Professional Documents
Culture Documents
F 1788991314 A 1 F 69
F 1788991314 A 1 F 69
*
أ .د /فاتن عباس لفته األسدي
**
إياد طارق نجم عبود الدليمي
ملخص البحث
تتشــكل الفضــاءات الداخليــة للكاتدرائيــات مــن عناصــر تصميميــة منطقيــة تحمــل فــي بنيتهــا
الشــكلية الظاهـرة اســتنباطات واســتقراءات ذات قيــم ادائيــة وجماليــة تحمــل فــي ثناياهــا الكامنــة
قيمــا اعتباريــة دالليــة ذات خصائــص فكريــة وعقائديــة تكــون دافعـاً وعامـاً أساســا فــي تشــكيل
االســتنباط الشــكلي للظاه ـرة ,ومــن خــال ذلــك فقــد شــكل دافع ـاً لصياغــة المشــكلة البحثيــة
المتمثلــة باآلتــي ( :يخلــو التصميــم الداخلــي الــى مفهــوم االســتنباط مابيــن البعــد والغرابــة
االستقرائية ولذلك يحتاج الى معرفة وتفسير الى الدالالت الشكلية والرمزية ) .
1 .1ومــن هنــا يهــدف البحــث الــى وضــع اســاس معرفــي يهتــم بكشــف المتغيـرات التــي تؤثــر
علــى االســتنباطات الشــكلية لعناصــر الفضــاءات الداخليــة للكاتدرائيــات ومــن خاللهــا
نرجو تحقيق اآلتي من االهداف
Abstract
-169-
الذكــر (التصميــم الداخلــي ) علــى وجــه التتبــع واالســتيعاب مــن خــال مــا تــم التتابــع اليــه،
بالرغــم مــن اشــتمال المعــارف االخــرى علــى مفــردات اســتنباطات دقيقــة ومتباينــة فــي مفاهيــم
فلســفية متعــددة مــن (فلســفة وعقيــدة وآداب ولغــة ) ،والتــي يظهــر قيمتهــا فــي مــا ينتــج عنهــا
مــن ثمـرات تطبيقيــة فــي جميــع أنـواع المعــرف واقتباســه بيــن النصــوص الفكريــة ،ومــا علينــا
إال أن نســتخرجها اال عن طريق اســاليب االســتنباط المنطقي ويشــير الى اســتالل او انتقال
الذهــن مــن قضيــة او عــدة قضايــا وهــي المقدمــات الــى قضيــة اخــرى والنتيجــة وفــق قواعــد
المنطــق وليــس بــازم ان يكــون انتقــاال مــن العــام الــى الخــاص او مــن الكلــي الــى الجزئــي
ومــن اوضــح صــورة البرهنــة لالنتقــال مــن الشــي الــى مســاويه بــل مــن الخــاص الــى العــام
والفلســفة األرســطية بــاب منــه واســاس االنتقــال مــن الكلــي الــى الجزئــي ويكــون وفــق اســلوبين
منــه االســتنباطي واالســتقرائي إذا كان التصميــم وعــاء للفكــر ،وأداة مــن أدوات تجســيده،
بوصفهــا ناتجــا حضاريــا وقيميــا ،يحمــل بيــن ثنايــاه كمــا واســعا مــن الحصيلــة المعرفيــة
ألفــكار ،وخواطــر ،وتصــورات القائميــن عليــه ،فهــي قــد تعرضــت كغيرهــا مــن جوانــب الفكــر
اإلنســاني األخــرى ومنــذ أن نظــر لهــا اإلنســان بهــذا المنظــار إلــى محــاوالت متعــددة لنمذجتهــا
وكشف كوامنها الفكرية.فضال عن ذلك فان الخصوصية التي تتمتع بها العملية التصميمية
بشــكل عام (والتصميم الداخلي بشــكل خاص) ،بســبب احتوائها على كثرة من جوانب فنية
حدســية ،وذاتيــة ،وعرفيــة ،كانــت تجعــل مــن مجــرد الولــوج إلــى مثــل هــذه التوصيفــات مــا
ينشــئ تخوفــا ،يشــكل هاجســا مــن القلــق للعامليــن فــي التصميــم الداخلــي ،لمــا يمكــن أن
تتضمنــه مــن رؤى ،قــد تكــون فيمــا بعــد قوالــب تخلــق حاج ـ از مــن الجمــود الذهنــي لعمــل
المصمــم وإذا اتفــق علــى احتـواء العمليــة التصميميــة علــى بنيــة منطقيــة فكريــة تعمــل بمـوازاة
الســلوك التصميمــي وتشــكل المحــرك الــذي يعمــل علــى خلــق النتــاج التصميمــي .اذا تمركــزت
المشــكله البحثيــه بتســاؤل ((مــا قــدرة االفــكار والتصاميــم علــى مجــاراة التحـوالت الوجوديــة
والمعرفيــة للــذات البشــرية التصميــم الداخلــي الــى مفهــوم االســتنباط مابيــن البعــد والغرابــة
االستقرائية لمعرفة وتفسير الدالالت الشكلية والرمزية ))
- 2-1أهميــة البحــث تتجلــى اهميــة البحــث الحالــي فــي انــه خطــوة مهمــة فــي د ارســة
وتحديــد مفهــوم االســتنباط (البرهنــة ،التحقيــق) وتطبيقاتهــا الفكريــة فــي التصميــم الداخلــي
من الممكن أن تســهم هذه الد ارســة في بلورة الوعي الفكري المنطقي (االســتنباط ،االســتقراء
) مابين التعرف على ماهو ظاهر ومخفي من مفاهيم اتصالية ومدى ارتباطها بالفضاءات
الداخليــة للكاتدرائيــات المعاص ـرة مابيــن التداوليــة التــي يســتنبطها المتلقــي .يعــد اضافــة
معرفيــة جديــدة تنيــر لطالبــي المعرفــة مــن االختصــاص والمقــارب لهــذا االختصــاص وتعــزز
المكتبة بهذا النوع من البحث .
-3-1أهــداف البحــث الكشــف عــن اســاليب الــدالالت الشــكلية الرمزيــة والياتهــا التعبيريــة
لالســتنباط فــي الفضــاءات الداخليــة الكاتدرائيــة .فضــا عــن التعــرف علــى االســتنباطات
الشكلية واالستقراءات الفعلية وايجاد صيغ االستدالل بينهما .
-4-1حدود البحث .
-170-
الحــدود الموضوعيــة :د ارســة االســتنباط واالســتقراء للفضــاءات الداخليــة (الكاتدرائيــات)
ولألجزاء التالية (التي تحمل تأويالت استنباطية واستقرائية ) .
الحــدود المكانيــة :اقتصــر البحــث علــى الكاتدرائيــات العالميــة التــي ما ازلــت تحمــل بطياتهــا
االساليب االستنباطية .
الحــدود الزمانيــة :تــم تحديدهــا بأوقــات م ارحــل متفاوتــة إليجــاد الطــرز الفكريــة االســتنباطية
االثرائية ذات االصالة إلظهار الجانب األدائي والجمالي
1-5-تحديد المصطلحات
االســتنباط فــي اللغــة :االســتنباط مصــدر نبــط والنــون والبــاء والطــاء فــي لغــة العــرب كلمــة
تــدل علــى اســتخراج الشــيء واالنتهــاء إليــه .1واســتنبط الفقيــه :إذا اســتخرج الفقــه الباطــن
باجتهــاده وفهمــه .2االســتنباط فــي اصطــاح :االســتنباط قــدرة ازئــدة علــى مجــرد إدراك
المعنى الظاهر ،ومن ثم عز وجوده ،وصعب إدراكه ،وال يؤتاه كل احد.3
معنــى الفعــل فــي اللغــة هــو نفــي الحــدث الــذي يحدثــه الفاعــل مــن قيــام قعــود او نحوهمــا
(الفعــل كنايــة عــن كل عمــل متعــد .فعــل يفعــل فعــا وفعــا ..واالســم الفعــل والجمــع الفعــال
4
والفعل بالفتح
اصطالحا .
التعريف االجرائي
اســتنباط الفضــاءات الكاتدرائيــة الوجــود لتأويــات الفكــر المنطقــي االســتداللي بفعــل
المعنــي المســتنبط بــدالالت وفــق محدداتــه الداخليــة حــول جدليــة مــا كان مخفــي واســتقرائه
معلــن للوجــود فــي براهيــن اســتنباطية مباشــرة او غيــر مباشــرة لربــط كالم لــه بمعنــى
بمدلــول كأن يكــون بداللــة إشــارة أو داللــة مفهــوم ذات عقائــد دينيــة روحيــة متجســدة
على الروح االلهية ومقوماته االستخراجية.
الفصل الثاني-اإلطار النظري والدراسات السابقة
المبحــث األول -االســتنباط واتجاهاتــه الفلســفية -االطــاع علــى الجــذور التاريخيــة ألي
فــرع مــن فــروع المعرفــة يعــد الزمــا لفهــم المــدركات الموضوعيــة بالصــورة التــي هــو عليــه االن
لتمثيــل بالمعرفــة الكونيــة و الضروريــة لــكل مــن اراد المعرفــة والتفكيــر علــى احــد مياديــن العلــم
ولمــن يريــد ان يقــدم اســهامات منطقيــة معرفيــة جديــده لكــي يبــدع بهــا لقــد نــال االســتنباط قــد ار
كبيــر مــن االهتمــام عنــد علمــاء النفــس والمنطــق والفلســفة منــذ زمــن بعيــد الــى الدرجــة التــي
وصــف فيهــا (تومــاس االكوينــي ) المنطــق االســتداللي االســتنباطي بانــه الفــن الــذي يكلــف
العمليــات العقليــة قيــادة منظمــة خاليــة مــن االخطــار وحينمــا يكــون االســتنباط فــي عنايــه
خاصــه ال يقصــدون ذلــك التقليــل مــن شــان االنمــاط االخــرى للتفكيــر وانمــا انصــت بلورتهــم
علــى النمــط التفكيــر الصــوري ألنــه مــن أنمــاط التفكيــر العقلــي وهــي احــدى االنمــاط المهمــة
الى كشف الحقائق وتنميه المعرفة. 5
فيمــا يخــص (االســتقراء ،االســتنباط) ،الي ـزال ميــدان المنطــق – كمــا يقــول (جــون
ديــوي )1952-1859( )Deweyمليئــا ببقايــا التصــورات المنطقيــة التــي تــم تكوينهــا فــي
عهــد ســابق لتطويــر المنهــج العلمــي والفلســفي ،وبعــض هــذه البقايــا متماســك تماســكا يقــل
-171-
ويكثــر هنــاك ،وبعضهــا االخــر يشــبه االنقــاض شــبها يقــل هنــا ويكثــر هنــاك .وعلــى ذلــك
– وكمــا يؤكــد جــون ديــوي – فليــس فــي مــادة الد ارســات المنطقيــة مجــال يتطلــب الشــمولية
6
لجانبه النظري بمثل الضرورة الملحة التي يتطلبه ها االستقراء واالستنباط
إن االستدالل الذي يمارسه الفكر البشري يمكن تقسيمه إلى قسمين رئيسيين هما االستنباط
واالســتقراء ولــكل منهــا منهجــه الخــاص وطريقــه المتميــز ونريــد باالســتنباط كل اســتدالل التــي
تكون منها ذلك االســتدالل ففي كل دليل اســتنباطي تجيء النتيجة دائما مســاوية أو أصغر
مــن مقدماتهــا ومنــذ بــدأ اإلنســان يــدرس مناهــج االســتدالل والتفكيــر ويحــاول تنظيمهــا منطقيــا
طــرح علــى نفســه السـؤال التالــي :هــل أن المقدمــات التــي تقررهــا فــي الدليــل االســتنباطي أو
االســتقرائي صحيحــة حقــا فكيــف يتــاح لــك أن تخــرج منهــا بنتيجــة وتتخــذ تلــك المقدمــات ســببا
كافيــا لتبريــر االعتقــاد بهــذه النتيجــة؟ وقــد أدرك اإلنســان لــدى مواجهــة هــذا السـؤال ثغـرة فــي
تركيــب الدليــل االســتقرائي ال يوجــد فــي الدليــل االســتنباطي مــا يماثلهــا ففــي االســتنباط يرتكــز
اســتنتاج النتيجــة مــن مقدماتهــا دائمــا علــى مبــدأ عــدم التناقــض ويســتمد مبــرره المنطقــي مــن
هــذا المبــدأ ألن النتيجــة فــي حــاالت االســتنباط مســاوية لمقدماتهــا أو أصغــر منهــا كمــا فــي
حــاالت االســتقراء فــان الدليــل االســتقرائي يقفــز مــن الخــاص إلــى العــام ألن النتيجــة فــي
وقــد قســم الفالســفه الدليــل االســتقرائي أكبــر مــن مقدماتهــا وليســت مســتبطنة فيهــا.7
االستنباط الى ثالث انواع
االســتنباط الصــورى :ويقصــد بــه االســتنباط المنطقــى الخالــص ,وهــو كل قــول يتالــف مــن
قضيتين او اكثر متى سلمنا بصحتها لزم عنهما الضرورة قضيه ثالثه .
االســتنباط التحليلــى :وهــو االســتدالل المؤلــف مــن مقدمــات مركبــه إذا وضعــت اســتخرج
العقــل بســائط داخلــه فيــه كالبرهــان التحليلــى فــى المؤلــف مــن سلســله مــن القضايــا اولهــا
القضيه المراد اثباتها واخرها
القضيــه المعلومــه ,فــاذا انتقلنــا مــن االولــى لالخي ـرة كانــت كل قضيــه نتيجــه للتــى بعدهــا ,
وكانت القضيه االولى نفسها هى نتيجه لالخيرة.
االســتنباط االنشــائى او التركيبــى :وهــو انتقــال مــن المبــادئ البســيطه الــى المركبــه ،او
بمعنــى اخــر االنتقــال مــن الخــاص للعــام عكــس االرســطى الــذى ينتقــل مــن الكلــى الــى
8
الجزئى
لقــد ارتبطــت الوضعيــة عنــد المفكريــن األوائــل أمثــال افالطــون وأرســطو وشيشــرون ب ـ
ـارة التــي ال يمكــن أن تتحــول عبــر المتغيـرات “ فـ�ن اإلقناــع” لكنه��ا ل��م تب��ق عنــد الثوابــت القـ ّ
الزمنيــة ،حيــث فجــر »بيرلمــان« ثــورة تتمثــل فــي التعديــل الــذي أحدثــه فــي النظــام األرســطي
((وبالخصــوص فــي التمييــز بيــن الوضعيــة المنطقيــة “ ”logosوالوضعيــات المرتبطـ�ة
بطبائ��ع االداء والمتلق��ي “ ”pathosوبي��ن األسـ�اليب الخطابيـ�ة )) 9وعليــه لــم يعــد االقنــاع
وفــق تلــك الثــورة البيرلمانيــة ،متحــددة بالشــكل اللغــوي فحســب ،بــل لحقــت بــه عــدة أطـراف،
منهــا المــادة وإدراك المتلقــي ،والمؤلــف ،وهــي أط ـراف حينمــا نضعهــا تحــت مجهــر التحليــل
نجدهــا مطابقــة لمنهــج التصميــم وفلســفته الــذي يبنــي خطابــه علــى وفــق المقاصــد اإلقناعيــة
فالنــص التصميمــي يضطلــع بوظائــف تأثيريــة عمليــة وإنجازيــة؛ تقتــرب بهــا مــن الفنــون
-172-
التفاعليــة كالخطابــة والمناظـرة واإلشــهار والشــعر السياســي والروايــة(( .أمــا التأثيــر الجمالــي
الخالــص المتنصــل مــن كل وظيفــة أو مقصديــة ،فقــد ظــل عصيــا علــى هــذا الصنــف مــن
التحلي��ل)) ، 10والمتفحــص لهــذا التوجــه الجديــد يــرى مــدى اســتطالة البالغــة وتوســعها إلــى
حــدود قصيــة وذلــك عبــر الجــدل واإلنســانيات عامــة والخطــاب العلمــي اليومــي فــي أنمــوذج
موحــد دعــاه بيرلمــان «البالغــة الجديــدة» 11ومهمــا اختلفــت المســميات والتفســيرات الجدليــة
فـ�ي ذلكــ الحقـ�ل فقــد بقي�تـ البالغـ�ة تل�كـ محتفظ��ة بخصائصه�اـ األصلي��ة والمتمثلـ�ة ب�ـ (( كسـ�ب
تأييـ�د المتلقـ�ي فـ�ي شــأن قضيـ�ة أو فعـ�ل مرغــوب فيـ�ه مـ�ن جهـ�ة ثـ�م إقنــاع ذلـ�ك المتلقـ�ي عـ�ن
طريق إشباع مشاعره وفكره معا حتى يتقبل ويوافق على القضية أو الفعل)). 12
إن المنطــق الــذي يمارســه الفكــر البشــري يمكــن تقســيمه إلــى قســمين رئيســيين همــا ّ
االســتنباط واالســتقراء ولــكل منهــا منهجــه الخــاص وطريقــه المتميــز ونريــد باالســتنباط كل
اســتدالل التــي تكــون منهــا ذلــك االســتدالل ففــي كل دليــل اســتنباطي تجــيء النتيجــة دائمــا
مســاوية أو أصغــر مــن مقدماتهــا فيقــال مثــا ان هــذا التصميــم (المنــزل للعيــش ) او هــذا
المســرح ألداء الوظائــف االدائيــة للمســارح او هــذا الفضــاء هــو فضــاء (ادائــي تتجلــى فيــه
امــور المعرفــة الفكريــة مــن حيــث ابمســتيملوجيات التصميــم ووحداتــه الصوريــة ) وبذلــك ان
المنطــق هــو مــن اهــم االمــور التــي يجــب التوافــر فهمــا داخــل العمليــة التصميميــة الفلســفية
األفـراد جميعــا وبذلــك يتخــذ التفكيــر فــي هــذا االســتدالل طريقــه مــن العــام إلــى الخــاص فهــو
يســير مــن الكلــي إلــى الفــرد ومــن المبــدأ العــام إلــى التطبيقــات الخاصــة ويطلــق المنطــق
األرســطي علــى الطريقــة التــي انتهجهــا الدليــل االســتنباطي فــي هــذا المثــال ؟ وقــد أدرك
اإلنســان لــدى مواجهــة هــذا السـؤال ثغـرة فــي تركيــب الدليــل االســتقرائي (كمــا هــي فــي الهــام
الموروثــات فــي داخــل المتاحــف واســتنباطها مــن حضــارات اخــرى واســتقرائها فــي احاديــات
الفضــاء ال تكويــن فعاليــات الفكــر االدائــي لمداخــات ومواكبــة ادائيــات العصــر ..نفســها .إذاً
ال يمكـ�ن لالســتنباط أن يوج��د معلوم��ات جدي��دة .ومـ�ن األهدــاف التنظيميـ�ة المس��تنبطة مـ�ن
نظـ�رة (ديـ�وي ) للطبيع��ة اإلنساــنية ه��و إن العق��ل يع��د أداة اإلنسـ�ان لألسـ�هم بشـ�كل فعــال
ومباش��ر م��ن ح��ل المشــكالت الت��ي تعترض��ه ف�لا يوج��د عق��ل خــارج األشــياء وال خــارج الخب�ـرة
التـ�ي تمـ�ر فـ�ي حيـ�اة اإلنســان وانمـ�ا هـ�و مـ�ن صميـ�م هــذه الخبـرة ونتــاج لهـ�ا فالعقـ�ل اجتماعـ�ي
يتك��ون ع��ن طري��ق خبراتن��ا المختلف��ة وعالقتن��ا االجتماعي��ة م��ع األش��خاص واألش��ياء أي إن
اإلنســان ال يولـ�د بهــذا العقـ�ل وانمـ�ا يكتســبه اكتساــبا عـ�ن طريـ�ق فاعليتـ�ه وتعاملـ�ه .والعقـ�ل بذلـ�ك
يــؤدي وظيف��ة وه��و توجي��ه للعمليـ�ات ف��ي المواق��ف المختلفـ�ة ،وإيج��اد احس��ن الحلـ�ول للوصـ�ول
13
إلى األهداف المرجوة ،فهو عقل ال يعمل من خارج
المنطــق لــه ناحيتــان تهتــم أولهمــا بالبحــث فــي الفكــر اإلنســاني ،بقصــد االهتــداء
إلــى قوانينــه ،ومعرفــة الشــروط التــي يتوقــف عليهــا الصحيــح منــه ،فــي حيــن تهتــم
ثانيهمــا بتطبيــق هــذه القوانيــن علــى أنـواع الفكــر المختلفــة لمعرفــة الصـواب منهــا والخطأ.
يتضــح ممــا تقــدم أن المنطــق علــم نظــري لــه موضوعــه الخــاص بــه ،كمــا إنــه ينظــر فــي
صــور الفكــر أو فــي شــكله وهــو بهــذه النظــرة علــم مجــرد اي انــه يتعامــل مــع صــورة الفكــر
بغــض النظــر عــن مادتــه او محتـواه ،وهــو إجرائــي فــي الوقــت نفســه ألنــه يحــدد آليــات
-173-
وطــرق تتضمــن جملــة مــن الخطــوات التنفيذيــة التــي يمكــن للذهــن ان يتبعهــا لغــرض
الوصــول إلــى لفكــرة الصحيحــة ،وتنبــع ضرورتــه مــن انــه يشــكل اداة فعالــة فــي اي علــم
مــن العلــوم لتمحيــص مفاهيمــه وأفــكاره وموضوعاتــه وال غنــى عنــه ألي بناء ابســتمولوجي
رصين .
وبنــاءا علــى مــا تقــدم فــان المنطــق بهــذا المنحــى اداة التوصــل لألفــكار مــن حيــث
انــه يقــدم بنــاءا ذهنيــا لتلــك االفــكار ابتــداء مــن عناصرهــا الصغــرى المدركــة انتقــاال الــى
ربــط تلــك العناصــر لتشــكيل الموضوعــات ثــم الــى االســتدالل مــن تلــك الموضوعــات التــي
تــم تأليفهــا الــى موضوعــات اخــرى تشــتق منهــا ،كمــا يمكــن مــن هــذه الزاويــة رؤيــة البنيــة
المنطقيــة ألي بنــاء فكــري مــن خــال مــا تتألــف منــه مــن عناصــر منطقيــة وأدوات تربــط
تلك العناصر وطبيعة تغيرها ابان ذلك البناء.
وعلــى الرغــم مــن أن المنطــق الصــوري بشــكل عــام هــو منطــق اســتنباطي إال أن االســتنباط
قــد أثــار حفيظــة الكثيريــن ،كونــه يحــوي علــى المعرفــة ضمنـاً وإنــه ال يأتــي بجديــد ،إذ إن
األحــكام تكــون متضمنــة فــي المقدمــات وانــه مــن قبيــل تحصيــل الحاصــل(،)Tautology
ولذلــك فــان كل العلــوم التطبيقيــة تلجــأ إلــى منطــق مغايــر للوصــول إلــى األحــكام ،وهــو مــا
يعتمد على التجربة والمشاهدة والتعميم ،وهو االستقراء.
2-1-2اســاليب الداللــة االســتنباطية واالســتقرائية االغترابيــة يعــد التفكيــر باألســاليب
الدالليــه عمليــة عقليــه يقــود بهــا الفــرد بغيــه الحصــول علــى حلــول دائميــة او مؤقتــه لمشــكله
مــا وهــو عمليــة مســتمرة فــي الدمــاغ التتوقــف او تنتهــي طالمــا كان االنســان فــي حالــة يقظــة
ان للعــرب دو ار كبيـ ار فــي توجيــه لعقــول الــى اهميــة المالحظــة الحســية الدقيقــة بالنســبة للتفكيــر
االســتنباطي وم ازيــا اســتعمال اســاليب المنطــق واالســتدالل وفــي المقدمــة (الحســن ابــن الهيثــم
) الــذي عرفــه الطريقــة العلميــة وســار عليهــا وحــدد عناصرهــا قبــل (فرنســيس بيكــون ) الــذي
عــده بعــض العلمــاء الغــرب واضعــا للطريقــة العلميــة فــي التفكيــر وعلــى الرغــم مــن االختــاف
فــي وجهــات النظــر بيــن علمــاء النفــس والفلســفة حــول نشــوء االســتنباط علــى انهــم يتفقــون
علــى ان هنــاك اســلوبين لالســتنباط مباشــر وغيــر مباشــر االســتنباط المباشــر هــو اســتنباط
قضيــه مــن قضيتيــن او اكثــر فــان كل قضيــه مــن قضيتيــن ســمي قياســا واذا كان اســتدالل
اكثــر مــن قضيتيــن ســمي اســتقراء ويبــدو مــن النظريــات التــي تناولــت مفهــوم االســتنباط انهــا
تســير فــي اتجاهيــن احدهمــا يشــمل النظريــات العامــة لالبــداع وثانيهمــا نظريــات االرتقــاء
بالمســتوى المعرفــي فاالتجــاه االول تنــاول مفهــوم االســتنباط بشــكل عــام مــن دون ان يؤكــد
علــى خصائصــه وكيفيــه نمــوه دون ان يشــير الــى العوامــل المؤث ـرة فيــه ومــن اصحــاب هــذا
االتجــاه (ســبيرمان) الــذي يعــد االبــداع مرادفــا لالســتدالل وعــد ثرســتون ( )Thurstonالقــدرة
االستنباطية والقدرة االستقرائيه من القدرات العقليه االوليه الثمان. 14
االســتنباط غيــر المباشــر يعنــي الوصــول الــى نتيجــة أو حــل لمشــكله مــن خــال فهــم
العالقــه بيــن قضيتيــن او اكثــر ومعظــم علمــاء النفــس يتطرقــون الــى موضــوع االســتدالل
(االســتنباطي ) غير المباشــر اكثر مما يذكرون االســتدالل المباشــر لكونه يهدف الى انتاج
شــئ جديــد ومــن خــال المفهــوم نجــد ن التوصــل الــى نتيجــة أو حــل يتــم مــن خــال عمليــة
-174-
التحليــل والتركيــب بيــن هــذه القضايــا وهــذا يتطلــب قــدرة عقليــه مناســبه مــن اجــل يتــم تفاعــل
فكري للقضايا وتكون نتيجة منطقية
وهنــاك اســلوبان لالســتدالل :االســتدالل االســتنباطي هــو القــدرة علــى التوصــل لقواعــد
واج ـراءات محــدده ويعــد االســتدالل االســتنباطي مــن اهــم علــوم المنطــق ومــن الموضوعــات
المهمــة التــي تتعــرض لهــا الم ارجــع الرصينــه فــي التفكيــر ان النتيجــه فــي عمليــه االســتدالل
االســتنباطي التخــرج مــن حــدود المعلومــات المعطــاه ولكــن حتــى يتــم التوصــل اليهــا البــد مــن
امعــان النظــر وبــذل مجهــود ذهنــي لمعالجــه المعلومــات المعطــاة التــي تتضمــن النتيجــه او
التمهيــد لهــا بالضــرورة .االســلوب الثانــي االســتدالل االســتقرائي :االســتقراء هــو تتبــع
الجزئيــات مــن اجــل الوصــول لنتيجــة كليــة وهــو عمليــة اســتدالل عقلــي تنطلــق مــن فرضيــة
مقبولة مالحظة وتتضمن القيام باجراءات من اجل اثباتها
أمــا االغتـراب فــي الفلســفة فيكمــن فــي بحــث اإلنســان عــن حقيقــة وجــوده ومعرفــة ذاتــه
،فعمليــة البحــث هــذه تجعلــه فــي حالــة انفصــال عــن العالــم أو عــن الواقــع .فهــذا البحــث
فــي أصــل وجــود يدفعــه الــى حالــة مــن القلــق ،وهــو مــا يتميــز بــه اإلنســان المغتــرب .فهــو
يجــد ان القلــق مــا هــو إال صفــة كامنــة وأصيلــة فــي أعمــاق الوجــود اإلنســاني إذ يتحــول
اإلنســان يفعــل حالــة القلــق مــن « حالــة التوافــق والتكامــل والتناغــم مــع وجــود معيــن الــى حالــة
توتر وتنافر مع هذا الوجود « (. )15
كمــا يؤكــد ( كيركيجــارد ) ،إن اإلنســان عندمــا يحــاول البحــث عــن ذاتــه ومعرفتهــا
فهــو يحتــاج الــى قوانيــن وهمــا ( اإلرادة ،والهــوى ) فكلمــة ( الهــوى ) يعنــي بهــا اإلرادة التــي
« تولــد عنــد اإلنســان الوجــودي مــن رؤيتــه للتناقــض بيــن المتناهــي والالمتناهــي .كمــا تتولــد
مــن عــدم اليقيــن او بعبــارة أخــرى إن اإلنســان عندمــا ينظــر الــى التناقــض بيــن الــذات
الصغــرى والــذات الكبــرى ســوف يتولــد لديــه هــذا الهــوى الــذي يجعلــه دائم ـاً فــي بحــث عــن
ذاته « (. )16
فالغريــب هنــا هــو الــذي يبحــث فــي الوجــود ليكتشــف نفســه ،وفــي بحثــه هــذا يواجــه
الغريب « تجربة قاسية يجابه فيها غرابة هذا العالم « (. )17
وفضـاً عــن ذلــك ،فقــد ربــط ( كيركيجــارد ) القلــق بحريــة فاإلنســان المغتــرب يعانــي
مــن حالــة « االضطـراب الــذي يســبق االســتقرار والفكــر الــذي يســبق الفصــل انــه دوار الحريــة
،انــه الوقــوف علــى حافــة الممكــن الــذي يوشــك ان يتحقــق انــه االندفــاع نحــو المحتمــل بعــد
رفض الواقع « (. )18
ويصــف ( كيركيجــارد ) القلــق األصلــي بثــاث طــرق األولــى هــي االنتقــال مــن البـراءة
الى الخطيئة ،إذ إن عدم االتزان واالضطراب تعكس صفوة الســعادة .فالجســد يفقد براءته
فــي التطــور والنمــو كوجــود فيظهــر ضيقــا وهاجســا إزاء نهايــة كل نشــاط جســدي ،وهــذا مــا
يمكن ان تتلمسه من خالل التجربة .ويتيح مبدأ الخطيئة األولى (. )*19
أمــا الطريــق الثانــي ،فقــد ارتبــط بالحريــة أو كمــا يســميها كيركيجــارد ( دوار الحريــة)
ألنهــا تقــع ضمــن منطقــة اإلمــكان وتحركــه ضمــن محم ـوالت الحريــة .وارتبطــت الطريقــة
الثالثــة بتكويــن الفــرد باعتبــاره نفس ـاً وجســداً رابطتهمــا الــروح .فهــذا التكويــن بحــد ذاتــه يولــد
-175-
قلق وتوت ار لإلنسان (. )20
أمــا االغتـراب فــي الديــن فهــو يعنــي بــه عمليــة التحــول مــن الطهــر الــى الدنــس ومــن البـراءة
الــى الخطيئــة فاإلنســان لديــه ليــس مــاك خالــص وال حي ـوان خالــص تســيره الغري ـزة ،إنمــا
اإلنسان لديه يجمع بين روحانية المالئكة وغريزة الحيوانات .
إن الجمــع بيــن الــروح والجســد دفــع باإلنســان الــى حالــة القلــق فــي كيفيــة التوفيــقّ
بينهمــا ومــن ثــم أدى بــه الــى االغتـراب ،فالنــاس « يغتربــون عــن الــروح فــي ســلوكهم الغريــزي
ويغتربون عن الجسد في عياداتهم الروحية « (. )21
المبحــث الثانــي 2-2-1:التحليــل االســتنباطي والتركيــب االســتقرائي للفضــاءآت
الداخليــة قاعــدة التحليــل و التركيــب :فــي هــذه الســياق نقــوم بتحليــل وتقســيم االفــكار بقــدر
المســتطاع يقــول ديــكارت عنهــا «أن اقســم كل واحــدة مــن المعضــات التــي أبحتهــا إلــى عــدد
مــن األج ـزاء الممكنــة والالزمــة لحلهــا علــى أحســن وجــه»» وتفيــد قاعــدة التحليــل محاولــة
تحليـ�ل الحقائـ�ق وذلـ�ك مـ�ن خـلال تقسـ�يمها إلـ�ى أجـ�زاء و إلـ�ى حـ�د يسـ�مح بد ارسـ�تها وتحليلهـ�ا
قاعــدة الترتيــب و التركيــب :يقــول فيهــا ديــكارت «أن أرتــب أفــكاري فأبــدأ بأبســط األمــور
وأيسرها معرفة فالفكرة تكون أيسر عندما تكون متقدمة على غيرها في سلسلة االستدالالت
وتكــون أكثــر بداهــة «أن أتــدرج فــي الصعــود شــيئا فشــيئا حتــى أصــل إلــى معرفــة أكثــر األمــور
تركيبــا» حيــث أن الفكــر فــي سالســل االســتنتاج لــه م ارتــب فالفك ـرة البســيطة تكــون متقدمــة
علــى الصعبــة والصعبــة أكثــر تركيبيــا مــن البســيطة« ،بــل افــرض ترتيبــا بيــن األمــور التــي
يســبق بعضهــا بعضــا »،تعــد مرحلــة التركيــب المرحلــة التاليــة بعــد القيــام بالتحليــل حيــث أنهــا
مرحلــة مهمــة عنــد ديــكارت ألنهــا تنبــع مــن قاعــدة التحليــل وتنفتــح علــى الفكــر الفلســفي لهــذا
يبــدأ التفكيــر فــي الحقيقــة البســيطة األولــى التــي يبنــي علــى إثرهــا فيمــا بعــد حقائــق كبــرى أي
يتدرج منها إلى حقائق مركبة.
2-2-2امــكان االســتنباط اســتقرائيا لفعــل الفضــاءات الداخليــة :االســتنباط كاالســتخراج,
ـدر ازئـ ٌـد علــى مجــرد فهــم اللفــظ ,فــإن ذلــك ليــس طريقـ ُـه االســتنباط؛ إذ ـوم أن ذلــك قـ ٌ
ومعلـ ٌ
موضوعــات األلفــاظ ال تنــال باالســتنباط ,وإنمــا تنــال بــه االمــكان ,والمعانــي ,واألشــباه
ُ ِ
ض ُحــه أن االســتنباط اســتخراج األمــر الــذي مــن شــأنه أن والنظائــر ,ومقاصــد المتكلــمَ .يو ّ
ِ
ـدر ازئـ ٌـد علــى معرفــة موضــوع اللفــظيخفــي علــى غيــر مســتَْنِبطه ,ومعلــوم أن هــذا الفهــم قـ ٌ
وعمومــه أو خصوصــه ,واالســتنباط بحســب التحليــل لمناهــج االســتدالل والتحصيــل المعرفــي
علــى أســاس قدرتهــا المــكان فضاءاتهــا الداخليــة فــي البنــى الفكريــة إلــى مفهوميــن أساســين
همــا التفكيــر واالســتقراء .وهمــا يمثــان طرفــي القطبيــة الثنائيــة التــي ميــزت التاريــخ الفكــري
(المعرفــي) مــع غيــاب المــكان وكوامنــه عــن المنظومــة المعرفيــة( 22كمــا تــم توضيحــه فــي
المحــور الفلســفي) .فقــد اختــص التصميــم الداخلــي بالتوجــه المعرفــي العقلــي الــذي يقــول بــأن
حجــر األســاس للعلــم هــو المعلومــات العقليــة األوليــة وعلــى هــذا األســاس تقــوم البنيــات الفوقيــة
للفكــر اإلنســاني ،فــي حيــن اختــص االســتقراء بالتوجــه المعرفــي المتــدارك وهــو الفكــر القائــل
بــأن التامــل والتخيــل هــي المصــدر لجميــع المعــارف البشـرية .ووفقــا للعــادات التقليديــة ،فــان
االســتقراء يســير مــن الجزئيــات الــى ماهــو عــام وامــا االســتنباط فهــو عكــس تاالســتقراء ،اذ
-176-
يســير مــن العــام الــى الجزئيــات والشــك ان هنــاك اســتدالالت اســتنباطية واســتقرائية بالمعنــى
والشــكل والفك ـرة والموضــوع التــي تفــي باغ ـراض النتــاج التصميمــي التصافــه بالخاصيــة
23
الشمولية من حيث االدراك واالستدراك المعرفي
3-2-2الفضــاءات الداخليــة للكاتدرائيــات :فــي عهــد الكاتدرائيــات التــي كانــت هــي المركــز
الدينــي الرئيســي وتمثــل الشــكل الــذي يتــم فيــه خشــوع النفــس فــي مــكان مغلــق ومحــدد ،يلــم
الجماعــة المســيحية فــي داخلــه لتخلــو النفــس الــى ذاتهــا وتســتغرق فــي التأمــل ،فاالختــاء
المســيحي هــو االســتنباط الفكــري العقائــدي فــي الوقــت نفســه تســام اإلنســان فــوق وجــوده
المحــدد وتصالــح للــذات االســتقرائي اإلنســانية مــع خالقهــا هللا عــز وجل.بشــكل كبيــر .ومــع
ذلــك اســتمر التمســك التقليــدي باالســتنباط علــى اآلراء والمفاهيــم الشــكلية وتأثيراتهــا فــي
تصميــم الكاتدرائيــات بشــكل عــام ولكــن االســتنباط المباشــر والغيــر مباشــر كان نتيجــة
التعبيــر عــن الفكــر الروحــي مابيــن تصاميمهــم التــي امتــازت بالحــب الكبيــر لالرتفــاع الســماوي
والشــاهقات الكبي ـرة وكذلــك االســتخدام العــام لنصبهــا الشــكلية فــي الواجهــات محدداتــه
العاموديــة واالفقيــة بينهــا وتحتهــا .لمحاولــة التاثيــر فــي االنطبــاع البصــري للمتلقــي المســتنبط
أذ الهيــكل المعمــاري الواضــح والمثالــي واســتخدام اقــل مــا يمكــن مــن المـواد( .)24وهــذا مــا يؤكــد
مبــدأ العقالنيــة فــي الفكــر والتصميــم( ،)25كمــا هيمنــت الكاتدرائيــات باشــكالها المســتنبطة مــن
الطــرز (االغريقيــة ،الرومانيــة ،الغوطيــة .....الــخ )ؤبكتــل تحمــل نــوع مــن الفخامــة والتعقيــد
أذ تبــدو وكأنهــا تنمــو طبيعيــا مــن األرض،كانــت عناصرهــا تتســع بابـراج وقبــاب للتأكيــد علــى
الكاتدرائيــة البـراز رمزيتهــا االلهيــة ،ونقلــت الطــرز القديمــة وعــادة صممــت الكاتدرائيــات علــى
نهــج الهندســة االســتنباطية الفكريــة المعروفــة بصــورة عامــة فــي حفــظ رمزيتهــا وتكــون
بشــكلين مختلفيــن هــو شــكل البنايــة المســتطيلة الطويلــة وشــكل البنايــة المركزيــة الدائريــة ،كــي
تســتنبط طابعهــا الت ارثــي ضمــن تصميمهــا علــى وفــق النهــج المتبــع المعالــم الكاتدرائيــات
للتعبيــر او التغييــر كمــا حصــل لــكل التصاميــم الداخليــة نتيجــة للحفــاظ علــى االنمــاط
(الطــرز) التاريخيــة بعــد التح ـوالت االجتماعيــة والفكريــة التــي شــهدتها ابنيــة الكاتدرائيــات
القديمــة والحديثــة ،بذلــك كان تمييــز االســاليب المســتنبطة للكاتدرائيــات بصــورة عامــة
بالزخــارف والنقــوش الداخليــة والصــور والتماثيــل التــي شــيدت بعــدة عناصــر مختلفــة كا
(الفسيفســاء ،المرمر،الذهــب ،الفضــة ....الــخ ) ( )26فعمــل المصمــم اوالفنــان المســيحي
ضمــن دائـرة عمــل البنيــة االســتنباطية الثقافيــة والدينيــة فــي الفكــر منــذ القــدم ،فهــو يــرى نفســه
يتمحور ضمن عالقته مع العناصر لتشــكيل النظم الحســية بصدد ترســيخ هذه العالقة وهو
بذلــك يبــدو للنــاس شــخصاً متص ـاً بــاهلل ،انعــم هللا عليــه بفضــل معرفــة مــا خفــي مــن
()27
االمور
مؤشرات االطار النظري
1 1-فعــل اســتنباط المماثلــة علــى أنــه اآلليــة الفكريــة التــي يعمــد إليهــا المصمــم للتوصــل إلــى
حلول بنيوية جديدة
2-2تكمــن فك ـرة االســتنباط فــي التصاميــم الداخليــة فــي توضيــح الغامــض وبيــان الظاهــر
كجدليــه مــا بيــن (االســتدالل واالســتقراء) كحكــم او نتيجــة مبرهنــه للمزاوجــة لخصائــص
العملية العقلية االبداعية مابين المصمم والمستخدم
3-3تتمتع الصيغ االســتدالليه االســتنباطية الفلســفية على ثالث محاور (التحليل ،التركيب
-177-
،االنشاء العقلي )
4-4االســتدالل هــو احــد المحــاور االساســية بنــاءا علــى ماتــم اســتخراج جزئياتــه المنطقيــة
والتى استخدمت من قبل المصمم واخراجها للمتلقي
5 5-الت ازمـ�ن و التداخــل بيــن االســتنباط واالســتقراء مــن خــال أســلوب متكامــل فــي التماثــل
الحركــي ،ضمــن وحــدة معرفيــة تحقــق عالقــة الفضــاء و الزمــن إلعطــاء بعــد تصميمــي
يتسم بالخصوصية
6-6توفيــر اليــات واســاليب اســتنباطية ذات مدلــول اســتقرائي لتجميــع الثنائيــات المتناقضــة
بفعــل مزاوجتهــا مــع ســتراتيجيات تكويــن الشــكل فــي الفضــاء الداخلــي كاالســتعارة
والمفارقة والمقاربة والمبالغة والتجريد .
الدراســات الســابقة :بعــد البحــث والتقصــي فــي د ارســات وبحــوث التصميــم الداخلــي ،لــم
يجــد الباحــث د ارســة قــد تناولــت مجــال البحــث الحالــي (اســاليب االســتنباط لفعــل الفضــاءات
الداخليــة الكاتدرائيــات انموذجــا ) ،لــذا يعتبــر هــذا البحــث متفــردا ضمــن تخصــص
التصميم الداخلي .
الفصل الثالث-اجراءات البحث
منهجيــة البحــث أعتمــد البحــث المنهــج الوصفــي فــي تحليــل عينــة البحــث كونــه األنســب مــع
طبيعــة توجــه المجتمــع المبحــوث ،والــذي يعــد مــن المناهــج العلميــة المهمــة ،إذ ُيشــخص
الظاهرة المبحوثة تشخيصاً دقيقاً عبر تحليل المعلومات بغية تحقيق أهداف البحث.
مجتمــع وعينــة البحــث ضــم مجتمــع البحــث الحالــي الفضــاءات الداخليــة للكاتدرائيــات
العالميـ�ة المعروفــة والتــي كان مجموعهــا ( )19كاتدرائيــة لهــا امــد طويــل فــي مجــال ممارســة
الطقــوس الدينيــة الروحيــة وااللهيــة لتجســيد االســتنباط ..تــم اعتمــاد األســلوب االنتقائــي
القصــدي للعينــة مــن مجتمــع البحــث ،الختيــار نمــاذج تخــدم أهدافــه واألقــرب إلــى تحقيقهــا
والبالغ عددها ( )2أنموذجان مختلفان ،لتعميم النتائج على المجتمع الكلي لمجتمع البحث
طرائــق جمــع المعلومــات :اعتمــد الباحــث لد ارســته الحاليــة فــي جمــع المعلومــات والبيانــات
والتــي انهيــت فــي رفــد البحــث لتحقيــق اهدافــه ومنهــا علــى زيــارة المكتبــات الحكوميــة واالهليــة
والجامعــات المصــورات الفوتوغرافيــة المتمثلــة لمجتمــع البحــث ومواقــع االنترنــت المعتــرف بــه
رسميا
اداة البحــث :لتحقيــق أهــداف البحــث تــم اســتعمال اســتمارة تحليــل اعتمــدت فيهــا المؤشـرات
التي تم استنباطها من اإلطار النظري ،لغرض تحليل النماذج.
وصف وتحليل نماذج العينات
وص��ف العينــة االولـ�ى :كاتدرائي��ة نوت��ردام دو باري(باريـ�س) كاتدرائي��ة نوتــردام
(بالفرنســية ،)Notre Dame de Paris :وبالعربية كاتدرائيـ�ة سـ�يدتنا العــذراء وهــي
كاتدرائية أبرشــية باريس تقع فـ�ي الجانـ�ب الشـ�رقي من إيــل دوال ســيتي (جزيرة المدينــة) علــى
نهر الســين .يمثـ�ل المبنـ�ى تحفة الفن والعمــارة القوطية .ومثــاال علــى األســلوب القوطــي
الذــي ع��رف باس��م (اي��ل دو ازن��س) ..ويعــود تاريــخ إنشــاء المبنــى إل ىالعصــور الوســطى.
الكاتدرائيــة مبنيــة بالطـراز الجوتــي ,ومــن مميـزات المبنــى :قبــة الكنيســة ترتفــع إلــى 33متـ اًر
-178-
ومدعومــة بأق ـواس بــدون وجــود أعمــدة فــي الوسط.ألشــبابيك الزجاجيــة الملونــة (الورديــة): َ
تحتــوي كنيســة نوتــردام علــى ثالثــة شــبابيك زجاجيــة دائريــة ضخمــةُ ,قطــر الشــباك الشــمالي
أمتار.المذبح الرئيسي مبني من البرونز,
َ والجنوبي 13مت اًر ,وقطر الشباك الغربي 10
التحليل األنموذج األول :
1.1اســاليب االســتنباط الشــكلي لهيئــة الفضــاء الداخلــي :إن االنطبــاع األول الــذي تجســد
عبــر رؤيــة منظــورة لواقــع األنمــوذج كشــف عــن مجموعــة مــن آليــات االســتنباط الشــكلي
و تحققــت بجزئيــات أغنــت الفضــاء و ارتبطــت مــع بعضهــا بعالقــة جوهريــة ،وولــدت
احســاس بالتفاعــل بيــن ذاتيــة المصمــم وموضوعــة التصميــم ،مخاطبتـاً بذلــك فكــر المتلقي
باتجاهــات قصديــة تســهم فــي االثــر المترتــب علــى ســلوكه ،وتنظيــم معرفتــه واتصالــه
وتفاعلــه مــع الفضــاء فــي أشــكال اكتســبت قيمــة جماليــة غنيــة بمشــاهد بصريــة متسلســلة
تجســدت في هذا الفضاء.من خالل اســتنباطات وطرز اســتجمعت في الروح المســيحية
مابيــن الجســد والــروح إلث ـراء الجانــب المســتنبط مــن جميــع محــددات الفضــاء والعالقــه
بينهما.
فتمثل االســتنباط الشــكلي في بنية شــكل الفضاء الداخلي وابتعاده عن الشــكل المتعارف
عليــه للكاتدرائيــات عبــر ترجمــة اســلوب المغاي ـرة البعديــة فــي الــدالالت الرمزيــة وااليقونيــة
لهيئة الشكل األساس للفضاء ضمن حقله الوظيفي واستعارته لشكل ثمرة اليقطين وتحويرها
ووضعهــا بشــكل وســياق غيــر متعــارف عليــه ،عمــدت اضافــة التماثيــل المجســمة علــى
محــددات الفضــاء ذات الطــرز اإلغريقــي فــي احــدى جزئيــات األنمــوذج لتفعيــل اســاليب عــدة
منهــا مــا يجعلــه متفــردا منفص ـاً جزئي ـاً بعالقتــه االســتنباطية عــن الفضــاء الكلــي ،ومرتبط ـاً
معــه بالوقــت عينــه بإضافــة عنصــر النقطــة للقبــاب والتــي مثلــت العنصــر األســاس فــي بنائيــة
الفضــاء وتراكبــه مــن دون ابتعــاده عــن الشــكل األســاس لألنمــوذج ،والتــي هــي باألســاس
عنصر رمزي يثري الجانب االستنباطي في كافة جزئياته،
وظهــرت االرضيــة بمســتواها االســاس و بصــورة معاكســة للســقف والجــدران تتضمــن
استنباطا حركياً غير مباش اًر عبر توظيف عنصر النقطة السوادء وبصورة متعاكسة
أمــا علــى مســتوى الجــدار فنجــد إن توظيــف المصمــم اســلوب اقتطــاع جزئــي منتظــم
تضمنتــه اي ـواء إضافــة تكويــن مكــرر للتماثيــل عــن هيئــة الجــزء للشــكل القــوس الدائــري ّ
المضــاف فــي الجــدار مــع فــارق النمــط الونــي الجزئــي مــن التداخــل العالئقــي بيــن الجــدار
المزخــرف وخلفيتــه مولــداً بذلــك مشــاهد بصريــة متنوعــة ،كان الهــدف منهــا إعطــاء حركــة
اســتنباطية اســتقرائية كنتيجــة معــززة مغايـرة بيــن المشــهدين كاســلوب التتابــع الروحــي عملــت
لجاذبيــة زادت مــن درجــه انتبــاه المتلقــي لذلــك االســتنباط ،وإحساســه بالمعنــى الجمالــي
توخــى المصمــم تحقيــق آليــة اشــتغال البنيــة الشــكلية بعالقــات التداخــل
المتحقــق فيــه .وبذلــك ّ
الجزئــي الــذي قـ ّـدم فيهــا اكثــر مــن منطقــة إبصــار متداخلــة فــي المحــددات للمذبــح اظهــر
بوضعــه الرمــزي العقائــدي الدينــي اســتنباطات روحيــة شــكلية بوضعيــة مماثلــه لالنجيــل فضــا
عــن العمــود المســتنبط عــن طريــق حركــة الشــكل األســاس بإضافــة اســتقراءات ســاهمت فــي
تفعيــل عناصـره بصــورة مبهجــة للنظــر ،اال ان هــذا االســتنباط وبالرغــم مــن جماليتــه الشــكلية
-179-
ومماثلتــه للطقــوس الدينيــة فيــه وطبيعــة تصميمهــا ،اال انــه وببســاطته اللونيــة المضافــه اليــه
وفــق اســلوبه االســتنباطي للــون الجــدار البيجــي مــع اضافــة اللــون الذهبــي كداللــه اســتنباطية
للتقلــي مــن التكـرار الشــكلي واللونــي ،بكونهــم يقضــون وقــت أطــول مــن متلقــي الفضــاء مــن
المتلقين العمالهم وطقوسهم الدينية والدنيوية الظفاء طقوس ترانيم الصالة .
2-جدليــة االســتقراء وعالقتــة بــدالالت االســتنباط :وعنــد اســتقرائنا للبنــاء الموضوعــي الــذي
يحمــل دالالت رمزيــة لألنمــوذج أسســت فك ـرة التصميــم جدليــة اهتمــت بواقــع اإلظهــارات
التنظيميــة الشــكلية والبصريــة التــي نســقت فــي أســلوب التصميــم مــع مــا يســتجيب لــدالالت
ضمــن زمــن توظيفهــا ،عبــر انعكاســاتها التــي االســتنباط الفكريــة والماديــة للبيئــة المحيطــة ّ
المدخــات الماديــة واللونيــة التــي أظهــرت بعــداً تطويريـاً ال إمكانيــة االســتقراء المتجانــس مــع ُ
مضمــون الفكـرة ضمــن مدركاتــه الشــكلية التــي بــدت خصائصهــا اإلظهاريــة تحمــل عكســت ّ
روح العصــر وطابعــه المميــز الــذي ارتبــط بالــدالالت الصوريــة وااليقونيــة ،فضــا عــن
األســلوب الذي تميز به المصمم وفي ضوء االســتقراء تولده األشــكال المعنوية ذات الطابع
الغريــزي لــروح المســتخدم وقدســية المــكان الــذي خضــع لــه الشــكل التصميمــي عبــر توظيــف
م ـواد تمثّــل حداثــه العصــر فــي خصائصهــا ،لتمنــح التصميــم ُبعــداً اســتقرائيا ال مألوف ـاً فــي
تشــكيله لهيئــة األنمــوذج علــى قــدر مــا توافقــت بــه مــع الضــرورات الروحيــة الوظيفيــة النفعيــة
،عــن طريــق اســتخدام مــادة الزجــاج الملــون كجدليــة قائمــة مابيــن االســتنباط الخارجــي
ناحيــة المتانــة
واالســتقراء الداخلــي للمعالجــة والتجديــد والتأكيــد علــى الجانــب األدائــي مــن ّ
والمطاوعة وسهولة التشكيل
2.2االعتبــارات التصميميــة المقترنــة باالســتنباط واالســتقراء :اتخــذ األنمــوذج هيئتــه العامــة
عبــر شــكل اســتعاري مســتنبط مــن الطــرز المعماريــة الفرنســية ذو نمــط غيــر منتظــم
جزئــي وكلــي قـ ّـدم تشــكيالً متكــر اًر و وغيــر مخزونـاً فــي الذهــن اعتــادت مــدركات المتلقــي
الحســية علــى وجــود روحيــة الهيــة تحقــق الشــعور بالرهبــة االلهيــة لذلــك الصــرح الكبيــر
الكاتد ارئــي علــى تلقيــه فولــد عنصــر المفاجئــة الرهبويــة والتشــويق ،وبذلــك تحقــق مســار
ديناميكيــة ابســتمولوجية علــى وفــق نظــام ســياقي فرضتــه اقت ارنــات البنــاء الشــكلي
وموضوعيــة الفكــر ،إذ كان لهمــا األثــر الفاعــل فــي تنظيــم اإلدراك واالســتالم البصــري
الروحــي عبــر تنظيــم مت ـوازن حقــق مبــدأ االســتم اررية واالمتــاء فــي تمثيــل المســتوى
األدائي
.3وصــف العينــة الثانيــة :كاتدرائيــة ســانت شــابيل فــي فرنســا بنيـ�ت سـ�انت شـ�ابيل
Sainte-Chapelleفــي أواســط القــرن الــ 13فــي عصــر الملــك لويــس التاســع فــي قلــب
القصــر الملكــي لتحــوي أثــار مســيحية قديمــة مــن بينهــا الصليــب المقــدس وإكليــل الشــوك الــذي
وضــع علــى رأس الســيد المســيح وهــذه أآلثــار نقلــت فيمــا بعــد إلــى كنيســة نوتــردام ،تعتبــر
الكنيســة نموذجــا ممي ـ از مــن البنــاء القوتــي الفرنســي القديــم - ،كاتدرائيــة الكاثوليكيــة هــو
Church.Itالرومانيــة هــي الكنيســة الملكيــة فــي القــرون الوســطى القوطيــة ،وتقــع بالقــرب
مــن قصــر دي ال ســيتي ،علــى إيــل دو ال ســيتي فــي قلــب باريــس ،فرنســا .بــدأت بعــض
-180-
الوقــت بعــد 1239وكــرس فــي 26أبريــل ،1248و regaredتكنولوجيــا فــي ســانت شــابيل
بين أعلى إنجازات الفترة Rayonnantمن العمارة القوطية.
التحليل األنموذج الثاني :
الداخلي:تضمــن األنمــوذج مشــاهد عديــدة
ّ . 1أســاليب االســتنباط الشــكلي لهيئــة الفضــاء
آلليــات االســتنباط الشــكلي بتحققهــا الكلــي والنســبي علــى المســتوى الكلــي والجزئــي للفضــاء
واألصــل البنائــي لهيئتــه الشــكلية ،فنجــد مؤثـرات اســتنباطية فــي جميــع اســاليبه االســتنباطية
الشــكل على المحددات ،تجســدت المســتنبطات على مســتوى المحدد األفقي للســقف األســاس
الــذي بــدا متحقــق بمادتــه اإلنشــائية واشــتراطاته التصميميــة ،خاطــب بــه المصمــم عمــق
عمليــة التصميــم عبــر أُســناد اســلوب إضافــة ناجحــة لتصاميــم القبــب ذات صياغــة شــكلية
أطــرت الســقف بأشــكال هندســية زخرفيــة جســدت وظيفيـاً كقاعــدة حملــت مــن جانــب وحــدات
منظمــة باقتطاعــات االقـواس واالعمــدة الحاملــة لالقـواس والقبــاب وكخلفيــة جماليــة بتصميمهــا
مــن جانــب أخــر ,إن الفخامــة الشــكلية وبالرغــم مــن بســاطة تشــكيالتها (االنــارة ) المعتمــدة
فــي جميــع المحــددات كشــف عــن اســلوب شــكلياً مألوف ـاً لالســتنباط الرمــزي الــدال والمدلــول
مابيــن الــروح والشــمس وصريحــة ترتكــز علــى أســاس علمــي وفنــي ،إال إنــه أعطــى مدلـوالت
تضمنــت توجيــه المتلقــي إلــى الهــدف المعنــي مباش ـرة للمتلقــي وظفــت نحــو غايــة قصديــه ّ
بتصميــم واضــح ذو التأثي ـرات الحياديــة إلعطــاء صفــة الهــدوء وارتقــاء الــروح االلهيــة مــع
الجســد والــروح ومالئمتــا للوظيفــة المقامــة فيــه ،عبــر اســلوب اإلضافــة التــي جــاءت بمتغيــر
شــكلي لبعــض جزئيــات الزجــاج وبتداخــل عالئقــي عبــر مــادة أكســائها ولونهــا (بجميــع االلـوان
التراثيــة للطـراز نفســه ) والعمــل علــى تداخلهــا مــع اســاليب االســتنباط لبيئتــه الخارجيــة إضافــة
االق ـواس والمنحنيــات بصــورة انســيابية أمــا علــى مســتوى المحــدد العامــودي للمذبــح فكانــت
اســاليب االســتنباط أكثــر اشــتغاالً فــي بنيتهــا الشــكلية كاســتنباطات الزخــارف بجميــع جزئياتهــا
(الهندســية ،النباتيــة) ،إذ عملــت بأدائيتهــا كقاعــدة بقيمتهــا الوظيفيــة الدالليــة االيقونيــة
بالتوافــق مــع محــددات الفضــاء بشــكله المقــوس ذات منحــى إيجابيـاً ذو طابــع حمــل جماليــة
تقدم فرصة إلبراز الصور المرسومة على أساس إنها الخلفية الحيادية لالشكال االستداللية ّ
التــي تحملهــا ،الــذي وظــف ألغـراض جماليــة وادائيــة للطقــوس الدينيــة كوحــدات ثابتــة لرجــال
وكبــار الديــن المســيحي فأخــذت دورهــا كوســيلة لتحقيــق االســتنباط الشــكلي فــي بنيتــه أو
عالقته مع العناصر األخرى
.2جدليــة االســتقراء وعالقتــة بــدالالت االســتنباط :إن النظـرة اإلجماليــة لتصميــم األنمــوذج
القدســي للكاتدرائيــات ليكــون وليــد مابيــن الــروح وااللــه كجدليــة متوارثــه روحيــة واتصاليــة
شــعورية اســتنباطية اســتقرائية ولــدت اإلحســاس بالتفاعــل بيــن ذاتيــة المصمــم وموضوعــة
التصميــم ،وظيفــة التصميــم فعنــد اســتقراءنا لالســتنباط الشــكلي موضوعي ـاً ،نجــد إنــه وثيــق
الصلــة بخصوصيــة التصميــم فــي جميــع اج ازئــه ،اذ حققــت فكرتــه فاعليتهــا زمانيــا ومكانيــا،
وذلــك نســبة لفاعليتهــا فــي تحقيــق ومالئمــة الوظيفــة المناطــة للفضــاء وداللتــه الشــكلية المعقــدة
لــه فظهــر بصــورة متموجــة ومتمايلــة مزخرفــة دون انقطــاع علــى محــددات المداخــل واالروقــة
مابيــن الفضــاءات الداخليــة للكاتدرائيــات مولــدة جدليــة ال نهايــة لهــا أكســبت األنمــوذج قيمــة
-181-
جماليــة غنيــة بمشــاهد شــكلية وبصريــة لمخاطبــة قدســية المــكان ،وعلــى مســتويات تفاوتــت
فــي قدرتهــا علــى إثــارة انتبــاه المتلقــي ،أبــدى األنمــوذج فــي بعــده المــادي التكيــف مــع البعــد
الفكــري وكيفيــة صياغتــه ،ممــا أعطــاه ســمات ممي ـزة المرونــة والمتانــة والمطاوعــة لتشــكيل
يتالئــم مــع طبيعــة الوظيفــة التصميميــة اتخــذت أدوا اًر مصاحبــة للمعنــى الجمالــي المتحقــق
ضمــن الحقــل الــذي وظفــت فيــه ،وبذلــك نجــد التحقــق للبعــد المــادي المصاحــب بحضــوره ّ
لجدليات الشــكل ،ومســتجيبة لتأثيرات االســتقراء الفكرية ،اال انه في ذات الوقت كشــف عن
توظيــف مـواد تقليديــة شــكلت صفــة متداولــة فــي تصاميــم مماثلــة للكاتدرائيــات زمانيـاً ومكانيـاً،
وتــم التوصــل بإمكاناتهــا الحاليــة إلــى االســتنباط الشــكلي المطلــوب ،لذلــك نجــد إن البعــد
الروحي أفصح عن تحققه النسبي لذلك االستقراء الشكلي.
.4عتبارات التصميمية المقترنة باالستنباط واالستقراء :حقق التناسب الشكلي لألنموذج
عبــر محدداتــه و توزيــع مواقــع األج ـزاء الفضائيــة علــى مســتوى نــوع الفعاليــة انســجاماً مــع
األداء الوظيفــي ،وبعالقتــه جماليــا وتعبيري ـاً مــع األج ـزاء األخــرى علــى مســتوى الــكل بمــا
امتــازت بــه المحــددات مــن مميـزات عــدة عبــر التنظيــم المتداخــل الــذي قـ ّـدم معطــى ايجابيـاً
فــي انســيابية االنتقــال البصــري واالتصــال علــى مســارات عموديــة وأفقيــة بيــن الفضــاء
وضوحيــة االســتنباط الشــكلي لألنمــوذج ،فظهــور بنمــط منتظــم ذي ّ والوصــول إليهــا عبــر
شــكل متقطــع بااقـواس واعمــدة ،عــزز ســمة االمتــداد البصــري واالســتم اررية فيــه ،فضــا عــن
مــا يعــززه االســتقراء الشــكلي عبــر اســلوب االســتباط القببــي بعــدة اســاليب لالتجاهيــة عبــر
المتضمــن فيــه وبذلــك تحقــق
ّ المحــور الطولــي والعرضــي باعتمــاده طبيعــة التوجيــه والتكويــن
مســار الحركــة علــى وفــق نظــام ســياقي فرضتــه اســلوب البنــاء الشــكلي وموضوعيــة الجــذب،
مــن خــال وضــع صــورة مماثلــة عــن طريــق المجســمات كالتماثيــل الموجــودة فــي شــكل البنيــة
الكليــة للفضــاء واتصالــه بتقاطعــات القبــاب كاتصــال الــروح مــع الســماء وباتخــاذ فتحــات
زجاجيــة ملونــة عالئقيــة فــي محــددات الفضــاء لتحقيــق عمليــة اســتنباطية متوارثــة بالقيــم
الحضاريــة مابيــن الداخــل والخــارج وعالقــة الــروح بينهمــا مــن خــال االقت ارنــات االســتقرائية
للفضــاء وهــذا مــا جعــل مــن فضــاء الكاتدرائيــات متحقــق فــي مطابقتــه لشــروط الطقــوس
الدينيــة فــي الجــزء المخصــص لهــذا الغــرض والمتطلــب الوظيفــي مــن الناحيــة االدائيــة
الوظيفية والجمالية
الر ِب ُع -النتائج ومناقشتها ال َف ْص ُل َّا
ـدد مــن النتائــج علــى وفــق محــاور توصــل البحــث عــن طريقــة تحليــل النمــاذج المنقــاة إلــى عـ ٍ
التحليل وعلى الوجه اآلتي-:
1.1بينــت نتائــج التطبيــق علــى األنموذجيــن فيمــا يخــص اســاليب االســتنباط الشــكل لبنيــة
المحــددات ،تحقــق فعــل االســتدالل (االســتنباط ) فــي األنموذجيــن ،أمــا فعــل اســلوب
(االســتقراء) فقــد تحقــق فــي األنمــوذج األول فــي األنمــوذج الثانــي تحقيــق كامــل ،وتحقــق
االستنباط ألبعدي الروحي العقائدي تحقيقا كامال في االنوذجين .
2.2امــا فيمــا يخــص اســاليب الــدالالت الفكريــة المســتنبطة فــي موضــع الشــكل ،فقــد تحققــت
-182-
اســلوب االخت ـزال والتضخيــم للمحــددات الشــكلية بالنســبة لألنموذجيــن كليــا لألنمــوذج
األول وعلى مستوى الجزء لألنموذج الثاني.
3.3اقتــرن األنموذجيــن علــى مســتوى العالقــات مابيــن الــروح والجســد ووظائفــه االدائيــة،
فجــاءت العالقــات الفضائيــة متحققــة بالنســبة لألنموذجيــن و التنظيميــة فــي تحقيــق
االسستنباط من كتب االنجيل متحققة في األنموذج األول والثاني: ،
.4اســهم البعــد الفكــري علــى مســتوى العناصــر البنائيــة للكاتدرائيــات مابيــن الجــدل وعالقاتــه
الداللية من افكار مستنبطة من المسيح وتوظيفها داخل الفضاء ،بتحققها لألنموذجين.
.5ابــدى األنمــوذج االول تحققـاً فــي بعــده المــادي ،امــا االنمــوذج الثانــي فتحقــق بصــورة كليــة
نســبتاً الحتوائــه علــى مـواد الزجــاج الــى التــي ترتبــط عالقتــه مابيــن الداخــل والخــارج عالقــة
متحققة كليا .
.6تحقــق الفعــل الوظيفــي االســتنباطي واالســتقرائي االدائــي بصــورة كليــة فــي االنمــوذج االول
و االنمــوذج الثانــي ،امــا الفعــل الوظيفــي الجمالــي والتعبيــري جــاء معب ـ ار عــن الشــعور
بالفخامــة والرهبــة واألصالــه لمــا يحملــه االنســان مــن مضاميــن فكريــة استشـراقية فقــد تحقــق
في كال االنموذجين.
.8بينمــا تحقــق فعــل الطـراز مابيــن الروحيــة والقدســية بصــورة عاليــة علــى المســتوى الفكــري
والمــادي واالســلوبي لالنموذجيــن األول والثانــي ،بينمــا ابتعــد عــن إضفــاء التكنولوجيــا
الحديثة ليتم الحفاظ على ط ارزه معماريا وداخليا فقد تحقق في األنموذج األول و الثاني.
االستنتاجات
أســفر البحــث عبــر النتائــج التــي تــم اســتنباطها مــن عمليــة التحليــل ومقارنتهــا بالمؤش ـرات
المستخرجة ضمن االطار النظري ،عن مجموعة استنتاجات يمكن اجمالها بما يلي :
1.1اظهــرت نتائــج البحــث مجموعــة مــن الحقائــق تمثلــت بفاعليــة توظيــف كل مــن (االســتعارة
،االســتنباط ،االســتدالل كاســاليب مســتنبطة فــي الفضــاءات الداخليــة إلرســائها كدعائــم
تســند التصميــم االســتقرائي ،وتبعــث فيــه جماليــة متحققــة ترضــي المتلقــي بمــا تحملــه مــن
قيــم روحيــة ودينيــة تالءمــت مــع غايــات المصمــم لتوليــد مشــاهد بصريــة متنوعــه تعمــل
علــى إثــارة أحاســيس المتلقــي ،اســهمت العوامــل الفكريــة التقليديــة القديمــة كأبعــاد مؤث ـرة
فــي عمليــة االســتباط النــه مــوروث حضــاري فكــري بجزئياتــه الشــكلية معتمــدة مــن قبــل
المصمــم كركائــز متبعــة ضمــن مبادئــة الخاصــة ،وتوظيفهــا باســلوب فاعــل وانتقائيــة عاليــة
للمــادة للخــروج بصياغــات متفــردة ومعاص ـرة تتوافــق مــع متطلبــات العصــر الفكــري
والداللي .
2.2اعتمــاد المصمميــن العالمييــن فــي اســتنباط الكاتدرائيــات اســلوباً يحاكــي لغــة العصــر ذو
-183-
قيــم شــكلية اســتعارية وابعــاد وقياســات مغاي ـرة فــي األنموذجيــن حققــت بذلــك االســتدالل
الشــكلي عبــر الفاعليــة الذاتيــة لهــم ،لالرتقــاء بمنظومــة التلقــي البصــري لفضــاءات
الكاتدرائيات الى مستويات اكثر عمقا يحكمها الفعل الديني في قدسية المكان .
3.3اعتمــاد نظامــا تصميميــا يعتمــد علــى الحركــة الشــكلية واالثــارة مــن خــال العالقــات
التنظيميــة و البصريــة للقبــاب بقصــد التنــوع والمتعــة البصريــة للمتلقــي ،فجــاءت اســتنباط
المعطيــات باســاليب تزيــد مــن فاعليــة المتلقــي باالســتقراء مــع العناصــر الشــكلية المزخرفــة
للفضاء .
عبــرت4.4تتحقــق اســاليب (االســتنباط ،االســتقراء ) عبــر جدليــة الكشــف عــن داللــة منطقيــة ّ
ضمــن حــدود فضائيــة محــددة ومنظمــة عنهــا الفك ـرة التصميميــة وقدرتهــا علــى التأثيــر ّ
ضمــن البيئــة وظيفي ـاً (أدائيــة وجماليــة وتعبيريــة) واســتقصاء حالــة مــن التواصــل بينهمــا ّ
(الطبيعيــة والدينيــة واالجتماعيــة والثقافية..وغيرهــا) التــي تعــد محف ـزات مهمــه الســتنباط
الشــكل عبــر لغــة ح ـوار حملــت فــي ســماتها طابع ـاً دينيــا شــكلياً للطــرز الفكريــة المؤث ـرة
والمتأث ـرة بانتهــاك الشــكل ،مخاطبــا ح ـواس المتلقــي بإظهارهــا اســتقراء شــكلي للمحــددات
منعكس من وعلى البيئة المحيطة للتصميم.
الحواشي
-1ينظر :العين للخليل بن احمد ،184 / 4و معجم ومقاييس اللغة ألبن فارس . 537 / 2
- 2ينظر :تهذيب اللغة لألزهري . 250 / 13
3-معاني القرآن واعرابه للزجاج 83 / 2
4شرح شذور الذهب ،ابن هشام ،تحقيق محيي الدين عبد الحميد ،ص . 14
.5كانت ،عمانوئيل ,نقد العقل المجرد ،ترجمة احمد الشيباني ،دار اليقظة العربية ،بيروت.ص 54
.6جون ديوي – المنطق ،نظرية البحث ،ترجمة د؟ زكي نجيب محمود ،القاهرة ،دار المعارف،
الطبعة الثانية 1969،ص649
. 7فرانك ،فيليب فلسفة العلم ،ترجمة علي علي ناصف ،المؤسسة العربية للدراسات والنشر ،الطبعة
االولى 1938.ص115
. 8األكليل في استنباط التنزيل ،للسيوطي (ت911 :هـ) ،تحقيق :عامر بن علي الصرابي ،دار
الخضراء ،جدة ،ط 1422 ،ه
. 9عن البالغة ..دراسة في تحوالت المفهوم ،مصدر سبق ذكره ص77
. 10المصدر السابق ص177
.11ينظر :المصدر السابق ،ص178
.12حبيب اعراب ،الحجاج واالستدالل الحجاجي ،عالم الفكر ،العدد ،2004 ،61ص79
.13ف ارنــك ،فيلي��ب فلســفة العلــم ،ترجمـ�ة علـ�ي علـ�ي ناصــف ،المؤسسـ�ة العربيـ�ة للد ارســات والنشــر ،الطبعـ�ة
االولى ،1983ص.115
.14ليانا جابر ،مها قرعان .أنماط التعلم النظرية والتطبيق ،الطبعةاألولي،رام هللا،فلسطين ،مركز
القطان للبحث والتطوير التربوي 2004.ص 88
15رمــزي ،نبيــل اســكندر .االغتـراب وأزمــة اإلنســان المعاصــر (،اإلســكندرية :دار المعــارف الجامعيــة
) 1988 ،ص . 279
16العشــماوي ،محمــد زكــي ،المســرح أصولــه واتجاهاتــه المعاص ـرة ( مــع د ارســات تحليليــة مقارنــة ) ( ،
بيروت :دار النهضة العربية للطباعة النشر ،د .ت ) ، ،ص . 82
-184-
17العشماوي ،محمد زكي ،المصدر السابق نفسه ،ص . 82
18اسكندر ،نبيل رمزي ،المصدر السابق نفسه ،ص . 279
(*) فيجد كيركيجارد ان التحريم يوقظ القلق المندس في حضن البراءة التي ال توجد بغير القلق .
للمزيــد ينظــر :إمــام ،عبــد الفتــاح أمــام ،تطــور الجــدل بعــد هيجــل ،ج ( ، 3القاهـرة :مكتبــة مدبولــي،
، )1997ص . 422- 421
19ينظــر :ماكــوري ،جــون .الوجوديــة ،ت :إمــام عبــد الفتــاح إمــام ( ،القاه ـرة :دار الثقافــة للنشــر
والتوزيع ، ) 1986 ،ص 241ـ . 242
20اسكندر ،نبيل رمزي .المصدر السابق نفسه ،ص. 280
.21الجابــري ،محمــد عابــد« ،بنيــة العقــل العربــي :د ارســة تحليليــة نقديــة لنظــم المعرفــة فــي الثقافــة العربيــة»،
مركز دراسات الوحدة العربية ،بيروت.1987 ،ص25
22 Pap,Arth,An Introduction to the Philosophy of Science, NEW ork,
1962,p.139
23منصــور المخلصــي ،الكنيســة عبــر التاريــخ -سلســلة (قديســون وابــاء الكنيســة) ،3مطبعــة المشــرق،
بغداد ،1997 ،ص.48
24الجادرجي رفعت.حوار في بنية الفن والعمارة.رياض الريس 1991.ص68
.25االب بطرس حداد كنائس بغداد ودياراتها .بغداد .1994ص49
المصادر
1 .1ينظر :تهذيب اللغة لألزهري . 250 / 13
2 .2اإلكليــل فــي اســتنباط التنزيــل ،للســيوطي (ت911 :هــ) ،تحقيــق :عامــر بــن علــي
الصرابي ،دار الخضراء جدة ،ط 1422 ،ه
3 .3الجابــري ،محمــد عابــد« ،بنيــة العقــل العربــي :د ارســة تحليليــة نقديــة لنظــم المعرفــة فــي
الثقافة العربية» ،مركز دراسات الوحدة العربية ،بيروت.1987 ،
4 .4ف ارنــك ،فيليــب فلســفة العلــم ،ترجمــة علــي علــي ناصــف ،المؤسســة العربيــة للد ارسـ�ات
والنشر ،الطبعة االولى1938.
5 .5ليانــا جابــر ،مهــا قرعــان .أنمــاط التعلــم النظريــة والتطبيــق ،الطبعةاألولــي ،رام هللا،
فلسطين ،مركز القطان للبحث والتطوير التربوي.2004
6 .6االب بطرس حداد كنائس بغداد ودياراتها .بغداد .1994
7 .7الجادرجي رفعت .حوار في بنية الفن والعمارة.رياض الريس 1991.
8 .8حبيب اعراب ،الحجاج واالستدالل الحجاجي ،عالم الفكر ،العدد ،2004 ،61
9 .9جون ديوي – المنطق ،نظرية البحث ،ترجمة د؟ زكي نجيب محمود ،القاهرة ،دار
المعارف ،الطبعة الثانية1969،
1010رمزي ،نبيل اسكندر .االغتراب وأزمة اإلنسان المعاصر (،اإلسكندرية :دار
المعارف الجامعية .) 1988 ،
-185-
1111شرح شذور الذهب ،ابن هشام ،تحقيق محيي الدين عبد الحميد ،
1212العشــماوي ،محمــد زكــي ،المســرح أصولــه واتجاهاتــه المعاصـرة ( مــع د ارســات تحليليــة
مقارنة ) ( ،بيروت :دار النهضة العربية للطباعة
1313ف ارنــك ،فيليــب فلســفة العلــم ،ترجمــة علــي علــي ناصــف ،المؤسســة العربيــة للد ارســات
والنشر ،الطبعة االولى1938.
1414كانــت ،عمانوئيــل ,نقــد العقــل المجــرد ،ترجمــة احمــد الشــيباني ،دار اليقظــة العربيـ�ة،
بيروت.
1515معاني القرآن واعرابه للزجاج . 83 / 2
1616منصور المخلصي ،الكنيســة عبر التاريخ -سلســلة (قديســون واباء الكنيســة) ،3مطبعة
المشرق ،بغداد، 1997 ،
1717ينظر :العين للخليل بن احمد ،184 / 4و معجم ومقاييس اللغة ألبن فارس 2
18. Pap,Arth,An Introduction to the Philosophy of Science, NEW
york, 1962,p.139
-186-