You are on page 1of 18

‫أساليب االستنباط لفعل الفضاءات الداخلية‬

‫*‬
‫أ‪ .‬د ‪ /‬فاتن عباس لفته األسدي‬
‫**‬
‫إياد طارق نجم عبود الدليمي‬
‫ملخص البحث‬
‫تتشــكل الفضــاءات الداخليــة للكاتدرائيــات مــن عناصــر تصميميــة منطقيــة تحمــل فــي بنيتهــا‬
‫الشــكلية الظاهـرة اســتنباطات واســتقراءات ذات قيــم ادائيــة وجماليــة تحمــل فــي ثناياهــا الكامنــة‬
‫قيمــا اعتباريــة دالليــة ذات خصائــص فكريــة وعقائديــة تكــون دافعـاً وعامـاً أساســا فــي تشــكيل‬
‫االســتنباط الشــكلي للظاه ـرة ‪ ,‬ومــن خــال ذلــك فقــد شــكل دافع ـاً لصياغــة المشــكلة البحثيــة‬
‫المتمثلــة باآلتــي ‪( :‬يخلــو التصميــم الداخلــي الــى مفهــوم االســتنباط مابيــن البعــد والغرابــة‬
‫االستقرائية ولذلك يحتاج الى معرفة وتفسير الى الدالالت الشكلية والرمزية ) ‪.‬‬
‫‪1 .1‬ومــن هنــا يهــدف البحــث الــى وضــع اســاس معرفــي يهتــم بكشــف المتغيـرات التــي تؤثــر‬
‫علــى االســتنباطات الشــكلية لعناصــر الفضــاءات الداخليــة للكاتدرائيــات ومــن خاللهــا‬
‫نرجو تحقيق اآلتي من االهداف‬
‫‪Abstract‬‬

‫‪Interior spaces of cathedrals made up of design elements logical‬‬


‫‪bearing in its formal phenomenon deductions and extrapolations of‬‬
‫‪performance today and aesthetic values ​​carries with it inherent‬‬
‫‪valuable legal tag with intellectual and ideological characteristics be‬‬
‫‪a motivation factor mainly in the formation of the elicitation formality‬‬
‫‪of the phenomenon, and in doing so has the form of a motivation to‬‬
‫‪formulate a research problem of the following: (((free interior design‬‬
‫‪to the concept of extraction between the dimension and the strangeness‬‬
‫‪inductive therefore need to know and to interpret the implications of‬‬
‫‪the formal and symbolic))).‬‬
‫‪Hence the research aims to develop knowledge base cares to reveal‬‬
‫‪the variables that affect Alasenbatat the formal elements of the‬‬
‫‪interior spaces of the Cathedrals and through it we hope to achieve‬‬
‫‪the following goals:‬‬
‫الفصل األول‬
‫‪ 1-1-‬مشــكلة البحــث اتســم موضــوع االســتنباط كونــه مــن المعــارف المنطقيــة االســتداللية‬
‫التي لم يتطرق إليه احد المعالم المعرفية العقلية والتطبيقية في المجاالت الفنية وباألخص‬

‫* كلية الفنون الجميله‪ /‬جامعة بغداد‬


‫** باحث في كلية الفنون الجميلة‪ /‬جامعة بغداد‬

‫‪-169-‬‬
‫الذكــر (التصميــم الداخلــي ) علــى وجــه التتبــع واالســتيعاب مــن خــال مــا تــم التتابــع اليــه‪،‬‬
‫بالرغــم مــن اشــتمال المعــارف االخــرى علــى مفــردات اســتنباطات دقيقــة ومتباينــة فــي مفاهيــم‬
‫فلســفية متعــددة مــن (فلســفة وعقيــدة وآداب ولغــة )‪ ،‬والتــي يظهــر قيمتهــا فــي مــا ينتــج عنهــا‬
‫مــن ثمـرات تطبيقيــة فــي جميــع أنـواع المعــرف واقتباســه بيــن النصــوص الفكريــة ‪،‬ومــا علينــا‬
‫إال أن نســتخرجها اال عن طريق اســاليب االســتنباط المنطقي ويشــير الى اســتالل او انتقال‬
‫الذهــن مــن قضيــة او عــدة قضايــا وهــي المقدمــات الــى قضيــة اخــرى والنتيجــة وفــق قواعــد‬
‫المنطــق وليــس بــازم ان يكــون انتقــاال مــن العــام الــى الخــاص او مــن الكلــي الــى الجزئــي‬
‫ومــن اوضــح صــورة البرهنــة لالنتقــال مــن الشــي الــى مســاويه بــل مــن الخــاص الــى العــام‬
‫والفلســفة األرســطية بــاب منــه واســاس االنتقــال مــن الكلــي الــى الجزئــي ويكــون وفــق اســلوبين‬
‫منــه االســتنباطي واالســتقرائي إذا كان التصميــم وعــاء للفكــر‪ ،‬وأداة مــن أدوات تجســيده‪،‬‬
‫بوصفهــا ناتجــا حضاريــا وقيميــا‪ ،‬يحمــل بيــن ثنايــاه كمــا واســعا مــن الحصيلــة المعرفيــة‬
‫ألفــكار‪ ،‬وخواطــر‪ ،‬وتصــورات القائميــن عليــه‪ ،‬فهــي قــد تعرضــت كغيرهــا مــن جوانــب الفكــر‬
‫اإلنســاني األخــرى ومنــذ أن نظــر لهــا اإلنســان بهــذا المنظــار إلــى محــاوالت متعــددة لنمذجتهــا‬
‫وكشف كوامنها الفكرية‪.‬فضال عن ذلك فان الخصوصية التي تتمتع بها العملية التصميمية‬
‫بشــكل عام (والتصميم الداخلي بشــكل خاص)‪ ،‬بســبب احتوائها على كثرة من جوانب فنية‬
‫حدســية‪ ،‬وذاتيــة‪ ،‬وعرفيــة‪ ،‬كانــت تجعــل مــن مجــرد الولــوج إلــى مثــل هــذه التوصيفــات مــا‬
‫ينشــئ تخوفــا‪ ،‬يشــكل هاجســا مــن القلــق للعامليــن فــي التصميــم الداخلــي ‪ ،‬لمــا يمكــن أن‬
‫تتضمنــه مــن رؤى‪ ،‬قــد تكــون فيمــا بعــد قوالــب تخلــق حاج ـ از مــن الجمــود الذهنــي لعمــل‬
‫المصمــم وإذا اتفــق علــى احتـواء العمليــة التصميميــة علــى بنيــة منطقيــة فكريــة تعمــل بمـوازاة‬
‫الســلوك التصميمــي وتشــكل المحــرك الــذي يعمــل علــى خلــق النتــاج التصميمــي‪ .‬اذا تمركــزت‬
‫المشــكله البحثيــه بتســاؤل ((مــا قــدرة االفــكار والتصاميــم علــى مجــاراة التحـوالت الوجوديــة‬
‫والمعرفيــة للــذات البشــرية التصميــم الداخلــي الــى مفهــوم االســتنباط مابيــن البعــد والغرابــة‬
‫االستقرائية لمعرفة وتفسير الدالالت الشكلية والرمزية ))‬
‫‪ - 2-1‬أهميــة البحــث تتجلــى اهميــة البحــث الحالــي فــي انــه خطــوة مهمــة فــي د ارســة‬
‫وتحديــد مفهــوم االســتنباط (البرهنــة ‪ ،‬التحقيــق) وتطبيقاتهــا الفكريــة فــي التصميــم الداخلــي‬
‫من الممكن أن تســهم هذه الد ارســة في بلورة الوعي الفكري المنطقي (االســتنباط ‪ ،‬االســتقراء‬
‫) مابين التعرف على ماهو ظاهر ومخفي من مفاهيم اتصالية ومدى ارتباطها بالفضاءات‬
‫الداخليــة للكاتدرائيــات المعاص ـرة مابيــن التداوليــة التــي يســتنبطها المتلقــي ‪.‬يعــد اضافــة‬
‫معرفيــة جديــدة تنيــر لطالبــي المعرفــة مــن االختصــاص والمقــارب لهــذا االختصــاص وتعــزز‬
‫المكتبة بهذا النوع من البحث ‪.‬‬
‫‪ -3-1‬أهــداف البحــث الكشــف عــن اســاليب الــدالالت الشــكلية الرمزيــة والياتهــا التعبيريــة‬
‫لالســتنباط فــي الفضــاءات الداخليــة الكاتدرائيــة ‪.‬فضــا عــن التعــرف علــى االســتنباطات‬
‫الشكلية واالستقراءات الفعلية وايجاد صيغ االستدالل بينهما ‪.‬‬
‫‪ -4-1‬حدود البحث ‪.‬‬
‫‪-170-‬‬
‫الحــدود الموضوعيــة ‪ :‬د ارســة االســتنباط واالســتقراء للفضــاءات الداخليــة (الكاتدرائيــات)‬
‫ولألجزاء التالية (التي تحمل تأويالت استنباطية واستقرائية ) ‪.‬‬
‫الحــدود المكانيــة ‪ :‬اقتصــر البحــث علــى الكاتدرائيــات العالميــة التــي ما ازلــت تحمــل بطياتهــا‬
‫االساليب االستنباطية ‪.‬‬
‫الحــدود الزمانيــة ‪ :‬تــم تحديدهــا بأوقــات م ارحــل متفاوتــة إليجــاد الطــرز الفكريــة االســتنباطية‬
‫االثرائية ذات االصالة إلظهار الجانب األدائي والجمالي‬
‫‪ 1-5-‬تحديد المصطلحات‬
‫االســتنباط فــي اللغــة ‪ :‬االســتنباط مصــدر نبــط والنــون والبــاء والطــاء فــي لغــة العــرب كلمــة‬
‫تــدل علــى اســتخراج الشــيء واالنتهــاء إليــه ‪ .1‬واســتنبط الفقيــه ‪ :‬إذا اســتخرج الفقــه الباطــن‬
‫باجتهــاده وفهمــه ‪ .2‬االســتنباط فــي اصطــاح ‪ :‬االســتنباط قــدرة ازئــدة علــى مجــرد إدراك‬
‫المعنى الظاهر ‪ ،‬ومن ثم عز وجوده ‪ ،‬وصعب إدراكه ‪ ،‬وال يؤتاه كل احد‪.3‬‬
‫معنــى الفعــل فــي اللغــة هــو نفــي الحــدث الــذي يحدثــه الفاعــل مــن قيــام قعــود او نحوهمــا‬
‫(الفعــل كنايــة عــن كل عمــل متعــد ‪.‬فعــل يفعــل فعــا وفعــا ‪ ..‬واالســم الفعــل والجمــع الفعــال‬
‫‪4‬‬
‫والفعل بالفتح‬
‫اصطالحا ‪.‬‬
‫التعريف االجرائي‬
‫اســتنباط الفضــاءات الكاتدرائيــة الوجــود لتأويــات الفكــر المنطقــي االســتداللي بفعــل‬
‫المعنــي المســتنبط بــدالالت وفــق محدداتــه الداخليــة حــول جدليــة مــا كان مخفــي واســتقرائه‬
‫معلــن للوجــود فــي براهيــن اســتنباطية مباشــرة او غيــر مباشــرة لربــط كالم لــه بمعنــى‬
‫بمدلــول كأن يكــون بداللــة إشــارة أو داللــة مفهــوم ذات عقائــد دينيــة روحيــة متجســدة‬
‫على الروح االلهية ومقوماته االستخراجية‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪-‬اإلطار النظري والدراسات السابقة‬
‫المبحــث األول ‪ -‬االســتنباط واتجاهاتــه الفلســفية ‪ -‬االطــاع علــى الجــذور التاريخيــة ألي‬
‫فــرع مــن فــروع المعرفــة يعــد الزمــا لفهــم المــدركات الموضوعيــة بالصــورة التــي هــو عليــه االن‬
‫لتمثيــل بالمعرفــة الكونيــة و الضروريــة لــكل مــن اراد المعرفــة والتفكيــر علــى احــد مياديــن العلــم‬
‫ولمــن يريــد ان يقــدم اســهامات منطقيــة معرفيــة جديــده لكــي يبــدع بهــا لقــد نــال االســتنباط قــد ار‬
‫كبيــر مــن االهتمــام عنــد علمــاء النفــس والمنطــق والفلســفة منــذ زمــن بعيــد الــى الدرجــة التــي‬
‫وصــف فيهــا (تومــاس االكوينــي ) المنطــق االســتداللي االســتنباطي بانــه الفــن الــذي يكلــف‬
‫العمليــات العقليــة قيــادة منظمــة خاليــة مــن االخطــار وحينمــا يكــون االســتنباط فــي عنايــه‬
‫خاصــه ال يقصــدون ذلــك التقليــل مــن شــان االنمــاط االخــرى للتفكيــر وانمــا انصــت بلورتهــم‬
‫علــى النمــط التفكيــر الصــوري ألنــه مــن أنمــاط التفكيــر العقلــي وهــي احــدى االنمــاط المهمــة‬
‫الى كشف الحقائق وتنميه المعرفة‪. 5‬‬
‫فيمــا يخــص (االســتقراء ‪ ،‬االســتنباط)‪ ،‬الي ـزال ميــدان المنطــق – كمــا يقــول (جــون‬
‫ديــوي‪ )1952-1859( )Dewey‬مليئــا ببقايــا التصــورات المنطقيــة التــي تــم تكوينهــا فــي‬
‫عهــد ســابق لتطويــر المنهــج العلمــي والفلســفي ‪ ،‬وبعــض هــذه البقايــا متماســك تماســكا يقــل‬
‫‪-171-‬‬
‫ويكثــر هنــاك ‪ ،‬وبعضهــا االخــر يشــبه االنقــاض شــبها يقــل هنــا ويكثــر هنــاك ‪ .‬وعلــى ذلــك‬
‫– وكمــا يؤكــد جــون ديــوي – فليــس فــي مــادة الد ارســات المنطقيــة مجــال يتطلــب الشــمولية‬
‫‪6‬‬
‫لجانبه النظري بمثل الضرورة الملحة التي يتطلبه ها االستقراء واالستنباط‬
‫إن االستدالل الذي يمارسه الفكر البشري يمكن تقسيمه إلى قسمين رئيسيين هما االستنباط‬
‫واالســتقراء ولــكل منهــا منهجــه الخــاص وطريقــه المتميــز ونريــد باالســتنباط كل اســتدالل التــي‬
‫تكون منها ذلك االســتدالل ففي كل دليل اســتنباطي تجيء النتيجة دائما مســاوية أو أصغر‬
‫مــن مقدماتهــا ومنــذ بــدأ اإلنســان يــدرس مناهــج االســتدالل والتفكيــر ويحــاول تنظيمهــا منطقيــا‬
‫طــرح علــى نفســه السـؤال التالــي‪ :‬هــل أن المقدمــات التــي تقررهــا فــي الدليــل االســتنباطي أو‬
‫االســتقرائي صحيحــة حقــا فكيــف يتــاح لــك أن تخــرج منهــا بنتيجــة وتتخــذ تلــك المقدمــات ســببا‬
‫كافيــا لتبريــر االعتقــاد بهــذه النتيجــة؟ وقــد أدرك اإلنســان لــدى مواجهــة هــذا السـؤال ثغـرة فــي‬
‫تركيــب الدليــل االســتقرائي ال يوجــد فــي الدليــل االســتنباطي مــا يماثلهــا ففــي االســتنباط يرتكــز‬
‫اســتنتاج النتيجــة مــن مقدماتهــا دائمــا علــى مبــدأ عــدم التناقــض ويســتمد مبــرره المنطقــي مــن‬
‫هــذا المبــدأ ألن النتيجــة فــي حــاالت االســتنباط مســاوية لمقدماتهــا أو أصغــر منهــا كمــا فــي‬
‫حــاالت االســتقراء فــان الدليــل االســتقرائي يقفــز مــن الخــاص إلــى العــام ألن النتيجــة فــي‬
‫وقــد قســم الفالســفه‬ ‫الدليــل االســتقرائي أكبــر مــن مقدماتهــا وليســت مســتبطنة فيهــا‪.7‬‬
‫االستنباط الى ثالث انواع‬
‫االســتنباط الصــورى ‪:‬ويقصــد بــه االســتنباط المنطقــى الخالــص ‪,‬وهــو كل قــول يتالــف مــن‬
‫قضيتين او اكثر متى سلمنا بصحتها لزم عنهما الضرورة قضيه ثالثه ‪.‬‬
‫االســتنباط التحليلــى ‪ :‬وهــو االســتدالل المؤلــف مــن مقدمــات مركبــه إذا وضعــت اســتخرج‬
‫العقــل بســائط داخلــه فيــه كالبرهــان التحليلــى فــى المؤلــف مــن سلســله مــن القضايــا اولهــا‬
‫القضيه المراد اثباتها واخرها‬
‫القضيــه المعلومــه ‪,‬فــاذا انتقلنــا مــن االولــى لالخي ـرة كانــت كل قضيــه نتيجــه للتــى بعدهــا ‪,‬‬
‫وكانت القضيه االولى نفسها هى نتيجه لالخيرة‪.‬‬
‫االســتنباط االنشــائى او التركيبــى‪ :‬وهــو انتقــال مــن المبــادئ البســيطه الــى المركبــه ‪،‬او‬
‫بمعنــى اخــر االنتقــال مــن الخــاص للعــام عكــس االرســطى الــذى ينتقــل مــن الكلــى الــى‬
‫‪8‬‬
‫الجزئى‬
‫لقــد ارتبطــت الوضعيــة عنــد المفكريــن األوائــل أمثــال افالطــون وأرســطو وشيشــرون ب ـ‬
‫ـارة التــي ال يمكــن أن تتحــول عبــر المتغيـرات‬ ‫“ فـ�ن اإلقناــع” لكنه��ا ل��م تب��ق عنــد الثوابــت القـ ّ‬
‫الزمنيــة‪ ،‬حيــث فجــر »بيرلمــان« ثــورة تتمثــل فــي التعديــل الــذي أحدثــه فــي النظــام األرســطي‬
‫((وبالخصــوص فــي التمييــز بيــن الوضعيــة المنطقيــة “‪ ”logos‬والوضعيــات المرتبطـ�ة‬
‫بطبائ��ع االداء والمتلق��ي “‪ ”pathos‬وبي��ن األسـ�اليب الخطابيـ�ة )) ‪9‬وعليــه لــم يعــد االقنــاع‬
‫وفــق تلــك الثــورة البيرلمانيــة‪ ،‬متحــددة بالشــكل اللغــوي فحســب‪ ،‬بــل لحقــت بــه عــدة أطـراف‪،‬‬
‫منهــا المــادة وإدراك المتلقــي‪ ،‬والمؤلــف‪ ،‬وهــي أط ـراف حينمــا نضعهــا تحــت مجهــر التحليــل‬
‫نجدهــا مطابقــة لمنهــج التصميــم وفلســفته الــذي يبنــي خطابــه علــى وفــق المقاصــد اإلقناعيــة‬
‫فالنــص التصميمــي يضطلــع بوظائــف تأثيريــة عمليــة وإنجازيــة؛ تقتــرب بهــا مــن الفنــون‬
‫‪-172-‬‬
‫التفاعليــة كالخطابــة والمناظـرة واإلشــهار والشــعر السياســي والروايــة‪(( .‬أمــا التأثيــر الجمالــي‬
‫الخالــص المتنصــل مــن كل وظيفــة أو مقصديــة‪ ،‬فقــد ظــل عصيــا علــى هــذا الصنــف مــن‬
‫التحلي��ل))‪ ، 10‬والمتفحــص لهــذا التوجــه الجديــد يــرى مــدى اســتطالة البالغــة وتوســعها إلــى‬
‫حــدود قصيــة وذلــك عبــر الجــدل واإلنســانيات عامــة والخطــاب العلمــي اليومــي فــي أنمــوذج‬
‫موحــد دعــاه بيرلمــان «البالغــة الجديــدة» ‪ 11‬ومهمــا اختلفــت المســميات والتفســيرات الجدليــة‬
‫فـ�ي ذلكــ الحقـ�ل فقــد بقي�تـ البالغـ�ة تل�كـ محتفظ��ة بخصائصه�اـ األصلي��ة والمتمثلـ�ة ب�ـ (( كسـ�ب‬
‫تأييـ�د المتلقـ�ي فـ�ي شــأن قضيـ�ة أو فعـ�ل مرغــوب فيـ�ه مـ�ن جهـ�ة ثـ�م إقنــاع ذلـ�ك المتلقـ�ي عـ�ن‬
‫طريق إشباع مشاعره وفكره معا حتى يتقبل ويوافق على القضية أو الفعل))‪. 12‬‬
‫إن المنطــق الــذي يمارســه الفكــر البشــري يمكــن تقســيمه إلــى قســمين رئيســيين همــا‬ ‫ّ‬
‫االســتنباط واالســتقراء ولــكل منهــا منهجــه الخــاص وطريقــه المتميــز ونريــد باالســتنباط كل‬
‫اســتدالل التــي تكــون منهــا ذلــك االســتدالل ففــي كل دليــل اســتنباطي تجــيء النتيجــة دائمــا‬
‫مســاوية أو أصغــر مــن مقدماتهــا فيقــال مثــا ان هــذا التصميــم (المنــزل للعيــش ) او هــذا‬
‫المســرح ألداء الوظائــف االدائيــة للمســارح او هــذا الفضــاء هــو فضــاء (ادائــي تتجلــى فيــه‬
‫امــور المعرفــة الفكريــة مــن حيــث ابمســتيملوجيات التصميــم ووحداتــه الصوريــة ) وبذلــك ان‬
‫المنطــق هــو مــن اهــم االمــور التــي يجــب التوافــر فهمــا داخــل العمليــة التصميميــة الفلســفية‬
‫األفـراد جميعــا وبذلــك يتخــذ التفكيــر فــي هــذا االســتدالل طريقــه مــن العــام إلــى الخــاص فهــو‬
‫يســير مــن الكلــي إلــى الفــرد ومــن المبــدأ العــام إلــى التطبيقــات الخاصــة ويطلــق المنطــق‬
‫األرســطي علــى الطريقــة التــي انتهجهــا الدليــل االســتنباطي فــي هــذا المثــال ؟ وقــد أدرك‬
‫اإلنســان لــدى مواجهــة هــذا السـؤال ثغـرة فــي تركيــب الدليــل االســتقرائي (كمــا هــي فــي الهــام‬
‫الموروثــات فــي داخــل المتاحــف واســتنباطها مــن حضــارات اخــرى واســتقرائها فــي احاديــات‬
‫الفضــاء ال تكويــن فعاليــات الفكــر االدائــي لمداخــات ومواكبــة ادائيــات العصــر‪ ..‬نفســها‪ .‬إذاً‬
‫ال يمكـ�ن لالســتنباط أن يوج��د معلوم��ات جدي��دة‪ .‬ومـ�ن األهدــاف التنظيميـ�ة المس��تنبطة مـ�ن‬
‫نظـ�رة (ديـ�وي ) للطبيع��ة اإلنساــنية ه��و إن العق��ل يع��د أداة اإلنسـ�ان لألسـ�هم بشـ�كل فعــال‬
‫ومباش��ر م��ن ح��ل المشــكالت الت��ي تعترض��ه ف�لا يوج��د عق��ل خــارج األشــياء وال خــارج الخب�ـرة‬
‫التـ�ي تمـ�ر فـ�ي حيـ�اة اإلنســان وانمـ�ا هـ�و مـ�ن صميـ�م هــذه الخبـرة ونتــاج لهـ�ا فالعقـ�ل اجتماعـ�ي‬
‫يتك��ون ع��ن طري��ق خبراتن��ا المختلف��ة وعالقتن��ا االجتماعي��ة م��ع األش��خاص واألش��ياء أي إن‬
‫اإلنســان ال يولـ�د بهــذا العقـ�ل وانمـ�ا يكتســبه اكتساــبا عـ�ن طريـ�ق فاعليتـ�ه وتعاملـ�ه‪ .‬والعقـ�ل بذلـ�ك‬
‫يــؤدي وظيف��ة وه��و توجي��ه للعمليـ�ات ف��ي المواق��ف المختلفـ�ة‪ ،‬وإيج��اد احس��ن الحلـ�ول للوصـ�ول‬
‫‪13‬‬
‫إلى األهداف المرجوة‪ ،‬فهو عقل ال يعمل من خارج‬
‫المنطــق لــه ناحيتــان تهتــم أولهمــا بالبحــث فــي الفكــر اإلنســاني‪ ،‬بقصــد االهتــداء‬
‫إلــى قوانينــه‪ ،‬ومعرفــة الشــروط التــي يتوقــف عليهــا الصحيــح منــه‪ ،‬فــي حيــن تهتــم‬
‫ثانيهمــا بتطبيــق هــذه القوانيــن علــى أنـواع الفكــر المختلفــة لمعرفــة الصـواب منهــا والخطأ‪.‬‬
‫يتضــح ممــا تقــدم أن المنطــق علــم نظــري لــه موضوعــه الخــاص بــه‪ ،‬كمــا إنــه ينظــر فــي‬
‫صــور الفكــر أو فــي شــكله وهــو بهــذه النظــرة علــم مجــرد اي انــه يتعامــل مــع صــورة الفكــر‬
‫بغــض النظــر عــن مادتــه او محتـواه‪ ،‬وهــو إجرائــي فــي الوقــت نفســه ألنــه يحــدد آليــات‬
‫‪-173-‬‬
‫وطــرق تتضمــن جملــة مــن الخطــوات التنفيذيــة التــي يمكــن للذهــن ان يتبعهــا لغــرض‬
‫الوصــول إلــى لفكــرة الصحيحــة‪ ،‬وتنبــع ضرورتــه مــن انــه يشــكل اداة فعالــة فــي اي علــم‬
‫مــن العلــوم لتمحيــص مفاهيمــه وأفــكاره وموضوعاتــه وال غنــى عنــه ألي بناء ابســتمولوجي‬
‫رصين ‪.‬‬
‫وبنــاءا علــى مــا تقــدم فــان المنطــق بهــذا المنحــى اداة التوصــل لألفــكار مــن حيــث‬
‫انــه يقــدم بنــاءا ذهنيــا لتلــك االفــكار ابتــداء مــن عناصرهــا الصغــرى المدركــة انتقــاال الــى‬
‫ربــط تلــك العناصــر لتشــكيل الموضوعــات ثــم الــى االســتدالل مــن تلــك الموضوعــات التــي‬
‫تــم تأليفهــا الــى موضوعــات اخــرى تشــتق منهــا‪ ،‬كمــا يمكــن مــن هــذه الزاويــة رؤيــة البنيــة‬
‫المنطقيــة ألي بنــاء فكــري مــن خــال مــا تتألــف منــه مــن عناصــر منطقيــة وأدوات تربــط‬
‫تلك العناصر وطبيعة تغيرها ابان ذلك البناء‪.‬‬
‫وعلــى الرغــم مــن أن المنطــق الصــوري بشــكل عــام هــو منطــق اســتنباطي إال أن االســتنباط‬
‫قــد أثــار حفيظــة الكثيريــن‪ ،‬كونــه يحــوي علــى المعرفــة ضمنـاً وإنــه ال يأتــي بجديــد‪ ،‬إذ إن‬
‫األحــكام تكــون متضمنــة فــي المقدمــات وانــه مــن قبيــل تحصيــل الحاصــل(‪،)Tautology‬‬
‫ولذلــك فــان كل العلــوم التطبيقيــة تلجــأ إلــى منطــق مغايــر للوصــول إلــى األحــكام‪ ،‬وهــو مــا‬
‫يعتمد على التجربة والمشاهدة والتعميم‪ ،‬وهو االستقراء‪.‬‬
‫‪ 2-1-2‬اســاليب الداللــة االســتنباطية واالســتقرائية االغترابيــة يعــد التفكيــر باألســاليب‬
‫الدالليــه عمليــة عقليــه يقــود بهــا الفــرد بغيــه الحصــول علــى حلــول دائميــة او مؤقتــه لمشــكله‬
‫مــا وهــو عمليــة مســتمرة فــي الدمــاغ التتوقــف او تنتهــي طالمــا كان االنســان فــي حالــة يقظــة‬
‫ان للعــرب دو ار كبيـ ار فــي توجيــه لعقــول الــى اهميــة المالحظــة الحســية الدقيقــة بالنســبة للتفكيــر‬
‫االســتنباطي وم ازيــا اســتعمال اســاليب المنطــق واالســتدالل وفــي المقدمــة (الحســن ابــن الهيثــم‬
‫) الــذي عرفــه الطريقــة العلميــة وســار عليهــا وحــدد عناصرهــا قبــل (فرنســيس بيكــون ) الــذي‬
‫عــده بعــض العلمــاء الغــرب واضعــا للطريقــة العلميــة فــي التفكيــر وعلــى الرغــم مــن االختــاف‬
‫فــي وجهــات النظــر بيــن علمــاء النفــس والفلســفة حــول نشــوء االســتنباط علــى انهــم يتفقــون‬
‫علــى ان هنــاك اســلوبين لالســتنباط مباشــر وغيــر مباشــر االســتنباط المباشــر هــو اســتنباط‬
‫قضيــه مــن قضيتيــن او اكثــر فــان كل قضيــه مــن قضيتيــن ســمي قياســا واذا كان اســتدالل‬
‫اكثــر مــن قضيتيــن ســمي اســتقراء ويبــدو مــن النظريــات التــي تناولــت مفهــوم االســتنباط انهــا‬
‫تســير فــي اتجاهيــن احدهمــا يشــمل النظريــات العامــة لالبــداع وثانيهمــا نظريــات االرتقــاء‬
‫بالمســتوى المعرفــي فاالتجــاه االول تنــاول مفهــوم االســتنباط بشــكل عــام مــن دون ان يؤكــد‬
‫علــى خصائصــه وكيفيــه نمــوه دون ان يشــير الــى العوامــل المؤث ـرة فيــه ومــن اصحــاب هــذا‬
‫االتجــاه (ســبيرمان) الــذي يعــد االبــداع مرادفــا لالســتدالل وعــد ثرســتون (‪ )Thurston‬القــدرة‬
‫االستنباطية والقدرة االستقرائيه من القدرات العقليه االوليه الثمان‪. 14‬‬
‫االســتنباط غيــر المباشــر يعنــي الوصــول الــى نتيجــة أو حــل لمشــكله مــن خــال فهــم‬
‫العالقــه بيــن قضيتيــن او اكثــر ومعظــم علمــاء النفــس يتطرقــون الــى موضــوع االســتدالل‬
‫(االســتنباطي ) غير المباشــر اكثر مما يذكرون االســتدالل المباشــر لكونه يهدف الى انتاج‬
‫شــئ جديــد ومــن خــال المفهــوم نجــد ن التوصــل الــى نتيجــة أو حــل يتــم مــن خــال عمليــة‬
‫‪-174-‬‬
‫التحليــل والتركيــب بيــن هــذه القضايــا وهــذا يتطلــب قــدرة عقليــه مناســبه مــن اجــل يتــم تفاعــل‬
‫فكري للقضايا وتكون نتيجة منطقية‬
‫وهنــاك اســلوبان لالســتدالل‪ :‬االســتدالل االســتنباطي هــو القــدرة علــى التوصــل لقواعــد‬
‫واج ـراءات محــدده ويعــد االســتدالل االســتنباطي مــن اهــم علــوم المنطــق ومــن الموضوعــات‬
‫المهمــة التــي تتعــرض لهــا الم ارجــع الرصينــه فــي التفكيــر ان النتيجــه فــي عمليــه االســتدالل‬
‫االســتنباطي التخــرج مــن حــدود المعلومــات المعطــاه ولكــن حتــى يتــم التوصــل اليهــا البــد مــن‬
‫امعــان النظــر وبــذل مجهــود ذهنــي لمعالجــه المعلومــات المعطــاة التــي تتضمــن النتيجــه او‬
‫التمهيــد لهــا بالضــرورة ‪ .‬االســلوب الثانــي االســتدالل االســتقرائي ‪ :‬االســتقراء هــو تتبــع‬
‫الجزئيــات مــن اجــل الوصــول لنتيجــة كليــة وهــو عمليــة اســتدالل عقلــي تنطلــق مــن فرضيــة‬
‫مقبولة مالحظة وتتضمن القيام باجراءات من اجل اثباتها‬
‫أمــا االغتـراب فــي الفلســفة فيكمــن فــي بحــث اإلنســان عــن حقيقــة وجــوده ومعرفــة ذاتــه‬
‫‪ ،‬فعمليــة البحــث هــذه تجعلــه فــي حالــة انفصــال عــن العالــم أو عــن الواقــع ‪ .‬فهــذا البحــث‬
‫فــي أصــل وجــود يدفعــه الــى حالــة مــن القلــق ‪ ،‬وهــو مــا يتميــز بــه اإلنســان المغتــرب ‪ .‬فهــو‬
‫يجــد ان القلــق مــا هــو إال صفــة كامنــة وأصيلــة فــي أعمــاق الوجــود اإلنســاني إذ يتحــول‬
‫اإلنســان يفعــل حالــة القلــق مــن « حالــة التوافــق والتكامــل والتناغــم مــع وجــود معيــن الــى حالــة‬
‫توتر وتنافر مع هذا الوجود « (‪. )15‬‬
‫كمــا يؤكــد ( كيركيجــارد ) ‪ ،‬إن اإلنســان عندمــا يحــاول البحــث عــن ذاتــه ومعرفتهــا‬
‫فهــو يحتــاج الــى قوانيــن وهمــا ( اإلرادة ‪ ،‬والهــوى ) فكلمــة ( الهــوى ) يعنــي بهــا اإلرادة التــي‬
‫« تولــد عنــد اإلنســان الوجــودي مــن رؤيتــه للتناقــض بيــن المتناهــي والالمتناهــي ‪ .‬كمــا تتولــد‬
‫مــن عــدم اليقيــن او بعبــارة أخــرى إن اإلنســان عندمــا ينظــر الــى التناقــض بيــن الــذات‬
‫الصغــرى والــذات الكبــرى ســوف يتولــد لديــه هــذا الهــوى الــذي يجعلــه دائم ـاً فــي بحــث عــن‬
‫ذاته « (‪. )16‬‬
‫فالغريــب هنــا هــو الــذي يبحــث فــي الوجــود ليكتشــف نفســه ‪ ،‬وفــي بحثــه هــذا يواجــه‬
‫الغريب « تجربة قاسية يجابه فيها غرابة هذا العالم « (‪. )17‬‬
‫وفضـاً عــن ذلــك ‪ ،‬فقــد ربــط ( كيركيجــارد ) القلــق بحريــة فاإلنســان المغتــرب يعانــي‬
‫مــن حالــة « االضطـراب الــذي يســبق االســتقرار والفكــر الــذي يســبق الفصــل انــه دوار الحريــة‬
‫‪ ،‬انــه الوقــوف علــى حافــة الممكــن الــذي يوشــك ان يتحقــق انــه االندفــاع نحــو المحتمــل بعــد‬
‫رفض الواقع « (‪. )18‬‬
‫ويصــف ( كيركيجــارد ) القلــق األصلــي بثــاث طــرق األولــى هــي االنتقــال مــن البـراءة‬
‫الى الخطيئة ‪ ،‬إذ إن عدم االتزان واالضطراب تعكس صفوة الســعادة ‪ .‬فالجســد يفقد براءته‬
‫فــي التطــور والنمــو كوجــود فيظهــر ضيقــا وهاجســا إزاء نهايــة كل نشــاط جســدي ‪ ،‬وهــذا مــا‬
‫يمكن ان تتلمسه من خالل التجربة ‪ .‬ويتيح مبدأ الخطيئة األولى (‪. )*19‬‬
‫أمــا الطريــق الثانــي ‪ ،‬فقــد ارتبــط بالحريــة أو كمــا يســميها كيركيجــارد ( دوار الحريــة)‬
‫ألنهــا تقــع ضمــن منطقــة اإلمــكان وتحركــه ضمــن محم ـوالت الحريــة ‪ .‬وارتبطــت الطريقــة‬
‫الثالثــة بتكويــن الفــرد باعتبــاره نفس ـاً وجســداً رابطتهمــا الــروح ‪ .‬فهــذا التكويــن بحــد ذاتــه يولــد‬
‫‪-175-‬‬
‫قلق وتوت ار لإلنسان (‪. )20‬‬
‫أمــا االغتـراب فــي الديــن فهــو يعنــي بــه عمليــة التحــول مــن الطهــر الــى الدنــس ومــن البـراءة‬
‫الــى الخطيئــة فاإلنســان لديــه ليــس مــاك خالــص وال حي ـوان خالــص تســيره الغري ـزة ‪ ،‬إنمــا‬
‫اإلنسان لديه يجمع بين روحانية المالئكة وغريزة الحيوانات ‪.‬‬
‫إن الجمــع بيــن الــروح والجســد دفــع باإلنســان الــى حالــة القلــق فــي كيفيــة التوفيــق‬‫ّ‬
‫بينهمــا ومــن ثــم أدى بــه الــى االغتـراب ‪ ،‬فالنــاس « يغتربــون عــن الــروح فــي ســلوكهم الغريــزي‬
‫ويغتربون عن الجسد في عياداتهم الروحية « (‪. )21‬‬
‫المبحــث الثانــي ‪ 2-2-1:‬التحليــل االســتنباطي والتركيــب االســتقرائي للفضــاءآت‬
‫الداخليــة قاعــدة التحليــل و التركيــب‪ :‬فــي هــذه الســياق نقــوم بتحليــل وتقســيم االفــكار بقــدر‬
‫المســتطاع يقــول ديــكارت عنهــا «أن اقســم كل واحــدة مــن المعضــات التــي أبحتهــا إلــى عــدد‬
‫مــن األج ـزاء الممكنــة والالزمــة لحلهــا علــى أحســن وجــه»» وتفيــد قاعــدة التحليــل محاولــة‬
‫تحليـ�ل الحقائـ�ق وذلـ�ك مـ�ن خـلال تقسـ�يمها إلـ�ى أجـ�زاء و إلـ�ى حـ�د يسـ�مح بد ارسـ�تها وتحليلهـ�ا‬
‫قاعــدة الترتيــب و التركيــب‪ :‬يقــول فيهــا ديــكارت «أن أرتــب أفــكاري فأبــدأ بأبســط األمــور‬
‫وأيسرها معرفة فالفكرة تكون أيسر عندما تكون متقدمة على غيرها في سلسلة االستدالالت‬
‫وتكــون أكثــر بداهــة «أن أتــدرج فــي الصعــود شــيئا فشــيئا حتــى أصــل إلــى معرفــة أكثــر األمــور‬
‫تركيبــا» حيــث أن الفكــر فــي سالســل االســتنتاج لــه م ارتــب فالفك ـرة البســيطة تكــون متقدمــة‬
‫علــى الصعبــة والصعبــة أكثــر تركيبيــا مــن البســيطة‪« ،‬بــل افــرض ترتيبــا بيــن األمــور التــي‬
‫يســبق بعضهــا بعضــا‪ »،‬تعــد مرحلــة التركيــب المرحلــة التاليــة بعــد القيــام بالتحليــل حيــث أنهــا‬
‫مرحلــة مهمــة عنــد ديــكارت ألنهــا تنبــع مــن قاعــدة التحليــل وتنفتــح علــى الفكــر الفلســفي لهــذا‬
‫يبــدأ التفكيــر فــي الحقيقــة البســيطة األولــى التــي يبنــي علــى إثرهــا فيمــا بعــد حقائــق كبــرى أي‬
‫يتدرج منها إلى حقائق مركبة‪.‬‬
‫‪ 2-2-2‬امــكان االســتنباط اســتقرائيا لفعــل الفضــاءات الداخليــة‪ :‬االســتنباط كاالســتخراج‪,‬‬
‫ـدر ازئـ ٌـد علــى مجــرد فهــم اللفــظ‪ ,‬فــإن ذلــك ليــس طريقـ ُـه االســتنباط؛ إذ‬ ‫ـوم أن ذلــك قـ ٌ‬
‫ومعلـ ٌ‬
‫موضوعــات األلفــاظ ال تنــال باالســتنباط‪ ,‬وإنمــا تنــال بــه االمــكان‪ ,‬والمعانــي‪ ,‬واألشــباه‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ض ُحــه أن االســتنباط اســتخراج األمــر الــذي مــن شــأنه أن‬ ‫والنظائــر‪ ,‬ومقاصــد المتكلــم‪َ .‬يو ّ‬
‫ِ‬
‫ـدر ازئـ ٌـد علــى معرفــة موضــوع اللفــظ‬‫يخفــي علــى غيــر مســتَْنِبطه ‪ ,‬ومعلــوم أن هــذا الفهــم قـ ٌ‬
‫وعمومــه أو خصوصــه‪ ,‬واالســتنباط بحســب التحليــل لمناهــج االســتدالل والتحصيــل المعرفــي‬
‫علــى أســاس قدرتهــا المــكان فضاءاتهــا الداخليــة فــي البنــى الفكريــة إلــى مفهوميــن أساســين‬
‫همــا التفكيــر واالســتقراء‪ .‬وهمــا يمثــان طرفــي القطبيــة الثنائيــة التــي ميــزت التاريــخ الفكــري‬
‫(المعرفــي) مــع غيــاب المــكان وكوامنــه عــن المنظومــة المعرفيــة‪( 22‬كمــا تــم توضيحــه فــي‬
‫المحــور الفلســفي)‪ .‬فقــد اختــص التصميــم الداخلــي بالتوجــه المعرفــي العقلــي الــذي يقــول بــأن‬
‫حجــر األســاس للعلــم هــو المعلومــات العقليــة األوليــة وعلــى هــذا األســاس تقــوم البنيــات الفوقيــة‬
‫للفكــر اإلنســاني‪ ،‬فــي حيــن اختــص االســتقراء بالتوجــه المعرفــي المتــدارك وهــو الفكــر القائــل‬
‫بــأن التامــل والتخيــل هــي المصــدر لجميــع المعــارف البشـرية‪ .‬ووفقــا للعــادات التقليديــة ‪ ،‬فــان‬
‫االســتقراء يســير مــن الجزئيــات الــى ماهــو عــام وامــا االســتنباط فهــو عكــس تاالســتقراء ‪ ،‬اذ‬

‫‪-176-‬‬
‫يســير مــن العــام الــى الجزئيــات والشــك ان هنــاك اســتدالالت اســتنباطية واســتقرائية بالمعنــى‬
‫والشــكل والفك ـرة والموضــوع التــي تفــي باغ ـراض النتــاج التصميمــي التصافــه بالخاصيــة‬
‫‪23‬‬
‫الشمولية من حيث االدراك واالستدراك المعرفي‬
‫‪ 3-2-2‬الفضــاءات الداخليــة للكاتدرائيــات‪ :‬فــي عهــد الكاتدرائيــات التــي كانــت هــي المركــز‬
‫الدينــي الرئيســي وتمثــل الشــكل الــذي يتــم فيــه خشــوع النفــس فــي مــكان مغلــق ومحــدد‪ ،‬يلــم‬
‫الجماعــة المســيحية فــي داخلــه لتخلــو النفــس الــى ذاتهــا وتســتغرق فــي التأمــل‪ ،‬فاالختــاء‬
‫المســيحي هــو االســتنباط الفكــري العقائــدي فــي الوقــت نفســه تســام اإلنســان فــوق وجــوده‬
‫المحــدد وتصالــح للــذات االســتقرائي اإلنســانية مــع خالقهــا هللا عــز وجل‪.‬بشــكل كبيــر‪ .‬ومــع‬
‫ذلــك اســتمر التمســك التقليــدي باالســتنباط علــى اآلراء والمفاهيــم الشــكلية وتأثيراتهــا فــي‬
‫تصميــم الكاتدرائيــات بشــكل عــام ولكــن االســتنباط المباشــر والغيــر مباشــر كان نتيجــة‬
‫التعبيــر عــن الفكــر الروحــي مابيــن تصاميمهــم التــي امتــازت بالحــب الكبيــر لالرتفــاع الســماوي‬
‫والشــاهقات الكبي ـرة وكذلــك االســتخدام العــام لنصبهــا الشــكلية فــي الواجهــات محدداتــه‬
‫العاموديــة واالفقيــة بينهــا وتحتهــا‪ .‬لمحاولــة التاثيــر فــي االنطبــاع البصــري للمتلقــي المســتنبط‬
‫أذ الهيــكل المعمــاري الواضــح والمثالــي واســتخدام اقــل مــا يمكــن مــن المـواد(‪ .)24‬وهــذا مــا يؤكــد‬
‫مبــدأ العقالنيــة فــي الفكــر والتصميــم(‪ ،)25‬كمــا هيمنــت الكاتدرائيــات باشــكالها المســتنبطة مــن‬
‫الطــرز (االغريقيــة ‪،‬الرومانيــة‪ ،‬الغوطيــة ‪.....‬الــخ )ؤبكتــل تحمــل نــوع مــن الفخامــة والتعقيــد‬
‫أذ تبــدو وكأنهــا تنمــو طبيعيــا مــن األرض‪،‬كانــت عناصرهــا تتســع بابـراج وقبــاب للتأكيــد علــى‬
‫الكاتدرائيــة البـراز رمزيتهــا االلهيــة ‪،‬ونقلــت الطــرز القديمــة وعــادة صممــت الكاتدرائيــات علــى‬
‫نهــج الهندســة االســتنباطية الفكريــة المعروفــة بصــورة عامــة فــي حفــظ رمزيتهــا وتكــون‬
‫بشــكلين مختلفيــن هــو شــكل البنايــة المســتطيلة الطويلــة وشــكل البنايــة المركزيــة الدائريــة‪ ،‬كــي‬
‫تســتنبط طابعهــا الت ارثــي ضمــن تصميمهــا علــى وفــق النهــج المتبــع المعالــم الكاتدرائيــات‬
‫للتعبيــر او التغييــر كمــا حصــل لــكل التصاميــم الداخليــة نتيجــة للحفــاظ علــى االنمــاط‬
‫(الطــرز) التاريخيــة بعــد التح ـوالت االجتماعيــة والفكريــة التــي شــهدتها ابنيــة الكاتدرائيــات‬
‫القديمــة والحديثــة‪ ،‬بذلــك كان تمييــز االســاليب المســتنبطة للكاتدرائيــات بصــورة عامــة‬
‫بالزخــارف والنقــوش الداخليــة والصــور والتماثيــل التــي شــيدت بعــدة عناصــر مختلفــة كا‬
‫(الفسيفســاء‪ ،‬المرمر‪،‬الذهــب‪ ،‬الفضــة‪ ....‬الــخ ) (‪ )26‬فعمــل المصمــم اوالفنــان المســيحي‬
‫ضمــن دائـرة عمــل البنيــة االســتنباطية الثقافيــة والدينيــة فــي الفكــر منــذ القــدم‪ ،‬فهــو يــرى نفســه‬
‫يتمحور ضمن عالقته مع العناصر لتشــكيل النظم الحســية بصدد ترســيخ هذه العالقة وهو‬
‫بذلــك يبــدو للنــاس شــخصاً متص ـاً بــاهلل‪ ،‬انعــم هللا عليــه بفضــل معرفــة مــا خفــي مــن‬
‫(‪)27‬‬
‫االمور‬
‫مؤشرات االطار النظري‬
‫‪1 1-‬فعــل اســتنباط المماثلــة علــى أنــه اآلليــة الفكريــة التــي يعمــد إليهــا المصمــم للتوصــل إلــى‬
‫حلول بنيوية جديدة‬
‫‪2-2‬تكمــن فك ـرة االســتنباط فــي التصاميــم الداخليــة فــي توضيــح الغامــض وبيــان الظاهــر‬
‫كجدليــه مــا بيــن (االســتدالل واالســتقراء) كحكــم او نتيجــة مبرهنــه للمزاوجــة لخصائــص‬
‫العملية العقلية االبداعية مابين المصمم والمستخدم‬
‫‪3-3‬تتمتع الصيغ االســتدالليه االســتنباطية الفلســفية على ثالث محاور (التحليل ‪ ،‬التركيب‬

‫‪-177-‬‬
‫‪ ،‬االنشاء العقلي )‬
‫‪4-4‬االســتدالل هــو احــد المحــاور االساســية بنــاءا علــى ماتــم اســتخراج جزئياتــه المنطقيــة‬
‫والتى استخدمت من قبل المصمم واخراجها للمتلقي‬
‫‪5 5-‬الت ازمـ�ن و التداخــل بيــن االســتنباط واالســتقراء مــن خــال أســلوب متكامــل فــي التماثــل‬
‫الحركــي ‪ ،‬ضمــن وحــدة معرفيــة تحقــق عالقــة الفضــاء و الزمــن إلعطــاء بعــد تصميمــي‬
‫يتسم بالخصوصية‬
‫‪6-6‬توفيــر اليــات واســاليب اســتنباطية ذات مدلــول اســتقرائي لتجميــع الثنائيــات المتناقضــة‬
‫بفعــل مزاوجتهــا مــع ســتراتيجيات تكويــن الشــكل فــي الفضــاء الداخلــي كاالســتعارة‬
‫والمفارقة والمقاربة والمبالغة والتجريد ‪.‬‬
‫الدراســات الســابقة ‪ :‬بعــد البحــث والتقصــي فــي د ارســات وبحــوث التصميــم الداخلــي ‪ ،‬لــم‬
‫يجــد الباحــث د ارســة قــد تناولــت مجــال البحــث الحالــي (اســاليب االســتنباط لفعــل الفضــاءات‬
‫الداخليــة الكاتدرائيــات انموذجــا ) ‪ ،‬لــذا يعتبــر هــذا البحــث متفــردا ضمــن تخصــص‬
‫التصميم الداخلي ‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪-‬اجراءات البحث‬
‫منهجيــة البحــث أعتمــد البحــث المنهــج الوصفــي فــي تحليــل عينــة البحــث كونــه األنســب مــع‬
‫طبيعــة توجــه المجتمــع المبحــوث‪ ،‬والــذي يعــد مــن المناهــج العلميــة المهمــة‪ ،‬إذ ُيشــخص‬
‫الظاهرة المبحوثة تشخيصاً دقيقاً عبر تحليل المعلومات بغية تحقيق أهداف البحث‪.‬‬
‫مجتمــع وعينــة البحــث ضــم مجتمــع البحــث الحالــي الفضــاءات الداخليــة للكاتدرائيــات‬
‫العالميـ�ة المعروفــة والتــي كان مجموعهــا (‪ )19‬كاتدرائيــة لهــا امــد طويــل فــي مجــال ممارســة‬
‫الطقــوس الدينيــة الروحيــة وااللهيــة لتجســيد االســتنباط ‪ ..‬تــم اعتمــاد األســلوب االنتقائــي‬
‫القصــدي للعينــة مــن مجتمــع البحــث‪ ،‬الختيــار نمــاذج تخــدم أهدافــه واألقــرب إلــى تحقيقهــا‬
‫والبالغ عددها (‪ )2‬أنموذجان مختلفان‪ ،‬لتعميم النتائج على المجتمع الكلي لمجتمع البحث‬
‫طرائــق جمــع المعلومــات ‪:‬اعتمــد الباحــث لد ارســته الحاليــة فــي جمــع المعلومــات والبيانــات‬
‫والتــي انهيــت فــي رفــد البحــث لتحقيــق اهدافــه ومنهــا علــى زيــارة المكتبــات الحكوميــة واالهليــة‬
‫والجامعــات المصــورات الفوتوغرافيــة المتمثلــة لمجتمــع البحــث ومواقــع االنترنــت المعتــرف بــه‬
‫رسميا‬
‫اداة البحــث ‪ :‬لتحقيــق أهــداف البحــث تــم اســتعمال اســتمارة تحليــل اعتمــدت فيهــا المؤشـرات‬
‫التي تم استنباطها من اإلطار النظري‪ ،‬لغرض تحليل النماذج‪.‬‬
‫وصف وتحليل نماذج العينات‬
‫وص��ف العينــة االولـ�ى ‪ :‬كاتدرائي��ة نوت��ردام دو باري(باريـ�س) كاتدرائي��ة نوتــردام‬
‫(بالفرنســية‪ ،)Notre Dame de Paris :‬وبالعربية كاتدرائيـ�ة سـ�يدتنا العــذراء وهــي‬
‫كاتدرائية أبرشــية باريس تقع فـ�ي الجانـ�ب الشـ�رقي من إيــل دوال ســيتي (جزيرة المدينــة) علــى‬
‫نهر الســين ‪ .‬يمثـ�ل المبنـ�ى تحفة الفن والعمــارة القوطية ‪ .‬ومثــاال علــى األســلوب القوطــي‬
‫الذــي ع��رف باس��م (اي��ل دو ازن��س)‪ ..‬ويعــود تاريــخ إنشــاء المبنــى إل ىالعصــور الوســطى‪.‬‬
‫الكاتدرائيــة مبنيــة بالطـراز الجوتــي ‪ ,‬ومــن مميـزات المبنــى ‪:‬قبــة الكنيســة ترتفــع إلــى ‪ 33‬متـ اًر‬
‫‪-178-‬‬
‫ومدعومــة بأق ـواس بــدون وجــود أعمــدة فــي الوسط‪.‬ألشــبابيك الزجاجيــة الملونــة (الورديــة)‪:‬‬ ‫َ‬
‫تحتــوي كنيســة نوتــردام علــى ثالثــة شــبابيك زجاجيــة دائريــة ضخمــة‪ُ ,‬قطــر الشــباك الشــمالي‬
‫أمتار‪.‬المذبح الرئيسي مبني من البرونز‪,‬‬
‫َ‬ ‫والجنوبي ‪ 13‬مت اًر‪ ,‬وقطر الشباك الغربي ‪10‬‬
‫التحليل األنموذج األول ‪:‬‬
‫‪1.1‬اســاليب االســتنباط الشــكلي لهيئــة الفضــاء الداخلــي ‪:‬إن االنطبــاع األول الــذي تجســد‬
‫عبــر رؤيــة منظــورة لواقــع األنمــوذج كشــف عــن مجموعــة مــن آليــات االســتنباط الشــكلي‬
‫و تحققــت بجزئيــات أغنــت الفضــاء و ارتبطــت مــع بعضهــا بعالقــة جوهريــة‪ ،‬وولــدت‬
‫احســاس بالتفاعــل بيــن ذاتيــة المصمــم وموضوعــة التصميــم‪ ،‬مخاطبتـاً بذلــك فكــر المتلقي‬
‫باتجاهــات قصديــة تســهم فــي االثــر المترتــب علــى ســلوكه‪ ،‬وتنظيــم معرفتــه واتصالــه‬
‫وتفاعلــه مــع الفضــاء فــي أشــكال اكتســبت قيمــة جماليــة غنيــة بمشــاهد بصريــة متسلســلة‬
‫تجســدت في هذا الفضاء‪.‬من خالل اســتنباطات وطرز اســتجمعت في الروح المســيحية‬
‫مابيــن الجســد والــروح إلث ـراء الجانــب المســتنبط مــن جميــع محــددات الفضــاء والعالقــه‬
‫بينهما‪.‬‬
‫فتمثل االســتنباط الشــكلي في بنية شــكل الفضاء الداخلي وابتعاده عن الشــكل المتعارف‬
‫عليــه للكاتدرائيــات عبــر ترجمــة اســلوب المغاي ـرة البعديــة فــي الــدالالت الرمزيــة وااليقونيــة‬
‫لهيئة الشكل األساس للفضاء ضمن حقله الوظيفي واستعارته لشكل ثمرة اليقطين وتحويرها‬
‫ووضعهــا بشــكل وســياق غيــر متعــارف عليــه ‪ ،‬عمــدت اضافــة التماثيــل المجســمة علــى‬
‫محــددات الفضــاء ذات الطــرز اإلغريقــي فــي احــدى جزئيــات األنمــوذج لتفعيــل اســاليب عــدة‬
‫منهــا مــا يجعلــه متفــردا منفص ـاً جزئي ـاً بعالقتــه االســتنباطية عــن الفضــاء الكلــي‪ ،‬ومرتبط ـاً‬
‫معــه بالوقــت عينــه بإضافــة عنصــر النقطــة للقبــاب والتــي مثلــت العنصــر األســاس فــي بنائيــة‬
‫الفضــاء وتراكبــه مــن دون ابتعــاده عــن الشــكل األســاس لألنمــوذج‪ ،‬والتــي هــي باألســاس‬
‫عنصر رمزي يثري الجانب االستنباطي في كافة جزئياته‪،‬‬
‫وظهــرت االرضيــة بمســتواها االســاس و بصــورة معاكســة للســقف والجــدران تتضمــن‬
‫استنباطا حركياً غير مباش اًر عبر توظيف عنصر النقطة السوادء وبصورة متعاكسة‬
‫أمــا علــى مســتوى الجــدار فنجــد إن توظيــف المصمــم اســلوب اقتطــاع جزئــي منتظــم‬
‫تضمنتــه اي ـواء إضافــة تكويــن مكــرر للتماثيــل عــن هيئــة الجــزء‬ ‫للشــكل القــوس الدائــري ّ‬
‫المضــاف فــي الجــدار مــع فــارق النمــط الونــي الجزئــي مــن التداخــل العالئقــي بيــن الجــدار‬
‫المزخــرف وخلفيتــه مولــداً بذلــك مشــاهد بصريــة متنوعــة‪ ،‬كان الهــدف منهــا إعطــاء حركــة‬
‫اســتنباطية اســتقرائية كنتيجــة معــززة مغايـرة بيــن المشــهدين كاســلوب التتابــع الروحــي عملــت‬
‫لجاذبيــة زادت مــن درجــه انتبــاه المتلقــي لذلــك االســتنباط‪ ،‬وإحساســه بالمعنــى الجمالــي‬
‫توخــى المصمــم تحقيــق آليــة اشــتغال البنيــة الشــكلية بعالقــات التداخــل‬
‫المتحقــق فيــه‪ .‬وبذلــك ّ‬
‫الجزئــي الــذي قـ ّـدم فيهــا اكثــر مــن منطقــة إبصــار متداخلــة فــي المحــددات للمذبــح اظهــر‬
‫بوضعــه الرمــزي العقائــدي الدينــي اســتنباطات روحيــة شــكلية بوضعيــة مماثلــه لالنجيــل فضــا‬
‫عــن العمــود المســتنبط عــن طريــق حركــة الشــكل األســاس بإضافــة اســتقراءات ســاهمت فــي‬
‫تفعيــل عناصـره بصــورة مبهجــة للنظــر‪ ،‬اال ان هــذا االســتنباط وبالرغــم مــن جماليتــه الشــكلية‬
‫‪-179-‬‬
‫ومماثلتــه للطقــوس الدينيــة فيــه وطبيعــة تصميمهــا‪ ،‬اال انــه وببســاطته اللونيــة المضافــه اليــه‬
‫وفــق اســلوبه االســتنباطي للــون الجــدار البيجــي مــع اضافــة اللــون الذهبــي كداللــه اســتنباطية‬
‫للتقلــي مــن التكـرار الشــكلي واللونــي‪ ،‬بكونهــم يقضــون وقــت أطــول مــن متلقــي الفضــاء مــن‬
‫المتلقين العمالهم وطقوسهم الدينية والدنيوية الظفاء طقوس ترانيم الصالة ‪.‬‬
‫‪2-‬جدليــة االســتقراء وعالقتــة بــدالالت االســتنباط ‪ :‬وعنــد اســتقرائنا للبنــاء الموضوعــي الــذي‬
‫يحمــل دالالت رمزيــة لألنمــوذج أسســت فك ـرة التصميــم جدليــة اهتمــت بواقــع اإلظهــارات‬
‫التنظيميــة الشــكلية والبصريــة التــي نســقت فــي أســلوب التصميــم مــع مــا يســتجيب لــدالالت‬
‫ضمــن زمــن توظيفهــا‪ ،‬عبــر انعكاســاتها التــي‬ ‫االســتنباط الفكريــة والماديــة للبيئــة المحيطــة ّ‬
‫المدخــات الماديــة واللونيــة التــي‬ ‫أظهــرت بعــداً تطويريـاً ال إمكانيــة االســتقراء المتجانــس مــع ُ‬
‫مضمــون الفكـرة ضمــن مدركاتــه الشــكلية التــي بــدت خصائصهــا اإلظهاريــة تحمــل‬ ‫عكســت ّ‬
‫روح العصــر وطابعــه المميــز الــذي ارتبــط بالــدالالت الصوريــة وااليقونيــة ‪ ،‬فضــا عــن‬
‫األســلوب الذي تميز به المصمم وفي ضوء االســتقراء تولده األشــكال المعنوية ذات الطابع‬
‫الغريــزي لــروح المســتخدم وقدســية المــكان الــذي خضــع لــه الشــكل التصميمــي عبــر توظيــف‬
‫م ـواد تمثّــل حداثــه العصــر فــي خصائصهــا‪ ،‬لتمنــح التصميــم ُبعــداً اســتقرائيا ال مألوف ـاً فــي‬
‫تشــكيله لهيئــة األنمــوذج علــى قــدر مــا توافقــت بــه مــع الضــرورات الروحيــة الوظيفيــة النفعيــة‬
‫‪ ،‬عــن طريــق اســتخدام مــادة الزجــاج الملــون كجدليــة قائمــة مابيــن االســتنباط الخارجــي‬
‫ناحيــة المتانــة‬
‫واالســتقراء الداخلــي للمعالجــة والتجديــد والتأكيــد علــى الجانــب األدائــي مــن ّ‬
‫والمطاوعة وسهولة التشكيل‬
‫‪2.2‬االعتبــارات التصميميــة المقترنــة باالســتنباط واالســتقراء ‪:‬اتخــذ األنمــوذج هيئتــه العامــة‬
‫عبــر شــكل اســتعاري مســتنبط مــن الطــرز المعماريــة الفرنســية ذو نمــط غيــر منتظــم‬
‫جزئــي وكلــي قـ ّـدم تشــكيالً متكــر اًر و وغيــر مخزونـاً فــي الذهــن اعتــادت مــدركات المتلقــي‬
‫الحســية علــى وجــود روحيــة الهيــة تحقــق الشــعور بالرهبــة االلهيــة لذلــك الصــرح الكبيــر‬
‫الكاتد ارئــي علــى تلقيــه فولــد عنصــر المفاجئــة الرهبويــة والتشــويق‪ ،‬وبذلــك تحقــق مســار‬
‫ديناميكيــة ابســتمولوجية علــى وفــق نظــام ســياقي فرضتــه اقت ارنــات البنــاء الشــكلي‬
‫وموضوعيــة الفكــر‪ ،‬إذ كان لهمــا األثــر الفاعــل فــي تنظيــم اإلدراك واالســتالم البصــري‬
‫الروحــي عبــر تنظيــم مت ـوازن حقــق مبــدأ االســتم اررية واالمتــاء فــي تمثيــل المســتوى‬
‫األدائي‬
‫‪ .3‬وصــف العينــة الثانيــة ‪ :‬كاتدرائيــة ســانت شــابيل فــي فرنســا بنيـ�ت سـ�انت شـ�ابيل‬
‫‪ Sainte-Chapelle‬فــي أواســط القــرن الــ‪ 13‬فــي عصــر الملــك لويــس التاســع فــي قلــب‬
‫القصــر الملكــي لتحــوي أثــار مســيحية قديمــة مــن بينهــا الصليــب المقــدس وإكليــل الشــوك الــذي‬
‫وضــع علــى رأس الســيد المســيح وهــذه أآلثــار نقلــت فيمــا بعــد إلــى كنيســة نوتــردام‪ ،‬تعتبــر‬
‫الكنيســة نموذجــا ممي ـ از مــن البنــاء القوتــي الفرنســي القديــم‪ - ،‬كاتدرائيــة الكاثوليكيــة هــو‬
‫‪ Church.It‬الرومانيــة هــي الكنيســة الملكيــة فــي القــرون الوســطى القوطيــة‪ ،‬وتقــع بالقــرب‬
‫مــن قصــر دي ال ســيتي‪ ،‬علــى إيــل دو ال ســيتي فــي قلــب باريــس‪ ،‬فرنســا‪ .‬بــدأت بعــض‬

‫‪-180-‬‬
‫الوقــت بعــد ‪ 1239‬وكــرس فــي ‪ 26‬أبريــل ‪ ،1248‬و‪ regared‬تكنولوجيــا فــي ســانت شــابيل‬
‫بين أعلى إنجازات الفترة ‪ Rayonnant‬من العمارة القوطية‪.‬‬
‫التحليل األنموذج الثاني ‪:‬‬
‫الداخلي‪:‬تضمــن األنمــوذج مشــاهد عديــدة‬
‫ّ‬ ‫‪ . 1‬أســاليب االســتنباط الشــكلي لهيئــة الفضــاء‬
‫آلليــات االســتنباط الشــكلي بتحققهــا الكلــي والنســبي علــى المســتوى الكلــي والجزئــي للفضــاء‬
‫واألصــل البنائــي لهيئتــه الشــكلية‪ ،‬فنجــد مؤثـرات اســتنباطية فــي جميــع اســاليبه االســتنباطية‬
‫الشــكل على المحددات‪ ،‬تجســدت المســتنبطات على مســتوى المحدد األفقي للســقف األســاس‬
‫الــذي بــدا متحقــق بمادتــه اإلنشــائية واشــتراطاته التصميميــة‪ ،‬خاطــب بــه المصمــم عمــق‬
‫عمليــة التصميــم عبــر أُســناد اســلوب إضافــة ناجحــة لتصاميــم القبــب ذات صياغــة شــكلية‬
‫أطــرت الســقف بأشــكال هندســية زخرفيــة جســدت وظيفيـاً كقاعــدة حملــت مــن جانــب وحــدات‬
‫منظمــة باقتطاعــات االقـواس واالعمــدة الحاملــة لالقـواس والقبــاب وكخلفيــة جماليــة بتصميمهــا‬
‫مــن جانــب أخــر ‪ ,‬إن الفخامــة الشــكلية وبالرغــم مــن بســاطة تشــكيالتها (االنــارة ) المعتمــدة‬
‫فــي جميــع المحــددات كشــف عــن اســلوب شــكلياً مألوف ـاً لالســتنباط الرمــزي الــدال والمدلــول‬
‫مابيــن الــروح والشــمس وصريحــة ترتكــز علــى أســاس علمــي وفنــي‪ ،‬إال إنــه أعطــى مدلـوالت‬
‫تضمنــت توجيــه المتلقــي إلــى الهــدف المعنــي‬ ‫مباش ـرة للمتلقــي وظفــت نحــو غايــة قصديــه ّ‬
‫بتصميــم واضــح ذو التأثي ـرات الحياديــة إلعطــاء صفــة الهــدوء وارتقــاء الــروح االلهيــة مــع‬
‫الجســد والــروح ومالئمتــا للوظيفــة المقامــة فيــه‪ ،‬عبــر اســلوب اإلضافــة التــي جــاءت بمتغيــر‬
‫شــكلي لبعــض جزئيــات الزجــاج وبتداخــل عالئقــي عبــر مــادة أكســائها ولونهــا (بجميــع االلـوان‬
‫التراثيــة للطـراز نفســه ) والعمــل علــى تداخلهــا مــع اســاليب االســتنباط لبيئتــه الخارجيــة إضافــة‬
‫االق ـواس والمنحنيــات بصــورة انســيابية أمــا علــى مســتوى المحــدد العامــودي للمذبــح فكانــت‬
‫اســاليب االســتنباط أكثــر اشــتغاالً فــي بنيتهــا الشــكلية كاســتنباطات الزخــارف بجميــع جزئياتهــا‬
‫(الهندســية ‪ ،‬النباتيــة) ‪ ،‬إذ عملــت بأدائيتهــا كقاعــدة بقيمتهــا الوظيفيــة الدالليــة االيقونيــة‬
‫بالتوافــق مــع محــددات الفضــاء بشــكله المقــوس ذات منحــى إيجابيـاً ذو طابــع حمــل جماليــة‬
‫تقدم فرصة إلبراز الصور المرسومة على أساس إنها الخلفية الحيادية لالشكال االستداللية‬ ‫ّ‬
‫التــي تحملهــا‪ ،‬الــذي وظــف ألغـراض جماليــة وادائيــة للطقــوس الدينيــة كوحــدات ثابتــة لرجــال‬
‫وكبــار الديــن المســيحي فأخــذت دورهــا كوســيلة لتحقيــق االســتنباط الشــكلي فــي بنيتــه أو‬
‫عالقته مع العناصر األخرى‬
‫‪.2‬جدليــة االســتقراء وعالقتــة بــدالالت االســتنباط ‪:‬إن النظـرة اإلجماليــة لتصميــم األنمــوذج‬
‫القدســي للكاتدرائيــات ليكــون وليــد مابيــن الــروح وااللــه كجدليــة متوارثــه روحيــة واتصاليــة‬
‫شــعورية اســتنباطية اســتقرائية ولــدت اإلحســاس بالتفاعــل بيــن ذاتيــة المصمــم وموضوعــة‬
‫التصميــم‪ ،‬وظيفــة التصميــم فعنــد اســتقراءنا لالســتنباط الشــكلي موضوعي ـاً‪ ،‬نجــد إنــه وثيــق‬
‫الصلــة بخصوصيــة التصميــم فــي جميــع اج ازئــه‪ ،‬اذ حققــت فكرتــه فاعليتهــا زمانيــا ومكانيــا‪،‬‬
‫وذلــك نســبة لفاعليتهــا فــي تحقيــق ومالئمــة الوظيفــة المناطــة للفضــاء وداللتــه الشــكلية المعقــدة‬
‫لــه فظهــر بصــورة متموجــة ومتمايلــة مزخرفــة دون انقطــاع علــى محــددات المداخــل واالروقــة‬
‫مابيــن الفضــاءات الداخليــة للكاتدرائيــات مولــدة جدليــة ال نهايــة لهــا أكســبت األنمــوذج قيمــة‬
‫‪-181-‬‬
‫جماليــة غنيــة بمشــاهد شــكلية وبصريــة لمخاطبــة قدســية المــكان‪ ،‬وعلــى مســتويات تفاوتــت‬
‫فــي قدرتهــا علــى إثــارة انتبــاه المتلقــي‪ ،‬أبــدى األنمــوذج فــي بعــده المــادي التكيــف مــع البعــد‬
‫الفكــري وكيفيــة صياغتــه‪ ،‬ممــا أعطــاه ســمات ممي ـزة المرونــة والمتانــة والمطاوعــة لتشــكيل‬
‫يتالئــم مــع طبيعــة الوظيفــة التصميميــة اتخــذت أدوا اًر مصاحبــة للمعنــى الجمالــي المتحقــق‬
‫ضمــن الحقــل الــذي وظفــت فيــه‪ ،‬وبذلــك نجــد التحقــق للبعــد المــادي المصاحــب‬ ‫بحضــوره ّ‬
‫لجدليات الشــكل‪ ،‬ومســتجيبة لتأثيرات االســتقراء الفكرية ‪ ،‬اال انه في ذات الوقت كشــف عن‬
‫توظيــف مـواد تقليديــة شــكلت صفــة متداولــة فــي تصاميــم مماثلــة للكاتدرائيــات زمانيـاً ومكانيـاً‪،‬‬
‫وتــم التوصــل بإمكاناتهــا الحاليــة إلــى االســتنباط الشــكلي المطلــوب‪ ،‬لذلــك نجــد إن البعــد‬
‫الروحي أفصح عن تحققه النسبي لذلك االستقراء الشكلي‪.‬‬
‫‪ .4‬عتبارات التصميمية المقترنة باالستنباط واالستقراء‪ :‬حقق التناسب الشكلي لألنموذج‬
‫عبــر محدداتــه و توزيــع مواقــع األج ـزاء الفضائيــة علــى مســتوى نــوع الفعاليــة انســجاماً مــع‬
‫األداء الوظيفــي‪ ،‬وبعالقتــه جماليــا وتعبيري ـاً مــع األج ـزاء األخــرى علــى مســتوى الــكل بمــا‬
‫امتــازت بــه المحــددات مــن مميـزات عــدة عبــر التنظيــم المتداخــل الــذي قـ ّـدم معطــى ايجابيـاً‬
‫فــي انســيابية االنتقــال البصــري واالتصــال علــى مســارات عموديــة وأفقيــة بيــن الفضــاء‬
‫وضوحيــة االســتنباط الشــكلي لألنمــوذج ‪ ،‬فظهــور بنمــط منتظــم ذي‬ ‫ّ‬ ‫والوصــول إليهــا عبــر‬
‫شــكل متقطــع بااقـواس واعمــدة‪ ،‬عــزز ســمة االمتــداد البصــري واالســتم اررية فيــه‪ ،‬فضــا عــن‬
‫مــا يعــززه االســتقراء الشــكلي عبــر اســلوب االســتباط القببــي بعــدة اســاليب لالتجاهيــة عبــر‬
‫المتضمــن فيــه وبذلــك تحقــق‬
‫ّ‬ ‫المحــور الطولــي والعرضــي باعتمــاده طبيعــة التوجيــه والتكويــن‬
‫مســار الحركــة علــى وفــق نظــام ســياقي فرضتــه اســلوب البنــاء الشــكلي وموضوعيــة الجــذب‪،‬‬
‫مــن خــال وضــع صــورة مماثلــة عــن طريــق المجســمات كالتماثيــل الموجــودة فــي شــكل البنيــة‬
‫الكليــة للفضــاء واتصالــه بتقاطعــات القبــاب كاتصــال الــروح مــع الســماء وباتخــاذ فتحــات‬
‫زجاجيــة ملونــة عالئقيــة فــي محــددات الفضــاء لتحقيــق عمليــة اســتنباطية متوارثــة بالقيــم‬
‫الحضاريــة مابيــن الداخــل والخــارج وعالقــة الــروح بينهمــا مــن خــال االقت ارنــات االســتقرائية‬
‫للفضــاء وهــذا مــا جعــل مــن فضــاء الكاتدرائيــات متحقــق فــي مطابقتــه لشــروط الطقــوس‬
‫الدينيــة فــي الجــزء المخصــص لهــذا الغــرض والمتطلــب الوظيفــي مــن الناحيــة االدائيــة‬
‫الوظيفية والجمالية‬
‫الر ِب ُع ‪ -‬النتائج ومناقشتها‬ ‫ال َف ْص ُل َّا‬
‫ـدد مــن النتائــج علــى وفــق محــاور‬ ‫توصــل البحــث عــن طريقــة تحليــل النمــاذج المنقــاة إلــى عـ ٍ‬
‫التحليل وعلى الوجه اآلتي‪-:‬‬
‫‪1.1‬بينــت نتائــج التطبيــق علــى األنموذجيــن فيمــا يخــص اســاليب االســتنباط الشــكل لبنيــة‬
‫المحــددات‪ ،‬تحقــق فعــل االســتدالل (االســتنباط ) فــي األنموذجيــن‪ ،‬أمــا فعــل اســلوب‬
‫(االســتقراء) فقــد تحقــق فــي األنمــوذج األول فــي األنمــوذج الثانــي تحقيــق كامــل ‪ ،‬وتحقــق‬
‫االستنباط ألبعدي الروحي العقائدي تحقيقا كامال في االنوذجين ‪.‬‬
‫‪2.2‬امــا فيمــا يخــص اســاليب الــدالالت الفكريــة المســتنبطة فــي موضــع الشــكل‪ ،‬فقــد تحققــت‬

‫‪-182-‬‬
‫اســلوب االخت ـزال والتضخيــم للمحــددات الشــكلية بالنســبة لألنموذجيــن كليــا لألنمــوذج‬
‫األول وعلى مستوى الجزء لألنموذج الثاني‪.‬‬
‫‪3.3‬اقتــرن األنموذجيــن علــى مســتوى العالقــات مابيــن الــروح والجســد ووظائفــه االدائيــة‪،‬‬
‫فجــاءت العالقــات الفضائيــة متحققــة بالنســبة لألنموذجيــن و التنظيميــة فــي تحقيــق‬
‫االسستنباط من كتب االنجيل متحققة في األنموذج األول والثاني‪: ،‬‬
‫‪.4‬اســهم البعــد الفكــري علــى مســتوى العناصــر البنائيــة للكاتدرائيــات مابيــن الجــدل وعالقاتــه‬
‫الداللية من افكار مستنبطة من المسيح وتوظيفها داخل الفضاء ‪ ،‬بتحققها لألنموذجين‪.‬‬
‫‪.5‬ابــدى األنمــوذج االول تحققـاً فــي بعــده المــادي‪ ،‬امــا االنمــوذج الثانــي فتحقــق بصــورة كليــة‬
‫نســبتاً الحتوائــه علــى مـواد الزجــاج الــى التــي ترتبــط عالقتــه مابيــن الداخــل والخــارج عالقــة‬
‫متحققة كليا ‪.‬‬
‫‪.6‬تحقــق الفعــل الوظيفــي االســتنباطي واالســتقرائي االدائــي بصــورة كليــة فــي االنمــوذج االول‬
‫و االنمــوذج الثانــي ‪ ،‬امــا الفعــل الوظيفــي الجمالــي والتعبيــري جــاء معب ـ ار عــن الشــعور‬
‫بالفخامــة والرهبــة واألصالــه لمــا يحملــه االنســان مــن مضاميــن فكريــة استشـراقية فقــد تحقــق‬
‫في كال االنموذجين‪.‬‬

‫‪ .7‬اظهــر التحقــق المــدرك للبيئــة ومحيطهــا بخصائصهــا واعتباراتهــا الفكريــة التصميميــة‬


‫والماديــة وعالقاتهــا تصميمي ـاً كعوامــل ذات اســتنباطات واقتباســات شــكلية فــي االنموذجيــن‬
‫االول والثاني ‪.‬‬

‫‪ .8‬بينمــا تحقــق فعــل الطـراز مابيــن الروحيــة والقدســية بصــورة عاليــة علــى المســتوى الفكــري‬
‫والمــادي واالســلوبي لالنموذجيــن األول والثانــي ‪ ،‬بينمــا ابتعــد عــن إضفــاء التكنولوجيــا‬
‫الحديثة ليتم الحفاظ على ط ارزه معماريا وداخليا فقد تحقق في األنموذج األول و الثاني‪.‬‬
‫االستنتاجات‬
‫أســفر البحــث عبــر النتائــج التــي تــم اســتنباطها مــن عمليــة التحليــل ومقارنتهــا بالمؤش ـرات‬
‫المستخرجة ضمن االطار النظري‪ ،‬عن مجموعة استنتاجات يمكن اجمالها بما يلي ‪:‬‬
‫‪1.1‬اظهــرت نتائــج البحــث مجموعــة مــن الحقائــق تمثلــت بفاعليــة توظيــف كل مــن (االســتعارة‬
‫‪ ،‬االســتنباط‪ ،‬االســتدالل كاســاليب مســتنبطة فــي الفضــاءات الداخليــة إلرســائها كدعائــم‬
‫تســند التصميــم االســتقرائي‪ ،‬وتبعــث فيــه جماليــة متحققــة ترضــي المتلقــي بمــا تحملــه مــن‬
‫قيــم روحيــة ودينيــة تالءمــت مــع غايــات المصمــم لتوليــد مشــاهد بصريــة متنوعــه تعمــل‬
‫علــى إثــارة أحاســيس المتلقــي‪ ،‬اســهمت العوامــل الفكريــة التقليديــة القديمــة كأبعــاد مؤث ـرة‬
‫فــي عمليــة االســتباط النــه مــوروث حضــاري فكــري بجزئياتــه الشــكلية معتمــدة مــن قبــل‬
‫المصمــم كركائــز متبعــة ضمــن مبادئــة الخاصــة‪ ،‬وتوظيفهــا باســلوب فاعــل وانتقائيــة عاليــة‬
‫للمــادة للخــروج بصياغــات متفــردة ومعاص ـرة تتوافــق مــع متطلبــات العصــر الفكــري‬
‫والداللي ‪.‬‬
‫‪2.2‬اعتمــاد المصمميــن العالمييــن فــي اســتنباط الكاتدرائيــات اســلوباً يحاكــي لغــة العصــر ذو‬

‫‪-183-‬‬
‫قيــم شــكلية اســتعارية وابعــاد وقياســات مغاي ـرة فــي األنموذجيــن حققــت بذلــك االســتدالل‬
‫الشــكلي عبــر الفاعليــة الذاتيــة لهــم‪ ،‬لالرتقــاء بمنظومــة التلقــي البصــري لفضــاءات‬
‫الكاتدرائيات الى مستويات اكثر عمقا يحكمها الفعل الديني في قدسية المكان ‪.‬‬
‫‪3.3‬اعتمــاد نظامــا تصميميــا يعتمــد علــى الحركــة الشــكلية واالثــارة مــن خــال العالقــات‬
‫التنظيميــة و البصريــة للقبــاب بقصــد التنــوع والمتعــة البصريــة للمتلقــي ‪ ،‬فجــاءت اســتنباط‬
‫المعطيــات باســاليب تزيــد مــن فاعليــة المتلقــي باالســتقراء مــع العناصــر الشــكلية المزخرفــة‬
‫للفضاء ‪.‬‬
‫عبــرت‬‫‪4.4‬تتحقــق اســاليب (االســتنباط ‪ ،‬االســتقراء ) عبــر جدليــة الكشــف عــن داللــة منطقيــة ّ‬
‫ضمــن حــدود فضائيــة محــددة ومنظمــة‬ ‫عنهــا الفك ـرة التصميميــة وقدرتهــا علــى التأثيــر ّ‬
‫ضمــن البيئــة‬ ‫وظيفي ـاً (أدائيــة وجماليــة وتعبيريــة) واســتقصاء حالــة مــن التواصــل بينهمــا ّ‬
‫(الطبيعيــة والدينيــة واالجتماعيــة والثقافية‪..‬وغيرهــا) التــي تعــد محف ـزات مهمــه الســتنباط‬
‫الشــكل عبــر لغــة ح ـوار حملــت فــي ســماتها طابع ـاً دينيــا شــكلياً للطــرز الفكريــة المؤث ـرة‬
‫والمتأث ـرة بانتهــاك الشــكل‪ ،‬مخاطبــا ح ـواس المتلقــي بإظهارهــا اســتقراء شــكلي للمحــددات‬
‫منعكس من وعلى البيئة المحيطة للتصميم‪.‬‬
‫الحواشي‬
‫‪ -1‬ينظر ‪ :‬العين للخليل بن احمد ‪ ،184 / 4‬و معجم ومقاييس اللغة ألبن فارس ‪. 537 / 2‬‬
‫‪ - 2‬ينظر ‪ :‬تهذيب اللغة لألزهري ‪. 250 / 13‬‬
‫‪ 3-‬معاني القرآن واعرابه للزجاج ‪83 / 2‬‬
‫‪ 4‬شرح شذور الذهب ‪ ،‬ابن هشام ‪ ،‬تحقيق محيي الدين عبد الحميد ‪ ،‬ص ‪. 14‬‬
‫‪ .5‬كانت‪ ،‬عمانوئيل ‪ ,‬نقد العقل المجرد‪ ،‬ترجمة احمد الشيباني‪ ،‬دار اليقظة العربية‪ ،‬بيروت‪.‬ص ‪54‬‬
‫‪ .6‬جون ديوي – المنطق ‪ ،‬نظرية البحث ‪ ،‬ترجمة د؟ زكي نجيب محمود‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار المعارف‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪ 1969،‬ص‪649‬‬
‫‪ . 7‬فرانك‪ ،‬فيليب فلسفة العلم‪ ،‬ترجمة علي علي ناصف‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬الطبعة‬
‫االولى‪ 1938.‬ص‪115‬‬
‫‪ . 8‬األكليل في استنباط التنزيل ‪ ،‬للسيوطي (ت‪911 :‬هـ) ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬عامر بن علي الصرابي ‪ ،‬دار‬
‫الخضراء ‪ ،‬جدة ‪ ،‬ط ‪1422 ،‬ه‬
‫‪ . 9‬عن البالغة ‪ ..‬دراسة في تحوالت المفهوم‪ ،‬مصدر سبق ذكره ص‪77‬‬
‫‪ . 10‬المصدر السابق ص‪177‬‬
‫‪ .11‬ينظر ‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪178‬‬
‫‪ .12‬حبيب اعراب ‪ ،‬الحجاج واالستدالل الحجاجي ‪ ،‬عالم الفكر ‪ ،‬العدد ‪ ،2004 ،61‬ص‪79‬‬
‫‪ .13‬ف ارنــك‪ ،‬فيلي��ب فلســفة العلــم‪ ،‬ترجمـ�ة علـ�ي علـ�ي ناصــف‪ ،‬المؤسسـ�ة العربيـ�ة للد ارســات والنشــر‪ ،‬الطبعـ�ة‬
‫االولى ‪ ،1983‬ص‪.115‬‬
‫‪ .14‬ليانا جابر ‪ ،‬مها قرعان ‪.‬أنماط التعلم النظرية والتطبيق ‪،‬الطبعةاألولي‪،‬رام هللا‪،‬فلسطين ‪،‬مركز‬
‫القطان للبحث والتطوير التربوي‪ 2004.‬ص ‪88‬‬

‫‪ 15‬رمــزي ‪ ،‬نبيــل اســكندر ‪ .‬االغتـراب وأزمــة اإلنســان المعاصــر ‪ (،‬اإلســكندرية ‪ :‬دار المعــارف الجامعيــة‬
‫‪ ) 1988 ،‬ص ‪. 279‬‬
‫‪ 16‬العشــماوي ‪ ،‬محمــد زكــي ‪ ،‬المســرح أصولــه واتجاهاتــه المعاص ـرة ( مــع د ارســات تحليليــة مقارنــة ) ‪( ،‬‬
‫بيروت ‪ :‬دار النهضة العربية للطباعة النشر ‪ ،‬د ‪.‬ت ) ‪ ، ،‬ص ‪. 82‬‬
‫‪-184-‬‬
‫‪17‬العشماوي ‪ ،‬محمد زكي ‪ ،‬المصدر السابق نفسه ‪ ،‬ص ‪. 82‬‬
‫‪ 18‬اسكندر ‪ ،‬نبيل رمزي ‪ ،‬المصدر السابق نفسه ‪ ،‬ص ‪. 279‬‬
‫(*) فيجد كيركيجارد ان التحريم يوقظ القلق المندس في حضن البراءة التي ال توجد بغير القلق ‪.‬‬
‫للمزيــد ينظــر ‪ :‬إمــام ‪ ،‬عبــد الفتــاح أمــام ‪ ،‬تطــور الجــدل بعــد هيجــل ‪ ،‬ج ‪ ( ، 3‬القاهـرة ‪ :‬مكتبــة مدبولــي‪،‬‬
‫‪ ، )1997‬ص ‪. 422- 421‬‬
‫‪19‬ينظــر ‪ :‬ماكــوري ‪ ،‬جــون ‪ .‬الوجوديــة ‪ ،‬ت ‪ :‬إمــام عبــد الفتــاح إمــام ‪ ( ،‬القاه ـرة ‪ :‬دار الثقافــة للنشــر‬
‫والتوزيع ‪ ، ) 1986 ،‬ص ‪ 241‬ـ ‪. 242‬‬
‫‪ 20‬اسكندر ‪ ،‬نبيل رمزي ‪ .‬المصدر السابق نفسه ‪ ،‬ص‪. 280‬‬
‫‪ .21‬الجابــري‪ ،‬محمــد عابــد‪« ،‬بنيــة العقــل العربــي‪ :‬د ارســة تحليليــة نقديــة لنظــم المعرفــة فــي الثقافــة العربيــة»‪،‬‬
‫مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪.1987 ،‬ص‪25‬‬
‫‪22 Pap,Arth,An Introduction to the Philosophy of Science, NEW ork,‬‬
‫‪1962,p.139‬‬
‫‪ 23‬منصــور المخلصــي‪ ،‬الكنيســة عبــر التاريــخ‪ -‬سلســلة (قديســون وابــاء الكنيســة) ‪ ،3‬مطبعــة المشــرق‪،‬‬
‫بغداد‪ ،1997 ،‬ص‪.48‬‬
‫‪24‬الجادرجي رفعت‪.‬حوار في بنية الفن والعمارة‪.‬رياض الريس ‪1991.‬ص‪68‬‬
‫‪.25‬االب بطرس حداد كنائس بغداد ودياراتها ‪.‬بغداد ‪.1994‬ص‪49‬‬
‫المصادر‬
‫‪1 .1‬ينظر ‪ :‬تهذيب اللغة لألزهري ‪. 250 / 13‬‬
‫‪2 .2‬اإلكليــل فــي اســتنباط التنزيــل ‪ ،‬للســيوطي (ت‪911 :‬هــ) ‪ ،‬تحقيــق ‪ :‬عامــر بــن علــي‬
‫الصرابي‪ ،‬دار الخضراء جدة ‪ ،‬ط ‪1422 ،‬ه‬
‫‪3 .3‬الجابــري‪ ،‬محمــد عابــد‪« ،‬بنيــة العقــل العربــي‪ :‬د ارســة تحليليــة نقديــة لنظــم المعرفــة فــي‬
‫الثقافة العربية»‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪.1987 ،‬‬
‫‪4 .4‬ف ارنــك‪ ،‬فيليــب فلســفة العلــم‪ ،‬ترجمــة علــي علــي ناصــف‪ ،‬المؤسســة العربيــة للد ارسـ�ات‬
‫والنشر‪ ،‬الطبعة االولى‪1938.‬‬
‫‪5 .5‬ليانــا جابــر ‪ ،‬مهــا قرعــان ‪.‬أنمــاط التعلــم النظريــة والتطبيــق ‪،‬الطبعةاألولــي‪ ،‬رام هللا‪،‬‬
‫فلسطين ‪،‬مركز القطان للبحث والتطوير التربوي‪.2004‬‬
‫‪6 .6‬االب بطرس حداد كنائس بغداد ودياراتها ‪.‬بغداد ‪.1994‬‬
‫‪7 .7‬الجادرجي رفعت‪ .‬حوار في بنية الفن والعمارة‪.‬رياض الريس ‪1991.‬‬
‫‪8 .8‬حبيب اعراب ‪ ،‬الحجاج واالستدالل الحجاجي ‪ ،‬عالم الفكر ‪ ،‬العدد ‪،2004 ،61‬‬
‫‪9 .9‬جون ديوي – المنطق ‪ ،‬نظرية البحث ‪ ،‬ترجمة د؟ زكي نجيب محمود‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار‬
‫المعارف‪ ،‬الطبعة الثانية‪1969،‬‬
‫‪1010‬رمزي ‪ ،‬نبيل اسكندر ‪ .‬االغتراب وأزمة اإلنسان المعاصر ‪ (،‬اإلسكندرية ‪ :‬دار‬
‫المعارف الجامعية ‪.) 1988 ،‬‬
‫‪-185-‬‬
‫‪1111‬شرح شذور الذهب ‪ ،‬ابن هشام ‪ ،‬تحقيق محيي الدين عبد الحميد ‪،‬‬
‫‪1212‬العشــماوي ‪ ،‬محمــد زكــي ‪ ،‬المســرح أصولــه واتجاهاتــه المعاصـرة ( مــع د ارســات تحليليــة‬
‫مقارنة ) ‪ ( ،‬بيروت ‪ :‬دار النهضة العربية للطباعة‬
‫‪1313‬ف ارنــك‪ ،‬فيليــب فلســفة العلــم‪ ،‬ترجمــة علــي علــي ناصــف‪ ،‬المؤسســة العربيــة للد ارســات‬
‫والنشر‪ ،‬الطبعة االولى‪1938.‬‬
‫‪1414‬كانــت‪ ،‬عمانوئيــل ‪ ,‬نقــد العقــل المجــرد‪ ،‬ترجمــة احمــد الشــيباني‪ ،‬دار اليقظــة العربيـ�ة‪،‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫‪1515‬معاني القرآن واعرابه للزجاج ‪. 83 / 2‬‬
‫‪1616‬منصور المخلصي‪ ،‬الكنيســة عبر التاريخ‪ -‬سلســلة (قديســون واباء الكنيســة) ‪ ،3‬مطبعة‬
‫المشرق‪ ،‬بغداد‪، 1997 ،‬‬
‫‪1717‬ينظر ‪ :‬العين للخليل بن احمد ‪ ،184 / 4‬و معجم ومقاييس اللغة ألبن فارس ‪2‬‬
‫‪18.‬‬ ‫‪Pap,Arth,An Introduction to the Philosophy of Science, NEW‬‬
‫‪york, 1962,p.139‬‬

‫‪-186-‬‬

You might also like