You are on page 1of 17

‫نحو إقحام نظرية إسالمية في التنطير الدولي‪:‬‬

‫هل هي حاجة ملحة أم ضرورة‬


‫من ضروريات التكيف؟‬

‫إعداد ‪ :‬د‪ .‬جارش عادل‬


‫حنو إقحام نظرية إسالمية يف التنظري‬
‫الدولي‪ :‬هل هي حاجة ملحة أم ضرورة من‬
‫ضروريات التكيف؟‬

‫إعداد‬

‫د‪ .‬جارش عادل‬


‫حنو إقحام نظرية إسالمية يف التنظري الدولي‬

‫نحو إقحام نظرية إسالمية يف التنظير الدولي‪ :‬هل هي حاجة ملحة‬ ‫عنوان الدراسة بالعربية‬
‫أم ضرورة من ضروريات التكيف؟‬

‫د‪ .‬جارش عادل‬ ‫المؤلف‬

‫مركز المجدد للبحوث والدراسات‬ ‫الناشر‬

‫‪2021‬‬ ‫تاريخ النشر‬

‫مركز المجدد للبحوث والدراسات‬

‫بشاك شهير – إسطنبول – تركيا‬


‫‪https://almojaded.com/‬‬

‫‪2‬‬
‫إخالء مسؤولية‬
‫تعكس هذه الورقة تحليالت المؤلف وآراءه‪ ،‬وال ينبغي أن تُنسب وجهات النظر واآلراء الواردة فيها إلى مركز‬
‫المجدد للبحوث والدراسات‪ ،‬ويعد المؤلف وحده مسؤوالً عن أي أخطاء ترد فيها‪.‬‬
‫ُ‬

‫‪3‬‬
‫حنو إقحام نظرية إسالمية يف التنظري الدولي‬

‫برغــم أن العالقــات الدوليــة كممارســة عمليــة ظهــرت منــذ القــدم‪ ،‬ومنــذ إنشــاء العالقــات بيــن المجتمعات‬
‫البشــرية المختلفــة‪ ،‬أو كمــا يســميها الرومــان بالعالقــات مــع األجانــب ‪ ،Relations with Foreigners‬غيــر‬
‫أن بــوادر بــروزه كعلــم كان مــع بدايــة القــرن ‪ ،19‬ومــع مــرور الوقــت تطــور هــذا العلــم وأصبــح مــن أبــرز الفــروع‬
‫التــي يتــم تدريســها يف الجامعــات والمراكــز البحثيــة مــن أجــل دراســة وتحليــل القضايــا والظواهــر السياســية‬
‫الدوليــة‪ ،‬وبــكل أبعادهــا النظريــة والواقعيــة‪.‬‬
‫ولكــن المتتبــع والــدارس لهــذا العلــم ونظرياتــه‪ ،‬ســيالحظ وجــود هيمنــة غربيــة عليــه مــن ســياقات‬
‫وتحاليــل فكريــة ُبنيــت علــى فلســفة اجتماعيــة غربيــة‪ ،‬وتأثــرت بتطــور مجتمعاهتــا وســياقاهتا الحضاريــة‪ ،‬وال تتفق‬
‫مــع الســياق التاريخــي والفكــري للحضــارة اإلســامية‪ ،‬لذلــك يمكــن القــول بــأن نظريــات العالقــات الدوليــة‬
‫وفروعهــا هــي «إنتــاج غربــي» ينتمــي إلــى الظواهــر االجتماعيــة الغربيــة مــن حيــث االبســتمولوجيا والنظــرة‬
‫الوجوديــة وطــرق وأســاليب البحــث‪ ،‬وهــذا األمــر يجعلنــا نحــن كمســلمين نستفســر عــن ســبب عــدم إقحــام‬
‫الرؤيــة اإلســامية لتحليــل وتفســير القضايــا الدوليــة بالرغــم مــن أهنــا تحمــل الكثيــر مــن المعطيــات اإليجابيــة‬
‫المفيــدة لنــا وللعالــم الغربــي أيضــا ســواء كان مــن حيــث التحليــل أو مــن حيــث الواقــع‪.‬‬
‫ورغــم أن العديــد مــن الباحثيــن يدركــون ذلــك‪ ،‬غيــر أن إقحــام نظريــة إســامية يف التنظيــر بقيــت حركــة‬
‫فرديــة أو محــدودة التأثيــر دون وجــود حافــز أو منطلقــات وأســس تعمــل علــى تجميعهــا وتقنينهــا وتدريســها يف‬
‫الجامعــات والمراكــز البحثيــة ال ســيما يف الوقــت الحالــي الــذي كثــر يف ولــوع المغلــوب بالغالــب علــى حــد تعبيــر‬
‫ابــن خلــدون‪ ،‬وعلــى هــذا األســاس فــإن هــذه الورقــة البحثيــة تســعى إلــى النظــر يف هــذا الموضــوع انطالقــا مــن‬
‫البحــث يف مــدى الحاجــة إلــى المقاربــة اإلســامية لتفســير وتحليــل العالقــات الدوليــة خاصــة يف الزمــن الحالــي‬
‫عــر طــرح التســاؤل اآليت‪:‬‬
‫‪-‬هل يعترب إقحام نظرية إسالمية يف التنظير للعالقات الدولية حاجة ملحة أم ضرورة للتكيف؟‬
‫ولإلجابة عن هذا التساؤل سوف يتم التطرق إلى العناصر اآلتية‪:‬‬
‫‪-‬العالقات الدولية وأزمة التنظير‬
‫‪-‬األسس واالفتراضات األساسية للتصور اإلسالمي حول العالقات الدولية‬
‫‪-‬أسباب عدم إقحام المقاربة اإلسالمية يف تنظير العالقات الدولية‬

‫‪4‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬العالقات الدولية وأزمة التنظري‬
‫منــذ نشــأة العالقــات الدوليــة كحقــل معــريف بــرزت عــدة نظريــات لدراســة السياســات والتفاعــات الدوليــة‬
‫بــدء ًا بالمدرســة المثاليــة التــي ظهــرت مــع هنايــة الحــرب العالميــة األولــى (‪ ،)ww1‬تلتهــا الواقعيــة أثنــاء هنايــة‬
‫الحــرب العالميــة الثانيــة (‪ ،)ww2‬ثــم عــدة نظريــات أخــرى تزامــن ظهورهــا مــع أحــداث وتطــورات دوليــة‬
‫مختلفــة كالليرباليــة الجديــدة والنظريــات مــا بعــد الوضعيــة‪ ،‬ورغــم هــذه الجهــود البحثيــة واســتحداث العديــد من‬
‫المفاهيــم واالفرتاضــات ووحــدات التحليــل التــي ترجمــت يف شــكل نظريــات عديــدة لتفســير الواقــع الدولــي‪ ،‬إال‬
‫أن التنظيــر يف العالقــات الدوليــة ال يــزال إلــى غايــة اليــوم يعــاين مــن عــدة إشــكاليات وصعوبــات يمكــن تحديدهــا‬
‫علــى النحــو اآليت‪:‬‬
‫‪-‬أزمــة التنبــؤ (‪ :)Prediction Crisis‬يجمــع باحثــو وعلمــاء العالقــات الدوليــة بــأن التنبــؤ بالوقائــع‬
‫واألحــداث الدوليــة يعنــي اســتباق ومعرفــة مــا ســيحصل مســتقبالً مــن ســلوكيات وتفاعــات وأحــداث يف‬
‫الواقــع الدولــي‪ ،‬وربمــا يعتــر التنبــؤ الهاجــس والتحــدي األكــر الــذي تراهــن عليــه نظريــات العالقــات الدوليــة‬
‫ال ســيما بعــد فشــل منظوراهتــا الكــرى يف التنبــؤ بأحــداث مهمــة يف العالقــات الدوليــة مثــل تفــكك االتحــاد‬
‫الســوفيايت(‪ )USSR‬وهنايــة الحــرب البــاردة (‪ ، )CW‬وهــو فشــل اعــرف بــه الكثيــر مــن منظــري العالقــات‬
‫الدوليــة أمثــال «جيمــس روزنــو» ‪ James Rosenau‬الــذي يقــول‪« :‬إنــه ليــس فقــط يف حقــل العالقــات الدوليــة‬
‫فشــلنا يف التنبــؤ بنهايــة الحــرب البــاردة‪ ،‬ولكننــا أيضــا فشــلنا يف االســتفادة والتعلــم مــن أخطائنــا»(((‪ ،‬ويرجــع‬
‫ذلــك إلــى عــدة أســباب مــن بينهــا عمــر التنبــؤ وأســاليب المنهــج العلمــي الــذي ال يــزال يف مراحــل مبكــرة يف‬
‫هــذا التخصــص مقارنــة بالعلــوم الطبيعيــة والرياضيــة‪ ،‬وتركيــز باحثــي العالقــات الدوليــة علــى التاريــخ والوصــف‬
‫وتحليــل مــا هــو كائــن إلعطــاء مــررات وشــرح مــا يحــدث ويحصــل مــن تفاعــات وأحــداث يف العالقــات‬
‫الدوليــة‪ ،‬وهــذا جانــب ُينتقــد عليــه كثيــر ًا باحثــو ومنظــرو العالقــات الدوليــة‪ ،‬ألن هــدف أي علــم كمــا يعتــر‬
‫«هانــز رايخنبــاخ» ‪ Hans Reichenbach‬هــو محاولــة الوصــول إلــى المعرفــة القبليــة‪ ،‬حيــث يقــول ‪« :‬إن‬
‫هــدف المعرفــة العلميــة هــو المعرفــة التنبئيــة بمــا ســيحدث إذا تحققــت شــروط معينــة»(((‪.‬‬
‫وقــد يــرر البعــض عــدم الرتكيــز علــى التنبــؤ يف العالقــات الدوليــة بأنــه علــم نســبي ليــس أســتاتيكي بــل‬
‫متحــرك كثيــر ًا‪ ،‬ويتضمــن الكثيــر مــن المســتجدات والتحــوالت الســريعة‪ ،‬لذلــك فهــو يتطــب تكتيــكات جديــدة‬

‫((( هانز رايخنباخ‪ ،‬نشأة الفلسفة العلمية‪ ،‬تر‪ :‬فؤاد زكرياء‪ ،‬القاهرة‪ :‬مؤسسة هنداوي‪ ،2017 ،‬ص ‪.215‬‬
‫‪(2) Rosenau James, Interpreting Change and Anomalies in World Politics , Europen Journal of Inter-‬‬
‫‪national Relations, v 1, p3-11.‬‬

‫‪5‬‬
‫حنو إقحام نظرية إسالمية يف التنظري الدولي‬

‫يجــب أن يتــم دراســتها بشــكل دقيــق‪ ،‬دون الرجــوع كثيــر ًا إلــى التكتيــكات التــي اعتــادت نظريــات العالقــات‬
‫الدوليــة اســتخدامها‪ ،‬وهــذا األمــر ليــس ســهالً‪ ،‬فهــو ليــس محــل إجمــاع ألن كل مدرســة فيهــا عــدة منظريــن‪ ،‬وكل‬
‫منظــر فيهــا يناصــر قيمــا وأســاليب وتكتيــكات بحثيــة معينــة‪ ،‬ومــن هنــا فــإن عمليــة التنبــؤ يف العالقــات الدوليــة‬
‫يعارضهــا العديــد مــن المفكريــن «كــــديفيد ســينغر» ‪ David Singer‬الــذي يــرى أن «الهــدف األساســي مــن‬
‫وراء كل البحــوث العلميــة هــو التحليــل والشــرح»(((‪.‬‬
‫‪-‬أزمــة التعدديــة (‪ :)Plurality Crisis‬يشــهد حقــل العالقــات الدوليــة مــن حيــث التنظيــر أكثــر مــن أي‬
‫وقــت مضــى منــذ نشــأته مــن كثــرة وتعــدد النظريــات‪ ،‬ويــرى يف هــذا الجانــب العديــد مــن المفكريــن أمثــال «كال‬
‫هولســتي» ‪ Kal Holsti‬و «روبــرت كيوهيــن» ‪ Robert Keohane‬بــأن ذلــك مضــر بحقل العالقــات الدولية‪،‬‬
‫وهــو دليــل علــى غيــاب برنامــج بحثــي خــاص بــه‪ ،‬وأطــر علميــة منظمــة ترســم الخطــوط األساســية للمجــال بــدل‬
‫تجــاوزه واســتعارة نظريــات مــن العلــوم االجتماعية والفلســفة واالقتصــاد‪ ،‬ألن علــم العالقــات الدوليــة ليــس‬
‫ســوق مفتــوح لــكل األفــكار ‪ ،An open market for all ideas‬فكثــرة األفــكار والنظريــات المســتعارة‬
‫مــن العلــوم األخــرى تزيــد مــن نســبة التشــكيك فيمــا إذا كان التخصــص يعــاين مــن أزمــة هويــة‪ ،‬والتســاؤل حــول‬
‫مــدى اســتقالليته كحقــل معــريف(((‪ ،‬ويقــول هولســتي يف هــذا الصــدد‪« :‬مــن الصعــب القــول بــأن هنــاك جوهــر‬
‫خــاص بالمجــال‪ ،...‬يجــب أن يكــون مجالنــا يف األســاس مهتمــا بالعالقــات الدوليــة بيــن الــدول‪ ،‬وبالعالقــات‬
‫بيــن المجتمعــات والجهــات الفاعلــة مــن غيــر الــدول‪ ،‬وبالمــدى الــذي تــؤدي فيــه هــذه العالقــات إلــى المســاس‬
‫بالعالقــات بيــن الــدول والتأثيــر فيهــا‪ ،‬وعندمــا نذهــب بعيــد ًا متجاوزيــن هــذه البطاقــات‪ ،‬فإننــا ندخــل يف مجــاالت‬
‫علــم االجتمــاع‪ ،‬والعلــوم اإلنســانية‪ ،‬وعلــم النفــس‪ ،‬وأفضــل مــن يتناولهــا هــم األشــخاص المختصــون هبــذه‬
‫التخصصــات»(((‪.‬‬
‫ومــن ناحيــة أخــرى فــإن هــذا التعــدد قــد يشــتت الباحــث‪ ،‬ويجعلــه يواجــه مشــكالت جوهريــة حــول كيفيــة‬
‫اختيــار النظريــة األنســب مــن بيــن النظريــات المتنافســة لتفســير واقــع أو حــدث معيــن‪ ،‬وربمــا هــذا األمــر علــى‬
‫عكــس رؤيتــي هولســتي وكيوهيــن يعتقــد فيــه ســتيفن ســميث بأنــه ظاهــرة صحيــة‪ ،‬ألن كثــرة النظريــات وتعددهــا‬
‫يف العالقــات الدوليــة تفتــح المجــال األكثــر لمناقشــة األفــكار المطروحــة‪ ،‬وتصــوب العديــد مــن االعتبــارات‬
‫واالفرتاضــات التقليديــة الخاطئــة‪ ،‬وتســاهم يف فهــم العالــم المتعــدد الطبقــات والمعقــد ثقافيــا(((‪.‬‬

‫((( خالد حامد شنيكات‪ ،‬وغالب عبد عربيات‪ ،‬التنبؤ يف العالقات الدولية دراسة يف األدبيات النظرية‪ ،‬مجلة دراسات العلوم اإلنسانية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬المجلد ‪ ،39‬العدد‪ ،2012 ،3‬ص ‪.603-602‬‬
‫((( زينب فريح‪ ،‬إشكالية النظير يف حقل العالقات الدولية‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬المجلد ‪ ،15‬العدد ‪ ،2‬ماي ‪ ،2020‬ص ‪.263-262‬‬
‫((( تيم دار‪ ،‬ميليا كوركين وستيف سميث‪ ،‬نظريات العالقات الدولية التخصص والتنوع‪ ،‬تر‪ :‬ديما الخضرا‪ ،‬الدوحة‪ :‬المركز العربي‬
‫لألبحاث ودراسة السياسات‪ ،2016 ،‬ص ‪.57-55‬‬
‫((( زينب فريح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.263‬‬

‫‪6‬‬
‫‪-‬أزمــة التحيــز المعــريف (‪ :)Cognitive Bias‬التحيــز يف النظريــة كمــا هــو واضــح مــن الكلمــة هــو الميــل‬
‫لطــرف مــا‪ ،‬والتأثيــر علــى ســير النظريــة وافرتاضاهتــا ونتائجهــا مــن أجــل الوصــول إلــى تحاليــل وتعابيــر بعيــدة عــن‬
‫الموضوعية والمصداقيــة‪ ،‬إذ يهــدف إلــى خدمــة إحــدى أنــواع المصالــح‪ ،‬وقــد يظهــر التحيــز أحيانــا ربمــا نتيجــة‬
‫لخطــأ غيــر مقصــود‪ ،‬وقــد يكــون مقصــود ًا لخدمــة أديولوجيــا أو سياســة دولــة عــر طــرح افرتاضــات ومفاهيــم‬
‫تــرى فيهــا أن المقاربــة الصحيحــة التــي يمكــن مــن خاللهــا شــرح وتفســير الوقائــع هــي مقاربتهــا‪ ،‬و ُيشــبه األمــر بمــا‬
‫يســميه العديــد مــن الباحثيــن يف األوســاط العلميــة بفــخ «تكســاس الماهــر»‪.(1)(2)The Texas Sharpshooter‬‬
‫ويعــاين حقــل العالقــات الدوليــة مــن مشــكلة التحيــز بشــكل كبيــر‪ ،‬فكثيــر ًا مــا يختــار الباحثــون الغربيــون‬
‫واآلبــاء المؤسســون للحقــل العقيــدة واأليدلوجيــا الليرباليــة أو حتــى االشــراكية – الباحثــون الــروس والمتأثــرون‬
‫بالفكــر الماركســي‪ ،-‬ويحاولــون الرتويــج لــكل مقاربــة علــى أســاس أهنــا النمــوذج المعــريف المناســب لتربيــر‬
‫وتحليــل التفاعــات والسياســات الدوليــة‪.‬‬
‫‪-‬أزمــة التعميــم (‪ :)generalization crisis‬بمعنــى عجــز الباحثيــن عــن إيجــاد نظريــات علمية شــاملة‬
‫يف حقــل العالقــات الدوليــة يمكــن مــن خاللهــا تفســير مختلــف للظواهــر والوقائــع الموجــودة يف بيئــات محتلفــة‬
‫مــن حيــث الزمــان والمــكان‪ ،‬وبــدل التعميــم فــإن الــدارس والراصــد جيــد ًا لمجــال التنظيــر يف العالقــات الدوليــة‬
‫ســيالحظ محاولــة فــرض للنمــوذج الغربــي كنظريــات لتفســير الظواهــر الدوليــة علــى حســاب تصــورات مفكريــن‬
‫مســلمين وصينييــن وغيرهــم‪ ،‬ألن المعرفــة أصبــح يســطرها القــوي ويهنــدس النتشــارها(((‪ ،‬وقــد يدعــي الغــرب‬
‫هنــا يف العديــد مــن األحيــان بأنــه عالمــي يف تفســير ســلوك وتفاعــات الــدول ذات الســمات المختلفــة يف النظــام‬
‫الدولــي‪ ،‬ومــع ذلــك فــإن هــذا التفســير الغربــي المركــزي يعكــس ثقافتهــا ويتجاهــل الــراث الثقــايف والحضــاري‬
‫وتاريــخ الشــعوب غيــر الغربيــة‪ ،‬فعلــى ســبيل المثــال مرتكــزات وافرتاضــات بعــض النظريــات كالنظريــة الواقعيــة‬
‫قــد تصلــح لتفســير ســلوك القــوى الدوليــة المهيمنــة‪ ،‬وال تصلــح لتفســير ســلوكات الــدول الضغيفــة(((‪.‬‬

‫((( أسطور قناص تكساس الماهر تحكي عن رام أحمق يقوم بإطالق عشوائي على الجدار الجانبي إلسطبل‪ ،‬ويرسم دائرة الهدف حول‬
‫المكان الذي أصابه‪ ،‬ثم يشير بكل فخر إلى نجاحه بإصابة الهدف‪ ،‬و ُيضرب به المثل يف األوساط العلمية للباحثين الذي يحاولون توجيه‬
‫البحث وفق إيدلوجيتهم‪ .‬للمزيد انظر‪:‬‬
‫‪J.L.H. Hans Evers, The Texas Sharpshooter Fallacy, Human Reproduction, Vol, 32, N 7, 2017, P1363.‬‬
‫‪(2) Ibidem.‬‬
‫((( جندلي عبد الناصر‪ ،‬التنظير يف العالقات الدولية بين االتجاهات التفسيرية والنظريات التكوينية‪ ،‬الجزائر ‪ :‬دار الخلدونية‪،2007 ،‬‬
‫ص‪.37-36‬‬
‫‪(4) Kasim Timur, Neden bir İslam Uluslararası ilişkiler Teorisi yoktur ? Akademik Ariştirma Dergisi,‬‬
‫‪Cilt 17 , Sayı 1, 2017, S 177,‬‬

‫‪7‬‬
‫حنو إقحام نظرية إسالمية يف التنظري الدولي‬

‫‪-‬طبيعــة الظاهــرة الدوليــة (‪ :)The nature of the international phenomenon‬تعــد‬


‫الظاهــرة الدوليــة ظاهــرة اجتماعيــة إنســانية‪ ،‬وبالتالــي فإهنــا تتســم بالتعقيــد والحركيــة والتشابك‪ ،‬ودراســتها‬
‫ليســت بعلــم دقيــق يمكــن تحديــد متغيراتــه بدقــة وإخضاعــه للتجربــة مــن أجــل الخــروج بنتائــج وقوانيــن ثابتــة‬
‫ُتعمــم علــى الظواهــر الدوليــة األخــرى‪ ،‬بــل هــو علــم نســبي حركــي يخضــع لمناهــج واقعيــة مســتمدة مــن حقيقــة‬
‫كــون البحــوث المتعلقــة بالشــأن الدولــي بحــوث تتســع لعــدة متغيــرات وأفــكار‪ ،‬وتعتمــد علــى مناهــج وأســاليب‬
‫وأدوات بحثيــة‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬األسس واالفرتاضات األساسية للتصور اإلسالمي حول العالقات الدولية‬


‫إن المتتبــع جيــد ًا والــدارس للنظريــات الغربيــة يف العالقــات الدوليــة خاصــة فيمــا يتعلــق بــكل مــن المقاربــة‬
‫الواقعيــة والليرباليــة‪ ،‬ســيالحظ أن هنــاك خاصيتيــن تطبعــان منهــج العالقــات الدوليــة يف الحضــارة الغربيــة‪،‬‬
‫ويتعلــق ذلــك بمتغيــر القــوة‪ ،‬وهشاشــة األســاس األخالقــي‪ ،‬لذلــك فمــن الطبيعــي أن نجــد أغلــب هــذه النظريــات‬
‫تتحــدث عــن المصلحــة الوطنيــة واالقتصاديــة والقــوة والمأسســة الملزمــة وفــق قوانينهــم ومعاييرهــم(((‪ ،‬وحتــى‬
‫منظــري العالقــات الدوليــة مــن غيــر الغربييــن الذيــن بــدؤوا محاولتهــم يف مجــال التنظيــر منــذ التســعينيات وقعــوا‬
‫يف نفــس الخطــأ‪ ،‬ولــم يعطــوا اعتبــار ًا لعــدة معطيــات تعتــر يف اإلســام ركائــز أساســية كالعدالــة‪ ،‬ونصــرة المظلوم‪،‬‬
‫والموازنــة يف التعامــات االقتصاديــة‪ ،‬والــذي حــاول التنظيــر لهــا مــن خــال عــدة محــاوالت فكريــة ســبقت غيــر‬
‫الغربييــن يف الســبعينيات‪.‬‬
‫يرتكــز الفكــر اإلســامي يف العالقــات الدوليــة علــى العقيــدة اإلســامية‪ ،‬وينطلــق مــن فكــرة أن جميــع‬
‫المســلمين كافــة هــم أمــة واحــدة رغــم وجــود الخالفــات واالنقســمات بينهــم‪ ،‬وأن الديــن اإلســامي وســماحته‬
‫هــو الــذي يجمعهــم‪ ،‬ويتعاملــون مــع الشــعوب األخــرى بشــكل رئيســي علــى أســاس عــدة ديــار(((‪ ،‬ويطــرح‬
‫العديــد مــن االفرتاضــات والمفاهيــم علــى النحــو اآليت‪:‬‬
‫‪-‬الشــخصية اإلســامية وعالقــة الــدول المســلمة بغيــر المســلمين‪ :‬تتميــز الشــعوب المســلمة عــن الشــعوب‬
‫واألمــم األخــرى التــي ال تديــن باإلســام بالوســطية وعــدم المغــاالة والعــدل والعالميــة‪ ،‬ومخالفــة األمــم األخرى‬
‫يف عباداهتــم‪ ،‬وعاداهتــم‪ ،‬وســلوكاهتم‪ ،‬وتصرفاهتــم‪ ،‬ويؤكــد الرســول صلــى اهلل عليــه وســلم علــى االســتقاللية‬
‫وعــدم التبعيــة لهــم يف أمــر مــن أمورهــم‪ ،‬إذ يقــول‪« :‬لتتبعــن ســنن مــن قبلكــم شــر ًا بشــر‪ ،‬وذراعــا بــذراع‪ ،‬حتــى‬

‫((( صالح عبد الرحمان حصين‪ ،‬العالقات الدولية بين منهج اإلسالم والمنهج الحضاري المعاصر‪ ،‬محاضرة منشورة قدمت يف مجمع الفقه‬
‫اإلسالمي‪ ،‬جدة‪ 3 ،‬جانفي ‪ ،2005‬ص ‪.3‬‬
‫‪(2) Kasim Tımour, Op, Cıt, p 180 .‬‬

‫‪8‬‬
‫لــو دخلــوا جحــر ضــب لدخلتمــوه‪ ،‬قالــوا اليهــود والنصــارى؟ قــال فمــن؟»‪ ،‬لكــن ال بــد مــن اإلشــارة أن ذلــك‬
‫ال يعنــي مقاطعاهتــم‪ ،‬فلقــد أشــار اإلســام إلــى عــدة نقــاط لتنظيــم العالقــات بيــن المســلمين وغيــر المســلمين‪،‬‬
‫انطالقــا مــن العــدل(((‪ ،‬ألن العــدل هــو القاعــدة األساســيىة التــي ينطلــق منهــا اإلســام يف تعامالتــه مــع الشــعوب‬
‫األخــرى ســواء كان يف حالــة الصداقــة أو العــداوة‪ ،‬حيــث يقــول اهلل تعالــى‪َ « :‬يــا َأ ُّي َهــا ا َّل ِذي ـ َن آ َمنُــوا كُو ُنــوا َق َّوامِي ـ َن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهَّلل إِ َّن َ‬
‫اهَّلل َخبِيـ ٌـر‬ ‫ـى َأ َّل َت ْعد ُلــوا ا ْعد ُلــوا ُهـ َـو َأ ْقـ َـر ُب لل َّت ْقـ َـو ٰى ۖ َوا َّت ُقــوا َ‬
‫َآن َقـ ْـو ٍم َع َلـ ٰ‬ ‫ل َّلــه ُشـ َـهدَ ا َء بِا ْلق ْســط ۖ َو َل َي ْج ِر َمنَّ ُكـ ْ‬
‫ـم َشـن ُ‬
‫بِ َمــا َت ْع َم ُل َ‬
‫ون»ســورة المائــدة‪ ،‬اآليــة ‪.8‬‬
‫كمــا يولــي اإلســام أهميــة كبيــرة يف العمــل علــى نصــرة المظلــوم والحفــاظ علــى حقــوق غيــر المســلمين‬
‫الذيــن ال يقاتلوهنــم‪ ،‬ويــرى أنــه ال بــد مــن اإلحســان إليهــم‪ ،‬ألن األصــل يف اإلســام أنــه ديــن دعــوة ال يفــرق بيــن‬
‫النــاس ليــزرع البغضــاء والعــداوة‪ ،‬أو ليشــجع علــى ســفك الدمــاء‪ ،‬أو ليقطــع الروابــط اإلنســانية‪.‬‬
‫ويف حالــة الحــرب علــى المســلمين والمهاجمــة عليهــم باللســان أو الفعــل بــأي شــكل مــن األشــكال‪،‬‬
‫فيجــب علــى المســلمين االتحــاد والتكتــل والدفــاع عــن أنفســهم ضــد أي اعتــداء‪ ،‬بــل وردع المعتديــن‪ ،‬ومــع هــذا‬
‫فــإن اإلســام ســن يف هــذه الحالــة قواعــد الرحمــة يف الحــرب‪ ،‬والتــي تتضمــن عــدم إباحــة قتــل النســاء والصبيــان‬
‫والعاجزيــن ورجــال الديــن‪ ،‬وكل مــن لــم يشــارك يف القتــال ســواء كان باللســان أو الســاح‪ ،‬ويف حالــة انتصــار‬
‫المســلمين علــى المعاديــن مــن غيــر المســلمين يصبحــون أهــل ذمــة ويفــرض عليهــم الجزيــة مــع ضــرورة االلتــزام‬
‫ببنــود العهــد واألحــكام الجاريــة لهــذه لخدمــات العامــة التــي ســيتحصلون عليهــا‪.‬‬
‫وبالتالــي فــإن اإلســام يدعــو إلــى مســالمة كل مــن ســالمهم ومحاربــة كل مــن حارهبــم –المعاملــة‬
‫بالمثــل‪ ،-‬ولقــد أســس يف ســبيل ذلــك داريــن للتعامــل مــع شــعوب العالــم‪ ،‬وهمــا‪ :‬دار للســلم ودار للحــرب‪،‬‬
‫إذ تعنــي األولــى الــدار التــي يغلــب عليهــا حكــم اإلســام‪ ،‬أي تســير وفــق ضوابــط وأحــكام اإلســام يف مختلــف‬
‫المجــاالت وتختــص بالعالقــات مــع الشــعوب المســلمة‪ ،‬أمــا الثانيــة فتعنــي أنظمــة المشــركين التــي تكــون فيهــا‬
‫الغلبــة والســيادة لهــم‪ ،‬وتختــص بعالقــة المســلمين بالكفــار والشــعوب المعاديــة لهــم(((‪ ،‬وهنــاك مــن يضيــف دار‬
‫العهــد أو مــا يســمى بــدار الموادعــة‪ ،‬وتنفــرد هــذه الــدار بعالقــة المســلمين بغيــر المســلمين الذيــن ارتبطــوا معهــم‬
‫بعهــد(((‪.‬‬

‫((( علي عبد اهلل بن غليون‪ ،‬أسس العالقات الدولية يف اإلسالم من خالل وثيقة المدينة‪ ،‬مجلة البحوث األكاديمية‪ ،‬ص ‪.121-119‬‬
‫((( عبد اهلل بن محمد السفياين‪ ،‬دار اإلسالم ودار الحرب‪ ،‬وأصل العالقة بينهما‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير‪ ،‬فرع الفقه‪ ،‬كلية‬
‫الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ ،‬جامعة الملك عبد العزيز‪ ،1981 ،‬ص ‪.18-16‬‬
‫((( لحرش أسعد المحاسن‪ ،‬قريقر فتيحة‪ ،‬مجلة أنثربولوجيا األديان‪ ،‬المجلد ‪ ،9‬العدد ‪ ،1‬جانفي ‪ ،2013‬ص ‪.112‬‬

‫‪9‬‬
‫حنو إقحام نظرية إسالمية يف التنظري الدولي‬

‫‪-‬التعــاون اإلنســاين‪ :‬إن التعــاون يف اإلســام مبــدأ عــام ومهــم جــد ًا كمــا قــرره القــرآن الكريــم‪ ،‬فقــد جــاء يف‬
‫ســورة المائــدة الحــث علــى التعــاون المطلــق علــى الخيــر‪ ،‬وتجنــب التعــاون علــى الظلــم واإلثــم والعــدوان يف‬
‫اهَّلل َشـ ِـديدُ ا ْل ِع َقـ ِ‬
‫ـاب «‬ ‫اهَّلل ۖ إِ َّن َ‬
‫ِ‬ ‫او ُنــوا َع َلــى ْ ِ‬
‫ال ْثـ ِ‬
‫ـم َوا ْل ُعــدْ َوان َوا َّت ُقــوا َ‬ ‫او ُنــوا َع َلــى ا ْلبِـ ِّـر َوال َّت ْقـ َـو ٰى ۖ َو َل َت َع َ‬
‫قولــه تعالــى‪َ :‬و َت َع َ‬
‫ســورة المائــدة اآليــة ‪ ،2‬ولقــد دعــا النبــي صلــى اهلل عليــه وســلم أيضــا بالعمــل والقــول إلــى التعــاون يف العالقــات‬
‫بيــن الشــعوب واألقاليــم فيمــا بينهــا علــى عــدة مســتويات‪ ،‬وهــو مــا يســمى اليــوم بـــــ‪« :‬التعــاون الدولــي»‪ ،‬ولقــد‬
‫اعتــره مــن أســس التعايــش الســلمي بيــن القبائــل واألمــم فيمــا بينهــا‪.‬‬
‫وفكــرة التعــاون التــي حــث عليهــا رســول اهلل ال تقتصــر علــى المســلمين فقــط كمــا يعتربهــا البعــض‪ ،‬بــل‬
‫هــي شــاملة‪ ،‬فلقــد بيــن النبــي صلــى اهلل عليــه وســلم بــأن اهلل يمــد القــوة لــكل مــن يقــوم بمســاندة ومعاونــة المحتاج‬
‫وأخــاه اإلنســان يف أي إقليــم أو موطــن يف قولــه ‪« :‬واهلل يف عــون العبــد مــا دام العبــد يف عــون أخيــه»‪ ،‬ولــم يعــن‬
‫األخ المســلم فقــط‪ ،‬بــل عممــه مشــير ًا بذلــك إلــى األخــوة اإلنســانية التــي تنــادي هبــا اليــوم الكثيــر مــن المنظمــات‬
‫الحقوقيــة والمنظمــات اإلنســانية غيــر الحكوميــة علــى المســتوى الدولــي(((‪.‬‬
‫‪-‬المــودة بيــن النــاس ونبــذ التفرقــة أو التمييــز بــأي شــكل مــن األشــكال‪ :‬يعتــر اإلســام النــاس جميعــا أمــة‬
‫واحــدة ال تفرقهــا ألــوان البشــر وال الجغرافيــا‪ ،‬وال النســب أو الجنســية‪ ،‬وإذا اختلفــت األديــان فــإن أهــل كل ديــن‬
‫لهــم أن يدعــوا إلــى دينهــم بالحكمــة والموعظــة والحجــة مــن غيــر نقــص أو إكــراه‪.‬‬
‫وإذا كان النــاس أمــة واحــدة فــإن األخــوة اإلنســانية ثابتــة يجــب وصلهــا‪ ،‬وال يصــح قطعهــا‪ ،‬ولقــد أمــر اهلل‬
‫ســبحانه وتعالــى القلــوب بالمــودة‪ ،‬واإلســام ال ينهــي عــن بــر كل مــن ال يعتــدي علــى المســلمين‪ ،‬ولقــد تــم‬
‫التصريــح بذلــك يف عــدة آيــات قرآنيــة‪ ،‬فالــر ثابــت للمســلم وغيــر المســلم‪ ،‬كمــا أن المــودة الموصلــة ال يقطعهــا‬
‫الحــرب‪ ،‬وال النــزاع واالقتتــال‪ ،‬فقــد روي أنــه يف مــدة الحديبيــة بلــغ النبــي صلــى اهلل عليــه وســلم أن قريشــا‬
‫أصابتهــم جائحــة‪ ،‬فأرســل مــع حاطــب بــن أبــي بليعــة إلــى أبــي ســفيان ‪ 500‬دينــار ليشــري هبــا قمحــا‪ ،‬ويوزعهــا‬
‫علــى فقــراء قريــش(((‪.‬‬
‫‪-‬الوفــاء بالعهــد والمعاملــة بالمثــل‪ :‬لقــد دعــا اإلســام إلــى الســام‪ ،‬وقــد حــث اهلل المســلمين علــى األخــذ‬
‫ـح َل َهــا َو َتـ َـوك َّْل َع َلــى اهَّللِ إِ َّنـ ُه ُهـ َـو‬ ‫لسـ ْل ِم َف ْ‬
‫اجنَـ ْ‬
‫ِ‬
‫«وإِن َجن َُحــوا ل َّ‬
‫بالســلم إذا مــال أعــداء المســلمين لــه(((يف قولــه تعالــى‪َ :‬‬
‫ــم ُ ِ‬ ‫الس ِ‬
‫يــم»‪ ،‬ســورة األنفــال‪ ،‬اآليــة ‪ .62 ،61‬والســبيل الســتقرار الســام ودوام األمــان هــو المعاهــدات‬ ‫يع ا ْل َعل ُ‬ ‫َّ‬
‫واالتفاقيــات التــي تنــص علــى وقــف االقتتــال وتنظيــم العالقــات بيــن المســلمين والشــعوب األخــرى‪ ،‬وهــي ال‬

‫((( محمد أبو زهرة‪ ،‬العالقات الدولية يف اإلسالم‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي‪ ،1995 ،‬ص ‪.26-25‬‬
‫((( المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.45-44‬‬
‫((( المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.42‬‬

‫‪10‬‬
‫تســتمد قوهتــا فقــط مــن نصوصهــا‪ ،‬بــل مــن عزيمــة عاقديهــا علــى مــدى التزامهــم بالوفــاء‪ ،‬ولذلــك حــث القــرآن‬
‫الكريــم علــى الوفــاء‪ ،‬واعتــر الوفــاء بالعهــد والميثــاق بــه قــوة‪ ،‬واإلخــال بــه ضعفــا‪.‬‬
‫ولقــد حــث النبــي صلــى اهلل عليــه وســلم يف الكثيــر مــن األحاديــث المرويــة علــى الوفــاء بالعهــد الــذي‬
‫يهــدف إلــى الجنــوح يف الســلم وتنظيــم العالقــات الدوليــة‪ ،‬وقــد قــال عليــه الصــاة والســام‪« :‬أال أخربكــم‬
‫بخياركــم؟ خياركــم الموفــون بعهودهــم»‪ ،‬وال عيــب أن يقــوم المســلمين ببنــاء معاهــدات مــع الشــعوب األخــرى‬
‫(((‬
‫والوفــاء هبــا وفــق شــروط معينــة يف عــدة مجــاالت كالتجــارة واالســتثمار‪ ،...‬وغيــر ذلــك‪.‬‬
‫وعــن المعاملــة بالمثــل فهــذا المبــدأ يمكــن اعتبــاره بأنــه متشــعب مــن العدالــة‪ ،‬وغيــر منفصــل عنهــا‪ ،‬وهــو‬
‫مبــدأ راســخ يف تعامــات المســلمين مــع الشــعوب األخــرى‪ ،‬وقــد قــال النبــي صلــى اهلل عليــه وســلم عنــه‪« :‬عامــل‬
‫النــاس بمــا تحــب أن يعاملــوك بــه»‪ ،‬وبمقتضــى هــذا القانــون يجــب علــى القائــد المســلم أن يعامــل مــن يعتــدي‬
‫عليــه بالمثــل دون زيــادة إذا كان هــذا االعتــداء ظلمــا وعدوانــا‪ ،‬ودون تجــاوز حــدود مــا أوصــى بــه كل مــن الفقــه‬
‫والديــن يف هــذا الجانــب‪ ،‬وإذا ســالم القائــد المســلم غيــر المســلمين فــا يحــق للمســلمين شــن حــرب عليهــم أو‬
‫اإلســاءة إليهــم‪ ،‬وإنمــا يجــب معاملتهــم بطريقــة جيــدة وحســنة(((‪.‬‬
‫وممــا ســبق نســتنتج أن االفرتاضــات والمفاهيــم التــي روج لهــا الفكــر والفقه اإلســامي حول عالقــة الدول‬
‫المســلمة بالشــعوب األخــرى أقــرب إلــى المثاليــة‪ ،‬فاإلســام مدرســة لألخــاق يدعــو إلــى الســلم والمســامحة‬
‫والرتيــث والمــودة بيــن الشــعوب‪ ،‬وتعزيــز التعــاون بينهــم يف عــدة مجــاالت‪ ،‬ونبــذ الحــروب مهمــا كان نوعهــا‪،‬‬
‫فهــي أمــر مكــره قــد يحــدث يف إطــار الدفــاع عــن النفــس ورد االعتــداء ونصــرة المظلوميــن‪ ،‬وبذلــك فهــو يســبق‬
‫الفكــر القانــوين والمثالــي الــذي أســس لــه الغــرب بعــدة قــرون بعــد الحــرب العالميــة األولــى يف محاولــة منهــم‬
‫ألخلقــة العالقــات الدوليــة ومأسســتها وتجــاوز الصراعــات والحــروب الداميــة التــي حدثــت أثنــاء هــذه الحــرب‬
‫العالميــة‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬أسباب عدم إقحام املقاربة اإلسالمية يف تنظري العالقات الدولية‬


‫إن المتتبــع والمتأمــل للكثيــر مــن المفاهيــم والنظريــات علــى مســتوى العالقــات الدوليــة ســيالحظ أهنــا‬
‫تنتمــي بالدرجــة األولــى إلــى ماكينــة اإلنتــاج المعــريف الغربــي‪ ،‬فنظريــات مثــل الليرباليــة واالشــراكية والبنائيــة‬
‫والنقديــة والحداثــة ومــا بعــد الحداثــة والجنــدر كلهــا أو معظمهــا لــم يســاهم فيهــا العالــم اإلســامي والعربــي‬
‫بشــيء‪ ،‬وإنمــا أعــاد اجرتارهــا وتحليلهــا بدرجــات متفاوتــة‪ ،‬ويعتــر هــذا أحــد األزمــات العويصــة بالنســبة‬

‫((( المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.44-42‬‬


‫((( المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.41-38‬‬

‫‪11‬‬
‫حنو إقحام نظرية إسالمية يف التنظري الدولي‬

‫لحقــل العالقــات الدوليــة يف العالــم اإلســامي والعربــي‪ ،‬نظــر ًا لتبعيتــه للغــرب بشــكل كبيــر علــى المســتوى‬
‫االبســتمولوجي واألنطولوجــي والمنهجــي‪ ،‬حتــى أن بعــض الباحثيــن وصــف هــذا بــــ‪« :‬جنــون التقليــد» أو‬
‫«النســخ األعمــى لمناهــج المعرفــة الغربيــة» دون أدنــى تســاؤل أو مراجعــة ذاتيــة نقديــة حــول طبيعتهــا وســياقها‬
‫الثقــايف‪ ،‬خاصــة وأهنــا ال تنطبــق علــى المجتمعــات المســلمة التــي تختلــف اختالفــا جذريــا عــن مجتمعــات‬
‫العالــم الغربــي‪.‬‬
‫ولربمــا أحــد أســباب ذلــك هــو ولــوع المغلــوب بالغالــب كمــا يســميه ابــن خلــدون أو كمــا يصطلــح عليــه‬
‫مالــك بــن نبــي بالشــلل يف جهــاز الحصانــة الفكريــة لــدى العالــم العربــي واإلســامي(((‪.‬‬
‫ولقــد وصــف مالــك بــن نبــي ذلــك أحســن توصيــف يف كتابــه «وجهــة العالــم اإلســامي» بقولــه‪ :‬إن الحركــة‬
‫الثقافيــة اإلســامية الحديثــة ليــس لهــا يف الواقــع نظريــة محــددة‪ ،‬ال يف أهدافهــا وال يف وســائلها‪ ،‬واألمــر بعــد هــذا‬
‫ال يعــدو أن يكــون غرامــا بالممســتحدثات‪ ،‬فســبيلها الوحيــد هــو أن تجعــل المســلم (زبونــا) مقلــد ًا – دون‬
‫أصالــة‪ -‬لحضــارة غربيــة تفتــح أبــواب متاجرهــا أكثــر مــن أن تفتــح أبــواب مدارســها‪ ،‬مخافــة أن يتعلــم التالميــذ‬
‫وســائل اســتخدام مواهبهــم يف تحقيــق مآرهبــم(((‪.‬‬
‫الســبب الثــاين يف عــدم إقحــام النظريــة اإلســامية هــو معضلــة المــكان والزمــان‪ ،‬لكــن الســؤال المطــروح‬
‫هنــا كيــف؟‬
‫مــن المفيــد جــد ًا قبــل التعامــل مــع معضلــة الزمــان والمــكان يف ســياق الفكــر والمقاربــات اإلســامية‬
‫التــي تخــص العالقــات بيــن الفواعــل الدوليــة توضيــح طبيعــة هــذه المعضلــة‪ ،‬فبنيــة ولــب المؤسســات والنظــم‬
‫السياســية واالجتماعيــة والعالقــات بيــن الشــعوب األخــرى يف أي لحظــة زمانية ومكانيــة معينة تعكــس المتطلبات‬
‫والظــروف واألســباب المنطقيــة وراء تلــك الفــرة بحــد ذاهتــا‪ ،‬لكــن بقــاء هــذه المؤسســات واألفــكار حبيســة‬
‫زمــن ومــكان معيــن ســيؤدي إلــى تراكمــات وفشــل‪ ،‬وكذلــك متطلبــات جديــدة‪ ،‬وهــذا واقــع بعــض االجتهــادات‬
‫البحثيــة يف العالــم اإلســامي الــذي مــازال باحثــوه يربطــون يف الكثيــر مــن األحيــان التعقيــد والتشــابك يف عــدة‬
‫مجــاالت علــى المســتوى الدولــي بســياق فكــري تقليــدي جــد ًا دون بعــث حيــاة جديــدة للفكــر اإلســامي يف‬
‫العالقــات الدوليــة بطريقــة أكثــر تحليـاً وتفصيـاً‪ ،‬وهــذا األمــر أيضــا كان مــن أحــد األســباب التــي أدت بالعالــم‬
‫اإلســامي إلــى اســتعارة الكثيــر مــن األفــكار واأليدلوجيــات واألنظمــة األجنبيــة‪ ،‬وعلــى إثرهــا تحولــت حيــاة‬

‫((( هو تعبير تحدث عن مالك بن نبي يف كتابه القضايا الكربى‪ ،‬عندما وصف العالم اإلسالمي بأنه أصبح يعاين مركب نقص محسوس حيال‬
‫ثقافته وهويته وشلل شبه تام يف جهاز الحصانة الفكرية‪ ،‬وذلك أثناء حديثه عن آثار المسرتقين على الفكر اإلسالمي‪ .‬للمزيد انظر‪ :‬مالك‬
‫بن نبي‪ ،‬القضايا الكربى‪ ،‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪ ،1991 ،‬ص ‪.170‬‬
‫((( مالك بن نبي‪ ،‬وجهة العالم اإلسالمي‪ ،‬تر ‪ :‬عبد الصبور شاهين‪ ،‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪ ،1986 ،‬ص ‪.71‬‬

‫‪12‬‬
‫نخبهــا مــا يشــبه المســرحية((( التــي تلعــب فيهــا النخبــة المثقفــة دور الدكتــور جيــكل والســيد هايــد‪ ،‬فبينمــا يحتكــم‬
‫ويلجــأ هــؤالء تــار ًة إلــى البواعــث والحوافــز اإلســامية نجــد أهنــم يف أوقــات أخــرى يذعنــون للضغــوط األجنبيــة‬
‫أو ُيحتــم عليهــم االصطفــاف لخدمــة فكــر أنظمتهــم يف الشــأن الدولــي المســتوحى مــن األطــر الفكريــة الغربيــة(((‪.‬‬
‫الســبب الثالــث يتضمــن طبيعــة البحــث يف العالقــات الدوليــة وغيــاب المنهجيــة اإلمربيقيــة‪ ،‬فمــا يالحــظ‬
‫يف العالــم اإلســامي أن الكثيــر مــن الباحثيــن الذيــن يحاولــون تفســير وتحليــل األحــداث الدوليــة يعتمــدون علــى‬
‫االســتنباط – االنتقــال مــن الــكل إلــى الجــزء‪ -‬كطريقــة أساســية يف تحصيــل المعرفــة ويف اإلبقــاء علــى النظــام‬
‫االجتماعــي المتوافــق مــع أحــكام الشــريعة اإلســامية يف عالقاتــه الداخليــة والخارجيــة‪ ،‬وهــذا ال ينطبــق فقــط‬
‫علــى حــق العالقــات الدوليــة بــل ميــدان العلــوم االجتماعيــة واإلنســانية بصفــة عامــة عكــس العلــوم الطبيعيــة‬
‫والدقيقــة كالطــب والرياضيــات التــي اعتمــد فيهــا المســلمين علــى العقــل والتجريــة واالســتنباط واالســتقراء‪،‬‬
‫ونتيجــة لذلــك فــإن لغيــاب التجريــب والحــس االســتقصائي الرامــي إلــى فهــم طبيعــة الظاهــرة الدوليــة‪ ،‬جعــل‬
‫الباحثــون اإلســاميون متأخريــن يف هــذا الجانــب مقارنــة بالعالــم الغربــي‪ ،‬وهــو مــن أحــد األســباب التــي جعلــت‬
‫األوســاط األكاديميــة والرســمية تفضــل المقاربــات الغربيــة علــى حســاهبا يف الكثيــر مــن األحيــان وســاهم يف عــدم‬
‫إقحامهــا كمجــال نظــري يف العالقــات الدوليــة(((‪.‬‬
‫أمــا عــن الســبب الرابــع فهــو يتعلــق بالمركزيــة الغربيــة المنتجــة للنظريــات يف العالقــات الدوليــة‪ ،‬خاصــة‬
‫وأهنــا أصبحــت أحــد البدائــل النظريــة المطروحــة بقــوة لتفســير الواقــع الدولــي بعــد هنايــة الحــرب البــاردة‪،‬‬
‫ويرجــع ذلــك المتــاك الغــرب متغيــر القــوة يف عــدة مجــاالت‪ ،‬إذ تتجلــى هــذه المركزيــة بالســيطرة علــى التنظيــر‬
‫يف العالقــات الدوليــة عــر طــرح مجموعــة مــن الصفــات واالفرتاضــات والمفاهيــم تعكــس الدعائــم األساســية‬
‫للهويــة الغربيــة‪ ،‬وتحــاول الرتويــج لهــا انطالقــا مــن فــرض لغــة «نحــن» دون اإلحاطــة باآلخريــن – الباحثيــن‬
‫الخارجيــن عــن دائــرة الغــرب‪.(((-‬‬
‫وألن القــوة أيضــا هــي التــي تصنــع المعرفــة فالمالحــظ بــأن الركائــز الفكريــة الغربيــة يف مجــال التنظيــر‬
‫بالعالقــات الدوليــة هــي التــي فرضــت نفســها ليــس فقــط يف العالــم اإلســامي‪ ،‬بــل يف كل العالــم‪ ،‬وبالتالــي فــإن‬
‫إقحــام المحــاوالت واالجتهــادات البحثيــة اإلســامية بســبب المركزيــة الغربيــة أمــر صعــب نوعــا مــا‪.‬‬

‫((( الدكتور جيكل والسيد هايد رواية خيالية اشتهرت لعدة أسباب من أبرزها مأساة أن يعيش اإلنسان شخصيتين يف آن واحد إلى درجة تؤدي‬
‫سيطرة إحدى الشخصيتين على األخرى عواقب وخيمة‪ ،‬بمعنى أن أي إنسان يحمل يف داخله أكثر من شخصية‪ ،‬ويسمى هذا المرض النفسي‬
‫بلغة أهل العلم بالفصام يف الشخصية‪ .‬للمزيد انظر‪ :‬عبد الحميد أبو سليمان‪ ،‬النظرية اإلسالمية للعالقات الدولية‪ ،‬ددن‪ ،‬ص ‪.146‬‬
‫((( المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.147-145‬‬
‫((( المرجع نفس‪ ،‬ص ‪.171‬‬
‫((( بلخيرة محمد‪ ،‬برديغمات العالقات الدولية المعاصرة‪ :‬المركزية الغربية نموذجًا‪ ،‬األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،10‬جوان‪ ،‬ص ‪82-77‬‬

‫‪13‬‬
‫حنو إقحام نظرية إسالمية يف التنظري الدولي‬

‫خامتة‬
‫ويف األخيــر يمكــن القــول بــأن مســألة إقحــام النظريــة اإلســامية يف العالقــات الدوليــة مــن أجــل تفســير‬
‫وتحليــل الوقائــع والظواهــر السياســية الدوليــة هــو أمــر ضــروري أكثــر مــن أي وقــت مضــى‪ ،‬ألن هــذه النظريــة‬
‫واألفــكار الموجــودة فيهــا تالمــس الواقــع االجتماعــي والسياســي اإلســامي‪ ،‬وترتبــط بمنظومــة القيــم التــي‬
‫يعيشــها الفــرد واألمــم المســلمة منــذ القــدم‪ ،‬ومحاولــة تفســير وتحليــل الوقائــع الحاصلــة يف العالــم اإلســامي‬
‫انطالقــا مــن االعتمــاد علــى النظريــات الغربيــة هــو شــبيه بمحاولــة طبيــب معالجــة شــخص مريــض دون التعــرف‬
‫علــى أعراضــه أو فهــم مــا أصابــه مــن داء جيــد ًا‪.‬‬
‫وإلقحــام هــذه النظريــة أعتقــد أنــه ال بــد مــن التخلــص مــن فكــرة أن يكــون العالــم اإلســامي بمثابــة زبــون‬
‫مقلــد ومســتورد فقــط ألفــكار الغــرب‪ ،‬وذلــك مــن خــال إعــادة النظــر يف مســألة اجــرار وتكــرار كل مــا يأتينــا مــن‬
‫أفــكار مــن العالــم الغربــي‪ ،‬ومحاولــة إنتــاج أفــكار أخــرى مصدرهــا ثقافتنــا وديننــا وتطويرهــا‪ ،‬وكذلــك المســاهمة‬
‫يف ابتــكار وســائل وأدوات جديــدة وفرضهــا كمناهــج تعليميــة يف الجامعــات والمراكــز‪ ،‬وجعلهــا كقاعــدة معرفيــة‬
‫يســتعين هبــا موظفــي وزارة الخارجيــة وصنــاع القــرار ألداء مهامهــم يف الواقــع الدولــي اليــوم‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫أو ً‬
‫ال‪ :‬باللغة العربية‪:‬‬
‫‪1.1‬بلخيــرة محمــد‪ ،‬برديغمــات العالقــات الدوليــة المعاصــرة‪ :‬المركزيــة الغربيــة نموذجــا‪ ،‬األكاديميــة‬
‫للدراســات االجتماعيــة واإلنســانية‪ ،‬العــدد ‪ ،10‬جــوان‪ ،‬ص ‪82-77‬‬
‫‪2.2‬تيــم دار‪ ،‬ميليــا كوركيــن وســتيف ســميث‪ ،‬نظريــات العالقــات الدوليــة التخصــص والتنــوع‪ ،‬تــر‪ :‬ديمــا‬
‫الخضــرا‪ ،‬الدوحــة‪ :‬المركــز العربــي لألبحــاث ودراســة السياســات‪.2016 ،‬‬
‫‪3.3‬جندلــي عبــد الناصــر‪ ،‬التنظيــر يف العالقــات الدوليــة بيــن االتجاهــات التفســيرية والنظريــات التكوينيــة‪،‬‬
‫الجزائــر ‪ :‬دار الخلدونيــة‪.2007 ،‬‬
‫‪4.4‬خالــد حامــد شــنيكات‪ ،‬وغالــب عبــد عربيــات‪ ،‬التنبــؤ يف العالقــات الدوليــة دراســة يف األدبيــات النظريــة‪،‬‬
‫مجلــة دراســات العلــوم اإلنســانية واالجتماعيــة‪ ،‬المجلــد ‪ ،39‬العــدد‪.2012 ،3‬‬
‫‪5.5‬زينــب فريــح‪ ،‬إشــكالية النظيــر يف حقــل العالقــات الدوليــة‪ ،‬مجلــة المفكــر‪ ،‬المجلــد ‪ ،15‬العــدد ‪ ،2‬مــاي‬
‫‪.2020‬‬
‫‪6.6‬صالــح عبــد الرحمــان حصيــن‪ ،‬العالقــات الدوليــة بيــن منهــج اإلســام والمنهــج الحضــاري المعاصــر‪،‬‬
‫محاضــرة منشــورة قدمــت يف مجمــع الفقــه اإلســامي‪ ،‬جــدة‪ 3 ،‬جانفــي ‪.2005‬‬
‫‪7.7‬عبد الحميد أبو سليمان‪ ،‬النظرية اإلسالمية للعالقات الدولية‪ ،‬ددن‪ ،‬د س ن‪.‬‬
‫‪8.8‬عبــد اهلل بــن محمــد الســفياين‪ ،‬دار اإلســام ودار الحــرب‪ ،‬وأصــل العالقــة بينهمــا‪ ،‬رســالة مقدمــة لنيــل‬
‫درجــة الماجســتير‪ ،‬فــرع الفقــه‪ ،‬كليــة الشــريعة والدراســات اإلســامية‪ ،‬جامعــة الملــك عبــد العزيــز‪.1981 ،‬‬
‫‪9.9‬علــي عبــد اهلل بــن غليــون‪ ،‬أســس العالقــات الدوليــة يف اإلســام مــن خــال وثيقــة المدينــة‪ ،‬مجلــة البحــوث‬
‫األكاديمية‪.‬‬
‫‪1010‬لحــرش أســعد المحاســن‪ ،‬قريقــر فتيحــة‪ ،‬مجلــة أنثربولوجيــا األديــان‪ ،‬المجلــد ‪ ،9‬العــدد ‪ ،1‬جانفــي‬
‫‪.2013‬‬
‫‪1111‬مالك بن نبي‪ ،‬القضايا الكربى‪ ،‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪.1991 ،‬‬
‫‪1212‬مالك بن نبي‪ ،‬وجهة العالم اإلسالمي‪ ،‬تر ‪ :‬عبد الصبور شاهين‪ ،‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪.1986 ،‬‬
‫‪1313‬محمد أبو زهرة‪ ،‬العالقات الدولية يف اإلسالم‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي‪.1995 ،‬‬
‫‪1414‬هانز رايخنباخ‪ ،‬نشأة الفلسفة العلمية‪ ،‬تر‪ :‬فؤاد زكرياء‪ ،‬القاهرة‪ :‬مؤسسة هنداوي‪.2017 ،‬‬

‫‪15‬‬
‫حنو إقحام نظرية إسالمية يف التنظري الدولي‬

‫ باللغات األجنبية‬:ً‫ثانيا‬
15. Rosenau James, Interpreting Change and Anomalies in World Politics ,
Europen Journal of International Relations, v 1,1998.
16. Kasim Timur, Neden bir İslam Uluslararası ilişkiler Teorisi yoktur ? Aka-
demik Ariştirma Dergisi, Cilt 17 , Sayı 1, 2017.
17. J.L.H. Hans Evers, The Texas Sharpshooter Fallacy, Human Reproduc-
tion, Vol, 32, N 7, 2017.

16

You might also like