكـ ي ن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫رت‬ ‫أ‬ ‫غ‬ ‫يخ أ‬ ‫والتدبـ يـر والتقـ ي أ‬
‫الثقاقــة المازيغيــة والــ اث بصنفيــه ّاملــادي واللمــادي‪ )...‬و‬ ‫مازيــى‪ ،‬ف أ‬
‫عالقــة �بحلضــارة المازيغيــة تمعومــا (التــار� تال ّ ي‬
‫ّ‬ ‫ن‬
‫أخــرى ب�ملعجــم والتواصــل وال� ج�ــة‪ ،‬مــع االهــامم ب�لتمـ يـ� ي� الداء مضمــو� وشكلا‪ .‬وهــذا بــا شــك ســيقوي خصوصيــات‬ ‫ز‬

‫‪179‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ّ‬
‫غــر‬‫الديــد لملنظومــة تال� بويــة‪ .‬ي‬ ‫بــ� ّممــا ي ز� يك فامل�ــوم الشــامل لملهننــة والتأهيــل فحســب التصــور ج‬ ‫املتدر ي ن‬ ‫التأهيــل لــدى ّ‬
‫وم�ــا ب� خلصــوص‪:‬‬ ‫ّأن ّلك مــا قيــل ال يلـ غـى وجــود بعــض العراقيــل ال ـت مــا زالــت تقــف � وجــه مراكــز التأهيــل هــذه‪ ،‬ن‬
‫آ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫يف‬
‫الصــاص احلاصــل ي� جمــال املــوارد الب�ش يــة‪ ،‬إذ أصبــح مــن الــرض وري الن خلــق مناصــب ماليــة أخــرى لــذوي‬ ‫‪ -‬خ‬
‫وال� ج�ــة ومــا هل ارتبــاط �بحلضــارة‬ ‫متعــددة اكلديداكتيــك واللســانيات واملعجميــات والتواصــل ت‬ ‫الكفــاءات ف� مــاالت ّ‬
‫ي ج‬ ‫أ‬
‫ّ‬ ‫غ‬ ‫ف‬ ‫�ش‬ ‫ة‬ ‫ت‬ ‫ّ‬ ‫ىت‬
‫الهويــة‬ ‫المازيغيــة معومــا ح ـ يـ ّـم إرســاء كتــ� ب يــة قويــة تســامه ي� تعمـ يـم تعلـ يـم أمازيـ يـى جيــد وحمــم ب ج�ميــع املراكــز ج‬
‫والتكــو� املتواجــدة ب�غربنــا؛‬ ‫ين‬ ‫تلل� بيــة‬
‫ت‬ ‫ن ن أ‬
‫اكد�يــات وهــذه املراكــز‪ -‬الــت ي مازالــت ّفتيــة و�تــاج إىل مســاندة قويــة عــى‬ ‫بــ� ّال ي‬ ‫‪ -‬غيــاب التنســيق أحيــا� ي‬
‫ملســر ي�ا؛‬ ‫ّ‬
‫اللوجيســتيك مثــا ‪ -‬قــد ي�لــف متاعــب ي‬‫خ‬ ‫املســتوى‬
‫ي‬
‫هيلك�ــا‪ ،‬وكــذا أجــرأة البحــث‬ ‫‪ -‬عــدم تفعيــل مرســوم إحــداث هــذه املراكــز بشــل واف خصوصــا عــى صعيــد ت‬
‫البيداغــو� ومــا إىل ذلــك؛‬ ‫العلم� ت‬
‫وال� بــوي‬
‫جي‬ ‫ي‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ول‪،‬‬ ‫والتعلــم ال ي‬
‫ي‬ ‫الــدم واملشــرت كة‬‫التعلــم كقســام ج‬ ‫‪ -‬غيــاب أالتكوينــات العمليــة املســتمرة املرتبطــة ف ببعــض أنــواع ي‬
‫ـتو�ت وحمدوديــة‬ ‫ّ‬ ‫تتخبــط � جمموعــة مشــالك ّ‬ ‫ن�هيــك عــن القســام العاديــة ال ـت مــا زالــت ّ‬
‫أمههــا االكتظــاظ وتعــدد املسـ ي‬ ‫ي ّ ف ّ‬ ‫ي‬
‫تعلــم جيــد ي� ظــل هــذه الظــروف؟‬ ‫ي‬ ‫إىل‬ ‫ســنطمح‬ ‫إذن‬ ‫التجهــ�ات والوســائل‪ ...‬فكيــف‬ ‫يز‬
‫ّ‬ ‫أ‬ ‫‪ -‬صعوبــة اســتعمال اللغــة أالمازيغيــة لكغــة واصفــة ف� التعبـ يـر عنــد بعــض أالســاتذة ّ‬
‫املتدر بـ ي نـ� ل نّ�ــم تلقــوا ّاملعــارف‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ف� اللكيــات ّ‬
‫العــر� (ءارا�)‪ ،‬أمــا حــرف " تيفينــاغ " فأحيــا� يكــون حظــه ي�‬ ‫أو‬ ‫الالتيــ�‬ ‫احلــرف‬ ‫ســتعمال‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ــا‬ ‫إم‬ ‫ي‬
‫جيــدة‬ ‫لو�ــم ملراكــز التأهيــل مــن أجــل مواكبــة ّ‬ ‫أكــر أثنــاء و أ ج‬ ‫الهــود ب ي ث‬ ‫ج‬
‫ي‬
‫مضاعفــة‬ ‫عنــه‬ ‫ينتــج‬ ‫وهــذا‬ ‫قليــا‪،‬‬ ‫االســتعمال‬
‫ب ف‬ ‫وســليمة تضمــن هلــم ف� ن‬
‫الــرمس " تيفينــاغ "‪.‬‬
‫ي‬ ‫ــا‬‫ر�‬ ‫�‬ ‫مازيغيــة‬ ‫ال‬ ‫املقــاالت‬ ‫كتابــة‬ ‫عــى‬ ‫القــدرة‬ ‫املطــاف‬ ‫ايــة‬‫�‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ئ‬ ‫ف ت‬
‫اكلتال‪:‬‬
‫عل�ا ي‬ ‫النتا� الـت ي نود التأكيــد ي‬ ‫و� خا�ــة هــذا املقــال نكــون قــد اســتنتجنا بعض ج‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ـتو�ت ن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اكمل�ــج‪ ،‬املضمــون‪ ،‬والشــل‪ ...‬ولك أهــا إىل جانـ ّـب‬ ‫العمــل البيداغوحيــة عــى عــدة مسـ ي‬ ‫‪ °‬ض�ورة توحيــد خطــة‬
‫مــا مل يذكــر؛ ينبـ غ يـى أن تــرف ويعــد إجراؤهــا ب�لشــل املطلــوب وبطريقــة العمــل املناســبة داخــل شــعبة المازيغيــة بــل‬ ‫ّ‬
‫ت‬
‫ـو� أطرهــا؛ ونتمـ نّـى أن تكــون ج�ربتنــا أ املتواضعــة هــذه مثــاال مفيــدا‪ ،‬وذلــك‬ ‫ج�ــات اململكــة ال ـت توجــد ب�ــا مراكــز تكـ ي ن‬
‫ي‬
‫ـذ�‬ ‫نعت�مهــا رهــان التحـ ّـدي ف� ســياق ت�هيــل أطــر التدريــس ّ‬
‫املتدر بـ ي نـ� الـ ي ن‬ ‫ب‬ ‫ـذ�‬‫ن‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫الل‬ ‫ـق‬
‫ـ‬ ‫والتواف‬ ‫ـجام‬ ‫ـ‬ ‫االنس‬ ‫مــن أجــل حصــول‬
‫ي‬ ‫ّ‬
‫خ‬
‫اختــاروا تدريــس هــذه اللغــة ب�ملؤسســات العموميــة والصوصيــة؛‬
‫أ‬
‫‪ °‬ض�ورة اســتيعاب ج�يــع املراحــل الـت ي نم�ــا تدريــس اللغــة المازيغيــة منــذ ســنة ‪2003‬م‪ّ ،‬وكــذا املرجعيــات‬
‫ـدا� ح ـىتّ نتمكــن مــن املــرور‬ ‫وال� بويــة ب ج�ميــع أشــاهلا ف� الســلك االبتـ ئ‬ ‫بنا�ــا داخــل املنظومــة التعليميــة ت‬ ‫املعتمــدة ف� ئ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ث‬ ‫ي‬
‫‪°‬‬ ‫أ‬ ‫التأهيل دون حصول اهلفوات؛‬ ‫مســتقبال تإىل املســتوى إالعدادي‪ � ،‬بعد ذلك أ ي‬
‫وتطو�هــا إن اســتدىع المــر ذلــك‪،‬‬ ‫ي‬ ‫أاكد�‪ ،‬ومل ال تنقيحهــا‬ ‫ي‬ ‫ـو� ّ داخــل شــعبة المازيغيــة بفــرع‬ ‫نقـرت ح االهــامم بتجربــة التكـ ي ن‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫خاصــة وأننــا مازلنــا نشــتغل ي� طــور ج�ريـ أـب عـ ّـدة هــذه اللغــة ب�ملراكــز؛ وهــذا ي� نظــري مـ شـروع‬ ‫فيـ ت ّـم بذلــك تعميمهــا ّ‬
‫غ‬
‫ي�كــن تعميمــه مســتقبال ر� مــا قــد يصادفــه أحيـ نـا� مــن عوائــق‪ّ ،‬المــر الـ ّـذي يســتوجب علينــا ج�يعــا أن نعـ ّـد هلــذا العمــل‬
‫والتنبــؤ إل ي ج�ــاد حلــول مناســبة لــل مــا يتوقــع حصــوهل بعــد غــذ؛‬ ‫الــذي ي ج�ــب أن ي�افقــه التبـ ّـر ّ‬

‫‪180‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫تعلــق أالمــر ب أ�طــر املهعــد امللــ� للثقافــة أالمازيغيــة ّ‬
‫املتخصصــة‪،‬‬
‫ّ‬
‫ـواء‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫‪ °‬االســتفادة مــن ت ج�ــارب آالخـ ي ن‬
‫ـر�‬
‫املهتمـ ي نـ� ب�لبحــث ف ي� جمــال اللغــة والثقافــة أالمازيغيــة ســواء نم�ــم الـ ي ي ن‬
‫ـذ� يتواجــدون ب� جلامعــات أو‬ ‫أومــن الباحثـ ي نـ� ّ‬
‫ب�راكــز التكـ ي ن‬
‫ـو� املغربيــة‪.‬‬
‫املصادر واملراجع املعتمدة يف البحث‪:‬‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫ينا� ‪.2015‬‬
‫ي‬ ‫وىل‪،‬‬‫ال‬ ‫ـه والقـراءة‪ ،‬مطبعة بنلفقيــه الرشــيدية‪ ،‬الطبعة‬
‫‪ -‬اامسعيـ يـ� م‪ .‬عبــد الــه‪ ،‬تدريــس التعبـ يـر الشـ ي‬
‫‪ -‬خطــاب العــرش‪30 ،‬يوليوز ‪.2001‬‬
‫أكتو� ‪.2001‬‬
‫ـد�‪ 17 ،‬ب‬ ‫‪ -‬خطــاب أجـ ي‬
‫ت‬
‫الريدة الرمسيــة‪ ،‬عدد ‪ 30 ،5964‬يوليو ‪.2011‬‬ ‫‪ -‬دســتور فــا� يوليــوز‪ ،2011‬ج‬
‫ت ف‬ ‫أ‬
‫الريدة الرمسيــة عدد ‪ ،4948‬فا� نو� ب� ‪.2001‬‬ ‫‪ -‬الظهـ يـر احملــدث واملنظــم لملهعــد امللـ يـ� للثقافــة المازيغية‪ ،‬ج‬
‫والتعب�"‪ ،‬منشــورات صــدى التضامن‪.2005 ،‬‬ ‫‪ -‬حممــد أوحلــاج‪" ،‬بيداغوجيــا القراءة ي‬
‫أ‬
‫أاكد�ية اململكــة املغربية‬‫العر� المازيـ غ يـى‪ ،‬ي‬ ‫‪ -‬حممــد شــفيق‪ 2000 1993- ،‬املعجــم ب ي‬
‫ين‬
‫والتكو� ‪1999‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬ميثــاق تال� بيــة‬
‫ف‬
‫ـدا� املعـ ّـدة ي� إطــار التعــاون بـ ي نـ� وزارة تال� بيــة الوطنيــة‬
‫ـو� أســاتذة التعلــم االبتـ ئ‬
‫ي‬ ‫‪ -‬جمــزوءة اللغــة أالمازيغيــة وديداكتيهكــا ب�راكــز تكـ ي ن‬
‫أ‬ ‫ي‬ ‫ن أ‬ ‫ن أ‬
‫ـو� الطــر) واملهعــد امللـ يـ� للثقافــة المازيغيــة ‪.2009 – 2008‬‬ ‫العلم� ( الوحــدة املركزيــة لتكـ ي‬ ‫ي‬ ‫ـو� الطــر والبحــث‬ ‫ـال وتكـ ي‬ ‫والتعلـ يـم العـ ي‬
‫الر�ط‪.‬‬‫فرنس‪ ،-‬ب‬ ‫‪ -‬املهعــد امللــ� للثقافــة أالمازيغيــة‪ ،2011 ،‬املعجــم املــدرس‪ ،‬عــر� ‪ -‬غ‬
‫أمازي� – ي‬ ‫ي‬ ‫ي بي‬ ‫ي‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫‪ -‬الكتــب املدرســية املقــررة لتدريــس اللغــة المازيغية من مســتوى الول إىل مســتوى الســادس (كتاب التمليذ ودليل الســتاذ)‪.‬‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫‪ -‬وزارة تال� بيــة الوطنيــة‪ ،‬إدمــاج تدريــس اللغة المازيغية ي� املســارات الدراســية‪ 11 ،‬يوليوز ‪.2003‬‬
‫الديــدة‬
‫ـدا�‪ ،‬مطبعــة املعــارف ج‬ ‫ـو� أالطــر والبحــث العلم�‪ ،‬الدليــل البيداغـ جـو� للتعلــم االبتـ ئ‬ ‫‪ -‬وزارة تال� بيــة الوطنيــة والتعلـ يـم العــال وتكـ ي ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ـر�ط‪ ،‬الطبعــة الثانيــة ‪.2009‬‬ ‫الـ ب‬
‫أ‬ ‫ن أ‬
‫تنظــم تدريــس اللغــة المازيغيــة‬ ‫العلم�‪ ،‬املذكــرات الوزاريــة حــول ي‬ ‫ي‬ ‫وتكــو� الطــر والبحــث‬ ‫ي‬ ‫العــال‬
‫والتعلــم ي‬
‫ي‬ ‫‪ -‬وزارة تال� بيــة الوطنيــة‬
‫ب�ملدرســة االبتدائيــة‪.‬‬
‫أ‬
‫‪ -‬وزارة تال� بيــة الوطنيــة‪ ،‬الكتــاب البيض‪.2002 ،‬‬
‫‪-.)La nouvelle grammaire amazighe, Boukhris, F.et al, IRCAM(2008‬‬
‫‪.) Vocabulaire des médias, Français- amazighe- anglais- arabe, IRCAM ( 2009 -‬‬
‫‪.)Vocabulaire grammatical, Français- amazighe- anglais- arabe, IRCAM et I NALCO (2009 -‬‬

‫‪181‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪182‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫دور إدماج تكنولوجيا املعلومات يف جتويد التعلمات‬


‫حممد العلمي‬
‫ين‬
‫والتكو�‬ ‫الهوي ملهــن تال� بية‬
‫أســتاذ ب�حث ب�ملركــز ج‬
‫‪14‬‬
‫قليم مكناس‬
‫الفــرع إال ي‬
‫‪alami183@gmail.com‬‬

‫مدخل ‪:‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ـو�ت لبنــاء إالنســان‬ ‫ّ‬
‫التعليميــة وجعلهــا مــن الولـ ي‬ ‫مــن الســباب الرئيسـ ّـية َلتقـ ّـدم الــدول هــو اه�ت همــا ب�ملنظومــة‬
‫ـر�‪،‬‬ ‫واملســتقبل املـ شـرق ‪ ،‬وأيضــا َيدفهعــا ن�ــو التقـ ّـدم والـ ق يّ‬ ‫ـا� املـ ضـصء‪ُ ،‬‬ ‫جلعــه أالســاس الرصـ ي نـ� الــذي يقــوم عليــه احلـ ض‬
‫مخ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ية ف‬ ‫يعتـ ّـد التعلـ يـم مــن ّ‬
‫عل�ــا أي دول ي� العــامل؛ امك أن إدمــاج التكنولوجيــا غــزت تلــف جوانــب‬ ‫ي‬ ‫أمه َاملنظومــات ال ـت ي تقــوم‬
‫ّ‬ ‫�ش‬ ‫ّ أ‬ ‫لــو� مــن ّ‬ ‫ّ‬
‫علــم‬
‫أمه مقاييــس تقــدم المم‪ ،‬وقــد لــت التكنولوجيــا احلديثــة أنظمــة الت ي‬ ‫ُ‬ ‫احليــاة‪ ،‬وأصبــح التطــور التكنو ج ي‬
‫املتلفــة فأصبــح هنــاك فم�ــوم جديــد أطلــق عليــه إدمــاج تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال ب� تل� بيــة الــذي هــو موضــوع‬ ‫خ‬
‫أ‬
‫وإدما�ــا‬ ‫ج‬ ‫هــذا احملــور مــن النــدوة الدوليــة‪ ،‬لن الغايــة منــه هــو معرفــة التطــور احلاصــل عــى مســتوى هــذه التكنولوجيــا‬
‫ف‬ ‫ن ف‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫و� جمــاالت احليــاة احلديثــة بشــل عــام امك هــو الشــأن ي� العديــد مــن دول العــامل‪ .‬إن إدمــاج‬ ‫ـو�‪ ،‬ي‬ ‫ي� جمــال ال� فبيــة والتكـ ي‬
‫التكنولوجيــا ي� التدريــس تتيــح قيمــة مضافــة هممــة عــى مســتوى اكتســاب تعملــات جديــدة ونوعيــة ب�لنســبة لملتعــم‪،‬‬
‫ق‬ ‫ت‬ ‫ة‬ ‫ف‬
‫ـر� ب ج�ــودة التعــم‬ ‫وتقــدم ي� الوقــت نفســه خدمــات جليــ� لملــدرس عــى مســتوى تطـ ف يـو� جو�ويــد آدائــه الديداكتيـ يـ� للـ ي‬
‫دما�ــا ي� املقاطــع التعليميــة التعمليــة‪ .‬حيــث يتعــرف عــى‬ ‫الــواع واملــدروس إل ج‬ ‫ي‬ ‫عنــد املتعــم مــن خــال االســتخدام‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫ج ف‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ن‬
‫و�‬‫املفاهـ يـم املتعلقــة ب�ــذه التكنولوجيــا ومكو��ــا ووظائ�ــا واســتعماال�ا وأســاليب إدما�ــا ي� املج ــال ال� بــوي معومــا ي‬
‫الصــوص‪.‬‬ ‫تتطل�ــا العمليــة التعليميــة التعمليــة عــى وجــه خ‬ ‫سـ يـرورة بنــاء املعــارف واملهــارات ال ـت ي ب‬
‫أ‬
‫ـد�ت الـت ي يطرهحــا جمتمــع املعلومــات واملعرفــة مــن مراجعــة شــاملة ودقيقــة للســس‬ ‫وهــو أيضــا حمــور يســى ملواكبــة التحـ ي‬
‫أ‬
‫وللــب أكــرب فائــدة ممكنــة مــن التكنولوجيــات‬ ‫تال� بويــة الراهنــة ‪ ،‬ســعيا لتحقيــق التوظيــف المثــل لملــوارد تال� بويــة ج‬
‫احلديثــة ( وقــد غــدا إدمــاج تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال ف ي� املدرســة املغربيــة حاجــة ملحــة فــب عــامل البــوم ‪،‬ح ـىت‬
‫وع�ــم )‬ ‫حاجا�ــم وتطــور تفكـ يـرمه وتصقــل ي‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫تطو�هــا وتطويهعــا لتحصيــل املعــارف ال ـ ي تل ـب ي‬ ‫يســتطيع املتعملــون ي‬

‫‪183‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬ ‫ّ‬ ‫ن‬
‫ـدرس (تعلـ يـم ‪ /‬تعــم) املنــدرج ي� ال ـرب جام الرمسيــة عــن طريــق اســتعمال وســائل‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫العم‬ ‫ـاز‬‫ـ‬ ‫�‬
‫ج‬ ‫فالدمــاج يكــون ب إ�‬
‫إ‬
‫ّ‬
‫لوجيــة ومــن خــال وضعيــات جديــدة ال تتيحهــا الوضعيــات التقليديــة داخــل الفصــل‪,‬‬ ‫وأدوات تكنو ّ‬
‫تعريف كلمة تكنولوجيا ‪:‬‬
‫ن‬
‫تكنولوجيــا التعلـ يـم ب(� إل ج� ي زل� يــة ‪،) Instructional Technology‬‬
‫أ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عــد ّ‬
‫وتقــوم ّ‬ ‫تاكمــ� ُت ّ‬ ‫ٌ‬
‫منظومــة ُم ة‬
‫موضوعيــة ب�ســتخدام أحــدث ال ب�ــاث‬ ‫التعليميــة لتحقيــق أهــداف‬ ‫العمليــة‬ ‫يه‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التعليميــة عــن طريــق اســتخدام املــوارد الب�ش يــة وغـ يـر الب�ش يــة إلضفــاء جـ ٍّـو مــن التعــم املثمــر‪ ،‬وإكســابه املزيــد مــن‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫أ‬ ‫الفاعليــة ّ‬
‫والتأثـ يـر للوصــول إىل الهــداف املرجـ ّـوة مــن التعــم‪ ،‬وقــد ُعـ ِـرف مصطلــح تكنولوجيــا التعلـ يـم مــن خــال العديــد‬ ‫ّ‬
‫آ‬
‫مــن املؤسســات واملنظمــات التعليميــة والتنمويــة اكل ت ي�‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أّ‬
‫تعريــف اليونســكو لتكنولوجيــا التعلـ يـم‪ّ :‬عرفــت منظمــة اليونيســكو تكنولوجيــا التعلـ يـم ب�نــه منحـ نـى منظــم يقــوم عــى‬
‫ووا�ــة ب�ســتخدام ج�يــع املــوارد املتاحــة جلعــل ّ‬
‫معليــة‬ ‫التعليميــة حســب أهــداف ُمـ ّـددة ض‬ ‫ّ‬ ‫ـو� ّ‬
‫العمليــة‬ ‫تصمـ يـم‪ ،‬وتنفيــذ‪ ،‬وتقـ ي‬
‫ٍ‬
‫التعلـ يـم أكـ ثـر فعاليــة‪.‬‬
‫ف‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ب�نــه املنحـ نـى الــذي تقــوم عليــه َاملنظومــة التعليميــة الــذي يتعــدى ج�يــع الوســائل والدوات‪ ،‬أي إنــه ال ينحــر ي�‬
‫ـ�‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫م‬ ‫�‬‫يتعداهــا ج�يهعــا مــن أجــل تطــو� ال ـ َرب ن‬ ‫أســلوب ُمـ ّـدد أو ج�ــاز تكنولـ جـو� واحــد‪ ،‬بــل ّ‬
‫ي‬ ‫ج‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫وملكــة تكنولوجيــا نيو�نيــة إغريقيــة أالصل تتكون مــن ي ن‬
‫مقطع�‪:‬‬
‫أ‬
‫الول‪ :‬تكنــو ‪ techno‬وتشـ يـر إىل احلرفــة أو الصنعــة ‪ ،‬ومعنــاه أيضا املهــارة الفنية‬
‫أ‬ ‫ن ف‬
‫قطع�ــا إىل عــم احلرفــة والصنعــة ويقصــد‬ ‫ـا� �ــو لـ جـو� ‪ logie‬ويعــرف ب�نــه عــم وتشـ يـر الملكــة ب� ي‬ ‫أمــا املقطــع الثـ ي‬
‫ئ‬
‫ـا� البحــوث‬‫ـر�ت ونتـ ج‬ ‫ب�لصنعــة هنــا هــو تطبيــق النظـ ي‬
‫منطــى لتأديــة‬‫وتعــ� تكنولوجيــا الــت عربــت إىل تقنيــات‪ ،‬عــم املهــارات أو الفنــون أي دراســة املهــارات بشــل ق‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫وظيفــة حمــددة‪.‬‬
‫ـا�ت املتاحــة ماديــة اكنــت أو غـ يـر‬ ‫ه منظومــة العمليــات ال ـت تسـ يـر وفــق معايـ يـر حمــددة ‪ ،‬وتســتخدم ج�يــع إالمـ ن‬
‫ق‬ ‫ن ي‬ ‫يأ‬
‫ـر� والتقــدم؛‬
‫ماديــة ب�ســلوب فعــال إل ج�ــاز العمــل املرغــوب فيــه بدرجــة عاليــة مــن إالتقــان والكفــاءة مــن أجــل الـ ي‬
‫ـو� ‪ /‬النظام تال� بوي ؛‬ ‫ه جمموعــة تقنيــات املعلومــات واالتصــاالت الـت دخلت ف ي� جمــال تال� بية والتكـ ي ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ه ال ـت توظــف ف� العمليــة التعليميــة التعمليــة لالرتقــاء ب�ملنظومــة تال� بويــة تو�سـ نـها ب�ــا ييــر معليــة التعــم الـ ت‬
‫ـذا�‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ ي ي‬
‫للف ـراد ؛‬
‫ف‬
‫ويـ تـم التميـ ي زـ� ي� تكنــو ب�عتبارها ‪:‬‬

‫‪184‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ت‬ ‫ن‬
‫عمل ؛‬
‫ي‬ ‫بنا�‬
‫ج‬ ‫معالــة النظريــة للخروج‬
‫ـام لملعرفــة العمليــة أي ج‬ ‫جمموعــة معليــات ‪ processes‬وتعـ يـ� التطبيــق النظـ ي‬
‫ت‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ت‬
‫ـوا� ‪ product‬وتعـ ن يـ� الدوات وال ج�ــزة واملــواد ج‬
‫النا�ة عــن تطبيق املعرفــة العملية ؛‬ ‫نـ ج‬
‫ت‬ ‫أ‬ ‫ت‬
‫ـوا� ) وتســتعمل ب�ــذا املعـ نـى عندمــا يشـ يـر النــص إىل المعــال ج‬
‫ونوا�هــا معــا مثــل تقنيــات‬ ‫أو مهــا معــا ( معليــات ‪ ،‬نـ ج‬
‫احلاســوب ؛‬
‫فالتكنولوجيــا إذن ليســت جمــرد تطبيــق االكتشــافات العمليــة أو املعرفيــة إلنتــاج أدوات معينــة أو القيــام ب�هــام معينــة‬
‫ف‬
‫حلــل مشكلات إالنســان والتحــم ي� البيئــة ‪ ،‬بــل يه معليــة شــاملة خملتلــف جوانــب الســلوك االجـ تـام يع ؛‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ومعال ت�ــا‪ ،‬ومــن ت� اس ـرت جاهعا وكذلــك توصيلهــا‬
‫ـز� املعلومــات ج‬ ‫وال ج�ــزة ال ـت تتوفــر تخ�ـ ي ن‬
‫ي‬ ‫دوات‬‫ال‬ ‫وه جمموعــة مــن‬
‫ي‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫خ‬
‫وه تقــم إىل‬ ‫بعــد ذلــك ع ـرب جأ�ــزة االتصــاالت املتلفــة إىل أي مــان ي� العــامل أو اســتقباهلا مــن أي مــان ي� العــامل ي‬
‫قسـ ي ن‬
‫ـم� ؛‬
‫‪ 1-‬تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال ؛‬
‫‪TIC) (Technologie de l’information et de la communication‬‬
‫ف‬
‫‪ 2-‬تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال ي� التعلـ يـم ؛‬
‫‪)Technologie de l’information et de la communication en éducation ( TICE‬‬
‫فم�ــوم إدمــاج تكنولوجيا املعلومــات واالتصال ب� تل� بية‬
‫أ‬
‫تعـ ن يـ� جممــوع الدوات املعتمــدة واملســتعملة من أجل إنتــاج ج‬
‫معالة تخ� ي ن‬
‫ز� تبادل‬
‫بمــة التعليميــة ‪le didacticiel‬‬
‫ال� ج‬
‫ب� ن� جمــا معلوماتيــا يتعلــق ب�لتعلـ يـم بع� احلاســوب ؛ ‪enseignement assisté par ordinateur‬‬
‫ت‬
‫الذا� لملعارف ؛‬ ‫ن‬
‫ب�� جم تفاعـ يـ� موجــه لتعــم املعرفــة غالبــا حول موضوع مــا يتضمن التقيـ يـم ي‬
‫ـو� ف� طريقة اســتعمال � ن‬ ‫ن‬ ‫ق‬
‫إعالم‬
‫ي‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ي ي‬ ‫ـ‬ ‫التك‬ ‫إىل‬ ‫ـدف‬ ‫ـ‬ ‫�‬‫ي‬ ‫ر�‬
‫وثيقــة ورقيــة أو ســند ي‬
‫خ ق‬
‫الر� ‪L’apprentissage par ligne :‬‬ ‫التعلـ يـم عـرب الط ي‬
‫‪L espace numérique d apprentissage‬‬
‫‪Le tableau blan interactif‬‬
‫ف‬
‫التعل�؛‬
‫اســتخدامات تكنولوجيــا إالعالم واالتصــال ي� ي‬

‫‪185‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬
‫تطــور فم�ــوم تكنولوجيــا إالعــام واالتصال ي� املج ال تال� بوي‬
‫حركــة التعلـ يـم البرصي ‪Visuel learning :‬‬
‫ـمع البرصي ‪Audio visual learning communication :‬‬
‫حركــة التعلـ يـم السـ ي‬
‫ظ�ــور فم�وم النظم ‪system:‬‬
‫تكنولوجيــا التعلـ يـم ‪Educational technology:‬‬

‫املرجعي��ات الرمسي��ة إلدم��اج تكنولوجي��ا املعلومات واالتص��ال باجملال الرتب��وي وجتويد‬


‫التعلمات ‪:‬‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫أشــار جـ ة‬
‫ـال امللــك حممــد الســادس إىل المهيــة البالغــة ال ـت ي يو يل�ــا لــدور قطــاع تكنولوجيــا إالعــام واالتصــال ي�‬
‫املج ــال تال� بــوي بقــوهل ‪:‬‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫""وحرصــا منــا عــى إعــداد الجيــال الصاعــدة لتكــون قــادرة عــى التحــم ي� هــذه التكنولوجيــات احلديثــة ‪،‬‬
‫ن ف‬ ‫ف‬
‫ـو� ي� جمــال تكنولوجيــا‬ ‫العمــل والعيــش والثقافــة ‪ ،‬فقــد جعلنــا مــن التكـ ي‬ ‫واســتيعاب مــا ينجــم نع�ــا مــن تغيـ يـر ي� أســاليب‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ين‬
‫والتكــو� ‪،‬‬ ‫الوطــ� تلل� بيــة‬
‫ي‬
‫ن‬
‫يتضم�ــا امليثــاق ن‬
‫ي‬
‫والهــداف املركزيــة الــت‬ ‫ساســية‬‫ال‬ ‫والعــام إحــدى الوســائل‬ ‫االتصــال إ‬

‫‪186‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫آ‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫الامعــة مركــز متعــدد الوســائط ي� أقــرب الجــال‪ ،‬امك ينبـ غ يـى‬ ‫متطلعـ ي نـ� لن يكــون لــل مؤسســة تعليميــة مــن املدرســة إىل ج‬
‫ـو�ت تال� بويــة املتفاعـ ةـ� وجعلهــا رهــن إشــارة اكفــة املتعملـ ي نـ� واملتلقـ ي نـ�‪ ،‬اقتناعــا‬ ‫إنشــاء مراكــز املــوارد إلنتــاج املــواد واحملتـ ي‬
‫ّ‬ ‫ـو� مــن روافــد التعلــم والتعلــم الـ ت‬ ‫أ‬
‫ـذا� والتحصيــل والتثقيــف""‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـدا‬‫ـ‬ ‫اف‬‫ر‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫تش‬ ‫ـام‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ال‬
‫إ‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫تكنووجي‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫منــا ب‬
‫ـو� وعــى‬ ‫ـو� مــن املج ــال الثالــث املتعلــق ب�لرفــع مــن جــودة تال� بيــة والتكـ ي ن‬ ‫وقــد نــص امليثــاق الوطـ نـ� تلل� بيــة والتكـ ي ن‬
‫ف‬ ‫ي‬
‫أمهيــة إدمــاج تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال ي� النعلـ يـم وذلــك ب�لتأكيــد عــى أنــه ســعيا لتحقيــق توظيــف تيكنولوجيــا‬
‫الديــدة‬ ‫وللــب أك ـرب فائــدة ممكنــة مــن التكنولوجيــات احلديثــة يـ تـم االعـ تـامد عــى التكنولوجيــا ج‬ ‫املعلومــات واالتصــال؛ ج‬
‫ف‬
‫إللعــام واالتصــال خاصــة ي� جمــال التكـ ي ن‬
‫ـو� املســتمر‬
‫مرجعيات توظيف ‪ TIC et TICE‬يف اجملال الرتبوي لتجويد العملية التعليمية التعلمية ‪:‬‬
‫• املذكــرة الوزاريــة عــدد ‪ 146‬املؤرخــة ب ‪ 2009 / 09 / 13‬حــول إدمــاج ‪ TICE‬ب�ملج ــال تال� بــوي ب�ملؤسســات‬
‫العموميــة؛‬
‫الهويــة للتكنولوجيــا احلديثــة‬
‫• املذكــرة الوزاريــة عــدد ‪ 134‬املؤرخــة ب ‪ 2011 / 10 / 03‬حــول إحــداث املراكــز ج‬
‫؛‬
‫ق ف‬
‫• املذكــرة الوزاريــة عــدد ‪ 66‬املؤرخــة ب ‪ 2011 / 04 / 28‬حــول اســتعمال املواد الر�يــة ي� التعملات ؛‬
‫ق‬
‫• املذكــرة الوزاريــة عــدد ‪ 4928‬املؤرخــة ب ‪ 2012 / 12 / 01‬حــول املصادقة عــى املواد الر�ية‬
‫ق ف‬ ‫املتـرب ن‬ ‫ق‬
‫الر�يــة مــن طرف خ‬
‫الوط� لملــواد الر�ية ي� يوليو ‪ 2012‬؛‬
‫ي‬ ‫ـو� إلدمــاج ‪NTIC‬‬‫• الدليــل البيداغـ ج ي‬
‫ق‬ ‫• بوابــة ت‬
‫إلك�ونيــة لملــواد الر�ية ‪www.portailtice.ma‬‬
‫ف‬ ‫• املراسـ ةـ� الوزاريــة ‪ 1895 3-‬املؤرخــة بتـ ي خ‬
‫ـار� ‪ 2013 /04 / 05‬لتعمـ يـم ‪ NTIC‬ي� التعلـ يـم‬
‫ـار� ‪ 2013 / 07 /16‬لتتبــع التواصــل حــول الدالئــل البيداغوجيــة إلدمــاج ‪TIC‬‬ ‫• املراسـ ةـ� الوزاريــة قر� ‪ 3 – 406‬بتـ ي خ‬
‫ف‬
‫ي� التعلـ يـم ؛‬
‫برنامج جيين ‪GENIE‬‬
‫ف‬
‫امك تبنــت احلكومــة ي� مــارس ‪ 2005‬اســرت اتيجية وطنيــة ي‬
‫لتعمــم تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال ب�ملدرســة‬
‫جيــ� ‪ GENIE‬مــن خــال تال� ي ز‬
‫كــ� عــى أربعــة حمــاور‪:‬‬ ‫املغربيــة ت ج�ســدت ف ي� انطالقــة ب� ن� جم ن‬
‫ي‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫احملــور الول ‪ :‬البنيــة التحتيــة تو�ــدف إىل خلــق قاعــات متعــدة الوســائط جمهــزة بشــبكة ال تن�نيــت الشــبكة‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫العنكبوتيــة ي� لك مؤسســة تعليميــة وتوزيــع حقائــب متعــددة الوســائط ب�يــث يضمــن لــل تمليــذ احلــد ال ند� مــن الوقــت‬
‫اســتعماهلا ؛‬

‫‪187‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫احملــور الثـ نـا� ‪ :‬حمــور التكـ ي ن‬
‫ـو� الــذي ي�دف إىل إعداد الســاتذة كمه حلقة إل ج�اح هذا بال� ن� جم ؛‬ ‫ي‬
‫ق‬
‫احملــور الثالــث ‪ :‬املــوارد الر�يــة الــذي ي�ـ تـم بتوفـ يـر املضامـ ي نـ� تال� بويــة املتفاعـ ةـ� املبنيــة عــى أســاس املنـ جـاه الدراســية‬
‫ف‬
‫الوطنيــة املعتمــدة ي� املدرســة املغربيــة ؛‬
‫ق‬
‫ـز�ا هلــذا احملــور أحــدث مخ ت ـرب وطـ ن يـ� لملــوارد الر�يــة ملكــف ب�ملصادقــة واالقتنــاء وتتبــع مشــاريع إنتــاج وتطـ يـو�‬ ‫وتعـ ي ز‬
‫ق‬
‫املــوارد الر�يــة ؛‬
‫احملــور الربــع ‪ :‬وهــو حمــور ي�ـ تـم بتطـ يـو� االســتعماالت الــذي ي�ــدف إىل إدمــاج أفضــل لتكنولوجيــا إالعــام واالتصــال‬
‫ف‬
‫ي� احملــال تال� بــوي ؛‬
‫الغاية من برنامج ‪ GENIE‬يف إدماج تكنولوجيا اإلعالم واالتصال يف¨اجملال الرتبوي ؛‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫أ‬ ‫‪ -‬توفـ يـر معطيــات مرجعيــة رمسيــة ت‬
‫يس�شــد ب�ــا الســتاذ ي� معليــة إدمــاج لتكنولوجيــا إالعــام واالتصــال ي� احملــال‬
‫ن‬
‫تال� بــوي عــى �ــو أفضــل أثنــاء املمارســة تال� بويــة داخــل الفصــل ؛‬
‫ث‬ ‫ف‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ت‬
‫ـا�‬
‫بي‬ ‫ـ‬‫�‬‫ج‬ ‫ي‬ ‫ال‬
‫إ‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫وأ�‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫التعملي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫التعليمي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العملي‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫ـال‬‫ـ‬ ‫واالتص‬ ‫ـام‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ال‬‫إ‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫لوجي‬‫و‬ ‫لتكن‬ ‫ـاج‬‫ـ‬ ‫إدم‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مهي‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ـتاذ‬‫ـ‬ ‫س‬‫ال‬ ‫ـيس‬ ‫ـ‬ ‫س‬‫�‬ ‫‪-‬‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫ي� آداء املتعــم والســتاذ عــى حــد ســواء ؛‬
‫ســ� جــودة‬ ‫ومســامه�ا ف ي� ت� ي ن‬
‫ت‬ ‫التعلــم ‪،‬‬
‫ي‬
‫ف‬
‫‪ -‬بإ�از أنــواع االســتعماالت املتاحــة لتكنولوجيــا إالعــام واالتصــال ي�‬
‫العمليــة التعليميــة التعمليــة ؛‬
‫ف ن‬ ‫ف‬ ‫تقــد� ت‬
‫مق�حــات نمل�جيــة ســيناريوهات بيداغوجيــة ي� التدريــس مــن أجــل إالهســام ي� جإ�ــاح معليــة إدمــاج‬ ‫ي‬ ‫‪-‬‬
‫ق‬ ‫ث‬
‫واســت�ر املــوارد الر�يــة داخــل الفصــل وخارجــه ؛‬
‫ف‬
‫عــرض بعــض أنــواع الدعامــة تال� بويــة املعتمدة عــى إدمــاج لتكنولوجيا إالعالم واالتصال ي� الفصول الدراســية ؛‬

‫أه��داف إدم��اج تكنولوجي��ا املعلوم��ات واالتص��ال يف اجمل��ال الرتب��وي وأثره��ا يف جتوي��د‬


‫التعلم��ات‪:‬‬
‫• مــن وســائل تنويع الوســائل والطرائــق البيداغوجية ؛‬
‫• مــن وســائل تهسيــل العمل ب�لبيداغوجيــة الفارقيــة والعمل ب�ملج موعات‬
‫واحملتو�ت ؛‬
‫ي‬ ‫ين‬
‫واملضام�‬ ‫• ت�كــن مــن خلــق تفاعليــة ي نب� املتعــم‬
‫ف‬
‫• تســامه ي� تطـ يـو� الكفـ يـا�ت نامل�جيــة ‪ :‬البحــث ‪ ،‬التنظـ يـم ‪ ،‬التواصــل ‪ ،‬التحليــل ‪ ،‬تال� كيب ؛‬

‫‪188‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫املدرس ) ؛‬
‫ي‬ ‫• تطــور الوســائل التعليميــة ( الكتــاب‬
‫• االهـ تـامم ب�ملتعــم مكحور لملدرســة ‪ :‬تعمل االتعمل ؛‬
‫ماع‪ :‬كفـ يـا�ت تواصلية ؛‬
‫ال ي‬ ‫تهسيــل معليــة التفاعــل و التواصــل والعمــل ج‬ ‫•‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫ج�عــل املتعــم (ة) فعــاال ومتفاعــا ي� بناء معارفــه و تعملاته ؛‬ ‫•‬
‫تطــور جــودة العمليــة التعليمية ؛‬ ‫•‬
‫ت‬
‫�سـ ي نـ� املعرفــة واملهــارات بواســطة تكنولوجيا االتصــاالت واملعلومات ؛‬ ‫•‬
‫ـز� القــدرات املؤسســاتية لملنظومــة تال� بوية ي‬
‫تصم� وإعــدادا وتتبعا ؛‬ ‫• تعـ ي ز‬
‫• تطــور جــودة العمليــة التعليمية ؛‬
‫ت‬
‫• �سـ ي نـ� املعرفــة واملهــارات بواســطة تكنولوجيا االتصــاالت واملعلومات ؛‬
‫ـز� القــدرات املؤسســاتية لملنظومــة تال� بوية ي‬
‫تصم� وإعــدادا وتتبعا ؛‬ ‫• تعـ ي ز‬
‫• امك ي� يم إدمــاج تكنولوجيــات املعلومــات واالتصال إىل‪:‬‬
‫ّ‬
‫• إغنــاء الوســائل التعليميــة ب�ــا يقـ ّـرب مواضيع املعرفة من أذهــان املتعل ي ن�؛‬
‫ال ّاصــة‪،‬‬ ‫ومعال ت�ــا ف‬
‫وتوظي�ــا بوســائلهم خ‬ ‫ـتقاللية فـ يـام يتعلــق ب�لبحــث عــن املعلومــات ج‬ ‫ـم� مــن بلــوغ االسـ ّ‬ ‫ت�كـ ي نـ� ّ‬
‫املتعلــ ي ن‬
‫لد�ــم ّ‬
‫الشـــعور ب�ملســؤو ّلية إزاء ن‬ ‫ّج ف‬ ‫ت‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫تكوي�ــم؛‬ ‫ي‬ ‫ـأ‬
‫ـ‬ ‫وينش‬ ‫ـل‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫التحصي‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫�‬ ‫تدر‬ ‫ـم‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫تقي‬ ‫ـى‬
‫ـ‬ ‫وع‬ ‫ا�‬
‫فيتدر بــون عــى التكــون الـ ي‬
‫ـذ‬
‫ـعاو� ســواء داخل املج موعــة الواحدة أو ي نب� جمموعــات مخ تلفة ؛‬ ‫ّ ن‬ ‫تعويــد ّ‬
‫املتعلــ ي ن‬
‫ـم� عــى أشــال العمل التــ ي‬
‫بلو�ــا ب�عـ تـامد مصــادر متعـ ّـددة‪ ،‬وهــو مــا يســتوجب‬ ‫ـدرس مــن مصــدر وحيــد لملعرفــة إىل مســاعد عــى غ‬ ‫تطـ يـو� دور املـ ّ‬
‫ـار�‪.‬؛‬ ‫خ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن ّ ن‬ ‫ّ‬
‫إرســاء قواعــد جديــدة للتـــعاون بـ يـ� املربـ يـ� أنفهســم وبي�ــم وبـ يـ� احمليــط الـ ج ي‬
‫الدمــات تال� بويــة‬
‫ـتفيد� و ي�فــع مــن جــدوى خ‬ ‫ـكو� عــن بعــد ّممــا يســاعد عــى توســيع قاعــدة املسـ ي ن‬ ‫تنويــع أشــال ّالــ ي ن‬
‫املقدمــة‪.‬؛‬
‫ف‬
‫ملــاذا االهـ تـامم بتكنولوجيــا املعلومــات واالتصال ي� املج ال تال� بوي؟‬
‫ق‬ ‫ز‬
‫ـر� ‪ ،‬عامل املعرفة ؛‬ ‫مســة ممـ يـ� للعــامل املعــارص ‪ :‬عــامل التكنولوجيا ‪ ،‬العامل الـ ي‬
‫رسعــة تضاعــف املعلومــات والعلــوم ‪ :‬العوملة والثــورة املعلوماتية ؛‬
‫لو�؛‬ ‫ت‬
‫مواكبــة املج ال ال� بــوي لتطور العــر التكنو ج ي‬

‫‪189‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫أهمية تكنولوجيا اإلعالم واالتصال يف جتويد العملية التعليمية التعلمية‬


‫أ‬
‫ـار� الدوليــة أن أمهيــة التوظيــف المثــل للوســائل التعليميــة التعمليــة هلــا انعاكســات‬
‫والتقـ ي‬ ‫بأ�نــت الدراســات العمليــة‬
‫ض‬ ‫ف‬
‫ـتو�ت متعــددة لتجويــد التعملــات نو�هــا فـ يـام يـ يـ�‪:‬‬
‫و� مسـ ي‬‫ي جا�ابيــة عــى املــدرس واملتعــم معــا ي‬
‫أ‬
‫أ – ب�لنســبة للســتاذ ‪:‬‬
‫عىل مســتوى التدريس‪:‬‬
‫االنتقــال مــن دور امللقــن لملعــارف املدرس إىل دور املنشــط واملسـ يـر واملصمم للســيناريوهات ؛‬
‫ق‬
‫دمع معــه وتطـ يـو�ه مــن خــال توفـ يـر وســائل ومــوارد ر�يــة حمسوســة معروفــة التجريديــة تكــون أقــوى ثأ� وأكـ ثـر معقــا‬
‫ف ت‬
‫ي� �قيــق الكفـ يـا�ت املنشــودة ؛‬
‫الهــد ب‬ ‫ف‬
‫ور� الوقــت أثنــاء العمليــة التعليميــة التعملية ؛‬ ‫االقتصــاد ي� ج‬
‫م�امنــة عــن بعــد دون االل ـتز ام ب�ــان حمــدد اعـ تـامدا عــى التعــم‬ ‫توفـ يـر بنيــة تعليمــة تعمليــة متعــددة املصــادر بطريقــة تز‬
‫ـذا� والتفاعــل املتبــادل مــع املتعملـ ي نـ�‬ ‫ت‬
‫الـ ي‬
‫أ‬
‫املتعمل� إىل جمموعات صغـ يـرة متفاعلة ؛‬ ‫ين‬ ‫مســاعدة الســتاذ عــى تقسـ يـم‬
‫أ‬ ‫ـر� بيتــه وبـ ي نـ� متعمليه وبينه ي ن‬ ‫ق‬ ‫ف‬
‫وب� أســاتذة املواد الخرى ؛‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫التواص‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫تنميــة وتطـ يـو� هماراتــه‬
‫التكوي�‪:‬‬ ‫ن‬ ‫عىل املســتوى‬
‫ي‬
‫ف‬ ‫ف ت‬ ‫أ‬
‫تشــجيعه عــل ت�لــك االســتعماالت الساســية لتكنولوجيــا املعلومــات واالتصــاالت ي� ج�ويــد التعملــات ي� املــادة‬
‫امللكــف بتدريهســا ؛‬
‫ت‬ ‫ف‬ ‫والتحفــ� ن خ‬
‫يز‬ ‫ن‬
‫واال�ــراط بفعاليــة ي� تكوينــات تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــاالت مــن أجــل ج�ويــد‬ ‫املهــ�‬
‫التطــور ي‬
‫التعملــات ؛‬
‫الر�ية تال� تـ ئ‬ ‫ق‬ ‫ف‬
‫التعليم ج‬
‫وإنتا�ا ؛‬ ‫ي‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫احملي‬ ‫ـا�‬ ‫ي‬ ‫ـوارد‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـاء‬
‫ـ‬ ‫انتق‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫إالهســام‬
‫ف‬
‫والتطــو� لتحقيــق الــرت اامكت النظريــة والتطبيقيــة ال�ض وريــة إلدمــاج تكنولوجيــا‬ ‫ي‬ ‫البحــث‬ ‫أنشــطة‬ ‫�‬
‫املشــاركة ي‬
‫ف‬
‫التعلــم ؛‬
‫ي‬ ‫املعلومــات واالتصــاالت ي�‬
‫عىل مســتوى املتعمل‪:‬‬
‫ف‬ ‫إماك�تــه وقدراتــه خ‬ ‫توفـ يـر فــرص اكفيــة لملتعــم وفــق ن‬
‫و�ويــده بتغديــة ر جا�ــة ‪ ،‬ينتــج نع�ــا ي� الغالــب يز�دة‬ ‫الاصــة ‪ ،‬تز‬
‫ف‬
‫ي� التعــم امك ونوعــا ؛‬

‫‪190‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫منحــه أدوات متنوعــة تتيــح االســتقاللية ‪ ،‬وتوفــر هل نســبة تعليميــة حمغزة وغنية توســع هل جمال االكتشــافات؛‬
‫يف� إىل ت�ســيخ التعملــات ق‬ ‫ض‬
‫وتعمي�ا ؛‬ ‫مســاعدته عــى توظيــف ج�يع حواســه ب�ا ي‬
‫ا|ل ي ج�ابيــة وتنميــة فدرتــه عــى التأمــل ودفــة املالحظــة واتبــاع التفكـ يـر الع ي‬
‫لم� للوصــول إىل‬ ‫مســاعدته عــى املشــاركة إ‬
‫حــل الوضعيــات املش ـل�ة ؛‬
‫مال لديه ؛‬
‫ال ي‬‫بداع واحلــس ج‬
‫تنميــة التفكـ يـر إال ي‬
‫تنميــة القــدرات إالبداعيــة الفكرية الخالقــة لدى املتعمل ؛‬
‫أ‬
‫تنظـ يـم تو�ســيخ املفاهـ يـم والفــار ت يا� يكتسـهب ا املتعمل تلف�ة أطول ؛‬
‫النفس‪:‬‬
‫عىل املســتوى ي‬
‫ثإ�رة اهـ تـامم املتعــم وإشــباع حاجاتــه للتعــم ي ز‬
‫بتحف�ه وجعهل يقبــل عىل املعرفــة بتلقائية ؛‬
‫ن آ‬ ‫ن‬ ‫ف‬
‫إالهســام ي� يز�دة ثقــة املتعــم ‪ ،‬وتنميــة ت�ثالتــه إال ي ج�ابيــة �و الذات و�و الخر ؛‬
‫عىل املســتوى االج�ت يع‪:‬‬
‫انفتــاح املتعــم عــى حميطــه السيوســيو ثقـ فـا� وتشــجيعه عــى اســتعنال مـ ئ‬
‫ـا� وأكـ ثـر غائــدة للواســئل إاللكتورونيــة‬ ‫ي‬ ‫ق‬
‫واملــوارد الر�يــة املتوفــرة ؛‬
‫ن‬
‫ماع ؛‬
‫ال ي‬ ‫تنميــة ميوالتــه إال ي ج�ابيــة ج�و التعــم والتعاون ج‬
‫ف‬ ‫ف ت‬ ‫ج‬
‫وإ�ــاال ي�كــن القــول إن إدمــاج تكنولوجيــا املعلومــات واالتصاالت ي� ج�ويــد التعملات يلعب دورا أساســيا ي� ‪:‬‬
‫ت‬
‫�سـ ي نـ� الولــوج إىل املعلومة وإىل املوارد ؛‬
‫مراعــاة الفروق الفردية ؛‬
‫توفـ يـر أماكنيــة تخ‬
‫ا�اذ القـرار واختيار اسـرت اتيجية العمل ؛‬
‫التشــارك والتعاون ؛‬
‫ف‬
‫لم� قريب من الواقع ؛‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ـياق‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫�‬
‫وضــع املتعمل ي‬
‫والكفا�ت املســتعرضة ؛‬
‫ي‬ ‫تنميــة الفكــر النقدي‬
‫واملتعـ ّـم ب�ســتخدام الوســائل التكنو ّ‬
‫لوجيــة‬ ‫ـال بـ ي نـ� ُاملعـ ّـم ُ‬ ‫ت�سـ ي نـ� العمليــة التعليميــة‪ ،‬وتفعيــل دور ُاملشــاركة ّ‬
‫الفعـ ة‬
‫ّ‬
‫ال ـرب ات ُامل ّقدمــة ُلملتعــم؛‬
‫املتعــددة‪ .‬تنويــع خ‬

‫‪191‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ت‬
‫واالســامع‪،‬‬ ‫الـ أـرب ات املقدمــة هل‪ ،‬مــن خــال املشــاهدة‪،‬‬ ‫املقدمــة لملتعــم مــن تنويــع خ‬ ‫تُ� ّكــن الوســائل التعليميــة ّ‬
‫ّ‬
‫املــادة التعليميــة لطــول فــرت ٍة ُمكنــة‪.‬‬ ‫تذكــر ّ‬ ‫والتأمــل‪ُ .‬املســاعدة عــى‬ ‫واملمارســة‪ّ ،‬‬
‫وتقو� املــادة التعليمية ب�ســتمرار؛‬ ‫تقيـ يـم ي‬
‫وفعــال‬‫دا�ــة بشــل ُمســتمر ّ‬ ‫التعليميــة إدخــال ت�ديثــات ئ‬ ‫ّ‬ ‫حيــث يضمــن اســتخدام تكنولوجيــا التعلـ يـم ف� ّ‬
‫العمليــة‬
‫ٍ‬ ‫ي‬
‫فاعليــة أكــرب للعمليــة التعليميــة؛‬ ‫َيضمــن ّ‬
‫ّ‬
‫تنويــع أســاليب التعلـ يـم ومراعــاة الفروق الفردية بـ ي نـ� ُاملتعل ي ن�؛‬
‫ّ‬
‫اختصــار الوقت ُاملحــدد ي‬
‫للتعل�؛‬
‫خ ّ أ‬ ‫ف ّ‬ ‫ُ ّ‬
‫اس؛‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫موضوع‬ ‫ي‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ة‬ ‫اص‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫املعلوم‬ ‫قاعدة‬ ‫ـيع‬‫ـ‬ ‫توس‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫العل‬ ‫ـاالت‬ ‫ـ‬‫م‬‫ج‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫اكف‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ـات‬
‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫علوم‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ـم‬‫تز�ويــد املتعـ‬
‫يوا�ها؛‬ ‫ال� ج‬ ‫تدريــب املتعـ ّـم عىل حل املشكلات ت‬
‫ي‬
‫التعلــم مــن احلصيــ�ة‬ ‫ف‬ ‫ُ‬ ‫تز‬ ‫ُ ّ‬ ‫تنميــة ث‬
‫ي‬ ‫لوجيــا‬ ‫و‬ ‫تكن‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫ســتخدمة‬ ‫امل‬ ‫التعليميــة‬ ‫الوســائل‬ ‫يــد‬ ‫�‬ ‫حيــث‬ ‫‪،‬‬ ‫تعــم‬ ‫الــروة اللغويــة لمل‬ ‫ّ‬
‫ت‬
‫اللغويــة ُلملتعــم عــن طريــق املشــاهد واملواقــف ال ـت ي �تــوي عــى ألفـ ٍـاظ جديــدة ؛‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫ـ� ‪ :‬حيــث تقــوم الرســوم التوضيحيــة والشــال بدور همم ي� توضيــح اللغة املكتوبــة لملتعمل (ة) ؛‬ ‫إالدراك احلـ ي‬
‫أ‬
‫فال�م ‪ :‬تســاعد عىل ت� ي زي� الشــياء ؛‬
‫ف‬
‫املهــارات ‪ :‬تســاعد ي� تعلـ يـم املتعملـ ي نـ� همارات معينــة اكلنطق السـ يـل� والصحيح ؛‬
‫ال� ج‬
‫يوا�ها ؛‬ ‫التفكـ يـر‪ :‬تهســم بــدور كبـ يـر ف ي� تدريــب املتعــم (ة) عىل التفكـ يـر املنظم وحل املشكلات ت‬
‫ي‬
‫ن‬
‫املفاه� الســليمة ‪ ،‬تنميــة القدرة عىل التذوق ؛‬ ‫الـرب ات ‪� :‬ــو الـ ثـروة اللغويــة ‪ ،‬بنــاء ي‬ ‫تنويــع خ‬
‫ين‬
‫املتعمل� ؛‬ ‫ملوا�ــة الفروق الفردية بـ ي نـ�‬ ‫ـو� ج‬ ‫تنويــع أســاليب التقـ ي‬
‫تعــاون عــى بقــاء التعمل لدى املتعملـ ي نـ� تلف�ات طويلة ؛‬
‫ن‬ ‫تنميــة ميــول املتعملـ ي نـ� للتعــم وتقوية ت جا� ت‬
‫اها�ــم إال ي ج�ابية �وه ؛‬

‫ق‬
‫شلك ر� ‪1‬‬

‫‪192‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ق‬
‫شلك ر� ‪2‬‬
‫مراحل إدماج تكنولوجيا املعلومات واالتصال بالرتبية ‪ TICE‬وتطورها‬
‫ّ‬
‫التعليميــة ب�لعديــد مــن املراحل والتســميات‪ ،‬وهذه املراحل يه‪:‬‬ ‫مـ ّـر إدمــاج الوســائل‬
‫مرحلة التعليم البصري‪:‬‬
‫ف‬ ‫ـد� ن�ــوذج مـ ئ يّ‬ ‫ة ف‬
‫ـر� أو صــورة للـش ي ء ُاملـراد �مــه؛‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫تق‬ ‫ـق‬
‫ـ‬ ‫طري‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫الب‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫حاس‬ ‫ـى‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـم‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫التعل‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫اعتمــدت هــذه املرحـّـ�‬
‫عل�ــا عــن طريــق البــر؛‬ ‫حيــث ّبينــت الدراســات أن ‪ 80-900%‬مــن خـرب ات الفــرد ي�صــل ي‬
‫مرحلة التعليم السمعي البصري‪:‬‬
‫أ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مرئيــة ومســموعة لملســامهة ف� ثإ�اء ّ‬
‫حيــث ت ّ� اســتخدام وســائل ّ‬
‫داريــة‪ ،‬وال ن�شــيد‬
‫ال ّ‬ ‫معليــة التعــم مثــل‪ :‬اللوحــات ج‬ ‫ي‬
‫التعليميــة كطريقــة لعــرض الـ ّـدرس وتيسـ يـره؛‬
‫ّ‬
‫مرحلة االتصال‪:‬‬
‫ال ّيــد واملثمــر ي ن‬
‫بــ�‬ ‫ج‬ ‫واصــل‬ ‫تعليميــه حديثــة ت�اع ّ‬
‫الت‬ ‫التعلــم‪ ،‬واســتخدمت وســائل ّ‬ ‫ي‬ ‫ــوم‬ ‫م�‬ ‫املرحــ� َت ّ‬
‫طــور ف‬ ‫ة‬ ‫هــذه‬ ‫�‬
‫ف‬
‫ً‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫تُ ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ ُ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬
‫املعــم واملتعــم؛ إذ تعـ ّـد معليــة أ االتصــال هــذه معليــة ديناميكيــة �قــق تفاعــا بـ ي نـ� عنــارص املرســل ال ـت ي تشــمل الك مــن‪:‬‬
‫املعــم‪ ،‬واملــادة التعليميــة‪ ،‬وال ج�ــزة‪ ،‬وعنــارص املســتقبل وتشــمل الشــخص املتعــم؛‬
‫مرحلة أسلوب النظم وتطوير نظم التعليم‪:‬‬
‫ت‬ ‫أّ‬
‫ُ ّ يعــرف فم�ــوم النظــام ب�نــه جم ًموعــة مـ فـن ُاملكـ ّـو ن�ت املنظمــة ال ـت ي تعمــل بصـ ٍ‬
‫ـورة ُمتاكمـ ةٍـ� مــن أجــل �قيــق هــدف‬
‫مــدد‪ ،‬وقــد اعت ـرب هــذا فامل�ــوم هممــا جــدا ي� تطـ يـو� معليــة التعلـ يـم وذلــك مــن أجــل قدرتــه عــى اســتيعاب ج�يــع أفــار‬
‫ـاع والفــردي احلديــث؛‬
‫المـ ي‬‫املــواد ُامل ـراد تعليمهــا‪ ،‬ب� إلضافــة إىل قدرتــه عــى جدم التعلـ يـم التقليــدي ب�لتعلـ يـم ج‬

‫‪193‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫مرحلة العلوم السلوكية‪:‬‬


‫ّ‬
‫يه العلــوم ال ـت ي ت�ـ ت ّـم ب�لســلوك‪ ،‬واالســتجابة ال ـت ي ُيظهرهــا الشــخص املتعــم‪ ،‬والتحـ ّـول مــن املــواد ال ـت ي تعــرض املــواد‬
‫التعليميــة إىل وســائل التعلـ يـم امل ـرب جم؛‬
‫مرحلة تكنولوجيا التعليم‪:‬‬
‫أ‬ ‫تَ‬ ‫ف‬
‫حيــث ت ّ� تال� كـ ي زـ� ي� هــذه املرحـ ةـ� عــى االعـ تـامد عــى التفكـ يـر مــن أجــل حــل املشـل�ة ‪ ،‬و�ديــد الهــداف‪ ،‬ب� إلضافــة‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫التعليميــة ب(� إل ج� ي زل� يــة‪(:‬‬
‫ّ‬ ‫دوات وال ج�ــزة ب(� إل ج� ي زل� يــة‪ ،)Hardware :‬وربطهــا ب�ملــواد والـرب جام‬ ‫إىل تال� كـ ي زـ� عــى اسـ ِ‬
‫ـتخدام ال ِ‬
‫(‪Software‬‬
‫املوارد الرقمية يف اجملال الرتبوي‪:‬‬
‫(بــوا�ت‪ ،‬ب� نا�‪ ،‬حمــراكت البحــث‪ ،‬تطبيقــات‬ ‫والنــر والتواصــل ب‬ ‫التدبــر ش‬
‫ي‬ ‫يه جممــوع خدمــات إال تن�نيــت و ب� نا�‬
‫والغرافيــة واالج�ت قعيــة ي‬
‫والد�وغرافيــة‪ ) ...‬واملــواد‬ ‫ت� بويــة‪ ،‬حقيبــة مســتندات “‪ )“portfolios‬وكــذا املعطيــات إ‬
‫(الحصائيــة ج‬
‫(و�ئــق مرجعيــة عامــة‪،‬‬ ‫إالخباريــة ( مقــاالت حصفيــة‪ � ،‬جام متلفــزة‪ ،‬مقاطــع صوتيــة ‪ ،). . .‬إضافــة إىل املؤلفــات الر�يــة ث‬
‫ف‬ ‫ب‬
‫ش‬
‫‪/‬تعلم� أو مــروع توظــف يف�مــا‬ ‫ت‬
‫تعليم ي‬ ‫مؤلفــات أدبيــة‪ ،‬فنيــة أو � بويــة) املفيــدة لملــدرس ضأو املتعــم ي� إطــار نشــاط ي‬
‫بيداغــو�‪“.‬‬
‫جي‬ ‫تقد�همــا �ــن ســيناريو‬
‫تكنولوجيــا املعلومــات والتواصــل‪ ،‬يو�كــن ي‬
‫ق‬ ‫ف‬
‫ي� مــا ييل بعــض املوارد الر�ية ‪:‬‬
‫‪Cours multimédia- didacticiels- exerciseur- animations - simulations- médiathèque- collection‬‬
‫‪multimédia- jeux éducatifs- portfolios- blog- forum - wiki - plate forme de formation- courrier électronique-‬‬
‫‪portails- logiciels outils- émission télévisée- articles de journaux- éditeur de figures géométriques…..‬‬
‫أصنــاف امللفات ‪:‬‬
‫ف‬
‫ي� مــا يـ يـ� بعــض االمتــدادات ( ‪ ) Extensions‬املمـ ي زـ�ة لمللفات ( ‪: )Fichiers‬‬
‫…‪mpg - doc- wav- swf- jpeg-xls- flv-ppt- inf- avi- bmp- cda- rar- pdf- zip - mp3-mov-pub-tif-txt-rtf‬‬

‫‪194‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫مكانة إدماج تكنولوجيا املعلومات واالتصال بالرتبية ‪TICE‬‬


‫ّ‬
‫ّممــا ال شــك فيــه أن هــذه التكنولوجيــا هلا ماكنــة خاصة ومتمـ ي زـ�ة نوجزها يف� ييل ‪:‬‬
‫ّ‬
‫ـواح العمليــة‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫ج‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـر‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫كب‬ ‫أ�‬ ‫ـإن لذلــك ث‬ ‫تـ ثـؤ� عــى اكفـّـة جوانــب احليــاة‪ّ ،‬وعنــد شإ�اك التكنولوجيــا ب�لتعلـ يـم فـ‬
‫ُ‬ ‫التعليميــة‪ ،‬ث ّ‬ ‫ف‬ ‫التعليميــة ال ـت تتمثــل ب�ملتعــم الــذي ي�ثــل ّ‬
‫و� املقـ ّـررات الدراسـ ّـية واملنـ جـاه ال ـت ي تكـ أـون‬ ‫ّ‬ ‫أمه احملــاور ي� العمليــة‬ ‫ي‬ ‫أ‬
‫ال�‬ ‫التعليميــة‪ ،‬وبــدوره يقــوم بنقــل ث‬ ‫ّ‬ ‫للتعلــم‪ ،‬واملعــم الــذي هــو العنــر املســؤول عــن ير�دة ّ‬
‫العمليــة‬ ‫ي‬ ‫الثابتــة‬ ‫ســس‬ ‫ال‬
‫لــو� لوســائل التدريــس‪.‬‬ ‫التكنو ج ي‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ّ‬
‫الوانــب إال ي ج�ابيــة‪ ،‬مثــل يد�قراطيــة التعلـ يـم ب�عـ نـى‬ ‫يـ ثـؤ� اســتخدامً التكنولوجيــا ي� التعلـ يـم عــى املتعــم ي� العديــد مــن ج‬
‫التخصــص املناســب هل‪ ،‬ب� إلضافـ ًـة لتمكنــه مــن اختيــار املســاقات‬ ‫لملتعتــم مســاحة مــن احلريــة ليتمكــن مرتــن ناختيــار ّ‬ ‫أن ً‬
‫ز‬
‫و�‪ ،‬وذلــك ي�قــق هل االســتقاللية ومزيــدا مــن الشــعور ب�لذاتيــة‪ ،‬امك ي� يــد‬ ‫ي‬ ‫وأيضــا �ديــد مــدرس املســاق بشــل إلكــ‬
‫ـا� لديــه‪ ،‬امك يهســل احلص ًــول عــى‬ ‫ب‬ ‫ـ� التفكـ يـر إال ي ج�ـ‬ ‫اســتخدام التكنولوجيــا ف ي� التعلـ يـم مــن تفاعــل املتعــم بشــل عــام‪ ،‬وينـ ّ‬
‫ةً‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ثّ ف‬ ‫مخ‬
‫ـول‬ ‫ـتيعا�ا‪ ،‬وتهسيــل جمــال احلصــول عــى أحــدث املعلومــات بو�جــاالت متعــددة بهسـ‬ ‫واسـ ب‬ ‫ً‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ـات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املعلوم‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫تل‬
‫ـارك�ا أيضــا‪.‬‬ ‫عاليــة‪ ،‬وإماكنيــة مشـ ت‬
‫ختلــف أشــاهلا‪ٌ ،‬و�بالســتعانة‬ ‫أ‬ ‫كبــر ب�يــث نأ�ــا توفــر هل املزيــد مــن املعلومــات واملعرفــة ب�‬ ‫تســاعد املعــم بقــدر ي‬
‫خ‬ ‫ف ن‬ ‫ش‬
‫ب�لتكنولوجيــا يهســل عليــه مشــاركة ونــر املــواد العمليــة ب� إلضافــة للتعــرف ّ عــى جديــد العــم ي� ال�ــاء املتلفــة مــن العــامل‪،‬‬
‫ورفــع جــودة التعلـ يـم وتهسيــل احلصــول عــى العــم لاكفــة املتعملـ ي نـ� ‪ ،‬امك أن التكنولوجيــا تهســل متابعــة الواجبــات مــن قبــل‬
‫ت‬
‫ومتابع�ــم ‪.‬‬ ‫معليــة التوجيــه‬ ‫املعــم‪ ،‬وتســاعده وتهســل عليــه ّ‬
‫ف‬
‫عل�ــا أن‬ ‫إن اســتخدام ٌالتكنولوجيــا احلديثــة ي� املج ــال تال� بــوي ال ينبـ غ يـى أن تقلــل مــن ماكنــة وأمهيــة املعــم‪ ،‬بــل ي‬
‫الهــود ملواكبــة‬ ‫ـام‪ ،‬ي جو�ــدر ب� نملعــم بــذل املزيــد مــن ج‬ ‫تكــون خـ يـر معـ ي نـ� لــل مــن املعــم واملتعــم واملسـ يـرة التعليمــة بشــل عـ‬
‫املتلفــة لتحقــق القــدر‬ ‫ـخ�ها ف� خدمــة أ�ــاء التعلـ يـم خ‬ ‫خ‬ ‫ف‬ ‫ّ‬
‫أالتطــور الرسيــع ي� أشــال التكنولوجيــا املتلفــة ليتمكــن مــن تسـ ي ي‬
‫واملرئيــة يهســم بتهسيــل وتبســيط وصــول املعلومــات‬ ‫ال ك ـرب مــن الكفــاءة واملعرفــة‪ ،‬فاســتخدام الوســائل التعليميــة املقــروءة ّ‬
‫الهــد والوقــت عــى املعــم‪.‬‬ ‫ـال االســتفادة بشــل أك ـرب للطالــب‪ ،‬وتوفـ يـر ج‬ ‫للطالــب بو�لتـ ي‬
‫ً‬ ‫ف‬
‫املتعملــ� التعــم �بالســتعانة ب�لتكنولوجيــا لهسو تل�ــا ووفــرة املعلومــات ي� أي وقــت وأيضــا بســبب‬ ‫ين‬ ‫يفضــل أغلــب‬
‫ن‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ف‬
‫التنــوع ي� ش ـىت أشــال العلــوم‪ ،‬وقـًـد يفضــل بعــض املتعملـ يـ� الطــرق التقليديــة ي� التعلـ يـم‪ ،‬ولك�ــم قــد ي�تاجــون لملزيــد‬
‫الهــد والوقــت والتلكفــة أيضــا للحصــول عــى املعلومــات‪ ،‬وقــد يعتمــد املتعــم عــى املعــم بشــل أكــرب ف� ة‬
‫حــال‬ ‫مــن ج‬
‫خ‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫ف‬ ‫ّ‬ ‫ف‬
‫االعــامد عــى املعــمً ي� حــال اســتخدام التكنولوجيــا‪ .‬أمــا يفــام ي�ــص‬ ‫بيــام يقــل ت‬ ‫التعلــم ن‬
‫والوســائل التقليديــة ي� ي‬
‫ة‬ ‫ت‬ ‫الطــرق ّ‬
‫واســتبداهلا بنســخ إلك�ونيــة يهســل مــن احلصــول عــى الكتــب وهســول حفظهــا‬ ‫املنـ جـاه فــإن لالســتغناء عــن الكتــب الورقيــة‬
‫ن‬ ‫ًف‬ ‫ت‬ ‫رت‬
‫الميــع مــن خــال‬ ‫وز�دة الثقافــة العامــة بـ يـ� ج‬ ‫التعلـ يـم ي‬ ‫واسـ جاهعا ومشــارك�ا‪ ،‬ولذلــك دور هــام جــدا في� املســامهة بتطـ يـو� أ‬
‫تهسيــل احلصــول عــى املصــادر واملنـ جـاه العمليــة ي� لك وقــت ولــل الف ـراد‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪196‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫يف اجملال التعليمي ‪ TICE‬إشكالية توظيف‬


‫ف‬
‫ـ� وســائل للعــرض واملشــاهدة ( أفــام ‪ ،‬عــروض ‪ ،‬دروس) ؟‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫املج‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫هــل تكنولوجيــا االتصــال واملعلومــات‬
‫ـداع ‪ ،‬ابتــاري ‪ ،‬ت�كي ب يـ‬
‫ـ‬ ‫إب‬ ‫‪،‬‬ ‫ـر‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫تفك‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫طريق‬ ‫‪،‬‬ ‫ورة‬ ‫ـر‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫وس‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫هــل تكنولوجيــا االتصــال واملعلومــات ف� املج ــال التعليــ� ن‬
‫م�‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ـرح ؟‬
‫‪ ،‬مـ ي‬
‫ف‬
‫التعليــ�( مــادة تعليميــة فقــط ( مــادة التكنولوجيــا أو مــادة‬
‫ي‬ ‫ــال‬ ‫املج‬ ‫�‬‫ي‬ ‫هــل تكنولوجيــا االتصــال واملعلومــات‬
‫إالعالميــات ) ؟‬
‫أ‬
‫مشـل�ة المية ‪:‬‬
‫حلــل هــذه الش ـل�ة ي�كــن إنشــاء الفصــول املســائية وســائل ‪ :‬إدمــاج تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال عــى اوســع‬
‫أف‬
‫والذاعــة تال� بويــة وال�ــار الصتاعيــة ؛‬
‫نطــاق اكالســتعانة ب�ل ـرب جام التعليميــة إ‬
‫نقــص أعضــاء هيئــة التدريــس ‪ :‬ويـ تـم عــاج هــذه املش ـل�ة عــن طريــق‪ T V Edu‬أو اســتخدام الـ ئ‬
‫ـدوا� التليفزيونيــة‬
‫أق‬
‫وال�ــار الصناعيــة؛‬
‫خماطر تكنولوجيا االتصال املعلوماتي يف اجملال التعليمي‪:‬‬
‫أ‬ ‫ق‬
‫انتشــار الثقافــة االســهتالكية الر�يــة ( ال ج�ــزة والعتــاد ‪ ،‬الــرب جام‪ ،‬انتشــار العنــف والعنرصيــة النعــدام الرقابــة‪،‬‬
‫ألعــاب الفيديــو ن�وذجــا ) ؛‬
‫وتطــو� وتســويق تكنولوجيــا االتصــال واملعلومــات‬‫ي‬ ‫النســية عــى بنــاء‬‫الــر اكت املتعــددة ج‬‫التبعيــة لســيطرى ش‬
‫‪MICROSOFT‬‬
‫توظي�ا ف� التجــارة إال ت‬
‫لك�ونية ؛‬ ‫ـتخدم� وبيهعــا لل�ش اكت قصــد ف‬ ‫اســتغالل وتوظيــف معلومــات املسـ ي ن‬
‫ي‬
‫إالدمان عىل اســتعماهلا ؛‬
‫واحل ؛‬ ‫ســيطرة حــوار آال ةل مــع أال ةل عىل حســاب التواصــل الب�ش ي ش‬
‫املبا�‬
‫ي‬
‫ـل� ؛‬ ‫ق‬
‫التل� السـ يب‬
‫ي‬
‫إالفـراط الزائــد لملعلومات ب�ا يســبب التلف وتشــتت الذهن ؛‬
‫ـه ؛‬ ‫ف‬
‫الكتا� والشـ ي‬
‫املر� عىل ب ي‬ ‫ســيطرة ب ي‬
‫تعــدد املصــادر واملعلومــات وتقادهما الرسيع ؛‬

‫‪197‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫خماطر نفسية ‪:‬‬


‫الديدة ؛‬ ‫احلــذر خ‬
‫والــوف مــن التكنولوجيا ج‬
‫الهــل ‪ :‬فالنــاس أعداء ملا ج�لوا ؛‬
‫ج‬
‫ت‬
‫النا�ــة عن اكتشــاف املج هول خ‬
‫والوف منه ؛‬ ‫عــدم الثقــة ج‬
‫متثالت ‪:‬‬
‫وال ي�ــان بصعوبتــه أو بر�ا خ‬
‫الوف منه ؛‬ ‫‪ -‬عــدم التعــم إ‬
‫الائــف واحملارب للك ما هو مســتجد ؛‬ ‫‪ -‬احملافــظ وهــو خ‬
‫‪ -‬خ‬
‫الــوف مــن التحول إىل الصورة ؛‬
‫عملية ‪:‬‬
‫‪ -‬إكراهــات املدرس اكســتعماالت الزمن ؛‬
‫الـ ة‬
‫ـدول الزمنيــة الســنوية واالختبــارات‬ ‫‪ -‬كـ ثـرة واكتظــاظ الـرب جام واملنـ جـاه الدراســية ‪ ،‬وارتبــاط املــدرس ب إ� ن�ائــه حســب ج‬
‫والهويــة ؛‬
‫الوطنيــة ج‬
‫أ‬
‫الهكر�ء ‪ ،‬شــبكة ال تن�نيت ؛‬
‫‪ -‬إكراهــات ظــروف العمــل ك غياب ب‬
‫‪ -‬انعــدام املراجــع الاكفية والــدورات التكوينية ؛‬
‫مادية ‪:‬‬
‫ت‬
‫البنيــة التحتيــة جو�هـ ي زـ� املؤسســات التعليمية ؛‬
‫كب�ة جدا ؛‬
‫تقــادم العتــاد واحلواســيبب بفعــل التطور الرسيــع للعتاد والـرب جام برسعة ي‬
‫ـلك ؛‬
‫ـ‬ ‫والالس‬ ‫ـلك‬‫ـ‬ ‫الس‬ ‫نيت‬ ‫ضعــف صبيــب أال تن�نيت ت جو� ي زه� املؤسســات ب� أل ت‬
‫ن�‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫يز�دة الفعاليــة وتطـ يـو� املج تمع ؛‬
‫تإ�حــة الفرصــة للجميع ؛‬
‫قليـ ةـ� التلكفة ؛‬
‫تكنولوجيــا االتصاالت أدوات مســاعدة وال تعوض إالنســان؛‬

‫‪198‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫أ‬
‫تكنولوجيــا االتصــاالت ال تولــد التغيـ يـر ‪ ،‬بــل توفر بيئتــه وظروفه للفراد؛‬
‫تكنولوجيــا االتصــاالت توفــر الطاقــات واملؤهــات ( المكيــة ) وليس ب�ل�ض ورة إالبــداع واملواهب ( الكيف )؛‬
‫تكنولوجيــا االتصــاالت توفــر املعطيــات والبيـ نـا�ت واملعلومــات ‪ ،‬وليس ب�لـرض ورة املعرفة ‪ /‬احلمكة؛‬
‫يع� ب�لـرض ورة التنمية ؛‬
‫ن‬
‫تكنولوجيــا االتصــاالت عامــل حمفــز للتنميــة وال ي‬
‫يع� اســتخداهما ؛‬ ‫تكنولوجيــا االتصــاالت الرسيــع ف ي� املج تمــع ال ن‬
‫ي‬
‫مصطلح ‪MOS‬‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫هــو اختصــار لـــ‪ Microsoft® Office Specialist‬الــذى يعـ نـى أن حـــامهل معتمــد كخصـ ئـا� � اســتخدام ب� جام ســطح‬
‫املكتــب مــن مـــايكروسوفت ‪ .Microsoft‬فــا شــك أن هــذا النــوع مــن الـرب جام ينتـ شـر بـ ي نـ� جنبــات أغلــب احلاســبات عــى‬
‫مســتوى العــامل‪ ،‬ب� إلضافــة إىل أن مــا يقــرب مــن ‪ 85%‬مــن مســتخدىم احلاســبات يســتخدمون إحــدى ب� جامهــا إن مل يكــن‬
‫إلك�ونيــة ؛‬‫ـال ف� إدارة املاكتــب ت‬ ‫لكهــا نظـ ًـرا ملــا تقدمــه مــن وســائل فعـ ة‬
‫ز أ‬
‫املمــ� كحــد الطــرق القيــــاسية الســتعراض همــارات مســتخدم احلاســب‬ ‫آ يعتــرب هــذا املســار التدريــىب هــو املســار ي‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫والــودة احملققــة � ظــل‬ ‫الىل � اســتخدام ال ـرب جام املكتبيــة املمثـ ةـ� � ب� جام ‪ ،Microsoft Office‬و�ديــد مــدى إنتاجيتــه ج‬
‫إنتاجي�ــم وجــودة مخ ت‬
‫رجا�ــم‬ ‫ت‬ ‫اســتخداهما‪ .‬فالشــك أن احلصــول عــى هــذه ال�ش ــادة تأ�ح للعديــد مــن املسـ ي ن‬
‫ـتخدم� يز�دة‬
‫ت‬
‫عــن طريــق اســتخراج أجــود وأحســن مــا �تويــه هــذه ال ـرب جام‪.‬‬
‫ً‬
‫انتشــارا مــن‬ ‫إماك� ت�ــم ب�ســتخدام حزمــة الــرب جام أال ث‬
‫كــر‬ ‫فعــن طريــق تإ�حــة الفرصــة أللفــراد لــى يقومــوا بتطــو� ن‬
‫ي‬
‫مـــايكروسوفت ‪ ،Microsoft‬فــإن املســار التدري ـىب االح ـرت فا� ‪ MOS‬يســاعد عــى ســد احلاجــة إىل أال شخ�ــاص املؤهلـ يـ�ن‬
‫أ‬ ‫الانــب أالخــر فــإن �ش ــادة‪ MOS‬تســاعد عــى ســد ت‬ ‫واحمل�فـ ي نـ� للعمــل ف� بيئــة ت‬
‫حاجا�ــا مــن ال شخ�ــاص‬ ‫حم�فــة‪ .‬وعــى ج‬ ‫ت‬
‫ن‬
‫ـادر� عــى جإ�ــاز إمعاهلــم ب�رفيــة ت�مــة‪.‬؛‬‫القـ ي ن‬
‫املتلفــة ال ـىت ي�كــز ي‬
‫عل�ــا‬ ‫ال تتوحــد أالهــداف مــن اكفــة االمتحـ نـا�ت‪ ،‬حيــث أن لــل امتحــان أالهــداف والنقــاط خ‬
‫ويتق�ــا‪ .‬إال نأ�ــا ت�تكــز عــى جمموعــة مــن املهــارات املرتبطــة بــل ب� ن� جم‪.‬‬‫يو�جــو مــن املتقــدم أن يــم ب�ــا ن‬
‫ض‬ ‫ف‬
‫ولكــن نامل�ــج احملــدد ل�ش ــادة ‪ MOS‬ســوف ينتــج عنــه معرفــة و�ــم وا� لتطبيقــات‪ . Office 2000‬وســوف ي ز�داد‬
‫ف‬
‫الطــاب خ ـرب ة ي� اســتخدام هــذه التطبيقــات لـ يـ� يقومــوا بتجهـ ي زـ� حلــول مشــاريع( ‪ ) Business Solutions‬هلــا عالقــة‬
‫ب�لعــامل الواقـ يـ� ‪.‬‬
‫ت‬
‫وانتاجي�ــم وكذلــك‬ ‫لقــد أثبتــت أال ب�ــاث أن الطــاب واملوظفـ ي نـ� احلاصلــون عــى �ش ــادة ‪ MOS‬قــد زادت ت‬
‫كفاء�ــم‬
‫ت‬
‫مصداقي�ــم ؟‬
‫احلاصل� عــى �ش ادة ‪ MOS‬أعىل من يغ�مه ‪.‬‬ ‫ين‬ ‫‪ 78%‬مــن أحصــاب العمــل وجــدوا أن كفــاءة ي ن‬
‫املوظف�‬

‫‪199‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫‪ 67%‬مــن أحصــاب العمــل �ش ــروا ب أ�ن احلصول عىل �ش ــادة ‪ MOS‬جعل قرارات تال�قيــة ي ن‬
‫والتع� أهسل‬
‫املوظفــ� عــى �ش ــادة ‪ MOS‬قــد عــاد ب�لنفــع بشــل ش‬
‫مبــا� عــى‬ ‫ين‬ ‫‪ 82%‬مــن أحصــاب العمــل وجــدوا أن حصــول‬
‫ش� ئاك�ــم ؛‬
‫ز ً ف‬
‫جــدا � ش� كــة مايكروســوفت ‪ Microsoft‬ولاكفــة ش� اكت تكنولوجيــا‬ ‫املمــ�ة‬
‫ي‬ ‫تعتــرب هــذه ال�ش ــادة مــن ال�ش ــادات‬
‫املعلومــات العامـ ةـ� ف� جمــال التدريــب والــدمع الفـ نـى‪ .‬ليــس ذلــك ف�ســب‪ ،‬بــل أن الـ شـر اكت ال ـىت ت�تلــك ً‬
‫قطاعــا ً‬
‫عريضــا‬ ‫أ‬
‫مــن مســتخدىم ‪ Microsoft Office‬البــد هلــم وأن يتعاملــوا مــع المــر بشــل أكـ ثـر حرفيــة‪.‬‬
‫ـد� ب�لذكــر أن العــروض املاليــة املقدمــة إىل احلاصلـ أي نـ� عــى هــذه ال�ش ــادة ال تتوقـ أـف فقــط عــى احلصــول عــى‬
‫الـ ي‬ ‫ج‬
‫ن‬
‫ـد� الــدمع الفـ نـى‪ .‬المــر الــذى يعـ نـى أن ب إ�مــان‬ ‫ال�ش ــادة بقــدر مــا تتوقــف عــى خ ـربآ ة االســتخدام ج‬
‫وإ�ــاز المعــال وتقـ ي‬
‫هــؤالء ت‬
‫احمل�فــون شــغل الوظائــف التيــة بكفــاءة ت�مــة‪:‬‬
‫مـديـــري إدارة املاكتب (‪) ) Managers of office Administration‬‬
‫موظـف ي املســاعدات التقنيــة ( ‪) )Technical Helpdesk staff‬‬
‫ـد�ي إدارة وهمنــدس النظم (‪)Systems Engineers and Administrators‬‬ ‫مـ ي‬
‫موظـف ي املبيعــات ( ‪) )Sales & Purchasing Staff‬‬
‫موظـف ي املالية واحلسـ بـا�ت( ‪) ) Finance and Accounting‬‬
‫املتدربـ ي نـ� عــى مبــادئ صناعــة التكنولوجيا( ‪) )Entry Level IT Trainers‬‬
‫أراء خمتلفة عن شهــادة ‪:MOS‬‬
‫آ‬
‫هنــاك جمموعــة مــن الراء الـت ي تـ شـرح مــدي ما تتمتع به �ش ــادة ‪ MOS‬من مز يا� نم�ا عىل ســبيل املثال‪:‬‬
‫غ� نع�ا ‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ن �ش‬
‫إ�ــا ــادة مفيــدة للغاية وال ي‬
‫ـ� إالحســاس التــام ب�لثقة عند خــوض أية امتحـ نـا�ت متعلقة ب�جــال التطبيقات‪.‬‬ ‫تعـ ي‬
‫ً‬ ‫أ‬
‫نإ�ــا �ش ــادة مفيدة حيث نإ�ا ال ثك� انتشــارا ‪.‬‬
‫ـعاد� �بحلصول عــى تلك ال�ش ادة ‪.‬‬ ‫ال أســتطيع أن أصــف مدي سـ ت‬
‫ي‬
‫ق‬ ‫ًف‬ ‫لقــد منحتـ نـ� ال�ش ــادة لك مــا أردت أن أتعملــه بل ث‬
‫وأك� ولن تأ�دد أبدا ي� اســتامكل ب� ي� املسـ ي‬
‫ـتو�ت ؛‬ ‫ي‬
‫ماهى شهــادة ‪MOS‬؟‬
‫ـز�دة همــارات وكذلــك إنتاجيــة هــؤالء أالف ـراد الـ ي ن‬
‫ـذ�‬ ‫ـو�ت �ش ــادة ‪ MOS‬لـ ي‬
‫لقــد قامــت مايكروســوفت بتصمـ يـم حمتـ ي‬

‫‪200‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬
‫يســتخدمون ‪ .Microsoft Office‬هــل أنــت ممــن يقومــون ب�ســتخدام تطبيقــات ب� ن� جم ‪ Microsoft Office‬بــدون �ــم اكمــل‬
‫ً‬
‫ومم�اتــه ؟ إذا كنــت كذلــك فــإن �ش ــادة ‪ MOS‬قــد ت� تصميمهــا خصيصــا مــن أجلــك‬ ‫جلميــع معاملــه ي ز‬
‫إىل أى مــدى ي خ�تلــف حامــى �ش ــــادة ‪ MOS‬عــن ئ‬
‫نظا�مه ممن يال�ملون هذه ال�ش ــــادة؟‬
‫ف‬ ‫أحصا�ــا مــن املتقدمـ ي نـ� لشــغل وظائــف أو املوظفـ ي نـ� دليــل عــى ت‬ ‫ت‬
‫قدر�ــم إالنتاجيــة ي� ظــل ســوق‬ ‫�نــح هــذه ال�ش ــادة ب‬
‫يتــم ب�لســباق واملنافســة مــن أجــل احلصــول عــى وظائــف أو ت�قيــات؛‬
‫ما هو شكل االمتحان؟‬
‫ن‬ ‫ت‬
‫إن امتحـ نـا�ت �ش ــادة ‪ MOS‬ليســت امتحـ نـا�ت � ير� يــة ‪ ،‬وإ�ــا يه امتحـ نـا�ت تعتمــد عــى ج‬
‫الانــب العمـ يـ� ‪ .‬ب�عـ ن يـ�‬
‫ين‬
‫املتقدمــ� بتنفيــذ جمموعــة‬ ‫مبــا�ة أمــام ب� ن� جم مــن ب� جام ‪ Microsoft Office‬ت‬
‫ويــم تلكيــف‬ ‫أن لك متقــدم ســوف ي ج�لــس ش‬
‫ت‬
‫مــن املهــام مــن أجــل �ديــد همار تا�ــم‪.‬‬
‫هل ميكن دخول االمتحان أكثر من مرة؟‬
‫ليــس هنــاك عــدد مـرات حمــدد لدخول امتحان �ش ـــادة ‪ ، MOS‬ولكــن ي�ت دفع نفس الرســوم للك امتحان ‪.‬‬
‫ما هى مدة دراسة شهادة ‪MOS‬؟‬
‫ً‬ ‫ف‬ ‫تخ‬
‫ات أســبوعيا ولك مــرة ‪ 4‬ســاعات‪ ،‬أمــا‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫مــ‬ ‫ثــاث‬ ‫عاديــة‬ ‫اســة‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫نــاك‬ ‫�‬ ‫اســة‬ ‫ر‬ ‫الد‬ ‫طبيعــة‬ ‫ختــاف‬ ‫�‬‫ب‬ ‫املــدة‬ ‫تلــف‬ ‫�‬
‫ف‬ ‫ً‬
‫الدراســة املكثفــة ثــاث م ـرات أســبوعيا ولك مــرة ‪ 8‬ســاعات بو�لتــاىل فــإن عــدد الســابيع � الدراســة العاديــة ‪ 6‬أســابيع‬
‫ً‬ ‫ف‬ ‫ً‬
‫تقريبــا‪ ،‬أمــا الدراســة املكثفــة � ‪ 3‬أســابيع ونصــف تقريبــا‪,‬‬
‫ن‬
‫ـاه ش�وط ج�ــاح إدمــاج تكنولوجيــا ت املعلومات واالتصــال لتجويد التدريس؟‬ ‫مـ ي‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫نخ‬
‫ا�ـراط لك الطـراف ي� معلية إالدماج ؛‬
‫االن�نيــت – قاعات متعددة الوســائط ؛‬ ‫توفـ يـر الفضــاءات ‪ :‬فضــاء ت‬
‫عداد�ت؛‬
‫وال ي‬ ‫والثانو�ت إ‬ ‫ي‬ ‫بنــاء شــباكت حملية ي نب� املــدارس‬
‫ق‬
‫توف� مخ تـرب خاص ب� إلنتاج إ‬
‫والبداع ؛‬ ‫ـو�ت بيداغوحيــة ر�يــة مع ي‬ ‫إنتــاج حمتـ ي‬
‫ت‬
‫ـوع ‪ TICE‬و ‪ TIC‬؛‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫وض‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫خاص‬ ‫ـية‬
‫ـ‬ ‫سيس‬ ‫�‬ ‫ـد�ت‬‫تنظـ يـم دورات ومنتـ ي‬

‫كيف س��اهم توظي��ف إدماج تكنولوجي��ا املعلومات واالتصال بالرتبي��ة يف جتويد العملية‬
‫التعليمية التعلمية؟‬
‫ســامه إدمــاج التكنولوجيــا ‪ TICE‬يف� ييل ‪:‬‬

‫‪201‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫المكبيو� ب�لطريقــة الصحيحة ؛‬ ‫ت‬ ‫توظيــف ج�ــاز‬


‫ئ ت‬
‫ـا� ج�ريبيــة تو�ثيلهــا مبيانيا ؛‬ ‫ملعالــة نتـ ج‬
‫اســتخدام ب� جام ج‬
‫ئ‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫ـا� التجريبية ؛‬ ‫ومقارن�ا ب�لنتـ ج‬ ‫�ــم احملــااكة‬
‫أ‬
‫البحــث عــن املعلومة عــى إال تن�نيت والقراص ج‬
‫املدمة ؛‬
‫إنتــاج ثو�ئق اكلصور والرســومات ؛‬
‫و� ؛‬‫لك� ن‬
‫الو�ئــق والبحوث عن طريــق بال� يد إال ت‬
‫المــاع وتبــادل ث‬
‫ي‬ ‫العمــل ج ي‬
‫تصنيــف املعلومــات واســتخدام املصطلحــات العملية ؛‬
‫ت‬
‫وصــف ج�ربــة أو ظاهرة ي زف� ي�ئية ؛‬
‫صياغــة تعابـ يـر عملية مع تســمية واختيار واســتخدام بال� ن� جم املناســب ؛‬
‫العمل‬ ‫ن‬
‫لم� وتنمية قــدرات البحث ي‬ ‫اكتســاب خطــوات امل�ج الع ي‬
‫ف ت‬
‫مــا مــدى ت�كــن وظائف إدمــاج تكنولوجيــات املعلومات واالتصال ي� ج�ويــد التعملات ؟‬
‫معليــة إالدماج من ‪:‬‬ ‫ت� ّكــن ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تيسـ يـر ّ‬
‫معليــة التعــم وتدمع بناء املعرفــة لدى املتعل؛‬
‫تطو� بنــاه ّ‬ ‫�ت‬ ‫ّ‬ ‫ت‬
‫الذهنية؛‬ ‫ي‬ ‫وعىل‬ ‫جديدة‬ ‫ـبات‬ ‫ـ‬ ‫مكتس‬ ‫امتالك‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـاعده‬ ‫ـ‬ ‫وتس‬ ‫جديدة‬ ‫ـائط‬‫ـ‬ ‫وس‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫التع‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـزه‬
‫ـ‬ ‫ف‬‫�‬ ‫إذ‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫�قيــق ج�ـ ةـ� مــن الكفـ يـا�ت ي� جمــال تكنولوجيــات املعلومــات واالتصــال ب�ــم تز�امــن اســتعمال الدوات التقنيــة‬
‫ف‬
‫ـتجاب�ا ملتطلبــات إالنتــاج ي� مخ تلــف املــواد التعليميــة؛‬ ‫مــع أنشــطة التعـ ّـم واسـ ت‬
‫ّ ف‬
‫نوعيــة ي� نم�جية تدريس املواد؛‬ ‫ـد� إضافــة‬ ‫تقـ ي‬
‫إذ أن إالدمــاج ‪:‬‬
‫ف‬ ‫ّ‬
‫ي خ�ــدم الطــرق النشــيطة فيجعل املتعــم عنرصا فاعال ي� بنــاء معرفته؛‬
‫ف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫التعليمية؛‬ ‫‪ .‬ييـ ّـر تداخــل املــواد فيوفــر وســائل وأدوات ّهميــأة للتعامل مع لك أشــال املعرفــة ي� مخ تلف املج ــاالت‬
‫والبداع وتفتــح ب�ب خ‬
‫اللق واالبتاكر؛‬ ‫‪ .‬يعتـرب أفضــل أداة لتحقيــق بيداغوجيــا املـ شـروع إذ تســاعد عــى إالنتاج إ‬
‫ـبك؛‬
‫ماع و الشـ ي‬
‫ال ي‬‫‪ .‬ييــر العمل ج‬

‫‪202‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫دور املربي يف إدماج تكنولوجيات املعلومات واالتصـال يف جتويد التعلمات‪:‬‬


‫ّ‬ ‫املــر� فو� ّ‬ ‫ّ‬ ‫ت ّ ف‬
‫البيداغوجيــة‪.‬‬ ‫نوعيــة اممرســته‬ ‫واالتصــال �ــوال ي� دور ب ي ي‬
‫ّ‬ ‫يســتوجب إدمــاج تكنولوجيــات املعلومــات‬
‫فاســتعمال التكنولوجيــات احلديثــة لملعلومــات واالتصــال ي�كــن مــن اممرســة النشــاط التفاعــ� داخــل الفصــل ّ‬
‫وييــر‬
‫ّ‬ ‫ي‬
‫التعامــل مــع املشــاريع و يشـ ّـجع عــى التعــاون ض�ــن املج موعــات‪ ،‬فينت ـف ي بذلــك ســلوك تلقـ ي نـ� املعلومــات مــن قبــل املعــم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ب(�عتبــاره مصــدر املعرفــة) ليتــدع السـ يـ� إىل بنــاء املعرفــة مــن ّقبــل املتعــم ( ب�عتبــاره حمــور العمليــة تال� بويــة وعن ـرا‬
‫ـر� مدعـ ّـو إىل‬ ‫ت‬
‫فاعــاّ يف�ــا ) عــن طريــق الوســائط واملرجعيــات واملصــادر ال ـ ي توف ّرهــا هــذه التكنولوجيــات لذلــك فــإن املـ ب ّ في‬
‫البحــث ي� املصــادر‬ ‫ن‬ ‫الاهــزة‪ ،‬ليصبــح املعـ ي نـ� واملوجــه الـ‬ ‫التخـ يـل عــن دور تقـ ي‬
‫ـذي يســاعد املتعملـ يـ�أ عــى ّ‬ ‫ّ‬
‫ـد� املعلومــات ج‬
‫ف‬
‫املتلفــة لملعلومــات ب�ــدف بنــاء معار�ــم‪ .‬وال ي�كــن هل أن يــؤدي هــذه ّ‬ ‫خ‬
‫املهمــة عــى الوجــه الفضــل إال إذا اكن متمكنــا‬ ‫أ‬
‫ّ‬ ‫ف‬ ‫مــن هــذه الدوات والوســائل ّ‬
‫البيداغوجيــة‪.‬‬ ‫ومملــا ب�ختلــف جمــاالت اســتغالهلا ي� الوضعيــات‬
‫�ض ّ ف‬
‫وريــة ي� جمــال تكنولوجيــات املعلومــات واالتصــال لتجويــد العمليــة التعليميــة‬ ‫ـر� ال‬
‫ي�كــن تلخيــص كفـ يـا�ت املـ ب ي‬
‫فـ يـام يـ يـ� ‪:‬‬
‫مكو ن�ته‪:‬‬ ‫والكفا�ت أالساسـ ّـية املتصـ ةـ� ب�لتجهـ ي زـ�ات إالعالمية ّ‬
‫وأمه ّ‬ ‫ي‬
‫أ‬ ‫ّ‬
‫ت�لــك املعلومــات ال ّو ّليــة‬
‫ق‬ ‫ف‬ ‫القــدرة عــى إال ب�ار والبحث ف� شــبكة ت‬
‫و� وســائط ر�ية؛‬ ‫ي‬ ‫نيت‬ ‫االن�‬ ‫ي‬
‫النص والصورة؛‬‫تتضمــن ّ‬ ‫القــدرة عىل إنتــاج وثيقة ّ‬
‫لك� نو� كوســيلة تلل�اســل وتبــادل املعلومات ي نب� املؤسســات تال� ّ‬
‫بوية؛‬ ‫القــدرة عــى اســتعمال بال� يد إال ت‬
‫ي‬
‫استنتاجات وخالصات‪:‬‬
‫ت‬ ‫ّ‬ ‫ف‬
‫وال�كــن كذلــك �ديــد‬ ‫إن إدمــاج تكنولوجيــات املعلومــات واالتصـــال ي� وضعيــات التعلـ يـم والتعــم فال ي�كــن حرصهــا ي‬
‫املضامـ ي نـ� التعليميــة الـت ي يـ تـم تناوهلــا �بالســتناد إىل مــا توفــره هــذه التكنولوجيــات‪� .‬واطــن إالدمــاج تتحـ ّـدد ب�ســب املــوارد‬
‫ف‬
‫وه اختيــارات تتحــم يف�ــا قــدرة املعــم عــى توظيــف هــذه التكنولوجيــات ي�‬ ‫املتاحــة بو�ســب االختيــارات البيداغوجيــة خي‬
‫معليــة التدريــس امك يتحــم يف�ــا احلـ ي زـ� الزمـ ن يـ� املصــص للتعــم إىل جانــب املقاربــة البيداغوجيــة املعتمــدة؛‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫إن �ديــد ن�ــاذج ملواطــن إالدمــاج املمكنــة ال يعـ ن يـ� التخـ يـ� عــن اح ـرت ام مبــدإ املرونــة ي� إالدمــاج ب�عتبــاره مبــدأ‬
‫لملواقــع الـت ي ي�كــن أن تـ تـم يف�ــا معليــة إالدمــاج‪،‬‬ ‫ـاره‬
‫ـ‬ ‫اختي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫حلري‬ ‫و‬ ‫ـدرس‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـداع‬‫ـ‬ ‫ب‬‫ل‬‫إ‬ ‫ـيحا‬
‫ـ‬ ‫فس‬ ‫ـال‬
‫ـ‬ ‫املج‬ ‫ك‬ ‫ـو� مــن شــأنه أن يـرت‬
‫ي‬ ‫حيـ ّ‬
‫ّ‬
‫وه مــن مقومــات العمــل تال� بــوي الرشــيد الــذي ي� ـرت م الفــروق الفرديــة لملتعلـ ي نـ�؛‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تتضمنــه املواقــع تال� بويــة ي� الشــباكت‬ ‫ولعــل مــا توفــره التكنولوجيــات احلديثــة مــن وســائل لبلــوغ املعرفــة ومــا ّ‬
‫ن‬ ‫لملعــم ف� ّ‬‫ّ‬
‫وإ�ازهــا؛‬
‫تصــور وضعيــات إدمــــاج تكنولوجيــات املعلومــات واالتصــال ج‬ ‫ي‬ ‫العربيــة والعامليــة خل يــر ســند‬
‫ـدم لـــتكنولوجيا املعلومــات واالتصـــال نقــدم عــى ســبيل املثــال هــذا التصــور النابــع مــن املبــادئ‬
‫إولعــداد نشــاط مـ ج‬
‫التاليــة ‪:‬‬

‫‪203‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ّ‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫�ديــد حاجــات املتعملـ ي نـ�‪ :‬البحــث عــن معلومــات‪ -‬توظيف مكتســبات‪� -‬ليل وضعيــات‪ -‬تعلات جديدة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ت‬
‫�ديــد نقائــص التالميــذ ‪ :‬جمــاالت التعمل الساســية‪ -‬رافد من الروافــد‪ -‬تعل نم� ج ي� ‪...‬‬
‫أ‬ ‫ت‬
‫�ديــد أهــداف النشــاط ‪ :‬ضبــط الهداف املمـ ي زـ�ة احملققة لكفاية حمــددة تتصل ب�ملادة ‪...‬‬
‫بلو�ــا و احملققــة لكفـ يـا�ت تكنولوجيــات املعلومات و االتصال ؛‬ ‫ضبــط أالهــداف املزمــع غ‬
‫تعل ت‬ ‫ّ‬
‫ذا� ‪...‬‬
‫ي‬ ‫اختيــار نــوع النشــاط املناســب ‪ :‬إنتــاج ‪ -‬تواصــل و تبــادل و تعاون – ب�ث ‪-‬‬
‫اختيــار أو إعــداد الوســائل و املعينــات املتصلة ب�جال النشــاط ؛‬
‫إعداد وســائل ي‬
‫التقو�؛‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫وتـ ت َـم هــذه النشــطة ي� إطــار ‪ :‬مشــاريع‪ ،‬وضعيــات استكشــاف‪ ،‬وضعيــات عــاج‪ ،‬وضعيــات دمع‪ ،‬وضعيــات تقيـ يـم‪،‬‬
‫نــوادي ‪...‬‬
‫و بصفــة عامــة تكــون أالنشــطة خ‬
‫املتــارة كفيـ ةـ� بتمكـ ي نـ� املتعــم مــن املمارســة واحلركــة والفعــل و رد الفعــل والتعديــل‬
‫والنتــاج‪...‬‬
‫والتغيـ يـر إ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يتمثــل ف� تدريــس ّ‬ ‫ّ‬
‫بم ّياتــه وتطبيقاتــه ‪ ،‬نإ�ــا هــو‬
‫مــادة جديــدة تتعلــق �بحلاســوب بو� ّكو ن�تــه و ّ� ج‬ ‫ّي‬ ‫فالدمــاج إذن ‪:‬ال‬ ‫إ‬
‫ف‬ ‫ة‬
‫توظيــف لملهــارات واملعــارف املتصــ� بتكنولوجيــات املعلومــات واالتصــال ي� أنشــطة التعــم ب�ــدف بنــاء املعرفــة لذلــك‬
‫ف‬
‫فــإن إدراج تكنولوجيــات املعلومــات واالتصــال ي� ال ـرب جام الرمسيــــة ال يتخــذ شــل إضافـ ّـة مــادة جديــدة ل ـرب جام التدريــس‬
‫وإ�ــا هــو أداة ت�نــح معليــة التعــم بعــدا إضافيــا مــن شــأنه أن ي ج�عــل املتعــم يبـ ن يـ� مســار تعلــه بصفــة فعليــة ويبحــث بنفســه‬
‫ن‬
‫ف‬ ‫ّ‬
‫عــن املعلومــة نأ� وجــدت حـىت يغـ ن يـ� مكتســبا تــه ويطــور اقتــدارا تــه ويوســع آفاقــه ب�لدخــول ي� عالقــات تواصــل متعــددة‬
‫و متنوعــة مــع عــدة مصــادر و أط ـراف‪.‬‬
‫وإ�ــاال ي�كن القول ‪:‬‬ ‫ج‬
‫ف‬ ‫ف ت‬
‫إن إدمــاج تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــاالت ي� ج�ويــد التعملات يلعب دورا أساســيا ي� ‪:‬‬
‫ت‬
‫�سـ ي نـ� الولــوج إىل املعلومة وإىل املوارد ؛‬
‫مراعــاة الفروق الفردية ؛‬
‫توفـ يـر إماكنيــة تخ‬
‫ا�اذ القـرار واختيار اسـرت اتيجية العمل ؛‬
‫التشــارك والتعاون ؛‬
‫ف‬
‫لم� قريب من الواقع ؛‬‫ي‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ـياق‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫وضــع املتعمل‬
‫والكفا�ت املســتعرضة ؛‬
‫ي‬ ‫تنميــة الفكــر النقدي‬

‫‪204‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫النادريــة للن�ش والتوزيع‪،‬‬‫‪ -‬أمحــد منصــور (‪ ،)2015‬تكنولوجيــا التعلـ يـم (الطبعــة الوىل)‪ ،‬الردن‪ :‬ج‬
‫أ‬
‫ـرع‪ ،‬حممــود احليـ ةـ� (‪ ،)2017‬تفريد التعلـ يـم (الطبعــة الثالثة)‪ ،‬الردن‪ :‬دار الفكر‪،‬‬ ‫‪ -‬توفيــق مـ ي‬
‫ن‬
‫الثا�‬
‫‪ -‬حوريــة املالـ يـ� تكنولوجيــا احلاســوب والعمليــة التعليميــة الدوحــة ‪ 2006‬الفصل ي‬
‫ن ف‬ ‫ـال الســامية جلـ ة‬ ‫‪ -‬مقتطــف مــن الرسـ ة‬
‫ـارك� ي� مناظــرة‪ ّ :‬االس ـرت اتيجية الوطنيــة‬ ‫ـال امللــك حممــد الســادس نــره الــه وأيــده إىل املشـ ي‬
‫ق‬
‫إلدمــاج املغــرب ي� إالعــام واملعرفــة فــاس ‪ 23‬بأ� يــل ‪2001‬‬
‫‪ -‬مقتطــف مــن ب� ن� جم جيـ ن يـ� عــن مذكرات وكراســات وزارة تال� بيــة الوطنية بترصف‬
‫ـد� مشــاط الصــادر ض�ــن‬ ‫‪ -‬مقدمــة الدكتــور أمحــد أوزي لكتــاب املدرســة املغربيــة وتكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال أللســتاذ نورالـ ي ن‬
‫الديــدة ‪ ،‬البيضــاء‬‫ــ� علــوم تال� بيــة مطبعــة النجــاح ‪ /‬ج‬ ‫منشــورات جم ة‬
‫ف‬ ‫‪ -‬حممــد أبــو ت�ج الـ ي ن‬
‫التعل� ط ‪ 2007‬فاس‬‫ـد�‪ :‬إدمــاج تكنولوجيــا إالعالم والتواصــل ي� ي‬
‫ت ف‬
‫وتطبيقا�ــا ي� التعــم والتدريــس ط ‪ 1986 /2‬معــان دار تال� بية احلديثة‬ ‫‪ -‬حممــد يز�د محــدان ‪ :‬وســائل تكنولوجيــا التعــم مبادؤهــا‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫التعل�‪ ،‬الردن‪ :‬دار غيــداء للن�ش والتوزيع‪،‬‬ ‫‪ -‬مصطــى دمعــس (‪ ،)2009‬تكنولوجيــا التعــم وحوســبة ي‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫التعلــم ي� ب� جام التعــم عــن بعــد ي� لكيــة تال� بيــة مــن جو�ــة نظــر أعضــاء هيئــة‬ ‫حســن� (‪" ،)2011‬توظيــف تكنولوجيــا ي‬ ‫ين‬ ‫‪ -‬همــدي‬
‫الامــس‪ ،‬املج لــد الثالــث‪،‬‬‫ــ� الفلســطينية تلل� بيــة املفتوحــة عــن بعــد‪ ،‬العــدد خ‬ ‫التدريــس"‪ ،‬املج ة‬

‫الديــدة إللعــام والتواصــل املــواد ‪/ 119‬‬ ‫ـو� الدعامــة ‪ 10‬املج ــال الثالــث ‪ :‬اســتعمال التكنولوجيــا ج‬ ‫‪ -‬امليثــاق الوطـ نـ� تلل� بيــة والتكـ ي ن‬
‫ي‬
‫‪121 / 120‬‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ن أ‬
‫ـوا� ‪ :‬ت�هيــل الســاتذة ي� حمــال تكنولوجيــا إالعــام واالتصــال الــورش املفتــوح جمـ ةـ� التنشــئة املج لــد ‪ 1‬عــدد ‪ 2‬ينـ يـا�‬ ‫‪ -‬عبــد الن ـب ي رجـ ي‬
‫‪2007‬‬
‫املذكرات والتوجيهات الرمسية‪:‬‬
‫‪ -‬املذكــرة الوزاريــة عــدد ‪ 146‬املؤرخــة ب ‪ 2009 / 09 / 13‬حــول إدماج ‪ TICE‬ب�ملج ــال تال� بوي ب�ملؤسســات العمومية؛‬
‫الهويــة للتكنولوجيا احلديثة ؛‬
‫املذكــرة الوزاريــة عــدد ‪ 134‬املؤرخــة ب ‪ 2011 / 10 / 03‬حــول إحداث املراكــز ج‬ ‫‪-‬‬
‫ق ف‬
‫املذكــرة الوزاريــة عــدد ‪ 66‬املؤرخــة ب ‪ 2011 / 04 / 28‬حــول اســتعمال املواد الر�يــة ي� التعملات ؛‬ ‫‪-‬‬
‫ق‬
‫املذكــرة الوزاريــة عــدد ‪ 4928‬املؤرخــة ب ‪ 2012 / 12 / 01‬حــول املصادقة عــى املواد الر�ية‬ ‫‪-‬‬
‫ق ف‬ ‫ق‬
‫الر�يــة مــن طرف خ‬
‫املتـرب ن‬
‫الوط� لملــواد الر�ية ي� يوليو ‪ 2012‬؛‬
‫ي‬ ‫ـو� إلدمــاج ‪NTIC‬‬
‫الدليــل البيداغـ ج ي‬ ‫‪-‬‬
‫ق‬ ‫بوابــة ت‬
‫إلك�ونيــة لملــواد الر�ية ‪www.portailtice.ma‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪205‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬ ‫‪ -‬املراسـ ةـ� الوزاريــة ‪ 1895 3-‬املؤرخــة بتـ ي خ‬
‫ـار� ‪ 2013 /04 / 05‬لتعمـ يـم ‪ NTIC‬ي� التعلـ يـم‬
‫التعل� ؛‬
‫ف‬ ‫‪ -‬املراسـ ةـ� الوزاريــة قر� ‪ 3 – 406‬بتـ ي خ‬
‫ـار� ‪ 2013 / 07 /16‬لتتبــع التواصــل حــول الدالئــل البيداغوجيــة إلدمــاج‪ NTIC‬ي� ي‬
‫أ‬
‫املراجــع الجنبية‪:‬‬
‫‪- Bibeau Robert, (2005), Les TIC à l'école: proposition de taxonomie et analyse des obstacles à leur intégration‬‬
‫‪- Michael Anissimov (3-2-2017), "What is Technology?"، WiseGeek,‬‬
‫‪- Retrieved 6-2-2017. Edited.‬‬
‫‪:‬املواقــع إال ت‬
‫لك�ونية ‪-‬‬
‫‪- . http://drives.ahlamontada.com/t9-topic-‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪www.portailtice.ma‬‬

‫‪206‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫واق��ع ادم��اج تكنولوجي��ا املعلوم��ات و االتص��ال يف تدري��س م��ادة‬

‫‪15‬‬
‫اجليولوجي��ا بالثان��وي التأهيل��ي باملغ��رب‬
‫نيابة إنزكان أيت ملول منوذجا‬

‫خدجية قائد راسو‪ ،1‬رشيد فردادي‪ ، 2‬حممد بنرباهيم‪ ،1‬فؤاد خريي‪1‬‬


‫ف‬
‫ين‬
‫والتكــو�‪ .‬شــارع مــوالي‬ ‫الهــوي ملهــن تال� بيــة‬ ‫اليولوجيــا‪ ،‬املركــز ج‬
‫اليولوجيــا وديداكتيــك ج‬ ‫‪ : 1‬فريــق البحــث العلم� ت‬
‫وال� بــوي ي� ج‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ن‬
‫عبدالــه‪ ،‬ص‪.‬ب‪ 106 :‬ا�اكن‪ ،‬املغــرب‪.‬‬
‫العمل‪ ،‬املغرب‬ ‫‪ : 2‬وزارة تال� بيــة الوطنيــة و التكـ ي ن ن‬
‫ـال و البحــث ي‬ ‫ـو� املهـ يـ� و التعلـ يـم العـ ي‬
‫‪Email : kkaidrassou@gmail.com‬‬
‫امللخص‬
‫يفر�ــا‬ ‫ـد�ت ال ـت ض‬ ‫لقــد أصبحــت تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال آليــة أساســية ملمارســة همنــة التعلـ يـم وفــق التحـ ي‬
‫ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫العــر واملج تمــع‪ ،‬لذلــك مل يعــد املــدرس ب�ي حــال مــن الحــوال‪ ،‬معفيــا مــن حســن اسـ ثـت�ر وســائل االتصــال احلديثــة‬
‫اليولوجيــا مــن املــواد ال ـت‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫ي‬ ‫ج‬ ‫ـادة‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫رب‬ ‫ـ‬ ‫تعت‬ ‫و‬ ‫ـم‪.‬‬‫ـ‬ ‫والتع‬ ‫ـم‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫التعل‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫معلي‬ ‫أثنــاء حصتــه و االســتفادة مــن ي جإ�ابيا�ــا وفوائدهــا ي‬
‫�‬
‫الصعــو�ت واملشــالك و الــت ي تســتلزم ادمــاج تكنولوجيــا املعلومــات و االتصــال‬ ‫ب‬ ‫يعــرف تعليمهــا و تعملهــا جمموعــة مــن‬
‫(‪ )TICE‬لتجاوزهــا أو احلــد نم�ــا‪.‬‬
‫ف‬
‫ـ� مــن هــذا البحــث هــو تســليط الضــوء عــى واقــع ادمــاج تكنولوجيــا املعلومــات‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫الرئي‬ ‫ـدف‬ ‫ـ‬ ‫اهل‬ ‫ـان‬‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـار‪،‬‬
‫ـ‬ ‫ط‬ ‫ال‬
‫إ‬ ‫ـذا‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫و�‬
‫ي‬
‫ت ف‬ ‫تأ‬ ‫ف‬
‫اليولوجيــا و الوقــوف عــى دورهــا و� يث�هــا عــى العمليــة التعليميــة و كــذا مــدى فعالي�ــا ي�‬ ‫و االتصــال ي� تدريــس مــادة ج‬
‫الرفــع مــن جــودة التعملــات ب�لســلك الثانــوي التأهيـ يـ� بنيابــة ن زإ�اكن أيــت ملــول‪ ،‬ن�وذجــا‪,‬‬
‫ق ف‬ ‫ئ أ‬
‫التأهيــ� ي�ــدث ي‬
‫تغيــرا‬ ‫ي‬ ‫الثانــوي‬ ‫لســلك‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫لوجيــا‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ال‬
‫ج‬ ‫وحــدات‬ ‫�‬‫ي‬ ‫يــة‬ ‫الر�‬ ‫املــوارد‬ ‫إدمــاج‬ ‫أن‬ ‫ليــة‬‫و‬ ‫ال‬ ‫النتــا�‬
‫ج‬ ‫بينــت‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ي جا�ابيــا ي� الوضعيــة التعليميــة التعمليــة ويســامه ي� ارســاء تعملــات هــذه املــادة‪ ،‬حيــث أن هــذه التكنولوجيــا تلعــب دورا‬
‫كي�ــم مــن التموضــع‬ ‫وظائ�ــم الذهنيــة و ت� ن‬ ‫تعملا�ــم بشــد انتباههــم و تنشــيط ف‬ ‫اال�ـراط ف� بنــاء ت‬ ‫هممــا ف� تشــويق التالميــذ ف� ن خ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الهــد‪.‬‬
‫اليولوجيــا املعقــدة‪ ،‬ب� إلضافــة إىل توفـ يـر الكثـ يـر مــن الوقــت و ج‬ ‫ب�لزمــان و املــان امك تبســط املفاهـ يـم والظواهــر ج‬

‫‪207‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫غ‬
‫ـو� احلاصــل‬‫إال أن إالدمــاج الصحيــح هلــذه التكنولوجيــا مل ي ج�ــد طريقــه الصحيــح بعــد‪ ،‬فــر� التقــدم التكنولـ يج‬
‫الصــوص ب� إلضافــة‬ ‫ـو�ت تعرقــل اســتعماهلا‪ ،‬مرتبطــة ب�لعتــاد املعلومـ تـا� عــى خ‬
‫ي‬ ‫ب‬ ‫ـ‬ ‫صع‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫يواج‬ ‫ال‬‫�‬‫ف ي� هــذا املج ــال‪ ،‬إال أنــه مــا ي ز‬
‫ق‬ ‫ف‬
‫اليــد‪.‬‬‫إىل إكراهــات أخــرى تواجــه املدرسـ ي نـ� تتمثــل ي� كيفيــة إدمــاج املــوارد الر�يــة‪ ،‬واسـ ثـت�رها ب�لشــل ج‬
‫ت‬ ‫ق‬ ‫ض ن‬
‫ـو� جيــد يواكــب �قــق اهلــدف أو‬ ‫أ و لــامن ج�ــاح توظيــف هــذه الوســائط قالر�يــة البــد مــن اعــداد ســيناريو بيداغـ ج خي‬
‫الهــداف املنشــود(ة) مــن ادمــاج املــوارد الر�يــة و إال فقــد تكــون مصــدرا للتمثــات الاطئــة لــدى املتعــم‪.‬‬
‫اليولوجيا‪ ،‬جودة التعملــات‪ ،‬الثانوي التأهيـ يـ�‪ ،‬العراقيل‬ ‫كلم��ات مفت��اح ‪ ،TICE :‬ج‬
‫مقدمة‬
‫ف‬
‫ا�رطــت املدرســة املغربيــة ي� هــذا نال�ــج‬ ‫أمــام التطــور التكنولـ جـو� والعلم� املتســارع الــذي ي�ش ــده العــامل ب أ�رسه‪ ،‬ن خ‬
‫ـر�‪ ،‬الـرام إىل ت�ديــث إالدارة العموميــة ب�ختلــف ت‬ ‫ق‬ ‫ي مخ ي‬
‫ومــاالت‬ ‫تفرعا�ــا ج‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـرب‬‫ـ‬ ‫املغ‬ ‫ـط‬ ‫ملواكبــة هــذه التطــورات و تفعــل طـ‬
‫اشــتغاهلا‪ ،‬حيــث معلــت الــوزارة الوصيــة عــى تطـ يـو� املمارســة التعليميــة ب�بعادهــا العامــة مــن التكـ ي ن‬
‫ـو� والتأطـ يـر والتدبـ يـر‬ ‫ف‬
‫وال� بيــة‪ ،‬ح ـىت ال ت ـرت ك املج ــال للصدفــة ال ـت ي فلطاملــا خندقــت اكفــةت املتدخلـ ي نـ� ي� قإطــارات ضيقــة‪ ،‬فوجعلــت املتعــم ن�ف ـرا‬ ‫ت‬
‫ط قــدم ي� املمارســة الصفيــة‪،‬‬ ‫ـوارد الر�يــة مــو ئ‬
‫و� هــذا ن الســياق‪ ،‬ج�ـ ضـد املـ أ‬ ‫ـتفادة مــن أمه حقوقـ ضـه عــى املج تمــع‪ .‬ي‬ ‫مــن االسـ‬
‫ىت‬
‫وتكتســب تم وعيــة وجودهــا �ــن اختيــارات املدرسـ يـ�‪ ،‬وتفــرض �ورة الخــذ ب�ــا‪ ،‬ح ـ تتمكــن املدرســة مــن تمليــع‬ ‫�ش‬
‫ذا�ــا‪ ،‬وتغــري املتعملـ ي نـ� ببــذل جمهــودات إضافيــة‪.‬‬ ‫صور�ــا‪ ،‬جو�ديــد ت‬
‫ت‬
‫أ‬
‫ـار� الدوليــة (‪ ،)2‬أن فللتوظيــف المثــل للوســائل التكنولوجيــة‬ ‫ف ولقــد بأ�نــت كثـ يـر مــن الدراســات العمليــة (‪ )1‬و التقـ ي‬
‫ـتو�ت متعــددة‪.‬‬ ‫ي� العمليــة التعليميــة التعمليــة انعاكســات ي جا�ابيــة عــى املــدرس و املتعــم معــا و ي� مسـ ي‬
‫ـال عــدم االســتقرار والتغـ يـر‬ ‫تكوي�ــا‪ ،‬وكذلــك البحــث ف� حـ ة‬ ‫اليولوجيــا عــم يبحــث ف� ت�كيــب أالرض وكيفيــة ن‬ ‫أن ج‬
‫ي‬ ‫ً أ‬ ‫مخ‬ ‫تي أ‬
‫اليولوجيــا الك ـرب ى وارتباهطــا ب�لكثـ يـر مــن‬ ‫معليــات وقــوى تلفــة‪ ،‬و نظ ـرا لمهيــة ج‬ ‫ي‬
‫املســتمر أالــذي � تــدث هل جــا نتيجــة �ثـ يـر ف‬
‫ـتو�ت الســلك الثانــوي إالعــدادي والتأهيـ يـ�‪ .‬إال أن‬ ‫مناهنــا التعليميــة ب�سـ ي‬ ‫العلــوم الخــرى‪ � ،‬إدرا�ــا امكدة تــدرس ي� ج‬
‫ـا� مــن مشــالك و معيقــات عديــدة امم فدفــع العديــد مــن املمارسـ ي نـ� و املهتمـ ي نـ� بديداكتيــك‬ ‫ن‬
‫واقــع فتدريــس هــذه املــادة يعـ ي‬
‫ـد� ب إ�دمــاج تكنولوجيــا املعلومــات و االتصــال ي� تدريهســا‪.‬‬ ‫العلــوم ي� التفكـ يـر جـ ي‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫ي� هــذا إالطــار تار�ينــا القيــام بدراســة ت�كننــا مــن التعــرف عــى واقــع إدمــاج تكنولوجيــا املعلومــات و االتصــال ي�‬
‫اليولوجيــا ب�لســلك الثانــوي التأهيـ يـ� بنيابــة ن زإ�اكن أيــت ملــول كنمــوذج‪.‬‬ ‫تدريــس مــادة ج‬
‫إشكالية البحث‬
‫ف‬
‫اليولوجيــا مــن املــواد ال ـت ي تســتلزم التموضــع ي� الزمــان و املــان فل�ــم فالظواهــر املرتبطــة ب�ــا امم ي ج�عــل‬
‫تعت ـرب مــادة ج‬
‫ت‬
‫بــ� احللــول الــ ي قــد تســامه ي� احلــد مــن هــذه املشــالك‬ ‫ن‬ ‫ومــن ي‬
‫الصعــو�ت واملشــالك‪ ،‬ف‬
‫ب‬ ‫تدريهســا يعــرف جمموعــة مــن‬
‫التأهيــ�‪.‬‬
‫ي‬ ‫اســتعمال تكنولوجيــا املعلومــا ت و االتصــال (‪ )TICE‬ي� تدريــس هــذه املــادة وخصوصــا ب�لســلك الثانــوي‬
‫ف‬
‫ســنحاول مــن خــال هــذه الدراســة الوقــوف عــى واقــع إدمــاج تكنولوجيــا املعلومــات و االتصــال ي� تدريــس مــادة‬
‫ـاول البحــث عــن إجـ بـا�ت‬ ‫اليولوجيــا ب�لســلك الثانــوي التأهيــ� بنيابــة ن زإ�اكن أيــت ملــول كنمــوذج‪ ،‬وذلــك مــن خــال حمـ ة‬ ‫ج‬
‫ي‬
‫ـال ‪:‬‬
‫ـال التـ ي‬
‫عــى الســؤال إالشـ ي‬

‫‪208‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬
‫اليولوجيــا ب�لســلك الثانــوي‬ ‫« مــا هــو واقــع نأجــرأة إدمــاج تكنولوجيــا املعلومــات و االتصــال ي� تدريــس مــادة ج‬
‫التأهيــ� بنيابــة ن زإ�اكن �وذجــا؟ »‬ ‫ي‬
‫لة‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ة‬
‫ـال إىل الســئ الفرعيــة التالية ‪:‬‬ ‫إجا�ت‪ ،‬تقود� إىل تفكيك الســؤال إالشـ ي‬ ‫نعتـرب أن حمــاول البحــث عىل ب‬
‫اليولوجيــا ب�لســلك‬ ‫يدم نو�ــا إلرســاء التعملــات ب�ــادة ج‬ ‫‪ ‬هــل يعتمــد اســاتذة علــوم احليــاة واالرض ‪ TICE‬و ج‬
‫التأهيــ�؟‬
‫ي‬ ‫الثانــوي‬
‫اليولوجيــا ب�لســلك الثانــوي‬ ‫الاصــة ب�ــادة ج‬ ‫هــل تســامه تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال فعــا ف� ارســاء التعملــات خ‬
‫ي‬ ‫‪‬‬
‫التأهيـ يـ� ؟‬
‫أ‬
‫‪ ‬هــل تســتفيد الرسة تال� بويــة مــن تكوينــات مســتمرة ومنتظمــة حــول ادمــاج تكنولوجيــا املعلومــات و االتصــال‪،‬‬
‫ف‬
‫ــا� ي� العمليــة التعليميــة التعمليــة ؟‬ ‫ض� ن� إللدمــاج الفعــال إ‬
‫وال ي ج� ب ي‬
‫تأ‬
‫التأهيل ؟‬
‫ي‬ ‫ـوي‬ ‫ـ‬ ‫الثان‬ ‫ـلك‬ ‫ـ‬ ‫لس‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫لوجيا‬‫و‬ ‫ي‬ ‫ال‬
‫ج‬ ‫تعملات‬ ‫ـودة‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫عىل‬ ‫االتصال‬ ‫و‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫املعلوم‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫لوجي‬ ‫و‬ ‫تكن‬ ‫ـر‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ث‬ ‫�‬ ‫‪ ‬مــا هــو‬
‫ت‬
‫التأهيل؟‬
‫ي‬ ‫ـوي‬‫ـ‬ ‫الثان‬ ‫تالميذ‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫عن‬ ‫ـتعماهلا‬
‫ـ‬ ‫اس‬ ‫عن‬ ‫ة‬ ‫النا�‬
‫ج‬ ‫ـاه العواقــب‬ ‫‪ ‬مـ ي‬
‫ج ف‬ ‫ت‬
‫ادما�ــا ي� العمليــة التعليميــة التعملية ؟‬ ‫ـاه املعيقــات الـت ي �ول دون اســتعماهلا و‬ ‫‪ ‬ومـ ي‬
‫أهداف الدراسة‬
‫ت�دف هذه الدراســة اىل‪:‬‬
‫ف‬
‫اليولوجيــا مــن خــال اســتطالع‬‫‪ ‬أ رصــد واقــع أج ـرأة إدمــاج تكنولوجيــا املعلومــات و االتصــال ي� تدريــس مــادة ج‬
‫التأهيــ�؛‬
‫ي‬ ‫آراء الســاتذة ب�لســلك الثانــوي‬
‫ف ق‬
‫اليولوجيا؛‬
‫ـر� ب�لعمليــة التعليميــة التعمليــة ملــادة ج‬
‫‪ ‬تعــرف دور تكنولوجيــا املعلومــات و االتصــال (‪ )TICE‬ي� الـ ي‬
‫ت ت‬
‫ال� �ــول دون تطبيق (‪)TICE‬؛‬
‫‪ ‬الوقــوف عــى املعيقات ي‬
‫الــروج ب�لــول وتصــورات وإجراءات كفيلة لتجاوز مشــل ادمــاج تكنولوجيــا املعلومات و االتصال‪.‬‬ ‫خ‬
‫‪‬‬
‫أهمية الدراسة‬
‫تمكــن أمهية الدراســة يف� ييل ‪:‬‬
‫ف‬
‫اليولوجيا؛‬
‫‪ ‬التعــرف عــى أمهيــة إدمــاج تكنولوجيــا املعلومات و االتصال ي� تدريــس ج‬
‫‪ ‬التعــرف عــى الــدروس ال ـت ي تســتوجب ادمــاج تكنولوجيــا املعلومــات و االتصــال �بالعـ تـامد عــى أراء أســاتذة‬
‫ين‬
‫متمرســ� ؛‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫‪ ‬وضــع جمموعــة مــن التوصيــات تال� بويــة الــت ي ي�كــن أن تهســم ي� تفعيــل تكنولوجيــا املعلومــات و االتصــال ي�‬
‫اليولوجيــا بصفــة خاصــة‪.‬‬‫العمليــة التعليميــة بصفــة عامــة و تدريــس ج‬

‫‪209‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫مصطلحات الدراسة‬
‫‪ - 1‬تكنولوجيا ‪: Technologie‬‬
‫أ‬
‫وتطبيقا�ــا وتطويهعا خلدمة إالنســان ورفاهيته (‪)3‬‬
‫ت‬ ‫تعـ ن يـ� االســتخدام المثــل لملعرفــة العمليــة‬
‫‪ - 2‬تكنولوجيا املعلومات و االتصال‪)Technologie de l’Information et de la Communication TIC (:‬‬
‫ض أ‬ ‫أ‬
‫وعر�ــا ب�حســن‬ ‫ـز� املعلومــات وتنظيمهــا ورسعــة اس ـرت جاهعا عنــد اللــزوم‬
‫والدوات املناســبة لتخـ ي ن‬ ‫أ يه ي جإ�ــاد الطــرق‬
‫تخ‬
‫الشــال املفيــدة ال ـت ي تســاعد عــى ا�ــاذ الق ـرارات املناســبة‪)4(.‬‬
‫‪ - 3‬استخدام تكنولوجيا املعلومات و االتصال يف التعليم (‪: )TICE‬‬
‫ت‬ ‫ف‬ ‫ق‬ ‫أ‬
‫التقنيــات و الدوات املاديــة و املــوارد الر�يــة املســتعملة ي� العمليــة التعليميــة التعمليــة مــن أجــل �قيــق قيمــة‬ ‫ف‬
‫مضافــة ي� جــودة التعــم‪)5( .‬‬
‫‪ - 4‬حقيبة متعددة الوسائط‪)Valise MultiMédia VMM ( :‬‬
‫ـو� حمموال‪ ،‬مســاط الفيديــو و ج�ازا تفاعليــا متنقال‪)5( .‬‬‫عبــارة عــن حقيبــة متنقـ ةـ� تتضمن حاسـ ب‬
‫‪ - 5‬حاسوب ‪: Ordinateur‬‬
‫زي�ــا بطــرق و تصميميــات معينــة‪ ،‬تــؤدي إىل‬ ‫وســيلة إلدارة العمليــة التعليميــة التعمليــة‪ ،‬جو�ــع املعلومــات و تخ� ن‬
‫اختصــار الوقــت للوصــول إىل هــذه املعلومــات‪ ،‬و تهسيــل معليــة التعامــل مهعــا‪ ،‬و نم�ــا تدقيــق معلومــات املتعملـ ي نـ�‪ ،‬و‬
‫ت‬
‫مشكلا�م(‪)5‬‬ ‫مراقبــة ت‬
‫تعملا�ــم‪ ،‬و حــل‬
‫‪ 6-‬مسالط الفيديو‪)Vidéo Projecteur (DATA SHOW :‬‬
‫ـر�‪ ،‬للـ شـر ئا� املتضمنــة للبيـ نـا�ت املنقـ ة‬
‫ئ‬
‫ـول مــن احلاســوب‪ ،‬يو�كــن مــن عــرض‬ ‫عبــارة عــن ج�ــاز يعمــل تعــى العــرض ت املـ ي‬
‫املتحــراكت والصــور‪ ،‬املواقــع ال� بويــة االلك�ونيــة‪...‬؛ (‪)5‬‬
‫‪ 7-‬القرص املدمج ‪)Compact Disk (CD :‬‬
‫ـز� مكيــات مــن املعطيات و املســتندات النصيــة و الصوتية و الصورية‪)5( .‬‬ ‫ي�كــن مــن تخ�ـ ي ن‬
‫ـوا�ت‪ ،‬حمــراكت‬ ‫االن�نيــت و ب� نا� التدبـ يـر و النـ شـر و االتصــال (بـ ب‬
‫‪ 8-‬امل��وارد الرقمي��ة الرتبوي��ة‪ :‬جممــوع خدمــات ت‬
‫البحــث‪ ،‬تطبيقــات ت� بويــة‪ ،‬حقيبــة مســتندات‪ ،‬معطيــات إحصائيــة‪ ،‬و جغرافيــة‪ ،‬و قاج�ت عيــة و يد� أوغرافيــة‪ ،)...‬و املــواد‬
‫إالخباريــة (مقــاالت حصفيــة‪ ،‬ب ق� جام فمتلفــزة‪ ،‬مقاطــع صوتيــة‪ .)...‬إضافــة إىل املؤلفــات الر�يــة املفيــدة للســتاذ أو املتعــم‪ .‬و‬
‫ـو� (‪)7( )6‬‬ ‫ض‬ ‫ش ت‬
‫لم� أو مــروع � بــوي �ــن ســيناريو بيداغـ ج ي‬ ‫ـ� تع ي‬
‫ي�كــن توظيــف هــذه املــوارد الر�يــة ي� إطــار نشــاط تعليـ ي‬
‫منهجية البحث‬
‫أ‬ ‫ت ق ف‬ ‫تبعــا أللهــداف الــت‬
‫ن‬
‫اســتند� إىل‬ ‫قي�ــا ي� هــذه الدراســة‪ ،‬بو�ــدف إالجابــة عــى فالســئلة املطروحــة‬
‫ف‬ ‫�‬ ‫اىل‬ ‫نســى‬
‫ي أ‬ ‫أ‬
‫الســلوب الوص ـف ي التحليـ يـ�‪ ،‬لن نالبحــث ي� واقــع إدمــاج وســائل املعلومــات و االتصــال ي� تدريـ ئـس ج‬
‫اليولوجيــا ب�لثانــوي‬
‫ـا� مــن حيــث الدراســة‬ ‫ـص ج�ــع البيـ نـا�ت واملعلومــات واســتخالص النتـ ج‬‫ض‬ ‫نز‬
‫التأهيـ يـ� بنيابــة إ�اكن أيــت ملــول �وذجــا‪ ،‬يقتـ ي‬
‫النظريــة وامليدانيــة‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫أداة الدراسة‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫لتحقيــق أهــداف الدراســة تار�ينــا فاختيــار أداة االسـ تـامرة للتعــرف عــى جو�ــة نظــر الســاتذة والســتاذات حــول واقــع‬
‫التأهيــ� بنيابــة ن زإ�اكن أيــت ملــول كنمــوذج‪ ،‬ف و‬
‫ي‬ ‫اليولوجيــا ب�لثانــوي‬
‫إدمــاج وســائل املعلومــات و االتصــال ي� تدريــس ج‬
‫ن‬
‫التكــو� املســتمر ف ي�‬
‫ي‬ ‫ن‬
‫(التكــو� و‬
‫ي‬ ‫االســامرة خ�ــس جمــاالت ب� إلضافــة إىل جمــال املعلومــات الشــخصية‬ ‫تضمنــت هــذه ت‬
‫تكنولوجيــا أاملعلومــات و االتصــال‪ ،‬التمكــن مــن املعلوميــات‪ ،‬إدمــاج تكنولوجيــا املعلومــات و االتصــال ت(‪ )TICE‬ي�‬
‫اليولوجيــا‪ ،‬العراقيــل الــت ي �ــول دون‬ ‫واالتصــال عــى جــودة تعملــات مــادة ج‬ ‫املعلومــات‬ ‫لوجيــا‬‫و‬ ‫تكن‬ ‫ثــر‬
‫ي‬ ‫�‬‫التدريــس‪ ،‬ت‬
‫بــ� أســئلة مغلقــة وأخــرى مفتوحــة لفتــح‬ ‫اســتخدام تكنولوجيــا املعلومــات و االتصــال)‪ .‬ت� إدراج ‪ 12‬ســؤاال تــوزع ي ن‬
‫آ‬
‫(االــدول ‪.)1‬‬
‫التعبــر وإبــداء الراء ج‬
‫الفرصــة أمــام توســيع ي‬

‫تقد� جماالت إالسـ تـامرة‬


‫جدول ‪ : 1‬ي‬

‫‪211‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫صدق أداة الدراسة‬


‫أ‬ ‫ف‬ ‫ت� عــرض االسـ تـامرة عــى عــدد مــن احملمكـ ي نـ� مــن ذوي خ‬
‫الـرب ة واالختصــاص ي� أســاليب تدريــس علــوم احليــاة والرض‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫التأهيــ� و كــذا‬
‫ت ي‬ ‫الثانــوي‬ ‫التعلــم‬
‫ي‬ ‫مؤسســات‬ ‫مــن‬ ‫بعــدد‬ ‫رض‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫احليــاة‬ ‫علــوم‬ ‫ملــادة‬ ‫التدريــس‬ ‫هيئــة‬
‫أ‬ ‫عضــاء‬ ‫ل‬ ‫املنتمــون‬
‫ت‬ ‫ن‬
‫ـو� آ ب إ� ز�اكن‪ ،‬للتحقــق مــن مــدى صــدق فقرا�ــا ومالءم�ــا‬‫ن‬ ‫ت‬
‫التكـ ي‬
‫الهــوي ملهــن ال� بيــة تو أ‬
‫بشــعبة علــوم احليــاة و الرض ب�ملركــز ج‬
‫ئ‬
‫مــن حيــث الصياغــة اللغويــة والوضــوح والشــمولية ‪ ،‬و قــد � الخــذ ب�را�ــم‪ ،‬و إعــادة صياغــة بعــض الفق ـرات‪ ،‬و إج ـراء‬
‫ف‬ ‫ت ف‬
‫االســامرة ي� فقر تا�ــا‪ ،‬و عــرب وا عــن رضــامه ي� التفاعــل نــع‬ ‫ين‬
‫مضامــ�‬ ‫التعديــات املطلوبــة‪ ،‬عــى ن�ــو دقيــق ي�قــق ي ن‬
‫بــ�‬ ‫أ‬
‫فقر تا�ــا‪ ،‬امم يؤكــد صــدق الداة‪.‬‬
‫عينة الدراسة‬
‫أ‬
‫اس ـهت دفنا عينــة عشأــوائية تتكــون مــن ‪ 50‬أســتاذا و أســتاذة ملــادة علــوم احليــاة و الرض ب�لســلك الثانــوي التأهيـ يـ�‬
‫ماســة‪ ،‬اململكــة املغربيــة‪ ،‬و كــذا بعــض‬
‫أ‬ ‫يعملــون ثب�نيــة ث�نويــة ت�هيليــة ت�بعــة لنيابــة ن زا�اكن أيــت ملــول ب ج�هــة ســوس‬
‫التكــو� ب إ� ن ز�اكن‪ ،‬شــعبة علــوم احليــاة و الرض‪.‬‬
‫ين‬ ‫الهــوي ملهــن تال� بيــة و‬
‫املكونــون ب�ملركــز ج‬
‫ف‬
‫تـرت اوح أقدميــة العمــل ي� همنــة التدريــس هلذه العينة املبحوثة ما ي نب� ‪ 10‬ســنوات إىل ‪ 30‬ســنة‪.‬‬
‫اجراءات الدراسة‬
‫آ‬ ‫طبقــت اجراءات الدراســة وفــق خ‬
‫الطوات التية ‪:‬‬
‫ت‬
‫‪� -‬ديد اشــالية الدراســة ووضع مخ ططها؛‬
‫ق‬
‫‪ -‬إعــداد أداة الدراســة والتحقق من صد�ا؛‬
‫‪ -‬إختيار عينة الدراســة؛‬
‫ت‬ ‫أ‬
‫‪ -‬توزيــع ‪ 50‬اسـ تـامرة عــى خ�س أـ ي نـ� أســتاذا وأســتاذة ملــادة علــوم احليــاة والرض‪ ،‬ت� ج�ميــع ‪ 40‬نم�ــا بيـ نـام ت� اعـ تـامد ‪32‬‬
‫ت‬
‫بعــد إلغــاء ســتة نم�ــا نظ ـرا لعــدد الســئلة امللغــاة يف�ــا و ال ـت ي ج�ــاوزت العتبــة‪.‬‬
‫‪ -‬تفريغ االسـ تـامرات جو�ــع املعلومات؛‬
‫املعالــة االحصائيــة لملعلومات ب�ســتعمال ب� ن�م ‪Google forms‬؛‬ ‫ج‬ ‫‪-‬‬
‫ئ‬
‫وامل تق�حات‪.‬‬
‫ـد� التوصيات ُ‬ ‫النتا� وتفسـ يـرها وتقـ ي‬
‫‪ -‬عــرض ج‬
‫اجلانب النظري‬
‫أهداف إدماج تكنولوجيا املعلومات واالتصال يف التعليم‪.‬‬
‫ف‬
‫إن إدمــاج تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال ي� املنظومــة تال� بويــة ورش همــم‪ ،‬مـ قـن شــأنه تطـ يـو� أداء املدرســة املغربيــة‪،‬‬
‫ت‬
‫ـو� الــذي ي�ش ــده العــامل‪ .‬وتعت ـرب املــوارد الر�يــة مــن أمه ج�ليــات هــذا إالدمــاج‪،‬‬
‫لم� والتكنولـ ج ي‬
‫وجعلهــا تواكــب التطــور الع ي‬

‫‪212‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ـال ت�كــن املــدرس مــن نقــل ديداكتيـ يـ� متمـ ي زـ�‪ ،‬امك ت�كــن املتعــم مــن بنــاء تعملاتــه‪،‬‬ ‫بفضلهــا تبلــورت وســائل إيضــاح فعـ ة‬
‫ف‬
‫تو�ســيخها ي� مــدة قصـ يـرة دون عنــاء كبـ يـر‪.‬‬
‫ف‬
‫ي�ــدف إدمــاج تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال ي� املنظومــة تال� بويــة‪ ،‬إىل بنــاء ســلواكت وهمــارات‪ ،‬واكتســاب‬
‫ف‬
‫مبــادئ ومفاهـ يـم جديــدة‪ ،‬وطــرق معــل وتفكـ يـر تعـ ي نـ� املتعــم عــى �ــم منطــق التعامــل مــع هــذه التكنولوجيــات‪ ،‬وتيسـ يـر‬
‫ف‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫نخ‬
‫ا�راطــه ي� منظومــة التكنولوجيــات الر�يــة‪ .‬ومــن ج�ـ ةـ� أهــداف إدمــاج تكنولوجيــا املعلومــات و االتصــال ي� املنظومــة‬
‫تال� بويــة ‪:‬‬
‫‪ -‬توفـ يـر وســائل إيضــاح إضافيــة ( النــص‪ ،‬الصــورة‪ ،‬الصــوت‪ ،‬احملــااكة ‪ ،) ...‬بــدل االقتصــار فقــط عــى املعينــات‬
‫املــدرس ‪ ،‬مستنســخات ‪) ...‬؛‬
‫ي‬ ‫الديداكتيكيــة الالكســيكية ( الكتــاب‬
‫الكفا�ت ف� وقت أقل‪ ،‬مــع تعبئة ن‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫إماك�ت أقل‪.‬‬ ‫‪� -‬سـ ي نـ� جــودة التعلـ يـم‪ ،‬مــن خــال �قيــق الهداف‪ ،‬وتنميــة ي ي‬
‫‪ -‬ت�مــل التمليــذ بعــض املســوولية ف ي� ت�صيــل املعرفــة‪ ،‬وتقـ ي‬
‫ـو� ذاتــه‪ ،‬ع ـرب املبــادرة الفرديــة‪ ،‬لكونــه حمــور العمليــة‬
‫التعمليــة التعليميــة‪،‬‬
‫والتعب� عن املواقف؛‬
‫‪ -‬تطـ يـو� ملكــة النقــد عند املتعــم‪ ،‬خالل إبداءالـرأي‪ ،‬ي‬
‫معال ت�ــا ف‬
‫وتوظي�ــا‪ ،‬ت‬ ‫ف‬ ‫ين‬
‫اعــامدا عــى‬ ‫املتعملــ�‪ ،‬وبلــوغ االســتقاللية ي� ج‬ ‫تطــو� همــارة البحــث عــن املعلومــات عنــد‬ ‫ي‬ ‫‪-‬‬
‫ت‬
‫الــذا�؛‬ ‫ن‬
‫التكــو�‬ ‫لتــال التــدرب عــى‬ ‫خ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫وســائلهم الاصــة ‪ ،‬بو� ي‬
‫ف‬
‫ماع ي� القمس نفســه‪ ،‬أو ي نب� أقســام املدرســة نفهسا‪ ،‬أو ي نب� أقســام مــدارس مخ تلفة؛‬ ‫ال ي‬ ‫‪ -‬تطـ يـو� ظــروف العمــل ج‬
‫ت‬
‫‪ -‬تطـ يـو� دور املــدرس مــن مصدر وحيد لملعرفة‪ ،‬إىل مســاعد عــى �صيلها؛‬
‫أ‬ ‫ق‬
‫بتوف� مــوارد ر�ية يكون ت� يث�ها أقــوى من الدعامــات التقليدية؛‬ ‫‪ -‬دمع معــل املــدرس وتطـ يـو�ه‪ ،‬ي‬
‫ت‬
‫وز�دة مردودية العمليــة التعمليــة التعملية؛‬ ‫‪� -‬سـ ي نـ� جــودة التعملــات‪ ،‬ي‬
‫الديــدة‪ ،‬إىل منظومة تال� بية الـت ي ب‬
‫تعت� التمليذ حمــور العمليــة التعملية؛‬ ‫‪ -‬مســاعدة املــدرس عــى مسـ يـا�ة النظــرة ج‬
‫ت‬
‫‪ -‬ثإ�رة اهـ تـامم املتعمل و� ي زف�ه؛‬
‫ين‬
‫املتعمل�‪)5( .‬‬ ‫وتثبي�ــا مدة أطول‪ ،‬لــدى‬ ‫‪ -‬ت�تيــب أالفــار ت‬
‫دور برنامج ‪ génie‬يف ادماج تكنولوجيا املعلومات و االتصال يف التعليم‪.‬‬
‫ف‬
‫يعت ـرب ب� ن� جم ‪ GENIE‬الصيغــة التنفيذيــة لالس ـرت اتيجية الوطنيــة لتعمـ يـم تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال ي� التعلـ ق يـم‪،‬‬
‫ـر�‬ ‫�ة‬ ‫رت‬ ‫ف �ش‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫ال ـ ي اعتمد�ــا احلكومــة ي� ــر مـ نـارس ف‪ ، 2005‬وتعــد هـ تـذه االس ـ اتيجية أحــد املشــاريع املهيلك ـ لــورش ن لملغــرب الـ ي‬
‫الوطـ ن يـ� ‪ .2013‬وقــد أطلــق هــذا الـرب � جم ي� بدايــة ‪ 2006‬و� تعديــه ســنة ‪ 2009،‬وينبـ ن يـ� عــى أربعــة مكــو�ت رئيســة يه ‪:‬‬
‫أ‬ ‫ة‬
‫املوصول بشــبكة ال تن�نت؛‬ ‫• البنيــة التحتيــة‪ :‬وضــع التجهـ ي زـ�ات متعددة الوســائط‬

‫‪213‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ـو� املدرسـ ي نـ� ‪ :‬ت� تصمـ يـم العديــد مــن الوحدات التكوينية لفائدة املفتشـ ي نـ� واملدراء واملدرسـ ي نـ�؛‬ ‫• تكـ ي ن‬
‫ق‬ ‫ق‬ ‫ق‬
‫• املــوارد الر�ية‪:‬اقتنــاء املــوارد الر�يــة‪ ،‬وإنشــاء مخ ت ـرب وطـ ن يـ� لملــوارد الر�يــة‪ ،‬وبوابــة وطنيــة لتكنولوجيــا املعلومــات‬
‫ف‬
‫العمــوم؛‬
‫ي‬ ‫التعلــم‬
‫ي‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫واالتصــال‬
‫• تطـ يـو� االســتعماالت‪ :‬ض�ن مرافقــة جيدة لملسـ ي ن‬
‫ـتعمل�؛ ‪...‬‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫ويســجل لـرب ن� جم جيـ ن يـ� دور همــم ي� إدمــاج تكنولوجيــا املعلومات واالتصــال‪ ،‬ي� املدرســة املغربية‪،‬بفصل إهسامه ي�‪:‬‬
‫أ‬ ‫ت‬
‫‪ -‬ج�هـ ي زـ� اكفــة املؤسســات التعليميــة ب�ملعــدات املعلومياتية‪ ،‬وربطها بشــبكة ال تن�نت؛‬
‫وإ�اؤهــا‪ ،‬لفائــدة الفاعلـ ي نـ�‬ ‫ـو� القــدرات املهنيــة ف� مــال اســتعمال تكنولوجيــا املعلومــات ف� املج ــال تال� بــوي ن‬ ‫‪ -‬تكـ ي ن‬
‫ي‬ ‫ي ج‬
‫تال� بويـ ي نـ� (هيــأة التدريــس‪ ،‬هيــأة التأطـ يـر تال� بــوي‪ ،‬هيــأة إالدارة تال� بويــة)؛‬
‫ق‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫ت‬ ‫ق‬
‫واملتعملــ�‪ ،‬عــرب البوابــة الر�يــة‬ ‫املدرســ�‬ ‫وإنتا�ــا‪ ،‬ووضهعــا رهــن إشــارة‬ ‫ومالءم�ــا‪ ،‬ج‬ ‫‪ -‬اقتنــاء املــوارد الر�يــة‪،‬‬
‫الوطنيــة؛‬
‫ف‬ ‫تطــو� اســتعماالت تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــاالت‪ ،‬مــن خــال التحســيس ت‬
‫بقيم�ــا املضافــة ي� التدريــس‪،‬‬ ‫ي‬ ‫‪-‬‬
‫ين‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫والتكــو�‪ ،‬وتتبهعــا؛‬ ‫ومصاحبــة املمارســات املرتبطــة ب إ�دمــاج هــذه التكنولوجيــات ي� منظومــة ال� بيــة‬
‫ف‬
‫والهــوي‪ ،‬ي� إطــار‬ ‫ـ� ج‬ ‫‪ -‬قيــادة ال ـرب ن� جم مــن خــال ترصي أــف االس ـرت اتيجية الوطنيــة عــى الصعيــد احملـ يـ� إ‬
‫والقليـ ي‬
‫والنيــا�ت إالقليميــة؛ ‪...‬‬
‫ب‬ ‫ين‬
‫والتكــو�‪،‬‬ ‫الهويــة تلل� بيــة‬‫اكد�يــات ج‬ ‫بــ� إالدارة املركزيــة‪ ،‬وال ي‬ ‫تدبــر تشــارك ي ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫تنظــم اســتفادة املؤسســات التعليميــة عــى مــدى خ�ــس‬ ‫الديــدة لــرب ن� جم ‪ GENIE‬ي‬ ‫وقــد تضمنــت خارطــة الطريــق ف ج‬
‫بــ� ‪ 2009‬و‪)8( .2013‬‬ ‫رت‬
‫ســنوات‪ ،‬واســتفادت ‪ 9260‬مؤسســة ي� الفــ ة مــا ي ن‬
‫ين‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ين‬
‫والتدبــر‬
‫ي‬ ‫والتأطــر‬
‫ي‬ ‫التكــو�‬ ‫تطــو� املمارســة التعليميــة ب�بعادهــا العامــة مــن‬ ‫ي‬ ‫يتبــ� أن املغــرب ينخــرط فعليــا ي�‬
‫ف‬
‫وال� بيــة ع ـرب إدمــاج تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال ي� املنظومــة تال� بويــة إال أن الســؤال يبـ قـى مطروحــا حــول واقــع‬ ‫ت‬
‫ج ف‬
‫اكليولوجيــا ب�لســلك الثانــوي التأهيـ يـ�‪،‬‬ ‫ـو�ت تدريســية بعــض املــواد ج‬ ‫صعـ ب‬
‫ئ‬ ‫ـاوز‬ ‫ـ‬ ‫لتج‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫التعملي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫التعليمي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العملي‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫إدما�ــا‬
‫ت‬
‫ـا� هــذه الدراســة‪.‬‬ ‫وهــو مــا ســنحاول تفحصــه مــن خــال �ليــل نتـ ج‬
‫تدريس اجليولوجيا بالسلك الثانوي التأهيلي‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الــذع املشــرت ك والســنة الوىل ب� ف ي‬
‫اكلــور�‪،‬‬ ‫مســتو�ت ج‬
‫ي‬ ‫اليولوجيــا عــى‬ ‫ض�ــن املقاربــة ب�لهــداف‪ ،‬اقتــر تدريــس ج‬
‫حيــث اكنــت تم�افقــة مــع وحــدة علــوم احليــاة ض�ــن مــا اكن يســى آن ذاك ب�ــادة العلــوم الطبيعيــة‪ .‬بعــد ذلــك و ي� أإطــار‬
‫تبـ ن يـ� املنظومــة تال� بويــة املغربيــة ملقاربــة التدريــس ب�لكفـ يـا�ت و أ إالدمــاج ت� تســمية هــذه املــادة بعلــوم احليــاة و الرض‬
‫ـتو�ت‪ .‬و فـ يـام‬
‫املسـ ي‬ ‫اليولوجيــا ب ج�ميــع‬
‫ج‬ ‫بمــة الوحــدات الساســية لتدريــس‬ ‫(ابتــداء مــن ‪ )2003‬حيــث ت� فيــه ي ج‬
‫تدر�يــا � ج‬
‫ز ف‬ ‫اليولوجيــا وفــق نامل�ــاج و كذلــك الكفـ يـا�ت املنتظــر ت‬
‫تعز�هــا ي� هــذا إالطــار‪.‬‬
‫تنمي�ــا و ي‬ ‫يـ يـ� ســوف نــدرج تسلســل دروس ج‬
‫ـتو�ت(‪: )9‬‬
‫اليولوجيا حســب املسـ ي‬ ‫ـال يلخص تسلســل دروس ج‬ ‫الــدول التـ ي‬
‫ج‬

‫‪214‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ف‬
‫ـتو�ت الثانــوي التأهيـ يـ�‬ ‫جــدول (‪ :)2‬تسلســل دروس ج‬
‫اليولوجيــا ي� مسـ ي‬
‫اكلــور� و الســنة‬
‫اليولوجيــا ب�لنســبة للســنة االوىل ب� ي‬ ‫يالحــظ مــن خــال التحليــل املبســط لتسلســل دروس وحــدة ج‬
‫مال�ــة لتدريــس ج�يــع فصوهلــا وفــق الكفـ يـا�ت امل ـراد ت‬
‫تنمي�ــا عنــد‬ ‫الثانيــة � اكلــور� عمليــة أن املــدة الزمنيــة احملــددة غــر ئ‬
‫ت ف‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ب‬
‫بم�ــا ي� أخــر املقــرر‬‫اليولوجيــا‪ .‬ب� إلضافــة إىل أن � ج‬ ‫حصــص ج‬ ‫بكثــر‬
‫ي‬ ‫ن�ايــة هــذه الوحــدة‪� ،‬صــص البيولوجيــا تفــوق‬
‫ت‬
‫ـور� يتناســب مــع مــا �تويــه مــن مضامـ ي نـ� و فق ـرات جــد هممــة‪ .‬مــن خــال هــذه‬ ‫اس ب�لنســبة للســنة الثانيــة ب� اكلـ ي‬ ‫الــدر ي‬
‫خ‬ ‫ن‬ ‫ز‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ىظ‬
‫الزمــ� الــاص بعلــوم‬
‫ي‬ ‫احلــ�‬
‫الــا� (عــى املســتوى ي‬‫اليولوجيــا مل ي�ــ �بالهــامم ي‬ ‫القــراءة املبســطة يتضــح أن تدريــس ج‬
‫ـر� و املســؤو ي نل� عــن ال ـرب جام واملنـ جـاه الدراســية‪.‬‬
‫بمــة ) مــن طــرف املنظـ ي ن‬ ‫االرض و ال� ج‬
‫ين‬
‫املهتمــ�‬ ‫إن احلديــث عــن إدمــاج تكنولوجيــا املعلومــات و االتصــال داخــل املنظومــة التعليميــة مكنــت مخ تلــف‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ـو�ت ومشــالك‬ ‫اليولوجيــا‪ .‬نظ ـرا مل تكتســيه هــذه املــادة مــن صعـ ب‬ ‫بدمهــا ي� تدريــس ج‬ ‫ـد� ج‬ ‫بديداكتيــك العلــوم ي� التفكـ يـر جـ ي‬
‫التأهيــ� امك بينــت ذلــك جمموعــة مــن الدراســات و‬
‫ي‬ ‫أعــى مســتوى فال�ــم و التمكــن يف�ــا مــن طــرف تالميــذ الثانــوي‬
‫ال ب�ــاث‪)10( .‬‬
‫عرض و مناقشة نتائج الدراسة‬
‫ف‬ ‫ـو� و التكـ ي ن‬
‫ب�لنســبة للتكـ ي ن‬
‫ـو� املســتمر ي� تكنولوجيــا املعلومــات و االتصال (‪: )TICE‬‬ ‫‪‬‬
‫ف‬ ‫ـا� أن ‪ 51%‬مــن االســاتذة املسـ ي ن‬ ‫ئ‬
‫ـتجوب� تكونــوا ي� جمــال تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال إمــا تكوينــا‬ ‫بينــت النتـ ج‬
‫ق‬
‫أاكد�يــا أو رمسيــا ع ـرب الــدورات التكوينيــة املنظمــة مــن طــرف الــوزارة‪ ،‬و ‪ 47%‬تكوينــا ذاتيــا‪ ،‬وتبــى نســبة ضعيفــة جــدا‬
‫ي‬
‫ـو�‪.‬ن‬
‫بــدون تكـ ي‬

‫‪215‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ـتجوب� تنظـأ يـم دورات تكوينيــة خاصــة ب ‪ TICE‬يشــارك ب�ــا أكـ ثـر مــن ‪%‬‬ ‫أكــد أكـ ثـر مــن ‪ %78‬مــن أالســاتذة املسـ ي ن‬
‫ف‬
‫وا�راهطــم القــوي ي� ورش‬ ‫‪ 86‬مــن أالســاتذة وه نســبة هممــة امم يــدل عــى يإ� نا�ــم ب�مهيــة هــذا النــوع مــن التكوينــات ن خ‬
‫ي‬ ‫ق‬
‫ـر�‪.‬‬
‫املغــرب الـ ي‬
‫‪ ‬ب�لنســبة للتمكن مــن املعلوميات‪:‬‬
‫أ‬
‫يتبــ� أن معظــم الســاتذة (‪ )75,2%‬يتقنــون اســتعمال ب� نا� ‪ )…Microsoft (Word, Excel, Power Point‬و‬ ‫ين‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫تعــز� و � ي ن‬ ‫ف‬
‫يســتعملو�ا ي� إعــداد الــدروس و الفــروض واملســامهة ي� ي ز‬ ‫ف‬ ‫ن‬
‫تذبــر ملفــات‬‫كذلــك ي� ي‬ ‫و‬ ‫التالميــذ‬ ‫تعملــات‬ ‫ســ�‬
‫التالميــذ‪ ،‬وعـرب ‪ 22,4%‬نم�ــم عــى نأ�ــم يعــدون متحــراكت ب أ�نفهســم‪ ،‬ف ي� حـ ي نـ� عـرب ‪ 24,8%‬مــن جممــوع أالســاتذة املسـ ي ن‬
‫ـتجوب�‬
‫ن ف‬ ‫عــى ت‬
‫ـو� ي� جمــال املعلوميــات‪.‬‬ ‫حاج�ــم اىل تكـ ي‬
‫ق ف‬
‫‪ ‬ب�لنســبة إلدمــاج املوارد الر�يــة ي� العمليــة التعليميــة التعملية‪:‬‬
‫ق ف‬
‫يدمــون املــوارد الر�يــة ي� احلصــص الدراســية‪ ،‬ويــدل هــذا‬ ‫نســبة هممــة جــدا بلغــت أكـ ثـر مــن ‪ %80‬مــن املدرسـ ي نـ� ج‬
‫ف‬
‫ـر� ي� معــل املــدرس‪ ،‬وتنويعــا للوســائل واملعينــات الديداكتيكيــة‪ ،‬ب إ�دخــال وســائل‬ ‫املعــى عــى أن هنــاك تطــورا جوهـ ي‬
‫ث‬ ‫ن‬ ‫ت‬
‫تكنولوجيــة جديــدة إىل حج ــرة الــدرس‪� ،‬كنــه مــن نقــل ديداكتيـ يـ� � ج� بطريقــة سلســة‪ ،‬وأكــر فعالية‪.‬أمــا النســبة املتبقيــة‬
‫ف‬
‫فــم تنخــرط بعــد ي� ورش إدمــاج تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن ف‬ ‫ق‬
‫املدرســ� ي� العمليــة قالتعليميــة التعمليــة‪ ،‬ج�ــد املتحــراكت‪ ،‬ث�‬ ‫ي‬ ‫بكــرة مــن طــرف‬ ‫املدمــة ث‬ ‫بــ� املــوارد الر�يــة ج‬ ‫مــن ي ن‬
‫بوظيف�ــا الديداكتيكيــة ي ز‬
‫املتمــ�ة ‪،‬‬ ‫الفيديوهــات التعليميــة‪ ،‬فالصــور‪ .‬وعلــل املدرســون اســتغالهلم املرتفــع لملــوارد الر�يــة ت‬
‫حيــث تثـ يـر اهـ تـامم املتعملـ ي نـ� ‪ ،‬تو�كــن مــن توضيــح الظواهــر العمليــة تو�ســيخها ف ي� ذهــن املتعــم برسعــة الـش ي ء الــذي تعجــز‬
‫عنــه املعينــات الديداكتيكيــة الالكســيكية اكملستنســخات مثــا‪.‬‬
‫ف‬ ‫ق‬
‫وع ـرب املدرســون عــى نأ�ــم ي�صلــون عــى املــوارد الر�يــة ال ـت ي يســتغلون ي� حصهصــم التعليميــة التعمليــة إمــا مــن‬
‫ئ ف‬ ‫ت‬
‫زمال�ــم ي� العمــل ‪ ،35,4( )%‬أو عــن طريــق املفتــش‬ ‫االن�نيــت ‪ 48,4( )%‬أو عــن طريــق‬
‫وإنتا�ا ذاتيا(‪. )6,5%‬‬ ‫‪ ، 9,7( )%‬أو عــن طريــق ب� ن� ت�ــا ج‬
‫جود�ــا ت‬‫الر�يــة‪ ،‬لكــن تبـ قـى ت‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫يتضــح إذا‪ ،‬الــدور املهــم الــذي تؤديــه شــبكة ت‬
‫وحص�ــا ومــدى‬ ‫االن�نــت ي� توفـ يـر املــوارد‬
‫ـا� نم�ــا‪ ،‬مــن‬‫مالءم�ــا لملتعملـ نـ� حمــط نقــاش‪ .‬هــذا مــا ي�ـ تـم عــى املــدرس ض�ورة تفحــص هــذه املــوارد بدقــة‪ ،‬واختيــار املـ ئ‬ ‫ت‬
‫ي‬
‫وظيف�ــا البيداغوجيــة بكيفيــة جيــدة‪.‬‬ ‫أجــل أداء ت‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫اليولوجيــا ض�ورة أو اختيــار‪،‬‬ ‫املعلومــات و االتصــال ي� تدريــس مــادة ج‬ ‫إجا� ت�ــم عــى ســؤال ادمــاج تكنولوجيــا‬ ‫ب‬ ‫و ي�‬
‫ج ف‬
‫اليولوجيــا‪ ،‬وهــذا يــدل عــى الــدور الــدي تلعبــه‬ ‫ادما�ــا ي� تدريــس مــادة ج‬ ‫ي�ى أكـ ثـر مــن ‪ %93‬نأ�ــا ض�ورة و البــد مــن‬
‫ف‬
‫أصبحــت ض�وريــة إلرســاء بعــض التعملــات لــدى التمليــذ عكــس املعينــات‬ ‫أ‬ ‫حيــث‬ ‫التعمليــة‪.‬‬ ‫التعليميــة‬ ‫العمليــة‬ ‫�‬
‫ي‬
‫ن‬ ‫ف ف‬ ‫ف‬
‫مضمو�ــا‪.‬‬ ‫الالكســيكية ال ـت ي ي ج�ــد التمليــذ ي� بعــض الحيــان صعوبــة ي� �ــم‬
‫أ‬
‫التأهيــ� الــت ي ي�ى الســاتذة املســتجوبون نأ�ــا‬ ‫ي‬ ‫اليولوجيــا ب�لثانــوي‬ ‫و مــن أمه الــدروس املقــررةن ض� فــن وحــدات ج‬
‫البليــة و‬ ‫اليولوجيــة املصاحبــة لنشــوء السالســل ج‬ ‫تســتوجب إدمــاج ‪ TICE‬ب�ــا‪ ،‬ج�ــد ي� املقدمــة وحــدات الظواهــر ج‬

‫‪216‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ئ‬ ‫ت‬
‫وحــدات الظواهــر‬ ‫ــا‬‫تل�‬‫ي‬ ‫بليــة‪،‬‬ ‫ال‬ ‫ج‬ ‫السالســل‬ ‫لنشــوء‬ ‫افقــة‬ ‫ر‬ ‫امل‬ ‫التكونيــة‬ ‫التشــوهات‬ ‫طبيعــة‬ ‫و‬ ‫الصفــا�‬ ‫بتكونيــة‬ ‫ــا‬ ‫عالق�‬
‫ئ ف‬ ‫ـا�‪ ،‬و الكرانيتيــة و ت‬ ‫ئ‬ ‫اليولوجيــا خ‬
‫عالق�ــا بتكتونيــة الصفــا�‪ ،‬و ي� االخـ يـر‬ ‫الارجيــة و التحــول و عالقتــه بديناميــة الصفـ‬ ‫نج‬
‫لــو�‪.‬‬ ‫خ‬ ‫القد�ــة و اســ داد ي‬ ‫رت‬
‫اليو ج ي‬ ‫التــار� ج‬ ‫الغرافيــا ي‬ ‫ج�ــد وحــدات خريطــة ج‬
‫ف‬ ‫بصفــة عامــة وحســب االســاتذة املسـ ي ن‬
‫ـتدع ادمــاج ‪ ، TICE‬لكــن‬ ‫لوجيــا تسـ ي‬ ‫اليو‬ ‫ـتجوب� ج�يــع الوحــدات املدرســة ي� ج‬
‫وعــى ســبيل املثــال‬ ‫‪،‬‬ ‫فقــط‬ ‫ئــق‬ ‫بدرجــة أكــرب ف� بعــض الوحــدات الــت ال يســتطيع املتعملــون مســا� ت�ا ب�ســتعمال ث‬
‫الو�‬
‫ئ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫عالق�ــا بتكتونيــة الصفــا� الــت ي تتطلــب‬ ‫البليــة و ت‬ ‫ج‬ ‫السالســل‬ ‫لنشــوء‬ ‫املصاحبــة‬ ‫لوجيــة‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ال‬
‫ج‬ ‫الظواهــر‬ ‫وحــدة‬ ‫ال احلــر‬
‫ف‬ ‫ق‬
‫الظواهــر املدرســة يف�ــا اكلطمــر والطفــو اســتعمال مــوارد ر�يــة مناســبة لتهسيــل التموضــع ي� الزمــان واملــان وترسيــع‬
‫ـتيعا�ا مــن طــرف املتعملـ ي نـ�‪.‬‬ ‫اسـ ب‬
‫اليولوجيا وعىل ت‬
‫جود�ا‬ ‫‪ ‬ب�لنســبة لتأثـ يـر تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال عــى تعملات مــادة ج‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫اليولوجيــا يالحــظ ان اكـ ثـر مــن‬ ‫ج‬ ‫ي� اطــار جــواب االســاتذة عــى الســؤال املتعلــق بتأثـ يـر إدمــاج ‪ TICE‬ي� حصــص‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫‪ %97‬ي�ون ان تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال تـ ثـؤ� ي جا�ـ بـا� ي� العمليــة التعليميــة التعمليــة ‪ ،‬حيــث نأ�ــا مــن ج�ــة تســامه ي�‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫ـتيعا�ا‬ ‫الهــد و بر� الوقــت عكــس املعينــات الديداكتيكيـفـة الالكســيكية الـت ي �تـ فـاج ت ج�ــدا و وقتــا أطــول السـ ب‬ ‫االقتصــاد ي� ج‬
‫اليولوجيــا ي� �سـ ي نـ� أتعملــات التالميـ أـذ ع ـرب‬ ‫مــن طــرف املتعملـ ي نـ�‪ .‬ومــن ج�ــة اخــرى يســامه ادمــاج ‪ TICE‬ي ف� حصــص ج‬
‫اذها�ــم بفعــل احلركــة ثالثيــة البعــاد ((‪ 3D‬واللــوان‬ ‫اليولوجيــة برسعــة � ن‬ ‫جــذب انتباههــم و ت�ســيخ الظواهــر واملفاهـ يـم ج‬
‫ت ت‬ ‫ف ث ي‬
‫املســتعملة والقريبــة مــن الواقــع‪ ،‬الـش ي ء الــذي ال يتوفــر ي� الو�ئــق املطبوعــة و الـ ي ج�عــل التمليــذ مطالبــا يتخيــل الظاهــرة‬
‫ت‬ ‫ف‬ ‫خ‬
‫ـا� وحيويــة ي� صفــوف املتعملـ ي نـ� امم ســينتج عنــه �بيــب‬ ‫املدروســة امم ي�لـ فـق لبسـ نـا لديــه‪ ،‬ب� إلضافــة ةاىل خلــق تفاعــل ي جا�ـ ب ي‬
‫اليولوجيــا هلــم‪ .‬ي� حـ يـ� اعت ـرب ت فئــة قليــ�(‪ )2,7%‬ان ادمــاج ‪ TICE‬مضيعــة للوقــت فقــط‪.‬‬ ‫ج‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ث‬
‫اليولوجيــا و‬ ‫اكــر مــن ‪ 72%‬يعتــرب ون ان إلدمــاج ‪ TICE‬ت� يثــر جيــد عــى مردوديــة وجــودة التعملــات ي� مــادة ج‬
‫ـص إىل ت�ســيخ التعملــات و ت�ســيخها‪ ،‬امك أكــدوا نأ�ــا‬ ‫ض‬
‫يعللــون ذلــك بكو�ــا تســاعد التمليــذ ةمــن توظيــف ج�يــع حواســه ب�ــا يفـ ي‬
‫ن‬
‫العلم�‬
‫ي‬ ‫تســاعده عــى يز�دة املشــاركة الفعــال و إال ي ج�ابيــة و تنميــة قدرتــه عــى التأمــل و دقــة املالحظــة و اتبــاع التفكـ يـر‬
‫للوصــول إىل حــل الوضعيــات املش ـل�ة ‪.‬‬
‫ادما�ــا عــى مردوديــة وجــودة التعملــات ب� جليولوجيــا ق‬
‫يبــى ي ن‬ ‫تأ‬ ‫ف ي� ي ن‬
‫املتوســط‬ ‫ق‬ ‫بــ�‬ ‫ج‬ ‫ثــر‬
‫ي‬ ‫�‬ ‫ان‬ ‫‪20%‬‬ ‫حــوال‬
‫ي‬ ‫ى‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫حــ�‬
‫والضعيــف الــش ي ء الــذي ي�كــن أن ننســبه إىل طريقــة اســتعمال التكنولوجيــات احلديثــة‪ ،‬او نوعيــة املــوارد الر�يــة‬
‫ـؤدي الوظيفــة الديداكتيكيــة املتوخــاة نم�ــا‪ ،‬لــذا ومــن أجــل دمع معــه و تطـ يـو�ه‪ ،‬ي ج�ــب‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫أن‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫ك‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫املســتعملة و ال ـت‬
‫ف ت‬ ‫عــى املــدرس اســتغالل مــوارد قر�يــة تكــون أقــوى ثأ�ا و ث‬ ‫ي‬
‫الكفــا�ت املنشــودة (‪)11‬‬ ‫ي‬ ‫أكــر معقــا ي� �قيــق‬
‫ف‬ ‫دون إمهــال تز‬
‫الز�دة ي� المك و النوع‪)12( .‬‬ ‫ال�ويــد ب�لتغذيــة الراجعــة الفوريــة و الـت ي ينتج نع�ــا ي‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫ـوال ‪ 35%‬انــه يمكــن ي� عــرض‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫رب‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫لوجي‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ال‬
‫ج‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫لوجي‬ ‫و‬ ‫التكن‬ ‫ـائل‬‫ـ‬ ‫لوس‬ ‫ل‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ال‬ ‫و الق ـرت اح االســتخدام‬
‫اليولوجيــة املعقــدة و الــت ي يصعــب عــى التالميــذ‬ ‫تفســر و ش�ح الظواهــر‬ ‫مــن‬ ‫كــن‬ ‫�‬‫متحــراكت و فيديوهــات تعليميــة ت‬
‫ف‬ ‫ف ن‬ ‫ج‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫أ‬
‫بيــام ي�ى ‪ 26%‬أن إالســتخدام الفضــل يمكــن ي� اســتغالل ل ‪ TICE‬ي� جإ�ــاز املنــاوالت والتجــارب و ي�‬ ‫اســتيعا�ا‪ ،‬ن‬
‫ب‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫ف‬
‫حــ� �ى فئــة أخــرى (‪ )39%‬انــه‬ ‫الي فولوجيــة املعقــدة (‪ ،)Modélisation Scientifique‬ي� ي‬ ‫النمذجــة العمليةللظواهــر ج‬
‫ة‬ ‫ث‬
‫يستحســن اســتخدام ‪ TICE‬ي� عــرض الو�ئــق املمكــ� للــدرس فقــط‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫بــ� االســتخدامات املذكــورة عــى ض�ورة تنويــع اســتعماالت ‪ TICE‬حســب حاجــات‬ ‫تــدل النســب املتقاربــة ي ن‬
‫املتعملــ� و حســب مــا ي�اه املــدرس مناســبا للوضعيــة الديداكتيكيــة‪ ،‬حيــث ي ج�ــب منحهــم أدوات متنوعــة تتيــح‬ ‫ين‬
‫إالســتقاللية‪ ،‬و توفــر هلــم بيئــة حمفــزة و غنيــة‪ ،‬و توســع هلــم جمــال االكتشــافات (‪)13‬‬
‫ت‬
‫‪ ‬ب�لنســبة للعراقيــل الـت ي �ــول دون اســتخدام تكنولوجيــا املعلومات و االتصال ‪:‬‬
‫ف‬ ‫ق‬ ‫أ‬
‫ـوال ‪ 28%‬مــن الســاتذة أن غيــاب احلقيبــة الر�يــة ب�ملؤسســة ي�ــول دون إدمــاج ‪ TICE‬ي� العمليــة التعليميــة‬ ‫ي�ى حـ ي‬
‫اس وضيــق الوقــت يشكلان العائقــان الرئيســيان أمــام ادمــاج‬ ‫التعمليــة للجيولوجيــا‪ 28% .‬تعتــرب أن طــول املقــرر الــدر ي‬
‫‪ ،TICE‬فـ يـام ي�ى ‪ %26‬أن عــدم إالملــام ب� إلعالميــات هــو الســبب وراء عــدم ادمــاج ‪. TICE‬‬
‫ـتجوب� ذلــك إىل صعوبة ج‬
‫إدما�ــا و عدم تفاعــل التالميذ مهعا‪.‬‬ ‫وتعــزي ‪ 13%‬مــن أالســاتذة املسـ ي ن‬
‫خامتة‬
‫الر�يــة ف� احلصــص الدراســية خ‬ ‫ق‬
‫الاصــة ب� جليولوجيــا‪ ،‬و ي ج�معــون عــى أن‬ ‫ي‬ ‫يدمــون املــوارد‬ ‫املدرســون املســتجوبون ج‬
‫ت ف‬ ‫ث ي ف‬ ‫ج ض‬
‫ـو�ت ال ـ ي يعر�ــا تدريــس هــذه‬ ‫ـا� ي� إرســاء التعملــات والتغلــب عــى الصعـ ب‬ ‫ي‬ ‫إدما�ــا �ورة ملحــة ملــا هلــا مــن أ� جا�ـ ب‬
‫اليولوجيــا املعقــدة وتلعــب دورا‬ ‫لكو�ــا تبســط املفاهـ يـم والظواهــر ج‬ ‫تعملا�ــا‪ ،‬ن‬ ‫املــادة و كــذا الرفــع مــن مردوديــة و جــودة ت‬
‫الهــد خ‬ ‫ت‬ ‫ت ف‬ ‫ف نخ ف‬ ‫ف‬
‫املصــص هلــذه‬ ‫اليولوجيــا‪ ،‬امك �كــن مــن توفـ يـر ج‬ ‫تعملا�ــم ي� فمــادة ج‬ ‫اال� ـراط ي� بنــاء‬ ‫هممــا ي� تشــويق التالميــذ ي�‬
‫ـر� ي� معــل املــدرس‪ ،‬وتنويعــا للوســائل واملعينــات الديداكتيكيــة‪،‬‬ ‫الوحــدة‪ .‬ويــدل هــذا املعــى عــى أن هنــاك تطــورا جوهـ ي‬
‫ب إ�دخــال وســائل تكنولوجيــة جديــدة إىل حج ــرة الــدرس‪ ،‬ت�كنــه مــن نقــل ديداكتيـ يـ� � ج�‪.‬‬
‫ن‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫اليولوجيــا تتمثــل ي�‬ ‫ي جو�مــع أغلــب املدرسـ ي نـ� عــى أن العراقيــل ال ـت ي �ــول دون إدمــاج ‪ TICE‬ي� تدريــس مــادة ج‬
‫الصــوص بســبب إال كراهــات التقنيــة املرتبطــة ب�لوســائل اللوجيســتيكية‪ ،‬عــى‬ ‫ـو�ت مرتبطــة ب�لعتــاد املعلومـ تـا� عــى خ‬
‫ت‬ ‫لة‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫صعـ ب أ‬
‫اكملســاط‪ ،‬والــ ي تعــود إىل قدهمــا أو ســوء اســتعماهلا‪ ،‬ب� إلضافــة إىل‬ ‫ق‬ ‫غــرار العطــاب الــ ي تصيــب املعــدات املســتعم‬
‫عــدم توفــر بعــض املؤسســات التعليميــة عــى احلقيبــة الر�يــة أساســا‪ ،‬ال ـش ي ء الــذي يؤكــد أن ب� ن� جم جيـ ن يـ� لــن يبلــغ امل ـراد‬
‫املصــص هل ب�لســلك الثانــوي التأهيــ� و عــدم تكـ ي ن‬
‫ـو�‬ ‫اليولوجيــا و ضيــق الوقــت خ‬ ‫ـول مقــرر ج‬ ‫املنشــود‪ ،‬أيضــاف لــل هــذا طـ‬
‫ث ي‬ ‫ق ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫التعمليــة‪ ،‬واســت�رها بشــل جيــد‪،‬‬ ‫غ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫التعليمي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العملي‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ي‬ ‫الر�‬ ‫ـوارد‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـاج‬‫ـ‬ ‫إدم‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫كيفي‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫املعلومي‬ ‫�‬
‫بعــض الســاتذة ي‬
‫ـو� احلاصــل‬ ‫فامم يــدل عــى أن إدمــاج تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال مل ي ج�ــد طريقــه الصحيــح بعــد‪ ،‬ر� التقــدم التكنولـ ج ي‬
‫ي� هــذا املج ــال‪.‬‬
‫ق‬ ‫ن‬
‫ـو� جيــد‬ ‫ولـ ضـامن ج�ــاح إدمــاج أوتوظيــف هــذه الوســائط الر�يــة البــد مــن حســن اختيارهــا و اعــداد ســيناريو بيداغـ يج‬
‫ادما�ــا و إال فقــد تكــون مصــدرا للتمثــات خ‬ ‫ت‬
‫الاطئــة لــدى املتعــم‪.‬‬ ‫يواكــب �قــق اهلــدف أو الهــداف املنشــود(ة) مــن ج‬
‫توصيات و مقرتحات‬
‫اليولوجيــا أم ـرا حتميــا‪ ،‬يفــرض عــى الــوزارة الوصيــة و عــى مفت ـش ي و‬ ‫ج‬ ‫لقــد أصبــح واقــع نال�ــوض بتدريــس مــادة‬
‫ف‬
‫اليولوجيــا ب�لثانــوي التأهيـ يـ� ملــا‬
‫واالتصــال ي� وحــدات ج‬ ‫أســاتذة مــادة علــوم احليــاة واالرض جدم تكنولوجيــا املعلومــات‬
‫ن‬ ‫هل مــن أمهيــة ب�لغــة ف� الرفــع مــن مردوديــة و جــودة ت‬
‫تعملا�ــا‪ .‬وإن ج�ــاح هــذا إالدمــاج رهـ ي نـ� ب�لتغلــب عــى العراقيــل‬ ‫تي‬
‫تخ‬ ‫ة‬
‫ـو�ت ال ـت ي تع�ضــه‪ ،‬ومــن ج�ــ� االج ـراءات ال ـ ي ي ج�ــب ا�ادهــا‪:‬‬
‫ت‬ ‫والصعـ ب‬

‫‪218‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬ ‫ق‬
‫ف‬
‫وغيا�ــا ي� بعــض‬ ‫يز‬
‫التجهــ�ات بــل ت ب‬ ‫للخصــاص املهــول ي�‬ ‫ا‬‫ر‬ ‫نظــ‬ ‫التعليميــة‬ ‫املؤسســات‬ ‫يــع‬ ‫�‬‫توفــر حقيبــة ر�يــة ف ي� ج‬
‫أ ‪ -‬ي‬
‫ق‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ز‬ ‫ن‬
‫قالحيــان‪ ،‬ومــن بـ يـ� التجهـ يـ�ات ال ـ ي ي ج�ــب ان تتوفــر ي� احلقيبــة الر�يــة مســاط وحاســوب وأق ـراص �تــوي عــى مــوارد‬
‫ر�يــة مناســبة؛‬
‫ق‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫اليــد و الفعــال لملــوارد الر�يــة‬‫ف ‪ -‬تكثيــف الــدورات التكوينيــة للســاتذة ي� جمــال املعلوميــات‪ ،‬و ي� كيفيــة إالدمــاج ج‬
‫ي� العمليــة التعليميــة التعمليــة للجيولوجيــا؛‬
‫املغر�؛‬ ‫ن‬
‫اليولوجيــا ب�مل�ج ب ي‬ ‫‪ -‬توفـ يـر ب� نا� خاصــة تــامت�ش مــع خصوصية دروس ج‬
‫توف� الوقت الــازم لتدريس ت‬
‫وحدا�ا؛‬ ‫اليولوجيــا ب�لثانــوي التأهيـ يـ� و العمل عــى ي‬ ‫‪ -‬مراجعــة منـ جـاه ج‬
‫ـال (كيفيــة إدمــاج‬ ‫ـ‬ ‫احل‬ ‫ـوع‬
‫ـ‬ ‫لملوض‬ ‫‪ -‬تإ�ــام هــذه الدراســة بدراســات أخــرى تســلط الضــوء جوانــب أخــرى تعــد ممكـ ة‬
‫ـ�‬
‫ي‬ ‫أ‬
‫ـو� ‪.)...‬‬‫‪ ،TICE‬ت�ثـ يـر إدمــاج ‪ ،TICE‬الســيناريو البيداغـ يج‬
‫مراجع البحث‬
‫املراجع العربية ‪:‬‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫ن ن‬
‫المــل ‪ ،‬معجــم املصطلحــات تال� بويــة املعرفــة ي� املنـ جـاه وطــرق التدريــس ‪ ،‬الطبعــة الوىل ‪1996،‬م‬ ‫ـا�‪ ،‬د‪.‬عـ يـ� ج‬
‫(‪ : )3‬د‪.‬أمحــد حسـ يـ� اللقـ ي‬
‫‪ ،‬القاهرة‪-‬مــر‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ت‬
‫اس الول ‪ ،‬الطبعــة الثالثــة‪2002 ،‬م‪ ،‬الدوحة‪-‬قطــر‬ ‫(‪ : )4‬وزارة ال� بيــة والتعلـ يـم ‪،‬تكنولوجيــا املعلومــات ‪ ،‬للصــف الول الثانــوي ‪ ،‬الفصــل الــدر ي‬
‫ق‬ ‫(‪ : )5‬الدليــل البيداغـ جـو� إلدمــاج تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال ف� التعلـ يـم‪ ،‬خ‬
‫املت ـرب الوطـ ن يـ� لملــوارد الر�يــة –‪ .‬وزارة تال� بيــة الوطنيــة‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ـتن� ‪2014‬‬ ‫ـو� املهـ ن يـ�‪ .‬اململكــة املغربيــة شـ ب‬
‫والتكـ ي ن‬
‫ق‬
‫الاصة ب�ملدرس؛ تعريف مـرت ج� لصاحبه ‪Robert Bibeau‬‬ ‫الر�يــة‪ -‬مصوغــات ب� ن� جم تكـ ي ن‬
‫ـو� جيـ نـ� خ‬
‫ي‬ ‫(‪ : )7‬مصوغــة املــوارد‬
‫ـواكل الوطنيــة لتقنـ ي نـ� املواصالت (‪)http://www.anrt.ma/ar/missions/service-universel/genie‬‬ ‫(‪ : )8‬الـ ة‬

‫التأهيــ�‬ ‫التعلــم الثانــوي‬


‫الاصــة بتدريــس مــادة علــوم احليــاة و االرض بســلك ي‬ ‫التوج�ــات تال� بويــة العامــة و الــرب جام خ‬
‫(‪ : )9‬حســب ي‬
‫ي‬
‫الصــادرة ســنة ‪2003‬‬
‫ت ف‬
‫تطبيقا�ــا ي� التعلـ يـم و التدريــس‪-‬دار تال� بية احلديثة‪.‬‬ ‫(‪ : )11‬د‪ .‬حممــد يز�د محــدان "وســائل و تكنولوجيــا التعلـ يـم ئ‬
‫مباد�ــا و‬
‫الثا� ص ‪8‬‬‫ن‬
‫(‪ : )12‬د‪ .‬حوريــة املالـ يـ� (تكنولوجيــا احلاســوب و العمليــة التعليميــة) الدوحــة ‪ – 2006/1423‬الفصــل ي‬
‫ف‬ ‫(‪ )13‬حممــد أبــو ت�ج الـ ي ن‬
‫التعل� ط ‪ 2007‬فاس‪-‬ص ‪19‬‬ ‫ـد�‪ -‬إدمــاج تكنولوجيــا إالعالم و التواضــل ي� ي‬
‫املراجع الالتينية ‪:‬‬
‫‪(1) : Thérèse Laferrière (1999). Avantage des technologies de l’Information et des Communication (TIC) pour‬‬
‫‪l’enseignement et l’apprentissage dans les classes de la maternelle à la fin du secondaire. Document préparé pour Rescol‬‬
‫)‪(Industrie Canada. Réseau des centres d’excellence en téléapprentissage (http://desette.free.fr/pdf/avantages/pdf‬‬

‫‪219‬‬
2018 ‫ فرباير‬،‫ العدد الرابع اجمللد الثاني‬- ‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين‬
(2) : UNESCO. (2004). Technologie et l’Information et de la Communication en éducation. Un programme d'’enseignement
et un cadre pour la formation continue des enseignants.
(6) : Kinder , J,. Audio visual material & techniques, New York, American Book co., 1959 p. p(11-17)
(10) : K. Kaid Rassou, F. Khiri, M Benbrahim, Y. Tamraoui, H. Elberrani, M. Anfour, soumis pour publication, European
Scientific Journal [ESJ], Edition de juin 2017.

220
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫أهمية ادماج تكنولوجيا املعلومات واالتصال بالرتبية والتعليم‬


‫‪The importance of the integration of information and‬‬
‫‪16‬‬
‫‪communication technology in education‬‬
‫عبد احلكيم الشاللي‪- Abdelhakim CHILLALI‬‬
‫جامعــة ســيدي حممــد ب ن� عبــد الهل‪ ،‬اللكيــة متعــددة التخصصات‪ ،‬ت�زة‪ ،‬املغرب‬
‫‪Sidi Mohamed Ben Abdallah University, Polydisciplinary Faculty, Taza, Morocco‬‬
‫‪abdelhakim.chillali@usmba.ac.ma‬‬
‫امللخص‬
‫فــإن ربــط هــذه‬ ‫اقتصــاد�ت دول العــامل‪ ،‬لذلــك أ‬‫ي‬ ‫أصبــح اســتعمال تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال اليــوم معــاد‬
‫التكنولوجيــا ب� تل� بيــة والتعلـ يـم ض�ورة جمتمعيــة‪ ،‬حيــث مل يعــد الفاعــل ال� بــوي قــادرا عــى االســتغناء عــن الدوات املاديــة‬
‫ت‬
‫لتكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال‪.‬‬
‫ف‬ ‫ئ‬
‫ـا� امهيــة إدمــاج تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال ي� املنظومــة تال� بويــة حيــث أأن املتعــم اليــوم تعــددت‬ ‫بينــت النتـ ج‬
‫ـار� الدوليــة أن التوظيــف المثــل لوســائل التكنولوجيــا‬ ‫فمصــادر املعرفــة عنــده‪ ،‬ولقــد بأ�ن كثـ يـر مــن الدراســات العمليــة والتقـ ي‬
‫ي� العمليــة التعليميــة هل انعاكســات ي جإ�ابيــة عــى املعــم واملتعــم معــا‪.‬‬
‫ا�ــذت‬ ‫إال أن إالدمــاج الصحيــح هلــذه التكنولوجيــا مل ي ج�ــد طريقــه بعــد ف� منظومتنــا تال� بويــة ألن هــذه أالخـ يـرة تخ‬
‫ي‬ ‫ف‬
‫كثــر مــن الســيناريوهات البيداغوجيــة‪.‬‬ ‫غايــة تعمليــة ي� ي‬
‫ف‬ ‫ق‬ ‫ن‬
‫و لـ ضـامن ج�ــاح تتوظيــف هــذه الوســائط الر�يــة البــد مــن �ــم همــام لك فاعــل ت� بــوي أثنــاء العمليــة التعمليــة مــن خــال‬
‫ـناريوهات ت� بويــة �ــدد يف�ــا ضهممــة لك مــن املعــم واملتعــم‪ ،‬ئقا�ــة عــى مـ شـروع متاكمــل يـ تـم إدمــاج فيــه لك الفاعلـ ي نـ�‬
‫ف‬ ‫سـ‬
‫لة‬
‫تال� بويـ ي نـ�‪ .‬ي� هــذا البحــث ســأو� كيــف ي ج�ــب ادمــاج تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال ب�نظومتنــا ال� بويــة كوســي مــن‬
‫ت‬
‫الوســائل ال ـت ي ت�فــع مــن جــودة التعلـ يـم والتعــم‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪Today, the use of information and communication technology (ICT) has become the mainstay of‬‬
‫‪the economies of the world. Therefore, linking this technology to education is a societal necessity. The‬‬
‫‪educational actor is no longer able to dispense with the material tools of ICT.‬‬

‫‪221‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪The results showed the importance of integrating information and communication technology in the‬‬
‫‪educational system, as the learner today has many sources of knowledge at him. Many scientific studies‬‬
‫‪and international reports have shown that the optimal recruitment of the means of technology in the‬‬
‫‪educational process has positive effects on both teacher and learner.‬‬
‫‪However, the correct integration of this technology has not yet found its way into our educational‬‬
‫‪system because the latter has taken a learning approach in many pedagogic scenarios.‬‬
‫‪In order to ensure the success of the employment of these digital media, it is necessary to understand‬‬
‫‪the tasks of each educational actor during the learning process through educational scenarios in which‬‬
‫‪the task of both teacher and learner is determined based on an integrated project in which all educational‬‬
‫‪actors are integrated. In this paper I will explain how ICT should be integrated into our educational system‬‬
‫‪as a means of raising the quality of teaching and learning.‬‬
‫كلم��ات مفت��اح ‪ :‬املعلومات ‪ ،‬االتصــال ‪ ،‬الســيناريوهات البيداغوجيــة ‪ ،‬املنظومة تال� بوية‬
‫‪Keywords: Information, Communication, Pedagogy Scenarios, Educational System‬‬
‫مقدمة‬
‫ت‬
‫ـاهر� عــى تطـ يـو� و�سـ ي نـ� مقــررات العمليــة التعليميــة‬ ‫أصبحــت تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال موضــع اهـ تـامم السـ ن‬
‫لة ي أ ث أ‬ ‫التعمليــة‪ ،‬وركـ ي زـ�ة مــن ئز‬
‫راك� االبــداع التقـ ن يـ� املعــارص ب�عتبارهــا الوســي ال كــر والوســع انتشــارا‪.‬‬
‫ت‬ ‫ن‬
‫ولـ ضـامن ج�ــاح أي معليــة ت� بويــة تعمليــة ي ج�ــب العمــل عــى �قيــق إالدمــاج الفعــال لتكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال‬
‫ف‬
‫مــع مراعــات الثابــت واملتغـ يـر ي� لك معليــة إدمــاج ح ـىت ال يكــون هل انعاكســات ســلبية عــى املتعــم‪ .‬وهكــذا ي�كــن إعــادة‬
‫ت‬
‫اس واحلاســوب‪...‬وفق ســناريوهات ت� بويــة �ــدد يف�ــا هممــة‬ ‫ي‬ ‫صياغــة أدوار لك مــن املعــم واملتعــم والكتــاب والفصــل الــدر‬
‫لك مــن املعــم واملتعــم‪ ،‬ئقا�ــة عــى مـ شـروع متاكمــل يـ تـم إدمــاج فيــه لك الفاعلـ ي نـ� تال� بويـ ي نـ�‪.‬‬
‫البيداغو�‬
‫جي‬ ‫الســناريو‬
‫أ‬
‫لســرورة وضعيــة تعمليــة تعليميــة ت�ــدف إىل اكتســاب‬
‫قبــ� وبعــدي ي‬
‫ي‬ ‫وصــف‬ ‫نــه‬ ‫�‬ ‫البيداغــو� ب‬
‫جي‬ ‫يعــرف الســناريو‬
‫جمموعــة مــن املعــارف‪.‬‬
‫مراحل إعداد سناريوهات تربوية‬
‫ي�كن تقسـ يـم مراحل سـ يـرورة الســيناريو تال� بوي إىل خ�ســة مراحل أساســية‪:‬‬
‫ت‬
‫وه أمه مرحـ ةـ� حيــث يـ تـم يف�ــا �ديــد احلاجيــات والصعـ ب‬
‫ـو�ت ونقــط الضعــف والقــوة لــدى املتعــم‬ ‫التحليــل ي‬‫أ‬
‫‪-‬مرحـ ةـ�‬
‫ب� جلــواب عــن الســئلة التاليــة‪ ،‬مــاذا؟ ملــن؟ كيــف؟‬

‫‪222‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬
‫ـ� حيــث يـ تـم ي� هــذه‬ ‫ي‬ ‫تعلم� تعليـ‬
‫ي‬ ‫‪-‬مرحـ ةـ� التصــور مــن خــال وضــع تصــور لل ـش ي ء امل ـراد توضيحــه ض�ــن ســياق‬
‫ق‬ ‫ض‬
‫ـو� ث� املــوارد الر�يــة‬
‫املرحـ ةـ� كتابــة الســناريو ب�لتفصيــل ويكــون وا� يف�ــا توزيــع املهــام مــع سـ يـرورة الســناريو وكيفيــة التقـ ي‬
‫املعتمــدة‬
‫ن‬ ‫وا�ــاذ ج�يــع االحتياطــات ت‬ ‫‪-‬مرحـ ةـ� إالعــداد وه مرحـ ةـ� تســتوجب االنتبــاه تخ‬
‫وال�تيبــات ال�ض وريــة مــن أجــل جإ�ــاح‬ ‫ي‬
‫ق‬ ‫ة‬ ‫ف‬
‫و� هــذه املرحــ� ي ج�ــب العمــل عــى إعــداد العــدة مثــل قاعــة الــدرس‪ ،‬مــوارد بيداغوجيــة‪ ،‬مــوارد ر�يــة‪،‬‬ ‫الســناريو ي‬
‫تدبــر فضــاء القــم‪ ،‬ي ز‬
‫احلــ� ن‬ ‫ين‬ ‫ت‬ ‫يز‬
‫الزمــ�‪...‬‬
‫ي‬ ‫املتدخلــ�‪ ،‬ي‬ ‫التجهــ�ات واملعــدات واملصــادر املرافقــة‪� ،‬ديــد أدوار وأدوات لك‬
‫ف‬
‫ـو� ي� حـ ي زـ�ه الزمـ ن يـ� مــع ت�كـ ي نـ� لك متدخــل‬ ‫ة ت ت‬
‫وه املرحــ� ال ـ ي يــم يف�ــا عــرض الســناريو البيداغـ ج ي‬
‫ة‬
‫‪-‬مرحــ� التنفيــذ ي‬
‫للقيــام ب�لــدور املنــاط بــه مــن خــال مــا خطــط هل ســابقا‬
‫ـو� مــن أجــل الوقوف عند نقــط الضعــف وتصحيحها وعند نقــط القوة ودمعها‬ ‫‪-‬مرحـ ةـ� املراجعــة والتقـ ي‬
‫املعارف املعلوماتية للمعلم واملتعلم‬
‫اع ما ييل‪:‬‬‫�‬ ‫أن‬ ‫املعمل‬ ‫ـى‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫�‬
‫ج‬ ‫ي‬ ‫بوي‬ ‫قبــل الـ شـروع ف� الســناريو ت‬
‫ال�‬
‫ي ي‬ ‫ي‬
‫ت‬ ‫ن‬
‫أن تكــون املعــارف املعلوماتيــة لملعــم اكفيــة لتنفيــذ الســناريو املــراد جإ�ــازه‪ ،‬ويضــع املــدرس �ــت يــده مصــادر‬
‫ة‬
‫البديــ�‪.‬‬ ‫مســاعدة للرجــوع يإل�ــا عنــد احلاجــة مــع أخــذ االحتياطــات‬
‫ت‬ ‫ين‬
‫املتعملــ� إىل فئــات معــل منســجمة مــع �ديــد‬ ‫يســتح�ض املعــم املعــارف املعلوماتيــة لملتعــم ب�يــث تيــم توزيــع‬
‫أدوارمه‪.‬‬
‫املشروع الرتبوي‬
‫التعلم القائم على املشروع‬
‫أ‬
‫ـذ� يســتخدمون طريقــة التعمل القـ ئـا� عىل امل�ش وع عدد من الفــار تال� بوية مثل ‪:‬‬
‫يثـ يـر املعملــون الـ ي ن‬
‫الطريقــة البنائية‪.‬‬ ‫•‬
‫الذاكءات املتعددة‪.‬‬ ‫•‬
‫التعــم ب�لبحث ‪.‬‬ ‫•‬
‫التعاو� وحل املشكلات‪.‬‬‫ن‬ ‫التعــم‬ ‫•‬
‫ي‬
‫أ‬
‫ت�ليــف املواقــف التعليمية‪.‬‬ ‫•‬
‫تعل� ث� يه‪.‬‬ ‫ت�تيــب نامل�ــج حول مشــله أو مـ شـروع ي‬
‫لتوف� بيئــة ي‬ ‫•‬

‫‪223‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬
‫فعل ي� امل�ش وع‪.‬‬ ‫ـارك‬
‫ـ‬ ‫مكش‬ ‫املتعمل‬ ‫اط‬‫ر‬ ‫ـ‬ ‫نخ‬
‫ا�‬ ‫•‬
‫ي‬
‫ف‬
‫شإ�اك املتعــم ي� حل املشـل�ة ‪.‬‬ ‫•‬
‫ئ ف‬
‫تقار�‪.‬‬ ‫ي ج�مــع يو�لــل املتعــم املعلومــات ويقومــوا بعرض االكتشــافات و ج‬
‫النتا� ي� ي‬ ‫•‬
‫يقــوم املتعمل ب�لبحث ب�ســتخدام مصــادر متنوعة‪.‬‬ ‫•‬
‫ـتو�ت أمعق‪.‬‬ ‫• خلــق بيئــة تعليميــة يقــوم يف�ــا املعمل ب�لتدريب واالرشــاد وتهسيل البحث ملسـ ي‬
‫ئ‬
‫• ينـ تـىه البحــث ج‬
‫بنتا� واقعية ‪.‬‬
‫ســ� قدرتــه عــى حــل املشكلات‬ ‫أثبتــت هــذه الطريقــة فعاليــة ف ي� يز�دة دافعيــة املتعــم و اكتســابه املهــارات و ت� ي ن‬
‫التفكــر العليــا‪.‬‬
‫ي‬ ‫ومســتو�ت‬
‫ي‬
‫ـر� املدرســة الثانويــة احلاصلـ نـ� عــى دراســة ف� العلــوم ئ‬
‫القا�ــة‬ ‫ـتي� وجاليــار وورامكن ‪ ،‬عــى خـ ي‬ ‫دراســة أجراهــا سـ ب ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ج‬
‫كلا�م بشــل أفضــل مــن الـ ي ن‬
‫ـذ�‬ ‫عــى حــل املشـل�ة ‪ ،‬ولقــد ظأ�ــرت هــذه الدراســة يز�دة كبـ يـرة ف� اماكنيــة التعامــل مــع مش ت‬
‫ي‬
‫تلقــوا دراســات تقليديــة لنفــس نامل�ــج‪.‬‬
‫لملــروع‬‫وهلــذه املشــاريع القــدرة عــى يز�دة الدافعيــة لدرجــة ان التالميــذ يكرســون وقــت أطــول جو�ــد اكــرب ش‬
‫ف‬ ‫ً‬ ‫ب� ت‬
‫غب�ــم‪ ،‬وهــو مــا اكن مــن الصعــب الوصــول اليــه ب�لطــرق أالتقليديــة داخــل الفصــل‪ .‬وغالبــا مــا يقــر املدرسـ ي نـ� بتحســن ي�‬
‫وا�فــاض معــدل التأخـ يـر ويقــر التالميــذ ب�ن التعــم القـ ئـا� عــى املـ شـروع اكن أكـ ثـر فعاليــة ومتعــه مــن‬ ‫حضــور التالميــذ ن خ‬
‫أ‬
‫التعــم التقليــدي لج ـزاء أخــرى ب� نمل�ــج‪.‬‬
‫أسئلة صياغة املنهج‬
‫ال� تتضمن أســئلة أساســية وأســئلة الوحدة وأســئلة احملتوى‪.‬‬ ‫لة ن ت‬
‫تبدأ الوحدة الدراســية بصياغة أســئ امل�ج ي‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ما يه أســئلة صياغة نامل�ج؟ كيف تســاعد الســئلة املعمل؟ كيف تســاعد الســئلة املتعمل؟‬
‫ف‬ ‫ئ‬ ‫تعت ـرب أســئلة صياغــة نامل�ــج مــن ئز‬
‫وه تســاعد املعــم ي� تال� كـ ي زـ� عــى املوضوعــات‬ ‫ش‬
‫راك� التعلـ يـم القــا� عــى املــروع ي‬ ‫ف‬
‫مناههــم عــى مــدار الســنة وتنقــل معـ نـى ع ـرب املباحــث الدراســية‪.‬‬
‫اهلامــة ي� ج‬
‫وكذلــك تســاعد عىل جــذب التالميذ حيث‪:‬‬
‫واملغا�ة وإجراء تناظـرات وظيفية‪.‬‬
‫تســاعد املتعــم عىل املقارنــة ي‬
‫ت‬
‫ج�ــذب خيــال املتعمل تو� بــط املوضوع بخ� ب� ت�م الشــخصية وأفاكرمه‪.‬‬
‫ال توجــد إجابــة واحــدة ض‬
‫وا�ــة ”حصيحــة“‪ ،‬ومن ث� فــإن املتعمل لديه ما يشــجعه عىل اكتشــاف ن‬
‫إماك�ت عديدة‪.‬‬
‫أ‬
‫التفصيل تو�هد لطرح املزيد من الســئلة ‪.‬‬
‫ي‬ ‫تشــجع عــى املناقشــة والبحــث‬

‫‪224‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫أ‬
‫يو�كن تقسـ يـم هذه الســئلة إىل ثالثة مسـ ي‬
‫ـتو�ت‪:‬‬
‫أ لة أ‬
‫وه أســئلة ذات جمال أوســع توفر روابط ي نب� فروع املعرفة ووحدات الدراســة‪.‬‬‫ي‬ ‫ـية‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫ساس‬‫ال‬ ‫• الســئ‬
‫أ‬
‫ـاس‪.‬‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫س‬‫ال‬ ‫• أســئلة الوحدة‪ :‬مقيدة ب�وضوع حمدد أو وحدة دراســة حمددة تدمع وتواصل دراســة الســؤال‬
‫ض‬
‫مبــا� أســئلة الوحــدة حيــث تكــون ج‬
‫مو�ــة‬ ‫ووا� تــدمع بشــل ش‬ ‫• أســئلة احملتــوى‪ :‬أســئلة ذات جمــال ضيــق‬
‫مبــا� وهلــا اجابــة واحــدة ض‬
‫وا�ــة وحصيحــة‪.‬‬ ‫لملحتــوى وأهــداف التعــم بشــل ش‬
‫مــن خــال مــا ســبق يتضح أننا نســتعمل أســئلة صياغة نامل�ــج للوصول إىل همارات التفكـ يـر العليا‪،‬‬
‫أ‬
‫لـ ضـامن أن تكــون م�ش وعــات املتعــم جذابــة‪ ،‬تلل� كـ ي زـ� عــى املوضوعــات اهلامــة‪ ،‬لربــط التعــم بفــروع املعرفــة الخــرى‬
‫أ‬ ‫وموضوعــات الدراســة أالخــرى‪ ،‬لطــرح أســئلة ت� ثإ� تر�ــا ع ـرب ت� ي خ‬
‫ر� الب�ش يــة‪ ،‬لتنــاول الســئلة امللحــة ال ـت ي يطرهحــا املتعــم‪.‬‬
‫أهداف التعلم القائم على املشروع‬
‫• تال� كـ ي زـ� عــى طــرق اســتخدام املتعــم واملعــم للتقنيــة لتحسـ ي نـ� التعــم مــن خــال البحــث واالتصــال واسـرت اتيجيات‬
‫أ‬
‫االنتاجيــة والدوات‪.‬‬
‫أ‬ ‫ن‬
‫اس وأدوات التقيـ يـم‪ ،‬وال ـت ي تتنــاول املعايـ يـر ال ي‬
‫اكد�يــة‬ ‫• التأكيــد عــى التعــم العمـ يـ� وإنشــاء وحــدات امل�ــج الــدر ي‬
‫والتقنيــة ن‬
‫لمل�ــج‪.‬‬
‫ف‬
‫اس‪.‬‬ ‫• تشــجيع االســتخدام الفعــال للتكنولوجيــات ي� املمارســة داخــل الفصل الدر ي‬
‫• تشــجيع فــرص مشــاركة املتعمل من خــال الوصــول للتكنولوجيات‪.‬‬
‫وحدا�م مع الزمالء‪.‬‬ ‫• تشــجيع املعــم عــى العمل ف� فرق وحل املشكلات واملشــاركة ف� مراجعــة ت‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫مثال منوذج مدرس املستقبل أنتيل‬
‫يتكــون ن�ــوذج مــدرس املســتقبل مــن عـ شـرة وحــدات يقــم يف�ــا الســناريو إىل معــل لك مــن املتعــم واملعــم وفــق‬
‫املــوال‪:‬‬
‫ي‬ ‫القالــب‬
‫ف‬
‫• الوحــدة ‪ :1‬الـ شـروع ي� العمل‬
‫ت‬
‫• الوحــدة ‪� :2‬ديــد مواقــع املصــادر حلقائب أوراق الوحدات‬
‫تقد�يــة متعددة الوســائط لملتعمل‬
‫الوحــدة ‪ :3‬إنشــاء عــروض ي‬ ‫•‬
‫الوحدة ‪ :4‬إنشــاء منشــورات لملتعمل‬ ‫•‬

‫‪225‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫الوحــدة ‪ :5‬إنشــاء مــواد دمع لملتعمل‬ ‫•‬


‫الوحــدة ‪ :6‬إنشــاء مواقع ويــب لملتعمل‬ ‫•‬
‫الوحــدة ‪ :7‬إنشــاء مــواد دمع لملعمل‬ ‫•‬
‫الوحــدة ‪ :8‬تطـ يـو� خطــط التنفيذ‬ ‫•‬
‫ت‬
‫الوحــدة ‪ :9‬ج�ميــع حقائــب أوراق الوحدات‬ ‫•‬
‫الوحــدة ‪ :10‬عــرض حقائب أوراق الوحدات‬ ‫•‬
‫ونالحــظ مــن خــال هــذا املثال أنه يوجد أمعــال هممة تتعلــق ب�ملتعمل واملعمل يو�كــن ف‬
‫تصن�ا إىل‪:‬‬
‫• ن�اذج املتعمل‬
‫تقد�ية متعددة الوســائط‬
‫‪ o‬عــروض ي‬
‫‪ o‬املنشورات‬
‫‪ o‬موقع الويب‬
‫• ن�اذج املعمل‬
‫لملناه‬ ‫‪ o‬خطــة للوحدة تــامت�ش مع خ‬
‫الطــوط العريضة ج‬
‫التقي�‬
‫‪ o‬أدوات ي‬
‫‪ o‬الوســائط املتعــددة أو املنشــورات أو موقع ويب املعمل‬
‫‪ o‬القوالــب‪ ،‬املنشــورات‪ ،‬االختبارات‪ ،‬خ‬
‫إل‬
‫‪ o‬خطــة التنفيذ‬
‫‪ o‬مســتندات خاصة ب� إلدارة‬
‫• ن�اذج ت‬
‫مش� كة‬
‫‪ o‬صفحــات أالمعال ت‬
‫ال� ت� االســت�ش اد ب�ا‬
‫ي‬
‫‪ o‬مواد دمع الوحدة‬

‫‪226‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫معايري تقييم‬
‫الويب‬
‫أ‬
‫احملتــوى ي ج�ــب أن ال ي خ�رج عن الهداف املرســومة‬ ‫•‬
‫حصــة املعلومات ت‬
‫ودق�ا‬ ‫•‬
‫ي ج�ــب أن يكون املوقع مشــوق ي‬
‫ومث�‬ ‫•‬
‫ذكر مصــدر املعلومة‬ ‫•‬
‫و�‬‫ت ن‬
‫التوفــر عــى ب� يد إلك� ي‬ ‫•‬
‫هسول الوصــول إىل املعلومات‬ ‫ة‬ ‫•‬
‫ف‬
‫عــدم إالفراط ي� اســتعمال املعلومات‬ ‫•‬
‫ـول التحميــل والتصفح‬ ‫هسـ ة‬ ‫•‬
‫ض�ورة التوفــر عــى االرتباطــات التشــعبية لتهسيل إال ب�ار فيه‬ ‫•‬
‫املنشور‬
‫خدمة املنشــور لمل�ش وع‬ ‫•‬
‫ئ‬
‫مال�ة املنشــور للفئة املسـهت دفة‬ ‫•‬
‫إخبــاري‪ -‬توعوي‪ -‬إ�ش اري‪ -‬دعوي‬ ‫•‬
‫يتضمــن بيـ نـا�ت صاحب امل�ش وع‬ ‫•‬
‫أ‬ ‫عــدم إالفراط ف� اســتعمال ش‬
‫املؤ�ات واللوان‬ ‫ي‬ ‫•‬
‫إغنــاء املنشــور بصور هادفة‬ ‫•‬
‫خدمــة املنشــور لفئة عريضة مــن التمليذ‬ ‫•‬
‫أ‬ ‫التناســق ي نب� ث‬
‫املؤ�ات واللوان‬ ‫•‬
‫وال ث�رة‬
‫اع�ت د أســلوب التشويق إ‬ ‫•‬
‫ف أ‬
‫إال ي ج�ــاز ي� الفاكر ب�يــث أن تكون مركزة‬ ‫•‬

‫‪227‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫العرض التقدميي‬

‫خامتة‬
‫ت�ــدف هــذه املشــاركة ف ي� امللتـ قـى الــدول أالول حــول البحــت العلم� ف ي� تال� بيــة و التكـ ي ن‬
‫ـو� إىل تعبئــة املدرسـ ي نـ�‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫وحفــزمه عــى اســتعمال و إدمــاج و تطـ يـو� تكنولوجيــا املعلومــات و االتصــال‪ ،‬وذلــك مــن خــال‪:‬‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫أ‬ ‫ت‬
‫التعل�‪.‬‬
‫ـو�ت ي� جمــال تكنولوجيــا املعلومات و االتصــال ي� ي‬ ‫• �ديــد احلاجيــات و الولـ ي‬
‫ق ف‬
‫• إالدمــاج نامل� ج ي� لملــوارد الر�ية ي� املمارســات الصفية‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ري�ــا قصــد ت� ي ن‬ ‫ت‬ ‫ق‬ ‫• املســامهة ف� صياغــة الســناريوهات البيداغوجيــة خ‬
‫ســ�‬ ‫الاصــة ب إ�دمــاج املــوارد الر�يــة و ج� ب‬ ‫ي‬
‫التعملــات‪.‬‬
‫ف‬ ‫ق‬ ‫ت‬
‫• �ديــد مــدى مالءمــة املوارد الر�ية ب�لنســبة لســياقات التعمل ي� مخ تلف املواد الدراســية‪.‬‬
‫ف‬ ‫ق‬
‫• إنتــاج مضامـ ي نـ� ر�يــة لوضعيــات تعمليــة قصد تشــجيع التجديد و إالبــداع ي� ي‬
‫التعل�‪.‬‬
‫أ‬
‫معال ت�ا لغـراض بيداغوجية‪.‬‬‫• البحــث عــن املعلومــات بع� إال تن�نيــت و ج‬
‫• إعــداد مشــاريع ت� بويــة تعتمــد عــى تكنولوجيــا املعلومــات و االتصــال قصــد تنميــة كفـ يـا�ت التواصــل و التنظـ يـم‬
‫و البحــث و التوثيــق لــدى املتعملـ ي نـ�‪.‬‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ق‬
‫ري�ا ب�دف �سـ ي نـ� التعملات‪.‬‬ ‫اع (معمل ‪ ،‬متعــم) و ج� ب‬ ‫ي‬ ‫�‬‫ج‬ ‫أو‬ ‫ادي‬‫ر‬ ‫ـ‬ ‫انف‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫بش‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ر�‬ ‫• تطـ يـو� تطبيقــات بيداغوجيــة‬
‫املصادر واملراجع‬
‫ن‬ ‫ن ن‬ ‫أ‬
‫جي�‪ ،‬دليل املدرس‬
‫‪-‬تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال و تطـ يـو� الداء املهـ يـ�‪ ،‬ب�� جم ي‬
‫ق‬ ‫التعل�‪ ،‬خ‬
‫املتـرب ن‬ ‫ف‬
‫الوط� لملــوارد الر�ية ‪ ،‬يوليوز ‪2012‬‬
‫ي‬ ‫ـو� إلدمــاج تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــاالت ي� ي‬‫‪-‬الدليــل البيداغـ ج ي‬
‫‪-Future Teacher, INTEL ® T E A C H T O T H E F U T U R E © 2004 Intel Corporation.‬‬
‫‪-www.glef.org/php/resources.php?id=item_217268‬‬
‫‪-Center for Research in Educational Policy: www.people.memphis.edu/~coe_crep/index.htm‬‬
‫‪-Expeditionary Learning Outward Bound: www.elob.org/‬‬
‫‪-technology trial: www.edc.org/CCT/ccthome/tech_rept/CCTR3/CCTR3.html#ex‬‬
‫‪-http://www.k12reform.org/foundation/pbl/research/‬‬
‫‪-http://pblmm.k12.ca.us/PBLGuide/pblresch.htm‬‬

‫‪229‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪230‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫دور تكنولوجيا املعلومات واالتصال يف جتويد تعلمات النشاط العلمي‬

‫‪17‬‬
‫لدى متعلمي القسم االول ابتدائي‪ ،‬درس التنفس منوذجا‬
‫مسرية كوبالي‪ ،1‬خدجية راوف‪ ،2‬هشام أزمالط‪3‬‬
‫املد� ية إالقليميــة تلل� بية والتكـ ي ن‬
‫ـو�‪ -‬خنيفرة‪-‬‬ ‫ن‬
‫‪ 1‬مدرســة عقبــة ب ن� �فــع‪ ،‬ي‬
‫ن‬ ‫ف‬
‫الثا�‪-‬احملمدية‪-‬الدارالبيضاء‬‫الامعيــة‪ ،‬جامعــة احلســن ي‬ ‫‪ 2‬مرصــد البحــث ي� الديداكتيــك والبيداغوجيــة ج‬
‫املد� يــة إالقليميــة تلل� بيــة والتكـ ي ن‬
‫ـو� ‪ -‬خنيفرة‪-‬‬ ‫‪ 3‬ي‬

‫ملخص البحث‪:‬‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ي� إطــار العوملــة والتطــورات الرسيعــة ال ـت ي يعر�ــا جمــال التقنيــات العرصيــة ب�ت مســتحيال القفــز عــى التكنولوجيــا‬
‫وتقنيا�ــا خ‬
‫التغيــر املســتمر الــذي يعرفــه عــامل تال� بيــة والــذي فرضتــه ثــورة االتصــاالت ت‬ ‫ف‬
‫املتلفــة (ومــن‬ ‫ي‬ ‫احلديثــة ي� ضــوء‬
‫ف‬ ‫ف ت‬ ‫ن‬
‫ـتجاب�ا وتفاعلهــا مــع‬‫أهدا�ــا ب�ت يقــاس برسعــة اسـ ت‬ ‫بأ�زهــا احلاســوب) خصوصــا وأن ج�ــاح املنظومــة تال� بويــة ي� �قيــق‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫املتغـ يـرات ي� املج تمــع‪ .‬ونظ ـرا للــدور الفعــال الــذي تلعبــه التكنولوجيــا تال� بويــة ي� العمليــة التعليميــة التعمليــة مــن خــال‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫حفــز املتعملــات واملتعملـ ي نـ� لملشــاركة ي� بنــاء التعملــات والــذي يتجــى ي� تنميــة قدر تا�ــم احلــس حركيــة وقدر تا�ــم املعرفيــة‬
‫و الوجدانيــة ولتحديــث املدرســة املغربيــة‪ ،‬اعتمــدت الــوزارة الوصيــة إدمــاج وتطـ يـو� اســتعماالت تكنولوجيــا املعلومــات‬
‫واالتصــال ب�ملنظومــة تال� بويــة تو�ســيخ الثقافــة املعلوماتية‪،‬غـ يـر أنــه مــن خــال التجربــة امليدانيــة يبــدو أن هنــاك تفــاوت‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ي� آراء املدرســات واملدرسـ ي نـ� حــول جــدوى إدمــاج تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال ي� العمليــة التعليميــة التعمليــة بـ ي نـ�‬
‫مؤيــد ورافــض وغـ يـر مك ـرت ث‪.‬‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫يو� ت ي� هــذا البحــث الوص ـف ي التحليـ يـ� لملســامهة ي� إلقــاء الضــوء حــول دور ثوأ� تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال ي�‬
‫عينــة مــن تالميــذ‬ ‫ـث‬‫ـ‬ ‫البح‬ ‫دف‬ ‫ـدا�‪ .‬وقــد اسـهت‬ ‫ت ج�ويــد التعملــات املتعلقــة ب�لنشــاط العلم� خ‬
‫والاصــة ب�تعلم� القــم االول ابتـ ئ‬
‫أ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ـدا� ت� تقســيمهم إىل فوجـ ي نـ� اثنـ ي نـ� مــع مراعــاة ضوابــط متشـ بـا�ة نبي�ــم‪ .‬وقــد اســتفاد الفــوج الول مــن درس‬ ‫ي‬
‫الســنة أوىل ابتـ ئ‬
‫ـتيعا�م لملفاهـ يـم‬
‫ـو� درجــة اسـ ب‬ ‫ـا� ب�ســتعمال التقنيــات احلديثــة‪ .‬ولتقـ ي‬ ‫ن‬
‫التنفــس عنــد إال تنســان تبطريقــة تقليديــة والفــوج الثـ ي‬
‫ـا� موحــد هلــذا الغــرض‪.‬‬
‫املرتبطــة ب�لــدرس‪ � ،‬اعــامد اختبــار كتـ ب ي‬
‫ق‬
‫لم�‪ -‬التكنولوجيــات تال� بوية – املوارد الر�يــة‪ -‬وســائل التكنولوجيا واالتصال‪.‬‬ ‫الكلم��ات املفتاح‪ :‬النشــاط الع ي‬

‫‪231‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫ف‬
‫أبوا�ــا ملسـ يـا�ة التطــورات الرسيعــة ي� هــذا العــر بو�ت مســتحيال القفــز‬ ‫دخــل جمتمعنــا عــر أالتقنيــة مــن أوســعف ب‬
‫خ‬
‫عــى التكنولوجيــا احلديثــة لن عــامل تال� بيــة ي� تغيـ يـر مســتمر‪ ،‬وقــد فرضــت ثـ فـورة االتصــاالت وتقنيا�ــا املتلفــة نفهســا‬
‫ت‬
‫ـال ‪،‬واكن للتكنولوجيــا أك ـرب‬ ‫�ش‬ ‫ت‬
‫ـواح احليــاة االنســانية و ــد ثطفــرة عظيمــة ث ي� القــرن احلـ ي‬ ‫عـأ ثـى احلقــل ال� بــوي كغـ يـره مــن نـ ي‬
‫ال� عــى العمليــة التعليميــة التقليديــة ت ب�يــث أصبــح التعلـ يـم أكــر متعــة وأكــر قابليـ فـة إللبــداع ب�ــا تقدمــه مــن مصــادر‬
‫ـاف القــدرات العقليــة لملتعــم ي� مخ تلــف املــواد الدراســية‪ .‬ومــن‬ ‫أ‬ ‫غـ يـز�ة لملعلومــات و معينــات مخ تلفــة �فــز عــى اكتشـ‬
‫ال� الــذيت تت� كــه تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال عــى العمليــة‬ ‫هنــا جــاء هــذا البحــث ليســلط قليــا مــن الضــوء عــى ث‬
‫ئ ف‬ ‫ف‬
‫العلم� �ديــدا لــدى فئــة معريــة دنيــا‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ـاط‬‫ـ‬ ‫النش‬ ‫ـادة‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫�‬‫ي ي‬ ‫ـدا�‬ ‫ـ‬ ‫بت‬‫ال‬ ‫ا‬ ‫ـم‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫التعل‬ ‫�‬ ‫التعليميــة التعمليــة ي‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫‪،‬و� ظــل إال كراهــات‬ ‫املو�ــة للقســام الدنيــا والـت ي فتســتعمل تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال ي‬ ‫ونظـرا لنــدرة البحــوث ج‬
‫الــت ي تعي�ش ــا منظومتنــا تال� بويــة ف مــن اكتظــاظ ونقــص ي� البنيــات التحتيــة‪ ،‬هدفــت هــذه فالدراســة إىل تعــرف دور‬
‫تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال ي� الرفــع مــن فجــودة العمليــة التعليميــة التعمليــة ومــدى ثأ�هــا ي� تطـ يـو� كفـ يـا�ت متعــم‬
‫لم�‪ ،‬درس " التنفــس عنــد االنســان " ن�وذجــا ومــدى‬ ‫ـ� ي� مــادة النشــاط الع ي‬
‫ن‬ ‫ت‬
‫ـدا� ب� إتلعـ تـامد عــى ن�ــج التقـ ني‬
‫ئ‬
‫ت أالقــم االول ابتـ ي‬
‫� يث�هــا عــى العالقــة ال ـ ي � بــط بـ يـ� أمه مكــو�ت الثالــوث الديداكتيـ يـ�‪ :‬املــدرس‪ ،‬التمليــذ واملــادة الدراســية‪.‬‬
‫بمــة للســنة‬ ‫والر�ضــة" يو� فوج ملفاهـ يـم ومصطلحــات عمليــة أم� ج‬ ‫"التغذيــة والصحــة ي‬ ‫ـال‬‫ـ‬ ‫م‬
‫ج‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫�‬‫ويتموضــع هــذا الــدرس ض‬
‫الزفــر‪ ،‬الفــم‪ ،‬النــف‪ ،‬الرئــة‪،‬‬ ‫العلم�" تتمثــل ي� ال ف�ش يــق‪ ،‬ي‬ ‫النشــاط‬ ‫�‬
‫ف‬
‫ديــد‬ ‫"ال‬
‫ج‬ ‫ملرجــع‬ ‫أالوىل مــن التعلــم اال ئ‬
‫بتــدا�‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫�ش‬ ‫ت‬
‫والقصبــة اهلوائيــة‪ .‬يو�ــدف إىل �كــن املتعــم مــن التعــرف عــى معليــة التنفــس ي� مرحل ـ ي ال يــق والزفـ يـر و اكتشــاف‬
‫املج ــاري التنفســية العليــا‬
‫ـ� لصياغــة‬ ‫ـ‬ ‫التق‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫�‬‫و تعــرف أمهيــة وجــود هــواء نـ قـى ب�لنســبة إللنســان مــن خــال ت ج�ــارب ومنــاوالت معتمــدا عــى ن‬
‫ي‬ ‫ري�ــا وتقــامس يحصيـ ةـ� تعملاتــه‪ ،‬ومســتثمرا يإ�هــا ف ي� ن جإ�ــاز ت�ـ ي ن‬ ‫ت ت‬ ‫املشـل�ة‬
‫ـار� متنوعــة‪.‬‬ ‫وفرضيا�ــا جو� ب‬
‫إشكالية البحث‪:‬‬
‫احليــاة ‪ ،‬فإنــه ب ف�ت‬ ‫ـواح‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ـر‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫كغ‬ ‫ـوي‬‫ـ‬ ‫ب‬ ‫املتلفــة فرضــت نفهســا عــى احلقــل ت‬
‫ال�‬ ‫وتقنيا�ــا خ‬
‫ب�ــا أن ثــورة االتصــاالت ت‬
‫ف ت‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ف‬
‫عل�ــا‪ ،‬إضافــة إىل أن عــامل تال� بيـ فـة ي� تغيـ يـر مســتمر وأصبــح ج�ــاح املنظومــة ف تال� بويــة ي� �قيــق أهدا�ــا‬ ‫مســتحيال القفــز ي‬
‫حــول‬ ‫ن‬
‫وال�رث‬‫التدريــس آ‬ ‫رت‬
‫املدرســ� ي� ميــدان‬‫ي‬ ‫املتغــرات ف ي� املج تمــع‪ .‬ونظــرا لتفــاوت آراء‬ ‫يقــاس برسعــة اســتجابته وتفاعــه مــع ي‬
‫جــدوى إدمــاج تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال ي� العمليــة التعليميــة التعمليــة بـ ي نـ� مؤيــد ورافــض وغـ يـر مك ـ ث‬
‫أال ـت ي ي�كــن أن تت� هكــا عــى املــدرس نفســه أو التمليــذ وجدانيــا ومعرفيــا وحــس حركيــا أو عــى العمليــة التعليميــة التعمليــة‬
‫ب�رسهــا‪ ،‬و نظ ـرا لغيــاب ثقافــة معلوماتيــة حقيقيــة بـ ي نـ� املدرسـ ي نـ� يطــرح البحــث إالشــالية الرئيســية التاليــة ‪:‬‬
‫ف‬ ‫ق‬
‫الر�يــة ف� ت ج�ويــد املمارســة ت‬
‫ـال‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫لت‬ ‫و�‬
‫ب‬ ‫لم�‬
‫ي‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ـاط‬ ‫ـ‬ ‫النش‬ ‫ـادة‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الصفي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫بوي‬ ‫ال�‬ ‫ي‬ ‫إىل أي حــد تســامه احلوامــل واملــوارد‬
‫تيسـ يـر بنــاء املفاهـ يـم العمليــة؟‬
‫وتتفــرع عن هذه إالشــالية التســاؤالت الفرعيــة التالية‪:‬‬
‫ق ف‬
‫العلم� إىل ت�كــن املتعملــات واملتعملـ ي نـ�‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ـاط‬ ‫ـ‬ ‫النش‬ ‫ـادة‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـس‬‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫‪ .1‬هــل يــؤدي اعـ تـامد احلوامــل واملــوارد الر�يــة‬
‫واملفاهــم العمليــة املســهت دفة؟‬
‫ي‬ ‫ة‬
‫بــدالل إحصائيــة‪ ،‬مــن املــوارد‬

‫‪232‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ق‬
‫‪ .2‬هــل تـ ثـؤ� هــذه احلوامــل واملــوارد الر�يــة ســلبا أو ي جإ�ـ بـا� عــى درجــات التفاعــل‪ :‬أســتاذ(ة)‪/‬متعمل(ة) ومتعــم(ة)‪/‬‬
‫متعــم(ة) ومتعمل(ة)‪/‬أنشــطة الــدرس؟‪.‬‬
‫الدراسات السابقة واإلطار املرجعي‪:‬‬
‫ف‬
‫مقاربــة بنائيــة أو سوســيو بنائيــة‬‫ف‬ ‫ووفــق‬ ‫املناســب‬ ‫الســياق‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫لوجيــا املعلومــات واالتصــاالت‬ ‫إن اســتخدام تكنو ف ت‬
‫ب�ملدرســة ال يهســم فقــط ي� �قيــق التعملــات املتعلقــة ب�ملــادة املدرســة بــل يهســم كذلــك ي� تطـ يـو� املهــارات العرضانيــة‬
‫ـاع واملهــارات نامل�جيــة واالســتقاللية‬ ‫المـ ي‬ ‫لــدى املتعملـ ي نـ� كتنميــة املهــارات الفكريــة واملهــارات االج�ت عيــة مثــل العمــل ج‬
‫(مــاو�‪2014 ،‬؛ جيفرســون وإدواردز‪.)2000 ،‬‬ ‫ن‬ ‫والبــداع‬ ‫إ‬
‫ي‬
‫ف‬
‫و� دراســة حــول االســتعماالت الصفيــة لتكنولوجيــا املعلومــات واالتصــاالت‪ ،‬ف صنــف طنــدور وفريقــه (‪، )2007‬‬ ‫ي‬
‫اســتخدام هــذه التكنولوجيــات إىل ثــاث تصنيفــات وال ـت ي معليــا ي�كــن أن تســتعمل ي� نفــس الوضعيــة (طنــدور‪2007،‬؛‬
‫وكرســين�‪: )2013 ،‬‬ ‫ت‬ ‫ب�نيــت‬
‫ي‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫• االســتعمال كداة لتطـ يـو� الكفــاءات التقنيــة املتعلقــة ب�لوظائــف الساســية للحاســوب‪ ،‬واملصطلحــات واملفــردات‬
‫لك�ونيــة وكــذا ال ـرب جام مثــا‪.‬‬ ‫ذات الطابــع التقـ نـ� واســتخدام لوحــة املفاتيــح والفــأرة إال ت‬
‫ي‬
‫أ‬
‫معال ت�ــا‬
‫• االســتعمال كداة للبحــث عــن املعلومــات ب�ــا يف�ــا املعلومــات املتعلقــة ب�لتعملــات والتدريــس وكــذا ج‬
‫وتقد�هــا‪.‬‬ ‫تو� بتي�ــا ي‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫• االســتعمال كداة تعليميــة‪ ،‬تهســم ي� شإ�اك املتعــم واملتعملــة بشــل فعــال ي� سـ يـرورته املعرفية وامليطــا معرفية‪.‬‬
‫االســتعمال الناجــع هلــذه آالتكنولوجيــات‪ ،‬بطبيعــة‬ ‫عــى‬ ‫املــدرس‬ ‫قــدرة‬ ‫بــط‬ ‫�‬‫ت جو�ــدر إالشــارة أن أغلــب أال ب�ــاث ت‬
‫حــ� أن البعــض الخــر ي�ى أن اســتعمال‬ ‫تصوراتــه للعمليــة التعليميــة التعليميــة وحمورهــا (التمليــذ أو املــدرس) ف ي� ي ن‬
‫(فاند�النــد وفــان ب�اك‪،‬‬ ‫ث‬ ‫رت‬ ‫التكنولوجيــات هــو الــذي يدفــع ب�ملــدرس إىل اعـ تـامد مقـ ب‬
‫ـار�ت واسـ اتيجيات أكــر سوســيو بنائيـ فـة ي‬
‫‪2011‬؛ هرمــان وفريقــه‪ .)2008 ،‬إن اسـ تـتعمال تكنولوجيــات إالعــام واالتصــاالت‪ ،‬فامك جــاء ي� كثـ يـر مــن الدراســات‪،‬‬
‫ـاو� وفريقــه (‪� )2014‬فــز املتعملــات واملتعملـ ي نـ� أكـ ثـر لملشــاركة � بنــاء ت‬
‫تعملا�ــم‪ ،‬تشــد انتباههــم‬ ‫نذكــر نم�ــا دراســة مـ ن‬
‫ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫غ‬ ‫ي‬ ‫أكـ ثـر تخ‬
‫وال� إال ي ج�ـ بـا� يتبـ ي نـ� مــن خــال الدراســة الـت‬ ‫لد�ــم روح إالبــداع واالســتقاللية‪ .‬ور� هــذه الدوار الساســية ث‬ ‫ي‬ ‫ـق‬
‫ـ‬ ‫ل‬‫و�‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫والتصــال وال ـت ي اس ـهت دفت ‪ 832‬أســتاذة‬ ‫لوجيــات املعلومــات إ‬ ‫أ‬ ‫قــام ب�ــا مصط ـف ي (‪ )2013‬حــول ادمــاج واســتخدام تكنو‬
‫ين‬
‫والتكــو� اكنــت‬ ‫بيــة‬ ‫بتــدا� والثانــوي إالعــدادي والتأهيــ� ب�ربــع مــد� ي�ت إقليميــة مغربيــة ت‬
‫لل�‬ ‫وأســتاذ ب�لســلك اال ئ‬
‫ف‬ ‫ت ف‬ ‫ي‬ ‫أ ي‬ ‫أ‬ ‫ي‬
‫ـتعمل�ا ي� إدمــاج التعملــات‪ ،‬ي� حـ ي نـ� ‪13%‬‬ ‫الهويــة‪ ،‬فــإن الغلبيــة تقــر ب� ن�ــا مل يســبق هلــا أن اسـ‬ ‫املد� يــة ج‬ ‫ـ� لنفــس ن ي‬ ‫تنتـ ي‬
‫تســتعملها أحيــا� بيــد أن ‪ 11%‬فقــط تســتعملها غالبــا‪.‬‬
‫منهجية البحث‪:‬‬
‫طبيعــة البحــث اعـ تـامد نامل�ــج الوص ـف ي التحليـ يـ� ب�عتبــاره أكـ ثـر ت املنـ جـاه العمليــة مالءمــة‪ ،‬ويعتمــد عـ ئـى تفسـ يـر‬
‫ت‬ ‫تطلبــت‬
‫ن‬
‫النتــا� م�ــا‪،‬‬ ‫وتفســر أها واســتخالص‬ ‫ن‬
‫املتغــرات ب ج�مــع البيــا�ت و�ليلهــا‬ ‫ن‬ ‫ئ‬ ‫ئ‬
‫ج‬ ‫ي‬ ‫بــ� ي‬ ‫الوضــع القــا� و�ديــد الظــروف القا�ــة ي‬ ‫ت‬
‫معالــة إالشــالية ال ـت ي يطرهحــا البحــث‪ ،‬مــن خــال اعـ تـامد مــزدوج للتصنيــف الول والثالــث لطنــدور وفريقــه‬ ‫وقــد �ــت ج‬
‫(‪.)2007‬‬

‫‪233‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫عينة الدراسة‪:‬‬
‫ن‬ ‫تتكــون عينــة البحــث مــن ‪ 46‬تمليــذا وتمليــذة مــن القــم االول ابتـ ئ‬
‫درســة عقبــة ب ن� �فــع ب� ي‬
‫ملد� يــة إالقليميــة‬ ‫ـدا� ب�‬
‫ي‬
‫النــس والســن‬ ‫والتكــو� بخ�نيفــرة‪ ،‬تو� تقســيمهم ملج ي ن‬
‫موعتــ� تخ�ضعــان لنفــس تال� كيبــة الب�ش يــة عــى مســتوى ج‬ ‫ين‬ ‫تلل� بيــة‬
‫أ‬
‫والعــدد ومعــدالت الــدورة الوىل‪.‬‬
‫أداة البحث‪:‬‬
‫ف‬
‫ت� االعـ تـامد ي� هــذا البحث عىل‪:‬‬
‫ق ف‬ ‫ت‬
‫لم� بعنــوان‪ ":‬التنفــس عنــد االنســان" مــن خــال عينــة ضابطــة‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ـاط‬ ‫ـ‬ ‫النش‬ ‫ـادة‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫ي ي‬‫ر�‬ ‫درس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫رب‬ ‫�‬ ‫ج‬ ‫• التجربــة‪:‬‬
‫وعينــة ممثـ ةـ�‪.‬‬
‫أ‬
‫ين‬
‫واملتعملــ�‪ ،‬عينــة املج موعــة التجريبيــة للقيــام‬ ‫أ • احلواســب كداة للتعــم‪ ،‬ت� اســتعماهلا مــن طــرف املتعملــات‬
‫التقو�يــة التكوينيــة‪.‬‬ ‫ب�لنشــطة ي‬
‫الر�يــة ثوأ�مه عــى عالقــة ن‬ ‫ق‬ ‫ت‬
‫مكــو�ت الثالــوث‬ ‫• شــبكة �ليــل املمارســة الصفيــة واســتعمال احلواســب واملــوارد‬
‫كتيــ� ‪.‬‬
‫الديدا ي‬
‫اعــامدا عــى نفــس الضوابــط ونفــس الــدرس‪ .‬وقــد ت� تنويــع أســئلة‬ ‫لتقــو� املج ي ن‬
‫موعتــ� ت‬ ‫أ‬
‫الكتــا� كداة ي‬ ‫التقــو� لة ب ي‬ ‫ي‬ ‫•‬
‫لة‬ ‫ت‬ ‫ز‬
‫ـو� بـ يـ� أســئ خاصــة ب�ل�ــم وأخــرى خاصــة ت ب�لتصنيــف والتميـ يـ� والتفكـ يـر مــع اعــامد أســئ مفتوحــة تتطلــب جـ ب‬
‫ـوا�‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫التقـ ي‬
‫ـتدع معــارف ســابقة‬ ‫ن‬ ‫خ‬ ‫ن‬
‫الصحيــح مـ تـن الطــأ‪ ،‬امك تنوعــت بـ يـ� مــا يسـ ي‬ ‫ز‬ ‫ن‬
‫ـو� ووحيــدا وبـ يـ� االختيــار مــن متعــدد عـرب �ديــد‬
‫ن‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫مكتـ ب‬
‫واردة ي� الــدرس (ال�ــم والتذكــر) وبـ يـ� مــا ي�ــدث فلديــه �اعــا مــع �اامكتــه مــن أجــل اســتخالص الواقـ يـ� مــن املتمثــل‬
‫ـتدع مزيــدا مــن التعمــق ي� املفاهـ يـم املقدمــة (التصنيــف والتميـ ي زـ�) ‪.‬‬ ‫ا(التفك�)وبـ يـ� مــا يسـ ي‬
‫ن‬ ‫ي‬ ‫يف�‬
‫ئ‬ ‫• � ن� جم املج ــدول إال كســل" إلجــراء العمليــات احلســابية عــى جمموعــة مــن ن‬
‫النتــا�‬
‫ج‬ ‫ومعال ت�ــا لتحليــل‬
‫البيــا�ت ج‬ ‫ب‬
‫واســتخالص إالحصائيــات والنســب املائويــة‪.‬‬
‫وطبقــت إجراءات هذه الدراســة وفــق أربعة مراحل ‪:‬‬
‫أ‬
‫املرحـ ةـ� ‪ :1‬ت� يف�ــا تقسـ يـم تالميــذ املســتوى الول إىل جمموعتـ ي نـ� ‪ :‬تو� تال� كـ ي زـ� يف�ــا عــى املج موعــة الضابطــة الـت ي قــدم‬
‫الامــدة والكتــاب املــدرس وجــذاذة عاديــة ‪ ،‬معتمـ ي ن‬
‫ـد� أهدافــا‬ ‫ـبورة والصــور ج‬
‫ي‬ ‫ت‬ ‫هلــا الــدرس بطريقــة تقليديــة نبواســطة السـف‬
‫تعمليــة تواحــدة لكلا املج موعتـ يـ� ‪ ،‬تتمثــل ي� �كــن املتعــم مــن التعــرف عــى معليــة تالتنفــس عنــد االنســان وآليتــه ‪،‬مــن‬
‫ري�ــا وتقــامس حصيـ ةـ� تعملاتــه ‪ ،‬و‬ ‫ت‬ ‫خــال ج�ــارب ومنــاوالت معتمــدا عــى ن�ــج التقــ� لصياغــة املش ـل�ة‬
‫وفرضيا�ــا جو� ب‬ ‫ي‬ ‫مســتثمرا يإ�هــا ف ي� ن جإ�ــاز ت�ـ ي ن‬
‫ـار� متنوعــة ‪.‬‬
‫والنــس‬‫التجريبيــة روعيــت فيــه ق نفــس الضوابــط (الســن ج‬ ‫لملجموعــة‬ ‫الــدرس‬ ‫نفــس‬ ‫ي‬
‫تقــد�‬ ‫ــا‬ ‫ف�‬ ‫�‬ ‫املرحــ� ‪ : 2‬ت‬
‫ة‬
‫ق‬ ‫ي‬
‫ر� يعــرض نفــس مضمــون الــدرس‬ ‫ي‬ ‫واملعــدالت) مــع اتبــاع نفــس مراحــل الــدرس لكــن بطريقــة ر�يــة بتوظيــف مــورد‬
‫ـو� املناســب‪ .‬و إللشــارة‪ ،‬فإنــه ت� إعــداد‬ ‫ـيناريو البيداغـ ج ي‬ ‫االول‪ ،‬و مســتعمال شاشــة العــرض واملســاط العاكــس مــع السـ‬
‫بمــة عــى احلاســوب‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ت‬
‫االلك�ونيــة ح ـىت يتســى هلــم التفاعــل مــع الــام ير� امل� ج‬
‫ن‬ ‫عينــة البحــث الســتعمال احلاســوب والفــأرة ت‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫املرحـ ةـ� ‪ : 3‬ت� يف�ــا إعــداد أداة البحــث (التقـ ي‬
‫ـا�) و ج�ميــع املج موعتـ ي نـ� معــا ي� فصــل واحــد وإخضاهعمــا‬ ‫ـو� الكتـ ب ي‬ ‫ف‬ ‫لنفــس التقـ ي‬
‫و� نفــس الــدرس‪.‬‬ ‫ـو� بنفــس الضوابــط ي‬
‫‪234‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫املرحـ ةـ� ‪ : 4‬ت� يف�ــا تصحيــح الفــروض وفقا لشــبكة تنقيط واحدة لكلا املج ي ن‬
‫موعت�‪.‬‬
‫نتائج البحث ومناقشتها‪:‬‬
‫النتــا� أالوليــة امك هــو ي ن‬
‫مبــ�‬ ‫ج‬
‫ئ‬ ‫التقــو� حســب املج ي ن‬
‫موعتــ� الضابطــة والتجريبيــة أوحــت‬ ‫ي‬ ‫بعــد فــرز وتصنيــف أوراق‬
‫ئ‬
‫أســفهل‪ ،‬وال ـت ي ت� االعـ تـامد يف�ــا عــى النقطــة العامــة احملصــ� فقــط‪ ،‬أن املج موعــة التجريبيــة تفوقــت ج‬
‫نتا�هــا عــى املج موعــة‬ ‫ة‬
‫الضابطــة‪:‬‬

‫ت‬
‫جو�ــدر إالشــارة إىل أن فأســئلة التصنيــف والتميـ ي زـ� والتذكــر معلــت عــى بإ�از الفــرق بـ ي نـ� اســتعمال التقنيــات التقليديــة‬
‫والتقنيــات املســتعملة ثوأ�هــا ي� إرســاء وامتــاك املــوارد‪.‬‬
‫ال ناصــة ب� فل�ــم وتذكــر املصطلحــات العمليــة املروجــة‬ ‫ومــن خــال ت�ليــل أجوبــة التالميــذ‪ ،‬ن ج�ــد مثــا أن أالســئلة خ‬
‫أثنــاء الــدرس مــن قبيــل "هــواء‪� ،‬ش يــق‪ ،‬زفـ يـر‪ ،‬رئــة‪ ،‬قصبــة هوائيــة خ‬
‫وا�فــاض فالصــدر مــع ارتفاعــه اثنــاء معلي ـت ي ال�ش يــق‬
‫والزفـ يـر"‪ ،‬تبـ ي نـ� أن نســبة التحــم عنــد املج موعــة التجريبيــة وصلــت إىل ‪ 76%‬ي� مقابــل املج موعــة الضابطــة ال ـت ي وصلــت‬
‫إىل ‪: 67%‬‬

‫‪235‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫أ‬
‫ـال يال�كــن القــول ب�ن الوســائل‬ ‫ق وتبعــا للنســب املســتخلصة‪ ،‬فإنــه ليــس هنــاك تفــاوت كبـ يـر بـ ي نـ� املج موعتـ ي نـ� ب‬
‫‪،‬و�لتـ ي‬
‫الر�يــة هلــا ثأ� كبـ يـر عــى فال�ــم‪.‬‬
‫ئ أ‬
‫ـا� فالســئلة املتعلقــة ب�لتفكـ يـر وال ـت ي ض تتطلــب توظيــف مــا اســتوعبه التمليــذات والتالميــذ‪ ،‬عينــة‬ ‫فـ يـام ي خ�ــص تفريــغ نتـ ج‬
‫ومتعلم� املج موعــة التجريبيــة مقارنــة مــع‬
‫ي‬ ‫ـاوت وا� لــدى متعملــات‬ ‫البحــث‪ ،‬مــن مفاهـ يـم عمليــة ي� حميطهــم‪ ،‬ت يســجل تفـ أ‬
‫املج موعــة الضابطــة‪ ،‬حيــث بلغــت نســبة �ــم الفئــة الوىل إىل ‪ 81%‬مقابــل ‪ 51%‬ب�لنســبة للفئــة الثانيــة‪.‬‬
‫ـتدع ق توظيــف مــا اســتوعبه مــن‬ ‫ـ‬ ‫وتس‬ ‫ـر‬‫ي‬ ‫ـ‬ ‫التفك‬ ‫أمــا ب�لنســبة ألســئلة التصنيــف والـت ت أ� ت� ف� مرتبــة أعــى ب�لنســبة ألســئلة‬
‫ي‬ ‫ت ي ي ي‬ ‫ث‬ ‫ف‬
‫ـر� مــن إالجابــة فـ يـام ‪52%‬‬ ‫ت‬
‫مفاهـ يـم وتصني�ــا بعمــق أكـ تـر فقــد �كــن ‪ 73%‬مــن املج موعــة ال ـ ي اســتفادت مــن الــدرس الـ ي‬
‫فقــط مــن املج موعــة الضابطــة �كنــوا مــن ذلــك‪.‬‬
‫أ‬
‫ـتبعد� أســئلة فال�ــم ال ـت ي ليسـفـت ذات ت�ث أـ يـر كبـ يـر نالحــظ أنـ قـه بـ ي نـ� أســئلة التفكـ يـر والتصنيــف يظهــر تفــاوت‬ ‫وإذا اسـ ن‬
‫اكلســؤال� ر� ‪ 13‬و‪ 14‬مثــا اللــذان يتطلبــان مــن املتعــم‬ ‫ين‬ ‫موعتــ� حيــث إذا دققنــا النظــر ي� بعــض الجوبــة‬ ‫بــ� املج ي ن‬ ‫ين‬
‫والارجيــة‪ ،‬ي�كــن‬ ‫رمس مســار اهلــواء داخــل جــم االنســان والوصــل بخ�ــط بـ ي نـ� الملكــات و أعضــاء التنفــس الداخليــة خ‬
‫ق ف‬
‫ـوح إىل أن اعـ تـامد احلوامــل واملــوارد الر�يــة ي� تدريــس مــادة‬ ‫ي‬ ‫القــول نإ�مــا ســؤاالن فاصــان لــدى املج موعــة التجريبيــة‪ ،‬امم يـ‬
‫مر�ــة‪ ،‬مــن املــوارد واملفاهـ يـم العمليــة املس ـهت دفة‪.‬‬ ‫العلم� قــد يــؤدي إىل ت�كــن املتعملــات واملتعملـ ي نـ�‪ ،‬بنســبة ي‬ ‫النشــاط ي‬
‫ق‬ ‫ق‬
‫ـر� ب�وامــه الر�يــة ابتــداء مــن وضعيــة االنطــاق إىل نال�ايــة‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ـذ� ح ـرض وا الــدرس الـ‬ ‫يو�كــن تفسـ يـر ذلــك بكــون الـ ي ن‬
‫والامــدة والصــورة املك ـرب ة لعضــاء التنفــس عــى شاشــة العــرض وكذلــك شأ�طــة الفيديــو‬ ‫ـاهدة الصــور املتحركــة ج‬ ‫ع ـرب ش مشـ ت‬
‫( � يــط ج�ربــة ال يــق والزفـ يـر وكيفيــة تنقــل اهلــواء داخــل املســالك التنفسـ فـية العليــا ‪:‬أنـ أـف‪ ،‬حلــق ‪ ،‬قصبــة هوائيــة‪،‬‬ ‫�ش‬
‫مر�ــة مقارنــة مــع نظـ ئـا�مه ي� املج موعــة الخــرى ‪ ،‬ال ـش ي ء الــذي ي� ج�‬ ‫الــواب وأجابــوا بنســبة أ ي‬ ‫ج‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫رئتـ ي نـ� ) تفاعلــوا أكـ ث‬
‫ـر‬
‫أصدرهــا متعملــو املج موعــة الضابطــة بقيــت ذات إدراك‬ ‫كفــة الوســيلة املســتعملة ف ي� التدريــس ‪ ،‬ف ي� حـ ي نـ� أن الحــام ال ـت‬
‫أ ي أ‬
‫لتخيال�ــم وإحساسـ تـا�م الوليــة ب�لشــياء والاكئنــات‪ ،‬ومل يســتطيعوا أن ي�ققــوا تباعــدا‬ ‫ت‬ ‫ـ� مشــبعة ب�لذاتيــة ‪،‬خاضعــة‬ ‫حـ ي‬
‫ت‬ ‫ش‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫كبـ يـرا بي�ــم وبـ يـ� �ثال�ــم املبــا�ة ‪ ،‬امك تثب�ــا الصــور التاليــة‪:‬‬

‫لم� عــى شاشــة العــرض تعـ ن يـ� أن تكنولوجيــا املعلومــات‬


‫ي‬ ‫التجريبيــة الـت ي شــاهدت فامل�ــوم الع‬
‫ونســبة جــواب املج موعــة ف‬
‫ن‬ ‫ض‬ ‫ت‬
‫الديــدة ال ـ ي عر�ــا فالــدرس وأنــه غوجــد رابطــة معرفيــة وم�جيــة‬
‫واالتصــال ســاعدت املتعــم عــى ف�ــم الظاهــرة العمليــة أ ج‬
‫نبي�ــا وبـ ي نـ� حمصــه القبـ يـ� املتمثــل ي� معارفــه الســابقة ب�ن نســق نبي�ــا ووضهعــا ي� ســياق متنــا� موحــد‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬
‫لم� تغـ يـر وضعــه ي� عقــل املتعــم‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ـوم‬
‫ـ‬ ‫ف�ـ ي نـ� رمس مســار اهلــواء بشــل حصيــح داخــل جــم إالنســان تبـ ي نـ� أن ف‬
‫امل�‬
‫تي‬
‫ـث �ــول مــا هــو جمــرد إىل مــا هــو‬‫ت‬ ‫وأعيــد بنــاؤه مــن خــال مقطـ أـع الفيديــو ال ـت ي تفاعــل معــه حــول مســار اهلــواء حيـ‬
‫حمســوس‪ ،‬فواســتطاع أنغ يدركــه ب�قــرب الطــرق‪ ،‬بــل ي جو�ســد كتابيــا املســار الصحيــح هل ج�ســيدا ي خ�لــو مــن لك التبــاس أو‬
‫متعلم� الســنة االوىل ابتدائيــة‪.‬‬ ‫ـال غازيــة صعبــة إالدراك عــى‬‫اختــاف � التأويــل ر� أن اهلــواء حـ ة‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫ق‬
‫فـ يـام ي خ�ــص ثأ� اســتعمال احلوامــل واملــوارد الر�يــة عــى درجــات التفاعــل أســتاذ(ة)‪/‬متعمل(ة)‪ ،‬ومتعمل(ة)‪/‬متعــم(ة)‬
‫ض‬
‫ومتعمل(ة)‪/‬أنشــطة الــدرس‪ ،‬فيبــدو مــن خــال املالحظــة الصفيــة للتجربــة‪ ،‬أن هنــاك ثأ�ان وا�ــان شكلا ارتياحــا أك ـرب‬
‫والهــد ‪ ،‬كيــف ذلــك ؟‬‫لــدى املــدرس أثنــاء اســتعماهل لتكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال ‪:‬ومهــا اقتصــاد الوقــت ج‬
‫أ‬ ‫ت�كــن املــدرس مــن القفــز عــى التك ـرار ت‬
‫ور�بتــه أثنـ فـاء الـ شـرح و اســتطاع فتوصيــل فامل�ــوم ب�قــر الطـ فـرق حيــث‬ ‫ن ‪‬‬
‫الامــدة واملتحركــة و مقاطـ فـع الفيديــو مقامــه‪� ،‬ــا يســتطيع توصيــه ي� دقائــق تســتطيعه الصــورة ي� ثــوان‪،‬‬ ‫ج‬ ‫ـورة‬‫ـ‬ ‫الص‬
‫ت‬ ‫�بــت‬
‫تطــو� ي ز‬
‫وتعــز� إماكنيــات التعــم لــدى التالميــذ‪.‬‬ ‫وكذلــك ج�ــاوز اللفظيــة الــت ي تتعبــه أمــا ي� ي‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫‪ ‬ي�خــذ املــدرس فصفــة املوجــه الــذي يتخــى عــن التلقـ ي نـ� و احتــار الكلام ت�راك املتعملـ ي نـ� يتعملــون ي� وضعيــات‬
‫الــذا� وبنــاء التعملــات ‪ ،‬ليصلــوا إىل ي جإ�ــاد احللــول الناجعــة لملشكلات الــت‬ ‫معتمــد� عــى أنفهســم � إطــار التعــم ت‬ ‫ين‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫تتع� ض�ــم ‪.‬‬
‫ف‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ن‬
‫ـر� يه ي�‬ ‫والبــداع مــن أجــل ج�ويــد منتوجــه املقــدم ‪ ،‬سـ يـام أن قيمــة املــورد الـ ي‬ ‫ـار ف إ‬‫‪ ‬امك أ�ــا تبعــث فيــه روح االبتـ ض‬
‫ـو� الــذي يصاحبــه يو�ــدد معاملــه ‪ ،‬واملــدرس هــو الــذي‬ ‫أو� ي� الســيناريو البيداغـ ج ي‬ ‫ـتخدامه‪ ،‬وبصيغــة‬ ‫طريقــة وكيفيــة اسـ ق‬
‫ف‬ ‫ن‬ ‫ت‬
‫ـر� ب أ�لطريقــة الـ ي يســتخدمه ويقدمــه ب�ــا‪ ،‬و يالمــس إالبــداع حـ يـ� تينتــج بنفســه مــوارده ويوظ�ــا‬ ‫فيضيــف قيمــة لملــورد ال أـ ي‬
‫اال�ــاه الصحيــح‪.‬‬
‫وتوج�هــم ج‬
‫ي� التعملــات الصفيــة لنــه القــدر عــى اســتنباط حاجيــات متعمليــه مــن غـ يـره ي‬
‫التالميــذ والتالميــذ أنفهســم بطريقــة‬ ‫فـ يـام ي خ�ــص املتعــم (ة)‪ ،‬فــإن هنالــك ت�ســن ملحــوظ عــى مســتوى التواصــل بـ ي ن‬
‫ـ�‬
‫ف‬
‫سلســة حيــث أصبحــت هنــاك جــودة فعــى مســتواه‪ ،‬وأصبــح للتعــم نهكــة جديــدة تتمثــل ي� االنتبــاه التــام والتفاعــل مــع‬
‫املـ ثـؤ�ات الســمعية البرصيــة املدرجــة ي� مكـ نـو�ت الــدرس ب�ــا تشــمهل مــن ألــوان وصــور وأصــوات معلــت عــى حصــول‬
‫نــوع مــن املــرح‬
‫ـتجا�ت يف�ــا كثـ يـر مــن التفاعليــة إل ي ج�ــاد مزيــد مــن احللــول‬ ‫لد�ــم‪ ،‬نوكــذا حصــول اسـ ب‬ ‫و التحفـ ي زـ� ورسعــة فال�ــم ي‬
‫املق�حــة عــى احلاســوب‪ ،‬امك نأ�ــا معلــت عــى تشــجيع‬ ‫ر� التفاعليــة ت‬‫للفرضيــات املطروحــة‪ ،‬وكــذا التنافســية إل ج�ــاز الـ تـام ي ن‬
‫نخ ف‬
‫ـاع‪ ،‬إذ ي�جــع التمليــذ لزمالئــه داخــل جمموعتــه‪ ،‬مــن أجــل التشــاور أو اقتنــاص‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫م‬‫ال‬
‫ج‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫العم‬ ‫�‬‫ي‬ ‫التالميــذ عــى اال� ـراط‬

‫‪237‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬
‫نظــرة خاطفــة تفيــد تقــامس نفــس إالحســاس ب�ملتعــة واالرتيــاح أو التعجــب أو التفكـ يـر ي� حــل لملش ـل�ة املطروحــة ‪.‬‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫مندمــة داخلهــا‪ ،‬ومــا ي�تبــط ب�ــا مــن عالقــة‬ ‫أمــا ب�لنســبة لملحــور املتمثــل ي� املــادة الدراســية ب�ــا �تويــه مــن أنشــطة ج‬
‫العلم� كنمــوذج إذا قــدم للتمليــذ بطــرق‬ ‫ي‬ ‫تواصليــة نبي�ــا وبـ ي نـ� املتعــم ‪،‬فقــد تبـ ي نـ� أن حمتــوى املــادة الدراســية والنشــاط‬
‫جديــدة ووســائط جديــدة وتفاعليــة (الفيديــو والصــوت والصــور املتحركــة أو يغ�هــا) فإنــه يــؤدي إىل رسعــة تفاعــل تو�كـ ي زـ�‬
‫و اســتجابة التالميــذ للعــرض املقــدم مقارنــة مــع نفــس الــدرس إذا قــدم ب�لطريقــة التقليديــة مــن ســبورة وطباشـ يـر فقــط‪.‬‬
‫ف‬
‫اس‬‫ي‬ ‫ر‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـار‬
‫ـ‬ ‫املس‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫امك تبـ ي نـ� أو تعــزز ت مــن خــال الدراســة أن العالقــات بـ ي نـ� املــدرس والتالميــذ‪ ،‬تعت ـرب حمــددا هامــا‬
‫اس بشــل خــاص‪.‬‬ ‫لملتعــم بشــل عــام‪ ،‬و�صيــه الــدر ي‬
‫خامتة‪:‬‬
‫الر�يــة ال تســامه فقــط ف� ت ج�ويــد املمارســة تال� بويــة الصفيــة ف� مــادة النشــاط العلم�‪ ،‬ن‬ ‫ق‬
‫وإ�ــا‬ ‫ي‬ ‫�ش ي‬ ‫ي‬ ‫فإن احلوامــل واملــوارد‬
‫ن‬
‫أيضــا ي� بر� الوقــت‪ ،‬والدليــل � يــط الفيديــو الـ أـذي يبـ يـ� مراحــل القيــام بتجربــة ال يــق والزفـ يـر الــذي قــدم لملجموعــة‬ ‫ش‬
‫لكيل�مــا ‪،‬حيــث أمـ ضـى تالميــذ املج موعــة الضابطــة أكـ ثـر‬ ‫الهــد ب�لنســبة للســتاذ والوق فــت ي‬ ‫التجريبيــة معــل عــى اختصــار ج‬
‫ف‬ ‫ن‬
‫بضع�ــا‪ -‬اعــامدا عــى الــرح‪ -‬ي� حـ يـ� اكتــى تالميــذ املج موعــة التجريبيــة ب�شــاهدة مراحــل‬ ‫ش‬ ‫ت‬ ‫مــن الوقــت املقــرر للتجربــة ف‬
‫ف‬ ‫ن‬
‫وإ�ازهــا ي� الوقــت احملــدد هلــا‪ ،‬وذلــك راجــع إىل ت�كـ ي زـ� االنتبــاه عــى الصــورة والعمــل املطلــوب‬ ‫التجربــة عــى الشاشــة ج‬
‫أكـ ثـر مــن تال� كـ ي زـ� عــى الضجيــج‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫و التشــويش‪ .‬امك ال غ‬
‫ينبــى نســيان دور اللــوان ي� لفــت وجــذب أاملتعــم إىل الــدرس وتفاعــه معــه خصوصــا وأننــا‬ ‫ي‬
‫نتحــدث عــن فئــة معريــة ت ـرت اوح بـ ي نـ� ســت ســنوات وســبعة عــى ال كـ ثـر‪.‬‬
‫التقــو� أن تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال تســاعد الطفــل عــى تنميــة إالدراك ف‬ ‫ئ‬
‫وال�ــم لديــه‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫نتــا�‬
‫ج‬ ‫نــت أ‬ ‫وقــد بأ�‬
‫ت‬
‫ـ� للشــياء املج ــردة الـ ي تكــون غالبــا بم�مــة لديــه ‪،‬حيــث تســتطيع صــورة‬ ‫ـ‬ ‫احل‬ ‫اك‬ ‫ر‬ ‫د‬‫ال‬ ‫دة‬ ‫وز�‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـياء‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ال‬ ‫ز‬
‫ـ�‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫�‬‫والتفكــر و ت‬
‫ي‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ث‬
‫ـال تســاعد عــى بقــاء أ� التعــم لــدى‬ ‫�ش‬ ‫ش‬
‫المــل أو ال وحــات‪ ،‬بو�لتـ ي‬ ‫مــا أو � يــط أن يوصــل مــا ال تســتطيعه الملكــات أو ج‬
‫التالميــذ لف ـرت ات طويـ ةـ�‪.‬‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫لم� دور‬ ‫حصــص النشــاط الع ي‬ ‫ف‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫جدي‬ ‫ـر‬‫ي‬ ‫ـ‬ ‫مكتغ‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫التدري‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ـال‪ ،‬فــإن إلدمــاج تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال‬ ‫بو�فلتـ ت ي‬
‫وكوســي ديداكتيكيــة مــن �ــن الوســائل السـ ئـمعية البرصيــة تســامه ي� الرف فــع مــن جــودة التعــم‬ ‫ض‬ ‫لة‬ ‫الــودة‬ ‫ـا� ي� �قيــق ج‬ ‫ي ت جا�ـ‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫ب‬
‫التجري ـب ي‬ ‫عل�ــا ي� الــدرس‬‫ـا� إال ي ج�ابيــة احملصــل ي‬ ‫لم�‪ .‬فوتبـ ي نـ� ذلــك النتـ ج‬ ‫ي‬ ‫و�سـ ي نـ� مردوديــة املتعملـ ي نـ� ي� مــادة النشــاط الع‬
‫كــ� و ت�ســيخ فامل� ئــوم‬
‫اهــامم الطفــل ومســاعدته عــى تال� ي ز‬ ‫اكن مردهــا مســامهة تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال ي� ثإ�رة ت‬
‫ت‬
‫التجريديــة ملعرفــة حمسوســة أفضــل عنــده مــن االعـ تـامد عــى الـ شـرح والتلقـ ي نـ�‪ .‬امك أثبتــت النتـ ج‬
‫ـا�‬ ‫ئ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫املعرف‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫وي‬ ‫و�‬ ‫لديــه‬
‫ز‬
‫ـز� قدراتــه والتحفـ يـ� والتفاعــل ‪.‬‬ ‫ـا� والوســائل املســتعم امم يعــ� لملتعــم ثقــة ب�لنفــس وتعـ ي ز‬ ‫لة‬ ‫ن‬
‫وجــود عالقــة وطيــدة بـ يـ� النتـ ج‬
‫ي‬
‫ث‬ ‫ق‬ ‫ئ‬
‫ـا� عــى درجــات التفاعــل أســتاذ(ة)‪/‬‬ ‫بي‬ ‫ـ‬‫إ�‬
‫ج‬ ‫ي‬ ‫أ�‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫الر�‬ ‫ـا� املالحظــة الصفيــة‪ ،‬أن للحوامــل واملــوارد‬ ‫ويبــدو مــن خــال نتـ ج‬
‫متعــم(ة) ومتعمل(ة)‪/‬متعــم(ة) ومتعمل(ة)‪/‬أنشــطة الدرس‪.‬‬
‫‪Balanskat, A. Blamire, R et Kefala, S . (2006). A review of studies of ICT impact on schools in Europe , (EUN). European‬‬
‫‪Schoolnet in the framework of the European Commission’s ICT cluster. Disponible sur : http://insight.eun.org/shared/data/‬‬
‫‪pdf/impact_study.pdf‬‬

‫‪238‬‬
2018 ‫ فرباير‬،‫ العدد الرابع اجمللد الثاني‬- ‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين‬
BERNET, E., et KARSENTI, T. (2013). Modes d’intégration et usages des TIC au troisième cycle du primaire : une étude
multicas. Éducation et francophonie, 411, p.45– 69. DOI : 10.7202/1015059ar
Hamid H. (2009). Les nouvelles technologies de l’information et de la communication. Le dieu JANUS de la communication
interculturelle. Synergies Algérie,4, p. 217-238.
HERMANS, R., TONDEUR, J., VAN BRAAK, J. et VALCKE, M. (2008). The impact of primary school teachers’
educational beliefs on the classroom use of computers. Computers & Education, 51(4), p.1499-1509, cité dans BERNET, E., et
KARSENTI, T. (2013). Modes d’intégration et usages des TIC au troisième cycle du primaire : une étude multicas. Éducation
et francophonie, 411, p.45– 69.
JEFFERSON, A. L., et S. D. EDWARDS. (2000). Technology implies LTD and FTE, Pan-Canadian Education Research
Agenda, June, Toronto, Canadian Association of Education (CEA) , p. 137- 150.
MAOUNI, A., MIMET, A., KHADDOR, M., MADRANE, M., MOUMENE, M. (2014). L’intégration des TIC dans
l’enseignement des SVT au Maroc : réalité et attentes. RADISMA, 10, 27 janvier 2014, Disponible sur http://www.radisma.
info/document.php ?id=1424.
MASTAFI, M., (2013). Intégration et usages des TIC dans le système éducatif marocain : Attitudes des enseignants de
l’enseignement primaire et secondaire. Adjectif.net Mis en ligne dimanche 28 avril 2013 [En ligne] http://www.adjectif.net/
spip/spip.php?article228
TONDEUR, J., VAN BRAAK, J., et VALCKE, M. (2007). Towards a typology of computer use in primary education.
Journal of Computer Assisted Learning, 23(3), p.197-206.
VANDERLINDE, R. et VAN BRAAK, J. (2011). A new ICT curriculum for primary education in Flanders: Defining and
predicting teachers’ perceptions of innovation attributes. Educational Technology & Society, 14(2), 124-135.

239
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪240‬‬
2018 ‫ فرباير‬،‫ العدد الرابع اجمللد الثاني‬- ‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين‬

‫امللمح املهين ملدرس‬


‫اللغة األمازيغية‬
18
‫بنعيسى يشــو‬
‫أ‬
‫امللك للثقافــة المازيغية‬
‫املهعــد ي‬
ichoubenaissa@gmail.com/ichou@ircam.ma
Résumé
Le terme de professionnalisation, malgré son usage relativement récent, est utilisé de façon constante
dans divers domaines et contextes socioprofessionnels. De même, l’intérêt porté aux processus de la
professionnalisation se distingue par la diversité au niveau des sujets qu’il aborde. A cela, s’ajoute la
multiplicité des acteurs qui emploient ce terme.
De là, une connaissance précise des processus de la professionnalisation n’est possible qu’en considérant,
d’une part, les faits du non professionnalisation ou la perte de la professionnalisation et, d’autre part, ce
qui s’est produit dans une bonne partie de cette perte en raison de la rupture des maillons de la chaîne de
transmission de professionnalisation et de l’absence des experts et des connaisseurs, puisque disparaissent
avec eux leurs connaissances en expertise, culture professionnelle et professionnalisme.
En évoquant ces données et en extrapolant les plus importants paradigmes/modèles de formation
qu’a connu le parcours de la formation des enseignants de la langue amazighe, depuis son introduction
dans le système d’Education et de Formation jusqu’à aujourd’hui, le présent article essaye d’approcher
davantage le profil professionnel de l’enseignant de l’amazighe et d’en faire connaître les particularités et
les caractéristiques.
Mots clés : profil professionnel, enseignement de la langue amazighe, didactique professionnelle,
processus professionnel.
‫متهيد‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫ امك ج� با�ــه �ـ ي‬،‫ـدرس لضغوطــات مخ آتلفــة‬
‫ ي� حميــط اجـ تـام يع مركــب وغـ يـر ث�بــت ي� جـ فـل‬،‫ـد�ت هممــة‬ ‫ي‬ ‫ـرض التعلـ يـم املـ‬
‫ف‬ ‫يتعـ‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ م�ــا مــا هــو اقتصــادي وم�ــا مــا هــو اجـ تـام يع وثقـ ي‬،‫دول يعــرف هــو الخــر تطــورات متعــددة‬
�‫ـا‬ ‫و� ظــل ســياق ي‬ ‫ ي‬،‫أبعــاده‬
.‫ـاع‬
‫المـ ي‬‫ســواء عــى املســتوى الفــردي أو ج‬

241
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ـار�‬
‫الطـ بـا�ت والتقـ ي‬ ‫مــن ت�‪ ،‬شــل التوجــه ن�ــو املهننــة ف� جمــاالت معرفيــة متعــددة ض�ورة ملحــة‪ ،‬امك أصبحــت جــل خ‬
‫آ ت‬
‫ـا� إىل الن‪ ،‬ج�عــل مــن املهننــة‬ ‫تعر�ــا أالنظمــة تال� بويـيـة العامليــة منــذ العقــد أالخـ يـر مــن القــرن املـ ض‬ ‫ت ف‬
‫ي‬ ‫إالصالحيــة ال ـ ي ف ت‬
‫عامــا مســاعدا ي� �قيــق تلــك إالصالحــات‪.‬‬
‫آ‬ ‫ف‬ ‫ن ت‬ ‫ف‬
‫ـو� ن ف� ج� عــن الرغبــة ي� ض�ورة تدقيــق الليــات ال ـت ي مـ فـن شـ نـأ�ا‬ ‫ي‬ ‫إن فاالهـ تـامم ب� ف�ــوم املهننــة ي� حقــل تال� بيــة والتكـ‬
‫تطــو�‬ ‫ين‬ ‫أكــر ي ن‬‫مال�ــة لوضعيــات العمــل‪ ،‬و� التوليــف ث‬ ‫املســامهة � جعــل التعملــات ئ‬
‫والتكــو�‪ ،‬وكــذا ي� ي‬ ‫بــ� العمــل‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫النا�ــة واملتباينــة أ لملمارسـ ي نـ� ي� ســياقات ف معــل تتغـ يـر ب�ســتمرار‪ .‬المــر الــذي ي�ـ تـم علينــا اســتحضار سـ يـرورات‬ ‫التجــارب ج‬
‫وف�ــا هــذا النقــل واالنتقــال‪.‬‬ ‫نقــل املهنــة وتناقلهــا ع ـرب الجيــال‪ ،‬والنظــر يف�ــا و� إالواليــات ال ـت يشــتغل ق‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ـدرس اللغــة‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫اســتحضارا هلــذه املعطيــات‪ ،‬واســتقراء ألمه بال�اديغمــات‪ /‬الـ نـامذج التكوينيــة الـت عر�ــا مســار تكـ ي ن‬
‫ـو�‬
‫ف‬
‫ي‬ ‫ـو� إىل آالن‪ ،‬ت�ــاول هــذه ياملقـ ة‬ ‫أالمازيغيــة منــذ بدايــة إدر جا�ــا ف ي� منظومــة تال� بيــة والتكـ ي ن‬
‫ـال الدنــو أكـ ثـر مــن اململــح املهـ ن يـ�‬
‫م�اتــه‪.‬‬ ‫و�صائصــه بو� ي ز‬ ‫ملــدرس اللغــة أالمازيغيــة والتعريــف بــه بخ‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫لتحقيــق هــذه الغايــة ســنعمل‪ ،‬مــن الناحيــة نامل�جيــة‪ ،‬عــى املراوحــة ي ن‬
‫امليــدا�‪ ،‬وعــى �ــو ف خــاص‬ ‫ي‬ ‫بــ� املعــى‬ ‫أ‬ ‫ت ن‬ ‫ئ‬
‫اس ي� اللغــة‬ ‫ر‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫التحصي‬ ‫ـو�‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫تق‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫مازيغي‬‫ال‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫للثقاف‬ ‫ـ�‬ ‫ـ‬ ‫املل‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫املهع‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫زه‬ ‫أ�‬ ‫ج‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫امليداني‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ر‬ ‫الد‬ ‫ـا�‬
‫ج‬ ‫ـ‬ ‫نت‬ ‫ر‬ ‫اسـ ث‬
‫ـت�‬
‫ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫أالمازيغيــة بتعــاون مــع وزارة تال� بيــة الوطنيــة مــن ج�ــة‪ ،‬ي ن‬
‫وبــ� البعــد النظــري ومــا ت� �قيقــه ي� جمــال الديداكتيــك‬ ‫ف‬
‫ـاه أصــول هــذا فامل�ــوم واملج ــاالت ال ـت ي وظــف يف�ـ أـا أساســا؟ وكيــف‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ـة؟‬ ‫ـ‬ ‫ملهنن‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫نقص‬ ‫ـاذا‬ ‫ـ‬ ‫�‬ ‫املهنيــة مــن ف ج�ــة أخــرى‪.‬‬
‫ـو�؟ � مــا يه خصائــص وممـ ي زـ�ات اململــح املهـ ن يـ� ملــدرس اللغــة المازيغيــة؟‬ ‫ث‬ ‫يـ تـم تشــغيهل ي� جمــال تال� بيــة والتكـ ي ن‬
‫ي‬
‫‪.1‬مفهوم املهننة‬
‫‪ .1.1‬حماولة يف التأصيل‬
‫الانــب‬‫والســام ج‬
‫االجــامع ب�متيــاز‪ ،‬ي‬ ‫االنــامء‪ ،‬ي�كــن القــول ب أ�ن أصــول فم�ــوم املهننــة تتجــدر ف ي� عــم ت‬ ‫عــى مســتوى ت‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫و� البيئــة المريكيــة (خاصــة مــع أمعــال ‪ )Parsons‬الــذي طــور نظريــة ي� هــذا املج ــال امسهــا بـــ "النظريــة‬ ‫الوظي ـ ي منــه ي‬
‫الوظيفيــة البنيويــة للعمــل"‪.‬‬
‫"ســيأ� يــوم تكــون فيــه لــدى منظمتنــا االج�ت عيــة‬ ‫بكثــر ســنجد ‪ ,Durkheim( )1893‬يقــول ب أ�نــه ت‬ ‫لكــن قبــل هــذا ي‬
‫ي‬
‫والسياســية قاعــدة لكهــا أو جلهــا همنيــة"‪,Eymeri-Douzans. J-M(.)2009,488.‬‬
‫ـذي ي ت�منــا‪ ،‬ال ي�كــن‬‫ـ‬ ‫ال‬ ‫هــذا التوجــه العــام ن�ــو املهننــة ف ي� جــل املج ــاالت‪ ،‬وبشــل خــاص ف ي� جمــال تال� بيــة والتكـ ي ن‬
‫ـو�‬
‫ة ف‬
‫ـال‪ ،‬ي� �ليــل وتنــاول‬ ‫ـار� ومــا يوفــره مــن معلومــات ستسـ ن‬
‫ـاعد�‪ ،‬ال حمـ‬ ‫ف�مــه جيــدا إال ب�لعــودة إىل اســتقراء املعــى التـ ي خ‬
‫أ ي‬ ‫ف‬
‫و� جمــال تدريــس اللغــة المازيغيــة أساســا‪.‬‬ ‫ـو�‪ ،‬ي‬‫هــذه الظاهــرة ت� بـ ي‬
‫‪ .2.1‬املهننة واجملال‬
‫ـا� (ق‪ ،)20‬عرفــت ملكــة املهننــة انتشــارا واســعا‪ ،‬لتصبــح ســنة ‪ 2011‬حـ ض‬
‫ـا�ة‬ ‫منــذ ظ�ورهــا ف� ث�انينيــات القــرن املـ ض‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫ي� لك املج ــاالت (‪.)Maubant, P.; Piot, T. 2011‬‬
‫أ‬ ‫ن‬ ‫ف‬
‫وبســبق زمـ ن يـ�‪ ،‬ب�ز هــذا فامل�ــوم أ ي� الدراســات السوســيولوجية ف إال ج� ي زل� يــة والمريكيــة (‪ )Bourdancle, 2011‬خــال‬
‫ف ـرت ة مــا بـ ي نـ� احلربـ ي نـ� العامليتـ ي نـ� الوىل والثانيــة‪ ،‬وبشــل خــاص ي� مقــاالت لك مــن‪ )Abraham Flexner (1915 :‬و‬

‫‪242‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪ H.L. (1964). Wilensky‬بعــد ذلــك‪ ،‬ت� إغنــاء هــذا التوجــه ب إ�ضافــات هامــة الــت ي جــاءت ب�ــا أمعــال لك مــن‪Eliot :‬‬
‫‪ )Freidson (1986‬و‪.)Andrew Abbott (1988‬‬
‫ـو�‪،‬‬ ‫ويتحــدد فم�ــوم املهننــة وفــق هــذه أالمعــال ف� كونــه نشــاط معــ� مــؤدى عنــه‪ ،‬تـ تـم مزاولتــه طيـ ةـ� اليــوم بشــل قانـ ن‬
‫ي‬
‫واملططــات والقـ يـم (أخالقيــات املهنــة) املكتســبة طيـ ةـ�‬ ‫وال يســمح ولوجــه إال ألل شخ�ــاص املتمكنـ ي نـ� مــن ج ي�ـ ةـ� مــن املعــارف‪ ،‬ي خ‬
‫أاكد� متــوج ب�ش ــادة تضمــن صفــة هــذا االنـ تـامء االجـ تـام يع املهـ ن يـ�‪.‬‬ ‫ـاس ي ي‬
‫ن‬
‫مســار تكويـ يـ� أسـ ي‬
‫خاصــة)‪ ،‬فــم يظهــر هــذا فامل�ــوم‪ ،‬إال منــذ فعقــود قليـ ةـ� (‪،)Wittorski, 2008‬‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫(فرنس‬ ‫ـو�‬‫أمــا عــى املســتوى الفرانكفـ ن‬
‫التكــو�‪ .‬وقــد ت‬
‫ين‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫الســام ف� جمــاالت العمــل (لــدى ش‬
‫الســياقات بغايــة محايــة‬
‫ت‬ ‫هــذه‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫توظيفــه‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫فضــاءات‬ ‫و�‬
‫ي‬ ‫اكت)‪،‬‬ ‫الــر‬ ‫ي ي أ‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫ت‬
‫ج�اعــة مــن الف ـراد املزاولـ يـ� لنفــس املهنــة‪ ،‬وجعلهــم ينتظمــون ي� هيئــة خاصــة ب�ــم �ك�ــم‪ ،‬أوال‪ ،‬مــن �قيــق ذوا�ــم‬ ‫ن‬
‫ـال مراقبــة وتقنـ ي نـ�‬ ‫داخــل ســوق تتــم �بحلريــة بو�ملنافســة ال�ش ســة‪ ،‬ثو�نيــا مــن إضفــاء امل�ش وعيــة عــى املهنــة املـز ة‬
‫اول‪ .‬بو�لتـ‬
‫ي‬
‫والنجــاح يف�ــا‪ ،‬ث� فمتابعــة مســار تكويـ ن يـ�‪.‬‬ ‫ن‬ ‫لو�ــا‪ ،‬وذلــك بوضــع مــا يلــزم فمــن الـ شـروط‪ ،‬تبــدأ ب�جتيــاز مبــاراة أالدخــول‬ ‫و ج‬
‫و� الســياق املشــار إليــه‪ ،‬يكــون هــذا الخـ يـر يتجــه �ــو البحــث ي� السـ يـرورة ال ـت ي ‪ ،‬مــن‬ ‫ف‬
‫ب�ــذا التوظيــف مل�ــوم املهننــة‪ ،‬ي‬
‫خالهلــا‪ ،‬يصـ يـر نشــاط مــا همنــة حــرة‪.‬‬
‫ف‬ ‫ق‬ ‫ي�وم هــذا التحديــد فمل�ــوم املهننــة‪ ،‬مــن ن�حيــة‪ ،‬االســتجابة لرغبــة ش‬
‫وأر�ب العمــل بو� ي� املؤسســات ي�‬ ‫الــر اكت ب‬
‫لد� أــا ب�عتبــارمه عامــا‬ ‫ين‬
‫العاملــ� ي‬ ‫كي�ــا مــن مواكبــة‬ ‫البــري‪ ،‬فو� ت� ن‬
‫ي‬
‫اعــامدا عــى املــورد ش‬ ‫مردودي�ــا والرفــع نم�ــا ت‬
‫ت‬ ‫ت� ي ن‬
‫ســ�‬
‫ف‬ ‫ف ت‬
‫التكــو� (الســاس واملســتمر)‬ ‫ين‬ ‫تطــو� همار تا�ــم بواســطة‬ ‫قــادر� عــى أ ي‬ ‫و� جعلهــم ي ن‬ ‫ي‬ ‫حمــددا ي� �قيــق ن�وهــا االقتصــادي‪،‬‬
‫ـتدع حــر وتقنـ ي نـ� معليــة الولــوج إىل املهنــة‪،‬‬ ‫ن‬
‫ـددة للعمــل مــن �حيــة أخــرى‪ .‬هــذا المــر يسـ ي‬ ‫ض‬
‫اســتجابة لملتطلبــات ن املتجـ‬
‫وضبــط نواميــس خ‬
‫اال� ـراط �ــن هيئــة همنيــة معينــة‪.‬‬
‫‪ .3.1‬املهننة والرتبية والتكوين‬
‫إىل حقــول معرفيــة متعــددة فأخــرى‪ ،‬امك هــو الشــأن‪،‬‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫تعداه‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫الذك‬ ‫ـالفة‬‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـاالت‬ ‫ـ‬ ‫املج‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫املهنن‬ ‫ـوم‬
‫ـ‬ ‫مل يقتــر ف‬
‫م�‬
‫ف‬ ‫ف ت‬ ‫آ‬ ‫ب�لنســبة ملج ــال تال� بيــة والتكـ ي ن‬
‫و� اســتعارته للنواميــس‬ ‫ـو� الــذي مل يشــل هــو الخــر اســتثناء ي� �ديــد م�ومــه لملهننــة‪ ،‬ي‬ ‫ف‬
‫املعمــول ب�ــا ي� املج ــاالت الـت ي تناولناهــا‪.‬‬
‫وهكــذا‪ ،‬اكنــت همنــة التدريــس تعتـرب مــن قبــل املمارسـ ي نـ�‪ ،‬وملــدة طويـ ةـ�‪ ،‬مــن املهــن القريبــة مــن الوظائــف ب‬
‫اللي�اليــة‪،‬‬
‫ـو� جامـ يـ� متـ ي نـ� ومبــاراة‬ ‫ـا� وح ـىت تتمكــن مــن أن تصـ يـر مدرســا همنيــا‪ ،‬فقــط تكـ ي ن‬ ‫فبالنســبة ملــدرس ســتينيات القــرن املـ ض‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ـر� يو�نحــان لــك م�ش وعيــة املمارســة املهنيــة‪Raynal. F;Rieunier. A,(.‬‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫مع‬ ‫اد‬ ‫ز‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫يكفيان‬ ‫(‪،)CAPES‬‬ ‫خارجيــة صعبــة‬
‫‪.)2010‬‬
‫ف‬ ‫ب�غ‬
‫التعلــم‪ ،‬ظو�ــور ن�ــاذج � اتيــة نفعيــة ي� التحصيــل‪ ،‬وكــذا فم�ــوم تال� بيــة للجميــع‪ ،‬وارتفــاع‬ ‫حاليــا ومــع دمقرطــة ي‬
‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ـو� املدرسـ يـ�‪ ،‬والسـ يـام املبتدئـ يـ� م�ــم‪ ،‬ومعرفــة جانبيا�ــم ومملحهــم املهـ يـ� أم ـرا‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ـتفيد� مــن التعلـ يـم‪ ،‬أصبــح تكـ ي‬ ‫عــدد املسـ ي ن‬
‫هممــا‪ ،‬وموضــوع ب�ــث ودراســة‪.‬‬
‫ف‬ ‫بو�لتــال‪ ،‬شــلت املهننــة ف ي� جمــال تال� بيــة والتكـ ي ن‬
‫ـور� ي� لك معليــة إصالحيــة ع ـرب العــامل‪ ،‬ولــو بتفــاوت‪،‬‬ ‫ـو� هدفــا حمـ ي‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫فـ تـم االنتقــال مــن م�ــوم الوظيفــة إىل م�ــوم املهنــة‪ .‬بــل نتحــدث حاليــا عــن م�ــوم جديــد هــو التعاقــد‪.‬‬ ‫ف‬
‫أ‬ ‫بــل وأكـ ثـر مــن هــذا‪ ،‬هنــاك مــن الباحثـ ي نـ� مــن ي ج�عــل ن ج�اعــة أالنظمــة ت‬
‫ـاءة واســتقاللية الطــر‬ ‫ـ‬ ‫بكف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫رهين‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫بوي‬ ‫ال�‬ ‫أ‬
‫ف‬
‫وا�راهطــا التــام ي� التجويــد املســتمر‬ ‫اممرســا�ا التعليميــة‪ ،‬ن خ‬
‫ت‬ ‫تال� بويــة املنتميــة يإل�ــا‪ ،‬عــاوة عــى تبــر هــذه الطــر إزاء‬

‫‪243‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫لتلــك املمارســات‪ ،‬إذ ال فائــدة ت� ج� مــن مؤسســات تعليميــة مســتقلة تعــج ب� ي ن‬
‫درســ� ال يعتــرب ون أنفهســم ي ن‬
‫همنيــ�‪ ،‬وال‬
‫ين‬
‫مكهنيــ� (‪. )Perrenoud. Ph.2002‬‬ ‫يترصفــون‬
‫‪ .2‬النموذج التكويين املعتمد يف اللغة األمازيغية‬
‫أ‬ ‫ت ف‬ ‫نشــر‪ ،‬بدايــة‪ ،‬إىل أن َ‬
‫رز�ن ي� سـ يـرورة تدريــس اللغــة فالمازيغيــة ب�ملغــرب‪،‬‬ ‫"التمـ َي زـ� واالختــاف" أ يشكلان مستــان ب�‬ ‫تي ش ف‬
‫ت‬
‫الفعــ� هلــا ي� املنظومــة ال� بويــة‬ ‫مــدرس اللغــة المازيغيــة ســنة ‪ 2002‬أي قبــل إالدراج‬ ‫ن‬
‫تكــو�‬
‫ي‬ ‫ف‬ ‫�ش‬ ‫ي‬ ‫حيــث � الــروع ي� ي‬
‫ـو� املســتمر ولــو‬ ‫ـو�‪ ،‬الــذي ي�كــن تصنيفــه ي� خانــة التكـ ي ن‬ ‫خــال املــومس الــدراس ‪ 2004 / 2003‬وقــد ــل هــذا التكـ ي ن‬
‫أ‬ ‫ن أ‬ ‫ن‬ ‫ن ي‬
‫الناطقــ� ب�حــد فــروع اللغــة المازيغيــة (البغــدادي‪.)2009 ،‬‬ ‫ي‬ ‫واملفتشــ�‬
‫ي‬ ‫املدرســ�‬
‫ي‬ ‫بتحفــظ‪،‬‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫َ‬
‫عــى نفــس نال�ــج وبنفــس املنطــق‪ ،‬عــى عال ِتــه‪ ،‬ت� أإحــداث مســلك متخصـ أـص ي� تدريــس اللغــة المازيغيــة عــى‬
‫ـدا�‪ ( .‬يشــو‪)2014 ،‬‬ ‫ئ‬ ‫ت‬ ‫الهويــة ملهــن تال� بيــة والتكـ ي ن‬
‫ول واالبتـ ي‬ ‫ـو�‪ ،‬غايتــه �هيــل أســاتذة التعلـ يـم ال ي‬ ‫مســتوى املراكــز ج‬
‫ين‬ ‫ت أ‬ ‫وهكــذا ت‬
‫التكــو� املســتمر‪ ،‬إىل منظومــة تكوينيــة جديــدة‬ ‫مس�ــا الساســية يه‬ ‫منظومــة تكوينيــة‬ ‫غ‬ ‫مــن‬ ‫االنتقــال‬ ‫ن أ‬ ‫�‬
‫ـاس واملهـ ن يـ�‪ .‬ور� هــذا االنتقــال فإنــه هنــاك مزاوجــة بـ ي نـ� النموذجـ ي نـ� التكوينيـ ي نـ� الســال�ف ي الذكــر‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫ـو�‬ ‫قواهمــا فالتكـ ي‬
‫‪ 2002‬إىل �ايــة ‪ ،2006‬وبعــد ذلــك ي�كننــا أن‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬
‫التكــو� نالــ ي امتــدت مــن أبدايــة ت‬ ‫ي‬ ‫البــدا�ت الوىل فلعمليــة‬
‫ن‬
‫ي‬
‫ن‬
‫خاصــة ي�‬
‫ن‬ ‫ن�ـ ي ز‬
‫ـدرس اللغــة المازيغيــة‪� ،‬ققــت يف�مــا جمموعــة مــن املكتســبات عــى‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـو�‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫تك‬ ‫ورة‬ ‫ـر‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫�‬ ‫ـيت�‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫أساس‬ ‫ـ�‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫حمطت‬ ‫ـ�‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـ�‬
‫وم�ــا مــا هــو تكويـ ن يـ�‪.‬‬ ‫ـو�‪ ،‬ن‬ ‫وم�ــا مــا هـ يـو مرتبــط ب إ�نتــاج عــدة التكـ ي ن‬ ‫ـتو�ت متعــددة نم�ــا مــا ه يــو ت�ش يــ� ن‬ ‫مسـ ي‬
‫ي‬
‫ت‬ ‫أ‬
‫ـتن� ‪ 2006‬إىل يونيــو ‪ ،2012‬جو�ــدر إالشــارة إىل أن هــذه احملطــة تز�امنــت مــع إالصــاح الــذي‬ ‫ب‬ ‫ت�تــد احملطــة الوىل مــن شـ‬
‫(‪.)2007\2006‬‬ ‫اســية‬ ‫ر‬ ‫الد‬ ‫الســنة‬ ‫خــال‬ ‫تنظيمهــا‬ ‫إعــادة‬ ‫ــت‬ ‫�‬ ‫بتــدا�‪ ،‬حيــث ت‬ ‫تكــو� أســاتذة التعلــم اال ئ‬ ‫عرفتــه مراكــز ي ن‬
‫أ‬ ‫ن ف‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ـو� ي� اللغــة المازيغيــة‬ ‫وأدمــت لول مــرة جمــزوءات للتكـ ي‬ ‫ـو�‪ ،‬ج‬ ‫"وقــد مــس هــذا إالصــاح ش�وط القبــول ومنـ جـاه التكـ ي ن‬
‫وديداكتيهكــا" (البغــدادي‪.)28 ،2009 ،‬‬
‫آ‬ ‫أ‬ ‫ت‬
‫ـتو�ت املشــار يإل�ا ســلفا عىل النحو ال ت ي�‪:‬‬ ‫خــال هــذه املرحـ ةـ� �ققــت جمموعة من المور عىل املسـ ي‬
‫ين‬
‫التكــو�‪،‬‬ ‫لتنظــم هــذا‬ ‫املرحــ� وضــع جمموعــة مــن املرجعيــات الت�ش يعيــة ي‬ ‫ة‬ ‫يــ�‪ ،‬عرفــت هــذه‬ ‫�ش‬
‫املســتوى الت ي‬ ‫ت عــى ف‬
‫اســم ومقــررات وزاريــة‪.‬‬ ‫�ثلــت أساســا ي� اســتصدار جمموعــة مــن املذكــرات الوزاريــة ومر ي‬
‫ـو�‪ ،‬عرفت هذه املرحلة‬ ‫عــى مســتوى إنتاج عدة التكـ ي ن‬
‫أ‬ ‫إنتــاج الصيغــة أالوليــة للوثيقــة إالطــار ن‬
‫ـو� (تتضمــن هــذه الوثيقــة جــداول مفصـ ةـ� لمه عنــارص نامل�ــاج‬ ‫ومل�ــاج التكـ ي ن‬
‫ـدا� وللتتبــع الــذي أمكــن مــن‬ ‫والبطاقــات التقنيــة نمل�ــاج أالمازيغيــة)‪ ،‬بعــد ذلــك ت� إخضــاع هــذه الوثيقــة لتجريــب ميـ ن‬
‫ـوع مكـ ن‬ ‫ي‬
‫ـو� اللغــة المازيغيــة‬ ‫ي‬ ‫الصيغــة املتقدمــة عرفــت مش تــاركة ومصادقــة جممـ‬ ‫ف‬ ‫التوصــل إىل صيغــة متقدمــة لعــدة‪ ،‬هــذه‬
‫�ش‬
‫ب� أملراكــز خــال تكويـ ن يـ� أكتـ بـو� ‪ 2007‬و‪ 2008‬ي� إطــار ال اكــة ال ـت ي ج�مــع بـ ي نـ� الــوزارة الوصيــة واملهعــد امللـ يـ� للثقافــة‬
‫المازيغيــة‪.‬‬
‫ت‬ ‫خــال نفــس احملطــة كذلــك ت� إنتــاج عــدة التكـ ي ن‬
‫ض� يــة‪ ،‬أتوجــت‬ ‫وتفعيــل أجر تأ�ـ تـا مــن خــال لقــاءات مركزيــة � ي‬ ‫ـو�‬
‫ب إ�حــداث خليــة وطنيــة متعــددة التخصصــات (مــن نبي�ــا أالمازيغيــة) �ــت شإ�اف الوحــدة املركزيــة ي ن‬
‫لتكــو� الطــر‪،‬‬
‫ـو� ع ـرب عــدة لقــاءات وطنيــة وتتبــع ميـ ن‬
‫ـدا�‪.‬‬ ‫ُكفــت ببنــاء عــدة التكـ ي ن‬
‫ي‬

‫‪244‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫أ‬ ‫أمــا احملطــة الثانيــة نفإ�ــا تنطلــق مــن يوليــوز ‪ 2012‬إىل آالن‪ ،‬وقــد ت�ققــت يف�ــا كذلــك ج� ة‬
‫ــ� مــن فالمــور عــى‬ ‫ق‬
‫ـتصدار املرسـ قـوم ر�‪ 2.11.672 :‬املـ فـؤرخ ي� ‪ 23‬دجنـرب‬ ‫ـتو�ت الســالفة الذكــر؛ ب�يــث �ش ــدت عــى املســتوى الت�ش يـ يـ� اسـ‬ ‫املسـ ف ي‬
‫‪ 2199.12‬املــؤرخ ي� ‪ 21‬مــاي ‪2012‬‬ ‫ث‬ ‫ت‬
‫الهویــة ملهــن ال� بیــة والتكـ ی ن‬
‫ث‬ ‫ئ‬ ‫ـو�‪ � ،‬القـرار ر�‪ :‬أ‬ ‫تأ‬ ‫‪ 2011‬ي� شــأن إح تــداث وتنظـ یـم املراكــز ج‬
‫ت‬
‫ـدا�‪ � ،‬بعــد ذلــك‪،‬‬ ‫ول واالبتـ ي‬ ‫والــذي � ب�وجبــه ق�ديــد كیفیــة تنظـ يـم خ مبــاراة الدخــول إىل ف مســلك � رتهيـ شـل أســاتذة أالتعلـ يـم ال ي‬
‫ـار� ‪11‬ف دجن ـرب ‪ 2015‬ي� شــأن ال أـ � ملهــام الســتاذ املصاحــب ب�ملــدارس االبتدائيــة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫املذكــرة الوزاريــة ر�‪ 134/15 :‬بتـ ي‬
‫رت‬
‫ول ملضامـ ي نـ� الرؤيــة االسـ اتيجية إللصــاح (‪2015-‬‬ ‫الت� يــل الفعـ يـ� ال‬ ‫ت جو�ــدر إالشــارة إىل أن هــذه املذكــرة ت�� � إطــار ز‬
‫ن‬ ‫ت‬
‫ت‬ ‫ي‬ ‫أ ي تي‬
‫لم�‪ .‬إضافــة إىل ذلــك‪ � ،‬إصــدار املذكــرة الوزاريــة‬ ‫والبحــث الع‬ ‫ن‬
‫ـو�‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫والتك‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫بي‬ ‫لل�‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫املج‬ ‫ـتصدرها‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫‪ )2030‬الـت‬
‫الهويــة ملهــن تال� بيــة والتكـ ي ن‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫قر� ‪ 11/15‬بتـ ي خ‬
‫ـو�‪.‬‬ ‫ـار� ‪ 02‬نون ـرب ‪ 2015‬حــول التلكيــف ب�لتدريــس ي� املراكــز ج‬
‫أ‬
‫ـو�‪ ،‬فقــد عرفــت هــذه املرحـ ةـ� إعــداد عــدة جمــزوءات لتأهيــل الســاتذة أ ب�ملراكــز‬ ‫أمــا عــى مســتوى إنتــاج عــدة التكـ ي ن‬
‫الاصــة بتأهيــل الســاتذة‪،‬‬ ‫والتكــو�‪ ،‬وتتضمــن هــذه العــدة جمموعــة مــن املرجعيــات تال� بويــة خ‬ ‫ین‬ ‫الهویــة ملهــن تال� بیــة‬ ‫ج‬
‫ـو�‪ ،‬إضافــة إىل جمموعــة مــن الدالئــل‪.‬‬ ‫ورز�مــة لتدبـ يـر زمــن التكـ ي ن‬ ‫ن‬
‫أ‬ ‫ن ف‬ ‫ة‬
‫والتكــو� الــت ي تتضمــن‬
‫ين‬ ‫الهويــة ملهــن تال� بيــة‬ ‫و� املراكــز الربعــة ج‬ ‫التكــو�‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫املرحــ� عــى مســتوى‬ ‫هــذه‬
‫أ‬ ‫عرفــت‬
‫ـو� مــا جمموعــه ‪ 294‬أســتاذا وأســتاذة (‪3‬أفــواج‪:‬‬ ‫(أاكد�‪ ،‬مراكــش‪ ،‬مكنــاس‪ ،‬والناظــور)‪ ،‬تكـ ي ن‬ ‫ي‬ ‫تخ�صــص اللغــة المازيغيــة‬
‫ـر� شــعبة التخصــص‪ ،‬فيبلــغ أكـ ثـر مــن ‪60‬‬ ‫ن‬
‫ف‪ /87 1-‬ف‪ /80 2-‬ف‪ .)-127 3‬أمــا عــدد التالميــذ املدرسـ يـ� مــن طــرف خـ ي ج ي‬
‫ألــف تمليــذ وتمليــذة‪.‬‬
‫‪ .3‬امللمح املهين ملدرس اللغة األمازيغية‬
‫ـو�‪ ،‬والــذي‬‫ـو� صــورة عــن اململــح املهـ نـ� ملــدرس اللغــة أالمازيغيــة‪ ،‬البــد مــن العــودة إىل الواقــع الفعــ� للتكـ ي ن‬ ‫لتكـ ي ن‬
‫ي‬ ‫أ‬ ‫ي‬
‫ـال للغــة المازيغيــة ب�عتبارهــا لغــة رمسيــة‪ ،‬وال مــع التطلعــات الوطنيــة والدوليــة‬ ‫ي‬ ‫ال ينســجم ال مــع الوضــع االعتبــاري احلـ‬
‫ـو�‪ .‬فاملعطيــات إالحصائيــة تؤكــد عــى مــا‬ ‫ت‬
‫القا�ــة عــى جعــل "املهننــة" رافعــة أساســية إلصــاح منظومــة ال� بيــة والتكـ ي ن‬ ‫ئ‬
‫يـ يـ�‪:‬‬
‫والتأط�‪:‬‬
‫ي‬ ‫عــى مســتوى ي ن‬
‫التكو�‬
‫ـوال ‪17‬خــال الســنة التكوينيــة‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫إىل‬ ‫‪2009‬‬ ‫ـنة‬‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـون‬‫ـ‬ ‫مك‬ ‫‪60‬‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫‪،‬‬ ‫تقلــص عــدد أالســاتذة املكونـ ي نـ� ب�راكــز التكـ ي ن‬
‫ـو�‬
‫ي‬ ‫‪ .2015‬أمــا ج�ــاز التفتيــش فإنــه يعــرف تناقصــا كبـ يـرا مــع إحـ ة‬
‫ـال العديــد مــن املفتشـ ي نـ� عــى التقاعــد‪ ،‬حيــث انتقــل العــدد‬
‫ـوال ‪ 21‬مفتشــا خــال الســنة الدراســية ‪.2015‬‬ ‫مــن ‪ 75‬مفتشــا ومفتشــة ســنة ‪ 2010‬إىل حـ ي‬
‫ـو� املســتمر‪ ،‬فقــد ت� االنتقــال مــن مــا جمموعــه ‪ 80‬دورة تكوينيــة ســنة ‪ 2008‬إىل مــا جمموعــه‬ ‫أمــا عــى مســتوى التكـ ي ن‬
‫‪ 7‬دورات تكوينيــة فقــط ســنة ‪ 2013‬إىل ‪ 01‬دورة تكوينيــة ســنة ‪.2015‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ه نــذه إالحصائيــات واملعطيــات ت� ت� كيدهــا مــن خــال الدراســة امليدانيــة الـت ي ف شأ�ف املهع أــد امللـ يـ� للثقافــة المازيغيــة‬
‫اس ي� اللغــة المازيغيــة‪ ،‬وال ـت ي �ش لــت مــا‬ ‫ي‬ ‫ـو� التحصيــل الــدر‬ ‫عــى جإ�ازهــا بتعــاون مــع وزارة تال� بيــة الوطنيــة حــول تقـ ي‬
‫جمموعــه ‪ 1597‬تمليــذ وتمليــذة‪ ،‬وال ـت ي اعتمــدت عــى عــدة متغـ يـرات لتفسـ يـر درجــة التحصيــل لــدى املتعملـ ي نـ�‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ن ج�ــد مــن بـ ي نـ� هــذه املتغـ يـرات التكـ ي ن‬
‫ـو� ف ي� اللغــة المازيغيــة بشــقيه الســاس واملســتمر‪ ،‬وقــد سج لــت الدراســة ب�ن‬ ‫أ‬
‫نســبة الســاتذة املتخصصـ ي نـ� وامللكفـ ي نـ� بتدريــس أقســام املســتوى الســادس مــن العينــة املبحوثــة مل تتجــاوز ‪ .% 35،3‬أمــا‬

‫‪245‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫أو�ــت الدراســة أن نســبة ‪ % 30‬فقــط مــن أســاتذة املســتوى الرابــع ب� ألقســام ال ـت‬ ‫ـو� املســتمر فقــد ض‬ ‫عــى مســتوى التكـ ي ن‬
‫ي‬ ‫ـذ� اســتفادوا مــن التكـ ي ن‬ ‫�ش تل�ــا الدراســة مه الـ ي ن‬
‫ـو� املســتمر‪.‬‬
‫ين‬ ‫ف‬
‫التكــو� املســتمر‬ ‫تنظــم دورات‬‫وتعــزو الدراســة فهــذه النســب الضعيفــة إىل عــدم االســتمرارية واالنتظاميــة ي� ي‬
‫امك هــو منصــوص عليــه ي� النصــوص التنظيميــة املشــار يإل�ــا أســلفا مــن ج�ــة‪ .‬وإىل عــدم اح ـرت ام فلســفة املنصــب القــار‬
‫الصــوص بتدريــس‬ ‫والتخصــص ومــا يتطلبانــه مــن عــدم تلكيــف ملــدرس اللغــة المازيغيــة واملتخصــص منــه عــى وجــه خ‬
‫الصــاص مــن ن�حيــة أخــرى‪.‬‬ ‫مــواد دراســية أخــرى بدعــوى خ‬
‫ف‬ ‫ن أ‬ ‫ن أ‬
‫املتخصــص‪ ،‬ال يــدع جمــاال للشــك ي� وجــود نــوع مــن‬ ‫ف‬ ‫ـاس‬ ‫ـ‬ ‫س‬‫ال‬ ‫ـو�‬ ‫ـ‬
‫ش ي‬ ‫والتك‬ ‫ـاس‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫ـو�‬
‫وعليــه‪ ،‬فــإن الواقــع الفعـ يـ� للتكـ ي‬
‫ة‬
‫الانــب التنظـ يـري هلــذه املقــال‪ ،‬خاصــة مــا‬ ‫التضــارب والتعــارض بـ ي نـ� مــا تتطلبــه املهننــة أمــن �وط التحقــق‪ ،‬امك رأينــا ي� ج‬
‫ـى القيــام ب�ملهــام املنوطــة ب�ــا عــى أحســن وجــه مـ فـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـادرة‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫عله‬ ‫ل‬‫ج‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫هيله‬ ‫و�‬ ‫يتصــل بــدمع املؤسســات ملواردهــا الب�ش يــة‪ ،‬ت‬
‫أ‬
‫ج�ــة‪ .‬وكــذا بغايــة محايــة هــذه املــوارد الب�ش يــة ب�عتبارهــا ج�اعــة مــن الفـراد املزاولـ ي نـ� لنفــس املهنــة‪ ،‬وجعلهــم ينتظمــون ي�‬
‫ـو�‬ ‫ـبا�م امل�ش وعــة والدفــاع نع�ــا مــن ج�ــة أخــرى‪ ،‬وبـ ي نـ� الواقــع احلــال لتكـ ي ن‬ ‫هيئــة خاصــة ب�ــم ت� نك�ــم مــن محايــة مكتسـ ت‬
‫ني‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫أ‬
‫ـو�‪ ،‬إذ مــن‬ ‫ـذي تغيــب فيــه �وط املهننــة‪ ،‬ب�يــث � تســجيل ت�اجــع كبـ يـر عــى مســتوى التكـ ي‬ ‫ت‬
‫ـدرس اللغــة المازيغيــة الـ‬
‫ي‬ ‫مـ‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫أصــل ‪ 15‬مركــز ج�ــوي ملهــن ال� بيــة والتكـ ي ن‬
‫ـو� و‪ 26‬فـ أـرع عــى املســتوى الوطـ يـ�‪ ،‬فقــط مركــز واحــد و‪ 03‬فــروع يه ال ـ ي‬ ‫ف‬ ‫ن أ‬
‫ـو� الســاس املتخصــص ي� اللغــة المازيغيــة‪.‬‬ ‫تشــتمل عــى التكـ ي‬
‫ـي� متتاليـ ي نـ�‬ ‫ـو� املتخصــص ف ي� اللغــة أالمازيغيــة‪ ،‬هــو عــدم فتحــه ملومسـ ي نـ� دراسـ ي ن‬ ‫ومــا يعمــق مــن أزمــة هــذا التكـ ي ن‬
‫ت‬
‫ـو� ب�وجــب عقــود‪ ،‬حيــث � تســجيل قغيــاب مــادة‬ ‫‪ ،2016-2017/2017-2018‬أي منــذ أن بــدأ االشــتغال بصيغــة التكـ ي ن‬
‫أ‬
‫اللغــة المازيغيــة ض�ــن مــواد مبــاراة التوظيــف ح ـىت هــذه الســنة (‪ )2017-2018‬ال ـت ي املذكــرة الوزاريــة ر�‪X 072 17 :‬‬
‫ـار�‪ 07 :‬يونيــو ‪. 2017‬‬ ‫الصــادرة بتـ ي خ‬
‫على سبيل اخلتم‬
‫ـاول التعريــف ب�ــذا اململــح‬ ‫ـال النظــر ف� اململــح املهـ نـ� ملــدرس اللغــة أالمازيغيــة‪ ،‬وحمـ ة‬ ‫حاولنــا مــن خــال هــذه املقـ ة‬
‫أ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬
‫لتوظيــف الص أـ يـ� فمل�ــوم املهننــة‪ ،‬وكــذا ب�ــا تأ�حتــه لنــا معليــة ت�صيــل هــذا فامل�ــوم مــن‬ ‫ن ف‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ومم�اتــه مسـ ي ن‬
‫ـتعين�‬ ‫و�صائصــه ي ز‬ ‫بخ‬
‫ـو� ي� اللغــة المازيغيــة‪ ،‬ومــا يعرفــه مــن اختــاالت‪ ،‬ومــا أ تيع�ضــه م نــن إشـ فـاالت مــن‬ ‫ج�ــة‪،‬ث وإىل الواقــع الفعـ يـ� للتكـ ي‬
‫ف‬ ‫ة‬
‫ج�ــة �نيــة‪ .‬لنخلــص إىل صياغــة ج�ــ� مــن االســت�امات بشــأن اململــح املهـ ن يـ� ملــدرس اللغــة المازيغيــة ج�ملهــا ي� مــا يـ يـ�‪:‬‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫أاكد� وأي ت أ�هيــل ن‬ ‫‪ .1‬أي ي ن‬
‫معــر� للقيــام ب�هامــه‬
‫ي‬ ‫بتمكــ� مــدرس اللغــة المازيغيــة مــن زاد‬ ‫همــ� كفيــل‬‫ي‬ ‫تكــو� ي ي‬ ‫ف‬
‫املهنيــة ي� أحســن الظــروف؟‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫أاكد� وأي ت�هيــل همـ ن يـ� كفيــل ب ج�عـ فـل مــدرس اللغــة المازيغيــة يتصــف ب�مل�ش وعيــة املهنيــة مكــدرس‬ ‫ي‬ ‫ـو� ي‬ ‫‪ .2‬أي تكـ ي ن‬
‫الصــاص ي� مــواد تدريســية أخــرى؟‬ ‫ملــادة اللغــة أالمازيغيــة‪ ،‬وليــس مكــدرس لســد خ‬
‫أ‬ ‫‪ .3‬أي ن�ــوذج تكويـ ن‬
‫ـدرس اللغــة المازيغيــة‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫مواكب‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫أج‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الوصي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫التكويني‬ ‫ـات‬
‫ـ‬ ‫املؤسس‬ ‫ـده‬‫ـ‬ ‫تعتم‬ ‫أن‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫�‬‫ج‬ ‫ي‬ ‫ـ�‬ ‫ي‬
‫الديــد؟‪.‬‬
‫ـياس ج‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ولملع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫بوي‬ ‫الديــدة لملنظومــة ت‬
‫ال�‬ ‫ج‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫لملتطلب‬ ‫ـتجابة‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ب�عتبــارمه عاملـ ي نـ� ي‬
‫لد�ــا‬
‫ي‬
‫املراجع ب�للغــة العربية‬
‫أ‬ ‫ن أ‬ ‫ت‬
‫ـو� الطــر تال� بويــة للغــة المازيغيــة بـ ي نـ� إكراهــات الواقــع وطمــوح التأهيــل"‪،‬‬ ‫[‪ ]1‬البغــدادي‪ ،‬احممــد‪ ،‬ج"�ربــة تكـ ي‬

‫‪246‬‬
2018 ‫ فرباير‬،‫ العدد الرابع اجمللد الثاني‬- ‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين‬

.2009 ،31 21- ‫ ص‬،2 ‫ عــدد‬،‫جمـ ةـ� أســيناك‬


‫ئ ف‬ ‫أ‬
‫ـدا� ي� اللغــة‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫بت‬‫ال‬ ‫ا‬ ‫ـم‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫التعل‬ ‫ـذ‬
‫ـ‬ ‫وتالمي‬ ‫ـذات‬‫ـ‬ ‫تملي‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫اس‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫التحصي‬ ‫ي‬
�‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫"تق‬ ،‫ـة‬‫ـ‬ ‫مازيغي‬‫ال‬ ‫] املهعــد امللـ يـ� للثقافــة‬2[ ‫أ‬
.2016 ،�‫ التقـ يـر� التحليـ يـ‬،"�‫ـا‬ ‫ن‬
‫ـو� الق ـراءة والتعبـ يـر الكتـ ب ي‬
‫المازيغيــة مــن خــال مكـ ي‬
‫أ‬ ‫ن ف‬ ‫ت‬
،"‫ـو� ي� أفــق "همننــة" تدريــس اللغــة المازيغيــة؟‬ ‫الهويــة ملهــن ال� بيــة والتكـ ي‬ ‫ "أي دور لملراكــز ج‬،‫ بنعيــى‬،‫] يشــو‬3[
.37-21 ،)34-33( ،2014 ،‫اللغــات واللســانيات‬
‫املراجع باللغة الالتينية‬
[4] A. Flexner, «is social work a profession? », Proceedings of the National Conference of Charities and Correction,
Hildmann Printing, (1915), Chicago, pp. 577–590
[5] A. Abbott, The system of professions an essay on the division of expert labor, The University of Chicago Press,
Chicago, p452, (1988)
[6] A. Jorro, Dictionnaire des concepts de la professionnalisation. De Boeck, L’Harmattan. (2014).
[7] C. Lessard, Évolution du métier d’enseignante et nouvelle régulation de l’éducation. - Recherche et formation pour
les professions de l’éducation. Formes et dispositifs de la professionnalisation, (2000). N° : 35, pp. 91-116.
[8] E. Freidson, « Les professions artistiques comme défi à l'analyse sociologique » Revue de sociologie française, 1986,
Vol 27, Nu 3 pp. 431 - 443
[9] H. L. Wilensky, Intellectuals in labor unions: organizational pressures on professional roles. New York: Free Press,
1956. 336 p
[10] P. Maubant, et T. piot, « étude des processus de professionnalisations dans les métiers adressés à autrui », les
sciences de l’éducation - pour l’Ère nouvelle 2011/2 (vol.44).p.7-11.
[11] R. Malet Lussi Borer, V ; B. Wentzel, Professionnalisation de l'enseignement : fondements et retraductions. (2015),
Presses universitaires de Nancy.
[12] R. Bourdoncle, «La professionnalisation des enseignants : analyses sociologiques anglaises et américaines ». Revue
française de pédagogie, 1991, n° 94, pp. 73-92.
[13] R. Wittorski, Professionnalisation et développement professionnel. (2007). Paris
[14] S. Martineau, «Un champ particulier de la sociologie : les professions » dans : M. Tardif, et C. Gauthier, (éd.)
(1999). Pour ou contre un ordre professionnel des enseignantes et des enseignants au Québec. Québec: Les Presses de
l'Université Laval (1999).
[15] S. Vanhulle, et Y. Lenoir, L’état de la recherche au Québec sur la formation à l’enseignement. Vers de nouvelles

247
2018 ‫ فرباير‬،‫ العدد الرابع اجمللد الثاني‬- ‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين‬
perspectives en recherche. Sherbrooke : Editions du CRP.de classes. Dans J.Fijalkow et T. Nault (dir.), La gestion de la classe,
pp. 199-214 Bruxelles : De Boeck Université. (2005).
Sitographie
[16] J-M. Eymeri-Douzans, «Professions Sociologie Des», Encyclopædia Universalis [en ligne], consulté le 11 juin 2017.
URL.
[17]http://www.unige.ch/fapse/SSE/teachers/perrenoud/php_main/php_2002/2002_21.html. consulté le 29 juin 2017

248
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫الرتمجة العلمية بني مداخل الديداكتيك وتداخل املواد‬

‫عياد بوكوراين (‪)ybouk30@gmail.com‬‬ ‫‪19‬‬


‫ ‬

‫ملخص‬
‫يوا�ــه مدرســو املــواد املدرســية معومــا ومدرســو مــادة تال� ج�ــة‬ ‫معالــة إالشــال الديداكتيـ يـ� الــذي ج‬ ‫ت�وم هــذه الورقــة ج‬
‫ـال تال� ج�ــة العمليــة‪ ،‬مــرده إىل طبيعــة املــادة ال ـت ي تتشــل مــن مكـ نـو�ت ثــاث‪:‬‬ ‫ب� خلصــوص‪ .‬ولعــل هــذا إالشــال‪ ،‬ف� حـ ة‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫ت‬
‫العلم�‪ .‬ويشــل مكــون ال� ج�ــة العمليــة ب�لثانــوي التأهيـ يـ�‪ ،‬ي� املقــام الول‪،‬‬ ‫اللغــة العربيــة واللغــة الفرنســية واملصطلــح‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫ـا� �ــو ملتـ قـى عــدة تخ�صصــات المــر الــذي يســتلزم‬ ‫ي‬
‫الامــ�؛ و� املقــام الثـ ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫جــر تواصــل بـ ي نـ� التعلـ يـم الثانــوي والتعلـ يـم ج‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫وملعالــة هــذا إالشــال‬‫ج‬ ‫ـ�‪.‬‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫التخص‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫بعده‬ ‫�‬‫ي‬ ‫ـادة‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـك‬‫ـ‬ ‫وديداكتي‬ ‫ـمول‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫بعده‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫مــن املــدرس إالملــام ب�لديداكتيــك‬
‫أ‬
‫الديداكتيـ يـ� املركــب فإننــا ســنحاول إالجابــة‪،‬أوال‪ ،‬عــى الســئلة التاليــة‪:‬‬
‫هــل ديداكتيــك تال� ج�ــة العمليــة فعل مســتقل عن ديداكتيــك تال� ج�ة عامة؟‬
‫ـز� "لديداكتياكت" مــواد معينة )العربيــة والفرنســية واملصطلحية(؟‬ ‫هــل ديداكتيــك تال� ج�ــة العمليــة مـ ي ج‬
‫هــل ي�كننــا أن نتصــور "ديداكتيــك" ت�ثل حقال مشـرت اك جلميع املواد؟‬
‫ونقـرت ح‪ ،‬ث�نيــا‪ ،‬ي ن‬
‫تصور� لتوضيح هذا إالشــال‪:‬‬
‫ـار�ت الديداكتيكيــة (‪)Reuter, 2014) ، (Paun, 2006) ، (PUREN, 2004‬‬‫‪ -‬مدخــل املقـ ب‬
‫صــ� (‪)Schneuwly, 2014‬؛ وتصــور "نظريــة الوضعيــات الديداكتيكيــة"‬ ‫تخ‬
‫شــنول للديداكتيــك كبنــاء � ي‬
‫ي‬ ‫‪ -‬رؤيــة‬
‫(‪ )Brousseau, 2012‬و (‪ )Bloch, 2006‬و (‪.)Bessot, 2003‬‬

‫صص‬ ‫تخ‬ ‫ن تخ‬


‫صص‪ ،‬بع� � ي‬
‫ـار�ت الديداكتيكية‪ ،‬بـ يـ� � ي‬
‫كلم��ات مفت��اح ‪ :‬نظريــة الوضعيــات الديداكتيكية‪ ،‬املقـ ب‬

‫‪249‬‬
2018 ‫ فرباير‬،‫ العدد الرابع اجمللد الثاني‬- ‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين‬

Résumé
Notre communication tente résoudre le problème didactique qu’affronte les enseignants da manière
générale et en particulier les enseignants de la traduction. Nous considérons que le problème didactique
de la traduction scientifique réside dans la nature de la matière qui se constitue de trois composantes : la
langue arabe, la langue française et les termes scientifiques. La traduction au lycée a pour objectif d’établir
en premier lieu une corrélation entre l’enseignement qualifiante et universitaire ; et en second lieu elle
représente un point d’intersection de plusieurs disciplines d’où sa dimension interdisciplinaire qui exige de
l’enseignant la maitrise de la didactique dans son aspect global et la didactique de la matière (la traduction)
dans son aspect spécifique.
Pour résoudre ce problème, nous allons, dans un premier temps, tenter de répondre aux questions
suivantes :
- Est-ce que la didactique de la traduction scientifique est un acte indépendant de la traduction en général ?
- Est-ce que la didactique de la traduction scientifique est l’amalgame de certaines matières (l’arabe,
le français et la terminologie) ?
- Peut-on concevoir une didactique commune à toutes les disciplines ?
Pour élucider, aussi, ce problème, nous suggérons deux approches :
- L’approche par didactique (Reuter, 2014), (Paun, 2006) et (PUREN, 2004)
- La vision globale de la didactique (Schneuwly, 2014), et la conception de « la situation didactique
» (Brousseau, 2012), (Bloch, 2006) et (Bessot, 2003).
Mots clés : théorie des situations didactiques- l’approche didactique- interdisciplinaire- intra-
disciplinaire

‫تقديم‬
‫ف‬ ‫ســنحاول ف ي� بدايــة هــذه الورقــة ي‬
�‫العــر� ي‬
‫يب‬ ‫تقــد� بعــض التصــورات عــن فم�ــوم الديداكتيــك ذلــك أن الباحــث‬
‫ف‬
‫ "الديداكتيــك" تك� ج�ــة حرفيــة‬:‫ ي ج�ــد ثــاث اســتعماالت لنفــس فامل�ــوم‬،�‫ وخاصــة ي� شـ قـها العمـ يـ‬،‫جمــال علــوم تال� بيــة‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫و"التعليميــة" و"التدريســية" أو "عــم التدريــس"؛ امك ســنحاول ج�ــاوز النظــرة التقليديــة ال ـت ي �ــر الديداكتيــك ي� فــن أو‬
.)120 ‫ صفحــة‬،2015 ،‫عــم طرائــق التعلـ يـم أو بــل مــا هل عالقــة ب�لتدريــس ب�عتبــاره نقــا تلقينيــا لملعرفــة أساســا (هصــود‬
‫) للـ ة‬la didactique( ‫) أن فم�ــوم الديداكتيــك يســتعمل بصيغــة املفــرد‬LIGOZAT, 2015( ‫نســتخلص مــن عــرض‬
‫ـدالل‬
‫ف‬
‫) ِب ِ�هــان العمــل عــى توضيــح‬Reuter, 2014( ‫ ي� حـ ي نـ� يســمه‬...‫عــى حقــل مــادة تعليميــة معينــة اكلكيميــاء أو عــم االجـ تـامع‬
‫ف‬
‫ـو�ت ومــواد دراســية؛‬‫ والتفكـ يـر ي� ســبل احللــول املمكنــة انطالقــا مــن حمتـ ي‬،‫املشــالك والوضعيــات ال ـت ي تواجــه التالميــذ‬
"‫) أن "ديداكتيــات‬Schneuwly, 2014( ‫ ي�ى‬:‫) فتقـرت ح "ليكــوزا" املدلــوالت التاليــة‬les didactiques( ‫المــع‬ ‫أمــا بصيغــة ج‬
‫أ‬
)Martinand, 2014( ‫يعت�هــا‬ ‫املــواد تشــل حقــا لل ب�ــاث موضوعــه نقــل املعــارف داخــل مؤسســات متخصصــة؛ و ب‬

250
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫أ‬
‫ومقــار�ت معياريــة ي�ارهســا الطــر تال� بويــة‪ .‬ويســتعمل فامل�ــوم بصيغــة املذكــر (‪le‬‬ ‫ب‬ ‫ين‬
‫للتكــو�‬ ‫أنشــطة للبحــث وأنشــطة‬
‫ت‬ ‫‪ )didactique‬للـ ة‬
‫ـدالل عــى املج ــال الــذي يتنــاول "الديداكتيــات" مكوضــوع للدراســة حمــاوال �ديــد معــامل ومــاحم حقــل‬
‫ف‬
‫البحــث ي� عــم التدريــس (‪.)Shneuwly, Dorier, & Leutenegger, 2013, pp. 7-8‬‬
‫ن‬ ‫ف‬
‫ـدر�‪ ،2003 ،‬صفحــة ‪ )4‬يقــم عــم التدريــس إىل جـز ي نأ� متاكملـ ي نـ�‪:‬‬ ‫و� نفــس جمــال التصنيــف والتعريــف ج�ــد أن (الـ ي ج‬ ‫ي‬
‫مخ‬ ‫ف‬ ‫ة‬
‫«ممــوع املعــارف التعليميــة القابــ� للتطبيــق ي� تلــف املواقــف ولفائــدة ج�يــع‬ ‫ديداكتيــك عامــة وديداكتيــك خاصــة أي ج‬
‫ف‬ ‫التالميــذ» ف ي� مقابــل «االهـ ت‬
‫ـ� داخــل القــم ي� ارتباطــه ب�ملــواد الدراســية‪ ،‬واالهـ تـامم ب�لقضـ يـا� تال� بويــة‬ ‫ن ي‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـاط‬‫ـ‬ ‫لنش‬ ‫�‬‫ب‬ ‫م‬ ‫ـام‬
‫التــال‪:‬‬ ‫الشــل‬ ‫عــى‬ ‫يتفــرع‬ ‫واحــدا‬ ‫أصــا‬ ‫‪)Germain,‬‬ ‫(‪2000‬‬ ‫عنــد‬ ‫ــده‬‫�‬‫ج‬ ‫عالق�ــا ب�ــذه املــادة أو تلــك»؛ ف ي� ي ن‬
‫حــ�‬ ‫ف� ت‬
‫ي‬
‫ي‬
‫(الديداكتيــك‪:‬د)‬

‫ج�مــان للديداكتيــك جــد م�ت ســك ب�يــث ال ي�كــن فصــل خ‬


‫الــاص عــن العــام يو�كننــا أن نستشــف‪،‬‬ ‫نالحــظ أن تصــور ي‬
‫خ‬
‫والتنــازل ملتلــف معليــات الديداكتيــك‪ :‬مــادة دراســية‬ ‫ن‬ ‫كذلــك‪ ،‬مــن خــال هــذه خ‬
‫الطاطــة �وذجــا للبنــاء التصاعــدي‬
‫ي‬
‫خاصــة (‪ ،)champ disciplinaire‬تقاطــع مــواد دراســية (‪ )champ interdisciplinaire‬أو مــواد عــرب تخ�صصيــة (‪champ‬‬
‫‪.)transdisciplinaire‬‬

‫هل ديداكتيك الرتمجة العلمية فعل مستقل عن ديداكتيك الرتمجة عامة؟‬


‫ننطلــق ف� هــذه النقطــة مــن عــدة تصــورات لتوضيــح عالقــة الديداكتيــك ف� إطــار تال� ج�ــة ب�عناهــا العــام ت‬
‫وال� ج�ــة‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ي‬
‫خ‬
‫العمليــة ب�عناهــا الــاص؛ و�ــر جمــال اشــتغالنا ي� العمليــة التعليمية‪/‬التعمليــة‪:‬‬
‫‪� -‬ى (‪ « )Barhoune, 2009‬أن االعتقــاد ف� اسـ ة‬
‫ـتحال تدريــس تال� ج�ــة اكن مـرب را يــوم أن اكنــت تال� ج�ــة منحــرة‬
‫أ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف ي‬
‫ت‬ ‫خ‬ ‫ن‬
‫فقــط ي� جمــال الدب‪ ،‬أمــا وأ�ــا اتســعت لتشــمل املعــارف والعلــوم املتلفــة‪ ،‬ل�تبــط ب�جنــاس وحقــول ي�مكهــا منطــق‬
‫ف‬
‫الماليــة والفنيــة‪� ،‬ــن شــأن ذلــك أن ي ج�عــل ســؤال تدريــس تال� ج�ــة م�ش وعــا (أصبحــت تال� ج�ــة‬ ‫التــداول والتواصــل ال ج‬
‫ف‬
‫التوج�ــات تال� بويــة‬
‫والامعيــة)»؛ ويعضــد هــذا القــول مــا أشــار إليــه دليــل ي‬ ‫مــادة تــدرس ي� مســتوى الدراســات الثانويــة ج‬
‫الاصــة لتدريــس مــادة تال� ج�ــة بســلك التعلـ يـم الثانــوي التأهيـ يـ� (‪ )2007‬الــذي يؤكــد عــى أن « نظامنــا‬ ‫العامــة وال ـرب جام خ‬

‫‪251‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫الاصــة‪ ،‬حيــث اســتحدثت مــادة‬ ‫التعليــ� أجــاب عــن ســؤال إمــان تدريــس تال� ج�ــة انطالقــا مــن حاجياتــه تال� بويــة خ‬
‫يف‬
‫تال� ج�ــة ي� عالقــة بتدريــس اللغــات‪ ،‬واملقصــود هنــا أساســا الــزوج اللغــوي عربيــة فرنســية»‬
‫أ‬
‫ـال لديداكتيــك تال� ج�ــة انطالقا من الســئلة التالية‪:‬‬ ‫ت‬
‫‪ -‬أمــا (‪ )Bakhti & Barhoune, 2009‬فيق�حــان التصــور التـ ي‬
‫‪ -‬مــا ه املفاهـ يـم والتصــورات واملبــادئ تال� ي ج�ــب ت�ويلها ف ي� مادة ما إىل ي ن‬
‫مضام� مدرســة؟‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫أ‬
‫بعــ� االعتبــار مكتســبات‬ ‫اكتســا�ا مــع الخــذ ي ن‬
‫ب‬ ‫‪ -‬مــا يه الوســائل لتدريــس هــذه التصــورات واســرت اتيجيات‬
‫املتعــم الســابقة؟‬
‫ومالءم�ا خلصائص املادة املدرســة؟‬
‫ت‬ ‫‪ -‬مــا ه التقنيــات البيداغوجيــة الـت ي ج�ــب تز‬
‫االل�ام ب�ــا‪ ،‬وكيفية اســتعماهلا‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ـال ي�كــن اعتبــار الديداكتيــك إس ـرت اتيجية تعليميــة تواجــه عــدة مشــالك‪ :‬مشكلات املتعــم‪ ،‬مشكلات املــادة‬ ‫ي‬ ‫بو�لتـ‬
‫ـال‪:‬‬ ‫ة‬ ‫ت‬
‫أو املــواد وبني�ــا املعرفيــة‪ ،‬مشكلات الطرائــق ومشكلات الوضعيــات التعليميــة التعمليــة؛ وتصبــح معــادل املــدرس اكلتـ ي‬
‫ديداكتيك‬
‫ي‬ ‫ـو� ‪+‬‬ ‫املــدرس = بيداغـ ج ي‬
‫ف‬
‫ديداكتيــ�‪ :‬أي متخصــص ي� تدريــس مادتــه وليــس فقــط عــارف بســيط وحمــول لملعرفــة العاملــة ملعــارف ملقنــة‬ ‫ي‬
‫لتقنيــات ولطــرق التدريــس خ‬
‫الاصــة ب�ادتــه‪.‬‬ ‫ومســتعمل‬
‫بيداغــو�‪ :‬أي اممرس ي� تــم بتجويــد فعــه تال� بــوي‪ ،‬إنــه رجــل امليــدان الــذي ي�ــل ب�ســتمرار املشــالك اململوســة‬ ‫جي‬
‫لتعلــم والتعــم‪.‬‬
‫املرتبطــة ب� ي‬
‫ف‬
‫و�لــص ي� هــذه النقطــة إىل أنــه إذا اكن الديداكتيــك ي� أبســط تعاريفــه هــو إعــادة صياغــة املعرفــة العاملــة‬
‫ف‬ ‫نخ‬
‫ـال‪ ،‬يه إذن مــا يتوجــب عــى املدرسـ ي نـ�‬ ‫ـتو�ت التالميــذ املتعــددة خ‬
‫واملتلفــة؛ فالديداكتيــك‪ ،‬ب�لتـ‬ ‫ي‬ ‫قصــد غ‬
‫تبلي�ــا وفقــا ملسـ‬
‫َّ‬ ‫ي‬ ‫ت‬
‫أن يعرفــوه حــول املعرفــة ال ـت ي يدرسـ نـو�ا‪ ،‬وهنــا �قــق الديداكتيــك االنتقــال مــن املعرفــة العاملــة إىل املعرفــة امللقنــة؛ وفـ يـام‬
‫ي خ�ــص تال� ج�ــة ”العمليــة“‪ ،‬يعـ ن يـ� الديداكتيــك ذلــك التســاؤل معــا ي ج�ــب تدريســه أي االنتقــال مــن املعــارف حــول تال� ج�ــة‬
‫إىل موضــوع التدريــس‪.‬‬

‫ه��ل ديداكتي��ك الرتمج��ة العلمي��ة مزي��ج "لديداكتي��كات" م��واد معين��ة )العربي��ة‬


‫والفرنس��ية واملصطلحي��ة(؟‬
‫يقصــد بديداكتيــك تال� ج�ــة معليــة النقــل اللغــوي واملعـ نـى تو�ويــل خ‬
‫الطـ بـا�ت جلمهــور متعملـ ي نـ� ال يتقنــون اللغــة‬
‫أ‬
‫الخــرى اتقـ نـا� جيــدا‪.‬‬
‫وتتأســس ديداكتيــك تال� ج�ــة عىل عدة ي‬
‫كفا�ت‪:‬‬
‫أ‬
‫‪ ‬الكفايــة اللغويــة (النحــو‪ ،‬املعجــم‪ ،‬تال� كيب‪( )...‬أمثلة للنشــطة الـت ي تيق�هحا نامل�اج)‬
‫ت خ‬
‫‪ ‬الكفايــة خــارج لغوية (الثقافة‪ ،‬الســياق السوســيو � ي ي‬
‫ر�‪)...‬‬

‫‪252‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ت‬
‫ـار� مقارنة بـ ي نـ� البنيــات املعجمية وال� كيبيــة والبالغية وأســاليب ي‬
‫التحر�‪)...‬‬ ‫كفايــة النقــل ت(�ـ ي ن‬
‫‪‬‬
‫الكفايــة أالداتيــة واملهنيــة (البحث ث‬
‫الو� ق يئ�)‬ ‫‪‬‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫‪ ‬الكفايــة االســرت اتيجية تو�تكــز عــى هــدف إعــادة الصياغــة ي� اللغــة الجنبيــة اســتنادا إىل فم�ــوم االقتصــاد‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫المــل الشــارحة ي� اللغــة الم أي تال� ج�ــة داخــل اللغــة‬ ‫الهــد حســب الطاقــة املتوفــرة (توظيــف ج‬ ‫اللغــوي واســتنفار ج‬
‫ف‬
‫شــفو� خملاطــب متخيــل ال ي�ــم اللغــة املصــدر؛ ت� ج�ــة النــص بصــوت مرتفــع دون النظــر فيــه؛‬ ‫الواحــدة؛ ش�ح النــص ي‬
‫إعــادة تال� ج�ــة؛ التنبــه للتداخــات والنســخ)‪.‬‬
‫� القـ ئـا� عــى نقــل نــص مــن لغــة انطــاق إىل لغــة هــدف فــإن‬ ‫إذا اكنــت هــذه الكفـ يـا�ت ت�يــل عــى الفعــل ال ـرت يج‬
‫ن‬ ‫ز‬ ‫ت‬
‫ـال‪:‬‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـوذج‬‫ـ‬ ‫النم‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫ص‬ ‫�‬ ‫جمــال فعــل ال� ج�ــة العمليــة يتمـ يـ� أيضــا ب�ضمونــه االصطـ ي‬
‫ـاح ب�يــث‬

‫هل ميكننا أن نتصور "ديداكتيك" متثل حقال مشرتكا جلميع املواد؟‬


‫الديداكتيــ� (املعرفــة واملعــم واملتعــم) ت�وم ن�ذجــة الوضعيــة‬
‫ي‬
‫بــ� ن‬
‫مكــو�ت املثلــث‬ ‫إن العالقــة الثالثيــة ي ن‬
‫الديداكتيكيــة إال أن نظريــة الوضعيــات الديداكتيكيــة تعكــس هــذا التصــور العتبــارات عديــدة أمههــا‪:‬‬
‫‪ -‬إذا اكنــت الوضعيــة الديداكتيكيــة ت�ثــل التعــم ب�عتبــاره نقــل لملعرفــة فيمكننــا أن نتعــم خــارج الوضعيــة‬
‫الديداكتيكيــة (ركــوب الدراجــة مثــا)؛‬
‫أ‬
‫ـا� ي�كننــا أن نتعــم من خــال ت�قملنا مع احمليط الــذي نتواجد فيه؛‬
‫‪ -‬انطالقــا مــن التصــور البيـ ج ي‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ديداكتيك أي ي� وســط غـ يـر معد ديداكتاكيــا للتدريس‪.‬‬
‫ي‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫قص‬ ‫دون‬ ‫ـط‬‫ـ‬ ‫وس‬ ‫�‬ ‫‪ -‬ي�كننــا أن نتعــم ي‬

‫الوضعية الديداكتيكية أو الوضعية املسألة‬


‫وإ�ــا تعمــل عــى ت� ي ز‬
‫فــ� التمليــذ لينخــرط بشــل‬ ‫وظيف�ــا ف ي� ي‬
‫تقــد� إشــالية ال يفــرت ض حلهــا منــذ البدايــة ن‬ ‫تمكــن ت‬
‫ـو�)‪ ،‬ويضيــف ب�وســو (‪ )Brousseau‬أن الوضعيــة التعليميــة ت�ــدف‬ ‫ـا� ف ي� بنــاء التعــم (وظيفــة إالدمــاج ووظيفــة التقـ ي‬
‫ي جإ�ـ ب ي‬

‫‪253‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ئ‬
‫ـويو‪-‬بنا�‬‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـور‬‫ـ‬ ‫تص‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـس‬‫ـ‬ ‫تتأس‬ ‫‪)...‬‬ ‫ـر‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫تفك‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫طريق‬ ‫ـارة‪،‬‬‫ـ‬ ‫هم‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫(معرف‬ ‫ـدة‬‫ـ‬ ‫جدي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫معلوم‬ ‫ـاب‬‫ـ‬ ‫اكتس‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـذ‬‫ـ‬ ‫التالمي‬ ‫إىل ت�كـ ي ن‬
‫ـ�‬
‫ي‬
‫للتعــم‬

‫خالصة‬
‫غ‬
‫ـو�ت فــإن معظــم الدارسـ ي نـ� املهتمـ ي نـ� ب�ــذا احلقــل‪ ،‬جلئــوا إىل التميـ ي زـ�‬ ‫ر� مــا يكتنــف تعريــف الديداكتيــك مــن صعـ ب‬
‫ف ي� الديداكتيــك‪ ،‬بـ ي نـ� نوعـ ي نـ� أساسـ ي ن‬
‫ـي� يتاكمــان فـ يـام نبي�مــا بشــل كبـ يـر‪ ،‬ومهــا‪:‬‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫ي‬
‫والســس العامــة الـت‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫القواع‬ ‫أي‬ ‫ـواد‪،‬‬‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫�‬‫ج‬ ‫ـس‬
‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫�‬‫ي‬ ‫‪ -‬الديداكتيــك العــام‪ :‬يو�ـ تـم بــل مــا هــو مشـرت ك وعــام‬
‫اعا�ــا مــن غـ يـر أخــذ خصوصيــات هــذه املــادة أو تلــك بعـ ي نـ� االعتبــار‪.‬‬ ‫يتعـ ي نـ� مر ت‬
‫ـو� أو الدراســة‪ ،‬مــن‬ ‫الــاص أو ديداكتيــك املــواد‪ :‬يو�ـ تـم ب�ــا ي خ�ــص تدريــس مــادة مــن مــواد التكـ ي ن‬ ‫‪ -‬الديداكتيــك خ‬
‫أ‬
‫حيــث الطرائــق والوســائل والســاليب خ‬
‫الاصــة ب�ــا‪.‬‬

‫قائمة املراجع واملصادر‬


‫‪Bakhti, S. E., & Barhoune, R. (2009). module de formation continue. Didactique de traduction . Rabat, Maroc.‬‬
‫‪Barhoune, R. (2009). didactique de la trduction. Maroc: ministére de l'éduction nationale.‬‬
‫‪Germain, C. (2000). Didactique gen´ erale, didactique des langues et linguistique appliquee. RCLA CJAL , 3 (1-2), pp.‬‬
‫‪23-33.‬‬
‫‪LIGOZAT, F. (2015). Didactiques – Didactique, Approches comparatistes en didactique et didactique comparée. Brest,‬‬
‫‪Genève: Faculté de psychologie et des sciences de l'éducation.‬‬
‫‪Martinand, J.-L. (2014). Point de vue V – Didactique des sciences et techniques, didactique du curriculum. Education‬‬
‫‪et didactique , 8-1, pp. 65-79.‬‬
‫‪Reuter, Y. (2014). Didactiques et disciplines : une relation structurelle. Education et didactique , 8-1, pp. 53-64.‬‬
‫‪Schneuwly, B. (2014). Didactique : construction d’un champ disciplinaire. Education et didactique , 8-1, pp. 13-22.‬‬
‫‪Shneuwly, B., Dorier, J.-l., & Leutenegger, F. (2013). le didactique, les didactiques, la didactique (introduction). De‬‬
‫‪boeck , pp. 5-37.‬‬
‫ت‬
‫امع ‪.‬‬
‫ال ي‬ ‫الـ ي ج‬
‫ـدر�‪ ,‬م‪� .)2003( .‬ليــل العمليــة التعليميــة‪ ،‬مدخــل إىل عــم التدريس‪ .‬إالمــارات‪ :‬دار الكتاب ج‬
‫هصــود‪ ,‬م‪ ,2015( .‬يونيــو)‪ .‬فم�ــوم الديداكتيــك‪ :‬ي‬
‫قضا� وإشــاالت‪ .‬جملة التدريس ‪.pp. 119-143 ,7 ,‬‬

‫‪254‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫اإلدارة الرتبوية يف النظام التعليمي املغربي‬


‫حنو منوذج للمقاربة باألنساق‬ ‫‪20‬‬
‫د‪ .‬املهدي لعرج‬

‫متهيد‬
‫ت�وم هــذه الدراســة التأســيس ملــا أمسينــاه ن�ــوذج املقاربــة ب� ألنســاق‪ ،‬ف� الســياق خ‬
‫الــاص ب�مارســة إالدارة تال� بويــة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ً ً‬
‫نف ـرت ض أن إالدارة تال� بويــة نفهســا تشــتغل ب�عتبارهــا نســقا عامــا فيــه الكثـ يـر مــن مظاهــر التاكمــل واالنســجام‪ ،‬ونف ـ ض‬
‫رت‬
‫ة‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫متاكمــ� ومتعاونــة مــن أجــل القيــام ب�ختلــف‬ ‫أيضــا أن هــذا النســق العــام ينشــطر تلقائيــا ويتشــعب إىل أنســاق فرعيــة‬
‫بع�ــا‪ .‬ليــس ث�ــة مــا ي�نــع أن‬ ‫أالدوار املنوطــة ب�ــا‪ ،‬ولكــن ف� إطــار تفاعلهــا النسـ قـى‪ ،‬وليــس ف� إطــار أدوارهــا املنعـ ة‬
‫ـزل عــن ض‬
‫خ‬ ‫ي ق‬ ‫ً ي‬
‫ت‬
‫ي‬
‫يكــون تـ ن‬
‫ـد� مردوديــة إالدارة ال� بويــة راجعــا إىل اشــتغال أنســا�ا الفرعيــة لصاحلهــا الــاص وليــس لصــاحل النســق العــام‬ ‫ي‬
‫ئ ئ‬ ‫أ‬ ‫ز‬ ‫ن‬ ‫ث‬ ‫ت‬
‫نتــا�‬
‫النتــا� ج‬‫ج‬ ‫الــذي ي ج�ــب تنــدرج �تــه‪ .‬ولذلــك تكــر ال�اعــات وتتداخــل االختصاصــات وتلتبــس الدوار‪ ،‬وتصبــح‬
‫أ‬
‫جزئيــة تنســب للف ـراد بــدل أن تنســب لديناميــة النســق العــام‪.‬‬
‫وهكــذا ســنتوقف عنــد طبيعــة هــذه أالنســاق الفرعيــة ت‬
‫وبنيا�ــا وطريقــة اشــتغاهلا‪ ،‬قبــل أن ن�كــب الصــورة اللكيــة هلــذا‬
‫النســق العــام‪ ،‬حيــث نشـ يـر إىل خ�ســة أنســاق فرعيــة أساســية‪ ،‬يه‪:‬‬
‫‪ 1-‬نسق املراقبة‬
‫‪ 2-‬نسق املراسلة‬

‫ي‬
‫والتقو�‬ ‫‪ 3-‬نسق احملاســبة‬
‫‪ 4-‬نسق املشاورة‬
‫‪ 5-‬نسق املساعدة‬

‫‪255‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫أ‬
‫المعــال الــت ي تدخــل عــادة ض�ــن نطــاق احلراســة العامــة للخارجيــة والداخليــة والنظــارة وكــذا أمعــال املراقبــة‬
‫ً‬
‫تال� بويــة ال ـت ي يضطلــع ب�ــا املفتشــون امم هل صـ ةـ� مبـ شـا�ة ب�ملؤسســة‪ ،‬فضــا عــن احلراســة املبـ شـا�ة لملؤسســة ومراقبــة ســامة‬
‫ـرع الــذي هــو نســق املراقبــة‪ ،‬وهــو نســق ي ج�ــب أن يشــتغل ب�نطــق ديناميتــه‬ ‫ي‬ ‫مرتفق�ــا أمعــال تدخــل ض�ــن نفــس النســق الفـ‬ ‫ي‬
‫ة ً‬ ‫ق أ‬ ‫ً‬ ‫خ‬
‫الــاص‪ ،‬نإ�ــا ديناميــة املراقبــة‪ .‬نفــس ال ـش ي ء ينطبــق أيضــا عــى ب� ي� النســاق الفرعيــة‪ :‬فنســق املراســ� مثــا ال ينحــر‬
‫ً‬ ‫ف‬
‫فقــط ي� املراســات ال ـت ي ت�د عــى املؤسســة أو ال ـت ي تصــدر نع�ــا‪ ،‬بــل ينــدرج يف�ــا أيضــا مخ تلــف مظاهــر التواصــل بـ ي نـ�‬
‫التدب� يــة احملليــة‪ .‬لك نســق يكتســب فاعليتــه مــن كفاءتــه الداخليــة‪ ،‬بيـ نـام يكتســب أمهيتــه مــن مــدى تاكمــه‬ ‫مخ تلــف ت‬
‫بنيا�ــا ي‬
‫أ‬
‫بعــد ذلــك مــع غـ يـره مــن النســاق‪.‬‬
‫ً‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ـدس القـرار تال� بــوي بشــل عــام‪،‬‬ ‫ً ي‬ ‫ـ‬ ‫همن‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫قب‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـلفا‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـددة‬
‫ـ‬ ‫احمل‬ ‫دوار‬ ‫ال‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫نفهس‬ ‫ه‬‫ي‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫نس‬ ‫ـل‬‫ـ‬‫ب‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫املنوط‬ ‫دوار‬‫ال‬ ‫حصيــح أن‬
‫ين‬ ‫أ‬ ‫ً‬
‫لكــن الت�ش يــع املــدرس بقــدر مــا يعــرت ف ض�نيــا ب�مهيــة االشــتغال ق‬
‫لملمارســ�‬ ‫النســى فإنــه غالبــا مــا ي�مــل املســؤولية‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫ً ً‬ ‫أ‬ ‫ن‬
‫املهنيـ ي نـ� بشــل فــردي‪� .‬ــوذج املقاربــة ب�لنســاق يشــل بديــا معليــا الزدواجيــة املعايـ يـر والضبابيــة ي� التدبـ يـر‪ ،‬مــن غـ يـر‬
‫ف‬
‫الاصــة‪.‬‬ ‫بواجبا�ــم الفرديــة خ‬
‫ت‬ ‫أن يســمح خملتلــف الفاعلـ ي نـ� ب�لتفريــط ي� القيــام‬

‫‪ - 1‬من البنية إىل النسق‬


‫ً‬
‫معان�ــا دون أن تتطابــق ت�امــا ‪ .‬وعــى العمــوم‪ ،‬ي�كــن االنطــاق مــن اعتبــار‬ ‫البنيــة والنســق مــن املفاهـ يـم الـت ي تتداخــل ي‬
‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ن‬
‫أن لك بنيــة يه عــى �ــو مــا نسـ ٌـق‪ ،‬أي نأ�ــا ي�كــن أن تشــتغل ب�عتبارهــا نســقا فرعيــا عالئقيــا‪ ،‬يقــوم عــى أســاس التنظـ يـم‬
‫ف‬ ‫ً‬ ‫ت‬
‫الــواب عــن‬ ‫ـادل لوحــدة اكمـ ةـ� معقــدة ‪ .‬ولكــن‪ ،‬مــا الــذي �تاجــه البنيــة لـ يـ� تكــون نســقا؟ أف ـرت ض ي� ج‬ ‫والعالقــات املتبـ ة‬
‫الــاص الــذي تخ�لقــه التجربــة‪ ،‬وأن يتــم‬ ‫هــذا الســؤال نأ�ــا ت�تــاج إىل الديناميــة والتعــاون‪ :‬أن تقبــل التعــاون ف� الســياق خ‬
‫ي‬
‫هــذا التعــاون نفســه ب�لديناميــة‪ .‬ومبــدأ التعــاون هــذا تشـ يـر إليــه ح ـىت املعـ جـا� العامــة ‪ .‬إن التصــورات التقليديــة حــول‬
‫ـول أمهيــة خاصــة ملنطــق‬ ‫ـ‬ ‫ت‬
‫ئ ً‬
‫ـا‬‫ـ‬ ‫دا�‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫ظل‬ ‫‪،‬‬ ‫البنيــة‪ ،‬وعــى الـ غـر� مــن ت أ� كيدهــا عــى مبــادئ اللكيــة والتحــول والضبــط الـ ت‬
‫ـذا�‬
‫ي غ‬ ‫ي‬
‫البنيــة الداخــ�‪ ،‬دون أن تتعــدى حدودهــا أو أن تسـ ي ن‬
‫ـتع� بعنــارص خارجيــة ‪ .‬أمــا النســق‪ ،‬وعــى الــر� مــن أنــه ليــس‬ ‫ًي‬
‫ف‬ ‫ف ً‬
‫ـال مــع االنفتــاح عــى لك‬ ‫ـ‬ ‫لت‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ـارض‬ ‫ـ‬ ‫يتع‬ ‫وال‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والنمذج‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫الوص‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـدرة‬
‫ـ‬ ‫الق‬ ‫�‬ ‫رب‬ ‫ـ‬ ‫أك‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫فاعلي‬ ‫ـ�‬ ‫ـ‬ ‫يكت‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫فإن‬ ‫‪،‬‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫حديث‬ ‫ـا‬
‫م�ومـ‬
‫ي‬ ‫ً‬ ‫يت‬ ‫ي‬
‫العنــارص واملكـ نـو�ت ال ـت ي مــن املف ـرت ض أن ج�عــل منــه نســقا‪.‬‬
‫غـ يـر أن فم�ــوم "النســق تال� بــوي"‪ ،‬الــذي دخــل إىل قواميــس تال� بيــة مــع بدايــة القــرن العـ شـر ي ن� أصبحــت هل أمهيــة‬
‫آ‬ ‫ف‬
‫كبـ يـرة مــع مــرور الوقــت ‪ ،‬والسـ يـام ي� مخ تلــف معليــات إالصــاح الـت ي تفــرض نفهســا بـ ي نـ� احلـ ي نـ� والخــر‪ ،‬بســبب تغـ يـر أوضــاع‬
‫ً‬ ‫ف‬
‫و� املغــرب مثــا عــادة مــا يـ تـم احلديــث عــن فم�ــوم النظــام‬ ‫ي‬ ‫املج تمــع وحاجياتــه‪ ،‬وتبــدل أفــق انتظــار تال� بيــة والتعلـ يـم‪.‬‬
‫ن ً‬ ‫ت‬ ‫واملنظومــة‪ .‬فاملرتك ـزات خ‬
‫ـو� مثــا لكهــا مســبوقة بلفظــة‬ ‫المــس الثابتــة ال ـت ي يتحــدث نع�ــا امليثــاق الوطـ ن يـ� لل� بيــة والتكـ ي‬
‫"النظــام" ‪.‬‬

‫‪256‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪ - 2‬مفهوم املقاربة باألنساق‬


‫امم الشــك فيــه أن فم�ــوم املقاربــة هنــا يتخــذ مدلــوهل مــن ميــدان تطبيقــه وهــو جمــال التدبـ يـر إالداري‪ ،‬والسـ يـام جمــال‬
‫التدب� يــة احملليــة الــت ي تشــتغل عــى مســتوى املؤسســة‬ ‫تدبــر إالدارة تال� بويــة‪ .‬وســننطلق مــن اعتبــار أن لك البنيــات ي‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫غ‬
‫التعليميــة‪ ،‬ولك الوظائــف املســندة يإل�ــا ينبــى أن تقـ َّـوم ب�عتبارهــا مكــو�ت مرتبطــة بنســق عــام‪ ،‬بو�لتــال فــإن ت‬
‫مقارب�ــا‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ً ي‬ ‫ً‬
‫ور�‪ ،‬امك ُيفــرت ض أن ي�ــدث مــن منظــور نظريــة النســاق العامــة ‪ .‬وعــى العمــوم‪،‬‬ ‫ي‬ ‫�‬‫ض‬ ‫ا‬ ‫عــى هــذا النحــو يعتــرب أمــر‬
‫ث‬
‫بع�ــا ‪ .‬وليــس �ــة مــا ي�نــع مــن النظــر إىل مخ تلــف‬ ‫فالنســق ٌّلك يتكــون مــن أج ـزاء متداخـ ةـ� فـ يـام نبي�ــا ومعتمــدة عــى ض‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫التدب� يــة‪ ،‬عــى مســتوى املؤسســات التعليميــة ب�عتبارهــا أنســاقا فرعيــة للنســق التدبـ يـري العــام‪ ،‬الــذي غالبــا مــا‬ ‫البنيــات ي‬
‫ـال وال� بــوي والنقــل الديدكتيـ يـ� الداخـ يـ� ومقتضيــات تفعيــل مـ شـروع املؤسســة‬ ‫ت‬
‫تتاكمــل فيــه عنــارص التدبـ يـر إالداري واملـ ي‬
‫وتنشــيط احليــاة املدرســية وال�ش اكــة واالنفتــاح ي‬
‫وغ�هــا‪.‬‬

‫‪ - 3‬منوذج املقاربة باألنساق يف جمال اإلدارة الرتبوية‬


‫ف‬ ‫ً‬
‫ـاع كنمــوذج‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ج‬ ‫ـ�‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫التنظي‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫لش‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ـأته‬‫ـ‬ ‫نش‬ ‫�‬‫ي‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫ارتب‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـام‪،‬‬‫ـ‬ ‫الع‬ ‫دارة‬‫ال‬
‫إ‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫نس‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـزءا‬ ‫تعت ـرب إالدارة تال� بويــة جـ‬
‫ً‬ ‫معيــاري لملـ شـروع ال ـرأامسل ‪ .‬ومل يكــن مــن املمكــن أن تظــل املدرســة بعيــدة عــن سياســة الـ ة‬
‫ـدول‪ ،‬إذ ع ـرب املدرســة أساســا‬ ‫ي‬
‫ف‬
‫ـياس‪ .‬امك أن التفكـ يـر ي� قضـ يـا� املدرســة ومشكلات‬ ‫ي‬ ‫ي خ�طــط صانعــو الق ـرار ملعــامل التنشــئة االج عيــة والتثقيــف الديـ يـ� والسـ‬
‫ن‬ ‫�ت‬
‫تصــ� تطلــب مــع مــرور الوقــت احلاجــة املاســة إىل اشــتغال النظــام تال� بــوي كنســق‬ ‫وامل ي ن‬ ‫الباحثــ� خ‬
‫ين‬ ‫تال� بيــة مــن قبــل‬
‫والال�ركــز‪ ،‬واســتقاللية املؤسســات‬ ‫الاصــة‪ .‬فو� هــذا الســياق �لضبــط انبثقــت أفــار مــن قبيــل الالمركزيــة ت‬ ‫رها�تــه خ‬ ‫هل ن‬
‫ب‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫التعليميــة‪ ،‬ي� جمموعــة مــن النظمــة التعليميــة ‪.‬‬
‫ً‬ ‫غ‬
‫ـد� ي ن� والقــادة تال� بويـ ي نـ�‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـر‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫كب‬ ‫ـدد‬‫ـ‬ ‫لع‬ ‫ـبة‬ ‫ـ‬ ‫لنس‬ ‫�‬‫وعــى الــر� مــن أن اســتقالل املؤسســات التعليميــة يشــل حملـ ب‬
‫ـا‬
‫قياد�ــم وافتقارهــا إىل عوامــل النجاعــة وأســباب الفعاليــة‪ ،‬فــإن جمــرد هــذا االســتقالل‪ ،‬مــع ذلــك‬ ‫جـراء إحســاهسم بخ�ــواء ت‬
‫ـص البحــث عــن ت�تـ ي نـ�‬ ‫ـر� ملشــل كفــاءة نظــام القيــادة وجودتــه‪ .‬إن أالمــر ‪-‬عكــس مــا قــد نتصــور‪ -‬يقتـ ض‬ ‫ً‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫حس‬
‫ً‬
‫ـا‬ ‫ال يشــل حـ‬
‫يف‬ ‫ت‬ ‫ة ن أ‬
‫الصــ� بـ يـ� الشــياء وســبل تعاضدهــا وليــس تفكيهكــا‪ .‬واملشــل ب�لنســبة لـ إـ�دارة ال� بويــة ال يمكــن ي� ارتباهطــا الوثيــق‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ن ف‬
‫وإ�ــا ي� طبيعــة اشــتغاهلا ب�عتبارهــا نســقا عامــا ديناميــا ومتطــورا‪ .‬رهــان إالدارة‬ ‫ببنيــة الق ـرار املركــزي أو انفصاهلــا عنــه‬
‫قدر�ــا كنســق عــى إشــاعة ثقافــة التعــاون‪ .‬ف ـف ي املؤسســة التعليميــة الواحــدة‪ ،‬وهممــا‬ ‫تال� بويــة‪ ،‬ف� نظـ نـر� يمكــن ف� مــدى ت‬
‫ت‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ي‬
‫ـص اعـ تـامد احلاكمــة تو�شــيد الطاقــات‪ .‬امك �ــس احلاجــة‬ ‫�ش‬
‫اكن حج مهــا �ــس احلاجــة إىل تدبـ يـر املــوارد الب يــة‪ ،‬وهــو مــا يقتـ ض‬
‫ي‬
‫الريطــة‬ ‫إىل تدبـ يـر املــوارد املاديــة واملاليــة وتوفـ يـر التجهـ ي زـ�ات وحســن اســتعماهلا‪ ،‬وامتــاك رؤيــة ث�قبــة وواقعيــة بشــأن خ‬
‫ن ف‬ ‫وبني�ــا ومــدى انســجاهما مــع واقــع املؤسســة ف ي� ضــوء حركيــة املتعملـ ي نـ� الوافـ ي ن‬ ‫تال� بويــة ت‬
‫ـادر� ي� لك ســنة دراســية‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ـد� واملغـ‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ً‬
‫الر�ضيــة والفنيــة والعمليــة املوازيــة‪ ،‬وينبـ غ يـى أن تكــون لملتعملـ ي نـ� ي� هــذا الســياق‬ ‫ي‬ ‫املدرســة أيضــا فضـ ٌـاء ملمارســة النشــطة‬
‫ً‬ ‫ً ف‬ ‫الاصــة‪ .‬فاملتعملــون ال ينتجــون التعملــات خ‬ ‫ار�ــم خ‬ ‫ت‬
‫الالصــة‪ ،‬وامك لــو اكنــوا معــاال ي� ورشــة مصنـ ٍـع مغلقــة فضــا عــن أنــه‬ ‫ج� ب‬
‫مســار معقــد لبنــاء شخ�صيــة املتعــم تتفاعــل فيــه املعرفــة‬ ‫وإ�ــا هنــاك ٌ‬ ‫ليــس ث�ــة مــا �كــن أن ندعــوه تعملــات خالصــة‪ ،‬ن‬
‫ي‬

‫‪257‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ً‬ ‫ةٌ ً‬ ‫ف‬
‫والدارة تال� بويــة مسـ‬
‫ـؤول همنيــا وأخالقيــا عــن توجيــه مســار‬ ‫خ‬
‫وال ـرب ة ن‬
‫وامل�ــج ويتطــور ب�ســتمرار ي� خـ ضـم املمارســة نفهســا‪ ،‬إ‬
‫هــذا البنــاء وقيادتــه إىل النجــاح‪.‬‬

‫‪ - 4‬بنيات األنساق الفرعية ووظائفها‬


‫وظيف�ــا مــع ذلــك ال تســتنفد‬‫عــى الـ غـر� مــن أن أالمــر يتعلــق ببنيــات لتدبـ يـر شــؤون املج تمــع املــدرس اليوميــة‪ ،‬فــإن ت‬
‫ًف‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫ي� جمــرد القيــام ب�ختلــف أنشــطة هــذا التدبـ يـر‪ .‬حيــاة ماليـ ي نـ� مــن البـ شـر‪ ،‬تتغـ يـر يوميــا ي� فضــاءات املــدارس واملؤسســات‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ف‬
‫التعليميــة‪ ،‬ومــن حقنــا ي� هــذا الســياق أن فن�ــم طبيعــة اشــتغال هــذه البنيــات ب�عتبارهــا أنســاقا‪ ،‬امك شأ� ن�‪ ،‬فلن�ــم أيضــا‬
‫كيــف تتغـ يـر حيــاة هــؤالء‪.‬‬

‫‪ - 1 - 4‬نسق املراقبة‬
‫وال ي ن‬ ‫ين‬ ‫ين‬ ‫ً أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬
‫داريــ�‬ ‫واملدرســ� إ‬ ‫املتعملــ�‬ ‫تتســع احليــاة املدرســية يوميــا‪ ،‬وعــى مــدار الســبوع تقريبــا لمــواج هــادرة مــن‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫وامللحقـ ي نـ� تال� بويـ ي نـ� واالج�ت عيـ ي نـ� والعــوان وغـ يـرمه‪ ،‬يتفاعلــون ي� رحــاب املــدارس وفضــاءات املؤسســات بشــل يبعــث‬
‫ن‬ ‫دا�ـ ًـا أيضـ ًـا فـ ض‬
‫ـو�‪ ،‬ح ـىت وإن اكنــت ئ‬ ‫ـا� عــى إالحســاس بوجــود قــدر هائــل مــن الفـ ض‬ ‫نً‬
‫ـو� منظمــة‪ .‬هــل �ــن مغالــون‬ ‫ٍ‬ ‫أحيـ‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف� هاتــه النظــرة؟ كيــف ي�كــن أن بن�هــن عــى البعــد ق‬
‫النســى ي� مخ تلــف النشــطة املرتبطــة ب�ملراقبــة‪ ،‬ي� املؤسســات‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫ـر�؟ بــل كيــف ي�كــن أن ندافــع عــن أمهيــة انتظــام هــذه النشــطة ي� نســق عــام؟‬ ‫املغـ ب ي‬ ‫ـ�‬
‫التعليميـفـة‪ ،‬ب�لنسـةـبة للنظــام التعليـ ي‬
‫الصــوص ‪ ،‬واملرســوم خ‬ ‫لة‬ ‫أ‬
‫ننطلــق � حمــاول إالجابــة عــن هــذه الســئ مــن القانــون املنظــم للتعلـ يـم املــدرس خ‬
‫الــاص بتنظـ يـم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫رض‬
‫أســاس‪ ،‬لكننــا ســرجع ب�ســتمرار ‪ ،‬وملكــا دعــت الــ ورة‪ ،‬إىل يغ�مهــا‬ ‫ن‬ ‫العمــوم ‪ ،‬بشــل‬ ‫والتعلــم‬
‫ي‬ ‫ت‬
‫مؤسســات ال� بيــة‬
‫ف‬ ‫أ ظ ي ق‬ ‫ي‬
‫مــن النصــوص الت�ش يعيــة‪ .‬فالنــص الت�ش يـ يـ� الول(�ـ يـر ر� ‪ )1.00.202‬يتحــدث ي� البــاب الســادس منــه عــن "املراقبــة‬
‫أد� ب�عايـ يـر التجهـ ي زـ� والتأطـ يـر وال ـرب جام‬ ‫الصــوص كحــد ن‬ ‫والداريــة"‪ ،‬حيــث تل ـتز م مؤسســات التعلـ يـم املــدرس خ‬ ‫تال� بويــة إ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫ـوم‪ ،‬ب�ــا ي� ذلــك مراقبــة اســتعمال الكتــب والوســائل تال� بويــة‪ .‬وتشــمل املراقبــة إالداريــة‬ ‫فواملنـ جـاه املقــررة ي� التعلـ يـم العمـ ي‬
‫والداريـ ي نـ� بو�لتالميــذ‪ ،‬وكــذا تفتيــش املرافــق الصحيــة‬ ‫ـتخدم�ا تال� بويـ ي نـ� إ‬ ‫الو�ئــق إالداريــة املتعلقــة ب أ�ملؤسســة ومسـ ي‬ ‫�ــص ث‬
‫والداريــة هلــذا‬ ‫تقــو� املردوديــة تال� بويــة إ‬ ‫حــال وجودهــا‪ .‬بــل إن ي‬ ‫ســر القســام الداخليــة ف� ة‬ ‫لملؤسســة ومراقبــة حســن ي‬
‫ي‬ ‫ً‬
‫الصنــف مــن املؤسســات يدخــل أيضــا ض�ــن نســق املراقبــة‪.‬‬
‫وغ�هــا‬ ‫والب�ام والتنسـ أـيق‪ ،‬ي‬ ‫والر�ســة واالق ـرت اح إ‬ ‫همم�ــا إال ش�اف ئ‬ ‫وعــادة مــا تتخــذ وضعيــة املراقبــة شــل ســلطة عليــا ت‬
‫أ‬
‫ـد� الدراســة أو الناظــر أو احلــارس العــام أو رئيــس الشــغال‪ ،‬ث�ــة‬ ‫ـد� أو مـ‬ ‫الر�ســية‪ .‬وســواء تعلــق المــر ب�ملـ‬ ‫مــن أالفعــال ئ‬
‫ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ئ ً‬
‫دا�ــا فاعليــة تنطلــق مــن أعــى إىل أســفل‪ ،‬وهــو مــا ي�ــدد ت�اســك النســق ويصيبــه ب� إل ن�ــاك الشــديد أحيـ نـا�‪ .‬حصيــح أن‬
‫ف‬
‫النصــوص القانونيــة يه ي� نال�ايــة عبــارة عــن إجـراءات تنظيميــة وتدابـ يـر إجرائيــة تنظــم العالقــة بـ ي نـ� املوظفـ ي نـ� والعاملـ ي نـ�‪،‬‬
‫ض ً‬
‫دينــام ومنتــج‪ .‬ولكــن عندمــا‬ ‫في‬ ‫بشــل‬ ‫النســق‬ ‫يشــتغل‬ ‫لــ�‬
‫الدقــة والرصامــة‪ ،‬ولكــن قذلــك ليــس � ي ي‬
‫ور�‬ ‫ب�ــا يلــزم مــن‬
‫ً ت‬
‫موا�ــة النســق الــذي‬ ‫تشــتغل إالدارة تال� بيــة ب� تم�ــا بــل أنســا�ا الفرعيــة كنســق عــام موحــد غالبــا مــا ج�ــد نفهســا ي� ج‬

‫‪258‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ـو� وينســحب التدبـ يـر املعقلــن بشــل‬ ‫يشــله املدرســون‪ .‬فو� تلــك اللحظــة ال ـت تتقابــل إالدارة مــع أالســاتذة تعــم الفـ ض‬
‫ق‬ ‫ي‬ ‫ي أ‬ ‫ً‬
‫مطلــق فاحســا املج ــال للع ـراف الفاســدة والتدبـ يـر الكيــدي والتســلط والتحــم وال�ــر املتبــادل‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫إننــا ف� الواقــع ال نطــرح مــن خــال هــذه الورقــة بديـ ًـا للقوانـ نـ� والت�ش يعــات‪ ،‬ن‬
‫وإ�ــا ف‬
‫نص�ــا ب�عتبارهــا خطـ بـا� منظمــا‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫للفعــل تال� بــوي بشــل عــام‪ ،‬ب�ــا ي� ذلــك الفعــل إالداري املؤطــر للفعــل ال� بــوي‪� .‬ــن املعلــوم أن معظــم هــذه النســاق‬
‫ت‬
‫ف‬
‫الفرعيــة نإ�ــا يه جمــرد بنيــات ملســاندة ودمع جوهــر العمــل تال� بــوي الــذي يتجــى ي� بنــاء التعملــات وحصــول فال�ــم لــدى‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫وه معليــة ج�ــري ي� الغالــب داخــل قاعــات الــدروس ومخ تــرب ات التجــارب والبحــث‪ .‬بو�ملــوازاة مــع هــذا‬ ‫ين‬
‫املتعملــ�‪ ،‬ي‬
‫أ‬
‫الوصــف نبســط رؤيتنــا لطبيعــة مــا ندعــوه املقاربــة ب�لنســاق‪ .‬فكيــف ي�كــن تفعيــل هــذه املقاربــة عــى مســتوى نســق‬
‫ـوم فإنــه‬ ‫ـ‬ ‫العم‬ ‫ـم‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫والتعل‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫بي‬ ‫الــاص ب�ؤسســات ت‬
‫ال�‬ ‫ـو� ب�ثابــة النظــام أالســاس خ‬ ‫ـر� اه�ت منــا ف� النــص القانـ ن‬
‫املراقبــة؟ إذا حـ ن‬
‫ي‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫املصصــة خملتلــف الفاعلـ ي نـ� ي� إالدارة تال� بويــة ب�عتبارهــا منطويــة عــى نســق‬ ‫مــن املمكــن النظــر إىل لك مــادة مــن مــواده خ‬
‫الاصــة ب�لناظــر‪:‬‬‫دينــام متمـ ي زـ�‪ .‬لنتأمــل مثـ ًـا الفقــرة خ‬
‫ي‬
‫يقــوم ن�ظر املؤسســة ب�ا ييل‪:‬‬
‫‪ - 1‬تتبــع أمعــال املوظفـ نـ� ئ‬
‫القا� ي ن� ب�هــام العمل تال� بوي وتنسـ قـي�ا‪.‬‬ ‫ي‬
‫‪ - 2‬الهســر عــى تنظـ يـم العمــل تال� بوي ووضع جداول احلصص الدراســية‪.‬‬
‫والنشــطة تال� بويــة خ‬ ‫أ‬
‫املتلفة‪.‬‬ ‫املناه‬
‫‪ - 3‬تتبــع تنفيــذ ج‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ن‬
‫‪ - 4‬جإ�ــاز المعــال التمهيديــة لشــغال املج لس تال� بــوي وتطبيق مقرراته‪.‬‬
‫ن‬
‫‪ - 5‬العمــل عــى تنفيــذ ج�يع إالجـراءات التطبيقية إل ج�ــاز العمل تال� بوي‪.‬‬
‫اقب�ا‪.‬‬ ‫‪ - 6‬املشــاركة ف ي� تنظـ يـم مخ تلــف معليــات ي‬
‫التقو� واالمتحـ نـا�ت ومر ت‬
‫ً‬
‫هــل يعقــل أن ينجــز الناظــر مخ تلــف هــذه املهــام ب�عتبــاره فــردا؟ وهــل ذلــك امم ي�كــن أن تتســع هل طاقتــه الذاتيــة‬
‫ـام‪ ،‬امك شأ� ن�‪ .‬ولكــن‬
‫الوقــت؟ ب�لطبــع ال ي�كنــه ذلــك إال أن يكــون عنــوان نســق دينـ ي‬ ‫ـخص ح ـىت وإن أســعفه‬ ‫ووســعه الشـ ي‬
‫ف‬
‫وه ال تعــدو أن تكــون جمــرد الناظــر نفســه؟ ال نتحــدث‬ ‫ـف ي�كــن للنظــارة أن تشــتغل كنســق ي� املؤسســة التعليميــة‪ ً ،‬ي‬ ‫كيـ‬
‫ين‬ ‫أ‬ ‫ً‬
‫املوظفــ�‬ ‫الكثــرة الــت ي ال وجــود يف�ــا للناظــر أصــا‪ .‬عندمــا يتعلــق المــر ب�همــة تنســيق أمعــال‬ ‫طبعــا عــن املؤسســات ي‬
‫بخ‬ ‫ف‬ ‫ظ‬ ‫ً‬ ‫ئ‬
‫القا�ـ ي نـ� ب�هــام العمــل تال� بــوي فــإن ذلــك يكــون ب�لفعــل حمف ـزا عــى �ــور نشــاط النســق‪ ،‬ي� هــذا الســياق‪� ،‬ــاف همــام‬
‫أ‬ ‫ً‬
‫أخــرى مــن قبيــل املهــام‪ .6 ،5 ،3 :‬ال ي�كــن للناظــر ب�فــرده معليــا أن يضطلــع ب�همــة تتبــع تنفيــذ املنـ جـاه والنشــطة تال� بويــة‬
‫أ‬
‫لتــال فــإن فعــل التتبــع حــىت وإن ت� فإنــه ســيكون‬ ‫ي‬ ‫و�‬
‫ب‬ ‫هــا‪،‬‬ ‫ومناه‬
‫ج‬ ‫التخصصــات‬ ‫ميــع‬ ‫�‬
‫ج‬ ‫ب‬ ‫مــم‬ ‫غــر‬
‫ي‬ ‫ببســاطة‬ ‫نــه‬ ‫ل‬ ‫املتلفــة‪،‬‬ ‫خ‬
‫ً‬
‫مفرغــا مــن حمتــواه ومــن املعـ نـى احلقيـ ق يـى لفعــل املراقبــة‪ .‬بــل تتحــول املراقبــة إىل مراقبــة شــلية‪ ،‬ويكــون الناظــر ب�لفعــل‬
‫ً‬
‫موظفــا بر�ــا اتســع هل بعــض الوقــت إللقــاء نظــرة هنــا وهنــاك وخـ تـم هــذه الوثيقــة تال� بويــة أو تلــك‪ ،‬مــن غـ يـر أن يــدل ذلــك‬
‫أ‬
‫بعمــق عــى أن المــر ينــدرج ب�لفعــل ض�ــن فعــل خــاق لتتبــع تنفيــذ املنـ جـاه وال ـرب جام تال� بويــة‪.‬‬

‫‪259‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ئ‬ ‫ت‬
‫ـا� املرجــوة منــه ينبـ غ يـى أن يتحــى ب�ملرونــة الاكفيــة‬ ‫ولـ يـ� يشــتغل هــذا النســق بشــل طبيـ يـ� يــؤدي إىل �قيــق النتـ ج‬
‫الــت ي ت�كــن الناظــر مــن أن يفعــل الشــعب واملســالك ب�ملؤسســة‪ ،‬وأن يســتثمر مناقشــات وتوصيــات املج الــس التعليميــة‬
‫نخ ف‬ ‫ن ف‬
‫اال�ـراط ي� تنفيــذ املنـ جـاه‬ ‫واملج لــس تال� بــوي‪ .‬لــو تاف�ضنــا أن الناظــر ج�ــح ي� تعبئــة ج�ــود مخ تلــف املدرسـ ي نـ� وحفــزمه عــى‬
‫أد� مــن التحقــق‪ ،‬وال ينقهصــا بعــد ذلــك إال تعــاون‬ ‫وال ـرب جام فــإن هممتــه املتمحــورة حــول التتبــع ســتكون قــاب قوســن أو ن‬
‫ً‬
‫مكــون آخــر مــن مكـ نـو�ت نســق املراقبــة هــو املفتشــون‪ .‬حصيــح أن الناظــر معليــا ليــس هــو الرئيــس املبـ شـا� لملدرسـ ي نـ�‬
‫ف‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ف‬
‫احلــر� للنصــوص‬ ‫ي‬ ‫التطبيــق‬ ‫عــى‬ ‫إطالقــا‬ ‫يتوقــف‬ ‫ال‬ ‫نســاق‬ ‫ال‬ ‫هــذه‬ ‫مــن‬ ‫مــا‬ ‫نســق‬ ‫ــاح‬ ‫�‬ ‫ج‬ ‫ي� املؤسســة التعليميــة‪ ،‬ولكــن‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الت�ش يعيــة‪ .‬هــذه النصــوص ي ج�ــب أن تكــون إطــارا منظمــا لملمارســة املهنيــة‪ ،‬أي حمف ـزا عــى تفعيــل الثقافــة البيداغوجيــة‬
‫ً‬ ‫ف‬
‫ـدرس‪ .‬هنــا تصبــح املدرســة ب�لفعــل جمــاال للتعــم الفعــال والنشــيط وفضـ ًـاء الشــتغال‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫الوس‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫والنقــل الديداكتيـ يـ�‬
‫ث‬
‫النســق كتجربــة رائــدة لتطبيــق معطيــات العــم و� ـرات العقــل‪ .‬وتصبــح هــذه التجربــة يه القائــدة للتغيـ يـر واحملدثــة لرجــة‬
‫الفعــل تال� بــوي‪ ،‬وليــس العكــس‪.‬‬
‫ف‬
‫ـد� املؤسســة ي� معــل ن�ظرهــا‪ ،‬إذ يفـرت ض أن يكــون الناظــر هــو املســؤول عــن‬ ‫ي‬ ‫ليــس مــن الـرض وري إذن أن يتدخــل مـ‬
‫ت‬ ‫ض أ‬ ‫تنشــيط نســق املراقبــة واحملفــز عــى ت�قيــق مخ‬
‫ـص المــر مــن أجــل �قيــق ذلــك مواكبــة ت�ش يعيــة‪،‬‬ ‫رت ي‬ ‫ـ‬ ‫يقت‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ر�‬ ‫ب‬ ‫ـه‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫وظائف‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫تل‬
‫أ‬ ‫ن ف‬
‫ـور� ي� اقـرت اح ن�ــوذج املقاربــة ب�لنســاق يفـ ض تغيـ يـر ثقافــة التدبـ يـر نفهســا‪ .‬وحـ ولــو � تغيـ يـر‬
‫ت‬ ‫ىت‬ ‫ولكــن ذلــك ال يكـف ي ‪ .‬تصـ‬
‫وتتمـ يـم القوانـ ي نـ� فــإن ذلــك نإ�ــا ي�ــدث مــن أجــل ســد الثغـرات الـت ي تســتجد أو تســتدرك‪ ،‬ومــن أجــل مزيــد مــن إحــام‬
‫الســيطرة القانونيــة عــى الوضــع‪ ،‬وليــس ب�ل ـرض ورة مــن أجــل فســح املج ــال الشــتغال النســق والنمــوذج‪.‬‬
‫ئ‬ ‫ت‬ ‫ً‬ ‫أ‬
‫ـا� املنتظــرة‪،‬‬ ‫لننــا قــد نتوفــر فعــا عــى سج ــل حافــل مــن النصــوص والت�ش يعــات ومــع ذلــك ال نصــل إىل �قيــق النتـ ج‬
‫ث‬ ‫ف‬
‫اكر� عــى العالقــات‬ ‫التقــد� ينعكــس بشــل ي‬ ‫ي‬ ‫كبــر ي� فال�ــم وســوء‬ ‫بــل تكــون هــذه النصــوص نفهســا مثــار اختــاف ي‬
‫ال�اعــات والرصاعــات العقيمــة‪.‬‬ ‫واملمارســات املهنيــة ويدخلهــا ف� دوامــة ن ز‬
‫ي‬
‫مــن املمكــن أن نقــف أيضـ ًـا لنتأمــل ب� ق ي� مكـ نـو�ت هــذا النســق‪ ،‬مــع العــم أن وظيفــة احلراســة مــن أمه الوظائــف الـت‬
‫ي‬ ‫ق ق‬ ‫ف‬
‫تس ـهت لك ج�ــد واهـ تـامم املربـ ي نـ� ي� املؤسســات التعليميــة‪ .‬لنتأمــل ملفــو�ظ ي املهمتـ ي نـ� ر� ‪1‬و ر� ‪ ،5‬مــن همــام احلــارس العــام‬
‫للخارجيــة ‪:‬‬
‫‪ - 1‬تتبــع أوضــاع التالميــذ تال� بويــة والتعليميــة والســيكولوجية واالج�ت عيــة والصحية‪.‬‬
‫العامل� ت�ت شإ�افه ت أو�طـ يـرمه ومر ت‬
‫اقب�م‪.‬‬ ‫‪ - 5‬تنســيق أمعــال امللكفـ ي نـ� ب�هام احلراســة تال� بويــة ي ن‬
‫ق ف‬ ‫ق‬ ‫ف‬
‫لـ يـ� ينســجم �ــم امللفــوظ ر� ‪ ،1‬ي ج�ــب أن نضــع امللفــوظ ر� ‪ 5‬ي� االعتبــار‪ ،‬ولكــن هــل هنــاك ســياق فعـ يـ� ي�كننــا مــن‬
‫أ‬ ‫ً‬ ‫ت‬ ‫ق ف‬
‫أن نضــع امللفــوظ ر� ‪ 5‬ي� االعتبــار؟ ج�ــدر إالشــارة أوال إىل وجــود هــذا احلــرص ال كيــد عــى تبئـ يـر فعــل املراقبــة‪ ،‬بشــل‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫يـ نـم عــى وجــود ج�ــوة هائـ ةـ� بـ ي نـ� القانــون املنظــم لملهنــة وبـ ي نـ� ج�ربــة املمارســة الفعليــة‪ .‬ومــن املعلــوم أن لك حــارس عــام‬
‫للخارجيــة ملــزم ب�ــم القانــون ب� إل ش�اف عــى مــا ال يقــل عــن سـ تـامئة(‪ )600‬مــن املتعملـ ي نـ� واملتعملــات‪ ،‬وأنــه ب�لنظــر إىل‬
‫ـو�‬ ‫ن‬ ‫ت‬
‫ـال فإنــه يشــتغل ب�فــرده‪ .‬وال تســتطيع وزارة ال� بيــة الوطنيــة أن توفــر العــدد املطلــوب امم يســميه النــص القانـ ي‬ ‫الوضــع احلـ ي‬

‫‪260‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬
‫ـدرس ي� تغـ يـر مســتمر‪ ،‬وحركيــة املوظفـ ي نـ� ال ت�ــدأ امم ي�ــدد‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫تم‬ ‫فاملج‬ ‫ـت‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫حرص‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ل‬‫و‬ ‫ـة"‬‫ـ‬ ‫بوي‬ ‫"امللكفـ ي نـ� ب أ�معــال احلراســة ت‬
‫ال�‬
‫ي‬
‫اســتقرار ن�ــوذج املنتــوج تال� بــوي الــذي ت�اهــن عليــه املدرســة واملج تمــع‪ .‬هــل مــن املمكــن أن يســتقل �ــوذج احلراســة بقـراره‬
‫ن‬
‫الــاص ض�ــن نطــاق نســق املراقبــة املوســع؟ هــذا مــا نؤســس هل ب�يــث ي�كــن للحــارس العــام أن يشــتغل مــع‬ ‫تال� بــوي خ‬
‫ت‬
‫ـرع و�فـ ي زـ�ه‬ ‫ـدرس الفـ ي‬
‫تعبئــة املج تمــع املـ ي‬ ‫ـط�م‪ .‬عندمــا يتمكــن احلــارس العــام مــن‬ ‫جممــوع املتعملـ ي نـ� الــذي يتتبهعــم وبواسـ ت‬
‫ف‬ ‫نخ ف‬ ‫أ‬
‫واال� ـراط ي� مخ تلــف املشــاريع املدرســية‪ ،‬ب�ــا ي� ذلــك املواظبــة عــى بنــاء مـ شـروع‬ ‫عــى القيــام ب�ختلــف الدوار واملهــام‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫وكفا�تــه‪ ،‬ي� تلــك الثنــاء يكــون مكــون احلراســة قــد بــدأ يشــتغل‪ ،‬وهــو مــا ســينعكس بشــل كبـ يـر عــى نســق‬ ‫التعملــات ي‬
‫أ‬ ‫ً‬
‫املراقبــة‪ ،‬الــذي مــن الــرض وري أن تنخــرط فيــه أيضــا ن‬
‫مكــو�ت فرعيــة متنوعــة‪ :‬الشــعب واملســالك واملج الــس والنديــة‬
‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬
‫فــرع ض�ــن نســق‬ ‫ي‬ ‫مككــون‬ ‫العامــة‬ ‫اســة‬‫ر‬ ‫احل‬ ‫تســتطيع‬ ‫هــل‬ ‫هــا‪.‬‬‫وغ�‬‫ي‬ ‫دارة‬ ‫وال‬
‫إ‬ ‫والنظــارة‬ ‫همــات‬ ‫وال‬ ‫ء‬ ‫�‬‫ب‬ ‫وال‬ ‫ليــاء‬‫و‬ ‫ال‬ ‫جو�عيــة‬
‫ن‬ ‫ف‬
‫املراقبــة أن تع ـبئ ج�ــود مخ تلــف هــؤالء الفاعلـ ي نـ�؟ هــذا هــو الســؤال الــذي ينبـ غ يـى أن نبــدأ منــه ي� مســى تطـ يـو� �ــوذج‬
‫ث‬ ‫ئ‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫ـد�ت ال ـت ي يف ـرت ض أن‬ ‫ـا� والتدبـ يـر ب�ملؤسســات التعليميــة‪ � .‬مــا يه التحـ ي‬ ‫املقاربــة ب�لنســاق‪ ،‬مــن أجــل جــودة ي� النتـ ج‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫الــواب عــن هــذا الســؤال نق ـرت ح اســتفادة احل ـراس العامـ ي نـ� مــن‬ ‫تع ـرت ض ج�ــود احلراســة العامــة ي� هــذا الســياق؟ ي� ج‬
‫ـو� الــذي ي خ�ضــع هل هــؤالء حــول‬ ‫ـو� خــاص‪ ،‬ف ي� هــذا الســياق‪ .‬ســيكون هممـ ًـا بــا شــك أن يتمحــور جــزء مــن التكـ ي ن‬ ‫تكـ ي ن‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫أمعــال البحــث والتجريــب املرتبطــة ب�شــال أجـرأة وتفعيــل وتنشــيط نســق املراقبــة‪ ،‬ولك فعــل ت� بــوي ينخــرط ي� ديناميــة‬
‫هــذا التجريــب ســيعمل عــى تطـ يـو� ن�ــوذج النســق‪.‬‬

‫‪ - 2 - 4‬نسق املراسلة‬
‫وال�اســل ال ي خ�ــص فقــط عالقــة املؤسســة‬ ‫يدخــل تال�اســل‪ ،‬بشــل عــام ض�ــن نطــاق فاعليــة التواصــل والتفاعــل‪ .‬ت‬
‫ً‬ ‫ـار�‪ ،‬ب�ــا ف� ذلــك ت‬
‫الارجيــة السـ يـام للــوزارة الوصيــة‪ ،‬بــل ي خ�ــص أيضــا‬ ‫والهويــة خ‬ ‫ج‬ ‫عالق�ــا ب�ملصــاحل إالقليميــة‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ب�حيطهــا خ‬
‫الـ ج‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫بنيــة التواصــل عــى املســتوى الداخـ يـ�‪ ،‬أي التواصــل والتعالــق بـ ي نـ� مخ تلــف النســاق الفرعيــة والعامــة‪ .‬ونطــرح ي� هــذا‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫ـار� وتقييــد املعلومــات ي� الســجالت؟ مــا المهيــة‬ ‫ي‬ ‫ـال‪ :‬ملــاذا ت�ــس احلاجــة ي� املدرســة إىل كتابــة التقـ‬ ‫الســياق الســؤال التـ ي‬
‫ً ً‬ ‫أ‬
‫الـت ي تكتسـ يـها أمعــال التوثيــق؟ إذا اكن الغــرض هــو ت�مـ ي نـ� احمليــط املبـ شـا� لملمارســة املهنيــة‪ ،‬ب�يــث يكــون حميطــا سـ يـل� مــن‬
‫ً‬ ‫ف‬ ‫أ‬ ‫الناحيــة إالداريــة ي خ‬
‫الســيمة فــإن هــذا النســق ســيظل ي� حــدود العالقــات احملــددة ســلفا‬ ‫و�لــو امم يســى الخطــاء املهنيــة ج‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫مخ‬
‫ـر�‪- ،‬وأحيـ نـا�‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫بش‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫ينضب‬ ‫أن‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫�‬ ‫ج‬ ‫ي‬ ‫ـياق‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫�‬ ‫�ش‬
‫ب�وجــب تلــف النصــوص الت يعيــة‪ .‬وهكــذا‪ ،‬فــل فعـ ٍـل ي‬
‫وي�ــك ديناميــة‬ ‫ـو� نفســه‪-‬إىل م ـزاج املمارســة إالداريــة‪ ،‬وهــو أمـ ٌـر ي�هــق هــذه املمارســة نفهســا ن‬ ‫بشــل يشــوه النــص القانـ ن‬
‫ً‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫النســق‪ .‬مــن هــو الرئيــس املبـ شـا� للحــارس العــام ي� ث�نويــة ت�هيليــة مثــا؟ اكن مــن شــأن إالجابــة عــن هــذا الســؤال أن‬
‫ً‬ ‫والــ�اع ئ‬
‫القــا� حــول ف‬ ‫نيــه النقــاش احلــاد ن ز‬
‫والهــة الــت ي تطلبــه‪ .‬لكــن املشــل أيضــا ال يمكــن‬ ‫اليــوم"‪ ،‬ج‬ ‫ي‬ ‫"التقــر�‬
‫ي‬ ‫ــوم‬ ‫م�‬ ‫ف ي‬
‫ً‬ ‫ن‬
‫يشــر رصاحــة أن الناظــر يقــوم بتتبــع أمعــال‬ ‫القانــو� املنظــم لملمارســة املهنيــة‪ ،‬فاملرســوم املشــار إليــه ســابقا ي‬ ‫ي� النــص ئ ي‬
‫ق‬ ‫ت‬
‫املوظفـ ي نـ� القا�ـ ي نـ� ب�هــام العمــل ال� بــوي وتنســي�ا ‪ .‬ومعـ نـى هــذا أنــه يقــوم بتنســيق أمعــال احلـراس العامـ ي نـ�‪ ،‬وهــو مــا يعـ ن يـ�‬
‫ـاس لتفعيــل ديناميــة نســق املراسـ ةـ�‪ .‬غـ يـر‬ ‫ـ‬ ‫أس‬ ‫ـاح‬‫أيضـ ًـا أنــه ليــس فقــط الرئيــس املبـ شـا� للحــارس العــام‪ ،‬ولكنــه أيضـ ًـا مفتـ ٌ‬
‫ف‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ش‬
‫أنــه مــن جو�ــة نظــر إداريــة رصفــة‪ ،‬فــإن رئيــس املؤسســة هــو وحــده الرئيــس املبــا� لملوظفـ يـ�‪ ،‬والــذي ي ج�ــوز هل ي� هــذا‬

‫‪261‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ـال الســابقة‪ ،‬وح ـىت لــو تاف�ضنــا‬ ‫الســياق مــا ال ي ج�ــوز لغـ يـره‪ ،‬فو� مقدمــة ذلــك توجيــه واســتقبال املراســات‪ .‬فو� هــذه احلـ ة‬
‫يأ أ‬ ‫ي‬
‫ـد� فــإن النســق ســيصيبه العطــب‪ ،‬لن المــر ال ينطــوي عــى جمــرد االنضبــاط‬ ‫ـوم لملـ ي‬ ‫أن احلــارس العــام ينجــز التقـ يـر� اليـ ي‬
‫آ‬
‫لســلطة الرؤســاء واح ـرت ام التسلســل إالداري بــل ي�تبــط ب�ليــات تفعيــل ديناميــة النســق‪ ،‬امك شأ� ن�‪.‬‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫وإذا تصـ ن‬
‫االنضبــاط إالداري املتحجــر فإنــه ي�كــن ي� نفــس‬ ‫أ‬ ‫ـأة‬
‫ـ‬ ‫وط‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫�‬ ‫ـور� أنــه ي�كــن انتشــال املمارســة املهنيــة مــن‬
‫ً‬
‫ـار� أيضــا‪ ،‬لنــه ف� هــذه احلـ ة‬ ‫الوقــت أن نتصــور اســتعمال هــذه الديناميــة ف� تال�اســل خ‬
‫ـال كذلــك أليــس ث�ــة مــا ي�نــع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الـ ج‬ ‫ي‬
‫الهويــة‪:‬‬ ‫اكد�يــة ج‬‫وال ي‬ ‫ن‬ ‫مخ‬ ‫ن‬ ‫ة‬
‫املد� يــة إالقليميــة أ‬
‫مــن أن يقـ يـم الناظــر عالقــة بنــاءة وفعــال وديناميــة بينــه وبـ يـ� تلــف مكــو�ت ي‬
‫ســيحتاج الناظــر ب�ســتمرار إىل أمــور مــن قبيــل‪ :‬تعديــل خ‬
‫الريطــة املدرســية مــن خــال تقليــص عــدد القســام أو توســيهعا‪،‬‬
‫ـادر� مــع بدايــة لك ســنة دراســية‪ ،‬احلاجيــات‬ ‫ـد� واملغـ ي ن‬ ‫افتتــاح شــعب ومســالك جديــدة ب�لنظــر إىل حركيــة التالميــذ الوافـ ي ن‬
‫التجهــ�ات والوســائل‬ ‫يز‬ ‫مــن املــوارد الب�ش يــة ب�لشــل الــذي يســمح هل ب إ�عــداد جــداول احلصــص واســتعماالت الزمــن‪،‬‬
‫التدب� يــة إىل توفــره قبــل مبـ شـا� أة أمعــاهل‬ ‫ت‬
‫وغ�هــا امم �ــس حاجتــه ي‬ ‫التعليميــة ب�لشــل الــذي يتيــح تطبيــق ال ـرب جام واملنـ جـاه‪ ،‬ي‬
‫ـد� املؤسســة‪ ،‬بــل نظــام تال�اســل إالداري ب�متــه أن يســمح هــذا النظــام نفســه ب�ن يقـ يـم‬ ‫ـيض� مـ ي‬ ‫وبــدء نشــاطه‪ .‬ومــا الــذي سـ ي‬
‫ت‬
‫الهــات ال ـت ي �كنــه مــن تدبـ يـر حاجياتــه‪ ،‬أي حاجيــات املؤسســة؟ الــذي ســيت�ض ر‬ ‫الناظــر جســور التواصــل مبـ شـا�ة مــع ج‬
‫ف‬
‫ـ�ء للنســق فقــط‪ .‬إلغــاء بنيــة هــذا االنضبــاط شــبيه ب إ�لغــاء نظــام العبوديــة ي� املج تمعــات‬ ‫ي‬ ‫هــو بنيــة التحــم واالنضبــاط املـ‬
‫ف‬
‫تدب� يــة أكـ ثـر امم ي�تــاج إىل نصــوص وقوانـ ي نـ� ت�ش يعيــة‪ ،‬فـ ي املج تمعــات احلديثــة لــن يكــون للــرق‬ ‫القد�ــة‪ ،‬ي�تــاج إىل ثقافــة ي‬
‫ي‬
‫ت‬
‫أيــة قاعــدة شــعبية وأيــة قيمــة ح ـىت ولــو � تدعـ يـم إرســائه ب�لقوانـ ي نـ�‪.‬‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫ـور� لتدعـ يـم آليــات املمارســة النســقية تقــوم ي� نفــس الوقــت عــى عــدم اع ـرت اض ســبيل ديناميــة النســاق العامــة‬ ‫تصـ ن‬
‫وبي�ــا وبـ ي نـ� مخ تلــف‬ ‫مكو� ت�ــا‪ ،‬عــى صعيــد احليــاة املدرســية داخــل املؤسســة‪ ،‬ن‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫والعالقــات املف ـرت ض أن تنشــأ بـ ي نـ� مخ تلــف ن‬
‫التحض� يــة‪،‬‬
‫ي‬ ‫والهويــة والوطنيــة إذا اقتـ ضـى المــر‪ ،‬امك هــو احلــال ب�لنســبة ملراكــز القســام‬ ‫التدب� يــة إالقليميــة ج‬ ‫البنيــات ي‬
‫ف‬
‫ـال‪ .‬وهــو تصـ ٌـور ممكــن الوقــوع غـ يـر متعــذر ال ي� ظــل النصــوص الت�ش يعيــة احلاليــة‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـ�‬ ‫ومؤسســات ت�ضـ يـر �ش ــادة التقـ ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫الاريــة‪ .‬ولكــن هــل يقبــل املفتــش أن ي ز�ور املؤسســة لتــدارس أمــور شــعبة أو مســلك أو حـىت‬ ‫وال ي� ظــل حركيــة إالصــاح ج‬
‫قضيــة آ أســتاذ أ بعينــه أو أب� ن� جم خــاص أو نــدوة ت� بويــة بنــاء عــى اتصــال الناظــر؟ هــل يتــرف احلــارس العــام ب�لتواصــل‬
‫ً‬
‫مــع ال ب�ء والوليــاء والســاتذة املصاحبـ ي نـ� مثــا‪ ،‬مــن جو�ــة نظــر احلراســة العامــة ال غـ يـر؟ ومــا يه صالحيــات منسـ ق يـى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ـام للشــعب‪ ،‬امك لــو اكنــت أيضــا أنســاقا فاعـ ةـ� ومتفاعـ ةـ�؟ وملــاذا يلــزم أن يكــون‬ ‫الشــعب ال ـ ي تســمح هلــم ب�لتدبـ يـر الدينـ ي‬
‫ت‬
‫المعيــات املدرســية؟‬ ‫رئيــس املؤسســة هــو رئيــس مخ تلــف ج‬

‫‪ - 3 - 4‬نسق احملاسبة والتقويم‬


‫ً‬ ‫ف‬
‫مــن ي�اســب مــن ي� املدرســة؟ وملــاذا ت�ــس احلاجــة أيضــا إىل إج ـراءات احملاســبة؟ ومــا مخ تلــف أشــال احملاســبة؟‬
‫ف‬ ‫ـز� واملؤسسـ ت‬ ‫الـ ئ‬ ‫هــل التقـ ي‬
‫ـا� جــزء مــن نســق احملاســبة؟ حصيــح أن الــذي يقفــز إىل الذهــن ي� هــذا إالطــار يه احملاســبة‬‫ي‬ ‫ي‬ ‫ـو� ج‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫املاليــة‪ ،‬مــن خــال �ديــد أوجــه وحيثيــات رصف مخ تلــف بنــود ي ز‬
‫امل�انيــة املرصــودة لملؤسســة‪ ،‬لكــن ذلــك ال يشــل ي�‬
‫ً‬
‫الواقــع ســوى مكـ نـو� مــن مكـ نـو�ت أخــرى بر�ــا أكـ ثـر أمهيــة‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ً‬
‫يو�ــه الرئيــس‬ ‫ـام أيضــا‪ ،‬إن االستفســار الــذي قــد ج‬ ‫ـو� بشـ ًـل دينـ ي‬ ‫مــا نتصــوره هــو أن يشــتغل نســق احملاســبة والتقـ ي‬
‫ف‬
‫إىل مرؤوســه ي� املؤسســة ال ي ج�ــب النظــر إليــه ب�عتبــاره عقـ بـا� أو ســوء نيــة‪ ،‬وال ي ج�ــب أن تكــون هل تداعيــات ســلبية عــى‬
‫ت ً‬ ‫وغــر ش‬ ‫العالقــات إالنســانية ش‬
‫املبــا�ة‪ .‬إذ‪ ،‬مــا القصــد مــن االستفســار �ديــدا؟ القصــد هــو توثيــق حلظــة مــن‬ ‫ي‬ ‫املبــا�ة‬
‫أ‬
‫حلظــات إالخــال املف ـرت ض ب�لواجــب‪ .‬وال �ش ي ء يــدل ح ـىت تلــك اللحظــة أن الــذي يوجــه االستفســار عــى حــق‪ ،‬لن رد‬
‫أ‬ ‫ً‬ ‫ـردا ن‬ ‫ً‬ ‫ف‬ ‫املسـ َ‬
‫وإ�ــا ب�عتبــاره مســؤوال عــن ضبــط نســق مــا مــن هــذه النســاق‬ ‫ـتفس قــد ي ج�عــه ي� موقــع قــوة‪ ،‬ليــس ب�عتبــاره فـ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫العامــة ال ـت ي قــد تتفاعــل إىل حــد الـ ن زـ�اع أحيـ نـا�‪ .‬ولذلــك فــإن االستفســار ي�كــن أن يوجــه أيضــا مــن املــرؤوس إىل رئيســه‪.‬‬
‫ف‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫تقو�ــه عــن حصــوهل عــى نقطــة ســلبية‪ ،‬ي� فــرض مــا مــن فــروض‬ ‫ي‬ ‫ونفــس ال ـش ي ء يقــال أيضــا بصــدد تمليــذ قــد يتمخــض‬
‫ن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مثــا‪ .‬ث�ــة مدرســون ي�اســبون ت‬ ‫ً‬
‫االمتحــا�ت‬ ‫عســرا‪ ،‬وينظــرون إىل أوقــات‬ ‫حســا� ي‬ ‫ب‬ ‫تالمذ�ــم ب�لفعــل‬ ‫املراقبــة املســتمرة‬
‫ض‬
‫والفــروض ب�عتبارهــا مناســبات مثاليــة للتعبـ يـر عــن امتالهكــم لســاح املعرفــة واحتــارمه فلل�ــم‪ .‬إنــه أحــد املظاهــر الوا�ــة‬
‫ف‬ ‫خ‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫ـد� ي� هــذا‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ج‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫أن‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـورة‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫ـغ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫التعمل‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫بن‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـلبية‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـاته‬
‫ـ‬ ‫وانعاكس‬ ‫‪،‬‬ ‫ـو�‬ ‫ـ‬ ‫التق‬ ‫ـداف‬ ‫ـ‬ ‫أه‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫�‬ ‫لســوء‬
‫ف‬
‫الشــأن أن نشـ يـر إىل بعــض مظاهــر احملاســبة‪ ،‬ي� املؤسســة التعليميــة‪:‬‬
‫ف‬
‫‪ -‬تال�قيــة‪ :‬يســتفيد املدرســون وغـ يـرمه مــن املوظفـ ي نـ� العاملـ ي نـ� ي� املؤسســات التعليميــة مــن نظــام تال�قيــة‪ ،‬عــى امتــداد‬
‫أ‬ ‫ً‬ ‫مســارمه املهـ نـ�‪ .‬وعــى الـ غـر� مــن أن تدبـ يـر املــوارد الب�ش‬
‫ـال‪ ،‬لن للعنــر البـ شـري‬ ‫ثي‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـر‬‫ي‬ ‫ـ‬ ‫التدب‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫ز‬ ‫ـ‬ ‫يتج‬ ‫ال‬ ‫ـزءا‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫يع‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ت ي‬
‫ت‬ ‫ت‬
‫تلكفــة �ســب بدقــة إال أن هــذا النــوع مــن التدبـ يـر تع� يــه الكثـ يـر مــن مظاهــر اهلــدر‪ .‬إذ ليســت �ــة معايـ يـر واقعيــة ج�ــري‬
‫ـار� التاليـ ي نـ�‪:‬‬ ‫ـتغل� ب�هــن تال� بيــة‪ ،‬والدليــل عــى ذلــك اعـ تـامد املعيـ ي ن‬ ‫عــى أســاهسا معليــة ت�قيــة املدرسـ ي نـ� واملشـ ي ن‬
‫ش‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫‪ -‬أ‪ -‬األقدمي��ة‪ :‬إذ ت�نــح للقدميــة الكثـ يـر مــن مظاهــر االعتبــار‪ ،‬ســواء ي� صــورة منــح نقــط جزافيــة ت�كــن مــن الـرت �‬
‫ش‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫تلل�قيــة ي� الدرجــة والرتبــة‪ ،‬أو ي� املــدة ال�ض وريــة ملــا يســى ب�لتســقيف‪ ،‬حيــث يســتفيد امل ـرت � مــن تال�قيــة بشــل يآل‬
‫ـا�‪.‬‬ ‫ئ‬
‫وتلقـ ي‬
‫ً‬
‫‪ -‬ب‪ -‬التجدي��د واالبت��كار‪ :‬وإذا اكن املعيــار الســابق يبــدو جمحفــا ب�ــق االســتحقاق الــذي ال ي�كــن أن ي�تبــط ب�لـرض ورة‬
‫ً‬
‫ب�جــرد مرامكــة ســنوات املمارســة املهنيــة‪ ،‬فــإن ذلــك ال يعـ ن يـ� أيضــا أن التجديــد واالبتــار هــو احلــل البديــل ملعضـ ةـ� تال�قيــة‪،‬‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫أ‬
‫لنــه ليــس مــن الهســل �ديــد جوانــب التجديــد واالبتــار الـت ي ي�كــن أن تتعلــق ب�ــا املمارســة املهنيــة‪ ،‬ي� ســياق يعــد جمــرد‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫نً ض أ‬ ‫ن ً‬
‫ـص المــر إذن �ديــد مخ تلــف النشــطة واملهــام والمعــال الـت ي ي�كــن أن‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫يقت‬ ‫‪.‬‬ ‫ـا�‬
‫ـ‬ ‫أحي‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫التنوي‬ ‫ـتحق‬ ‫ـ‬ ‫يس‬ ‫ا‬ ‫القيــام ب�ملهــام جإ�ــاز‬
‫ف‬
‫والــودة‪ .‬مثــل‬ ‫تدخــل ض�ــن نطــاق التجديــد أواالبتــار‪ ،‬والـت ي تنــدرج ب�لفعــل ي� سـ يـرورة التطـ يـو� املســتمر لملمارســة املهنيــة ج‬
‫ف‬ ‫ض‬
‫ـا� إلعــداد مشــاريهعم الـت ي بقــدر‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫والوق‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫للعم‬ ‫ـوا�‬ ‫هــذا التحديــد أمـ ٌـر ض�وري لنــه ســيمنح لملمارسـ ي نـ� إالطــار الـ‬
‫ـال تلل�قيــة‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫لت‬ ‫و�‬
‫ب‬ ‫ـار‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫بت‬ ‫ال‬ ‫وا‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫للتجدي‬ ‫ـر‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ومعاي‬ ‫ات‬ ‫ـؤ�‬‫مــا ســتصبح مشــاريع لتطــو� املمارســة‪ ،‬امك شأ� ن� ســتصبح أيضـ ًـا مـ ش‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ًف‬ ‫ـو�‪ :‬يســامه النســق العــام لـ إـ�دارة تال� بويــة ف ي� جوانــب حمــددة مــن التقـ ي‬ ‫‪ -‬التقـ ي‬
‫ـو�‪ .‬فنســق املراقبــة مثــا ي� املؤسســات‬
‫ف‬
‫الثانويــة مســؤول عــن نقطــة املواظبــة والســلوك‪ .‬ولكــن إىل أي حــد تعت ـرب هــذه النقطــة مندرجــة ب�لفعــل ي� ســياق خلــق‬
‫ئ‬
‫الـ شـروط املال�ــة لبنــاء التعملــات ي‬
‫وتقو�هــا؟‬

‫‪263‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ببــاد� تتجــى ي� كــون‬‫تدبــر املؤسســات التعليميــة ن‬ ‫ي‬ ‫معضــ� أساســية ي� ســياق‬ ‫ة‬ ‫‪ -‬احملاســبة املاديــة واملاليــة‪ :‬ث�ــة‬
‫ً ً‬
‫الانــب التقـ ن يـ� مــن نســق احملاســبة املاديــة واملاليــة يــاد يكــون منفصــا ت�امــا عــن نســق إالدارة تال� بويــة‪ .‬فاملقتصــد أو‬ ‫ج‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ـ� إىل إدارة أخــرى غـ يـر إدارة املؤسســة ال ـت ي يشــتغل‬ ‫ـون ي� املؤسســات الثانويــة يتـ فـرف ي� الغالــب امك لــو اكن ينتـ ي‬ ‫املمـ‬
‫يف�ــا‪� .‬ــة اممرســات همنيــة وأع ـراف ي� التسـ يـي� رامكــت واقــع عــدم االنســجام احلاصــل بـ ي نـ� جمموعــة مــن مكـ نـو�ت النســق‪.‬‬ ‫ث‬
‫والتعلــم العمــوم نفســه يقــ� املصــاحل االقتصاديــة ب�ملؤسســات مــن ت‬
‫االنــامء إىل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الــاص ب�ؤسســات تال� بيــة‬ ‫فاملرســوم خ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ـو� ب�عتبــاره نســقا ديناميــا ي ج�ــب أن تتعــاون أنســاقه الفرعيــة‬ ‫نســق إالدارة تال� بويــة ‪ .‬ولـ يـ� يشــتغل نســق احملاســبة والتقـ ي‬
‫ف‬ ‫إنفا�ــا‪ ،‬واحلاكمــة ف� التدبـ يـر إالداري ت‬ ‫ق‬
‫وال� بــوي ب�ــا ي� ذلــك حســن إعــداد جــداول‬ ‫ي‬ ‫ج�يهعــا‪ .‬توفـ يـر املــوارد املاليــة تو�شــيد‬
‫ت‬
‫ـال‪ ،‬و�فـ ي زـ� املدرسـ ي نـ� تو� تقي�ــم عــى‬ ‫ـو� التكويـ ن يـ� إ‬
‫وال ج�ـ ي‬ ‫اليــد للتقـ ي‬ ‫احلصــص واســتعماالت الزمــن والقاعــات‪ ،‬والتدبـ يـر ج‬
‫الــروط خ‬
‫الاصــة‬ ‫حصيــح أن لــل نســق فــرع ش‬ ‫ينبــى أن تكــون مؤطــرة ب�لتعاضــد الــرض وري‪ٌ .‬‬ ‫غ‬
‫ي‬ ‫معايــر االســتحقاق أمــور ي‬ ‫ي‬
‫إلنتــاج اممرســاته‪ ،‬ولكــن مــن غـ يـر انفصــال عــن بنيــة النســق العــام‪.‬‬

‫‪ - 4 - 4‬نسق املشاورة‬
‫والداري لملؤسســات التعليميــة ‪ .‬وقــد أدرجنــا‬ ‫ـا� مــن آليــات التأطـ يـر والتدبـ يـر تال� بــوي إ‬ ‫تشــل املج الــس الفــرع الثـ ن‬
‫ـميا�ا ض�ــن هــذا النســق الــذي مسينــاه نســق املشــاورة‪ .‬حصيــح أن تخ‬ ‫ي‬
‫ا�ــاذ ق ـرار‬ ‫املج الــس املدرســية ب�ختلــف أنواهعــا وتسـ ت‬
‫ً‬
‫ـار� يـ تـم الرجــوع يإل�ــم والركــون إىل آر ئا�ــم احلامســة أحيـ نـا�‪ ،‬ولكــن‪ :‬هــل تشــل‬ ‫مــا ي�تــاج إىل وجــود مستشــار أو مستشـ ي ن‬
‫ت‬
‫املج الــس ب�لفعــل بنيــات لالستشــارة؟ وهــل مــن شــأن هــذه االستشــارة أن �قــق دمقرطــة الشــأن تال� بــوي‪ ،‬امك يســى إىل‬
‫ف‬
‫ذلــك صانعــو الق ـرار‪ ،‬ي� هــذا الســياق؟ لقــد بينــت املمارســة أن هــذه املج الــس بــدل أن تكــون ب�لفعــل بنيــات للتأطـ يـر‬
‫ن ن‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ف تخ‬
‫ـر� لال�ـراف‬ ‫ـد� االستشــارة واملســاعدة ي� ا�ــاذ القـرار احملـ يـ� نفإ�ــا �يــد عــن ذلــك‪ ،‬يو�كــن أن �ــدد مظهـ ي‬ ‫والتدبـ يـر وتقـ ي‬
‫ف‬
‫ي� هــذا الســياق‪:‬‬
‫ف‬ ‫‪ -‬احلـ ة‬
‫الد�وقراطيــة ي� احليــاة السياســية‬ ‫ـال الـت ي تشــتغل يف�ــا املج الــس ب�عتبارهــا بــؤرة ملقاومــة التغيـ يـر‪ :‬وامك أن اممرســة ي‬
‫أ‬ ‫�ش‬ ‫تخ‬
‫ـول ب�ســباب وذرائــع مخ تلفــة‪،‬‬ ‫ض‬
‫قــد تع� ي�ــا أ أخطــاء فادحــة �ــرج ب�ــا إىل نــوع مــن الفــو�‪ ،‬وتنقلــب إىل دكتاتوريــة وحــم ـ ي‬
‫ت‬
‫للتعبــر عــن االختــاف‬ ‫فضــاء ي‬ ‫فكذلــك المــر ب�لنســبة لملجتمــع املــدرس‪ .‬فقــد وجــدت املج الــس ليــس فقــط ب�عتبارهــا ً‬
‫ز‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ً ي ً‬ ‫ً‬
‫واممرســته‪ ،‬ولكــن أيضــا ب�عتبارهــا نســقا ديناميــا ينخــرط ي� مســار تطـ يـو� املمارســة جو�ويدهــا‪ .‬غـ يـر أن الكثـ يـر مــن ال�اعــات‬
‫ت ف‬ ‫ف‬
‫وبني�ــا ي� املؤسســات‬ ‫ي� املؤسســات التعليميــة تندلــع مــن رمح هــذه املج الــس نفهســا‪ ،‬وذلــك عالقــة بطبيعــة القيــادة‬
‫ت‬ ‫ئ‬ ‫ن‬ ‫التعليميــة بشــل عــام‪ .‬ي�ــاول رئيــس املؤسســة أن ي�ــارس القيــادة مــن منطلــق ش�عيــة‬
‫"التعيـ يـ�"‪ ،‬وحج ــة "الر�ســة" ال ـ ي‬
‫ـود� واملـ ثـؤ� ي ن�‪.‬‬
‫ال� والوقــع املنشـ ي ن‬ ‫يكفلهــا هل القانــون‪ .‬ولكنــه ال يســتطيع ف ي� الواقــع أن يشــتغل ب�يــث يكــون لفعــل قيادتــه أ ث‬
‫ً‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ف ـف ي كثـ يـر مــن الحيــان تتحــول املج الــس إىل قــوة ضغــط منظمــة ملقاومــة التغيـ يـر‪ .‬ويصبـ ُـح المــر اكرثيــا عندمــا تتنــازل‬
‫ط مــن التعــاون والتــآزر عــى تفــادي الصــدام‬ ‫القيــادة طوعـ ًـا عــن جــزء مــن ش� ت‬
‫عي�ــا ف ي� إحــداث التغيـ يـر‪ ،‬ويبــدأ مسـ ٌـار خــا ئ‬
‫ف‬
‫والعيــش املش ـرت ك ي� بيئــة همنيــة ال ثأ� يف�ــا للتغيـ يـر احلقيـ ق يـى‪ ،‬وال وقــع يف�ــا لتطـ يـو� املمارســة وبلــورة ج‬
‫الــودة‪.‬‬

‫‪264‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ـال الـت ي تشــتغل يف�ــا املج الــس ب�عتبارهــا أداة للضغــط والتطويــع‪ :‬فـف ي أحيــان أخــرى توظــف املج الــس لتطويــع‬ ‫‪ -‬احلـ ة‬
‫ـدرس وتوســيع االستشــارة وإعنــاء النقــاش‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ار‬‫ر‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫لدمقرط‬ ‫ـذ� ن خ�تلــف مهعــم‪ .‬وعــوض أن تكــون وســيلة‬ ‫أال شخ�ــاص الـ ي ن‬
‫ي‬
‫وقــوة تاق�احيــة ت�تـ ق يـى بكفــاءة نســق التدبـ يـر احملـ يـ� نفإ�ــا تصبــح ب�لنســبة لرئيــس املؤسســة الــذي يتقمــص �صيــة القائــد‬
‫شخ‬
‫ـؤ�ات الـت ي ي�كــن أن‬ ‫ـال‪ :‬ال تصبــح لملبــادئ واملعايـ يـر واملـ ش‬ ‫الفــرد وســيلة لالســتقواء قو�ــر املعارضـ ي نـ� خ‬
‫والصــوم‪ .‬ف� هــذه احلـ ة‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫وال� بــوي املعقلــن أيــة أمهيــة‪ ،‬بــل يصبـ ُـح التفــامه بصــدد خنــق أالصــوات خ‬
‫املتلفــة أولويــة‪.‬‬ ‫عل�ــا التدبـ يـر إالداري ت‬ ‫ي�تكــز ي‬
‫ق أ‬
‫وإننــا ال نســتبعد وجــود حــاالت أخــرى‪ ،‬بــل إن اشــتغال هــذا النســق مــن خــال تعاونــه مــع ب� ي� النســاق يه‬
‫ت‬ ‫ن ف‬
‫اختصاصا�ــا لفائــدة هــذا‬ ‫و� ســياق ذلــك فــإن تفويــض القيــادة لبعــض‬ ‫ي‬ ‫الصــورة النموذجيــة الــت ي ن�وم الدفــاع ع�ــا‪.‬‬
‫أ‬
‫ـرع أو ذاك أمـ ٌـر عــى جانــب كبـ يـر مــن المهيــة‪ ،‬بـ شـرط أن يـ تـم ذلــك مــن منطــق التعاضــد الفعـ يـ� وليــس مــن‬ ‫النســق الفـ ي‬
‫خــال االب ـتز از والتطويــع‪.‬‬

‫‪ - 5 - 4‬نسق املساعدة‬
‫ً‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫مــاذا نقصــد ي� هــذا الســياق بنســق املســاعدة؟ أليســت لك هــذه النســاق صــورا مخ تلفــة لفعــل املســاعدة؟ أمل ننطلــق‬
‫أ‬
‫مــن اف ـرت ض قيــام مخ تلــف هــذه النســاق عــى مبــدأ التعاضــد واملســاعدة والتعــاون؟ ن�وم التأكيــد ب�لنســبة هلــذا النســق‬
‫ف ن‬
‫وه أنشــطة تتعــاون ي� جإ�ازهــا أنســاق فرعيــة‬ ‫ـة‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫ملوازي‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ـادة‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫توص‬ ‫عــى أالمهيــة ال ـت تكتسـ يـها مخ تلــف أالنشــطة ال ـت‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ش ـىت نم�ــا‪:‬‬
‫ت ً‬ ‫ف‬
‫‪ -‬النــوادي املدرســية‪ :‬لــو حص أن ينخــرط ج�يــع تالميــذ املؤسســة ي� مخ تلــف النــوادي املدرســية لشــل ذلــك �ــوال‬
‫ً أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ً‬
‫و� نســق املراقبــة أيضــا‪ .‬لنــه مــن شــأن ذلــك أن ي خ�فــف الضغــط عــن تنــوع‬ ‫ي‬ ‫ـذر� ليــس فقــط ي� بنيــة هــذا النســق‪ ،‬بــل‬ ‫جـ ي‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ً‬
‫أفعــال املراقبــة وتداخلهــا‪ .‬ولكــن القليــل مــن املتعملـ ي نـ� مه مــن يتحمــس فعــا خ‬
‫لال�ـراط ي� أنشــطة النديــة تال� بويــة عندمــا‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫توجــد هــذه النديــة ب�لفعــل ي� املؤسســة‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫‪ -‬ج�عيــات املج تمــع املــدرس‪ :‬ن‬
‫الر�ضيــة املدرســية‪ ،‬جو�عيــة‬ ‫ي‬ ‫معيــة‬ ‫وال‬
‫ج‬ ‫ليــاء‪،‬‬ ‫و‬ ‫وال‬ ‫همــات‬ ‫وال‬ ‫ء‬ ‫�‬‫وم�ــا ج�عيــة ب‬
‫ال‬ ‫ي‬
‫ف‬
‫أســاس وتوجــه‬
‫املــدرس بشــل ت ي‬ ‫ي‬ ‫المعيــات ي� املج تمــع‬ ‫املــدرس‪ ،‬جو�عيــة دمع مدرســة النجــاح‪ .‬تنشــط هــذه ج‬ ‫ي‬ ‫التعــاون‬
‫ن‬ ‫ز‬ ‫ً‬ ‫�ش‬ ‫أنشـ ت‬
‫ـط�ا لفائــدة احليــاة املدرســية‪ .‬وهلــا مــن املــوارد الب يــة واملاليــة مــا يؤهلهــا أيضــا لتنشــيط هــذا النســق و�فـ يـ� مكو�تــه‪.‬‬
‫ف‬ ‫‪ -‬ج�عيــات املج تمــع املـ ن‬
‫ـد� الصديقــة لملؤسســة‪ :‬يعــد انفتــاح املؤسســة عــى حميطهــا رؤيــة اس ـرت اتيجية ي� إصــاح‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫والصــاح‪ .‬وال حاجــة لملؤسســة ي� أن تنغلــق عــى نفهســا‪ ،‬امك أنــه ال حاجــة‬ ‫وتطـ يـو� املؤسســة‪ ،‬ي� مخ تلــف مراحــل التطـ يـو� إ‬
‫لملجتمــع أن يعــزل املدرســة داخــل أســوارها احلقيقيــة والرمزيــة‪ .‬فاملدرســة بشــل عــام وجــدت لتل ـب ي حاجــات املج تمــع‬
‫أ‬
‫ـاس مــن مكـ نـو�ت هــذا النســق يســامه ب�ــظ‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫أس‬ ‫ـون‬‫ـ‬ ‫ك‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫هن‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫يتعل‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫م‬‫ال‬ ‫وتشــبع متطلبــات احمليــط‪ .‬وعــى العمــوم‪ ،‬فــإن‬
‫وافــر مــن سـ يـرورة التمــدرس ومســارر بنــاء التعملــات‪ ،‬ي جو�عــل تلكفــة إدارة تال� بيــة أقــل وأكـ ثـر مردوديــة‪ ،‬السـ يـام ب�لنســبة‬
‫للتعلــم أالول واال ئ‬
‫بتــدا�‪.‬‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫‪265‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫‪ -‬النشــطة املوازيــة للشــعب والقســام‪ :‬ال تســتطيع النديــة أن تســتوعب ج�يــع االه�ت مــات واالنتظــارات‪ .‬بو�ــم‬
‫أ‬
‫العالقــة تال� بويــة الـت ي بـ ي نـ� املدرسـ ي نـ� واملتعملـ ي نـ� فــإن النشــطة املوازيــة‪ ،‬عــى هــذا املســتوى تتحــول إىل نــوع مــن البحــوث‬
‫ت‬
‫ـد�ت املصاحبــة وإشــاليات تدبـ يـر التعملــات‪ .‬وإذا اكنــت هلــا مــن أمهيــة مبـ شـا�ة‬ ‫ي‬ ‫التدخليــة ال ـت ي ت�وم التغلــب عــى �ـ‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ً أ‬ ‫ف‬ ‫ئ‬
‫ومصاحب�ــم ســواء تعلــق المــر ب�ملدرسـ ي نـ� أو الفاعلـ ي نـ� ي�‬
‫ي‬ ‫� أوال ت� كيدهــا أوارص الثقــة بـ ي نـ� املتعملـ ي نـ�‬ ‫ي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫حمسوس‬ ‫ـا�‬ ‫ج‬ ‫ونتـ‬
‫ت‬ ‫أ‬
‫إالدارة تال� بويــة‪ .‬عــى أنــه ي ج�ــب التميـ ي زـ� بـ ي نـ� النشــطة املوازيــة ال ـت ي �ــس احلاجــة إىل تنظيمهــا عــى مســتوى الشــعبة أو‬
‫ً‬ ‫ً ً‬
‫املســلك ب�عتبارهــا نســقا فرعيــا متمـ ي زـ�ا‪ ،‬وأنشــطة أخــرى قــد تكــون مشـ بـا�ة ولكــن تتأطــر ض�ــن أنســاق أخــرى‪.‬‬
‫أ‬ ‫ً‬ ‫غ‬
‫‪ -‬الـ شـر اكء الدوليــون‪ :‬وعــى الــر� مــن أن هــذا املكــون ليــس متاحــا للجميــع‪ ،‬فإنــه مــع ذلــك موجــود ويعتـرب ت�ثـ يـره‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ًف‬
‫املتعملــ� عــى إالحســاس بوقــع النشــطة املوازيــة ي� االرتبــاط ب�لتعــم ودمعــه‪ .‬ث�ــة تالميــذ يســافرون‬ ‫ين‬ ‫حــاامس ي� تدريــب‬
‫ف‬
‫خـراج الوطــن ويلتقــون مــع نظر ئا�ــم مــن بلــدان أخــرى‪ ،‬خــال العطــل املدرســية‪ .‬ي� هــذه احلــال يشــل النشــاط املــوازي‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫ج�ربــة فريــدة ي� التعــم واالنفتــاح‪.‬‬
‫آ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ال غ‬
‫الكثــر مــن ال ب�ء‬
‫معــا إضافيــا مرهقــا وشــيئا فائضــا عــن احلاجــة‪ .‬ي‬ ‫ينبــى النظــر إىل النشــاط املــوازي امك لــو اكن‬ ‫ي‬
‫ف‬
‫واال�ــراط ي� النــوادي املدرســية مخ افــة إضاعــة‬ ‫أبنا�ــم عــن املشــاركة ف� أالنشــطة املوازيــة ن خ‬ ‫والهمــات يثبطــون عــز ئا� ئ‬ ‫أ‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫أ‬
‫الوقــت‪ .‬نإ�ــم سينشــغلون ف ي� نظــرمه ب�شــياء تقــع عــى هامــش التعــم‪ .‬لكــن املتعملـ يـ�‪ ،‬عــى العكــس مــن ذلــك ي� حاجــة‬
‫ن‬
‫أ‬
‫ماســة إىل التخلــص مــن الضغــط تامل�تــب عــن االنضبــاط الصــارم لنشــطة التعــم اليوميــة‪ .‬وعــى العمــوم‪ ،‬فنســق املســاعدة‬
‫وال� بــوي‪.‬‬ ‫ـتو�ت أالنشــطة املوازيــة يســامه بــدوره ف� ديناميــة التدبـ يـر إالداري ت‬ ‫ي‬ ‫ال ـت ي تشــله مخ تلــف بنيــات ومظاهــر ومسـ‬
‫ً‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬
‫ـد� أيضــا بواســطة النشــطة‪ ،‬أي أن النشــطة ليســت جمــرد أمعــال للفرجــة والتســلية‪ ،‬حـىت وإن اكنــت للتســلية أيضــا‬ ‫إننــا نـ ب‬
‫مخ‬ ‫أ‬ ‫تخ‬ ‫ت‬ ‫تخ‬ ‫ف‬ ‫ض‬
‫مردوديــة وا�ــة ي� �فيــف الضغــط عــن املتعملـ ي نـ� جو�فيــف منابــع العنــف الــذي يـ تـم �رينــه لســباب وظــروف تلفــة‪.‬‬
‫ف‬ ‫ن‬
‫ـدرس‪.‬‬
‫بــل إ�ــا طريقــة لتحميــل املتعــم مســؤولية العيــش املتــوازن ي� املج تمــع املـ ي‬

‫خامتة‬
‫ليــس مــن الهســل التطبيــع مــع املقاربــة ب� ألنســاق ب�لنســبة للنظــام التعليــ�‪ ،‬ف� أي مــان‪ ،‬بشــل عــام‪ .‬ت‬
‫فال� بيــة‬ ‫ي ي‬
‫ت‬ ‫ن أ‬
‫الاصــة‪ .‬امك أنــه مــن الصعــب إقنــاع املمارسـ يـ� ب�مهيــة االنــامء إىل‬ ‫نفهســا مراقبــة‪ ،‬ومفعمــة ب� أليديولوجيــة والقـ يـم الوطنيــة خ‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫ـخص والســلوك الفــردي يطغيــان ي� كثـ يـر مــن الحيــان وال ي�نحــان الفرصــة للنســق يك يشــتغل ي� بيئــة‬ ‫النســق‪ .‬امل ـزاج الشـ ي‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫عمليــة ومعقلنــة‪ .‬إن النســق ي� ن�ايــة المــر جمــرد بنيــة للتدبـ يـر وإطــار للرؤيــة والعمــل‪ ،‬والــذي ي�نحــه هــذه الصفــة هــو‬
‫ً‬
‫تدب� يــة مــا ب�عتبارهــا نســقا‪ ،‬ولـ يـ� يتمكــن هــذا النســق مــن أن يقـ يـم‬ ‫ي‬ ‫إالنســان نفســه‪ .‬ومعـ نـى هــذا أنــه لـ يـ� تشــتغل بنيــة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫أ‬
‫جســور التعــاون والتعاضــد مــع غـ يـره مــن النســاق ي ج�ــب أن تتوفــر إالرادة إالنســانية أوال‪ ،‬وثقافــة التعــاون النسـ ق يـى ث�نيــا‪.‬‬
‫ً‬ ‫أ‬
‫ـام‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫الدين‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫لش‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫النس‬ ‫ـتغال‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫اكفي‬ ‫ـك‬‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫ـون‬
‫ـ‬ ‫يك‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ام‪،‬‬‫�‬ ‫ي‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الفرعي‬ ‫ـاق‬ ‫ـ‬ ‫نس‬ ‫ال‬ ‫ولكــن‪ ،‬إذا اشــتغلت‬
‫أ‬ ‫ض‬
‫املطلــوب؟ مــن الــوا� أن النســاق الفرعيــة ال ينبـ غ يـى أن تشــتغل ب�لكفــاءة والديناميــة املطلوبتـ ي نـ� إال مــن أجــل تعــاون‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫ـرع ي� انع ـزاهل عــن‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫نس‬ ‫أي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ودينامي‬ ‫ـاءة‬ ‫ـ‬ ‫كف‬ ‫ـور‬
‫ـ‬ ‫نتص‬ ‫أن‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫ك‬ ‫�‬‫ي‬ ‫ال‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫وإنن‬ ‫ـة‪.‬‬
‫ـ‬ ‫العام‬ ‫ـداف‬‫ـ‬ ‫ه‬‫ال‬ ‫وثيــق وتاكمــل نسـ ق يـى لتحقيــق‬

‫‪266‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ً‬ ‫ق أ‬
‫ب� ي� النســاق وعــن الرهـ نـا�ت العامــة‪ .‬النســق العــام يشــتغل ديناميــا مــن خــال التاكمــل واالنســجام ويتعطــل مــن خــال‬
‫ض‬
‫ـرع أو ذاك لصاحلــه وليــس‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫الف‬ ‫ـق‬
‫ـ‬ ‫النس‬ ‫ـذا‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـتغال‬
‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـورة‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫إال‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫اع‬ ‫ـوا� أن الـ ن ز‬
‫ـ�‬ ‫التنافــر والـ ن زـ�اع‪ .‬لقــد ب�ت مــن الـ‬
‫ً‬ ‫ف‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫لصــاحل النســق العــام‪ .‬وإذ قــد تبـ ي نـ� ذلــك‪� ،‬ــا أحوجنــا إىل ديناميــة التدبـ يـر ب�لنســاق‪ ،‬ي� جمــال إالدارة تال� بويــة اقتصــادا‬
‫ت ً ئ‬
‫ـا� ومنافــع التاكمــل واالنســجام‪.‬‬ ‫للكفــة التنافــر والـ ن زـ�اع و�قيقــا لنتـ ج‬

‫الئحة املصادر واملراجع‬


‫وت‪�-‬ريس‪ ،‬ط‪.1985 ،4‬‬ ‫أو�ي‪ ،‬منشــورات عويدات‪ ،‬يب� ب‬ ‫‪ -‬البنيويــة‪ ،‬جــان بياجيــه‪ ،‬ت� ج�ــة عارف منيمنه وبشـ يـر ب‬
‫ت‬
‫الغر�وي‪ ،‬الكويت ‪.1990‬‬ ‫‪ -‬ت�ج العــروس مــن جواهــر القامــوس‪ ،‬للزبيــدي‪ ،‬ج‪� ،26‬قيق عبد الكـ يـر� ب‬
‫أ‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫ق‬
‫ـاس للتعلـ يـم‬
‫‪�06.00‬ثابــة النظــام السـ ي‬
‫ب‬ ‫‪ -‬ظ�ـ يـر ش� يــف ر� ‪ 1.00.202‬صــادر ي� ‪ 15‬مــن صفــر ‪19(،1421‬مــاي‪ ،)2000‬بتنفيــذ القانــون ر�‬
‫الريــدة الرمسيــة عــدد‪ ،4798‬ي خ‬
‫بتــار� ‪ 25‬مــاي ‪.2000‬‬ ‫صــوص‪ ،‬ج‬ ‫املــدرس خ‬
‫ال‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ف‬
‫العر�‪ ،‬الــدار البيضاء‪ -‬يب�وت‪.2007 ،‬‬ ‫‪ -‬الملكــات املفاتيــح‪ ،‬ير�ونــد وليمــز‪ ،‬ت� ج�ــة ينع�ن ثع�ن‪ ،‬املركــز ي‬
‫الثقا� ب ي‬
‫الــاص ب�ؤسســات تال� بيــة‬‫‪ -‬املرســوم قر� ‪ ،2.02.376‬الصــادر ف� ‪ 6‬ج�ــادى أالوىل ‪ 17(1423‬يوليــوز ‪ )2002‬ب�ثابــة النظــام أالســاس خ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫تغيــره وتتميمــه‪.‬‬
‫العمــوم امك وقــع ي‬
‫ي‬ ‫والتعلــم‬
‫ي‬
‫ـو� بينيــت‪ -‬لورانــس غروسـ يـب�غ وميغــان موريــس‪ ،‬ت� ج�ــة ســعيد‬ ‫ن‬
‫ن ‪ -‬مفاتيــح اصطالحيــة جديــدة‪ ،‬معجــم مصطلحــات الثقافــة واملج تمــع‪ ،‬طـ ي‬
‫ـا�‪ ،‬منشــورات املنظمــة العربيــة تلل� ج�ــة‪ ،‬بـ يـروت‪.2010 ،‬‬ ‫الغـ ي‬
‫ن‬
‫الوط�‪.7 :‬‬
‫‪ -‬امليثــاق ي‬
‫ها�مــاس‪ ،‬يإ�ن كريب‪ ،‬ت� ج�ة د‪ .‬حممد حسـ ي نـ� غلوم‪ ،‬سلسـ ةـ� عــامل املعرفة‪ ،‬الكويت‪.1999 ،‬‬ ‫‪ -‬النظريــة االج�ت عيــة مــن ب�رسـ ن ز‬
‫ـو� إىل ب‬
‫‪- Family-Centered Social Work Practice, Hartman, A. & Larid, J., The Free Press, New York, 1983.‬‬
‫‪- Fiches de sciences de l’éducation, Guy Lapostolle et Béatrice Mabilon-Bonfils, Ellipses Editions Marketing, Paris,‬‬
‫‪2010.‬‬
‫‪- General System Theory, Foundations, Development, Applications, Ludwig von Bertalanffy, GEORGE BRAZILLER,‬‬
‫‪New York, 1968.‬‬
‫‪- Le Dictionnaire Littré, Emile Littré, «système», logiciel a source ouverte, version :1.0.‬‬
‫‪- Système éducatif, Claude Le lièvre, in questions PEDAGOGIQUUES, Coordonné par Jean Houssaye, HACHETTE‬‬
‫‪LIVRE, Paris 1999.‬‬

‫‪267‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪268‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫أهمية اخلرجات الدراسية يف تدريس مادة علوم احلياة واألرض‬

‫أمحد محداني‪ ، 2،1‬حممد شناوي‪ ،2،1‬إبراهيم عوينيت‪ & 1‬بوحسني الفالح اإلدريسي‪1‬‬ ‫‪21‬‬
‫الديدة‪.‬‬ ‫ين‬
‫والتكو� جلهــة الدارالبيضاء‪-‬ســطات‪ ،‬فرع ج‬ ‫الهــوي ملهــن تال� بية‬
‫‪ 1‬املركــز ج‬
‫الدلك‪.‬‬ ‫مخ‬
‫‪ 2‬تـرب املــاء والبيئــة ‪ -‬لكيــة العلوم‪ ،‬جامعة شــعيب ي‬

‫ملخص البحث‬
‫أ‬ ‫خ‬
‫اس منــذ الســنوات الوىل مــن أالتعلـ يـم ملــا هلــا مــن امهيــة‬ ‫تشــل الرجــات الدراســية جــزء ال لةيتج ـزأ مــن املقــرر الــدر ي‬
‫اس‪ .‬لكــن للســف أغلبيــة املدرسـ ي نـ�‪،‬‬ ‫ي‬ ‫بيداغوجيــة تو� بويــة كبـ يـرة إذ تعت ـرب وســي أخــرى للتدريــس خــارج الفصــل الــدر‬
‫ف‬
‫ـو�ت والعوائــق وراء العــزوف عـ أـن القيــام ب� خلرجــات‬ ‫ـاه الصعـ ب‬ ‫ن ي‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ثن‬ ‫�‬‫ب‬ ‫�‬
‫إن مل نقــل غجلهــم‪ ،‬ال يقمــن ب ف�ــا‪ .‬فتطرقنــا ي‬
‫اســية‪ ،‬ر� نأ�ــا مقــررة ي� الــرب جام الدراســية‪ .‬إول ج�ــاز ذلــك قدمنــا اســام يرت� ‪ :‬اســامرة أوىل لســاتذة مــادة علــوم‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫ت‬
‫الدر أ‬
‫ـو�ت والعوائــق ال ـت‬ ‫ـاه الصعـ ب‬ ‫خ‬
‫احليــاة والرض ب�لتعلـ يـم الثانــوي التأهيـ يـ�‪ ،‬ملعرفــة هــل يقومــون ب�لرجــات الدراســية‪ ،‬ومـ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫تصاد�ــم‪ ،‬وهــل تقــدم فائــدة لملتعملـ ي نـ� واسـ تـامرة ث�نيــة للتالميــذ‪ ،‬تتضمــن جمموعــة مــن االســئلة حــول خ‬ ‫ف‬
‫الرجــات الدراســية‬
‫ت ف‬
‫وأمهي�ــا ي� تهسيــل اكتســاب التعملــات‪.‬‬ ‫ال ـت ي قامــوا ب�ــا‪ ،‬وهــل يســتفيدون نم�ــا ومــا مــدى دورهــا‬
‫ئ‬ ‫ت‬
‫ـو�ت مكشــالك‬ ‫ـا� توصلنــا اىل ملج موعــة مــن العوائــق والصعـ ن ب‬ ‫ـتخالص النتـ ج‬ ‫ومعالــة االسـ تـامرات واسـ‬
‫ج‬ ‫بعــد تفريــغ‪� ،‬ليــل‬
‫الرجــة‬ ‫التمويــل والتنظـ يـم والتخــوف مــن ت�مــل املســؤولية ‪ .....‬ت�ــول دون القيــام ب� خلرجــات الدراســية‪ ،‬امك يبـ قـى ج�ــاح خ‬
‫معتمــدا عــى رغبــة املــدرس وحرصــه عــى االســتفادة نم�ــا‪.‬‬
‫الرجة الدراســية‪ � ،‬ن‬ ‫أ‬
‫والرض‪ ،‬خ‬
‫صعو�ت‪.‬‬
‫اس‪ ،‬ب‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫م‬‫ج‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫كلم��ات مفت��اح ‪ :‬علوم احلياة‬

‫اإلطار النظري‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫الرجــات الدراســية مــن أمهيــة ي� جعــل املتعــم ي� اتصــال مبـ شـا� مــع بيئتــه وحميطــه‪ ،‬ومــا تلعبــه‬ ‫نظ ـرا ملــا تكتســيه خ‬
‫ة ف‬ ‫ن ف‬ ‫ف‬
‫ـال ي� مــادة علــوم احليــاة‬‫� تعتـرب وســيلة ديداكتيكيــة فعـ‬ ‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫ـ�‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫لملتعمل‬ ‫ـاب‬
‫ـ‬ ‫واالكتس‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫التع‬ ‫ـق‬
‫ـ‬ ‫ائ‬‫ر‬ ‫ط‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫تنوي‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫مــن دور فعــال‬

‫‪269‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫مفاهــم جديــدة‪،‬‬ ‫اس‪ ،‬حــىت يتمكــن املتعملــون مــن اكتســاب ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الــد‬ ‫املقــرر‬ ‫�‬‫ي‬ ‫املســطرة‬ ‫نشــطة‬ ‫ال‬ ‫بعــض‬ ‫ــاز‬ ‫�‬
‫ج‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫رض‪،‬‬ ‫وال‬
‫خ‬
‫وتعــز� تلــك املكتســبة‪ ،‬مــن خــال املالحظــة واالكتشــاف واالحتــاك ب�لواقــع‪ .‬امك تعتــرب الرجــات الدراســية مــن أمه‬ ‫يز‬
‫أ‬
‫النشــطة املدرســية إ ثل�اء خ ـرب ات املتعملـ ي نـ� تال� بويــة واالج�ت عيــة‪ ،‬وتعــد وســيلة تعليميــة ت� بويــة ن� ج�ــة لكــر ج�ــود املنـ جـاه‬
‫الــذا�‪ .‬حيــث يكتســب التالميــذ مــن‬ ‫وتوج�هــا وفــق � جام عمليــة مدروســة تعــزز مبــدأ التعــم ت‬ ‫إذا أجيــد اســتخداهما ي‬
‫ي‬ ‫ب‬
‫ـو� عــادات محيــدة اكالعـ تـامد عــى النفــس‬ ‫خالهلــا ســلواكت حســنة‪ ،‬مثــل االنضبــاط والنظــام واالح ـرت ام‪ ،‬إضافــة إىل تكـ ي ن‬
‫ض‬
‫احلــا�‬
‫ف‬
‫وتعــز� املســؤولية االج�ت عيــة ي�‬ ‫تو�مــل املســؤولية والصــرب ‪ .‬امك أن للخرجــات الدراســية دور ف ي� صقــل املهــارات ي ز‬
‫ـوع‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫التط‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫العم‬ ‫ـب‬‫ـ‬ ‫وح‬ ‫ـتقبلية‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫اه‬
‫ت‬
‫اال�‬
‫ج‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫دي‬ ‫�‬
‫ت‬
‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫�‬‫وأيضـ ًـا عــى املــدى البعيــد مــن ن‬
‫ي‬
‫لم� هــادف ومنظــم ومخ طــط هل‪ ،‬يـ تـم عــى‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ـاط‬ ‫ـ‬ ‫نش‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫�‬ ‫الرجــات الدراســية تنظمهــا املؤسســات التعليميــة وتعــرف ب أ� ن‬ ‫خ‬
‫ي‬ ‫ف‬
‫الرجــات ي� نأ�ــا ت�كــن مــن اكتســاب خـرب ات تعليميــة‬ ‫أرض الواقــع وخــارج جــدران قاعــات الــدروس‪ .‬وتمكــن أمهيــة هــذه خ‬
‫عمليــة حمــددة وفــق غـ يـا�ت ت� بويــة معينــة‪.]1[ .‬‬
‫الرجــة الــت ي تنظمهــا املؤسســة التعليميــة لفائــدة التالميــذ أمهيــة ت� بويــة وبيداغوجيــة ب�لغــة وذلــك لعــدة‬ ‫تكتــ� خ‬
‫ي‬
‫أســباب نم�ــا ]‪:[2‬‬
‫روت� الفصول الدراســية املهعودة‪.‬‬ ‫• تنويــع فضــاءات التعلـ يـم والتعمل بعيــدا عن ي ن‬
‫الــروج اىل امليــدان امم ي ج�عــل املتعــم‪ ،‬ينتقــل مــن املج ــرد اىل اململــوس‪ ،‬ومــن النظــري اىل التطبيـ ق يـى‪ .‬اذ انــه يالمــس‬ ‫• خ‬
‫موضوعــات التعــم ال ـت ي مل يكــن نقلهــا اىل فضــاء املدرســة ممكنــا‪.‬‬
‫ـص الفعــل والعمــل‪ ،‬واملشــاركة وبنــاء املعرفــة والعــم‪،‬‬ ‫ض‬ ‫ت ت‬
‫ت • بيداغوجيــا االدمــاج ال ـ ي طبق�ــا املدرســة املغربيــة‪ ،‬تتقتـ ي‬
‫ميــاد� معــل متنوعــة‪.‬‬‫جو�ــاوز الوضعيــات والعوائــق والوضعيات‪-‬املشكلات‪ .‬وال يتــأ� هــذا اال ب� خلــروج اىل ي ن‬
‫أ‬ ‫التوج�ــات تال� بويــة العامــة والــرب جام خ‬
‫التعلــم الثانــوي‬
‫الاصــة بتدريــس مــادة علــوم احليــاة والرض بســلك ي‬ ‫امك أن ي‬
‫اس كدراســة‬ ‫ن‬ ‫خ‬
‫التأهيـ يـ�‪ ،‬تؤكــد عــى أمهي أــة تنظـ يـم الرجــات الدراســية‪ ،‬وذلــك راجــع لكــون بعــض وحــدات ال ـرب � جم الــدر ي‬
‫اليولوجيــة‪ ،‬والوســاط الطبيعيــة‪ ،‬تســتوجب االتصــال املبـ شـا� ب�لطبيعــة ونظ ـرا ملــا هلــذه الدراســات امليدانيــة‬ ‫الظواهــر ج‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫مبــا� مــع بيئتــه مــن خــال مالحظــة الظواهــر تو� يث� تا�ــا عــى املناظــر الطبيعيــة‪.‬‬ ‫مــن أمهيــة ج�عــل املتعــم � اتصــال ش‬
‫ي‬
‫ش أ‬ ‫فبالضافــة اىل ن‬
‫كو�ــا تســمح للتالميــذ ب�متــاك معــارف و مفاهـ يـم عمليــة جديــدة عـرب االتصــال املبــا� ب�لوســاط الطبيعيــة‪،‬‬ ‫إ‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫لد�ــم مثــل[‪: ]3‬‬ ‫� تســامه ي� تنميــة جمموعــة مــن القــدرات و املهــارات ي‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫يصادفو�ــا‬ ‫ت‬
‫لم� مــن خــال البحــث عــن حلــول لبعــض املشــالك وتفسـ يـر الظواهــر الطبيعيــة الـ ي‬ ‫ف • تنميــة التفكـ يـر الع ي‬
‫ي� حميطهــم‬
‫ن‬ ‫ن ن‬
‫امليــدا� ‪ :‬جا�ــاز جــرود‪ ،‬أخــذ القياســات‪ ،‬ج�ــع العينــات‪ ،‬جا�ــاز الرســوم‪،‬‬ ‫ي‬ ‫• التــدرب عــى تقنيــات البحــث‬
‫الاصــة ب�مليــدان‪ ،‬أخــذ الصــور‪...‬‬ ‫اســتعمال أالدوات خ‬

‫‪270‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫• التحفـ ي زـ� والتشــجيع عىل البحث وحب االســتطالع‪.‬‬


‫ف‬
‫ماع والشــعور ب�ملســؤولية من خــال العمل ي� جمموعات‪.‬‬ ‫ال ي‬‫• تنميــة احلــس ج‬
‫عل�ــا ت‬ ‫أ‬ ‫رت‬
‫وصيان�ا‪.‬‬ ‫والوع ب�مهيــة احملافظة ي‬
‫• احـ ام الطبيعــة ي‬
‫ف‬
‫وخ� تا�م‪.‬‬
‫• توســيع معار�م ب‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫لكــن ف� آالونــة أالخـ يـرة لوحــظ ب أ�ن خ‬
‫الرجــات الدراســية ال � ـىظ ب�لعنايــة الالزمــة مــن لــدن بعــض املدرسـ ي نـ� ال ي�‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫الســلك الثانــوي االعــدادي وال ي� الســلك الثانــوي التأهيـ يـ�‪ .‬لجــل ذلــك اكن هــدف ب�ثنــا هــو التعــرف ‪:‬‬
‫ف‬ ‫غ‬
‫• عــن أســباب العــزوف عــن القيام بخ�رجات دراســية للتالميذ ر� نأ�ا مقررة ي� بال� جام الدراســية؟‬
‫تنظ� خ‬ ‫ت‬
‫الرجات الدراســية؟‬ ‫ـو�ت والعوائــق الـت ي �ول دون ي‬ ‫• والصعـ ب‬

‫اإلطار املنهجي‬
‫ف‬
‫الرجــات الدراســية ي� تدريــس‬ ‫ـاول رصــد تصــورات أالســاتذة والتالميــذ حــول أمهيــة خ‬ ‫ـدا� هــو حمـ ة‬‫هــدف البحــث امليـ ن‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫أ‬
‫املفاهــم العمليــة وتنميــة القــدرات‬
‫ي‬ ‫فعالي�ــا كوســيلة ديداكتيكيــة ن� ج�ــة ي� ت�ســيخ‬ ‫والرض‪ ،‬ومــدى ت‬ ‫مــادة علــوم احليــاة‬
‫ف‬
‫ـد� ي� ب�ثنــا عــى اسـ تـام ي ن‬ ‫وغ�هــا‪ .‬اعتمـ ن‬
‫رت�‪:‬‬ ‫واملهــارات ي‬
‫مو�ــة للتالميــذ (امللحــق(‪ ،1‬و ت�ــدف اىل معرفــة مــدى االســتفادة الــت تقدهمــا خ‬ ‫أ‬
‫الرجــات ‪ ،‬دورهــا و‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫وىل‬‫ال‬ ‫•‬
‫ت ف‬
‫أمهي�ــا ي� تهسيــل اكتســاب التعملــات‪.‬‬
‫الرجــات الدراســية تقــدم جديــدا للتالميــذ‪،‬‬ ‫مو�ــة أللســاتذة (امللحــق ‪ ،)2‬تو�م اىل معرفــة ان اكنــت خ‬ ‫• الثانيــة ج‬
‫أ‬ ‫ي‬ ‫لة ة ف‬
‫ة‬
‫يعت� نو�ــا وســي فعــال ي� تدريــس مــادة علــوم احليــاة والرض ب�عتبارهــا مــادة تســتوجب املنــاول والتجريــب‬ ‫وهــل ب‬
‫أ‬ ‫ف آ‬ ‫تنظــم هــذه خ‬ ‫ت‬ ‫واالتصــال ش‬
‫خــرة‪.‬‬
‫الرجــات ي� الونــة ال ي‬ ‫الصعــو�ت الــت ي �ــول دون ي‬‫ب‬ ‫املبــا� ب�لطبيعــة‪ .‬وكذلــك ملعرفــة‬

‫وه ث�نويــة القــدس التأهيليــة‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ة‬ ‫ديــد‬ ‫ال‬


‫ج‬ ‫دينــة‬ ‫�‬‫ب‬ ‫هيليــة‬
‫تأ‬
‫�‬ ‫ت‬ ‫نــو�‬
‫ي‬ ‫�‬‫العينــة املدروســة تنتــ� ب� ألســاس اىل ثــاث ث‬
‫ف‬ ‫أ ي‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫الــذ� ســامهوا ي� مــ�ئ‬ ‫ز‬ ‫ن‬ ‫رئ‬ ‫ث‬ ‫ث�نويــة ض‬
‫القــا� عيــاض التأهيليــة و �نويــة بــ ا�ران التأهيليــة‪ .‬ب� إلضافــة اىل بعــض الســاتذة ي‬ ‫ي‬
‫االسـ تـامرة انطالقــا مــن مواقــع التواصــل االجـ تـام يع‪.‬‬

‫نتائج البحث‬
‫ئ‬
‫نتا� تفريغ االسـ ت‬
‫اكلتال ‪:‬‬
‫ي‬ ‫ات‬‫ر‬ ‫ـام‬ ‫ج‬ ‫اكنــت‬

‫‪271‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪ -I‬فيما خيص القيام باخلرجة الدراسية‬


‫‪ .1‬هل قمت خبرجة دراسية أو زيارة ميدانية مع أساتذتك يف مادة علوم احلياة و األرض؟‬

‫ت ف‬
‫ـاتذ�م ي�‬ ‫ـذ� قامــوا بخ�رجــة دراســية أو يز�رة ميدانيــة مــع أسـ‬
‫مــن خــال املبيــان أعــاه يتبـ ي نـ� أن عــدد التالميــذ الـ ي ن‬
‫اجاب�ــم بنعــم ه ‪ 13‬تمليــذ مــن أصــل ‪ 54‬تمليــذ أي ‪ ،24%‬ف ي� ي ن‬
‫حــ� يبلــغ عــدد‬ ‫مــادة علــوم احليــاة و أالرض و اكنــت ت‬
‫ي‬
‫الــذ� مل يقومــوا بخ�رجــات دراســية و اكنــت اجاب�ــم ب ال يه ‪ 41‬مــن أصــل ‪ 54‬تمليــذا أي ‪. 76 %‬‬
‫ت‬ ‫التالميــذ ي ن‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ئ‬
‫ـا� يتبـ ي نـ� ب�ن هناك عزوف عن القيام بخ�رجات دراســية من طرف بعض الســاتذة‪.‬‬ ‫مــن خــال هــذه النتـ ج‬
‫‪ .2‬اذا كان اجلواب ب ال هل ترغب يف القيام خبرجة دراسية ؟‬

‫ف‬ ‫ئ‬
‫ـا� أن نســبة التالميــذ الراغبـ ي نـ� ي� القيــام بخ�رجــات دراســية يه ‪ ،87%‬أمــا املعارضـ ي نـ� تبلــغ‬
‫يتبـ ي نـ� مــن خــال النتـ ج‬
‫نسـ تـب�م ‪ .13%‬ويعــود الســبب لعــدم قياهمــم ب�ــا مــن قبــل وعــدم إدراك ت‬
‫أمهي�ــا‪.‬‬
‫‪ .3‬اشراك التالميذ يف تنظيم اخلرجة الدراسية‬

‫‪272‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ـذ� مل يـ تـم شا�اهكــم‬


‫الرجــة الدراســية ه ‪ ،37%‬والـ ي ن‬‫ـذ� ت� شا�اهكــم ف� تنظـ يـم خ‬ ‫مــن خــال املبيــان نســبة التالميــذ الـ ي ن‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ض أ غ‬
‫الرجــة الدراســية‪ ،‬فــان الســاتذة ال يقومــون ب� ش�اك التالميــذ ي�‬ ‫وا�ــاز خ‬
‫تنظــم ج‬ ‫نســب�م ‪ .63%‬هــذا يــو� ب�ن ر� ي‬ ‫تبلــغ ت‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫واماكنيا�ــم وكذلــك درجــة �ملهــم لملســؤولية املعطــاة هلــم‪.‬‬ ‫تنظيمهــا‪ ،‬ويعــود الســبب لعــدم الثقــة ي� قدر تا�ــم‬
‫‪ .4‬كيف مت اشراك التالميذ يف تنظيم اخلرجة؟‬
‫ض�القبــ� للخرجــة خ‬ ‫ت‬
‫الرجة ‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫�‬

‫ف‬ ‫مــن خــال املبيــان أعــاه يتبـ ي نـ� أن نســبة التالميــذ الـ ي ن‬
‫ـذ� قامــوا ب�ملشــاركة ي� تشــكيل املج موعــات أثنــاء التحضـ يـر‬
‫ـذ� قامــوا ب�لتلكيــف ب�لوســائل واملعــدات يه ‪ ،20%‬أمــا ب�لنســبة لالختيــار‬ ‫القبــ� للخرجــة ه ‪ ،80%‬ونســبة التالميــذ الـ ي ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ت‬
‫الثالــث وهــو االتصــال ب� إلدارة وأوليــاء التالميــذ فــم يــم اختيــاره‪.‬‬
‫ف‬ ‫ـذ� قامــوا بخ�رجــات دراســية فــأن أسـ ت‬
‫ـاتذ�م يقومــون ب إ� ش�اهكــم ي� التحضـ يـر القبـ يـ�‪ ،‬يو�جــع‬ ‫اذن‪ ،‬ب�لنســبة للتالميــذ الـ ي ن‬
‫قدر�ــم واســتعدادمه لتحمــل املســؤولية املولكـ�ة هلــم‪.‬‬ ‫توزيــع هــذه املهــام حســب ت‬

‫أثناء اخلرجة ‪:‬‬

‫‪273‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬ ‫ـذ� شــاركوا ف ي� ج�ــع املعطيــات واملعلومــات أثنــاء التحضـ يـر للخرجــة ه ‪ ،54%‬والـ ي ن‬ ‫نســبة التالميــذ الـ ي ن‬
‫ـذ� ســامهوا ي�‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫ـذ� شــاركوا ي� طــرح االشــاليات تقــدر نسـ تـب�م‬
‫ـذ� قامــوا بتفسـ يـر الظواهــر العمليــة ‪ ،15%‬أمــا الـ ي ن‬
‫ج�ــع العينــات ‪ ،16%‬والـ ي ن‬
‫ب ‪.15%‬‬
‫خ ف‬ ‫أ‬
‫الرجــة ي� ج�ــع املعطيــات والعينــات وهــذا يفــر ب�ــب‬ ‫يتبـ ي نـ� ب�ن نســبة كبـ يـرة مــن التالميــذ تفضــل املشــاركة أثنــاء‬
‫التالميــذ لالستكشــاف لك مــا هــو جديــد ومملــوس‪.‬‬
‫بعد اخلرجة ‪:‬‬

‫ـذ� قامــوا ب�ســتغالل‬ ‫ـذ� قامــوا ب�سـ ثـت�ر وفــرز املعطيــات بعــد خ‬
‫الرجــة تقــدر نسـ تـب�م ب ‪ ،29%‬أمــا الـ ي ن‬ ‫نســبة التالميــذ الـ ي ن‬
‫ف‬
‫املعطيــات ي� بنــاء الــدرس نسـ تـب�م تقــدر ب ‪.71%‬‬
‫ف‬ ‫ـو� ب أ�ن اهلــدف مــن خ‬
‫الرجــة الدراســية هــو ج�ــع املعطيــات الســتغالهلا واسـ ثـت�رها داخــل الفصــل ي� بنــاء‬
‫ض‬
‫هــذا يـ‬
‫الــدرس‪.‬‬
‫‪ .5 .‬هل يتم اطالعك من طرف االستاذ على برنامج اخلرجة ‪:‬‬

‫الرجــة تقــدر ب ‪ ،40%‬أمــا ب�لنســبة ألهــداف خ‬


‫الرجــة اكنــت نســبة‬ ‫ـذ� ت� اطالهعــم عــى ب� ن� جم خ‬
‫نســبة التالميــذ الـ ي ن‬
‫نســب�م ب ‪.23%‬‬‫القوانــ� املنظمــة للخرجــة تقــدر ت‬
‫ين‬ ‫والــذ� ت� اطالهعــم عــى‬
‫التالميــذ ه ‪ ،39%‬ي ن‬
‫ي‬

‫‪274‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ـا� أن أالســاتذة يدركــون أمهيــة اطــاع ت‬
‫تالمذ�ــم عــى ب� ن� جم خ‬
‫الرجــة قبــل القيــام ب�ــا‪ ،‬وكــذا‬
‫ئ‬
‫يتب أـ ي نـ� مــن خــال النتـ ج‬
‫عــى الهــداف والقوانـ ي نـ� املنظمــة هلــا‪ ،‬وذلــك حلــث التالميــذ عــى االنضبــاط واالل ـتز ام وعــى أن خ‬
‫الرجــة الدراســية هلــا‬
‫ت‬
‫أهــداف وقوانـ ي نـ� تلــزم أي شخ�ــص مشــارك ب�ــا ســواء اكن تمليــذ أو أســتاذ أن يتحمــل مســؤوليته جا�ــاه الفريــق كلك‪.‬‬
‫‪ -II‬فيما خيص أهمية اخلرجة الدراسية‬
‫‪ .1‬هل تساعدك اخلرجات الدراسية على استيعاب املفاهيم العلمية اليت مت بناؤها داخل الفصل؟‬

‫الرجــة الدراســية تســاعدمه ث‬ ‫ئ‬


‫النتــا� أكــد ‪ 96%‬مــن التالميــذ عــى أن خ‬
‫املفاهــم‬
‫ي‬ ‫أكــر عــى اســتيعاب‬ ‫ج‬ ‫مــن خــال‬
‫ف‬ ‫العمليــة داخــل الفصــل‪ .‬وهــذا يؤكــد عــى أمهيــة خ‬
‫الرجــات ي� مــدى مســاعدة التالميــذ عــى التعــم‪.‬‬
‫‪ .2‬بالنسبة لك اين تتجلى االستفادة من اخلرجات الدراسية أو الزيارات امليدانية؟‬

‫الرجــات الدراســية تفيــدمه ف ي� الربــط بـ ي نـ� النظــري والتطبيـ ق يـى (‪،)59%‬‬ ‫ـتجوب� مــن التالميــذ ب أ�ن خ‬
‫جأ�ــع أغلبيــة املسـ ي ن‬
‫الرجــات الدراســية اســتفادة معرفيــة وثقافيــة تقــدر نسـ تـب�م ب (‪ ،)24%‬و‪ 17%‬مــن‬ ‫ـذ� تتيــح هلــم خ‬
‫أمــا نســبة التالميــذ الـ ي ن‬
‫الرجــة مــن احلصــول عــى املعلومــة واسـ ثـت�رها‪.‬‬ ‫التالميــذ ت� نك�ــم خ‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ئ‬
‫عل�ــا ب�ن للخرجــات الدراســية أمهيــة كبـ يـرة ي� ت�ســيخ املفاهـ يـم العمليــة املرتبطــة‬ ‫ـا� احملصــل ي‬ ‫لقــد تبـ ي نـ� مــن خ أــال النتـ ج‬
‫وأ�ــا ت� نك�ــم مــن الربــط‬‫ب�ــادة علــوم احليــاة والرض لــدى التالميــذ خاصــة وه تقتـ ضـص االنطــاق مــن اململــوس اىل املج ــرد‪ ،‬ن‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫‪275‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫بـ ي نـ� ماهــو نظــري ويــدرس داخــل الفصــل و بـ ي نـ� مــا هــو تطبيـ ق يـى و الــذي يــدرس خــارج الفصــل عــن طريــق االحتــاك‬
‫املبـ شـا� مــع الظواهــر الطبيعيــة‪.‬‬
‫‪ .3‬مشاركتك يف تنظيم اخلرجة الدراسية تنمي لديك؟‬

‫لد�ــم روح التعــاون بنســبة ‪ ،50%‬واملســؤولية واالعـ تـامد عــى‬


‫ـ� ي‬ ‫جأ�ــع أغلبيــة التالميــذ عــى أن خ‬
‫الرجــة الدراســية تنـ‬
‫ف‬ ‫لة‬ ‫ي‬ ‫رت‬
‫ـ�‬ ‫خ‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫النفــس بنســبة ‪ ،38%‬واحـ ام أالقوانـ يـ� بنســبة ‪ .12%‬يتبـ يـ� ب� ت إلضافــة اىل أن الرجــة الدراســيةآ وســي تعليميــة‪ ،‬ي ي‬
‫ـ‬ ‫تن‬ ‫�‬
‫ـر�‪.‬‬‫لــدى املتعملـ ي نـ� قـ يـم املواطنــة‪ ،‬والخــاق احلســنة ب�عتبــار نأ�ــا �ــث عــى التعــاون ومســاعدة الخـ ي ن‬
‫‪ .4‬تقويم اخلرجة الدراسية‬

‫الرجة الدراســية؟‬ ‫تقو�ك من طرف أالســتاذ بعد خ‬ ‫• كيــف يـ تـم ي‬


‫ـد� عــرض شــامل حــول خ‬
‫الرجــة بنســبة‬ ‫ـو� يكــون عــى شــل تقـ ي‬ ‫جأ�ــع أغلــب املسـ ي ن‬
‫ـتجوب� مــن التالميــذ عــى أن التقـ ي‬
‫ن‬
‫ـار�‪ ،‬و ‪ 9%‬فقــط ب إ� ج�ــاز معــل تطبيـ ق يـى‪.‬‬
‫‪ ،61%‬و بنســبة ‪ 30%‬كتابــة تقـ ي‬
‫ئ أ أ‬
‫الرجــة ‪ ،‬بوســائل و طــرق مخ تلفــة و ذلــك‬
‫ـو� للتالميــذ بعــد خ‬ ‫ـا� ب�ن الســاتذة يقومــون بتقـ ي‬
‫يتضــح لنــا مـ تـن نخــال تالنتـ ج أ‬
‫للتأكــد مــن مــدى �ك�ــم و �قــق الهــداف املنشــودة‪.‬‬

‫‪276‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫الرجة خالل الوحدة الدراســية؟‬ ‫• كيــف يـ تـم اســتحضار املعطيــات املج معة ف� خ‬
‫ي‬
‫الرجــة تيــم اســتغالهلا خــال الوحــدة‬ ‫املســتجوب� عــى أن املعطيــات الــت تيــم ج�هعــا خــال خ‬ ‫ين‬ ‫لقــد جأ�ــع أغلــب‬
‫ف‬ ‫ي ف‬ ‫الدراســية ف� بنــاء ف‬
‫و� اســتغالل املعطيــات بنســبة ‪ ،39%‬وبنســبة ‪ 19%‬ي�‬ ‫ي‬ ‫‪،42%‬‬ ‫ـبة‬
‫ـ‬ ‫بنس‬ ‫ـص‬ ‫ـ‬ ‫امللخ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫وصياغ‬ ‫لم�‬
‫ي‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫امل�‬ ‫ي‬
‫طــرح االشــاليات‪.‬‬
‫ف‬
‫� تســتغل ي� بناء الدرس‪.‬‬
‫ف‬
‫ـية‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ر‬ ‫الد‬ ‫رجة‬ ‫وهــذا يبـ ي نـ� ب أ�نــه كيفمــا اكنت املهــام املنجزة أثناء خ‬
‫ال‬
‫ي‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫تعرفنــا مــن خــال أجوبــة التالميــذ عــى مــدى أمهيــة خ‬
‫الرجــات الدراســية ي� أتدريــس مــادة علــوم احليــاة والرض‬ ‫أ‬
‫ت أ‬ ‫أ‬
‫ب�لنســبة هلــم‪ ،‬لكــن وللســف نســبة كبـ يـرة نم�ــم مل تقــم ب�ي خرجــة دراســية‪ ،‬وملعرفــة الســباب ج‬
‫تو�نــا ب�ســامرة للســاتذة‬
‫ة ف‬ ‫غ‬ ‫ت‬
‫ـال ي� تدريــس مــادة‬ ‫ـو�ت والعوائــق ال ـت ي �ــول دون تنظيمهــا ر� نأ�ــا وســيلة تعليميــة تعمليــة فعـ‬ ‫أمه الصعـ ب‬ ‫أ‬ ‫للوقــوف عــى‬
‫علــوم احليــاة والرض ب� خلصــوص‪.‬‬

‫‪ -III‬نتائج تفريغ االستمارة املوجهة لألستاذ‬


‫ن‬ ‫ف‬ ‫أ‬ ‫تفريــغ ت‬
‫التأهيــ�‪ ،‬تنــدرج ي� إطــار جا�ــاز البحــث‬
‫ي‬ ‫الثانــوي‬ ‫واالرض‬ ‫احليــاة‬ ‫علــوم‬ ‫شــعبة‬ ‫ســاتذة‬‫ل‬ ‫االســامرة ج‬
‫املو�ــة‬
‫ف‬ ‫التدخــ� حــول أمهيــة خ‬
‫الرجــة الدراســية ب�لنســبة لملتعــم ي� تدريــس مــادة علــوم احليــاة واالرض‪ ،‬ولتمكيننــا مــن الوقــوف‬ ‫ي‬
‫ت ت‬ ‫خ‬
‫ـو�ت واملعيقــات ال ـ ي �ــول دون القيــام ب�ــا‪.‬‬ ‫عــى أمهيــة الرجــات الدراســية والصعـ ب‬
‫معلومــات خاصة ب�ملسـ ي ن‬
‫ـتجوب�‬
‫‪ .1‬الفئة العمرية لألساتذة املستجوبني‬

‫ـذ� تتجــاوز أمعــارمه ‪ 45‬ســنة تصــل اىل‬ ‫ـا� يتبـ ي نـ� ب أ�ن أالســاتذة املشـ ي ن‬
‫ـارك� ف ي� مــلء االسـ تـامرة والـ ي ن‬ ‫ئ‬
‫انطالقــا مــن النتـ ج‬
‫ـذ� أمعــارمه بـ ي نـ� ‪ 30‬و‪ 35‬ســنة تبلــغ نسـ تـب�م ‪ ،12%‬أمــا‬‫ـذ� ت ـرت اوح أمعــارمه بـ ي نـ� ‪ 35‬و‪ 40‬ســنة ت�ثــل ‪ ،32%‬والـ ي ن‬ ‫‪ ،38%‬والـ ي ن‬
‫ف‬ ‫ـو� ب أ�ن أالســاتذة املسـ ي ن‬
‫ـتجوب� هلــم خـرب ة همنيــة ي� جمــال‬
‫ض‬
‫ـذ� تـرت اوح أمعــارمه بـ ي نـ� ‪ 25‬و‪ 30‬ســنة نسـ تـب�م يه ‪ .18%‬هــذا يـ‬ ‫الـ ي ن‬
‫لد�ــم معرفــة جيــدة بكيفيــة ن جا�ــاز وتنظـ يـم خ‬ ‫أ‬
‫الرجــات الدراســية‪.‬‬ ‫ـوح ب�ن ي‬‫التدريــس‪ ،‬امم يـ ي‬

‫‪277‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪ .2‬اجناز اخلرجة الدراسية‬

‫ق‬
‫• خــال ســنوات معلك هل �ــت بخ�رجات او يز�رات ميدانيــة مع تالمذتك؟‬
‫تالمذ�ــم ت�ثــل ‪،79%‬‬
‫ـذ� قامــوا بخ�رجــات دراســية مــع ت‬ ‫عل�ــا يتبـ ي نـ� ب أ�ن نســبة أالســاتذة الـ ي ن‬
‫ي‬ ‫ـا� احملصــل‬
‫ج‬
‫ئ‬
‫مــن خــال النتـ‬
‫أ‬ ‫ال ـرب ة الاكفيــة و املعرفــة ب� إلج ـراءات الالزمــة لتنظـ يـم خ‬
‫لد�ــم خ‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫الرجــات و ذلــك لن‬ ‫و هــذا يفــر ي� كــون هــؤالء الســاتذة ي‬
‫خ� ت�ــم املهنيــة تـرت اوح مــا بـ ي نـ� ‪ 10‬اىل ‪ 15‬ســنة‪.‬‬ ‫ســنوات ب‬
‫ـذ� ال يقومــون ب� خلرجــات الدراســية و يه ‪ ، 21%‬تفــر بعــدم اكتسـ بـا�م للخ ـرب ة‬ ‫ـتجوب� الـ ي ن‬‫أمــا نســبة أالســاتذة املسـ ي ن‬
‫الالزمــة لتحمــل مســؤولية التالميــذ‪.‬‬
‫الرجات الدراســية‬ ‫• انواع خ‬

‫الرجــات الدراســية الــت ي يقــوم ب�ــا‬ ‫الرجــات البيئيــة ت�ثــل ‪ 46%‬مــن أنــواع خ‬‫يتبــ� ب أ�ن خ‬ ‫ئ‬
‫النتــا� ي ن‬
‫ج‬ ‫انطالقــا مــن‬
‫اليولوجيــة بنســبة ‪ ،38%‬ث� ‪ 14%‬ه نســبة خ‬
‫الرجــات البيولوجيــة‪.‬‬ ‫ج‬ ‫رجــات‬ ‫أالســاتذة‪ ،‬يتل�ــا خ‬
‫ال‬
‫ي‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫أ أ‬
‫هــذا يبـ ي نـ� ب�ن الســاتذة ي� مــادة علــوم احليــاة والرض يقومــون بخ�رجــات دراســية متنوعــة حســب الوحــدات الدراســية‬
‫ت‬ ‫ت ف‬
‫معالــة امليــاه العادمــة‪ ،‬مراكــز �اقــن الــدم‪ ،‬مصانــع‬
‫ـز�رات مكحطــات ج‬ ‫اس‪ ،‬ب� إلضافــة اىل بعــض الـ ي‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـرر‬‫ـ‬‫املق‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫وأمهي�ــا‬
‫التصبـ يـر‪...‬‬

‫‪278‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ت ت‬
‫ال� �ــول دون القيام ب� خلرجة؟‬
‫• مــا يه االســباب ي‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫أغلبيــة أالســاتذة املسـ ي ن‬
‫ـتجوب� جأ�عــوا عىل أن الســباب الـت ي �ول دون تنظيمهــم للخرجات الدراســية تتجىل ي� ‪:‬‬
‫• عــدم توفر الظــروف ئ‬
‫املال�ة مثل االكتظاظ داخل االقســام‪.‬‬
‫• العامل املادي‪.‬‬
‫• غياب املر ي ن‬
‫افق� املسـ ي ن‬
‫ـاعد�‪.‬‬
‫ت‬ ‫• صعوبــة بعــض مواقع خ‬
‫الرجــة وعدم القدرة عىل �مل املســؤولية‪.‬‬
‫االخ�ة‪.‬‬
‫الترص� خالل االربع ســنوات ي‬ ‫عــدم منح ي‬ ‫•‬
‫الديــة مــن طــرف التالميذ واسـهت تارمه‪ ،‬امم قد يؤدي اىل حدوث مشــاجرات أو حوادث‪.‬‬
‫انعــدام ج‬ ‫•‬
‫اال�راط الفعال من طرف املشـ ي ن‬
‫ـارك�‪.‬‬ ‫عــدم ن خ‬ ‫•‬
‫ـو�ت الـت ي تتع�ضك للقيام ب� خلرجات الدراســية‬ ‫الصعـ ب‬ ‫•‬

‫ف‬ ‫بخ‬ ‫أ‬ ‫رت‬ ‫ت‬ ‫ن أ‬


‫ـو�ت‬ ‫ب‬ ‫ـ‬ ‫الصع‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫أوال‬ ‫ـى‬
‫ـ‬ ‫تتج‬ ‫ـية‬
‫ـ‬ ‫اس‬‫ر‬ ‫د‬ ‫ـات‬
‫ـ‬ ‫رج‬ ‫�‬ ‫ـام‬
‫ـ‬ ‫للقي‬ ‫ـاتذة‬
‫ـ‬ ‫س‬‫ال‬ ‫ض‬ ‫ـ‬ ‫تع‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ت‬ ‫ـو�‬
‫ب‬ ‫ـ‬ ‫الصع‬ ‫ن‬ ‫�‬‫انطالقــا مــن املبيــان يتبـ يـ� ب‬
‫ـو�ت املاديــة‬ ‫ـو�ت تنظيميــة بنســبة ‪ ،25%‬والصعـ ب‬ ‫ـا�ت والتجهـ ي زـ�ات بنســبة ‪ ،26%‬صعـ ب‬ ‫إالداريــة بنســبة ‪ ،29%‬ضعــف االمـ ن‬
‫ب ‪20%.‬‬
‫تنظــم خ‬ ‫ت ف‬ ‫ض‬ ‫ت‬ ‫أ أ‬
‫صعــو�ت‬‫ب‬ ‫وه لكهــا‬ ‫ي‬ ‫اســية‬‫ر‬ ‫الد‬ ‫رجــات‬ ‫ال‬ ‫ي ي‬ ‫�‬ ‫ــم‬ ‫رغب�‬ ‫أثنــاء‬ ‫ت‬ ‫صعــو�‬
‫ب‬ ‫عــدة‬ ‫ــم‬‫�‬ ‫تع�‬ ‫ســاتذة‬ ‫ال‬ ‫يتضــح ب�ن‬
‫ـذ� يتخوفــون‬ ‫اجرائيــة واداريــة مثــل اعطــاء تال�اخيــص للتالميــذ‪ ،‬غيــاب وســائل النقــل‪ ،‬موافقــة بآ�ء وأوليــاء التالميــذ الـ ي ن‬
‫ف‬
‫مــن انعــدام املســؤولية وصعوبــة الســيطرة عــى التالميــذ املس ـهت ت� ي ن�‪ .‬يو�جــع الســبب ي� تعقيــد االج ـراءات القانونيــة اىل‬
‫أ‬
‫املســؤولية الكبـ يـرة ال ـت ي يتحملهــا الفريــق تال� بــوي ب� مكــه إذا مل تكــن لك االج ـراءات مســتوفية للـ شـروط القانونيــة‪ ،‬للحفــاظ‬
‫ـر� والتالميــذ ب� خلصــوص‪.‬‬ ‫عــى ســامة املؤطـ ي ن‬

‫‪279‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫• البدائــل الـت ت�اها مناســبة لتعويض خ‬
‫الرجة الدراســية‬ ‫ي‬

‫عل�ــا االســاتذة ف� تعويــض خ‬ ‫ن‬ ‫ئ‬


‫النتــا� ض‬
‫الرجــات‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫يعتمــد‬ ‫اخــرى‬ ‫بدائــل‬ ‫هنــاك‬ ‫أن‬ ‫يتبــ�‬
‫ي‬ ‫اعــاه‬ ‫ــة‬ ‫املو�‬ ‫ج‬ ‫مــن خــال‬
‫ق‬
‫املــدرس او‬
‫ي‬ ‫الدراســية‪ ،‬مثــل املــوارد الر�يــة بنســبة ‪، 70%‬و ‪ 21%‬نم�ــم يســتعملون وســائل اخــرى اكالســتعانة ب�لكتــاب‬
‫أ‬
‫القيــام بخ�رجــات مصغــرة داخــل املؤسســة‪ ،‬و ‪ 9%‬مــن الســاتذة يســتعينون ثبو�ئــق و معطيــات اضافيــة‪.‬‬
‫الصعــو�ت الــت‬
‫ب‬ ‫بســبب‬ ‫اســية‬‫ر‬ ‫الد‬ ‫رجــات‬ ‫يتضــح ب أ�ن أالســاتذة ي�اولــون االســتعانة بوســائل أخــرى لتعويــض خ‬
‫ال‬
‫ي‬
‫ج‬
‫توا�هــم للقيــام ب�ــا‪.‬‬

‫‪ .3‬أهمية اخلرجات الدراسية‬


‫ف‬ ‫ـز�رة امليدانيــة او خ‬
‫الرجة الدراســية ي� تدريس مــادة علوم احلياة واالرض؟‬ ‫• هــل ت�ى ان الـ ي‬

‫‪280‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫أ‬
‫املســتجوب� ي ج�معــون عــى إلزاميــة القيــام ب� خلرجــات‬
‫ين‬ ‫مــن خــال هــذا املبيــان يتضــح ب�ن ‪ 82%‬مــن االســاتذة‬
‫يعت� نو�ــا حمبــذه‪.‬‬
‫غــر ض�وريــة‪ ،‬و ‪ 6%‬ب‬ ‫الرجــات الدراســية ي‬ ‫الدراســية‪ ،‬و‪ 12%‬نم�ــم يقولــون ان خ‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫كبــرة ي� تدريــس مــادة علــوم احليــاة واالرض‪ ،‬حيــث أن أغلبيــة االســاتذة‬ ‫ي‬ ‫أمهيــة‬ ‫اســية‬ ‫ر‬ ‫الد‬ ‫للخرجــات‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫يتضــح ب‬
‫ف‬ ‫ة ن‬ ‫ف‬
‫أكــدوا عــى إلزاميــة القيــام ب�ــا‪ ،‬ملــا هلــا مــن دور كبـ يـر وفعــال ي� تهسيــل بنــاء الــدرس‪ .‬لكــن نســبة قليــ� م�ــم تكت ـ ي‬
‫ب�لتعويــض نع�ــا بوســائل أخــرى ويعتــرب ون نأ�ــا ليســت ض�وريــة‪.‬‬
‫ف‬ ‫• هــل تســامه خ‬
‫الرجات الدراســية ي� تهسيل بناء الدرس؟‬

‫ئ أ‬
‫ـا� ب�ن نســبة ‪ 94%‬مــن االســاتذة املســتجوبون ي ج�معــون عــى ان القيــام ب� خلرجــات الدراســية‬ ‫يتضــح مــن خــال النتـ ج‬
‫ت‬
‫أمهي�ــا‪.‬‬ ‫تســامه ف� تهسيــل بنــاء الــدرس داخــل الفصــل‪ ،‬بيـ نـام نســبة‪ 6%‬نم�ــم تنـف‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫هــذا يبـ ي نـ� عــى أن النشــطة ال ـت يقــوم ب�ــا املتعملــون أثنــاء خ‬
‫الرجــة الدراســية تســاعد كثـ يـرا ي� بنــاء الــدرس وكذلــك‬ ‫أ ي‬
‫تشــجهعم عــى املشــاركة واعطــاء الفــار‪ ،‬امم ي خ�لــق جــوا مــن التفاعــل داخــل القــم‪.‬‬
‫ف‬
‫الرجــة الدراســية لملتعــم ي� املج ــاالت التاليــة‪:‬‬ ‫‪ .4‬مــن خــال ت ج�ربتــك ف� همنــة التدريــس مــا الــذي تضيفــه خ‬
‫الوجــدا� و املهــارا�‪.‬ت‬
‫ن‬ ‫ي ف‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫املعــر�‪،‬‬
‫ي‬ ‫الديداكتيــ�‪،‬‬
‫ي‬ ‫البيداغــو�‪،‬‬
‫جي‬
‫أ‬
‫اكلتال‪:‬‬
‫ي‬ ‫ـاتذة‬
‫ـ‬ ‫س‬‫ال‬ ‫مــن خالل تفريغ االسـ تـامرات اكنــت أغلبية أجوبة‬
‫ف‬ ‫• البيداغـ جـو�‪ :‬النقــل الديداكتــ� لملعــارف مــن النظــري اىل ق‬
‫التطبي�‪ ،‬تعرف منـ جـاه جديدة ي� امليدان‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ومالحظ�ــا عــن كثــب‪ ،‬تصحيح التمثــاث عند املتعمل‪.‬‬ ‫ت‬ ‫• الديداكتيـ يـ�‪ :‬تصحيــح املعطيــات‬
‫ف‬
‫ـر� ‪ :‬ت�ســيخ و تعميــق املعــارف‪ ،‬توســيع االفــاق املعرفية و الربط بـ ي نـ� مخ تلف املواد‪.‬‬ ‫• املعـ ي‬
‫الوجــدا� ‪ :‬احلمــاس‪ ،‬التعــاون‪ ،‬تال�فيــه ‪ ،‬املبــادرة ‪،‬االبــداع‪ ،‬االكتشــاف‪ ،‬االنفتــاح‪ ،‬االندمــاج و التحــرر مــن‬ ‫ن‬ ‫•‬
‫ي‬
‫خ‬
‫الجــل‪.‬‬

‫‪281‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫• املهــار تا� ‪ :‬اســتعمال االدوات املوظفــة ف� خ‬
‫الرجــة ب�نواهعــا مــا ال ي�ققــه الفصــل‪ ،‬اكتســاب همــارة العمــل ي�‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫مــاع‪.‬‬
‫ال ي‬ ‫امليــدان و العمــل ج‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫أ‬ ‫ين‬
‫وتدعــم العمليــة التعليميــة التعمليــة نظــرا ملــا تضيفــه لملتعــم ي�‬
‫ي‬ ‫تطــو�‬ ‫�‬
‫ف ي ي‬ ‫دور‬ ‫اســة‬ ‫ر‬ ‫الد‬ ‫للخرجــات‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫يتبــ� لنــا ب‬
‫الوجــدا� و املهــار ت يا�‪.‬‬
‫ي‬
‫ن‬ ‫املعــر�‪،‬‬
‫ي‬ ‫الديداكتيــ�‪،‬‬
‫ي‬ ‫البيداغــو�‪،‬‬
‫جي‬ ‫املج ــال‬

‫‪ .5‬تنظيم اخلرجة الدراسية‬


‫تنظ� خ‬ ‫ن ف‬ ‫ت‬
‫الرجة الدراســية‬ ‫ـتع� ب�ا ي� ي‬ ‫ال� تسـ ي‬‫• الوســائل ي‬
‫تنظ� خ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫أ‬
‫اكلتال‪:‬‬
‫ي‬ ‫ه‬‫ي‬ ‫ـية‬
‫ـ‬ ‫اس‬‫ر‬ ‫الد‬ ‫رجة‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫�‬‫ي‬ ‫ـا‬
‫ـ‬‫�‬‫ب‬ ‫ـتعينون‬ ‫ـ‬ ‫يس‬ ‫ال�‬
‫ي‬ ‫ـائل‬‫ـ‬ ‫الوس‬ ‫أن‬ ‫عىل‬ ‫ـاتذة‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫جأ�ــع أغلبيــة‬
‫ف‬ ‫• دالئــل خ‬
‫الرجات الدراســية املنجــزة ي� املغرب أو خارجه‪.‬‬
‫• وســائل ديداكتيكية ولوجســتيكية‬
‫الرجات املنظمة ســابقا‬ ‫• اسـ ثـت�ر خ‬
‫ين‬ ‫ف‬
‫املتخصص� والزمالء‬ ‫• االســتعانة ي� التأطـ يـر ببعــض‬
‫• وسائل النقل‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫ف أ‬ ‫أ‬
‫عل�ــا ي� تنظـ يـم‬
‫ي‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫يعتم‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫اري‬‫ز‬‫الو‬ ‫ات‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫املذك‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫بذك‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫املقدم‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫جوب‬ ‫ال‬ ‫�‬‫ي‬ ‫ـاتذة‬‫ـ‬ ‫س‬‫ال‬ ‫يتضــح لنــا أنــه مل يتطــرق أي مــن‬
‫أ‬ ‫خ‬
‫الرجــة الدراســية وال ـت ي تنــص عــى ض�ورة القيــام ب�ــا‪ ،‬وذلــك للســف لعــدم توفرهــا وصعوبــة احلصــول ي‬
‫عل�ــا‪.‬‬
‫القبل للخرجات الدراســية ؟‬ ‫• هــل تقــوم ب�لتحضـ يـر ي‬

‫‪282‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ئ‬
‫ـذ� يقومــون ب� خلرجــات الدراســية‪ ،‬يقومــون ب�لتحضـ يـر القبـ يـ� هلــا و‬ ‫ـا� أن ج�يــع االســاتذة الـ ي ن‬
‫ج‬ ‫يتبـ ي نـ� مــن خــال النتـ‬
‫ذلــك ن� ت ج� لدر تاي�ــم ب أ�مهيــة االســتعداد املســبق‪ ،‬ألن مــدى ن ج�ــاح خ‬
‫الرجــة ودرجــة االســتفادة نم�ــا ي�تبطــان ب�ــا إىل حــد كبـ يـر‪.‬‬
‫• شا�اك التالميــذ ف� خ‬
‫الرجة الدراســية‬ ‫ي‬

‫الرجــة الدراســية و‪ 5%‬نم�ــم ال يقومــون‬ ‫يتبــ� ب أ�ن ‪ 95%‬مــن االســاتذة املســتجوبون يقومــون ب� ش�اك التالميــذ ف� خ‬ ‫ين‬
‫ي‬
‫بذلــك‪.‬‬
‫ز‬ ‫خ‬ ‫ف‬ ‫خ‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫وتشــجع�م عــى‬
‫ي‬ ‫مه‬ ‫لتحفــ�‬
‫ي‬ ‫وذلــك‬ ‫اســية‪،‬‬ ‫ر‬ ‫الد‬ ‫رجــة‬ ‫ال‬ ‫تنظــم‬
‫ي ي‬ ‫�‬ ‫التالميــذ‬ ‫اط‬‫ر‬ ‫ــ‬ ‫ا�‬ ‫مهيــة‬ ‫�‬ ‫وهــذا ي�جــع اىل ادر أاهكــم ب‬
‫أ‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫خ‬ ‫ن‬ ‫ف‬
‫و� �قيــق الهــداف املنشــودة نم�ــا‪ ،‬ب� إلضافــة اىل‬ ‫ت‬
‫االندمــاج والتواصــل‪ ،‬بو�ن مشــارك�م هلــا دور ي� ج�ــاح الرجــة ي‬
‫ت‬
‫اســتفاد�م معرفيــا وهماراتيــا‪.‬‬
‫الرجة؟‬ ‫عل�ــا أثناء خ‬
‫• هــل تقــوم ب�سـ ثـت�ر املعطيــات واملعلومات احملصل ي‬

‫ـا� يتبـ ي نـ� ان ‪ 100%‬مــن االســاتذة املسـ ي ن‬ ‫ئ‬


‫ـتجوب� يقومــون ب�سـ ثـت�ر املعطيــات و املعلومــات احملصــل ي‬
‫عل�ــا‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ج‬ ‫مــن خــال النتـ‬
‫الرجــة هــو االستكشــاف جو�ــع املعطيــات واملعلومــات‬ ‫الرجــة ف� الــدرس‪ .‬وهــذا ي ـب ن ب�ن اهلــدف الســاس مــن خ‬ ‫أثنــاء خ‬
‫ي‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫الـت ي سيســاعد اسـ ثـت�رها ي� بنــاء الــدرس‪.‬‬

‫‪283‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫عل�ــا أثناء خ‬
‫الرجة؟‬ ‫• كيــف يـ تـم اسـ ثـت�ر املعطيــات واملعلومات احملصل ي‬
‫عل�ــا اثنــاء القيــام ب� خلرجــات الدراســية مــن طــرف االســاتذة داخــل‬ ‫تيــم ث‬
‫اســت�ر املعطيــات واملعلومــات احملصــل ي‬
‫لم� تو�كيــب التعملــات مــن طــرف التالميــذ‪ ،‬وكذلــك أثنــاء انشــطة احليــاة‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ـوم‬
‫ـ‬ ‫الفصــل ف� طــرح االشــاليات وبنــاء ف‬
‫امل�‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫املدرســية داخــل املؤسســة‪.‬‬
‫بتقو� خ‬
‫الرجة؟‬ ‫• هل تقــوم ي‬

‫ـو� خ‬
‫الرجــة‪ ،‬بيـ نـام ‪ 4%‬نم�ــم ال يقومــون‬ ‫ـا� يتضــح ب أ�ن ‪ 96%‬مــن االســاتذة املسـ ي ن‬
‫ـتجوب� يقومــون بتقـ ي‬
‫ئ‬
‫مــن خــال النتـ ج‬
‫بذلــك‪.‬‬
‫تقــو� التالميــذ بعــد ن�ايــة خ‬ ‫ض أ أ‬
‫الرجــة‪ ،‬وذلــك للتأكــد مــن مــدى‬ ‫وهــذا يــو� ب�ن الســاتذة يؤكــدون عــى ض�ورة ي‬
‫أ‬
‫املفاهــم الساســية‪.‬‬
‫ي‬ ‫اســتيعا�م تو� نك�ــم مــن‬
‫ب‬

‫خالصة‬
‫أ‬ ‫ئ‬
‫رت� يتبـ ي نـ� لنــا مــن خــال أجوبــة التالميــذ‪ ،‬ب�ن نســبة كبـ يـرة‬
‫عل�ــا بعــد تفريــغ االسـ تـام ي ن‬
‫ي‬ ‫ـا� احملصــل‬
‫ج‬ ‫مــن خــال النتـ‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫غ‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫نم�ــم مل يقومــوا بخ�رجــات دراســية � مــادة علــوم احليــاة والرض‪ ،‬ر� ت‬
‫رغب�ــم الكبـ يـرة ي� القيــام ب�ــا‪ ،‬واملشــاركة ي� تنظيمهــا‬ ‫ي‬
‫ت‬ ‫ف‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫ملــا هلــا مــن أمهيــة ي� تنميــة روح املواطنــة والقـ يـم الخالقيــة‪ .‬وكذلــك دورهــا الفعــال ي� �ســيخ املفاهـ يـم العمليــة وتبســيطها‬
‫الرجــات الدراســية ض�وريــة وإلزاميــة‬ ‫نتيجــة االتصــال املبـ شـا� واالحتــاك ب�لطبيعــة‪ .‬وهــذا مــا أكــده أالســاتذة عــى أن خ‬
‫ف‬
‫ي� تدريــس املــادة‪.‬‬
‫الرجــة يســتفاد‬‫ـتجوب� عــى أن املعطيــات واملعلومــات املج معــة خــال خ‬ ‫لقــد جأ�ــع أغلبيــة أالســاتذة والتالميــذ املسـ ي ن‬
‫ف‬
‫نم�ــا خــال الوحــدة الدراســية ي� صياغــة امللخــص‪ ،‬امك نأ�ــا تشــل جمــاال خصبــا لطــرح التســاؤالت واالشــاليات‪ ،‬امم يتيــح‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫ـال معليــة بنــاء الــدرس‪.‬‬
‫للتالميــذ املشــاركة بشــل فعــال ي� بنــاء و�كيــب التعملــات بو�لتـ ي‬

‫‪284‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ـو� التالميــذ بعــد خ‬
‫ـار� بشــل فــردي أو ج�ـ ف ي‬
‫ـاع‬ ‫ـد� عــرض شــامل أو كتابــة تقـ ي‬ ‫الرجــة بواســطة تقـ ي‬ ‫وتكــون معليــة تقـ ي‬
‫لتجن�ــا ي�‬ ‫ت‬
‫ســلبيا�ا ب‬ ‫الرجــة ي ز‬
‫لتعز�هــا‪ ،‬ومعرفــة‬ ‫ومكتســبا�م‪ ،‬وكذلــك لتحديــد ي جا�ابيــات خ‬
‫ت‬ ‫وذلــك للتأكــد مــن ت‬
‫تعملا�ــم‬
‫امل ـرات املقبـ ةـ�‪.‬‬
‫ن‬
‫ـذ� قامــوا ب إ� ج�ــاز خرجــات دراســية مــع التالميــذ تتجــاوز ســنوات معلهــم‬ ‫ـا� بينــت عــى أن أالســاتذة الـ ي ن‬ ‫ئ‬
‫امك أن النتـ ج‬
‫ف‬ ‫‪ 10‬ســنوات‪ .‬ن‬
‫صعــو�ت وعوائــق‪ ،‬تتجــى أساســا ي� صعوبــة‬ ‫ب‬ ‫وأ�ــم توقفــوا منــذ مــدة عــى تنظيمهــا وذلــك راجــع لعــدة‬
‫أ‬
‫االجـراءات االداريــة وتعقيدهــا‪ .‬وللتعويــض نع�ــا يلجــأ معظــم الســاتذة الســتعمال وســائل أخــرى بديـ ةـ�‪ ،‬لتقــرب التالميــذ‬
‫الرجــات البيئيــة‬ ‫ولــو بشــل بســيط مــن أالوســاط الطبيعيــة‪ ،‬اكســتعمال مــوارد قر�يــة لبعــض التقنيــات املســتعملة ف� خ‬
‫ي‬
‫ث‬
‫ـدرس وو�ئــق اضافيــة‪...‬‬ ‫خ‬ ‫�ش‬
‫اليولوجيــة‪ ،‬االســتعانة ب يــط مصــور لرجــة منجــزة مــن قبــل‪ ،‬االســتعانة ب�لكتــاب املـ ي‬ ‫وكذلــك ج‬

‫فهرس املراجع‬
‫والرض ب�ملغرب ‪" ،‬دليــل خ‬‫أ‬ ‫ق‬
‫الرجات امليدانيــة البيئية"‪.‬‬ ‫ـو� ‪ ،‬ج�عيــة ي‬
‫مدرس علــوم احلياة‬ ‫‪]1[ :‬مسـ يـر عبــد الرفيــع ‪ ،‬حممــد شـ ي‬
‫ن ف‬ ‫ن‬
‫لالمتحــا�ت املهنيــة و الكفــاءة تال� بويــة و مبــاراة التفتيــش‪ ،‬الطبعــة‬
‫ن‬ ‫"املعــ� ي� تال� بيــة" ‪ ،‬مرجــع‬
‫اســل� ي� ‪ ،‬ي‬
‫العــر� ي‬
‫الدكتــور ب ي‬ ‫[‪: ]2‬‬
‫خ‬
‫السادســة ‪ ،‬ت� ير� االصــدار يوليــوز ‪.2013‬‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫[‪ : ]3‬دليــل االســتاذ "املفيــد ي� علــوم احليــاة و الرض" الســنة الثانية من التعلـ يـم الثانوي االعدادي‪.2004 ،‬‬

‫‪285‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫امللحق‬

‫‪286‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪287‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪288‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫اهلندسة اللغوية والتقنية‬

‫‪21‬‬
‫حماولة بناء برنامج إلكرتوني لتعليم اللغة العربية وتعلمها‬

‫الدكتور عبد العالي العامري‬


‫الديدة‬ ‫الهــوي ملهــن تال� بية والتكـ ي ن‬
‫ـو� الدار البيضاء ســطات‪ -‬فرع ج‬ ‫املركــز ج‬

‫ملخص‬
‫ينــدرج هــذا العمــل ض�ــن اهلندســة اللغويــة ب�عتبارهــا حقــا معرفيــا جديــدا‪ ،‬مــن أمه مقوماتــه اللســانيات التطبيقيــة‬
‫و� لتعلـ يـم اللغــة العربيــة‬ ‫رت ن‬ ‫ن‬ ‫ة‬ ‫خ‬
‫واللســانيات احلاســوبية عــى وجــه الصــوص‪ .‬نعـ جـال فيــه مســأل تقنيــة تتعلــق ببنــاء أ ب�� جم إلك ـ ي‬
‫امل�ايــد عــى تعــم اللغــة العربيــة وتعليمهــا إمــا لغ ـراض ديبلوماســية أو اقتصاديــة أو‬ ‫وتعملهــا حاســوبيا‪ ،‬نظ ـرا إللقبــال تز‬
‫ف‬ ‫اســت�ر هــذه الوســائل إال ت‬ ‫إل‪ .‬ومــا دمنــا نعيــش ف ي� عــر املعلومــات والتكنولوجيــا‪ ،‬البــد مــن ث‬ ‫اج�ت عيــة ‪ ...‬خ‬
‫لك�ونيــة ي�‬
‫فالتعلــم بواســطة الوســائل إال ت‬ ‫ف‬
‫لك�ونيــة‬ ‫ي‬ ‫الالكســيك‪،‬‬
‫ف ي‬ ‫والتعــم‬ ‫التعلــم‬
‫ي‬ ‫�‬
‫غــر موجــودة ي‬
‫التعلــم والتعــم‪ ،‬ملــا هلــا مــن مــز يا� ي‬
‫ي‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ســامه ي� فتــح آفــاق جديــدة ي� التعــم‪ ،‬ي جو�عــل املتعــم عن ـرا فاعــا ي� العمليــة التعليميــة التعمليــة‪.‬‬

‫الكلمات املفاتيح‬
‫ت ن‬
‫و�‪ ،‬اللســانيات احلاســوبية‪.‬‬ ‫ن‬
‫اهلندســة اللغويــة‪ ،‬التقنيــة‪ ،‬ب�� جم إلك� ي‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪This work is part of the linguistic engineering as a new field study, which its the most important‬‬
‫‪branches are Applied Linguistics and Computer Linguistics. The work is discussing a technical issue‬‬
‫‪related to the construction of a Tutorial to teach Arabic language, as a result of increasing demand for‬‬
‫…‪learning Arabic language for diplomatic, economic or social purposes‬‬

‫‪289‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪As long as we live in the age of informatics and technology, we have to invest technology in teaching‬‬
‫‪and learning, because It has more advantages than classical methods in teaching and learning. It contribut‬‬
‫‪to opening new horizons in learning, and makes the learner active in the educational process.‬‬
‫‪The work try to develop a set of standards and foundations for building a tutorial program to‬‬
‫‪teach Arabic language, including what is art and what is the technical ones, pointing out a series of tests‬‬
‫‪involving the construction of the tutorial of teaching and learning Arabic language.‬‬
‫‪Keywords: linguistic architecture, technology, electronic program, computational linguistics.‬‬

‫مقدمة‬
‫ف‬
‫لم� وتقـ ن يـ� لتوضيــح اهلندســة اللغويــة والتقنيــة‪ ،‬مــن أجــل املســامهة‬ ‫ي‬ ‫نســى ي� هــذه الورقــة البحثيــة إىل بلــورة تصــور ع‬
‫ـد� تعلـ يـم ممـ ي زـ� للعربيــة عــن طريــق بنــاء ب� ن� جم إلكـرت نو� رائــد يســاعد عــى تعــم اللغــة العربيــة ت‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫وثقاف�ــا‪ ،‬لكــون التعلـ يـم‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫تق‬ ‫�‬
‫في‬
‫ت‬
‫ـد�ت كثـ يـرة‪ ،‬ب�عـ نـى أن تعلـ يـم اللغــة العربيــة ب�اجــة ماســة إىل ثــورة معلوماتيــة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ـ‬‫و�‬ ‫ت‬ ‫ـو�‬
‫ب‬ ‫ـ‬ ‫صع‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫ج‬
‫توا�‬ ‫ـر�‬
‫بي‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـامل‬‫ـ‬ ‫الع‬ ‫�‬
‫تي‬
‫ومتابع�ــا عـرب الشــبكة املعلوماتيــة الـت أصبحــت اليــوم‪ ،‬تقــدم خدمــات جليـ ةـ� لملتعملـ ي نـ� والراغبـ يـ�ن‬ ‫ت‬ ‫�كننــا مــن اســتعماهلا‬
‫ن‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫ـد� �ــط مبتكــر‬ ‫ـو�‪ ،‬لجــل الوصــول إىل أك ـرب عــدد مــن املتعملـ ي نـ�‪ ،‬وتقـ ي‬ ‫ي‬ ‫ي� التعــم ع ـرب العــامل‪ ،‬بفضــل التطــور التكنولـ ج‬
‫ف‬ ‫لك� ي ن‬ ‫والتعلــم إال ت‬ ‫ف‬
‫تعلــم اللغــة العربيــة ي� ضــوء رؤيــة مؤسســية‬ ‫ي‬ ‫لتطــو�‬
‫ي‬ ‫ونيــ�‪ ،‬فاحلاجــة تبــدو ماســة‬ ‫ي‬ ‫وجديــد ي� التعــم‬
‫ي‬ ‫ف‬
‫التقــد�‪ ،‬أو بنــاء‬ ‫املعايــر املوضوعــة عامليــا وتقنيــا ولســانيا وثقافيــا‪ ،‬ســواء ي� أســاليب‬ ‫ي‬ ‫متطــورة وفــق أحــدث‬ ‫ق‬ ‫عرصيــة‬
‫ـ�‪ ،‬ومنافســته‪ ،‬وانتظاميتــه‪،‬‬ ‫ـو�‪ ،‬ب�ــا ي�قــق جــودة املنتــج التعليـ ي‬ ‫ـر�‪ ،‬أو اس ـرت اتيجيات التعــم والتعلـ يـم والتقـ ي‬ ‫احملتــوى الـ ي‬
‫وفعاليتــه‪.‬‬

‫‪ - 1‬دوافع البحث‬
‫ن‬
‫مــن ي نب� دوافع هــذا البحث ج�د‪:‬‬
‫أ‪ .‬دافع لغوي‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫كبــر مــن‬
‫كــون عــدد ي‬ ‫تعلــم اللغــة العربيــة وتعملهــا‪ ،‬الــت ي تتمثــل ي�‬
‫ي‬ ‫ي�كــن تلخيــص الدافــع اللغــوي ي� إشــالية‬
‫ف‬ ‫ـادر� عــى إتقــان اللغــة العربيــة كتابــة تو�ـ ث‬
‫ـد� (أو رامس ونطقــا)‪ .‬ومــرد هــذا إالشــال‪ ،‬ي� جــزء كبـ يـر منــه‪،‬‬ ‫املتعملـ ي نـ� غـ يـر قـ ي ن‬
‫ف‬
‫ـد� تعلـ يـم ي� املســتوى املطلــوب والتصــدي هلــذه إالشــالية ال ـت ي أصبحــت‬ ‫إىل عج ــز الوســائل التعليميــة الالكســيكية عــن تقـ ي‬
‫ف‬
‫عائقــا أمــام املتعملـ ي نـ� الراغبـ ي نـ� ي� تعــم اللغــة العربيــة‪.‬‬
‫ب‪ .‬دافع منهجي‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ن ف‬
‫لو� عــام يتمثــل ي� ض�ورة اســتعمال التقنيــة ي� جمــال التدريــس مــن أجــل‬ ‫ـ� ي� إجـراء إبســتيمو يج‬ ‫يتمثــل الدافــع امل�ـ ج ي‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫ـر� وتطويعــه حاســوبيا‪ ،‬ملسـ يـا�ة التطــورات املعرفيــة ال ـ ي تعر�ــا ج�يــع العلــوم املعرفيــة ي� ظــل الثــورة‬ ‫تطـ يـو� الفكــر العـ ب ي‬

‫‪290‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬ ‫ت ف‬
‫يعر�ــا العــامل اليــوم‪ .‬ض‬ ‫ق‬
‫و�ورة التفكـ يـر ي� تطـ يـو� تعلـ يـم وتعــم اللغــة العربيــة‪ ،‬ب�يــث ي ج�ــب أن ننظــر بشــمولية‬ ‫الر�يــة ال يـ‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫ي� املج ــاالت املعرفيــة ال ـت ي تصــب ي� بوتقــة نال�ــوض بتعلـ يـم اللغــة العربيــة‪ ،‬فالثــورة الصناعيــة ســامهت ي� ظ�ــور وســائل‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫تكنولوجيــة مــن شـ نـأ�ا خدمــة اللغــة العربيــة‪ ،‬حيــث أصبحــت لل ـرب جام إال ت‬
‫لك�ونيــة احلاســوبية فاعليــة ي� هــذا املنــى ي�‬
‫تعلـ يـم اللغــة العربيــة‪.‬‬

‫‪ - 2‬اهلندسة اللغوية‬
‫‪ 1.2‬مفهوم اهلندسة اللغوية‬
‫آ‬ ‫آ‬
‫ـخ� ال ةل خلدمــة اللغــة‪ ،‬ب�عـ نـى هندســة اللغــة بواســطة ال ةل‪ ،‬بو�ــذا نكــون أمــام العالقــة‬‫يقصــد ب�هلندســة اللغويــة تسـ ي‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫شــب�ة �امــا ب�لعالقــة الــت ج�عــت ي ز‬ ‫ين‬
‫الر�ضيــات ي� القــرون‬ ‫ي‬ ‫الفــ� ي�ء بعــم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وه عالقــة‬‫ي‬ ‫بــ� اللســانيات وعــم احلاســوب‪،‬‬
‫ف‬ ‫الديــد‪ :‬أن إبــداع النظريــة ي ز‬ ‫�ش‬ ‫ف‬ ‫ن‬
‫الف� ي�ئيــة ي�‬ ‫لم� ج‬
‫ـابقة‪ ،‬فقــد بـ يـ� جاســتون ب�شــار (‪ )1983‬ي� كتابــه امل ــور الفكـ أـر الع ي‬ ‫السـ‬
‫الر�ضيــات ( الداة)‪ 1.‬هكــذا تعــد اهلندســة اللغويــة حقــا معرفيــا‬ ‫حــد ذا�ــا راجــع إىل التقــدم احلاصــل عــى مســتوى ي‬ ‫ت‬
‫والقضــا�‬
‫ي‬ ‫ت‬
‫جديــدا مــن أمه مقوماتــه اللســانيات التطبيقيــة‪ 2‬واللســانيات احلاســوبية‪� 3،‬ــدف إىل ي جإ�ــاد بعــض احللــول‬
‫ف‬
‫الــودة‪.‬‬ ‫واملشــالك ال ـت ي أصبحــت تفــرض نفهســا ي� ميــدان التعلـ يـم والتعــم كضعــف التحصيــل املنبثــق مــن رداءة ج‬
‫‪ 2.2‬موضوع اهلندسة اللغوية‬
‫ف‬
‫معالــة اللغــة العربيــة حاســوبيا‪ ،‬لكــون هــذا‬‫ت�ـ تـم اهلندســة اللغويــة ب� خلصائــص احلاســوبية الطبيعيــة ي� اللغــة‪ ،‬أي ج‬
‫املوضــوع‪ ،‬أصبــح حمــط اهـ تـامم العديــد مــن خ‬
‫ال ـرب اء واملهتمـ ي نـ� ب�هلندســة اللغويــة عربيــا وعامليــا‪ ،‬ب�عتبارهــا لغــة قــادرة عــى‬
‫بيــام نقصــد خضــوع‬‫عــى مكننــة اللغــة‪ ،‬ن‬ ‫حمــاول تطويــع اللغــة لقيــود احلاســوب ب� ن‬ ‫ة‬ ‫توصيــف احلاســوب‪ ،‬ب�يــث ال نقصــد‬
‫أ‬ ‫غ‬
‫ملعالــة اللغــة‪ ،‬أي أن االنطــاق ينبـ يـى أن يكــون مــن املوضــوع (اللغــة) وليــس مــن الداة (احلاســوب)‪.‬‬ ‫احلاســوب ج‬
‫‪ 3.2‬مراحل اهلندسة اللغوية‬
‫بمــة‬‫تنبـ ن يـ� اهلندســة اللغويــة عــى ثالثــة مراحــل أساســية‪ ،‬يه التخطيــط (‪ )Planing‬والتنظـ يـم (‪ )Organisation‬وال� ج‬
‫تعــى بصناعــة اللغــات‪ ،‬وتعمــل عــى جدم‬ ‫(‪ ،)Programmation‬ب�عتبارهــا فامل�ــوم املركــزي ف� اهلندســة اللغويــة ن‬
‫لكو�ــا ن‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫الوارزميــة‪ ،5‬لكو�مــا يشكلان حمــور صناعــة اللغــة‪.‬‬ ‫الر�ضيــة خ‬
‫القواعــد الصوريــة‪ 4‬والقواعــد ي‬
‫ن خ ف‬ ‫بميــات تعليميــة حموســبة ينبـ غـى تظافــر ج�ــود اللسـ ي ن‬
‫وال ـرب اء ي� جمــال اللســانيات العامــة‪،‬‬ ‫ـوبي�‬
‫ـاني� احلاسـ ي‬ ‫ي‬ ‫إولعــداد � ج‬
‫غ‬ ‫تخ‬ ‫ض‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫بميــة ينبـ يـى أن يكــون شــامال‬ ‫ـص التنظـ يـر والتطبيــق‪ ،‬و�طيــط ال� ج‬ ‫بميــات ي� التعلـ يـم والتعــم‪� ،‬ــذا تالعمــل يقتـ ت ي‬ ‫لتطـ يـو� � ج‬
‫و� هــذا الصــدد بـ يـ�ن‬ ‫ف‬
‫ـدف املنشـ فـود مــن وضهعــا‪ .‬ي‬ ‫االر�اليــة‪ ،‬ال ـ ي تنــأى عــن أاهلـ‬
‫للجوانــب التعليميــة والفنيــة بعيــدا عــن ج‬
‫بميــات واملتمثــل أساســا‬
‫ف ت‬ ‫لك مــن الباحثـ ي نـ� كــروزات (‪ )Grozat‬تو�اكنــو (‪ Trigano)6‬العنــر ال كـ ثـر أمهيــة ي� إعــداد ال� ج‬
‫ة‬ ‫ة‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫اال�ــاه‬
‫و� ج‬ ‫بميــة‪ ،‬وتلبيــة احتياجا�ــم‪ ،‬واملرونــة ي� االنتقــال مـتـن مرحــ� إىل مرحــ� أخــرى‪ .‬ي‬ ‫ي� الفئــة ال ـت ي تســتخدم ال� ج‬
‫تصمــم حمــم لملــوارد ال� بويــة‪ ،‬حــىت يكــون إالنتــاج يتــاءم مــع‬ ‫توفــر ي‬ ‫نفســه‪ ،‬أكــد ميشــيل (‪ Michele)7‬عــى ض�ورة ي‬
‫احملتــوى املطلــوب‪.‬‬
‫ن‬
‫التال‪:‬‬
‫بميات التعليمية احملوســبة عــى النحو ي‬ ‫وقــد أورد احليـ ةـ� (‪ 8)2006‬مراحــل جإ�ــاز ال� ج‬

‫‪291‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫والتصم�‬
‫ي‬ ‫مرحـ ةـ� التحليــل‬

‫مرحلة إالنتاج واحلوســبة‬

‫مرحـ ةـ� ي‬
‫التقو� واالختبار‬

‫مرحلة االستنســاخ والتوزيع‬

‫هكــذا تمكــن ج‬
‫وا�ــة احلوســبة اللغويــة‪ ،‬قصــد اســتغالل التقنيــة هلــا داخليــا‪ ،‬وجعلهــا تتحــم وتولــد اللغــة الطبيعيــة‬
‫املقــروءة واملكتوبــة مــن لــدن إالنســان‪.‬‬

‫‪ - 3‬التقنية والتعليم‬
‫البــري وجعــه ث‬ ‫التعلــم أداة مســاعدة للذهــن ش‬ ‫ف‬
‫أكــر قــدرة عــى التعــم‪ ،‬مــا دمنــا نعيــش‬ ‫يعــد توظيــف التقنيــة ي� ي‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫اليــوم ي� عــر يســى بعــر الثــورة املعرفيــة‪ ،‬الــذي أصبحــت فيــه التكنولوجيــا �تــل فيــه موقعــا هامــا‪ .‬وســامهت التقنيــة‬
‫ف‬
‫والبــداع‪ ،‬حيــث هسلــت معليــة التواصــل واالتصــال بـ ي نـ� حمــوري‬ ‫ـا� مــع املعلومــة تال� بويــة واملشــاركة إ‬
‫ي� التفاعــل إال ي ج�ـ يب‬
‫العمليــة تال� بويــة‪ ،‬فتعــد وســيطا معرفيــا مســاعدا‪ .‬لقــد أدت التكنولوجيــا املعلوماتيــة إىل خلــق بيئــة اتصاليــة جديــدة‬
‫ف‬ ‫ق‬ ‫�ش ف‬
‫ـر� لملعرفــة مــن تطــورات ي� جمــال‬‫أدخلــت الب يــة ي� ســوق عامليــة لملعلومــات واملعرفــة‪ ،‬بفعــل مــا أحدثــه التحويــل الـ ي‬
‫االتصــال‪ ،‬إذ أصبــح احلصــول عــى املعلومــة وتداوهلــا آنيــا‪ .‬امك ســاعدت عــى توفـ يـر وســائط احلــوار احلــر ع ـرب الصــورة‬
‫والملكــة والكتابــة إال ت‬
‫لك�ونيــة‪9.‬‬
‫لقــد أدى اتصــال اللغــة ب�لتكنولوجيــا إىل خلــق فضــاءات تعليميــة تعمليــة مغـ يـا�ة‪ ،‬معلــت عــى فتــح آفــاق جديــدة‪،‬‬
‫ف‬ ‫ن‬
‫� تســمح‬ ‫وإ�ــاز التواصــل ب إ�تقــان‪ ،‬ي‬‫وغـ يـرت مــن طــرق التواصــل بـ ي نـ� النــاس‪ .‬امك تســتطيع التقنيــة أن تقــوم بــدور الوســيط ج‬
‫ف‬
‫ب�لتكلم والكتابــة‪ ،‬أي توظيــف اللغــة ي� أشــاهلا املنطوقــة واملكتوبــة‪ .‬ال شــك أن جمــاالت اســتخدام وتوظيــف التقنيــة‬
‫أ‬ ‫آ‬ ‫ف‬
‫بميــات التعليميــة احملوســبة اللبنــة الســاس للتعلـ يـم‬ ‫ي� املج ــال تال� بــوي متنوعــة‪ ،‬شــلت يف�ــا ج‬
‫املعالــة الليــة وإنتــاج ال� ج‬
‫ال�ايــد الكبـ يـر الســتعمال احلاســوب‬ ‫إاللكـرت نو�‪ ،‬الــذي أصبــح ض�ورة ال حميــد عنــه ف� العمليــة التعليميــة التعمليــة نتيجــة تز‬
‫ن‬ ‫ف ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫ـو�‪ ،‬الــذي ســامهت جإ�ازاتــه التطبيقيــة بوضــع حملــات لغويــة‬ ‫ـر� والتكنولـ ج ي‬ ‫ج‬
‫ي� جمتمــع املعرفــة النــا� عــن االنفجــار املعـ ي‬
‫العلم� خدمــة اللغــة العربيــة‪10.‬‬ ‫ن‬
‫بميــات تعليميــة اهلــدف م�ــا تهسيــل التحصيــل‪ ،‬وتيسـ يـر البحــث ي‬ ‫و� ج‬
‫ـر� والقضــاء عــى‬
‫ف‬
‫ـ‬ ‫املع‬ ‫ـتوى‬‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ويســامه توظيــف التكنولوجيــا ف� املج ــال تال� بــوي إىل ت�قيــق التنميــة الب�ش‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫‪292‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫بــ� املتعــم وســوق الشــغل‪ ،‬الــذي أصبــح يتطلــب حاليــا معرفــة تكنولوجيــة‪ ،‬بفعــل‬ ‫أالميــة التكنولوجيــة الــت ت�ــول ي ن‬
‫أ‬ ‫ي‬
‫�ت‬ ‫ن‬ ‫�ش‬
‫لــو� الــذي اكتســح العــامل ب�رسه‪ ،‬وخلــق تنميــة ب يــة يــؤدي إىل �ضــة اقتصاديــة واج عيــة‪.‬‬ ‫التطــور التكنو ج ي‬
‫ف‬
‫وأكــدت جمموعــة مــن الدراســات اللســانية احلاســوبية عــى إعطــاء أولويــة ب�لغــة لتوظيــف التقنيــة ي� املج ــال تال� بــوي‬
‫ف ن‬
‫للتحــد�ت الــت ي يطرهحــا جمتمــع املعلوميــات‬ ‫ي‬ ‫ملــا هلــا مــن مــز يا� عمليــة ي� ج�ــاح العمليــة التعليميــة التعمليــة‪ ،‬ومواكبــة‬
‫ف‬
‫ـاس فال�ــري أن املدرســة مطالبــة بتوفـ يـر حضــوض كبـ يـرة عــى املســتوى الذهـ ن يـ�‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫الف‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫أك‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫فق‬ ‫ـن‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫اه‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫وقتن‬ ‫�‬‫ي‬ ‫واملعرفــة‬
‫ت‬
‫ـال ح ـىت تكــون اللغــة أداة فكــر واتصــال‪ ،‬وكذلــك لغــة تقانــة‪ ،‬مضيفــا أن �سـ ي نـ� جــودة ومردوديــة اللغــة‬ ‫ـال واالتصـ ي‬ ‫واملـ ي‬
‫ئ‬ ‫ض‬
‫ـا� البحــث‬ ‫العربيــة رهـ ي نـ� بتبـ ن يـ� سياســة لغويــة تعليميــة وا�ــة تشــمل اكفــة املــواد والثقافــات‪ .‬عــاوة عــى اسـ ثـت�ر نتـ ج‬
‫مكعالــة النصــوص‬ ‫و� ج‬ ‫و�اصــة اللســانيات احلاســوبية‪ ،‬ال ـت اشــتغلت عــى تصمــم � جام تعليميــة عــى عتــاد إلك ـرت ن‬ ‫اللسـ نـا� بخ‬
‫ي‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ق‬ ‫ق‬
‫اكد� إىل العمــل التطبيـ يـى‪11.‬‬ ‫ر� العمليــة التعليميــة للغــة العربيــة‪ ،‬واالنتقــال ب�ــا مــن العمــل ال ي ي‬ ‫وغ�هــا مــن أجــل ي‬ ‫آليــا ي‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫و� الســياق نفســه‪ ،‬بـ ي نـ� لك مــن الباحثـ ي نـ� حممــد غالـ يـم وعبــد الــرزاق التــور ب يا� (‪ )2010‬أن الســنوات الخـ يـرة عرفــت‬ ‫ي‬
‫ـول املــادة املعجميــة تو�ثيلهــا وتنظيمهــا‪ ،‬والولــوج إىل معـ جـا�‬ ‫تطــورا ملحوظــا ف� البحــث اللسـ نـا� احلاســو� مــن حيــث مقـ ة‬
‫بي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫حاســوبية واســعة‪12.‬‬
‫خ‬ ‫أ‬
‫ـو� إىل أن هنــاك حاجــة ماســة إىل اســتعمال التكنولوجيــا‬ ‫بي‬ ‫ـ‬ ‫احلاس‬ ‫ـب‬
‫ـ‬ ‫ان‬ ‫ل‬
‫ج‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫اص‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫اس‬‫ر‬ ‫والد‬ ‫ـاث‬ ‫ـ‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫تؤكــد هــذه‬
‫ن‬ ‫ف‬
‫ـر� �ــو اســتغالل التقنيــة ال ـت ي تفتــح آفاقــا واســعة أمــام املتعملـ ي نـ� لتعلـ يـم‬ ‫والتوجــه املعـ ي‬ ‫احلديثــة خدمــة للغــة العربيــة‬
‫ن‬
‫عالقا�ــا بتقــا�ت التعلـ يـم وبـ ي نـ�‬ ‫وتوظي�ــا توظيفــا مال�ــا وحمكما‪ ،‬مــع ض�ورة التــازم بـ ي نـ� تعلـ يـم اللغــة وتطـ يـو� ت‬ ‫ئ‬ ‫اللغــة العربيــة ف‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ـا� بتلــك اللغــة ي� تفاعــه مــع التقـ نـا�ت احلديثــة‪ ،‬أي أننــا نكــون أمــام تخ�طيــط لغــوي لتطـ يـو� اللغــة‬ ‫ي‬ ‫إالبــداع الفـ ن يـ� والثقـ‬
‫ف‬ ‫العربيــة ف� ت‬
‫عالق�ــا ب�لتقانــة احلديثــة ي� جمــال تعلـ يـم اللغــة العربيــة‪.‬‬ ‫ي‬
‫ت‬ ‫ف‬ ‫ئ‬ ‫ت‬
‫ـا� جيــدة ي� املج ــال تال� بــوي و�قيــق جــودة التعــم رهـ ي نـ� بتبـ ن يـ� سياســة أو رؤيــة تكنولوجيــة قــادرة عــى‬ ‫إن �قيــق نتـ ج‬
‫ف‬ ‫خلــق فضــاء تعليــ� أرحــب ومناســب وخلــق بيئــة تعمليــة ئقا�ــة عــى عنــري ف‬
‫ـمول‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫والش‬ ‫كل�‬
‫ي‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ـده‬ ‫ـ‬ ‫بع‬ ‫�‬‫ي‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫والتواص‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ال�‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫رت‬ ‫رت‬ ‫ف‬ ‫ئ‬ ‫ف‬
‫ـو�‪.‬‬
‫و� أو التكنولـ ج ي‬ ‫وليــس ي� شــقه التجزيـ ي الــذي يتنــا� مــع الرؤيــة االسـ اتيجية للتعلـ يـم إاللكـ ي‬

‫‪ - 4‬التقنية وجمتمع املعرفة‬


‫مدمــة وخاضعــة ملســتلزمات التقنيــة املعلوماتيــة‪.‬‬ ‫بوص�ــا جمتمعــات ج‬ ‫تســتلزم هــذه العالقــة بنــاء جمتمعــات املعرفــة ف‬
‫أ‬
‫ـاع قـ ئـا� عــى املــواد الوليــة الطبيعيــة‬ ‫ة‬
‫ويعــد جمتمــع املعرفــة حســب دانييــل بيــل ف(‪ :)1973‬حــال انتقــال مــن اقتصــاد صنـ ف ي‬
‫ـاح احليــاة االج�ت عيــة‪13.‬‬ ‫ت مخ‬
‫ـاج املعرفــة وتطبيقا�ــا ي� تلــف منـ ي‬ ‫ق‬
‫ـر� يقــوم عــى إنتـ‬
‫إلنتــاج املنتجــات الصناعيــة إىل اقتصــاد معـ ي‬
‫فإننــا ننظــر إىل جمتمــع املعرفــة مــن زاويــة عالقتــه ب�لتقنيــة الر�يــة‪ ،‬فنعت ـرب ه مرادفــا ملج تمــع الشــبكة الــذي يتيــح‪ ،‬بفضــل‬
‫ق‬
‫ومعال ت�ــا برسعــة فائقــة‪14.‬‬
‫التقنيــة الر�يــة‪ ،‬طرقــا ســيارة لتفــق املعلومــات واملعــارف ج‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫التعليــ� مــن‬
‫ي‬ ‫ــال‬ ‫املج‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫التقنيــة‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫تبــ�‬ ‫إىل‬ ‫لكســو)‬ ‫(ال‬ ‫ولقــد دعــت املنظمــة العربيــة تلل� بيــة والثقافــة والعلــوم‬

‫‪293‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ن‬
‫مســا�ة للتطــورات االج�ت عيــة واالقتصاديــة والثقافيــة والتوجــه �ــو جمتمــع‬ ‫ي‬ ‫أجــل نال�ــوض ب�للغــة العربيــة وجعلهــا لغــة‬
‫ت‬
‫املعرفــة‪ ،‬حيــث أصــدرت ســنة (‪ )2010‬وثيقــة تبلــور يف�ــا مـ شـروع نال�ــوض ب�للغــة العربيــة‪� ،‬مــل عنــوان‪ :‬تعلـ يـم العلــوم‬
‫والتكنولوجيــا �للغــة العربيــة ثوأ�ه ف� التنميــة االقتصاديــة واالج�ت عيــة فو� التوجــه ن�ــو االقتصــاد ئ‬
‫القــا� عــى املعرفــة‪.‬‬
‫أ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ب‬
‫ـز� ب نا� عاشــور عندئــد‪،‬‬ ‫ـد� العــام لللكســو‪ -‬حممــد العـ ي ز‬ ‫يو�كــن أن نقــف عــى هــذه املقدمــة الوجـ ي زـ�ة ال ـت ي صــدر فب�ــا املـ ي‬
‫هــذه الوثيقــة‪ ":‬لقــد ب�ت مــن املؤكــد تعاظــم أمهيــة اللغــة ي� معليــة التنميــة االقتصاديــة واالج�ت عيــة والثقافيــة‪ ،‬وصــدرت‬
‫ن‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫ـر�ت والدراســات ي� هــذا املج ــال‪ ،‬وخاصــة ي� زمــن العوملــة‪ ،‬بو�وز التكتــات االقتصاديــة والتوجــه �ــو‬ ‫العديــد مــن النظـ ي‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫االقتصــاد القـ ئـا� عــى املعرفــة‪ .‬للغــة عــدة وظائــف وأدوار � معليــة التنميــة � توفــر تبــادل ونقــل املعرفــة خ‬
‫وال ـرب ة بـ ي نـ�‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫بــ� أجــزاء منظومــة العلــوم والتكنولوجيــا‪ .‬فاملــال الــذي يشــل أداة‬ ‫أفــراد املج تمــع ومؤسســاته‪ ،‬وه وســيلة التواصــل ي ن‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫أ‬
‫ت‬
‫تبــادل الســلع أو الصــول املاديــة �ثــل اللغــة الداة الـ ي تتيــح تبــادل الصــول غـ يـر املاديــة ي� االقتصــاد‪ ،‬أي تبــادل املعرفــة‬
‫العامــ� للغــة العمليــة والتكنولوجيــا ي�قــق نقــل التكنولوجيــا لملجتمــع مــن‬ ‫ة‬ ‫ن‬
‫وم�ــا العلــوم والتقنيــة‪ ،‬امك أن إتقــان القــوى‬
‫ت رت‬
‫املنابــع العامليــة املنتجــة هلــا عــن تطريــق النخبــة ال ـ ي ت ـ ج� املعرفــة العامليــة إىل املج تمــع ب ي‬
‫العر�‪...‬وأخـ يـرا فــإن تعــم العلــوم‬
‫عل�مــا‪ ،‬و�ويــل هــذه املعرفــة إىل خ ـرب ات وأفعــال ومنتجــات وخدمــات‪ ،‬ي�تــاج إىل لغــة‪15".‬‬ ‫والتكنولوجيــا والتــدرب ي‬
‫ف‬
‫ســت�ر التقنيــة ي� املج ــال تال� بــوي‪ ،‬وجعــل العلــوم والتكنولوجيــا ب�للغــة‬ ‫اال�ــراط ف ي� جمتمــع املعرفــة ي ن‬
‫رهــ� ب� ث‬ ‫إن ن خ‬
‫لكو�ــا رافــدا أساســيا مــن روافــد املعرفــة العمليــة‪ ،‬وســبيال لتحقيــق التنميــة عــى املســتوى االقتصــادي واالجـ تـام يع‬ ‫العربيــة‪ ،‬ن‬
‫ف‬
‫ـا�‪.‬‬
‫والثقـ ي‬

‫‪ - 5‬الربنامج اإللكرتوني‪ :‬حماولة بناء‬


‫ت‬
‫و� وســيلة مــن الوســائل الـت ي تــدمع العمليــة التعليميــة‪ ،‬و�وهلــا مــن طــور التلـ ق يـى إىل طــور إالبــداع‬
‫ي‬
‫يعــد التعــم إاللكـرت ن‬
‫ف‬
‫والتفاعــل وتنميــة املهــارات‪ .‬فقــد أفــادت التحــوالت الرسيعــة ي� جمــال التقنيــة إىل ظ�ــور نأ�ــاط جديــدة للتعــم والتعلـ يـم‪،‬‬
‫عل�ــا التدريــس التقليــدي‪ 16.‬فيعمــل ال ـرب ن� جم‬ ‫ب�عـ تـامد وســائط ت‬
‫إلك�ونيــة بــدال مــن أوعيــة النـ شـر الورقيــة ال ـت ي أيعتمــد ي‬
‫واملتعملــ� ب�فضــل صــورة ممكنــة‪ ،‬ب�يــث تيــم إيصــال املعلومــات‬ ‫ين‬ ‫ين‬
‫املعملــ�‬ ‫توفــر ش�وط االتصــال ي ن‬
‫بــ�‬ ‫و� عــى ي‬ ‫رت ن‬
‫إاللكــ ف ي‬
‫لملتعــم ي� أقــر وقــت وأقــل ج�ــد وأك ـرب فائــدة ممكنــة‪17.‬‬
‫و� جمموعــة مــن الوحــدات التعليميــة املصممــة �بحلاســوب بطريقــة تم�ابطــة ومنتظمــة‪،‬‬ ‫ويتضمــن الــرب ن� جم إاللكــرت ن‬
‫أ‬ ‫ي‬
‫والـرب ات والنشــطة والوســائل‬ ‫وإ�رة وفاعليــة‪ ،‬وفــق أســس ت� بويــة ســليمة متضمنــة جمموعــة مــن املعــارف خ‬ ‫تتضمــن تشــويقا ث‬
‫ت‬ ‫وأســاليب التقـ يـر� املتنوعــة‪ ،‬ومعتمــدة عــى مبــدأ االســتجابة والتعـ ي ز‬
‫ـز�‪ ،‬وذلــك بغيــة �قيــق أهــداف تعليميــة حمــددة‪.‬‬
‫‪ 1.5‬تعريف الربنامج اإللكرتوني‬
‫أ‬ ‫إن لــل ب� ن� جم إلكــرت نو� فم�ومــا عامــا ومــرب رات هندســته خ‬
‫لتــال‪،‬‬
‫ي‬ ‫و�‬
‫ب‬ ‫اســتعماهل‪.‬‬ ‫مــن‬ ‫املتوخــاة‬ ‫هــداف‬‫وال‬ ‫الاصــة‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫رت‬ ‫ن‬ ‫ف‬
‫و� لتعــم اللغــة العربيــة وتعليمهــا‪،‬‬
‫فنحــن نعمــل ي� هــذا إالطــار عــى إعطــاء وصــف عــام عــن كيفيــة بنــاء ب�� جم إلك ـ ي‬
‫والعــام والصحافــة‬ ‫التعلــم واالقتصــاد إ‬
‫وه لغــة ي‬ ‫يتضمــن لغــة عربيــة فصيحــة معــارصة ‪ ،modern standard arabic‬ي‬
‫‪294‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ت‬ ‫ـداول ف� العــامل العــر� مــن خ‬
‫الليــج إىل املغــرب‪ ،‬فتحديــد الـرب ن� جم إاللكـرت ن‬ ‫املســتعملة واملتـ ة‬
‫و�‪ ،‬ي�تــاج ب�لـرض ورة إىل �ديــد‬
‫ي‬ ‫بي‬ ‫ي‬
‫امس ال ـرب ن� جم ولغتــه وفئتــه املس ـهت دفة‪.‬‬
‫‪ 2.5‬مربرات الربنامج اإللكرتوني‬
‫و� ما ييل‪:‬‬ ‫إلك� ن‬
‫ب‬
‫ة‬
‫املعقول لــل � ن� جم ت‬ ‫ات‬ ‫ر‬ ‫امل�‬
‫ب‬ ‫الاصــة‪ ،‬وهلذا‪ ،‬ف�ــن ي ن‬
‫ب�‬ ‫لــل ب� ن� جم إلكـرت نو� بم�راتــه خ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ض‬
‫والعلم� بـ ي نـ� أبنــاء العربيــة وأبنــاء الثقافــات احل�ض يــة الخــرى‪ ،‬ي� ســياق‬ ‫ي‬ ‫ـا� واحلضــاري‬ ‫• �ورة التواصــل الثقـ ي‬
‫وال ـرب ات‪ ،‬لبنــاء ثقافــة عربيــة عــى أســس عمليــة تواكــب املســتجدات‪.‬‬ ‫تبــادل املعرفــة خ‬
‫و� شــامل ومتاكمــل يقــدم سلسـ ةـ� تعليميــة‬ ‫• غيــاب رؤيــة عامــة ف� ميــدان تعلــم اللغــة العربيــة بواســطة � ن� جم إلكـرت ن‬
‫ي‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ض‬ ‫ن‬
‫ـذا� والتعلـ يـم عــن بعــد‪ ،‬ويل ـب ي حاجيــات املتعملـ يـ� �ــن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫رت‬ ‫ض‬
‫و� متطــور يعتمــد عــى فالتعــم الـ ي‬ ‫متطــورة‪� ،‬ــن قالــب إلك ـ ي‬
‫ـتو�ت تعليميــة موســعة تنــدرج ب�ــم مــن مبتــدئ ي� تعــم اللغــة إىل اممرس مثقــف هلــا‪.‬‬ ‫مسـ ي‬
‫ف‬ ‫• احلاجــة املاســة إىل مبــادرة نوعيــة تتبناهــا ج�ــة رائــدة ف� التعلــم إاللك ـرت ن‬
‫و� لســد النقــص احلاصــل ي� مخ رجــات‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫تز‬
‫التقليديــة‪ ،‬ح ـىت نواكــب حج ــم إالقبــال امل�ايــد عــى تعلـ يـم اللغــة العربيــة‪ ،‬واســتفادة عــدد كبـ يـر‬
‫ف‬ ‫معاهــد اللغــةن فالعربيــة أ‬
‫املتعملــ� ي� ج�يــع القطــار العربيــة‪ ،‬لكــون املقاعــد املتاحــة للدراســة ي� العــامل ب ي‬
‫العــر� ال تــوازي حج ــم الطلــب‬ ‫ي‬ ‫مــن‬
‫العلم� عــى تعــم اللغــة العربيــة‪.‬‬
‫ي‬ ‫والقبــال‬
‫إ‬
‫‪ 3.5‬أهداف الربنامج‬
‫ن‬
‫و� لتعلـ يـم اللغــة العربية‪ ،‬ج�د ما ييل‪:‬‬ ‫مــن بـ ي نـ� أالهــداف العامــة لبناء � ن� جم ت‬
‫إلك� ن‬
‫ي‬ ‫ب‬
‫• ارتــازه عــى مقومــات اللســانيات العامة واللســانيات احلاســوبية عىل وجه خ‬
‫الصوص‪.‬‬
‫اح�امــه لملعايـ يـر اللســانية والديداكتيكية‪.‬‬ ‫• ت‬
‫ف‬ ‫ـال ف ي� نـ شـر اللغــة العربيــة ي ز‬
‫• مســامهته الفعـ ة‬
‫وماكن�ا املتمـ ي زـ�ة ي� العامل ب�عتبارهــا لغة كونية‪.‬‬
‫وتعز� دورهــا ت‬
‫ف‬ ‫• املســامهة ف ي� إغنــاء احلضــور العــامل والالفــت للغــة الضــاد‪ ،‬واملشــاركة ف ي� تعـ ي ز‬
‫ـا� واحلضــاري بـ ي نـ�‬‫ـز� التواصــل الثقـ ي‬ ‫ي‬
‫مخ تلــف احلضــارات والثقافــات‪.‬‬
‫ف‬ ‫ض‬
‫ـر� ومعيــاري فصيــح ومعــارص‪ ،‬مــع مراعــاة البعــد احليــوي الوظي ـف ي ‪ ،‬وربــط‬ ‫ـد� اللغــة العربيــة �ــن ســياق معـ ي‬ ‫• تقـ ي‬
‫تعملهــا �بحليــاة‪.‬‬
‫ـد� تعلــم إلكـرت ن‬
‫وتفاعل للغــة العربية‪.‬‬
‫ي‬ ‫ـري‬ ‫ـ‬ ‫وع‬ ‫متاكمل‬ ‫و�‬‫ي‬ ‫• تقـ ي ي‬
‫• تطـ يـو� جمــال تعلـ يـم اللغــة العربيــة ف ي� ضوء التجــارب التعليميــة‪ /‬التقنية ج‬
‫النا�ــة واملعايـ يـر املعتمدة عامليا‪.‬‬
‫و� شــامل ومتاكمــل‪ ،‬يقــدم سلسـ ةـ� تعليمية متطــورة مع اختبار تا�ــا التصنيفية والقياســية‪.‬‬ ‫رت ن‬ ‫• تقـ ي ن‬
‫ـد� ب�� جم إلكـ ي‬

‫‪295‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫ف‬ ‫• إعــداد � ن� جم إلك ـرت نو� عــام يعــد مــن أكـ ثـر ال ـرب جام إال ت‬
‫لك�ونيــة تطــورا ي� ميــدان تعلـ يـم اللغــات الطبيعيــة عامــة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ب‬
‫واللغــة العربيــة خاصــة‪.‬‬
‫و� لتعلـ يـم اللغــة العربيــة بنــاء شــامال ومتاكمــا‪ ،‬يلـب ي حاجيــات املتعملـ ي نـ�‬‫فو� هــذا إالطــار‪ ،‬يقتـ ضـص بنــاء � ن� جم إلكـرت ن‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ين ف‬
‫الراغبـ يـ� ي� تعلـ يـم اللغــة العربيــة وتعملهــا‪ ،‬التاكمــل والتــدرج الــذي تتصــف بيــه امللخصــات والتقيـ يـامت والتنــوع ي� املــواد‬
‫الاصــة ب�لفئــة املســهت دفة مــن‬ ‫حمتــو�ت اللغــة العربيــة خ‬
‫ــ�ه ب�لشــمولية جلميــع ي‬ ‫املقــررة ف� نامل�ــاج العــام‪ ،‬ب� إلضافــة إىل ت� ي ز‬
‫ي‬
‫الدراســة‪.‬‬
‫خامتة‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ن‬
‫خ�لــص ي� هــذه الدراســة إىل أن تعلـ يـم اللغــة العربيــة وتعملهــا عـرب التقنيــة أصبــح مطلبــا ملحــا ي� الســنوات الخـ يـرة‪،‬‬
‫ف‬
‫ـو�‪ ،‬فالتكنولوجيــا‬‫نظ ـرا لدخــول إال أنســان ي� عــر يسـ فـى بعــر املعرفــة‪ .‬تو�تبــط التكنولوجيــا ب�لعــم واملعرفــة ارتباطــا قـ ي‬
‫ــ� الــذي ي�ققــه إالنســان‪ .‬والواقــع أن بنــاء ب� ن� جم‬ ‫النســى ن‬
‫وامل� يج‬ ‫معــ� ب� فل�ــم ق‬
‫تعــى بصناعــة الشــياء‪ ،‬أمــا العــم �ــو ن‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫إلك ـرت ن‬
‫ـ�‪ ،‬مـ نـر� قابــا للتعديــل‬ ‫ن‬
‫هندســة لغويــة فذات طابــع ديداكتيـ يـ� وم�ـ ج ي‬ ‫و� لتعلـ يـم اللغــة العربيــة‪ ،‬ي�تــاج ب�ل ـرض ورة إىل‬ ‫ي‬
‫وواقعيــا قابــا للتطبيــق‪ ،‬ب� إلضافــة إىل ت�ـ ي زـ�ه ب�لشــمولية‪ ،‬ح ـىت يســامه ي� تعلـ يـم فعــال‪ .‬امك أن للوســائل التكنولوجيــة العديــد‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫لم�‪ ،‬تتجــى أساســا ي� العنــارص التاليــة‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫الت‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫ان‬ ‫ال‬
‫ج‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫مــن امل ـز يا�‬
‫ـذا� املســتقل‪ .‬يو�تبــط هــذا‬ ‫إفـراد التعــم‪ :‬يتمثــل هــذا العنــر ف� االنتقــال مــن التعلــم النمــ� املوجــه إىل التعلــم الـ ت‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫النمــط ب�بــدإ احلريــة ال ـت ي يشــعر ب�ــا لك متعــم‪ ،‬وعــن طريــق هــذا املبــدأ يكتســب املتعــم معلومــات لغويــة ويكتشــف‬
‫مبــادئ ثقافيــة‪.‬‬
‫ذك يســخر الشــبكة الدالليــة‬ ‫التفاعــل‪ :‬يتحــول املتعــم بفعــل هــذه العمليــات مــن جمــرد متعــم عــادي إىل كونــه متعــم ي‬
‫واملعلوماتيــة وفــق أهدافــه التعليميــة‪.‬‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫التمهـ يـر‪ :‬إن التطــور الــذي حصــل ي� جمــال تعلـ يـم اللغــات ج�ــى أساســا ي� معليــة التمهـ يـر ب� تل� كـ ي زـ� عــى املهــارات‬
‫اللغويــة إرســاال واســتقباال‪.‬‬
‫هكــذا تســامه تكنولوجيــا املعلومــات ف ي� خلــق بيئــة اج�ت عيــة تعمليــة تضــف ي طابــع الواقعيــة عــى التعملــات ج‬
‫املو�ــة‬
‫ـر�‬ ‫ن‬
‫للناطقـ يـ� بغـ يـر اللغــة العـ ب ي‬

‫مراجع البحث‬
‫أ‌‪ .‬باللغة العربية‬
‫• أواكن‪ ،‬معــر(‪ )2005‬اللســانيات وتعلـ يـم اللغات‪ ،‬سلسـ ةـ� النــدوات‪ ،‬مكناس‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫العــر�‪ ،‬العــدد ‪ ،72‬منشــورات املنظمــة العربيــة‬ ‫ةت‬ ‫ت‬
‫• بلبــول‪ ،‬حممــد (‪ )2013‬عــن عامليــة اللغــة العربيــة وأزم�ــا‪ ،‬حمــاول �كيــب‪ ،‬اللســان ب ي‬
‫تلل� بيــة والثقافــة والعلــوم‪ ،‬مكتــب تنســيق التعريــب‪ ،‬ب‬
‫الــر�ط‪.‬‬

‫‪296‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬
‫• بوشــوك املصطـ فـى ب ن� عبــد الــه (‪ )1990‬تعلـ يـم وتعــم اللغــة العربية ت‬
‫وثقاف�ا‪ ،‬دراســة ميدانية‪ ،‬اهلــال العربيــة للطباعة والن�ش ‪.‬‬
‫ف‬ ‫ي ف‬
‫ـو� ي� املصطلــح املولــد‪،‬‬
‫ـو�‪ .‬ي� اهلندســة املعرفيــة والتدبـ يـر احلاسـ ب ي‬‫• تــور ب يا�‪ ،‬عبــد الــرزاق (‪ )2010‬االختيــارات املصطلحيــة وأمثليــة التقـ‬
‫أ‬
‫إعــداد حممــد غالـ يـم وعبــد الــرزاق تــور ب يا�‪ ،‬منشــورات مهعــد الدراســات وال ب�ــاث للتعريــب‪.‬‬
‫الامعيــة للدراســات والنـ شـر‬‫ـدا�‪ ،‬املؤسســة ج‬ ‫الديــد‪ ،‬ت� ج�ــة عــادل العــوا وعبــد الــه عبــد الـ ئ‬
‫العلم� ج‬
‫• جاســتون ب�شــار (‪ )1983‬الفكــر ي‬
‫والتوزيــع‪ ،‬ط‪ ،2‬بـ يـروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬
‫آ‬
‫• احلنــاش‪ ،‬حممــد‪ ،‬النحــو التأليـف ي ‪ ،‬جمـ ةـ� دراســات أدبية ولســانية‪ ،‬العدد ‪ ،1‬لكية الداب والعلوم إالنســانية‪ ،‬ظ�ــر املهراز‪ ،‬فاس‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫الامع‪ ،‬ي ن‬
‫الع�‪.‬‬ ‫ة‬
‫• احليــ�‪ ،‬حممــد حممــود (‪ )2006‬التكنولوجيــا التعليميــة واملعلوماتيــة‪ ،‬دار الكتــاب ج ي‬
‫ا�‪ ،‬عبــدو وشــعبان‪ ،‬عـ يـ� أمحــد‪ ،‬دار نال�ضــة العربيــة للطباعــة‬ ‫ت‬
‫• دوغــاس‪ ،‬ب�اون(‪ )2015‬أســس تعــم اللغــة العربيــة وتعليمهــا‪ � ،‬ج�ــة الـر ج ي‬
‫والنـ شـر‪ ،‬بـ يـروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬
‫الر�ض‪.‬‬ ‫و�‪ ،‬مكتبة الرشــد‪ ،‬ي‬ ‫ت ن‬
‫• ســامل‪ ،‬أمحــد (‪ )2004‬تكنولوجيــا التعلـ يـم والتعلـ يـم إاللك� ي‬
‫ـز� خلدمــة اللغــة العربيــة‪،‬‬
‫الــوال‪ ،‬مركــز امللــك عبــد الــه ب ن� عبــد العـ ي ز‬ ‫زك (‪ )2016‬تعلـ يـم اللغــة العربيــة ب�هلاتــف ج‬ ‫• الســيد عـ يـ�‪ ،‬أســامة ي‬
‫ط‪ ،1‬اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬
‫• الســيد‪ ،‬حممــود أمحــد (‪ )1977‬اللغة‪ ...‬تدريســا واكتسـ بـا�‪ ،‬دار الفيصــل الثقافيــة‪ ،‬اململكة العربية الســعودية‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫لتعلــم اللغــة العربيــة "‪ ،"Evala 6‬جم ة‬ ‫آ‬ ‫• ش‬
‫ــ� بأ�ــاث لســانية‪ ،‬العــدد ‪ ،31‬منشــورات مهعــد‬ ‫العــام أوي‪ ،‬حممــد (‪ )2013/2014‬املقــوم ال يل ي‬
‫الدراســات وال ب�ــاث للتعريــب‪ ،‬ب‬
‫الــر�ط‪ ،‬املغــرب‪.‬‬
‫ـز� ب ن� با�اهـ يـم (‪1422‬هـــ) أساســيات تعلـ يـم اللغــة العربيــة للناطقـ ي نـ� بلغــات أخــرى‪ ،‬مكــة املكرمــة‪ ،‬اململكــة العربيــة‬ ‫• العصيــ�‪ ،‬عبــد العـ ي ز‬
‫ي‬
‫الســعودية‪.‬‬
‫ـال (‪ )2017‬بنــاء كفـ يـا�ت لتعــم اللغــة العربيــة واكتسـ بـا�ا لغـ يـر الناطقـ ي نـ� ب�ــا‪ ،‬الكفايــة اللغويــة ن�وذجــا‪ ،‬ض�ــن كتــاب‬ ‫• العامــري‪ ،‬عبــد العـ ي‬
‫بغ�هــا‪ ،‬مركــز عبــد الــه خلدمــة اللغــة العربيــة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬ ‫ـ� وإعــداد مــواد تعلـ يـم العربيــة للناطقـ ي نـ� ي‬ ‫امل�ــج التعليـ ي‬
‫ن‬

‫• الغامــدي‪ ،‬منصــور ب ن� حممــد (‪ )2017‬الصوتيــات احلاســوبية‪ ،‬ض�ــن كتــاب مدخــل إىل اللســانيات احلاســوبية‪ ،‬مركــز عبــد الــه ب ن� عبــد‬
‫ـدول خلدمــة اللغــة العربيــة‪ ،‬ط‪ ،1‬اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬ ‫العـ ي ز‬
‫ـز� الـ ي‬
‫�ش ن‬ ‫ت‬
‫العر�‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫ـو�ت احلاســوب و� يد�ت مطلع القرن احلــادي والع ي�‪ ،‬دار الفكــر ب ي‬ ‫• الفــار‪ ،‬بإ�اهـ يـم عبــد الوكيــل (‪ )2004‬ت� بـ ي‬
‫ن‬ ‫ف‬ ‫• الفـ ف‬
‫ـر�‪ ،‬دار توبقال للنـ شـر‪ ،‬البيضاء‪.‬‬ ‫ـا� العـ ب ي‬
‫ـاس ال�ــري‪ ،‬عبــد القــادر (‪ )1998‬املقارنــة والتخطيط ي� البحث اللسـ ي‬ ‫ي‬
‫ت‬
‫العر�‪ ،‬ن�ــاذج �ليلية جديــدة‪ ،‬دار توبقال للن�ش ‪ ،‬الــدار البيضاء‪.‬‬ ‫ـاس ال�ــري‪ ،‬عبــد القــادر(‪ )1986‬املعجــم ب ي‬
‫• الفـ ف‬
‫ي‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ـر� لل ب�ــاث ودراســة السياســات‪ ،‬الدوحــة‪،‬‬ ‫• املســدي‪ ،‬عبــد الســام (‪ )2014‬اهلويــة العربيــة والمــن اللغــوي‪ ،‬دراســة وتوثيــق‪ ،‬املركــز العـ ب ي‬
‫قطــر‪.‬‬

‫‪297‬‬
2018 ‫ فرباير‬،‫ العدد الرابع اجمللد الثاني‬- ‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين‬
‫ املؤسســة العربيــة للدراســات ش‬،‫ ن�ــو توصيــف جديــد ف� ضــوء اللســانيات احلاســوبية‬،‫) العربيــة‬2000( ‫ ن�ــاد‬،‫املــوىس‬
،‫ يبــروت‬،‫والنــر‬ ‫ي‬
.‫لبنــان‬
.‫ تعريب‬،)‫) اللغة العربية واحلاســوب (دراســة ب�ثية‬1977( �‫ عـ يـ‬،‫نبيــل‬
‫آ‬ ‫ أطروحــة لنيــل دكتــوراه الـ ة‬،‫ اللغــة العربيــة ن�وذجــا‬،‫) التكنولوجيــا املعلوماتيــة وتعــم اللغــات‬2002( ‫• اليــو� بلقــامس‬
‫ لكيــة الداب‬،‫ـدول‬ ‫بي‬
.‫مكنــاس‬
،‫ ض�ــن أمعــال نــدوة اللســانيات وتعلـ يـم اللغــة العربيــة وتعليمهــا‬،‫) تكنولوجيــا الذاكــرة وتعلـ يـم اللغــة العربيــة وتعملهــا‬2001( ‫ بلقــامس‬،�‫ـو‬ ‫اليـ ب ي‬
.‫ املغــرب‬،‫ مكنــاس‬،‫منشــورات جامعــة املــوىل إامسعيــل‬
:‫ باللغة األجنبية‬.‫ب‬
• Cohen, A. (1980) Testing Language Ability in the Classroom. Rowley, Mass: Newbury House.
• Cohen, A )1998(Strategies in Learning Using a Second langage, Longman, London and New York.
• Daniel bell (1973) The Coming of Post- Industrial Society a Venture in Social Forecasting, basic books; reissue edition.
• Douglas, B )2000( Principe of Language Learning and Teaching, Longman, Fourth Edition. .
• Grozat and Trigano (2001) Evaluer les logiciels multimédia pédagogique, corpyright@ utc.fr.
• Kay, Martin (2003) Introduction. In: Mitkov, Ruslan (Ed), the Oxford Handbook of Computational Linguistics. New
York: Oxford University Press.
• Michele Artigue (1998) Teacher training a key issue for integration of computer technology, University Paris 7& IUFM
de Riems, France.

298
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫الفهرس‬

‫تقــديـــم املجـلــــة‪5 .................................................................................................................................................‬‬


‫قــواعــــد النشــر‪5 ....................................................................................................................................................‬‬
‫تقديــم العدد‪6 ..........................................................................................................................................................‬‬
‫ـز�ن ‪11 .............................................................................................‬‬
‫أســاليب التدريــس واسـراتيجيات التعلم‪ -‬حممد أمـ ي‬
‫اسـراتيجيات التعلــم وأثرهــا عــى املــروع الشــخيص للتلميذ ‪ -‬عبد الــه أزور ‪25 .............................................................‬‬
‫أعطيط ‪51 ........................................‬‬
‫ي‬ ‫مدخــل لتطبيــق الخرائــط الذهنيــة الرقميــة يف تدريس مواد االجتامعيــات ‪ -‬أ د‪ .‬حممد‬
‫التعــر اللغــوي عنــد املتعلــم‪ :‬التجليات‪ -‬األســباب واملقرتحات ‪ -‬حممــد بنعمــر ‪61 .................................................................‬‬
‫النقــل الديداكتيــي وأهميتــه يف إنتاج النصوص املدرســية يف مكوين التاريــخ والجغرافيا‬
‫ـوس ‪ 4‬التبــاري نبــاري ‪ 5‬حممد ض�مــال‪77 .............................‬‬ ‫خ‬ ‫ف‬
‫ـا� ‪ 3‬عبــد احلميــد يونـ ي‬
‫املصطــى العنــاوي ‪ -‬عبداللطيــف الـ ب ي‬
‫الكفايــات الالزمــة ألعضــاء هيئــة التدريــس إلدارة املقــررات اإللكرتونيــة عــى منصــة ‪ Moodle‬للتعليــم اإللكــروني ‪-‬‬
‫االهنوم ‪ 2 ،1‬أ‪.‬د‪ /‬عبداملج يد ي‬
‫بوز�ن‪97..........................................................................................‬‬ ‫ي‬ ‫عبدالكر� ن�رص سعد‬
‫ي‬
‫درس التاريــخ بــن املعرفــة العاملــة واملعرفــة املتعلمــة‪ :‬رؤيــة ديداكتيكية ‪ -‬الطاهــر قــدوري ‪111 ...........................................‬‬
‫تدريســية اللغــة العربيــة وفــق املقاربــة املعجمية ‪ -‬احلســن عبد النــوري‪123 ...................................................................‬‬
‫أداء متعلمــي الســنة الثالثــة ثانــوي إعــدادي يف الهندســة بــن اكراهات الواقــع ورشوط التجويد ‪ -‬حممــد عليا ‪133 ................‬‬
‫التكامــل والرتابــط يف العلــوم الفيزيائيــة والرياضيــات ‪ -‬ملســودي رضوان‪ ،‬جــواد اكبيض‪ ،‬نبيلة جــاد ‪،‬قليع هناء‪153 ...............‬‬

‫‪299‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫تحســن جــودة التعلــات باســتثامر تكنولوجيا املعلومــات واالتصال (حالة تدريس مــادة الجغرافيا) ‪-‬‬
‫النعا� ‪159 ..........................................................................................................................‬‬ ‫فريــد نــور ي ن‬
‫الد� ‪،‬قــامس ي ي‬
‫تطويــر ديداكتيــك الرتبيــة اإلســامية باملراكــز الجهويــة ملهن الرتبيــة والتكويــن ‪-‬املصط�ف الريــق‪167 ....................................‬‬
‫تجربــة التكويــن باملراكــز الجهويــة ملهــن الرتبية والتكوين شــعبة األمازيغية منوذجــا ‪-‬حممد أبيدار‪171 .................................‬‬
‫العمل ‪183 ........................................................................‬‬
‫دور إدمــاج تكنولوجيــا املعلومــات يف تجويــد التعلــات ‪ -‬حممد ي‬
‫واقــع ادمــاج تكنولوجيــا املعلومــات و االتصــال يف تدريس مــادة الجيولوجيا بالثانــوي التأهييل باملغرب‬
‫خ�ي‪207 .......................................‬‬
‫اه�‪ ،‬فؤاد ي‬ ‫نيابة إنزكان أيت ملول منوذجا ‪ -‬ي ج‬
‫خد�ة قائد راسو ‪ ،‬رشيد فردادي ‪ ،‬حممد ببن� ي‬
‫ـال‪221 ................................................‬‬
‫أهميــة ادمــاج تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال بالرتبيــة والتعليم ‪-‬عبد احلكـ يـم الشـ ي‬
‫دور تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال يف تجويــد تعلــات النشــاط العلمي لدى متعلمي القســم االول ابتدايئ‪،‬‬
‫ـو� يل ‪ ،‬ي ج‬
‫خد�ــة راوف ‪ ،‬هشــام أزمالط‪231 ..................................................................‬‬ ‫درس التنفــس منوذجــا ‪ -‬مسـ يـرة كـ ب‬
‫امللمــح املهنــي ملــدرس اللغــة األمازيغية ‪ -‬بنعيىس يشــــو‪241 .........................................................................................‬‬
‫الرتجمــة العلميــة بــن مداخــل الديداكتيك وتداخل املواد ‪ -‬عيــاد بوكور ي نا� ‪249 ...................................................................‬‬
‫اإلدارة الرتبويــة يف النظــام التعليمــي املغــريب نحــو منــوذج للمقاربة باألنســاق ‪ -‬د‪ .‬املهدي لعرج ‪255 ....................................‬‬
‫الهندســة اللغويــة والتقنيــة ‪ -‬محاولــة بنــاء برنامج إلكرتوين لتعليــم اللغة العربيــة وتعلمها‬
‫ـال العامــري ‪289 .........................................................................................................................‬‬
‫الدكتــور عبــد العـ ي‬
‫أهميــة الخرجات الدراســية يف تدريس مــادة علوم الحياة واألرض‬
‫ـ� ‪269 ............................................................‬‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬
‫ـدا�‪ ،‬حممــد شــناوي‪ ،‬بإ�اهـ يـم عوينـ ي & بوحسـ يـ� الفــاح إالدريـ ي‬
‫أمحــد محـ ي‬

‫‪300‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪301‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫ﺗﻢ اﻟﻄﺒﻊ ﺑﻤﻄﺎﺑﻊ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﴩق ‪2018‬‬


‫‪ 159‬ﻣﻜﺮر‪ ،‬ﺷﺎرع ﻳﻌﻘﻮب املﻨﺼﻮر‪ ،‬اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‬
‫‪0522 25 98 13‬‬ ‫‪/‬‬ ‫اﻟﻬﺎﺗﻒ‪0522 25 95 04 :‬‬
‫‪0522 44 00 80‬‬ ‫‪/‬‬ ‫اﻟﻔﺎﻛﺲ‪0522 25 29 20 :‬‬
‫ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺘﺼﻔﻴﻒ اﻟﻔﻨﻲ ‪ ,106 :‬زﻧﻘﺔ ﻛﺮﺗﴚ ‪-‬‬
‫اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪.‬‬
‫‪:‬‬
‫اﻟﻬﺎﺗﻒ ‪ 0522 30 37 17 / 0522 30 19 71‬اﻟﻔﺎﻛﺲ ‪0522 44 00 80‬‬ ‫‪:‬‬
‫اﻟﱪﻳﺪ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲ‪E-Mail : africorient@yahoo.fr:‬‬
‫‪www.afrique-orient.com‬‬
‫‪www.facebook.Afrique Orient‬‬

‫‪264‬‬

‫‪302‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪303‬‬
‫اجمللة العلمية الدولية للرتبية و التكوين ‪ -‬العدد الرابع اجمللد الثاني‪ ،‬فرباير ‪2018‬‬

‫‪304‬‬

You might also like