‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬

‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد ‪ 4‬د ﺴﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫إرﻓﻨﻎ ﻏﻮﻓﻤﺎن واﻟﻈﺎ ﺮة ﺗﺼﺎﻟﻴﺔ‬

‫‪ -‬ﻗﺮاءة اﺑ ﺴﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻴﺔ أ ﻢ أﻓ ﺎرﻩ اﻟﺘﻨﻈ ﻳﺔ‪-‬‬

‫‪Erving Goffman and the communication phenomena‬‬

‫‪Epistemological reading in his most important theoretical ideas‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺑﺎد ﺲ ﻟﻮﻧ ﺲ‬
‫‪Badis Lounis‬‬
‫‪Badis.lounis@gmail.com‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻨﺔ‪1‬‬
‫‪University of Batna 1‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ‬

‫ﺗﺎر ﺦ ﺳﺘﻼم ‪2018-09-07 :‬‬

‫ﺗﺎر ﺦ اﻟﻘﺒﻮل ‪2018-11-22 :‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪722‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد ‪ 4‬د ﺴﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻣ ﺺ‪:‬‬

‫ﺪف ﺬﻩ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ إ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻗـﺮاءة اﺑ ﺴـﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‪ ،‬ﻷ ـﻢ أﻓ ـﺎر إرﻓﻨـﻎ ﻏﻮﻓﻤـﺎن اﻟﺘﻨﻈ ﻳـﺔ‪ ،‬وذﻟـﻚ ﺑـﺎﻟﺘﻄﺮق إ ـ ﻣﻔ ـﻮم اﻟﻨﻈـﺎم اﻟﺘﻔـﺎﻋ‬
‫ﻋﻨﺪﻩ‪ ،‬وﻣﻮﻗﻊ اﻟﻈﺎ ﺮة ﺗﺼﺎﻟﻴﺔ ﺳـﻠﻢ ا ﺘﻤﺎﻣﺎﺗـﮫ‪ ،‬و ﺴـﻠﻴﻂ اﻟﻀـﻮء ﻋ ـ ﻣﺴـﺎ ﻤﺘﮫ اﻟﺘﻨﻈ ﻳـﺔ ـ إﻃـﺎر ﺑـﺮاد ﻐﻢ اﻟﺘﻔـﺎﻋﻼت اﻟﺮﻣﺰ ـﺔ‪ ،‬ﻣـﻦ ﺧـﻼل‬
‫ﺧ ـ إ ـ اﺳــﺘﻌﺮاض أ ــﻢ ﻧﺘﻘــﺎدات اﻟ ـ وﺟ ــﺖ إﻟﻴــﮫ وﻣﺤﺎوﻟــﺔ ﻣﻨﺎﻗﺸــﺔ أﻓ ــﺎرﻩ ﺑﻤﻘﺎرﻧ ــﺎ‬ ‫ﻧﻈﺮ ـ ‪ :‬إدارة ﻧﻄﺒﺎﻋــﺎت‪ ،‬وﺗﺤﻠﻴــﻞ ﻃــﺎر ‪.‬ﻟﻨﺼــﻞ ـ‬
‫ﺑﻨﻈﺮ ﺎت أﺧﺮى )ﻧﻈﺮ ﺔ اﺧﺬ دوار‪ ،‬ﻧﻈﺮﺔ اﻟﻮﺳﻢ‪ ،‬ﻣﻔ ﻮم اﳌﺮآة ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ(‪ .‬وذﻟﻚ ﻐﻴﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺪف أﻛ و ﻮ ﻟﻔـﺖ ﻧﻈـﺮ اﻟﺒـﺎﺣﺜ ن اﻟﻨـﺎﻃﻘ ن‬
‫ﻢ إرﻓﻨﻎ ﻏﻮﻓﻤﺎن‪ ،‬و ﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﺗﺠﺮ ﺘﮫ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ا ﺎﻓﻠﺔ‪.‬‬ ‫ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﻴﺔ إ اﻟ اث اﻟﻔﻜﺮي اﻟﻌﺎﻟ اﻟﺬي ﺧﻠﻔﮫ ﻋﺎﻟﻢ ﺑ‬

‫اﻟ ﻠﻤﺎت اﳌﻔﺘﺎﺣﻴﺔ‪ :‬إرﻓﻨﻎ ﻏﻮﻓﻤﺎن‪ ،‬اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺘﻔﺎﻋ ‪ ،‬ﺗﺼﺎل‪ ،‬إدارة ﻧﻄﺒﺎﻋﺎت‪ ،‬ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻃﺎر‪ ،‬اﻟﺘﻔﺎﻋﻼت اﻟﺮﻣﺰﺔ‪.‬‬

‫‪Abstract :‬‬

‫‪This paper aims to provide an epistemological reading of Irving Goffman's important theoretical ideas by addressing‬‬
‫‪his concept of interactive order, and his interest in the phenomenon of communication. Moreover it present his theoretical‬‬
‫‪contribution (Impression management, frame analysis theories), within symbolic interactionism, as well as; it provides a review‬‬
‫‪of the most important criticisms against him. It also, discuss his ideas by comparing them with other theories (role taking theory,‬‬
‫‪Labeling theory, social mirror concept). The main aim of this paper is to draw attention of Arab academics to the intellectual and‬‬
‫‪scientific heritage of a great scientist such as Irving Goffman, and to take advantage of his great scientific experience.‬‬

‫‪Keywords: Irving Goffman, interactive order, communication, Impression management, frame analysis, symbolic‬‬
‫‪interactionism.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪723‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد ‪ 4‬د ﺴﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫رﺋ ﺴـ ــﻴﺔ‪ ،‬ﻳﻤﺘﻠ ـ ــﻚ ﺻ ـ ــﻔﺔ ﻓﺮ ـ ــﺪة‪ ،‬ﻷﻧ ـ ــﮫ ﻳﺨﻠ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟ ﺴ ـ ــﺒﺔ ﳌ ـ ــﻦ‬
‫ﺸ ــﺎر ﻮن ﻓﻴ ــﮫ ﻋﺎﳌ ــﺎ وواﻗﻌ ــﺎ ﺸ ــﺎرك ﻓ ﻤ ــﺎ ﺧ ــﺮون أﻳﻀ ــﺎ"‬
‫) ﺎﺑﺎن و دورﺗﻴﮫ‪ ،2010 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪ .(119‬ﻓﺎﻟﺘﻔﺎﻋﻞ‪ /‬ﺗﺼﺎل‬
‫وﺟ ــﺎ ﻟﻮﺟ ــﮫ‪ ،‬ــﺎن داﺋﻤ ــﺎ ﺑ ــﺆرة ا ﺘﻤ ــﺎم ﻏﻮﻓﻤ ــﺎن ﻋ ـ ـ ﻣ ــﺪار‬
‫ﻣﺴـ ﺗﮫ اﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ‪ .‬واﳌﺤــﻮر اﻟـﺬي ﺗــﺪور ﻋﻠﻴـﮫ وﻣــﻦ ﺧﻼﻟـﮫ ﺟــﻞ‬
‫ﻣﻔﺎ ﻴﻤـﮫ وأﻓ ـﺎرﻩ واﻟﻘﻮاﻋـﺪ اﻟ ـ ﺣــﺎول اﻟﺘﻨﻈ ـ ﻟ ـﺎ ـ أﻏﻠــﺐ‬
‫ﻣﻦ ﺧﻼل‬ ‫ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﮫ إن ﻟﻢ ﻧﻘﻞ ﺟﻤﻴﻌ ﺎ‪ ،‬وﺗﺠﻠﺖ ﺸ ﻞ وا‬
‫ﻣﻨﻈﻮرﻩ "اﳌﺴﺮ " اﳌﺸ ﻮر‪.‬‬
‫ـ ــﺬا اﳌﻨﻈ ــﻮر اﻟـ ــﺬي أﻛﺴ ــﺒﮫ ﺑﺎﻻﻇﺎﻓـ ــﺔ إ ـ ـ ﻣﻤﺎرﺳ ــﺎﺗﮫ اﻟﺒﺤﺜﻴـ ــﺔ‬
‫اﳌﺘﻨﻮﻋﺔ واﻟﻐﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻣ ﺎﻧﺔ ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ اﻟﻔﻀﺎء اﻟﻌﻠ اﻟﻐﺮ ﻲ ﺷﻘﮫ اﳌﺘﻌﻠﻖ‬
‫ﺑﺎﻟﻌﻠﻮم ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬وﺻـﺎراﺳـﻤﮫ ﺴﺘﺤﻀـﺮ ـ أﻛ ـ ﻣـﻦ ﻣﺠـﺎل وﺗﺨﺼـﺺ؛‬
‫ﻋﻠﻢ ﺟﺘﻤﺎع وﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ ﺟﺘﻤﺎ وأﻧ و ﻮﻟﻮﺟﻴـﺎ ﺗﺼـﺎل واﻟﻠﺴـﺎﻧﻴﺎت‬
‫ـ ﻓﺮﻋ ــﺎ اﻟﺘــﺪاو ‪ .‬وﻟﻜــﻦ ورﻏــﻢ ــﺬﻩ اﳌ ﺎﻧــﺔ اﳌﻤ ـ ة اﻟ ـ اﺣﺘﻠ ــﺎ ﻏﻮﻓﻤــﺎن‪،‬‬
‫ﻓﺈﻧــﮫ ﻳ ــﺎد ﻳ ــﻮن ﻏﺎﺋﺒــﺎ ـ اﻟﻔﻀــﺎء اﻟﻌﻠ ـ اﻟﻌﺮ ــﻲ ﺳــﻼﻣﻲ‪ .‬وﻻ ﻌــﺪو ذﻛــﺮﻩ‬
‫أن ﻳ ــﻮن ﺷ ـ ﻠﻴﺎ وﻋــﺎﺑﺮا‪ ،‬وﻏﺎﻟﺒــﺎ ﻣــﺎ ﻳ ــﻮن ﻋ ـ ﺷ ـ ﻞ إﺷــﺎرة ﻟــﮫ‪ ،‬ـ ﺧﻀــﻢ‬
‫ﺗﻘــﺪﻳﻢ ﺑ ـﺮاد ﻐﻢ اﻟﺘﻔ ــﺎﻋﻼت اﻟﺮﻣﺰ ــﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺘﺒــﺎرﻩ أﺣ ــﺪ أ ــﻢ ﻣﻤﺜﻠ ــﺎ وﻣﻄ ــﻮري‬
‫أﻓ ﺎر ــﺎ واﻓ اﺿ ــﺎ ﺎ ﻋ ــﻦ اﻟﻌ ــﺎﻟﻢ )ﺗﻨﻈ ـ ا وﻣﻤﺎرﺳ ــﺔ ﺑﺤﺜﻴ ــﺔ(‪ .‬دون ﻣﺤﺎوﻟ ــﺔ‬
‫ﺗﺠـ ــﺎوز ذﻟـ ــﻚ إ ـ ـ ا ــﻮض ـ ـ ﻣﺴـ ــﺎ ﻤﺎﺗﮫ اﻟﻔﻜﺮ ـ ــﺔ واﻟﺘﻌﻤـ ــﻖ ـ ـ اﻧﺠﺎزاﺗـ ــﮫ‬
‫اﻟﺮاﺋﺪة‪.‬‬
‫ﻟـ ـ ــﺬﻟﻚ ﺗـ ـ ــﺄ ﻲ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻮرﻗـ ـ ــﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬ـ ـ ــﺪف ﺗﻘـ ـ ــﺪﻳﻢ ﻗ ـ ـ ـﺮاءة‬
‫دراﺳﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻟﻌﻠﻢ ﻣـﺎ؛‬ ‫اﺑ ﺴﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻴﺔ )ﻋ أﺳﺎس أن ﺑ ﺴﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬
‫ﻣ ــﻦ ﺧ ــﻼل ﻓ ــﺎرو ﻓ اﺿ ــﺎت واﻟﻨﻈﺮ ــﺎت واﳌﻨ ــﺎ (‪ ،‬ﻷ ــﻢ أﻓ ــﺎرإرﻓﻨ ــﻎ‬
‫ﻏﻮﻓﻤ ــﺎن اﻟﺘﻨﻈ ﻳ ــﺔ‪ ،‬وذﻟ ــﻚ ﺑ ــﺎﻟﺘﻄﺮق إ ـ ـ ﻣﻔ ــﻮم اﻟﻨﻈ ــﺎم اﻟﺘﻔ ــﺎﻋ ﻋﻨ ــﺪﻩ‪،‬‬
‫وﻣﻮﻗـ ــﻊ اﻟﻈـ ــﺎ ﺮة ﺗﺼـ ــﺎﻟﻴﺔ ـ ـ ﺳـ ــﻠﻢ ا ﺘﻤﺎﻣﺎﺗـ ــﮫ‪ ،‬و ﺴـ ــﻠﻴﻂ اﻟﻀـ ــﻮء ﻋ ـ ـ‬
‫ﻣﺴﺎ ﻤﺘﮫ اﻟﺘﻨﻈ ﻳﺔ إﻃﺎرﺑﺮاد ﻐﻢ اﻟﺘﻔﺎﻋﻼت اﻟﺮﻣﺰ ﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﻈﺮ ‪:‬‬
‫ﺧ ـ ـ إ ـ ـ اﺳ ــﺘﻌﺮاض أ ــﻢ‬ ‫إدارة ﻧﻄﺒﺎﻋ ــﺎت‪ ،‬وﺗﺤﻠﻴ ــﻞ ﻃ ــﺎر‪ .‬ﻟﻨﺼ ــﻞ ـ ـ‬
‫ﻧﺘﻘــﺎدات اﻟ ـ وﺟ ــﺖ إﻟﻴــﮫ وﻣﺤﺎوﻟــﺔ ﻣﻨﺎﻗﺸــﺔ أﻓ ــﺎرﻩ ﺑﻤﻘﺎرﻧ ــﺎ ﺑﻨﻈﺮ ــﺎت‬
‫أﺧـ ــﺮى )ﻧﻈﺮ ـ ــﺔ اﺧـ ــﺬ دوار‪ ،‬ﻧﻈﺮ ـ ــﺔ اﻟﻮﺳـ ــﻢ‪ ،‬ﻣﻔ ــﻮم اﳌـ ـﺮآة ﺟﺘﻤﺎﻋﻴـ ــﺔ(‪.‬‬
‫وذﻟــﻚ ﻐﻴــﺔ ﺗﺤﻘﻴــﻖ ــﺪف أﻛ ـ و ــﻮ ﻟﻔــﺖ ﻧﻈــﺮاﻟﺒــﺎﺣﺜ ن اﻟﻨــﺎﻃﻘ ن ﺑﺎﻟﻠﻐــﺔ‬
‫ـ ــﻢ إرﻓﻨ ـ ــﻎ‬ ‫اﻟﻌﺮ ﻴـ ــﺔ إ ـ ـ اﻟ ـ ـ اث اﻟﻔﻜ ـ ــﺮي اﻟﻌـ ــﺎﻟ اﻟ ـ ــﺬي ﺧﻠﻔـ ــﮫ ﻋ ـ ــﺎﻟﻢ ﺑ‬
‫ﻏﻮﻓﻤﺎن‪ ،‬و ﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺘﮫ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ا ﺎﻓﻠﺔ ‪.‬‬
‫ﻟﺬﻟﻚ ﺳﻨﺤﺎول‪ ،‬ﺟﺎﺑﺔ ﻋ اﻟ ﺴﺎؤﻻت ﺗﻴﺔ‪:‬‬
‫ﻛﻴﻒ ﻳﻨﻈﺮ إرﻓﻨﻎ ﻏﻮﻓﻤﺎن إ اﻟﻈﺎ ﺮة ﺗﺼﺎﻟﻴﺔ؟‬ ‫‪-‬‬
‫أ ﻢ أﻃﺮوﺣﺎت ﻏﻮﻓﻤﺎن اﻟﺘﻨﻈ ﻳﺔ؟‬ ‫ﻣﺎ‬ ‫‪-‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪724‬‬
‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‪:‬‬
‫ﺟــﺎءت أر ﻌــﺔ ﻣ ــﻦ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗــﮫ ﺿــﻤﻦ ﻗﺎﺋﻤــﺔ أﻓﻀــﻞ ﻣﺎﺋــﺔ ﻛﺘــﺎب ـ‬
‫ﻋﻠــﻢ ﺟﺘﻤــﺎع ﺣﺴــﺐ ﺗﺤــﺎد اﻟــﺪو ﻟﻌﻠــﻢ ﺟﺘﻤــﺎع )‪(Reguera, (ISA‬‬
‫)‪2016‬؛ ـﺬﻩ اﻟﻜﺘــﺐ ـ ‪ :‬ﻛﺘـﺎب ﺗﻘــﺪﻳﻢ اﻟـﺬات ـ ا ﻴــﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴـﺔ ) ‪The‬‬
‫‪ (Presentation of Self in Everyday Life‬ﺸـﺮﻩ ﺳـﻨﺔ ‪1959‬م ﺟـﺎء ـ‬
‫اﳌﺮﺗﺒـﺔ ‪ ،10‬ﻛﺘـﺎب اﳌ ـ ﺎت )‪ (Asylums‬أﻟﻔـﮫ ﺳـﻨﺔ ‪ ،1961‬ﺟـﺎء ـ اﳌﺮﺗﺒــﺔ‬
‫‪ ،33‬ﺛــﻢ ﻛﺘــﺎب اﻟﻮﺻــﻤﺔ )‪ ،(Stigma‬أﻟﻔــﮫ ﺳــﻨﺔ ‪ ،1963‬ﺟــﺎء ـ اﳌﺮﺗﺒــﺔ ‪،44‬‬
‫وأﺧ ـ ا ﻛﺘــﺎب ﺗﺤﻠﻴــﻞ ﻃــﺎر)‪ (Frame Analysis‬واﻟــﺬي أﻟﻔــﮫ ﺳــﻨﺔ ‪،1974‬‬
‫ﺟـﺎء ـ اﳌﺮﺗﺒــﺔ ‪ .91‬إﻧــﮫ إرﻓﻨــﻎ ﻏﻮﻓﻤــﺎن )‪ (Erving Goffman‬اﳌﻮﻟــﻮد ﺳــﻨﺔ‬
‫‪ 1922‬ﻣﺎﻧﻔﻴﻞ ﺑﺄﻟ ﺗﺎ اﻟﻜﻨﺪﻳﺔ‪ ،‬ﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ أﺻـﻮل ﻮدﻳـﺔ أوﻛﺮاﻧﻴـﺔ‪ ،‬درس‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺷﻴ ﺎﻏﻮ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻧﺎل ﺷ ﺎدة اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ ﺳﻨﺔ ‪ 1953‬ﻋﻦ أﻃﺮوﺣﺘﮫ‬
‫)‪ .(ommunication Conduct in an Island Community‬ﻣــﺎرس‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺷﻴ ﺎﻏﻮ‪ ،‬ﺑ ﻛ و ﻴ ﺴﻴﻠﻔﺎﻧﻴﺎ‪ ،‬ﺗﻮ ﻌﺪ‬ ‫اﻟﺘﺪر ﺲ ﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ‬
‫إﺻﺎﺑﺘﮫ ﺑﻤﺮض اﻟﺴﺮﻃﺎن ﻋﺎم ‪.(Burns, 1992, pp. 9-13) 1982‬‬
‫ــﺬا اﻟﻌــﺎﻟﻢ اﻟــﺬي ﺟﻌــﻞ اﻟــﺒﻌﺾ ﻳﺮﺗﺒــﻚ ـ ﺗﺼ ـ ﻴﻔﮫ؛ ﻓﻘــﺪ‬ ‫‪-1‬‬
‫ــﺎن ﻳ ﺘﻘــﻞ ﺑ ـ ن اﻟﺘﻨﻈ ـ واﳌﻤﺎرﺳ ـﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴــﺔ ﺑﻄﺮ ﻘــﺔ ﻳﺼــﻌﺐ‬
‫ﻓ ﺎ ﻓﺼﻞ ا ـﺎﻟﺘ ن ووﺿـﻊ ﺧﻄـﻮط وا ـ ﺔ ﺑﻴ ﻤـﺎ‪ .‬ﻛﻤـﺎ أﻧـﮫ‬
‫ــﺎن ﺸ ــﺘﻐﻞ ﺗﺤـ ــﺖ ﻣﻈﻠ ــﺔ أﻛ ـ ـ ﻣـ ــﻦ ﺗﺨﺼ ــﺺ ﻋﻠ ـ ـ )ﻋﻠـ ــﻢ‬
‫ﺟﺘﻤــﺎع‪ ،‬ﻋﻠــﻢ اﻟــﻨﻔﺲ ﺟﺘﻤــﺎ ‪ ،‬أﻧ و ﻮﻟﻮﺟﻴــﺎ ﺗﺼــﺎل‪،‬‬
‫اﻟﻠﺴﺎﻧﻴﺎت(‪ .‬ﻛﻤﺎ أﻧﮫ أﺛﺎر اﻟﻜﺜ ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺎش ﺣﻮل ﻃﺮ ﻘﺘﮫ‬
‫اﻟﺒﺤﺚ‪ ،‬واﻟ ‪ -‬ﻋ ﻏﺮاراﻟﺒـﺎﺣﺜ ن اﳌﻨﻀـﻮ ﻦ ﺗﺤـﺖ ﺑـﺮاد ﻐﻢ‬
‫اﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻴـ ــﺔ اﻟﺮﻣﺰ ـ ــﺔ‪ -‬ﺟـ ــﺎءت ﻣﺘﻤ ـ ــﺮدة‪ ،‬ﻋ ـ ـ اﻟﺘﻴـ ــﺎراﻟﻮﺿ ـ ـ‬
‫اﻟﺼـﺎرم اﻟـﺬي ــﺎن ﺳـﺎﺋﺪا ﻗﺒـﻞ ذﻟــﻚ‪ ،‬ﻓﻘـﺪ ﺎﻧـﺖ ﻧﺰﻋﺘــﮫ ذات‬
‫ـ ـ ﻊ وﺗـ ــﺮوج ﳌﻤﺎرﺳـ ــﺎت‬ ‫ﺧﻠﻔﻴـ ــﺔ اﺑ ﺴـ ــﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺗﺄو ﻠﻴـ ــﺔ‪،‬‬
‫ﺑﺤﺜﻴﺔ ﻛﻴﻔﻴﺔ أﻛ ﻟﻴﻮﻧﺔ‪ ،‬و ﺼـﺒﺢ اﻟﺒﺎﺣـﺚ ﻓ ـﺎ أﻛ ـ ا ﻐﻤﺎﺳـﺎ‬
‫اﻟﻈﺎ ﺮة اﳌﺪروﺳﺔ‪.‬‬
‫إن ذﻟـ ـ ــﻚ رﺗﺒـ ـ ــﺎك اﻟـ ـ ــﺬي ﻌ ـ ـ ـ ي اﻟﺒـ ـ ــﺎﺣﺜ ن ﻓﻴﻤـ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠـ ـ ــﻖ‬ ‫‪-2‬‬
‫ﺑﺘﻮﺟ ﺎت ﻏﻮﻓﻤﺎن ﺳﻮف ﻟﻦ ﻧﺠـﺪ ﻟـﮫ أﺛـﺮا ﺣـ ن ﻧ ـﻮن ﺑﺼـﺪد‬
‫ا ــﺪﻳﺚ ﻋـ ــﻦ ا ﺘﻤـ ــﺎم ﻏﻮﻓﻤـ ــﺎن ﺑﻤﻮﺿ ــﻮع ﺗﺼ ــﺎل؛ اﻟـ ــﺬي‬
‫ﻳﻤﻜــﻦ اﻟﻨﻈــﺮإﻟﻴــﮫ ﻋ ـ أﻧ ــﮫ اﻟﺘﻴﻤــﺔ اﻟﺜﺎﺑﺘــﺔ ـ أﻋﻤﺎﻟــﮫ‪ .‬ﻓﻘ ــﺪ‬
‫ﺣﻠ ــﻞ اﻟﺘﻔ ــﺎﻋﻼت ﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ــﺔ وﻃﻘ ــﻮس اﻟﻠﻴﺎﻗ ــﺔ واﳌﺤﺎدﺛ ــﺎت‪،‬‬
‫و ـ ــﻞ ﻣـ ــﺎ ﺸ ـ ـ ﻞ ﺷـ ــﺒﻜﺔ اﻟﻌﻼﻗـ ــﺎت اﻟﻴﻮﻣﻴـ ــﺔ‪ .‬وﻓ ـ ــﺎ ﻧﻈـ ــﺮإ ـ ـ‬
‫اﻟﺘﻔﺎﻋ ــﻞ ﻛﻤﻨﻈﻮﻣ ــﺔ ﺗﺘﺄﺳ ــﺲ ﻋ ـ ـ ﻃﺮ ﻘ ــﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓ ــﺔ‪ .‬ﺗﻤﺘﻠـ ــﻚ‬
‫ــﺬﻩ اﳌﻨﻈﻮﻣــﺔ ﻣﻌــﺎﻳ وآﻟﻴــﺎت ﻟﻠﺘﻨﻈــﻴﻢ‪ .‬ﺗﻠﻜــﻢ ﻣــﺜﻼ ـ ﺣﺎﻟــﺔ‬
‫"وﺟــﻮب ﻟ ـ ام" و ـ اﻟﻘﺎﻋــﺪة ﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ اﻟ ـ ﺗــﻨﺺ ﻋ ـ‬
‫أن ــﻞ ـ ـ ﺺ داﺧ ــﻞ ـ ـ ﻧﻘ ــﺎش ﻣ ــﻊ آﺧ ــﺮﻳﺠ ــﺐ أن ﻳﺒـ ــﺪي‬
‫اﻟ اﻣـﺎ ﺎﻓﻴـﺎ ـ ـﺬا اﻟ ﺸــﺎط‪" :‬اﻟﻨﻘـﺎش‪ ،‬ﺑﺼـﻔﺘﮫ ﺑـﺆرة اﻧ ﺒــﺎﻩ‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد ‪ 4‬د ﺴﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫إن ــﺬﻩ ا ﺘﻤﻴـ ــﺔ ـ ـ اﻟ ـ ـ ﺸـ ـ ﻞ ا ﻠﻔﻴـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ﻳﻨﻄﻠـ ــﻖ ﻣ ـ ــﺎ‬ ‫‪ -‬ﻣﺎ أ ﻢ ﻧﺘﻘﺎدات اﻟ وﺟ ﺖ إ أﻓ ﺎر ﻏﻮﻓﻤﺎن؟‬
‫ﻏﻮﻓﻤــﺎن ـ ﺟﻤﻴ ــﻊ دراﺳــﺎﺗﮫ‪ ،‬واﻟﻘﺎﻋ ــﺪة اﻟ ـ ﺗﺆﺳــﺲ ﻟﺒﻘﻴ ــﺔ اﻟﻘﻮاﻋ ــﺪ اﻟ ـ‬
‫ﺣــﺎول ﻣــﻦ ﺧﻼﻟ ــﺎ أن ﺸــﺮح و ﻔﺴــﺮﻧﻈــﺎم ﺗﻔﺎﻋــﻞ ﻣــﺎ ـ ﻣﺠﺘﻤــﻊ ﻣــﺎ‪ .‬واﻟــﺬي‬ ‫‪ .2‬اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺘﻔﺎﻋ ؛ ﺗﺼﺎل ﻛﺤﺘﻤﻴﺔ‪:‬‬
‫ﻳـ ـ ـﺮاﻩ ﻏﻮﻓﻤ ـ ــﺎن )أي ﻧﻈ ـ ــﺎم اﻟﺘﻔﺎﻋ ـ ــﻞ( ﻳ ﺒ ـ ـ ـ أن ﻌﺎﻣ ـ ــﻞ ﻛﻤﺠ ـ ــﺎل ﺟ ـ ــﻮ ﺮي‬
‫ﺳــﺄﺣﺎول ﻣــﻦ ﺧــﻼل ــﺬا اﻟﻌﻨﺼــﺮاﻟﺘﻌــﺮف ﻋ ـ ﻣﻔ ــﻮم اﻟﻨﻈــﺎم‬
‫وأﺳﺎ ـ ـ وﻛﻤﺠ ــﺎل ﻣﺴ ــﺘﻘﻞ‪ .‬و ﻀ ــﻊ ﻏﻮﻓﻤ ــﺎن ﻌ ــﺾ اﻟﻮﺣ ــﺪات ﺳﺎﺳـ ــﻴﺔ‬
‫اﻟﺘﻔ ــﺎﻋ ﻋﻨ ــﺪ ﻏﻮﻓﻤ ــﺎن وﻋﻼﻗﺘ ــﮫ ﺑﺎﻻﺗﺼ ــﺎل وﻓﻜ ــﺮة ﺣﺘﻤﻴ ــﺔ ﺗﺼ ــﺎل‪ ،‬ﺛ ــﻢ‬
‫ﻛ ‪:‬‬ ‫واﻟﺒﻨﺎءات اﳌﺘﻜﺮرة ﻟﻨﻈﺎم اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻣﻦ ﺻﻐﺮإ‬
‫ﻣﺤﺎوﻟ ــﺔ اﺳ ــﺘﻌﺮاض ﻌ ــﺾ اﻟﻘﻮاﻋ ــﺪ اﻟ ـ ـ ﺣ ــﺎول ﻏﻮﻓﻤ ــﺎن وﺿ ــﻌ ﺎ ﻟﻠﻨﻈ ــﺎم‬
‫ﺎص ﺳﻮاء أ ﺎﻧﻮا آﺣﺎدا‪ ،‬أم أزواﺟﺎ‪ ،‬أم ﻣﻮاﻛﺒﺎ‪ ،‬أم‬ ‫‪(1‬‬ ‫اﻟﺘﻔﺎﻋ اﻟـﺬي ﻳـﺮوج ﻟـﮫ و ـ ﺸـ ﻞ ـ ﺣـﺪ ذا ـﺎ أﺷـ ﺎﻻ وأﻧﻤﺎﻃـﺎ ﻟﻼﺗﺼـﺎل‬
‫أرﺗﺎﻻ‪.‬‬ ‫وﺟ ﺎ ﻟﻮﺟﮫ‪.‬‬

‫ﺗﺼﺎﻻت‪ ،‬إﻣﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ا ﻀﻮر اﻟﻔ ﻳﻘﻲ اﳌﺸ ك‪ ،‬أو‬ ‫‪(2‬‬ ‫ﻣﻔ ﻮم اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺘﻔﺎﻋ ﻋﻨﺪ ﻏﻮﻓﻤﺎن‪:‬‬ ‫‪1.2‬‬
‫ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل اﳌﺤﺎدﺛ ـ ــﺎت اﻟ ﺎﺗﻔﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬أو ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل ﺗﺒ ـ ــﺎدل‬
‫إن ا ﺘﻤــﺎم ﻏﻮﻓﻤــﺎن ﺑﺎﻻﺗﺼــﺎل وﺟ ــﺎ ﻟﻮﺟــﮫ ﻳ ﺼــﮫ ﻣــﺎ ﻗﺎﻟــﮫ ـ‬
‫اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ‪.‬‬
‫ﻣﺤﺎﺿــﺮﺗﮫ ﺧ ـ ة "ﻧﻈــﺎم اﻟﺘﻔﺎﻋــﻞ"‪ ،‬إذ ﺻــﺮح ﻗــﺎﺋﻼ‪ :‬ﻟﻘــﺪ ــﺎن ﺷــﻐﻔﻲ ﻣﻨــﺬ‬
‫ـ ﺎص إ ـ ـ‬ ‫‪ (3‬اﳌﻮاﺟ ــﺎت أو اﻟ ﺗ ﺒ ــﺎت اﻟ ـ ـ ﻳﻨﻀ ــﻢ ﻓ ــﺎ‬ ‫ﺳـﻨﻮات ــﻮ ﻌﺰ ـﺰ ــﺬا اﳌﺠـﺎل )وﺟ ــﺎ ﻟﻮﺟـﮫ( ﻛﻤﺠــﺎل ﻗﺎﺑـﻞ ﻟﻠﺘﺤﻠﻴــﻞ‪ ،‬ﻣﺠــﺎل‬
‫داﺋـ ــﺮة ﻓ ﻳﻘﻴ ـ ــﺔ ﺻـ ــﻐ ة ﻛﻤﺸ ـ ــﺎرﻛ ن واﻋ ـ ـ ن ـ ـ ﻣﺸ ـ ــﺮوع‬ ‫ﻳﻤﻜـ ــﻦ ﺴـ ــﻤﻴﺘﮫ "ﻧﻈـ ــﺎم اﻟﺘﻔﺎﻋـ ــﻞ"‪ ،‬اﳌﺠـ ــﺎل اﻟـ ــﺬي ﻳﻔﻀـ ــﻞ ﻣـ ــﻨ اﻟﺘﺤﻠﻴـ ــﻞ‬
‫ﻋﺘﻤﺎدﻳﺔ اﳌﺘﺒﺎدﻟﺔ‪.‬‬ ‫ﻣﺸ ك ﻗﺎﺋﻢ ﻋ‬ ‫اﳌﺼـﻐﺮ )‪ .(Bonicco, 2013‬ﻟـﻮ ﻋﻜﺴــﻨﺎ ﻛـﻼم ﻏﻮﻓﻤــﺎن ـﺬا‪ ،‬ﻓﺈﻧﻨــﺎ ﺳــﻨﺠﺪﻩ‬
‫ﻳﻘــﻮل ﻟﻨــﺎ‪ ،‬ﺑﻄﺮ ﻘــﺔ أﺧــﺮى‪ ،‬أن "ﻧﻈــﺎم اﻟﺘﻔﺎﻋــﻞ" ﻣــﺎ ــﻮ إﻻ دراﺳــﺔ وﺗﺤﻠﻴــﻞ‬
‫‪ (4‬ﻣﻨﺼﺔ داء و ﺸﻤﻞ اﳌ ـﺎن اﻟـﺬي ﻴـﺄ ﻓﻴـﮫ اﻟ ﺸـﺎط ﻗﺒـﻞ‬ ‫ﻣﺠــﺎل ﺗﺼــﺎل وﺟ ــﺎ ﻟﻮﺟــﮫ‪ .‬ــﺬا اﻟﻜــﻼم ﻳﺘﺄﻛــﺪ ـ ﻣﻘــﺎم آﺧــﺮ ﺣ ـ ن ﻋــﺮف‬
‫ا ﻤ ـ ــﻮر )ﻣ ـ ــﺜﻼ‪ :‬اﳌﻨﺎﻗﺸ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺳ ـ ــﻴﺎق اﻟﻜ ـ ــﻼم أو اﳌﺤ ـ ــﻴﻂ‪،‬‬ ‫دراﺳ ــﺔ اﻟﻨﻈ ــﺎم ﺟﺘﻤ ــﺎ ﺑﺄﻧ ــﮫ "ﻟـ ـ ﺲ دراﺳ ــﺔ ﺟﻤﺎﻋ ــﺔ ﻣ ــﺎ‪ ،‬وﻟﻜ ــﻦ دراﺳ ــﺔ‬
‫و ﺟﺘﻤﺎع اﻟﺮﺳ ‪ ،‬واﻟﻠﻌﺐ واﻟﻌﺮض اﳌﻮﺳﻴﻘﻲ(‬ ‫اﻟﺴــﻠﻮﻛﻴﺎت اﻟ ـ ﺗ ــﺘﺞ ـ ﺟﻤﺎﻋــﺔ ﻣــﺎ‪ .‬ــﺬﻩ اﻟﺴــﻠﻮﻛﻴﺎت ﺗــﺪل ﻋ ـ اﺳــﺘﺤﺎﻟﺔ‬
‫أن ﻻ ﻧﺘﺼـﻞ ﻛﻤـﺎ ﻳﻘـﻮل ﻣﻨﻈـﺮوا ﻣﺪرﺳـﺔ ﺑـﺎﻟﻮ أﻟﻄـﻮ )‪ (Palo Alto‬ﻣﺮ ﻜﻴـﺔ‪،‬‬
‫‪ (5‬اﳌﻨﺎﺳـ ـ ــﺒﺎت ﺟﺘﻤﺎﻋﻴـ ـ ــﺔ ﺣﺘﻔﺎﻟﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬و ـ ـ ـ ﺟﻤ ـ ــﻮع ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫ﻟ ﺬا ﻳﻀﻴﻒ )ﻏﻮﻓﻤﺎن( دراﺳﺔ أﺧﺮى ﻣﻦ دراﺳﺎﺗﮫ‪" ،‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﺘﻤﻊ أﻓﺮاد‬
‫ﻓ ـﺮاد‪ ،‬ـ ﻣﻨﺎﺳــﺒﺔ ذات ﺷــﺮف وﺗﺤﻈــﻰ ﺑﺘﻘــﺪﻳﺮﻣﺸ ـ ك‬
‫وﺿﻌﻴﺎت ﻣﺎ ﺗﻔﺮض أن ﻻ ﻳﺘﻢ ﺗﺒﺎدل اﻟ ﻠﻤﺎت وﻓﻌﻞ اﻟﻜﻼم‪ ،‬ﻓﺈ ﻢ ﺳـﻮاء‬
‫ﺣﻴﺚ ﻳﺼـﻞ اﳌﺸـﺎر ﻮن و ﻐـﺎدرون ﺑﻄﺮ ﻘـﺔ ﻣ ﺴـﻘﺔ‪ .‬و ـﺬﻩ‬
‫أرادوا أو ﻟــﻢ ﻳﺮ ـﺪوا‪ ،‬ﻳــﺪﺧﻠﻮن ـ ﺷ ـ ﻞ ﻣ ــﻦ أﺷ ـ ﺎل ﺗﺼــﺎل‪ ..،‬ﻓﺤ ـ وإن‬
‫اﻟﻮﺣ ـ ــﺪة ﺧ ـ ـ ة ﺗﻤﺜ ـ ــﻞ اﻟﻮﺣ ـ ــﺪة اﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻴ ـ ــﺔ ﻛ ـ ـ اﻟ ـ ـ‬
‫ﺗﻮﻗــﻒ اﻟ ـ ﺺ ﻋــﻦ اﻟﻜــﻼم ﻓﺈﻧــﮫ ﻻ ﻳﻤﻜﻨــﮫ أن ﻳﻤﺘﻨــﻊ ﻋــﻦ ﺗﺼــﺎل ﺑﻠﻐــﺔ‬
‫ﻳ ــﺬﻛﺮ ﺎ ﻏﻮﻓﻤ ــﺎن ﺣﻴ ــﺚ أن ــﺬﻩ اﻟﻮﺣ ــﺪة ﻳﻤﻜ ــﻦ أن ﺗ ــﺘﻢ‬
‫ا ﺴﻢ )ﺑﻮﺟﻤﻌﺔ‪ ،2010 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪.(58‬‬
‫ﻨﺪﺳـ ﺎ ﻟﺘﻤﺘــﺪ إ ـ ﻋــﺪد ﻣــﻦ ﻗﺴــﺎم )و س و ووﻟــﻒ‪،‬‬
‫‪ ،2011‬ﺻﻔﺤﺔ ‪.(397‬‬ ‫ﻟ ﺲ ﻣﻦ اﻟﺼـﻌﺐ إذن اﺳـﺘ ﺘﺎج ﻣـﺪى اﻟ ـ اﺑﻂ اﻟـﺬي ﻳﺤﻜـﻢ ﺑـ ن‬
‫دراﺳــﺔ اﻟﻨﻈــﺎم ﺟﺘﻤــﺎ واﻟﻨﻈــﺎم اﻟﺘﻔــﺎﻋ و ﺗﺼــﺎل ﺑﺎﻟ ﺴــﺒﺔ ﻟﻐﻮﻓﻤــﺎن‪.‬‬
‫و ﻌﺘﻘــﺪ ﻏﻮﻓﻤــﺎن أن اﻟﻔﺎﻋــﻞ ـ اﳌﺠﺘﻤــﻊ ﻌــﺎﻳﻦ و ﻨﻘــﻞ و ﺠــﺬب‬
‫ﻠ ﺎ وﺣﺪة واﺣـﺪة ﻻ ﻳﻤﻜـﻦ ﻓﺼـﻠ ﺎ‪ .‬ﻓﺪراﺳـﺔ اﻟﻨﻈـﺎم ﺟﺘﻤـﺎ ﻣـﺎ ـﻮ‬ ‫ﻓ‬
‫ﺑﺎﺳــﺘﻤﺮار‪ ،‬و ﺼــﻒ وﺿ ــﻌﻴﺔ وﺟــﻮد اﻟﻔ ــﺮد وﺳــﻂ أﻓ ـﺮاد آﺧ ــﺮ ﻦ ـ اﳌﺠﺘﻤ ــﻊ‬
‫ـ أﺻــﻠﮫ ﺳ ــﻮى دراﺳــﺔ ﻟﻨﻈ ــﺎم ﺗﻔــﺎﻋ ﻳﻨﻄﻠ ــﻖ ﻣــﻦ وﺣﺪاﺗ ــﮫ اﻟﺼــﻐﺮى اﻟ ـ‬
‫ﺑ ــﺎﻟﻘﻮل "ﻋﻨـ ــﺪﻣﺎ ﻳﻮﺿ ــﻊ اﻟﻔـ ــﺮد ـ ـ ﺣﻀ ــﻮر أ ـ ـ ﺎص آﺧ ــﺮ ﻦ‪ ،‬ﻓـ ــﺈن ــﺆﻻء‬
‫ﺼـ ن وﺟ ـﺎ ﻟﻮﺟــﮫ‪ .‬ﻛﻤـﺎ أن ــﺬا اﻟﻨﻈـﺎم ﻳﻨﻄﻠــﻖ‬ ‫ﺗـﺘ ﺺ ـ اﺗﺼــﺎل ﺑـ ن‬
‫ﻓـﺮاد ﻳﺒﺤﺜــﻮن ﻋــﻦ ا ﺼــﻮل ﻋ ـ ﻣﻌﻠﻮﻣــﺎت ﺗﺨﺼــﮫ‪ ،‬أو ﻳﻘﻮﻣــﻮن ﺑ ﺒﻠﻴﻐــﮫ‬
‫ﻣــﻦ ﻓﻜــﺮة روﺟــﺖ ﻟ ــﺎ ﻣﺪرﺳــﺔ أﻟﺘــﻮ ﺑــﺎﻟﻄﻮ ﺸ ـ ﻞ ﺧــﺎص‪ ،‬وﺗ ﻨﺎ ــﺎ ﻏﻮﻓﻤــﺎن‬
‫ﺑﺎﳌﻌﻠﻮﻣ ــﺎت اﻟ ـ ـ ﺗ ــﻮن ﺑﺤ ــﻮز ﻢ‪ ،‬ﻓ ــﺆﻻء ﻳﻘﻠﻘ ــﻮن ﻣ ــﻦ ﻧﻈﺎﻣ ــﮫ ﺟﺘﻤ ــﺎ‬
‫ﺑﻮﺿـﻮح و ـ "ﺣﺘﻤﻴـﺔ ﺗﺼـﺎل" اﻟ ـ ﻌ ـ أﻧﻨـﺎ ﻻ ﻳﻤﻜـﻦ أﻻ ﻧﺘﺼـﻞ‪ ،‬ﺣ ـ ﻟـﻮ‬
‫و ﻗﺘﺼﺎدي‪ ،‬ﻗﻠﻘﻮن ﻣﻦ اﻟﻔﻜﺮة اﻟ ﻳﺼﻨﻌ ﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﮫ‪ ،‬ﻣﻦ ﻛﻔﺎءﺗﮫ‪ ،‬ﻣﻦ‬
‫ﺗــﻮﻓﺮت اﻟﺮﻏﺒــﺔ ـ ذﻟــﻚ‪ ،‬ﻓﺤ ـ ن ﻌﺘﻘــﺪ أﻧﻨــﺎ ﻻ ﻧﻘــﻮم ﻌﻤﻠﻴــﺔ إرﺳــﺎل رﺳــﺎﺋﻞ‬
‫ﻧﺰا ﺘﮫ‪ ،‬وﻗﻀﺎﻳﺎ أﺧﺮى ﻛﺜ ة‪ ،‬و ﺬﻩ اﳌﻌﻠﻮﻣـﺎت ﻻ ﻳﺒﺤـﺚ ﻋ ـﺎ ﻟـﺬا ﺎ‪ ،‬وﻟﻜـﻦ‬
‫ﻓﺈﻧﻨ ــﺎ ﺸـ ـ ﻞ آﺧ ــﺮﻧ ــﻮن ﻗ ــﺪ أرﺳ ــﻠﻨﺎ رﺳ ــﺎﻟﺔ ﻌ ـ ـ ﻋ ــﻦ ذﻟ ــﻚ ﺣ ـ ـ ﺑﺎﻟ اﻣﻨ ــﺎ‬
‫ﻷﺳــﺒﺎب ﻋﻤﻠﻴــﺔ‪ :‬ﻓ ــﺬﻩ اﳌﻌﻠﻮﻣــﺎت ﺴــﺎ ﻢ ـ ﺗﺤﺪﻳــﺪ اﻟﻮﺿــﻌﻴﺔ‪ ،‬ﻣــﻦ ﺧــﻼل‬
‫ﻟﻠﺼﻤﺖ‪.‬‬
‫ﺗﻤﻜـ ن ﺧــﺮ ﻦ ﻣــﻦ ﺗﻮﻗــﻊ ﻣــﺎ ﻳ ﺘﻈــﺮﻩ ﻣﻨــﮫ وﺷـﺮ ﻜﮫ ﻣ ـ ﻢ‪ ،‬و ﺎﻟﺘــﺎ ﻣــﺎ ﻳﻤﻜــﻦ‬
‫أن ﻳ ﺘﻈـ ــﺮ ﻢ )ﺑﻮﺟﻤﻌـ ــﺔ‪ ،2010 ،‬ﺻـ ــﻔﺤﺔ ‪ .(59‬وﻟﻘـ ــﺪ ﺟﻌ ــﻞ ﻏﻮﻓﻤـ ــﺎن ﻣـ ــﻦ‬
‫اﻟﻘﻮاﻋـ ــﺪ اﳌﺸ ـ ـ ﻠﺔ "ﻟﻄﻘ ــﻮس اﻟﺘﻔﺎﻋـ ــﻞ" ﻋ ـ ـ اﻋﺘﺒـ ــﺎرأن ﺣـ ــﻮادث اﻟﺴـ ــﻠﻮك‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪725‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد ‪ 4‬د ﺴﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 2.2‬ﻗﻮاﻋﺪ ﺗﺼﺎل وﺟ ﺎ ﻟﻮﺟﮫ‪:‬‬ ‫ﺴ ــﺎ ﻲ ﺗ ﺘ ـ ـ إﻟ ــﺎ وإ ـ ـ ﻤ ــﺔ اﳌﺤ ــﻴﻂ ﺟﺘﻤ ــﺎ ‪ ،‬ﺑﺤﺜ ــﺎ ذاﺗﻴ ــﺎ )أرﻣ ــﺎن‬
‫ّ‬ ‫وﻣ ﺸــﺎل‪ ،2005 ،‬ﺻ ــﻔﺤﺔ ‪ .(152‬ﻣﺆﻛ ــﺪا ﻋ ـ ﺿ ــﺮور ﺎ ﻻﺳــﺘﻤﺮارأي ﻧﻈ ــﺎم‬
‫ﻟﻘـ ــﺪ رﻛـ ــﺰﻏﻮﻓﻤـ ــﺎن ﻣﺠ ﻮداﺗـ ــﮫ ـ ـ ﻣﻼﺣﻈـ ــﺎت ﻋﻤﻴﻘـ ــﺔ وﻃﻮ ﻠـ ــﺔ‬
‫اﺟﺘﻤ ــﺎ ‪ ،‬ﺣﻴ ــﺚ ﻳﻘ ــﻮل ـ اﻟﻔﺼ ــﻞ اﳌﻌﻨ ــﻮن "ﺑﺎﻟﻨﻈ ــﺎم ﺟﺘﻤ ــﺎ واﻟﻨﻈ ــﺎم‬
‫ﻟﺴـﻠﻮ ﺎت ﻓـﺮاد‪ ،‬و ــﻢ ﻣ ﻤﻜـ ن ـ ﺣﻴــﺎ ﻢ اﻟﻴﻮﻣﻴـﺔ‪ ،‬ﻟ ــﺮوج ﺑﺎﺳــﺘﺨﻼص‬
‫اﻟﺘﻔ ــﺎﻋ " واﻟ ــﻮارد ـ أﻃﺮوﺣ ــﺔ اﻟ ــﺪﻛﺘﻮراﻩ اﻟ ـ أﻧﺠﺰ ــﺎ‪" :‬ﻋﻨ ــﺪﻣﺎ ﻻ ﺗﺤ ـ م‬
‫ﻣﺠﻤﻮﻋـﺔ ﻣـﻦ اﻟﻘﻮاﻋـﺪ اﻟ ـ ﺗـﻨﻈﻢ ﺗﻠـﻚ اﻟﺴـﻠﻮ ﺎت‪ ،‬وﻣﺠﻤﻮﻋـﺔ ﻣـﻦ ﺷـ ﺎل‬
‫اﻟﻘﻮاﻋــﺪ‪ ،‬أو ﻋﻨــﺪﻣﺎ ﻳﻈ ــﺮأن ﻻ ﺗﻮﺟــﺪ أﻳــﺔ ﻗﺎﻋــﺪة ﻗﺎﺑﻠــﺔ ﻟﻠﺘﻄﺒﻴــﻖ‪ ،‬ﻳﺘﻮﻗــﻒ‬
‫أﻧﻮاع ﺗﺼﺎﻻت اﻟﻘﺎﺋﻤـﺔ ﺑﻴـ ﻢ‪ .‬وﻓﻴﻤـﺎ ﻳ ـ ﻧـﻮرد ﻌﻀـﺎ‬ ‫اﻟ ﺗ ﺴﻂ وﺗﻮ‬
‫اﳌﺸ ــﺎر ﻮن ﻋ ــﻦ ﻣﻌﺮﻓ ــﺔ ﻛﻴﻔﻴ ــﺔ اﻟﺘﺼ ــﺮف‪ ،‬أو ﻣﻌﺮﻓ ــﺔ ﻣ ــﺎ ﻳ ﺘﻈ ــﺮﻩ ﺧ ــﺮون‬
‫ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﻧﻤﺎط‪ /‬اﳌﻔﺎ ﻴﻢ‪ ،‬ﻛﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺘﻘﺮ ﺐ ﺻﻮرة ﺗﻠﻚ اﳌﺠ ﻮدات‪:‬‬
‫ﻣ ـ ﻢ‪ ،‬ﻓﻌ ـ اﳌﺴ ــﺘﻮى ﺟﺘﻤــﺎ ‪ ،‬ﻓــﺈن ﻋﻤﻠﻴ ــﺔ إدﻣــﺎج ﺸــﺎﻃﺎت اﳌﺸ ــﺎرﻛ ن‬
‫اﻟ ﺴـﻮ ﺔ‪ /‬اﻟﺘﻜﻴـﻒ‪ :‬ـ ﻛﺘﺎﺑـﮫ ﻋـﻦ اﳌ ـ ﺎت )‪ (Asylums‬اﻟـﺬي‬ ‫ﺗ ﺸ ـ ــﻄﺮ‪ ،‬وﻧﺘ ـ ــﺎج ذﻟ ـ ــﻚ ﻌ ـ ــﺎ ﻲ اﳌﺸ ـ ــﺎر ﻮن ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻔﻮﺿ ـ ــﻮ ﺔ واﻟﺘ ـ ــﻮﺗﺮوﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻇ ﺮ ﺳﻨﺔ ‪ .1961‬ﺗﻄﺮق ﻏﻮﻓﻤـﺎن إ ـ ﻣﻔ ـﻮم اﻟ ﺴـﻮ ﺔ )‪ (Adjustment‬و ـﻮ‬ ‫اﻟ ﺸﻮ ﺶ اﻟﻔﺮدي )ﺑﻮﺟﻤﻌﺔ‪ ،2010 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪.(59‬‬
‫ﺣﺴـﺐ ﻌﺮ ﻔـﮫ ﻟـﮫ أﻗـﺮب إ ـ أن ﻌ ـ اﻟﺘـﺄﻗﻠﻢ أو "اﻟﺘﻜﻴـﻒ" )‪(Adaptation‬‬
‫إذا أردﻧﺎ أن ﻧﻘﺮب اﻟﺼﻮرة أﻛ ﺣﻮل ﻣ ﺎﻧﺔ اﻟﻈﺎ ﺮة ﺗﺼـﺎﻟﻴﺔ‬
‫ﻓ ﻮ ﻌ ﺣﺴﺒﮫ أن ﺴـﺎ ﻢ اﻟﻔـﺮد ﺸـ ﻞ ﻌـﺎو ﻲ ﺑﺎﻟ ﺸـﺎط اﳌﻄﻠـﻮب ﳌ ﺸـﺄة‬
‫ـ ﺳــﻠﻢ ا ﺘﻤﺎﻣــﺎت ﻏﻮﻓﻤــﺎن‪ ،‬ﻓﺈﻧــﮫ ﻋﻠﻴﻨــﺎ اﻟﻌــﻮدة إ ـ أﻃﺮوﺣﺘــﮫ اﻟ ـ ﻗــﺪﻣ ﺎ‬
‫ﻣ ــﺎ وﺗﺤ ــﺖ اﻟﻈ ــﺮوف اﳌﻄﻠﻮ ــﺔ ـ ـ ﻣﺠﺘﻤ ــﻊ ﻣ ــﺎ‪ .‬ﻣ ــﻊ دﻋ ــﻢ اﳌﻌ ــﺎﻳ اﳌﺆﺳﺴ ــﻴﺔ‬
‫ﻟﻨﻴ ــﻞ اﻟ ــﺪﻛﺘﻮراﻩ‪ ،‬و ﺸـ ـ ﻞ أدق ﻋﻠﻴﻨ ــﺎ اﻟﻨﻈ ــﺮ ـ ـ اﻟﻔﺼ ــﻞ ا ــﺎص ﺑﺎﻟﻨﻈ ــﺎم‬
‫ﻟﻠﺮﻋﺎﻳــﺔ‪ ،‬واﻟــﺪاﻓﻊ اﻟــﺬي ﻳــﺘﻢ ﺗــﻮﻓ ﻩ ﻣــﻦ ﺧــﻼل ا ــﻮاﻓﺰواﻟﻘــﻴﻢ اﳌﺸ ـ ﻛﺔ‪،‬‬
‫اﻟﺘﻔﺎﻋ ﻣﻦ أﻃﺮوﺣﺘﮫ‪ ،‬ﺳﻨﺠﺪﻩ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ وﻟـﻮج ﻣﺜـﺎ إ ـ ﻋـﺎﻟﻢ "اﻟﻐﻮﻓﻤﺎﻧﻴـﺔ"‬
‫ً‬
‫"ﻃﺒﻴﻌﻴــﺎ" أو‬ ‫وﻣــﻊ ﻓــﺮض ﻋﻘﻮ ــﺎت ﻣﺤــﺪدة ﻳــﺘﻢ ﺗﺤﻮ ﻠــﮫ إ ـ ﻣﺘﻌــﺎون؛ ﻳﺼــﺒﺢ‬
‫ﻣﺠــﺎ" أو ﻋﻀـ ًـﻮا ﻣـ ً‬
‫"ﻣ ً‬ ‫ﻟﻠﺘﻔﺎﻋ ــﻞ ﻛﻌﻤﻠﻴ ــﺔ اﺗﺼ ــﺎﻟﻴﺔ‪ .‬ﻛﻤ ــﺎ ﻳﻤﻜ ــﻦ اﻋﺘﺒ ــﺎرآﺧ ــﺮﻣﺤﺎﺿ ــﺮة ﻟ ــﮫ ﻛ ــﺮﺋ ﺲ‬
‫ـﺪﻣﺠﺎ‪ .‬وﻗﺴــﻢ ﻏﻮﻓﻤــﺎن اﻟ ﺴــﻮ ﺔ إ ـ ﻧــﻮﻋ ن‪ :‬ﺴ ــﻮ ﺔ‬
‫ﻟ ﻤﻌﻴ ــﺔ ﻣﺮ ﻜﻴ ــﺔ ﻟﻠﺴﻮﺳ ــﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ واﳌﻌﻨﻮﻧ ــﺔ ﺑـ ــ"ﻧﻈﺎم اﻟﺘﻔﺎﻋ ــﻞ"‪ ،‬ا ﺎﻟ ــﺔ‬
‫أوﻟﻴــﺔ‪ :‬ﺣﻴــﺚ ﻳﺤــﺎول اﻟﻔــﺮد اﺣ ـ ام اﻟﻘــﻮاﻧ ن اﻟﺪاﺧﻠﻴــﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴــﺔ‪ .‬و ﺴــﻮ ﺔ‬
‫اﻟ ﺎﺋﻴﺔ ﻟﺘﻨﻈ ﻩ؛ ﻳﺒﺪأ ﻏﻮﻓﻤﺎن ﻣﻦ ﻣﺎ ﺴﻤﻴﮫ "اﻟﻨﻈﺎم ﺟﺘﻤﺎ " ﺑﺎﻓ اض‬
‫ﺛﺎﻧﻮ ــﺔ‪ :‬و ﻌ ـ ــﺬﻩ اﻟ ﺴــﻮ ﺔ أي ﺗﺮﺗ ــﺐ ﻣﻌﺘــﺎد ﺴــﺘﺨﺪم ﻓﻴــﮫ أﺣــﺪ أﻋﻀــﺎء‬
‫أن ﺬا اﻟﻨﻈﺎم " ﺟﺘﻤﺎ اﻟﻜ " ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋ اﳌﺴﺘﻮى ﺟﺘﻤﺎ اﳌﺼﻐﺮ‪،‬‬
‫إﺣﺪى اﳌﻨﻈﻤﺎت وﺳﺎﺋﻞ ﻏ ﻣﺼﺮح ﺎ‪ ،‬أو ﻳﺤﺼﻞ ﻋ ﻏﺎﻳـﺎت ﻣﻤﻨﻮﻋـﺔ‪ ،‬أو‬
‫ﺼ ـ ن ﺣﻘﻴﻘﻴ ـ ن" ‪(Dubar,‬‬ ‫ﻋ ـ ﺳ ـ ﻴﻞ اﳌﺜ ــﺎل ﻋ ـ "اﳌﺤﺎدﺛ ــﺔ ﺑ ـ ن‬
‫ﻠ ﻤـ ــﺎ؛ ﻳﺘﻌﻠـ ــﻖ ذﻟـ ــﻚ ﺑﺎﻓ اﺿـ ــﺎت اﳌﻨﻈﻤـ ــﺔ ﻓﻴﻤـ ــﺎ ﻳﺠـ ــﺐ ﻋﻠﻴـ ــﮫ اﻟﻘﻴـ ــﺎم ﺑـ ــﮫ‬
‫)‪ .2018‬إذن ﻓﺤﻴﺎة ﻏﻮﻓﻤﺎن اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺑﺪأت ﺑﺎﻻ ﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻈﺎ ﺮة ﺗﺼﺎﻟﻴﺔ‪،‬‬
‫وا ﺼـﻮل ﻋﻠﻴـﮫ وﻣـﺎ ﻳ ﺒ ـ أن ﻳ ـﻮن ﻋﻠﻴـﮫ )‪ ( ..‬وﺗﺘﻤﺜـﻞ اﻟ ﺴـﻮ ﺎت اﻟﺜﺎﻧﻮ ـﺔ‬
‫ﺘﻤﺎم‪.‬‬ ‫واﻧ ﺖ ﻣﻊ ﻧﻔﺲ‬
‫ـ ـ اﻟﻄـ ــﺮق اﻟ ـ ـ ﻳ ﺘﻌـ ــﺪ ﻓ ـ ــﺎ اﻟﻔـ ــﺮد ﻋ ــﻦ اﻟـ ــﺪور واﻟـ ــﺬات اﻟـ ــﺬي ﻗﺮر ــﺎ ﻟـ ــﮫ‬
‫ً‬
‫اﳌﺆﺳﺴـ ــﺔ‪ .‬و ﺆﻛـ ــﺪ ﻏﻮﻓﻤـ ــﺎن أﻧـ ــﮫ ﻳ ﺒ ـ ـ أن ﻳ ـ ــﻮن ﻣـ ــﻦ اﻟﻮا ـ ـ ﺗﻤﺎﻣـ ــﺎ أن‬ ‫و ــﺎﻟﻌﻮدة إ ـ اﻟﻨﻈــﺎم اﻟﻜ ـ اﻟــﺬي ﺗﺤــﺪث ﻋﻨــﮫ ﻏﻮﻓﻤــﺎن‪ ،‬ﻧﺠــﺪﻩ‬
‫اﻟ ﺴ ــﻮ ﺎت وﻟﻴ ــﺔ واﻟﺜﺎﻧﻮ ــﺔ ـ ـ ﻣﺴ ــﺎﺋﻞ ﺗﺘﻌﻠ ــﻖ ﺑ ــﺎﻟﺘﻌﺮ ﻒ ﺟﺘﻤ ــﺎ وأن‬ ‫ﻌ ‪ :‬ﺗ ﺎﻣﻞ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮاﻟﻔﺎﻋﻠﺔ‪ ،‬واﻟﺘﻮﻗﻌﺎت اﳌﺘﺒﺎدﻟـﺔ‪ ،‬واﻟﻘﻮاﻋـﺪ ﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ‬
‫ُ‬
‫اﻟﺘﻜﻴﻴ ــﻒ أو ا ــﺎﻓﺰاﻟ ــﺬي ﻳ ــﺘﻢ إﺿ ــﻔﺎء اﻟﺸ ــﺮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻴ ــﮫ ـ ﻓ ـ ـ ة ﻣﻌﻴﻨ ــﺔ ـ ـ‬ ‫اﳌﻌﻴﺎر ــﺔ‪ ،‬واﻟﻌﻘﻮ ــﺎت ﻋ ـ ـ ﻧﺤﺮاﻓـ ــﺎت‪ ،‬واﻟﺘﺼ ــﻮ ﺒﺎت اﻟ ـ ـ أﺟﺮ ـ ــﺖ ﻋ ـ ـ‬
‫ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﻌ ن ﻗﺪ ﻻ ﻳﺘﻢ إﺿﻔﺎء اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻴﮫ وﻗﺖ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﺗﺎر ﺨﮫ‬ ‫ﻧﺤﺮاﻓﺎت‪ ،‬إ ‪ .‬وﻣﻊ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻓ ﻮ ﻳﻼﺣﻆ‪ ،‬ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺘﻔﺎﻋﻼت اﻟ ﻻﺣﻈ ﺎ‪،‬‬
‫أو ﻣﺠﺘﻤﻊ آﺧﺮ )‪.(Goffman, 1961, pp. 188-206‬‬ ‫أﻧ ــﮫ ﻻ ﺴ ــﻴﻄﺮﻋ ـ ــﺬا اﻟﻨﻤ ــﻮذج اﻟﻘﺴ ــﺮي وإﻧﻤ ــﺎ "ﺳ ــﻠﻮك ﻗﺎﻣ ــﺔ" اﻟ ــﺬي‬
‫ﻳﻤﻜ ــﻦ ﻟﻠﺸ ــﺮ ﺎء ﻣ ــﻦ ﺧﻼﻟ ــﮫ "ا ﻔ ــﺎظ ﻋ ـ ـ اﻟﺘﻔﺎﻋ ــﻞ"‪ ،‬ﺗ ــﻢ ﺗﺠﺎوز ــﺎ‪ .‬و ــﻮ‬
‫اﻟﺪور واﻟ ﺴﻠﺴﻞ‪ :‬ﻌﺘ اﻟﺪور ﻣﻦ أ ـﻢ اﳌﻔـﺎ ﻴﻢ اﻟ ـ رﻛـﺰ ﻋﻠ ـﺎ‬
‫ﻳﺼﻒ ﻗﺒﻮل اﻟﻌﻤـﻞ ـﺬا اﻟﻨـﻮع ﻣـﻦ اﻟ ﺴـﻮ ﺔ‪ ،‬و ـﺬا "ﻋﻤـﻞ اﻟ ﺴـﺎﻣﺢ" اﻟـﺬي‬
‫ﻏﻮﻓﻤـ ــﺎن ـ ـ ﻣﺴـ ــﺎرﻩ اﻟﺘﻨﻈ ـ ـ ي‪ ،‬و ـ ــﺮى ﻏﻮﻓﻤـ ــﺎن أن دوارﺗﻔ ـ ــﺮض ﻋﻠ ـ ــﺎ‬ ‫ﻧﻈﺎﻣ ــﺎ ً‬
‫ﻳﺒـ ـ ن‪ ،‬ﺑﺤﺴ ــﺐ ﻗﻮﻟـ ــﮫ‪ ،‬أن اﻟﺘﻔﺎﻋ ــﻞ وﺟ ــﺎ ﻟﻮﺟ ــﮫ ﺸـ ـ ﻞ ً‬
‫ﻣﻌﻴﻨ ــﺎ ﻣـ ــﻦ‬
‫ﻣﺠﻤﻮﻋ ــﺔ ﻣ ــﻦ اﳌﻌ ــﺎﻳ اﻟ ـ ـ ﺗﺤ ــﺪد واﺟﺒﺎﺗﻨ ــﺎ ﻋ ـ ـ أ ــﺎ ﻓﻌ ــﺎل اﻟ ـ ـ ﻳﻘـ ــﺮر‬
‫اﻟﺘﺤــﻮل ﺟﺘﻤــﺎ ﻏ ـ اﻟﻘﺎﺑــﻞ ﻟﻼﺧ ـ ال إ ـ ﻐﻴ ـ ﺴــﻴﻂ ﻟﻠﻨﻈــﺎم اﻟﻜ ـ ‪.‬‬
‫ﺧﺮون ﻣﺸﺮوﻋﻴﺔ أداﺋﻨﺎ ﻟ ﺎ‪ ،‬وﺗﺤﺪد أﻳﻀﺎ ا ﻘﻮق ﻋ ـ أ ـﺎ ﻓﻌـﺎل اﻟ ـ‬
‫ﻳﺨﻀـ ــﻊ ﻧﻈـ ــﺎم اﻟﺘﻔﺎﻋ ــﻞ ـ ــﺬا "ﻟﻼﻓ اﺿ ــﺎت اﳌﺴـ ــﺒﻘﺔ اﳌﻌﺮﻓﻴـ ــﺔ واﳌﻌﻴﺎر ـ ــﺔ"‬
‫ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻘﺮر ﻣﺸﺮوﻋﻴﺔ أداء ﺧﺮ ﻦ ﻟ ﺎ‪ .‬و ﻞ دور ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺪور آﺧﺮﻋ‬
‫و" ﺗﻔﺎﻗﻴــﺎت واﳌﻌــﺎﻳ واﻟﻘﻴ ــﻮد" اﳌﺘﻌﻠﻘــﺔ ﺑﻈ ــﺮوف وﺳــﻠﻮﻛﻴﺎت ﻣﻌﻴﻨ ــﺔ‪" :‬إن‬
‫ﻗــﻞ‪ ،‬وﻣ ــﺎ ﻌــﺪ ﺣﻘﻮﻗ ــﺎ ﻟ ــﺪور ﻌــﺪ واﺟﺒ ــﺎت ﻟ ــﺪور ﺧ ــﺮ‪ .‬إذ ﻻ ﻳﻮﺟ ــﺪ دور‬
‫ﺧ ــﻂ اﻧ ﺒﺎ ﻨ ــﺎ اﻟﺒﺼ ــﺮي‪ ،‬وﺷ ــﺪة اﻟ اﻣﻨ ــﺎ‪ ،‬وﺷـ ـ ﻞ إﺟﺮاءاﺗﻨ ــﺎ وﻟﻴ ــﺔ ﺴ ــﻤﺢ‬
‫ﺸـﻄﺔ‬ ‫ﺸـﻄﺔ ﺸـ ك ﻣـﻊ‬ ‫ﻣﻨﻌـﺰل‪ ،‬ﻓ ـﻮ )اﻟـﺪور( ﻣﺠﻤﻮﻋـﺔ ﻣ اﺑﻄـﺔ ﻣـﻦ‬
‫ﻟﻶﺧﺮ ﻦ ﺑﺘﺨﻤ ن ﻗﺼـﺪﻧﺎ و ـﺪﻓﻨﺎ اﻟﻔـﻮري ]‪ .[...‬ﺑﺎﳌﻘﺎﺑـﻞ‪ ،‬ﻧﺤـﻦ ﻗـﺎدرون ﻋ ـ‬
‫ﺧـ ــﺮى ﻟﻠﻨـ ــﺎس‪ ،‬ﻓـ ــﻼ ﻳﻮﺟـ ــﺪ زوﺟـ ــﺎت ﻣ ـ ــﻦ دون أزواج‪ ،‬وﻻ ﻣـ ــﺮ ﺾ ﺑـ ــﺪون‬
‫ﺴـ ـ ﻴﻞ ــﺬا اﻟﻜﺸ ــﻒ أو ﻣﻨﻌ ــﮫ‪ ،‬أو ﺣ ـ ـ ﺗﻀ ــﻠﻴﻞ أوﻟﺌ ــﻚ اﻟ ــﺬﻳﻦ ﻳﺮاﻗﺒﻮﻧﻨ ــﺎ‪.‬‬
‫ﻃﺒ ﺐ‪ ،‬وﻻ أﺳﺘﺎذ ﺑﺪون ﺗﻠﻤﻴﺬ‪ ،‬وﻋﻠﻴﮫ ﻓﺈن ارﺗﺒﺎط ﻓﺮاد ﻣﻌـﺎ ـ ﺟﻤﺎﻋـﺎت‬
‫ﻨ ــﺎك ﻣﺠﻤﻮﻋ ــﺔ ﺎﻣﻠ ــﺔ ﻣ ــﻦ " ﺳـ ـ اﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﻔ ــﺎﺋﺰة"‪ ،‬ﻣﻨ ــﺬ اﻟﺘﻌ ــﺎون ﺣ ـ ـ‬
‫ﻳﺘﻢ ﺧﻼل ﺷﺒﻜﺔ دواراﳌﺘﺒﺎدﻟﺔ‪) .‬ﻛﺮ ﻮش‪ ،2005 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪.(134‬‬
‫ا ﺮب اﻟﺒﺎردة )‪. (Dubar, 2018‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪726‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد ‪ 4‬د ﺴﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻟﻠﻔ ــﺖ اﻧ ﺒ ــﺎﻩ اﳌﺘﻠﻘ ــﻲ ﻓﻘ ــﻂ‪ ،‬وﻟﻜ ــﻦ ﻹﺑﻘﺎﺋ ــﮫ أﻃ ــﻮل ﻣ ــﺪة ﺗﺤ ــﺖ وﻗ ــﻊ ﻛﺜﺎﻓ ــﺔ‬
‫اﻟﺘﻠﻘﻲ‪.‬‬
‫ﻏﻔـﺎل اﳌ ـﺬب‪ :‬و ـﻮ ﻻ ﻌ ـ ﺗﺠﺎ ـﻞ ﺧـﺮ ﻦ ﻠﻴـﺎ‪ ،‬ﻷﻧﻨـﺎ ﻧ ـﻮن‬
‫ﻣ ــﺪرﻛ ن وواﻋ ـ ن ﻟﻮﺟ ــﻮد ﻢ وﺣ ــﺮﻛ ﻢ‪ ،‬وﻟﻜﻨ ــﮫ ﻌ ـ اﻣﺘﻨﺎﻋﻨ ــﺎ ﻋ ــﻦ اﻗﺘﺤ ــﺎم‬
‫ﺣﻴ ــﺎ ﻢ وأﻧﻤ ــﺎط ﺳ ــﻠﻮﻛ ﻢ اﳌﻌﺘ ــﺎد ـ وﺿ ــﻊ ﻣﻌ ـ ن‪ .‬وﻧﺤ ــﻦ ﻧﺘﺨ ــﺬ ﻣﺜ ــﻞ ــﺬا‬
‫اﳌﻮﻗ ــﻒ اﻟﺸـ ــﻌﻮري واﻟﺴـ ــﻠﻮ ﻲ ﻣﺌـ ــﺎت اﳌـ ـﺮات ـ ـ ﺣﻴﺎﺗﻨـ ــﺎ ـ ــﻞ ﻳ ــﻮم ﺑﺼـ ــﻮرة‬
‫ﻋﻔﻮ ــﺔ‪ .‬وذﻟ ــﻚ ﻣﺜﻠﻤــﺎ ﻳﻔﻌﻠ ــﮫ اﻟﻌــﺎﺑﺮون ﻋ ـ ﺟــﺎﻧ اﻟﻄﺮ ــﻖ ـ اﳌ ــﺪن ﺗﺠ ــﺎﻩ‬
‫ﺣـﻮال اﻟﻌﺎدﻳـﺔ‪ .‬وﻣﺜـﻞ‬ ‫ﺧﺮ ﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻮﻗﻌﻮن ﻣ ﻢ ﻣﺜﻞ ﺬا اﻟﺴﻠﻮك‬
‫ﺬا اﳌﻮﻗﻒ ‪) .‬ﻏﺪﻧﺮ‪ ،2005 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪.(158‬‬
‫ﻗﻠﻤ ـﺔ‪ :‬إن ﻣﻔ ــﻮم " ﻗﻠﻤــﺔ" ﺴــﺎﻋﺪﻧﺎ ﻋ ـ ﻓ ــﻢ اﳌﺴــﺎراﻟــﺬي‬
‫ﺗﺘﺨﺬﻩ ا ﻴﺎة ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺣﺎﻟـﺔ اﻟﺘﻘـﺎء اﻟﺰﻣـﺎن ﺑﺎﳌ ـﺎن‪ ،‬ﻓﺎﻟﺒ ـﺖ ا ـﺪﻳﺚ‬
‫ـ ـﺮات‬ ‫ﻋ ـ ـ ﺳ ـ ﻴﻞ اﳌﺜ ــﺎل‪ ،‬ﻣﻘﺴ ــﻢ إ ـ ـ ﻣ ــﺎ ﺸ ــﺒﮫ ﻗ ــﺎﻟﻴﻢ اﳌ ﻮﻧ ــﺔ ﻣ ــﻦ ا‬
‫وﻣﻤ ـﺮات ور ﻤــﺎ اﻟﺴــﻘﻮف إذا ــﺎن اﳌ ـ ل ﻳﺘ ــﻮن ﻣــﻦ أﻛ ـ ﻣــﻦ ﻃــﺎﺑﻖ واﺣــﺪ‪.‬‬
‫و ـﺬﻩ اﻟﻔﻀــﺎءات ﻟ ﺴـﺖ ﻣﺠــﺮد ﻣﺴــﺎﺣﺎت ﻣﺎدﻳـﺔ ﻣﻨﻔﺼــﻠﺔ ﺑـﻞ إ ــﺎ ﻣﺼــﻤﻤﺔ‬
‫ر ـ‬ ‫ﺮة ا ﻠﻮس واﳌﻄـﺒﺦ ﺴـﺘﺨﺪﻣﺎن‪ ،‬ﻋ ـ‬ ‫وﻓﻖ ﻣﻨﻄﻖ زﻣ ﻣﻌ ن‪ .‬ﻓ‬
‫ﺧ ــﻼل ﺳ ــﺎﻋﺎت اﻟ ــﺎروا ﻤﺎﻣ ــﺎت ﺧ ــﻼل اﻟﻠﻴ ــﻞ‪ .‬وﺗ ــﺘﺤﻜﻢ اﻟﺘﻔ ــﺎﻋﻼت اﻟ ـ ـ‬
‫ﺬﻩ ﻗﺎﻟﻴﻢ اﻋﺘﺒﺎرات ﻣﺴﺎﺣﻴﺔ وزﻣﻨﻴﺔ‪ .‬و ﻌﺾ اﳌﻮاﺿﻊ ذﻟـﻚ‬
‫اﻟﺒ ــﺖ ﺸـ ـ ﻞ ا ﻄ ــﻮط ا ﻠﻔﻴـ ــﺔ‪ ،‬ﺑ ﻨﻤ ــﺎ " داء" ـ ـ ﻣﻮاﺿ ــﻊ أﺧـ ــﺮى‪ .‬و ـ ـ‬
‫ﻌـﺾ وﻗــﺎت ﻳﺘﺤــﻮل اﳌ ـ ل ﻠــﮫ إ ـ ﺧﻄــﻮط ﺧﻠﻔﻴــﺔ‪ .‬ﻓﻔــﻲ ﻋﻄﻠــﺔ ﺳــﺒﻮع‬
‫ﻛﻤــﺎ ﻳﻘــﻮل ﻏﻮﻓﻤــﺎن ﺴــﺘﺨﺪم ﺳــﺮة ﺑﻤﺠﻤﻮﻋ ــﺎ ﺳــﻮر اﻟﺒ ــﺖ أو ﺟﺪراﻧــﮫ أو‬
‫ﺸﻴﻊ آﻧﺬاك أرﺟﺎء ﺟﻤﻴـﻊ‬ ‫ﺳﻴﺎﺟﮫ ﻤﺎﻳﺔ ﺣﻴﺎ ﺎ ا ﻤﻴﻤﺔ ا ﺎﺻﺔ اﻟ‬
‫ـﺮات‪ ،‬ﺑﻤـﺎ ﺸــﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴـﮫ ذﻟـﻚ اﺳـ ﺧﺎء ـ ا ـﺪﻳﺚ وارﺗﻴــﺎح ـ ارﺗــﺪاء‬
‫اﳌﻼ ﺲ‪ .‬و ﺘﺤﻮل أﺳﻠﻮب اﳌﻌ ﺸﺔ ﺑﺮﻣﺘﮫ إ أﻧﻤﺎط ﻣﻦ اﻟﺴـﻠﻮك واﻟﺘﻮاﺻـﻞ‬
‫واﻟﺘﻔﺎﻋ ــﻞ ﺎﻧ ــﺖ ﻣﻘﺼ ــﻮرة ﻋ ـ ـ اﳌﻄـ ــﺒﺦ و ـ ـﺮات اﻟﻨ ــﻮم )ﻏـ ــﺪﻧﺮ‪،2005 ،‬‬
‫ﺻ ـ ـ ــﻔﺤﺔ ‪ .(172‬ﻳﺒ ـ ـ ــﺪو أن اﳌ ـ ـ ــﺎن ﻳﻠﻌ ـ ـ ــﺐ دورا ﻣ ﻤ ـ ـ ــﺎ ـ ـ ـ ـ ﺗﺤﺪﻳ ـ ـ ــﺪ دوار‬
‫و داءات‪ ،‬ﻓ ــﻮ ﻻ ﻳﻘﺴ ــﻤ ﺎ ﻓﻘ ــﻂ‪ ،‬وﻻ ﺴ ــﺎ ﻢ ـ ـ ﺗﻨﻈﻴﻤ ــﺎ ﻓﻘ ــﻂ‪ ،‬وﻟﻜﻨ ــﮫ‬
‫ﺗﺼ ــﺎﻻت ﻣﻌﺎﻧ ــﺎ وﺗﺠﻌﻠ ــﺎ ﻣﻔ ﻮﻣ ــﺔ أﻛ ـ ـ ‪ ،‬ﺑ ــﻞ‬ ‫ﻌﺘ ـ ﺧﻠﻔﻴ ــﺔ ﺗﻀ ــﻔﻲ ﻋ ـ ـ‬
‫وﻣﻨﻤﻄــﺔ ـ ﻛﺜ ـ ﻣــﻦ ﺣﻴــﺎن‪ .‬ﺗﻤﺎﻣــﺎ ﻣﺜــﻞ اﻟــﺪﻳ ﻮر ـ اﳌﺴــﺮح اﻟــﺬي ﻳﻘــﻮم‬
‫ﺑﺪور ﻣﺤﻮري إﻳﺼﺎل اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻟ ﻤ ﻮر‪.‬‬
‫اﻟﺘﻮاﺻـ ــﻞ ا ﺎﺿـ ــﻊ‪ :‬ﺑﺘﻮﺳ ــﻴﻌﮫ ﻟﻠﻈـ ــﻮا ﺮاﳌ ــﺆﺛﺮة ـ ـ اﻟﺘﻮاﺻـ ــﻞ‬
‫وﺟ ﺎ ﻟﻮﺟﮫ‪ ،‬اﻧ ﺒﮫ ﻏﻮﻓﻤﺎن أﻳﻀﺎ إ ﻣﺎ أﺳﻤﺎﻩ ﺑﺎﻟﺘﻮاﺻﻞ ا ﺎﺿﻊ أي ﻛﻼم‬
‫ﻳﺤﺘــﻮي و ﺤــﺪد وﻗﺘــﮫ ّ‬
‫وﻗﻮﺗــﮫ ﺸ ـ ﻞ ﺴــﻤﺢ ﻟــﮫ أن ﻳﺘــﺪﺧﻞ ﺟﺰﺋﻴــﺎ ـ ﻣــﺎ ﻗــﺪ‬
‫ﺴــﻤﻴﮫ اﻟﺘﻮاﺻــﻞ اﻟﺴــﺎﺋﺪ ـ ﻧﻔــﺲ اﳌ ــﺎن‪ .‬إذ ﻣــﻦ اﳌﻤﻜــﻦ ﻋــﺎدة ﻟﻠﻤﺸــﺎرﻛ ن‬
‫أن ﻳﺘ ﻠﻤــﻮا ﺧــﺎرج دور ــﻢ أو دون أن ﻳﺤــﺎوﻟﻮا اﺳــﺘ ﺜﺎراﻟﻜــﻼم‪ .‬ﻳﺤﺼــﻞ ــﺬا‬
‫أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻛﺜ ة ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﳌﻼﺣﻈﺎت اﻟﺴﺮ ﻌﺔ‪ ،‬أو اﻟﺘﻮﺿﻴﺤﺎت اﻟ ﺗﻀﻴﻒ إ ـ‬
‫اﳌﺤﺎدﺛﺔ اﻟﺪاﺋﺮة دون وﻗﻔ ـﺎ رﺳـﻤﻴﺎ أو ﺗﺤﻮ ـﻞ ﻋﻤﻠ ـﺎ‪ .‬وﻗـﺪ ﻣ ـ ﻏﻮﻓﻤـﺎن ﺑـ ن‬
‫ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻮاع ﻣﻦ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ا ﺎﺿﻊ‪ (1) :‬اﻟﻠﻌﺐ ﻋ اﻟ ﺎﻣﺶ؛ و ﻮ ﺗﻮال ﺑ ن‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ﻛﻤــﺎ ﻳــﺮى ﻏﻮﻓﻤــﺎن أن اﻟــﺪور ﻳﻘــﻊ ـ ﺻــﻤﻴﻢ ﻃﻘــﻮس اﻟﺘﻔﺎﻋــﻞ‪،‬‬
‫وﻟﻠــﺪور ﻋﻼﻗــﺔ إﻟﺰاﻣﻴــﺔ ﺑﺎﻟ ﺴﻠﺴــﻞ ﻛﻤ ــﺎ ﻳﺒ ـ ن ﻏﻮﻓﻤــﺎن ﺑﻘﻮﻟ ــﮫ‪" :‬إﻧــﮫ ﻣﻮﺿ ــﻊ‬
‫ـ ـ ﻴﺤﺎ( ـ ـ ﺗﺤﻠﻴ ــﻞ ا ﻄـ ــﺎب أن ﻧﻘ ــﻮل إن ﺟﺎﺑـ ــﺎت‬ ‫ﻣﺸـ ـ ك )وإن ـ ــﺎن‬
‫ﺗﺘﺼــﻞ ـ ﻣﻌﻨﺎ ــﺎ ﺑــﺪور اﻟﻜــﻼم اﻟﺴــﺎﺑﻖ ﻣﺒﺎﺷــﺮة‪ .‬واﻟــﺬي ﻣــﻦ دوﻧــﮫ ﻻ ﻳ ــﻮن‬
‫ﻟﺘﻠــﻚ ﺟﺎﺑــﺎت أي ﻣﻌ ـ ـ اﻟﻐﺎﻟــﺐ و ـ اﻟﻮاﻗــﻊ‪ ،‬ﻓــﺈن ﻛــﻼم اﻟــﺪور اﻟﺴــﺎﺑﻖ‬
‫ﻳـﻮﻓﺮﻟﻜـﻼم اﻟ ﻈـﺔ اﻟﺮا ﻨــﺔ إﻃـﺎرﻩ اﳌﺮﺟ ـ ‪ ،‬إﺟﻤــﺎﻻ ﻧﺤـﻦ ﻨـﺎ إزاء اﺳــﺘﻠﺰام‬
‫ﺴﻠﺴـ " )ﺑﻼ ﺸــﻴﮫ‪ ،2007 ،‬ﺻــﻔﺤﺔ ‪ .(155‬وﻟﻜــﻦ ﻣــﺎذا ﻋــﻦ ﻣﻔ ــﻮم اﻟــﺪور‬
‫ﻋﻨ ــﺪ اﻟ ــﻮﻇﻴﻔﻴ ن؟ رﻏ ــﻢ اﻟ ﺸـ ــﺎﺑﮫ ﺑـ ـ ن اﳌﻔ ــﻮﻣ ن‪ ،‬ﻟﻜ ــﻦ ﻳﺠ ــﺐ ﻧ ﺒ ــﺎﻩ إ ـ ـ‬
‫اﻟﻔﻜﺮة ﻟﺰاﻣﻴﺔ ﻟﻠﺪور‪ /‬اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ‪ ،‬إﻃﺎراﻟ اد ﻐﻢ اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ‪ .‬واﻟ ﺗﻘﺎﺑﻠ ﺎ‬
‫اﻟﻔﻜـﺮة اﳌﺮﻧـﺔ واﳌﺮﺗﺒﻄـﺔ ﺑـﺎﳌﻌ واﻟﺼــﻮرة اﻟﺬ ﻨﻴـﺔ و ﻧﻄﺒﺎﻋـﺎت ﻟـﺪى ﺧــﺮ‬
‫)أو ﺧﺮاﳌﻌﻤﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل ﺟﻮرج ﻣﻴﺪ(‪.‬‬
‫اﻟﻠﻘﺎء واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ اﳌﺮﻛﺰوﻏ اﳌﺮﻛـﺰ‪ :‬ﻳﺤـﺪث اﻟﺘﻔﺎﻋـﻞ ﻏ ـ اﳌﺮﻛـﺰ‬
‫ﻋﻨـﺪﻣﺎ ﻳﺘﺠﻤـﻊ اﻟﻨــﺎس ﺳـﻮ ﺎ‪ ،‬ﺳــﻮاء ﻛﻤـﺎ ـ ا ـﺎل ـ اﻟﺸـﻮارع اﳌﺰدﺣﻤــﺔ أو‬
‫ـ ﻗﺎﻋ ــﺎت اﻟﺴ ـ ﻨﻤﺎ و ﺣﺘﻔ ــﺎﻻت أو ا ﻔ ــﻼت‪ .‬وﻋﻨ ــﺪﻣﺎ ﻳ ــﻮن اﻟﻮاﺣ ــﺪ ﻣﻨ ــﺎ‬
‫ﺑﺮﻓﻘــﺔ ﺧــﺮ ﻦ أو ﻋ ـ ﻣﻘﺮ ــﺔ ﻣـ ﻢ ﻓﺈﻧﻨــﺎ ﻧﺘﻮاﺻــﻞ ﺳــﻮ ﺎ و ﺼــﻮرة ﻣﺴــﺘﻤﺮة‬
‫ﻣــﻦ ﺧــﻼل ﺳــﺎﻟﻴﺐ ﻏ ـ اﻟﺸــﻔﻮ ﺔ ﻣﺜــﻞ ﻌﺒ ـ ات اﻟﻮﺟــﮫ وﺣﺮ ــﺎت ا ﺴــﻢ‪.‬‬
‫ّ‬
‫و ﺤــﺪث اﻟﺘﻔﺎﻋــﻞ اﳌﺮﻛــﺰﻋﻨــﺪﻣﺎ ﻳﺘ ﺒــﮫ ﻓ ـﺮاد ﳌــﺎ ﻳﻘﻮﻟــﮫ أو ﻳﻔﻌﻠــﮫ ﺧــﺮون‪.‬‬
‫ﺗﺠﺮي‬
‫و ﺎﺳ ــﺘ ﻨﺎء ا ــﺎﻻت اﻟ ـ ـ ﻳ ــﻮن ﻓ ــﺎ اﳌ ــﺮء واﻗﻔ ــﺎ ﺑﻤﻔ ــﺮدﻩ‪ ،‬ﻛﻤ ــﺎ ﻗ ــﺪ ﺗ ــﻮن‬
‫ا ﺎﻟــﺔ ـ ﺗﺠﻤــﻊ أو اﺣﺘﻔــﺎل أو ﺣﻔﻠــﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ‪ ،‬ﻓــﺈن اﻟﺘﻔﺎﻋــﻞ ﺑـ ن اﻟﻨــﺎس‬
‫ّ‬
‫ﻗــﺪ ﻳ ــﻮن ـ اﻟﻮﻗــﺖ ﻧﻔﺴــﮫ ﻣﺮﻛ ـﺰا أو ﻏ ـ ﻣﺮﻛــﺰ‪ .‬و ﻄﻠــﻖ ﻏﻮﻓﻤــﺎن ﻋ ـ ــﺬا‬
‫اﻟﻨـﻮع ﻣـﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋـﻞ اﺳــﻢ "اﻟﻠﻘـﺎء"‪ ،‬و ﻤﺜـﻞ ـﺬا اﻟﺘﻔﺎﻋــﻞ ا ﺎﻧـﺐ ﻛ ـ ﻣــﻦ‬
‫اﻟﺘﺒ ــﺎدل اﻟ ــﺬي ﻧﺠﺮ ــﮫ ـ ـ ﺣﻴﺎﺗﻨ ــﺎ اﻟﻴﻮﻣﻴ ــﺔ ﻣ ــﻊ اﻟﻌﺎﺋﻠ ــﺔ و ﺻ ــﺪﻗﺎء وزﻣ ــﻼء‬
‫ا‬
‫اﻟﻌﻤــﻞ‪ .‬إذ ﻧﻤــﺎرس اﻟﻠﻘــﺎء اﳌﺮﻛــﺰوﻏ ـ اﳌﺮﻛــﺰ ـ وﻗــﺖ واﺣــﺪ‪ .‬ﻛﻤــﺎ ﻗــﺪ ﺸــﻤﻞ‬
‫ﻣﺼ ـ ــﻄ "اﻟﻠﻘ ـ ــﺎء" ﺣ ـ ــﺪﻳ ﻨﺎ اﻟﻌ ـ ــﺎﺑﺮ ﻣ ـ ــﻊ ﺧ ـ ــﺮ ﻦ‪ ،‬واﳌﻨﺎﻗﺸ ـ ــﺎت واﻟﻨ ـ ــﺪوات‬
‫و ﻟﻌﺎب ا ﻤﺎﻋﻴﺔ و ﺗﺼـﺎﻻت اﻟﻮﺟﺎ ﻴـﺔ اﻟﺮوﺗﻴ ﻴـﺔ ـ اﳌﺤـﻼت واﳌﻄـﺎﻋﻢ‬
‫وﻣﺎ إ ذﻟﻚ )ﻏﺪﻧﺮ‪ ،2005 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪.(171‬‬
‫ﻈﺔ ﺑﺪء اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺣﺴﺐ ﻏﻮﻓﻤـﺎن ﺑﻨـﻮع ﻣـﻦ اﳌﺨـﺎﻃﺮة‬ ‫وﺗﺘﻤ‬
‫ﻟ ــﺪى ﻛﺜ ـ ـ ﻣ ــﻦ اﻟﻨ ــﺎس‪ ،‬ﻷن اﻟﻔ ــﺮد ﻻ ﻳ ــﻮن ﻣﺘﺄﻛ ــﺪا وواﺛﻘ ــﺎ ــﻞ اﻟﺜﻘ ــﺔ ﻣ ــﻦ‬
‫ﻃﺒﻴﻌــﺔ ــﺬا اﻟﺘﻮاﺻــﻞ أو اﺗﺠــﺎﻩ اﳌﺴــﺎراﻟــﺬي ﺳـ ﺘﺨﺬﻩ ﻋﻤﻠﻴــﺔ اﻟﺘﻔﺎﻋــﻞ‪ .‬أﻣــﺎ‬
‫ﺘﻤـﺎم‪،‬‬ ‫ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﳌﺮﻛﺰﻓﺈن اﳌـﺮء ﻌﻄـﻲ ﻗـﺪرا أﻛ ـ ﻣـﻦ ﻧ ﺒـﺎﻩ و‬
‫ــﻲ‪،‬‬ ‫و ﺰ ــﺪ ﻣ ــﻦ ﺗﺤﻜﻤ ــﮫ ـ ـ وﺳ ــﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻ ــﻞ اﳌﺘﺎﺣ ــﺔ ﻟ ــﮫ ﻣﺜ ــﻞ اﻟﻜ ــﻼم وا‬
‫و ﻌﺒ ـ ـ ات اﻟﻮﺟـ ــﮫ وإﻳﻤـ ــﺎءات ا ﺴـ ــﻢ ﻛﻤ ــﺎ أن ﻓـ ـﺮاد ﻳﺮﻛـ ــﺰون ﻣﺰ ـ ــﺪا ﻣـ ــﻦ‬
‫ُ‬
‫ا ﺘﻤﺎﻣ ــﺎ ﻢ ﻻﻛ ﺸ ــﺎف ﻣ ــﺪى اﻟﺼ ــﺪﻗﻴﺔ ﻟ ــﺪى ﺧ ــﺮ ﻦ‪ .‬و ﺒ ـ ـ أن ﺴـ ـ ﻞ‬
‫ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻠﻘﺎءات ﺑﺎﻓﺘﺘﺎح أو ﺑﻨﻘﻄﺔ ﺑﺪء‪ ،‬و ﺬﻩ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ـ اﻟ ـ ﺗـﺆذن ﺑﺎﻧ ـﺎء‬
‫ﺣﺎﻟ ــﺔ " ﻏﻔ ــﺎل اﳌ ــﺬب" )ﻏ ــﺪﻧﺮ‪ ،2005 ،‬ﺻ ــﻔﺤﺔ ‪ .(171‬ﻓﺎﻟﺘﻔﺎﻋ ــﻞ اﳌﺮﻛ ــﺰ‬
‫ﻌﻄﻲ ﻟﻠﻤﺘﺼﻞ ﻗﺪرة أﻛ ﻋ اﻟﺘﺤﻜﻢ زﻣﺎم اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ و ـ ﻣﺴـﺎراﺗﮫ‪ ،‬ﻷﻧـﮫ‬
‫ﻌﻄﻴــﮫ ﻓﺮﺻــﺔ ﻣﻤﺎرﺳــﺔ ــﻞ أﻧــﻮاع ﺗﺼ ـﺎل )اﻟﻠﻔﻈــﻲ وﻏ ـ اﻟﻠﻔﻈــﻲ(‪ ،‬ﻟ ـ ﺲ‬
‫‪727‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد ‪ 4‬د ﺴﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺗﻜﻤ ــﻦ ـ ـ اﳌﻌ ــﺎ ﻲ اﳌ ﺴ ــﻮ ﺔ إﻟﻴ ــﮫ‪ .‬إن ﻓـ ـﺮاد اﳌﺸ ــﺎرﻛ ن ـ ـ ﺑﻨ ــﺎء ﺗ ــﺄو ﻼ ﻢ‬
‫ﻟﻠﻮﺿـﻌﻴﺎت ﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ا ﺎﺻــﺔ ﻳﺤـﺎوﻟﻮن ﺗﻘـﺪﻳﻢ أﻓﻀــﻞ ﻧﻈـﺮة ﻣﻤﻜﻨـﺔ ﻋــﻦ‬
‫ذوا ﻢ أو اﻟﻨﻈﺮة اﻟ ﻌﺘﻘﺪون أ ـﺎ أﻛ ـ ﻣﻼءﻣـﺔ ـ ﺗﺤﻘﻴـﻖ أ ـﺪاﻓ ﻢ ﻣ ﻤـﺎ‬
‫ﺎﻧــﺖ ــﺬﻩ ﺧ ـ ة )ﻋــﺰي‪ ،1995 ،‬ﺻــﻔﺤﺔ ‪ .(49‬و ُ ﻄﻠــﻖ ﻋ ـ ــﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮ ــﺔ‬
‫ﺴــﺘﺨﺪﻣﮫ ﻏﻮﻓﻤــﺎن ﺑﻨﻔﺴــﮫ‪.‬‬ ‫أﻳﻀـﺎ‪ ،‬اﺳــﻢ "اﳌﻨﻈــﻮر اﳌﺴــﺮ " و ـﻮ ﻣﺼــﻄ‬
‫ﺣﻴﺚ دوار )أي اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت اﻟ ﺗ ﻮن ﻟﺪى ﺧﺮ ﻦ ﻋﻦ ﺳﻠﻮﻛﻨﺎ ﻇﺮوف‬
‫ﻣﻌﻴﻨـﺔ( ـ ﺑﻤ ﻟـﺔ ﻧﺼـﻮص ﻧﻘـﻮم ﺑﺘﻤﺜﻴﻠ ــﺎ‪ ،‬وﻣـﻦ ﻨـﺎ ا ـﺘﻢ ﺑ ﻴـﺎن ﺳــﺎﻟﻴﺐ‬
‫اﻟ ـ ﺴــﻠﻜ ﺎ ﻷداء أدوارﻧـﺎ )ﻛﺮ ــﺐ‪ ،1999 ،‬ﺻــﻔﺤﺔ ‪ .(122‬و ـﺘﻢ ﺗﻨﻔﻴــﺬ ــﺬﻩ‬
‫ــﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴ ــﺔ" )اﻟـ ــﺮﻛﺢ(‪،‬‬ ‫دوار ـ ـ ﻓﻀ ــﺎءﻳﻦ اﺟﺘﻤـ ــﺎﻋﻴ ن ﻣﺨﺘﻠﻔ ـ ـ ن "ا‬
‫و"ا ــﺎت ا ﺎرﺟﻴــﺔ" )اﻟ ــﻮاﻟ ﺲ(‪ .‬ﻓﺎ ــﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴــﺔ ـ اﻟ ـ ﻳﻘــﻮم ﻓ ــﺎ‬
‫ّ‬
‫اﻟﻔـ ــﺮد ﺑ ـ ــﺪورﻩ ﺟﺘﻤـ ــﺎ )ﻛـ ــﺄن ﻳﺘﻤﺜـ ــﻞ وﻇﻴﻔﺘـ ــﮫ اﳌ ﻨﻴـ ــﺔ أو ُﺳـ ــﻤﻌﺘﮫ(‪ .‬أﻣـ ــﺎ‬
‫ﺎت ا ﺎرﺟﻴﺔ‪ ،‬ﻓ اﻟ ﻻ ﻳﺆﺧﺬ ﻓ ﺎ اﻟﻔﺮد ﺑﻤﻈـﺎ ﺮﻩ‪ ،‬و ﻤﻜﻨـﮫ ﻓ ـﺎ أن‬
‫ﻳﻤـ ــﺮإ ـ ـ ﺳـ ــﻠﻮك )ﺧﻄـ ــﺎب( ﺣﻤـ ــﻴﻢ و‪/‬أو ﻣﺨﺘﻠـ ــﻒ‪ .‬ﺑـ ــﻞ إن ﻏﻮﻓﻤـ ــﺎن ﺣـ ــﺎول‬
‫ﺗﺼـ ﻴﻒ دوارإ ـ ادوار ﺻـﺮ ﺤﺔ )أي اﻟ ـ ﻳﺼـﺮح ـﺎ( وأدوارﻣﻔﺎرﻗﻴـﺔ )ﻏ ـ‬
‫ﻣﻌ ـ ـ ف ــﺎ‪ ،‬ﺎﻟ ﻮﻣﺒ ــﺎرس اﻟ ــﺬي ﻧﺠ ــﻞ أﻧ ــﮫ ﻣﻮﺟ ــﻮد‪ ،‬أو اﻟﻼ ـ ﺺ‪ ،‬ﻣﺜ ــﻞ‬
‫أو اﻟﻨﺎدل اﳌﻄﻌﻢ( )ﺑﻼ ﺸﻴﮫ‪ ،2007 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪.(89‬‬ ‫ﺳﺎﺋﻘﻲ اﻟﻄﺎﻛ‬
‫إذ‪ ،‬و ﻤــﺎ أن ﻓ ـﺮاد ﺴــﻌﻮن إ ـ إدارة ﺻــﻮر أﻧﻔﺴ ـ ﻢ ـ ﻋﻤﻠﻴــﺔ‬
‫ﺗﻘﺪﻳﻤ ﺎ ﻟﻶﺧﺮ ﻦ ﻛﻤﺎ أﺳـﻠﻔﻨﺎ‪ ،‬ﻓﻘـﺪ ﻗـﺪم ﻏﻮﻓﻤـﺎن ﻧﻤﻮذﺟـﮫ ﻟـ ﺲ ﺎﺳـﺘﻌﺎرة‬
‫ﻣﻔﻴــﺪة ﻓﺤﺴــﺐ وﻟﻜــﻦ ﻛﻤﻨﻈــﻮر ﻣ ـ ذو أ ﻤﻴــﺔ ﻣﺮﻛﺰ ــﺔ‪ .‬ﻣﺴــﺘﻌﻤﻼ ﻌــﺾ‬
‫دوات ﻣﺜـ ــﻞ‪ :‬داء )‪ ،(performance‬اﳌﻤﺜـ ــﻞ‪ ،‬ا ﻤ ـ ــﻮر‪ ،‬ﻋ ـ ـ ا ﺸـ ــﺒﺔ‬
‫)‪ ،(onstage‬ﺧﻠــﻒ ا ﺸــﺒﺔ )‪ ،(backstage‬اﻟﻘﻨــﺎع‪ ،‬اﳌﺨﻄ ــﻮط )‪،(script‬‬
‫ﺛــﺎث‪ ،‬اﻟ ــﺪﻳ ﻮر‪ ،‬و ﺣــﺎﻻت اﳌﺴ ــﺮﺣﻴﺔ ﺧــﺮى‪ ،‬وذﻟ ــﻚ ـ دراﺳ ــﺔ ﺣﻘﻴﻘ ــﺔ‬
‫اﻟﻔﻌ ــﻞ ﺟﺘﻤ ــﺎ )ﻋ ــﺰي‪ ،1995 ،‬ﺻ ــﻔﺤﺔ ‪ .(49‬وﻣ ــﻦ ﻣﺜﻠ ــﺔ اﳌﺒﻜ ــﺮة اﻟ ـ ـ‬
‫ﺳ ـ ــﺎﻗ ﺎ ﻏﻮﻓﻤ ـ ــﺎن ﻟﻠﺘ ـ ــﺪﻟﻴﻞ ﻋ ـ ـ ﻓﻜﺮﺗ ـ ــﮫ؛ ﻃﺎﻟﺒ ـ ــﺎت اﻟ ﻠﻴ ـ ــﺎت ﻣﺮ ﻜﻴ ـ ــﺔ ـ ـ ـ‬
‫ا ﻤﺴ ـ ﻨﺎت اﻟﻠــﻮا ﻲ ﻛـ ّـﻦ ﻳﺘﻐــﺎﺑ ن ﻋﻤ ــﺪا ﻟﻠﺘــﺄﺛ ـ زﻣﻼ ــﻦ اﻟﻄﻠﺒــﺔ‪ ،‬و ــﺎن‬
‫ﺳـ ﺎن ﺟــﺰر ﺷ ـ ِﺘﻠﻨﺪ‪ ،‬و ـ ا ــﺰر اﻟ ـ أﺟــﺮى ﻓ ــﺎ ﻏﻮﻓﻤــﺎن ﻣﻌﻈــﻢ دراﺳــﺎﺗﮫ‬
‫اﳌﻴﺪاﻧﻴــﺔ ﻷﺷ ـ ﺮﻛﺘﺒــﮫ و ــﻮ "ﺗﻘــﺪﻳﻢ اﻟــﺬات ـ ا ﻴــﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴــﺔ‪ .‬ــﺎﻧﻮا ﻳ ــﻮن‬
‫واﺟ ــﺎت ﺑﻴــﻮ ﻢ ﺗﺘﺂ ــﻞ ﻣﺨﺎﻓــﺔ أن ﻌﺘﻘــﺪ اﳌــﻼك أن ﺳــﺎﻛﻨ ﺎ ﻗــﺎدرون ﻋ ـ‬
‫دﻓـﻊ إﻳﺠـﺎرأﻋ ـ ‪ .‬و ﻨﻈـﺮ ﻏﻮﻓﻤـﺎن ــﺬا اﻟﺸـ ﻞ إ ـ ﺟﻤﻴـﻊ أوﺟـﮫ ا ﻴـﺎة‪ ،‬ﻣــﻦ‬
‫أﻛ ــﺎ ﺧﺼﻮﺻــﻴﺔ إ ـ أﻛ ـ ﺟﻮاﻧ ــﺎ ﻇ ــﻮرا وﻋﻠﻨﻴــﺔ‪ .‬ﻓــﺎﳌﺮأة اﻟ ـ ﺗﺤــﺲ أ ــﺎ‬
‫ﺣﻖ زوﺟ ـﺎ‪ ،‬ﺗﻘـﻮم ﻋـﺎدة ﺑﻤﺤﺎوﻟـﺔ اﺳ ﺿـﺎﺋﮫ ﻣـﺎ أﻣﻜـﻦ ﺑﺈﻇ ﺎر ـﺎ‬
‫ودا زاﺋﺪا ﻏ ﻣﻌ ﻮد )ﻛﺮ ﺐ‪ ،1999 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪.(122‬‬
‫ﻓﺎﻟﺴ ــﻠﻮك ﺟﺘﻤ ــﺎ ـ ـ ﻧﻈ ــﺮﻏﻮﻓﻤ ــﺎن ﻣﻤﺎﺛ ــﻞ ﻟ ــﻸداء اﻟ ــﺪراﻣﻲ‬
‫ّ‬
‫ﺣﻴ ــﺚ ﻳﺤ ــﺎول اﻟﻔ ــﺮد اﳌﻤﺜ ــﻞ أن ﻳﺒﻠ ــﻎ ﺻ ــﻮرة ﻣﻌﻴﻨ ــﺔ ﻋ ــﻦ ﻧﻔﺴ ــﮫ ﻟﻶﺧ ــﺮ ﻦ‪،‬‬
‫وﺗﺘﺠﺴـ ــﺪ ﻧﻔ ــﺲ اﻟﻈ ــﺎ ﺮة ـ ـ ﻣﺤ ــﻴﻂ أوﺳـ ــﻊ ﺎﳌﺆﺳﺴـ ــﺔ‪ .‬ﻓﺄﻳ ــﺔ ﻣﺆﺳﺴـ ــﺔ‬
‫اﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ــﺔ ﻳﻤﻜ ــﻦ أن ﺗ ــﺪرس ﻣ ــﻦ زاو ــﺔ إدارة ﻧﻄﺒﺎﻋ ــﺎت‪ ،‬ﻓﻔ ــﻲ اﳌﺆﺳﺴ ــﺔ‬
‫ﺗﻘﺴـ ــﻴﻢ دوار‪ ،‬ﻓ ﻨ ـ ــﺎك ﻣ ـ ــﺎ ﺧﻠ ـ ــﻒ اﻟﻌ ـ ــﺮض ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻳﺤﻀ ـ ــﺮ داء ﺑﺼ ـ ــﻔﺔ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺛﺎﻧﻮ ﺔ ﻣﻦ اﳌﺸـﺎرﻛ ن اﳌﺼـﺪق ﻋﻠـ ﻢ‪ (2) ،‬اﻟﻠﻌـﺐ اﳌﻌـﺎﻛﺲ؛ و ـﻮ‬
‫ﺗﻮاﺻﻞ ﺑ ن ﻣﺸﺎرﻛ ن ﻣﺼﺪق ﻋﻠ ﻢ‪ (3) ،‬اﻟﻠﻌﺐ ا ﺎﻧ ؛ و ﻮ ﺗﻮاﺻﻞ ﺑـ ن‬
‫ﻣﺘﻔﺮﺟ ن ﻏ ﻣﺘﺪﺧﻠ ن )دوراﻧ ‪ ،2013 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪) .(491‬ﻣﻊ ﺷﺎرة إ أن‬
‫ﻏﻮﻓﻤ ــﺎن ﻳ ــﺮى أن ﻨ ــﺎك أﻧﻮاﻋ ــﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔ ــﺔ ﻣ ــﻦ اﻟﻨ ــﺎس اﻟ ــﺬﻳﻦ ﺴ ــﻤﻌﻮن ﻣ ــﺎ‬
‫ﻳﻘ ــﺎل‪ ،‬وﻟﻜ ــﻦ اﻟﻘﻠﻴ ــﻞ ﻓﻘ ــﻂ ﻣ ــﻦ ﺴ ــﻤﺢ ﻟ ــﻢ أن ﻳ ﻮﻧ ــﻮا ﺟ ــﺰءا ﻣ ــﻦ ا ــﺪث‬
‫ﺆﻻء ﺑﺎﳌﺸﺎرﻛ ن اﳌﺼﺪق ﻋﻠ ﻢ و ﺧﺮ ﻦ ﻣﺸـﺎرﻛ ن ﻏ ـ‬ ‫اﻟﺘﻮاﺻ ‪ ،‬ﻓﺴ‬
‫ﻣﺼﺪق ﻋﻠ ﻢ(‪.‬‬
‫ﻗﻮاس اﳌﻌ ﺿﺔ‪ :‬و ﻄﻠﻖ ﻏﻮﻓﻤﺎن اﺳـﻢ " ﻗـﻮاس اﳌﻌ ﺿـﺔ"‬
‫ﻋ ـ ﻋﻼﻣــﺎت اﻟﻔﺼــﻞ ﺑ ـ ن اﻟﺘﻔــﺎﻋﻼت اﳌﺮﻛــﺰة وﻏ ـ اﳌﺮﻛــﺰة )‪ (...‬وﻋﻨــﺪ ﻟﻘ ــﺎء‬
‫ﺧ ــﺮ ﻦ ـ ـ ﺣﻔ ــﻞ ﻋ ــﺎم ﻋ ـ ـ ﺳ ـ ﻴﻞ اﳌﺜ ــﺎل‪ ،‬ﻓ ــﺈن اﳌ ــﺮء "ﻳﺘﻤﻮﺿ ــﻊ" و ــﺰداد‬
‫ﺗﺤﻜﻤﺎ ﺑﺼﻮﺗﮫ وﺣﺮ ﺎت ﺟﺴﻤﮫ‪ .‬وﻋﻨﺪ ﺎ ﻳـﺪﺧﻞ اﳌـﺮء ﺳـﻴﺎﻗﺎ ﺻـﻐ ا ﺟﺪﻳـﺪا‬
‫ا‬
‫و ﺘﺨــﺬ دورا ﻗ ــﺪ ﻳ ــﻮن ﻣﺨﺘﻠﻔــﺎ ﻋﻤ ــﺎ ﻳﻘ ــﻮم ﺑــﮫ ـ أوﺿ ــﺎع أﺧــﺮى ـ ﺣﻴﺎﺗ ــﮫ‬
‫اﻟﺴﻴﺎق اﻟﻌﺎم ﻟ ﺬا اﻟﻮﺿﻊ ﻋﻼﻣﺎت ﺗﻤ ﺑ ن ﻞ دور وآﺧﺮ‬ ‫اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ وﺗ ز‬
‫ﻣـﻦ ﺟ ــﺔ‪ ،‬و ـ ن ﺳﻠﺴــﻠﺔ دواراﳌﺘﻌﺎﻗﺒـﺔ اﳌﺘﻌــﺪدة ﻣـﻦ ﺟ ــﺔ أﺧـﺮى )ﻏــﺪﻧﺮ‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ﺻـﻔﺤﺔ ‪ .(172‬ﻓـﺎﻷﻗﻮاس اﳌﻌ ﺿـﺔ ـ ﺑﻤﺜﺎﺑـﺔ ﻓﻮاﺻـﻞ ﺗﻨ ـ وﺿــﻌﺎ‬
‫ﻣﻌﻴﻨﺎ‪ ،‬وﺗﻤ ﺪ ﻟﻮﺿﻊ ﺟﺪﻳﺪ‪ ،‬وذﻟﻚ ـ ا ﺴـﻴﺎﺑﻴﺔ وﻣﺮوﻧـﺔ ﻗـﺪ ﻻ ﺗ ـﻮن واﻋﻴـﺔ‬
‫ﻣــﻦ اﻟﻔــﺮد ـ ﺣــﺪ ذاﺗــﮫ‪ ،‬وﻟﻜ ــﺎ ﻣ ﻤــﺔ ﻟﺘﻔــﺎدي ﺣــﺪوث اﻧﻘﻄﺎﻋــﺎت ﻣﺮ ﻜــﺔ ـ‬
‫اﻟﺘﻮاﺻﻞ‪ ،‬أو اﺳﺘﻤﺮار ﺔ ﻗﺪ ﺗ ﻮن ﻣﺤﺮﺟﺔ‪.‬‬
‫ﻤﻴـﺔ اﻟﻜﺒ ـ ة‬ ‫ﻌﺪ اﺳﺘﻌﺮاﺿﻨﺎ ﻟ ـﺬﻩ ﻧﻤـﺎط‪ ،‬ﻳ ﺒـ ن ﻟﻨـﺎ ﻣـﺪى‬
‫اﻟ أوﻻ ﺎ ﻏﻮﻓﻤﺎن ﻟﻼﺗﺼـﺎل ﻏ ـ اﻟﻠﻔﻈـﻲ ﺑﺎﻟ ﺴـﺒﺔ ﻟﻠﺴـﻴﺎق وﻟﻔ ـﻢ اﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ‬
‫إﻟﻴـﮫ‬ ‫ﺗﺼﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻴﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل ﻣﺜﻼ‪ " :‬إن اﻟﻘﻴﺪ اﻟﻌﺎم اﻟﺬي ﻳﺮ‬
‫ﻋﻤـﺎل ﻏ ـ اﻟﻠﺴـﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺴـﻴﺎﻗﺎت‬ ‫ﺐ أﻳﻀﺎ ﺸ ﻞ آﺧﺮ ﻋ ـ‬ ‫ﻞ ﺗﻠﻔﻆ‪ ،‬ﻳ‬
‫ا ﺮﺳـﺎء )ﺑﻼ ﺸـﻴﮫ‪ ،2007 ،‬ﺻـﻔﺤﺔ ‪ .(93‬ـﺬا اﻟﻨـﻮع ﻣـﻦ اﻟﺘﻮاﺻـﻞ اﻟـﺬي ﻻ‬
‫ﻐﻤــﺎس ـ وﻣـﻊ اﻟﻈــﺎ ﺮة اﳌﺪروﺳـﺔ ﻟﻠﺘﻌﻤــﻖ‬ ‫ﻳﻤﻜـﻦ دراﺳـﺘﮫ إﻻ ﻣــﻦ ﺧـﻼل‬
‫ﻓ ــﺎ وﺗﺤﻠﻴ ــﻞ ﺣﻴ ﻴﺎ ــﺎ ودﻻﻻ ــﺎ ـ ﺳ ــﻴﺎﻗ ﺎ ﺟﺘﻤ ــﺎ اﻟﻄﺒﻴ ـ ‪ .‬و ــﺬا ﻣ ــﺎ‬
‫ﻓﻌﻠﮫ ﻏﻮﻓﻤﺎن ﻛﻤﺎ ﺳ ى اﻟﻌﻨﺼﺮا ﺎص ﺑﻤﻤﺎرﺳﺎﺗﮫ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ .3‬ﻣﻦ ا ﻴﺎة ﻛﻤﺴﺮح إ ا ﻴﺎة ﻛﺄﻃﺮ‪:‬‬
‫ﺳ ـ ـ ﺘﻢ ﺗﺤـ ــﺖ ـ ــﺬا اﻟﻌﻨﺼـ ــﺮاﺳـ ــﺘﻌﺮاض أ ـ ــﻢ أﻓ ـ ــﺎرﻏﻮﻓﻤـ ــﺎن‬
‫أﺧﻄﺄت‬ ‫اﻟﺘﻨﻈ ﻳــﺔ؛ ﻣــﺎ ﻳﺘﻌﻠــﻖ ﻣ ــﺎ ﺑﻤﻨﻈ ــﻮرﻩ اﳌﺴــﺮ اﻟــﺬي ﻳﺆﺳــﺲ ﻓﻜــﺮﻩ وﻧﻈﺮﺗ ــﮫ‬
‫ﻟﻠﻨﻈــﺎم ﺟﺘﻤــﺎ واﻟﻨﻈــﺎم اﻟﺘﻔــﺎﻋ ‪ ،‬ﺑﺎﻻﻇﺎﻓــﺔ إ ـ ﺗﺤﻠﻴــﻞ ﻃــﺎرﻛﻨﻈﺮ ــﺔ‬
‫ﺟﺰﺋﻴﺔ أﺧﺮى ﺗﺄﺳﺲ ﻋ ذﻟﻚ اﳌﻨﻈﻮر‪.‬‬
‫‪ 1.3‬ﻧﻈﺮﺔ إدارة ﻧﻄﺒﺎﻋﺎت؛ ا ﻴﺎة ﻛﻤﺴﺮح‪:‬‬
‫ﺗﻨﻄﻠـ ــﻖ ـ ــﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮ ـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ ﺧﻠﻔﻴـ ــﺔ اﺑ ﺴـ ــﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻣﻔﺎد ـ ــﺎ أن‬
‫َ‬
‫ﺴﺎن ﻛﺈ ﺴﺎن ﻳﺮى ا ﻘﻴﻘﺔ وﻓﻘﻂ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺮﻣﻮز‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﺟﺘﻤـﺎ‬
‫ﻟـ ﺲ ﻧﻈﺎﻣــﺎ ذاﺗﻴــﺎ واﳌﻌـﺎ ﻲ ﻏ ـ ﻣﻮروﺛــﺔ ـ اﻟﺴــﻠﻮك‪ ،‬وﻟﻜــﻦ دﻻﻟـﺔ ﺳــﻠﻮك ﻣــﺎ‬
‫‪728‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد ‪ 4‬د ﺴﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫إن ﺗﺄﻣـﻞ ﻓﻜـﺮة ﻏﻮﻓﻤـﺎن ـﺬﻩ ـ ﺸـ ﻴﮫ ا ﻴـﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴـﺔ ﻌــﺮض‬ ‫روﺗﻴ ﻴـ ــﺔ و ﻨ ــﺎك ﻣـ ــﺎ ﻋ ـ ـ ا ﺸ ــﺒﺔ ﺣﻴـ ــﺚ ﻳـ ــﺘﻢ ﺗﻘـ ــﺪﻳﻢ اﻟﻌـ ــﺮض‪ .‬وﻧﺠـ ــﺪ أن‬
‫ﻗـﺮارأن ﻋﻤﻠﻴـﺔ اﻟﺘﺼـﻨﻊ أو‬ ‫ﻣﺴﺮ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻣﺠ ﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل ﻛﺮ ـﺐ ﻋ ـ‬ ‫اﻟﻮﺻــﻮل إ ـ ــﺬا اﳌﻨــﺎﻃﻖ ﻣﺮاﻗــﺐ ﳌﻨــﻊ ا ﻤ ــﻮر ﻣــﻦ رؤ ــﺔ ﻣــﺎ وراء اﻟﻌــﺮض‬
‫ﻧﻄﺒﺎﻋﺎت" ﺗﻘﻊ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻌﻤـﻞ‬ ‫"اﻟﺘﺤﻜﻢ‬ ‫)ﻋـ ــﺰي‪ ،1995 ،‬ﺻـ ــﻔﺤﺔ ‪ .(49‬و ﺴـ ــﺘﺨﺪم ﻓ ـ ـﺮاد ﻋـ ــﺪة أﺷ ـ ـ ﺎل ﻣ ـ ــﻦ إدارة‬
‫ﻣﻨـﺪو ﻲ إﻋﻼﻧـﺎت ﻟـﺬواﺗﻨﺎ‪ .‬وﻧﺤـﻦ ﺴـﺘﺨﺪم ﻣﺤﻴﻄﻨـﺎ اﳌـﺎدي ﻣﺠـﺎﻻت ﻟﻠﺘﻤﺜﻴـﻞ‬ ‫ﺳـﺘﺠﺎﺑﺔ واﻟﺘﺠـﺎوب ﻣـﻊ ﻣـﺎ ﻳﻘﻮﻣـﻮن ﺑـﮫ‪.‬‬ ‫ﻧﻄﺒﺎﻋﺎت" ﻟﻴﺪﻓﻌﻮا ﺧﺮ ﻦ إ‬
‫ﺗﺎرﻛ ن ﻣﺴﺎﺣﺎت ﻟ ﻠﻮة "وراء اﻟ ﻮاﻟ ﺲ"‪ ،‬ﻧﻠﻮذ إﻟ ﺎ ﻃﻠﺒﺎ ﻟﻠﺮاﺣـﺔ ﻣـﻦ ﻋﻨـﺎء‬ ‫ورﻏ ــﻢ أﻧﻨ ــﺎ ـ ـ اﻟﻌ ــﺎدة ﻧﻘـ ـﻮم ﺑ ــﺈدارة ﻧﻄﺒﺎﻋ ــﺎت ﻋ ـ ـ ــﺬا اﻟﻨﺤ ــﻮ ﺑﻄﺮ ﻘ ــﺔ‬
‫اﻟﺘﻤﺜﻴـ ــﻞ )ﻛﺮ ـ ــﺐ‪ ،1999 ،‬ﺻـ ــﻔﺤﺔ ‪ .(122‬ﻟ ـ ـ ﺲ ذﻟـ ــﻚ ﻓﻘـ ــﻂ‪ ،‬وﻟﻜـ ــﻦ ـ ــﺬا‬ ‫ﻣﺤﺴ ــﻮ ﺔ وﻣﻘﺼ ــﻮدة‪ ،‬إﻻ أﻧﻨ ــﺎ ﺴ ــﻠﻚ ــﺬا اﻟﺴ ــﻠﻮك ﺑﺼ ــﻮرة ﻋﻔﻮ ــﺔ وﻏ ـ ـ‬
‫اﳌﻨﻈــﻮر ﻳﺠﻌﻠﻨــﺎ ﻧــﺮى ا ﻴــﺎة ﺸ ـ ﻞ أﻛ ـ وﺿــﻮﺣﺎ و ﺴــﺎﻃﺔ وﺻــﺪﻗﺎ‪ .‬و ﺎﻟﺘــﺎ‬ ‫واﻋﻴـﺔ ـ أﻛ ـ ﺣﻴــﺎن‪ .‬ﻓﻌﻨـﺪﻣﺎ ﺸــﺎرك أﺣــﺪ اﻟﺸـﺒﺎب ﻋ ـ ﺳـ ﻴﻞ اﳌﺜــﺎل ـ‬
‫ﻓ ــﺈن ﺗﺒ ـ ـ ـ ــﺬا اﳌﻨﻈـ ــﻮر ﻗـ ــﺪ ﻳ ــﻮن ﻣـ ــﺪﺧﻼ )اﺟﺘﻤﺎﻋﻴـ ــﺎ‪ ،‬ﻧﻔﺴـ ــﻴﺎ‪ ،‬ﻟﺴـ ــﺎﻧﻴﺎ‪،‬‬ ‫اﺟﺘﻤــﺎع ﻳﻀــﻢ ﺼــﻴﺎت ﻣ ﻤــﺔ ـ ﺗﻘــﺪﻳﺮﻩ‪ ،‬ﻓﺈﻧــﮫ ﻳﺮﺗــﺪي زّ ــﺎ رﺳــﻤﻴﺎ ور ﻤــﺎ‬
‫أﻧ و ﻮﻟﻮﺟﻴــﺎ( ﻣﻨﺎﺳــﺒﺎ ﻟﻼﻗ ـ اب ﻣــﻦ اﻟﻈــﺎ ﺮة ﺗﺼــﺎﻟﻴﺔ وﻓ ﻤ ــﺎ ﻌﻤــﻖ ـ‬ ‫ر ﻄـ ــﺔ ﻋﻨـ ــﻖ‪ ،‬و ﺤ ـ ــﺮص ﻋ ـ ـ ان ﻳ ـ ــﻮن ﺳـ ــﻠﻮﻛﮫ ﻋ ـ ـ ﻣﺴ ـ ــﺘﻮى ﻣﻌ ـ ـ ن ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﺳــﻴﺎﻗ ﺎ ﺟﺘﻤــﺎ اﻟﺘﻔــﺎﻋ اﻟﻴــﻮﻣﻲ‪ .‬وﺗﺘﻌــﺪد إﻣ ﺎﻧﻴــﺔ ﺗﻄﺒﻴــﻖ ــﺬا اﳌﻨﻈــﻮر‬ ‫ﻧﻀﺒﺎط واﻟﻠﻴﺎﻗﺔ واﻟ ﺬﻳﺐ؛ ﻏ أﻧﮫ ﻗﺪ ﻳﺮﺗﺪي ﻣﻼ ﺲ اﻟﺮﺎﺿﺔ اﻟﻌﺮﺿﻴﺔ‬
‫ﻋ ـ ـ ـ ﻣﺠ ـ ــﺎﻻت ﻣﺘﻨﻮﻋ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓ ـ ــﻴﻤﻜﻦ ﺳ ـ ـ ﻨﺎد إﻟﻴ ـ ــﮫ ﻋﻨ ـ ــﺪ دراﺳ ـ ــﺔ ﺗﺼ ـ ــﺎل‬ ‫وﺗﺘﻐ أﻧﻤﺎط ﺳﻠﻮﻛﮫ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳ ﻮن ﺑﺮﻓﻘﺔ أﺻﺪﻗﺎﺋﮫ أو أﻓﺮاد ﻋﺎﺋﻠﺘﮫ‪ .‬و ﻮ‬
‫اﳌﺆﺳﺴﺎ ﻲ ) ﺷ ﺎر‪ ،‬اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣـﺔ‪ ،‬ﺗ ﺸـﻴﻂ اﳌﺒﻴﻌـﺎت‪ ،(...‬ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ إ ـ‬ ‫ا ــﺎﻟﺘ ن ﻳﻘــﻮم ﺑــﺈدارة اﻧﻄﺒﺎﻋــﺎت ﻣــﻦ ﻳﺤﻴﻄــﻮن ﺑــﮫ )ﻏــﺪﻧﺮ‪ ،2005 ،‬ﺻــﻔﺤﺔ‬
‫ـ ـ اﻟﻔﻀـ ــﺎءات اﳌﺨﺘﻠﻔـ ــﺔ )اﳌ ـ ـ ل‪ ،‬ﺳـ ــﻮاق‪،‬‬ ‫دراﺳـ ــﺔ ﺗﺼـ ــﺎل ﺟﺘﻤـ ــﺎ‬ ‫‪.(172‬‬
‫اﳌﺴ ــﺎﺟﺪ‪ ،‬اﳌ ــﺪارس‪ ، (...‬ﻛﻤ ــﺎ ﻳﻤﻜ ــﻦ ﺳـ ـ ﻨﺎد إﻟﻴ ــﮫ ﻟﺪراﺳ ــﺔ ﺗﺼ ــﺎل ﻋ ـ ـ‬
‫و ﻘـ ــﺮﻏﻮﻓﻤـ ــﺎن أن ﻓﻜـ ــﺮة ﻋـ ــﺮض ذواﺗﻨ ـ ـﺎ أﻣـ ــﺎم ﺧـ ــﺮ ﻦ ﻟ ﺴـ ــﺖ‬
‫اﳌﻴــﺪﻳﺎ ا ﺪﻳــﺪة وﺷــﺒ ﺎت اﻟﺘﻮاﺻــﻞ ﺟﺘﻤــﺎ ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ ﺗﺘﻌــﺪد اﳌﺠــﺎﻻت اﻟ ـ‬
‫ﺑﺠﺪﻳﺪة‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳ ﺒ اﻟ ﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻴﮫ ﻮ أن ﺑ ﻴﺔ اﻟﺬات ذا ﺎ ﻟ ﺴـﺖ أﻛ ـ‬
‫ﻳﻤﻜ ـ ـ ــﻦ ﺗﻄﺒﻴـ ـ ــﻖ ـ ـ ــﺬا اﳌﻨﻈـ ـ ــﻮر ﻣـ ـ ــﻦ ﺧﻼﻟ ـ ـ ــﺎ؛ اﻟﺴﻴﺎ ـ ـ ـ ﻣ ـ ـ ــﺎ واﻟﺜﻘـ ـ ــﺎ ‪،‬‬
‫ﻣــﻦ أداءﻧــﺎ ﻻدواراﻟــﺬات ـ اﳌﺠﺘﻤــﻊ‪ .‬ﻟــﺬﻟﻚ ﻗــﺎم ﺑﺘﺠﺰﺋــﺔ اﻟﻔــﺮد ﺿ ــﻤﻨﻴﺎ إ ـ‬
‫و ﺟﺘﻤﺎ ‪ ،‬إ ‪.‬‬
‫ﻣﺨﺘﻠـﻖ‬
‫ﻣ ﻮﻧ ن أﺳﺎﺳﻴ ن‪ :‬ﻓﻤﻦ ﺟ ﺔ ﻳﻤﻜـﻦ أن ﻧﻨﻈـﺮإﻟﻴـﮫ ﺑﺎﻋﺘﺒـﺎرﻩ )ﻣـﺆدي( ِ‬
‫‪ 2.3‬ﻧﻈﺮ ﺔ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻃﺎر؛ ا ﻴﺎة ﻛﺄﻃﺮ‪:‬‬ ‫ﻟﻼﻧﻄﺒﺎﻋﺎت ﻳﻨﺨﺮط ﺑ ﻞ ﻧﻘﺼﮫ اﻟ ﺸﺮي ﻣ ﻤﺔ داء ﻋ ا ﺸـﺒﺔ‪ .‬وﻣـﻦ‬
‫ﺼـﻴﺔ(‪ ،‬و ـ ﺻـﻮرة ﻟﻠ ـ ﺺ‬ ‫ﺟ ﺔ أﺧـﺮى ﻳﻤﻜـﻦ اﻟﻨﻈـﺮ إﻟﻴـﮫ ﺑﺎﻋﺘﺒـﺎرﻩ )‬
‫ﻌﺘ ﻏﻮﻓﻤﺎن اﳌﺆﺳﺲ ول ﻟﻨﻈﺮ ﺔ "ﺗﺤﻠﻴـﻞ ﻃـﺮ ﻋﻼﻣﻴـﺔ" ‪-‬‬
‫ﺑﺼﻔﺎت ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗ ﻮن ﺟﻴﺪة‪ ،‬ﺗﺼﻤﻢ داء اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻹﻇ ﺎرروﺣ ﺎ وﻗﻮ ﺎ‬
‫اﻟ ﻃﻮر ﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻌﺪ رو ﺮت اﻧﺘﻤﺎن )‪ -(Robert Entman‬وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل‬
‫ﺼـﻴﺔ ﺴـﻘﺎن ﻣﺨﺘﻠﻔــﺎن‬ ‫وﺻـﻘﺎ ﺎ اﻟﺮﻓﻴﻌـﺔ‪ .‬إن ﺳـﻤﺎت اﳌــﺆدي وﺳـﻤﺎت اﻟ‬
‫ﻛﺘﺎﺑــﮫ ﺗﺤﻠﻴــﻞ ﻃــﺎر)‪ (Frame Analysis‬واﻟــﺬي أﻟﻔــﮫ ﺳــﻨﺔ ‪ ،1974‬ﺣﻴــﺚ‬
‫ﺸ ـ ﻞ ﻣﺤــﻮري‪ ،‬إﻻ أن ﻟﻜﻼ ﻤــﺎ ﻣﻌ ـ ﻳﺘﻌﻠــﻖ ﺑــﺎﻟﻌﺮض اﻟــﺬي ﻳﺠــﺐ ﺗﺄدﻳﺘــﮫ‬
‫ﻧ ــﺎﻗﺶ ﻗ ــﺪرة ﻓـ ـﺮاد ﻋ ـ ﺗ ــﻮ ﻦ ﻣﺨ ــﺰون ﻣ ــﻦ ا ـ ـ ات ﻳﺤ ــﺮك ﻣ ــﺪر ﺎ ﻢ‪،‬‬
‫)‪ .(Goffman, 1959, p. 252‬ﻓﻐﻮﻓﻤــﺎن ﻳــﺮى أن ــﻞ ـ ﺺ ـ ا ﻴــﺎة‬
‫ﺼﻴﺔ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮ ﻖ اﺧﺘﻴـﺎر‬ ‫و ﺤ ﻢ ﻋ ﺣﺴﻦ اﺳﺘﺨﺪام ﺧ ا ﻢ اﻟ‬
‫ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﮫ "وﺟﮫ ﺳﻠ "‪ .‬ﻮ اﻟﺬي ﻳﺘﻜﺘﻢ ﻋﻠﻴـﮫ‪ ،‬و ﻤﺜـﻞ ﻣﻴﺪاﻧـﮫ ا ـﺎص‬
‫أﻃﺮ إﻋﻼﻣﻴﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺗﻀﻔﻲ ﻋ اﳌﻀﻤﻮن ﻣﻌ ـ وﻣﻐـﺰى‪ ،‬و ـﺎن اﻟ ـﺪف ﻣـﻦ‬
‫ﺺ ﺑـﺎﻟﺘﻮازي ﻣـﻊ ذﻟـﻚ "وﺟ ـﺎ" إﻳﺠﺎﺑﻴـﺎ"‪،‬‬ ‫أو روﺿﺔ ﺳﺮار‪ .‬ﻛﻤﺎ أن ﻟ ﻞ‬
‫وﺿـ ــﻊ ـ ــﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮ ـ ــﺔ ـ ــﻮ ﺗﻘ ـ ــﺪﻳﻢ ﺴ ـ ــﻖ ﻣـ ــﻨﻈﻢ ﺣ ـ ــﻮل ﻃﺮ ﻘ ـ ــﺔ اﺳ ـ ــﺘﺨﺪام‬
‫ﻮ وﺟﮫ اﻟﺼﻮرة اﻟ ﻧﻘﺪﻣ ﺎ ﻋﻦ أﻧﻔﺴﻨﺎ إ اﻟﻐ وﻋﻦ ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ ﺑﺎﻵﺧﺮ‪ .‬وﻻ‬
‫اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت‪ ،‬ﻗﺼﺪ ﺗﻔﺴ وإﺿﻔﺎء ﻣﻌ ﳌﻮاﻗـﻒ ا ﻴـﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴـﺔ ﻟﻸ ـ ﺎص‪.‬‬
‫ﻳــﺘﻢ اﻟﺘﻮاﺻــﻞ إﻻ إذا اﻧــﺘﻈﻢ ــﺬان اﻟﻮﺟ ــﺎن‪ ،‬أي أن ﻳﻘــﻊ ﺗﻔــﺎوض ﻣﺘﺠ ــﺪد‬
‫وﺗﺮﻛــﺰاﻟﻨﻈﺮ ــﺔ ﻛﻤــﺎ وﺿــﻌ ﺎ ﻏﻮﻓﻤــﺎن ﻋ ـ اﻟﻄﺮ ﻘــﺔ اﻟ ـ ﻳــﺘﻌﻠﻢ ﻣــﻦ ﺧﻼﻟ ــﺎ‬
‫ﺑـ ـ ن ــﺎﺗ ن اﻟﻘ ــﻮﺗ ن اﳌﺘﻨﺎﻗﻀ ــﺘ ن واﳌﺘ ــﺎﻣﻠﺘ ن )ﺑﻼ ﺸ ــﻴﮫ‪ ،2007 ،‬ﺻـ ــﻔﺤﺔ‬
‫ﺎص‪ ،‬ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻔﺴ ﻋﺎﳌ ﻢ ﺟﺘﻤﺎ ﺑﺼﻮرة ﻧﻤﻄﻴﺔ ﻣﺘﻜﺮرة‪ ،‬و ﻠﻖ‬
‫‪ .(89‬و ــﺮى ﻏﻮﻓﻤــﺎن ﺑﻮﺟــﻮب اﻟﺘﺤ ـ ﺑﻔﻌﺎﻟﻴــﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴــﻖ إدارة ﻧﻄﺒــﺎع ﻛﻤــﺎ‬
‫إﻃﺎرﺗﺼﻮري ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺧﺬ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎرﻋﻨﺼﺮ ﻦ أﺳﺎﺳﻴ ن‪:‬‬
‫ﻳﺠــﺐ‪ ،‬ﺣﻴــﺚ ﻳﻘــﻮل ﻏﻮﻓﻤــﺎن‪ " :‬إذا ﺳ ـ اﻟﻔــﺮد إ ـ ﺗﻮﺟﻴــﮫ ﺳــﻠﻮك ﺧــﺮ ﻦ‬
‫أوﻻ‪ :‬اﳌﺤﺘ ـ ــﻮى واﻟﺴ ـ ــﻴﺎق ﺟﺘﻤ ـ ــﺎ اﻟ ـ ــﺬي ﻳ ـ ــﺘﻢ ﻓﻴ ـ ــﮫ ﺗﺤﺪﻳ ـ ــﺪ‬ ‫ﺑﻮﺳ ــﺎﺋﻞ؛ اﳌﺜ ــﺎل‪ ،‬اﻟﺘﻨ ــﻮ ﺮ‪ ،‬ﻗﻨ ــﺎع‪ ،‬اﻟﺘﺒ ــﺎدل‪ ،‬ا ﻴﻠ ــﺔ‪ ،‬اﻟﺴ ــﻠﻄﺔ‪ ،‬اﻟ ﺪﻳ ــﺪ‪،‬‬
‫وﺻﻴﺎﻏﺔ ﻃﺮ‪.‬‬ ‫اﻟﻌﻘ ــﺎب‪ ،‬ﺟﺒـ ــﺎر‪ ،‬ا ـ ـ ‪ .‬ﻓﺈﻧـ ــﮫ ﻣـ ــﻦ اﻟﻀـ ــﺮوري و ﻐـ ــﺾ اﻟﻨﻈـ ــﺮ ﻋـ ــﻦ ﻣﻮﻗﻌـ ــﮫ‬
‫اﻟﺴ ــﻠﻄﻮي‪ ،‬اﻟﺘﺒﻠﻴ ــﻎ ﺑﻔﻌﺎﻟﻴ ــﺔ ﻣ ــﺎ ﻳﺮ ــﺪﻩ أن ﻳﺘﺤﻘ ــﻖ‪ ،‬ﻣ ــﺎ ﺴ ــﺘﻌﺪ اﻟﻘﻴ ــﺎم ﺑ ــﮫ‬
‫ﺛﺎﻧﻴــﺎ‪ :‬اﻟﻨﺘــﺎﺋﺞ واﻟﻌﻮاﻗــﺐ اﻟﺴﻴﺎﺳــﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ﻃﻮ ﻠــﺔ اﳌــﺪى‪،‬‬ ‫ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ذﻟﻚ‪ ،‬وﻣﺎ ﺳﻴﻘﻮم ﺑﮫ إذا ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻘﻖ‪ .‬ﻓﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻦ أي ﻧﻮع ﻻﺑﺪ أن‬
‫واﳌﺘﻌﻠﻘـ ــﺔ ﺑـ ــﺎﻷﻃﺮاﻟ ـ ـ ﻳـ ــﺘﻢ ﻌﻠﻤ ــﺎ ﻣـ ــﻦ وﺳـ ــﺎﺋﻞ ﻋـ ــﻼم )ﻧﺼ ـ ـ ة‪،2012 ،‬‬ ‫ﺗﻠ ـ ﺲ ﺑﻮﺳ ــﺎﺋﻞ ذات ﻣﻔﻌ ــﻮل ﻟﻌﺮﺿ ـ ﺎ‪ ،‬وﺳ ــﺘ ﻮن ﻟ ــﺎ ﺗ ــﺄﺛ ات ﻣﺨﺘﻠﻔ ــﺔ ﺑﻨ ــﺎء‬
‫ﺻﻔﺤﺔ ‪.(61‬‬ ‫ﻋ اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟ ﺗﻘﺪم ﺎ دراﻣﻴﺎ" )ﻋﺰي‪ ،1995 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪.(50‬‬

‫و" ﻃــﺎر" ﻛﻤــﺎ ﻌﺮﻓــﮫ ﻏﻮﻓﻤــﺎن ﺸ ـ إ ـ ﻣﺠﻤﻮﻋــﺔ ﻣﻌﻴﻨــﺔ ﻣــﻦ‬

‫اﻟﺘﻮﻗﻌـﺎت اﻟ ـ ﻳــﺘﻢ اﺳـﺘﺨﺪاﻣ ﺎ‪ ،‬ﻣــﻦ أﺟـﻞ ﺗﻔﺴـ ﻣﻮﻗــﻒ اﺟﺘﻤـﺎ ﺑﺼــﻮرة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪729‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد ‪ 4‬د ﺴﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ز ﺎدة ﻋ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ‪ ،‬ﺗﺠﺪر ﺷﺎرة إ أن ﻏﻮﻓﻤﺎن ﻗﺪ ﺟﺎدل أﻧـﮫ‬
‫ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻄﻮ ﺮاﻟﻌﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ ﻋﻤﻠﻴـﺎت اﻟﺘﺼـﻔﻴﺢ )ﻃﺒﻘـﺎت ﻃـﺎر( ـ أي ﻣﻮﻗـﻒ‬
‫وأن اﳌﻌﻠﻮﻣـ ــﺎت ﻣ ـ ــﻦ ﻗﻨـ ــﻮات ﻣﺘﻌـ ــﺪدة ﻳﻤﻜـ ــﻦ أن ﺗﺘـ ــﻮاﻓﺮ ﺧـ ــﻼل أي ﺗﻔﺎﻋـ ــﻞ‬
‫ﻣﻌﻄــﻰ )‪ .(A.Green, 1997, p. 381‬و ﺸـ ﻏﻮﻓﻤــﺎن ﺑ ﻠﻤــﺔ "ﻣﻮﻗــﻒ" إ ـ‬
‫ﻣﻮﻗ ــﻊ أو ﺧﻴ ــﺎرﻳﺄﺧ ــﺬﻩ اﻟﻔ ــﺮد ـ ـ ﻗﻮﻟ ــﮫ ﻟﻌﺒ ــﺎرة ﻟﻐﻮ ـﺔ‪ .‬ﺸ ــﻤﻞ ذﻟ ــﻚ ﻣﻔﺘﺎﺣ ــﺎ‬
‫ﻣﻌﻴﻨـ ــﺎ ﺴـ ــﻤﺢ ﺑﺘﻔﺴ ـ ـ اﻟﻜـ ــﻼم أو اﻟـ ــﺪور اﳌﺸـ ــﺎرك اﻟـ ــﺬي ﻳﻠﻌﺒـ ــﮫ اﳌـ ــﺘ ﻠﻢ أو‬
‫اﻟﺴﺎﻣﻊ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل‪" :‬ﻟﻨﻨﻈﺮ ن إ اﳌﻮﻗﻒ و ﻐ اﺗﮫ‪ .‬ﻌﺒـﺎرة أﺧـﺮى‪ ،‬ﻟﻨﻨﻈـﺮ‬
‫إ ـ ـ اﳌﻌـ ــﺎ ﻲ اﳌﺨﺘﻠﻔـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ﻳﻤﻜ ـ ــﻦ ﻟ ﺼـ ــﻴﺔ اﳌـ ــﺘ ﻠﻢ أن ﺗﻈ ـ ــﺮﻓ ـ ــﺎ‪ ،‬أي‬
‫اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات اﻟ ﺼﻴﺔ اﻟ ﻳﻤﻜﻦ اﻛ ﺸﺎﻓ ﺎ ﻣـﺎ ﻳﻘـﺎل و ُ ﻔﻌـﻞ ﻋ ـ ﺧﺸـﺒﺔ‬
‫اﳌﺴــﺮح" )دوراﻧ ـ ‪ ،2013 ،‬ﺻــﻔﺤﺔ ‪ .(479‬واﳌﻮﻗــﻒ أﻳﻀــﺎ ﺣﺴــﺒﮫ‪ ،‬ﻧــﻮع ﻣــﻦ‬
‫ا ﻄﺎب ﻣﺎ ﻓﻮق اﻟ اﻏﻤﺎ ﻲ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﺴﺎﻣﻊ ﻌـﺮف ﻛﻴﻔﻴـﺔ ﻓ ـﻢ اﻟﻘـﻮل اﻟـﺬي‬
‫ﺼﻴﺔ اﻟ ﺗﻘﻮﻟﮫ أو ﻳﻘﺎل ﻟ ﺎ‬ ‫ﻳﺆﺧﺬ‪ ،‬واﳌﺸ ﺪ اﻟﺬي ﻳﺠﺐ وﺿﻌﮫ ﻓﻴﮫ‪ .‬واﻟ‬
‫أو ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺑ ــﺔ ﻋ ــﺎ‪ .‬ﻧﺠ ــﺪ داﺋﻤ ــﺎ ﻣﻮﺿ ــﻮع "ا ﻴ ــﺎة ﻛﺨﺸ ــﺒﺔ ﻣﺴ ــﺮح" ـ ـ ﻋﻤ ــﻞ‬
‫ﻏﻮﻓﻤــﺎن ا ــﺎص ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﻋ ــﻞ ﺟﺘﻤــﺎ ﺣﺎﺿ ـﺮا ﻳﻘ ــﻮل دوراﻧ ـ ‪ ،‬ﻣﺴ ﺸ ـ ﺪا‬
‫ــﺬا اﻟ ــﻨﺺ ﻣ ــﻦ ﻛﺘ ــﺎب ﺗﺤﻠﻴ ــﻞ ﻃ ــﺎرﻟﻐﻮﻓﻤ ــﺎن‪" :‬أﻗ ـ ـ ح إذا أن ﻣ ــﺎ ﺴـ ـ‬
‫اﳌﺘ ﻠﻤــﻮن إ ـ ﻓﻌﻠــﮫ ﻏﺎﻟﺒــﺎ ﻻ ﻳﻘ ـ ﺑﺈﻋﻄــﺎء ﻣﻌﻠﻮﻣــﺎت ﳌﺴــﺘﻠﻢ ﺑــﻞ ﺑﺘﻘــﺪﻳﻢ‬
‫ﻣﺴــﺮﺣﻴﺔ ﻤ ــﻮر‪ .‬ﻳﺒــﺪو ﻓﻌــﻼ أﻧﻨــﺎ ﻧﻤ ـ ﻣﻌﻈــﻢ اﻟﻮﻗــﺖ‪ ،‬ﻟ ـ ﺲ ـ إﻋﻄ ــﺎء‬
‫ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺑﻞ ـ ﻋـﺮض أﻧﻔﺴـﻨﺎ‪ .‬واﻧﻈـﺮ‪ :‬ﻻ ﻳﺮﺗﻜـﺰ ـﺬا اﻟﺘﺼـﻨﻊ اﳌﺴـﺮ ﻋ ـ‬
‫ﻣﺠــﺮد ﻋــﺮوض ﳌﺸ ــﺎﻋﺮﻧﺎ أو إﻇ ــﺎرﻣﺰ ــﻒ ﻟﻌﻔﻮ ﻨ ــﺎ أو أي ﺣــﺰن أو ﻓﺨــﺮ ﻗ ــﺪ‬
‫ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ‪ .‬ﻓـﺎﻟﺘﻮازي ﺑـ ن اﳌﺴـﺮح واﳌﺤﺎدﺛـﺔ أﻋﻤـﻖ ﻣـﻦ ذﻟـﻚ ﺑﻜﺜ ـ "‬ ‫ﻧﻈ ﺮﻩ‬
‫)دوراﻧ ‪ ،2013 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪.(480‬‬
‫و ﺜ ـ ﻏﻮﻓﻤــﺎن ﻣﻔــﺎ ﻴﻢ ﻣﺮﺗﺒﻄــﺔ ﺑﺎﻹﻃــﺎر‪ ،‬ﻓﻮﻓﻘــﺎ ﻟــﮫ‪ ،‬ﻓــﺈن إﻃــﺎر‬
‫ﺸـﺎط ﻣــﺎ‪ ،‬ﻣﺘﺠــﺬر ـ اﻟﺒ ﺌــﺔ‪ ،‬ﺑﻄــﺮق ﻋﺪﻳــﺪة ﻣ ـﺎ‪ (1) :‬ﻣــﻦ ﺧــﻼل اﺳــﺘﺨﺪام‬
‫اﳌﺸﺎرﻛ ن ﻟﻸﻗﻮاس اﳌﻌ ﺿﺔ )ﻣﻄﺮﻗﺔ اﻟـﺮﺋ ﺲ اﻟ ـ ﺗـﺪﻋﻮ إ ـ ﻋﻘـﺪ اﺟﺘﻤـﺎع‬
‫ﺛ ــﻢ ﺗﺄﺟﻴﻠـ ــﮫ‪ ،‬ﺻ ــﻴﻎ ﺑﺪاﻳ ــﺔ اﻟﺴـ ــﺮد أو إ ﺎﺋ ــﮫ؛ ـ ـ ﻳ ــﻮم ﻣـ ــﻦ ﻳـ ــﺎم‪ ،‬وﻋﺎﺷـ ــﻮا‬
‫ﺴــﻌﺎدة و ﻨــﺎء‪ ،‬أﻳﻀ ــﺎ ﻣﺜ ـﺎل آﺧ ــﺮ‪ :‬ﺷــﺎرات اﳌﻌﻄ ــﺎة ﻟﻠﻮﻗــﺖ ـ ﻟﻌﺒــﺔ ﻛ ــﺮة‬
‫اﻟﻘﺪم( )‪ (2‬ﻣﻦ ﺧـﻼل ﻓﻌـﻞ ا ﻀـﻮر ا ﺴـﺪي ﻟﻠﻤﺸـﺎرﻛ ن )ﻣﺜـﺎل‪ :‬اﻟﻌﻼﻗـﺔ‬
‫اﻟﻔ ﻳﻘﻴــﺔ ﻟ ـ ﺺ ﻣــﺎ ﻟﺘﺒ ـ دور ﺗﻔــﺎﻋ ﺗ ــﻮن ﻣﺘﻮازﻧــﺔ ﻋﻨــﺪﻣﺎ ﻳــﺘﻢ ﻌﻴ ـ ن‬
‫ـ ﺮﺧﺎﺻــﺔ ﺸـ ﻞ ﻓﻌــﺎل(‬ ‫ﻣﻤﺜـﻞ ﻟﻠﻌــﺐ دور اﻟﺸــﺮﺮﻻن اﳌﻤﺜــﻞ ﻳﻤﻜــﻦ أن‬
‫أﻣــﺎ وﺿــﻮح ﻃــﺎر؛ ﻓﻴﻌ ـ اﻟﺘ ـﺪﺑ اﻟــﺬي ﻳــﺘﻢ ا ﺼــﻮل ﻋﻠﻴــﮫ ﻋﻨــﺪ ﺸــﺎرك‬
‫ﺟﻤﻴ ــﻊ اﳌﺸ ــﺎرﻛ ن ﻹﺟﻤ ــﺎع ﺣ ــﻮل ﻣ ــﺎ ﻳﺠ ــﺮي‪ ،‬و ﻤﻜ ــﻦ أن ﻳ ــﻮن ﻣﻠﺘ ﺴ ــﺎ ـ ـ‬
‫ﺣـ ــﺎﻻت؛ )‪ (1‬ﺗ ـ ــﺄﻃ ا ﻄـ ــﺄ‪ (2) ،‬إﻃ ـ ــﺎراﻟ اﻋ ـ ــﺎت‪ .‬أﻣـ ــﺎ إﻃ ـ ــﺎراﳌﺸ ـ ــﺎرﻛﺔ )أي‬
‫ﻣﺴـ ــﺘﻮى ﻧﺨ ـ ـﺮاط ـ ـ ﺸـ ــﺎط ﻣـ ــﺆﻃﺮ( ﻓﻴﺘﻌـ ــﺮض ﻟﻠﻤﺴـ ــﺎءﻟﺔ ﺣ ـ ـ ن ﻳﻜﺴـ ــﺮ‬
‫اﳌﺸــﺎرك ﻃــﺎر) ﺑﻤﻌ ـ ﻳﻨﺨــﺮط ـ ﺸــﺎط ﻻ ﻳﻤﻜــﻦ ﺗﻄﺒﻴــﻖ ﻃــﺎراﻟﺮﺳ ـ‬
‫ﻋﻠﻴﮫ( )‪.(A.Green, 1997, p. 380‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪730‬‬
‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ﺟﻴ ــﺪة‪ ،‬ـ ـ ﻧﻘﻄ ــﺔ ﻣﺤ ــﺪدة ﻣ ــﻦ اﻟﺰﻣ ــﺎن )ﻧﺼـ ـ ة‪ ،2012 ،‬ﺻ ــﻔﺤﺔ ‪ .(56‬و ـ ـ‬
‫ﻛﺘﺎﺑﻴ ــﮫ "ﺗﺤﻠﻴ ــﻞ ﻃ ــﺎر" و"أﺷـ ـ ﺎل ا ــﺪﻳﺚ" ‪ ،‬ﺗﻨ ــﺎول ﻏﻮﻓﻤ ــﺎن " ﻃ ــﺎر"‬
‫ﻛﻤﺼــﺪرﻣﻌﺮ ـ ‪ ،‬وﻛﺘ ﺸــﺌﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ‪ .‬وأداة ﻳﻤﻜــﻦ اﺳــﺘﺨﺪاﻣ ﺎ ـ ﺗﻨﻈــﻴﻢ‬
‫ﺗﺠﺮ ــﺔ ﺗﻔﺎﻋﻠﻴــﺔ)‪ . (A.Green, 1997, p. 379‬ﺗﺘ ـ ﻣــﻦ ــﺬا اﻟﺘﻌﺮ ــﻒ‬
‫ﻃــﺎراﻟــﺬي ﻻ ﻳﻘــﻮم‬ ‫ﻤﻴــﺔ اﻟ ـ ﺣــﺎول ﻏﻮﻓﻤــﺎن أن ﻳ ز ــﺎ‪ ،‬و ﺴ ـ ﺎ إ ـ‬
‫ﻓﻘـﻂ ﺑ ﻨﻈــﻴﻢ ﺗﺠﺮ ــﺔ ﺗﻔﺎﻋﻠﻴــﺔ ﻣﻌﻴﻨــﺔ وﻟﻜﻨــﮫ ﻳــﺘﺤﻜﻢ ﻓ ــﺎ و ـ ﻣﺴــﺎرا ﺎ‪ ،‬ﺑــﻞ‬
‫ﻲ ﻳﺼ ﻣﺼﺪرا ﳌﻌﺮﻓﺔ اﻟﻔﺮد ﺧﺎﺻﺔ ﺟﺎﻧ ﺎ ﺟﺘﻤﺎ ‪.‬‬ ‫إﻧﮫ ﻳﺮ‬
‫وا ﻘﻴﻘ ــﺔ أن ﻧﻈﺮ ــﺔ ﺗﺤﻠﻴ ــﻞ ﻃ ــﺎر‪ ،‬ﻻ ﺗ ﺘﻌ ــﺪ ﻛﺜ ـ ـ ا ﻋ ــﻦ ﻟﻐ ــﺔ‬
‫وﻣﻔ ـ ــﺎ ﻴﻢ ﻧﻈﺮ ـ ــﺔ إدارة ﻧﻄﺒﺎﻋ ـ ــﺎت‪ ،‬ﻓﻐﻮﻓﻤ ـ ــﺎن ﺑﻘ ـ ــﻲ ﻣﺘﻤﺴـ ـ ـ ﺎ ﺑ ـ ــﺎﳌﻨﻈﻮر‬
‫اﳌﺴ ــﺮ ‪ ،‬وﻓﻴ ــﺎ ﳌﺼ ــﻄ ﺎﺗﮫ‪ ،‬ﻣﻮﻇﻔ ــﺎ إﻳﺎ ــﺎ ﻛﻘﺎﻋ ــﺪة ﻟﺸ ــﺮح وﺗﻔﺴ ـ ﻛﻴﻔﻴ ــﺔ‬
‫ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻃﺎر؛ إﻃﺎراﳌﺸﺎرﻛﺔ ﺗﺠﺮ ﺔ ﺗﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ .‬ﻳ ـﺺ ﻏﻮﻓﻤـﺎن ـ‬
‫ﻛﺘﺎﺑﮫ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻃﺎر‪ ،‬ﻛﻴﻔﻴـﺔ ﺗﺤﻠﻴـﻞ إﻃـﺎر ﻣـﺎ‪ :‬ﺑﺈﻋﻄـﺎء ﻣﺜـﺎل ﺣﺎﻟـﺔ ﻧﻤﻮذﺟﻴـﺔ‪،‬‬
‫ــﻲ‬ ‫ﺗﺘ ــﻮن ﻣــﻦ ﺛﻼﺛــﺔ أو أر ﻌــﺔ أ ـ ﺎص ﻳــﺆدون ﻣ ﻤــﺔ ﻓﻌﻠﻴــﺔ ـ اﻟﻮﺟــﻮد‬
‫ﻟﺒﻌﻀ ـ ﻢ اﻟ ــﺒﻌﺾ؛ ﻣ ــﺎ ﻳﻤﺜ ــﻞ ﺑﺎﺧﺘﺼ ــﺎر ﺷ ــﺮﻄﺎ ﻣ ــﻦ اﻟ ﺸ ــﺎط اﻟﻴ ــﻮﻣﻲ‪ ،‬ﺛ ــﻢ‬
‫ﻳ ﺴـ ــﺎءل‪ :‬ﻣـ ــﺎ اﻟـ ــﺬي ﻳﻤﻜـ ــﻦ أن ﻳﺠـ ــﺪﻩ ﺗﺤﻠﻴـ ــﻞ ﻃـ ــﺎرﻟﻴﻘﻮﻟـ ــﮫ ﻋ ـ ــﻦ اﳌﺸ ـ ـ ﺪ‬
‫واﳌﺸﺎرﻛ ن ﻓﻴﮫ؟ و ﺠﺐ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺛﻼﺛﺔ ﻧﻘﺎط‪:‬‬
‫ً‬
‫أوﻻ‪ ،‬اﳌﺴ ــﺎرات أو ﻗﻨ ــﻮات اﻟ ﺸ ــﺎط؛ اﻓ ـ ـ ض أن ﻨ ــﺎك ﺸ ــﺎط‬
‫ً‬
‫رﺋ ﺴﻴﺎ‪ ،‬ﺧﻄﺎ ﻟﻠﻘﺼﺔ‪ ،‬وأن ﻨﺎك ﺣﺪودا ﻣ ﻤﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﮫ‪ .‬اﻓ ض ﻋ‬
‫ﻗ ــﻞ أر ﻌ ــﺔ ﻣﺴ ــﺎرات ﺗﺎ ﻌ ــﺔ‪ ،‬أﺣ ــﺪ ﺎ‪ :‬أﺣ ــﺪاث ﻣﺴ ــﺘﺪاﻣﺔ‪ ،‬ﻣﺴ ــﺎراﺗﺠ ــﺎ ‪،‬‬
‫اﺗﺼﺎﻻت ﻣ اﻛﺒﺔ‪ ،‬و ﺘﻌﻠﻖ اﻟﺮا ﻊ ﺑﺎﻟﻜﺘﻤﺎن‪.‬‬
‫أن ﻻ ﻳ ـﻮن‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ ،‬اﻟﺘﺼﻔﻴﺢ؛ اﻟﺸﺮﻂ ﻗﻴﺪ اﻟﺘﺤﻠﻴـﻞ ﻣـﻦ اﳌـﺮ‬
‫ﻣﻮﺟﻮدا‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜــﺎ‪ ،‬ﻣﺴــﺄﻟﺔ وﺿــﻌﻴﺔ اﳌﺸــﺎرﻛﺔ؛ ﻌ ـ اﳌﺤﺎدﺛــﺔ اﻟ ـ ﺗــﺘﻢ ﺑ ـ ن‬
‫ﺼ ـ ـ ن ـ ـ ﻣ ـ ــﺎن ﻣﻌـ ــﺰول‪ ،‬ـ ـ اﻟﺘﺤﻠﻴ ـ ــﻞ و ـ ـ ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻳ ـ ــﻮن ﺗﻘﺎﺳ ـ ــﻢ‬
‫ﺎﻣﻞ ﻟﻮﺿﻌﻴﺔ اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺼﺎدﻗﺔ‪ ،‬و ﻐﺎﺿ ﺎ ﻋﻦ ﺗﺒﺎدل اﳌﺘﺤﺪﺛ ن واﳌﺘﻠﻘ ن‬
‫ﻟﻸدوار‪.‬‬
‫ً‬
‫ﻟﻜــﻦ وﺳــﻊ ـ ــﺬﻩ ﺣﺘﻤــﺎﻻت‪ ،‬ﻳﻘــﻮل ﻏﻮﻓﻤــﺎن‪ ،‬أﺿــﻒ ﻣﺸــﺎر ﺎ‬
‫ً‬
‫ﺛﺎﻟﺜــﺎ‪ ،‬و ﺠــﺐ أن ﺴــﻤﺢ ﻟﻠﻤﺘﺤــﺪث أن ﻳﺨﺎﻃــﺐ اﳌﺸ ـ ﻛ ن ﻛ ــﻞ أو أن ﻳﻔــﺮد‬
‫ً‬
‫ﺼــﺎ آﺧ ــﺮ ﻌﻴﻨ ــﮫ‪ ،‬ﺣﻴــﺚ ُﺗﺠ ـ ا ﺎﻟ ــﺔ ﺧ ـ ة ﻋ ـ اﻟﺘﻤﻴ ـ ﺑ ـ ن اﳌﺘﻠﻘ ـ ن‬
‫اﳌﻌﻨﻴ ـ ن وﻏ ـ اﳌﺘﻠﻘ ـ ن‪) .‬وﻣ ــﻦ ﺛــﻢ ﻳﻤﻜــﻦ ﻣﻼﺣﻈــﺔ أن اﳌﺘﻠﻘــﻲ اﻟــﺬي ﻟــﻢ ﻳــﺘﻢ‬
‫اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﮫ‪ ،‬وﺧﺎﺻﺔ اﳌﺘﻠﻘﻲ اﳌ اﻣﻦ‪ ،‬ﻗﺪ ﻳ اﺟﻊ إ ﺣﺪ ﻣﺎ ﻋﻦ اﳌﺸﺎرﻛﺔ‬
‫اﻟﻌﺎدﻳـﺔ و ﻨﻈـﺮإ ـ اﳌـﺘ ﻠﻢ واﳌـﺘ ﻠﻢ اﻟﻴــﮫ ﻛ ـﻞ واﺣـﺪ‪ ،‬ﻟﻴـﺘﻢ ﻣﺸـﺎ ﺪ ﻤﺎ ﻛﻤــﺎ‬
‫ﻟﻮ أ ﺎ ﻣﺒﺎراة ﺗـ ﺲ أو ﻋـﺮض ﻋ ـ ﺧﺸـﺒﺔ اﳌﺴـﺮح( ‪(Goffman, 1986, pp.‬‬
‫)‪.564-565‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد ‪ 4‬د ﺴﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟـ ــﺬي ﺸـ ــﺮ ﻋـ ــﺎم ‪ ،1934‬ﺑﺎﻹﺿـ ــﺎﻓﺔ إ ـ ـ ﻣ ﺸـ ــﻮراﺗﮫ اﻟﻌﺪﻳـ ــﺪة ﺧـ ــﺮى ـ ـ‬ ‫ﻻ ﺷــﻚ أن ــﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮ ــﺔ ﻣﺜﻠ ــﺎ ﻣﺜــﻞ ﻧﻈﺮ ــﺔ إدارة ﻧﻄﺒﺎﻋ ــﺎت‪،‬‬
‫اﳌﺠ ـ ــﺎﻻت اﻟ ـ ـ ـ أﺳﺴـ ـ ـ ﺎ ـ ـ ـ أﻣﺮ ـ ــﺎ‪ ،‬إذ أن "ﻣﻮر ﻨ ـ ــﻮ" ﻧﻈ ـ ــﺮإ ـ ـ ـ اﻟﺘﻨﻈ ـ ــﻴﻢ‬ ‫ـ ـ )اﳌ ــﻮاﺟ (‪ ،‬و ـ ﻛﻤ ــﺎ ﺗﻤ ــﺖ‬ ‫ﺗﺼ ــﺎل اﻟﺒﻴ‬ ‫ﺻ ـ ﺖ ا ﺘﻤﺎﻣ ــﺎ ﻋ ـ ـ‬
‫ﺟﺘﻤــﺎ ﻋ ـ اﻧــﮫ ﺷــﺒﻜﺔ دواراﻟ ـ ﺗﺤــﺪد ﻣﺠــﺮى اﻟﺴــﻠﻮك‪ .‬وﻗــﺪ ﺻــﻨﻒ‬ ‫ﺷـﺎرة إﻟﻴــﮫ ﺗـﻮ أ ﻤﻴــﺔ ﻛﺒ ـ ة ﻟﻠﺴــﻴﺎق ـ ﺗﺤﻠﻴــﻞ ﻃـﺮاﻟ ـ ﻳﺘﻌﻠﻤ ـﺎ اﻟﻔــﺮد‬
‫ﻣﻮر ﻨ ـ ــﻮ ﻋ ـ ــﺪدا ﻣ ـ ــﻦ ﻧﻤـ ـ ــﺎط ا ﺎﺻ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﺎﻷدواراﳌﺨﺘﻠﻔ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻣ ـ ـ ــﺎ دوار‬ ‫ﻟﺘﺼـ وﺳــﻴﻠﺔ )ر ﻤــﺎ ﻏ ـ واﻋﻴـﺔ( ﻟﻔ ــﻢ ﻣــﺎ ﻳﺠــﺮي ﻣـﻦ ﺣﻮﻟــﮫ ﻣــﻦ أﺣــﺪاث ﻣــﻦ‬
‫اﻟﺴــﻴﻜﻮﻣﺎﺗﻴﻜﻴﺔ واﻟ ـ ﻳ ــﻮن ﻓ ــﺎ اﻟﺴــﻠﻮك ﻣﺮﺗﺒﻄــﺎ ﺑﺎ ﺎﺟــﺎت اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴــﺔ‬ ‫ﺧﻼل ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت أزﻣﻨـﺔ وأﻣﻜﻨـﺔ ﻣﺤـﺪدة‪ .‬ـﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮ ـﺔ اﻟ ـ‬
‫واﳌﺸ ــﺮوﻃﺔ ﺑﻮاﺳ ــﻄﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓ ــﺔ واﻟ ـ ـ ﺗﻤ ــﺎرس ﻓ ــﺎ اﻟ ــﺪور و ـ ـ ﻏ ـ ـ رﺷ ــﻴﺪة‪.‬‬ ‫ﻌﺘ ـ ﻛﻨﻈﺮ ـﺔ ﺟﺰﺋﻴـﺔ ـ إﻃــﺎراﳌﻨﻈـﻮر اﳌﺴـﺮ ﻟﻐﻮﻓﻤـﺎن‪ ،‬ﺻـﺎرت ﺴــﺘﺨﺪم‬
‫دوار اﻟﺴــﻴﻜﻮدراﻣﺎﺗﻴﻜﻴﺔ )‪ :(dramaticPsycho‬و ـ اﻟ ـ ﻳﺘﺼــﺮف ﻓ ــﺎ‬ ‫ﻟﺘﻔﺴ ﻇﻮا ﺮاﺗﺼﺎﻟﻴﺔ وإﻋﻼﻣﻴﺔ أﻛ ﺗﺘﻌﺪى ﺣـﺎﻻت ﺗﺼـﺎل وﺟ ـﺎ ﻟﻮﺟـﮫ‪.‬‬
‫ﻓﺮاد وﻓﻘـﺎ ﻟﺘﻮﻗﻌـﺎت ﺳـﻴﺎق اﺟﺘﻤـﺎ ﻣﻌـ ن‪ .‬دوار ﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ) ‪Social‬‬ ‫ﺑﻞ إن اﻟﺒﻌﺾ ﺻﺎر ﻳﺘﺠﺎوز إﺳـ ﺎم ﻏﻮﻓﻤـﺎن )اﻟﺘﻔـﺎﻋ اﻟﺮﻣـﺰي( اﻟﺘﺄﺳ ـ ‪،‬‬
‫‪ :(Role‬و ـ ـ اﻟ ـ ـ ﺗﺠـ ــﺮي ﻓ ـ ــﺎ ﻓـ ـﺮاد اﻟﺘﻮﻗﻌـ ــﺎت ﻛ ـ ـ ﻋﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ ﻟﻠﻔﺌـ ــﺎت‬ ‫وﺻــﺎر ﺴﺘﺤﻀــﺮ ﺎ أﺣﻴﺎﻧــﺎ ﻛﻤﺒﺤــﺚ داﺧــﻞ ﻧﻈﺮ ــﺔ ﺗﺮﺗ ــﺐ وﻟﻮ ــﺎت‪ ،‬وﻟ ــﺬا‬
‫ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ )ﻛﺮ ﻮش‪ ،2005 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪.(136‬‬ ‫اﻟﻔﻌــﻞ ﻌــﺾ ﺷ ـ ﺎﻻت ﺑ ﺴــﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻴﺎت ﻋ ـ اﻋﺘﺒــﺎراﺧــﺘﻼف اﳌﺮﺟﻌﻴــﺔ‬
‫ﻌﺾ دﺑﻴﺎت اﻟﻌﺮ ﻴﺔ )ﻋ ـ‬ ‫اﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺮﺘ ن‪ .‬ﺑﻞ إن اﻟﻨﻈﺮ ﺔ ﺧﺎﺻﺔ‬
‫ﻣ ــﻦ ﻨ ــﺎ ﻳﻤﻜ ــﻦ اﻟﻨﻈ ــﺮإ ـ ﺟ ــﻮد ﻏﻮﻓﻤ ــﺎن ﺧﺎﺻ ــﺔ ﻓﻴﻤ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠ ــﻖ‬
‫ﺎ(‪ ،‬ﺻﺎرت ﻏﺮ ﺒﺔ ﻋﻦ ﻓﻜﺮﻏﻮﻓﻤﺎن وﻣﻨﻈﻮرﻩ اﳌﺴﺮ ‪.‬‬
‫ﺑﻨﻈﺮ ــﺔ إدارة ﻧﻄﺒﺎﻋــﺎت‪ ،‬ﻋ ـ أﺳــﺎس أ ــﺎ إﺳ ـ ﺎم ﻣﻤ ـ وﻋﻤﻴــﻖ وﻟﻜﻨــﮫ ﻻ‬
‫ﻳﺨﺮج ﻋﻦ إﻃﺎرﺗﻄﻮ ﺮﻧﻈﺮ ﺔ اﻟﺪور ـ ﺣـﺪ ذا ـﺎ‪ ،‬ﻓﺈﺳـ ﺎﻣﺎت ﻏﻮﻓﻤـﺎن ـﺘﻢ‬
‫)ﺑــﻞ ﺗﺘﺄﺳــﺲ( ﻋ ـ ﻧﻔــﺲ ﻣﻔﺎ ﻴﻤ ــﺎ اﳌﺤﻮر ــﺔ ‪ :‬اﻟــﺬات‪ ،‬اﻟــﺪور‪ ،‬اﻟﺘﻮﻗﻌــﺎت‪،‬‬
‫‪ .4‬ﻧﻘﺪا ﻟﻐﻮﻓﻤﺎن؛ ﺣﺪود اﻟﺘﻼ و ﺑﺪاع‪:‬‬
‫ﺸ ﻞ ﺑﺎﻻﻇﺎﻓﺔ إ ﻣﻔﺎ ﻴﻢ أﺧﺮى اﻟ ﻮ ﺔ اﻟﻔﻜﺮ ﺔ‬ ‫اﳌﻌ ‪ .‬و اﳌﻔﺎ ﻴﻢ اﻟ‬
‫واﻟﻌﻠﻤﻴـ ــﺔ ﳌﺪرﺳ ـ ــﺔ اﻟﺘﻔ ـ ــﺎﻋﻼت اﻟﺮﻣﺰ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ﺗﻘ ـ ــﻮل ﺑﺄوﻟﻮ ـ ــﺔ اﳌﻌ ـ ـ ﻋ ـ ـ‬ ‫ﻣﺜﻠــﮫ ﻣﺜــﻞ ﺑــﺎ أﻗﺮاﻧــﮫ ﻣــﻦ اﻟﻌﻠﻤــﺎء اﻟــﺬﻳﻦ ﻗــﺪﻣﻮا ﺑﺠ ـﺮأة ﻋﻠﻤﻴــﺔ‬
‫ﺟﺘﻤ ــﺎ ‪ ،‬ﻣ ــﻊ اﻋﺘﺒ ــﺎرأن اﳌﻌ ــﺎ ﻲ اﻟ ﺎﻣﻨ ــﺔ ـ ـ اﻟﺘﻔﺎﻋ ــﻞ ﺟﺘﻤ ــﺎ اﻟﺮﻣ ــﺰي‬ ‫ﻓﺎرﻗـ ــﺔ أﻓ ـ ــﺎرا ﻣ ﻤ ـ ــﺔ وﻣﻤﺎرﺳ ـ ــﺎت ﺑﺤﺜﻴـ ــﺔ ﻣﺘﻤ ـ ـ ة ـ ـ اﻟﻌﻠ ـ ــﻮم ﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ـ ــﺔ‬
‫ﺗﻤﺜــﻞ ﺣﻘﻴﻘــﺔ ا ﻴــﺎة ﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ‪ .‬وﻟﻜــﻦ أﻳﻀــﺎ ﻋﻠﻴﻨــﺎ ﻋ ـ اف أن ﻏﻮﻓﻤــﺎن‬ ‫و ﺴ ــﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺗﻠﻘ ــﻰ ﻏﻮﻓﻤ ــﺎن ﻣﺠﻤﻮﻋ ــﺔ ﻣ ــﻦ ﻧﺘﻘ ــﺎدات اﻟ ـ ﺧﻠﻘ ــﺖ ﻧﻘﺎﺷ ــﺎ‬
‫ﻗ ــﺪ ﻃ ــﻮر اﻟﻜﺜ ـ ﻣ ــﻦ ﻓ ــﺎروأﻧ ــﺘﺞ اﻟﻜﺜ ـ ﻣ ــﻦ اﳌﻔ ــﺎ ﻴﻢ اﻟ ـ ﺗ ﺴ ــﺐ اﻟﻴ ــﮫ‪.‬‬ ‫ﻣﻔﻴـﺪا‪ ،‬ﻷﻓ ــﺎرﻩ وﻟ ـ اد ﻐﻢ اﻟﺘﻔــﺎﻋﻼت اﻟﺮﻣﺰ ــﺔ اﻟ ـ ﻳ ﺘ ـ إﻟ ــﺎ‪ ،‬ﻓﻀــﻼ ﻋــﻦ‬
‫و ﻌـﺾ ﺗﻠـﻚ اﳌﻔــﺎ ﻴﻢ ﺗﻤـﺖ ﺷـﺎرة إﻟ ــﺎ ـ اﻟﻌﻨﺼـﺮ ول ﻣــﻦ ـﺬﻩ اﻟﻮرﻗــﺔ‬ ‫إﺛﺮاء اﻟﻔﻜﺮ ﺟﺘﻤﺎ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ‪ .‬دون اﻟﺰﻋﻢ ﻌﺪم وﺟﻮد ﺗﺄﺛﺮوﺗﺄﺛ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺪث ﻣﻊ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺒـﺎﺣﺜ ن‬
‫ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺘﺨﺼﺼﺎت ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ و ﺴﺎﻧﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻣــﻦ ﺑ ـ ن ﻧﺘﻘــﺎدات اﳌﻮﺟ ــﺔ إ ـ ﻏﻮﻓﻤــﺎن‪ ،‬أن اﻟﺘﻔﺴ ـ ات اﻟ ـ‬
‫إﻻ ﺗﺮدﻳﺪ ﳌﺴﻠﻤﺎت ﺟﻮرج ﻣﻴﺪ اﻟﺘﻔﺮ ﻖ ﺑ ن )‪ (I‬واﻟ ـ )‪،(Me‬‬ ‫ﻳﻘﺪﻣ ﺎ ﻣﺎ‬
‫و ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬا اﻟﺼـ ـ ــﺪد ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨـ ـ ــﺎ أن ﻐﻔـ ـ ــﻞ ﻣﻔ ـ ـ ــﻮم‪ ،‬أﺣـ ـ ــﺪ رواد‬ ‫وﻇﻔ ــﺎ ﻓﻴﻤــﺎ ﻌــﺪ ﻟﻴﻌﻴــﺪ وﺻــﻒ ﻣﺨﺘﻠــﻒ أﺷـ ﺎل اﻟﻔﻌــﻞ ﻣﺴــﺘﺨﺪﻣﺎ اﳌﻤﺎﺛﻠــﺔ‬
‫اﻟﺘﻔ ـ ــﺎﻋﻼت اﻟﺮﻣﺰ ـ ـ ــﺔ اﳌ ﻤـ ـ ـ ن و ـ ـ ــﻮ ﺸ ـ ــﺎرﻟﺰ ﻮرﺗـ ـ ــﻮن ـ ـ ــﻮ ﻋـ ـ ــﻦ "اﳌـ ـ ــﺮآة‬ ‫اﳌﺴــﺮﺣﻴﺔ )ﻛﺮ ــﺐ‪ ،1999 ،‬ﺻــﻔﺤﺔ ‪ .(123‬وا ﻘﻴﻘــﺔ أن ﻓﻀــﻞ ﺟــﻮرج ﻣﻴــﺪ‬
‫ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ"؛ ﺣﻴﺚ اﻗﺘﻨﻊ ﺬا ﺧ ﺑﺄن اﻟﻨﺎس ﺴـﺘﻄﻴﻌﻮن ﻧ ﺴـﺎب إ ـ‬ ‫ﻛﺒ ـ وﻻ ﻳﻤﻜ ــﻦ ﻧﻜﺮاﻧــﮫ ﺑــﺄي ﺣــﺎل ﻣــﻦ ﺣــﻮال‪ ،‬ﻟ ـ ﺲ ﻓﻘــﻂ ﻋ ـ ﻏﻮﻓﻤــﺎن‪،‬‬
‫ﻌﻀ ﻢ اﻟﺒﻌﺾ ﻟ ﺲ ﻋ أﺳﺎس ﺻﻔﺎ ﻢ اﳌﻮﺿـﻮﻋﻴﺔ ﻛﻤـﺎ ـ ﻣﻮﺟـﻮدة ـ‬ ‫وﻟﻜــﻦ ﻋ ـ ــﻞ اﻟﺒــﺎﺣﺜ ن اﳌﻨﻄــﻮ ﻦ ﺗﺤــﺖ ﻣﻈﻠــﺔ اﻟﺘﻔــﺎﻋﻼت اﻟﺮﻣﺰ ــﺔ‪ ،‬اﻟــﺬﻳﻦ‬
‫اﻟﻮاﻗﻊ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﻣـﻦ ﺧـﻼل " ﻧﻄﺒﺎﻋـﺎت" اﻟ ـ ﻳﺨﻠﻘ ـﺎ ـﻞ ﻣـ ﻢ ﻟـﺪى ﺧـﺮ ﻦ‬ ‫ﺗـﺄﺛﺮوا ﺸـ ﻞ ﻗﺮ ــﺐ أو ﻌﻴــﺪ ﺑﺄﻓ ــﺎرﻧﻈﺮ ﺘــﮫ اﳌﻮﺳـﻮﻣﺔ ﺑﻨﻈﺮ ــﺔ أﺧــﺬ دوار‬
‫ــﺬﻩ " ﻧﻄﺒﺎﻋــﺎت" ﺑﺎﺳــﻢ " ﻓ ــﺎر‬ ‫ﻣـﻦ ﺧــﻼل اﻟﺘﻔﺎﻋــﻞ ﺑﻴ ـ ﻢ‪ .‬ووﺻــﻒ ــﻮ‬ ‫)أو ﻧﻈﺮ ــﺔ اﻟــﺘﻘﻤﺺ اﻟﻮﺟــﺪا ﻲ ﻛﻤــﺎ ﻳﻄﻠــﻖ ﻋﻠ ــﺎ أﻳﻀــﺎ(‪ .‬ﺣﻴــﺚ ﻳــﺮى ﺟــﻮرج‬
‫ﺺ ﻌﺮﻓﮫ‪ ،‬و ﻤﻌ‬ ‫اﻟ ﺼﻴﺔ"‪ .‬ﻓﻨﺤﻦ ﻧ ّﻮن "ﻓﻜﺮة ﺼﻴﺔ" ﻋﻦ ﻞ‬ ‫ﻣﻴــﺪ ـ ــﺬا اﻟﺸ ــﺄن أن ﺟــﻮ ﺮاﻟﻌﻤﻠﻴ ــﺔ ﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ﻟﻼﺗﺼ ــﺎل ﻳﺘﻄﻠــﺐ ﻣ ــﻦ‬
‫ﺼ ــﻴﺔ" أﻳﻀــﺎ ﻋــﻦ اﻟﻨ ــﺎس ـ ﻗﻄﻌــﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔ ــﺔ إذا‬ ‫أﺷــﻤﻞ ﻧ ــﻮن "ﻓﻜــﺮة‬ ‫اﻟﻔﺮد أن ﻳ ﺒ أدوار ﺧﺮ ﻦ‪ ،‬ﺣﻴﺚ أن ﻣﻔ ﻮم اﻟﻔﺮد ﻟﺬاﺗﮫ ﻳﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﺧﻼل‬
‫ﺼـﻴﺔ" ﺑﻨـﺎء ﻟﻠﻤﻌ ـ ‪،‬‬ ‫ﻞ ﻣ ﺎ ﻛﺠﻤﺎﻋﺔ‪ .‬إذن‪ ،‬ﺗﺼـﺒﺢ "اﻟﻔﻜـﺮة اﻟ‬ ‫ﻧﻈﺮﻧﺎ إ‬ ‫ﻋﺘﻘــﺎد ﺑﺄﻧﻨــﺎ‬ ‫ﺳــﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠــﺬات ﻣــﻦ وﺟ ــﺔ ﻧﻈــﺮ ﺧــﺮ ﻦ‪ ،‬و ــﺬ ﺐ ﻣﻴــﺪ إ ـ‬
‫أي ﻣﺠﻤﻮﻋـﺔ ﻣـﻦ اﻟﺼـﻔﺎت اﻟ ـ ﻧﺘﺨﻴﻠ ـﺎ‪ ،‬و ﺴـﻘﻄ ﺎ ﻋ ـ ـﻞ ﻣـﻦ أﺻــﺪﻗﺎﺋﻨﺎ‬ ‫و ﺪون و و ﻣﻌﻈﻢ ﺣﻴﺎن ﻧﺮى ذواﺗﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺼـﻮر ﺎ ﻟﻨـﺎ ﺧـﺮون ﺗﻤﺎﻣـﺎ‬
‫ﺼـ ــﻴ ﻢ اﻟﻮاﻗﻌﻴـ ــﺔ‪ .‬ﻛﻤـ ــﺎ أﻧﻨـ ــﺎ ﻧ ـ ــﻮن أﻳﻀـ ــﺎ "ﻓﻜ ـ ــﺮة‬ ‫وﻣﻌﺎرﻓﻨـ ــﺎ ﻛﺘﻔﺴ ـ ـ ﻟ‬ ‫و ــﺬا ﻌ ـ أن ﻨــﺎك ﻋﻼﻗ ــﺔ ﻣﺒﺎﺷ ــﺮة وﺗﺒﺎدﻟﻴــﺔ ﺑ ـ ن ﻣ ــﺎ ﻳ ـﺮاﻩ ﺧ ــﺮون ﻓﻴﻨ ــﺎ‬
‫ﺼـﻴﺔ" ﺗﻔﺼــﻴﻠﻴﺔ ﻋــﻦ أﻧﻔﺴــﻨﺎ‪ ،‬أﻃﻠــﻖ ﻋﻠ ـﺎ ﺳــﻢ اﳌﺜ ـ "اﻟﻨﻈــﺮإ ـ ﻣـﺮآة‬ ‫ﻛ ـ ــﺬوات واﺗﺠﺎ ـ ــﺎ ﻢ ﻧﺤﻮﻧ ـ ــﺎ وﺗﺼ ـ ــﻮراﺗﻨﺎ ﻛﻤ ـ ــﺎ ﻌ ﺸـ ـ ـ ﺎ ـ ـ ـ ﺣﻘﻴﻘ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﺮ‬
‫ﺼــﻴﺎ‪،‬‬ ‫ﻧﻄﺒــﺎع ﺑﻤــﺎ ﻧﺤــﻦ ﻋﻠﻴــﮫ‬ ‫أﻧﻔﺴــﻨﺎ"‪ ،‬ﻷﻧــﮫ اﻗﺘﻨــﻊ ﺑﺄﻧﻨــﺎ ﻧﺤﺼــﻞ ﻋ ـ‬ ‫)ﻛﺮ ﻮش‪ ،2005 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪.(102‬‬
‫ﻛ ﺸـ ـ ــﺮ‪ ،‬ﺑﻤﺮاﻗﺒـ ـ ــﺔ ﺗﺼـ ـ ــﺮﻓﺎت ﺧـ ـ ــﺮ ﻦ ﺗﺠﺎ ﻨـ ـ ــﺎ‪ .‬ﻓ ﻨـ ـ ــﺎك ﻧـ ـ ــﻮع ﻣـ ـ ــﻦ اﳌ ـ ـ ـﺮآة‬
‫ﺒﻮن ﺑﻨﺎ أم ﻳﻜﺮ ﻮﻧﻨﺎ‪،‬‬ ‫ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻧﺮى ﻓ ﺎ اﻟﻨﺎس ﻳﻘﺒﻠﻮﻧﻨﺎ أو ﻳﺮﻓﻀﻮﻧﻨﺎ‬ ‫ﻣﻦ ﺑ ن ﺳﻤﺎء اﻟ ﺣﺎوﻟﺖ إﺣﻴﺎء ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﻣﻔ ﻮم ﻣﻴـﺪ ﻷﺧـﺬ‬
‫اﻟـﺪور‪ ،‬ﻧﺠـﺪ ﺟـﺎ ﻮب ﻣﻮر ﻨـﻮ وذﻟـﻚ ـ ﻣﺆﻟﻔـﮫ "ﻣـﻦ ﺳـﻮف ﻳﻜﺘـﺐ ﻟـﮫ اﻟﺒﻘــﺎء"‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪731‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد ‪ 4‬د ﺴﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺧﺼ ــﺎﺋﺺ ﻓـ ـﺮاد أو اﳌﺠﻤﻮﻋ ــﺎت‪ ،‬ﺑ ــﻞ ــﻮ ﻋﺒ ــﺎرة ﻋ ــﻦ ﻋﻤﻠﻴ ــﺔ ﺗﻔﺎﻋ ــﻞ ﺑـ ـ ن‬
‫ﻧﺤﺮاﻓﺎت واﻟﻼاﻧﺤﺮاﻓﺎت واﻟﺴﻴﺎق اﻟﺬي ﻳﺘﻢ ﻓﻴـﮫ ﺗﺄو ـﻞ ﺟـﺮام‪ .‬و ﺼـﺒﺢ‬
‫اﻟ ـ ﺺ اﳌﻨﺤ ــﺮف ﻣﻮﺻ ــﻮﻣﺎ )ﻣ ــﻦ اﻟﻮﺻ ــﻢ( ﺑﺄﻧ ــﮫ ﻣﺠ ــﺮم أو ﻣﻨﺤ ــﺮف‪ ،‬وﻣ ــﻦ‬
‫أن ﻳ ــﺘﻢ اﻟﻨﻈ ــﺮﻓﻴــﮫ وﻣﻌﺎﻣﻠﺘ ــﮫ ﻋ ـ أﻧــﮫ ﻏ ـ ﺟ ــﺪﻳﺮﺑﺎﻟﺜﻘــﺔ ﻣ ــﻦ ﻗﺒ ــﻞ‬
‫ﺺ اﳌﻨﺤﺮف اﻟ ﺴﻤﻴﺔ اﻟ ﺗﻢ وﺳﻤﮫ‬ ‫ﺧﺮ ﻦ‪ .‬وﻣﻦ اﳌﺤﺘﻤﻞ أن ﻳﻘﺒﻞ اﻟ‬
‫ــﺎ‪ ،‬ﻓﻴﻨﻈ ــﺮإ ـ ـ ﻧﻔﺴ ــﮫ ﻛﻤﻨﺤ ــﺮف‪ ،‬و ﺘﺼ ــﺮف ﺑﻄﺮ ﻘ ــﺔ ﺗﻔ ــﻲ ﺑﺘﻮﻗﻌ ــﺎت ﺗﻠ ــﻚ‬
‫اﻟ ﺴﻤﻴﺔ )‪.(Crossman, 2015‬‬
‫ﻛﺘﺎب "اﻟﻮﺻﻤﺔ" ﻟﻐﻮﻓﻤﺎن‪،‬‬ ‫ﻓ ﺎراﻟﻮاردة‬ ‫إن ﻣﻦ اﻃﻠﻊ ﻋ‬
‫ﺳﻴ ﻆ ﺣﺘﻤﺎ ﻣﺪى اﻟﺘﻄﺎﺑﻖ ﺑ ن أﻓ ﺎرﺑﻴﻜﺮﻋﻦ ﻧﺤﺮاف وﻣﺎ ﺟﺎء ـ ـﺬا‬
‫اﻟﻜﺘ ــﺎب‪ ،‬إذ ﺗﺤـ ــﺪث ﻏﻮﻓﻤـ ــﺎن ـ ـ ﻛﺘﺎﺑـ ــﮫ ـ ــﺬا ﻋـ ــﻦ اﳌﻌـ ــﺎﻣﻼت ﺟﺘﻤﺎﻋﻴـ ــﺔ‬
‫واﻟﻨﻈﺮة اﻟﻘﻴﻤﻴﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻟﻸﻓﺮاد اﺗﺠﺎﻩ اﳌﻌﻮﻗ ن‪ .‬ﺑﺎﻻﻇﺎﻓـﺔ إ ـ ﻓﺌـﺎت أﺧـﺮى‬
‫وذﻟﻚ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﺻﻔﺎت ﺸ ﻴﻌﻴﺔ ﺗ ك ﻟﺪى اﳌﻮﺳـﻮﻣ ن ﺑﺼـﻤﺎت وﻋﻼﻣـﺎت‬
‫ﺳ ـ ﺌﺔ ـ ء إ ـ ـ ﺳ ــﻤﻌﺘﮫ و ﺸ ــﻮﻩ ﺻ ــﻮرﺗﮫ وذاﺗ ــﮫ ﻟ ــﺪى ﺧ ــﺮ‪ ،‬ﻣﻤ ــﺎ ﻳﻀ ــﻄﺮ‬
‫ﻃ ـﺮاف اﳌﺘﻔﺎﻋﻠ ــﺔ ﻣﻌ ــﮫ إ ـ اﻟﺘﻘﻠﻴ ــﻞ ﻣ ــﻦ درﺟ ــﺔ ﺣﺘ ــﺎك ﺑ ــﮫ إن ﻟ ــﻢ ﻧﻘ ــﻞ‬
‫ﺑﺘﻌﺎد ﻋﻨﮫ ﺎﺋﻴﺎ‪) .‬ﻛﺮ ﻮش‪ ،2005 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪ .(145‬ورﻏﻢ أن ﻛﻼ اﻟﻜﺘﺎﺑ ن‬
‫أن ﻳ ــﻮن ﺑﻴﻜ ــﺮ ﻣ ــﻦ ﺗ ــﺄﺛﺮﺑﺄﻓ ــﺎر‬ ‫ﻇ ـ ـﺮا أول ﻣ ــﺮة ﻋ ــﺎم ‪ ،1963‬إﻻ اﻧ ــﮫ ﻳ ــﺮ‬
‫ﻏﻮﻓﻤــﺎن اﻟﺴ ــﺎﺑﻘﺔ ﻣ ــﻦ ﺧ ــﻼل ﻛﺘﺎﺑﺎﺗــﮫ اﻟﺴ ــﺎﺑﻘﺔ )رﺳ ــﺎﻟﺔ اﻟ ــﺪﻛﺘﻮراﻩ وﻛﺘﺎﺑ ــﮫ‬
‫ذا ــﻊ اﻟﺼـ ﺖ‪ :‬ﺗﻘــﺪﻳﻢ اﻟــﺬات ـ ا ﻴــﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴــﺔ(‪ ،‬ﺣﻴــﺚ ﻗــﺪم ﻟــﮫ اﻟﺸــﻜﺮ‬
‫ﻋ ـ ﻣﺴـﺎﻋﺪﺗﮫ ـ ﺗﻘـﺪﻳﻢ ﻛﺘﺎﺑـﮫ اﳌﻮﺳـﻮم ﺑ ـ "اﻟﻐﺮ ـﺎء" ‪(Becker, 1963, p.‬‬
‫)‪ .viii‬ﻣﻊ ﻋﺪم ﺴﻴﺎن ﻓﻜﺮة اﻧﺘﻤﺎ ﻤﺎ ﻣﻌﺎ ﻟﺘﻴﺎرﻓﻜـﺮي واﺣـﺪ ﻳﺮﻛـﺰﻋ ـ ﺑﻨـﺎء‬
‫ﺟﺘﻤﺎ ‪ ،‬و ﻮ ﺑﺮاد ﻐﻢ اﻟﺘﻔﺎﻋﻼت اﻟﺮﻣﺰ ـﺔ ﻛﻤـﺎ‬ ‫اﳌﻌ وأﺳﺒﻘﻴﺔ ذﻟﻚ ﻋ‬
‫ﺗﻤ ــﺖ ﺷ ــﺎرة اﻟﻴـ ــﮫ ﺳ ــﺎﺑﻘﺎ‪ .‬و ـ ــﻮ ﻣـ ــﺮاﻟـ ــﺬي ﻳ ـ ـ ر ﺗﻠـ ــﻚ اﻟﺘﻘﺎﻃﻌ ــﺎت اﻟ ـ ـ‬
‫ﺗﺠﻤﻌ ﻤﺎ‪ ،‬واﻟﺘﻨﺎص اﻟﺬي ﻳﺒﺪو اﻧﮫ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺳ ﻴﻞ ﻟﺘﺠﺎوزﻩ‪.‬‬
‫‪ .5‬ﺧﺎﺗﻤﺔ‪ /‬ﻏﻮﻓﻤﺎن ﺑ ن ا ﻀﻮر واﻟﻐﻴﺎب‪:‬‬
‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻢ اﻛ ﺸﺎف إﺻﺎﺑﺔ إرﻓﻨـﻎ ﻏﻮﻓﻤـﺎن ﺑﺎﻟﺴـﺮﻃﺎن ـ ﺻـﻴﻒ‬
‫ﻋﺎم ‪ ،1982‬ﺎن ﻳﺤﻀﺮﺧﻄﺎﺑﺎ ﻹﻟﻘﺎﺋﮫ ـ ﻣﻮﻋـﺪ ﺗﻨﺼـ ﺒﮫ ﻛـﺮﺋ ﺲ ﻟ ﻤﻌﻴـﺔ‬
‫ﻣﺮ ﻜﻴـﺔ ﻟﻌﻠــﻢ ﺟﺘﻤـﺎع ـ اﳌــﺆﺗﻤﺮاﻟﺴـﻨﻮي اﻟــﺬي ﻌﻘــﺪ ـ ﺳـ ﺘﻤ ‪ .‬وﻋ ـ‬
‫اﻟــﺮﻏﻢ ﻣ ــﻦ أﻧ ــﮫ ﻟــﻢ ﻳﻜ ــﻦ ﻗ ــﺎدرا ﻋ ـ ﺗﻘ ــﺪﻳﻢ ا ﻄ ــﺎب ﺷــﻔﻮ ﺎ‪ ،‬إﻻ أﻧ ــﮫ أﻧ ـ‬
‫اﻟﻮرﻗــﺔ ﻗﺒــﻞ وﻓﺎﺗــﮫ ﺑﺘــﺎر ﺦ ‪ 19‬أﻛﺘــﻮ ﺮ ‪ .1982‬ﻟﻘــﺪ ــﺎن ﻋﻨــﻮان ــﺬا اﻟﻌﻤــﻞ‬
‫ﺧ ـ "ﻧﻈـﺎم اﻟﺘﻔﺎﻋـﻞ" )‪ (The Interaction Order‬واﻟـﺬي ﺸـﺮ ـ ﻣﺠﻠــﺔ‬
‫)‪ .(American Sociological Review‬إﻧــﮫ اﻟﻠﻘــﺐ اﻟــﺬي أﻋﻄــﺎﻩ ﻏﻮﻓﻤــﺎن‬
‫ﻟ ﻛ ﻩ ﻋ ﻣﺴﺎرﻩ اﳌ اﻟﻜ ‪ ،‬و ﻮ ﻣﺠـﺎل اﻟﺘﻔﺎﻋـﻞ ﺟﺘﻤـﺎ وﺟ ـﺎ ﻟﻮﺟـﮫ‬
‫ﺣﻴ ــﺚ ﻳ ــﻮن ﻓ ــﺮدان أو أﻛ ـ ﺿ ــﻤﻦ ا ﻀ ــﻮر اﻟﻔ ﻳﻘ ــﻲ ﻟﺒﻌﻀـ ـ ﻤﺎ )و س و‬
‫ووﻟﻒ‪ ،2011 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪.(397‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ﻳﻮاﻓﻘﻮن ﻋ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻨﺎ أم ﻳﺮﻓﻀﻮﻧﻨﺎ‪ ،‬وﻣﻦ ﺬﻩ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺼﻞ ﻋـﻦ‬
‫ﻃﺒﻴﻌﺔ أﻧﻔﺴـﻨﺎ‪ " :‬ـﻞ ﻣﻨـﺎ ﻟﻶﺧـﺮﺑﻤﺜﺎﺑـﺔ ﻣـﺮآة ﻌﻜـﺲ ﺻـﻮرة ﺧـﺮﻋﻨـﺪﻣﺎ ﻳﻤـﺮ‬
‫أﻣﺎﻣ ﺎ" ﻳﻘﻮل ﻮ )دﻳﻔﻠ و روﻛﻴ ﺶ‪ ،1993 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪.(351‬‬
‫اﳌــﺮ‬
‫ﻳﺘ ـ ﻣــﻦ ﻛــﻼم ﺸــﺎرﻟﺰ ــﻮ ﻣﺴــﺘﻮى اﻟﺸــﺒﮫ ﺑ ﻨــﮫ و ـ ن ﻓﻜــﺮة‬
‫ﻏﻮﻓﻤﺎن ﺣﻮل إدارة ﻧﻄﺒﺎﻋﺎت ﺣﺪ اﻟﻘﻮل ﺑﺎﳌﻄﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ﻟﻮﻻ أن ﺬا ﺧ ـ ‪،‬‬
‫ﻟـ ــﻢ ﻳﻨﻜـ ــﺮ ﻋـ ــﺪم أﺳـ ــﺒﻘﻴﺘﮫ ـ ـ ا ـ ــﺪﻳﺚ ﻋـ ــﻦ اﳌﻮﺿـ ــﻮع اﻟـ ــﺬي ﻳﺒـ ــﺪو ﻗـ ــﺪﻳﻤﺎ‬
‫وﻣﺘﻨـ ــﺎوﻻ‪ ،‬وﻟﻜﻨـ ــﮫ ﻛﻤـ ــﺎ ﺗﻤـ ــﺖ ﺷـ ــﺎرة إﻟﻴـ ــﮫ ﺳـ ــﺎﺑﻘﺎ أﺿـ ــﺎف إﻟ ـ ــﺎ "اﳌﻨﻈـ ــﻮر‬
‫اﳌﺴﺮ "‪ ،‬واﻟﺬي ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮫ ﻧﻈﺮإ اﻟﺬات ﻋ أ ـﺎ ﻟ ﺴـﺖ أﻛ ـ ﻣـﻦ أداﺋﻨـﺎ‬
‫ﻻدواراﻟــﺬات ـ اﳌﺠﺘﻤــﻊ‪ .‬أي أﻧــﮫ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨــﺎ أن ﻧﺘﺤــﺪث ﻋــﻦ ذات ﻣﺤﻀــﺔ‪،‬‬
‫ﺧ ـ ﻮ ــﺔ اﻟﻔــﺮد ـ ﻣﺠﺘﻤــﻊ‬ ‫وﻟﻜــﻦ ﻋــﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋــﺔ ذوات ـ ﻣــﺎ ﺸ ـ ﻞ ـ‬
‫ﻣﻌ ـ ن‪ .‬ﻛﻤــﺎ ﻳﻤﻜ ــﻦ ا ــﺪﻳﺚ أﻳﻀــﺎ ﻋــﻦ ﺳ ـ ﺎم اﳌﻤ ـ ﻟﻐﻮﻓﻤــﺎن ﻣــﻦ ﺧــﻼل‬
‫ﻣﻔ ــﻮم " داء" اﻟـ ــﺬي ﻋ ـ ـ ﻣـ ــﺎ ﻳﺒـ ــﺪو ﻗـ ــﺪ أﻓـ ــﺎد ﺸـ ـ ﻞ أو ﺑ ــﺂﺧﺮ" داﺋﻴـ ــﺔ"‬
‫ﻛﻨﻈﺮ ﺔ ﺴﺘﺤﻀﺮﻟﻔ ﻢ ا ﻨﺪرﻋﻨﺪ اﻟ ﺴﻮ ﺔ‪ ،‬و ﺸ ﻞ ﺧﺎص ﻋﻨﺪ ﺟﻮدﻳﺖ‬
‫ﺑﺎﺗﻠﺮ‪.‬‬
‫ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺮ ﺎت اﻟﻘﺮﺒﺔ ﺟﺪا ﻣﻦ أﻓ ﺎرﻏﻮﻓﻤﺎن ﻧﺠﺪ أﻳﻀﺎ ﻧﻈﺮ ﺔ‬
‫ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺴﺘ ﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻘـﺮن‬ ‫ﺸﺄت‬ ‫اﻟﻮﺳﻢ )‪ (Labeling theory‬اﻟ‬
‫ﻈ ــﺔ ﻧ ـﺰاع ﺳﻴﺎ ـ ـ وﺛﻘ ــﺎ ﻛﺒ ـ ‪ ،‬ﺣﻴ ــﺚ‬ ‫ـ اﻟﻮﻻﻳ ــﺎت اﳌﺘﺤ ــﺪة ـ‬ ‫اﳌﺎ ـ‬
‫ﻮﻣﻴـﺔ‪ ،‬واﻟﻌﻤﻠﻴـﺎت ﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ‬ ‫وﺿﻊ أﺑﺮز ﻣﻨﻈﺮي اﻟﻨﻈﺮ ﺔ دور اﻟ ﻴﺌﺎت ا‬
‫ﺸ ﻞ ﻋﺎم‪ ،‬ﺧﻠﻖ ﻧﺤﺮاف وا ﺮ ﻤﺔ )‪ .(Ray Paternoster, 2017‬و‬
‫ﺳــﻴﺎق دراﺳــﺔ اﻟﻔﻌــﻞ ﺟﺘﻤــﺎ اﻟﺮﻣــﺰي‪ ،‬اﻋﺘ ـ ﺑﻴﻜــﺮ ــﻮارد اﻟــﺬي ﻏﺎﻟﺒــﺎ ﻣــﺎ‬
‫ُﻳﺬﻛﺮ اﺳﻤﮫ ﻛﻤﺆﺳﺲ ﻟ ـﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮ ـﺔ‪ ،،‬أن ﻣﺴـﻠﻚ اﻟﺒﺎﺣـﺚ ﻳﺘﻌـ ن داﺋﻤـﺎ أن‬
‫ﻳﺬ ﺐ أ ﻌﺪ ﻣﻤﺎ ﺗﻮ ﺑـﮫ اﻟﺘﻤﻈ ـﺮات ﻧﻴـﺔ ﻟ ﻘﻴﻘـﺔ‪ ،‬أي أن ﻧ ـ اﻟﺒﺎﺣـﺚ‬
‫ـﻮ ﺟ ـﺪ ﻳﻈ ـﺮاﻟﻘﻨــﺎع اﻟـﺬي ﻳ ـﻮن ﺧﻠــﻒ اﻟﺴـﺘﺎراﻟـﺬي ﻧـﺮاﻩ‪ .‬و ـ ـﺬا اﺗﺠــﮫ‬
‫ﺑﻴﻜ ــﺮإ ـ ـ دراﺳـ ــﺔ ﻇ ــﺎ ﺮة ﻧﺤـ ـﺮاف )أو ا ﻨ ــﻮح( )‪ (deviances‬وأﻇ ـ ــﺮأن‬
‫ا ﻤﺎﻋ ــﺎت اﻟ ﺸـ ــﺮ ﺔ ﺗ ـ ـ ﻣ ــﺎ ﺴ ـ ـ ّ ﺑـ ــﺎﻻﻧﺤﺮاف ﺑﺘﻄﺒﻴ ــﻖ ﻣﺠﻤﻮﻋـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ‬
‫ﻓـﺮاد اﻟــﺬﻳﻦ ﻳﻘﻌــﻮن ﺧــﺎرج ــﺬﻩ اﻟﻘﻮاﻋــﺪ‪ ،‬ﺛــﻢ ﻧ ﻴﺠــﺔ ﻟــﺬﻟﻚ‬ ‫اﻟﻘﻮاﻋــﺪ ﻋ ـ‬
‫ﺗﺘﻢ ﺴﻤﻴ ﻢ ﺑﺎﻟﻐﺮ ﺎء )‪) .(outsiders‬ﻋﺰي‪ ،1995 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪.(34‬‬
‫ﻓ ـﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮ ـﺔ ﺗﻨﻄﻠــﻖ ﻣـﻦ اﻓ ـ اض أﺳــﺎس؛ أن اﻟﻨـﺎس ) ُ ﻌﺮﻓــﻮن‬
‫أﻧﻔﺴـ ـ ﻢ و ﺘﺼ ــﺮﻓﻮن ﺑﻄ ــﺮق ﻌﻜ ــﺲ ﻛﻴﻔﻴ ــﺔ ﺗﺼ ـ ﻴﻒ ﺧ ــﺮ ﻦ ﻟ ــﻢ(‪ ،‬و ـ ـ‬
‫ﺗـ ـﺮﺗﺒﻂ أﻛ ـ ـ ﻌﻠـ ــﻢ اﺟﺘﻤـ ــﺎع ا ﺮ ﻤ ــﺔ و ﻧﺤـ ـﺮاف‪ .‬ﺣﻴـ ــﺚ ﻳ ــﺘﻢ اﺳـ ــﺘﺨﺪاﻣ ﺎ‬
‫ﻟﻺﺷــﺎرة إ ـ ﻛﻴــﻒ أن اﻟﻌﻤﻠﻴــﺎت ﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ﻟﻮﺳــﻢ وﺗﻨــﺎول ـ ﺺ ﻣــﺎ ﻋ ـ‬
‫اﻧــﮫ ﻣﻨﺤــﺮف ﺟﻨﺎﺋﻴــﺎ‪ ،‬ﻌــﺰز ـ اﻟﻮاﻗــﻊ اﻟﺴــﻠﻮك اﳌﻨﺤــﺮف‪ ،‬وﺗﺤﻤــﻞ ﺗــﺪاﻋﻴﺎت‬
‫ﺳــﻠﺒﻴﺔ ﻋ ـ ذﻟــﻚ اﻟ ـ ﺺ ﻷن ﺧــﺮ ﻦ ﻣــﻦ اﳌﺤﺘﻤــﻞ أن ﻳ ﻮﻧــﻮا ﻣﺘﺤ ـ ﻳﻦ‬
‫ﺿـﺪ ﻢ ﺴـ ﺐ ــﺬا اﻟﻮﺳـﻢ‪ .‬وﺗـﺮى ــﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮ ـﺔ أﻧـﮫ ﺟﻮ ﺮ ــﺎ ﻻ ﻳﻮﺟـﺪ ﻓﻌــﻞ‬
‫إﺟﺮاﻣــﻲ‪ .‬إذ ﻳــﺘﻢ ﺗﺤﺪﻳــﺪ ﻌــﺎر ﻒ ﺟـﺮام ﻣــﻦ ﻗﺒــﻞ ﻣــﻦ ــﻢ ـ اﻟﺴــﻠﻄﺔ ﻣــﻦ‬
‫ﺧــﻼل ﺻــﻴﺎﻏﺔ اﻟﻘــﻮاﻧ ن وﺗﻔﺴ ـ ﺗﻠــﻚ اﻟﻘــﻮاﻧ ن ﻣــﻦ ﻗﺒــﻞ اﻟﺸــﺮﻃﺔ واﳌﺤــﺎﻛﻢ‬
‫واﳌﺆﺳﺴ ـ ــﺎت ﺻ ـ ــﻼﺣﻴﺔ‪ .‬و ﺎﻟﺘ ـ ــﺎ ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن ﻧﺤ ـ ـﺮاف ﻟـ ـ ـ ﺲ ﻣﺠﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫‪732‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد ‪ 4‬د ﺴﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺟﺘﻤــﺎ ‪ ،‬ــﺬﻩ ﺧ ـ ة اﻟ ـ ﻳﺒ ــﺪو أ ــﺎ ﺻــﺎرت ﺣﻘــﻼ ﺧﺼــﺒﺎ ﻟﺘﻄﺒﻴــﻖ ﺗﻠــﻚ‬
‫ﻓ ﺎر اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻻﺗﺼﺎل ﻋ ﺷﺒ ﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺟﺘﻤﺎ أﻋﺎد ﻟﻼﺗﺼـﺎل‬
‫اﳌــﻮاﺟ ﻣ ﺎﻧﺘــﮫ وإن ــﺎن ﻋ ـ ﻧﻤــﻂ ﺟﺪﻳــﺪ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ أن ﻣﻨﻈــﻮر ﻏﻮﻓﻤــﺎن ﻗــﺪ‬
‫وأدوات ﻋ ــﺎﺑﺮة ﻟﻠﺘﺨﺼﺼ ــﺎت )ﻋﻠ ــﻢ ﺟﺘﻤ ــﺎع‪ ،‬ﻋﻠ ــﻢ اﻟ ــﻨﻔﺲ‬
‫ﺟﺘﻤــﺎ ‪ ،‬أﻧ و ﻮﻟﻮﺟﻴــﺎ ﺗﺼــﺎل‪ ،‬اﻟﺘﺪاوﻟﻴــﺔ( ﺗﺠﻌﻠــﮫ ﻗــﺎدرا ﻋ ـ اﻟﺘﻮﻏ ــﻞ‬
‫ﻋﻤﻴﻘ ـ ــﺎ ـ ـ اﻟﻈ ـ ــﺎ ﺮة اﳌﺪروﺳ ـ ــﺔ ﻟﻔ ﻤ ـ ــﺎ ﻛﻤ ـ ــﺎ ـ ـ ؛ دون إﺣ ـ ــﺪاث ﻗﻄﻴﻌ ـ ــﺔ‬
‫اﺑ ﺴــﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺑﻴ ــﺎ و ـ ن اﻟﺘﻨﻈ ـ ات اﻟﻌﻠﻤﻴــﺔ اﳌﺒــﺎﻟﻎ ﻓ ــﺎ واﻟ ـ ﻗــﺪ ﺸ ــﻮﻩ‬
‫ت ‪1‬ﺗ ﺒﻊ‬
‫‪ .6‬ﻗﺎﺋﻤﺔ اﳌﺮاﺟﻊ‪:‬‬
‫أرﻣ ــﺎن و ﻣ ﺸ ــﺎل ﻣ ــﺎﺗﻴﻼر‪ .(2005) .‬ﺗ ــﺎر ﺦ ﻧﻈﺮ ــﺎت ﺗﺼـ ـﺎل‪ .‬ﺗﺮﺟﻤ ــﺔ‬
‫‪.‬ﻧﺼ ـ ـ ـﺮاﻟﺪﻳﻦ ﻟﻌﻴﺎ ـ ـ ـ و راﺑ ـ ـ ــﺢ اﻟﺼـ ـ ــﺎدق‪ .‬ﺑ ـ ـ ـ وت‪ .‬اﳌﻨﻈﻤـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺮ ﻴ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠ ﺟﻤﺔ‪.‬‬
‫إﻳﺎن ﻛﺮ ﺐ‪ .(1999) .‬اﻟﻨﻈﺮ ﺔ ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ )ﻣـﻦ ﺑﺎرﺳـﻮﻧﺰإ ـ ﺎﺑﺮﻣـﺎس(‪.‬‬
‫اﻟ ﻮ ـ ــﺖ ﺳﻠﺴ ـ ــﻠﺔ ﻋ ـ ــﺎﻟﻢ اﳌﻌﺮﻓ ـ ــﺔ‪ .‬اﻟ ﻮ ـ ــﺖ‪ .‬اﳌﺠﻠ ـ ــﺲ اﻟ ـ ــﻮﻃ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓ ـ ــﺔ‬
‫واﻟﻔﻨﻮن و داب‪.‬‬
‫دوراﻧ ـ أﻟﺴـﻨﺪرو ‪ . (2013).‬ﻧ و ﻮﻟﻮﺟﻴـﺎ ﻟﺴـ ﻴﺔ‪ .‬ﺗﺮﺟﻤـﺔ ﻓﺮاﻧـﻚ‬
‫درو ـ ــﺶ‪ .‬ﺑ ـ ـ وت‪ .‬اﳌﻨﻈﻤ ـ ــﺔ اﻟﻌﺮ ﻴـ ــﺔ ﻟﻠ ﺟﻤـ ــﺔ وﻣﺮﻛ ـ ــﺰدراﺳـ ــﺔ اﻟﻮﺣ ـ ــﺪة‬
‫اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‪.‬‬
‫دﻳﻔﻠ ـ ـ ﻣﻴﻠﻔ ـ ـ ن وﺳـ ــﺎﻧﺪرا روﻛﻴ ـ ـ ﺶ‪ .(1993) .‬ﻧﻈﺮ ـ ــﺎت وﺳـ ــﺎﺋﻞ ﻋ ـ ــﻼم‬
‫‪.‬ﺗﺮﺟﻤــﺔ ﻛﻤــﺎل ﻋﺒــﺪ اﻟــﺮؤوف‪ .‬اﻟﻘــﺎ ﺮة ‪,‬ﻣﺼــﺮ‪ .‬اﻟــﺪاراﻟﺪوﻟﻴــﺔ ﻟﻠ ﺸــﺮ‬
‫واﻟﺘﻮز ﻊ‪.‬‬
‫رﺿـ ــﻮان ﺑﻮﺟﻤﻌـ ــﺔ‪ .(2010) .‬ﺗﺼـ ــﺎل اﻟﺘﻘﻠﻴـ ــﺪي ـ ـ ا ﺰاﺋـ ــﺮ)ﻣﻘﺎر ـ ــﺔ‬
‫أﻧ و ﻮﻟﻮﺟﻴـ ــﺔ(‪ .‬ﻗﺴـ ــﻨﻄﻴﻨﺔ‪ /‬ا ﺰاﺋ ـ ـﺮ‪ .‬ﻣﺨ ـ ـ ﻋﻠـ ــﻢ اﺟﺘﻤـ ــﺎع ﺗﺼـ ــﺎل‪،‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻨﺘﻮري‪-‬ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ‪.‬‬
‫روث و س وأﻟﺴـ ـ ــﻮن ووﻟـ ـ ــﻒ‪ .(2011) .‬اﻟﻨﻈﺮ ـ ـ ــﺔ اﳌﻌﺎﺻـ ـ ــﺮة ـ ـ ـ ﻋﻠـ ـ ــﻢ‬
‫ﺟﺘﻤـ ــﺎع )ﺗﻤ ـ ــﺪد آﻓ ـ ــﺎق اﻟﻨﻈﺮ ـ ــﺔ اﻟﻜﻼﺳ ـ ــﻴﻜﻴﺔ(‪ .‬ﺗﺮﺟﻤ ـ ــﺔ ﻣﺤﻤ ـ ــﺪ ﻋﺒ ـ ــﺪ‬
‫اﻟﻜﺮ ﻢ ا ﻮرا ﻲ‪ .‬ﻋﻤﺎن‪ /‬ردن‪ .‬دارﻣﺠﺪﻻوي ﻟﻠ ﺸﺮواﻟﺘﻮز ﻊ‪.‬‬
‫ﻋﺒ ــﺪ اﻟ ــﺮﺣﻤﻦ ﻋ ــﺰي‪ .(2003) .‬دراﺳ ــﺎت ـ ـ ﻧﻈﺮ ــﺔ ﺗﺼ ــﺎل )ﻧﺤ ــﻮﻓﻜ ــﺮ‬
‫إﻋﻼﻣﻲ ﻣﺘﻤ (‪ .‬ﺑ وت‪ .‬ﻣﺮﻛﺰدراﺳﺎت اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻋ ــﺰي ﻋﺒ ــﺪ اﻟ ــﺮﺣﻤﻦ‪ .(1995) .‬اﻟﻔﻜ ــﺮ ﺟﺘﻤ ــﺎ اﳌﻌﺎﺻ ــﺮواﻟﻈـ ــﺎ ﺮة‬
‫ﻋﻼﻣﻴﺔ ﺗﺼﺎﻟﻴﺔ )ﻋﺾ ﻌﺎد ا ﻀﺎر ﺔ(‪ .‬ا ﺰاﺋﺮ‪ .‬دار ﻣﺔ‪.‬‬
‫ﻏ ــﺪﻧﺮ أﻧﺘ ــﻮن‪ .(2005) .‬ﻋﻠ ــﻢ ﺟﺘﻤ ــﺎع‪ .‬ﺗﺮﺟﻤ ــﺔ ﻓ ــﺎﻳﺰاﻟﺼ ــﻴﺎغ‪ .‬ﻳ ــﺮوت‪.‬‬
‫اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ ﻟﻠ ﺟﻤﺔ‪ ،‬ﻣﺮﻛﺰدراﺳﺎت اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻴﻠﻴــﺐ ﺑﻼ ﺸ ــﻴﮫ‪ .(2007) .‬اﻟﺘﺪاوﻟﻴــﺔ ﻣ ــﻦ أوﺳ ـ ن إ ـ ﻏﻮﻓﻤــﺎن‪ .‬ﺗﺮﺟﻤ ــﺔ‬
‫ﺻﺎﺑﺮا ﺒﺎﺷﺔ‪ .‬دﻣﺸﻖ‪.‬دارا ﻮارﻟﻠ ﺸﺮواﻟﺘﻮز ﻊ‬
‫ﻓﻴﻠﻴ ــﺐ ﺎﺑ ــﺎن و ﻓﺮا ﺴ ــﻮا دورﺗﻴـ ــﮫ‪ .(2010) .‬ﻋﻠ ــﻢ ﺟﺘﻤ ــﺎع )ﻣـ ــﻦ‬
‫اﻟﻨﻈﺮﺎت اﻟﻜ ى إ ـ اﻟﺸـﺆون اﻟﻴﻮﻣﻴـﺔ(‪ .‬ﺗﺮﺟﻤـﺔ إﻳـﺎس ﺣﺴـﻦ‪ .‬دﻣﺸـﻖ‪.‬‬
‫داراﻟﻔﺮﻗﺪ‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪733‬‬
‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻳ ﺺ إرﺛﮫ اﻟﺬي ﻗ ـ ﺟـﺰءا ﺟﻮ ﺮ ـﺎ ﻣﻨـﮫ ﻳـﺪرس‬
‫ـ ـ ﺎﻳﺎ اﻟﻈﻠ ـ ــﻢ و ﺿ ـ ــﻄ ﺎد‪ ،‬ﻣﺮﻛ ـ ـﺰا ﻋ ـ ـ اﻟﻨ ـ ــﺎس ـ ـ اﳌﻮاﻗ ـ ــﻊ ا ﺎﺿ ـ ــﻌﺔ‪،‬‬
‫وا ﻤﺎﻋــﺎت اﳌﺤﺮوﻣــﺔ ﻣــﻦ ﺣﻘﻮﻗ ــﺎ اﻟﺸــﺮﻋﻴﺔ‪ ،‬أو ا ﻤﺎﻋــﺎت اﳌﻜﺬﺑــﺔ وﻏ ـ‬
‫ﺗ ــﺰود ﺑﻤﻨ ــﺎ‬ ‫اﳌﻮﺛﻮﻗ ــﺔ‪ .‬ﻧ ــﺮى ﻨ ــﺎ أن ﻏﻮﻓﻤ ــﺎن ﻳﻈ ــﺮﺣﻘ ــﻞ اﻟﻘ ــﻮة ـ ـ اﻟﻨﻈ ــﺎم ﺟﺘﻤ ــﺎ‬
‫وإدارة اﻟﻮاﻗ ــﻊ ﺟﺘﻤ ـﺎ ‪ .‬وﻣ ــﻦ أﺟ ــﻞ ﻓ ــﻢ ﻧﻤ ــﺎط اﳌﺘﻜ ــﺮرة ﻟﻠﺘﻔﺎﻋ ــﻞ ﺑـ ـ ن‬
‫ﻓ ـﺮاد ا ﺎﺿــﻌ ن واﳌ ﻴﻤﻨ ـ ن‪ ،‬ﻳﺤــﻮل ﻏﻮﻓﻤــﺎن اﻧ ﺒــﺎﻩ ﻋﻠﻤــﺎء ﺟﺘﻤــﺎع إ ـ‬
‫ــﺪ اﻟﺸ ــﺎﻣﻞ ﻣﻜﺮﺳـ ــﺎ‬ ‫ﻋ ــﺎﻟﻢ ﻓـ ـﺮاد اﳌ ﻴﻤﻨـ ـ ن‪ .‬و ـ ـ ﺗﻮﺻـ ـ ﺘﮫ ﻷن ﻳ ــﻮن ا‬
‫ﺣﻘﻴﻘ ﺎ‪.‬‬ ‫ﻻﺧﺘﺒــﺎراﻟﻨــﺎس ـ ﻣﻮاﻗــﻊ اﻟﻘــﻮة ـ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨــﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧــﮫ ﻳــﺪﻓﻊ اﻟﺒــﺎﺣﺜ ن اﻟــﺬﻳﻦ‬
‫ﻳﺘ ﻨــﻮن اﳌﺴــﺘﻮى اﻟﺴﻮﺳــﻴﻮﻟﻮ ﻗﺼـ اﳌــﺪى ﻟﻠﺘﻌﺎﻣــﻞ ﻣــﻊ اﳌﻔ ــﻮم ﺳــﺎس‬
‫ﻟﻠﻤﻨﻈ ـ ـ ــﺮ ﻦ اﻟﺼ ـ ـ ـﺮاﻋﻴ ن‪ ،‬أي ﻋﻼﻗ ـ ـ ــﺎت اﻟﻘ ـ ـ ــﻮة )و س و ووﻟ ـ ـ ــﻒ‪،2011 ،‬‬
‫‪-‬‬ ‫ﺻــﻔﺤﺔ ‪ .(400‬ﻓﻐﻮﻓﻤــﺎن ﻟــﻢ ﻳﻜ ــﻦ ﻣــﻦ أوﻟﺌــﻚ اﻟــﺬﻳﻦ ﺴ ـ ﻮ ﻢ اﻟﻜﺘﺎﺑــﺔ ـ‬
‫اﳌ ﺎﺗ ــﺐ ّ‬
‫اﳌﻜﻴﻔ ــﺔ‪ ،‬ﺑ ــﻞ إن دﻳﺪﻧ ــﮫ ــﺎن اﻟ ــﺘﺨﻠﺺ ﻣ ــﻦ اﳌﺴ ــﺎﻓﺔ اﻟ ـ ـ ﺗﻔﺼ ــﻠﮫ‬
‫ﻛﺒﺎﺣﺚ ﻋﻦ اﻟﻈﺎ ﺮة ﻣﺤﻞ اﻟﺪراﺳﺔ و ﻐﻤﺎس ﻓ ـﺎ ـﺬﻩ اﻟﻈـﺎ ﺮة اﻟ ـ ﻟـﻢ‬
‫‪-‬‬ ‫ﺗﻜـﻦ ﺳــﻮى اﻟﻈـﺎ ﺮة ﺗﺼــﺎﻟﻴﺔ )اﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻴــﺔ( وﺟ ـﺎ ﻟﻮﺟــﮫ‪ .‬واﻟ ـ ﺷــﻐﻠﺘﮫ ﻣﻨــﺬ‬
‫أﻃﺮوﺣﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ ﺧﺎﺻﺘﮫ إ آﺧﺮﻣﺤﺎﺿﺮة ﻛﺘ ﺎ ﻛﻤﺎ رأﻳﻨﺎ‪.‬‬
‫‪-‬‬ ‫ﺸـﻐﺎل‪ ،‬ﺳـﻴﺪوم ﻃـﻮ ﻼ وﺳ ﻨ ﺸـﺮ‬ ‫و ﺒﺪو أن ﺬا رث و ـﺬا‬
‫وﺳـ ﺘﻄﻮر أﻛ ـ ﻓــﺄﻛ ‪ ،‬أﺣــﺪ اﳌﺆﺷـﺮات ﻋ ـ ذﻟــﻚ؛ ﻣــﺎ وﻗــﻊ ﻋــﺎم وﻓﺎﺗــﮫ‪ ،‬و ــﻮ‬
‫ﺣـﺪث ﻋ ـ ﻣـﺎ ﻳﺒـﺪو ﻋﻠﻴـﮫ ﺑـﺎﻟﻎ اﻟﺮﻣﺰ ـﺔ‪ ،‬إذ و ـ ﻧﻔـﺲ اﻟﻌـﺎم اﻟـﺬي ﺗـﻮ ﻓﻴـﮫ‬
‫‪-‬‬ ‫)‪ ،(1982‬وﻟ ــﺪت اﺑ ﺘ ــﮫ آﻟـ ـ ﺲ ﻏﻮﻓﻤ ــﺎن‪ ،‬اﻟ ـ ـ ﻗ ــﺮرت ﻓﻴﻤ ــﺎ ﻌ ــﺪ أن ﺴ ــﻠﻚ‬
‫ن ﺗـ ــﺪرس ﻋﻠ ــﻢ ﺟﺘﻤـ ــﺎع ـ ـ ﺟﺎﻣﻌـ ــﺔ‬ ‫ﻣﺴ ــﻠﻚ واﻟـ ــﺪ ﺎ وﺗ ﺒ ــﻊ آﺛ ــﺎرﻩ‪ ،‬و ـ ـ‬
‫و ﺴ ﻮ ﺴـﻦ‪-‬ﻣﺎد ﺴـﻮن‪ .‬و ـ اﻟ ـ ﺎﻧـﺖ ﻗـﺪ أﻣﻀـﺖ ﺳــﺖ ﺳـﻨﻮات ﻌـ ﺶ ـ‬
‫‪-‬‬ ‫واﺣﺪ ﻣﻦ أﺣﻴﺎء اﻟﺰﻧﻮج ﻓﻴﻼدﻟﻔﻴﺎ‪ ،‬ﻹﺟﺮاء دراﺳ ﺎ ﺛﻨﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ ﺣﻮل‬
‫ﻣﻼﺣﻘﺎت اﻟﺸﺮﻃﺔ و ﻌﺎﻣﻠ ﺎ ﻣﻊ اﻟﺴﻮد أﻃﻔﺎﻻ وﺷﺒﺎﺑﺎ إﻃﺎرﻧﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮن‬
‫ﺣﻴـﺎء‬ ‫ا ﻨﺎ ﻲ ﻣﺮ ﻲ‪ ،‬وﻛﻴﻒ ﻌﻴـﺪ ـﺬا ﻣـﺮ ﺸـﻜﻴﻞ ﺣﻴـﺎة اﻟﻌـﺎﺋﻼت ـ‬
‫‪-‬‬ ‫اﻟﻔﻘ ـ ة اﻟﺴــﻮداء ـ أﻣﺮ ــﺎ‪ .‬ــﺬﻩ اﻟﺪراﺳــﺔ ﻧﺎﻟــﺖ ــﺎ درﺟــﺔ اﻟــﺪﻛﺘﻮراﻩ ﻋــﺎم‬
‫‪ ،2014‬و ﺸــﺮ ﺎ ﻛﻜﺘــﺎب ﻋــﺎم ‪ 2015‬ﺗﺤــﺖ ﻋﻨــﻮان )ا ــﺮي‪ :‬ا ﻴــﺎة اﻟ ﺎر ــﺔ(‬
‫)‪ ،(Run: Fugitive Life‬ﻟﻘــﻲ اﻟﻜﺘــﺎب ﺻــﺪى واﺣﺘﻔــﺎء واﺳــﻌ ن‪ ،‬ﺣ ـ اﻧــﮫ‬
‫‪-‬‬
‫اﺧﺘ ﻣﻦ ﺑ ن ﻣﺎﺋـﺔ ﻛﺘـﺎب ﺻـﺪر ـ ذﻟـﻚ اﻟﻌـﺎم‪ .‬و ـ ﺑﺼـﺪد ﺸـﺮﻛﺘـﺎب ﻋ ـ‬
‫ا ﻴﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴـﺔ"‪ ،‬وذﻟـﻚ‬ ‫ﺧﻄﻰ ﻛﺘﺎب واﻟﺪ ﺎ ذا ﻊ اﻟﺼ ﺖ "ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺬات‬
‫‪-‬‬
‫ﺗﺤﺖ ﻋﻨـﻮان‪(Alice (Mapping the Fatefulness in Everyday Life) :‬‬
‫)‪.Goffman, 2017‬‬
‫‪-‬‬
‫وﻟﻌــﻞ ــﺬﻩ اﻟﻮرﻗــﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴــﺔ ﻛﻤﺴــﺎ ﻤﺔ ﻣﺘﻮاﺿــﻌﺔ‪ ،‬ﺗﻔــﺘﺢ ﻧﺎﻓــﺬة‬
‫ﻟﻼ ﺘﻤﺎم ﺑﻔﻜﺮإرﻓﻨﻎ ﻏﻮﻓﻤﺎن اﳌﻨﻄﻘـﺔ اﻟﻌﺮ ﻴـﺔ و ـ ا ﺰاﺋـﺮ‪ ،‬ﻋ ـ اﻋﺘﺒـﺎر‬
‫‪-‬‬
‫أن أﻓ ـ ــﺎرﻩ ورﻏ ـ ــﻢ ﻣـ ـ ــﺮور ‪ 36‬ﺳ ـ ــﻨﺔ ﻣﻨـ ـ ــﺬ وﻓﺎﺗ ـ ــﮫ‪ ،‬ﻣ ـ ــﺎ زاﻟـ ـ ــﺖ ﺗﻠﻘ ـ ــﻰ رواﺟـ ـ ــﺎ‬
‫واﺳﺘﺤﻀ ــﺎرا ﻣ اﻳــﺪا ـ ﻓﻀ ــﺎء اﻟﻌﻠــﻮم ﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ و ﺴــﺎﻧﻴﺔ "اﻟﻐﺮ ﻴ ــﺔ"‪،‬‬
‫‪-‬‬
‫ﻟﻔ ـ ـ ــﻢ ﻣﺨﺘﻠ ـ ـ ــﻒ اﻟﻈ ـ ـ ــﻮا ﺮاﻟ ـ ـ ـ ـ ﺗ ـ ـ ــﺪور ـ ـ ـ ـ ﻓﻠ ـ ـ ــﻚ ﺗﺼ ـ ـ ــﺎل و ﺗﺼ ـ ـ ــﺎل‬
‫ﻧ ﻧ ـ ــﺖ وﺷ ـ ــﺒ ﺎت اﻟﺘﻮاﺻ ـ ــﻞ‬ ‫ـ ـ ـ ‪ ،‬و ﺗﺼ ـ ــﺎل ﻓ ا ـ ـ ـ ﻋ ـ ـ ـ‬ ‫اﻟﺒﻴ‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬2018 ‫ د ﺴﻤ‬4 ‫ﻋﺪد‬10 ‫ﻣﺠﻠﺪ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
- Thomas A.Green. (1997). Folklore (an Encyclopedia of Bliefs,
Customs, Tales, Music, and Art). California. santa Barbara.
- Tom Burns. (1992). Erving Goffman. New York, London.
Routledge .
- Verhoeven, J. C. (1993). An Interview With Erving Goffman,
1980. Research on Language and Social Interaction , 26 (3)
- Ray Paternoster.(2017). Labeling Theory. Retrieved 06 20,
2018. from
oxfordbibliographies:http://www.oxfordbibliographies.com/
view/document/obo-9780195396607/obo-
9780195396607-0078.xml
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363
‫ ﺗﺼـ ـ ـ ــﺎل اﻟـ ـ ـ ــﺪاﺧ ـ ـ ـ ـ دارة اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ـ ــﺔ‬.(2005) .‫ﻛﺮ ـ ـ ـ ــﻮش ﻣ ـ ـ ـ ـﺮاد‬ -
‫ ﻗﺴــﻢ‬.‫ رﺳــﺎﻟﺔ دﻛﺘــﻮراﻩ ﻏ ـ ﻣ ﺸـﻮرة‬.‫ا ﺰاﺋﺮ ـﺔ وﻓــﻖ اﳌﻨﻈــﻮر اﻟــﺪراﻣﻲ‬
.‫ ﺟﺎﻣﻌﺔ ا ﺰاﺋﺮ‬.‫ ﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و ﻋﻼم‬.‫ﻋﻼم و ﺗﺼﺎل‬
‫ اﳌﻌﺎ ــﺔ ﻋﻼﻣﻴــﺔ ﻟﻈــﺎ ﺮة ر ــﺎب ﻣــﻦ ﺧ ــﻼل‬.(2010) .‫ﻧﺼ ـ ة ﺗــﺎﻣﻲ‬ -
‫دراﺳـﺔ‬: ‫اﻟ اﻣﺞ ا ﻮار ﺔ اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺎت ﺧﺒﺎرﺔ اﻟﻌﺮ ﻴـﺔ اﳌﺘﺨﺼﺼـﺔ‬
.‫ﺗﺤﻠﻴﻠﻴـﺔ ﻣﻘﺎرﻧـﺔ ﺑـ ن ﻗﻨـﺎ ﻲ "ا ﺰ ـﺮة "اﻟﻘﻄﺮ ـﺔ و "اﻟﻌﺮ ﻴـﺔ "اﻟﺴـﻌﻮدﻳﺔ‬
‫ ﺟﺎﻣﻌــﺔ‬.‫ ﻗﺴــﻢ ﻋﻠــﻮم ﻋــﻼم و ﺗﺼــﺎل‬.‫رﺳــﺎﻟﺔ دﻛﺘــﻮراﻩ ﻏ ـ ﻣ ﺸــﻮرة‬
.3‫ا ﺰاﺋﺮ‬
- Becker, H. S. (1963). Outsiders (studies in the sociology of
deviance. New York. The Free Press.
- Bonicco, C. (2013, 1 20). Goffman et l’ordre de l’interaction :
un exemple de sociologie compréhensive. Retrieved 05 20,
2018, from philonsorbonne:
https://journals.openedition.org/philonsorbonne/102#ftn1
- Crossman, A. (2015). An Overview of Labeling Theory.
Retrieved 02 18, 2018, from
https://www.thoughtco.com/labeling-theory-3026627
(18/02/2018)
- Dubar, C. (2018). L’order de l’interaction . Retrieved 06 20,
2018, from https://www.universalis.fr/encyclopedie/erving-
goffman/2-l-ordre-de-l-interaction.
- Gerg Smith. (2006).Erving Goffman. New York. Routledge.
- Goffman, E. (1959). The Presentation of the self in Everyday
Life. New York. Anchor Book.
- Goffman, E. (1961). Asylums: Essays on the Social Situation of
Mental Patients and Other Inmates. New York: Anchor Books.
- Goffman, E. (1986). Frame Analysis (An Essay on the
Organization of Experience). new york. Northeastern
University Press edition.
- Melançon, J. (2008, 03 20). La compréhension
phénoménologique du monde social. Consulté le 20 06,
2018, sur La Vie des idées: http://www.laviedesidees.fr/La-
comprehension-phenomenologique.html
- Pomona. (2017). Alice Goffman. Retrieved 04 20, 2018, from
pomona: https://www.pomona.edu/events/mapping-
fatefulness-everyday-life-lecture-alice-goffman
- Reguera, J. I. (2016, 2 16). Books of the Century; Top 100
Sociological Books. Consulté le 5 20, 2018, sur
http://www.isa-sociology.org/books/vt/bkv_000.htm.
- Smith, G. (2006). ERVING GOFFMAN. New York, usa:
Routledge.
734