You are on page 1of 140

‫محاضرات في نظريات التنظيم‬

‫‪1‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ف‬ ‫خ‬
‫قضا� إالنسان‬
‫ي‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫اسات‬ ‫ر‬ ‫الد‬ ‫و‬ ‫البحث‬ ‫�‬‫إصدارات ب‬
‫م‬
‫الزا�ئ‬ ‫أ‬
‫و املج تمع أفلو الغواط ج‬
‫‪.................‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫‪.................‬‬
‫ن‬ ‫تأ‬
‫�ليف الدكتور‪ :‬د�قة أمحد‬
‫أ‬
‫الطبعة الوىل ماي ‪2022‬‬

‫‪ISBN: 978.9931.9828.7.6‬‬
‫ف‬
‫�ج يع احلقوق حمفوظة خمل ب� البحث و الدراسات ي� ي‬
‫قضا� إالنسان و املج تمع‬

‫معلومات اإلتصال‬
‫‪labo.reqls@cu-aflou.edu.dz‬‬
‫ف‬ ‫خ‬
‫قضا� االنسان واملج تمع‬
‫ي‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫اسات‬
‫ر‬ ‫والد‬ ‫البحث‬ ‫�‬‫ب‬ ‫م‬
‫‪mailto:labo.reqls@cu-aflou.edu.dz‬‬
‫ة‬ ‫أ‬
‫تصو� ية أو‬
‫ي�نع نسخ أو إستعمال جزء من هذا الكتاب ب�ي وسيل ي‬
‫خط من‬ ‫إذن‬ ‫دون‬ ‫من‬ ‫أخرى‬ ‫ن�‬ ‫ة‬
‫وسيل ش‬ ‫أي‬ ‫أو‬ ‫مياكنيكية‬ ‫أو‬ ‫ونية‬ ‫ت‬
‫إلك�‬
‫ي‬ ‫إدارة خ‬
‫امل ب�‬

‫‪2‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫التنظــم‬
‫ي‬ ‫الــى اعتنــت بدراســة‬ ‫ي�كــن تصنيــف املــدارس ت‬
‫ي‬
‫(التنظــم‬
‫ي‬ ‫بنظــر�ت‬
‫ي‬ ‫والــى عرفــت‬ ‫إىل مــدارس الكســيكية ت‬
‫ي‬
‫ـر�ت (التنظـ يـم‬ ‫ـرمس)‪ ،‬ومــدارس نيــو الكســيكية وعرفــت بنظـ ي‬ ‫ي‬ ‫الـ‬
‫ن‬ ‫أ‬
‫الرمس)‪،‬ل�ــا جــاءت عــى أنقــاض أزمــة املدرســة‬ ‫ي‬ ‫غــر‬
‫ي‬
‫اط‪ ،‬والفايوليــة‪،‬‬ ‫الب�وقــر ي‬ ‫والتنظــم ي‬
‫ي‬ ‫الالكســيكية اكلتايلوريــة‪،‬‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫رمس ي� لك مــن العالقــات‬ ‫الغــر ف ي‬ ‫التنظــم ي‬ ‫ي‬ ‫نظــر�ت‬
‫ي‬ ‫و�ثلــت‬
‫حــ� مثلــت مدرســة‬ ‫والنظــر�ت الســلوكية‪ ،‬ي� ي ن‬ ‫ي‬ ‫إالنســانية‪،‬‬
‫ة ت‬ ‫ة‬
‫التنظ�ت من حيــث البنية‬ ‫ي‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫لي‬ ‫�‬ ‫ـاول‬‫ـ‬ ‫حمل‬ ‫ـامل‬ ‫النظــم نظريــة شـ‬
‫خ‬ ‫ت‬ ‫أ‬
‫والداء وعالق�ــا التفاعليــة ب�لبيئــة الارجيــة متجــاوزة بذلــك‬
‫ـر�ت الالكســيكية والنيوالكســيكية ومــع مطلــع أربعينيــات‬ ‫النظـ ي‬
‫ـا� تطــورت نظريــة التنظـ يـم وأصبحــت ت�كــز عــى‬ ‫القــرن املـ ض‬
‫ي‬
‫اج�عيــة قبــل‬ ‫وتعت�هــا كيـ نـا�ت ت‬ ‫الوانــب ب‬ ‫دراسـ تـها مــن �ج يــع ج‬
‫ـال ارتكــزت ج�ــود عملــاء االجـ تـامع‬ ‫و�لتـ ي‬ ‫أن تكــون اقتصاديــة‪ ،‬ب‬
‫ف‬
‫ـر�ت التنظـ يـم احلديثــة عــى دراســة البنــاءات التنظيميــة‬ ‫ي� نظـ ي‬
‫ت ف‬
‫متغــرات‬‫ي‬ ‫التنظــم ومــا ي�تبــط بــه مــن‬ ‫ي‬ ‫والفعــل االجــام يع ي�‬
‫رمس والـراع والتعــاون‬ ‫ـر‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫والغ‬ ‫ـرمس‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـ�‬ ‫اكلســلطة والتنظيمـ ي ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫‪...‬ال ‪ ،‬وقــد تكفلــت نظريــة التحليــل‬ ‫خ‬ ‫والتاكمــل ونســق القـ يـم‬
‫اتي�» مليشــال كروزيــه» بتحليــل ودراســة خمتلــف‬ ‫االســر يج‬ ‫ت‬
‫ت ف‬
‫جوانــب الفعــل االجــام يع ي� التنظـ يـم‪ ،‬امك انشــغل رواد البنائيــة‬

‫‪3‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫اج�عيــة هلــا وظيفــة‬ ‫الوظيفيــة املعــارصة بدراســة التنظـ يـم كبنيــة ت‬
‫ـ� ب�ــذه البنيــة امك ب�ثــت البنائيــة‬ ‫ومــدى ارتبــاط ســلوك الفاعلـ ي ن‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫الوظيفيــة عــن آليــات �قيــق التاكمــل واالســتقرار ي� النســق‬
‫التنظيــ� مــن خــال آليــات الضبــط شو�عيــة نســق ي‬
‫القــم‬ ‫ي‬
‫ت(�لكــوت ب�رسـ نز‬
‫ـو�)‪.‬‬
‫النظر�ت السوسيولوجية‬ ‫ي‬ ‫وعىل العموم ي�كن القول أن �ج يع‬
‫البنائيــة‪ ،‬والتأويليــة‪ ،‬والتشــكيلية‪ ،‬تعتـ بـر التنظـ يـم جمــال اهـ تـامم‪،‬‬
‫ن‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫لن التنظـ يـامت يه كيــا�ت اج�عيــة هادفــة و�تبــط ي� كيا�ــا‬
‫ومتلــف العمليــات ت‬
‫االج�عيــة‬ ‫وديناميكي�ــا ب�لســلوك البـ شـري خ‬ ‫ت‬
‫ف‬ ‫الـ ت‬
‫ـى تقــع ي� املج تمــع اكل ـراع والتنافــس والتفاعــل واالتصــال‬ ‫ي‬
‫اج� يع معقد‬ ‫فالتنظ� ككيــان ت‬
‫ي‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫لت‬ ‫و�‬
‫ب‬ ‫‪،‬‬ ‫خ‬
‫‪...‬ال‬ ‫وتقسـ يـم العمــل‬
‫ن‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫ا�ــاه نظــري واحــد وإ�ــا‬ ‫ال ي�كــن �مــه مــن منطلــق تفسـ يـرات ج‬
‫ـار�ت‪.‬‬ ‫ب�لتحليــل املتعــدد املقـ ب‬
‫املــدارس تقــوم عــى جمموعــة مبــادئ وأســس ومعتقــدات‬
‫ـ� ‪،‬تنطلــق مــن أفــار ومســمات‬ ‫لــدى جمموعــة مــن الباحثـ ي ن‬
‫كأ‬ ‫وقــد تـ ض‬
‫ـر�ت ن نقــول مدرســة إالدارة العمليــة‪،‬‬ ‫ـم جمموعــة نظـ ي‬
‫ن‬ ‫أ‬
‫لن يف�ــا عــدة حمــاوالت للتأســيس لــدى عــدة ب�حثـ يـ� بأ�زمه‬
‫ت�يلــور‪ ،‬وتلتـق ي آراؤمه حــول نز�عــة ونظــرة معينــة‪ ،‬أمــا النظريــة‬
‫ف‬
‫علم� مكــون مــن جمموعــة فرضيــات ومســمات‬ ‫ي‬ ‫� إطــار‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫ق ف‬ ‫ين‬
‫وقوانــ� ب�ــدف تطبي�ــا ي� الواقــع‪ ،‬وتقــوم ي� الغالــب عــى‬
‫‪4‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫الدراســات والبحــوث‪ .‬وقــد ي�ثلهــا ب�حــث واحــد مثــل نظريــة‬
‫يج‬
‫ملاكر�ــور‪.‬‬ ‫‪ X‬و‪Y‬‬
‫ف‬
‫النظــر�ت احلديثــة فتمثلــت ي� نظريــة النســق‬ ‫ي‬ ‫أمــا‬
‫االجــام يع الفــن ي املســتلهمة مــن النظريــة البنائيــة الوظيفيــة‪،‬‬ ‫ت‬
‫اليا�نيــة‬ ‫ظ‬
‫والنظريــة النســقية (النظــم)‪ ،‬امك �ــرت نظريــة إالدارة ب‬
‫أ‬
‫(‪ )J‬ونظريــة إالدارة المريكيــة (‪ ،)A‬وكــذا نظريــة إالدارة‬
‫أ‬ ‫اليا�نيــة املعـ ة‬
‫ـدل عــى البيئــة المريكيــة (‪ .)Z‬دون أن ننــى‬ ‫ب‬
‫ث‬ ‫أ‬ ‫املداخــل السوســيولوجية احلديثــة ت‬
‫الكبــر‬
‫ي‬ ‫الــى اكن هلــا ال�‬ ‫ي‬ ‫ف تأ‬
‫ي� �ســيس نظريــة التنظـ يـم مثــل البنائيــة الوظيفيــة والتبــادل‬
‫والــراع‪ ،‬اكلطــرح الــذي قدمــه رونــو ســان ســوليو املتعلــق‬
‫التنظــم‪.‬‬
‫ي‬ ‫ب�لثقافــة واهلويــة داخــل‬
‫ف ف‬
‫ـر� ي� عــم‬ ‫ـر�ت احلقــل املعـ ف ي‬ ‫تشــل هــذه املــدارس والنظـ ي‬
‫ين‬
‫تكــو�‬ ‫علم� ســامه ي�‬ ‫اث‬ ‫�‬ ‫والدارة‪ ،‬وهــو ت‬ ‫إ‬ ‫التنظــم‬
‫ي‬ ‫ع‬ ‫ت‬
‫اجــام‬
‫ي‬
‫واملفاهــم‬
‫ي‬ ‫والتنظيــ� وفــق ت�اامكت زمانيــة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫الفكــر إالداري‬
‫ن‬ ‫ج‬ ‫ث‬ ‫ف‬ ‫ة‬
‫ـر�‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫املنظ‬ ‫ـود‬ ‫ـ‬ ‫�‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫ـم‬
‫ي ي‬ ‫ـ‬ ‫والتنظ‬ ‫دارة‬ ‫ال‬
‫إ‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫م‬
‫ج‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫ـتعمل‬ ‫املسـ‬
‫ف‬
‫وقــد عرفــت حركــة التنظـ يـر ي� حقــل التنظـ يـامت عــدة مراحــل‬
‫ت‬ ‫خ آ‬
‫ي ي‬
‫التــار� اكل ي�‪:‬‬ ‫ي�كــن تلخيهصــا حســب الســياق‬
‫التنظــم ب�لطابــع املغلــق‪ ،‬يســى‬ ‫ز‬ ‫ت‬
‫‪ 1-‬مــن ‪ � :1930-1900‬يــ�‬
‫ي‬
‫للعقالنيــة والنجاعــة إالنتاجية‪،‬حيــث غابــت النظــرة إالنســانية‬

‫‪5‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫للفــرد العامل‪،‬مــع اعتبــار املنظمــة تنظـ يـام رمسيــا ب�تا(النظريــة‬
‫الب�وقراطيــة‪ ،‬إالدارة العملية‪،‬الفايوليــة)‪.‬‬ ‫ي‬
‫هــامم ب�لعالقــات إالنســانية‬ ‫‪ 2-‬مــن ‪ :1960-1930‬بــدأ إال ت‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫للتنظــم‬
‫ي‬ ‫التنظــم‪ ،‬امك � إعطــاء اهــامم‬
‫ي‬ ‫والوانــب الســلوكية ي�‬ ‫ج‬
‫ف‬ ‫غ‬
‫ـرمس‪ ،‬ر� أن املنظمــات بقيــت ي� املج ــال شــبه املغلــق‬ ‫غـ يـر الـ ي‬
‫والنظــر�ت الســلوكية)‪.‬‬
‫ي‬ ‫(مدرســة العالقــات إالنســانية‬
‫التنظــامت عــى البيئــة‬ ‫انفتــاح‬ ‫�ة‬ ‫وه مرحــ‬
‫ي‬ ‫‪ :1975-1960 3-‬ي‬
‫بــ� املــوارد املاديــة ش‬
‫والب� يــة‬ ‫الــدم ي ن‬
‫ج‬ ‫ورة‬ ‫�ض‬ ‫مــع‬ ‫ارجيــة‪،‬‬ ‫ال‬‫خ‬
‫أ‬
‫لتحقيــق الهــداف وفــق أســاليب عقالنيــة والتخطيــط‬
‫التنظيــ� وبدايــة تبــن ي فكــرة النظــام املفتــوح‪.‬‬ ‫ي‬
‫التنظــامت ب�لبيئــة‬
‫ي‬ ‫كــ� عــى عالقــة‬ ‫‪ 1975- 4-‬إىل اليــوم‪ :‬تال� ي ز‬
‫النقــا�ت العماليــة‪ ،‬واملصــاحل السياســية ‪،‬‬ ‫ب‬ ‫الارجيــة‪ ،‬ودور‬ ‫خ‬
‫ز‬ ‫ت‬ ‫خ‬
‫اتيجية‪....‬إل و� يــ�ت‬ ‫وال ت‬
‫ســر‬ ‫والقــم والثقافــة التنظيميــة ‪ ...‬إ‬ ‫ي‬
‫ب�لنظــام املفتــوح لكيــا‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫مفهوم التنظيم‪:‬‬
‫ت‬ ‫ف‬ ‫ان االهـ ت‬
‫ـ� ي� التنظـ يـم احلديــث ينصــب عــى ج�زئــة‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫الرئي‬ ‫م‬ ‫ـام‬
‫ت‬
‫ا�ــازه و�ديــد �ج اعــة العمــل وتشــكيل مراتــب‬ ‫العمــل املـراد نج‬
‫ـ� الســلطة واملســؤولية‪.‬‬ ‫وا�ــاد تــوازن بـ ي ن‬ ‫الســلطة ي ج‬
‫«وار� بلنكــت « و» ير�ونــد اتــرن «‬ ‫ين‬ ‫«عــرف لك مــن‬
‫ف‬
‫دم‬
‫التنظــم عــى انــه معليــة ج‬ ‫ي‬ ‫ي� كتــاﺑﻬم «مقدمــة إالدارة «‬
‫ـ� املهــام‬‫الب� يــة واملاديــة مــن خــال هيــل رمس يبـ ي ن‬ ‫لملــوارد ش‬
‫ي‬
‫والســلطات‪.‬‬
‫تصمــم‬
‫ي‬ ‫واملســر ي ن� عــى انــه‬
‫ي‬ ‫يعرفــه بعــض رجــال االمعــال‬
‫الرائــط‬ ‫اهليــل التنظيــ�‪ ،‬أي تلــك العمليــة املتعلقــة بعمــل خ‬
‫ت ي ض‬
‫ـى تــو� املهــام واملســؤوليات والصالحيــات بــل‬ ‫التنظيميــة الـ ي‬
‫دقــة ووضــوح‪.‬‬
‫خ‬ ‫أ‬
‫امك يعــرف ب�نــه الشــل الــاص بطــرق ارتبــاط اعــداد كبـ يـرة‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫الــذ� ت‬ ‫مــن االفــراد ي ن‬
‫يشــركون ي� امعــال معقــدة ي� عالقــات‬
‫ف‬ ‫ـا�ة ظ‬ ‫غـ يـر مبـ ش‬
‫ـوع لتحقيــق اهــداف‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫منس‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫وض‬ ‫�‬‫ي‬ ‫ـورمه‬ ‫ـ‬ ‫و�‬
‫عل�ــا‪.‬‬ ‫مشـ تـر كة متفــق ي‬
‫يــام ش� مــع‬ ‫إدار� إال انــه أيضــا ت‬ ‫ي‬ ‫ومــا‬ ‫م�‬ ‫ف‬ ‫والتنظــم وإن اكن‬
‫أ‬ ‫ي‬
‫ـى ﺗﻬدف إىل ورة القيــام ب�لواجبــات‬ ‫�ض‬ ‫ت‬ ‫ج‬
‫تو�ــات النظمــة الـ ي‬
‫تنظ� دقيق ينســجم مع القواعــد إالدارية‬ ‫ومحايــة احلقــوق‪ ،‬وفــق ي‬
‫‪7‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ـيل لتحقيــق االنســجام‬‫احلديثــة‪ ،‬ذلــك ان التنظـ يـم يعتـ بـر وسـ ة‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫ـا� االزدواجيــة واالســتفادة مــن القدرات والطاقــات و�ديد‬ ‫وتـ ي‬
‫ـ� إالدارات واملســاعدة عــى التدفق‬ ‫ـ� إالفـراد وبـ ي ن‬
‫العالقــات بـ ي ن‬
‫الهــود تو�شــيد إالنفــاق وتوزيــع‬
‫الســلس لملعلومــات وتوحيــد ج‬
‫الصالحيــات‪.‬‬
‫المحور األول‪ :‬التنظيم كسلوك اداري عقالني‬
‫أوال‪ :‬هنري فايول‪ )1925-1841( :‬مبادئ االدارة‬
‫ـا�‬ ‫م�ــور بــدأ حياتــه مكهنــدس منـ ج‬ ‫همنــدس ومفكــر فرنــ� ش‬
‫ي‬ ‫ف‬
‫ض‬
‫وهــو ي� ســن مبكــرة ‪ 19‬ســنة‪ ،‬وقــد أمــى حياتــه العمليــة‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫ف‬
‫ـى بــدأ العمــل ب�ــا‪ ،‬تــدرج ي� الســم‬ ‫ي‬ ‫لكهــا ي� نفــس ال�كــة الـ‬
‫ف‬ ‫ت ق‬
‫ـد� عــام ي� معــر ‪ 47‬ســنة‪ ،‬ومل يتقاعــد اال‬ ‫ي‬ ‫ـرم اىل ان �� مكـ‬ ‫ي‬ ‫اهلـ‬
‫غ‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ف‬
‫ي� معــر ‪� ،77‬ــت ال� كــة وازدهــرت ي� ظــل قيادتــه عــى الــر�‬
‫ادار�ــا‪،‬‬‫مــن نأ�ــا اكنــت عــى حافــة االفــاس عندمــا اســتمل ت‬
‫ن‬ ‫ش‬ ‫ف‬
‫اكســبته نج�احاتــه ي� املقــاوالت �ــرة وشــعبية كبـ يـر ي�‪ ،‬وعندمــا‬
‫ف‬ ‫ض‬ ‫ف‬ ‫نـ ش‬
‫ـ� ي� االدارة �ــن لنفســه ماكنــة ي�‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫الرئي‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫مع‬ ‫‪1916‬‬ ‫ـام‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـر‬
‫ـاع‪ .‬مــن خــال كتابــه االدارة الصناعية‬ ‫ـ‬ ‫الصن‬ ‫حوليــات التـ ي خ‬
‫ـار�‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫ي‬
‫والعامــة الــذي ض�نــه خالصــة ج�ربتــه ي� العمــل االداري‪.‬‬
‫‪ .1‬تعريف فايول لالدارة‪:‬‬
‫اعت�ه‬ ‫قــدم فايــل تعريفــه ش‬
‫امل�ــور لــادارة مــن خــال البــدأ ب�ــا ب‬
‫ش‬ ‫ف‬
‫ـاع‪ ،‬وقــد أكــد‬
‫انــه النشــاطات االساســية ي� أي مــروع صنـ ي‬
‫عــى ســتة نشــاطات رئيســية يه التاليــة‪:‬‬
‫‪8‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫النشاطات التقنية مثل االنتاج‪.‬‬ ‫•‬
‫النشاطات التجارية مثل ش‬
‫ال�اء والبيع‪.‬‬ ‫•‬
‫ن‬ ‫تأ‬
‫النشاطات املالية مثل � يم� رأس املال‪.‬‬ ‫•‬
‫النشاطات االمنية مثل محاية املمتلاكت‪.‬‬ ‫•‬
‫ومعالــة املعلومــات‬
‫ج‬ ‫ي‬
‫تقــد�‬ ‫• نشــاطات احملاســبة مثــل‬
‫املاليــة‪.‬‬
‫والتنظ�‪.‬‬
‫ي‬ ‫• النشاطات االدارية مثل التخطيط‬
‫خ‬ ‫أ‬
‫وقــد ســم فايــل ب�ن النشــاطات المســة االوىل اكنــت معروفــة‬
‫ـ� ف‬
‫جيــدا ســابقا‪ ،‬لكنــه مـ ي ز ي� البدايــة أن املج موعــة السادســة من‬
‫النشــاطات تتطلــب مزيــدا مــن التوضيــح لقرائــه‪ .‬بي ـامن اكنــت‬
‫النشــاطات االخــرى لكهــا متبـ ة‬
‫ـادل االعـ تـامد اىل حــد مــا‪ ،‬مل يكــن‬
‫ث�ــة نشــاط واحــد همـ تـم ب�لتخطيــط الواســع وتوفـ يـر املــوارد‪ .‬واكن‬
‫ن‬
‫ور� عــى �ــو حيــوي عــزل جمموعــة النشــاطات االخـ يـرة‬ ‫�ض ي‬
‫هــذه امك قــال فايــول‪ ،‬وهلــا أعــى امس جمموعــة النشــاطات‬
‫االداريــة‪.‬‬
‫ت‬ ‫تأ‬ ‫خ‬ ‫ت‬
‫ـد� يع ـن ي أن تتنبــأ و�طــط وتنظــم و�مــر وتنســق و�اقــب‬ ‫لتـ ي‬
‫وتضبــط‪ ،‬وقــد رأى التنبــؤ والتخطيــط أنــه تطلــع اىل املســتقبل‬
‫ف‬
‫ورمس خطــة معــل‪ .‬ونظــر اىل التنظـ يـم ي� مصطلحــات بنيويــة‪،‬‬
‫‪9‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ق‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫ووصــف االمــر ب�نــه «احملافظة عىل النشــاط بـ يـ� أفـراد الطا�»‪.‬‬
‫وعــى‬ ‫ورأى التنســيق أنــه نشــاط توحيــدي بشــل أســاس‪ ،‬ن‬
‫ي‬ ‫ت‬
‫و�ن أن �ــدث االشــياء ب�ــا يتوافــق مــع‬ ‫ب�ملراقبــة والضبــط ض‬
‫اســة‪ ،‬واالمــر اهلــام هــو مالحظــة‬ ‫السياســات واملمارســات الر خ‬
‫ـ� اىل االدارة بشــل‬ ‫ان فايــول مل ي� النشــاطات االداريــة تنتـ ي‬
‫حــري‪ ،‬اذا ان مثــل هــذه النشــاطات هــو جــزء وحزمــة مــن‬
‫ش‬ ‫ف‬ ‫نشــاطات ت‬
‫اج�عيــة ي� مــروع مــا‪ .‬ومــع قولنــا هــذا‪ ،‬االمــر‬
‫ف‬
‫اهلــام االخــر هــو أن نشـ يـر اىل أن مبــادئ فايــول العامــة ي�‬
‫تأ‬
‫ـاس اىل املؤسســات مــن‬ ‫ي‬ ‫االدارة �خــذ منظــورا ينظــر بشــل أسـ‬
‫فا�ــا ت�تلــك فضيلة‬ ‫ـر� مــن ذلــك ن‬ ‫غ‬ ‫أ‬
‫العــى اىل االســفل‪ ،‬وعــى الـ‬
‫ف‬ ‫ة‬ ‫خ‬ ‫ت‬
‫و�ــة نظــر شــامل لــدور االدارة ي� املؤسســات‪ .‬وهكــذا‬ ‫ا�ــاذ ج‬
‫ت ف‬ ‫رث‬ ‫ت‬
‫ي�تلــك �ليــل فايــول تضمينــات أكـ بعــدا مــن أفــار �يلــر ي�‬
‫ـى ت�ركــزت عــى أرضيــة الورشــة‪.‬‬ ‫ي‬
‫االدارة العمليــة الـ ت‬
‫‪ .2‬مبادئ االدارة العلمية‪:‬‬
‫ش‬ ‫ف‬
‫وه الوصفات‬ ‫أدرج فايــول ي� كتابــه فأربعــة عــر مبــدأ لــادارة ي‬
‫طب�ــا ي� حياتــه العمليــة‪ ،‬وقــد أكــد عــى ان‬ ‫الـ تـى غالبــا مــا ق‬
‫ي‬
‫هــذه املبــادئ ليســت مطلقــة بــل قابـ�ة للتعديــل وفقــا للحاجــة‪،‬‬
‫ن‬ ‫ة‬
‫ومل ي�زمع أن قا�ــة مبادئــه هــذه شــامل‪ ،‬هــل يه �جعــة وخدمتــه‬ ‫ئ‬
‫ف‬ ‫ش‬ ‫ض ف‬ ‫ف‬
‫املــا� �ســب‪ .‬واملبــادئ االربعــة عــر املدرجــة ي�‬ ‫ي‬ ‫ي�‬
‫ت‬
‫القا�ــة أد�ه مقدمــة حســب ال�تيــب الــذي وصفــه فايــول‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ئ‬

‫‪10‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫لكــن املالحظــة أنــه أدرج خالصــة تفكـ يـره مــن خــال لك فكــرة‬
‫(الـ شـامع‪.)2011 ،‬‬
‫ف‬
‫الهــد ب�لنســبة‬‫• تقسـ يـم العمــل‪ :‬يقلــص ج�ــوة االنتبــاه أو ج‬
‫خ‬ ‫أ ش‬
‫لي �ــص أو جمموعــة‪ ،‬ويطــور املمارســة وااللفــة‪.‬‬
‫غ‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫• الصالحيــة‪ :‬احلــق ي� اعطــاء الوامــر‪ ،‬وينبــ ي أال ينظــر‬
‫يال�ــا دون االشــارة اىل املســؤولية‪.‬‬
‫ت‬
‫لالحــرام ب�ــا يتوافــق مــع‬ ‫• االنضبــاط‪ :‬املعــامل خ‬
‫الارجيــة‬
‫ـتخدم�ا‪.‬‬
‫ي‬ ‫ال� كــة ومسـ‬‫ـ� ش‬ ‫االتفاقيــات الرمسيــة وغـ يـر الرمسيــة بـ ي ن‬
‫• وحــدة القيــادة‪ :‬رجــل واحــد رئيــس أعــى واحــد أي‬
‫أ‬ ‫أن يكــون لــل موظــف رئيــس واحــد ق‬
‫يتلــى منــه الوامــر‬
‫التقــار�‪.‬‬
‫ي‬ ‫والتوج�ــات يو�فــع هل‬
‫ي‬
‫• وحــدة التوجيــه‪ :‬رئيــس واحــد وخطــة واحــدة ملج موعــة‬
‫أ‬
‫مــن لنشــاطات ذات هــداف واحــد‪ ،‬ويق ـض ي هــذا املبــدأ ب�ن‬
‫و�ــب أن يكــون‬ ‫لك جمموعــة تعمــل لتحقيــق هــدف واحــد‪ ،‬ي ج‬
‫هلــا رئيــس واحــد وخطــة واحــدة وهــذا املبــدأ ي�ـ تـم ب�لنشــاط‬
‫أ‬ ‫خ‬
‫الــاص ب�لفــراد ‪.‬‬
‫• خضــوع املصــاحل‪ :‬ي ج�ــب اال تغلــب مصلحة فــرد أو جمموعة‬
‫عــى املصلحــة العامــة‪ ،‬وهــذا املبــدأ يتطلــب مــن إالدارة‬

‫‪11‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ـ� مــع املصلحــة العامة‬‫التدخــل حيـامن تتعــارض مصــاحل العاملـ ي ن‬
‫أ‬
‫أو الهــداف العامــة لملنظمــة‪ ،‬وذلــك مــن أجــل احملافظــة عــى‬
‫اســتقرار التنظـ يـم واســتمراريته ‪.‬‬
‫• الراتــب‪ :‬ي ج�ــب أن يكــون منصفــا لــل مــن املســتخدم‬
‫أ‬ ‫ش‬
‫وال�كــة يق ـض ي هــذا املبــدأ ب�ن تكــون الرواتــب واملاكفــآت‬
‫�ج‬ ‫ن ف‬ ‫ة‬
‫املســتو�ت ‪.‬‬
‫ي‬ ‫العاملــ� ي� يــع‬‫ي‬ ‫ميــع‬ ‫ل‬
‫ج‬ ‫زيــة‬ ‫وم‬
‫ج‬ ‫عــادل‬
‫ئ ف‬
‫• املركزيــة‪ :‬حــا�ض ة دا�ــا ي� هــذا احلــد أو ذاك‪ ،‬وذلــك‬
‫مد�هــا‪ ،‬ويقصــد بــه مــدى‬ ‫ال� كــة ونوعيــة ي‬‫يعتمــد عــى جحــم ش‬
‫ـ� الســلطة أو توزيهعــا‪ ،‬وهــذا املــدى ي خ�تلــف مــن منظمــة‬ ‫ت�كـ ي ز‬
‫�ة ف‬ ‫ت‬
‫إىل أخــرى‪ ،‬و�مكــه ظــروف وعوامــل متداخــ ي� املوقــف‬
‫إالداري ‪.‬‬
‫أ‬
‫• سلس ـ�ة املاكنــة‪ :‬خــط الســلطة مــن العــى اىل االســفل‪،‬‬
‫ويعـ بـر هــذا املبــدأ عــى التسلســل والتــدرج ب�ملرتبــة‪ ،‬أي تــدرج‬
‫ن‬ ‫ف‬
‫ـرم‪ ،‬ويع ـ ي تسلســل‬ ‫ـتو�ت القيــادة ي� التنظـ يـم بشــل هـ ي‬‫مسـ ي‬
‫س‬ ‫الرؤســاء مــن أعــى إىل أســفل‪ ،‬وتوضيــح هــذا التــدرج الـ ئ‬
‫ـر�‬
‫ي‬
‫ـتو�ت إالدارة ‪.‬‬
‫جلميــع مسـ ي‬
‫ش ف‬ ‫• النظــام‪ :‬مــان لــل ش‬
‫�ء ي� ماكنــه املناســب‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ولك‬ ‫ء‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫ف‬
‫الرجــل املناســب ي� املــان املناســب ويقســمه فايــول إىل‬
‫أ‬ ‫آ‬ ‫قسـ ي ن‬
‫ـم�‪ :‬نظــام مــادي يعـ نـى بوضــع الالت والدوات واملعدات‬
‫‪12‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ف‬
‫ي� ماك�ــا املناســب ملصلحــة العمــل‪ ،‬ونظــام اجــام يع ي�� بوضع‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫خ‬ ‫ش‬
‫الهــود و�قيق‬ ‫لك �ــص ي� املــان املناســب‪ ،‬امك ي�� بتنســيق ج‬
‫ف‬ ‫ـ� نشــاطات الوحــدات خ‬ ‫االنســجام بـ ي ن‬
‫املتلفــة ي� التنظـ يـم ‪.‬‬
‫ة ت‬
‫بــ� املعامــ�ة اللطيفــة والعــدال ج�ــاه‬ ‫المــع ي ن‬
‫• املســاواة‪ :‬ج‬
‫ين‬
‫العامل�‬ ‫ـتخدم�‪ ،‬اذ يقتـض ي هــذا املبــدأ أن يعامــل �ج يــع‬ ‫ين‬ ‫املسـ‬
‫وان� ئ�ــم وأن‬ ‫معامــ�ة واحــدة ب�ــدف احلصــول عــى ئ‬
‫وال�ــم ت‬
‫يلــ�م لك نم�ــم بواجباتــه اكفــة‪.‬‬ ‫تز‬
‫ق‬
‫• اســتقرار مــدة معل الطــا�‪ :‬ي�تاج املســتخدمون اىل الوقت‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ـا� مــن أجــل االســتقرار ي� أمعاهلــم‪ ،‬امك يؤكــد أن املنظمــات‬ ‫الـ ي‬
‫النا�ــة يه املنظمــات املســتقرة خاصــة ب�لنســبة لملسـ يـر ي ن� و‬ ‫ج‬
‫ـد� ي ن� ‪.‬‬ ‫املـ ي‬
‫• املبــادرة‪ :‬تكــون ض�ــن حــدود الســلطة واالنظبــاط‪ ،‬ي ج�ــب‬
‫ت‬ ‫ق‬
‫وه‬‫ـتو�ت الطــا� عــى أن تعــرض مبادرا�ــم‪ ،‬ي‬ ‫تشــجيع لك مسـ ي‬
‫الطــط وكيفيــة تنفيذهــا‪ ،‬ويطالــب فايــول‬ ‫تشــمل أيضــا إعــداد خ‬
‫ف‬ ‫ين‬
‫لملرؤوســ� ملمارســة املبــادرة ي�‬ ‫الرؤســاء ب إ�عطــاء الفرصــة‬
‫املق�حــات وتنميــة روح االبتــار ‪.‬‬ ‫العمــل وإعــداد ت‬
‫ق‬
‫كبــرة‬
‫معنــو�ت الطــا� وروح الفريــق‪ :‬االنســجام قــوة ي‬ ‫ي‬ ‫•‬
‫و�ب تشــجيع فريــق العمل ب�ســتمرار عىل العمل‬ ‫ملؤسســة مــا‪ ،‬ي ج‬
‫ت‬
‫“ال�ــاد‬ ‫ـاع وســيادة روح الفريــق انطالقــا مــن شــعار إ‬ ‫المـ ي‬ ‫ج‬
‫‪13‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫أ‬ ‫ف ت‬
‫قــوة” ب�يــث يشــل هــذا املبــدأ أمه عنــر ي� �قيــق الهــداف‬
‫املرغــوب ب�ــا ‪.‬‬
‫‪ .3‬ملخص حول نظرية التكوين اإلداري‬

‫‪14‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬

‫ثانيا‪ :‬تايلر واالدارة العلمية‬


‫ـى جاء ب�ــا رواد الدارة العملية‪:‬‬ ‫ي�كــن ان نلخــص أمه االفــار الـ ت‬
‫ي‬
‫ف دبلــو ت� ي�‪ ،‬فرنــك وليام غلـ بـرت‪ ،‬ه غانت‬
‫املد� ي ن�‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـدا‬
‫ـ‬ ‫واح‬ ‫ـول‬‫ـ‬ ‫فاي‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫مث‬ ‫(‪)1915-1856‬‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫يل‬ ‫�‬‫اكن ت‬
‫ي‬ ‫ن أ‬
‫ض‬ ‫ف‬
‫ـر� الوائــل‪ ،‬ولــد ي� بوســطن‪ ،‬وامــى القــم االعظم من‬ ‫ي‬ ‫املنظـ‬
‫ت‬
‫حياتــه يعمــل عــى مشكلات �قيــق كفــاءة اكـ بـر عــى أرض‬
‫ـا�‬ ‫الورشــة‪ ،‬واحللــول الـ تـى توصــل يال�ــا اســتندت بشــل مبـ ش‬
‫ف‬ ‫ي ف‬ ‫ت‬
‫عــى ج�ربتــه الشــخصية ي� العمــل‪ ،‬أوال كعامــل ي� الورشــة‬
‫ف‬
‫ـد�ا‪ ،‬فقــد بــدأ حياتــه‬
‫ـرم اىل أن اصبــح مـ ي‬ ‫ي‬ ‫تــدرج ي� الســم اهلـ‬
‫ف‬
‫العمليــة كعامــا مســاعدا ي� االمعــال اهلندســية‪ ،‬وبعــد أن‬
‫ـى فـ تـرة تدريبــه‪ ،‬انتقــل اىل ش� كــة مدفــال ســتيل‪ ،‬حيــث‬ ‫أمـ ض‬

‫‪15‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ت ق‬ ‫ش‬ ‫ف‬
‫ي� ســياق عــر ســنوات �� اىل مراقــب ب�لورشــة وخــال‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫فــى عــام‬‫العمليــة ي‬ ‫هــذا الوقــت‪ ،‬تولــدت أفــاره ي� االدارة‬
‫ش‬ ‫ف‬ ‫ال� كــة الـ ت‬ ‫‪ 1889‬ت�ك ش‬
‫ـى اكن يعمــل ب�ــا ليعمــل ي� �كــة بيــت‬ ‫ي‬
‫رث‬
‫خ�اتــه االك ـ ش�ــرة‬ ‫خ‬
‫حلــم ســتيل‪ ،‬حيــث رس أفــاره وطبــق ب‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫ف ت‬
‫ي� �سـ يـ� انتاجيــة العمــل‪ ،‬اكن �يلــر متحمســا لنقــل أفــاره‬
‫ت‬ ‫اىل االخـ ي ن‬
‫كتا�تــه‬
‫ـر� االمــر الــذي اســتطاع �قيقــه مــن خــال ب‬
‫أك�هــا جــدادرة كتــاب‪ :‬مبــادئ االدرة العمليــة الــذي‬ ‫الـ تـى اكن ث‬
‫ي‬
‫نـ شـر عــام ‪ 1911‬بعــد وفاتــه‪� .‬ج عــت معظــم أمعــاهل ونـ شـرت‬
‫بعنــوان «االدارة العمليــة» عــام ‪ 1947‬مل يلتــق اطالقــا ب� ـرن ي‬
‫ت‬
‫ور�ــا مل يطلــع عــى �ليــل فايــول حــول االدارة‪.‬‬ ‫فايــول ب‬
‫ملوا�ة‬‫اكنــت الســنوات االخـ يـرة مــن القــرن التاســع عـ شـر وقتــا ج‬
‫و�ــة نظر‬ ‫احلقائــق الواقعيــة البشــعة حــول حيــاة املصنــع‪ ،‬مــن ج‬
‫ة أ‬
‫ال كـرث‬ ‫أر�ب العمــل‪ ،‬واكنــت كفــاءة طــرق العمــل يه املســأل‬ ‫ب‬
‫ف‬
‫حضــورا‪ ،‬حيــث أهسمــت رسعــة انتشــار الثــورة الصناعيــة ي�‬
‫ظ‬ ‫ف‬
‫ـر� ي� �ــور مصانــع جديــدة واليــات معــل حديثــة‬ ‫ي‬ ‫العــامل الغـ ب‬
‫واكنــت اليــد العام ـ�ة وافــرة واكنــت املشــل�ة االساســية تمكــن‬
‫تتمــ�ز‬ ‫ن ف‬ ‫ف‬
‫تنظــم لك هــذه املكــو�ت ي� أشــغال ي‬ ‫ي� كيــف ي ج�ــب ي‬
‫ـر�‪.‬‬ ‫ب�لكفــاءة والـ ب‬
‫اللفيــة طــور ت�يلــر افــاره‪ ،‬واكن شــغوفا بكفــاءة‬ ‫عــى هــذه خ‬
‫�ة‬ ‫ف‬
‫طــرق العمــل وقــد أدرك ي� مرحـ مبكــرة أن مفتــاح مثــل هذه‬

‫‪16‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ن‬ ‫ف ت‬
‫املشكلات يمكــن ي� �ليــل م�جيــة العمــل‪ ،‬حيــث اقتنــع مــن‬
‫أ‬ ‫ت‬
‫ـد� ب�ن عــددا قليال مــن العمال‪ ،‬اذا‬ ‫خــال ج�ربتــه كعامــل ومكـ ي‬
‫اكن هنــاك يأ� نم�ــم يقدمــون أكـرث مــن احلــد ن‬
‫االد� مــن ج�ــدمه‬
‫ف‬
‫ـوم وقــد وصــف هــذا امليــل ب�لتظاهــر ب�لعمــل‬ ‫ي� معلهــم اليـ ي‬
‫الطبيــ� لــدى‬
‫ي‬ ‫طبيــ�‪ ،‬أي امليــل‬
‫ي‬ ‫الــذي قســمه اىل تظاهــر‬
‫�ة‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ـام أي القيــد‬
‫االنســان لخــذ الشــياء الهسـ ‪ ،‬والتظاهــر النظـ ي‬
‫املقصــود واملنظــم ملعــدل العمــل الــذي يفرضــه املســتخدمون‪.‬‬
‫وقــد بــدا لتايلــر أن اســباب التظاهــر ب�لعمــل تنشــأ مــن ثــاث‬
‫مســائل‪:‬‬
‫ة‬
‫البطال‪.‬‬ ‫الوف من‬ ‫‪ .1‬خ‬
‫‪ .2‬تقلبات الكسب من أنظمة العمل ب�لقطعة‪.‬‬
‫ال� تسمح ب�ا االدارة‪.‬‬ ‫‪ .3‬طرق املمارسة العامة ت‬
‫ي‬
‫وقــد اكنــت أجوبتــه عــى هــذه االشــاليات يه تطبيــق مبــادئ‬
‫االدارة العمليــة‪.‬‬
‫‪ )1‬مبادئ االدارة العلمية‪:‬‬
‫يق�هحــا ســتبدو أكـرث مــن‬
‫أدرك ت�يلــر ان االجـراءات الـ تـى اكن ت‬
‫ي‬
‫ن ف‬ ‫ن‬
‫كو�ــا طريقــة جديــدة‪ ،‬ســتكون ثوريــة‪ ،‬وبـ يـ� ي� البدايــة ان‬
‫االدارة العمليــة تتطلــب ثــورة ذهنيــة اكمـ�ة مــن طــرف لك مــن‬
‫االدارة والعمــال‪.‬‬
‫خ‬ ‫ق‬ ‫ف‬
‫ي� تطبي�ــا عــى االدارة تطلبــت مقاربتــه العمليــة الطــوات‬

‫‪17‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫التاليــة‪:‬‬
‫تطــو� عــم لــل معليــة ليحــل حمــل الــرأي واملمارســة‬ ‫ي‬ ‫•‬
‫العامــة والعشــوائية‪.‬‬
‫• التحديــد بشــل حصيــح وبطريقــة عمليــة الوقــت املناســب‬
‫والطريقــة املناســبة لــل معــل‪.‬‬
‫تأ‬
‫• انشــاء مؤسســة مناســبة �خــذ لك املســؤولية مــن العمــال‬
‫أ‬
‫الفعــ�‪.‬‬
‫ي‬ ‫مــا عــدا تلــك املســؤولية املرتبطــة ب�داء العمــل‬
‫وتدري�م بشلك جيد‪.‬‬ ‫ب‬ ‫• اختيار العمال‬
‫• قبــول ان تــدار االدارة ب�لطــرق العمليــة والتنــازل عــن‬
‫ســلط�ا التعســفية عــى العمــال أي التعــاون مهعــم‪.‬‬ ‫ت‬
‫رأى ت�يلــر أنــه اذا ال بــد مــن حصــول التغيـ يـر عــى مســتوى‬
‫ت‬
‫الورشــة‪ ،‬فســوف يكــون عندئــذ عــى احلقائــق أن �ــل حمــل‬
‫ـ�‪ ،‬ويتحقــق ذلــك مــن خــال دراســة وظائــف‬ ‫الـرأي والتخمـ ي ن‬
‫املؤهلــ� بشــل خــاص‪ ،‬ودراســة لك‬ ‫ين‬ ‫جمموعــة مــن العمــال‬
‫وتوقي�ــا ب�ؤقــت‪ ،‬ث� تلـ غـى لك احلــراكت غـ يـر ال�ض وريــة‬ ‫ت‬ ‫معليــة‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫ـى مــا وســوف تغــدو‬ ‫ي‬ ‫ال�ــاز معــل وظيـ‬‫ـد� الطريقــة المثــل نج‬ ‫لتقـ ي‬
‫ف‬
‫هــذه الطريقــة االمثــل يه املعيــار الــذي ي ج�ــب أن يســتخدم ي�‬
‫أ‬
‫لك االمعــال املماث ـ�ة ‪ ،‬ســتعرف هــذه الطريقــة فـ يـام بعــد ب��ــا‬
‫ن‬
‫�ة‬ ‫ت‬
‫وه سلس ـ التقنيــات املســتخدمة اىل يومنــا‬ ‫ـل العمــل‪ ،‬ي‬ ‫�ليـ‬
‫ف‬
‫هــذا ي� لك أرجــاء العــامل‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫خ‬ ‫ش‬
‫شــعر ت�يلــر انــه عــى لك �ص أن يســتفيد مــن االدارة العملية‪،‬‬
‫و�ــة نظــر ت�يلــر بعــد قيــاس‬‫ـد�ون أيضــا‪ ،‬فاكنــت ج‬ ‫العمــال واملـ ي‬
‫وظائــف العمــال عمليــا أن توضــع معــدالت االجــور وفقــا‬
‫ت‬
‫انتاجي�ــم‬ ‫لذلــك‪ ،‬ث� ينبــغ ي ماكفــأة العمــال االكفــاء مقابــل‬
‫ـد� ي ن� يه نأ�م‬
‫دون حــدود‪ ،‬واكنــت الصعوبــة ب�لنســبة ملعظــم املـ ي‬
‫ت ف‬
‫عل�ــم أن‬
‫اكنــو يفتقــرون اىل خـ بـرة �يلــر ي� قيــاس الزمــن واكن ي‬
‫ف‬
‫ـاط ي� معــدالت االجــور حيــث اكنــت‬ ‫يلجــؤوا اىل حــم اعتبـ ي‬
‫القياســات فضفافــة‪.‬‬
‫‪ )2‬طلبت االدارة العلمية من العمال مايلي‪:‬‬
‫ن أ‬ ‫ث‬
‫• التوقــف عــن القلــق بشــأن تقسـ يـم �ــار االنتــاج بـ يـ� الجور‬
‫واالر�ح‪.‬‬
‫ب‬
‫ش‬ ‫ف‬
‫• املســامهة ي� ازدهــار ال� كــة مــن خــال العمــل بطريقــة‬
‫ف أ‬
‫حصصحــة وتلـق ي يز�دات ي� الجــور تــراوح بـ يـ� ‪ 30%‬وتصــل‬
‫ن‬ ‫ت‬
‫اىل ‪ 100%‬تبعــا لطبيعــة العمــل املنجــز‪.‬‬
‫ف‬ ‫خ‬ ‫ت‬
‫ـ� العمــال عــن افــارمه ي� التظاهــر ب�لعمــل ويتعاونــو‬ ‫ي‬ ‫• �ـ‬
‫ف‬
‫تطــو� العــم‪.‬‬
‫ي‬ ‫مــع االدارة ي�‬
‫ـؤول‪ ،‬وفقــا لملقاربــة العمليــة‬‫• يقبلــوا ان تكــون االدارة مسـ ة‬
‫غ‬ ‫ت‬
‫عــن �ديــد مــا ينبــ ي معــه وكيفيــة معــل ذلــك‪.‬‬
‫• تقبلــوا التدريــب عــى طــرق جديــدة‪ ،‬حيــث ي�كــن تطبيــق‬
‫ذلــك‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫أ‬
‫اكنــت احــدى طروحــات ت�يلــر الساســية يه ان تبـ ي املقاربــة‬
‫ن‬
‫ف‬
‫و� رأيــه‬ ‫ـيؤدي اىل املزيــد مــن الرفاهيــة للجميــع‪ .‬ي‬ ‫العمليــة سـ‬
‫ث‬ ‫غ‬ ‫ت‬
‫مــادام ي�كــن �ديــد االجــور عمليــا‪ ،‬فينب ـ ي أال تتــأ� بعوامــل‬
‫تعســفية مثــل ســلطة نقابــة مــا أو نز�وة ادارة مــا‪ ،‬وقــد بينــت هل‬
‫ن‬ ‫ت‬
‫التجربــة ان كثـ يـر مــن املـز يا� �ققــت مــن خــال تبـ ي العمــال‬
‫بــدورمه لــادارة العمليــة‪.‬‬
‫غ‬
‫عــى الــر� مــن أن مواقــف العمــال مــن االدارة العمليــة اكن‬
‫ا�ابيــة‪ ،‬فإنــه ي�كــن احلــم ب�ن النجــاح نال�ـ ئ‬
‫ـا� لـ بـر جام العمــل‬ ‫يج‬
‫أ‬ ‫ي‬
‫التحف� يــة اكن حمــدودا بســبب مشــاعر العمــال ب�ن‬ ‫يز‬ ‫املــدروس‬
‫أ‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫االدارة �ــاول أن ج� بــرمه عــى االنصيــاع وشــعور االدارة ب�ن‬
‫ف‬
‫العمــال قــد نج�حــوا ي� تضليلهــا فـ يـام يتعلــق بتوقيــت االمعــال‬
‫أ‬
‫الساســية‪.‬‬
‫والنتيجــة أنــه بعــد فـ تـرة ثــاث ســنوات راجــع ت�يلــر مــع زمالئــه‬
‫ش‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫ار�ــم ي� �كــة بيــت حلــم لصناعــة الفــوالذ‪،‬‬ ‫مــدى نج�ــاح ج� ب‬
‫�ة‬ ‫ئ‬
‫أ�ــزه‬ ‫ـا� مذه ـ اذ ان معــل ‪ 400‬اىل ‪ 600‬رجــل نج‬ ‫واكنــت النتـ ج‬
‫معالــة الطــن الواحــد‬‫وا�فظــت تاكليــف ج‬ ‫‪ 140‬رجــل فقــط‪ ،‬نخ‬
‫وتلــى العامــل يز�دة ب�عــدل ‪ 60%‬أكــرث مــن‬ ‫اىل النصــف‪ ،‬ق‬
‫ت‬ ‫ش‬ ‫ف‬
‫زمالئــه ي� الــراكت املج ــاورة‪ ،‬وقــد �قــق لك ذلــك دون أي‬
‫ن‬
‫نــوع مــن الدفــع �ــو العمــل بشــل قــري الــذي مل يكــن جــزء‬
‫مــن االدارة العمليــة‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫‪ )3‬ملخص حول نظرية اإلدارة العلمية‬

‫تعقيــب علــى نظريــة اإلدارة العلميــة‬


‫لقــد حاولــت التايلوريــة ســد البــاب أمــام لك مــا هــو غـ يـر‬
‫رمس ومــا مــن شــأنه أن ي�ــد مــن النجاعــة ‪ ،‬وفعــا نج�حــت‬‫ي‬
‫‪21‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫�ة‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫ي� ذلــك ي� مرح ـ مــا إىل حــد مــا مــن خــال رفــع إالنتــاج‬
‫ف‬
‫والدارة واســتحداث‬ ‫والتخلــص مــن الطرق التقليدية ي� العمل إ‬
‫ف‬ ‫ئ‬
‫ـو�‬
‫ـا� مملوســة امك ســامهت كثـ يـرا ي� تطـ ي‬ ‫ط أــرق عمليــة حققــت نتـ ج‬
‫ـ� عــى يز�دة إالنتاجيــة‬ ‫الســاليب العمليــة لـ إـ�دارة ‪ ،‬مــع تال� كـ ي ز‬
‫ـى يه معيــار التطــور‪.‬‬ ‫والـ ت‬
‫ف‬ ‫ن أ‬ ‫ي‬
‫ـد� ي� ب�لســاليب العمليــة ي� إدارة وتنظـ يـم‬ ‫ـو� املـ ي‬‫امك قامــت بتنـ ي‬
‫والتخــ� عــن الطــرق التقليديــة ‪ ،‬لكــن أزمــة هــذه‬ ‫ي‬ ‫العمــل ‪،‬‬
‫ت‬
‫واالج� يع‬ ‫املدرســة بــدأت تظهــر فـ يـام بعد عــى الصعيد البـ شـري‬
‫آل طيعــة‬ ‫داخــل املنظمــات ‪ ،‬فقــد رفــض العمــال أن يكونــوا ة‬
‫أ‬
‫لــ�دارة وأن يعاملــوا عــى هــذا الســاس ‪ ،‬امك رفضــوا فكــرة‬ ‫إ‬
‫نســا� ‪ ،‬أي‬ ‫االهــامم ب�ــم عــى الصعيــد االقتصــادي دون إال ن‬ ‫ت‬
‫ي‬
‫النــاق الــذي فرضتــه هــذه املدرســة عــى العمــال‬ ‫رفــض ذلــك خ‬
‫ن‬ ‫ف‬
‫وحــرمه ي� إطــار العالقــات الرمسيــة دون يغ�هــا‪ ،‬ب�عــى أن‬
‫ت‬ ‫خ‬ ‫ت‬
‫العالقــات الرمسيــة ال �ــدم العمــال مــن الناحيــة االج�عيــة‬
‫والنســانية ‪ ،‬فاالهـ تـامم ب� إلنســان العامل من الناحيــة البيولوجية‬ ‫إ‬
‫أ‬
‫واالقتصاديــة ال يضمــن الــوالء لملنظمــة ‪ ،‬فالعالقــات الوليــة‬
‫ع�ــا ‪ ،‬ومنــه وجــب عــى‬ ‫ك�ــم التخــ� ن‬ ‫وثقاف�ــم ال ي� ن‬
‫ت‬ ‫للعمــال‬
‫أ‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫إالدارة ب�ــث طــرق جديــدة ي� التعامــل مــع الفــراد داخــل‬
‫ت‬
‫الرمس ودراســته و�ليل‬ ‫ي‬ ‫ـتدع مشــاركة التنظـ يـم غـ يـر‬ ‫التنظـ يـم يسـ ي‬
‫ـو� الفكــر إالداري‪.‬‬ ‫متغ�اتــه لتطـ ي‬ ‫ي‬

‫‪22‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫‪ )4‬االدارة العلمية بعد تايلر‪:‬‬
‫مــن بأ�ز أتبــاع االدارة العمليــة نج�ــد لك مــن فرانــك‪ ،‬وليــام‬
‫ف‬
‫غلـ بـرت‪ ،‬هـرن ي غانــت‪ ،‬ولك قــدم لك نم�ــم مســامهة ي� دراســة‬
‫العمــل‪ .‬اكن الزوجــان فرانــك ووليــام غلـ بـرت هممـ تـامن ب�مــاس‬
‫تطبي�ــا عــى مشــاريع البنــاء‬‫بفكــرة االدارة العمليــة‪ ،‬وحــاوال ق‬
‫آ‬
‫ب�ل جــر وبعــد ثــاث ســنوات مــن التجربة اســتطاعا ان يقلصا‬
‫آ‬ ‫ف‬
‫عــدد احلــراكت ي� معليــة وضــع الجــر‪ ،‬ودراســة دقيقــة حلــراكت‬
‫ت‬ ‫�ة أ‬
‫هممــة العمــل‪ ،‬بو�زت امعاهلمــا كتمكـ لمعــال �يلــر من خالل‬
‫ـ� عــى فكــرة القيــاس وتطبيقــه عــى االدارة‪ ،‬انطالقــا مــن‬ ‫تال�كـ ي ز‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ت‬
‫ا�ــاد الطريقــة المثــل لعمــل الشــياء‪.‬‬ ‫قناع�مــا ب إ�ماكنيــة ي ج‬
‫وخلصــا اىل وضــع أحاكمــا وأجـراءات نم�جيــة للعمليــة الفعـ ة‬
‫ـال‬
‫ف‬
‫ي� العمــل‪ ،‬وأرصا عــى التقيــد بتلــك القواعد واالجـراءات‪ ،‬مع‬
‫ـتخدم� معــدالت أعــى مــن منافسـ يـهم‪ ،‬واســتطاعوا‬ ‫ين‬ ‫دفــع لملسـ‬
‫غ‬ ‫ض‬ ‫ت‬
‫الهــد غـ يـر الــروري واالعيــاء‪ ،‬ر� ذلــك ذلــك‬ ‫ـر�مه مــن ج‬ ‫�ـ ي‬
‫ـو�ت حيــث مل يكــن‬ ‫ـد�ت والصعـ ب‬ ‫مل تســم أفاكرمهــا مــن التحـ ي‬
‫ق‬
‫لتطبي�ــا‪.‬‬ ‫الميــع مســتعدا‬ ‫ج‬
‫أمــا ه ـرن ي غانــت فقــد اكن هــو االخــر زميــا ومعــارصا لتايلــر‬
‫أ‬
‫ف ي� ش�كــة الفــوالذ‪ ،‬شــعر غانــت ب�ن العامــل الفــرد مل يعــى‬
‫حقــه مــن الدراســة‪ ،‬وكشــف أنــه حاملــا ي ج�ــد أي عامــل أنــه‬
‫الميع رسيعــا‪ ،‬تو� شا�اك‬ ‫يســتطيع أن ينجــز املهمــة‪ ،‬فســيتبعه ج‬

‫‪23‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ت‬
‫رؤســاء العمــال مــن أجــل توكيــد التعلـ يـامت‪ ،‬والنتيجــة �ســن‬
‫ف‬ ‫اال�اف وتقلصــت االعطــال اىل حــد ن‬ ‫ش‬
‫و�‬
‫ي‬ ‫ـابق‬‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫أد�‬
‫ي‬
‫مشكلا�م خ‬
‫الاصــة‬ ‫ت‬ ‫نال�ايــة تعــم العمــال كيفيــة التعامــل مــع‬
‫الروتينيــة‪ ،‬ومســح نظــام غانــت للتعويضــات للرجــال أن يتحدو‬
‫املصــص ملهمــة معينــة‪ ،‬وقــد ت�كــت طريقتــه للعمــال‬ ‫الوقــت خ‬
‫بعــض حريــة التــرف واملبــادرة للعمــال‪ ،‬بعكــس طريقــة‬
‫زمالئــه‪.‬‬
‫رابعــا‪ :‬هنــري فــورد (‪ )1947-1883‬وفكــرة العمــل‬
‫بالسلسلة‬
‫ف‬
‫هــو همنــدس ومــن رواد صناعــة الســيارات ي� العــامل ويعتـ بـر‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫أ‬
‫و�ســعار اســهالكية ج�اريــة‪ .‬اذ عىل‬ ‫أول مــن انتــج الســيارات ب‬
‫ت‬ ‫خ‬ ‫غ‬
‫الــر� مــن أن فــورد مل ي�ــرع الســيارة أو نظــام التجميــع‪ ،‬لكنــه‬
‫أ‬
‫طـ ّـور وصنــع أول ســيارة اســتطاع العديــد مــن المريكيـ يـ� مــن‬
‫ن‬
‫الطبقــة الوســى اقتناءهــا‪ .‬بذلــك‪ ،‬حـ ّـول فــورد الســيارة مــن‬
‫ـيل نقــل معليــة مــن شـ نـأ�ا أن تــؤ�ث‬‫ت�فــة ب�هظــة الثمــن إىل وسـ ة‬
‫امل�ــد العــام ف ي� القــرن العـ شـر ي�‪.‬ن‬ ‫تأ ً ً‬
‫معيقــا عــى ش‬ ‫�ثـ يـرا‬
‫ف‬
‫أحــدث إنتاجــه للســيارة مــن الطـراز ت ي� ثــورة ي� وســائل النقــل‬
‫ش‬ ‫أ‬
‫والصناعــات المريكيــة‪ .‬بصفتــه مالــك � كــة فــورد لصناعــة‬
‫الســيارات‪ ،‬أصبــح واحـ ًـدا مــن شأ�ــر وأك ـرث ش خ‬
‫الأ�ــاص ث�اءً‬
‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ف‬
‫ي� العــامل‪ .‬ينســب إليــه مبــدأ «الفورديــة» الــذي يعـ ي إالنتــاج‬
‫أ‬
‫املقـ تـرن مــع الجور املرتفعــة للعمال‪.‬‬ ‫الضخــم للســلع الرخيصــة ُ‬
‫‪24‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ت‬ ‫أ‬
‫اكن لــدى فــورد رؤيــة عامليــة ب�ن محايــة املســهلك يه املفتــاح‬
‫ال�امــه الشــديد ب خ�فــض التاكليــف بشــل‬ ‫للســام‪ .‬نتــج عــن ت ز‬
‫مم�ــج العديــد مــن االبتــارات التقنيــة والتجاريــة‪ ،‬ب�ــا يف�ــا‬ ‫ن‬
‫نظــام حــق االمتيــاز الــذي وضــع واكالت بيــع ب�لتجزئــة عــى‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫امتــداد معظــم أمريــا ش‬
‫و� املــدن الكـ بـرى ي� ســت‬ ‫ي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫لي‬‫ال�‬
‫نأ‬
‫تعتــر نظريتــه امتــداد للنظريــة التايلوريــة ل�مــا‬ ‫ات‪ .‬ب‬ ‫قــار ٍ‬
‫ف‬
‫يشـ تـراكن ي� ال� كـ يـ� عــى عنــر يز�دة االنتــاج‪ ،‬ولكــن توجــد‬
‫ز‬ ‫ت‬
‫ف‬
‫ـ� ت�يلــر وفــورد‪ ،‬تمكــن ي� أن �يلــر �ك العامــل يعمــل‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫قطيعــة بـ ي ن‬
‫تكيي�ــا ويســند للعامــل‬ ‫ـاول ف‬‫ب�لوســائل التقليديــة واالكتفــاء ب�حـ ة‬
‫بداي�ــا اىل ن� تاي�ــا‪ .‬أمــا فــورد‬
‫ع�ــا مــن ت‬ ‫هممــة يكــون مســؤوال ن‬
‫فقــد أحــدث القطيعــة عــن طريــق مايســى ب�لعمــل ب�لسلسـ�ة ‪،‬‬
‫�ة‬ ‫ئ‬ ‫ت‬
‫ـز� املهــام تناســبا مــع السلسـ وأســلوب‬ ‫يعتمــد عــن ج�ـ ي‬ ‫الــذي‬
‫�ة‬ ‫ش‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫االنتــاج ي� حــد ذاتــه يــام� منطقيــا مــع السلس ـ ‪ ،‬وبذلــك‬
‫ن‬ ‫أ‬
‫الــذ� أسســو لهعــد العمــل املج ــزأ أو امك‬ ‫يكــون مــن الوائــل ي‬
‫يســميه جــورج فريدمــان «العمــل املفتــت»‪.‬‬
‫وقــد ذهــب فــورد اىل أبعــد مــن ذلــك حيــث حــاول تنميــط‬
‫ـ� منصــب معــل‬ ‫االنتــاج والبحــث عــن االوقــات الضائعــة بـ ي ن‬
‫ـ�‬‫واخــر‪ .‬امك أنــه مل ي�كــز عــى توزيــع العمــل ب�ملســتوى االفـق بـ ي ن‬
‫ي‬
‫تبـ نـى التوزيــع العمــودي للعمــل‪.‬‬
‫املدمــة وهــذا مــا‬
‫االنتقــال مــن االوقــات املقــررة اىل االوقــات ج‬

‫‪25‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫يســمح ب�نســياب العمليــات امك أنــه ي ج�عــل لــل عامــل وقــت‬
‫(دقيقتــ� ت‬
‫ومــر ي ن�) مــن أجــل القيــام‬ ‫ين‬ ‫حمــدد ومســافة معينــة‬
‫ئ‬ ‫ت‬
‫ــز� العمــل ب�يــث أن لك عامــل ال‬ ‫ي‬ ‫بعمــه ويعتمــد عــى ج�‬
‫ت‬ ‫أ‬
‫ي�كنــه ب�ي حــال مــن االحــوال ج�ــاوز العمــل او املهمــة احملددة‬
‫ـى لكــف ب�ــا مــن طــرف املســؤول او املـ شـرف‪.‬‬ ‫ي‬
‫الـ ت‬
‫الماهـ يـري‪ :‬اســفاد مــن‬ ‫�ة‬
‫مــن االنتــاج ب� جلم ـ اىل االسـ تـهالك ج‬
‫ـوال�ت املتحــدة االمريكيــة اعطــت‬ ‫عــدة أوضــاع مــرت ب�ــا الـ ي‬
‫ـاع أو املكثــف وجــاء بفكــرة‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ال‬
‫ج‬ ‫الك‬ ‫ـه‬ ‫خم ت‬
‫لفا�ــا رواجــا لالسـ ت‬
‫ي‬ ‫ف‬
‫مفادهــا جعــل الســيارة ي� متنــاول أحصــاب الدخــل املتوســط‪،‬‬
‫ـ� االنتــاج واالسـ تـهالك ولكســب‬ ‫مــن خــال حماولتــه الربــط بـ ي ن‬
‫ت‬ ‫�ة‬ ‫ت‬
‫�ــدي االنتــاج ب� جلمـ ي ج�ــب يقابــه اســهالك مكثــف‪ ،‬وبــدأ‬
‫الــذ� يعملــون لديــه حيــث رفــع أجــورمه مــن ‪1,5‬‬ ‫ب�لعمــال ي ن‬
‫ـى لالقتصــاد‬‫دوالر لليــوم‪ ،‬اســتفاد مــن االســتقرار النسـ ب ي‬ ‫اىل ‪5‬‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫ـ� ي� تلــك الفــرة‪ ،‬امم جعــل العــرض متوفــر واالســعار‬ ‫االمريـ ي‬
‫مســتقرة امم جعــل ضناعتــه تنمــو بشــل جيــد‪.‬‬
‫ظرهــت متاعــب العمــل ب�لسلسـ�ة لــدى بعــض الفئــات املهنية‬
‫ف‬
‫وازداد ي� الســبيعينيات الن العالقــات أصبحــت منعدمــة‬
‫ق‬
‫داخــل املصنــع والورشــات وتفــا� الوتـ يـرة الروتينيــة امم جعــل‬
‫ف‬
‫و�‬
‫العمــار يشــعرون ب�مللــل الشــديد خاصــة عنــد التعــب ي‬
‫فــرة العمــل‪ ،‬ب�يــث يفقــد العامــل‬ ‫االخــرة مــن ت‬ ‫ي‬ ‫الســاعات‬

‫‪26‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ـ� وتنخفــض وتـ يـرة العمــل امم ينتــج عنــه التبديــد وتعطــل‬ ‫تال�كـ ي ز‬
‫ـال اظط ـراب وتـ يـرة العمــل‪.‬‬ ‫�ة‬
‫السلس ـ ب ي‬
‫ـ‬ ‫لت‬ ‫و�‬
‫أصبــح العامــل يــؤدي معــل بســيط امم يقلــل مــن قيمــة العمــل‬
‫ف‬
‫ي� حــد ذاتــه وقيمــة العامــل أيضــا امم جعــل البعــض ينــادون‬
‫رث‬ ‫أ‬
‫ب�لرجــوع اىل فكــرة العمــل اليــدوي لنــه أك ـ جــودة و�ج ــاال‪،‬‬
‫و�ايــدت املطالبــات بتوســيع املهام عىل املســتوى االفـق ي ب�يث‬ ‫تز‬
‫غــر منصبــه ال‬ ‫أن جمــال معــل االنســان يكــون حمــدود واذا ي‬
‫خ‬ ‫ش‬
‫يســتطيع العمــل وكذلــك ال ي�كــن تعويضــه مــن طــرف �ــص‬
‫اليا�نيــة (توســيع املهــام) امم‬
‫اخــر وهــذا مــا تقــوم بــه املصانــع ب‬
‫وخ�اتــه وارتقاءه عىل مســتوى‬ ‫يســمح للعامــل بتوســيع مداركــه ب‬
‫ـى‪.‬‬ ‫الســم الوظيـ ف‬
‫ي‬
‫خامسا‪ :‬ماكس فيبر وتبلور فكرة البيروقراطية‬
‫فيــر (‪Max Weber )1920-1864‬‬ ‫لقــد اكن ملاكــس ب‬
‫خ‬ ‫ف‬ ‫ث‬ ‫أ‬
‫مــن خــال أمعــاهل ال� البالــغ ي� إغنــاء النقاشــات ب�صــوص‬
‫لو� ب�لنتظـ يـامت‪ ،‬ويبـ قـى مع ـ�ة املوســوم ب‪:‬‬ ‫إالهـ تـامم السوســيو يج‬
‫“االقتصــاد واملج تمــع” ‪ Wirtschaft and Gesellschaft‬أمه‬
‫خ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫أ‬
‫ـى �هكــا فيـ ب تـر ب�صــوص النمــوذج املثـ ي‬
‫ـال للتنظـ يـم‬ ‫المعــال الـ ي‬
‫اال�ــاه الفيبـ يـري ‪ Weberian Theory‬هو‬ ‫اط‪ .‬ويعتـ بـر ج‬ ‫ي‬ ‫الب�وقـر‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫اال�ــاه الــذي يشـ يـر إىل أمعــال ماكــس فيـ بـر ي� جمــال التنظـ يـم‬‫ج‬
‫ق ف‬ ‫ف‬
‫االجـ تـام يع واالقتصــادي‪� .‬عظــم الدراســات احلديثــة‪ ،‬تبــى ي�‬

‫‪27‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫أ‬ ‫ق‬
‫مع�ــا أمــا تعديــات لفــار وتصــورات فيـ بـر‪ .‬وقــد تنــاول فيـ بـر‬
‫ت‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫ـى تعمــل‬ ‫الب�وقراطيــة ي� التنظـ يـامت‪ ،‬تلــك الـ ي‬ ‫�ليــل العنــارص ي‬
‫ت‬
‫مــن أجــل �قيــق اســتمرار التنظـ يـم وبقــاءه‪.‬‬
‫ت‬
‫ظاهر�‬ ‫ـوا‬‫ـ‬ ‫درس‬ ‫لوجي� الـ ي ن‬
‫ـذ�‬ ‫يعتـ بـر ماكــس فيـ بـر مــن السوســيو ي ن‬
‫ي‬ ‫أ ق‬ ‫ف‬
‫خــا� وذلــك مــن خــال‬ ‫ي‬ ‫التنظــم و العمــل ي� إطارهــا ال‬ ‫ي‬
‫أ‬
‫تتبــع تطــور املج تمعــات الوروبيــة حيــث ي ن‬
‫بــ� دور لك مــن‬
‫ن‬ ‫ظ‬ ‫ف‬ ‫أ‬ ‫ن‬
‫أامسل ولك‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـاج‬ ‫ـ‬ ‫نت‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫�‬ ‫ـور‬‫ـ‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫خالقي‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫والق‬ ‫ـد�‬
‫ي‬ ‫الـ‬
‫أ‬ ‫ذلــك تضمنــه كتابــه ش‬
‫ال�ـ يـر» الخــاق بال�وتيســتانتية والــروح‬
‫ف‬
‫الرأامسليــة»‪ .‬امك يتضــح لنــا مســامهة فيـ بـر مــن خــال البحــث ي�‬
‫أ‬ ‫ش‬ ‫ف‬ ‫أ‬ ‫تأ‬
‫كيفيــة �ثـ يـر ال يد�ن معومــا ي� صناعــة الســلوك البــري والفاكر‬
‫وه وجــود‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫آنف‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫‪ ،‬حيــث توصــل إىل الفرضيــة الـ تـى ن‬
‫ذكر�‬
‫في‬ ‫ي‬ ‫ن أ‬
‫عالقــة بـ يـ� الخالق بال�وتيســتانتية ونشــوء الرأامسليــة ي� املج تمع‬
‫‪1‬‬ ‫أ‬
‫للق�‬
‫‪.‬فالد�نــة بال�وتيســتانيتة حســب أفيـ بـر يه خـزان ي‬ ‫ي‬ ‫ورو�‬
‫ي‬ ‫ب‬ ‫ال‬
‫ن‬ ‫ت‬ ‫ة‬ ‫أ‬
‫ورو� �ــو احلداثــة‬ ‫ـى دفعــت املج تمــع ال ب ي‬ ‫الخالقيــة الفعــال الـ ي‬
‫والنتــاج ‪ ،‬حيــث يقــول « إن مــا ي�منــا‬ ‫املثــال إ‬
‫ي‬ ‫والتنظــم‬
‫ي‬
‫ـى ت�تــد جذورهــا إىل‬ ‫ي‬
‫هــو اكتشــاف احلوافــز الســيكولوجية الـ ت‬
‫الــى ت�مس للفــرد ســلوكه‬ ‫ي‬
‫املعتقــدات واملمارســات الدينيــة ت‬

‫‪ - 1‬لــوران فلــوري‪ :‬ماكــس فيـ بـر ‪ ،‬ت��ج ــة ‪ :‬حممــود عــى مقلــد ‪ ،‬دار الكتــاب ج‬
‫الديــد ‪ ،‬الطبعــة‬
‫أ‬
‫الوىل ‪ ،2008 ،‬ص ‪.13‬‬

‫‪28‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫‪ 1‬ف‬
‫و� هــذا الصــدد فقــد اكن فيـ بـر مطلعــا ومملــا‬ ‫وتبقيــه عليــه» ‪ .‬ي‬
‫وأ� قـ يـم ومعتقــد لك طائفــة عــى‬ ‫ب�عتقــدات الطوائــف الدينيــة ث‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫ســلوك أفرادهــا ي� املج تمــع وأفــارمه وتصورا�ــم خاصــة ي�‬
‫ـور�‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫حم‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫وم‬‫م�‬ ‫ف‬ ‫و�ــد العقالنيــة‬
‫الانــب االقتصــادي واملــادي ‪ ،‬نج‬ ‫ج‬
‫ن ف‬
‫عنــد فيـ بـر وال يتــوا� ي� ربــط فكــرة الرأامسليــة بــه حيــث يقــول‬
‫ـول أك ـرث‬‫‪ « :‬بر�ــا يبــدو أن روح الرأامسليــة يصبــح فم�ومــا بهسـ ة‬
‫إذا اعتـ بـر ن�ه جــزءا مــن تطــور العقالنيــة ب�جملهــا‪ . ²»..‬ومــن‬
‫ـى أدت‬ ‫ج�ــة أخــرى فقــد بن�نــا فيـ بـر إىل العوامــل ي خ‬
‫التار�يــة الـ ت‬
‫ي‬ ‫ف‬
‫ت‬
‫لظهــور العقالنيــة ي� حــد ذا�ــا حيــث يقــول « إن العقالنيــة‬
‫ر� يتضمــن عاملــا مــن التناقضــات ‪ ،‬وعلينــا أن‬ ‫ه فم�ــوم ت� ي خ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ـى ولــد نم�ــا هــذا الشــل اململــوس مــن‬ ‫ي‬
‫نبحــث عــن الــروح الـ ت‬
‫ن ‪ 3‬ف‬
‫و� ســبيل البحــث عــن‬ ‫الفكــر ومــن احليــاة العقالنيـ يـ�» ‪ ،‬ي‬
‫هــذه العوامــل ي�كــز فيـ بـر عــى ثأ� ودور حركــة إالصــاح الديـن‬
‫ي‬ ‫ف‬
‫الد�نــة املســيحية خاصــة الـ تـى قادهــا « اكلفــن» والــىت‬ ‫ي� ي‬
‫ئ ي‬ ‫ي‬
‫أنتجــت قـ يـام أخالقيــة تعكــس العقالنيــة الدنيويــة القا�ــة عــى‬
‫‪...‬ال إىل جانب‬ ‫والنتــاج والتنظـ يـم املثــال خ‬ ‫احلــث عــى الشــغل إ‬
‫ي‬ ‫أ‬
‫القـ يـم الدينيــة الخــرى‪.‬‬
‫أ‬
‫الخــاق بال�وتيســتانتية والــروح الرأامسليــة ‪ ،‬ت‬
‫ـ� مقلــد ‪،‬‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـود‬
‫ـ‬ ‫حمم‬ ‫‪:‬‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫�ج‬‫�‬ ‫‪ - 1‬ماكــس فيـ بـر ‪:‬‬
‫ـوم‪ ،‬بـ يـروت ‪ ،‬دون ســنة‪ ، ،‬ص ‪.67‬‬ ‫ت‬
‫مركــز االنــامء القـ ي‬
‫‪ - 2‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ - 3‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.42‬‬

‫‪29‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ـال‬
‫في� من خالل تســاؤل إشـ ي‬ ‫لقــد انطلقــت أمعــال ماكــس ب‬
‫همــم هــو‪ :‬مــا الــذي يصنــع فـرادة املج تمــع احلديــث؟ وقــد أكــد‬
‫أ‬
‫فيــر أن العقالنيــة يه الســمه الساســية هلــذه املج تمعــات‪.‬‬ ‫ب‬
‫ت‬
‫ومــن هــذه النقطــة جــاءت �ليــات فيـ بـر للتنظـ يـامت كفضــاء‬
‫الميــع‪.‬‬ ‫امل�وعيــة ي ن‬
‫بــ� ج‬ ‫ون�هــا لتحقيــق ش‬ ‫ملمارســة الســلطة ش‬
‫ث ف‬
‫يو�ى فيـ بـر أن معليــة العقالنيــة هــذه تــؤ� ي� احليــاة االقتصاديــة‬
‫ظ‬ ‫ف‬
‫والدارة و نأ�ــا تشــل االســاس ي� �ــور الرأامسليــة‬ ‫والقانــون إ‬
‫القا�ــة عــى أحــام القانــون‪ .‬وجوهــر‬ ‫ـدول ئ‬ ‫والب�وقراطيــة والـ ة‬
‫ي‬
‫االج� ي ن‬
‫عيــ�‬ ‫ين‬
‫للفاعلــ� ت‬ ‫معليــة العقالنيــة هــو الــنز وع ت ز‬
‫امل�ايــد‬
‫خ‬ ‫ش‬ ‫ف‬ ‫ن‬
‫�ــو اســتخدام املعرفــة ي� إطــار عالقــات غـ يـر �صيــة ب�ــدف‬
‫ت‬
‫�قيــق ســيطرة أعظــم عــى العــامل احمليــط ب�ــم‪,‬‬
‫‪ .1‬العالقــات االجتماعيــة داخــل التنظيــم و‬
‫الســطلة عنــد ماكــس فيبــر‪:‬‬
‫ن‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫فيــر ي� كتابــه االقتصــاد واملج تمــع عــدة أ�ــاط مــن‬ ‫ب‬ ‫ح‬‫اقــر‬
‫االج�عيــة داخــل التنظـ يـم‪ ،‬وخاصــة أشــال اهليمنــة‬ ‫العالقــات ت‬
‫ف‬
‫السياســية‪ .‬إن أشــال اهليمنــة ي� عددهــا ثالثــة‪ :‬الســلطة‬
‫يز‬
‫الاكر�ميــة‪ .‬وهــذه‬ ‫العقالنيــة و الســلطة التقليديــة و الســلطة‬
‫ـى تقــود للطاعــة‪،‬‬ ‫النمذجــة تتأســس عــى خاصيــة التحفـ ي ز‬
‫ـ� الـ ت‬
‫ي‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫وهــذه ال�ــاط يه ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫ت ت �ج‬
‫‪ -1‬جــون ســكوت وجــوردون مارشــال‪ :‬موســوعة عــم االجــامع‪ � ،‬ــة أمحــد زايــد وآخــرون‪،‬‬
‫ـوم تلل��ج ــة‪ ،‬الطبعــة الثانيــة‪ ،2011 ،‬ص‪.407 :‬‬
‫املركــز القـ ي‬

‫‪30‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫م�وعيــة هــذا النمــط‬ ‫‪ .1.1‬الســلطة التقليديــة‪ :‬تتأســس ش‬
‫ـ� واهليمنــة‬ ‫عــى الصفــة املقدســة للتقاليــد داخــل تنظـ يـم معـ ي ن‬
‫ـ� عــى الســلطة‪.‬‬ ‫للقا�ـ ي ن‬ ‫االج�عيــة ئ‬ ‫التقليديــة مرتبطــة ب�ملاكنــة ت‬
‫ثأ‬ ‫ف‬
‫وحســب فيـ بـر �ــذا النمــط مــن الســلطة هل �ثـ يـر عــى املج تمــع‪،‬‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫يتمثــل أساســا ي� إضعــاف مواقــف وأنشــطة الفــراد ســواء‬
‫االقتصاديــة الواعيــة أو العقالنيــة‪ ،‬ب�عـ نـى أن القائــد أو احلــامك‬
‫ف‬
‫الــذي يعتمــد هــذه االمتيــازات للتــرف ي� املج تمــع ي ج�عــل‬
‫ن‬ ‫أ‬
‫ـادر� عــى القيــام ب�بــادرات اقتصاديــة وماليــة‬ ‫تالف ـراد غـ يـر قـ ي‬
‫ارية…مافــة االصطــدام بســلطة القائــد أو احلــامك‪.‬‬ ‫خ‬ ‫و�‬
‫ج‬
‫لاكر�مــا جمموعــة مــن‬ ‫الاكر�ميــة‪ :‬يقصــد ب� ي ز‬ ‫يز‬ ‫‪ .1.2‬الســلطة‬
‫خ‬ ‫ش‬ ‫والصائــص غـ يـر االعتياديــة الـ تـى يتمـ ي ز‬ ‫الصفــات خ‬
‫ـ� ب�ــا �ــص‬ ‫ي‬
‫ســواء اكنــت هــذه الصفــات حقيقيــة أو غـ يـر حقيقيــة‪ .‬يو�تبــط‬
‫ة‬ ‫خ‬ ‫ش‬
‫هــذا النمــط أساســا بقــوة �صيــة معينــة ذات هــال قويــة‪.‬‬
‫وتقــوم ســلطة هــذا النمــط عــى قــوة القائــد عـ بـر قدرتــه عــى‬
‫ت‬
‫وه مواصفــات‬ ‫الميــع مــن حــوهل‪ ،‬ي‬ ‫و�ميــع ج‬ ‫إالقنــاع و�ج ــع ج‬
‫خ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫خ‬ ‫ش‬ ‫ق‬
‫ـر�‬
‫تفــوق قمواصفــات ب� ي� الأ�ــاص ضالعاديـ يـ�‪ .‬والتــار� الغـ ب ي‬
‫اكر�ميــة وا�ــة‪ .‬إن مصطلــح‬ ‫والــر ي� مــ�ء بــامن ذج ي ز‬ ‫ش‬
‫ف‬ ‫ي‬
‫“القائــد الــارزم” ظ‬
‫كبــر ي� العــر احلديــث‪،‬‬ ‫ي‬ ‫بشــل‬ ‫ــر‬ ‫�‬ ‫ف ي‬
‫ين‬
‫الاكرزميــ� يظهــرون‬ ‫فيــر �ــذا النــوع مــن القــادة‬ ‫وحســب ب‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫ي� املج تمعــات العقالنيــة عنــد مرورهــا ب�زمــات‪ ،‬ب�يــث أن‬

‫‪31‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫أ‬
‫املؤسســات السياســية تصبــح غـ يـر قــادرة عــى القيــام ب�دوارهــا‬
‫ووظائ�ــا‪ ،‬ومــن هنــا تظهــر زعامــات إمــا سياســية أو دينيــة…‬ ‫ف‬
‫ـياس بشــل عام‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫النظام‬ ‫ـو�‬‫ي‬ ‫ـ‬ ‫تط‬ ‫ورة‬ ‫تدعــوا إىل التغيـ يـر و�ض‬
‫ـا� ن‬ ‫ي‬
‫وإ�ــا‬ ‫ويضيــف فيـ بـر أن هــذا النــوع مــن الســلطة غـ يـر عقـ ن‬
‫ي‬
‫ـال يعتمــد عــى الثقــة ‪.1‬‬ ‫انفعـ ي‬
‫‪ .3.1‬الســلطة العقالنيــة ‪ /‬القانونيــة‪ :‬ي�تبــط هــذا النمــوذج‬
‫ي‬ ‫ض‬
‫وغــر‬
‫تنظــم بســلطة القانــون الــوا� والــر� ي‬ ‫ي‬ ‫داخــل أي‬
‫عي�ا‬‫الشــخص‪ .‬إن الســلطة العقالنيــة حســب فيـ بـر تســتمد ش� ت‬
‫ي‬
‫مــن القانــون والقواعــد والنصــوص القانونيــة…إن الســيطرة‬
‫التنظ�ت واملج تمعــات احلديثة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ـ�ات‬ ‫العقالنيــة هنــا ه مــن ممـ ي ز‬
‫ف‬ ‫ي‬
‫ين‬
‫والقوان�‬ ‫واملمــارس للســلطة � هــذه ة‬
‫احلال يســتند هلذه القواعــد‬ ‫ي‬
‫غـ يـر الشــخصية‪ ،‬مــن هنــا تكــون ســلطته حمــدودة‪.‬‬
‫‪ .2‬خصائــص التنظيــم البيروقراطــي ومعاييــر‬
‫اســتمراره لــدى ماكــس فيبــر‪:2‬‬
‫ف‬ ‫وضــع فيـ بـر جمموعــة مــن خ‬
‫وه تعتـ بـر ي� رأيــه‬
‫ي‬ ‫ـص‪،‬‬
‫ـ‬ ‫صائ‬ ‫ال‬

‫اك�ن وجــان فرانســوا دورتيــه‪ :‬عــم االجـ تـامع‪ :‬مــن النظـ ي‬


‫ـر�ت الكـ بـرى إىل الشــؤون‬ ‫‪ -1‬فيليــب ب‬
‫أ‬ ‫اليوميــة‪ ،‬أعــام وتـ ي خ‬
‫ـوار� وتيــارات‪ ،‬ت��ج ــة يإ�س حســن‪ ،‬دار الفرقــد‪ ،‬الطبعــة الوىل‪،2010 ،‬‬
‫ص‪.49 :‬‬
‫ف‬
‫‪ -2‬حلبيــب معمــري‪ :‬التنظـ يـم ي� النظريــة السوســيولوجية‪ ،‬منشــورات مــا بعــد احلداثــة‪ ،‬الطبعة‬
‫أ‬
‫الوىل‪ ،2009 ،‬ص‪.19‬‬

‫‪32‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬

‫مكعايـ يـر لنجــاح أو فشــل التنظـ يـم‪ ،‬وهــذه القواعــد تســتمد مــن‬
‫كل�‪ ،‬أي أن املج تمعــات الرأامسليــة وصلــت درجــة من‬ ‫املج تمــع ال ي‬
‫العقالنيــة ب�يــث أصبــح ال جمــال للعواطــف والقـ يـم التقليدية‪.‬‬
‫ال�عيــة عند‬ ‫الالــص للســيطرة ش‬ ‫فالنمــوذج املثــال أو النمــط خ‬
‫ي‬
‫اط‪ .‬وتكــون صالحيــات من‬ ‫الب�وقـر ي‬
‫ـي� إالداري ي‬ ‫فيـ بـر هــو التسـ ي‬
‫ف‬
‫ـي� عبــارة عــن “كفــاءات” ش�عيــة‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫التس‬ ‫ـذا‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫�‬‫ي�لــك الســلطة ي‬
‫ســواء اكنــت هــذه الصالحيــات ن�بعــة مــن امللكيــة أو ب�وجــب‬
‫تعيــ� ســابق‪ .‬وتتشــل االدارة‬ ‫ين‬ ‫انتخــا�ت أو عــن طريــق‬ ‫ب‬
‫ـ� فرديـ ي ن‬
‫الالصــة مــن موظفـ ي ن‬ ‫صيغ�ــا خ‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫ـ� تتوفــر يف�ــم‬ ‫املسـ يـرة ي�‬
‫املواصفــات التاليــة‪:1‬‬
‫• نأ�م أحرار‪ ،‬وال ي خ�ضعون سوى للواجبات املوضوعية‪.‬‬
‫• يتوزعون حسب ت�اتبية للوظيفة املوضوعة بشلك حممك‪.‬‬
‫بكفا�ت مرتبطة ب�لوظيفة ت‬
‫ومع�ف ب�ا‪.‬‬ ‫• يتمتعون ي‬
‫• نإ�ــم موضــوع تعاقــد‪ ،‬وهلــذا ي خ�ضعــون مبدئيــا النتقــاء‬
‫مفتــوح‪.‬‬
‫ف‬ ‫• ت‬
‫يــم هــذا االنتقــاء بنــاء عــى التأهيــل املهــن ي ‪ ،‬وهــو ي�‬

‫ف‬
‫‪ �-1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫ي‬

‫‪33‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫تأ‬ ‫رث‬ ‫أ‬
‫احلــاالت ال كـ عقالنيــة‪� ،‬هيــل همـ ي يــم التحقــق منــه مــن‬
‫خــال االمتحــان‪ ،‬وعــن طريــق ش‬
‫ال�ــادة‪.‬‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫• �نــح هلــم أجــور قــارة حســب املركــز ي� التسلســل االداري‬
‫ف‬ ‫ن‬ ‫وحســب املســؤولية ت‬
‫يتحملو�ــا امك يتمتعــون ب�حلــق ي�‬ ‫الــى‬
‫ي‬
‫التعاقــد‬
‫مكهن�م الوحيدة أو الرئيسية‪.‬‬‫وظيف�م ت‬‫ت‬ ‫• يترصفون إزاء‬
‫وأخــرا‪ ،‬هلــم مســار همــن ي ‪ ،‬ويتســلقون الدرجــات تبعــا‬
‫ي‬ ‫•‬
‫لأ‬
‫قد�ــة‬
‫ل ي‬
‫‪ .3‬اهــم االنتقــادات الموجهــة الــى نظريــة‬
‫ماكــس فيبــر حــول التنظيــم‪:‬‬
‫وا�ــت نظريــة ماكــس فيـ بـر جمموعــة مــن االنتقــادات‪،‬‬ ‫لقــد ج‬
‫ت ت ف‬ ‫غ‬
‫ـي� وتدبـ يـر‬‫ولكــن ر� ذلــك فتصــوره مــازال يــم اعــامده ي� تسـ ي‬
‫جمموعــة مــن التنظـ يـامت ســواء احلكوميــة أو غـ يـر احلكوميــة‪،‬‬
‫ـاع‪.‬‬
‫الصناعيــة أو غـ يـر الصنـ ي‬
‫ـى للتنظـ يـم‪ .‬فــإذا‬ ‫وهــذه االنتقــادات ت�تبــط ب� جلانــب الوظيـ ف‬
‫ي‬
‫اهــم ب�وضــوع اهســام العنــارص التنظيميــة خ‬
‫املتلفــة‬ ‫فيــر ت‬‫اكن ب‬
‫ف‬ ‫ف ت‬
‫ي� �قيــق الفعاليــة‪ ،‬فإنــه ب�ملقابــل مل ينجــح ي� بإ�از وكشــف‬
‫عل�ــا هذه العنارص‪ .‬وحســب‬ ‫ـى تنطــوي ي‬ ‫املعيقــات الوظيفيــة الـ ت‬
‫ئ‬ ‫ي‬
‫املثال يفتقد تلــك املال�ة (املوازنة)‬ ‫يم�تــون ‪ Merton‬فالنمــوذج ي‬

‫‪34‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ـى‪.‬‬ ‫واللــل الوظيـ ف‬ ‫ـ� الوظيفــة خ‬ ‫الالزمــة بـ ي ن‬
‫ي‬
‫و�ملــوازاة مــع ذلــك‪ ،‬ذهــب ‪ Gouldner‬إىل مــا أكــده‬ ‫ب‬
‫ام� يقيــة عــى أحــد‬ ‫ـد� دراســة ب‬ ‫يم�تــون‪ ،‬حيــث أجــرى جولـ ن‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫املثــال‪،‬‬
‫ي‬ ‫املصانــع وتوصــل أن �ــة تناقضــا خفيــا ي� النمــوذج‬
‫ئ‬ ‫ن‬ ‫ف‬
‫س واملعرفــة‬ ‫ي‬ ‫مســتوي�‪ :‬التسلســل الــر�‬ ‫ي‬ ‫ويتمثــل ذلــك ي�‬
‫أ‬ ‫خ‬ ‫ئ‬ ‫التقنيــة أي بـ ي ن‬
‫ـ� االدارة القا�ــة عــى الـ بـرة الفنيــة والخــرى‬
‫القا�ــة عــى النظــام واالنضبــاط‪ ،‬حيــث أكــد انــه ف� حــالة‬ ‫ئ‬
‫ي‬
‫التنظ� أنشــطته‬
‫ي‬ ‫ـ�‪ ،‬فإنــه مــن الصعــب أن يــؤدي‬ ‫الاصيتـ ي ن‬ ‫توفــر خ‬
‫ظ‬ ‫ن‬ ‫ف‬
‫ي� تاكمــل وانســجام‪ ،‬ب�عــى أن فــرص �ــور ال ـراع ســتكون‬
‫كبـ يـرة ‪.1‬‬
‫ف تأ‬ ‫ن‬
‫الوانــب‬ ‫وهنــاك انتقــاد أن �ــوذج فيـ بـر قــد ب�لــغ ي� � كيــد ج‬
‫للتنظــم‪ ،‬متجاهــا بذلــك تلــك‬ ‫ي‬ ‫الرمسيــة واملظاهــر النظاميــة‬
‫االج�عيــة غـ يـر الرمسيــة الـ تـى تنمــو ف ي� التنظـ يـم والــىت‬ ‫العالقــات ت‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف ت‬
‫تلعــب دورا هامــا ي� �ديــد طابعــه وأدائــه لوظائفــه‪ .‬ومــن أمه‬
‫ـروز�‬
‫املو�ــة لنمــوذج فيـ بـر‪ ،‬نج�ــد انتقــادات كـ ي ي‬ ‫االنتقــادات ج‬
‫ـى اكنــت نقطــة انطالقــه لبنــاء نظريتــه املوســومة ب�لتحليــل‬ ‫والـ ت‬
‫ي‬
‫االسـ تـر يج‬
‫اتي�‪.‬‬

‫التنظــم‪ ،‬دار املعــارف‪ ،‬الطبعــة الرابعــة‪،‬‬


‫ي‬ ‫‪--1‬الســيد احلســي�ن ‪ :‬النظريــة ت‬
‫االج�عيــة ودراســة‬ ‫ي‬
‫‪،1983‬ص‪.57:‬‬

‫‪35‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫إن تتبــع إهسامــات ماكــس فيـ بـر حــول سوســيولوجيا التنظيات‬
‫الــاص بــه مــن ج�ــة‪،‬‬‫لتعقيــد الطــرح املفاهيــ� والتنظـ يـري خ‬
‫ت ف‬ ‫ي‬
‫و�اع�ــا ي� تفكيــك‬‫ـ� نج‬‫وصعوبــة اســقاهطا عــى واقعنــا التنظيـ ي‬
‫البنيــات ت‬
‫االج�عيــة والثقافيــة والسياســية ملؤسســاتنا مــن ج�ــة‬
‫اخــرى ن‬
‫ال�ــا ارتبطــت ب�ملج تمعــات الصناعيــة الغربيــة‪.‬‬
‫‪ .4‬ملخص حول طرح ماكس فيبر‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬

‫المحور الثاني‪ :‬التنظيم كفاعل اجتماعي‬


‫أوال‪ :‬ميشال كروزي‪ :‬التحليل االستراتيجي‬
‫اتي� لـــ « كروزيــه « و «‬ ‫ت‬ ‫ن‬
‫يعتـ بـر �ــوذج التحليــل االســر ج ي‬
‫ـ� املظــورات الساســية لتحليــل « الفعــل‬‫فريدبـ يـرغ « مــن بـ ي ن‬
‫ف ت‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫االجــام يع « ي� جمــال عــم االجــامع و ي� �ليــل الســلوك‬
‫ـ� ‪ .‬هــو عالقات الســيطرة و النفوذ‬
‫ـ� و التغـ يـر التنظيـ ي‬‫التنظيـ ي‬
‫و ال ـراع داخــل املج موعــات ‪)....‬‬
‫‪37‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫فقــد تطــور هــذا املنظــور عـ بـر عــدة دراســات و با�ــاث قــام ب�ــا‬
‫ـى اكن‬ ‫كروزيــه و فريدبـ يـرغ طي ـ�ة ســنوات ض�ــن البحــوث الـ ت‬
‫ي‬ ‫خ‬
‫ـ� ‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫الفرن‬ ‫ـم‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫التنظ‬ ‫ع‬ ‫ت‬
‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫اج‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫عل‬ ‫ي ج� ير�ــا ب‬
‫ـر‬‫ـ‬ ‫ت‬ ‫م‬
‫ي‬
‫‪ 1-‬أساسيات التحليل االستراتيجي ‪:‬‬
‫ت‬ ‫ن ف‬
‫امك ذكــر� ي� املقــال الــذي �ــدث عــن مســامهات الفكــر‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫اتي�‬
‫تطو� فاالدارة العمومية ‪ .‬أن التحليل االســر ج ي‬ ‫الكــروزي ي� ي‬
‫ـ� عــدة‬‫ليــس معليــة هسـ�ة �ــو معليــة متشــابكة و تم�ابطــة بـ ي ن‬
‫لد�ــم مــن ثقافــات و‬ ‫خمــات و خمرجــات ‪.‬و الفاعلــون ب�ــا ي‬
‫فإ�ــم دومــا ينتجــون أفعــاال‬ ‫خـ بـرات حــول وضعيــات العمــل ن‬
‫أ‬ ‫ت‬
‫ب�ــا يســتطيعون �ريــك المــور‪.‬‬
‫اتي� ب�نظــوره النسـق ي يســمح ب إ� ي ج�ــاد نظرة‬‫إذا فالتحليــل االسـ تـر يج‬
‫ف‬
‫دقيقــة و حقيقيــة ملــا ي ج�ــري ي� مواقــع العمــل ‪.‬و هو يعتـ بـر نم�ج‬
‫أ‬
‫ب�ــث فريــد مــن نوعــه ‪ ،‬ذلــك لنــه تضمــن صــورة مغـ يـا�ة عــن‬
‫النظر�ت الالكســيكية ‪.‬‬
‫ي‬ ‫التنظـ يـم و خمالفــا بذلــك‬
‫أ‬
‫فالتنظــم هــو ذلــك املج ــال الــذي فيــه يســتغل الفــراد و‬ ‫ي‬
‫حر� ت�ــم و هــو حمصــ�ة أو نتيجــة‬ ‫يســتفيدون مــن هوامــش ي‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫لعا�ــم ‪�.‬ســمات هــذا املنظــور يه ‪:‬‬ ‫ل ب‬
‫اجــام يع ينتــج مــن أفعــال‬ ‫التنظــم هــو بنــاء أو تشــل ت‬ ‫ي‬ ‫‪-‬‬
‫أ‬
‫الفــراد‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ن ف‬ ‫‪ -‬هنــاك دومــا جمــاال للعــب أو املنــاورة بـ ي ن‬
‫ـارك� ي�‬ ‫ـ� املشـ ي‬
‫ـ�‬‫التنظـ يـم ‪.‬و هــذا املج ــال مــن احلريــة هــة الــذي ي�ــدد الفاعلـ ي ن‬
‫‪.‬‬
‫‪ – 2‬أهــم مفاهيــم و مصطلحــات التحليــل‬
‫االســتراتيجي ‪:‬‬
‫أ‬
‫ال ن� يــد أن نتكلم ب�لتفصيــل عــى هــذه املصطلحــات لننــا قــد‬
‫ن‬ ‫ة‬ ‫ف‬
‫عل�ــا ي� املقــال الســابقة و لكــن � يــد إضافــة و توضيــح‬ ‫تملكنــا ي‬
‫ـز�دة فال�ــم ‪.‬‬ ‫بعــض النقــاط لـ ي‬
‫‪ . 1 – 2‬الرهان أو القضايا ‪. Enjeu‬‬
‫ت‬ ‫أ‬
‫ـى مــن أجلهــا يقــوم الفاعــل‬
‫ـا� الـ ي‬‫و يه تلــك الهــداف أو القضـ ي‬
‫ز‬ ‫ن‬ ‫آ‬ ‫ت‬ ‫ت ت‬
‫تتمــ� ب� ي‬
‫لتغــر و‬ ‫خــر� ‪ .‬و يه ي‬ ‫ا�ــاه ال ي‬ ‫ا�يته ج‬ ‫ببنــاء اســر ج‬
‫ة‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫التحــول ‪ ،‬ذلــك لنــه دومــا يكــون الفاعــل إمــا ي� حــال بر�‬
‫ف‬ ‫ة‬ ‫ف‬
‫أو ي� حــال خســارة ‪.‬و هنــا تدخــل مــدي نج�ــاح العقالنيــة ي�‬
‫اختيــار الوقــت و اهلــدف و االسـ تـرتيجية املناســبة ‪.‬‬
‫‪ . 2 – 2‬الفاعل ‪: L’acteur‬‬
‫ـر� ســابقا هــو أن الفعــل هــو الــذي ي�ــدد الفاعــل ‪ .‬فــا‬ ‫امك ذكـ ن‬
‫ـ� ‪ .‬و الفاعــل يكــون إمــا‬ ‫ي�كــن أن تكــون أفعــال بــدون فاعلـ ي ن‬
‫ت‬ ‫ف ت‬
‫فــردا أو جمموعــة ‪.‬و قــد اســتفاد كروزيــه ي� �ليــه االجــام يع‬
‫مــن مــا جــاءت بــه نظريــة الفعــل االجـ تـام يع ‪ .‬فالفاعــل هــو‬
‫ف‬
‫ذلــك الفــرد الــذي هل القــدرة عــى التدخــل و املشــاركة ي�‬
‫مشــل�ة مــا ‪ .‬أي أنــه مرتبــط أو معـن ي ب�ــا انطالقــا مــن رهـ نـا�ت‬

‫‪39‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫أ‬
‫يكتشـ فـها و يتبناهــا ‪.‬و ذلــك لن أي فاعــل عنــده شــل مــا من‬
‫ت‬
‫التأثــر يســتطيع بــه �ريــك أو اســتعمال‬ ‫ي‬ ‫أشــال النفــوذ أو‬
‫ف‬
‫مــوراد ضائعــة ي� التنظـ يـم ‪.‬و عــى لك فأنــه إذا اكنــت القضية أو‬
‫ت‬
‫الرهــان ضعيــف عنــد الفاعــل ‪ ،‬فــإن الفاعــل ال يكــون هل �رك‬
‫أ‬
‫كبـ يـر و ال أهــداف كبـ يـرة ‪.‬أو أن الهــداف غـ يـر هممــة عنــده و‬
‫ب�لعكــس إذا اكنــت الرهـ نـا�ت هممــة أو �ج اعيــة يكــون الفاعــل‬
‫الماعــة ‪.‬‬
‫حينئــذ يعمــل لصــاحل ج‬
‫‪ . 3 – 2‬السلطة ‪: Le Pouvoir‬‬
‫يعتــر فم�ــوم الســلطة فم�ــوم حســاس و متفــرع ‪ .‬حيــث‬ ‫ب‬
‫ـار�م‬
‫ـر� ب�ختــاف مشـ ب‬ ‫ـر� و املفكـ ي ن‬
‫اختلفــت فيــه آراء املنظـ ي ن‬
‫ت‬ ‫ت‬
‫‪.‬و أمه مــن �ــدث عــن الســلطة مه عملــاء االجــامع الرتبــاط‬
‫هــذا ف‬
‫امل�ــوم ب�حلــم و السياســة ‪.‬‬
‫و تعرف السلطة عىل نأ�ا ‪:‬‬
‫« إن الســلطة تعـن ي بــل بســاطة انتــاج ثآ�ر مرجــوة « ب� ت�انــد‬
‫رزســل ‪.1939‬‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫ف‬
‫ـى يســتعملها‬ ‫رو�ت دال عــى أ�ــا « ( الطاقــة الـ ي‬ ‫عر�ــا « ب‬ ‫و‬
‫ش‬ ‫خ‬ ‫ش‬
‫�ء مــا مــن آخــر مل يكــن ليقدمــه‬ ‫ي‬ ‫أي �ــص للحصــول عــى‬
‫ن‬ ‫ف‬
‫لــوال ذلــك التدخــل ) ‪ .‬أمــا ماكــس فيـ بـر فقــد عر�ــا عــى أ�ــا‬
‫خ‬ ‫ش‬ ‫خ‬ ‫ش‬
‫‪.‬ه قــدرة (أ) عــى أن‬ ‫« ســلطة �ــص (أ) أعــى �ــص (ب) ي‬
‫ـى ال يعملهــا إذا مل يكــن هنــاك‬ ‫يفعــل (ب) بعــض الشــياء الـ ت‬
‫ي‬
‫‪40‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫تدخــل مــن طــرف الشــخص (أ) ‪.‬‬
‫ف‬ ‫ن‬ ‫ف‬
‫‪ �.‬عنده «‬ ‫أمــا كروزيــه فقــد عر�ــا عــى أ�ــا عالقــة تبادليــة ي‬
‫الســلطة يه عالقــة تبادليــة و ليســت ممنوحــة ( ‪Ahributive‬‬
‫) أي أنــه ال ي�كــن أن نقــول أن الشــخص ( ب) يتحمــل‬
‫أ‬
‫أوتوماتيكيــا الوامــر الصــادرة مــن الشــخص (أ) ‪.‬فالشــخص (‬
‫خ‬ ‫أ‬
‫ب) هل هامــش مــن التحــرك ‪ ،‬و هــو يقبــل الوامــر أو الضــوع‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ببســاطة لنــه يتحصــل هــو كذلك عــى بعض الشــياء كتبادل‪.‬‬
‫ـى يتميــع ب�ــا الشــخص (أ) عــى الشــخص‬ ‫فــإذا الســلطة الـ ت‬
‫ف‬ ‫ي‬
‫(ب) يه قــدرة (أ) عــى احلصــول – ي� عالقتــه مــع (ب)‪ -‬عــى‬
‫ض‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫تبــادل يوافــق عليــه (ب) و يفضــه ي� خــم عالقــة‬ ‫ي‬ ‫ــوم‬ ‫م�‬
‫تفاوضيــة ‪.‬‬
‫ف‬ ‫ف ت‬
‫ـال ي�كــن لنــا أن نالحــظ ي� �ليل كروزيه مل�وم الســلطة‬ ‫و ب�لتـ ي‬
‫عــى أنــه اعتمــد عــى مفاهـ يـم «نظريــة التبــادل االجـ تـام يع «‬
‫خ‬ ‫ت‬
‫ـى ت�ى أن عالقــات النــاس �ضــع لعمليــة تفــاوض و تبــادل‬ ‫ي‬
‫الـ ت‬
‫‪.‬و يمكــن ذلــك مــن اســتعماهل لبعــض مفاهيمها مثــل « التلكفة‬
‫–الســارة ‪ -‬التفــاوض – التبــادل ‪....‬‬ ‫ـر� خ‬ ‫– الـ ب‬
‫ف‬
‫التنظــم عــى هــذه‬‫ي‬ ‫�‬
‫كيــف يتحصــل الفاعــل ي‬ ‫و نتســاءل‬
‫اســراتيجية الفعــل ؟‬ ‫الــى ت�نحــه ت‬ ‫الســلطة ت‬
‫ي‬
‫ف‬
‫يقــدم كروزيــه فم�ومــا جديــدا ي� معليــة اســراتيجية الفعــل ‪،‬‬
‫ت‬
‫‪41‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ض�ــن مــا يعــرف بـــ « منطقــة االرتيــاب أو الشــك «‪.‬‬
‫‪ . -4 2‬منطقة االرتياب ‪: .La zone d’incertitude‬‬
‫ف‬
‫تنظــم ي�كــن أن تتواجــد ثغــرات أو معــارف مفقــودة‬ ‫ي� لك ي‬
‫الــرمس ‪ .‬مثــال ‪:‬ال يوجــد مــدة حمــددة‬ ‫ي‬ ‫التنظــم‬
‫ي‬ ‫مل ينتبــه هلــا‬
‫ت‬ ‫ف آ‬ ‫أ‬
‫لفـ تـرة صيانــة العطــال ي� الالت أو �ديــد وق�ــا ‪.‬أو ال ي�ــدد‬
‫ت‬
‫يفر�ــا عــى العمــال مــن طــرف‬ ‫التنظـ يـم جحــم الرقابــة الـ تـى ض‬
‫أ‬ ‫ي‬
‫امل�مــة‬
‫رئيــس الورشــة ‪.‬إذا فــإن مثــل هــذه المــور الغمضــة أو ب‬
‫ع�ــا يه مــا يســميه كروزيــه ب�نطقــة الشــك أو‬ ‫إن جــاز التعبـ يـر ن‬
‫اتي� هو الذي ي�اول االســتحواذ‬ ‫االرتيــاب ‪ .‬و الفاعــل االسـ تـر يج‬
‫عل�ــا أو التحــم يف�ــا ‪ ،‬لـ يـامرس نوعــا مــن الضغــوط أو النفــوذ أو‬ ‫ي‬
‫ن ف‬ ‫آ‬
‫‪ �.‬مــورد هــام يتخــذه الفاعــل لـ يـامرس‬ ‫ي‬ ‫ـر�‬
‫الســلطة عــى الخـ ي‬
‫ف‬
‫فيــه التحــرك ض�ــن هامــش احلريــة ‪.‬فالفاعــل الــذي يتحــم ي�‬
‫هــذه املنطقــة يتمتــع ب�الســتقاللية و القــدرة عــى إخفــاء لعبتــه‪.‬‬
‫‪ . 5 – 2‬عالقــة الســلطة بمنطقــة االرتيــاب ‪:‬‬
‫ف‬ ‫ض‬
‫امك أو�نــا مــن قبــل فــإن الفاعــل الــذي يتحــم ي� منطقــة‬
‫االرتيــاب هــو الــذي يتمتــع ب�لســلطة و حريــة التحــرك ‪ ».‬ملكــا‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫�ــم الفاعــل ي� منطقــة االرتيــاب جيــدا ملكــا اكن لديــه ســلطة‬
‫أكـ بـر ‪».‬‬
‫ف‬
‫مثــال عامــل الصيانــة �ــو ي�ــارس ســلطة عــى رئيــس ورشــة‬
‫ت‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫إالنتــاج و عــى معــال إالنتــاج ‪،‬لنــه يتحــم ي� فــرة وقــت‬

‫‪42‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫أ‬ ‫الصيانــة و ت‬
‫مد�ــا أي ب�ســتطاعته التالعــب ب�عصــاب العمــال‬
‫ين‬
‫مترسعــ�‬ ‫و رئيــس الورشــة فملكــا اكن معــال وحــدة االنتــاج‬
‫لتصليــح ت‬
‫آال�ــم لرفــع االنتــاج و احلصــول عــى املردوديــة ملكــا‬
‫عل�ــم ‪.‬أي أن حاجــة العمــال‬ ‫اكن لعامــل الصيانــة ســلطة ي‬
‫خ‬ ‫ف‬ ‫لصيانــة ت‬
‫آال�ــم يه مصــدر قــوة لعامــل الصيانــة ‪�.‬ــم ي�ضعــون‬
‫ب‬ ‫ف‬
‫هل ي� عالقــة تفاوضيــة لــر� املردوديــة ‪ .‬وهــذا هــو الــذي‬
‫ف‬
‫اتي� لــل العــب ‪� .‬ــا يه‬ ‫ي�كــن أن نســميه ب�لفعــل االسـ تـر يج‬
‫ت‬
‫االســراتيجية؟‬
‫‪ –6 – 2‬االستراتيجية ‪:‬‬
‫يه فم�ــوم ارتبــط ب�حلــروب و القتال ‪ ،‬و قد اســتخدمه كروزيه‬
‫بــ�ن‬ ‫ت‬ ‫كــر و ّ‬ ‫أ‬
‫ليعــر بــه عــن تلــك اللعــاب « ّ‬
‫الــى يه ي‬ ‫ي‬ ‫«‬ ‫فــر‬ ‫ب‬
‫ت ت‬ ‫الفاعلـ ي ن‬
‫ـى �ــدد ســلوهكم و‬ ‫ي ي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫ـوة‬
‫ـ‬ ‫مرج‬ ‫ـداف‬ ‫ـ‬ ‫أه‬ ‫ـوغ‬ ‫ـ‬ ‫لبل‬ ‫ـ�‬
‫ن‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫ـا� ب�لنســبة لــل فاعــل ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫عق‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫فع‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫ترصفا�‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫و ي�كــن تعر�ــا بـــ « يه تلــك الفعــال امل�ســكة و امل�ابطــة‬
‫الــى يتبناهــا الفاعــل مــن ج�ــة نظــر خاصــة بــه‬ ‫للســلواكت ت‬
‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫ت‬
‫‪،‬و توجــه هــذه االســراتيجية حســب نوعيــة الرهــا�ت و‬
‫أ‬
‫الهــداف ‪».‬‬
‫ين‬
‫الفاعلــ� لتحقيــق‬ ‫و منــه فيمكــن أن نقــول أن تصــورات‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫أهدا�ــم عـ بـر هامــش احلريــة و اممرســة الســلطة بفــض �مكهــم‬
‫ت‬ ‫ض‬ ‫ف‬
‫ـى تدفهعــم إىل‬ ‫ي� منطقــة الشــك �ــن عقالنيــة حمــدودة يه الـ ي‬
‫‪43‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ف‬
‫ـو� عــدة اسـ تـراتيجيات ي� إطــار العالقــات الغـ يـر متاكفئــة‬
‫تطـ ي‬
‫و ض�ــن نســق عالئـق ي ي�ــرك هــذه االسـ تـراتيجيات ‪ .‬و هــو مــا‬
‫ـ� «‬
‫يســى بـــ « نســق الفعــل اململــوس أو الفعـ ي‬
‫‪ . 7 – 2‬نسق الفعل الملموس ( الفعلي ) ‪:‬‬
‫ـى ي�ارهســا الفاعلــون ‪.‬و‬ ‫هــو حمصـ�ة خمتلــف االسـ تـراتيجيات الـ ت‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫ـرمس ‪ ،‬إ�ــا‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـم‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫التنظ‬ ‫و‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫للرمسي‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫خاض‬ ‫ورة‬ ‫هــو ليــس ب�لـ ض‬
‫ـر‬
‫ف ي‬ ‫أ‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫يه تلــك اللعــاب املنظمــة و املرتبــة بـ يـ� الفاعلـ يـ� ي� عالقا�م‬
‫التبادليــة تظهــر يف�ــا املصلحــة و التنافــر و ال ـراع ‪ ....‬فــل‬
‫ن‬
‫فاعــل مــن هــؤالء يقــوم ب�مس عالقــات تفضيليــة تســامه لكهــا �ــو‬
‫ت‬
‫ـاع ‪Régulation‬‬ ‫�قيــق أهــداف حمــددة بواســطة ضبــط �ج ـ ي‬
‫‪. de système‬‬
‫‪ – 3‬تطبيقــات التحليــل االســتراتيجي كمنهــج‬
‫بحثــي ‪:‬‬
‫منــاه‬
‫ج‬ ‫لقــد أدت احلاجــة إىل اســتعمال عــدة مداخــل أو‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫�ليليــة ي� التنظـ يـامت أو املؤسســات االقتصاديــة أو السياســية‬
‫اتي� فل�م‬
‫الصــوص ‪ ،‬و مــن أمهــا نم�ج التحليــل االسـ تـر يج‬ ‫عــى خ‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫أ‬
‫ـى ينتجهــا الفاعلــون ي� إطــار‬‫ـال الرمزيــة الـ ي‬
‫ســلوكيات و الفعـ‬
‫ألعــاب الفعــل النسـق ي ‪ .‬و ي�كــن اســتخالص بعــض خطــوات‬
‫وه �خ ســة خطــوات هلــذا التحليــل يه ‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ـج‬
‫ـ‬ ‫هــذا ن‬
‫امل�‬
‫ف‬ ‫ن‬ ‫ت‬
‫التنظ� ‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪� – 1‬ديد إالشاكليات و الرها�ت املطروحة ي�‬

‫‪44‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫‪ – 2‬استنتاج من مه الفاعلون املرتبطون ب�ا ‪.‬‬
‫‪ – 3‬دراســة لك فاعــل لوحــده ب�لتفصيــل مــن حيــث ( مــوارده‬
‫ت‬
‫‪ ،‬نقائصــه ‪ ،‬هامــش حركتــه ‪ ،‬مــدى �مكــه ب�نطقــة الشــك ‪)...‬‬
‫ـى يظهرهــا أو‬ ‫‪ – 4‬اســتخالص و اســتنتاج االسـ تـراتيجيات الـ ت‬
‫ي‬
‫يتبناهــا الفاعلــون ‪.‬‬
‫ـ� خمتلــف االسـ تـراتيجيات املســتنبطة‬ ‫‪ – 5‬دراســة التفاعــل بـ ي ن‬
‫مــن نســق الفعــل ‪.‬‬
‫و بعــد هــذه املرح ـ�ة و بعــد أن نكشــف نســق الفعــل العــام‬
‫خ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫و خ‬
‫طيــ�‬
‫ي‬ ‫�‬ ‫مس‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫نقــوم‬ ‫‪،‬‬ ‫املوجــودة‬ ‫اتيجيات‬ ‫االســر‬ ‫تلــف‬ ‫م‬
‫ا�ــاح املـ شـروع‪ ،‬مــن‬ ‫لتوضيــح العمليــة الـ تـى تسـ ن‬
‫ـاعد� عــى نج‬
‫ة‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ت‬
‫خــال �ديــد امل�وعــات ي� لك قطــاع و حمــاول الكشــف‬ ‫ش‬
‫�ض‬ ‫أ‬
‫عــى الفعــال ال وريــة لبلــوغ ذلــك ‪.‬‬
‫اتي� لملنظمــات‬ ‫ت‬
‫االســر يج‬ ‫ي�كــن أن نســتخلص أن التحليــل‬
‫ـاول عمليــة أضافــت‬ ‫‪،‬أو التحليــل االجـ تـامع لملنظمــة ‪ ،‬هــو حمـ ة‬
‫ي‬
‫الكثـ يـر لعلــوم السياســة و االقتصــاد ‪ ،‬و كذا للتنظـ يـامت االدارية‬
‫ف‬
‫ـي� معليــات‬ ‫ـو� ي� تسـ ي‬ ‫‪،‬مــن خــال مــا قدمتــه مــن تبصـ يـر و تطـ ي‬
‫ن ف‬ ‫التنظــم ‪ .‬و ي�كــن أن نج�مــل بعــض ي ز‬
‫ممــ�ات هــذا امل�ــج ي�‬ ‫ي‬
‫نقــاط نم�ــا ‪:‬‬

‫‪45‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫اتي� لملنظمــات أن يعــرف‬ ‫ت‬
‫االســر يج‬ ‫• اســتطاع التحليــل‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ـر� لنســق الفعــل ‪ ،‬و العمــل عــى ال�ــم و التوقــع‬ ‫ي‬ ‫النظــام املعـ‬
‫أ‬
‫النظــر�ت الخــرى ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫للتغــرات ‪ ،‬أفضــل مــن‬ ‫ي‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫• �م ديناميكيات النساق ‪.‬‬
‫ف‬
‫• �ــم مســار الفعــل املمكــن أو احملتمــل ‪ ،‬من خالل دراســة‬
‫ف‬ ‫ـ� و ن‬
‫رها� ت�ــم و أهدا�ــم‬ ‫قناعــات الفاعلـ ي ن‬
‫اتي� ب�عرفــة أن الـنز اع أو الـراع‬ ‫ـد� التحليــل االسـ تـر يج‬ ‫• أمـ ن‬
‫ـال مالزمــة للتنظـ يـم ‪ ،‬و هــو ليــس سـ ّـيئا لوظائفــه ‪ .‬و هــو‬ ‫هــو حـ ة‬
‫ت‬
‫يعكــس أو ي خ�تــر عــدة عالقــات تبادليــة و متناقضــة �تــص‬
‫خ‬
‫ن ف‬
‫طئــ� ي� أفعاهلــم بــل يه‬ ‫تنظــم ‪ .‬فالفاعلــون ليســوا خم ي‬ ‫بــل ي‬
‫دومــا ن�بعــة مــن التنظـ يـم و اكراهاتــه ‪.‬‬
‫ـ� ب�ثابــة إالطــار النظــرى‬
‫ي‬ ‫ـروز� عــى ج�ــاز مفاهيـ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫اعتمــد كـ‬
‫ت‬ ‫ف ف‬ ‫أ‬ ‫ن‬
‫وتدعــم نظريتــه ي� �ــم و�ليــل‬
‫ي‬ ‫ســاس لبســط‬
‫ي‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫ــ‬‫وامل�‬
‫ف‬
‫ـ� سوســيولوجيا‪ ،‬ومــن هنــا فــإن �ــم نظريتــه‬ ‫ي‬ ‫احلقــل التنظيـ‬
‫أ‬ ‫ت‬
‫هــذه يتطلــب �ض ورة �ديــد وعــرض أمه املفاهـ يـم الساســية‪:‬‬
‫الفاعل ‪:Acteur‬‬ ‫أ‌‪.‬‬
‫ة‬
‫املقــاول تتفاعــل داخــه جمموعــة مــن العنــارص‪،‬‬ ‫التنظــم أو‬
‫ي‬
‫االج� ي ن‬
‫عيــ�‪ .‬والفاعــل قــد يكــون فــردا أو �ج اعــة‪.‬‬ ‫ين‬
‫الفاعلــ� ت‬
‫وهــذا الفاعــل يتبـ نـى اسـ تـراتيجية معينــة ب�ــدف توفـ يـر أكـ بـر‬

‫‪46‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ـر� واملنافــع الذاتيــة‪ .‬االسـ تـراتيجية ال تكون‬ ‫احلظــوظ املكنــة للـ ب‬
‫وا�ــة وواعيــة ض�ــن الفــرد ويـ تـم ش�هحــا مــن بعــد‬ ‫ـرورة ض‬ ‫ب�لـ ض‬
‫مــا ي�ــر الفاعــل لملمارســة‪.‬‬
‫إن هــذه االسـ تـراتيجة ت�تبــط بعقالنيــة حمــدودة ومتعــددة‬
‫ـى يتموضــع يف�ــا الفاعــل االجـ تـام يع‪،‬‬ ‫ي‬
‫ب�ختــاف الوضعيــات الـ ت‬
‫ـاول يتحــدد الفاعــل االجـ تـام يع مــن خــال تفاعــه‬ ‫فداخــل املقـ ة‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫آ‬
‫مــع الخــر‪ ،‬وقــد يتكتلــوا ي� فاعل اجــام يع واحد ب�ــدف �قيق‬
‫ت‬ ‫هــدف معـ ي ن‬
‫ـ� وحســب وضعيــة معينة‪ ،‬لكــن بعــد �قيق هدف‬
‫عي� لك‬ ‫اج� ي ن‬ ‫ـ� ت‬‫هــذا الفاعــل‪ ،‬يتفــك من جديــد ليعــ� فاعلـ ي ن‬
‫ت‬ ‫ي‬ ‫مســتقل ولك هل ن‬
‫رها�تــه الفرديــة‪ ،‬واالســراتيجية تتحقــق عـ بـر‬
‫وال كراهــات ث� العقالنيــة‪ .‬إن اسـ تـراتيجية الفاعــل‬ ‫الوضعيــة إ‬
‫ـروز� تبـ قـى لك تــرف ذو معـ نـى حـ تـى لــو مل يكــن‬ ‫حســب كـ ي ي‬
‫وع‪.‬‬
‫ـو� فيــه‪ ،‬أو اكن مصــدره مــن الفاعــل عــن غـ يـر ي‬ ‫مرغـ ب‬
‫ب‌‪ .‬السلطة‪:‬‬
‫أ‬
‫وه ال‬ ‫كــروز�‪ ،‬ي‬‫يي‬ ‫املفاهــم الساســية عنــد‬
‫ي‬ ‫تعــد الســلطة مــن‬
‫ت‬ ‫تأ‬
‫ـرم الــذي ي�تــه الفاعــل‪ ،‬بــل انطالقــا مــن‬ ‫ي‬ ‫� ي� مــن املوقــع اهلـ‬
‫أ‬ ‫التصــورات والتمثــات الـ ت‬
‫يص�ــا الف ـراد عــى هــذا الفــرد‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ـى‬
‫ي‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫وليــس مــا ي خ�ــوهل القانــون مــن احلــق ي� إعطــاء الوامــر ي�‬
‫والدارة‬‫بــ� العمــال إ‬ ‫إالدارات‪ .‬نإ�ــا نســق ي�ــدد العالقــات ي ن‬
‫وه القــدرة عــى التأثـ يـر‪ ،‬إن الســلطة هنــا ليســت صفــة بــل‬ ‫ي‬
‫‪47‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫نإ�ــا عالقــة تبــادل يـ تـم التفــاوض ب خ�صوهصــا‪ .‬إن الســلطة فمك�وم‬
‫ف‬
‫لو�‬‫ـروز� تبـ قـى عنـرا أساســيا ي� التحليــل السوســيو يج‬‫عنــد كـ ي ي‬
‫الكــروز�‪ ،‬وهــذا مــا نج�ــده ب�رزا عنــد الرجــوع إىل أمعــاهل‪،‬‬
‫يي‬
‫الب�وقراطيــة وأيضــا‬ ‫خاصــة نم�ــا مؤلفــه املوســوم ب�لظاهــرة ي‬
‫ـروز� فالســلطة تشــمل أو‬ ‫الفاعــل والنســق‪ .‬وحســب كـ أ ي ي‬ ‫مؤلفــه‬
‫دا�ــا إماكنيــة أن بعــض الفــراد أو املج موعــات هلــم‬ ‫تســتلزم ئ‬
‫ف‬
‫قــدرة التحــم ي� أفــراد أو جمموعــات أخــرى؛ وهــذا التحــم‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫خــرة تتطــور‬‫يقصــد بــه الدخــول مهعــم ي� عالقــة‪ ،‬وهــذه ال ي‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫ي� خضمهــا ســلطة البعــض عــى البعــض الخــر‪ .‬إن الســلطة‬
‫لك�ــا‬ ‫عنــد كــرز� ليســت صفــة‪ /‬مـ ي ز‬
‫ـ�ة يتــم ب�ــا الفاعلــون‪ ،‬و ن‬
‫ش‬ ‫يي‬
‫ـ�‬‫�صـ ي ن‬‫ـ� خ‬ ‫عالقــة تبــادل تتأســس انطالقــا مــن التفــاوض بـ ي ن‬
‫عــى إالقــل‪.‬‬
‫اكلتال‪:‬‬
‫ي‬ ‫وه‬
‫كروز� أربع مصادر للسلطة ي‬ ‫يي‬ ‫يو�دد‬
‫خ‬ ‫ت‬
‫• امتــاك الفاعــل للكفــاءة ولقــدرات �صصية مــن الصعب‬
‫تعوي�ض ــا‪.‬‬
‫ف‬
‫التنظ� بســياقه‬
‫ي‬ ‫• التحــم ي� مناطــق الظــل املرتبطــة بعالقات‬
‫ـار�‪.‬‬
‫الـ يج‬‫خ‬
‫• التحــم ف ي� قنــوات التواصــل وتدفــق املعلومــات ي ن‬
‫بــ�‬
‫التنظــم‪.‬‬
‫ي‬ ‫خمتلــف وحــدات وأعضــاء‬
‫‪48‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ف‬
‫• التحمك ي� القواعد التنظيمية‪.‬‬
‫ج‌‪ .‬مناطق الظل‬
‫ن‬ ‫آ‬
‫ـر�‪.‬‬ ‫يه املصــدر الــذي يســتمد منــه الفاعــل ســلطته عــى الخـ ي‬
‫ـرمس داخــل التنظـ يـم ال يســتطيع أن يقـنن يو�يــل‬ ‫فالانــب الـ ي‬ ‫ج‬
‫الزئيــات والتفاصيــل ب�ــدف احلــد مــن درجــة حريــة‬ ‫لك ج‬
‫التنظ� يـ تـرك فراغا‬‫ي‬ ‫الفاعــل وتقويــض اســتقالليته‪ ،‬وهــذا ي ج�عــل‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫أو منفــذا يعمــل العامــل عــى اســتغالهل ي� بنــاء اســراتيجية‬
‫معينــة‪ ،‬إمــا جهوميــة أو دفاعيــة‪ .‬إن هــذا االســتغالل ملناطــق‬
‫ق‬ ‫أ‬ ‫الظــل مــن قبــل فاعــل ي ن‬
‫معــ� ي�نحــه الســبقية عــن ب� ي�‬
‫ت ت‬ ‫ف‬ ‫�ة‬ ‫أ‬
‫ـى ج�مهعــم‬ ‫الطـراف املتفاعـ معــه ي� تلــك العالقــة التبعيــة الـ ي‬
‫ـ�‪ ،‬وتصبــح ب�لنســبة‬ ‫ـ‬ ‫التنظي‬ ‫ـال‬‫ـ‬ ‫املج‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫داخ‬ ‫ـض‬ ‫ـ‬ ‫البع‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ببع�ض‬
‫ي‬
‫و� يــد أمهيــة منطقــة الظــل وتنقــص‬ ‫إليــه مصــدرا للســلطة‪ ،‬ت ز‬
‫ن‬ ‫أ‬
‫ـر� إليــه وحســب درجــة‬ ‫حســب درجــة تبعيــة الف ـراد االخـ ي‬
‫عل�ــم وكذلــك مــن عــدم قــدرة هــؤالء عــى االســتغناء‬ ‫ســلطته ي‬
‫ـى ي�تلهكــا‪ .‬وهــذه الكفــاءة‬ ‫عليــه أو عــى الكفــاءة والقــدرة الـ ت‬
‫ي‬
‫وه‪:‬‬ ‫والقــدرة هلــا مصــادر أساســية ي‬
‫ـ� ف‬
‫• الكفــاءة والقــدرة املهنيــة املتمـ ي ز ة ي� القضــاء عــى مناطــق‬
‫الظــل الداخليــة للنســق‪.‬‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫• القــدرة والكفــاءة العاليــة أو النوعيــة ي� عالق�ا مع الســياق‬
‫ـار� للتنظـ يـم‪.‬‬
‫الـ يج‬ ‫خ‬

‫‪49‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫وتدب�هــا لكــن بـ شـرط أن تكــون هــذه‬
‫• امتــاك املعلومــات ي‬
‫أ‬ ‫املعلومــة تشــل ن‬
‫رهــا� حقيقيــا ب�لنســبة إللطــراف الخــرى؛‬
‫نز‬ ‫ف‬
‫ـر� بتطبيــق وت� يــل القانــون الــذي ي�كــن‬ ‫• التمســك احلـ ي‬
‫الفاعــل مــن امتــاك قــدرة دفاعيــة أو جهوميــة انطالقــا مــن‬
‫الوضعيــة التنظيميــة ت‬
‫الــى يتموقــع يف�ــا‪.‬‬
‫ي‬ ‫د‌‪ .‬النسق الفعلي لألفعال ‪:‬‬
‫ـ�‪،‬‬‫لك تنظـ يـم يتكــون مــن جمموعــة معينــة مــن الفاعلـ ي ن‬
‫عالقا�ــم إما عن‬ ‫ت‬ ‫ـ� يعملــون عــى هيلكـ�ة وتنظـ يـم‬ ‫وهــؤالء الفاعلـ ي ن‬
‫طريــق تال�ابــط املتبــادل‪ ،‬وإمــا عــن طريــق التفاعــل املتبادل‪،‬‬
‫ف‬
‫للتنظ�‪ .‬وهنا يكون النســق‬ ‫ي‬ ‫وهــذا ي�ــدث ي� الوضعيــة املســتقرة‬
‫ت‬ ‫لأ‬
‫ـى ي�يــل ب�ــا الكيــان‬ ‫اململــوس لف فعــال هــو تلــك الكيفيــة الـ ي‬
‫ت‬
‫عالقا�ــم‬ ‫اج� ي ن‬
‫عيــ�‬ ‫فاعلــ� ت‬ ‫ين‬ ‫التنظــم ب�عتبــارمه‬
‫ي‬ ‫البــري ي�‬ ‫ش‬
‫ـى ينظــم ب�ا الفاعلون نســق‬ ‫الداخليــة‪ ،‬ب�عـ نـى أخــر‪ :‬الطريقــة الـ ت‬
‫ي‬
‫ومعالة خمتلف إالشــاالت‬ ‫ج‬ ‫عالقا�ــم التفاعليــة ب�ــدف جم با�ــة‬ ‫ت‬
‫ـ� حـ ي ن‬
‫ـ�‬ ‫ـي� ية واالنتاجيــة…‪ ،‬وهــؤالء الفاعلـ ي ن‬ ‫التدب� يــة والتسـ ي‬ ‫ي‬
‫قياهمــم بذلــك‪ ،‬ال يكــون وفــق صــورة حياديــة وجــردة ولكــن‬
‫ض‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫ـا�ت‬ ‫ـى تكــون �نيــا أو علنيــا متوافقــة مــع غـ ي‬ ‫ي‬ ‫وفــق أهدا�ــم الـ‬
‫ـق�ن‬ ‫لأ‬
‫ـ� ل فعــال يشــمل بــدوره نسـ ي‬ ‫التنظـ يـم‪ .‬وهــذا النســق الفعـ ي‬
‫فرعيـ ي ن‬
‫ـ� ههــا‪:‬‬
‫ه‌‪ .‬النسق الفرعي لضبط العالقات‪:‬‬
‫ـى يـ تـم ج‬
‫إنتا�ــا مــن قبــل االفـراد‬ ‫ي‬
‫جممــوع القواعــد والضوابــط الـ ت‬
‫‪50‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ف‬
‫ومعالــة املشــالك اليوميــة‬ ‫ج‬ ‫التنظــم‪ ،‬وهد�ــا حــل‬ ‫ي‬ ‫داخــل‬
‫ســلواك�م وأفعاهلــم‬‫ت‬ ‫ومعــرة‬‫ي‬ ‫للتنظــم مــن ج�ــة أوىل‪ ،‬وتوجيــه‬ ‫ي‬
‫ت‬ ‫ف‬ ‫ث‬ ‫�ض‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫و� عالق�ــم‬ ‫ي� عالقا�ــم ببع ــم البعــض مــن ج�ــة �نيــة‪ ،‬ف ي‬
‫موضوعا�ــم اليوميــة مــن ج�ــة ث�لثــة‪� .‬ثــا إذا وقــع‬ ‫ت‬ ‫بعملهــم أو‬
‫آ‬ ‫ة‬ ‫ف‬
‫عطــل ي� آل مــن الالت مــاذا يفعــل العامــل امللكــف مــن‬
‫موا�ــة هــذه إالشــالية إالنتاجيــة‪ ،‬هــل يتصــل ب�ســئوهل‬ ‫أجــل ج‬
‫ـا�؟ أو ب�لعــون املعـن ؟ أو ب�ســؤول العامــل املعـن ؟… خ‬
‫إل‬ ‫املبـ ش‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ـ� هممــا اكنــت جزئيــة‬ ‫إذن هنــاك نســق مــن القواعــد والقوانـ ي ن‬
‫ف‬ ‫وغــر مشــل�ة‬
‫� تعمــل عــى ضبــط العالقــة‬ ‫ي‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫رمسي‬ ‫ـورة‬‫ـ‬ ‫بص‬ ‫ي‬
‫ـد� داخــل املنظمــة وهــذا ما يطلــق عليه‬ ‫ـ� املتواجـ ي ن‬ ‫ـ� الفاعلـ ي ن‬ ‫بـ ي ن‬
‫ـرع لضبــط العالقــات‪.‬‬ ‫ب�لنســق الفـ ي‬
‫ح‪ .‬نسق التحالفات‪:‬‬
‫ـ� داخل‬ ‫ـ� الفاعلـ ي ن‬ ‫وهــو النســق الــذي ي�ــم التحالفــات بـ ي ن‬
‫ف‬
‫التنظـ يـم‪ ،‬ب�يــث ي� هــذا الشــل مــن العالقــات فــإن الفاعــل‬
‫ـ� مــن أجــل قضيــة معينــة فإنــه يعــرف جيــدا مــن هــو‬ ‫املعـ ي ن‬
‫الــذ� سيســاندونه‪ ،‬فــإن التحالفــات‬ ‫احلليــف أو احللفــاء ي ن‬
‫أ‬
‫م� ت�ــا الساســية أ�ــا ظرفيــة ومرتبطــة‬
‫ن‬ ‫داخــل املؤسســة ي ز‬
‫ت ت‬
‫بقضيــة حمــددة وعــى أســاهسا يــم �ديــد كيــف أن املج موعــة‬
‫خ‬ ‫ف‬
‫عل�ــا‪ ،‬انطالقــا مــن أهدا�ــا الاصــة‬ ‫قضا�هــا املطروحــة ي‬ ‫ـال ي‬ ‫تعـ ج‬
‫ـرع للتحالفــات‬ ‫وأهــداف ف املج موعــة املنتميــة يإل�ــا‪ .‬فالنســق الفـ ئ ي‬
‫�ض وري ي� املؤسســة‪ ،‬لكــون نأ�ــا معرضــة دا�ــا لعــدد ي‬
‫كبــر‬
‫‪51‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫املق�حــة هلــذه‬ ‫مــن حــاالت االرتيــاب ‪ Incertitudes‬واحللــول ت‬
‫ين‬
‫الفاعل�‬ ‫بد�يــة أو بم� جمــة مســبقا امم ي ج�عــل‬ ‫ـا�ت ليســت ي‬ ‫االرتيـ ب‬
‫الــى ي�اهــا لك‬ ‫بســب�ا لفــرض احللــول ت‬ ‫يتجا�ــون و يتنازعــون ب‬ ‫ب‬
‫ي‬ ‫أ‬
‫ن‬
‫فاعــل (ســواء اكن فــردا أو جمموعــة) ب��ــا يه املناســبة‪ ،‬وذلــك‬
‫خ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫امك قلنــا مــع الخــذ بعـ يـ� االعتبار اســراتيجيا�م الاصة ســواء‬
‫ت ف‬
‫لملحافظــة عــى وضعيا�ــم ي� التنظـ يـم امك يه أو لتعظيمهــا‪ .‬أمــا‬
‫أ‬ ‫الــذي يفــرق ي ن‬
‫الفــرع‬
‫ي‬ ‫النســق‬ ‫عــن‬ ‫ول‬ ‫ال‬ ‫الفــرع‬
‫ي‬ ‫النســق‬ ‫بــ�‬
‫ـ� ب�لظرفيــة ويكــون عــادة‬ ‫الثـ نـا� هــو أن نســق التحالفــات يتمـ ي ز‬
‫ي‬
‫مرتبــط ب�ــاالت خاصــة وطارئــة‪ ،‬أمــا نســق ضبــط العالقــات‬
‫بتنظــم وهيلكــ�ة العالقــات املســتقرة‬ ‫ي‬ ‫لد�ومــة ويقــوم‬ ‫يز‬
‫يتمــ� ب� ي‬
‫ـروز�‬
‫واملنتظمــة‪ .‬أمــا عــن احملتــوى الــذي يعطيــه لك مــن كـ ي ي‬
‫الفعــ�‬ ‫النســق‬ ‫ــوم‬ ‫مل�‬‫وفريــد�رغ ‪ Friedberg‬ف‬ ‫ب‬ ‫‪M. Crozier‬‬
‫ت ي‬ ‫أ‬ ‫لأ‬
‫ـى �ــم‬ ‫ت‬
‫ل فعــال ب�نــه ي�تكــز فقــط عــى ف القواعــد والضوابــط الـ ي‬
‫وتتمــ� ب�الســتقرار‬ ‫يز‬ ‫التنظــم‬
‫ي‬ ‫�‬ ‫اتيجية‬ ‫ت‬
‫االســر‬ ‫قواعــد اللعبــة‬
‫لأي‬
‫ـ� ل فعــال هــو مطابــق أو يشــتمل‬ ‫ـى أي أن النســق الفعـ ي‬ ‫النسـ ب ي‬
‫الفــرع لضبــط العالقــات ‪Le système‬‬ ‫ي‬ ‫فقــط عــى النســق‬
‫بيا�يــس‬ ‫دب�فيــل ت‬ ‫‪ de régulation des relations‬أو امك ت�ى ي‬
‫لأ‬
‫ـ� ل فعال‬ ‫‪ Dauberville Béatrice‬وآخــرون “أن النســق الفعـ ي‬
‫أد� مــن االنتظــام‬ ‫ـد�رغ يعـن وجــود حــد ن‬ ‫ـروز� وفريـ ب‬
‫ي‬ ‫عنــد كـ ي ي‬
‫ض‬
‫الفــو�‬ ‫وال�ابــط املتبــادل ‪ Interdépendance‬عــى خلفيــة‬ ‫ت‬

‫‪52‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫الظاهــرة ي� العالقــات االســراتيجية ب� الفاعلـ يـ� ‪-‬ســواء اكنــوا‬
‫ـد� ف ي� حقــل تنظيــ� معـ يـ�‪.‬ن‬ ‫أف ـرادا أو جمموعــات‪ -‬املتواجـ ي ن‬
‫ي‬
‫ك‌‪ .‬العقالنية‪:‬‬
‫القــدرة عــى ت�شــيد املــوارد املاديــة والفكريــة لبلــوغ‬
‫أ‬
‫أهــداف معينــة‪ .‬وليــس هنــاك عقالنيــة وحيــدة؛ لن هنــاك‬
‫وســائل واسـ تـراتيجيات متعــددة لتوظيــف املوارد بغيــة الوصول‬
‫ئ‬ ‫ت‬
‫النتــا�‪ .‬وحســب ‪ March‬و ‪Simon‬‬ ‫ج‬ ‫الغــا�ت و�قيــق‬ ‫ي‬ ‫إل‬ ‫ي‬
‫الانــب للوصــول إىل‬ ‫تبــى ن‬ ‫فالنســان ن‬
‫تفكــر أحــادي ج‬ ‫ي‬ ‫ــط‬ ‫�‬ ‫إ‬
‫أ‬
‫احلــد القــى للفائــد واملاكســب وحــل أمثــل جلميــع املشــالك‬
‫للتفكــر‪.‬‬
‫ي‬ ‫ــال‬ ‫املج‬ ‫ك‬ ‫ت‬
‫يــر‬ ‫بطريقــة خطيــة يتبهعــا الفــرد دون أن‬
‫ئ ف‬ ‫ف‬
‫وهــذا النمــوذج ي� التفكـ يـر و العقلنــة خــاط ي� نظــر ‪Crozier‬‬
‫و ‪ ،Friedberg‬إذ أن حريــة وأهــداف وعقالنيــة وحاجيــات‬
‫اج�عيــا وليســت معطيــات جمــردة‪،‬‬ ‫ومشــاعر الفاعلـ ي ن‬
‫ـ� تبـ نـى ت‬
‫ت‬
‫وعقالني�ــم‬ ‫ـ� ال ي�تلكــون ســوى حريــة حمــدودة‬ ‫امك أن الفاعلـ ي ن‬
‫أيضــا حمــدودة‪.‬‬
‫فالشــال ال يتعلــق ب�لتفكـ يـر أو ب�لتفسـ يـر‪ ،‬لكــن‬ ‫إذن‪ ،‬إ‬
‫ال� تســمح ب�عرفــة الظروف املادية‬ ‫يتعلــق ب إ�سـ تـراتيجية البحث ت‬
‫يت ت‬
‫ـى �ــت وتعــرف هــذه احلريــة‬ ‫ي‬ ‫والنســانية للظرفيــة الـ‬
‫والبنيويــة إ‬
‫ف‬
‫وهــذه العقالنيــة‪ ،‬ومنــه معـ نـى الســلواكت املالحظــة ي� الواقــع‪.‬‬
‫ت‬ ‫ت ت‬ ‫ف‬
‫الــى �ــدد تــرف وســلوك وإســراتيجية‬ ‫أي �ــم الظرفيــة ي‬
‫‪53‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ـى ال تالحــظ كوقائــع عينيــة‬ ‫االج�عيـ ي ن‬
‫ـ� والـ ت‬ ‫ـ� ت‬ ‫وعقالنيــة الفاعلـ ي ن‬
‫ي‬ ‫ف‬
‫ي� الواقــع املعــاش‪.‬‬
‫التنظ� ‪:‬‬
‫ي‬ ‫•‬
‫أ‬ ‫كأ‬
‫التنظـ يـم ال ي�كــن تعريفــه نــه �ج اعــة مــن الفـراد‪ ،‬إنــه‬
‫الفضــاء الــذي تنســج فيه عالقــات الســلطة‪ ،‬وعالقــات التفاعل‬
‫ـ� التأثـ يـر والتـ ثـأ�‪ ،‬التســويق والتبــادل التجــاري واحلســاب‬ ‫بـ ي ن‬
‫ت(�شــيد املــوارد)‪.‬‬
‫التنظــامت‪ /‬املقــاوالت ليســت آليــات الضغــط‬ ‫ي‬ ‫إن‬
‫ملنتقد�ــا‪ ،‬فعالقــات الـراع والتنافــر ليســت‬ ‫ي‬ ‫وال كـراه امك تظهــر‬
‫إ‬
‫ة‬
‫حمبــول عــى‬ ‫ة‬
‫واملقــاول ليســت‬ ‫قبــ�‪،‬‬ ‫طــط‬ ‫موجــودة وفــق خ‬
‫م‬
‫ي‬
‫لك�ــا تشــل ذلــك الفضــاء الــذي يـ تـم فيــه التعبـ يـر عــن‬ ‫الـراع ن‬
‫ف‬ ‫التناقضــات والرهـ نـا�ت خ‬
‫املتلفــة‪ ،‬لكــن ي� ذلــك الوقــت هنــاك‬
‫ن أ‬
‫ـاد�‬
‫تنســيق بـ يـ� الفـراد‪ .‬إن التنظـ يـم ال ي�كــن تعريفــه تعريفــا مـ ي‬
‫اج�عيــا وبــه ن‬
‫رهــا�ت‬ ‫يبــى ت‬‫كتحديــد عيــن ‪ ،‬بــل هــو ش�ء ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ـد�رغ يعتـ بـران‬ ‫ـروز� وفريـ ب‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـيق…إن‬ ‫ـ‬ ‫للتنس‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫ومظاه‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫تلف‬ ‫خ‬
‫م‬
‫يي‬
‫أن التنظـ يـم ظاهــرة سوســيولوجية‪ ،‬وهــو بنــاء اجـ تـام يع يوجــد‬
‫ت‬
‫ويتغـ يـر فقــط لكــون أنــه يســتطيع االســتناد إىل ألعــاب �كنــه‬
‫ـ� بــه‪ ،‬امك أنــه يضمــن‬ ‫مــن االندمــاج مــع اسـ تـراتيجيات الفاعلـ ي ن‬
‫ـ� أح ـرار ومتعاونيـ ي ن‬
‫ـ�‪.‬‬ ‫ت‬
‫ـتقاللي�م كفاعلـ ي ن‬ ‫لملشـ ي ن‬
‫ـارك� اسـ‬

‫‪54‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫التنظــم حســب كــروز� ال يســتطيع أن يشــتغل آكلة‬ ‫ي‬ ‫إن‬
‫ف يي‬
‫ولــن يســتطيع ذلــك أبــدا‪� ،‬ردوديتــه هلــا عالقــة بكفــاءة الــل‬
‫أ‬ ‫ن‬
‫فــام يتعلــق بتنســيق النشــطة بطريقــة‬ ‫ي‬ ‫هل‬ ‫املكــون‬ ‫االنســا�‬
‫ي‬
‫عقالنيــة وهــذا مرتبــط بتطــور التكنولوجيــا ولكــن مرتبــط‬
‫ن‬ ‫أ‬
‫ـادر� عــى اممرســة‬ ‫أساســا ب�لشــل الــذي يكــون فيــه الفـراد قـ ي‬
‫اللعــب‪ ،‬أي ب�عـ نـى لعبــة التعــاون فـ يـام ن‬
‫بي�ــم‪.‬‬
‫ـ� بتعــدده‬ ‫ـ� للتحليــل االسـ تـر يج‬
‫اتي� يتمـ ي ز‬
‫الهــاز املفاهيـ ي‬ ‫إن ج‬
‫ـتدع املهـ تـم بــه ان يضطلــع عــى أمعــال‬ ‫وتنوعــه‪ ،‬وهــو مــا يسـ ي‬
‫وفريــد�رغ‪ ،‬هــذه االضطــاع الاكمــل‬ ‫ب‬ ‫كــروز�‬ ‫عنــد‬ ‫تلفــة‬ ‫خ‬
‫م‬
‫يي‬
‫لو�‬
‫أول للعمق السوســيو ج ف ي‬ ‫فوالشــامل هــو الكفيل ب إ�عطــاء تصور ي‬
‫ي� هــذه النظريــة والوقــوف عــى التجديــد الــذي قدمتــه ي�‬
‫ت‬ ‫ة ف‬
‫ـ� وفــق‬ ‫حمــاول �ــم غرائــب الواقــع االجــام يع للحقــل التنظيـ ي‬
‫لو�‪.‬‬ ‫تصــور سوســيو ج ي‬
‫‪ .5‬بعض التصورات النقدية‬
‫ف‬
‫ـروز� ي� حقــل سوســيولوجيا التنظـ يـامت‬ ‫إن إهسامــات م‪ .‬كـ ي ي‬
‫لو� هــام‪ .‬لقــد اهســم التحليــل‬ ‫تبــى ذات معــق سوســيو يج‬ ‫ق‬
‫ف ت‬
‫اتي� النسـق ي بــا شــك ي� ج�ديــد سوســيولوجيا التنظـ يـم‬ ‫االسـ تـر يج‬
‫انطالقــا مــن فم�ــوم عالقــات الســلطة‪ ،‬غـ يـر أنــه بصفــة عامــة‪،‬‬
‫ف‬ ‫يتغـ ض‬
‫ـا� عــن مصــادر التفــاوت ي� عالقــات الســلطة ومعـ نـى‬
‫االج�عيــة واالقتصاديــة‬ ‫ذلــك أنــه ال يتطــرق إىل احملــددات ت‬

‫‪55‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫وغ�هــا‪ ،‬هلــذا التفاوت‬
‫والد�غرافيــة ي‬
‫والسياســية والســيكولوجية ي‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫التنظــم‬
‫ي‬ ‫وبتعبــر اخــر يتجــه �ليــل‬
‫ي‬ ‫ي� عالقــات الســلطة‪.‬‬
‫لل�اعــات ولعالقــات الســلطة إىل االلتفــاف حــول‬ ‫االجـ تـامع نز‬
‫ي‬
‫كــروز�‬ ‫يقــول‬ ‫ارجيــة‪.‬‬ ‫نفســه دون مرجعيــة للعوامــل خ‬
‫ال‬
‫يي‬
‫وفريــد�رغ إن “القــوة والــرث اء والســمعة والســلطة‪.‬‬
‫ب‬
‫و�ختصــار لك مــوارد يكتسـ بـها أوالئــك أو هــؤالء ال تتدخــل إال‬ ‫ب‬
‫ت‬ ‫ن تأ‬ ‫ت‬ ‫حـ ي ن‬
‫ـ� �نــح حريــة فعــل أكـ بـر”‪ .‬ولكــن مــن يأ� � ي� هــذه املوارد‬
‫ف‬ ‫الـ ت‬
‫ـى يكتسـ بـها هــؤالء وهــؤالء؟ هــل تظهــر ي� عالقــة الســلطة أم‬ ‫ي‬
‫نأ‬ ‫ســابقة هلــا؟ يعـ ت‬
‫كل�‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫اهل‬ ‫ـاوت‬ ‫ـ‬ ‫“التف‬ ‫ـدراكن‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫الاكتب‬ ‫ف‬ ‫ـر‬
‫ين‬
‫“الالعبــ�”‬ ‫ــ� إماكنيــات الفعــل املتعــددة خملتلــف‬ ‫الــذي ي� ي ز‬
‫ن‬ ‫ف‬
‫داخــل التنظـ يـم” ال نك�مــا ال يوليــان هل االعتبــار ي� � ي‬
‫وذج�مــا؛‬
‫حــ� يقــول أن‪:‬‬ ‫وذلــك مــا يالحظــه بيــار رول (‪ )P.Rolle‬ي ن‬
‫“الورشــة مــا يه إال بلــورة نشــاطات ض�ــن نســق يتجاوزهــا إىل‬
‫أ‬
‫حــد بعيــد جــدا‪ ،‬والــذي ي�مس الـ شـروط الساســية للتفاعــات‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫الـ ت‬
‫ـى نالحظهــا فيــه‪ ،‬نســق ال ي�كــن لملنظمــة ج�اهــه حــى وإن‬ ‫ي‬
‫أ‬
‫مل يســتطع �ويــه”‪ .‬وعــى هــذا الســاس تقــوم الفكــرة القائ ـ�ة‬ ‫ت‬
‫ت‬
‫هــرم لعالقــات ســلطة �ددهــا‬ ‫ي‬ ‫ب إ�ماكنيــة وجــود تسلســل‬
‫ت‬ ‫أ‬ ‫عوامــل خارجيــة ن‬
‫ـروز�‬
‫يي‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫لي‬ ‫�‬ ‫ـده‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫وذل‬ ‫ـا‪،‬‬
‫ـ‬ ‫ع�‬
‫ـروز� أنــه ركــز‬ ‫املو�ــة لكـ ي ي‬ ‫ب�حلســبان (‪ .)..‬ومــن االنتقــادات ج‬
‫ف‬
‫عــى اللعــب ي� التنظـ يـم ومناطــق الظــل مكصــادر للســلطة مــع‬
‫‪56‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫إغفــال مــوارد خارجيــة مثــل رأس املــال والقــوى البوليســية‬
‫الشــخص مــن‬ ‫التأثــر‬
‫ي‬ ‫كذلــك‬ ‫أو‬ ‫ف‬
‫والطائــى‬ ‫ق‬ ‫الطبــ‬ ‫ء‬ ‫ت‬
‫واالنــام‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫لو�‪ ،‬وهــذا مــا دهــب إليــه ‪.Sansaulieu‬‬ ‫طابــع مــادي وســيكو ج ي‬
‫اتي� بذلــك بعــض‬ ‫ســر يج‬ ‫يلــى التحليــل إال ت‬ ‫ومعومــا‪ ،‬ق‬
‫�ة‬ ‫ف‬
‫الزئيــة إىل‬ ‫ـو�ت ي� إحــداث نق ـ مــن السوســيولوجيا ج‬ ‫الصعـ ب‬
‫ت‬
‫�ليــل املج تمــع بصفــة عامــة‪ ،‬ذلــك أن املج موعــات االتصاليــة‬
‫غــر موجــودة ب�ــذه‬ ‫ت‬
‫االجــام يع ي‬ ‫الــى أســها‪ ،‬مــن الفــرد إىل‬ ‫ت‬
‫ت ف‬ ‫ي‬
‫التنظيم‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫ـام‬
‫ـ‬ ‫االج‬ ‫ال‬ ‫الصفــة‪ .‬وبتعبـ يـر اخــر ال ي�كــن اخـ ت ز‬
‫ـ�‬
‫ي‬ ‫ي ي‬
‫ـى االرتيــاب مصــدر الســلطة‪ ،‬إذ مــن املؤكــد‬ ‫وحــده الــذي ي خ�ـ ف‬
‫ي‬
‫ـع� االجـ تـام يع‪ ،‬وعــى هــذا‬ ‫وجــود قــوى مــن طبيعــة أخــرى تـــ ب‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫أ‬
‫الســاس نتســاءل عــن مــا إذا مل �ثــل الرغبــة ي� وصــف لك‬
‫ت‬ ‫احلــاالت ت‬
‫االج�عيــة بشــبكة �ليــل واحــدة خط ـرا؟‬
‫ت‬ ‫خ‬ ‫ف‬
‫اتي�‬
‫ي� التــام‪ ،‬ي�ى سانســوليو أن التحليــل االســر ج ي‬
‫اتي� يشــل‬ ‫ت‬
‫االســر يج‬ ‫ي�ــول الفاعــل إىل نــوع مــن إالنســان‬
‫لتــال العقالنيــة أمه صفاتــه‪ .‬ي�تــاز‬ ‫و� ي‬ ‫احلســاب واملســاومة ب‬
‫ـاع مــن‬ ‫المـ ي‬ ‫الفاعلــون بقابليــة إالســتبدال‪ ،‬امك يظهــر الفاعــل ج‬
‫امل�ثلـ يـ�‪،‬ن‬ ‫الف ـراد ت‬ ‫أ‬
‫ج�ــة أخــرى ب�ثابــة مركــب متجانــس مــن‬
‫وحســب الاكتــب ذاتــه تمكــن “صعوبــة هــذا التحليــل النسـق‬
‫ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫ي� احلقيقــة ي� أخــد التمثــات الفكريــة وثقافــات وقـ يـم ومعايـ يـر‬
‫واديولوجيــات ب�العتبــار(…) أن ال تفــر دومــا ولكيــة حتميــة‬
‫‪57‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫أ‬
‫الف ـراد مــن خــال الثقافــة املوروثــة والعنــف الرمــزي الــذي‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫ت�ارســه الثقافــات املهيمنــة وتعقيــد اللعــاب العالئقيــة ي�‬
‫ث‬ ‫أ‬
‫التنظيــ� الــذي‬
‫ي‬ ‫تنظــم‪ ،‬فثمــة مالحظــة قــوة اســتقاللية ال�‬
‫ي‬
‫يؤكــد عليــه الاكتــب ب�ســتمرار‪ .‬ولكــن هــل هلــذا الســبب تكــون‬
‫ـتقل عــن عــامل التمثــات‬ ‫لعبــة الســلطة (‪ )jeux de pouvoir‬مسـ ة‬
‫ع�ا‬ ‫والقـ يـم واملــآرب؟ أال ي�ثــل الفكــر أيضــا قوة ووســاطة ال غ�ن ن‬
‫ـ� الواقــع املــدرك والفعــل؟ إن احلديــث عــن الثقافــة ت‬
‫بصف�ــا‬ ‫بـ ي ن‬
‫ت‬ ‫�ة ف أ‬
‫قــدرة متدخـ ي� اللعــاب االســراتيجية هــو ب�لتأكيــد طريقــة‬
‫لنقــد احلثميــة الثقافويــة (‪ )culturalisme‬لتعـ ي ز‬
‫ـز� فكــرة احلريــة‬
‫ق‬ ‫ف‬
‫ي� العالقــة‪ ،‬لكننــا نندهــش لكــون الاكتــب ب ـ ي كتومــا حــول‬
‫أ‬
‫الرئيــ� للتمثــات والفــار والثقافــات ب�عتبارهــا‬ ‫ي‬ ‫املشــل‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫بعــدا انســانيا معيقــا ي� لك العالقــات‪ ،‬حــى االســراتيجية همنا‪.‬‬
‫المحــور الرابــع‪ :‬التنظيــم كتفاعــل‬
‫أوال‪ :‬مدرسة العالقات االنسانية ‪:1930‬‬
‫عرفــت املنشــأت الصناعيــة املسـ يـرة وفــق املبــادئ التايلوريــة‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫و� يغ�هــا‪ ،‬عــدة مشــالك‬ ‫ي‬ ‫الــوال�ت املتحــدة االمريكيــة‬
‫ي‬ ‫ي�‬
‫ن‬ ‫ت‬
‫تنظيميــة وســلوكية اكلعجــز عــن يز�دة االنتــاج و�سـ يـ� جودته‪،‬‬
‫وعــدم القــدرة عــى ض�ن والء العمــال وغـ يـر ذلــك مــن املشــالك‬
‫ف‬
‫واالضطـر با�ت‪ .‬فاملشــل�ة احلقيقيــة ي� التنظـ يـامت مل تعــد ماديــة‬
‫فقــط بــل أصبحــت انســانية ب�لدرجــة االوىل طاملــا أن املنظمــة‬
‫ت‬ ‫ف‬ ‫تعتمــد عــى الطاقــة ش‬
‫الب� يــة لتحقيــق أهدا�ــا وقــد اهــم رواد‬
‫‪58‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫النظــر�ت‬
‫ي‬ ‫‪-‬الــى اعتمــدت عــى اكتشــلف‬ ‫هــذه املدرســة ت‬
‫ي‬
‫الســلوكية‪ -‬بعــدة مواضيــع نم�ــا‪ :‬وصــف ظاهــرة الزعامــة‬
‫تأ‬ ‫ف‬
‫خاصــة ي� املج موعــات غـ يـر الرمسيــة‪ ،‬و�ثـ يـر الظــروف الثقافيــة‬
‫والتكنولوجيــة عــى املنظمــة وقــد اكن أغلبيــة أعضــاء هــذه‬
‫يعت� نو�ــا مــن عوامل‬‫ـى ب‬‫ي‬
‫املدرســة ي�بــذون القيــادة ب�ملشــاركة الـ ت‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫ن ت‬ ‫ز‬ ‫ت‬
‫�فـ يـ� الفاعلـ يـ� و�ميلهــم املســؤولية أو جــزء م�ــا‪ ،‬و� بطهــم‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫ف‬
‫ـى ي�كــن ادر جا�ــا‬
‫بت�ملنشــأة وأهدا�ــا‪ ،‬تومــن بـ يـ� أمه االمعــال الـ ي‬
‫ـة�ارب هاوثورن دراســة احلاجــات‪ ،‬عوامل‬ ‫�ــت هــذه املدرسـ ج‬
‫ـر� عــن العمــل‪ ،‬أســاليب الســلطة‪.‬‬ ‫الـ ض‬
‫‪ .1‬تجارب هاوثورن‪:‬‬
‫يه عبــارة عــن جمموعــة مــن الدراســات ارتبطــت ب�صنــع‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫ف‬
‫لــوال�ت‬‫هاوثــورن ي� �كــة وســرن الك� يــك ي� شــياكغو ب� ي‬
‫عــام ‪ 1932-1927‬واخــذت امس‬ ‫املتحــدة االمريكيــة ي ن‬
‫بــ�‬
‫ت‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫و� هــذه الدراســات � التأكيــد أعطــاء‬ ‫دراســات هاوثــورن‪ ،‬ي‬
‫ـ�‬‫ـد� ي ن� العمليـ ي ن‬‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـاف‬ ‫ـ‬ ‫أ÷ميــة للعامــل أكـرث مــن العمــل‪ ،‬ب خ‬
‫و�‬
‫ي‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫أمه الباحثــون ي� معمــل هاوثورن بدراســة الناس أوال ال سـ يـام ي�‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫بعالقا�ــم ت‬
‫االج�عيــة ي� العمــل‪ .‬واكنــت با�ز‬ ‫الوانــب املتعلقــة‬
‫ج‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫ـتنتاجا�م أن النــاس ي�يلــون اىل االجـ تـامع ســواء ي� العمــل‬ ‫اسـ‬
‫ن‬ ‫لأ‬ ‫ف‬
‫�ج‬
‫أوخــارج العمــل‪ ،‬وأن العضويــة ي� اعــة هممــة ل فـراد‪ ،‬امك ا�ا‬
‫تأ‬
‫تــؤدي اىل �ســيس جمموعــات غـ يـر رمسيــة داخــل التجمعــات‬

‫‪59‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ف‬ ‫الرمسيــة الـ ت‬
‫ـى تتكــون ي� بنيــة املؤسســة (كــول‪.)2014 ،‬‬ ‫ي‬
‫أ‬
‫وقــد وصــف التــون مايــو ب�نــه مؤســس مدرســة العالقــات‬
‫ـى أكــد انصارهــا عــى احلاجــة اىل اسـ تـراتيجيات‬ ‫ي‬
‫االنســانية الـ ت‬
‫ف‬
‫اداريــة تضمــن أن يعــى االهـ تـامم ب�لنــاس ي� العمــل ب�لدرجــة‬
‫ش‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ق‬
‫االوىل‪ .‬حيــث � الباحثـ يـ� بتحليل العالقة املوجودة يب� �وط‬
‫وظــروف العمــل مــن ج�ــة وانتاجيــة الفاعــل مــن ج�ــة أخرى‪،‬‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ش‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫واف�ضــو ي� البدايــة غيــاب عالقــة مبــا�ة يب� املتغـ يـر ي� ليضح‬
‫ـ� ش�وط العمــل وانتاجيــة الفاعــل‪،‬‬ ‫بعــد الدراســة أن هنــاك بـ ي ن‬
‫ب�يــث ملكــا أذخلنــا عامــا جديــدا ي�ــس ش�وط العمــل ظ�ــرت‬
‫ظ‬ ‫ئ‬
‫ـا� أخــرى عــى مســتوى الفعاليــة‪ ،‬وقــد أ�ــر هــؤالء العملــاء‬ ‫نتـ ج‬
‫أن هنــاك عــدة عوامــل ي ج�ــب أخذهــا ي ن‬
‫بعــ� االعتبــار عنــد‬
‫ـاول الرفــع مــن فعاليــة العامــل‪:‬‬ ‫حمـ ة‬
‫ين‬
‫للفاعل�‬ ‫والتقد� املقدم‬
‫ي‬ ‫ت‬
‫االه�م‬ ‫•‬
‫الفاعل�ن‬ ‫ز‬ ‫ف ت‬
‫ي‬ ‫• أمهية املشاركة ي� � يف�‬
‫ت‬
‫الروت�ن‬
‫ي‬ ‫تغي�ات �د من‬ ‫• �ض ورة اذخال ي‬
‫ااه�م بظاهرة قادة الرأي داخل أفواج العمل‬ ‫ت‬ ‫•‬
‫تأ‬
‫• � يث� حياة الفوج عىل العمل الفردي‬
‫ز‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫• تواجد عوامل يغ� رمسية ي� العالقات (� يف�‪ -‬فعالية)‬
‫‪60‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫‪ .2‬مفاهيم أساسية في النظرية‪:‬‬
‫ـى تتكــون تلقائيــا‬ ‫الماعــة الـ ت‬
‫‪�-‬ج اعــة العمــل‪ :‬ويقصــد ب�ــا ج‬
‫ي‬
‫ت‬
‫وحاج�ــم لالنـ تـامء مثــل‬ ‫مــن خــال احتــاك العمــال ببع�ض ــم‬
‫الصداقــة‪.‬‬
‫ت‬ ‫‪ -‬العالقــات النســانية‪ :‬ه العالقــات ئ‬
‫القا�ــة عــى ج�ــاوز‬ ‫ي‬ ‫إ‬
‫القا�ــة عــى اعتبــار الفــرد عامــل اقتصــادي‬ ‫النظــرة القد�ــة ئ‬
‫ي‬
‫ة‬ ‫آ‬
‫ملحــق ب�لل ‪ ،‬واالقتنــاع بــه كفــرد هل دوافــع نفســية وحاجــات‬
‫يســى إلشــباهعا مــن خــال احمليــط االجـ تـام يع داخــل التنظـ يـم ‪،‬‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫ب�ســاليب غـ يـر رمسيــة ي� الغالــب‬
‫ـرمس‪ :‬هــو التنظـ يـم الــذي ينشــئه العمــال بنــاء‬
‫‪ -‬التنظـ يـم غـ يـر الـ ي‬
‫بي�ــم مــع مــرور الزمــن‪،‬‬‫عــى العالقــات التفاعليــة التلقائيــة ن‬
‫ف‬
‫ويع� عــن جمموعة‬‫ـرمس ‪ ،‬ب‬‫ويكــون ي� الغالــب ب�قابــل التنظـ يـم الـ ي‬
‫عالقــات وميــوالت ورغبــات لــدى �ج اعــة العمــال‪.‬‬
‫�ة أ‬
‫التنظيــ�‪ :‬يه �ج ــ الفعــال الفرديــة ج‬
‫والماعيــة‬ ‫ي‬ ‫‪ -‬الســلوك‬
‫ـى يقــوم ب�ــا العمــال داخــل التنظـ يـم ‪،‬وينجــم عــن‬ ‫اهلادفــة الـ ت‬
‫ي‬
‫التفاعــات والعالقــات ن‬
‫بي�ــم‪.‬‬
‫ض‬ ‫ف‬
‫هــذه املفاهـ يـم احملوريــة ي� نظرية العالقات إالنســانية تو� أن‬
‫أمعــال إلتــون مايــو تقــر أن إنتاجيــة العامــل ال تتحــدد بقدراتــه‬
‫ف‬ ‫االج�عيــة ب� ن‬‫البدنيــة ولكــن بقدرتــه ت‬
‫عــى مــدى اندماجــه ي�‬
‫‪61‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫مموعــة العمــل ذلــك أن العامــل ال يســتجيب كفــرد ن‬
‫وإ�ــا‬ ‫ج‬
‫ف‬
‫كعضــو ي� جموعــة هــذا مــن ج�ــة وأنــه يوجــد ب� إلضافــة إىل‬
‫رمس ي خ�ضــع ملنطــق العواطــف‬ ‫غــر ي‬‫تنظــم ي‬
‫الــرمس ي‬
‫ي‬ ‫التنظــم‬
‫ي‬
‫واالنـ تـامء مــن ج�ــة أخــرى‪.1‬‬
‫‪ .3‬ملخص حول مدرسة العالقات االنسانية‬

‫ـر�ت)‪ ،‬ديــوان املطبوعــات‬


‫ـ� (الــرواد والنظـ ي‬ ‫‪ - 1‬عبــد الكـ ي‬
‫ـر� بوحفــص‪ :‬تطــور الفكــر التنظيـ ي‬
‫الـز ئا� ‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫الامعيــة ‪ ،2017 ،‬ج‬ ‫ج‬

‫‪62‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬

‫تعقيب على نظرية العالقات اإلنسانية‬


‫غ‬
‫ب�لــر� مــن أن هــذه النظريــة جــاءت كــرد فعــل عــى أزمــة‬

‫‪63‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ة‬ ‫ت ف‬
‫«الدارة العمليــة»‪ ،‬إال نأ�ــا وافق�ــا ي� مســأل مراقبــة العمــال‬‫إ‬
‫عل�ــم‪ ،‬وإن اكن هلــا العديــد مــن املــز يا�‬‫وفــرض االنضبــاط ي‬
‫«النســان»‪،‬‬ ‫اككتشــاف التنظـ يـم غـ يـر الــرمس ت‬
‫واه�همــا ب�لعامــل إ‬ ‫ي‬
‫إال نأ�ــا اكنــت ت�ــدف أساســا إىل كيفيــة االســتفادة مــن العامل‬
‫اللفيــة إاليديولوجيــة اكنــت‬ ‫إىل أقــى حــد ممكــن ب�عـ نـى أن خ‬
‫توجــه هــذه النظريــة‪.‬‬
‫المحور الخامس‪ :‬التنظيم كسلوك‬
‫أوال‪ :‬سلم الحاجات البراهام ماسلو‬
‫ت�تكــز نظريــة احلاجــات لــدى « بأ�اهــام ماســلو « عــى‬
‫أ‬ ‫تــدرج أمهيــة احلاجــات ش‬
‫الب� يــة مــن المه إىل املهــم ســم‬
‫احلاجــات الــذي يعــد مــن أمه التقسـ يـامت للحاجات املسـ ة‬
‫ـتعمل‬
‫ن‬ ‫ن ف‬ ‫رث‬
‫بــ� مــن خــال‬ ‫ي‬ ‫وقــد‬ ‫‪،‬‬ ‫دارة‬ ‫ال‬
‫إ‬ ‫�‬ ‫ي ي‬‫املتخصصــ�‬ ‫لــدى‬ ‫ة‬ ‫بكــ‬
‫وه مــن‬ ‫معينــة‬ ‫ماعــة‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫ء‬ ‫هــذا الســم أمهيــة احلاجــة ت‬
‫لالنــام‬
‫ي‬
‫احلاجــات ذات البعــد االجـ تـام يع‪ ،‬فالفــرد العامــل بطبعه يبحث‬
‫ـر�ن‬ ‫آ‬
‫ـ� يإل�ــا داخــل التنظـ يـم وينتــج مــع الخـ ي‬ ‫عــن �ج اعــة ينتـ ي‬
‫عالقــات خمتلفــة‪.‬‬
‫أ‬ ‫ش‬ ‫ف‬
‫‪ -‬هناك تدرج ي� حاجات الب� من المه إىل املهم‪.‬‬
‫أ ف‬
‫التنظ� يه دوافع وحوافز ب�لنسبة يإل�م‪.‬‬ ‫ي‬ ‫‪ -‬حاجات الفراد ي�‬
‫ـى تعتـ بـر حوافــز للعمــال‬ ‫ـتو�ت للحاجــات والـ ت‬ ‫‪ -‬هنــاك ‪ 5‬مسـ ي‬
‫ي‬
‫‪64‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫أ‬
‫والف ـراد‪.‬‬
‫أ‬ ‫‪ -‬ث‬
‫يتأ� سلوك الفراد ب�ملنظمة وفق هرم احلاجات‪.‬‬
‫�خ‬ ‫ف‬
‫ـتو�ت‬
‫رتــب ماســلو هــذه احلاجــات ي� هــرم مــن ســة مسـ ي‬
‫أ‬ ‫مبينــا أن العمــال ال ي� ن‬
‫ك�ــم إشــباع حاجــات املســتوى العــى‬
‫يــم إشــباع حاجــات املســتوى الــذي قبــه وإشــباع‬ ‫إدا مل ت‬
‫ن‬ ‫أ‬
‫حاجــات املســتوى الد� يدفــع ب�لعامــل إىل البحــث عــن‬
‫إشــباع حاجــات املســتوى الــذي يليــه ‪.1‬‬
‫ت‬ ‫آ‬
‫ويتدرج هرم احلاجات اكل ي�‪:‬‬
‫وال�اب‪.‬‬ ‫‪ -‬حاجات بيولوجية‪:‬الطعام ش‬
‫�ن‬ ‫أ‬
‫سم وامله ي ‪.‬‬ ‫ال ي‬ ‫‪ -‬حاجات المن ج‬
‫االن�ء للجماعة واحلب‪.‬‬ ‫‪-‬حاجات ت‬
‫تقد� الذات‪.‬‬
‫‪ -‬حاجات ي‬
‫‪ -‬احلاجة للنمو والتطور‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬نظرية ‪ xX‬و ‪ y Y‬للدوافع لدوغالس ماكريغور‬
‫ت‬ ‫ين‬
‫النظريت� عىل �ليل الطبيعة إالنسانية للفرد العامل‪.‬‬ ‫‪ -‬تقوم‬
‫اف�اضات خاطئة حول الفرد‬ ‫‪ -‬حيث تقوم نظرية ‪ X‬عىل ت‬

‫‪ - 1‬عبد ي‬
‫الكر� بوحفص ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.87‬‬

‫‪65‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ف‬
‫وه أن إالنســان يكــره العمــل‬ ‫العامــل ي� إالدارة الالكســيكية ي‬
‫وكســول ‪ ،‬يو�تــاج إىل مــن يضبطــه يو�اقبــه ج‬
‫ويو�ــه‪.‬‬
‫أ‬ ‫‪ -‬أمــا ‪ Y‬فتقــوم عىل عكس ت‬
‫وىل‪:‬فالنســان‬
‫إ‬ ‫اف�اضات النظرية ال‬
‫بطبعــه حمــب للعمــل خ‬
‫وملص فيه‪ ،‬وال ي�تــاج إىل الرقابة‬
‫مل�م بتحقيق أهداف املنظمة‪.‬‬ ‫وال�ديد‪ ،‬امك أنه ت ز‬
‫ت‬
‫املد� عن الطبيعة‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫اض‬ ‫اف�‬ ‫لقــد حــاول ماكريغــور �هنة أن ت‬
‫أ ي‬ ‫ب‬
‫ف‬ ‫إالنســانية والســلوك إالنسـ ن‬
‫الوهريــة ي�‬ ‫ـا� تعتـ بـر مــن المــور ج‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ت‬
‫�ديــد أســلوب معــه ‪ ،‬واكن يؤمــن ب�ن امل�ــوم الســائد لـ إـ�دارة‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫أ‬
‫اكن مبنيــا عــى الكنســية والنظمــة العســكرية ‪ ،‬و� جهــره ي�‬
‫تأ‬ ‫البيئــة إالداريــة العرصيــة ت‬
‫مف�ضــا �ثـ يـر العوامــل السياســية‬
‫ت‬
‫واالج�عيــة واالقتصاديــة املعــارصة ‪.‬‬
‫ن ف‬
‫ـا� ي� املنظمات ال يكون‬ ‫ي‬ ‫ويؤكــد ماكريغــور أن الســلوك إالنسـ‬
‫ف‬ ‫مقيــدا ب�لطبيعــة ش‬
‫الب� يــة ‪ ،‬بــل ب�الفتقــار إللبــداع إالداري و�م‬
‫املــوارد ش‬
‫الب� ية‪.1‬‬
‫ثالثا‪ :‬نظرية ذات العاملين لفردريك هيرزبرغ‬
‫ف‬
‫تقــوم هــذه النظريــة عــى أن دوافــع العمــل تتمثــل ي� دوافــع‬
‫ت‬
‫وه‬‫أساســية (دافعــة) مثــل �قيــق الــذات واحلاجــة إلل نج�ــاز ي‬
‫عوامــل ذاتيــة مرتبطــة ب�لفــرد‪ ،‬وعوامــل ث�نوية(وقائيــة)‪ ،‬مثــل‬
‫عل امللحم ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.205-204‬‬ ‫‪ - 1‬بإ� ي ن‬
‫اه� ب� ي‬

‫‪66‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫والجور وظروف العمل ‪....‬إلخ‬ ‫أ‬
‫سياسة املنظمة‬
‫حــال وجــود العوامــل الدافعــة فالفــرد يكــون ف� حــالة‬ ‫ة‬ ‫ي�‬
‫ف‬
‫ي‬ ‫ف‬
‫غيا�ــا فــإن ذلــك‬ ‫ة‬
‫و� حــال ب‬ ‫مســتمرة مــن التحفــز للعمــل‪ ،‬ي‬
‫أ‬
‫ال يقلل من دافعية الفراد‪.‬‬
‫ث‬ ‫أ‬
‫وعــى هــذا الســاس ي�ى هـ يـر بز�غ أن الرضــا والالرضــا يــؤ�ان‬
‫أ‬ ‫ة ف‬
‫بطــرق مســتقل ي� الســلوك وهــذا لن عكــس الرضــا ليــس عدم‬
‫وإ�ــا غيــاب الرضــا ‪.1‬‬ ‫الرضــا ن‬
‫ومنــه فــإن ي�كــن خلــق دوافــع العمــل انطالقــا مــن التميـ ي ز‬
‫ـ�‬
‫ت‬ ‫آ‬ ‫بـ ي ن‬
‫ـ� عوامــل وجودهــا وعــدم وجودهــا اكل ي�‪:‬‬
‫ال� تدفع الفرد ذاتيــا للعمل واالنضباط‬ ‫العوامــل الدافعــة‪:‬وه ت‬
‫ي ي‬
‫ـد�‬‫ي‬ ‫ـ‬ ‫وتق‬ ‫ـور‬‫ـ‬ ‫والتط‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫النم‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ـال‬‫ـ‬ ‫العم‬ ‫ـبة‬‫ـ‬ ‫لنس‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫وري‬ ‫�ض‬ ‫وه‬ ‫ي‬
‫الذات‪.‬‬
‫أ‬
‫‪ -‬العوامــل الوقائيــة‪ :‬وجودهــا ي ز� يــد مــن دافعيــة الف ـراد لكــن‬
‫غيا�ــا قــد‬ ‫ـؤ� مــا دام هنــاك دوافــع أساســية ولكــن ب‬ ‫غيا�ــا ال يـ ث‬
‫ب‬
‫أ‬ ‫ش‬ ‫ف‬ ‫يــؤدي إىل الشــعور ب� ت‬
‫الغ�اب‪،‬وتتمثــل ي� إال�اف والجــور‪،‬‬
‫وظــروف العمــل‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد ي‬
‫الكر� بوحفص ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪92‬‬

‫‪67‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬

‫ـى اعتنــت بدراســة‬‫ـر�ت الســلوكية الـ ت‬ ‫امك نج�ــد الكثـ يـر مــن النظـ ي‬
‫ي‬ ‫خ‬ ‫ة ت‬
‫التنظــم ‪ ،‬كنظريــة العــدال ‪ ،‬وا�ــاذ القــرارات ‪ ،‬وديناميكيــة‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫خ‬
‫ـات‪....‬ال ‪ ،‬إال نأ�ــا تصــب ي� فكــرة جوهريــة واحــدة‬ ‫الماعـ‬ ‫ج‬
‫ف‬
‫وه الكشــف عــن طــرق احلفــز املعنــوي ي� العمــل عــى غـرار‬ ‫ي‬
‫ت‬ ‫ن ف‬ ‫ـر�ت الـ ت‬
‫اال�ــاه‪.‬‬
‫ـى ذكر�هــا ي� هــذا ج‬ ‫ي‬ ‫النظـ ي‬
‫رابعا‪ :‬ملخص ألهم طروحات االتجاه السلوكي‬

‫‪68‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬

‫‪69‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬

‫‪70‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫خامســا‪ :‬نظريــة النســق التعاونــي (تكامــل‬
‫الرســمي والغيــر رســمي)‬
‫‪ .1‬مرتكزات نظرية النسق التعاوني‬
‫ف‬
‫يعــود الفضــل لــ»شيسـ تـر ب� ن�رد» ي� التأكيد عــى ورة النظر‬
‫�ض‬
‫ـاو� ال يعتمــد عــى الســلطة الرمسيــة‬ ‫للتنظــم عــى أنــه كيــان تعـ ن‬
‫أ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫املمنوحــة للرئيــس ي� إصــدار الوامــر وال عــى ال�ديــد ب إ�صدار‬
‫ـد� ال تعتمد‬ ‫ـو�ت‪ ،‬بــل أكــد عىل أن أالســلطة احلقيقية لملـ ي‬ ‫العقـ ب‬
‫ن ف‬ ‫ف‬
‫فقــط عــى حقــه ي� إصــدار الوامــر‪ ،‬بــل رغبــة املرؤوسـ يـ� ي�‬
‫قبــول قيادتــه والتعــاون معــه‪ ،‬إذ أكد عــى أمهية التنظـ يـامت يغ�‬
‫ـرمس‪ ،‬وأنــه عــى القائــد اســتعمال‬ ‫الرمسيــة ب�لنســبة للتنظـ يـم الـ ي‬
‫احلوافــز املعنويــة جلعــل العمــال أكـرث دافعيــة ورضــا ‪ ،1‬وبنــاء‬
‫ـاو�‬ ‫عــى ذلــك فقــد اعتـ بـر � ن�رد التنظــم عــى أنــه نســق تعـ ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ب‬
‫الوانــب الرمسيــة وغـ يـر الرمسيــة عــى حــد ســواء‪،‬‬ ‫ـ� ج‬ ‫ي ج�مــع بـ ي ن‬
‫ـ�‪ ،‬فيعتمــد‬ ‫ب� إلضافــة إىل اعتبــار القيــادة مركــز النســق التنظيـ ي‬
‫ة‬
‫حماول‬ ‫عل�ــا نســق العالقــات الرمسيــة وغـ يـر الرمسيــة مــن خــال‬ ‫ي‬
‫ـ� أكـرث والء هل ت‬
‫واع�افــا بقيادتــه‪ ،‬وعــى‬ ‫القائــد جعــل املرؤوسـ ي ن‬
‫ن‬ ‫أ‬
‫«��رد» حــول العالقــات‬ ‫هــذا الســاس ي�كــن تلخيــص أفــار ب‬
‫ـ�‪:‬‬
‫والــوالء امك يـ ي‬
‫ت‬
‫ـو� ‪:‬نظريــة املنظمــة والتنظـ يـم ‪ ،‬دار وائــل للنـ شـر ‪ ،‬معــان ‪ ،‬ط‪2000 ، 1‬‬
‫‪ -1‬حممــد قــامس القريـ ي‬
‫‪ ،‬ص ‪.70‬‬

‫‪71‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ف‬
‫ـ�‪ ،‬واهلــدف مــن هــذه‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫تنظي‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫نس‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫إط‬ ‫�‬
‫‪ -‬توجــد العالقــات ي‬
‫العالقــات هــو إحــداث التــوازن والتعــاون لتحقيــق اهلــدف‪.‬‬
‫بــ� أشــال العالقــات الرمسيــة‬ ‫ن‬
‫التعــاو� ي ن‬ ‫‪ -‬ي ج�مــع النســق‬
‫ي‬
‫رمس لتحقيــق التعــاون‬ ‫الغــر‬
‫ي‬ ‫التنظــم‬
‫ي‬ ‫اك‬ ‫ب� إلضافــة إىل ش‬
‫إ�‬
‫ي‬
‫مو�ــا للقائــد ‪.‬‬ ‫وجعــل الــوالء ج‬
‫ـ� مــن خــال أســاليب التحفـ ي ز‬
‫ـ�‬ ‫‪ -‬تكســب القيــادة والء العاملـ ي ن‬
‫الغــر‬
‫التنظــم ي‬
‫ي‬ ‫وخاصــة املعنويــة اكملــدح‪ ،‬املشــاركة‪ ،‬وجعــل‬
‫رمس متصــا ب� إلدارة ت‬
‫ومع�فــا بــه‪.‬‬
‫‪ .2‬تعقيب على نظرية النسق التعاوني‬
‫ي‬
‫غــر‬
‫ي ي‬ ‫التنظــم‬ ‫أمهيــة‬ ‫عــى‬ ‫ز‬
‫كــ�‬
‫ي‬ ‫ت‬
‫ال�‬ ‫�ة‬ ‫لقــد واصــل ب� ن�رد سلســ‬
‫ـ�ه عــى التنظـ يـم واعتبــاره‬‫الــرمس داخــل التنظـ يـامت‪ ،‬لكــن ت�كـ ي ز‬
‫ئ‬ ‫ي‬
‫ـى‬ ‫نســقا قا�ــا عــى التعــاون هل مـ بـررات إيديولوجيــة أيضــا والـ ت‬
‫ي‬
‫أامسل اكحملافظــة عــى النســق والتــوازن‬ ‫ي‬ ‫ي�ــدف يإل�ــا النظــام الـر‬
‫أ‬ ‫ن‬
‫التعــاو� عــى غــرار املــدارس الخــرى‬ ‫ي‬ ‫ويتضمــن النســق‬
‫العديــد مــن الثغ ـرات اكعتبــار القيــادة مركــز النســق وأن مــا‬
‫ـاول لتكريس الســلطة‬ ‫دو�ــا ي ج�ــب أن يكــون ت�بعــا هلــا وهــذا حمـ ة‬ ‫ن‬
‫الرمسيــة وإعطــاء ش�عيــة هلــا تضمــن االســتمرارية‪.‬‬
‫المحور السادس‪ :‬التنظيم كبناء اجتماعي‬
‫أوال‪ :‬تالكــوت بارســونز التنظيــم كنســق‬
‫ا جتما عــي‬

‫‪72‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫توا�هــا‬‫ـى ج‬ ‫يواجــه التنظـ يـم الكثـ يـر مــن املشــالك الوظيفيــة الـ ت‬
‫ي ن أ‬ ‫ت‬
‫لك النســاق االج�عيــة‪ ،‬ويؤكــد ب�رسـ نز‬ ‫أ‬
‫ـلت� الوىل‬ ‫ي‬ ‫ـو� أن املشـ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫والثانيــة تنشــآن عندمــا تتنــاول الوحــدة (فــردا أو �ج اعــة أو‬
‫ن‬ ‫خ‬ ‫ً‬
‫ـلت� الثالثــة والرابعــة‪ ،‬وأن‬ ‫نســقا) مشــالكها الارجيــة أو املشـ ي‬
‫االهـ تـامم ب إ�حــدى املشكلات مــن شــأنه أن ي ز� يــد الضغــط عــى‬
‫ت‬ ‫�ة‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫الخــرى‪� ،‬شــل التاكمــل ز�داد مــع االحتيــاج إىل التكيــف‪،‬‬
‫ت‬ ‫كذلــك ت ز‬
‫ت�ايــد مشكلات دمع النمــط ب�الحتيــاج إىل �قيــق‬
‫االهــامم ب�ملشكلات‬ ‫ت‬ ‫عــى أن‬ ‫اهلــدف والعكــس حصيــح‪ ،‬ب� ن‬
‫الارجيــة‪.‬‬ ‫الوظيفيــة الداخليــة ي ز� يــد الضغــط عــى املشكلات خ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫التنظــم ي خ�تلــف عــن النســاق االج�عيــة الخــرى‪،‬‬
‫ت‬ ‫ي‬ ‫ولكــن‬
‫أ ن ت‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫ـوع‬
‫املرتبــة الوىل �ــو �قيــق هــدف نـ ي‬ ‫ا�اهــه ي�‬ ‫مــن حيــث ج‬
‫ـؤ� ف ي� البنــاء الداخــ� للنســق‪ ،‬امك يــؤ�ث‬ ‫حمــدد‪ ،‬وه خاصيــة تـ ث‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫خ‬
‫ي� عالقاتــه الارجيــة وهــو يــؤدي وظيفتــه الاصــة بــه داخــل‬ ‫خ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫موقــف أو بيئــة مكونــة مــن النســاق الفرعيــة الخــرى‪ ،‬املتفرعة‬
‫عــن النســق االجـ تـام يع العــام الــذي يوجــد فيــه التنظـ يـم‪.‬‬
‫‪ .1‬مفهوم التنظيم عند بارسونز‪:‬‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫التنظــم نســق ت‬
‫أســاس هــو �قيــق‬ ‫ي‬ ‫ــاه‬ ‫ا�‬
‫ج‬ ‫هل‬ ‫ع‬‫ي‬ ‫اجــام‬ ‫ي‬ ‫إن‬
‫هــدف مــا أو جمموعــة أهــداف و مكــون مــن أنســاق و إدارات‬
‫فرعيــة لــل نم�ــا هــدف حمــدد ‪.‬‬
‫التنظــم انــه يشــمل‬
‫ي‬ ‫اهلــدف ي�ثــل مســة أساســية مــن امست‬
‫‪73‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫الداخــ�‪.‬‬ ‫البنــاء‬ ‫و‬ ‫ارجيــة‬ ‫ال‬ ‫جانبــ� العالقــات خ‬ ‫ين‬
‫ي‬
‫اجــام يع يتشــل مــن ثالثــة‬ ‫للتنظــم كنســق ت‬ ‫ي‬ ‫الداخــ�‬ ‫البنــاء‬
‫ي‬
‫ـ�‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫املؤس‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫النس‬ ‫‪،‬‬ ‫أنســاق ‪:‬النســق إالداري ‪ ،‬النســق التق ـن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫التنظــم ي خ�تلــف عــن النســاق االج�عيــة الخــرى‪،‬‬
‫ت‬ ‫ي‬ ‫ولكــن‬
‫أ ن ت‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫ـوع‬
‫املرتبــة الوىل �ــو �قيــق هــدف نـ ي‬ ‫ا�اهــه ي�‬ ‫مــن حيــث ج‬
‫ـؤ� ف ي� البنــاء الداخــ� للنســق‪ ،‬امك يــؤ�ث‬ ‫حمــدد‪ ،‬وه خاصيــة تـ ث‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫خ‬
‫ي� عالقاتــه الارجيــة وهــو يــؤدي وظيفتــه الاصــة بــه داخــل‬ ‫خ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫موقــف أو بيئــة مكونــة مــن النســاق الفرعيــة الخــرى‪ ،‬املتفرعة‬
‫عــن النســق االجـ تـام يع العــام الــذي يوجــد فيــه التنظـ يـم‪.‬‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫ويطــور ب�رسـ نز‬
‫ـو� هــذه الفــار ليــوازي بـ يـ� القــوة أو القــدرة عىل‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫�ريــك املــوارد ي� املج ــال االقتصــادي والقــدرة السياســية ومــا‬
‫ع�ــا مــن طاقــات حمركــة للتنظـ يـم والنســق العــام‪ ،‬فتوليــد‬ ‫يتولــد ن‬
‫لأ‬
‫القــوة واممرسـ تـها هــدف عــام للغايــة ب�لنســبة ل هــداف العامــة‬
‫ن‬ ‫ف‬
‫لملجتمــع اكالنتصــار ي� احلــرب‪ ،‬وكذلــك فإ�ــا القــوة تســتخدم‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫ي� احليــاة اليوميــة لتحقيــق أكـ بـر قــدر مــن الهــداف الفرعيــة‪،‬‬
‫والقــوة مثــل الـرث وة مــورد اجـ تـام يع هــام وعــام تــوزع عــى عــدد‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫أ‬
‫كبـ يـر مــن النســاق االج�عيــة الفرعيــة مــن أجــل االســهالك أو‬
‫اسـ ثـت�ر رأس املــال‪.‬‬
‫فــل تنظـ يـم هممــا اكنــت وظيفتــه جــزء مــن السياســة‪ ،‬ومولــد‬
‫‪74‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ف‬ ‫الــى ت‬ ‫للقــوة أو القــدرة‪ ،‬امك أنــه يســتقبل القــوة ت‬
‫يــم توليدهــا ي�‬ ‫ي‬
‫ـياس‪ ،‬ويتحــدث ب�رسـ نز‬
‫ـو�‬ ‫أي‬ ‫ـتو�ت العليــا مــن النظــام السـ‬ ‫املسـ ي‬
‫ـ�‬ ‫ـ‬ ‫قي‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫نس‬ ‫ـيس‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫و�‬‫عــن ش�وط توليــد القــوة وه‪ :‬إقامــة ت‬
‫ي‬ ‫ش ي ً‬
‫ي ج�عــل هــدف التنظـ يـم م�وعــا‪ .‬تنظـ يـم معليــات االســتغالل‬
‫ف‬ ‫خ‬ ‫ت‬
‫وا�ــاذ الق ـرارات ي� التنظـ يـم ب�عتبارهــا قواعــد عامــة‪ .‬طلــب‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫خ‬ ‫ش‬
‫الــذ� تعاو�ــم‪ .‬طلــب‬ ‫ي‬ ‫املســاندة اليوميــة مــن الأ�ــاص‬
‫أ‬ ‫التهسيــات ال�ض‬
‫وه تهسيــات ماليــة ب�لدرجــة الوىل‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫وري‬
‫أ‬ ‫ويشـ يـر ب�رسـ نز‬
‫ـو� إىل أن الحـزاب السياســية أصبحــت تعكــس‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫صــورة أو شــل الـ شـرط الول‪ ،‬مــن حيــث أن هــذه الحـزاب‬
‫مبــا�ة مــع احلكومــة‪ ،‬ومــع النســق‬ ‫ش‬ ‫ا�ابيــة‬ ‫تقــم رابطــة ي ج‬ ‫ي‬
‫ـو� يشـ يـر إىل نال�ــج الــذي قدمــه‬ ‫ـو�‪ ،‬إن ت�لكــوت ب�رسـ نز‬ ‫القانـ ن‬
‫ي‬
‫ـ� بتناســق صــوري‪ ،‬فقــد تنــاول نســق القيمــة ب�عتبــار ي�ــدد‬ ‫يتمـ ي ز‬
‫و�علهــا ش�عيــة‪ ،‬امك أن القـ يـم الفرعيــة تنظــم‬ ‫أهــداف التنظـ يـم ي ج‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫يز‬
‫مياكن�مــات التكيــف‪ ،‬و�قيــق اهلــدف والتاكمــل ي� التنظـ يـم‪،‬‬
‫ن‬ ‫ث‬
‫ولك �ــط تعاقــدي اكلتوظيــف واالســت�ر ينظــم لك �ــط مــن‬ ‫ن‬
‫ن‬ ‫أ‬
‫املــوارد الوليــة‪ ،‬ولك �حيــة أو جانــب مــن جوانــب الســلطة‬
‫ن‬ ‫ً‬ ‫ة‬ ‫ش‬ ‫أ‬
‫ـواح‬‫وأخـ يـرا لك �حيــة مــن نـ ن ي‬ ‫تنظــم الجـزاء ال�عيــة الفعــال‪،‬‬
‫ن‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫إقامــة العالقــات الثابتــة املســتقرة �ــدد والء املشــر يك� �ــو‬
‫أ‬ ‫التنظـ يـم عنــد مقارنتــه ب� ت ز‬
‫الل�امــات الخرى‪( .‬اامسعيــل‪)2013 ،‬‬
‫ف‬ ‫ي�ــاول ب�رسـ نز‬
‫ـو� تعريــف التنظـ يـم بطريقــة اســتنباطية‪ ،‬ي� ضــوء‬
‫‪75‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫ت‬
‫ـى يتعـ يـ� عــى نســق اجــام يع‬ ‫ي‬ ‫�ليــل املشكلات الساســية الـ‬
‫ف‬ ‫موا� ت�ــا‪ ،‬ويلخــص لنــا ب� نز‬ ‫ج‬
‫رســو� هــذه املشكلات ي� أربعــة‬
‫أساســية يه‪:‬‬
‫‪ 1-‬التكيــف‪ :‬وتشـ يـر هــذه الوظيفــة مــن وظائــف النســق إىل‬
‫ً‬ ‫ة ت‬
‫حمــاول �قيــق التوافــق مــع البيئــة احمليطــة بــه‪ ،‬جنبــا إىل جنــب‬
‫مــع حمــاوالت تغيـ يـر بعــض عنــارص هــذه البيئــة ب�ــا ي�قــق هل‬
‫االســتمرار والنجــاح‪.‬‬
‫ا�ــاز اهلــدف‪ :‬ويعــن ي قيــام النســق بتحديــد أهدافــه‬ ‫‪ 2-‬نج‬
‫والماكنيــات لتحقيقــه‪.‬‬ ‫وتعبئــة املــوارد إ‬
‫وتنظــم جمموعــة مــن‬
‫ي‬ ‫ويشــر إىل اســتحداث‬
‫ي‬ ‫‪ 3-‬التاكمــل‪:‬‬
‫ت‬ ‫�ة‬ ‫العالقــات بـ ي ن‬
‫ـ� الوحــدات املشــل للنســق مــع �قيــق التنســيق‬
‫ف‬ ‫ن‬
‫ودمهــا ي� كيــان متفــرد‪.‬‬ ‫بي�ــا ج‬
‫الد�ومــة أو المكــون أو احلفــاظ عــى الــذات‪ :‬وتشـ يـر هذه‬ ‫‪ 4-‬ي‬
‫ة‬
‫حمــاول النســق االحتفــاظ ب�لــامن ذج الثقافــة واحلفــاظ‬ ‫الوظيفــة‬
‫ن أ‬ ‫أ‬
‫الوظيفت� الوىل‬
‫ي‬ ‫عــى ذاتــه مع مــرور الزمن‪ ،‬يو�كــن القــول ب�ن‬
‫ف‬
‫والثانيــة تظهـران عندمــا يواجــه النســق ب�شكلات خارجيــة ي�‬
‫تعالان املشــالك الداخلية‬ ‫ين‬
‫الوظيفت� الثالثة والرابعة‪ ،‬ج‬ ‫ح� أن‬‫ين‬
‫ف‬
‫للنســق‪ .‬ولكــن هنــاك ي� الوظائــف يتطلــب أداء الوظائــف‬
‫ت‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫الخــرى ي� نفــس الوقت‪ ،‬فعندما ي�اول النســق �قيق أهدافه‪،‬‬
‫‪76‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ت‬ ‫أ‬
‫فــإن هــذا المــر يتطلــب تكيفــه مــع البيئــة احمليطــة بــه و�قيــق‬
‫ف‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫التاكمــل بـ ي ن‬
‫ومكو�تــه واالحتفــاظ ب��اطــه الثقافية ي�‬ ‫ـ� وحداتــه‬
‫ـو� املتعلــق‬ ‫ازد�د التـ ت‬ ‫الارجيــة‪ ،‬كذلــك فــإن ي‬ ‫موا�ــة الضغــوط خ‬ ‫ج‬
‫�ملشكلات الداخليــة للنســق‪ ،‬يثــر ف� نفــس الوقــت مشــل�ة‬
‫ي ي‬ ‫ب‬
‫الــارج ومشــل�ة احلفــاظ عــى الــذات ومشــل�ة‬ ‫التوافــق مــع خ‬
‫نز‬ ‫لأ‬
‫إماكنيــة التحقيــق الكفــؤ ل هــداف‪ .‬ويؤكــد ب�رســو� أن لك‬
‫أ‬
‫نســق يعمــل عــى إفـراز جمموعــة مــن البنيــة الفرعيــة‪ ،‬ب�ــدف‬
‫أ‬
‫التغلــب عــى هــذه املشكلات الربعــة‪ ،‬يو�كــن ب�ملثــل دراســة‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫هــذه البنيــة الفرعيــة ي� ضــوء الربع مشكلات املذكــورة أعاله‪،‬‬
‫ً‬ ‫ويذهــب ب�رسـ نز‬
‫ـو� إىل أنــه ي�كــن أن تنصــف التنظـ يـامت تصنيفــا‬
‫نً‬
‫مقــار� مــن خــال تصنيــف التنظـ يـامت داخــل املج تمــع كلك‪،‬‬
‫ـ� عــن بقيــة‬ ‫ـو� إىل التنظـ يـم كنســق اجـ تـامع‪ ،‬يتمـ ي ز‬ ‫وينظــر ب�رسـ نز‬
‫ن تي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ـوع‬ ‫�قيــق هــدف نـ ي‬ ‫النســاق الخــرى ب�ولويــة التوجيــه �ــو‬
‫ف‬
‫التنظــامت ي� ضــوء الوظائــف‬ ‫ي‬ ‫حمــدد‪ .‬يو�كــن لنــا تصنيــف‬
‫ن‬ ‫أ‬
‫الربعــة‪ ،‬وعــى هــذا فــإن هنــاك أربعــة �ــاذج كـ بـرى للتنظـ يـامت‬
‫وه‪:‬‬ ‫ي‬
‫ت‬ ‫نز ف‬ ‫ت‬ ‫ن‬
‫التنظ�ت عند �لكوت ب�رسو� ي� عمل االج�ع‪:‬‬ ‫ي‬ ‫�اذج‬
‫ن ت‬
‫املو�ــة �ــو �قيــق أهــداف اقتصاديــة مثــل‬ ‫‪ 1-‬التنظـ يـامت ج‬
‫الــر اكت إالنتاجيــة‪.‬‬ ‫ش‬

‫‪77‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ن ت‬
‫املو�ــة �ــو �قيــق أهــداف سياســية مثــل‬ ‫‪ 2-‬التنظـ يـامت ج‬
‫ش‬ ‫أ‬
‫الحــزاب السياســية واحلكوميــة واهليئــات الت� يعيــة‪.‬‬
‫ف‬
‫والتنظــم ي�‬
‫ي‬ ‫التنظــامت التاكمليــة مثــل جأ�ــزة الضبــط‬ ‫ي‬ ‫‪3-‬‬
‫املج تمــع‪.‬‬
‫ً ف أ‬
‫‪ 4-‬تنظـ يـامت االحتفــاظ ب�لنمــوذج‪ ،‬وتتمثــل أساســا ي� ال ج�ــزة‬
‫ف‬
‫والعالميــة ي� املج تمــع‪ ،‬يو�كــن أن نــدرج دور العبــادة‬ ‫تال� بويــة إ‬
‫يق� ب�رســو�نز‬ ‫ت‬
‫التنظ�ت‪ .‬وهكذا ي‬ ‫ي‬ ‫والأرس �ت هذا النموذج من‬
‫ـا� لــل تنظـ يـم‪،‬‬ ‫تصنيفــه للتنظــامت عــى أســاس اهلــدف نال�ـ ئ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ي‬ ‫ن‬
‫ـى ب�ــذا‪ ،‬وإ�ــا �ــاول أن يصنــف التنظـ يـامت عىل‬ ‫ولكنــه ال يكتـ ف‬
‫ف‬ ‫ي‬
‫مقدم�ــا نــوع التكنولوجيــا‬ ‫ت‬ ‫أســاس عــدة متغـ يـرات أخــرى ي�‬
‫ـتو�ت الفنيــة والنظاميــة الســائدة داخــل التنظـ يـم‪.‬‬ ‫واملسـ ي‬
‫ثانيــا‪ :‬روبــرت ميرتــون والمعوقــات الوظيفيــة‬
‫فــي التنظــم‪:‬‬
‫اط للتنظـ يـم عنــد ماكــس‬ ‫ي‬ ‫الب�وق ـر‬
‫انطلــق مــن نقــذ النمــوذج ي‬
‫أ‬
‫فيـ بـر فـ يـام أامسه ب�ملعوقــات الوظيفيــة‪ ،‬أمــا فكرتــه الخــرى فتتمثل‬
‫ف‬
‫للتنظــامت ونســق الفعــل‬ ‫ي‬ ‫ي� الوظائــف الظاهــرة والاكمنــة‬
‫ئ‬
‫«م�تــون» اللــوا� الرمسيــة للتنظـ يـم‬ ‫والعالقــات‪ ،‬وقــد انتقــد ي‬
‫ـ� ف‬
‫ممـ ي ز ا ي� ذلــك بـ يـ� الوظائــف الظاهــرة إللج ـراءات والوظائــف‬
‫ن‬
‫أ‬
‫ـل�‪ ،‬أي أن وظيفــة التنظـ يـم‬ ‫ي‬ ‫الاكمنــة هــذه الخـ يـرة هلــا مدلــول سـ ب‬
‫ـى‪ ،‬وقــد ركــز‬ ‫الــرمس الصــارم ه وظيفــة ســلبية ومعــوق وظيـ ف‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫‪78‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫أ‬ ‫ف ت‬
‫«م�تــون» ي� �ليــه عــى الوحــدات املعقــدة مثــل الدوار‬ ‫ي‬
‫أ‬ ‫ت‬
‫االج�عيــة‪ ،‬والبعــاد غـ يـر الرمسيــة والعمليــات التنظيمية‪ ،‬وبعد‬
‫مع�فــا ض�نيــا بتعقيــد شــبكة العالقــات داخــل‬ ‫القـ يـم الثقافيــة ت‬
‫ت‬ ‫أ‬ ‫تأ‬
‫اال�اهــات‬ ‫التنظـ يـم و�ثـ يـر البعــاد الغـ يـر رمسيــة‪ ،‬امك تطــرق إىل ج‬
‫ت‬ ‫ف‬ ‫أ‬ ‫خ‬ ‫ش‬
‫و�صيــة الفـراد ودورهــا ي� معلية االســتجابة والفعل االج� يع‬
‫ـرورة احلاجــة‬ ‫داخــل التنظـ يـم‪ ،‬هــذا مــا دفعــه إىل االعـ تـراف بـ ض‬
‫اهلرم للســلطة‬ ‫ي‬ ‫إىل الضبــط داخــل التنظـ يـم مــن خالل التــدرج‬
‫ف‬
‫ورمسيــة العالقــات‪ ،‬وثبــات الســلوك ي� التنظـ يـم‪ ،‬وهنــا نج�ــده‬
‫�ض‬ ‫نز ف‬
‫للقــم يوجــه الســلوك‬ ‫ي‬ ‫يوافــق ب�رســو� ي� ورة وجــود نســق‬
‫أ‬
‫رمس يضمــن كســب ج�ــود الف ـراد‪.‬‬ ‫ـ� ب�يــث يكــون ي‬ ‫التنظيـ ي‬
‫ـ� عملــاء البنائيــة الوظيفيــة‪ ،‬بيد أنه‬ ‫رو�ت مرتــون مــن بـ ي ن‬ ‫يعتـ بـر ب‬
‫ف‬ ‫�ة‬ ‫ف‬
‫ين�ــج نم�جهــم ي� اســتخدام املماث ـ العضويــة ي� الدراســة‬ ‫مل ت‬
‫ً ً ت ف‬ ‫ً‬
‫تطو�‬
‫ـر� هامــا‪� ،‬ثــل ي� ي‬ ‫التحليليــة للتنظـ يـم‪ ،‬بــل قــدم تصــورا نظـ ي‬
‫نظريــة متوســطة املــدى‪ .‬وتقــوم النظريــة عــى ثــاث فم�ومــات‬
‫ف ت‬
‫–� �ليــل التنظـ يـم يه‪:‬‬ ‫واضدادهــا ي‬
‫‪ o‬الوظائف الاكمنة أو يغ� املقصودة ‪Latent or unintended‬‬
‫‪ functions‬مقابــل الوظائــف الظاهــرة‪.‬‬
‫‪ o‬املعوقــات الوظيفيــة‪ Dysfunctions‬مقابــل الوظائــف‬
‫‪.Functions‬‬

‫‪79‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫‪ o‬البدائــل الوظيفيــة ‪ Functional alternatives‬مقابــل‬
‫الــى ت�زمع أن أي جمتمــع ال يســتطيع اداء‬ ‫ي‬
‫الفرضيــة التقليديــة ت‬
‫ن‬ ‫ئ ف‬
‫وظائفــه بشــل أفضــل امم هــو قــا� ي� ظــل ا�ــاط جديــدة مــن‬
‫العالقــات‪.‬‬
‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫املث‬ ‫ـوذج‬‫ـ‬ ‫النم‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫ت‬‫م�‬
‫ي‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫انتق‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫وم‬ ‫مــن خــال هــذه ف‬
‫امل�‬
‫ي‬
‫فيــر دون رفضــه ب�لطبــع‪ .‬وقــدم‬ ‫للب�وقراطيــة عنــد ماكــس ب‬ ‫ي‬
‫ت‬ ‫ف‬ ‫ـ� ً ف‬‫ز‬ ‫ً‬
‫إهسامــا متمـ ي ا ي� جمــال �ــم البنــاء االجــام يع عامــة‪ ،‬والبنــاء‬
‫ف‬
‫ـ� خاصــة مــا ارتبــط ي� ادبيــات التنظـ يـم بنمــوذج يــدور‬ ‫ي‬ ‫التنظيـ‬
‫ن‬ ‫ف‬
‫ـ� ي� تلــك العالقــة بـ يـ� التنظـ يـم والشــخصية‪.‬‬ ‫حــواره الداخـ ي‬
‫وامم ي ج�ــدر االشــارة اليــه فـ يـام يتصــل بنمــوذج املعوقــات الوظيفيــة‬
‫غ‬
‫انــه ر� قيامــه عــى تصــورات نظريــة جمــرده ي�ثــل مهــزة الوصــل‬
‫ً ً‬ ‫بـ ي ن‬
‫ـر�ت الالكســيكية‪ ،‬واحملدثــة عندمــا قــدم تصــورا هامــا‬ ‫ـ� النظـ ي‬
‫ن ً‬
‫امب� يقيــة كثـ يـرة‬
‫اط‪ ،‬يعــد م�ــا لدراســات ي‬ ‫الب�وق ـر ي‬ ‫للتنظـ يـم ي‬
‫تناولــت التنظـ يـم فـ يـام بعــد‪.‬‬
‫‪ .1‬نموذج المعوقات الوظيفية‪:‬‬
‫ـ� حــاول يم�تــون أن‬ ‫ـ� آراء ديــوي وفبلـ ي ن‬‫المــع بـ ي ن‬
‫مــن خــال ج‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ي� بــط بـ ي ن‬
‫ـ� الفعــل واالســتجابة لفـراد التنظـ يـم ي� ظــل ظــروف‬
‫أ‬
‫متغـ يـرة‪ ،‬واســتخلص مــن ذلــك الفكــرة الرئيســية الوىل لنموذج‬
‫أ‬
‫و�ختصــار نت�ــض الفكــرة الساســية‬ ‫املعوقــات الوظيفيــة‪ .‬ب‬
‫ف‬
‫للنمــوذج عــى أن اعضــاء التنظـ يـم يســتجيبون بطريقــة ث�بتــة ي�‬
‫‪80‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ب� موقف وآخــر‪ .‬ونتيجة‬ ‫املواقــف املماثـ�ة دون مراعــاة للتغـ يـر ي ن‬
‫ف‬
‫المــود وعــدم املرونــة ي� عالقــة الفعــل واالســتجابة‪،‬‬ ‫هلــذا ج‬
‫ض‬ ‫ئ‬
‫ـا� غـ يـر رشــيدة‪ .‬وعــى مســتوى التنظـ يـم‪ ،‬أو� يم�تــون‬ ‫تنشــأ نتـ ج‬
‫ض‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫املــا� عــى أســاس مــن التدريــب‬ ‫ي‬ ‫الفعــال ج‬
‫النا�ــة ي�‬
‫ف‬
‫ـتجا�ت غـ يـر مالءمــة ي� ظــل‬ ‫واملهــارة‪ ،‬ي�كــن أن تســفر عــن اسـ ب‬
‫ـى‪)1989 ،‬‬ ‫ظــروف متغـ يـرة‪( .‬جلـ ب ي‬
‫ف‬
‫اضافــة للجمــود وعــدم املرونــة ي� عالقــة الفعــل واالســتجابة‬
‫ـ� الرشــيد‪ ،‬انتقــد يم�تــون قصــور مناقشــات‬ ‫ي‬ ‫للســلوك التنظيـ‬
‫ف‬
‫فيــر بشــأن الرشــادة والكفــاءة التنظيميــة‪ ،‬ي� توضيــح احلــد‬ ‫ب‬
‫ق‬ ‫ف ت‬
‫الــذي ي�كــن أن يبلغــه التنظـ يـم ي� �قي�مــا‪ .‬وهــذا أمــر يعــد‬
‫غـ يـر مقبــول اذ أن واقــع التنظـ يـم يقتـض ي وجــود حــدود لــل من‬
‫والـ بـرة‪ ،‬والدقــة‪ ،‬والصــدق‪ .‬وامك ينســحب هــذا القــول‬ ‫الكفايــة‪ ،‬خ‬
‫أ‬
‫التنظــم كلك ينســحب عــى الفــراد‪ .‬فعندمــا ي�ــارس‬ ‫ًي‬ ‫عــى‬
‫التنظـ يـم ا�اطــا مــن الضغــط عــى أفـراده فانــه ي�ــدث عــن قصد‬ ‫ن‬
‫ال�اهمــم بقوالــب حمــددة مــن الســلوك مــع ض�ن والءمه‬ ‫لـ ضـامن ت ز‬
‫ت‬
‫للتنظـ يـم و�قيــق أعــى درجــة مــن الرشــادة والنظــام‪ .‬مــن هنــا‬
‫تـ بـرز أمهيــة الضبــط وحاجــة االدارة املاســة اليــه حـ تـى تضمــن‬
‫ـ� مــع اماكنيــة التنبــؤ بــه‪ .‬بنــاء عــى‬ ‫ثبــات السـ تـلوك التنظيـ ي‬
‫ـ� يســتلزم اســتمرار الرقابــة واملتابعــة‬ ‫ذلــك فــان �قيــق املطلبـ ي ن‬
‫ف ي� تنفيــذ القواعــد الرمسيــة واالج ـراءات املقننــة نظاميـ ًـا‪ ،‬الــىت‬
‫ي‬
‫‪81‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ئ‬
‫رت�ــا يم�تــون (قيــاري‪،‬‬
‫النتــا� التاليــة امك ب‬
‫ج‬ ‫ســوف تفــض ي اىل‬
‫‪:)1988‬‬
‫أ‬ ‫ن‬
‫اط‬
‫وقــر ي‬ ‫الب�‬
‫التنظــم ي‬
‫ي‬ ‫غــر الرمسيــة‪ .‬لن‬ ‫ا�ســار العالقــات ي‬
‫أ‬ ‫ن‬ ‫ئ‬
‫ي�ثــل جمموعــة مــن العالقــات القا�ــة بـ يـ� الوظائــف أو الدوار‪،‬‬
‫أ‬ ‫ن أ‬
‫وتكــون االســتجابة بـ يـ� الفـراد عــى أســاس الوضــاع الرمسيــة‬
‫التنظ�‬
‫ي‬ ‫ـغلو�ا داخــل التنظـ يـم‪ ،‬يو�دث الـراع داخــل‬ ‫الـ تـى يشـ ن‬
‫ت ً‬ ‫ض ي‬
‫�ــن إطــار حمــدد �امــا‪.‬‬
‫التنظــم لقواعــد‬
‫ي‬ ‫ازد�د اســتيعاب ‪ Internalization‬أعضــاء‬ ‫ي‬
‫الــى تقــنن كوســائل لتحقيــق أهــداف‬ ‫ي‬
‫التنظــم ت‬
‫ي‬ ‫وتعلــامت‬
‫ي‬
‫ة‬
‫ا�ابية مســتقل عن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ث‬
‫املنظمــة ومــن � فــأن ذلــك ج�عــل هلا قيمــة ج‬
‫ف‬
‫أهــداف التنظـ يـم ذاتــه‪ .‬ويقصــد ب�الســتيعاب هنــا أنــه ي� ظــل‬
‫ـ�ام ب�لنظــام والشــعور القــوي بــه‪.‬‬ ‫اســتمرارية التأكيــد عــى االلـ ت ز‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫قــد ي�ــدث �ــول ي� مشــاعر الفـراد �ــو التنظـ يـم اىل االهــامم‬
‫ت‬
‫بتفصيــات مــا يقومــون بــه مــن معــل وفــق مــا �ــدده القواعــد‬
‫ث‬
‫الرمسيــة‪ .‬ومــن � تتحــول القواعــد مــن جمــرد وســائل اىل غايــة‬
‫ت‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫ي� ذا�ــا‪ ،‬و�ــدث اســتبدال الهــداف‪ .‬الــذي ي�تــب عليــه‬ ‫ي‬
‫ف‬
‫الكل� للقواعــد أن‬
‫–� ظــل التأكيــد عــى االمتثــالً واالتبــاع ي‬ ‫ي‬
‫يتواجــد الفــرد مهعــا امم ي ج�عــه قــادرا عــى الدفــاع عــن نفســه مــن‬
‫يخ ت‬
‫اليــد للقواعــد وتطويهعــا ب�ــا �ــدم �قيــق‬ ‫خــال اســتيعابه ج‬
‫الــواع ي�ى‬ ‫التحليــل‬ ‫ذلــك‬ ‫خــال‬ ‫مــن‬ ‫اصــة‪.‬‬ ‫ال‬‫أغراضــه خ‬
‫ي‬
‫‪82‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫خ‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫يم�تــون أن البنيــة التنظيميــة �مــل ي� داخلهــا مثـ يـرات اللــل‬
‫ا�فــاض الكفــاءة التنظيميــة‪ .‬ويبــدو‬ ‫الوظيـ فـى –امك تــؤدي اىل نخ‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫ي‬
‫ـى لبعــض‬ ‫هــذا االســتخالص يمل�تــون مــن خــال �ليــه الوظيـ ي‬
‫التال‪:‬‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫النح‬ ‫عىل‬ ‫‪،‬‬ ‫ـر‬
‫ب‬ ‫ـ‬ ‫في‬ ‫ماكس‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫عن‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫اطي‬ ‫ر‬ ‫وق‬ ‫الب�‬
‫ي‬ ‫ـص‬ ‫ـ‬ ‫صائ‬ ‫خ‬
‫ال‬
‫ي‬
‫(‌أ) تقسـ يـم العمــل‪ :‬قــد يــؤدي العمــل اىل ان يصبــح الفــرد غـ يـر‬
‫أ‬
‫للتنظــم‪،‬‬ ‫ي‬ ‫الفعــ� المثــل‬
‫ي‬ ‫قــادر عــى معرفــة مــا هــو اهلــدف‬
‫ت‬ ‫ض‬ ‫أ‬
‫المــر يف ـ ي اىل احســاس الفــرد ب�الغــراب ليــس فقــط معــا‬
‫يقــوم بــه مــن معــل بــل عــن التنظـ يـم كلك‪.‬‬
‫(اهل�اركيــة)‪ :‬تســتخدم الســلطة املتدرجــة‬ ‫(‌ب) تــدرج الســلطة ي‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ت‬
‫الب�وقراطيــة لتؤكــد عــى �ــم املكتــب العــى ي�‬ ‫داخــل ي‬
‫أ‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫ـتو�ت العــى‪ .‬وتؤكــد‬ ‫وتوج�ــه مــن قبــل املسـ ي‬ ‫ي‬ ‫املكتــب الد�‬
‫ن أ‬
‫(اهل�اركيــة) عــى التنســيق بـ يـ� النشــطة داخل التنظـ يـم إل نج�از‬ ‫ي‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫(اهل�اركيــة) ي� �كــز املعرفــة الفنيــة‬ ‫اهدافــه‪ .‬وتتمثــل مظاهــر ي‬
‫ً‬ ‫أ‬ ‫ق‬ ‫خ‬
‫والـ بـرة املتخصصــة عنــد �ــة التنظـ يـم ويعــد هــذا المــر مقبــوال‬
‫ف‬
‫إذا تواجــد التنظـ يـم ي� ظــروف بيئيــة مســتقرة‪ .‬أمــا إذا اكنــت‬
‫ف‬
‫الظــروف غـ يـر مســتقرة فقــد ال تتحقــق الكفــاءة التنظيميــة ي�‬
‫ف‬ ‫ق‬ ‫ـال ت�كــز خ‬ ‫حـ ة‬
‫(اهل�اركيــة)‪ .‬ي� هــذه‬ ‫الـ بـرة املتخصصــة عنــد �ــة ي‬
‫ف‬ ‫ـال قــد ي�ــدث خلــل وظيـ ف‬ ‫احلـ ة‬
‫ـى مــن خــال ارصار مــن مه ي�‬ ‫ي‬
‫أ‬ ‫ق‬
‫�ــة التنظـ يـم عــى وجــوب الــوالء هلــم واالمتثــال لوامــرمه مــن‬
‫ن ف‬
‫ـتو�ت التنظيمية‪( .‬جليغــم‪)2009 ،‬‬ ‫قبــل مــن مه دو�ــم ي� املسـ ي‬
‫‪83‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫املثــال‬ ‫فيــر‬ ‫ــوذج‬ ‫�‬ ‫(‌ج) القواعــد املج ــردة‪ :‬مــن فرضيــات ن‬
‫ي‬ ‫ب‬
‫للب�وقراطيــة‪ ،‬أن القواعــد تتواجد لتغىط �ج يع املواقف املمكنة‬ ‫ي‬
‫ـى قــد تظهــر فـ يـام بعــد‪ .‬وأن لــل موقــف أســاليبه املفروضــة‬ ‫الـ ت‬
‫أ‬ ‫خ‬ ‫ت‬ ‫ي ً‬
‫نظاميــا ب�يــث تقلــل مــن فــرص ا�ــاذ الف ـراد لق ـرارات غـ يـر‬
‫ً‬
‫رشــيدة‪ .‬اال انــه قــد تظهــر مواقــف يطــوع يف�ــا القواعــد وفقــا‬
‫ف‬
‫ملــا تتيحــه هل حريــة التــرف ي� تلــك املواقــف‪ .‬فقــد يســتخدم‬
‫الفــرد تلــك القواعــد مكظ ـ�ة واقيــه هل يدافــع ب�ــا عــن موقفــه‪،‬‬
‫ف‬ ‫ض‬ ‫ً‬ ‫أو قــد يلـ ت ز‬
‫ـ�م ب�ــا حرفيــا إذا اقتضــت الــرورة ذلــك‪ .‬ي� هــذه‬
‫ف‬
‫ـال‪ ،‬يكــون الفــرد امــام ثــاث بدائــل ي� ج‬ ‫احلـ ة‬
‫موا�ــة املوقــف‪،‬‬
‫أ‬
‫البديــل الول‪ ،‬أن يســتخدم الفــرد مــن القواعــد مــا قــد يناســب‬
‫ـا� أن ي�يــل الفــرد املشــل�ة اىل رئيســه‬ ‫أي‬
‫املوقــف‪ .‬والبديــل الثـ ن‬
‫خت‬ ‫املبـ ش‬
‫ـا�‪ .‬امــا البديــل الخـ يـر أن يبــادر الفــرد ب��ــاذ الق ـرار –‬
‫–ملوا�ــة املوقــف‪ .‬وال ي خ�لو الترصف‬ ‫ج‬ ‫و�ــة نظره‬ ‫املناســب مــن ج‬
‫أ‬
‫و�ــة نظــر يم�تــون –مــن حــدوث معوقــات‬ ‫خــر –مــن ج‬ ‫ال ي‬
‫وا�فــاض الكفايــة التنظيميــة‪( .‬حممــد‪2009 ،‬؛ حممــد‪،‬‬ ‫وظيفيــة نخ‬
‫‪)2009‬‬
‫ثالثــا‪ :‬فليــب ســلزينيك واألبعــاد الغيــر‬
‫الرســمية داخــل النســق التنظيمــي ‪:‬‬
‫ت‬ ‫ز‬ ‫ف‬
‫املمــ�ة ي‬
‫الــى قــام ب�ــا فيليــب ســيلزنيك حــول‬ ‫ي� الدراســة ي‬
‫اليــار املشـ تـرك عــى أنــه‬
‫ســلطة مدينــة تينيــ�‪ ،‬قــام بتعريــف خ‬
‫ي‬

‫‪84‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ف‬
‫الديــدة ي� هيــل القيــادة أو وضــع‬ ‫«اســتيعاب العنــارص ج‬
‫ت‬
‫السياســات ي� املنظمــة كوســيل للحــد مــن ال�ديــدات ج‬‫ة‬ ‫ف‬
‫املو�ــة‬
‫ضــد اســتقرارها أو تواجدهــا»‪ ،‬وقــد قــام بتعريــف ي ن‬
‫نوعــ�‬
‫ـ�‪ ،‬مهــا‪ :‬النــوع الــرمس والنــوع غـ يـر الــرمس‪ .‬خ‬
‫فاليــار‬ ‫ن�وذجيـ ي ن‬
‫ي‬ ‫ً ي‬
‫مع�فــا بــه مــن العامــة‪ ،‬ويـ تـم القيــام بــه‬ ‫املشـ تـرك الــرمس يكــون ت‬
‫ي‬
‫ـبب�‪ :‬عندمــا تكــون ش�عيــة املنظمــة أو القيــادة‬ ‫مــن أجــل سـ ي ن‬
‫الهــة احلامكــة أو معــل قنــوات يعتمــد‬ ‫حمــل شــك مــن قبــل ج‬
‫ف‬
‫و�‬
‫عل�ــا مــن أجــل االتصــاالت إالداريــة والتوجيــه إالداري‪ .‬ي‬ ‫ي‬
‫ـرمس الســلطة الفعليــة‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ك‬ ‫ـر‬‫اليــار املشـ ت‬ ‫الغالــب‪ ،‬ال يشــارك خ‬
‫ي‬
‫مــع مــن ت� اختيــارمه بشــل مشـ تـرك‪ ،‬ولكنــه يشــارك مســؤولية‬
‫اليــار املشـ تـرك غـ يـر‬ ‫الســلطة‪ .‬وقــد قــام ســيلزنيك بتعريــف خ‬
‫ن‬ ‫أ‬
‫ـدد� أو ملج موعــات حمددة‬ ‫ـرمس عــى أنه اســتجابة لفـراد حمـ ي‬ ‫الـ ي‬
‫ـال إىل حصــول الطــرف‬ ‫ـد� املــوارد الالزمــة‪ ،‬بو�ــا يــؤدي ب�لتـ ي‬ ‫تـ ي‬
‫ـ�‪ .‬يو�كــن‬ ‫ـ‬ ‫الفع‬ ‫ـر‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫التأث‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ك‬ ‫ـر‬‫ت‬ ‫ـ‬ ‫مش‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫بش‬ ‫ـاره‬‫ـ‬ ‫اختي‬ ‫ـم‬‫الــذي يـ ت‬
‫ي‬
‫ـال‪ ،‬فــإن‬ ‫ـ‬ ‫لت‬ ‫و�‬
‫ب‬ ‫ـلطة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫عي‬ ‫�‬ ‫أن يقــوض إالق ـرار العــام مــن ش‬
‫ي‬
‫املنظمــة ي�كــن أن ت�تنــع عــن إالقـرار ب�ــذه العالقــة غـ يـر الرمسية‬
‫أمــام العامــة‪.‬‬
‫تنظ�ت يغ� رمسية‪،‬‬ ‫ي‬ ‫رمس إال وتنبثق عنــه‬
‫ي‬ ‫تنظ�‬
‫ي‬ ‫ي�ى أنــه مــا مــن‬
‫أ‬ ‫ت‬
‫فقــد انصــب �ليــل « فليــب ســيلزنيك» عــى البعــاد الغـ يـر‬
‫والماعــات داخــل التنظـ يـم امم يفــرض �ض ورة‬
‫رمسيــة للعالقــات ج‬
‫‪85‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫تفويــض الســلطة‪ ،‬هــذه الخـ يـرة اهلــدف م�ــا تغييــب احــامل‬
‫أ‬
‫الفعــال والســلواكت الغـ يـر رمسيــة‪ ،‬فتفويــض الســلطة يــؤدي‬
‫ف‬ ‫ن‬ ‫ئ‬
‫ـا� مــن شــأ�ا أن تهســم ي� جحــب الفــوارق واالختالفــات‬ ‫ج‬ ‫إىل نتـ‬
‫ف أ‬ ‫ت‬ ‫ف أ‬
‫ي� الهــداف التنظيميــة و�قــق الفعاليــة ي� الداء‪ ،‬وهنــا نج�ــد‬
‫ـ� أمهيــة ض�نيــة لــدور القـ يـم الثقافية الغـ يـر رمسية‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫يع‬ ‫يك‬ ‫سـ نز‬
‫ـلي�‬
‫داخــل التنظـ يـم ‪.‬‬
‫المحور السابع‪ :‬منظور الصراع في التنظيم‬
‫يتفــق الرصاعيــون عــى �ج ــ�ة مــن مبــادئ وأفــار رصاعيــة‬
‫الــى ش‬
‫نعي�ــا يه حيــاة‬ ‫مشــر كة وه أن احليــاة ت‬
‫االج�عيــة ت‬ ‫ت‬
‫ي‬ ‫أ‬ ‫ي‬
‫والماعــات واملج تمعــات‪ ،‬وأثنــاء‬‫يتفاعــل خالهلــا الفــراد ج‬
‫�ة‬ ‫ن أ‬
‫بــ� الطــراف املتفاعــ ‪ .‬إن هــذه‬ ‫التفاعــل ي أ�ــدث الــراع ي‬
‫الفكــرة الساســية حــول نظريــة ال ـراع تنطبــق عــى حــال‬
‫التنظــامت‪ ،‬حيــث ي�كننــا احلديــث عــن أشــال العالقــات‬‫ي‬
‫التنظــامت‪.‬‬
‫ي‬ ‫الــى يفرزهــا الــراع داخــل‬‫والــوالء ت‬
‫ي‬
‫أوال‪ :‬كارل ماركس وفكرة الصراع التنظيمي‪:‬‬
‫ـ� عنــد اكرل ماركــس‬ ‫اج�عيتـ ي ن‬
‫ـ� ت‬ ‫ـ� طبقتـ ي ن‬ ‫إن فكــرة الـراع بـ ي ن‬
‫ر�يــة طاملــا هنــاك مــن ي�تلــك الــرث وة ومــن ال‬ ‫ه حتميــة ت� ي خ‬
‫أ ت‬ ‫أ‬ ‫ي‬
‫ـا� يشـ قـى مــن اجــل الول و�قيــق‬ ‫ي‬
‫ي�تلهكــا‪ ،‬فــالول ي�لــك والثـ ن‬
‫ـ� يه عالقــة جدليــة رصاعيــة‪،‬‬ ‫ـ� االثنـ ي ن‬ ‫مصاحلــه‪ ،‬فالعالقــة بـ ي ن‬
‫نظ ـرا لكــون املالــك يســى لتكريــس ســيطرته والعامــل التابــع‬
‫‪86‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫يســى لفــك قيــود التبعيــة واالســتغالل‪ ،‬إن هــذه الفكــرة‬
‫التنظــامت‬
‫ي‬ ‫حس�ــا عــى واقــع‬
‫الوهريــة عنــد ماركــس ي�كــن ب‬ ‫ج‬
‫مــن خــال املســمات التاليــة‪:‬‬
‫ـ� واملنظمــة هــو الـراع ‪ ،‬امم‬ ‫ـ‬ ‫التنظي‬ ‫ـلوك‬ ‫ـ‬ ‫للس‬ ‫‪ -‬احملــرك احلقيـق‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫يــؤدي إىل تغيــر ئ‬
‫دا� انطالقــا مــن املــوارد املاديــة للتنظـ يـم وهــدا‬ ‫ي‬
‫وأر�ب العمــل‪.‬‬‫ـ� العمــال ب‬ ‫ي ج�عــل العالقــة جدليــة بـ ي ن‬
‫ئ‬
‫‪ -‬العالقــات داخــل التنظـ يـم يه عالقــات رصاع دا� ومســتمر‬
‫وحتــ� دافعــه وجــود إدارة ومالــ� وســائل ومعــال ت�بعـ ي ن‬
‫ـ�‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ـ� هل بعــد مــادي وجــود مــوارد ن�درة داخــل‬ ‫‪ -‬ال ـراع التنظيـ ي‬
‫عل�ــا‪ ،‬امم يكــرس العالقــات‬ ‫التنظـ يـم‪ ،‬يســى الطرفــان للحصــول ي‬
‫الماعــات املتصارعــة‪.‬‬ ‫الرصاعيــة ويقــوي العالقــات داخــل ج‬
‫امل�ــور‬ ‫‪ -‬يفــرز الـراع التنظيــ� أشــاال مــن الــوالء‪ ،‬فالعامــل ق‬
‫ي‬
‫مــن طــرف إالدارة يكــون والءه جلماعــة غـ يـر رمسيــة تدافــع عنه‪،‬‬
‫أمــا ذوي النفــوذ والســلطة فــوالؤمه يكــون لـ إـ�دارة وهــذا دافعــه‬
‫ت‬
‫وملكي�ــم‪.‬‬ ‫قو�ــم وسـ ت‬
‫ـيطر�م‬ ‫املصلحــة الـ تـى تكــرس ت‬
‫ي‬
‫ثانيــا‪ :‬كارل منهــا يــم (صــراع القيــم واالتجاهــات‬
‫داخــل التنظيــم)‪:‬‬
‫عــى عكــس «ماركــس» ذهــب ن‬
‫«م�ـ يـا�» إىل اعتبــار الـراع‬
‫لــو� فالــراع ي ن‬
‫بــ�‬ ‫ي�ــدث نتيجــة للبعــد‬
‫واليديو ج ي‬ ‫القيــ� إ‬
‫ي‬
‫‪87‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫وبــ� جيــل الشــباب‬ ‫والطو�ئيــة مــن ج�ــة‪ ،‬ي ن‬
‫ب‬ ‫إاليديولوجيــة‬
‫ـ� الفئــات‬ ‫والكبــار مــن ج�ــة أخــرى‪ ،‬إضافــة إىل الرصاعــات بـ ي ن‬
‫التغــر‬
‫ي‬ ‫واحلــراكت السياســية والدينيــة يه ظواهــر تــؤدي إىل‬
‫االجـ تـام يع‪ ،‬يو�كــن اســتخراج بعــض املســمات من هــذه الفكرة‬
‫ـ�‪:‬‬‫حــول التنظـ يـم امك يـ ي‬
‫واليديولوجيــات امم‬ ‫للقــم إ‬‫التنظــم هــو والء ي‬
‫ي‬ ‫‪ -‬الــوالء داخــل‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫القــم‪ ،‬امك أن‬
‫يــؤدي إىل الــراع ي� حــال االختــاف ي� هــذه ي‬
‫هــذا الشــل مــن الـراع اهلــدف منــه إحــداث تغيـ يـر داخــل‬
‫التنظـ يـم تســى إليــه لك �ج اعــة‪.‬‬
‫‪ -‬وجــود فئــات و�ج اعــات داخــل التنظـ يـم مــع اختــاف القـ يـم‬
‫أ‬
‫يــؤدي إىل رصاع ففكــرة رصاع الجيــال ي�كــن قياهســا داخــل‬
‫ـ� العمــال القــداىم والشــباب ‪.‬‬ ‫التنظـ يـم بـ ي ن‬
‫ثالثــا‪ :‬رالــف داهرنــدروف (صــراع الســلطة‬
‫و ا لنفــو ذ ) ‪:‬‬
‫ة‬ ‫ف‬
‫ركــز «داهرنــدروف» أفــاره حــول الـراع‪ ،‬ي� مســال الـراع‬
‫وأر�ب‬
‫ـ� العمــال ب‬ ‫داخــل املؤسســات الصناعيــة‪ ،‬لكــن ليس بـ ي ن‬
‫العمــل امك اعتقدهــا ماركــس‪ ،‬امك أن طبيعــة الـراع ليســت عىل‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫أســاس مــادي وإ�ــا شــل الـراع يكــون بـ يـ� العمــال والطبقة‬
‫ـد�ي املشــاريع» عــى أســاس القــوة والنفوذ‪،‬‬ ‫التكنوقراطيــة «مـ ب‬
‫امم يؤكــد عــى أن خلفيــة الــراع داخــل املنظمــات حســب‬
‫‪88‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ة‬ ‫ف‬
‫«داهرنــدروف» تتمثــل ي� مســأل الســيطرة واملاكنــة ومعومــا‬
‫ف‬
‫الوهريــة‬ ‫ي�كــن بنــاء بعــض املســمات ي� ضــوء هــذه الفكــرة ج‬
‫«لداهرنــدروف»‪:‬‬
‫والتنظيــ� للجماعــات والفئــات املهنيــة‬ ‫ع‬ ‫ت‬
‫االجــام‬ ‫‪ -‬الوضــع‬
‫في‬ ‫ي‬
‫التنظــم‬
‫ي‬ ‫وعامــل القــوة والنفــوذ يتحــم ي� العالقــات داخــل‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫والــى تظهــر ي� شــل الــراع‪.‬‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت أ‬
‫الوظي�‪،‬‬
‫ي‬ ‫‪ -‬يتحــدد والء وانــامء الفـراد حســب ماكن�م ي� الســم‬
‫ـد� ي ن� والرؤســاء يكــون انـ تـامؤمه‬ ‫فأحصــاب املراكــز القياديــة واملـ ي‬
‫ـ� وأحصــاب‬ ‫للطبقــة التكنوقراطيــة «النخبــة» ‪ ،‬أمــا التنفيذيـ ي ن‬
‫�ج‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫املراكــز الدنيــا ي� التنظـ يـم فيتشــلون ي� اعــات غـ يـر رمسيــة‪.‬‬
‫ـ� النخبــة‪ ،‬وطبقــة العمــال الضعيفــة‬ ‫االج�عيــة بـ ي ن‬‫‪ -‬العالقــة ت‬
‫مــن حيــث النفــوذ والقــوة يه عالقــة رصاع‪.‬‬
‫وتقي�‪:‬‬
‫نقد ي‬
‫ف ت‬ ‫أ‬
‫أضفــت النظريــة الرصاعيــة بعــض الفــار ي� �ليــل بنــاء‬
‫ت‬
‫العالقــات والفعــل االجـ تـام يع داخــل التنظـ يـم مــن خــال ج�اوز‬
‫فكــرة الثبــات واالســتقرار والتعــاون‪ ،‬والتأكيــد عــى عالقــات‬
‫ف‬ ‫انــامءات‪ ،‬ن‬ ‫الــراع ومــا تفــرزه مــن ت‬
‫لك�ــا ب�لغــت ي� اعتبــار‬
‫ـى احـ تـامل وجــود‬ ‫التنظــم قـ ئـا� عــى عالقــات الـراع بشــل ينـ ف‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫دا�ــا يكــون‬‫ـ� أفـراد التنظــم‪ ،‬امك اعتــرت أن الـراع ئ‬ ‫تعــاون بـ ي ن‬
‫ب‬ ‫ي‬
‫‪89‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ت‬ ‫ن أ‬ ‫ين‬
‫طبقتــ� الوىل �لــك القــوة والنفــوذ والثانيــة ضعيفــة‬ ‫ي‬ ‫بــ�‬
‫تســى للخــروج مــن الشــقاء‪ ،‬فملــاذا تظهــر بعــض أشــال‬
‫ـ�‬ ‫ـ‬ ‫ومال‬ ‫ـادات‬
‫ـ‬ ‫القي‬ ‫الـراع داخــل الطبقــة الواحــدة‪ ،‬مثــا بـ ي ن‬
‫ـ�‬
‫ي‬
‫ـ� العمــال؟‬‫املؤسســات وحـ تـى بـ ي ن‬
‫رابعا‪ :‬نظرية التنظيم في الفكر الخلدوني‬
‫ليــس اهلــدف مــن إدراج هــدا املنظــور هــو حــم مســبق ملــدى‬
‫التنظــامت اليــوم مــن‬
‫ي‬ ‫اللدونيــة لواقــع‬‫مطابقــة التحليــات خ‬
‫أ‬
‫ـاس هــو الوقــوف عنــد م نعتـ بـره‬ ‫عدهمــا ولكــن الغــرض السـ ي‬
‫«ا� خلــدون»‬ ‫مســمات تصلــح مكقاربــة نطريــة‪ ،‬فلقــد حــاول ب ن‬
‫مــن خــال عــم العمـران البـ شـري أن يقــدم لنــا دراســة وافيــة‬
‫ف‬ ‫للظاهـرات ت‬
‫االج�عيــة والعالقــات الـ ت‬
‫ـى اكنــت ســائدة ي� زمانــه‬
‫ت‬ ‫ي غ‬ ‫ف‬
‫و�لــر� مــن أن �ليــات‬ ‫ـر� خاصــة‪ ،‬ب‬ ‫ي� منطقــة املغــرب العـ ب ي‬
‫ـدول والسياســة‬ ‫«ا� خلــدون» حــول العصبيــة والعالقــات والـ ة‬ ‫بن‬
‫ـدول واملج تمع»‬‫اكنت عىل مســتوى املاكروسوســيولوجيا «أي الـ ة‬
‫خ‬ ‫ت‬
‫معومــا إال أنــه أفــاره و�ليالتــه تشــمل أيضــا متلــف الوحدات‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫احلــال خاصــة ي�‬ ‫ي‬ ‫الصغــرى اكملنظمــة االقتصاديــة ي� وقتنــا‬
‫ال ـز ئا�‪.‬‬
‫ج‬
‫‪ -1‬العصبية أساس السلطة والعالقات داخل المنظمة‬
‫«ا� خلــدون» حــول العصبيــة أساســا مــن‬ ‫تنطلــق فكــرة ب ن‬
‫ق‬
‫ـيا�ا الزمـن‬ ‫ـو� الـ ة‬ ‫عوامــل تكـ ي ن‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـية‪،‬وفق‬
‫ـ‬ ‫السياس‬ ‫ـلطة‬
‫ـ‬ ‫والس‬ ‫ـدول‬
‫وتنظ�‬
‫ي‬ ‫ـ� أن غاية التعاون يه إشــباع احلاجات‬ ‫والبنيــوي‪ ،‬امك بـ ي ن‬
‫‪90‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ة‬ ‫ن‬ ‫ض‬
‫شــؤون املج تمــع‪ ،‬ويــو� با� خلــدون كيــف أن الــدول تتطــور‬
‫مــن خــال احملافظــة عــى العصبيــة مــن البــداوة إىل احلضــارة‬
‫ن‬ ‫ف ت‬
‫‪ ،‬ودون احلاجــة إىل التفصيــل ي� �ليــات با� خلــدون حــول‬
‫هــذه الفكــرة فإننــا سـرن كز كيــف ي�كــن «للعصبيــة» أن تفــر‬
‫الز ئا� يــة اليــوم؟‬ ‫لنــا واقــع املنظمــة االقتصاديــة ج‬
‫ـد�ن‬ ‫ف‬
‫إن منطلقنــا ي� ذلــك ي�تكــز عــى مــا ذهــب إليــه «نــور الـ ي‬
‫حقيــق ي » ي� أن مصــدر الســلطة السياســية مــن ج‬ ‫ف‬
‫و�ــة نظــر‬
‫«ا� خلــدون» وامك اكن ســائدا ي�تكــز عــى العصبيــة والســلطة‬ ‫بن‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫االج�عيــة ي�‬ ‫السياســية تظهــر نتيجــة لكــون العالقــات‬
‫أ‬
‫والمــدادات‬ ‫العمـران‪ ،‬تســتلزم تنظـ يـام أو جمموعــة مــن الدوات إ‬
‫أ‬
‫املؤسســية‪ ، 1‬فــإذا ســقنا هــذا الكلام عــى املنظمــة نج�ــد ب�ن‬
‫ف‬
‫ـرمس لملنظمــة واملتمثــل ي� الســلطة الرمسيــة للقائــد‬ ‫ي‬ ‫التنظـ يـم الـ‬
‫ت‬ ‫يفـ ت‬
‫ـ� هــذه‬ ‫ي‬ ‫ـ‬‫�‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫حميط‬ ‫ـاف‬ ‫ـ‬ ‫أح‬ ‫ـود‬ ‫ـ‬ ‫وج‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـتمد‬ ‫ـ‬ ‫تس‬ ‫أن‬ ‫ض‬ ‫ـر‬
‫والت� يعــات الداخليــة‪.‬‬ ‫ـ� ش‬ ‫الســلطة ب� إلضافــة إىل القوانـ ي ن‬
‫إن الســلطة داخــل املنظمــة تظهــر نظـرا حلاجــة التنظـ يـم لبلــوغ‬
‫ت‬ ‫ث‬ ‫أهــداف معينــة تقتـض‬
‫م‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العصبي‬ ‫إن‬ ‫�‬ ‫ـات‬
‫ـ‬ ‫العالق‬ ‫ـم‬‫ي‬ ‫ـ‬ ‫تنظ‬ ‫ي‬
‫الســلطة داخــل التنظـ يـم مــن خــال نســق القرابــة والعصــب‬
‫ث‬ ‫ت ت‬
‫ال� �يط بصاحب السلطة‪ � ،‬إن وجود‬ ‫والتحالفات ي‬
‫خ‬
‫‪:‬اللدونيــة (العلــوم ت‬
‫االج�عيــة وأســاس الســلطة السياســية ) ت‪��،‬ج ــة‬ ‫ق‬ ‫‪1-‬نــور الـ ي ن‬
‫ـد� حقي ـ ي‬
‫‪،‬بــروت ‪ ،‬ط‪ ، 1983 ، 1‬ص ‪.29‬‬ ‫إليــاس خليــل ‪،‬منشــورات عويــدات ي‬

‫‪91‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ت‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫ـى هلــا أهــداف‬
‫الماعــات فالغـ يـر رمسيــة والـ ي‬
‫الحــاف ي� شــل ج‬
‫حمــددة غالبــا مــا تكــون حمصــورة ي� البحــث عــن الســلطة‬
‫واملناصــب مــن خــال الـراع واملغالبــة يعـ بـر عــن أن املنظمــة‬
‫ت‬
‫قــد ج�تمــع يف�ــا عصبيــات كثـ يـرة امم يــؤدي إىل دوران العصــب‬
‫أ‬
‫أي زوال الســلطة الوىل وحلــول ســلطة أخــرى ب�لــف وعصبية‬
‫«ا� خلــدون» بــدورة حيــاة‬ ‫جديــدة‪ ،‬وهــذا مــا عــرف عنــد ب ن‬
‫ـدول‪ ،‬لكــن هــل املنظمــة االقتصاديــة ه تعبـ يـر عــن حـ ة‬
‫ـال‬ ‫الـ ة‬
‫ي‬ ‫ف‬
‫ة‬ ‫ن‬
‫البــداوة أم احلضــارة؟ الشــك ي� أ�ــا تعـ بـر عــن حــال احلضــارة‬
‫لكــن كيــف تصــل يإل�ــا عصبيــة البــداوة الريفيــة؟‬
‫واج�عيــة ف�جــرة اليــد العام ـ�ة‬ ‫هــذا الواقــع هل خلفيــة ثقافيــة ت‬
‫مــن الريــف إىل املدينــة جعــل املنظمــة تســتقبل نوعــا جديــدا‬
‫�ة ف‬
‫مــن الثقافــة املتمث ـ ي� الثقافــة الزراعيــة «املعــاش» والــوالء‬
‫ث‬ ‫آ‬
‫للقرابــة والتضامــن ال يل‪ ،‬وهــذا يــؤ� عــى املنظمــة مــن خــال‬
‫الز ئا�ي‬‫الهــات وثقافة الريــف إذ أن املج تمــع ج‬ ‫دخــول عصبيــة ج‬
‫ـال البــداوة «الريــف»‬ ‫فالنتقــال مــن حـ ة‬ ‫ـى بــدوي ‪ ،‬إ‬ ‫أصــه ريـ ف‬
‫ي‬
‫القــم الثقافيــة‬
‫ي‬ ‫بعــض‬ ‫جعــل‬ ‫«املدينــة»‬ ‫احلضــارة‬ ‫ة‬
‫حــال‬ ‫إىل‬
‫ن‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫�افــظ عــى سـ يـرور�ا لكــن هــذا ال يعـ ي أن أســاس الســلطة‬
‫ئ‬
‫التنظيميــة دا�ــا هــو العصبيــة‪.‬‬
‫‪ -2‬العصبية وأنماط الفعل التنظيمي‬
‫أ‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫غ‬
‫«ا� خلــدون» ب�ن التضامن والتعاون‬ ‫عــى الــر� من اعــراف ب‬
‫‪92‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫أ‬ ‫بد�يــات صــور احليــاة ت‬
‫االج�عيــة الوليــة‪ ،‬مــن خالل‬ ‫هــو مــن ي‬
‫�ض‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ش‬
‫ويع�‬
‫ـا� وري‪ ،‬ب‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫نس‬ ‫ال‬
‫إ‬ ‫ع‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫«االج‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫املقدم‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫ة‬‫ـر‬ ‫ي‬ ‫ـ‬‫ال�‬ ‫مقولتــه‬
‫ـد� بطبعــه‪ ..‬فالبــد مــن‬ ‫«النســان مـ ن‬ ‫احلكماء عــى هــذا بقوهلــم إ‬
‫ي‬
‫اجـ تـامع القــدر الكثـ يـر مــن أبناء جنســه ليحصل هلــم القوت وهل‪،‬‬
‫فيحصــل هلــم ب�لتعــاون قــدر الكفايــة مــن احلاجــة» ‪ .‬إال أنــه‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ركــز عــى دور العصبيــة ي� بنــاء وتوجيــه الــوالءات‪ ،‬ي� ســياق‬
‫�ة ف‬
‫حديثــه عــن العصبيــة املتمث ـ ي� الــوالء للقرابــة الدمويــة‪ ،‬إال‬
‫ة‬ ‫ف‬
‫أن أمهيــة هــذه الفكــرة تمكــن ي� قيــام الــدول‪ ،‬فقــد ربــط احلــم‬
‫ئ‬ ‫ف‬
‫ب�لعصبيــة ي� قــوهل ‪»:‬وذلــك أن الر�ســة ال تكــون إال ب�لغلــب‪،‬‬
‫والغلــب نإ�ــا يكــون ب�لعصبيــة‪. »2‬وهــذه الفكــرة تطرقنــا يإل�ــا‬
‫ســابقا مــن خــال حديثنــا عــن كــون الســلطة التنظيميــة تعتمد‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫عــى الحــاف داخــل التنظـ يـم‪ ،‬والواقــع أن هــذه الحــاف ي�‬
‫أ‬
‫الماعــات داخــل املنظمــة تعتمــد يه الخــرى عــى‬ ‫صــورة ج‬
‫والهــة أو‬ ‫واحل ج‬ ‫الــوالءات أي الــوالء للقرابــة وأبنــاء العمومــة ي‬
‫املصلحــة ولكهــا تعـ بـر عــن صــور العصبيــة‪ ،‬ويعـ بـر الــوالء عــن‬
‫الماعــات التنظيميــة‬ ‫التحالــف ضــد تال�ديــدات نظـرا حلاجــة ج‬
‫أ‬ ‫ئ‬ ‫ن ت‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫و�ــد ب�ن‬ ‫املنضــو� �ــت لوا�ــا‪ ،‬نج‬ ‫ي‬ ‫حلمايــة أهدا�ــا والفــراد‬
‫ف‬ ‫بن‬
‫«ا� خلــدون» ركــز ي� حديثــه عــن الــوالء عــى عامــل القرابــة‬
‫ف‬
‫ي� قــوهل «ومــن هــذا البــاب الــوالء واحللــف إذ نعــرة لك أحــد‬
‫ت‬ ‫لأ‬
‫ال� تلحــق النفس مــن إهتضام‬ ‫عــى أهــل والئــه وحلفــه ل لفــة ي‬
‫‪93‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫قري�ــا أو نسـ بـي�ا بوجــه مــن وجــوه النســب‪ ،3‬فيصبح‬ ‫جارهــا أو ب‬
‫ت‬ ‫دافــع الــوالء هــو االلـ ت ز‬
‫إ�ــاه القرابة الدمويــة‪ ،‬ولكن‬ ‫ـ�ام الفطــري ج‬
‫أشــال الــوالء داخــل املنظمــة ال تعتمــد عــى متغـ يـر القرابــة‪،‬‬
‫فــام‬ ‫ذلــك‬ ‫ــال‬ ‫�ج‬ ‫إ‬ ‫كــن‬ ‫�‬ ‫ومعومــا‬ ‫أخــرى‬ ‫عوامــل‬ ‫ـاك‬‫ـ‬ ‫هن‬ ‫ــا‬ ‫ن‬
‫وإ�‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ـ�‪:‬‬ ‫يـ ي‬
‫‪ -‬يكــون الــوالء للســلطة الرمسيــة داخــل التنظـ يـم لوجــود ص ـ�ة‬
‫ف‬ ‫قرابــة أو ج�ــة بـ ي ن‬
‫ـ� القائــد ي� إالدارة والعمــال فملكــا زاد عــدد‬
‫ـ� للقائــد ملكــا قويــت شــوكة الســلطة التنظيميــة ‪.‬‬ ‫املوالـ ي ن‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫غــر رمسيــة ي� صــورة أحــاف ج�مــع‬ ‫‪ -‬هنــاك والء جلهــات ي‬
‫أ‬
‫الهــة أو القدميــة داخــل‬ ‫بــ� أفرادهــا صــ�ة القرابــة أو ج‬ ‫ين‬
‫ف‬
‫املنظمة‪،‬وتكــون حلمايــة أهدا�ــا ومصــاحل أفرادهــا‪.‬‬
‫أ ف‬ ‫ـ� متناقضتـ ي ن‬ ‫‪ -‬هنــاك عصبتـ ي ن‬
‫ـ� داخــل التنظـ يـم تتمثــل الوىل ي�‬
‫والماعات‬ ‫ـ� هلــا وعصبيــة التحالفــات ج‬ ‫عصبيــة الســلطة واملوالـ ي ن‬
‫ئ‬ ‫ت‬ ‫أ‬
‫الخــرى‪،‬امم ي ج�عــل افــراض قــا� مفــاده وجــود عصبيــة رمسيــة‬
‫وعصبيــات غـ يـر رمسيــة مــع إماكنيــة وجــود الـراع ن‬
‫بي�مــا‪.‬‬
‫ف‬
‫وللتوضيــح أكــرث ي� هــذه النقطــة فقــد أشــار»حممد نج�يــب‬
‫ا� خلــدون‬ ‫بوطالــب» إىل أن إالطــار احلقيــق للقبيــ�ة عنــد ب ن‬
‫ي‬ ‫ف‬
‫�ــو النســب ب�عنــاه الواســع والرمزي‪،‬ومــا ي�ثــه مــن أشــال‬
‫ت ف‬
‫واالن�ء‪�،‬ــو يؤكــد عــى دور املــان الــذي‬ ‫التحالــف والــوالء‬
‫‪94‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ـ� ضــد‬ ‫الماعة‪،‬ويعــزز تالمحهــا الداخـ ي‬ ‫يشــل حمــور التحــام ج‬
‫ـار� الــذي قــد ي�ــدد اســتمرار وجودهــا ســواء اكن‬ ‫الطــر خ‬
‫الـ يج‬ ‫خ‬
‫خار�ــا أو عــن تدخــل ســلطة‬ ‫�ن�ج ــا عــن عصبيــة زاحفــة عــن ج‬
‫ف‬
‫ـال فأشــال الــوالء داخــل املنظمــة تتمثــل ي�‬ ‫مركزية‪،1‬و�لتـ ي‬
‫ب‬
‫الماعــات غـ يـر الرمسيــة املتحالفــة‪ ،‬واملــان الــذي تنشــط فيــه‬ ‫ج‬
‫رمس‪ ،‬ويصبــح دافــع الـراع‬ ‫ويعــزز تالمحهــا هــو التنظـ يـم الغـ يـر ي‬
‫الماعــة‬ ‫ـار� داخــل التنظـ يـم الــذي ي�ــدد ج‬ ‫الـ يج‬ ‫الطــر خ‬ ‫ضــد خ‬
‫ا�‪ ،‬أو ج�ــوي‪ ،‬أو‬ ‫هــو الــوالء أواالرتبــاط ب�ــا عــى أســاس ق ـر ب ي‬
‫الصداقــة والقدميــة‪.‬‬
‫ف‬
‫ـال للقبي ـ�ة املرتبــط واملب ـن ي عــى العصبيــة ي�‬ ‫‪ -‬إن الواقــع احلـ ي‬
‫ـى‬ ‫ســياقه عــى املنظمــات يشـ يـر امك ي�ى البعــض‪ 1‬إىل اهلويــة الـ ت‬
‫ي‬ ‫ف‬
‫تطلــق عــى بعــض املناطــق ي� إفريقيــا املعــارصة للحديــث‬
‫كأ‬
‫الــاه والســلطة‪ ،‬و ن الـراع‬ ‫الماعــات املتنافســة عــى ج‬ ‫عــن ج‬
‫ـدول» إىل أصغرهــا»‬ ‫التنظيــ� مــن أكـ بـر التنظـ يـامت «الـ ة‬
‫ي‬
‫ـى تتحــم إىل حــد‬ ‫املنظمــات الصناعيــة مبـن عــى العصبيــة الـ ت‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫بعيــد ي� والء الفـراد‪.‬‬

‫ف‬
‫ـر� ‪ ،‬مركــز دراســات الوحــدة‬
‫بي‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـرب‬
‫ـ‬ ‫املغ‬ ‫�‬
‫‪--1‬حممــد نج�يــب بوطالب‪:‬سوســيولوجيا القبليــة ي‬
‫العربيــة ‪ ،‬بـ يـروت ‪ ،‬ط‪ ، 2002 ، 1‬ص‪.56‬‬
‫‪2-Maurice , Godelier :Horizon trajets marxistes en anthropologies , petite collection‬‬
‫‪.Maspero, 2vol, paris ,1977,p191‬‬

‫‪95‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫‪ -3‬بعــض المســلمات الخلدونيــة فــي تحليــل بنيــة الفعــل‬
‫ا لتنظيمــي‬
‫مــن خــال مــا تطرقنــا إليــه ســابقا ي�كــن اعتبــار الــوالء جلهــة‬
‫أو �ج اعــة داخــل التنظـ يـم تتحــم فيــه العصبيــة حســب رأي‬
‫ف‬ ‫ن‬ ‫بن‬
‫ذكــر� تتمثــل ي� البعــد‬ ‫«ا� خلــدون» وهــذه العصبيــة امك‬
‫ا� أساســا‪ ،‬وعــى أســاس الــوالء تتحــدد شــبكة العالقــات‬ ‫القـر ب ي‬
‫الغ� رمسيــة‪ ،‬كعالقات الـراع‪ ،‬واملصلحة‪،‬‬ ‫االج�عيــة وخاصــة ي‬ ‫ت‬
‫ن‬ ‫رث ف‬ ‫خ‬
‫ـ�‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـام‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـاول‬‫ـ‬‫�‬ ‫ـال‬
‫ـ‬ ‫املج‬ ‫ـذا‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫�‬‫ي‬ ‫ـ‬ ‫أك‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫وللتوس‬ ‫‪،‬‬ ‫ـلطة‪...‬ال‬ ‫والسـ‬
‫تأ‬ ‫ـد� بعــض ت‬
‫االف�اضــات حــول الــوالء و�ثـ يـره عــى العالقــات‬ ‫تقـ ي‬
‫ا�‬ ‫االج�عيــة داخــل املنظمــة والعكــس بنــاء عــى مــا قدمــه ب ن‬ ‫ت‬
‫ـدول والسياســة والعصبيــة أساســا‪ 1‬وهــذا من‬ ‫خلــدون حــول الـ ة‬
‫ذا�ــا وبعــض أفــار‬ ‫خــال اعـ تـام ند� عــى مــا جــاء ف� املقدمــة ت‬
‫ي‬
‫ودراســات الباحثـ ي ن‬
‫ـ�‪.‬‬
‫ف‬
‫الماعــات‬ ‫ج‬ ‫أشــال‬ ‫�‬
‫ا‪ -‬اهلــدف مــن التحالــف والــوالءات ي‬
‫الغــر رمسيــة هــو البحــث عــن املناصــب والســلطة فتقــوى‬ ‫ي‬
‫«ا�‬ ‫والهويــة واملصلحــة‪ ،‬امك يقــول ب ن‬ ‫بذلــك عالقــات القرابــة ج‬
‫ت ت‬ ‫ف‬
‫الــى ج�ــري يإل�ــا العصبيــة يه‬ ‫خلــدون» ‪ »:‬ي� أن الغايــة ي‬
‫امللــك»‪.‬‬

‫‪1-‬عبد الرمحان ب ن‬
‫ا� خلدون ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.178-137‬‬

‫‪96‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫التنظــم‬
‫ي‬ ‫ب‪ -‬وجــود العصــب املتحالفــة واملتصارعــة داخــل‬
‫ـرمس‪ ،‬نظ ـرا الختــاف‬ ‫ي‬ ‫بضعــف الســلطة وعالقــات التنظـ يـم الـ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الكث�ة‬ ‫الهــداف وتضــارب املصــاحل‪ ،‬بنــاء عىل قــوهل «الوطــان ي‬
‫ف‬ ‫القبائــل والعصائــب قــل أن تســتحمك يف�ــا ة‬
‫دول والســبب ي�‬
‫والهــواء فيكـرث االنقضــاض عــى الدولة‬ ‫أ‬ ‫آ‬
‫ذلــك‪ ،‬اختــاف الراء‬
‫ت‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫خ‬
‫عل�ــا ي� لك وقــت‪ .‬لن لك عصبيــة ممــن �ــت يدهــا‬ ‫والــروج ي‬
‫ف‬
‫تظــن ي� نفهســا املنحــة والقــوة»‪ ،‬وهــذا مــا يؤدي إىل اســتفحال‬
‫العالقــات الغـ يـر رمسيــة والـراع‪.‬‬
‫ج‪ -‬الــوالء عــى أســاس عالقــات القرابــة هــو أكـرث أنــواع الــوالء‬
‫ف‬ ‫تأ‬
‫�ثـ يـرا وحضــورا ي� بعــض املنظمــات ب� إلضافــة إىل الــوالء للجهــة‬
‫ف‬ ‫الغرافيــة‪ ،‬فنجــد ب ن‬
‫«ا� خلــدون» يقــول‪ »:‬ي� هــذا‬ ‫واملنطقــة ج‬
‫ن‬
‫الســياق «أن العصبيــة إ�ــا تكــون مــن االلتحــام ب�لنســب أو‬
‫ف‬
‫مــا ي� معنــاه‪».‬‬
‫د‪ -‬الــوالء عــى أســاس العالقــات الغـ يـر رمسيــة أصــه الثقافــة‬
‫الريفيــة لبعــض العمــال والقــادة ذوي الســلطة داخــل التنظـ يـم‪،‬‬
‫ـا� خلــدون يؤكــد م ـرارا عــى أن البــدو ســابق مــن ن�حيــة‬ ‫فـ ب ن‬
‫احلــر‪ ،‬وأن الباديــة أصــل العمــران‪ ،‬واملنظمــة مــن‬ ‫ض‬ ‫الزمــن‬
‫ة‬
‫حــال‬ ‫تعــر عــن‬
‫الــرمس وأطرهــا القانونيــة ب‬ ‫خــال تنظيمهــا‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫لك�ــا ق‬
‫الريــى‬ ‫تمــع‬ ‫املج‬ ‫لقــم‬
‫ي‬ ‫امتــداد‬ ‫ــرد‬‫م‬‫ج‬ ‫تبــى‬ ‫احلضــارة‪ ،‬ن‬
‫ي‬ ‫آ‬
‫الغــر رمسيــة والــوالء لــذوي‬ ‫وأن التضامــن ال يل والعالقــات ي‬
‫‪97‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫الوانــب الرمسيــة لملنظمــة‬ ‫ـر� وأبنــاء املنطقــة يتغلــب عــى ج‬
‫القـ ب‬
‫مادامــت العصبيــة أصــل الثقافــة الريفيــة‪.‬‬
‫الز ئا� ي ن‬
‫يــ� أو‬ ‫ين‬
‫الباحثــ� ســواء ج‬ ‫الكثــر مــن‬
‫ي‬ ‫هــذا وقــد ت‬
‫اهــم‬
‫ئ‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫الـزا�ي بفكر‬ ‫ـذ� قدمــوا دراســات حــول املج تمــع ج‬ ‫ي‬ ‫الجانــب الـ‬
‫�ة ت أ‬ ‫بن‬
‫ا� خلــدون وخاصــة فـ يـام يتعلق ب�لعصبيــة والقبيـ و� يث�ها عىل‬
‫أ‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫الـ ة‬
‫ـدول والتنظـ يـامت ي� الواقــع املعــارص‪ ،‬و�حــورت هــذه الفــار‬
‫أساســا حــول العالقــات والـراع والتنافــس‪ ،‬حـ تـى وإن اكنــت‬
‫االج�عيــة الكـ بـرى‬ ‫هــذه إالهسامــات عــى مســتوى الوحــدات ت‬
‫ف ت‬ ‫املاكروسوســيولوجيا‪ ،‬إال أنــه ي�كــن ت‬
‫اع�دهــا ي� �ليــل واقــع‬
‫فــام ي خ�ــص العالقــات‪ ،‬أشــال الــوالء‪،‬‬ ‫املنظمــة االقتصاديــة ي‬
‫التنظـ يـامت الغـ يـر رمسيــة ولك مــا هل صـ�ة ب خ�لفيــة ثقافيــة ريفيــة‪.‬‬
‫‪ -4‬تعقيب على المنظور الخلدوني‪:‬‬
‫ا� خلــدون قــدم إهسامات‬ ‫مــن الناحيــة املوضوعيــة الشــك أن ب ن‬
‫ف‬
‫فـ يـام ي خ�ــص دراســة بعــض الظواهــر التنظيميــة املوجــودة فعليا ي�‬
‫ئ ف‬
‫الزا� يــة ي� الوقــت الراهــن وهــذا مــا ينطبــق‬ ‫واقــع املنظمــات ج‬
‫االج�عيــة والــوالء‪ ،‬لكــن املنظــور‬‫عــى موضــوع العالقــات ت‬
‫خ ن ف‬
‫النظــر�ت‬
‫ي‬ ‫وكغــره مــن‬
‫ي‬ ‫لــدو� ي� هــذه النقطــة ب�لــذات‬
‫ي‬ ‫ال‬
‫ن‬ ‫أ‬
‫الخــرى ي�ــوي الكثـ يـر مــن الثغ ـرات وم�ــا‪:‬‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫التنظــم والعالقــات االج�عيــة‬ ‫ي‬ ‫‪ -‬املبالغــة ي� ربــط قيــام‬
‫والماعــات داخــل املنظمــة ب�لعصبيــة‪ ،‬واعتبــار الــوالء قــا�ئ‬ ‫ج‬
‫‪98‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫االفــراض‬ ‫ت‬ ‫عــى أســاس عصبيــة القرابــة دون يغ�هــا‪ ،‬وهــذا‬
‫ا� خلــدون حيــث اكنــت القبيــ�ة‬ ‫بر�ــا اكن صاحلــا ف ي� زمــان ب ن‬
‫االج�عيــة‬ ‫والعصبيــة أكــرث حضــورا وســيطرة عــى احليــاة ت‬
‫واملؤسســات‪.‬‬
‫ف‬
‫‪ -‬قيــام الســلطة التنظيمية والعالقات الرمسيــة ي� واقع املنظمات‬
‫ت‬ ‫أ‬ ‫احلاليــة هل بعــد قانـ ن‬
‫ـو� ب�لدرجــة الوىل وليــس اجــام يع يتمثــل‬ ‫ي‬
‫تأ‬ ‫ن‬ ‫ف‬
‫ي� العصبيــة امك ذهــب إىل ذلــك با� خلــدون‪ ،‬أي وجــود �طـ يـر‬
‫الوىل للســلطة والعالقــات التنظيميــة‪ ،‬ث� ت أ��ت‬ ‫أ‬ ‫قانـ ن‬
‫ي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫لدرج‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ـو�‬
‫ي‬
‫أ‬
‫املتغـ يـرات الخــرى‪.‬‬
‫ا� خلــدون عــى �ج يــع املنظمــات‬ ‫تعمــم أفــار ب ن‬ ‫ي‬ ‫‪ -‬يصعــب‬
‫االج�عيــة والثقافيــة‪ ،‬والسياســية‬ ‫للتغــرات ت‬ ‫ي‬ ‫احلاليــة‪ ،‬نظــرا‬
‫ا� خلــدون مل تكــن عبــارة‬ ‫واالقتصاديــة ونظ ـرا لكــون أفــار ب ن‬
‫ن‬ ‫خ‬ ‫ئ‬
‫والحصائيــة‬ ‫ـا� دراســة تعتمــد عــى الطــوات امل�جيــة إ‬ ‫عــن نتـ ج‬
‫ن‬
‫امك هــو موجــود اليــوم‪ ،‬وإ�ــا اعتمــد عــى أســلوب التمحيــص‬
‫االجــام يع لكــن ليــس بنفــس‬ ‫ت‬ ‫واملالحظــة واالســتقراء للواقــع‬
‫امل�جيــة املعــارصة امم جعــل أفــاره تقـ تـرب إىل أن تكون فلســفة‬ ‫ن‬
‫اج�عيــة أك ـرث نم�ــا عملــا‪.‬‬ ‫ت‬
‫خامســا‪ :‬نظريــة التبــادل االجتماعــي (المصلحــة‬
‫والســلوك)‪:‬‬
‫النظر�ت ت‬
‫االج�عية «امليكروســكوبية»‬ ‫ي‬ ‫تعــد هذه النظرية من‬
‫‪99‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ت‬ ‫أ‬
‫وتعتقــد ب�ن ســلوك الفــرد وعالقاتــه االج�عيــة مــا يه إال نتيجــة‬
‫أ‬
‫لعمليــة تفاعليــة تبادليــة فــل طرف من أطـراف التفاعــل ي�خذ‬
‫ـرد� أو‬‫ـ� فـ ي ن‬ ‫وتعــ� لبع�ض ــا البعــض‪ ،‬ســواء اكنــت العالقــة بـ ي ن‬
‫أ‬ ‫ي‬
‫بــ� �ج اعــات أو مؤسســات‪ ،‬فــل طــرف مــن الطــراف ال‬ ‫ين‬
‫ن أ‬ ‫آ‬
‫ـ� للطــرف الخــر وحســب وإ�ــا ي�خــذ منــه وهــذا هــو‬ ‫ي‬ ‫يعـ‬
‫أ‬
‫ســبب اســتمرارية العالقــة‪ ،‬فــإذا حصــل الخــذ دون العطــاء‬
‫مــن طــرف مــا فــإن ذلــك يــؤدي إىل انقطــاع العالقــة أو فتورها‪،‬‬
‫�عـ نـى امك �ى «هومـنز » أن التفاعــات وحدهــا ال تكـ فـى ن‬
‫وإ�ــا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ب‬
‫لك نشــاط اجـ تـام يع مــن فــرد مــا ي ج�ــب أن يقابــه ماكفــأة وهــذا‬
‫ي�فــز الفــرد عــى بــذل املزيــد للحصــول عــى ماكفــأة أخــرى‪،‬‬
‫ف‬ ‫لكــن هــذا أيضــا ال يضمــن اســتمرار العالقــة ن‬
‫وإ�ــا يه ي� حاجة‬
‫إىل أن ت�د للجهــة الثانيــة ســواء اكنــت فــرد أو �ج اعــة ماكفــأة‬
‫«بي� بــاو» كثـ يـرا مــع «هومـنز » ف� مســألة‬ ‫اممثـ�ة ‪ ،‬وال ي خ�تلــف ت‬
‫ي‬ ‫ة كأ‬
‫املصــاحل املتبــادل ســاس الســتمرارية العالقــات‪ ،‬لكــن ي�ى‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫ب�ن اختــال التــوازن ي� معليــة التبــادل قــد يقــوي العالقــات‪،‬‬
‫ـا�‬‫ـد� تنــازالت مــن طــرف مــا فــإن الطــرف الثـ ن‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫تق‬ ‫فـ فـى حـ ة‬
‫ـال‬
‫ي‬ ‫أ‬ ‫ي‬
‫ـال مــن املمكــن اعـ تـامد‬ ‫ي ز�داد والء وتشــبثا ب�لطــرف الول‪ ،‬ب‬
‫و�لتـ ي‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫هــذا املنظــور ي� بنــاء بعــض االف�اضــات حــول العالقــات‬
‫ت‬ ‫آ‬
‫الــوالء داخــل املنظمــة اكل ي�‪:‬‬
‫ن أ‬ ‫‪ -‬هنــاك عالقــات متبـ ة‬
‫ـادل داخــل التنظـ يـم ســواء بـ يـ� الفـراد أو‬
‫‪100‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫الماعــات الرمسيــة والغـ يـر رمسية‪.‬‬ ‫ج‬
‫أ‬
‫‪ -‬تعتمــد هــذه العالقــات عــى الخــذ والعطــاء وتبــادل املصــاحل‬
‫التنظيميــة ســواء ماديــة أو معنويــة ‪.‬‬
‫‪ -‬تســامه املاكفــآت املاديــة واملعنويــة الـ تـى تقدهمــا إالدارة ت‬
‫اع�افــا‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ـد�ا لداء العمــال ي� تقويــة العالقــة بـ يـ� االثنـ يـ� وكســب‬ ‫وتقـ ي‬
‫ئ‬
‫وال�ــم‪.‬‬
‫ت‬ ‫رث‬ ‫أ‬
‫ـى تبادهلــم املصــاحل‬
‫مو�ــا أكـ للجهــة الـ ي‬ ‫‪ -‬والء الفـراد يكــون ج‬
‫ســواء الرمسيــة أو غـ يـر الرمسيــة‪.‬‬
‫ـر ب�صلحــة طــرق مــا ســواء إالدارة أو العمــال‬ ‫‪ -‬لك تبــادل يـ ض‬
‫ت‬
‫الهــات الغـ يـر رمسيــة قــد يــؤدي إىل �طـ يـم العالقــات أو‬ ‫أو ج‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫ضع�ــا‪ ،‬أو �ــول الــوالء جلهــة معينــة‪.‬‬
‫أحيــا� لعوامــل قيميــة أو ثقافيــة وليــس‬ ‫ن‬ ‫‪ -‬ي خ�ضــع التبــادل‬
‫دا�ــا‪ ،‬مثــل املســؤولية والواجــب‪ ،‬ومثــل أشــال‬ ‫املصلحــة ئ‬
‫ف أ‬
‫الغــر رمسيــة‪.‬‬ ‫التبــادل ي� الوســاط العماليــة ي‬
‫لقــد ذهــب معظم رواد نظرية التبــادل إىل اعتبار أن العالقات‬
‫ـ�‪ ،‬فــإذا انتفــت هــذه‬ ‫ـ� طرفـ ي ن‬ ‫تعتمــد عــى تبــادل املنفعــة بـ ي ن‬
‫أ‬ ‫املنفعــة قــد تنقطــع العالقــات ‪ ،‬مــع تال�كـ ي ز‬
‫ـ� عــى هــذا الســاس‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت ف‬ ‫أ‬ ‫متجاهلـ ي ن‬
‫ـى ي� غالبي�ــا اج�عية‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫وال‬ ‫ـرى‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ال‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫العوام‬ ‫ـك‬‫ـ‬ ‫بذل‬ ‫ـ�‬

‫‪101‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ن‬ ‫أ‬
‫ا� الدموي‪ ،‬أو الســاس الديـ ي امك أنه ليس‬ ‫ثقافيــة‪ ،‬اكلبعــد القـر ب ي‬
‫لك املج تمعــات ومنــه املنظمــات تســيطر يف�ــا نز‬
‫ال�عــة املصلحيــة‬
‫أو املنافــع املتبـ ة‬
‫ـادل‪ ،‬وهنــا يمكــن قصــور املنظــور‪ ،‬مــع االعـ تـراف‬
‫والهسامــات الـ تـى ت‬
‫قدم�ــا‪.‬‬ ‫بدقــة التحليــل إ‬
‫ي‬
‫اإلثنوميتودولوجــي‬ ‫المنظــور‬ ‫سادســا‪:‬‬
‫(الخلفيــات القريبــة للفعــل داخــل التنظيــم)‬
‫ف‬ ‫ـا� ت‬
‫االج�عيــة مــن خــال �ــم عامــة‬ ‫ـال هــذا املنظــور القضـ ي‬ ‫يعـ ج‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫وســلوكيا�م اليوميــة عــى مســتوى العالقــات ي�‬ ‫النــاس هلــا‬
‫أ‬
‫خمتلــف املنظمــات والماكــن‪ ،‬عــاوة عــى ذلــك فإ�ــا تبحــث‬
‫ن‬
‫ـى يشـ تـرك ب�ــا معظــم النــاس‬ ‫ي‬
‫عــن القــوامس املشـ تـر كة العامــة الـ ت‬
‫ف‬ ‫وي� ن‬ ‫ف‬
‫مو�ــا بدرايــة بغيــة ي� دراســة الفواعــل (�ج ــع فاعــل) امك‬
‫نز‬ ‫ف‬
‫مه ومه ي�ارســون نشــاهطم ي� الشــارع واملـ ل واحملمكــة واملدرســة‬
‫ـ� حقيقة‬ ‫والامعــة بشــل إيقــاع مســتمر إلثبــات لملتخصصـ ي ن‬ ‫ج‬
‫ت‬ ‫ي‬
‫وتفك�مه وليس‬ ‫ي‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫ت‬
‫اد�‬ ‫ر‬ ‫�‬‫بإ‬ ‫أداؤه‬ ‫�‬ ‫مفادهــا أن فعــل الفواعــل قــد‬
‫االج�عيــة‪ ، 1‬وبذلــك‬ ‫والقــم ت‬ ‫ي‬ ‫لملعايــر‬
‫ي‬ ‫ام‬‫ز‬ ‫لــ‬‫ال‬
‫إ‬ ‫ضوهعــم‬ ‫خ‬
‫�‬ ‫ب‬
‫ف‬ ‫ي‬
‫ـا� والســياق‬ ‫حاولــت هــذه النظريــة إبعــاد القـ يـم والبعــد الثقـ ي‬
‫الــى تقــع خلــف العالقــات‬ ‫ومتلــف العوامــل ت‬ ‫التــار� خ‬
‫يخ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ـوم وخضوع‬ ‫ـ‬ ‫الي‬ ‫ـدد‬ ‫ـ‬ ‫التج‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـ�‬ ‫ت‬
‫االج�عيــة والســلوك مــع ال�كـ ي ز‬ ‫ت‬
‫ي‬ ‫أ‬
‫ـال ال‬ ‫و�لتـ ي‬ ‫هــذا الســلوك إلرادة الف ـراد‪ ،‬ب‬

‫‪1-‬معن خليل معر ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.295‬‬

‫‪102‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ـ�‬ ‫ـ‬ ‫التنظي‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫والفع‬ ‫ـائدة‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫عي‬ ‫ي�كــن تفسـ يـر العالقــات ت‬
‫االج�‬
‫ي‬
‫داخــل املنظمــة االقتصاديــة بعوامــل ثقافيــة مرتبطــة ب�ملج تمــع‬
‫وإ�ــا نعتمــد عــى مــا‬ ‫واملو�ــات التنظيميــة الرمسيــة ن‬ ‫ر�ــه ج‬ ‫تو� ي خ‬
‫�ة‬ ‫ف‬
‫ي ج�ــري ب�لفعــل ي� وقــت حمــدد ومــاهل صـ ب إ�رادة النــاس وكيفيــة‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫ـ�‪:‬‬ ‫�مهــم ودراي�ــم ب�ــذا الواقــع داخــل التنظـ يـم امك يـ ي‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫‪ -‬الفـراد داخــل التنظـ يـم هلم دراســة و�ــم لديناميكية وأشــال‬
‫التنظيم اكلــوالء مثال‪.‬‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫والفع‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫عي‬ ‫العالقــات ت‬
‫االج�‬
‫ي‬
‫ت‬ ‫خ‬ ‫ت‬
‫‪ -‬ال �ضــع العالقــات االج�عيــة والــوالء للجماعــات واملؤسســة‬
‫ـذ�ن‬ ‫ن أ‬ ‫خ‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫مه‬ ‫اد‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ال‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬‫وإ�‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫والتنظيمي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الثقافي‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫العوام‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫تل‬ ‫مل‬
‫اد�ــم‪.‬‬ ‫ووال�ــم ب إ�ر ت‬ ‫عالقا�ــم ئ‬ ‫ت‬ ‫ي خ�تــارون شــل‬
‫‪ -‬لك فــرد داخــل التنظـ يـم ال ي خ�ضــع إل ك ـراه ســواء داخليــة أو‬
‫خ‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ف‬
‫خارجيــة ي� توجيــه ســلوكه‪ ،‬وإ�ــا فعــه االجــام يع �ضــع لقضية‬
‫ف‬
‫موضوعية تعتمد عىل مبدأ احلرية ي� العالقات والوالء‪.‬‬
‫‪ -‬تظهــر أشــال العالقــات والــوالء داخــل التنظـ يـم نتيجــة لتكرر‬
‫ت‬ ‫�غ‬ ‫ث‬
‫حدو�ــا وتنا هــا امم يســاعد عــى انتظــام احليــاة االج�عيــة‬
‫داخــل التنظـ يـم‪.‬‬
‫لــو� إرســاء املوضوعيــة‬ ‫لقــد حــاول املنظــور إالتنوميثودو ت ج ي‬
‫ـ�‬ ‫ـ‬ ‫التنظي‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫الفع‬ ‫ـرك‬ ‫ـ‬‫�‬ ‫ـى‬ ‫الارجــة عــن نطــاق العوامــل الـ ت‬ ‫خ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫‪103‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫لك�ــا أمهلــت‬ ‫مــن خــال احلــدوث اليــوم هل وإســتمراريته ن‬
‫ف‬ ‫أي‬
‫ـى هلــا ت�ثـ يـر كبـ يـر ي� هــذا الفعــل‪ ،‬أضــف‬ ‫ي‬
‫العوامــل الثقافيــة الـ ت‬
‫ـار� لظاهــرة مــا اكلعصبيــة مثــا‬ ‫إىل ذلــك فــإن الســياق التـ ي خ‬
‫ن ف‬ ‫ي‬ ‫ئ ف‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫الفاعلــ� ي�‬
‫ي‬ ‫ادة‬‫ر‬ ‫إ‬ ‫حــول‬ ‫النظريــة‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫القــا�‬ ‫اض‬ ‫االفــر‬ ‫ينــى‬
‫ي‬
‫ف‬
‫الز ئا� يــة امك‬
‫ـ�‪ ،‬فالســلوك ي� املنظمــة ج‬ ‫اختيــار الفعــل التنظيـ ي‬
‫ر�يــة وثقافيــة الزالــت‬‫أثبتــت الدراســات مرتبطــة بعوامــل ت� ي خ‬
‫الف ـراد العاملـ يـ�‪.‬ن‬ ‫أ‬
‫عالقــة بذهــن‬
‫المحور الثامن‪ :‬التنظيم كنسق مفتوح‬
‫أوال‪ :‬نظرية التحليل النسقي‬
‫أ‬
‫تعتـ بـر املدرســة النســقية (نظريــة النظمــة) مــن أمه واحــدث‬
‫ف‬ ‫النظــر�ت ت‬
‫الــى تعرضــت اىل دراســة املنظمــة‪ ،‬وتســتفيد ي�‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫أ‬
‫غالــب االحيــان مــن عنــارص خاصة ب�ملــدارس الخرى حســب‬
‫احلاجــة ال�ــا‪ ،‬واكن أول ظ�ــور هلــا ف� ميــدان البيولوجيــا‪� ،‬ث‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫االج�عيــة‪ ،‬ويعتـ بـر ‪ Lee Bertalanffy‬مــن‬ ‫انتقلــت اىل العلــوم ت‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫ـذ� حاولــو وضــع تصــور لالنســان ي� املنظمــات ي�‬ ‫الوائــل الـ ي‬
‫ســنة ‪1937‬م ث� توالــت بعــد ذلــك الدراســات بواســطة عــدد‬
‫ـى تتعلق‬ ‫ـر�‪ ،‬لتشــمل بعــد ذلــك الدراســات الـ ت‬
‫كبـ يـر مــن املفكـ ي ن‬
‫ي‬
‫ب�ملنشــآت االقتصادية ســواء من الناحية السوســيولوجية أو من‬
‫الناحيــة التصوريــة النظريــة والوظيفيــة والتقنيــة‪ ،‬وقــد عرفــت‬
‫ـع� وذلــك لغ ـزارة ج‬
‫انتا�ــا‬ ‫هــذه النظريــة تطــورا وانشــارا واسـ ي ن‬

‫‪104‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫وطرهحــا العميق‪ ،‬واســتعماهلا الواســع‪ ،‬وانتشــار مفاهيمها برسعة‬
‫ـ�ة لملنشــأة اكنــت تعــرف تطــورا رسيعــا‬ ‫خاصــة وأن البيئــة املمـ ي ز‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫جــدا ي� ذلــك الوقــت امم جعلهــا �ــم ب� جلوانــب التنظيميــة‬
‫ـا�ت واهــداف‬ ‫الارجيــة‪ ،‬غـ ي‬ ‫لملنشــأة (العالقــات مــع البيئــة خ‬
‫ـي� املــوارد ومعليــة االنتــاج)‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫وتس‬ ‫ـم‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫تنظ‬ ‫اتيجيات‪،‬‬ ‫ـر‬ ‫ت‬ ‫واسـ‬
‫املقــار�ت‬
‫ب‬ ‫وتعتــر مقاربــة التحليــل النســق ي مــن أحــد أمه‬ ‫ب‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫املســتحدثة ي� نطــاق العلــوم االج�عيــة خاصــة دراســة‬
‫ف‬ ‫التنظــامت‪ ،‬ت‬
‫الــى بــدأت ي� التبلــور والظهــور مــع منتصــف‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ف ت‬ ‫َّ‬
‫�خ ســينيات القــرن العـ شـر ي ن�‪ .‬واحلقيقة أن إدخــال م�وم �ليل‬
‫ً‬
‫النظــم إىل نطــاق دراســة التنظـ يـم جــاء متأخـرا‪ ،‬امك مل يكــن ذلــك‬
‫ـا�ة؛ بــل جــاء مــن خــال عملــاء االجـ تـامع مــن‬ ‫بطريقــة مبـ ش‬
‫وغــرمه مــن‬
‫وهومــا� ‪ ،Hommans‬ي‬ ‫نز‬ ‫رســو� ‪،Parsons‬‬ ‫أمثــال ب� نز‬
‫ـو� فم�ــوم النظــام االجـ تـام يع‪ ،‬ومــن خالهلــم‬ ‫ـذ� قامــوا أبتطـ ي‬ ‫الـ ي ن‬
‫�كــن عــدد ال ب�س بــه مــن عملــاء السياســية مــن أمثــال دايفيد‬ ‫ت‬
‫وجا� يــل املونــد ‪Gabriel Almond‬‬ ‫اســتون ‪ ،David Easton‬ب‬
‫ف‬
‫ـو� واســتخدام اقـ تـراب النظــم ي� املنظمــات‪.‬‬ ‫وغـ يـرمه مــن تطـ ي‬
‫‪ .1‬تطور المقاربة النسقية‪:‬‬
‫ق‬ ‫ت‬
‫ي�تكــز أحصــاب اقـ تـراب �ليــل النظــم‪ /‬التحليــل النس ـ ي إىل‬
‫و»ال ز�ان ‪ ،“Equilibrium‬ومهــا‬ ‫إت‬ ‫ــوم ”النســق ‪،“System‬‬ ‫ف‬
‫م�‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫ـ� ي�ء‪ ،‬ونقــا إىل جمــال العلــوم‬ ‫فم�ومــان منقــوالن عــن عــم الفـ ي ز‬

‫‪105‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ش ف‬ ‫ف‬
‫االج�عيــة ليـ تـم اسـ ُـتخداهما ي� القــرن التاســع عــر ي� التحليــل‬ ‫ت‬
‫ً ف‬ ‫االجـ تـامع واالقتصــادي‪ ،‬ث� ُ‬
‫ـياس منــذ‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫التحلي‬ ‫�‬
‫ً ي‬ ‫ا‬
‫ر‬ ‫ـ‬ ‫تأخ‬ ‫م‬ ‫ي‬
‫أوائــل القــرن العـ شـر ي ن� فصاعــدا‪.‬‬
‫ـ� يســتخدمون فم�ــوم ”النســق“ يســتخدمونه‬ ‫والف� ي�ئيــون حـ ي ن‬ ‫يز‬
‫أ‬ ‫ت تُ‬ ‫ف‬ ‫كأ‬
‫عل�ا الجســام‬ ‫ـى ج�رى ي‬ ‫العالقــات الـ ي‬ ‫داة ذهنيــة ل�ــم وتفسـ يـر‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الطبيعيــة‪ ،‬وعــى أســاس أن أيــة جمموعــة مــن جمموعــات‬
‫ً‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫الجســام ي� الطبيعــة (اكملج موعــات الشمســية مثــا) يه‬
‫ف‬
‫جمموعــات مــن قــوى ‪ -‬حيــث ُيعــد لك جــم ي� عــامل الطبيعــة‬
‫ن‬ ‫َّ ف‬
‫قــوة ي� ذاتــه ‪ ،-‬فتتفاعــل هــذه القــوى فـ يـام بي�ــا بعامــل قانــون‬
‫ن‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الفعــل ورد الفعــل تفاعــا مياكنيــا‪ ،‬وتتبــادل التأثـ يـر فـ يـام بي�ــا‬
‫الكل� هلــذه املج موعــة‪.‬‬ ‫ان‬ ‫ال ز‬
‫�‬ ‫ـال إ ت‬ ‫عــى وضــع يُ� ّي ئ�ــا حلـ ة‬
‫ي‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫ـو� ايســتون القـ تـراب �ليــل النظــم ي� عــم السياســة‬ ‫ي‬ ‫جــاء تطـ‬
‫أ‬ ‫ش‬ ‫ف‬ ‫ً‬
‫ـى عــام ‪ ،1953‬نــر اللبنــات الوىل‬ ‫تدر�ــا وعــى مراحــل‪ .‬فـ في‬ ‫يج‬
‫الســياس ي� كتابــه ‪،The Political System‬‬ ‫النظــام‬ ‫ــوم‬ ‫ف‬
‫مل�‬
‫ف‬ ‫ض‬ ‫ي‬
‫والـ تـى تطــورت بصــورة وا�ــة � مقالتــه العملية املنشــورة ب� ة‬
‫جل‬
‫فً‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫‪ World Politics‬عــام ‪ 1965‬وبصــورة أك ـرث وضوحــا ي� كتابــه‬
‫‪ A System Analysis of Political Life‬الصــادر عــام ‪،1965‬‬
‫والــذي ي�ى فيــه إيســتون وجــوب تبســيط احليــاة السياســية‬
‫املعقــدة واملركبــة‪ ،‬والنظــر يإل�ــا ت�ليليـ ًـا عــى أســاس آل منط�ق‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ت ت ف‬
‫ـى تــم ي� إطــار النظــام‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫التفاع‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫موع‬ ‫م‬
‫ج‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫أ�‬ ‫عــى نَّ‬
‫ي‬
‫‪106‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ُ‬
‫ـ� بيئتــه مــن ن�حيــة أخــرى‪.‬‬ ‫الســياس مــن ن�حيــة‪ ،‬وبينــه وبـ ي ن‬
‫ي‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ً‬
‫والماعات إىل‬ ‫ووفقــا القــراب �ليل النظــم‪� ،‬يل املج تمعــات ج‬
‫ش‬ ‫ف‬ ‫ً‬
‫أن تكــون كيـ نـا�ت مســتمرة نســبيا تعمــل ي� إطــار بيئــة أ�ــل‪.‬‬
‫ً أ نَّ تُ‬ ‫هــذه الكيـ نـا�ت ي�كــن ت‬
‫نع�ــا بصفــة النظــام نظ ـرا ل�ــا �ثــل‬
‫جمموعــة مــن العنــارص أو املتغـ يـرات املتداخـ�ة وذات االعـ تـامد‬
‫ت‬ ‫بي�ــا‪ ،‬والـ ت‬ ‫املتبــادل فـ يـام ن‬
‫ـى ي�كــن �ديدهــا وقياهســا‪ .‬امك أن هلــذه‬ ‫ي‬
‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الكيـ نـا�ت أيضــا حــدود ممـ يـ�ة تفصلهــا عــن بيئ�ــا فضــا عــن أن‬
‫ت‬ ‫ز‬
‫لك نم�ــا ي�يــل إىل احلفــاظ عــى ذاتــه مــن خــال جمموعــة مــن‬
‫املتلفــة‪ ،‬خاصــة عندمــا يتعــرض لالضطـراب ســواء‬ ‫العمليــات خ‬
‫أ‬
‫مــن داخــل أو خــارج حــدوده مــع بيئتــه الوســع‪.‬‬
‫ت‬ ‫َّ‬
‫ـ�‪ ،‬ب�ــا تتضمنــه مــن‬ ‫ي‬ ‫يؤكــد ايســتون أن فكــرة النظــام إكطــار �ليـ‬
‫تُ ّ‬
‫عالقــات ومفاهـ يـم نظريــة هلــا دالالت تطبيقية‪ِ � ،‬ثــل نقطة بداية‬
‫ف‬
‫التحليل‬
‫ي‬ ‫ـو� الدراســات السياســية‪ .‬هــذا إالطــار‬ ‫حقيقيــة ي� تطـ ي‬
‫ف‬
‫الســياس ي� أبســط صــوره امك ي�اه ايســتون ال يعــدو‬ ‫ي‬ ‫للنظــام‬
‫ـ� مــن التفاعــات‬ ‫ـ‬ ‫دينامي‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫طاب‬ ‫ذات‬ ‫دا�ة متاكمـ�ة‬ ‫أن يكــون ئ‬
‫ي‬ ‫َّ ن‬
‫املو�ــة بصفــة أساســية �ــو التخصيــص الســلطوي‬ ‫السياســية ج‬
‫ئ‬ ‫ف‬
‫للقـ يـم ي� املج تمــع‪ .‬تبــدأ هــذه الــدا�ة الديناميكيــة ب�ملدخــات‬
‫ـه ب� خملرجــات‪ ،‬وتقــوم معليــة التغذيــة االسـ تـرجاعية ب�لربط‬ ‫ي‬
‫وتنـ ت‬
‫واملرجــات‪.‬‬ ‫ـ� املدخــات خ‬ ‫وال�ايــة‪ ،‬أي بـ ي ن‬ ‫ـ� نقطـ تـى البدايــة ن‬ ‫بـ ي ن‬
‫ض ي‬
‫ـال‪:‬‬
‫امك يو�ــه الشــل التـ ي‬
‫‪107‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬

‫ن‬ ‫ن‬ ‫ق‬


‫ـياس وفــق‬
‫الشــل ر� (‪ :)01‬يبـ يـ� �ــوذج ايســتون للنظــام السـ ي‬
‫مقاربــة التحليــل النسـق‬
‫ي‬
‫‪ .2‬المفاهيم األساسية لمقاربة التحليل النسقي‪:‬‬
‫املفاهــم‬
‫ي‬ ‫ة‬ ‫رث‬ ‫كــ‬ ‫هــو‬ ‫النقــ�‬ ‫التحليــل‬ ‫ات‬ ‫ز‬
‫ممــ�‬
‫ي‬ ‫أمه‬ ‫مــن ي ن‬
‫بــ�‬
‫َّ‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫املســتخدمة ي� التحليــل ويعلــل إيســتون ذلــك ب� إلشــارة إىل أنه‬
‫اكن مــن الصعوبــة ب�ــان الوصــول إىل نظريــة عامــة وشـ ة‬
‫ـامل‪،‬‬
‫ـو� جمموعــة تم�ابطــة‬ ‫فإنــه ي� ًكــن االســتعاضة عــن ذلــك بتطـ ي‬
‫ف‬
‫منطقيــا مــن املفاهـ يـم ي� إطــار متاكمــل وعــى درجــة عاليــة مــن‬
‫ت ن‬ ‫تُ َ ّ‬
‫التجريــد � ِكــن مــن القيــام ب�لتحليــل وتوجيــه إالهــامم �ــو‬

‫‪108‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ً‬
‫ـياس‪ ،‬لك ذلــك انطالقــا مــن‬ ‫َّاحملــددات الرئيســية للســلوك السـ ي‬
‫أن املفاهـ يـم تشـ يـر إىل متغـ يـرات مــن واقــع احليــاة السياســية‪.‬‬
‫املرجــات‪،‬‬ ‫وأمه هــذه املفاهـ يـم ه‪( :‬النظــام‪ ،‬البيئــة‪ ،‬احلــدود‪ ،‬خ‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫االســرجاعية)‪ ،‬ســوف �ــاول ش�هحــا‬ ‫ت‬ ‫التحويــل‪ ،‬التغذيــة‬
‫ب�ختصــار ث(�بــت‪:)2007 ،‬‬
‫ُ‬
‫• النظــام‪ :System‬ي�ثــل النظام عند ايســتون وحــدة التحليل‬
‫ُ َّ َ ْ‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫ـق�‪ ،‬ويعــرف النظــام بصفة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الرئيســية ي� اقــراب التحليــل النسـ‬
‫ً‬ ‫ت‬ ‫�ة‬ ‫أ َّ‬
‫عامــة ب�نــه جمموعــة مــن العنــارص املتفاع ـ وامل�ابطــة وظيفيــا‬
‫َّ‬
‫مــع بع�ض ــا البعــض بشــل منتظــم‪ ،‬ب�ا يعنيــه ذلك مــن أن ي‬
‫التغ�‬
‫ف‬ ‫ث ف‬ ‫ُ ََّ‬ ‫ف‬
‫ي� أحــد العنــارص املك ِونــة للنظــام يــؤ� ي� بقيــة العنــارص �ــو‬
‫مكو�تــه‪ ،‬وهل حــدود‬ ‫ـ� ن‬ ‫يتمتــع بنــوع مــن إالعـ تـامد املتبــادل بـ ي ن‬
‫أُ‬
‫ـ� النظــم الخــرى‪ ،‬وهل حميــط أو بيئــة يتحــرك‬ ‫فاصـ�ة بينــه وبـ ي ن‬
‫مــن خالهلــا‪.‬‬
‫ـى تـ تـم داخــل النظــام يه معليــة تعريــف‬ ‫ي‬
‫ومعليــة التحليــل الـ ت‬
‫ن‬ ‫ت‬ ‫لأ‬
‫الــى يتكــون م�ــا الــل ب�ــدف إدراك هــذه‬ ‫ي‬ ‫وتقيــم ل جــزاء‬ ‫أ ي‬
‫ـاول معرفــة الضوابــط‬ ‫ـو�ت لــل مركــب مــع حمـ ة‬ ‫الج ـزاء مككـ ن‬
‫ين‬
‫والقوانــ�‬ ‫عالقا�ــا ببع�ض ــا البعــض مــن ج�ــة‪،‬‬ ‫ت‬ ‫الــى ت� بــط‬ ‫ت‬
‫تي ت‬
‫ـى �ــم حركــة وتطــور الــل املركــب مــن ج�ــة أخــرى‪.‬‬ ‫الـ ي‬
‫• البيئــة ‪ :Environment‬يشـ يـر فم�ــوم البيئــة لــدى ايســتون‬

‫‪109‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ـياس‬
‫بصفــة أساس فــية إىل لك مــا هــو خــارج حــدود النظــام السـ ي‬
‫الســياس‬ ‫النظــام‬ ‫فكــرة‬ ‫اكنــت‬ ‫وملــا‬ ‫تــه‪.‬‬ ‫وال يدخــل � ن‬
‫مكو�‬
‫ي‬ ‫ت‬ ‫ي‬
‫ـ�‬‫ال تعــدو أن تكــون فكــرة �لي ـ�ة ‪ ،‬فــإن الفصــل التعسـ فـى بـ ي ن‬
‫ي‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ـياس والنظمــة االج�عيــة الخــرى ال وجــود هل‪،‬‬ ‫ت‬
‫النظــام السـ ي‬
‫يتــأ� ببيئتــه مــن‬ ‫ب�ــا يعنيــه ذلــك مــن أن النظــام الســياس ث‬
‫ي‬
‫عل�ــا مــن خــال جمموعــة‬ ‫ـؤ� ي‬ ‫خــال جمموعــة املدخــات ويـ ث‬
‫املرجــات‪.‬‬ ‫خ‬
‫ف‬
‫ـياس ي� فـراغ‬ ‫ـدود ‪ :Boundaries‬مل يوجــد النظــام السـ ي‬ ‫• احلـ‬
‫قــط‪ ،‬بــل ف ي� إطــار بيئــة‪ ،‬اكن البــد مــن الفصــل التحليــ� بـ يـ�ن‬
‫ض ي‬
‫وبيئتــه بوضــع نقــاط تصوريــة تــو� مناطــق‬ ‫ـياس أُ‬‫السـ ي‬ ‫النظــام‬
‫أ‬ ‫ت‬
‫الســياس‪.‬‬
‫ت ي‬ ‫النظــام‬ ‫حــدود‬ ‫وبــدء‬ ‫خــرى‬ ‫ال‬ ‫نظمــة‬ ‫ال‬‫ُ‬ ‫ــاء‬‫ان�‬
‫ي�هــا‬ ‫وبعبــارة أخــرى‪ ،‬هنــاك حــدود للنظــام الســياس ‪ -‬ي�كــن � ي ز‬
‫ي‬ ‫ً‬ ‫ت‬
‫جوان�ــا‪ ،‬وإن‬ ‫�ليليــا ‪ -‬تفصــه عــن احمليــط أو البيئــة ب�ختلــف ب‬
‫ـياس‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫النظ‬ ‫اكن هــذا ال يعـن إلغــاء عالقــات التأثـ يـر بـ ي ن‬
‫ـ�‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ـى تـ تـم عـ بـر‬ ‫خ‬
‫ـة‪..‬ال الـ ت‬ ‫ـ‬ ‫افي‬
‫ر‬ ‫غ‬ ‫وال‬
‫ج‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫واالقتصادي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫عي‬ ‫وبيئتــه ت‬
‫االج�‬
‫ي‬ ‫ف‬
‫ت‬
‫تطو�مهــا إلقــراب‬ ‫و�ول ي� إطــار ي‬ ‫احلــدود‪ .‬ويضيــف املونــد ب‬
‫ت‬
‫الديــدة حديثــة‬ ‫�ليــل النظــم ليتــا� ودراســة املج تمعــات ج‬ ‫ئ‬
‫ـياس وبيئته‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـام‬‫ـ‬ ‫النظ‬ ‫ـ�‬‫الهعــد ب�الســتقالل إىل أن احلــدود بـ ي ن‬
‫أ ي‬ ‫ث ف‬ ‫ت‬
‫�تلــف مــن جمتمــع إىل آخــر‪ ،‬وتتــأ� ي� ذلــك ب�لوضــاع والقـ يـم‬ ‫خ‬
‫االج�عيــة والثقافيــة الســائدة‪.‬‬ ‫ت‬

‫‪110‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ـياس‬
‫• ً املدخــات ‪ : Inputs‬تشــمل مدخــات النظــام السـ ي‬
‫وفقــا القـ تـراب التحليــل النسـق ي عــى لك مــا يتلقــاه هــذا النظام‬
‫ث‬ ‫َّ‬
‫مــن بيئتــه‪ .‬ويالحــظ أن هنــاك �ــة اختالفــات حــول هــذه‬
‫ً‬
‫املدخــات‪ .‬فطبقــا ل ـرأي ايســتون تشــتمل مدخــات النظــام‬
‫ـي� فقــط مهــا املطالــب والتأييــد‪.‬‬ ‫ـر� رئيسـ ي ن‬ ‫الســياس عــى عنـ ي ن‬
‫أ‬ ‫ي‬
‫االج�عيــة‪ ،‬خاصــة تلــك املتعلقــة‬ ‫تشــر الوىل إىل الرغبــات ت‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫ن‬
‫وه ي� رأيه‬ ‫ي‬ ‫ـع‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫تم‬ ‫املج‬ ‫ـداف‬‫ـ‬ ‫أه‬ ‫قيق‬ ‫و�‬ ‫ـم‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫توزي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫بكيفي‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م�‬
‫قــد تكــون عامــة امك قــد تكــون حمــددة‪ .‬وقــد يكــون التعبـ يـر ن‬
‫ع�ــا‬
‫ت‬ ‫ـا�ة أو غـ يـر مبـ ش‬ ‫بصــورة مبـ ش‬
‫ـا�ة‪ .‬وتشـ يـر الثانيــة إىل إال ج�اهــات‬
‫واملواقــف ســواء املؤيــد نم�ــا أو املعــارض للنظــام‪.‬‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫َّ ف‬ ‫خ‬
‫املرجــات ‪ : Outputs‬عر�ــا ايســتون ب��ــا جمموعــة‬ ‫•‬
‫ت‬ ‫أ‬
‫ـى يقــوم ب�ــا النظــام وتكــون‬ ‫القـرارات والفعــال والترصفــات الـ ي‬
‫هلــا الصفــة إاللزاميــة‪ ،‬ويـ تـم ب�قتضاهــا التخصيــص الســلطوي‬
‫ف‬
‫للقــم ي� املج تمــع‪.‬‬ ‫ي‬
‫‪ .3‬االفتراضات األساسية التي يرتكز عليها االقتراب‪:‬‬
‫ت‬
‫ي�تكــز اقـ تـراب �ليــل النظــم امك قدمــه ايســتون عــى جمموعــة‬
‫أمههــا‪:‬‬‫االف�اضــات لعــل َّ‬ ‫مــن ت‬
‫اق�اب‬ ‫• العمليــة السياســية معليــة آليــة ديناميكية‪ :‬يفـ تـرض ت‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫َّ‬
‫بــ� مكــو�ت‬ ‫النظــ� أن التفاعــات السياســية ي‬ ‫ي‬ ‫التحليــل‬
‫املتلفــة وبع�ض ــا البعــض‪ ،‬مــن خــال التأكيــد عــى‬ ‫النظــام خ‬

‫‪111‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫خ‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫التفاعــل بـ ي ن‬
‫ـ� النظــام ب�نظمتــه الفرعيــة والبيئة ب�نظم�ــا املتلفة‪.‬‬
‫ث أ‬ ‫• النظــام الســياس نظــام مفتــوح ث‬
‫يــؤ� ويتــأ� ب�لنظمــة‬ ‫ي‬
‫َّ‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫الخــرى‪ :‬نقطــة البدايــة ي� التحليــل لــدى ايســتون تفــرض أن‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫ـياس تــم اســتجابة‬ ‫التفاعــات السياســية ي� إطــار النظــام السـ ي‬
‫ـياس بطبيعتــه كنظــام اجـ تـام يع‬ ‫ي‬ ‫للتأثـ يـرات البيئيــة‪ .‬النظــام السـ‬
‫الخــرى املشــل�ة‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ت‬
‫قــد فصــل �ليليــا عــن النظمــة االج�عيــة‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫َّ‬
‫للبيئــة‪ ،‬أن مــا ي ج�عــل �ديــد هــذه البيئــة ب�ختلــف مكو��ــا‬
‫االفــراض الــذي ينظــر إىل احليــاة‬ ‫ت‬ ‫أمــر هــام وحيــوي هــو‬
‫السياســية عــى نأ�ــا تشــل نظــام مفتــوح عرضــة للتـ ثـأ� ب�لبيئــة‬
‫ث‬ ‫آ‬
‫احمليطــة‪ ،‬وإن اكن هــو الخــر يــؤ� يف�ــا بــدوره وطاملــا أن احليــاة‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫ُ‬
‫السياســية ت�ــم عــى أ�ــا نظــام مفتــوح‪ ،‬فــإن املطالــب ‪ -‬امك‬
‫ي�ى ايســتون ‪ -‬تقــدم لنــا أحــد املفاتيــح الرئيســية فل�ــم الطــرق‬
‫ت‬ ‫الـ ت‬
‫ـى مــن خالهلــا �ــدث البيئــة اللكيــة انطباهعــا عــى معليــات‬ ‫ي‬
‫النظــام وعــى خمرجاتــه‪.‬‬
‫َّ‬
‫• النظــام يقــوم ب�جموعــة من الوظائــف ال ُبد م�ا الســتمراره‪:‬‬
‫ن‬
‫�ة‬ ‫َّ‬
‫ـ� قيمــة للدراســة التحليـ للحيــاة السياســية كنظــام‬ ‫ي‬ ‫إن مــا يعـ‬
‫ت‬
‫ـلوك امك ينظــر إليــه اقـ تـراب �ليــل هــو التســاؤل الــذي يثــور‬ ‫ي‬ ‫سـ‬
‫ف‬ ‫َّ أ‬
‫حــول كيــف أن النظمــة السياســية تســتمر ي� عــامل يتضمــن‬
‫عنــارص التغـ يـر امك يتضمــن عنــارص االســتقرار‪ .‬يقــول ايســتون‬
‫ة‬ ‫َّ‬
‫أن حمــاول إالجابــة عــى هــذا التســاؤل كشــفت مــا أامسه ”دور‬
‫‪112‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ت‬ ‫أ‬
‫ـى تتبلــور حــول جمموعــة مــن‬ ‫حيــاة النظمــة السياســية“‪ ،‬والـ ي‬
‫بدو�ــا ال يســتطيع أي نظــام‬ ‫الوظائــف اهلامــة واحليويــة الـ تـى ن‬
‫ي‬
‫ـياس أن يســتمر وأن ي�افــظ عــى بقــاؤه‪.‬‬ ‫سـ ي‬
‫غ‬ ‫ً‬
‫• البيئــة تفــرض عــى النظــام ضغوطــا‪ :‬عــى الــر� مــن أن‬
‫َّ‬ ‫�ة ت‬ ‫ت‬
‫جوان�ــا �ثــل مشــل �ليليــة خطـ يـرة‪ ،‬إال أن‬ ‫ب‬ ‫البيئــة ب�ختلــف‬
‫أ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ايســتون أكــد عــى أنــه ي�كــن إىل حــد كبـ يـر تبســيط المــور‬
‫ـ� االهـ تـامم حــول‬ ‫فـ يـام يتعلــق بتحليــل ثأ� البيئــة إذا مــا ت� ت�كـ ي ز‬
‫مكــؤ�ات‬ ‫الــى ي�كــن اســتخداهما ش‬ ‫جمموعــة مــن املدخــات‪ ،‬ت‬
‫ي‬ ‫أ‬
‫املــؤ�ات ال كــ أمهيــة مــن حيــث مــدى إهساهمــا‬ ‫رث‬ ‫تلخــص ث‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫ـى تعـ بـر احلــدود مــن البيئــة إىل‬ ‫ي� خلــق التــو� والضغــوط الـ ي‬
‫ين‬
‫رئيســي�‬ ‫ين‬
‫مدخلــ�‬ ‫كــ� عــى‬ ‫داخــل النظــام الســياس ب� تل� ي ز‬
‫ي‬
‫ومهــا‪ :‬املطالــب والتأييــد‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ف‬ ‫ُّ‬ ‫َ َ‬
‫ـى‪ :‬يعتقــد ايســتون أن القــدرة احلقيقية لبعض‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫• النظــام تكيـ‬
‫ت‬ ‫غ‬ ‫أ‬
‫النظمــة عــى االســتقرار والبقــاء ر� الضغــوط والتــو�ات غـ يـر‬
‫بيئا�ــا ي�مــل عــى االعتقــاد‬ ‫العاديــة الـ تـى تتعــرض هلــا مــن ت‬
‫لأ‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫ي‬
‫ـرورة مقدرات ل ســتجابة‬ ‫ب�قيقــة أن هــذه النظمــة �تلــك ب�لـ ض‬
‫ت‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫موا�ــة هــذه الضغــوط والتــو�ات وعليــه‪� ،‬ــو يفــرض أن‬ ‫ي� ج‬
‫رث‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫النظــام الســاس هــو نظــام تكيـ ف‬
‫ـى ويقــوم ي� الواقــع ب� كـ مــن‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫جمــرد رد الفعــل بصــورة ســلبية للتأثـ يـرات البيئيــة‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫‪ .4‬العالقات األساســية التي يطرحها االقتراب النســقي‬
‫داخــل التنظيــم‪:‬‬
‫اقــراب التحليــل النســق ي جمموعــة مــن العالقــات‬ ‫يطــرح ت‬
‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫التنظ�‬
‫ي‬ ‫ـى يتكون م�ــا‬ ‫الساســية بـ يـ� العنــارص أو املتغـ يـرات الـ ي‬
‫ـ� البيئــة خ‬
‫الارجيــة احمليطــة عـ بـر احلــدود‬ ‫مــن ن�حيــة‪ .‬ن‬
‫وبي�ــا وبـ ي ن‬
‫أ‬ ‫غــره مــن النظــم ت‬ ‫ت‬
‫االج�عيــة الخــرى مــن‬ ‫الــى تفصــه عــن ي‬ ‫ي‬
‫ن�حيــة أخــرى‪.‬‬
‫و�ــة نظــر ايســتون عــى التنظـ يـم نج�ــد أن‬ ‫عــن طريــق اســقاط ج‬
‫خ‬ ‫ن أ‬ ‫هنــاك مموعــة مــن العالقــات ئ‬
‫القا�ــة بـ يـ� النظمــة املتلفــة‬ ‫ج‬
‫لتأثــرات مــن بع�ض ــا‬‫ب�عتبــار نأ�ــا أنظمــة مفتوحــة تتعــرض ي‬
‫اج�عيــة ‪-‬‬ ‫البعــض‪ .‬فالواقــع أنــه ليســت هنــاك ث�ــة أنظمــة ت‬
‫ة ت ً‬ ‫ن‬
‫التنظــم ب�لطبــع ‪ -‬ي�كــن أن تكــون معــزول �امــا عــن‬ ‫ي‬ ‫وبي�ــا‬
‫البيئــة احمليطــة‪ ،‬وعــى ذلــك فــإن التحليــل النس ـق ي ي ج�ــب أن‬
‫اه�مــه عــى دراســة العالقــات عـ بـر احلــدود بـ يـ�ن‬ ‫ُ ي� ِّكــز ُجـ َّـل ت‬
‫خ‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫وبــ� املدخــات واملرجــات‪.‬‬ ‫النظمــة ي‬
‫ن‬ ‫غ‬
‫وعــى الــر� مــن أن هــذه املفاهـ يـم املتعــددة تتفــاوت إال أ�ــا‬
‫مدلوال�ــا ب خ�صــوص مــا يـ تـم‬
‫ت‬ ‫تتشــابه إىل حــد كبـ يـر مــن حيــث‬
‫ف‬
‫تبــادهل وانتقــاهل عـ بـر حــدود التنظـ يـم ي� بيئتــه الداخليــة وبينــه‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫ـ� خمتلــف النظمــة ي� البيئــة الارجيــة‪.‬‬
‫خ‬ ‫وبـ ي ن‬

‫‪114‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫‪ .5‬اإلنتقادات الموجهة إلى اقتراب تحليل النظم‪:‬‬
‫ف‬
‫ـى أضا�ــا اقـ تـراب التحليــل‬ ‫ي‬
‫الوانــب إال ي ج�ابيــة الـ ت‬ ‫ج‬ ‫ـ�‬‫بعــد تثمـ ي ن‬
‫ت‬ ‫النسـق‬
‫التنظ�‪ ،‬ج�در‬ ‫ي‬ ‫أو‬ ‫ـية‬ ‫ـ‬ ‫السياس‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ر‬ ‫الد‬ ‫ـواء‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫حقل‬ ‫إىل‬ ‫ي‬
‫إالشــارة � نال�ايــة إىل أمه إالنتقــادات الـ تـى تعرض هلا ت‬ ‫ف‬
‫االق�اب‬ ‫ْ ي‬ ‫َّ ي‬
‫اقــراب التحليــل‬ ‫�ــت إىل ت‬ ‫الــى ُو ِّج َ‬ ‫ولعــل أول االنتقــادات ت‬
‫ئ‬ ‫ي‬
‫ـ�‬ ‫ـ‬ ‫يع‬ ‫اب‬ ‫ـر‬‫ـ� للوضــع القــا�‪ .‬فاالقـ ت‬ ‫النسـق هــو احملافظــة والتحـ ُّي ز‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫اهـ تـامم مبالــغ فيــه لالســتقرار كقيمــة عليــا تســيطر عــى ســلوك‬
‫المــود‪،‬‬ ‫النظــام حـ تـى وإن اكن االســتقرار املقصــود ال يفـ تـرض ج‬
‫بــل يفـ تـرض التغيـ يـر املنظــم الــذي يطـرأ عــى البيئــة أو النظــام‬
‫َّ‬
‫التغيــر‬
‫ي‬ ‫أو يلك�مــا اســتجابة إىل املطالــب إال أنــه ال يتضمــن‬
‫ت‬
‫الثــوري ب�ــا يعنيــه ذلــك مــن �ــول جــذري شــامل للنظــام‬
‫ت‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫والتنظـ يـم‪ ،‬وهــو المــر الــذي ال موضــع هل ي� اقــراب النظــم‪.‬‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫َّ‬
‫امك أن االقــراب جعــل مــن اســتمرار النظــام والمــر الواقــع ي�‬
‫ز‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ُ َّ‬
‫حــد ذاتــه هــدف هل‪ ،‬وأعىط جــل اه�مــه و�كـ يـ�ه ب�لبحث عن‬
‫ار النظــام وتدعيمــه وليــس عــن عوامــل تغيـ يـره‬ ‫مقومــات اســتمر ُ‬
‫وتطــو�ه‪ .‬بعبــارة أخــرى يكشــف عــن عنــارص االســتمرارية‬ ‫ي‬
‫ف‬
‫واالســتقرار ي� النظــام‪ ،‬دون أن يســتطيع تفسـ يـر كيــف وملــاذا‬
‫يتطــور النظــام مــن وضــع إىل آخــر بصــورة دقيقــة‪ .‬وهنــا يوجــه‬
‫َّ‬ ‫ت‬ ‫ً‬
‫البعــض إنتقــادا إىل االقــراب ب�عتبــار أن أغلــب الدراســات‬
‫لأ‬ ‫ئ‬ ‫الـ تـى اتبعتــه ت‬
‫ـا� حمافظــة أو مؤيــدة ل مــر الواقــع‪.‬‬ ‫ان�ــت إىل نتـ ج‬ ‫ي‬
‫‪115‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫هنــاك أيضــا إنتقــاد آخــر يوجــه إىل اقــراب �ليــل النظــم امك‬
‫ف‬
‫وامل�ــم للعمليــة‬ ‫ب‬ ‫صاغــه إيســتون يتمثــل ي� التنــاول الرسيــع‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫التحويليــة‪ .‬هــذه العمليــة تتمثــل ي� جمموعــة النشــطة‬
‫ـى ب�قتضاهــا‬ ‫والتفاعــات الداخليــة الـ تـى يقــوم ب�ــا النظــام والـ ت‬
‫في‬ ‫خ‬ ‫ي‬
‫تتحــول مدخــات النظــام إىل مرجــات‪ .‬اكتــى ايســتون‬
‫ت‬
‫إل أن هــذه العمليــة التحويليــة �ــدث داخــل النظام‬ ‫ي‬ ‫ب� إلشــارة‬
‫ت‬ ‫أ‬
‫ـى تقــوم ب�ــا وكيفيــة القيــام‬ ‫دون أن يذكــر لنــا بوضــوح البنيــة الـ ي‬
‫ب�ــا‪ .‬ومــع ذلــك ي�كــن القــول أو وظائــف النظــام عــى مســتوى‬
‫ـى‪.‬‬‫و�ول تتــدارك ذك بعــض الشـ ي ئ‬ ‫ب‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫املون‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫غ‬
‫صا�‬ ‫امك‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫رج‬ ‫خ‬
‫امل‬
‫ن‬
‫الــى أدخلــت عــى �ــوذج ايســتون‬ ‫وحــى بعــد التعديــات ت‬ ‫ت‬
‫ي‬
‫االقــراب ال ي ز�ال يواجــه بعــض‬ ‫ت‬ ‫لتحليــل النظــم‪ ،‬فــإن‬
‫ا�‬ ‫إالنتقــادات ال ســام فــام يتعلــق بصعوبــة التحويــل إالجــر ئ‬
‫ي‬ ‫ي ي‬
‫ف‬ ‫املفاهــم ن‬
‫كو�ــا مبالغــة ي� التجريــد‪ ،‬امم جعــل‬ ‫ي‬ ‫لكثــر مــن‬‫ي‬
‫قابلي�ــا للقيــاس‪ ،‬ومــن ث� اختبــار العــروض وإج ـراء‬ ‫صعوبــة ت‬
‫اع�ضــت‬ ‫الــى ت‬ ‫الصعــو�ت التطبيقيــة ت‬ ‫ب‬ ‫الدراســات‪ ،‬ولعــل‬
‫ي‬ ‫ف‬
‫ســام ي� جمــال دراســات‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫اب‪،‬‬ ‫ت‬
‫االقــر‬ ‫حمــاوالت اســتخدام‬
‫ـدول أصــدق دليــل عــى ذلــك‪.‬‬ ‫العالقــات الدوليــة والنظــام الـ ي‬

‫‪116‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫‪ .6‬ملخص حول نظرية النظم (التحليل النسقي)‬

‫‪117‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬

‫‪118‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫المحور التاسع‪ :‬التنظيم كتعلم ثقافي‬
‫أوال‪ :‬اإلدارة اليابانية و نظرية ‪J A Z‬‬
‫قبــل الدخــول بتفاصيــل و أبعــاد و عنــارص إالدارة‬
‫الصائــص العامــة للفــرد و‬ ‫اليا�نيــة ال بــد مــن التطــرق إىل خ‬ ‫ب‬
‫ز أ‬
‫ـا� ن ي� بشــل عــام‪ ،‬حيــث تعتـ بـر الركـ يـ�ة الساســية‬ ‫املج تمــع اليـ ب‬
‫ـى أطلــق‬ ‫ـا� ن� ف� إالدارة‪ ،‬حيــث أن أوتـ ش‬
‫ي‬ ‫فلنجــاح النمــوذج اليـ ب ي ي‬
‫ـى يتصــف‬ ‫الصائــص و السمات الـ ت‬ ‫� هــذه الكتــاب مــن تلــك خ‬
‫ي‬ ‫ن ف‬ ‫ي‬
‫الانــب‬‫ج‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫انعاكهس‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫دارة‬ ‫ال‬
‫ـا� ي� ي إ‬
‫�‬ ‫ب�ــا املج تمــع اليـ ب‬
‫اليا�نيــة و‬ ‫اكت‬ ‫ـر‬ ‫ش‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫املؤسس‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫داخ‬ ‫ـ�‬ ‫ـ‬ ‫العم‬ ‫و‬ ‫ـى‬ ‫ف‬
‫ب‬ ‫ت ي‬ ‫الوظيـ ي‬
‫أدر�ــا �ــت عنــوان حاجتنــا إىل التعــم‪.‬‬ ‫ـى ج‬ ‫الـ ت‬
‫ي‬
‫أ ف‬
‫• الثقــة‪ :‬فالــدرس الول ي� نظريــة ‪ Z‬هــو الثقــة و ربطهــا‬
‫ف‬
‫ـ� خمتلــف القطاعــات ي� املج تمــع مــن مؤسســات‬ ‫ب� إلنتاجيــة بـ ي ن‬
‫نقــا�ت و يغ�هــا‪ ،‬و كذلــك اتبــاع النظــام إالداري املوســع‬ ‫و ب‬
‫ـ� و ينعكــس‬ ‫ـ� العاملـ ي ن‬ ‫الــذي يؤكــد احملافظــة عــى جــو الثقــة بـ ي ن‬
‫ش‬ ‫ف‬ ‫ن‬
‫أوت� أســاس‬ ‫ي‬ ‫ه‬‫يعت�‬
‫ب‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫دارة‬ ‫ال‬
‫إ‬ ‫�‬‫عــى مشــاركة العاملـ ي ي‬
‫ـ�‬
‫االرتقــاء ب�ســتوى إالنتاجيــة‪.‬‬
‫• الرقــة و تال�ذيــب و حــدة الذهــن‪ :‬أو مــا ي�كــن تســميته‬
‫ـ� أفـراد‬ ‫ب�حلــذق و املهــارة‪ ،‬و �ج يــع هــذه الصفــات مشـ تـر كة بـ ي ن‬
‫ف‬ ‫املج تمــع و الـ ت‬
‫ـى تنعكــس عــى الكفــاءة و الفاعليــة ي� العمــل‪.‬‬ ‫ي‬

‫‪119‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ت ف‬ ‫أ‬
‫اليا�نيــة‬
‫• اللفــة و املــودة‪ :‬و يه رابطــة مشــر كة ي� احليــاة ب‬
‫ن‬ ‫آ‬ ‫ملــا تنطــوي عليــه مــن ت‬
‫خــر� و مــن مشــاعر‬ ‫اهــامم و دمع لل ي‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫الــى �كــن املــرء مــن العيــش‬ ‫االنضبــاط و عــدم ال�نيــة ي‬
‫االج�عيــة الوثيقــة و الــىت‬‫المــن مــن خــال إقامــة العالقــات ت‬ ‫آ‬
‫ي‬ ‫أ‬
‫تنعكــس عــى الفـراد ب�الســتقرار و عــى املنظمــات ب� إلبــداع و‬
‫االبتــار‪ .‬مــن السمات الســابقة تـ بـرز مشــاعر الــوالء و االنـ تـامء و‬
‫آ ن ت‬ ‫ت‬
‫ـر� و ج�ــاه العمــل و‬ ‫الماعيــة ج�ــاه الخـ ي‬ ‫الشــعور ب�ملســؤولية ج‬
‫املؤسســات بشــل عــام‪.‬‬
‫‪ .1‬التعريــف بنظريــة ‪ :Z‬ي�كــن تعريــف هــذه النظريــة‬
‫خ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫عــى نأ�ــا‪� :‬ــوذج إداري ي� ب� ي� ي ج�مــع مفاهـ يـم و أ�ــاط متلفــة‬
‫اليا�نيــة‬
‫ـى مــن خــال مقارنتــه لملنظمــات ب‬ ‫وضهعــا العــامل أوتـ ش‬
‫أ‬ ‫ي أ‬ ‫أ‬
‫و المريكيــة باكفــة البعــاد و يفــر هــذا النمــوذج الســباب‬
‫اليا�نيــة‪ .‬و ســنعرف أمه‬ ‫الاكمنــة وراء نج�ــاح املنظمــات ب‬
‫ز‬ ‫ت‬
‫أبعــاد هــذا النمــوذج مــن خــال �ليــل خصائــص و ممـ يـ�ات‬
‫اليا�نيــة و ذلــك لربــط النظريــة ب� جلوانــب العملية‪.‬‬‫املنظمــات ب‬
‫اليا�نيــة‪ :‬اتســمت املنظمــات‬ ‫‪ .2‬خصائــص املنظمــات ب‬
‫أ‬
‫اليا�نيــة بعــدة خصائــص انفــردت ب�ــا‪ ،‬و اكن مــن الســباب‬ ‫ب‬
‫�ج‬ ‫ق‬
‫لم�‪،‬‬
‫يل‪( :‬الس ي‬‫الرئيســية لنجاهحــا و تفو�ــا مــا ي�كــن إ ــاهل ب�ــا ي‬
‫‪)1975‬‬

‫‪120‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ـ� ب�ــا املنظمــة‬ ‫• التوظيــف مــدى احليــاة‪ :‬أمه خاصيــة تتمـ ي ز‬
‫لد�ــا مــدى احليــاة‪ ،‬و هذه ث‬
‫أك�‬ ‫ـ� ي‬‫اليا�نيــة ه توظيــف العاملـ ي ن‬ ‫ب‬
‫ي‬
‫عل�ــا العديــد‬ ‫ـى تقــوم ي‬ ‫مــن جمــرد سياســة بــل تعتـ بـر القاعــدة الـ ت‬
‫ي‬
‫اليا�نيــة و لذلــك نج�ــد أن هــذه الســمة‬ ‫مــن أوجــه احليــاة ب‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫ـى للعاملـ يـ� و ز� يــد مــن إنتاجي�ــم‬ ‫ي‬ ‫تنعكــس عــى الداء الوظيـ‬
‫ـى و‬ ‫و إبداهعــم ملــا يتمتــع بــه هــذا النظــام مــن اســتقرار وظيـ ف‬
‫ي‬ ‫آ‬
‫خ‬
‫إ�ابيــة متلفــة‪ ،‬امك و ينتــج عــن‬ ‫ث‬
‫ـ� ينعكــس عــى الفــرد ب��ر ي ج‬ ‫نفـ ي‬
‫هــذه الفلســفة فوائــد عديــدة نم�ــا‪:‬‬
‫ن‬ ‫أ‬
‫• حصــول الفـراد عــى ماكفــأة �ايــة املــدة بعد ســن التقاعد‬
‫كر�ــة‪.‬‬ ‫ـيل لـ ضـامن حيــاة ي‬ ‫و الـ تـى تعتـ بـر وسـ ة‬
‫ي‬
‫• نظام املاكفأة املستخدم لك ستة ش�ور أو سنة‪.‬‬
‫التنظ�‬
‫ي‬ ‫ـص‬ ‫ـ‬ ‫خصائ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـر‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫كب‬ ‫ـزء‬
‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ـاك‬
‫ـ‬ ‫هن‬ ‫ـة‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫قي‬‫ال�‬‫ت‬ ‫• التقيـ يـم و‬
‫ـا� ن� تتعلــق بطــرق التقيـ يـم و تال�قيــة‪ ،‬حيــث يتمـ ي ز‬
‫ـ�‬ ‫إالداري اليـ ب‬
‫ت‬ ‫ي‬
‫نظــام تال�قيــة ب�لبــطء امم يــؤدي إىل �قيــق االنفتــاح و دمع ميول‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الفـراد للتعــاون و رفــع مســتوى الداء‪ ،‬حيــث أن النظام الذي‬
‫الســل� ال بــد أن تظهــر نتيجتــه الــىت‬ ‫أ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ينطــوي عــى أن الداء‬
‫ن‬ ‫ف‬
‫الميــع ي� �ايــة املطــاف‪.‬‬ ‫يســتفيد نم�ــا ج‬
‫• مســارات احليــاة الوظيفيــة غـ يـر املتخصصــة‪ :‬و يه تفسـ يـر‬
‫ف‬
‫ـا� ن ي� ينتقــل‬
‫ب‬ ‫ـ‬ ‫الي‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫العام‬ ‫أن‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫قي‬‫ال�‬‫ت‬ ‫�‬‫لعمليــة البــطء ي‬
‫‪121‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ن‬ ‫ف‬
‫مــن مســار إىل آخــر ي� املنظمــة امم يعـ ي يز�دة مســتوى اطالعــه‬
‫الشــامل لاكفــة أبعــاد العمــل و طبيعــة‬ ‫ة‬ ‫و هماراتــه و معرفتــه‬
‫ين‬
‫املوظفــ�‬ ‫بــ� الوظائــف و كذلــك قــدرة‬ ‫املتلفــة ي ن‬ ‫العالقــات خ‬
‫ف‬ ‫�ض‬ ‫أ‬
‫عــى القيــام ب�معــال بع ــم تــؤدي إىل عــدم توقــف العمــل ي�‬
‫حــال غيــاب أي فــرد‪.‬‬
‫ف‬
‫اليا�نية‪:‬‬
‫‪ .3‬مقومات العمل ي� املؤسسة ب‬
‫ش‬ ‫ز‬ ‫ت‬ ‫ز‬ ‫ت‬
‫اليا�نيــة مــن الناحيــة‬ ‫اليا�نيــة و �ـ يـ� الــر اكت ب‬ ‫إن �ـ يـ� إالدارة ب‬
‫الدوليــة بــا شــك يقــف وراءه الكثـ يـر مــن املقومــات الداخليــة‬
‫وه‪:‬‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ارجي‬ ‫و خ‬
‫ال‬
‫ي‬
‫ف‬
‫• الرقابــة الضمنيــة‪ :‬حيــث أن وســائل الرقابــة إالداريــة ي�‬
‫الـ بـرة و املفاهـ يـم‬ ‫اليا�نيــة تتصــف بقــدر كبـ يـر مــن خ‬ ‫الـ شـراكت ب‬
‫ن‬ ‫كأ‬ ‫أ‬
‫الضمنيــة و المــور الداخليــة لدرجــة تبــدو مهعــا و �ا ليســت‬
‫خ‬ ‫أ ش‬
‫موجــودة ب�لنســبة لي �ــص غريــب و لكــن العمليــات‬
‫�ة‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫إالداريــة ي� حقيقــة المــر معليــة متاكم ـ و ب�لغــة االنتظــام و‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫�تــاج إىل قــدرات خاصــة و ي� نفــس الوقــت تتــم ب�ملرونــة‪.‬‬
‫ً‬ ‫و نســتنتج مــن ذلــك أن اســتخدام الرقابــة الضمنيــة يـ ث‬
‫ـؤ� كثـ يـرا‬
‫لتــال‬ ‫�‬‫ب‬ ‫و‬ ‫الثقــة‬ ‫و‬ ‫نتــاج‬‫ل‬ ‫إ‬ ‫�‬‫ب‬ ‫ين‬
‫للعاملــ�‬ ‫عــى الــروح املعنويــة‬
‫ي‬ ‫ف أ‬ ‫ت‬
‫�قيــق الكفــاءة و الفعاليــة ي� الداء و هــو بطبيعــة احلــال مــا‬
‫ـ� إالدارة ب‬
‫اليا�نيــة‪.‬‬ ‫ي�ـ ي ز‬

‫‪122‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫• الثقافــة التنظيميــة‪ :‬و ي�كــن مالحظــة هــذه الســمة مــن‬
‫ـ� ســواء اكنــوا‬ ‫خــال خمتلــف املمارســات و الســلوكيات للعاملـ ي ن‬
‫ن‬ ‫ت زً أ‬ ‫مــدراء أو موظفـ ي ن‬
‫ـ� و كذلــك �يـ يـ�ا لهــداف التنظـ يـم مــن �حية‬
‫ن‬ ‫ت ً‬
‫تو�ــات إالدارة مــن �حيــة أخــرى‪ .‬و من‬ ‫و �قيقــا لرغبــات و ج‬
‫املعــروف أن الثقافــة التنظيميــة ذات ثأ� كبـ يـر عــى معتقــدات‬
‫ز‬ ‫ت‬ ‫ن أ‬
‫و أفــار العاملـ يـ�‪ ,‬المــر الــذي ينعكــس عــى مــدى الــ�ام و‬
‫ـ� لعملهــم‪.‬‬ ‫والء العاملـ ي ن‬
‫الــى ت� يــ�ز‬ ‫الصائــص ت‬ ‫ا�ــاذ القــرار‪ :‬مــن أمه خ‬ ‫• طريقــة ت خ‬
‫ي‬ ‫خ‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫اليا�نيــة طريقــة املشــاركة ي� ا�ــاذ القــرارات ب�يــث‬ ‫إالدارة ب‬
‫ـيتأ� ب�ــذا الق ـرار‪ ،‬و هــذا بــدوره يع ـن‬ ‫يـ تـم شإ�اك لك مــن سـ ث‬
‫ي‬ ‫خ‬ ‫ف ت‬ ‫ت‬
‫�مــل املســؤولية مــن قبــل مــن يشــارك ي� ا�ــاذ الق ـرار لــذا‬
‫أ‬
‫فــإن صنــع القـرار ي�ثــل الوصــول إىل القـرار الفضــل و بنفــس‬
‫ت‬ ‫ت‬
‫الوقــت �مــل املســؤولية و �قيــق الــوالء هلــذا القـرار بقبــوهل و‬
‫تنفيــذه بشــل جيــد‪ ،‬و هــذا ينعكــس عــى مــدى نج�ــاح القـرار‬
‫و موضوعيتــه‪.‬‬
‫املــ�ة مــن‬ ‫املشــر كة‪ :‬و ي�كــن أن تكــون هــذه ي ز‬ ‫ت‬ ‫القــم‬
‫ي‬ ‫•‬
‫ً‬ ‫ف ً ف‬
‫اليا�نيــة و خصوصــا مــن‬ ‫الوانــب �مــا ي� إالدارة ب‬ ‫أصعــب ج‬
‫الماعيــة املوحــدة و‬ ‫قبــل الغــرب و يه االهـ تـامم القــوي ب�لقـ يـم ج‬
‫ـاع ب�ملســؤولية‪ ،‬و ي�كــن النظــر إىل هــذه الســمة‬ ‫ي‬ ‫المـ‬ ‫الشــعور ج‬
‫ن ت ً‬ ‫خ‬ ‫ين‬
‫تلفــ� �امــا‪:‬‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫منظــور�‬ ‫مــن‬
‫‪123‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ت‬ ‫ز‬ ‫ت‬ ‫أ‬
‫الماعيــة املشــر كة مــن‬ ‫لقــم ج‬ ‫• املنظــور الول‪ :‬االلــ�ام ب� ي‬
‫ف‬ ‫املفارقــات الـ تـى ال تتفــق مــع الواقــع الصنــاع و ن‬
‫لك�ــا تــؤدي ي�‬ ‫ي‬
‫غ‬ ‫ي ت‬
‫الوقــت ذاتــه إىل �قيــق النجــاح االقتصــادي ب�لــر� مــن تقييــد‬
‫ـ� لــدى الفــرد لوحــده‪ ،‬و‬ ‫إالبــداع و عــدم وجــود حوافــز التميـ ي ز‬
‫طمــس الشــخصية و فقدانــه احلريــة بســبب التمســك ب�لقـ يـم‬
‫الماعيــة‪.‬‬ ‫ج‬
‫اليــا� ن ي� يتــم‬
‫مــاع ب‬ ‫ي‬ ‫ال‬
‫ج‬ ‫العمــل‬ ‫أن‬ ‫هــو‬ ‫‪:‬‬ ‫• املنظــور ن‬
‫الثــا�‬
‫ي‬
‫أ‬
‫ب�لكفــاءة االقتصاديــة لنــه ي�مــل النــاس عــى العمــل املشـ تـرك‬
‫�ض ف‬ ‫أ‬
‫الهــود و‬ ‫و تشــجيع الف ـراد لبع ــم ي� ســبيل بــذل أفضــل ج‬
‫ئ‬
‫ســام و أن احليــاة الصناعيــة‬ ‫النتــا� ال ي‬ ‫ج‬ ‫الوصــول إىل أفضــل‬
‫ـ�‬‫ـ� العاملـ ي ن‬ ‫تتطلــب وجــود العالقــات املتشــابكة و املتاكمـ�ة بـ ي ن‬
‫ـا� ن ي� هــو مــا‬
‫ـاع اليـ ب‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ال‬‫ج‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫للعم‬ ‫الأىمس‬ ‫ببعــض و يبـ قـى املعـ ن‬
‫ـى‬
‫يأ‬
‫مــاع‪.‬‬
‫ال ي‬ ‫الماعيــة عــن الداء ج‬ ‫يتعلــق بتحمــل املســؤولية ج‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫ت‬
‫العاملــ�‪ :‬و مفادهــا أن‬ ‫ي‬ ‫لالهــامم ب�لفــراد‬ ‫النظــرة الشــمولية‬
‫ـ� منذ دخوهلــم إىل املنظمة و‬ ‫اليا�نيــة تعـ نـى ب�ملوظفـ ي ن‬ ‫املنظمــات ب‬
‫مــن مرحـ�ة التدريب و إجراء ما يســى بعمليــة ‪socialization‬‬
‫ـه املوظــف مــن معــه و يصــل إىل مرحـ�ة التقاعــد و‬ ‫ي‬
‫إىل أن ينـ ت‬
‫ـو� القــوى العامـ�ة و العمــل‬ ‫ي‬ ‫ذلــك ب إ�جـراء معليــات تنميــة و تطـ‬
‫ً‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫ـى هلــم و خصوصــا‬ ‫عــى �قيــق االســتقرار االجــام يع و الوظيـ ي‬
‫اج�عيــة و حضاريــة و‬ ‫مــؤ�ات ت‬ ‫أن هــذا املبــدأ ينبثــق عــن ث‬
‫‪124‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫وظيفيــة‪.‬‬
‫ـا� ن ي� فإنــه مــن‬
‫و بعــد اســتعراض أمه خصائــص النمــوذج اليـ ب‬
‫ن‬
‫املناســب أن �ــاول االجابــة عــى الســؤال هــل ي�كــن تطبيــق‬
‫ف‬
‫هــذا النظــام � منظمــات االمعــال ب�لــدول االخــرى ؟‪.‬‬
‫اليس� عن املنظمة“‪”Z‬‬ ‫التقد� ي‬ ‫ي‬ ‫لالجابة البدلنا من‬
‫ت‬
‫اوال ‪ :‬إن لك ش�كــة مــن نــوع ‪ Z‬هلــا خصائــص � ي�هــا عــن‬
‫ز‬
‫ت‬ ‫يغ�هــا‪ ,‬خ‬
‫فالصائــص الســابقة و يغ�هــا ج�عــل هــذه املنظمــات‬
‫ذات سياســة و فلســفة إداريــة خمتلفــة و عــاوة عــى ذلــك فإن‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ت‬
‫النــوع “‪ ”Z‬مــن الـ شـراكت �تلــك قــدرا كبـ يـرا مــن املمتلــات‬
‫أ‬
‫ـرمس‬
‫التخطيــط الـ ي‬ ‫املتعلقــة ب�ملعلومــات و النظمــة احملاســبية و‬
‫و إالدارة ب� ألهــداف‪ ،‬لذلــك نج�ــد هــذه املنظمــات ت�تلــك حــالة‬
‫ف‬ ‫ض‬ ‫ن أ‬
‫بــ� المــور الوا�ــة و الضمنيــة ي� الوقــت‬ ‫مــن التــوازن ي‬
‫خ‬ ‫ت‬
‫الــذي يعتمــد فيــه ا�ــاذ الق ـرارات عــى اكمــل احلقائــق فإنــه‬
‫ش‬ ‫أ‬
‫ي�اىع االهـ تـامم ب�ــدى مناســبة الق ـرار لوضــاع ال� كــة و مــدى‬
‫انســجامه مــع سياسـ تـها‪.‬‬
‫أ‬ ‫ممــ�ات هــذه ش‬ ‫و ب�لتــال فــإن ي ز‬
‫الــراكت متعلقــة ب�ســلوب‬ ‫ي‬
‫الر�يــة الـ ت‬ ‫لأ‬ ‫ال� كــة و ت‬‫ش‬
‫تعت�هــا ماكفأة‬ ‫ـى ب‬ ‫أ ي‬ ‫ب‬ ‫إىل‬ ‫و‬ ‫ـداف‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫نظر�‬
‫ـد� الفضــل‪ ،‬فاهلــدف و‬ ‫ـع�ا املتواصــل لتقـ ي‬ ‫ال� كــة و سـ ي‬ ‫لبقــاء ش‬
‫ت‬ ‫ئ ً‬ ‫الغايــة لــل منظمــة التمـ ي ز‬
‫ـ� املســتمر دا�ــا‪ .‬و امم ج�ــدر إالشــارة‬
‫‪125‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ً‬ ‫ت‬ ‫خ‬ ‫أ‬
‫إليــه ب�ن اللفيــة النظريــة للنــوع “‪� ”Z‬ثــل نوعــا مــن التناســق‬
‫ئ‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫تشــب�ها ب�لعشــا� أو‬ ‫و التوافــق ي� ثقاف�ــا الداخليــة فيمكــن ي‬
‫ت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫العائــات املتآلفــة الـ تـى ت‬
‫ـاد�‪ .‬و �ثــل الثقافة‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫اقتص‬ ‫ـاطا‬ ‫ـ‬ ‫نش‬ ‫ـارس‬ ‫ـ‬ ‫�‬ ‫ي‬
‫ف‬
‫ـ� ي� تطبيــق النظــام‬ ‫صعوبــة و حاجــز رئيـ ي‬ ‫و الفــوارق الثقافيــة‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫اط يقيــد‬ ‫الب�وق ـر آي‬ ‫“‪ ”Z‬ي� املنظمــات الخــرى‪ ،‬امك أن التنظـ يـم ي‬
‫ـر�ن‬ ‫أ‬
‫هــذه الثقافــة و ي�ــدد حريــة الف ـراد أو تعاملهــم مــع الخـ ي‬
‫ـ�‪.‬‬‫و هــذا ينعكــس عــى جــو العمــل و الداء الوظيـ فـى للعاملـ ي ن‬
‫ي‬
‫ومــن خــال ماذكــر ســابق ي�كــن تطبيــق هــذا االســلوب او‬
‫ف‬
‫التحــول مــن النظريــة ‪ A‬إىل النظريــة ‪ � Z‬منظمــات االمعــال‬
‫ب�لــدول االخــرى و ي�كــن توضيــح ذلــك مــن خــال جمموعــة‬
‫الطــوات املتناســقة املتسلســ�ة بشــل منطــق ي و إداري‬ ‫مــن خ‬
‫ض‬ ‫و هــذه خ‬
‫الطــوات تــو� ب�لتحديــد مراحــل إرشــادية لعمليــة‬
‫الطــوات التاليــة‪:‬‬ ‫التحــول حســب خ‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫خ‬
‫ـد�‬
‫الطــوة الوىل‪ :‬ت�ــم النــوع “‪ ”Z‬مــن املنظمــات و دور املـ ي‬
‫يف�ــا و ذلــك مــن خــال قيــام املــدراء بعــض القـراءات للتعرف‬
‫ت‬ ‫أ‬
‫ـى تنطوي‬ ‫عــى ثالفــار الاكمنــة وراء النظريــة “‪ ”Z‬و املبــادئ الـ ي‬
‫ـ� ب�نفتــاح و ثقــة ملعرفــة آر ئا�ــم‬ ‫عل�ــا � مناقشـ تـها مــع العاملـ ي ن‬ ‫ي‬
‫حوهلا‪.‬‬
‫ت‬ ‫ش‬ ‫أ‬ ‫خ‬
‫الطــوة الثانيــة‪ :‬إعــداد بيــان ب�هــداف ال� كــة و فلســف�ا‬
‫ـى يفـ تـرض أن يعملــوا ب�ــا‬ ‫ي‬
‫ـ� فكــرة عــن القـ يـم الـ ت‬ ‫يعــ� العاملـ ي ن‬
‫ي‬
‫‪126‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ف‬
‫و يتقيــدوا ب�ــا و كذلــك توضيــح طــرق التــرف و الســلوك ي�‬
‫ت‬
‫املنظمــة و ج‬
‫خار�ــا و مــن خــال هــذه العمليــة ي�كــن �قيــق‬
‫الفوائــد التاليــة‪:‬‬
‫ت‬
‫• �ض ورة فت�ــم فكــرة و ثقافــة املنظمــة مــن خــال �ليــل‬
‫القــرارات و مــدى نج�اهحــا‪.‬‬
‫لد�ــا بعــض العيــوب و التناقضــات و‬ ‫• لك منظمــة تتطــور ي‬
‫كشــها مــن خــال التحليــل‪.‬‬ ‫يــم ف‬ ‫ب�لتــال ت‬
‫ي‬
‫اســراتيجيات العمــل و فلســفة‬ ‫بــ� ت‬ ‫• معرفــة تال�ابــط ي ن‬
‫الدارة‪.‬‬ ‫إ‬
‫الطــوة الثالثــة‪ :‬يـ تـم يف�ــا معرفــة إالجـراءات و املمارســات غـ يـر‬ ‫خ‬
‫ت ت‬ ‫املناســبة و الـ ت‬
‫ـى �تــاج إىل إضافات‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫غ�‬
‫ي‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـض‬ ‫ـ‬ ‫تتناق‬ ‫ـى‬
‫ي‬
‫ف‬ ‫معينــة و ف� هــذه احلـ ة‬
‫ـال تـ بـرز أمهيــة مشــاركة إالدارة العليــا ي�‬ ‫ي‬
‫التنظ� إالداري لملؤسســة‪.‬‬ ‫ي‬
‫ت‬ ‫ف‬ ‫خ‬
‫الطــوة الرابعــة‪ :‬عالقــات االتصــال الرمسيــة ي� املؤسســة �دد‬
‫بي�ــم و ي�ى‬ ‫ـ� و مــدى التعــاون ن‬ ‫عالقــات الرؤســاء ب�ملرؤوسـ ي ن‬
‫ـى تتصــف ب�لكفاءة و‬ ‫أوتـ شـى أن اهليــل املناســب لملؤسســة الـ ت‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫التاكمــل هــو النمــوذج الــذي ليــس هل خارطــة تنظيميــة و يشــبه‬
‫ـاع‬ ‫ـ‬ ‫م‬‫ال‬ ‫ـاون‬
‫ـ‬ ‫التع‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫يعم‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫�‬ ‫ـر� ض‬
‫ي‬ ‫ج‬ ‫ذلــك ب�لفريــق الـ ي ي‬
‫لتحقيــق اهلــدف‪.‬‬
‫‪127‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ن‬ ‫آ‬ ‫الطــوة خ‬ ‫خ‬
‫ـر� و يه‬ ‫ـو� همــارات التعامــل مــع الخـ ي‬ ‫امســة‪ :‬تطـ ي‬ ‫ال‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫مــن المــور الساســية لتطبيــق الطريقــة “ز” ي� العمــل و ذلــك‬
‫لتحقيــق التعامــل و العمــل ب�وح الفريــق و مــن هــذه املهــارات‬
‫خ‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫مــا يتعلــق ب��ــاط التفاعــل ي� معليــة ا�ــاذ الق ـرارات و حــل‬
‫توفــر عنــارص‬ ‫اليــد و كذلــك كيفيــة ي‬ ‫االســامع ج‬‫ت‬ ‫املشــالك و‬
‫القيــادة للجماعــة‪.‬‬
‫ـد� لنفســه و النظــام‪ ،‬و قبل قيام‬ ‫الطــوة السادســة‪ :‬تفحــص املـ ي‬ ‫خ‬
‫ـتو�ت‬ ‫ـد� ي ن� بتطبيــق النظرية “ز” عىل املسـ ي‬ ‫الفئــة العليــا مــن املـ ًي‬
‫ف‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫عل�ــم أوال تفحــص أنفهســم لتحديــد مــدى ت�مهــم‬ ‫الد� فــإن ي‬
‫عل�ــا هــذه النظرية‪.‬‬ ‫ـى تقــوم ي‬ ‫للفلســفة الـ ت‬
‫ي‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫خ‬
‫الوظيــى و ذلــك مــن‬ ‫ي‬ ‫ار‬
‫ر‬ ‫االســتق‬ ‫قيــق‬ ‫�‬ ‫الســابعة‪:‬‬ ‫طــوة‬ ‫ال‬
‫ـدال و املشــاركة و‬ ‫خــال توفـ يـر بيئــة معــل مناســبة تتصــف ب�لعـ ة‬
‫ـال توفـ يـر‬ ‫ـ‬ ‫لت‬ ‫�‬‫ب‬ ‫و‬ ‫ـ�‬‫ـتقال بعــض العاملـ ي ن‬‫التغلــب عــى احـ تـامل اسـ ة‬
‫ي‬
‫اكفــة أســباب و متطلبــات االســتقرار و الــوالء للتنظـ يـم و ي ج�ــب‬
‫ف‬
‫ـا�ت العماليــة قبــل إج ـراء أي تغيـ يـر ي�‬ ‫مراعــاة مشــاركة النقـ ب‬
‫املنظمــة‪.‬‬
‫ـا� ن ي� فإنــه مــن‬ ‫و بعــد اســتعراض أمه خصائــص النمــوذج اليـ ب‬
‫ـ� املنظمات‬ ‫املناســب أن نقــوم بعمــل مقارنــة بســيطة و عامة بـ ي ن‬
‫ن‬ ‫أ‬
‫اليا�نيــة و المريكيــة ملعرفــة أمه نقــاط االختــاف بي�مــا‬ ‫ب‬

‫‪128‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ن‬ ‫ض‬
‫امك هو مو� أد�ه ‪:‬‬

‫‪129‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬

‫‪ .3‬ملخص حول نظريات (‪) J- A - Z‬‬


‫تنظيــ� يــاءم‬ ‫كنمــوذج‬ ‫‪z‬‬ ‫نظريــة‬ ‫بطــرح‬ ‫قــام وليــام ش‬
‫أو�‬
‫ن‬ ‫ي‬ ‫أ ي‬
‫ـوذ�‬
‫ـ� �ـ يج‬ ‫املؤسســات المريكيــة وهــذا مــن خــال املقارنــة بـ ي ن‬
‫أ‬
‫اليا�نيــة والمريكيــة‬
‫إالدارة ب‬

‫‪130‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬

‫ثانيــا‪ :‬رونــو ســان ســوليو والتنظيــم كتعلــم‬


‫ثقافــي‬
‫التنظــم‬
‫ي‬ ‫االجــامع رونــو ســان ســوليو ي ن‬
‫يبــ� ان‬ ‫ت‬ ‫نج�ــد أن عــامل‬
‫هــو ذلــك الوســط االجـ تـام يع الــذي يكتســب فيــه الفــرد هويــة‬
‫اج�عيــة‪ ،‬هــذه اهلويــة تكون ن�بعــة من ظروف العمــل ب�لدرجة‬ ‫ت‬
‫ف ف‬
‫ـا� ي� العمــل تتجســد مــن‬ ‫االوىل لتأخــذ نشــل معليــة تعــم ثقـ ي‬
‫خــال أربــع أ�ــاط مــن الســلوك أو الثقافــة املتباينــة‪:‬‬
‫الماهـ يـري الــذي‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫النم‬ ‫أو‬ ‫ـام»‪،‬‬
‫ـ‬ ‫االلتح‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫«ثقاف‬ ‫أو‬ ‫ـط‬‫ـ‬ ‫�‬‫• ن‬
‫ج‬
‫ف‬
‫الماعــة عــن طريــق احملاكــة‬ ‫ج‬ ‫داخــل‬ ‫االنهصــار‬ ‫�‬‫يتمثــل ي‬
‫ينتــ� يال�ــا الفــرد‪،‬‬ ‫الــى‬‫ملعايــر وقواعــد الفئــة ت‬‫ي‬ ‫واالمتثــال‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫‪131‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫والضــوع لســلطة الرئيــس‬ ‫والتضامــن مــع أعضــاء هــذه الفئــة‪ ،‬خ‬
‫ف‬
‫الزعــم‪ ،‬ويتجســد هــذا النمــط أساســا ي� فئــة العمــال‬ ‫ي‬ ‫أو‬
‫ين‬
‫املتخصصــ� ‪.‬‬
‫ن‬
‫• �ــط أو ثقافــة التفــاوض‪ ،‬الــذي نج�ــد عنــد املهنيـ يـ� ذوي‬ ‫ن‬
‫ن‬ ‫ف‬ ‫ة‬
‫والذ� يســعون‬ ‫ي‬ ‫االنتاج‬ ‫�‬
‫ي‬ ‫العامل‬ ‫ـال‪ ،‬وعند االطــر‬ ‫التأهيــل العـ أي‬
‫خصوصي�ــم عــى أرض الواقــع‪ ،‬والتفاوض‬ ‫ت‬ ‫ب�ســتمرار اىل ت� كيــد‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫حــول �ال�ــم واالعــراف الــذي ي�ضــون بــه اج�عيــا‪ ،‬نظ ـرا‬
‫ليا�م املتعــددة‪.‬‬ ‫لكفاءا�ــم ومســؤو ت‬ ‫ت‬
‫• �ــط أو «ثقافــة االنســام»‪ ،‬مــع االخــر الــذي يعـ بـر عــن‬ ‫ن‬
‫ئ‬
‫تلــك العالقــات االنســانية القا�ــة ليــس عــى أســاس التضامــن‬
‫واالنــامء اىل �ج اعــات معينــة‪ ،‬بــل عــى املــودة واالنســجام‬ ‫ت‬
‫خ‬ ‫ف‬ ‫والتواصــل العاطـ ف‬
‫ـى والدخــول ي� شــبكة من العالقــات الاصة‬ ‫ي‬
‫ـ� الزمــاء أو مــع بعــض الرؤســاء أحيـ نـا�‪.‬‬ ‫بـ ي ن‬
‫ي‬
‫• وأخـ يـرا �ــط أو «ثقافــة االنكماش»‪ ،‬الــذي ج�عــل بعــض‬ ‫ن‬
‫ـ� ف‬ ‫ز‬ ‫ت‬ ‫أ‬
‫الماعيــة‪ ،‬او‬ ‫العضــاء يبتعــدون عــن لك الـ ام ي� العالقــات ج‬
‫ي‬ ‫خ‬ ‫ش‬
‫الــوالء جلماعــات او لعالقــات �صيــة معينــة امك �ــدث عــادة‬
‫داخــل التنظـ يـم‪ ،‬وهــذا النــوع من التــرف ال يعـن ي أن تال�اجع‬
‫�ء مــن هــذا‬ ‫لو� أو ش‬
‫ي‬ ‫واالنكماش يتولــدان عــن جعــز ســيكو ج ف ي‬
‫القبيــل‪ ،‬ان االمــر يتعلــق بســلوك شــائع ي� التنظـ يـامت حيــث‬

‫‪132‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫املؤهلــ�‪ ،‬والعمــال الشــباب‪،‬‬ ‫ين‬ ‫نج�ــده عنــد النســاء والعمــال‬
‫ين‬
‫املنحــدر�‬ ‫ين‬
‫املهاجــر�‪ ،‬والعمــال‬ ‫واملســتخدم�‪ ،‬والعمــال‬ ‫ين‬
‫مــن الباديــة‪ ،‬ألن هــذه الفئــات تــول أمهيــة ب�لغــة للحيــاة الــىت‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ت�ارهســا خــارج التنظـ يـم‪.‬‬
‫االج�عيــة تظهــر مــن‬ ‫يبــ� رونــو ســان ســوليو أن اهلويــة ت‬ ‫ين‬
‫ـى قــام يتحليلهــا بنــاء عــى‬ ‫ت‬ ‫ن‬
‫االربعــة الـ ي‬ ‫خــال هــذه اال�ــاط‬
‫الــى يتشــل نم�ــا‬ ‫بــ� خمتلــف الفئــات ت‬ ‫الفــوارق املوجــودة ي ن‬
‫ي‬
‫التنظـ يـم‪ ،‬عــى اعتبــار انه وســط غـ يـر متجانــس نظـرا للكفاءات‬
‫�ة‬
‫ـى �ـ يـ� لك فئــة مــن الفئــات العامـ داخــل‬ ‫ز‬ ‫ت‬ ‫والصوصيــات الـ ت‬ ‫خ‬
‫ي‬
‫التنظـ يـم‪ ،‬امك انــه مــن ج�ــة ث�نيــة وســط يعكــس مســتوى التطــور‬
‫االج�عيــة عنــده‬ ‫ـار�‪ ،‬فاهلويــة ت‬ ‫الــذي حققــه املج تمــع عـ بـر التـ ي خ‬
‫ـى ي�ــر نم�ــا‪ ،‬ولــذك‬ ‫يخ‬
‫التار�يــة الـ ت‬ ‫تعكــس خصوصيــات املرحـ�ة‬
‫ف‬ ‫ي‬
‫ـى‬ ‫واال�ــاز واملســار ي� املهنــة الـ ت‬ ‫نج‬ ‫اع‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫وال‬ ‫ء‬ ‫ـام‬‫طبقــا ملعايـ يـر االنـ ت‬
‫ض ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ت‬
‫�ــدد أ�ــاط بنــاء اهلويــة ي� العمــل وهــذا ماســوف نو�ــه‬
‫ـوال‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـدول‬ ‫ـ‬ ‫ال‬
‫ج‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫أك ـرث‬
‫ي‬

‫‪133‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬

R . Sainseulieu, La construction des identités :‫املصــدر‬


au travail, Sciences Humaines , n20 , 1993 ; p42

134
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫ـر�ت‬ ‫تقد�ــه حــول تصنيفــات نظـ ي‬ ‫ان العــرض الرسيــع الــذي ت� ي‬
‫التنظـ يـم يبــدو اكفيــا لعطينــا صــورة ولــو مصغــرة عــن التطــور‬
‫الــذي عرفتــه سوســيولوجيا التنظـ يـامت منــذ نشــأة عــم اجـ تـامع‬
‫ت‬
‫التنظـ يـم كتخصــص قـ ئـا� بذاتــه اىل يومنــا هــذا‪ ،‬فقــد �ـ يـ� هــذا‬
‫ز‬
‫ـى قدهمــا‬ ‫التطــور ب�لـ تـرامك الضخــم لملســامهات والدراســات الـ ت‬
‫ي‬
‫ب�ثــون وهمندســون واداريــون ومدراء وسوســيولوجيون‪ ،‬ينتمون‬
‫ومتلفــة اكالدارة االقتصــاد عــم‬ ‫اىل حقــول معرفيــة متقاربــة خ‬
‫ـاد�‪.‬‬ ‫وغ�هــا مــن امليـ ي ن‬ ‫االجـ تـامع عــم النفــس‪ ،‬العلــوم سياســية‪ ،‬ي‬
‫ف‬ ‫ز‬ ‫ت‬
‫التنظ� لسوســيولوجيا‬ ‫ي‬ ‫ولعــل مــن بأ�ز مــا � ي� بــه هذا التطــور ي�‬
‫ف‬
‫املقــار�ت‬‫ب‬ ‫التظــم هــو التنــوع والــرث اء واالختــاف ي�‬ ‫ي‬
‫والطروحــات‪ ،‬ســواء عــى املســتوى النظــري أو عــى مســتوى‬
‫امل�جيــة‪ ،‬وهــذا مــا ي ن‬
‫بــ�‬ ‫ت‬
‫وأطروحا�ــا ن‬ ‫االمب� يقيــة‬
‫البحــوث ي‬
‫وا�‬
‫و� ي‬ ‫بوضــوح ان التنظـ يـم ي�كــن ان ينظــر اليــه بطــرق خمتلفــة ب ز‬
‫� ويتكيــف مــع خصوصيــة وتعقيــد‬ ‫متعــددة وهــو أمــر يـ تـام ش‬
‫ف‬ ‫ي‬
‫كو�ــا ب�لدرجــة االوىل عالقــة انســانية ي�‬ ‫الظاهــرة التنظيميــة ن‬
‫تفاعــل مســتمر‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫المراجع‪:‬‬
‫التنظ�‪،‬‬
‫ي‬ ‫احلســي�ن الســيد (‪ :)1983‬النظريــة ت‬
‫االج�عيــة ودراســة‬ ‫ي‬
‫دار املعــارف‪ ،‬الطبعــة الرابعة‪.‬‬
‫اامسعيــل‪ ,‬ا‪ .‬م‪ .)2013( .‬عــم اجـ تـامع التنظـ يـم‪ .‬مــر‪ :‬املكتبــة‬
‫اال�لــو مرصيــة‪.‬‬
‫نج‬
‫ـ�‪ .‬القاهــرة ‪ :‬دار‬
‫السلم�‪ ,‬ع‪ .)1975( .‬تطــور الفكــر التنظيـ ي‬
‫ي‬
‫غريــب للطباعــة والنـ شـر والتوزيــع‪.‬‬
‫املســرة‬
‫ي‬ ‫الــامع‪ ,‬خ‪ .‬م‪ .)2011( .‬مبــادئ االدارة‪ .‬االردن‪ :‬دار‬ ‫ش‬
‫للنـ شـر والتوزيــع‪.‬‬
‫ث�بــت‪ ,‬ع‪ .)2007( .‬النظــم السياســية‪ ،‬دراســة للـامن ذج الرئيســية‬
‫ف‬
‫ـياس‬
‫احلديثــة ونظــام احلــم ي� البلــدان العربيــة ولنظــام السـ ي‬
‫الديــدة‪.‬‬
‫الامعــة ج‬
‫ـام‪ .‬دار ج‬ ‫إالسـ ي‬
‫ـى‪ ,‬ع‪ .‬ع‪ .)1989( .‬عــم اجـ تـامع التنظـ يـم النظريــة والتطبيق‪.‬‬ ‫جلـ ب ي‬
‫الامعية‪.‬‬‫مــر‪ :‬دار املعرفــة ج‬
‫ت‬
‫وعالق�ــا فاعليــة‬ ‫جليغــم‪ ,‬ع‪ .‬ه‪ .)2009( .‬املعوقــات التنظيميــة‬
‫ف‬
‫ـر�ض ‪ .‬الســعودية‪:‬‬ ‫إدارة الوقــت ي� إدارة جــوازات مدينــة الـ ي‬
‫ـت� منشــور‪.‬‬ ‫رسـ ة‬
‫ـال ماجسـ ي‬
‫اال ت�ع املعارص مشــالت‬ ‫قيــاري‪ ,‬إ‪ .)1988( .‬مدخــل إىل عــم ج‬
‫‪136‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫التنظـ يـم وإالدارة والعلــوم الســلوكية‪ . ,‬مرص‪ :‬منشــأة املعراف‪.‬‬
‫اك�ن فيليــب‪ ،‬فرانســوا دورتيــه جــان (‪ :)2010‬عــم االجـ تـامع‪:‬‬ ‫ب‬
‫ـر�ت الكـ بـرى إىل الشــؤون اليوميــة‪ ،‬أعــام وتـ ي خ‬
‫ـوار�‬ ‫مــن النظـ ي‬
‫أ‬
‫وتيــارات‪ ،‬ت��ج ــة يإ�س حســن‪ ،‬دار الفرقــد‪ ،‬الطبعــة الوىل‪.‬‬
‫ف‬
‫كــول‪ ,‬ج‪ .)2014( .‬االدارة ي� النظريــة والتطبيــق‪( .‬ح‪ .‬ا‪.‬‬
‫خضــور‪ ).Trans ,‬ســورية‪ :‬دار الفرقــد‪.‬‬
‫االـ تـامع التنظـ يـم مدخــل للـ تـراث‬
‫حممــد‪ ,‬م‪ .‬ع‪ .)2009( .‬عــم ج‬
‫وامل�ــج‪( .‬ط‪ ).Ed ,3 .‬مرص‪ :‬دار املعرفة‬ ‫واملشــالت واملوضــوع ن‬
‫الامعية‪.‬‬ ‫ج‬
‫ســكوت جــون ‪ ،‬مارشــال جــوردون (‪ :)2011‬موســوعة عــم‬
‫ـوم تلل��ج ــة‪،‬‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـز‬
‫ـ‬ ‫املرك‬ ‫ـرون‪،‬‬
‫ـ‬ ‫وآخ‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫اي‬
‫ز‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫أمح‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫�ج‬‫�‬‫االجـ تـامع‪ ،‬ت‬
‫الطبعــة الثانيــة‪.‬‬
‫ف‬
‫معمــري حلبيــب (‪ :)2009‬التنظـ يـم ي� النظرية السوســيولوجية‪،‬‬
‫أ‬
‫منشــورات مــا بعــد احلداثــة‪ ،‬الطبعــة الوىل‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫الفهرس‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬
‫‪03‬‬ ‫مقدمـــــة‬
‫أ‬
‫التنظ� كعقلنة‬ ‫ي‬ ‫احملور ال نول‪:‬‬
‫‪08‬‬ ‫أوال‪ :‬ه�ي فايول مبادئ االدارة‬
‫‪15‬‬ ‫ث�نيا‪ :‬ت�يلر االدارة العملية‬
‫‪23‬‬ ‫يلر‬ ‫�‬‫ث�لثا‪ :‬االدارة العملية بعد ت‬
‫‪24‬‬ ‫ة‬
‫لسلسل‬ ‫رابعا‪ :‬نه�ي فورد العمل ب�‬
‫‪27‬‬ ‫الب�وقراطية‬ ‫في� ي‬ ‫خامسا‪ :‬نماكس ب‬
‫ع‬ ‫اج�‬ ‫التنظ� كفاعل ت‬ ‫ي‬ ‫‪:‬‬ ‫الثا�‬ ‫احملور‬
‫ت‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫‪37‬‬ ‫اتي�‬
‫االســر يج‬ ‫أوال‪ :‬ميشــال كــروزي التحليــل‬
‫ين‬
‫للفاعلــ�‬
‫التنظ� كتفاعل‬ ‫ي‬ ‫احملور الرابع‪:‬‬
‫‪58‬‬ ‫أوال‪ :‬مدرسة العالقات االنسانية‬
‫التنظ� كسلوك‬‫ي‬ ‫الامس‪:‬‬ ‫احملور خ‬
‫‪64‬‬ ‫أوال‪ :‬سمل احلاجات بال�اهام ماسلو‬
‫‪65‬‬ ‫ث�نيا‪ :‬نظرية ‪ X‬و ‪ Y‬للدوافع‬
‫‪66‬‬ ‫هلاز�رغ‬ ‫ين‬
‫العامل� ب‬ ‫ث�لثا‪ :‬نظرية ذات‬
‫اج� يع‬‫التنظ� كبناء ت‬ ‫ي‬ ‫احملور السادس‪:‬‬
‫‪72‬‬ ‫التنظ� كنسق ت‬
‫اج� يع‬ ‫ي‬ ‫أوال‪ :‬ت�لكوت ب� نز‬
‫رسو�‬
‫ف‬ ‫ث‬
‫‪78‬‬ ‫رو�ت يم�تــون املعوقــات الوظيفيــة ي�‬ ‫ب‬ ‫نيــا‪:‬‬‫�‬
‫التنظــم‬
‫ي‬
‫‪84‬‬ ‫ث�لثــا‪ :‬فليــب ســلزنيك االبعــاد يغ� الرمسيــة داخل‬
‫التنظيم‬
‫ي‬ ‫النســق‬

‫‪138‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬
‫ف‬
‫التنظ�‬
‫ي‬ ‫احملور السابع‪ :‬منظور الرصاع ي�‬
‫‪86‬‬ ‫التنظيم‬
‫ي‬ ‫أوال‪ :‬اكرل ماركس وفكرة الرصاع‬
‫ت‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ث‬
‫‪87‬‬ ‫واال�اهــات‬ ‫ج‬ ‫القــم‬
‫ي‬ ‫اع‬ ‫رص‬ ‫ــا�‬ ‫ما�‬ ‫اكرل‬ ‫نيــا‪:‬‬‫�‬
‫التنظــم‬
‫ي‬ ‫داخــل‬
‫‪88‬‬ ‫ث�لثــا‪ :‬رالــف داهنــدروف رصاع الســلطة والنفــوذ‬
‫ف‬
‫اللدو�ن‬ ‫ف‬ ‫ـم‬
‫ي‬ ‫ـ‬ ‫التنظ‬ ‫�‬‫ي‬
‫‪90‬‬ ‫التنظ� � الفكر خ‬ ‫رابعا‪ :‬نظرية‬
‫ي‬ ‫ي ي‬
‫‪99‬‬ ‫االج� يع املصلحة والسلوك‬ ‫خامسا‪ :‬التبادل ت‬
‫‪102‬‬ ‫الفيــات‬ ‫لــو� خ‬
‫سادســا‪ :‬املنظــور االثنوميثودو ج ي‬
‫التنظيــ�‬
‫ي‬ ‫القريبــة مــن الفعــل‬
‫التنظ� كنسق مفتوح‬ ‫ي‬ ‫احملور الثامن‪:‬‬
‫‪104‬‬ ‫أوال‪ :‬نظرية التحليل النس�ق‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ثقا�‬
‫التنظ� كتعمل ي‬ ‫ي‬ ‫احملور التاسع‪:‬‬
‫ف‬
‫‪119‬‬ ‫التنظ�‬
‫ي‬ ‫أوال‪ :‬النموذج ‪ J A Z‬ي�‬
‫ف‬ ‫ث‬
‫‪131‬‬ ‫ثقا�‬
‫ي‬ ‫كتعمل‬ ‫التنظ�‬
‫ي‬ ‫نيا‪:‬‬ ‫�‬
‫‪135‬‬ ‫ت‬
‫خا�ة‬
‫‪136‬‬ ‫املراجع‬

‫‪139‬‬
‫محاضرات في نظريات التنظيم‬

‫‪140‬‬

You might also like