Professional Documents
Culture Documents
8
8
1
محاضرات في نظريات التنظيم
ف خ
قضا� إالنسان
ي �
ي اسات ر الد و البحث �إصدارات ب
م
الزا�ئ أ
و املج تمع أفلو الغواط ج
.................
محاضرات في نظريات التنظيم
.................
ن تأ
�ليف الدكتور :د�قة أمحد
أ
الطبعة الوىل ماي 2022
ISBN: 978.9931.9828.7.6
ف
�ج يع احلقوق حمفوظة خمل ب� البحث و الدراسات ي� ي
قضا� إالنسان و املج تمع
معلومات اإلتصال
labo.reqls@cu-aflou.edu.dz
ف خ
قضا� االنسان واملج تمع
ي �
ي اسات
ر والد البحث �ب م
mailto:labo.reqls@cu-aflou.edu.dz
ة أ
تصو� ية أو
ي�نع نسخ أو إستعمال جزء من هذا الكتاب ب�ي وسيل ي
خط من إذن دون من أخرى ن� ة
وسيل ش أي أو مياكنيكية أو ونية ت
إلك�
ي إدارة خ
امل ب�
2
محاضرات في نظريات التنظيم
مقدمة:
التنظــم
ي الــى اعتنــت بدراســة ي�كــن تصنيــف املــدارس ت
ي
(التنظــم
ي بنظــر�ت
ي والــى عرفــت إىل مــدارس الكســيكية ت
ي
ـر�ت (التنظـ يـم ـرمس) ،ومــدارس نيــو الكســيكية وعرفــت بنظـ ي ي الـ
ن أ
الرمس)،ل�ــا جــاءت عــى أنقــاض أزمــة املدرســة ي غــر
ي
اط ،والفايوليــة، الب�وقــر ي والتنظــم ي
ي الالكســيكية اكلتايلوريــة،
ف ت
رمس ي� لك مــن العالقــات الغــر ف ي التنظــم ي ي نظــر�ت
ي و�ثلــت
حــ� مثلــت مدرســة والنظــر�ت الســلوكية ،ي� ي ن ي إالنســانية،
ة ت ة
التنظ�ت من حيــث البنية ي ـل ـ لي � ـاولـ حمل ـامل النظــم نظريــة شـ
خ ت أ
والداء وعالق�ــا التفاعليــة ب�لبيئــة الارجيــة متجــاوزة بذلــك
ـر�ت الالكســيكية والنيوالكســيكية ومــع مطلــع أربعينيــات النظـ ي
ـا� تطــورت نظريــة التنظـ يـم وأصبحــت ت�كــز عــى القــرن املـ ض
ي
اج�عيــة قبــل وتعت�هــا كيـ نـا�ت ت الوانــب ب دراسـ تـها مــن �ج يــع ج
ـال ارتكــزت ج�ــود عملــاء االجـ تـامع و�لتـ ي أن تكــون اقتصاديــة ،ب
ف
ـر�ت التنظـ يـم احلديثــة عــى دراســة البنــاءات التنظيميــة ي� نظـ ي
ت ف
متغــراتي التنظــم ومــا ي�تبــط بــه مــن ي والفعــل االجــام يع ي�
رمس والـراع والتعــاون ـر
ي ـ والغ ـرمس ـ ال ـ� اكلســلطة والتنظيمـ ي ن
ي ي
...ال ،وقــد تكفلــت نظريــة التحليــل خ والتاكمــل ونســق القـ يـم
اتي�» مليشــال كروزيــه» بتحليــل ودراســة خمتلــف االســر يج ت
ت ف
جوانــب الفعــل االجــام يع ي� التنظـ يـم ،امك انشــغل رواد البنائيــة
3
محاضرات في نظريات التنظيم
اج�عيــة هلــا وظيفــة الوظيفيــة املعــارصة بدراســة التنظـ يـم كبنيــة ت
ـ� ب�ــذه البنيــة امك ب�ثــت البنائيــة ومــدى ارتبــاط ســلوك الفاعلـ ي ن
ف ت
الوظيفيــة عــن آليــات �قيــق التاكمــل واالســتقرار ي� النســق
التنظيــ� مــن خــال آليــات الضبــط شو�عيــة نســق ي
القــم ي
ت(�لكــوت ب�رسـ نز
ـو�).
النظر�ت السوسيولوجية ي وعىل العموم ي�كن القول أن �ج يع
البنائيــة ،والتأويليــة ،والتشــكيلية ،تعتـ بـر التنظـ يـم جمــال اهـ تـامم،
ن ف ت ت ن أ
لن التنظـ يـامت يه كيــا�ت اج�عيــة هادفــة و�تبــط ي� كيا�ــا
ومتلــف العمليــات ت
االج�عيــة وديناميكي�ــا ب�لســلوك البـ شـري خ ت
ف الـ ت
ـى تقــع ي� املج تمــع اكل ـراع والتنافــس والتفاعــل واالتصــال ي
اج� يع معقد فالتنظ� ككيــان ت
ي ـال ـ لت و�
ب ، خ
...ال وتقسـ يـم العمــل
ن ت ي ف
ا�ــاه نظــري واحــد وإ�ــا ال ي�كــن �مــه مــن منطلــق تفسـ يـرات ج
ـار�ت. ب�لتحليــل املتعــدد املقـ ب
املــدارس تقــوم عــى جمموعــة مبــادئ وأســس ومعتقــدات
ـ� ،تنطلــق مــن أفــار ومســمات لــدى جمموعــة مــن الباحثـ ي ن
كأ وقــد تـ ض
ـر�ت ن نقــول مدرســة إالدارة العمليــة، ـم جمموعــة نظـ ي
ن أ
لن يف�ــا عــدة حمــاوالت للتأســيس لــدى عــدة ب�حثـ يـ� بأ�زمه
ت�يلــور ،وتلتـق ي آراؤمه حــول نز�عــة ونظــرة معينــة ،أمــا النظريــة
ف
علم� مكــون مــن جمموعــة فرضيــات ومســمات ي � إطــار ي
ف ق ف ين
وقوانــ� ب�ــدف تطبي�ــا ي� الواقــع ،وتقــوم ي� الغالــب عــى
4
محاضرات في نظريات التنظيم
الدراســات والبحــوث .وقــد ي�ثلهــا ب�حــث واحــد مثــل نظريــة
يج
ملاكر�ــور. XوY
ف
النظــر�ت احلديثــة فتمثلــت ي� نظريــة النســق ي أمــا
االجــام يع الفــن ي املســتلهمة مــن النظريــة البنائيــة الوظيفيــة، ت
اليا�نيــة ظ
والنظريــة النســقية (النظــم) ،امك �ــرت نظريــة إالدارة ب
أ
( )Jونظريــة إالدارة المريكيــة ( ،)Aوكــذا نظريــة إالدارة
أ اليا�نيــة املعـ ة
ـدل عــى البيئــة المريكيــة ( .)Zدون أن ننــى ب
ث أ املداخــل السوســيولوجية احلديثــة ت
الكبــر
ي الــى اكن هلــا ال� ي ف تأ
ي� �ســيس نظريــة التنظـ يـم مثــل البنائيــة الوظيفيــة والتبــادل
والــراع ،اكلطــرح الــذي قدمــه رونــو ســان ســوليو املتعلــق
التنظــم.
ي ب�لثقافــة واهلويــة داخــل
ف ف
ـر� ي� عــم ـر�ت احلقــل املعـ ف ي تشــل هــذه املــدارس والنظـ ي
ين
تكــو� علم� ســامه ي� اث � والدارة ،وهــو ت إ التنظــم
ي ع ت
اجــام
ي
واملفاهــم
ي والتنظيــ� وفــق ت�اامكت زمانيــة، ي الفكــر إالداري
ن ج ث ف ة
ـر�، ي ـ املنظ ـود ـ � ـرة ـ � ه ـم
ي ي ـ والتنظ دارة ال
إ ـال ـ م
ج �
ي ـتعمل املسـ
ف
وقــد عرفــت حركــة التنظـ يـر ي� حقــل التنظـ يـامت عــدة مراحــل
ت خ آ
ي ي
التــار� اكل ي�: ي�كــن تلخيهصــا حســب الســياق
التنظــم ب�لطابــع املغلــق ،يســى ز ت
1-مــن � :1930-1900يــ�
ي
للعقالنيــة والنجاعــة إالنتاجية،حيــث غابــت النظــرة إالنســانية
5
محاضرات في نظريات التنظيم
للفــرد العامل،مــع اعتبــار املنظمــة تنظـ يـام رمسيــا ب�تا(النظريــة
الب�وقراطيــة ،إالدارة العملية،الفايوليــة). ي
هــامم ب�لعالقــات إالنســانية 2-مــن :1960-1930بــدأ إال ت
ت ت ف
للتنظــم
ي التنظــم ،امك � إعطــاء اهــامم
ي والوانــب الســلوكية ي� ج
ف غ
ـرمس ،ر� أن املنظمــات بقيــت ي� املج ــال شــبه املغلــق غـ يـر الـ ي
والنظــر�ت الســلوكية).
ي (مدرســة العالقــات إالنســانية
التنظــامت عــى البيئــة انفتــاح �ة وه مرحــ
ي :1975-1960 3-ي
بــ� املــوارد املاديــة ش
والب� يــة الــدم ي ن
ج ورة �ض مــع ارجيــة، الخ
أ
لتحقيــق الهــداف وفــق أســاليب عقالنيــة والتخطيــط
التنظيــ� وبدايــة تبــن ي فكــرة النظــام املفتــوح. ي
التنظــامت ب�لبيئــة
ي كــ� عــى عالقــة 1975- 4-إىل اليــوم :تال� ي ز
النقــا�ت العماليــة ،واملصــاحل السياســية ، ب الارجيــة ،ودور خ
ز ت خ
اتيجية....إل و� يــ�ت وال ت
ســر والقــم والثقافــة التنظيميــة ...إ ي
ب�لنظــام املفتــوح لكيــا.
6
محاضرات في نظريات التنظيم
مفهوم التنظيم:
ت ف ان االهـ ت
ـ� ي� التنظـ يـم احلديــث ينصــب عــى ج�زئــة ي ـ الرئي م ـام
ت
ا�ــازه و�ديــد �ج اعــة العمــل وتشــكيل مراتــب العمــل املـراد نج
ـ� الســلطة واملســؤولية. وا�ــاد تــوازن بـ ي ن الســلطة ي ج
«وار� بلنكــت « و» ير�ونــد اتــرن « ين «عــرف لك مــن
ف
دم
التنظــم عــى انــه معليــة ج ي ي� كتــاﺑﻬم «مقدمــة إالدارة «
ـ� املهــامالب� يــة واملاديــة مــن خــال هيــل رمس يبـ ي ن لملــوارد ش
ي
والســلطات.
تصمــم
ي واملســر ي ن� عــى انــه
ي يعرفــه بعــض رجــال االمعــال
الرائــط اهليــل التنظيــ� ،أي تلــك العمليــة املتعلقــة بعمــل خ
ت ي ض
ـى تــو� املهــام واملســؤوليات والصالحيــات بــل التنظيميــة الـ ي
دقــة ووضــوح.
خ أ
امك يعــرف ب�نــه الشــل الــاص بطــرق ارتبــاط اعــداد كبـ يـرة
ف ف الــذ� ت مــن االفــراد ي ن
يشــركون ي� امعــال معقــدة ي� عالقــات
ف ـا�ة ظ غـ يـر مبـ ش
ـوع لتحقيــق اهــداف ي ـ ب ـقـ منس ـع
ـ وض �ي ـورمه ـ و�
عل�ــا. مشـ تـر كة متفــق ي
يــام ش� مــع إدار� إال انــه أيضــا ت ي ومــا م� ف والتنظــم وإن اكن
أ ي
ـى ﺗﻬدف إىل ورة القيــام ب�لواجبــات �ض ت ج
تو�ــات النظمــة الـ ي
تنظ� دقيق ينســجم مع القواعــد إالدارية ومحايــة احلقــوق ،وفــق ي
7
محاضرات في نظريات التنظيم
ـيل لتحقيــق االنســجاماحلديثــة ،ذلــك ان التنظـ يـم يعتـ بـر وسـ ة
ت ف
ـا� االزدواجيــة واالســتفادة مــن القدرات والطاقــات و�ديد وتـ ي
ـ� إالدارات واملســاعدة عــى التدفق ـ� إالفـراد وبـ ي ن
العالقــات بـ ي ن
الهــود تو�شــيد إالنفــاق وتوزيــع
الســلس لملعلومــات وتوحيــد ج
الصالحيــات.
المحور األول :التنظيم كسلوك اداري عقالني
أوال :هنري فايول )1925-1841( :مبادئ االدارة
ـا� م�ــور بــدأ حياتــه مكهنــدس منـ ج همنــدس ومفكــر فرنــ� ش
ي ف
ض
وهــو ي� ســن مبكــرة 19ســنة ،وقــد أمــى حياتــه العمليــة
ف ت ش ف
ـى بــدأ العمــل ب�ــا ،تــدرج ي� الســم ي لكهــا ي� نفــس ال�كــة الـ
ف ت ق
ـد� عــام ي� معــر 47ســنة ،ومل يتقاعــد اال ي ـرم اىل ان �� مكـ ي اهلـ
غ ف ش ن ف
ي� معــر � ،77ــت ال� كــة وازدهــرت ي� ظــل قيادتــه عــى الــر�
ادار�ــا،مــن نأ�ــا اكنــت عــى حافــة االفــاس عندمــا اســتمل ت
ن ش ف
اكســبته نج�احاتــه ي� املقــاوالت �ــرة وشــعبية كبـ يـر ي� ،وعندمــا
ف ض ف نـ ش
ـ� ي� االدارة �ــن لنفســه ماكنــة ي� ي ـ الرئي ـهـ مع 1916 ـام
ـ ع ـر
ـاع .مــن خــال كتابــه االدارة الصناعية ـ الصن حوليــات التـ ي خ
ـار�
ف ت ي
والعامــة الــذي ض�نــه خالصــة ج�ربتــه ي� العمــل االداري.
.1تعريف فايول لالدارة:
اعت�ه قــدم فايــل تعريفــه ش
امل�ــور لــادارة مــن خــال البــدأ ب�ــا ب
ش ف
ـاع ،وقــد أكــد
انــه النشــاطات االساســية ي� أي مــروع صنـ ي
عــى ســتة نشــاطات رئيســية يه التاليــة:
8
محاضرات في نظريات التنظيم
النشاطات التقنية مثل االنتاج. •
النشاطات التجارية مثل ش
ال�اء والبيع. •
ن تأ
النشاطات املالية مثل � يم� رأس املال. •
النشاطات االمنية مثل محاية املمتلاكت. •
ومعالــة املعلومــات
ج ي
تقــد� • نشــاطات احملاســبة مثــل
املاليــة.
والتنظ�.
ي • النشاطات االدارية مثل التخطيط
خ أ
وقــد ســم فايــل ب�ن النشــاطات المســة االوىل اكنــت معروفــة
ـ� ف
جيــدا ســابقا ،لكنــه مـ ي ز ي� البدايــة أن املج موعــة السادســة من
النشــاطات تتطلــب مزيــدا مــن التوضيــح لقرائــه .بي ـامن اكنــت
النشــاطات االخــرى لكهــا متبـ ة
ـادل االعـ تـامد اىل حــد مــا ،مل يكــن
ث�ــة نشــاط واحــد همـ تـم ب�لتخطيــط الواســع وتوفـ يـر املــوارد .واكن
ن
ور� عــى �ــو حيــوي عــزل جمموعــة النشــاطات االخـ يـرة �ض ي
هــذه امك قــال فايــول ،وهلــا أعــى امس جمموعــة النشــاطات
االداريــة.
ت تأ خ ت
ـد� يع ـن ي أن تتنبــأ و�طــط وتنظــم و�مــر وتنســق و�اقــب لتـ ي
وتضبــط ،وقــد رأى التنبــؤ والتخطيــط أنــه تطلــع اىل املســتقبل
ف
ورمس خطــة معــل .ونظــر اىل التنظـ يـم ي� مصطلحــات بنيويــة،
9
محاضرات في نظريات التنظيم
ق ن أ
ووصــف االمــر ب�نــه «احملافظة عىل النشــاط بـ يـ� أفـراد الطا�».
وعــى ورأى التنســيق أنــه نشــاط توحيــدي بشــل أســاس ،ن
ي ت
و�ن أن �ــدث االشــياء ب�ــا يتوافــق مــع ب�ملراقبــة والضبــط ض
اســة ،واالمــر اهلــام هــو مالحظــة السياســات واملمارســات الر خ
ـ� اىل االدارة بشــل ان فايــول مل ي� النشــاطات االداريــة تنتـ ي
حــري ،اذا ان مثــل هــذه النشــاطات هــو جــزء وحزمــة مــن
ش ف نشــاطات ت
اج�عيــة ي� مــروع مــا .ومــع قولنــا هــذا ،االمــر
ف
اهلــام االخــر هــو أن نشـ يـر اىل أن مبــادئ فايــول العامــة ي�
تأ
ـاس اىل املؤسســات مــن ي االدارة �خــذ منظــورا ينظــر بشــل أسـ
فا�ــا ت�تلــك فضيلة ـر� مــن ذلــك ن غ أ
العــى اىل االســفل ،وعــى الـ
ف ة خ ت
و�ــة نظــر شــامل لــدور االدارة ي� املؤسســات .وهكــذا ا�ــاذ ج
ت ف رث ت
ي�تلــك �ليــل فايــول تضمينــات أكـ بعــدا مــن أفــار �يلــر ي�
ـى ت�ركــزت عــى أرضيــة الورشــة. ي
االدارة العمليــة الـ ت
.2مبادئ االدارة العلمية:
ش ف
وه الوصفات أدرج فايــول ي� كتابــه فأربعــة عــر مبــدأ لــادارة ي
طب�ــا ي� حياتــه العمليــة ،وقــد أكــد عــى ان الـ تـى غالبــا مــا ق
ي
هــذه املبــادئ ليســت مطلقــة بــل قابـ�ة للتعديــل وفقــا للحاجــة،
ن ة
ومل ي�زمع أن قا�ــة مبادئــه هــذه شــامل ،هــل يه �جعــة وخدمتــه ئ
ف ش ض ف ف
املــا� �ســب .واملبــادئ االربعــة عــر املدرجــة ي� ي ي�
ت
القا�ــة أد�ه مقدمــة حســب ال�تيــب الــذي وصفــه فايــول، ن ئ
10
محاضرات في نظريات التنظيم
لكــن املالحظــة أنــه أدرج خالصــة تفكـ يـره مــن خــال لك فكــرة
(الـ شـامع.)2011 ،
ف
الهــد ب�لنســبة• تقسـ يـم العمــل :يقلــص ج�ــوة االنتبــاه أو ج
خ أ ش
لي �ــص أو جمموعــة ،ويطــور املمارســة وااللفــة.
غ أ ف
• الصالحيــة :احلــق ي� اعطــاء الوامــر ،وينبــ ي أال ينظــر
يال�ــا دون االشــارة اىل املســؤولية.
ت
لالحــرام ب�ــا يتوافــق مــع • االنضبــاط :املعــامل خ
الارجيــة
ـتخدم�ا.
ي ال� كــة ومســ� ش االتفاقيــات الرمسيــة وغـ يـر الرمسيــة بـ ي ن
• وحــدة القيــادة :رجــل واحــد رئيــس أعــى واحــد أي
أ أن يكــون لــل موظــف رئيــس واحــد ق
يتلــى منــه الوامــر
التقــار�.
ي والتوج�ــات يو�فــع هل
ي
• وحــدة التوجيــه :رئيــس واحــد وخطــة واحــدة ملج موعــة
أ
مــن لنشــاطات ذات هــداف واحــد ،ويق ـض ي هــذا املبــدأ ب�ن
و�ــب أن يكــون لك جمموعــة تعمــل لتحقيــق هــدف واحــد ،ي ج
هلــا رئيــس واحــد وخطــة واحــدة وهــذا املبــدأ ي�ـ تـم ب�لنشــاط
أ خ
الــاص ب�لفــراد .
• خضــوع املصــاحل :ي ج�ــب اال تغلــب مصلحة فــرد أو جمموعة
عــى املصلحــة العامــة ،وهــذا املبــدأ يتطلــب مــن إالدارة
11
محاضرات في نظريات التنظيم
ـ� مــع املصلحــة العامةالتدخــل حيـامن تتعــارض مصــاحل العاملـ ي ن
أ
أو الهــداف العامــة لملنظمــة ،وذلــك مــن أجــل احملافظــة عــى
اســتقرار التنظـ يـم واســتمراريته .
• الراتــب :ي ج�ــب أن يكــون منصفــا لــل مــن املســتخدم
أ ش
وال�كــة يق ـض ي هــذا املبــدأ ب�ن تكــون الرواتــب واملاكفــآت
�ج ن ف ة
املســتو�ت .
ي العاملــ� ي� يــعي ميــع ل
ج زيــة وم
ج عــادل
ئ ف
• املركزيــة :حــا�ض ة دا�ــا ي� هــذا احلــد أو ذاك ،وذلــك
مد�هــا ،ويقصــد بــه مــدى ال� كــة ونوعيــة ييعتمــد عــى جحــم ش
ـ� الســلطة أو توزيهعــا ،وهــذا املــدى ي خ�تلــف مــن منظمــة ت�كـ ي ز
�ة ف ت
إىل أخــرى ،و�مكــه ظــروف وعوامــل متداخــ ي� املوقــف
إالداري .
أ
• سلس ـ�ة املاكنــة :خــط الســلطة مــن العــى اىل االســفل،
ويعـ بـر هــذا املبــدأ عــى التسلســل والتــدرج ب�ملرتبــة ،أي تــدرج
ن ف
ـرم ،ويع ـ ي تسلســل ـتو�ت القيــادة ي� التنظـ يـم بشــل هـ يمسـ ي
س الرؤســاء مــن أعــى إىل أســفل ،وتوضيــح هــذا التــدرج الـ ئ
ـر�
ي
ـتو�ت إالدارة .
جلميــع مسـ ي
ش ف • النظــام :مــان لــل ش
�ء ي� ماكنــه املناســب، ي ولك ء �
ي ف
الرجــل املناســب ي� املــان املناســب ويقســمه فايــول إىل
أ آ قسـ ي ن
ـم� :نظــام مــادي يعـ نـى بوضــع الالت والدوات واملعدات
12
محاضرات في نظريات التنظيم
ت ت ن ف
ي� ماك�ــا املناســب ملصلحــة العمــل ،ونظــام اجــام يع ي�� بوضع
ت ت ف خ ش
الهــود و�قيق لك �ــص ي� املــان املناســب ،امك ي�� بتنســيق ج
ف ـ� نشــاطات الوحــدات خ االنســجام بـ ي ن
املتلفــة ي� التنظـ يـم .
ة ت
بــ� املعامــ�ة اللطيفــة والعــدال ج�ــاه المــع ي ن
• املســاواة :ج
ين
العامل� ـتخدم� ،اذ يقتـض ي هــذا املبــدأ أن يعامــل �ج يــع ين املسـ
وان� ئ�ــم وأن معامــ�ة واحــدة ب�ــدف احلصــول عــى ئ
وال�ــم ت
يلــ�م لك نم�ــم بواجباتــه اكفــة. تز
ق
• اســتقرار مــدة معل الطــا� :ي�تاج املســتخدمون اىل الوقت
ف ف
ـا� مــن أجــل االســتقرار ي� أمعاهلــم ،امك يؤكــد أن املنظمــات الـ ي
النا�ــة يه املنظمــات املســتقرة خاصــة ب�لنســبة لملسـ يـر ي ن� و ج
ـد� ي ن� . املـ ي
• املبــادرة :تكــون ض�ــن حــدود الســلطة واالنظبــاط ،ي ج�ــب
ت ق
وهـتو�ت الطــا� عــى أن تعــرض مبادرا�ــم ،ي تشــجيع لك مسـ ي
الطــط وكيفيــة تنفيذهــا ،ويطالــب فايــول تشــمل أيضــا إعــداد خ
ف ين
لملرؤوســ� ملمارســة املبــادرة ي� الرؤســاء ب إ�عطــاء الفرصــة
املق�حــات وتنميــة روح االبتــار . العمــل وإعــداد ت
ق
كبــرة
معنــو�ت الطــا� وروح الفريــق :االنســجام قــوة ي ي •
و�ب تشــجيع فريــق العمل ب�ســتمرار عىل العمل ملؤسســة مــا ،ي ج
ت
“ال�ــاد ـاع وســيادة روح الفريــق انطالقــا مــن شــعار إ المـ ي ج
13
محاضرات في نظريات التنظيم
أ ف ت
قــوة” ب�يــث يشــل هــذا املبــدأ أمه عنــر ي� �قيــق الهــداف
املرغــوب ب�ــا .
.3ملخص حول نظرية التكوين اإلداري
14
محاضرات في نظريات التنظيم
15
محاضرات في نظريات التنظيم
ت ق ش ف
ي� ســياق عــر ســنوات �� اىل مراقــب ب�لورشــة وخــال
ف ف
فــى عــامالعمليــة ي هــذا الوقــت ،تولــدت أفــاره ي� االدارة
ش ف ال� كــة الـ ت 1889ت�ك ش
ـى اكن يعمــل ب�ــا ليعمــل ي� �كــة بيــت ي
رث
خ�اتــه االك ـ ش�ــرة خ
حلــم ســتيل ،حيــث رس أفــاره وطبــق ب
ت ن ف ت
ي� �سـ يـ� انتاجيــة العمــل ،اكن �يلــر متحمســا لنقــل أفــاره
ت اىل االخـ ي ن
كتا�تــه
ـر� االمــر الــذي اســتطاع �قيقــه مــن خــال ب
أك�هــا جــدادرة كتــاب :مبــادئ االدرة العمليــة الــذي الـ تـى اكن ث
ي
نـ شـر عــام 1911بعــد وفاتــه� .ج عــت معظــم أمعــاهل ونـ شـرت
بعنــوان «االدارة العمليــة» عــام 1947مل يلتــق اطالقــا ب� ـرن ي
ت
ور�ــا مل يطلــع عــى �ليــل فايــول حــول االدارة. فايــول ب
ملوا�ةاكنــت الســنوات االخـ يـرة مــن القــرن التاســع عـ شـر وقتــا ج
و�ــة نظر احلقائــق الواقعيــة البشــعة حــول حيــاة املصنــع ،مــن ج
ة أ
ال كـرث أر�ب العمــل ،واكنــت كفــاءة طــرق العمــل يه املســأل ب
ف
حضــورا ،حيــث أهسمــت رسعــة انتشــار الثــورة الصناعيــة ي�
ظ ف
ـر� ي� �ــور مصانــع جديــدة واليــات معــل حديثــة ي العــامل الغـ ب
واكنــت اليــد العام ـ�ة وافــرة واكنــت املشــل�ة االساســية تمكــن
تتمــ�ز ن ف ف
تنظــم لك هــذه املكــو�ت ي� أشــغال ي ي� كيــف ي ج�ــب ي
ـر�. ب�لكفــاءة والـ ب
اللفيــة طــور ت�يلــر افــاره ،واكن شــغوفا بكفــاءة عــى هــذه خ
�ة ف
طــرق العمــل وقــد أدرك ي� مرحـ مبكــرة أن مفتــاح مثــل هذه
16
محاضرات في نظريات التنظيم
ن ف ت
املشكلات يمكــن ي� �ليــل م�جيــة العمــل ،حيــث اقتنــع مــن
أ ت
ـد� ب�ن عــددا قليال مــن العمال ،اذا خــال ج�ربتــه كعامــل ومكـ ي
اكن هنــاك يأ� نم�ــم يقدمــون أكـرث مــن احلــد ن
االد� مــن ج�ــدمه
ف
ـوم وقــد وصــف هــذا امليــل ب�لتظاهــر ب�لعمــل ي� معلهــم اليـ ي
الطبيــ� لــدى
ي طبيــ� ،أي امليــل
ي الــذي قســمه اىل تظاهــر
�ة أ أ
ـام أي القيــد
االنســان لخــذ الشــياء الهسـ ،والتظاهــر النظـ ي
املقصــود واملنظــم ملعــدل العمــل الــذي يفرضــه املســتخدمون.
وقــد بــدا لتايلــر أن اســباب التظاهــر ب�لعمــل تنشــأ مــن ثــاث
مســائل:
ة
البطال. الوف من .1خ
.2تقلبات الكسب من أنظمة العمل ب�لقطعة.
ال� تسمح ب�ا االدارة. .3طرق املمارسة العامة ت
ي
وقــد اكنــت أجوبتــه عــى هــذه االشــاليات يه تطبيــق مبــادئ
االدارة العمليــة.
)1مبادئ االدارة العلمية:
يق�هحــا ســتبدو أكـرث مــن
أدرك ت�يلــر ان االجـراءات الـ تـى اكن ت
ي
ن ف ن
كو�ــا طريقــة جديــدة ،ســتكون ثوريــة ،وبـ يـ� ي� البدايــة ان
االدارة العمليــة تتطلــب ثــورة ذهنيــة اكمـ�ة مــن طــرف لك مــن
االدارة والعمــال.
خ ق ف
ي� تطبي�ــا عــى االدارة تطلبــت مقاربتــه العمليــة الطــوات
17
محاضرات في نظريات التنظيم
التاليــة:
تطــو� عــم لــل معليــة ليحــل حمــل الــرأي واملمارســة ي •
العامــة والعشــوائية.
• التحديــد بشــل حصيــح وبطريقــة عمليــة الوقــت املناســب
والطريقــة املناســبة لــل معــل.
تأ
• انشــاء مؤسســة مناســبة �خــذ لك املســؤولية مــن العمــال
أ
الفعــ�.
ي مــا عــدا تلــك املســؤولية املرتبطــة ب�داء العمــل
وتدري�م بشلك جيد. ب • اختيار العمال
• قبــول ان تــدار االدارة ب�لطــرق العمليــة والتنــازل عــن
ســلط�ا التعســفية عــى العمــال أي التعــاون مهعــم. ت
رأى ت�يلــر أنــه اذا ال بــد مــن حصــول التغيـ يـر عــى مســتوى
ت
الورشــة ،فســوف يكــون عندئــذ عــى احلقائــق أن �ــل حمــل
ـ� ،ويتحقــق ذلــك مــن خــال دراســة وظائــف الـرأي والتخمـ ي ن
املؤهلــ� بشــل خــاص ،ودراســة لك ين جمموعــة مــن العمــال
وتوقي�ــا ب�ؤقــت ،ث� تلـ غـى لك احلــراكت غـ يـر ال�ض وريــة ت معليــة
ف أ
ـى مــا وســوف تغــدو ي ال�ــاز معــل وظيــد� الطريقــة المثــل نج لتقـ ي
ف
هــذه الطريقــة االمثــل يه املعيــار الــذي ي ج�ــب أن يســتخدم ي�
أ
لك االمعــال املماث ـ�ة ،ســتعرف هــذه الطريقــة فـ يـام بعــد ب��ــا
ن
�ة ت
وه سلس ـ التقنيــات املســتخدمة اىل يومنــا ـل العمــل ،ي �ليـ
ف
هــذا ي� لك أرجــاء العــامل.
18
محاضرات في نظريات التنظيم
خ ش
شــعر ت�يلــر انــه عــى لك �ص أن يســتفيد مــن االدارة العملية،
و�ــة نظــر ت�يلــر بعــد قيــاسـد�ون أيضــا ،فاكنــت ج العمــال واملـ ي
وظائــف العمــال عمليــا أن توضــع معــدالت االجــور وفقــا
ت
انتاجي�ــم لذلــك ،ث� ينبــغ ي ماكفــأة العمــال االكفــاء مقابــل
ـد� ي ن� يه نأ�م
دون حــدود ،واكنــت الصعوبــة ب�لنســبة ملعظــم املـ ي
ت ف
عل�ــم أن
اكنــو يفتقــرون اىل خـ بـرة �يلــر ي� قيــاس الزمــن واكن ي
ف
ـاط ي� معــدالت االجــور حيــث اكنــت يلجــؤوا اىل حــم اعتبـ ي
القياســات فضفافــة.
)2طلبت االدارة العلمية من العمال مايلي:
ن أ ث
• التوقــف عــن القلــق بشــأن تقسـ يـم �ــار االنتــاج بـ يـ� الجور
واالر�ح.
ب
ش ف
• املســامهة ي� ازدهــار ال� كــة مــن خــال العمــل بطريقــة
ف أ
حصصحــة وتلـق ي يز�دات ي� الجــور تــراوح بـ يـ� 30%وتصــل
ن ت
اىل 100%تبعــا لطبيعــة العمــل املنجــز.
ف خ ت
ـ� العمــال عــن افــارمه ي� التظاهــر ب�لعمــل ويتعاونــو ي • �ـ
ف
تطــو� العــم.
ي مــع االدارة ي�
ـؤول ،وفقــا لملقاربــة العمليــة• يقبلــوا ان تكــون االدارة مسـ ة
غ ت
عــن �ديــد مــا ينبــ ي معــه وكيفيــة معــل ذلــك.
• تقبلــوا التدريــب عــى طــرق جديــدة ،حيــث ي�كــن تطبيــق
ذلــك.
19
محاضرات في نظريات التنظيم
أ
اكنــت احــدى طروحــات ت�يلــر الساســية يه ان تبـ ي املقاربــة
ن
ف
و� رأيــه ـيؤدي اىل املزيــد مــن الرفاهيــة للجميــع .ي العمليــة سـ
ث غ ت
مــادام ي�كــن �ديــد االجــور عمليــا ،فينب ـ ي أال تتــأ� بعوامــل
تعســفية مثــل ســلطة نقابــة مــا أو نز�وة ادارة مــا ،وقــد بينــت هل
ن ت
التجربــة ان كثـ يـر مــن املـز يا� �ققــت مــن خــال تبـ ي العمــال
بــدورمه لــادارة العمليــة.
غ
عــى الــر� مــن أن مواقــف العمــال مــن االدارة العمليــة اكن
ا�ابيــة ،فإنــه ي�كــن احلــم ب�ن النجــاح نال�ـ ئ
ـا� لـ بـر جام العمــل يج
أ ي
التحف� يــة اكن حمــدودا بســبب مشــاعر العمــال ب�ن يز املــدروس
أ ت ت
االدارة �ــاول أن ج� بــرمه عــى االنصيــاع وشــعور االدارة ب�ن
ف
العمــال قــد نج�حــوا ي� تضليلهــا فـ يـام يتعلــق بتوقيــت االمعــال
أ
الساســية.
والنتيجــة أنــه بعــد فـ تـرة ثــاث ســنوات راجــع ت�يلــر مــع زمالئــه
ش ف ت
ار�ــم ي� �كــة بيــت حلــم لصناعــة الفــوالذ، مــدى نج�ــاح ج� ب
�ة ئ
أ�ــزه ـا� مذه ـ اذ ان معــل 400اىل 600رجــل نج واكنــت النتـ ج
معالــة الطــن الواحــدوا�فظــت تاكليــف ج 140رجــل فقــط ،نخ
وتلــى العامــل يز�دة ب�عــدل 60%أكــرث مــن اىل النصــف ،ق
ت ش ف
زمالئــه ي� الــراكت املج ــاورة ،وقــد �قــق لك ذلــك دون أي
ن
نــوع مــن الدفــع �ــو العمــل بشــل قــري الــذي مل يكــن جــزء
مــن االدارة العمليــة.
20
محاضرات في نظريات التنظيم
)3ملخص حول نظرية اإلدارة العلمية
22
محاضرات في نظريات التنظيم
)4االدارة العلمية بعد تايلر:
مــن بأ�ز أتبــاع االدارة العمليــة نج�ــد لك مــن فرانــك ،وليــام
ف
غلـ بـرت ،هـرن ي غانــت ،ولك قــدم لك نم�ــم مســامهة ي� دراســة
العمــل .اكن الزوجــان فرانــك ووليــام غلـ بـرت هممـ تـامن ب�مــاس
تطبي�ــا عــى مشــاريع البنــاءبفكــرة االدارة العمليــة ،وحــاوال ق
آ
ب�ل جــر وبعــد ثــاث ســنوات مــن التجربة اســتطاعا ان يقلصا
آ ف
عــدد احلــراكت ي� معليــة وضــع الجــر ،ودراســة دقيقــة حلــراكت
ت �ة أ
هممــة العمــل ،بو�زت امعاهلمــا كتمكـ لمعــال �يلــر من خالل
ـ� عــى فكــرة القيــاس وتطبيقــه عــى االدارة ،انطالقــا مــن تال�كـ ي ز
أ أ ت
ا�ــاد الطريقــة المثــل لعمــل الشــياء. قناع�مــا ب إ�ماكنيــة ي ج
وخلصــا اىل وضــع أحاكمــا وأجـراءات نم�جيــة للعمليــة الفعـ ة
ـال
ف
ي� العمــل ،وأرصا عــى التقيــد بتلــك القواعد واالجـراءات ،مع
ـتخدم� معــدالت أعــى مــن منافسـ يـهم ،واســتطاعوا ين دفــع لملسـ
غ ض ت
الهــد غـ يـر الــروري واالعيــاء ،ر� ذلــك ذلــك ـر�مه مــن ج �ـ ي
ـو�ت حيــث مل يكــن ـد�ت والصعـ ب مل تســم أفاكرمهــا مــن التحـ ي
ق
لتطبي�ــا. الميــع مســتعدا ج
أمــا ه ـرن ي غانــت فقــد اكن هــو االخــر زميــا ومعــارصا لتايلــر
أ
ف ي� ش�كــة الفــوالذ ،شــعر غانــت ب�ن العامــل الفــرد مل يعــى
حقــه مــن الدراســة ،وكشــف أنــه حاملــا ي ج�ــد أي عامــل أنــه
الميع رسيعــا ،تو� شا�اك يســتطيع أن ينجــز املهمــة ،فســيتبعه ج
23
محاضرات في نظريات التنظيم
ت
رؤســاء العمــال مــن أجــل توكيــد التعلـ يـامت ،والنتيجــة �ســن
ف اال�اف وتقلصــت االعطــال اىل حــد ن ش
و�
ي ـابقـ الس ـنـ م أد�
ي
مشكلا�م خ
الاصــة ت نال�ايــة تعــم العمــال كيفيــة التعامــل مــع
الروتينيــة ،ومســح نظــام غانــت للتعويضــات للرجــال أن يتحدو
املصــص ملهمــة معينــة ،وقــد ت�كــت طريقتــه للعمــال الوقــت خ
بعــض حريــة التــرف واملبــادرة للعمــال ،بعكــس طريقــة
زمالئــه.
رابعــا :هنــري فــورد ( )1947-1883وفكــرة العمــل
بالسلسلة
ف
هــو همنــدس ومــن رواد صناعــة الســيارات ي� العــامل ويعتـ بـر
ت ت أ
و�ســعار اســهالكية ج�اريــة .اذ عىل أول مــن انتــج الســيارات ب
ت خ غ
الــر� مــن أن فــورد مل ي�ــرع الســيارة أو نظــام التجميــع ،لكنــه
أ
طـ ّـور وصنــع أول ســيارة اســتطاع العديــد مــن المريكيـ يـ� مــن
ن
الطبقــة الوســى اقتناءهــا .بذلــك ،حـ ّـول فــورد الســيارة مــن
ـيل نقــل معليــة مــن شـ نـأ�ا أن تــؤ�ثت�فــة ب�هظــة الثمــن إىل وسـ ة
امل�ــد العــام ف ي� القــرن العـ شـر ي�.ن تأ ً ً
معيقــا عــى ش �ثـ يـرا
ف
أحــدث إنتاجــه للســيارة مــن الطـراز ت ي� ثــورة ي� وســائل النقــل
ش أ
والصناعــات المريكيــة .بصفتــه مالــك � كــة فــورد لصناعــة
الســيارات ،أصبــح واحـ ًـدا مــن شأ�ــر وأك ـرث ش خ
الأ�ــاص ث�اءً
ن ُ ف
ي� العــامل .ينســب إليــه مبــدأ «الفورديــة» الــذي يعـ ي إالنتــاج
أ
املقـ تـرن مــع الجور املرتفعــة للعمال. الضخــم للســلع الرخيصــة ُ
24
محاضرات في نظريات التنظيم
ت أ
اكن لــدى فــورد رؤيــة عامليــة ب�ن محايــة املســهلك يه املفتــاح
ال�امــه الشــديد ب خ�فــض التاكليــف بشــل للســام .نتــج عــن ت ز
مم�ــج العديــد مــن االبتــارات التقنيــة والتجاريــة ،ب�ــا يف�ــا ن
نظــام حــق االمتيــاز الــذي وضــع واكالت بيــع ب�لتجزئــة عــى
ف ف امتــداد معظــم أمريــا ش
و� املــدن الكـ بـرى ي� ســت ي ـةـ ليال�
نأ
تعتــر نظريتــه امتــداد للنظريــة التايلوريــة ل�مــا ات .ب قــار ٍ
ف
يشـ تـراكن ي� ال� كـ يـ� عــى عنــر يز�دة االنتــاج ،ولكــن توجــد
ز ت
ف
ـ� ت�يلــر وفــورد ،تمكــن ي� أن �يلــر �ك العامــل يعمــل
ت ت قطيعــة بـ ي ن
تكيي�ــا ويســند للعامــل ـاول فب�لوســائل التقليديــة واالكتفــاء ب�حـ ة
بداي�ــا اىل ن� تاي�ــا .أمــا فــورد
ع�ــا مــن ت هممــة يكــون مســؤوال ن
فقــد أحــدث القطيعــة عــن طريــق مايســى ب�لعمــل ب�لسلسـ�ة ،
�ة ئ ت
ـز� املهــام تناســبا مــع السلسـ وأســلوب يعتمــد عــن ج�ـ ي الــذي
�ة ش ت ف
االنتــاج ي� حــد ذاتــه يــام� منطقيــا مــع السلس ـ ،وبذلــك
ن أ
الــذ� أسســو لهعــد العمــل املج ــزأ أو امك يكــون مــن الوائــل ي
يســميه جــورج فريدمــان «العمــل املفتــت».
وقــد ذهــب فــورد اىل أبعــد مــن ذلــك حيــث حــاول تنميــط
ـ� منصــب معــل االنتــاج والبحــث عــن االوقــات الضائعــة بـ ي ن
ـ�واخــر .امك أنــه مل ي�كــز عــى توزيــع العمــل ب�ملســتوى االفـق بـ ي ن
ي
تبـ نـى التوزيــع العمــودي للعمــل.
املدمــة وهــذا مــا
االنتقــال مــن االوقــات املقــررة اىل االوقــات ج
25
محاضرات في نظريات التنظيم
يســمح ب�نســياب العمليــات امك أنــه ي ج�عــل لــل عامــل وقــت
(دقيقتــ� ت
ومــر ي ن�) مــن أجــل القيــام ين حمــدد ومســافة معينــة
ئ ت
ــز� العمــل ب�يــث أن لك عامــل ال ي بعمــه ويعتمــد عــى ج�
ت أ
ي�كنــه ب�ي حــال مــن االحــوال ج�ــاوز العمــل او املهمــة احملددة
ـى لكــف ب�ــا مــن طــرف املســؤول او املـ شـرف. ي
الـ ت
الماهـ يـري :اســفاد مــن �ة
مــن االنتــاج ب� جلم ـ اىل االسـ تـهالك ج
ـوال�ت املتحــدة االمريكيــة اعطــت عــدة أوضــاع مــرت ب�ــا الـ ي
ـاع أو املكثــف وجــاء بفكــرة ـ م ال
ج الك ـه خم ت
لفا�ــا رواجــا لالسـ ت
ي ف
مفادهــا جعــل الســيارة ي� متنــاول أحصــاب الدخــل املتوســط،
ـ� االنتــاج واالسـ تـهالك ولكســب مــن خــال حماولتــه الربــط بـ ي ن
ت �ة ت
�ــدي االنتــاج ب� جلمـ ي ج�ــب يقابــه اســهالك مكثــف ،وبــدأ
الــذ� يعملــون لديــه حيــث رفــع أجــورمه مــن 1,5 ب�لعمــال ي ن
ـى لالقتصــاددوالر لليــوم ،اســتفاد مــن االســتقرار النسـ ب ي اىل 5
ت ف
ـ� ي� تلــك الفــرة ،امم جعــل العــرض متوفــر واالســعار االمريـ ي
مســتقرة امم جعــل ضناعتــه تنمــو بشــل جيــد.
ظرهــت متاعــب العمــل ب�لسلسـ�ة لــدى بعــض الفئــات املهنية
ف
وازداد ي� الســبيعينيات الن العالقــات أصبحــت منعدمــة
ق
داخــل املصنــع والورشــات وتفــا� الوتـ يـرة الروتينيــة امم جعــل
ف
و�
العمــار يشــعرون ب�مللــل الشــديد خاصــة عنــد التعــب ي
فــرة العمــل ،ب�يــث يفقــد العامــل االخــرة مــن ت ي الســاعات
26
محاضرات في نظريات التنظيم
ـ� وتنخفــض وتـ يـرة العمــل امم ينتــج عنــه التبديــد وتعطــل تال�كـ ي ز
ـال اظط ـراب وتـ يـرة العمــل. �ة
السلس ـ ب ي
ـ لت و�
أصبــح العامــل يــؤدي معــل بســيط امم يقلــل مــن قيمــة العمــل
ف
ي� حــد ذاتــه وقيمــة العامــل أيضــا امم جعــل البعــض ينــادون
رث أ
ب�لرجــوع اىل فكــرة العمــل اليــدوي لنــه أك ـ جــودة و�ج ــاال،
و�ايــدت املطالبــات بتوســيع املهام عىل املســتوى االفـق ي ب�يث تز
غــر منصبــه ال أن جمــال معــل االنســان يكــون حمــدود واذا ي
خ ش
يســتطيع العمــل وكذلــك ال ي�كــن تعويضــه مــن طــرف �ــص
اليا�نيــة (توســيع املهــام) امم
اخــر وهــذا مــا تقــوم بــه املصانــع ب
وخ�اتــه وارتقاءه عىل مســتوى يســمح للعامــل بتوســيع مداركــه ب
ـى. الســم الوظيـ ف
ي
خامسا :ماكس فيبر وتبلور فكرة البيروقراطية
فيــر (Max Weber )1920-1864 لقــد اكن ملاكــس ب
خ ف ث أ
مــن خــال أمعــاهل ال� البالــغ ي� إغنــاء النقاشــات ب�صــوص
لو� ب�لنتظـ يـامت ،ويبـ قـى مع ـ�ة املوســوم ب: إالهـ تـامم السوســيو يج
“االقتصــاد واملج تمــع” Wirtschaft and Gesellschaftأمه
خ ت ت أ
ـى �هكــا فيـ ب تـر ب�صــوص النمــوذج املثـ ي
ـال للتنظـ يـم المعــال الـ ي
اال�ــاه الفيبـ يـري Weberian Theoryهو اط .ويعتـ بـر ج ي الب�وقـر ي
ف ت
اال�ــاه الــذي يشـ يـر إىل أمعــال ماكــس فيـ بـر ي� جمــال التنظـ يـمج
ق ف ف
االجـ تـام يع واالقتصــادي� .عظــم الدراســات احلديثــة ،تبــى ي�
27
محاضرات في نظريات التنظيم
أ ق
مع�ــا أمــا تعديــات لفــار وتصــورات فيـ بـر .وقــد تنــاول فيـ بـر
ت ف ت
ـى تعمــل الب�وقراطيــة ي� التنظـ يـامت ،تلــك الـ ي �ليــل العنــارص ي
ت
مــن أجــل �قيــق اســتمرار التنظـ يـم وبقــاءه.
ت
ظاهر� ـواـ درس لوجي� الـ ي ن
ـذ� يعتـ بـر ماكــس فيـ بـر مــن السوســيو ي ن
ي أ ق ف
خــا� وذلــك مــن خــال ي التنظــم و العمــل ي� إطارهــا ال ي
أ
تتبــع تطــور املج تمعــات الوروبيــة حيــث ي ن
بــ� دور لك مــن
ن ظ ف أ ن
أامسل ولك ي ر ـ ال ـاج ـ نت ال إ ـط ـ � ـورـ � � ي ـةـ خالقي ال ـم ي ـ والق ـد�
ي الـ
أ ذلــك تضمنــه كتابــه ش
ال�ـ يـر» الخــاق بال�وتيســتانتية والــروح
ف
الرأامسليــة» .امك يتضــح لنــا مســامهة فيـ بـر مــن خــال البحــث ي�
أ ش ف أ تأ
كيفيــة �ثـ يـر ال يد�ن معومــا ي� صناعــة الســلوك البــري والفاكر
وه وجــود ـا ـ آنف ـا ـ ه ،حيــث توصــل إىل الفرضيــة الـ تـى ن
ذكر�
في ي ن أ
عالقــة بـ يـ� الخالق بال�وتيســتانتية ونشــوء الرأامسليــة ي� املج تمع
1 أ
للق�
.فالد�نــة بال�وتيســتانيتة حســب أفيـ بـر يه خـزان ي ي ورو�
ي ب ال
ن ت ة أ
ورو� �ــو احلداثــة ـى دفعــت املج تمــع ال ب ي الخالقيــة الفعــال الـ ي
والنتــاج ،حيــث يقــول « إن مــا ي�منــا املثــال إ
ي والتنظــم
ي
ـى ت�تــد جذورهــا إىل ي
هــو اكتشــاف احلوافــز الســيكولوجية الـ ت
الــى ت�مس للفــرد ســلوكه ي
املعتقــدات واملمارســات الدينيــة ت
- 1لــوران فلــوري :ماكــس فيـ بـر ،ت��ج ــة :حممــود عــى مقلــد ،دار الكتــاب ج
الديــد ،الطبعــة
أ
الوىل ،2008 ،ص .13
28
محاضرات في نظريات التنظيم
1ف
و� هــذا الصــدد فقــد اكن فيـ بـر مطلعــا ومملــا وتبقيــه عليــه» .ي
وأ� قـ يـم ومعتقــد لك طائفــة عــى ب�عتقــدات الطوائــف الدينيــة ث
ف ت ف
ســلوك أفرادهــا ي� املج تمــع وأفــارمه وتصورا�ــم خاصــة ي�
ـور�
ي ـ حم ـاـ ومم� ف و�ــد العقالنيــة
الانــب االقتصــادي واملــادي ،نج ج
ن ف
عنــد فيـ بـر وال يتــوا� ي� ربــط فكــرة الرأامسليــة بــه حيــث يقــول
ـول أك ـرث « :بر�ــا يبــدو أن روح الرأامسليــة يصبــح فم�ومــا بهسـ ة
إذا اعتـ بـر ن�ه جــزءا مــن تطــور العقالنيــة ب�جملهــا . ²»..ومــن
ـى أدت ج�ــة أخــرى فقــد بن�نــا فيـ بـر إىل العوامــل ي خ
التار�يــة الـ ت
ي ف
ت
لظهــور العقالنيــة ي� حــد ذا�ــا حيــث يقــول « إن العقالنيــة
ر� يتضمــن عاملــا مــن التناقضــات ،وعلينــا أن ه فم�ــوم ت� ي خ
ي ي
ـى ولــد نم�ــا هــذا الشــل اململــوس مــن ي
نبحــث عــن الــروح الـ ت
ن 3ف
و� ســبيل البحــث عــن الفكــر ومــن احليــاة العقالنيـ يـ�» ،ي
هــذه العوامــل ي�كــز فيـ بـر عــى ثأ� ودور حركــة إالصــاح الديـن
ي ف
الد�نــة املســيحية خاصــة الـ تـى قادهــا « اكلفــن» والــىت ي� ي
ئ ي ي
أنتجــت قـ يـام أخالقيــة تعكــس العقالنيــة الدنيويــة القا�ــة عــى
...ال إىل جانب والنتــاج والتنظـ يـم املثــال خ احلــث عــى الشــغل إ
ي أ
القـ يـم الدينيــة الخــرى.
أ
الخــاق بال�وتيســتانتية والــروح الرأامسليــة ،ت
ـ� مقلــد ،
ي ـ ع ـود
ـ حمم : ـة
ـ �ج� - 1ماكــس فيـ بـر :
ـوم ،بـ يـروت ،دون ســنة ، ،ص .67 ت
مركــز االنــامء القـ ي
- 2املرجع نفسه ،ص .41
- 3املرجع نفسه ،ص .42
29
محاضرات في نظريات التنظيم
ـال
في� من خالل تســاؤل إشـ ي لقــد انطلقــت أمعــال ماكــس ب
همــم هــو :مــا الــذي يصنــع فـرادة املج تمــع احلديــث؟ وقــد أكــد
أ
فيــر أن العقالنيــة يه الســمه الساســية هلــذه املج تمعــات. ب
ت
ومــن هــذه النقطــة جــاءت �ليــات فيـ بـر للتنظـ يـامت كفضــاء
الميــع. امل�وعيــة ي ن
بــ� ج ون�هــا لتحقيــق ش ملمارســة الســلطة ش
ث ف
يو�ى فيـ بـر أن معليــة العقالنيــة هــذه تــؤ� ي� احليــاة االقتصاديــة
ظ ف
والدارة و نأ�ــا تشــل االســاس ي� �ــور الرأامسليــة والقانــون إ
القا�ــة عــى أحــام القانــون .وجوهــر ـدول ئ والب�وقراطيــة والـ ة
ي
االج� ي ن
عيــ� ين
للفاعلــ� ت معليــة العقالنيــة هــو الــنز وع ت ز
امل�ايــد
خ ش ف ن
�ــو اســتخدام املعرفــة ي� إطــار عالقــات غـ يـر �صيــة ب�ــدف
ت
�قيــق ســيطرة أعظــم عــى العــامل احمليــط ب�ــم,
.1العالقــات االجتماعيــة داخــل التنظيــم و
الســطلة عنــد ماكــس فيبــر:
ن ف ت
فيــر ي� كتابــه االقتصــاد واملج تمــع عــدة أ�ــاط مــن ب حاقــر
االج�عيــة داخــل التنظـ يـم ،وخاصــة أشــال اهليمنــة العالقــات ت
ف
السياســية .إن أشــال اهليمنــة ي� عددهــا ثالثــة :الســلطة
يز
الاكر�ميــة .وهــذه العقالنيــة و الســلطة التقليديــة و الســلطة
ـى تقــود للطاعــة، النمذجــة تتأســس عــى خاصيــة التحفـ ي ز
ـ� الـ ت
ي ن أ
وهــذه ال�ــاط يه :
1
ت ت �ج
-1جــون ســكوت وجــوردون مارشــال :موســوعة عــم االجــامع � ،ــة أمحــد زايــد وآخــرون،
ـوم تلل��ج ــة ،الطبعــة الثانيــة ،2011 ،ص.407 :
املركــز القـ ي
30
محاضرات في نظريات التنظيم
م�وعيــة هــذا النمــط .1.1الســلطة التقليديــة :تتأســس ش
ـ� واهليمنــة عــى الصفــة املقدســة للتقاليــد داخــل تنظـ يـم معـ ي ن
ـ� عــى الســلطة. للقا�ـ ي ن االج�عيــة ئ التقليديــة مرتبطــة ب�ملاكنــة ت
ثأ ف
وحســب فيـ بـر �ــذا النمــط مــن الســلطة هل �ثـ يـر عــى املج تمــع،
أ ف
يتمثــل أساســا ي� إضعــاف مواقــف وأنشــطة الفــراد ســواء
االقتصاديــة الواعيــة أو العقالنيــة ،ب�عـ نـى أن القائــد أو احلــامك
ف
الــذي يعتمــد هــذه االمتيــازات للتــرف ي� املج تمــع ي ج�عــل
ن أ
ـادر� عــى القيــام ب�بــادرات اقتصاديــة وماليــة تالف ـراد غـ يـر قـ ي
ارية…مافــة االصطــدام بســلطة القائــد أو احلــامك. خ و�
ج
لاكر�مــا جمموعــة مــن الاكر�ميــة :يقصــد ب� ي ز يز .1.2الســلطة
خ ش والصائــص غـ يـر االعتياديــة الـ تـى يتمـ ي ز الصفــات خ
ـ� ب�ــا �ــص ي
ســواء اكنــت هــذه الصفــات حقيقيــة أو غـ يـر حقيقيــة .يو�تبــط
ة خ ش
هــذا النمــط أساســا بقــوة �صيــة معينــة ذات هــال قويــة.
وتقــوم ســلطة هــذا النمــط عــى قــوة القائــد عـ بـر قدرتــه عــى
ت
وه مواصفــات الميــع مــن حــوهل ،ي و�ميــع ج إالقنــاع و�ج ــع ج
خ ي ن خ ش ق
ـر�
تفــوق قمواصفــات ب� ي� الأ�ــاص ضالعاديـ يـ� .والتــار� الغـ ب ي
اكر�ميــة وا�ــة .إن مصطلــح والــر ي� مــ�ء بــامن ذج ي ز ش
ف ي
“القائــد الــارزم” ظ
كبــر ي� العــر احلديــث، ي بشــل ــر � ف ي
ين
الاكرزميــ� يظهــرون فيــر �ــذا النــوع مــن القــادة وحســب ب
أ ف
ي� املج تمعــات العقالنيــة عنــد مرورهــا ب�زمــات ،ب�يــث أن
31
محاضرات في نظريات التنظيم
أ
املؤسســات السياســية تصبــح غـ يـر قــادرة عــى القيــام ب�دوارهــا
ووظائ�ــا ،ومــن هنــا تظهــر زعامــات إمــا سياســية أو دينيــة… ف
ـياس بشــل عام. ـ الس النظام ـو�ي ـ تط ورة تدعــوا إىل التغيـ يـر و�ض
ـا� ن ي
وإ�ــا ويضيــف فيـ بـر أن هــذا النــوع مــن الســلطة غـ يـر عقـ ن
ي
ـال يعتمــد عــى الثقــة .1 انفعـ ي
.3.1الســلطة العقالنيــة /القانونيــة :ي�تبــط هــذا النمــوذج
ي ض
وغــر
تنظــم بســلطة القانــون الــوا� والــر� ي ي داخــل أي
عي�االشــخص .إن الســلطة العقالنيــة حســب فيـ بـر تســتمد ش� ت
ي
مــن القانــون والقواعــد والنصــوص القانونيــة…إن الســيطرة
التنظ�ت واملج تمعــات احلديثة. ي ـ�ات العقالنيــة هنــا ه مــن ممـ ي ز
ف ي
ين
والقوان� واملمــارس للســلطة � هــذه ة
احلال يســتند هلذه القواعــد ي
غـ يـر الشــخصية ،مــن هنــا تكــون ســلطته حمــدودة.
.2خصائــص التنظيــم البيروقراطــي ومعاييــر
اســتمراره لــدى ماكــس فيبــر:2
ف وضــع فيـ بـر جمموعــة مــن خ
وه تعتـ بـر ي� رأيــه
ي ـص،
ـ صائ ال
32
محاضرات في نظريات التنظيم
مكعايـ يـر لنجــاح أو فشــل التنظـ يـم ،وهــذه القواعــد تســتمد مــن
كل� ،أي أن املج تمعــات الرأامسليــة وصلــت درجــة من املج تمــع ال ي
العقالنيــة ب�يــث أصبــح ال جمــال للعواطــف والقـ يـم التقليدية.
ال�عيــة عند الالــص للســيطرة ش فالنمــوذج املثــال أو النمــط خ
ي
اط .وتكــون صالحيــات من الب�وقـر ي
ـي� إالداري ي فيـ بـر هــو التسـ ي
ف
ـي� عبــارة عــن “كفــاءات” ش�عيــة ي ـ التس ـذا
ـ ه �ي�لــك الســلطة ي
ســواء اكنــت هــذه الصالحيــات ن�بعــة مــن امللكيــة أو ب�وجــب
تعيــ� ســابق .وتتشــل االدارة ين انتخــا�ت أو عــن طريــق ب
ـ� فرديـ ي ن
الالصــة مــن موظفـ ي ن صيغ�ــا خ
ت ف
ـ� تتوفــر يف�ــم املسـ يـرة ي�
املواصفــات التاليــة:1
• نأ�م أحرار ،وال ي خ�ضعون سوى للواجبات املوضوعية.
• يتوزعون حسب ت�اتبية للوظيفة املوضوعة بشلك حممك.
بكفا�ت مرتبطة ب�لوظيفة ت
ومع�ف ب�ا. • يتمتعون ي
• نإ�ــم موضــوع تعاقــد ،وهلــذا ي خ�ضعــون مبدئيــا النتقــاء
مفتــوح.
ف • ت
يــم هــذا االنتقــاء بنــاء عــى التأهيــل املهــن ي ،وهــو ي�
ف
�-1املرجع السابق ،ص.20
ي
33
محاضرات في نظريات التنظيم
ت ن تأ رث أ
احلــاالت ال كـ عقالنيــة� ،هيــل همـ ي يــم التحقــق منــه مــن
خــال االمتحــان ،وعــن طريــق ش
ال�ــادة.
ف ت
• �نــح هلــم أجــور قــارة حســب املركــز ي� التسلســل االداري
ف ن وحســب املســؤولية ت
يتحملو�ــا امك يتمتعــون ب�حلــق ي� الــى
ي
التعاقــد
مكهن�م الوحيدة أو الرئيسية.وظيف�م تت • يترصفون إزاء
وأخــرا ،هلــم مســار همــن ي ،ويتســلقون الدرجــات تبعــا
ي •
لأ
قد�ــة
ل ي
.3اهــم االنتقــادات الموجهــة الــى نظريــة
ماكــس فيبــر حــول التنظيــم:
وا�ــت نظريــة ماكــس فيـ بـر جمموعــة مــن االنتقــادات، لقــد ج
ت ت ف غ
ـي� وتدبـ يـرولكــن ر� ذلــك فتصــوره مــازال يــم اعــامده ي� تسـ ي
جمموعــة مــن التنظـ يـامت ســواء احلكوميــة أو غـ يـر احلكوميــة،
ـاع.
الصناعيــة أو غـ يـر الصنـ ي
ـى للتنظـ يـم .فــإذا وهــذه االنتقــادات ت�تبــط ب� جلانــب الوظيـ ف
ي
اهــم ب�وضــوع اهســام العنــارص التنظيميــة خ
املتلفــة فيــر تاكن ب
ف ف ت
ي� �قيــق الفعاليــة ،فإنــه ب�ملقابــل مل ينجــح ي� بإ�از وكشــف
عل�ــا هذه العنارص .وحســب ـى تنطــوي ي املعيقــات الوظيفيــة الـ ت
ئ ي
املثال يفتقد تلــك املال�ة (املوازنة) يم�تــون Mertonفالنمــوذج ي
34
محاضرات في نظريات التنظيم
ـى. واللــل الوظيـ ف ـ� الوظيفــة خ الالزمــة بـ ي ن
ي
و�ملــوازاة مــع ذلــك ،ذهــب Gouldnerإىل مــا أكــده ب
ام� يقيــة عــى أحــد ـد� دراســة ب يم�تــون ،حيــث أجــرى جولـ ن
ف ت
املثــال،
ي املصانــع وتوصــل أن �ــة تناقضــا خفيــا ي� النمــوذج
ئ ن ف
س واملعرفــة ي مســتوي� :التسلســل الــر� ي ويتمثــل ذلــك ي�
أ خ ئ التقنيــة أي بـ ي ن
ـ� االدارة القا�ــة عــى الـ بـرة الفنيــة والخــرى
القا�ــة عــى النظــام واالنضبــاط ،حيــث أكــد انــه ف� حــالة ئ
ي
التنظ� أنشــطته
ي ـ� ،فإنــه مــن الصعــب أن يــؤدي الاصيتـ ي ن توفــر خ
ظ ن ف
ي� تاكمــل وانســجام ،ب�عــى أن فــرص �ــور ال ـراع ســتكون
كبـ يـرة .1
ف تأ ن
الوانــب وهنــاك انتقــاد أن �ــوذج فيـ بـر قــد ب�لــغ ي� � كيــد ج
للتنظــم ،متجاهــا بذلــك تلــك ي الرمسيــة واملظاهــر النظاميــة
االج�عيــة غـ يـر الرمسيــة الـ تـى تنمــو ف ي� التنظـ يـم والــىت العالقــات ت
ي ي ف ت
تلعــب دورا هامــا ي� �ديــد طابعــه وأدائــه لوظائفــه .ومــن أمه
ـروز�
املو�ــة لنمــوذج فيـ بـر ،نج�ــد انتقــادات كـ ي ي االنتقــادات ج
ـى اكنــت نقطــة انطالقــه لبنــاء نظريتــه املوســومة ب�لتحليــل والـ ت
ي
االسـ تـر يج
اتي�.
35
محاضرات في نظريات التنظيم
إن تتبــع إهسامــات ماكــس فيـ بـر حــول سوســيولوجيا التنظيات
الــاص بــه مــن ج�ــة،لتعقيــد الطــرح املفاهيــ� والتنظـ يـري خ
ت ف ي
و�اع�ــا ي� تفكيــكـ� نجوصعوبــة اســقاهطا عــى واقعنــا التنظيـ ي
البنيــات ت
االج�عيــة والثقافيــة والسياســية ملؤسســاتنا مــن ج�ــة
اخــرى ن
ال�ــا ارتبطــت ب�ملج تمعــات الصناعيــة الغربيــة.
.4ملخص حول طرح ماكس فيبر:
36
محاضرات في نظريات التنظيم
38
محاضرات في نظريات التنظيم
ن ف -هنــاك دومــا جمــاال للعــب أو املنــاورة بـ ي ن
ـارك� ي� ـ� املشـ ي
ـ�التنظـ يـم .و هــذا املج ــال مــن احلريــة هــة الــذي ي�ــدد الفاعلـ ي ن
.
– 2أهــم مفاهيــم و مصطلحــات التحليــل
االســتراتيجي :
أ
ال ن� يــد أن نتكلم ب�لتفصيــل عــى هــذه املصطلحــات لننــا قــد
ن ة ف
عل�ــا ي� املقــال الســابقة و لكــن � يــد إضافــة و توضيــح تملكنــا ي
ـز�دة فال�ــم . بعــض النقــاط لـ ي
. 1 – 2الرهان أو القضايا . Enjeu
ت أ
ـى مــن أجلهــا يقــوم الفاعــل
ـا� الـ يو يه تلــك الهــداف أو القضـ ي
ز ن آ ت ت ت
تتمــ� ب� ي
لتغــر و خــر� .و يه ي ا�ــاه ال ي ا�يته ج ببنــاء اســر ج
ة ف أ
التحــول ،ذلــك لنــه دومــا يكــون الفاعــل إمــا ي� حــال بر�
ف ة ف
أو ي� حــال خســارة .و هنــا تدخــل مــدي نج�ــاح العقالنيــة ي�
اختيــار الوقــت و اهلــدف و االسـ تـرتيجية املناســبة .
. 2 – 2الفاعل : L’acteur
ـر� ســابقا هــو أن الفعــل هــو الــذي ي�ــدد الفاعــل .فــا امك ذكـ ن
ـ� .و الفاعــل يكــون إمــا ي�كــن أن تكــون أفعــال بــدون فاعلـ ي ن
ت ف ت
فــردا أو جمموعــة .و قــد اســتفاد كروزيــه ي� �ليــه االجــام يع
مــن مــا جــاءت بــه نظريــة الفعــل االجـ تـام يع .فالفاعــل هــو
ف
ذلــك الفــرد الــذي هل القــدرة عــى التدخــل و املشــاركة ي�
مشــل�ة مــا .أي أنــه مرتبــط أو معـن ي ب�ــا انطالقــا مــن رهـ نـا�ت
39
محاضرات في نظريات التنظيم
أ
يكتشـ فـها و يتبناهــا .و ذلــك لن أي فاعــل عنــده شــل مــا من
ت
التأثــر يســتطيع بــه �ريــك أو اســتعمال ي أشــال النفــوذ أو
ف
مــوراد ضائعــة ي� التنظـ يـم .و عــى لك فأنــه إذا اكنــت القضية أو
ت
الرهــان ضعيــف عنــد الفاعــل ،فــإن الفاعــل ال يكــون هل �رك
أ
كبـ يـر و ال أهــداف كبـ يـرة .أو أن الهــداف غـ يـر هممــة عنــده و
ب�لعكــس إذا اكنــت الرهـ نـا�ت هممــة أو �ج اعيــة يكــون الفاعــل
الماعــة .
حينئــذ يعمــل لصــاحل ج
. 3 – 2السلطة : Le Pouvoir
يعتــر فم�ــوم الســلطة فم�ــوم حســاس و متفــرع .حيــث ب
ـار�م
ـر� ب�ختــاف مشـ ب ـر� و املفكـ ي ن
اختلفــت فيــه آراء املنظـ ي ن
ت ت
.و أمه مــن �ــدث عــن الســلطة مه عملــاء االجــامع الرتبــاط
هــذا ف
امل�ــوم ب�حلــم و السياســة .
و تعرف السلطة عىل نأ�ا :
« إن الســلطة تعـن ي بــل بســاطة انتــاج ثآ�ر مرجــوة « ب� ت�انــد
رزســل .1939
ت ن ف
ـى يســتعملها رو�ت دال عــى أ�ــا « ( الطاقــة الـ ي عر�ــا « ب و
ش خ ش
�ء مــا مــن آخــر مل يكــن ليقدمــه ي أي �ــص للحصــول عــى
ن ف
لــوال ذلــك التدخــل ) .أمــا ماكــس فيـ بـر فقــد عر�ــا عــى أ�ــا
خ ش خ ش
.ه قــدرة (أ) عــى أن « ســلطة �ــص (أ) أعــى �ــص (ب) ي
ـى ال يعملهــا إذا مل يكــن هنــاك يفعــل (ب) بعــض الشــياء الـ ت
ي
40
محاضرات في نظريات التنظيم
تدخــل مــن طــرف الشــخص (أ) .
ف ن ف
�.عنده « أمــا كروزيــه فقــد عر�ــا عــى أ�ــا عالقــة تبادليــة ي
الســلطة يه عالقــة تبادليــة و ليســت ممنوحــة ( Ahributive
) أي أنــه ال ي�كــن أن نقــول أن الشــخص ( ب) يتحمــل
أ
أوتوماتيكيــا الوامــر الصــادرة مــن الشــخص (أ) .فالشــخص (
خ أ
ب) هل هامــش مــن التحــرك ،و هــو يقبــل الوامــر أو الضــوع
أ أ
ببســاطة لنــه يتحصــل هــو كذلك عــى بعض الشــياء كتبادل.
ـى يتميــع ب�ــا الشــخص (أ) عــى الشــخص فــإذا الســلطة الـ ت
ف ي
(ب) يه قــدرة (أ) عــى احلصــول – ي� عالقتــه مــع (ب) -عــى
ض ف ف
تبــادل يوافــق عليــه (ب) و يفضــه ي� خــم عالقــة ي ــوم م�
تفاوضيــة .
ف ف ت
ـال ي�كــن لنــا أن نالحــظ ي� �ليل كروزيه مل�وم الســلطة و ب�لتـ ي
عــى أنــه اعتمــد عــى مفاهـ يـم «نظريــة التبــادل االجـ تـام يع «
خ ت
ـى ت�ى أن عالقــات النــاس �ضــع لعمليــة تفــاوض و تبــادل ي
الـ ت
.و يمكــن ذلــك مــن اســتعماهل لبعــض مفاهيمها مثــل « التلكفة
–الســارة -التفــاوض – التبــادل .... ـر� خ – الـ ب
ف
التنظــم عــى هــذهي �
كيــف يتحصــل الفاعــل ي و نتســاءل
اســراتيجية الفعــل ؟ الــى ت�نحــه ت الســلطة ت
ي
ف
يقــدم كروزيــه فم�ومــا جديــدا ي� معليــة اســراتيجية الفعــل ،
ت
41
محاضرات في نظريات التنظيم
ض�ــن مــا يعــرف بـــ « منطقــة االرتيــاب أو الشــك «.
. -4 2منطقة االرتياب : .La zone d’incertitude
ف
تنظــم ي�كــن أن تتواجــد ثغــرات أو معــارف مفقــودة ي� لك ي
الــرمس .مثــال :ال يوجــد مــدة حمــددة ي التنظــم
ي مل ينتبــه هلــا
ت ف آ أ
لفـ تـرة صيانــة العطــال ي� الالت أو �ديــد وق�ــا .أو ال ي�ــدد
ت
يفر�ــا عــى العمــال مــن طــرف التنظـ يـم جحــم الرقابــة الـ تـى ض
أ ي
امل�مــة
رئيــس الورشــة .إذا فــإن مثــل هــذه المــور الغمضــة أو ب
ع�ــا يه مــا يســميه كروزيــه ب�نطقــة الشــك أو إن جــاز التعبـ يـر ن
اتي� هو الذي ي�اول االســتحواذ االرتيــاب .و الفاعــل االسـ تـر يج
عل�ــا أو التحــم يف�ــا ،لـ يـامرس نوعــا مــن الضغــوط أو النفــوذ أو ي
ن ف آ
�.مــورد هــام يتخــذه الفاعــل لـ يـامرس ي ـر�
الســلطة عــى الخـ ي
ف
فيــه التحــرك ض�ــن هامــش احلريــة .فالفاعــل الــذي يتحــم ي�
هــذه املنطقــة يتمتــع ب�الســتقاللية و القــدرة عــى إخفــاء لعبتــه.
. 5 – 2عالقــة الســلطة بمنطقــة االرتيــاب :
ف ض
امك أو�نــا مــن قبــل فــإن الفاعــل الــذي يتحــم ي� منطقــة
االرتيــاب هــو الــذي يتمتــع ب�لســلطة و حريــة التحــرك ».ملكــا
ف ت
�ــم الفاعــل ي� منطقــة االرتيــاب جيــدا ملكــا اكن لديــه ســلطة
أكـ بـر ».
ف
مثــال عامــل الصيانــة �ــو ي�ــارس ســلطة عــى رئيــس ورشــة
ت ف أ
إالنتــاج و عــى معــال إالنتــاج ،لنــه يتحــم ي� فــرة وقــت
42
محاضرات في نظريات التنظيم
أ الصيانــة و ت
مد�ــا أي ب�ســتطاعته التالعــب ب�عصــاب العمــال
ين
مترسعــ� و رئيــس الورشــة فملكــا اكن معــال وحــدة االنتــاج
لتصليــح ت
آال�ــم لرفــع االنتــاج و احلصــول عــى املردوديــة ملكــا
عل�ــم .أي أن حاجــة العمــال اكن لعامــل الصيانــة ســلطة ي
خ ف لصيانــة ت
آال�ــم يه مصــدر قــوة لعامــل الصيانــة �.ــم ي�ضعــون
ب ف
هل ي� عالقــة تفاوضيــة لــر� املردوديــة .وهــذا هــو الــذي
ف
اتي� لــل العــب � .ــا يه ي�كــن أن نســميه ب�لفعــل االسـ تـر يج
ت
االســراتيجية؟
–6 – 2االستراتيجية :
يه فم�ــوم ارتبــط ب�حلــروب و القتال ،و قد اســتخدمه كروزيه
بــ�ن ت كــر و ّ أ
ليعــر بــه عــن تلــك اللعــاب « ّ
الــى يه ي ي « فــر ب
ت ت الفاعلـ ي ن
ـى �ــدد ســلوهكم و ي ي ـ ال ه و . ـوة
ـ مرج ـداف ـ أه ـوغ ـ لبل ـ�
ن ف ت
ـا� ب�لنســبة لــل فاعــل . ي ـ عق ـل
ـ فع � ي ، ـم
ـ ترصفا�
ت ت أ ف
و ي�كــن تعر�ــا بـــ « يه تلــك الفعــال امل�ســكة و امل�ابطــة
الــى يتبناهــا الفاعــل مــن ج�ــة نظــر خاصــة بــه للســلواكت ت
ي ّ ُ
ن ت
،و توجــه هــذه االســراتيجية حســب نوعيــة الرهــا�ت و
أ
الهــداف ».
ين
الفاعلــ� لتحقيــق و منــه فيمكــن أن نقــول أن تصــورات
ت ف
أهدا�ــم عـ بـر هامــش احلريــة و اممرســة الســلطة بفــض �مكهــم
ت ض ف
ـى تدفهعــم إىل ي� منطقــة الشــك �ــن عقالنيــة حمــدودة يه الـ ي
43
محاضرات في نظريات التنظيم
ف
ـو� عــدة اسـ تـراتيجيات ي� إطــار العالقــات الغـ يـر متاكفئــة
تطـ ي
و ض�ــن نســق عالئـق ي ي�ــرك هــذه االسـ تـراتيجيات .و هــو مــا
ـ� «
يســى بـــ « نســق الفعــل اململــوس أو الفعـ ي
. 7 – 2نسق الفعل الملموس ( الفعلي ) :
ـى ي�ارهســا الفاعلــون .و هــو حمصـ�ة خمتلــف االسـ تـراتيجيات الـ ت
ن ي
ـرمس ،إ�ــا ـ ال ـم
ي ـ التنظ و ـةـ للرمسي ـع
ـ خاض ورة هــو ليــس ب�لـ ض
ـر
ف ي أ
ت ن ن
يه تلــك اللعــاب املنظمــة و املرتبــة بـ يـ� الفاعلـ يـ� ي� عالقا�م
التبادليــة تظهــر يف�ــا املصلحــة و التنافــر و ال ـراع ....فــل
ن
فاعــل مــن هــؤالء يقــوم ب�مس عالقــات تفضيليــة تســامه لكهــا �ــو
ت
ـاع Régulation �قيــق أهــداف حمــددة بواســطة ضبــط �ج ـ ي
. de système
– 3تطبيقــات التحليــل االســتراتيجي كمنهــج
بحثــي :
منــاه
ج لقــد أدت احلاجــة إىل اســتعمال عــدة مداخــل أو
ف ت
�ليليــة ي� التنظـ يـامت أو املؤسســات االقتصاديــة أو السياســية
اتي� فل�م
الصــوص ،و مــن أمهــا نم�ج التحليــل االسـ تـر يج عــى خ
ف ت أ
ـى ينتجهــا الفاعلــون ي� إطــارـال الرمزيــة الـ ي
ســلوكيات و الفعـ
ألعــاب الفعــل النسـق ي .و ي�كــن اســتخالص بعــض خطــوات
وه �خ ســة خطــوات هلــذا التحليــل يه : ي ـج
ـ هــذا ن
امل�
ف ن ت
التنظ� .
ي � – 1ديد إالشاكليات و الرها�ت املطروحة ي�
44
محاضرات في نظريات التنظيم
– 2استنتاج من مه الفاعلون املرتبطون ب�ا .
– 3دراســة لك فاعــل لوحــده ب�لتفصيــل مــن حيــث ( مــوارده
ت
،نقائصــه ،هامــش حركتــه ،مــدى �مكــه ب�نطقــة الشــك )...
ـى يظهرهــا أو – 4اســتخالص و اســتنتاج االسـ تـراتيجيات الـ ت
ي
يتبناهــا الفاعلــون .
ـ� خمتلــف االسـ تـراتيجيات املســتنبطة – 5دراســة التفاعــل بـ ي ن
مــن نســق الفعــل .
و بعــد هــذه املرح ـ�ة و بعــد أن نكشــف نســق الفعــل العــام
خ ت ت و خ
طيــ�
ي � مس � ب نقــوم ، املوجــودة اتيجيات االســر تلــف م
ا�ــاح املـ شـروع ،مــن لتوضيــح العمليــة الـ تـى تسـ ن
ـاعد� عــى نج
ة ف ي ت
خــال �ديــد امل�وعــات ي� لك قطــاع و حمــاول الكشــف ش
�ض أ
عــى الفعــال ال وريــة لبلــوغ ذلــك .
اتي� لملنظمــات ت
االســر يج ي�كــن أن نســتخلص أن التحليــل
ـاول عمليــة أضافــت ،أو التحليــل االجـ تـامع لملنظمــة ،هــو حمـ ة
ي
الكثـ يـر لعلــوم السياســة و االقتصــاد ،و كذا للتنظـ يـامت االدارية
ف
ـي� معليــات ـو� ي� تسـ ي ،مــن خــال مــا قدمتــه مــن تبصـ يـر و تطـ ي
ن ف التنظــم .و ي�كــن أن نج�مــل بعــض ي ز
ممــ�ات هــذا امل�ــج ي� ي
نقــاط نم�ــا :
45
محاضرات في نظريات التنظيم
اتي� لملنظمــات أن يعــرف ت
االســر يج • اســتطاع التحليــل
ف ف
ـر� لنســق الفعــل ،و العمــل عــى ال�ــم و التوقــع ي النظــام املعـ
أ
النظــر�ت الخــرى . ي للتغــرات ،أفضــل مــن ي
أ ف
• �م ديناميكيات النساق .
ف
• �ــم مســار الفعــل املمكــن أو احملتمــل ،من خالل دراســة
ف ـ� و ن
رها� ت�ــم و أهدا�ــم قناعــات الفاعلـ ي ن
اتي� ب�عرفــة أن الـنز اع أو الـراع ـد� التحليــل االسـ تـر يج • أمـ ن
ـال مالزمــة للتنظـ يـم ،و هــو ليــس سـ ّـيئا لوظائفــه .و هــو هــو حـ ة
ت
يعكــس أو ي خ�تــر عــدة عالقــات تبادليــة و متناقضــة �تــص
خ
ن ف
طئــ� ي� أفعاهلــم بــل يه تنظــم .فالفاعلــون ليســوا خم ي بــل ي
دومــا ن�بعــة مــن التنظـ يـم و اكراهاتــه .
ـ� ب�ثابــة إالطــار النظــرى
ي ـروز� عــى ج�ــاز مفاهيـ
ي ي اعتمــد كـ
ت ف ف أ ن
وتدعــم نظريتــه ي� �ــم و�ليــل
ي ســاس لبســط
ي ال ي ج ــوامل�
ف
ـ� سوســيولوجيا ،ومــن هنــا فــإن �ــم نظريتــه ي احلقــل التنظيـ
أ ت
هــذه يتطلــب �ض ورة �ديــد وعــرض أمه املفاهـ يـم الساســية:
الفاعل :Acteur أ.
ة
املقــاول تتفاعــل داخــه جمموعــة مــن العنــارص، التنظــم أو
ي
االج� ي ن
عيــ� .والفاعــل قــد يكــون فــردا أو �ج اعــة. ين
الفاعلــ� ت
وهــذا الفاعــل يتبـ نـى اسـ تـراتيجية معينــة ب�ــدف توفـ يـر أكـ بـر
46
محاضرات في نظريات التنظيم
ـر� واملنافــع الذاتيــة .االسـ تـراتيجية ال تكون احلظــوظ املكنــة للـ ب
وا�ــة وواعيــة ض�ــن الفــرد ويـ تـم ش�هحــا مــن بعــد ـرورة ض ب�لـ ض
مــا ي�ــر الفاعــل لملمارســة.
إن هــذه االسـ تـراتيجة ت�تبــط بعقالنيــة حمــدودة ومتعــددة
ـى يتموضــع يف�ــا الفاعــل االجـ تـام يع، ي
ب�ختــاف الوضعيــات الـ ت
ـاول يتحــدد الفاعــل االجـ تـام يع مــن خــال تفاعــه فداخــل املقـ ة
ت ت ف آ
مــع الخــر ،وقــد يتكتلــوا ي� فاعل اجــام يع واحد ب�ــدف �قيق
ت هــدف معـ ي ن
ـ� وحســب وضعيــة معينة ،لكــن بعــد �قيق هدف
عي� لك اج� ي ن ـ� تهــذا الفاعــل ،يتفــك من جديــد ليعــ� فاعلـ ي ن
ت ي مســتقل ولك هل ن
رها�تــه الفرديــة ،واالســراتيجية تتحقــق عـ بـر
وال كراهــات ث� العقالنيــة .إن اسـ تـراتيجية الفاعــل الوضعيــة إ
ـروز� تبـ قـى لك تــرف ذو معـ نـى حـ تـى لــو مل يكــن حســب كـ ي ي
وع.
ـو� فيــه ،أو اكن مصــدره مــن الفاعــل عــن غـ يـر ي مرغـ ب
ب .السلطة:
أ
وه ال كــروز� ،ييي املفاهــم الساســية عنــد
ي تعــد الســلطة مــن
ت تأ
ـرم الــذي ي�تــه الفاعــل ،بــل انطالقــا مــن ي � ي� مــن املوقــع اهلـ
أ التصــورات والتمثــات الـ ت
يص�ــا الف ـراد عــى هــذا الفــرد، ب ـى
ي
ف أ ف
وليــس مــا ي خ�ــوهل القانــون مــن احلــق ي� إعطــاء الوامــر ي�
والدارةبــ� العمــال إ إالدارات .نإ�ــا نســق ي�ــدد العالقــات ي ن
وه القــدرة عــى التأثـ يـر ،إن الســلطة هنــا ليســت صفــة بــل ي
47
محاضرات في نظريات التنظيم
نإ�ــا عالقــة تبــادل يـ تـم التفــاوض ب خ�صوهصــا .إن الســلطة فمك�وم
ف
لو�ـروز� تبـ قـى عنـرا أساســيا ي� التحليــل السوســيو يجعنــد كـ ي ي
الكــروز� ،وهــذا مــا نج�ــده ب�رزا عنــد الرجــوع إىل أمعــاهل،
يي
الب�وقراطيــة وأيضــا خاصــة نم�ــا مؤلفــه املوســوم ب�لظاهــرة ي
ـروز� فالســلطة تشــمل أو الفاعــل والنســق .وحســب كـ أ ي ي مؤلفــه
دا�ــا إماكنيــة أن بعــض الفــراد أو املج موعــات هلــم تســتلزم ئ
ف
قــدرة التحــم ي� أفــراد أو جمموعــات أخــرى؛ وهــذا التحــم
أ ف
خــرة تتطــوريقصــد بــه الدخــول مهعــم ي� عالقــة ،وهــذه ال ي
أ ف
ي� خضمهــا ســلطة البعــض عــى البعــض الخــر .إن الســلطة
لك�ــا عنــد كــرز� ليســت صفــة /مـ ي ز
ـ�ة يتــم ب�ــا الفاعلــون ،و ن
ش يي
ـ��صـ ي نـ� خ عالقــة تبــادل تتأســس انطالقــا مــن التفــاوض بـ ي ن
عــى إالقــل.
اكلتال:
ي وه
كروز� أربع مصادر للسلطة ي يي يو�دد
خ ت
• امتــاك الفاعــل للكفــاءة ولقــدرات �صصية مــن الصعب
تعوي�ض ــا.
ف
التنظ� بســياقه
ي • التحــم ي� مناطــق الظــل املرتبطــة بعالقات
ـار�.
الـ يجخ
• التحــم ف ي� قنــوات التواصــل وتدفــق املعلومــات ي ن
بــ�
التنظــم.
ي خمتلــف وحــدات وأعضــاء
48
محاضرات في نظريات التنظيم
ف
• التحمك ي� القواعد التنظيمية.
ج .مناطق الظل
ن آ
ـر�. يه املصــدر الــذي يســتمد منــه الفاعــل ســلطته عــى الخـ ي
ـرمس داخــل التنظـ يـم ال يســتطيع أن يقـنن يو�يــل فالانــب الـ ي ج
الزئيــات والتفاصيــل ب�ــدف احلــد مــن درجــة حريــة لك ج
التنظ� يـ تـرك فراغاي الفاعــل وتقويــض اســتقالليته ،وهــذا ي ج�عــل
ت ف
أو منفــذا يعمــل العامــل عــى اســتغالهل ي� بنــاء اســراتيجية
معينــة ،إمــا جهوميــة أو دفاعيــة .إن هــذا االســتغالل ملناطــق
ق أ الظــل مــن قبــل فاعــل ي ن
معــ� ي�نحــه الســبقية عــن ب� ي�
ت ت ف �ة أ
ـى ج�مهعــم الطـراف املتفاعـ معــه ي� تلــك العالقــة التبعيــة الـ ي
ـ� ،وتصبــح ب�لنســبة ـ التنظي ـالـ املج ـل ـ داخ ـض ـ البع ـم ـ ببع�ض
ي
و� يــد أمهيــة منطقــة الظــل وتنقــص إليــه مصــدرا للســلطة ،ت ز
ن أ
ـر� إليــه وحســب درجــة حســب درجــة تبعيــة الف ـراد االخـ ي
عل�ــم وكذلــك مــن عــدم قــدرة هــؤالء عــى االســتغناء ســلطته ي
ـى ي�تلهكــا .وهــذه الكفــاءة عليــه أو عــى الكفــاءة والقــدرة الـ ت
ي
وه: والقــدرة هلــا مصــادر أساســية ي
ـ� ف
• الكفــاءة والقــدرة املهنيــة املتمـ ي ز ة ي� القضــاء عــى مناطــق
الظــل الداخليــة للنســق.
ت ف
• القــدرة والكفــاءة العاليــة أو النوعيــة ي� عالق�ا مع الســياق
ـار� للتنظـ يـم.
الـ يج خ
49
محاضرات في نظريات التنظيم
وتدب�هــا لكــن بـ شـرط أن تكــون هــذه
• امتــاك املعلومــات ي
أ املعلومــة تشــل ن
رهــا� حقيقيــا ب�لنســبة إللطــراف الخــرى؛
نز ف
ـر� بتطبيــق وت� يــل القانــون الــذي ي�كــن • التمســك احلـ ي
الفاعــل مــن امتــاك قــدرة دفاعيــة أو جهوميــة انطالقــا مــن
الوضعيــة التنظيميــة ت
الــى يتموقــع يف�ــا.
ي د .النسق الفعلي لألفعال :
ـ�،لك تنظـ يـم يتكــون مــن جمموعــة معينــة مــن الفاعلـ ي ن
عالقا�ــم إما عن ت ـ� يعملــون عــى هيلكـ�ة وتنظـ يـم وهــؤالء الفاعلـ ي ن
طريــق تال�ابــط املتبــادل ،وإمــا عــن طريــق التفاعــل املتبادل،
ف
للتنظ� .وهنا يكون النســق ي وهــذا ي�ــدث ي� الوضعيــة املســتقرة
ت لأ
ـى ي�يــل ب�ــا الكيــان اململــوس لف فعــال هــو تلــك الكيفيــة الـ ي
ت
عالقا�ــم اج� ي ن
عيــ� فاعلــ� ت ين التنظــم ب�عتبــارمه
ي البــري ي� ش
ـى ينظــم ب�ا الفاعلون نســق الداخليــة ،ب�عـ نـى أخــر :الطريقــة الـ ت
ي
ومعالة خمتلف إالشــاالت ج عالقا�ــم التفاعليــة ب�ــدف جم با�ــة ت
ـ� حـ ي ن
ـ� ـي� ية واالنتاجيــة… ،وهــؤالء الفاعلـ ي ن التدب� يــة والتسـ ي ي
قياهمــم بذلــك ،ال يكــون وفــق صــورة حياديــة وجــردة ولكــن
ض ت ف
ـا�ت ـى تكــون �نيــا أو علنيــا متوافقــة مــع غـ ي ي وفــق أهدا�ــم الـ
ـق�ن لأ
ـ� ل فعــال يشــمل بــدوره نسـ ي التنظـ يـم .وهــذا النســق الفعـ ي
فرعيـ ي ن
ـ� ههــا:
ه .النسق الفرعي لضبط العالقات:
ـى يـ تـم ج
إنتا�ــا مــن قبــل االفـراد ي
جممــوع القواعــد والضوابــط الـ ت
50
محاضرات في نظريات التنظيم
ف
ومعالــة املشــالك اليوميــة ج التنظــم ،وهد�ــا حــل ي داخــل
ســلواك�م وأفعاهلــمت ومعــرةي للتنظــم مــن ج�ــة أوىل ،وتوجيــه ي
ت ف ث �ض ت ف
و� عالق�ــم ي� عالقا�ــم ببع ــم البعــض مــن ج�ــة �نيــة ،ف ي
موضوعا�ــم اليوميــة مــن ج�ــة ث�لثــة� .ثــا إذا وقــع ت بعملهــم أو
آ ة ف
عطــل ي� آل مــن الالت مــاذا يفعــل العامــل امللكــف مــن
موا�ــة هــذه إالشــالية إالنتاجيــة ،هــل يتصــل ب�ســئوهل أجــل ج
ـا�؟ أو ب�لعــون املعـن ؟ أو ب�ســؤول العامــل املعـن ؟… خ
إل املبـ ش
ي ي
ـ� هممــا اكنــت جزئيــة إذن هنــاك نســق مــن القواعــد والقوانـ ي ن
ف وغــر مشــل�ة
� تعمــل عــى ضبــط العالقــة ي ـة، ـ رمسي ـورةـ بص ي
ـد� داخــل املنظمــة وهــذا ما يطلــق عليه ـ� املتواجـ ي ن ـ� الفاعلـ ي ن بـ ي ن
ـرع لضبــط العالقــات. ب�لنســق الفـ ي
ح .نسق التحالفات:
ـ� داخل ـ� الفاعلـ ي ن وهــو النســق الــذي ي�ــم التحالفــات بـ ي ن
ف
التنظـ يـم ،ب�يــث ي� هــذا الشــل مــن العالقــات فــإن الفاعــل
ـ� مــن أجــل قضيــة معينــة فإنــه يعــرف جيــدا مــن هــو املعـ ي ن
الــذ� سيســاندونه ،فــإن التحالفــات احلليــف أو احللفــاء ي ن
أ
م� ت�ــا الساســية أ�ــا ظرفيــة ومرتبطــة
ن داخــل املؤسســة ي ز
ت ت
بقضيــة حمــددة وعــى أســاهسا يــم �ديــد كيــف أن املج موعــة
خ ف
عل�ــا ،انطالقــا مــن أهدا�ــا الاصــة قضا�هــا املطروحــة ي ـال ي تعـ ج
ـرع للتحالفــات وأهــداف ف املج موعــة املنتميــة يإل�ــا .فالنســق الفـ ئ ي
�ض وري ي� املؤسســة ،لكــون نأ�ــا معرضــة دا�ــا لعــدد ي
كبــر
51
محاضرات في نظريات التنظيم
املق�حــة هلــذه مــن حــاالت االرتيــاب Incertitudesواحللــول ت
ين
الفاعل� بد�يــة أو بم� جمــة مســبقا امم ي ج�عــل ـا�ت ليســت ي االرتيـ ب
الــى ي�اهــا لك بســب�ا لفــرض احللــول ت يتجا�ــون و يتنازعــون ب ب
ي أ
ن
فاعــل (ســواء اكن فــردا أو جمموعــة) ب��ــا يه املناســبة ،وذلــك
خ ت ت ن أ
امك قلنــا مــع الخــذ بعـ يـ� االعتبار اســراتيجيا�م الاصة ســواء
ت ف
لملحافظــة عــى وضعيا�ــم ي� التنظـ يـم امك يه أو لتعظيمهــا .أمــا
أ الــذي يفــرق ي ن
الفــرع
ي النســق عــن ول ال الفــرع
ي النســق بــ�
ـ� ب�لظرفيــة ويكــون عــادة الثـ نـا� هــو أن نســق التحالفــات يتمـ ي ز
ي
مرتبــط ب�ــاالت خاصــة وطارئــة ،أمــا نســق ضبــط العالقــات
بتنظــم وهيلكــ�ة العالقــات املســتقرة ي لد�ومــة ويقــوم يز
يتمــ� ب� ي
ـروز�
واملنتظمــة .أمــا عــن احملتــوى الــذي يعطيــه لك مــن كـ ي ي
الفعــ� النســق ــوم مل�وفريــد�رغ Friedbergف ب M. Crozier
ت ي أ لأ
ـى �ــم ت
ل فعــال ب�نــه ي�تكــز فقــط عــى ف القواعــد والضوابــط الـ ي
وتتمــ� ب�الســتقرار يز التنظــم
ي � اتيجية ت
االســر قواعــد اللعبــة
لأي
ـ� ل فعــال هــو مطابــق أو يشــتمل ـى أي أن النســق الفعـ ي النسـ ب ي
الفــرع لضبــط العالقــات Le système ي فقــط عــى النســق
بيا�يــس دب�فيــل ت de régulation des relationsأو امك ت�ى ي
لأ
ـ� ل فعال Dauberville Béatriceوآخــرون “أن النســق الفعـ ي
أد� مــن االنتظــام ـد�رغ يعـن وجــود حــد ن ـروز� وفريـ ب
ي عنــد كـ ي ي
ض
الفــو� وال�ابــط املتبــادل Interdépendanceعــى خلفيــة ت
52
محاضرات في نظريات التنظيم
ن ن ت ف
الظاهــرة ي� العالقــات االســراتيجية ب� الفاعلـ يـ� -ســواء اكنــوا
ـد� ف ي� حقــل تنظيــ� معـ يـ�.ن أف ـرادا أو جمموعــات -املتواجـ ي ن
ي
ك .العقالنية:
القــدرة عــى ت�شــيد املــوارد املاديــة والفكريــة لبلــوغ
أ
أهــداف معينــة .وليــس هنــاك عقالنيــة وحيــدة؛ لن هنــاك
وســائل واسـ تـراتيجيات متعــددة لتوظيــف املوارد بغيــة الوصول
ئ ت
النتــا� .وحســب Marchو Simon ج الغــا�ت و�قيــق ي إل ي
الانــب للوصــول إىل تبــى ن فالنســان ن
تفكــر أحــادي ج ي ــط � إ
أ
احلــد القــى للفائــد واملاكســب وحــل أمثــل جلميــع املشــالك
للتفكــر.
ي ــال املج ك ت
يــر بطريقــة خطيــة يتبهعــا الفــرد دون أن
ئ ف ف
وهــذا النمــوذج ي� التفكـ يـر و العقلنــة خــاط ي� نظــر Crozier
و ،Friedbergإذ أن حريــة وأهــداف وعقالنيــة وحاجيــات
اج�عيــا وليســت معطيــات جمــردة، ومشــاعر الفاعلـ ي ن
ـ� تبـ نـى ت
ت
وعقالني�ــم ـ� ال ي�تلكــون ســوى حريــة حمــدودة امك أن الفاعلـ ي ن
أيضــا حمــدودة.
فالشــال ال يتعلــق ب�لتفكـ يـر أو ب�لتفسـ يـر ،لكــن إذن ،إ
ال� تســمح ب�عرفــة الظروف املادية يتعلــق ب إ�سـ تـراتيجية البحث ت
يت ت
ـى �ــت وتعــرف هــذه احلريــة ي والنســانية للظرفيــة الـ
والبنيويــة إ
ف
وهــذه العقالنيــة ،ومنــه معـ نـى الســلواكت املالحظــة ي� الواقــع.
ت ت ت ف
الــى �ــدد تــرف وســلوك وإســراتيجية أي �ــم الظرفيــة ي
53
محاضرات في نظريات التنظيم
ـى ال تالحــظ كوقائــع عينيــة االج�عيـ ي ن
ـ� والـ ت ـ� ت وعقالنيــة الفاعلـ ي ن
ي ف
ي� الواقــع املعــاش.
التنظ� :
ي •
أ كأ
التنظـ يـم ال ي�كــن تعريفــه نــه �ج اعــة مــن الفـراد ،إنــه
الفضــاء الــذي تنســج فيه عالقــات الســلطة ،وعالقــات التفاعل
ـ� التأثـ يـر والتـ ثـأ� ،التســويق والتبــادل التجــاري واحلســاب بـ ي ن
ت(�شــيد املــوارد).
التنظــامت /املقــاوالت ليســت آليــات الضغــط ي إن
ملنتقد�ــا ،فعالقــات الـراع والتنافــر ليســت ي وال كـراه امك تظهــر
إ
ة
حمبــول عــى ة
واملقــاول ليســت قبــ�، طــط موجــودة وفــق خ
م
ي
لك�ــا تشــل ذلــك الفضــاء الــذي يـ تـم فيــه التعبـ يـر عــن الـراع ن
ف التناقضــات والرهـ نـا�ت خ
املتلفــة ،لكــن ي� ذلــك الوقــت هنــاك
ن أ
ـاد�
تنســيق بـ يـ� الفـراد .إن التنظـ يـم ال ي�كــن تعريفــه تعريفــا مـ ي
اج�عيــا وبــه ن
رهــا�ت يبــى تكتحديــد عيــن ،بــل هــو ش�ء ن
ي ي
ـد�رغ يعتـ بـران ـروز� وفريـ ب ـ ك ـيق…إن ـ للتنس ـرـ ومظاه ـة،
ـ تلف خ
م
يي
أن التنظـ يـم ظاهــرة سوســيولوجية ،وهــو بنــاء اجـ تـام يع يوجــد
ت
ويتغـ يـر فقــط لكــون أنــه يســتطيع االســتناد إىل ألعــاب �كنــه
ـ� بــه ،امك أنــه يضمــن مــن االندمــاج مــع اسـ تـراتيجيات الفاعلـ ي ن
ـ� أح ـرار ومتعاونيـ ي ن
ـ�. ت
ـتقاللي�م كفاعلـ ي ن لملشـ ي ن
ـارك� اسـ
54
محاضرات في نظريات التنظيم
التنظــم حســب كــروز� ال يســتطيع أن يشــتغل آكلة ي إن
ف يي
ولــن يســتطيع ذلــك أبــدا� ،ردوديتــه هلــا عالقــة بكفــاءة الــل
أ ن
فــام يتعلــق بتنســيق النشــطة بطريقــة ي هل املكــون االنســا�
ي
عقالنيــة وهــذا مرتبــط بتطــور التكنولوجيــا ولكــن مرتبــط
ن أ
ـادر� عــى اممرســة أساســا ب�لشــل الــذي يكــون فيــه الفـراد قـ ي
اللعــب ،أي ب�عـ نـى لعبــة التعــاون فـ يـام ن
بي�ــم.
ـ� بتعــدده ـ� للتحليــل االسـ تـر يج
اتي� يتمـ ي ز
الهــاز املفاهيـ ي إن ج
ـتدع املهـ تـم بــه ان يضطلــع عــى أمعــال وتنوعــه ،وهــو مــا يسـ ي
وفريــد�رغ ،هــذه االضطــاع الاكمــل ب كــروز� عنــد تلفــة خ
م
يي
لو�
أول للعمق السوســيو ج ف ي فوالشــامل هــو الكفيل ب إ�عطــاء تصور ي
ي� هــذه النظريــة والوقــوف عــى التجديــد الــذي قدمتــه ي�
ت ة ف
ـ� وفــق حمــاول �ــم غرائــب الواقــع االجــام يع للحقــل التنظيـ ي
لو�. تصــور سوســيو ج ي
.5بعض التصورات النقدية
ف
ـروز� ي� حقــل سوســيولوجيا التنظـ يـامت إن إهسامــات م .كـ ي ي
لو� هــام .لقــد اهســم التحليــل تبــى ذات معــق سوســيو يج ق
ف ت
اتي� النسـق ي بــا شــك ي� ج�ديــد سوســيولوجيا التنظـ يـم االسـ تـر يج
انطالقــا مــن فم�ــوم عالقــات الســلطة ،غـ يـر أنــه بصفــة عامــة،
ف يتغـ ض
ـا� عــن مصــادر التفــاوت ي� عالقــات الســلطة ومعـ نـى
االج�عيــة واالقتصاديــة ذلــك أنــه ال يتطــرق إىل احملــددات ت
55
محاضرات في نظريات التنظيم
وغ�هــا ،هلــذا التفاوت
والد�غرافيــة ي
والسياســية والســيكولوجية ي
ت ف
التنظــم
ي وبتعبــر اخــر يتجــه �ليــل
ي ي� عالقــات الســلطة.
لل�اعــات ولعالقــات الســلطة إىل االلتفــاف حــول االجـ تـامع نز
ي
كــروز� يقــول ارجيــة. نفســه دون مرجعيــة للعوامــل خ
ال
يي
وفريــد�رغ إن “القــوة والــرث اء والســمعة والســلطة.
ب
و�ختصــار لك مــوارد يكتسـ بـها أوالئــك أو هــؤالء ال تتدخــل إال ب
ت ن تأ ت حـ ي ن
ـ� �نــح حريــة فعــل أكـ بـر” .ولكــن مــن يأ� � ي� هــذه املوارد
ف الـ ت
ـى يكتسـ بـها هــؤالء وهــؤالء؟ هــل تظهــر ي� عالقــة الســلطة أم ي
نأ ســابقة هلــا؟ يعـ ت
كل�
ي ي اهل ـاوت ـ “التف ـدراكن ـ ي ـا
ـ م � �ب ـان ـ الاكتب ف ـر
ين
“الالعبــ�” ــ� إماكنيــات الفعــل املتعــددة خملتلــف الــذي ي� ي ز
ن ف
داخــل التنظـ يـم” ال نك�مــا ال يوليــان هل االعتبــار ي� � ي
وذج�مــا؛
حــ� يقــول أن: وذلــك مــا يالحظــه بيــار رول ( )P.Rolleي ن
“الورشــة مــا يه إال بلــورة نشــاطات ض�ــن نســق يتجاوزهــا إىل
أ
حــد بعيــد جــدا ،والــذي ي�مس الـ شـروط الساســية للتفاعــات
ت ت الـ ت
ـى نالحظهــا فيــه ،نســق ال ي�كــن لملنظمــة ج�اهــه حــى وإن ي
أ
مل يســتطع �ويــه” .وعــى هــذا الســاس تقــوم الفكــرة القائ ـ�ة ت
ت
هــرم لعالقــات ســلطة �ددهــا ي ب إ�ماكنيــة وجــود تسلســل
ت أ عوامــل خارجيــة ن
ـروز�
يي ـ ك ـل ـ لي � ـده ـ خ � ي ال ـا ـ م ـك ـ وذل ـا،
ـ ع�
ـروز� أنــه ركــز املو�ــة لكـ ي ي ب�حلســبان ( .)..ومــن االنتقــادات ج
ف
عــى اللعــب ي� التنظـ يـم ومناطــق الظــل مكصــادر للســلطة مــع
56
محاضرات في نظريات التنظيم
إغفــال مــوارد خارجيــة مثــل رأس املــال والقــوى البوليســية
الشــخص مــن التأثــر
ي كذلــك أو ف
والطائــى ق الطبــ ء ت
واالنــام
ي ي ي
لو� ،وهــذا مــا دهــب إليــه .Sansaulieu طابــع مــادي وســيكو ج ي
اتي� بذلــك بعــض ســر يج يلــى التحليــل إال ت ومعومــا ،ق
�ة ف
الزئيــة إىل ـو�ت ي� إحــداث نق ـ مــن السوســيولوجيا ج الصعـ ب
ت
�ليــل املج تمــع بصفــة عامــة ،ذلــك أن املج موعــات االتصاليــة
غــر موجــودة ب�ــذه ت
االجــام يع ي الــى أســها ،مــن الفــرد إىل ت
ت ف ي
التنظيم � ع ـام
ـ االج ال الصفــة .وبتعبـ يـر اخــر ال ي�كــن اخـ ت ز
ـ�
ي ي ي
ـى االرتيــاب مصــدر الســلطة ،إذ مــن املؤكــد وحــده الــذي ي خ�ـ ف
ي
ـع� االجـ تـام يع ،وعــى هــذا وجــود قــوى مــن طبيعــة أخــرى تـــ ب
ف ت أ
الســاس نتســاءل عــن مــا إذا مل �ثــل الرغبــة ي� وصــف لك
ت احلــاالت ت
االج�عيــة بشــبكة �ليــل واحــدة خط ـرا؟
ت خ ف
اتي�
ي� التــام ،ي�ى سانســوليو أن التحليــل االســر ج ي
اتي� يشــل ت
االســر يج ي�ــول الفاعــل إىل نــوع مــن إالنســان
لتــال العقالنيــة أمه صفاتــه .ي�تــاز و� ي احلســاب واملســاومة ب
ـاع مــن المـ ي الفاعلــون بقابليــة إالســتبدال ،امك يظهــر الفاعــل ج
امل�ثلـ يـ�،ن الف ـراد ت أ
ج�ــة أخــرى ب�ثابــة مركــب متجانــس مــن
وحســب الاكتــب ذاتــه تمكــن “صعوبــة هــذا التحليــل النسـق
ي ف ف
ي� احلقيقــة ي� أخــد التمثــات الفكريــة وثقافــات وقـ يـم ومعايـ يـر
واديولوجيــات ب�العتبــار(…) أن ال تفــر دومــا ولكيــة حتميــة
57
محاضرات في نظريات التنظيم
أ
الف ـراد مــن خــال الثقافــة املوروثــة والعنــف الرمــزي الــذي
ف أ
ت�ارســه الثقافــات املهيمنــة وتعقيــد اللعــاب العالئقيــة ي�
ث أ
التنظيــ� الــذي
ي تنظــم ،فثمــة مالحظــة قــوة اســتقاللية ال�
ي
يؤكــد عليــه الاكتــب ب�ســتمرار .ولكــن هــل هلــذا الســبب تكــون
ـتقل عــن عــامل التمثــات لعبــة الســلطة ( )jeux de pouvoirمسـ ة
ع�ا والقـ يـم واملــآرب؟ أال ي�ثــل الفكــر أيضــا قوة ووســاطة ال غ�ن ن
ـ� الواقــع املــدرك والفعــل؟ إن احلديــث عــن الثقافــة ت
بصف�ــا بـ ي ن
ت �ة ف أ
قــدرة متدخـ ي� اللعــاب االســراتيجية هــو ب�لتأكيــد طريقــة
لنقــد احلثميــة الثقافويــة ( )culturalismeلتعـ ي ز
ـز� فكــرة احلريــة
ق ف
ي� العالقــة ،لكننــا نندهــش لكــون الاكتــب ب ـ ي كتومــا حــول
أ
الرئيــ� للتمثــات والفــار والثقافــات ب�عتبارهــا ي املشــل
ت ت ف
بعــدا انســانيا معيقــا ي� لك العالقــات ،حــى االســراتيجية همنا.
المحــور الرابــع :التنظيــم كتفاعــل
أوال :مدرسة العالقات االنسانية :1930
عرفــت املنشــأت الصناعيــة املسـ يـرة وفــق املبــادئ التايلوريــة
ف ف
و� يغ�هــا ،عــدة مشــالك ي الــوال�ت املتحــدة االمريكيــة
ي ي�
ن ت
تنظيميــة وســلوكية اكلعجــز عــن يز�دة االنتــاج و�سـ يـ� جودته،
وعــدم القــدرة عــى ض�ن والء العمــال وغـ يـر ذلــك مــن املشــالك
ف
واالضطـر با�ت .فاملشــل�ة احلقيقيــة ي� التنظـ يـامت مل تعــد ماديــة
فقــط بــل أصبحــت انســانية ب�لدرجــة االوىل طاملــا أن املنظمــة
ت ف تعتمــد عــى الطاقــة ش
الب� يــة لتحقيــق أهدا�ــا وقــد اهــم رواد
58
محاضرات في نظريات التنظيم
النظــر�ت
ي -الــى اعتمــدت عــى اكتشــلف هــذه املدرســة ت
ي
الســلوكية -بعــدة مواضيــع نم�ــا :وصــف ظاهــرة الزعامــة
تأ ف
خاصــة ي� املج موعــات غـ يـر الرمسيــة ،و�ثـ يـر الظــروف الثقافيــة
والتكنولوجيــة عــى املنظمــة وقــد اكن أغلبيــة أعضــاء هــذه
يعت� نو�ــا مــن عواملـى بي
املدرســة ي�بــذون القيــادة ب�ملشــاركة الـ ت
ت ن ن ت ز ت
�فـ يـ� الفاعلـ يـ� و�ميلهــم املســؤولية أو جــزء م�ــا ،و� بطهــم
ت ن ف
ـى ي�كــن ادر جا�ــا
بت�ملنشــأة وأهدا�ــا ،تومــن بـ يـ� أمه االمعــال الـ ي
ـة�ارب هاوثورن دراســة احلاجــات ،عوامل �ــت هــذه املدرسـ ج
ـر� عــن العمــل ،أســاليب الســلطة. الـ ض
.1تجارب هاوثورن:
يه عبــارة عــن جمموعــة مــن الدراســات ارتبطــت ب�صنــع
ف ت ت ش ف
لــوال�تهاوثــورن ي� �كــة وســرن الك� يــك ي� شــياكغو ب� ي
عــام 1932-1927واخــذت امس املتحــدة االمريكيــة ي ن
بــ�
ت ي ف
و� هــذه الدراســات � التأكيــد أعطــاء دراســات هاوثــورن ،ي
ـ�ـد� ي ن� العمليـ ي نـ امل ـاف ـ أ÷ميــة للعامــل أكـرث مــن العمــل ،ب خ
و�
ي
ف ف
أمه الباحثــون ي� معمــل هاوثورن بدراســة الناس أوال ال سـ يـام ي�
ف ت
بعالقا�ــم ت
االج�عيــة ي� العمــل .واكنــت با�ز الوانــب املتعلقــة
ج
ف ت
ـتنتاجا�م أن النــاس ي�يلــون اىل االجـ تـامع ســواء ي� العمــل اسـ
ن لأ ف
�ج
أوخــارج العمــل ،وأن العضويــة ي� اعــة هممــة ل فـراد ،امك ا�ا
تأ
تــؤدي اىل �ســيس جمموعــات غـ يـر رمسيــة داخــل التجمعــات
59
محاضرات في نظريات التنظيم
ف الرمسيــة الـ ت
ـى تتكــون ي� بنيــة املؤسســة (كــول.)2014 ، ي
أ
وقــد وصــف التــون مايــو ب�نــه مؤســس مدرســة العالقــات
ـى أكــد انصارهــا عــى احلاجــة اىل اسـ تـراتيجيات ي
االنســانية الـ ت
ف
اداريــة تضمــن أن يعــى االهـ تـامم ب�لنــاس ي� العمــل ب�لدرجــة
ش ن ن ق
االوىل .حيــث � الباحثـ يـ� بتحليل العالقة املوجودة يب� �وط
وظــروف العمــل مــن ج�ــة وانتاجيــة الفاعــل مــن ج�ــة أخرى،
ن ن ش ف ت
واف�ضــو ي� البدايــة غيــاب عالقــة مبــا�ة يب� املتغـ يـر ي� ليضح
ـ� ش�وط العمــل وانتاجيــة الفاعــل، بعــد الدراســة أن هنــاك بـ ي ن
ب�يــث ملكــا أذخلنــا عامــا جديــدا ي�ــس ش�وط العمــل ظ�ــرت
ظ ئ
ـا� أخــرى عــى مســتوى الفعاليــة ،وقــد أ�ــر هــؤالء العملــاء نتـ ج
أن هنــاك عــدة عوامــل ي ج�ــب أخذهــا ي ن
بعــ� االعتبــار عنــد
ـاول الرفــع مــن فعاليــة العامــل: حمـ ة
ين
للفاعل� والتقد� املقدم
ي ت
االه�م •
الفاعل�ن ز ف ت
ي • أمهية املشاركة ي� � يف�
ت
الروت�ن
ي تغي�ات �د من • �ض ورة اذخال ي
ااه�م بظاهرة قادة الرأي داخل أفواج العمل ت •
تأ
• � يث� حياة الفوج عىل العمل الفردي
ز ت ف
• تواجد عوامل يغ� رمسية ي� العالقات (� يف� -فعالية)
60
محاضرات في نظريات التنظيم
.2مفاهيم أساسية في النظرية:
ـى تتكــون تلقائيــا الماعــة الـ ت
�-ج اعــة العمــل :ويقصــد ب�ــا ج
ي
ت
وحاج�ــم لالنـ تـامء مثــل مــن خــال احتــاك العمــال ببع�ض ــم
الصداقــة.
ت -العالقــات النســانية :ه العالقــات ئ
القا�ــة عــى ج�ــاوز ي إ
القا�ــة عــى اعتبــار الفــرد عامــل اقتصــادي النظــرة القد�ــة ئ
ي
ة آ
ملحــق ب�لل ،واالقتنــاع بــه كفــرد هل دوافــع نفســية وحاجــات
يســى إلشــباهعا مــن خــال احمليــط االجـ تـام يع داخــل التنظـ يـم ،
ف أ
ب�ســاليب غـ يـر رمسيــة ي� الغالــب
ـرمس :هــو التنظـ يـم الــذي ينشــئه العمــال بنــاء
-التنظـ يـم غـ يـر الـ ي
بي�ــم مــع مــرور الزمــن،عــى العالقــات التفاعليــة التلقائيــة ن
ف
ويع� عــن جمموعةـرمس ،بويكــون ي� الغالــب ب�قابــل التنظـ يـم الـ ي
عالقــات وميــوالت ورغبــات لــدى �ج اعــة العمــال.
�ة أ
التنظيــ� :يه �ج ــ الفعــال الفرديــة ج
والماعيــة ي -الســلوك
ـى يقــوم ب�ــا العمــال داخــل التنظـ يـم ،وينجــم عــن اهلادفــة الـ ت
ي
التفاعــات والعالقــات ن
بي�ــم.
ض ف
هــذه املفاهـ يـم احملوريــة ي� نظرية العالقات إالنســانية تو� أن
أمعــال إلتــون مايــو تقــر أن إنتاجيــة العامــل ال تتحــدد بقدراتــه
ف االج�عيــة ب� نالبدنيــة ولكــن بقدرتــه ت
عــى مــدى اندماجــه ي�
61
محاضرات في نظريات التنظيم
مموعــة العمــل ذلــك أن العامــل ال يســتجيب كفــرد ن
وإ�ــا ج
ف
كعضــو ي� جموعــة هــذا مــن ج�ــة وأنــه يوجــد ب� إلضافــة إىل
رمس ي خ�ضــع ملنطــق العواطــف غــر يتنظــم ي
الــرمس ي
ي التنظــم
ي
واالنـ تـامء مــن ج�ــة أخــرى.1
.3ملخص حول مدرسة العالقات االنسانية
62
محاضرات في نظريات التنظيم
63
محاضرات في نظريات التنظيم
ة ت ف
«الدارة العمليــة» ،إال نأ�ــا وافق�ــا ي� مســأل مراقبــة العمــالإ
عل�ــم ،وإن اكن هلــا العديــد مــن املــز يا�وفــرض االنضبــاط ي
«النســان»، اككتشــاف التنظـ يـم غـ يـر الــرمس ت
واه�همــا ب�لعامــل إ ي
إال نأ�ــا اكنــت ت�ــدف أساســا إىل كيفيــة االســتفادة مــن العامل
اللفيــة إاليديولوجيــة اكنــت إىل أقــى حــد ممكــن ب�عـ نـى أن خ
توجــه هــذه النظريــة.
المحور الخامس :التنظيم كسلوك
أوال :سلم الحاجات البراهام ماسلو
ت�تكــز نظريــة احلاجــات لــدى « بأ�اهــام ماســلو « عــى
أ تــدرج أمهيــة احلاجــات ش
الب� يــة مــن المه إىل املهــم ســم
احلاجــات الــذي يعــد مــن أمه التقسـ يـامت للحاجات املسـ ة
ـتعمل
ن ن ف رث
بــ� مــن خــال ي وقــد ، دارة ال
إ � ي ياملتخصصــ� لــدى ة بكــ
وه مــن معينــة ماعــة ل ج ء هــذا الســم أمهيــة احلاجــة ت
لالنــام
ي
احلاجــات ذات البعــد االجـ تـام يع ،فالفــرد العامــل بطبعه يبحث
ـر�ن آ
ـ� يإل�ــا داخــل التنظـ يـم وينتــج مــع الخـ ي عــن �ج اعــة ينتـ ي
عالقــات خمتلفــة.
أ ش ف
-هناك تدرج ي� حاجات الب� من المه إىل املهم.
أ ف
التنظ� يه دوافع وحوافز ب�لنسبة يإل�م. ي -حاجات الفراد ي�
ـى تعتـ بـر حوافــز للعمــال ـتو�ت للحاجــات والـ ت -هنــاك 5مسـ ي
ي
64
محاضرات في نظريات التنظيم
أ
والف ـراد.
أ -ث
يتأ� سلوك الفراد ب�ملنظمة وفق هرم احلاجات.
�خ ف
ـتو�ت
رتــب ماســلو هــذه احلاجــات ي� هــرم مــن ســة مسـ ي
أ مبينــا أن العمــال ال ي� ن
ك�ــم إشــباع حاجــات املســتوى العــى
يــم إشــباع حاجــات املســتوى الــذي قبــه وإشــباع إدا مل ت
ن أ
حاجــات املســتوى الد� يدفــع ب�لعامــل إىل البحــث عــن
إشــباع حاجــات املســتوى الــذي يليــه .1
ت آ
ويتدرج هرم احلاجات اكل ي�:
وال�اب. -حاجات بيولوجية:الطعام ش
�ن أ
سم وامله ي . ال ي -حاجات المن ج
االن�ء للجماعة واحلب. -حاجات ت
تقد� الذات.
-حاجات ي
-احلاجة للنمو والتطور.
ثانيا :نظرية xXو y Yللدوافع لدوغالس ماكريغور
ت ين
النظريت� عىل �ليل الطبيعة إالنسانية للفرد العامل. -تقوم
اف�اضات خاطئة حول الفرد -حيث تقوم نظرية Xعىل ت
- 1عبد ي
الكر� بوحفص ،مرجع سبق ذكره ،ص .87
65
محاضرات في نظريات التنظيم
ف
وه أن إالنســان يكــره العمــل العامــل ي� إالدارة الالكســيكية ي
وكســول ،يو�تــاج إىل مــن يضبطــه يو�اقبــه ج
ويو�ــه.
أ -أمــا Yفتقــوم عىل عكس ت
وىل:فالنســان
إ اف�اضات النظرية ال
بطبعــه حمــب للعمــل خ
وملص فيه ،وال ي�تــاج إىل الرقابة
مل�م بتحقيق أهداف املنظمة. وال�ديد ،امك أنه ت ز
ت
املد� عن الطبيعة ـات ـ اض اف� لقــد حــاول ماكريغــور �هنة أن ت
أ ي ب
ف إالنســانية والســلوك إالنسـ ن
الوهريــة ي� ـا� تعتـ بـر مــن المــور ج ي
ف أ ت
�ديــد أســلوب معــه ،واكن يؤمــن ب�ن امل�ــوم الســائد لـ إـ�دارة
ف ت أ
اكن مبنيــا عــى الكنســية والنظمــة العســكرية ،و� جهــره ي�
تأ البيئــة إالداريــة العرصيــة ت
مف�ضــا �ثـ يـر العوامــل السياســية
ت
واالج�عيــة واالقتصاديــة املعــارصة .
ن ف
ـا� ي� املنظمات ال يكون ي ويؤكــد ماكريغــور أن الســلوك إالنسـ
ف مقيــدا ب�لطبيعــة ش
الب� يــة ،بــل ب�الفتقــار إللبــداع إالداري و�م
املــوارد ش
الب� ية.1
ثالثا :نظرية ذات العاملين لفردريك هيرزبرغ
ف
تقــوم هــذه النظريــة عــى أن دوافــع العمــل تتمثــل ي� دوافــع
ت
وهأساســية (دافعــة) مثــل �قيــق الــذات واحلاجــة إلل نج�ــاز ي
عوامــل ذاتيــة مرتبطــة ب�لفــرد ،وعوامــل ث�نوية(وقائيــة) ،مثــل
عل امللحم ،مرجع سبق ذكره ،ص .205-204 - 1بإ� ي ن
اه� ب� ي
66
محاضرات في نظريات التنظيم
والجور وظروف العمل ....إلخ أ
سياسة املنظمة
حــال وجــود العوامــل الدافعــة فالفــرد يكــون ف� حــالة ة ي�
ف
ي ف
غيا�ــا فــإن ذلــك ة
و� حــال ب مســتمرة مــن التحفــز للعمــل ،ي
أ
ال يقلل من دافعية الفراد.
ث أ
وعــى هــذا الســاس ي�ى هـ يـر بز�غ أن الرضــا والالرضــا يــؤ�ان
أ ة ف
بطــرق مســتقل ي� الســلوك وهــذا لن عكــس الرضــا ليــس عدم
وإ�ــا غيــاب الرضــا .1 الرضــا ن
ومنــه فــإن ي�كــن خلــق دوافــع العمــل انطالقــا مــن التميـ ي ز
ـ�
ت آ بـ ي ن
ـ� عوامــل وجودهــا وعــدم وجودهــا اكل ي�:
ال� تدفع الفرد ذاتيــا للعمل واالنضباط العوامــل الدافعــة:وه ت
ي ي
ـد�ي ـ وتق ـورـ والتط ـوـ النم ـلـ مث ـالـ العم ـبةـ لنس �ب ـة ـ وري �ض وه ي
الذات.
أ
-العوامــل الوقائيــة :وجودهــا ي ز� يــد مــن دافعيــة الف ـراد لكــن
غيا�ــا قــد ـؤ� مــا دام هنــاك دوافــع أساســية ولكــن ب غيا�ــا ال يـ ث
ب
أ ش ف يــؤدي إىل الشــعور ب� ت
الغ�اب،وتتمثــل ي� إال�اف والجــور،
وظــروف العمــل.
- 1عبد ي
الكر� بوحفص ،مرجع سبق ذكره ،ص 92
67
محاضرات في نظريات التنظيم
ـى اعتنــت بدراســةـر�ت الســلوكية الـ ت امك نج�ــد الكثـ يـر مــن النظـ ي
ي خ ة ت
التنظــم ،كنظريــة العــدال ،وا�ــاذ القــرارات ،وديناميكيــة ي
ف خ
ـات....ال ،إال نأ�ــا تصــب ي� فكــرة جوهريــة واحــدة الماعـ ج
ف
وه الكشــف عــن طــرق احلفــز املعنــوي ي� العمــل عــى غـرار ي
ت ن ف ـر�ت الـ ت
اال�ــاه.
ـى ذكر�هــا ي� هــذا ج ي النظـ ي
رابعا :ملخص ألهم طروحات االتجاه السلوكي
68
محاضرات في نظريات التنظيم
69
محاضرات في نظريات التنظيم
70
محاضرات في نظريات التنظيم
خامســا :نظريــة النســق التعاونــي (تكامــل
الرســمي والغيــر رســمي)
.1مرتكزات نظرية النسق التعاوني
ف
يعــود الفضــل لــ»شيسـ تـر ب� ن�رد» ي� التأكيد عــى ورة النظر
�ض
ـاو� ال يعتمــد عــى الســلطة الرمسيــة للتنظــم عــى أنــه كيــان تعـ ن
أ ي ي
ت ف
املمنوحــة للرئيــس ي� إصــدار الوامــر وال عــى ال�ديــد ب إ�صدار
ـد� ال تعتمد ـو�ت ،بــل أكــد عىل أن أالســلطة احلقيقية لملـ ي العقـ ب
ن ف ف
فقــط عــى حقــه ي� إصــدار الوامــر ،بــل رغبــة املرؤوسـ يـ� ي�
قبــول قيادتــه والتعــاون معــه ،إذ أكد عــى أمهية التنظـ يـامت يغ�
ـرمس ،وأنــه عــى القائــد اســتعمال الرمسيــة ب�لنســبة للتنظـ يـم الـ ي
احلوافــز املعنويــة جلعــل العمــال أكـرث دافعيــة ورضــا ،1وبنــاء
ـاو� عــى ذلــك فقــد اعتـ بـر � ن�رد التنظــم عــى أنــه نســق تعـ ن
ي ي ب
الوانــب الرمسيــة وغـ يـر الرمسيــة عــى حــد ســواء، ـ� ج ي ج�مــع بـ ي ن
ـ� ،فيعتمــد ب� إلضافــة إىل اعتبــار القيــادة مركــز النســق التنظيـ ي
ة
حماول عل�ــا نســق العالقــات الرمسيــة وغـ يـر الرمسيــة مــن خــال ي
ـ� أكـرث والء هل ت
واع�افــا بقيادتــه ،وعــى القائــد جعــل املرؤوسـ ي ن
ن أ
«��رد» حــول العالقــات هــذا الســاس ي�كــن تلخيــص أفــار ب
ـ�:
والــوالء امك يـ ي
ت
ـو� :نظريــة املنظمــة والتنظـ يـم ،دار وائــل للنـ شـر ،معــان ،ط2000 ، 1
-1حممــد قــامس القريـ ي
،ص .70
71
محاضرات في نظريات التنظيم
ف
ـ� ،واهلــدف مــن هــذه ي ـ تنظي ـق ـ نس ـار ـ إط �
-توجــد العالقــات ي
العالقــات هــو إحــداث التــوازن والتعــاون لتحقيــق اهلــدف.
بــ� أشــال العالقــات الرمسيــة ن
التعــاو� ي ن -ي ج�مــع النســق
ي
رمس لتحقيــق التعــاون الغــر
ي التنظــم
ي اك ب� إلضافــة إىل ش
إ�
ي
مو�ــا للقائــد . وجعــل الــوالء ج
ـ� مــن خــال أســاليب التحفـ ي ز
ـ� -تكســب القيــادة والء العاملـ ي ن
الغــر
التنظــم ي
ي وخاصــة املعنويــة اكملــدح ،املشــاركة ،وجعــل
رمس متصــا ب� إلدارة ت
ومع�فــا بــه.
.2تعقيب على نظرية النسق التعاوني
ي
غــر
ي ي التنظــم أمهيــة عــى ز
كــ�
ي ت
ال� �ة لقــد واصــل ب� ن�رد سلســ
ـ�ه عــى التنظـ يـم واعتبــارهالــرمس داخــل التنظـ يـامت ،لكــن ت�كـ ي ز
ئ ي
ـى نســقا قا�ــا عــى التعــاون هل مـ بـررات إيديولوجيــة أيضــا والـ ت
ي
أامسل اكحملافظــة عــى النســق والتــوازن ي ي�ــدف يإل�ــا النظــام الـر
أ ن
التعــاو� عــى غــرار املــدارس الخــرى ي ويتضمــن النســق
العديــد مــن الثغ ـرات اكعتبــار القيــادة مركــز النســق وأن مــا
ـاول لتكريس الســلطة دو�ــا ي ج�ــب أن يكــون ت�بعــا هلــا وهــذا حمـ ة ن
الرمسيــة وإعطــاء ش�عيــة هلــا تضمــن االســتمرارية.
المحور السادس :التنظيم كبناء اجتماعي
أوال :تالكــوت بارســونز التنظيــم كنســق
ا جتما عــي
72
محاضرات في نظريات التنظيم
توا�هــاـى ج يواجــه التنظـ يـم الكثـ يـر مــن املشــالك الوظيفيــة الـ ت
ي ن أ ت
لك النســاق االج�عيــة ،ويؤكــد ب�رسـ نز أ
ـلت� الوىل ي ـو� أن املشـ
ً ً
والثانيــة تنشــآن عندمــا تتنــاول الوحــدة (فــردا أو �ج اعــة أو
ن خ ً
ـلت� الثالثــة والرابعــة ،وأن نســقا) مشــالكها الارجيــة أو املشـ ي
االهـ تـامم ب إ�حــدى املشكلات مــن شــأنه أن ي ز� يــد الضغــط عــى
ت �ة ف أ
الخــرى� ،شــل التاكمــل ز�داد مــع االحتيــاج إىل التكيــف،
ت كذلــك ت ز
ت�ايــد مشكلات دمع النمــط ب�الحتيــاج إىل �قيــق
االهــامم ب�ملشكلات ت عــى أن اهلــدف والعكــس حصيــح ،ب� ن
الارجيــة. الوظيفيــة الداخليــة ي ز� يــد الضغــط عــى املشكلات خ
أ أ
التنظــم ي خ�تلــف عــن النســاق االج�عيــة الخــرى،
ت ي ولكــن
أ ن ت ف ت
ـوع
املرتبــة الوىل �ــو �قيــق هــدف نـ ي ا�اهــه ي� مــن حيــث ج
ـؤ� ف ي� البنــاء الداخــ� للنســق ،امك يــؤ�ث حمــدد ،وه خاصيــة تـ ث
ي ي ف
خ
ي� عالقاتــه الارجيــة وهــو يــؤدي وظيفتــه الاصــة بــه داخــل خ
أ أ
موقــف أو بيئــة مكونــة مــن النســاق الفرعيــة الخــرى ،املتفرعة
عــن النســق االجـ تـام يع العــام الــذي يوجــد فيــه التنظـ يـم.
.1مفهوم التنظيم عند بارسونز:
ت ت التنظــم نســق ت
أســاس هــو �قيــق ي ــاه ا�
ج هل عي اجــام ي إن
هــدف مــا أو جمموعــة أهــداف و مكــون مــن أنســاق و إدارات
فرعيــة لــل نم�ــا هــدف حمــدد .
التنظــم انــه يشــمل
ي اهلــدف ي�ثــل مســة أساســية مــن امست
73
محاضرات في نظريات التنظيم
الداخــ�. البنــاء و ارجيــة ال جانبــ� العالقــات خ ين
ي
اجــام يع يتشــل مــن ثالثــة للتنظــم كنســق ت ي الداخــ� البنــاء
ي
ـ�. ـ املؤس ـق ـ النس ، أنســاق :النســق إالداري ،النســق التق ـن
ي ي
أ أ
التنظــم ي خ�تلــف عــن النســاق االج�عيــة الخــرى،
ت ي ولكــن
أ ن ت ف ت
ـوع
املرتبــة الوىل �ــو �قيــق هــدف نـ ي ا�اهــه ي� مــن حيــث ج
ـؤ� ف ي� البنــاء الداخــ� للنســق ،امك يــؤ�ث حمــدد ،وه خاصيــة تـ ث
ي ي ف
خ
ي� عالقاتــه الارجيــة وهــو يــؤدي وظيفتــه الاصــة بــه داخــل خ
أ أ
موقــف أو بيئــة مكونــة مــن النســاق الفرعيــة الخــرى ،املتفرعة
عــن النســق االجـ تـام يع العــام الــذي يوجــد فيــه التنظـ يـم.
ن أ ويطــور ب�رسـ نز
ـو� هــذه الفــار ليــوازي بـ يـ� القــوة أو القــدرة عىل
ف ت
�ريــك املــوارد ي� املج ــال االقتصــادي والقــدرة السياســية ومــا
ع�ــا مــن طاقــات حمركــة للتنظـ يـم والنســق العــام ،فتوليــد يتولــد ن
لأ
القــوة واممرسـ تـها هــدف عــام للغايــة ب�لنســبة ل هــداف العامــة
ن ف
لملجتمــع اكالنتصــار ي� احلــرب ،وكذلــك فإ�ــا القــوة تســتخدم
أ ف
ي� احليــاة اليوميــة لتحقيــق أكـ بـر قــدر مــن الهــداف الفرعيــة،
والقــوة مثــل الـرث وة مــورد اجـ تـام يع هــام وعــام تــوزع عــى عــدد
ت ت أ
كبـ يـر مــن النســاق االج�عيــة الفرعيــة مــن أجــل االســهالك أو
اسـ ثـت�ر رأس املــال.
فــل تنظـ يـم هممــا اكنــت وظيفتــه جــزء مــن السياســة ،ومولــد
74
محاضرات في نظريات التنظيم
ف الــى ت للقــوة أو القــدرة ،امك أنــه يســتقبل القــوة ت
يــم توليدهــا ي� ي
ـياس ،ويتحــدث ب�رسـ نز
ـو� أي ـتو�ت العليــا مــن النظــام السـ املسـ ي
ـ� ـ قي ـق ـ نس ـيس ـ س و�عــن ش�وط توليــد القــوة وه :إقامــة ت
ي ش ي ً
ي ج�عــل هــدف التنظـ يـم م�وعــا .تنظـ يـم معليــات االســتغالل
ف خ ت
وا�ــاذ الق ـرارات ي� التنظـ يـم ب�عتبارهــا قواعــد عامــة .طلــب
ن ن خ ش
الــذ� تعاو�ــم .طلــب ي املســاندة اليوميــة مــن الأ�ــاص
أ التهسيــات ال�ض
وه تهسيــات ماليــة ب�لدرجــة الوىل. ي ـة ـ وري
أ ويشـ يـر ب�رسـ نز
ـو� إىل أن الحـزاب السياســية أصبحــت تعكــس
أ أ
صــورة أو شــل الـ شـرط الول ،مــن حيــث أن هــذه الحـزاب
مبــا�ة مــع احلكومــة ،ومــع النســق ش ا�ابيــة تقــم رابطــة ي ج ي
ـو� يشـ يـر إىل نال�ــج الــذي قدمــه ـو� ،إن ت�لكــوت ب�رسـ نز القانـ ن
ي
ـ� بتناســق صــوري ،فقــد تنــاول نســق القيمــة ب�عتبــار ي�ــدد يتمـ ي ز
و�علهــا ش�عيــة ،امك أن القـ يـم الفرعيــة تنظــم أهــداف التنظـ يـم ي ج
ف ت يز
مياكن�مــات التكيــف ،و�قيــق اهلــدف والتاكمــل ي� التنظـ يـم،
ن ث
ولك �ــط تعاقــدي اكلتوظيــف واالســت�ر ينظــم لك �ــط مــن ن
ن أ
املــوارد الوليــة ،ولك �حيــة أو جانــب مــن جوانــب الســلطة
ن ً ة ش أ
ـواحوأخـ يـرا لك �حيــة مــن نـ ن ي تنظــم الجـزاء ال�عيــة الفعــال،
ن ت ت
إقامــة العالقــات الثابتــة املســتقرة �ــدد والء املشــر يك� �ــو
أ التنظـ يـم عنــد مقارنتــه ب� ت ز
الل�امــات الخرى( .اامسعيــل)2013 ،
ف ي�ــاول ب�رسـ نز
ـو� تعريــف التنظـ يـم بطريقــة اســتنباطية ،ي� ضــوء
75
محاضرات في نظريات التنظيم
ت ن ت أ ت
ـى يتعـ يـ� عــى نســق اجــام يع ي �ليــل املشكلات الساســية الـ
ف موا� ت�ــا ،ويلخــص لنــا ب� نز ج
رســو� هــذه املشكلات ي� أربعــة
أساســية يه:
1-التكيــف :وتشـ يـر هــذه الوظيفــة مــن وظائــف النســق إىل
ً ة ت
حمــاول �قيــق التوافــق مــع البيئــة احمليطــة بــه ،جنبــا إىل جنــب
مــع حمــاوالت تغيـ يـر بعــض عنــارص هــذه البيئــة ب�ــا ي�قــق هل
االســتمرار والنجــاح.
ا�ــاز اهلــدف :ويعــن ي قيــام النســق بتحديــد أهدافــه 2-نج
والماكنيــات لتحقيقــه. وتعبئــة املــوارد إ
وتنظــم جمموعــة مــن
ي ويشــر إىل اســتحداث
ي 3-التاكمــل:
ت �ة العالقــات بـ ي ن
ـ� الوحــدات املشــل للنســق مــع �قيــق التنســيق
ف ن
ودمهــا ي� كيــان متفــرد. بي�ــا ج
الد�ومــة أو المكــون أو احلفــاظ عــى الــذات :وتشـ يـر هذه 4-ي
ة
حمــاول النســق االحتفــاظ ب�لــامن ذج الثقافــة واحلفــاظ الوظيفــة
ن أ أ
الوظيفت� الوىل
ي عــى ذاتــه مع مــرور الزمن ،يو�كــن القــول ب�ن
ف
والثانيــة تظهـران عندمــا يواجــه النســق ب�شكلات خارجيــة ي�
تعالان املشــالك الداخلية ين
الوظيفت� الثالثة والرابعة ،ج ح� أنين
ف
للنســق .ولكــن هنــاك ي� الوظائــف يتطلــب أداء الوظائــف
ت ف أ
الخــرى ي� نفــس الوقت ،فعندما ي�اول النســق �قيق أهدافه،
76
محاضرات في نظريات التنظيم
ت أ
فــإن هــذا المــر يتطلــب تكيفــه مــع البيئــة احمليطــة بــه و�قيــق
ف ن أ ن التاكمــل بـ ي ن
ومكو�تــه واالحتفــاظ ب��اطــه الثقافية ي� ـ� وحداتــه
ـو� املتعلــق ازد�د التـ ت الارجيــة ،كذلــك فــإن ي موا�ــة الضغــوط خ ج
�ملشكلات الداخليــة للنســق ،يثــر ف� نفــس الوقــت مشــل�ة
ي ي ب
الــارج ومشــل�ة احلفــاظ عــى الــذات ومشــل�ة التوافــق مــع خ
نز لأ
إماكنيــة التحقيــق الكفــؤ ل هــداف .ويؤكــد ب�رســو� أن لك
أ
نســق يعمــل عــى إفـراز جمموعــة مــن البنيــة الفرعيــة ،ب�ــدف
أ
التغلــب عــى هــذه املشكلات الربعــة ،يو�كــن ب�ملثــل دراســة
أ ف أ
هــذه البنيــة الفرعيــة ي� ضــوء الربع مشكلات املذكــورة أعاله،
ً ويذهــب ب�رسـ نز
ـو� إىل أنــه ي�كــن أن تنصــف التنظـ يـامت تصنيفــا
نً
مقــار� مــن خــال تصنيــف التنظـ يـامت داخــل املج تمــع كلك،
ـ� عــن بقيــة ـو� إىل التنظـ يـم كنســق اجـ تـامع ،يتمـ ي ز وينظــر ب�رسـ نز
ن تي أ أ أ
ـوع �قيــق هــدف نـ ي النســاق الخــرى ب�ولويــة التوجيــه �ــو
ف
التنظــامت ي� ضــوء الوظائــف ي حمــدد .يو�كــن لنــا تصنيــف
ن أ
الربعــة ،وعــى هــذا فــإن هنــاك أربعــة �ــاذج كـ بـرى للتنظـ يـامت
وه: ي
ت نز ف ت ن
التنظ�ت عند �لكوت ب�رسو� ي� عمل االج�ع: ي �اذج
ن ت
املو�ــة �ــو �قيــق أهــداف اقتصاديــة مثــل 1-التنظـ يـامت ج
الــر اكت إالنتاجيــة. ش
77
محاضرات في نظريات التنظيم
ن ت
املو�ــة �ــو �قيــق أهــداف سياســية مثــل 2-التنظـ يـامت ج
ش أ
الحــزاب السياســية واحلكوميــة واهليئــات الت� يعيــة.
ف
والتنظــم ي�
ي التنظــامت التاكمليــة مثــل جأ�ــزة الضبــط ي 3-
املج تمــع.
ً ف أ
4-تنظـ يـامت االحتفــاظ ب�لنمــوذج ،وتتمثــل أساســا ي� ال ج�ــزة
ف
والعالميــة ي� املج تمــع ،يو�كــن أن نــدرج دور العبــادة تال� بويــة إ
يق� ب�رســو�نز ت
التنظ�ت .وهكذا ي ي والأرس �ت هذا النموذج من
ـا� لــل تنظـ يـم، تصنيفــه للتنظــامت عــى أســاس اهلــدف نال�ـ ئ
ي ي
ي ن
ـى ب�ــذا ،وإ�ــا �ــاول أن يصنــف التنظـ يـامت عىل ولكنــه ال يكتـ ف
ف ي
مقدم�ــا نــوع التكنولوجيــا ت أســاس عــدة متغـ يـرات أخــرى ي�
ـتو�ت الفنيــة والنظاميــة الســائدة داخــل التنظـ يـم. واملسـ ي
ثانيــا :روبــرت ميرتــون والمعوقــات الوظيفيــة
فــي التنظــم:
اط للتنظـ يـم عنــد ماكــس ي الب�وق ـر
انطلــق مــن نقــذ النمــوذج ي
أ
فيـ بـر فـ يـام أامسه ب�ملعوقــات الوظيفيــة ،أمــا فكرتــه الخــرى فتتمثل
ف
للتنظــامت ونســق الفعــل ي ي� الوظائــف الظاهــرة والاكمنــة
ئ
«م�تــون» اللــوا� الرمسيــة للتنظـ يـم والعالقــات ،وقــد انتقــد ي
ـ� ف
ممـ ي ز ا ي� ذلــك بـ يـ� الوظائــف الظاهــرة إللج ـراءات والوظائــف
ن
أ
ـل� ،أي أن وظيفــة التنظـ يـم ي الاكمنــة هــذه الخـ يـرة هلــا مدلــول سـ ب
ـى ،وقــد ركــز الــرمس الصــارم ه وظيفــة ســلبية ومعــوق وظيـ ف
ي ي ي
78
محاضرات في نظريات التنظيم
أ ف ت
«م�تــون» ي� �ليــه عــى الوحــدات املعقــدة مثــل الدوار ي
أ ت
االج�عيــة ،والبعــاد غـ يـر الرمسيــة والعمليــات التنظيمية ،وبعد
مع�فــا ض�نيــا بتعقيــد شــبكة العالقــات داخــل القـ يـم الثقافيــة ت
ت أ تأ
اال�اهــات التنظـ يـم و�ثـ يـر البعــاد الغـ يـر رمسيــة ،امك تطــرق إىل ج
ت ف أ خ ش
و�صيــة الفـراد ودورهــا ي� معلية االســتجابة والفعل االج� يع
ـرورة احلاجــة داخــل التنظـ يـم ،هــذا مــا دفعــه إىل االعـ تـراف بـ ض
اهلرم للســلطة ي إىل الضبــط داخــل التنظـ يـم مــن خالل التــدرج
ف
ورمسيــة العالقــات ،وثبــات الســلوك ي� التنظـ يـم ،وهنــا نج�ــده
�ض نز ف
للقــم يوجــه الســلوك ي يوافــق ب�رســو� ي� ورة وجــود نســق
أ
رمس يضمــن كســب ج�ــود الف ـراد. ـ� ب�يــث يكــون ي التنظيـ ي
ـ� عملــاء البنائيــة الوظيفيــة ،بيد أنه رو�ت مرتــون مــن بـ ي ن يعتـ بـر ب
ف �ة ف
ين�ــج نم�جهــم ي� اســتخدام املماث ـ العضويــة ي� الدراســة مل ت
ً ً ت ف ً
تطو�
ـر� هامــا� ،ثــل ي� ي التحليليــة للتنظـ يـم ،بــل قــدم تصــورا نظـ ي
نظريــة متوســطة املــدى .وتقــوم النظريــة عــى ثــاث فم�ومــات
ف ت
–� �ليــل التنظـ يـم يه: واضدادهــا ي
oالوظائف الاكمنة أو يغ� املقصودة Latent or unintended
functionsمقابــل الوظائــف الظاهــرة.
oاملعوقــات الوظيفيــة Dysfunctionsمقابــل الوظائــف
.Functions
79
محاضرات في نظريات التنظيم
oالبدائــل الوظيفيــة Functional alternativesمقابــل
الــى ت�زمع أن أي جمتمــع ال يســتطيع اداء ي
الفرضيــة التقليديــة ت
ن ئ ف
وظائفــه بشــل أفضــل امم هــو قــا� ي� ظــل ا�ــاط جديــدة مــن
العالقــات.
ـال ـ املث ـوذجـ النم ـون ـ تم�
ي ـدـ انتق ـات ـ وم مــن خــال هــذه ف
امل�
ي
فيــر دون رفضــه ب�لطبــع .وقــدم للب�وقراطيــة عنــد ماكــس ب ي
ت ف ـ� ً فز ً
إهسامــا متمـ ي ا ي� جمــال �ــم البنــاء االجــام يع عامــة ،والبنــاء
ف
ـ� خاصــة مــا ارتبــط ي� ادبيــات التنظـ يـم بنمــوذج يــدور ي التنظيـ
ن ف
ـ� ي� تلــك العالقــة بـ يـ� التنظـ يـم والشــخصية. حــواره الداخـ ي
وامم ي ج�ــدر االشــارة اليــه فـ يـام يتصــل بنمــوذج املعوقــات الوظيفيــة
غ
انــه ر� قيامــه عــى تصــورات نظريــة جمــرده ي�ثــل مهــزة الوصــل
ً ً بـ ي ن
ـر�ت الالكســيكية ،واحملدثــة عندمــا قــدم تصــورا هامــا ـ� النظـ ي
ن ً
امب� يقيــة كثـ يـرة
اط ،يعــد م�ــا لدراســات ي الب�وق ـر ي للتنظـ يـم ي
تناولــت التنظـ يـم فـ يـام بعــد.
.1نموذج المعوقات الوظيفية:
ـ� حــاول يم�تــون أن ـ� آراء ديــوي وفبلـ ي نالمــع بـ ي ن
مــن خــال ج
ف أ ي� بــط بـ ي ن
ـ� الفعــل واالســتجابة لفـراد التنظـ يـم ي� ظــل ظــروف
أ
متغـ يـرة ،واســتخلص مــن ذلــك الفكــرة الرئيســية الوىل لنموذج
أ
و�ختصــار نت�ــض الفكــرة الساســية املعوقــات الوظيفيــة .ب
ف
للنمــوذج عــى أن اعضــاء التنظـ يـم يســتجيبون بطريقــة ث�بتــة ي�
80
محاضرات في نظريات التنظيم
ب� موقف وآخــر .ونتيجة املواقــف املماثـ�ة دون مراعــاة للتغـ يـر ي ن
ف
المــود وعــدم املرونــة ي� عالقــة الفعــل واالســتجابة، هلــذا ج
ض ئ
ـا� غـ يـر رشــيدة .وعــى مســتوى التنظـ يـم ،أو� يم�تــون تنشــأ نتـ ج
ض ف أ
املــا� عــى أســاس مــن التدريــب ي الفعــال ج
النا�ــة ي�
ف
ـتجا�ت غـ يـر مالءمــة ي� ظــل واملهــارة ،ي�كــن أن تســفر عــن اسـ ب
ـى)1989 ، ظــروف متغـ يـرة( .جلـ ب ي
ف
اضافــة للجمــود وعــدم املرونــة ي� عالقــة الفعــل واالســتجابة
ـ� الرشــيد ،انتقــد يم�تــون قصــور مناقشــات ي للســلوك التنظيـ
ف
فيــر بشــأن الرشــادة والكفــاءة التنظيميــة ،ي� توضيــح احلــد ب
ق ف ت
الــذي ي�كــن أن يبلغــه التنظـ يـم ي� �قي�مــا .وهــذا أمــر يعــد
غـ يـر مقبــول اذ أن واقــع التنظـ يـم يقتـض ي وجــود حــدود لــل من
والـ بـرة ،والدقــة ،والصــدق .وامك ينســحب هــذا القــول الكفايــة ،خ
أ
التنظــم كلك ينســحب عــى الفــراد .فعندمــا ي�ــارس ًي عــى
التنظـ يـم ا�اطــا مــن الضغــط عــى أفـراده فانــه ي�ــدث عــن قصد ن
ال�اهمــم بقوالــب حمــددة مــن الســلوك مــع ض�ن والءمه لـ ضـامن ت ز
ت
للتنظـ يـم و�قيــق أعــى درجــة مــن الرشــادة والنظــام .مــن هنــا
تـ بـرز أمهيــة الضبــط وحاجــة االدارة املاســة اليــه حـ تـى تضمــن
ـ� مــع اماكنيــة التنبــؤ بــه .بنــاء عــى ثبــات السـ تـلوك التنظيـ ي
ـ� يســتلزم اســتمرار الرقابــة واملتابعــة ذلــك فــان �قيــق املطلبـ ي ن
ف ي� تنفيــذ القواعــد الرمسيــة واالج ـراءات املقننــة نظاميـ ًـا ،الــىت
ي
81
محاضرات في نظريات التنظيم
ئ
رت�ــا يم�تــون (قيــاري،
النتــا� التاليــة امك ب
ج ســوف تفــض ي اىل
:)1988
أ ن
اط
وقــر ي الب�
التنظــم ي
ي غــر الرمسيــة .لن ا�ســار العالقــات ي
أ ن ئ
ي�ثــل جمموعــة مــن العالقــات القا�ــة بـ يـ� الوظائــف أو الدوار،
أ ن أ
وتكــون االســتجابة بـ يـ� الفـراد عــى أســاس الوضــاع الرمسيــة
التنظ�
ي ـغلو�ا داخــل التنظـ يـم ،يو�دث الـراع داخــل الـ تـى يشـ ن
ت ً ض ي
�ــن إطــار حمــدد �امــا.
التنظــم لقواعــد
ي ازد�د اســتيعاب Internalizationأعضــاء ي
الــى تقــنن كوســائل لتحقيــق أهــداف ي
التنظــم ت
ي وتعلــامت
ي
ة
ا�ابية مســتقل عن ي ي ث
املنظمــة ومــن � فــأن ذلــك ج�عــل هلا قيمــة ج
ف
أهــداف التنظـ يـم ذاتــه .ويقصــد ب�الســتيعاب هنــا أنــه ي� ظــل
ـ�ام ب�لنظــام والشــعور القــوي بــه. اســتمرارية التأكيــد عــى االلـ ت ز
ت ن أ ف ت
قــد ي�ــدث �ــول ي� مشــاعر الفـراد �ــو التنظـ يـم اىل االهــامم
ت
بتفصيــات مــا يقومــون بــه مــن معــل وفــق مــا �ــدده القواعــد
ث
الرمسيــة .ومــن � تتحــول القواعــد مــن جمــرد وســائل اىل غايــة
ت أ ت ف
ي� ذا�ــا ،و�ــدث اســتبدال الهــداف .الــذي ي�تــب عليــه ي
ف
الكل� للقواعــد أن
–� ظــل التأكيــد عــى االمتثــالً واالتبــاع ي ي
يتواجــد الفــرد مهعــا امم ي ج�عــه قــادرا عــى الدفــاع عــن نفســه مــن
يخ ت
اليــد للقواعــد وتطويهعــا ب�ــا �ــدم �قيــق خــال اســتيعابه ج
الــواع ي�ى التحليــل ذلــك خــال مــن اصــة. الأغراضــه خ
ي
82
محاضرات في نظريات التنظيم
خ ف ت
يم�تــون أن البنيــة التنظيميــة �مــل ي� داخلهــا مثـ يـرات اللــل
ا�فــاض الكفــاءة التنظيميــة .ويبــدو الوظيـ فـى –امك تــؤدي اىل نخ
ف ت ي
ـى لبعــض هــذا االســتخالص يمل�تــون مــن خــال �ليــه الوظيـ ي
التال: ـوـ النح عىل ، ـر
ب ـ في ماكس ـد
ـ عن ـة
ـ اطي ر وق الب�
ي ـص ـ صائ خ
ال
ي
(أ) تقسـ يـم العمــل :قــد يــؤدي العمــل اىل ان يصبــح الفــرد غـ يـر
أ
للتنظــم، ي الفعــ� المثــل
ي قــادر عــى معرفــة مــا هــو اهلــدف
ت ض أ
المــر يف ـ ي اىل احســاس الفــرد ب�الغــراب ليــس فقــط معــا
يقــوم بــه مــن معــل بــل عــن التنظـ يـم كلك.
(اهل�اركيــة) :تســتخدم الســلطة املتدرجــة (ب) تــدرج الســلطة ي
ف أ ت
الب�وقراطيــة لتؤكــد عــى �ــم املكتــب العــى ي� داخــل ي
أ ن أ
ـتو�ت العــى .وتؤكــد وتوج�ــه مــن قبــل املسـ ي ي املكتــب الد�
ن أ
(اهل�اركيــة) عــى التنســيق بـ يـ� النشــطة داخل التنظـ يـم إل نج�از ي
ت ف
(اهل�اركيــة) ي� �كــز املعرفــة الفنيــة اهدافــه .وتتمثــل مظاهــر ي
ً أ ق خ
والـ بـرة املتخصصــة عنــد �ــة التنظـ يـم ويعــد هــذا المــر مقبــوال
ف
إذا تواجــد التنظـ يـم ي� ظــروف بيئيــة مســتقرة .أمــا إذا اكنــت
ف
الظــروف غـ يـر مســتقرة فقــد ال تتحقــق الكفــاءة التنظيميــة ي�
ف ق ـال ت�كــز خ حـ ة
(اهل�اركيــة) .ي� هــذه الـ بـرة املتخصصــة عنــد �ــة ي
ف ـال قــد ي�ــدث خلــل وظيـ ف احلـ ة
ـى مــن خــال ارصار مــن مه ي� ي
أ ق
�ــة التنظـ يـم عــى وجــوب الــوالء هلــم واالمتثــال لوامــرمه مــن
ن ف
ـتو�ت التنظيمية( .جليغــم)2009 ، قبــل مــن مه دو�ــم ي� املسـ ي
83
محاضرات في نظريات التنظيم
املثــال فيــر ــوذج � (ج) القواعــد املج ــردة :مــن فرضيــات ن
ي ب
للب�وقراطيــة ،أن القواعــد تتواجد لتغىط �ج يع املواقف املمكنة ي
ـى قــد تظهــر فـ يـام بعــد .وأن لــل موقــف أســاليبه املفروضــة الـ ت
أ خ ت ي ً
نظاميــا ب�يــث تقلــل مــن فــرص ا�ــاذ الف ـراد لق ـرارات غـ يـر
ً
رشــيدة .اال انــه قــد تظهــر مواقــف يطــوع يف�ــا القواعــد وفقــا
ف
ملــا تتيحــه هل حريــة التــرف ي� تلــك املواقــف .فقــد يســتخدم
الفــرد تلــك القواعــد مكظ ـ�ة واقيــه هل يدافــع ب�ــا عــن موقفــه،
ف ض ً أو قــد يلـ ت ز
ـ�م ب�ــا حرفيــا إذا اقتضــت الــرورة ذلــك .ي� هــذه
ف
ـال ،يكــون الفــرد امــام ثــاث بدائــل ي� ج احلـ ة
موا�ــة املوقــف،
أ
البديــل الول ،أن يســتخدم الفــرد مــن القواعــد مــا قــد يناســب
ـا� أن ي�يــل الفــرد املشــل�ة اىل رئيســه أي
املوقــف .والبديــل الثـ ن
خت املبـ ش
ـا� .امــا البديــل الخـ يـر أن يبــادر الفــرد ب��ــاذ الق ـرار –
–ملوا�ــة املوقــف .وال ي خ�لو الترصف ج و�ــة نظره املناســب مــن ج
أ
و�ــة نظــر يم�تــون –مــن حــدوث معوقــات خــر –مــن ج ال ي
وا�فــاض الكفايــة التنظيميــة( .حممــد2009 ،؛ حممــد، وظيفيــة نخ
)2009
ثالثــا :فليــب ســلزينيك واألبعــاد الغيــر
الرســمية داخــل النســق التنظيمــي :
ت ز ف
املمــ�ة ي
الــى قــام ب�ــا فيليــب ســيلزنيك حــول ي� الدراســة ي
اليــار املشـ تـرك عــى أنــه
ســلطة مدينــة تينيــ� ،قــام بتعريــف خ
ي
84
محاضرات في نظريات التنظيم
ف
الديــدة ي� هيــل القيــادة أو وضــع «اســتيعاب العنــارص ج
ت
السياســات ي� املنظمــة كوســيل للحــد مــن ال�ديــدات جة ف
املو�ــة
ضــد اســتقرارها أو تواجدهــا» ،وقــد قــام بتعريــف ي ن
نوعــ�
ـ� ،مهــا :النــوع الــرمس والنــوع غـ يـر الــرمس .خ
فاليــار ن�وذجيـ ي ن
ي ً ي
مع�فــا بــه مــن العامــة ،ويـ تـم القيــام بــه املشـ تـرك الــرمس يكــون ت
ي
ـبب� :عندمــا تكــون ش�عيــة املنظمــة أو القيــادة مــن أجــل سـ ي ن
الهــة احلامكــة أو معــل قنــوات يعتمــد حمــل شــك مــن قبــل ج
ف
و�
عل�ــا مــن أجــل االتصــاالت إالداريــة والتوجيــه إالداري .ي ي
ـرمس الســلطة الفعليــة ـ ال ك ـراليــار املشـ ت الغالــب ،ال يشــارك خ
ي
مــع مــن ت� اختيــارمه بشــل مشـ تـرك ،ولكنــه يشــارك مســؤولية
اليــار املشـ تـرك غـ يـر الســلطة .وقــد قــام ســيلزنيك بتعريــف خ
ن أ
ـدد� أو ملج موعــات حمددة ـرمس عــى أنه اســتجابة لفـراد حمـ ي الـ ي
ـال إىل حصــول الطــرف ـد� املــوارد الالزمــة ،بو�ــا يــؤدي ب�لتـ ي تـ ي
ـ� .يو�كــن ـ الفع ـر
ي ـ التأث ـى ـ ع ك ـرت ـ مش ـل ـ بش ـارهـ اختي ـمالــذي يـ ت
ي
ـال ،فــإن ـ لت و�
ب ـلطة، ـ الس ـة ـ عي � أن يقــوض إالق ـرار العــام مــن ش
ي
املنظمــة ي�كــن أن ت�تنــع عــن إالقـرار ب�ــذه العالقــة غـ يـر الرمسية
أمــام العامــة.
تنظ�ت يغ� رمسية، ي رمس إال وتنبثق عنــه
ي تنظ�
ي ي�ى أنــه مــا مــن
أ ت
فقــد انصــب �ليــل « فليــب ســيلزنيك» عــى البعــاد الغـ يـر
والماعــات داخــل التنظـ يـم امم يفــرض �ض ورة
رمسيــة للعالقــات ج
85
محاضرات في نظريات التنظيم
ت ن أ
تفويــض الســلطة ،هــذه الخـ يـرة اهلــدف م�ــا تغييــب احــامل
أ
الفعــال والســلواكت الغـ يـر رمسيــة ،فتفويــض الســلطة يــؤدي
ف ن ئ
ـا� مــن شــأ�ا أن تهســم ي� جحــب الفــوارق واالختالفــات ج إىل نتـ
ف أ ت ف أ
ي� الهــداف التنظيميــة و�قــق الفعاليــة ي� الداء ،وهنــا نج�ــد
ـ� أمهيــة ض�نيــة لــدور القـ يـم الثقافية الغـ يـر رمسية
ي ـ يع يك سـ نز
ـلي�
داخــل التنظـ يـم .
المحور السابع :منظور الصراع في التنظيم
يتفــق الرصاعيــون عــى �ج ــ�ة مــن مبــادئ وأفــار رصاعيــة
الــى ش
نعي�ــا يه حيــاة مشــر كة وه أن احليــاة ت
االج�عيــة ت ت
ي أ ي
والماعــات واملج تمعــات ،وأثنــاءيتفاعــل خالهلــا الفــراد ج
�ة ن أ
بــ� الطــراف املتفاعــ .إن هــذه التفاعــل ي أ�ــدث الــراع ي
الفكــرة الساســية حــول نظريــة ال ـراع تنطبــق عــى حــال
التنظــامت ،حيــث ي�كننــا احلديــث عــن أشــال العالقــاتي
التنظــامت.
ي الــى يفرزهــا الــراع داخــلوالــوالء ت
ي
أوال :كارل ماركس وفكرة الصراع التنظيمي:
ـ� عنــد اكرل ماركــس اج�عيتـ ي ن
ـ� ت ـ� طبقتـ ي ن إن فكــرة الـراع بـ ي ن
ر�يــة طاملــا هنــاك مــن ي�تلــك الــرث وة ومــن ال ه حتميــة ت� ي خ
أ ت أ ي
ـا� يشـ قـى مــن اجــل الول و�قيــق ي
ي�تلهكــا ،فــالول ي�لــك والثـ ن
ـ� يه عالقــة جدليــة رصاعيــة، ـ� االثنـ ي ن مصاحلــه ،فالعالقــة بـ ي ن
نظ ـرا لكــون املالــك يســى لتكريــس ســيطرته والعامــل التابــع
86
محاضرات في نظريات التنظيم
يســى لفــك قيــود التبعيــة واالســتغالل ،إن هــذه الفكــرة
التنظــامت
ي حس�ــا عــى واقــع
الوهريــة عنــد ماركــس ي�كــن ب ج
مــن خــال املســمات التاليــة:
ـ� واملنظمــة هــو الـراع ،امم ـ التنظي ـلوك ـ للس -احملــرك احلقيـق
ي ي
يــؤدي إىل تغيــر ئ
دا� انطالقــا مــن املــوارد املاديــة للتنظـ يـم وهــدا ي
وأر�ب العمــل.ـ� العمــال ب ي ج�عــل العالقــة جدليــة بـ ي ن
ئ
-العالقــات داخــل التنظـ يـم يه عالقــات رصاع دا� ومســتمر
وحتــ� دافعــه وجــود إدارة ومالــ� وســائل ومعــال ت�بعـ ي ن
ـ�. ي ي
ـ� هل بعــد مــادي وجــود مــوارد ن�درة داخــل -ال ـراع التنظيـ ي
عل�ــا ،امم يكــرس العالقــات التنظـ يـم ،يســى الطرفــان للحصــول ي
الماعــات املتصارعــة. الرصاعيــة ويقــوي العالقــات داخــل ج
امل�ــور -يفــرز الـراع التنظيــ� أشــاال مــن الــوالء ،فالعامــل ق
ي
مــن طــرف إالدارة يكــون والءه جلماعــة غـ يـر رمسيــة تدافــع عنه،
أمــا ذوي النفــوذ والســلطة فــوالؤمه يكــون لـ إـ�دارة وهــذا دافعــه
ت
وملكي�ــم. قو�ــم وسـ ت
ـيطر�م املصلحــة الـ تـى تكــرس ت
ي
ثانيــا :كارل منهــا يــم (صــراع القيــم واالتجاهــات
داخــل التنظيــم):
عــى عكــس «ماركــس» ذهــب ن
«م�ـ يـا�» إىل اعتبــار الـراع
لــو� فالــراع ي ن
بــ� ي�ــدث نتيجــة للبعــد
واليديو ج ي القيــ� إ
ي
87
محاضرات في نظريات التنظيم
وبــ� جيــل الشــباب والطو�ئيــة مــن ج�ــة ،ي ن
ب إاليديولوجيــة
ـ� الفئــات والكبــار مــن ج�ــة أخــرى ،إضافــة إىل الرصاعــات بـ ي ن
التغــر
ي واحلــراكت السياســية والدينيــة يه ظواهــر تــؤدي إىل
االجـ تـام يع ،يو�كــن اســتخراج بعــض املســمات من هــذه الفكرة
ـ�:حــول التنظـ يـم امك يـ ي
واليديولوجيــات امم للقــم إالتنظــم هــو والء ي
ي -الــوالء داخــل
ف ف
القــم ،امك أن
يــؤدي إىل الــراع ي� حــال االختــاف ي� هــذه ي
هــذا الشــل مــن الـراع اهلــدف منــه إحــداث تغيـ يـر داخــل
التنظـ يـم تســى إليــه لك �ج اعــة.
-وجــود فئــات و�ج اعــات داخــل التنظـ يـم مــع اختــاف القـ يـم
أ
يــؤدي إىل رصاع ففكــرة رصاع الجيــال ي�كــن قياهســا داخــل
ـ� العمــال القــداىم والشــباب . التنظـ يـم بـ ي ن
ثالثــا :رالــف داهرنــدروف (صــراع الســلطة
و ا لنفــو ذ ) :
ة ف
ركــز «داهرنــدروف» أفــاره حــول الـراع ،ي� مســال الـراع
وأر�ب
ـ� العمــال ب داخــل املؤسســات الصناعيــة ،لكــن ليس بـ ي ن
العمــل امك اعتقدهــا ماركــس ،امك أن طبيعــة الـراع ليســت عىل
ن ن
أســاس مــادي وإ�ــا شــل الـراع يكــون بـ يـ� العمــال والطبقة
ـد�ي املشــاريع» عــى أســاس القــوة والنفوذ، التكنوقراطيــة «مـ ب
امم يؤكــد عــى أن خلفيــة الــراع داخــل املنظمــات حســب
88
محاضرات في نظريات التنظيم
ة ف
«داهرنــدروف» تتمثــل ي� مســأل الســيطرة واملاكنــة ومعومــا
ف
الوهريــة ي�كــن بنــاء بعــض املســمات ي� ضــوء هــذه الفكــرة ج
«لداهرنــدروف»:
والتنظيــ� للجماعــات والفئــات املهنيــة ع ت
االجــام -الوضــع
في ي
التنظــم
ي وعامــل القــوة والنفــوذ يتحــم ي� العالقــات داخــل
ف ت
والــى تظهــر ي� شــل الــراع. ي
ف ف ت ت أ
الوظي�،
ي -يتحــدد والء وانــامء الفـراد حســب ماكن�م ي� الســم
ـد� ي ن� والرؤســاء يكــون انـ تـامؤمه فأحصــاب املراكــز القياديــة واملـ ي
ـ� وأحصــاب للطبقــة التكنوقراطيــة «النخبــة» ،أمــا التنفيذيـ ي ن
�ج ف ف
املراكــز الدنيــا ي� التنظـ يـم فيتشــلون ي� اعــات غـ يـر رمسيــة.
ـ� النخبــة ،وطبقــة العمــال الضعيفــة االج�عيــة بـ ي ن -العالقــة ت
مــن حيــث النفــوذ والقــوة يه عالقــة رصاع.
وتقي�:
نقد ي
ف ت أ
أضفــت النظريــة الرصاعيــة بعــض الفــار ي� �ليــل بنــاء
ت
العالقــات والفعــل االجـ تـام يع داخــل التنظـ يـم مــن خــال ج�اوز
فكــرة الثبــات واالســتقرار والتعــاون ،والتأكيــد عــى عالقــات
ف انــامءات ،ن الــراع ومــا تفــرزه مــن ت
لك�ــا ب�لغــت ي� اعتبــار
ـى احـ تـامل وجــود التنظــم قـ ئـا� عــى عالقــات الـراع بشــل ينـ ف
ي ي
دا�ــا يكــونـ� أفـراد التنظــم ،امك اعتــرت أن الـراع ئ تعــاون بـ ي ن
ب ي
89
محاضرات في نظريات التنظيم
ت ن أ ين
طبقتــ� الوىل �لــك القــوة والنفــوذ والثانيــة ضعيفــة ي بــ�
تســى للخــروج مــن الشــقاء ،فملــاذا تظهــر بعــض أشــال
ـ� ـ ومال ـادات
ـ القي الـراع داخــل الطبقــة الواحــدة ،مثــا بـ ي ن
ـ�
ي
ـ� العمــال؟املؤسســات وحـ تـى بـ ي ن
رابعا :نظرية التنظيم في الفكر الخلدوني
ليــس اهلــدف مــن إدراج هــدا املنظــور هــو حــم مســبق ملــدى
التنظــامت اليــوم مــن
ي اللدونيــة لواقــعمطابقــة التحليــات خ
أ
ـاس هــو الوقــوف عنــد م نعتـ بـره عدهمــا ولكــن الغــرض السـ ي
«ا� خلــدون» مســمات تصلــح مكقاربــة نطريــة ،فلقــد حــاول ب ن
مــن خــال عــم العمـران البـ شـري أن يقــدم لنــا دراســة وافيــة
ف للظاهـرات ت
االج�عيــة والعالقــات الـ ت
ـى اكنــت ســائدة ي� زمانــه
ت ي غ ف
و�لــر� مــن أن �ليــات ـر� خاصــة ،ب ي� منطقــة املغــرب العـ ب ي
ـدول والسياســة «ا� خلــدون» حــول العصبيــة والعالقــات والـ ة بن
ـدول واملج تمع»اكنت عىل مســتوى املاكروسوســيولوجيا «أي الـ ة
خ ت
معومــا إال أنــه أفــاره و�ليالتــه تشــمل أيضــا متلــف الوحدات
ف ف
احلــال خاصــة ي� ي الصغــرى اكملنظمــة االقتصاديــة ي� وقتنــا
ال ـز ئا�.
ج
-1العصبية أساس السلطة والعالقات داخل المنظمة
«ا� خلــدون» حــول العصبيــة أساســا مــن تنطلــق فكــرة ب ن
ق
ـيا�ا الزمـن ـو� الـ ة عوامــل تكـ ي ن
ي ـ س ـية،وفق
ـ السياس ـلطة
ـ والس ـدول
وتنظ�
ي ـ� أن غاية التعاون يه إشــباع احلاجات والبنيــوي ،امك بـ ي ن
90
محاضرات في نظريات التنظيم
ة ن ض
شــؤون املج تمــع ،ويــو� با� خلــدون كيــف أن الــدول تتطــور
مــن خــال احملافظــة عــى العصبيــة مــن البــداوة إىل احلضــارة
ن ف ت
،ودون احلاجــة إىل التفصيــل ي� �ليــات با� خلــدون حــول
هــذه الفكــرة فإننــا سـرن كز كيــف ي�كــن «للعصبيــة» أن تفــر
الز ئا� يــة اليــوم؟ لنــا واقــع املنظمــة االقتصاديــة ج
ـد�ن ف
إن منطلقنــا ي� ذلــك ي�تكــز عــى مــا ذهــب إليــه «نــور الـ ي
حقيــق ي » ي� أن مصــدر الســلطة السياســية مــن ج ف
و�ــة نظــر
«ا� خلــدون» وامك اكن ســائدا ي�تكــز عــى العصبيــة والســلطة بن
ف ت
االج�عيــة ي� السياســية تظهــر نتيجــة لكــون العالقــات
أ
والمــدادات العمـران ،تســتلزم تنظـ يـام أو جمموعــة مــن الدوات إ
أ
املؤسســية ، 1فــإذا ســقنا هــذا الكلام عــى املنظمــة نج�ــد ب�ن
ف
ـرمس لملنظمــة واملتمثــل ي� الســلطة الرمسيــة للقائــد ي التنظـ يـم الـ
ت يفـ ت
ـ� هــذه ي ـ� ـه
ـ ب ـة ـ حميط ـاف ـ أح ـود ـ وج ـن ـ م ـتمد ـ تس أن ض ـر
والت� يعــات الداخليــة. ـ� ش الســلطة ب� إلضافــة إىل القوانـ ي ن
إن الســلطة داخــل املنظمــة تظهــر نظـرا حلاجــة التنظـ يـم لبلــوغ
ت ث أهــداف معينــة تقتـض
م ي � ـة ـ العصبي إن � ـات
ـ العالق ـمي ـ تنظ ي
الســلطة داخــل التنظـ يـم مــن خــال نســق القرابــة والعصــب
ث ت ت
ال� �يط بصاحب السلطة � ،إن وجود والتحالفات ي
خ
:اللدونيــة (العلــوم ت
االج�عيــة وأســاس الســلطة السياســية ) ت��،ج ــة ق 1-نــور الـ ي ن
ـد� حقي ـ ي
،بــروت ،ط ، 1983 ، 1ص .29 إليــاس خليــل ،منشــورات عويــدات ي
91
محاضرات في نظريات التنظيم
ت ف أ
ـى هلــا أهــداف
الماعــات فالغـ يـر رمسيــة والـ ي
الحــاف ي� شــل ج
حمــددة غالبــا مــا تكــون حمصــورة ي� البحــث عــن الســلطة
واملناصــب مــن خــال الـراع واملغالبــة يعـ بـر عــن أن املنظمــة
ت
قــد ج�تمــع يف�ــا عصبيــات كثـ يـرة امم يــؤدي إىل دوران العصــب
أ
أي زوال الســلطة الوىل وحلــول ســلطة أخــرى ب�لــف وعصبية
«ا� خلــدون» بــدورة حيــاة جديــدة ،وهــذا مــا عــرف عنــد ب ن
ـدول ،لكــن هــل املنظمــة االقتصاديــة ه تعبـ يـر عــن حـ ة
ـال الـ ة
ي ف
ة ن
البــداوة أم احلضــارة؟ الشــك ي� أ�ــا تعـ بـر عــن حــال احلضــارة
لكــن كيــف تصــل يإل�ــا عصبيــة البــداوة الريفيــة؟
واج�عيــة ف�جــرة اليــد العام ـ�ة هــذا الواقــع هل خلفيــة ثقافيــة ت
مــن الريــف إىل املدينــة جعــل املنظمــة تســتقبل نوعــا جديــدا
�ة ف
مــن الثقافــة املتمث ـ ي� الثقافــة الزراعيــة «املعــاش» والــوالء
ث آ
للقرابــة والتضامــن ال يل ،وهــذا يــؤ� عــى املنظمــة مــن خــال
الز ئا�يالهــات وثقافة الريــف إذ أن املج تمــع ج دخــول عصبيــة ج
ـال البــداوة «الريــف» فالنتقــال مــن حـ ة ـى بــدوي ،إ أصــه ريـ ف
ي
القــم الثقافيــة
ي بعــض جعــل «املدينــة» احلضــارة ة
حــال إىل
ن ت ت
�افــظ عــى سـ يـرور�ا لكــن هــذا ال يعـ ي أن أســاس الســلطة
ئ
التنظيميــة دا�ــا هــو العصبيــة.
-2العصبية وأنماط الفعل التنظيمي
أ ن ت غ
«ا� خلــدون» ب�ن التضامن والتعاون عــى الــر� من اعــراف ب
92
محاضرات في نظريات التنظيم
أ بد�يــات صــور احليــاة ت
االج�عيــة الوليــة ،مــن خالل هــو مــن ي
�ض ن ت ف ش
ويع�
ـا� وري ،ب ي ـ نس ال
إ ع ـام ـ «االج ـة ـ املقدم �
ي ةـر ي ـال� مقولتــه
ـد� بطبعــه ..فالبــد مــن «النســان مـ ن احلكماء عــى هــذا بقوهلــم إ
ي
اجـ تـامع القــدر الكثـ يـر مــن أبناء جنســه ليحصل هلــم القوت وهل،
فيحصــل هلــم ب�لتعــاون قــدر الكفايــة مــن احلاجــة» .إال أنــه
ف ف
ركــز عــى دور العصبيــة ي� بنــاء وتوجيــه الــوالءات ،ي� ســياق
�ة ف
حديثــه عــن العصبيــة املتمث ـ ي� الــوالء للقرابــة الدمويــة ،إال
ة ف
أن أمهيــة هــذه الفكــرة تمكــن ي� قيــام الــدول ،فقــد ربــط احلــم
ئ ف
ب�لعصبيــة ي� قــوهل »:وذلــك أن الر�ســة ال تكــون إال ب�لغلــب،
والغلــب نإ�ــا يكــون ب�لعصبيــة. »2وهــذه الفكــرة تطرقنــا يإل�ــا
ســابقا مــن خــال حديثنــا عــن كــون الســلطة التنظيميــة تعتمد
ف أ أ
عــى الحــاف داخــل التنظـ يـم ،والواقــع أن هــذه الحــاف ي�
أ
الماعــات داخــل املنظمــة تعتمــد يه الخــرى عــى صــورة ج
والهــة أو واحل ج الــوالءات أي الــوالء للقرابــة وأبنــاء العمومــة ي
املصلحــة ولكهــا تعـ بـر عــن صــور العصبيــة ،ويعـ بـر الــوالء عــن
الماعــات التنظيميــة التحالــف ضــد تال�ديــدات نظـرا حلاجــة ج
أ ئ ن ت أ ف
و�ــد ب�ن املنضــو� �ــت لوا�ــا ،نج ي حلمايــة أهدا�ــا والفــراد
ف بن
«ا� خلــدون» ركــز ي� حديثــه عــن الــوالء عــى عامــل القرابــة
ف
ي� قــوهل «ومــن هــذا البــاب الــوالء واحللــف إذ نعــرة لك أحــد
ت لأ
ال� تلحــق النفس مــن إهتضام عــى أهــل والئــه وحلفــه ل لفــة ي
93
محاضرات في نظريات التنظيم
قري�ــا أو نسـ بـي�ا بوجــه مــن وجــوه النســب ،3فيصبح جارهــا أو ب
ت دافــع الــوالء هــو االلـ ت ز
إ�ــاه القرابة الدمويــة ،ولكن ـ�ام الفطــري ج
أشــال الــوالء داخــل املنظمــة ال تعتمــد عــى متغـ يـر القرابــة،
فــام ذلــك ــال �ج إ كــن � ومعومــا أخــرى عوامــل ـاكـ هن ــا ن
وإ�
ي ي
ـ�: يـ ي
-يكــون الــوالء للســلطة الرمسيــة داخــل التنظـ يـم لوجــود ص ـ�ة
ف قرابــة أو ج�ــة بـ ي ن
ـ� القائــد ي� إالدارة والعمــال فملكــا زاد عــدد
ـ� للقائــد ملكــا قويــت شــوكة الســلطة التنظيميــة . املوالـ ي ن
ت ف
غــر رمسيــة ي� صــورة أحــاف ج�مــع -هنــاك والء جلهــات ي
أ
الهــة أو القدميــة داخــل بــ� أفرادهــا صــ�ة القرابــة أو ج ين
ف
املنظمة،وتكــون حلمايــة أهدا�ــا ومصــاحل أفرادهــا.
أ ف ـ� متناقضتـ ي ن -هنــاك عصبتـ ي ن
ـ� داخــل التنظـ يـم تتمثــل الوىل ي�
والماعات ـ� هلــا وعصبيــة التحالفــات ج عصبيــة الســلطة واملوالـ ي ن
ئ ت أ
الخــرى،امم ي ج�عــل افــراض قــا� مفــاده وجــود عصبيــة رمسيــة
وعصبيــات غـ يـر رمسيــة مــع إماكنيــة وجــود الـراع ن
بي�مــا.
ف
وللتوضيــح أكــرث ي� هــذه النقطــة فقــد أشــار»حممد نج�يــب
ا� خلــدون بوطالــب» إىل أن إالطــار احلقيــق للقبيــ�ة عنــد ب ن
ي ف
�ــو النســب ب�عنــاه الواســع والرمزي،ومــا ي�ثــه مــن أشــال
ت ف
واالن�ء�،ــو يؤكــد عــى دور املــان الــذي التحالــف والــوالء
94
محاضرات في نظريات التنظيم
ـ� ضــد الماعة،ويعــزز تالمحهــا الداخـ ي يشــل حمــور التحــام ج
ـار� الــذي قــد ي�ــدد اســتمرار وجودهــا ســواء اكن الطــر خ
الـ يج خ
خار�ــا أو عــن تدخــل ســلطة �ن�ج ــا عــن عصبيــة زاحفــة عــن ج
ف
ـال فأشــال الــوالء داخــل املنظمــة تتمثــل ي� مركزية،1و�لتـ ي
ب
الماعــات غـ يـر الرمسيــة املتحالفــة ،واملــان الــذي تنشــط فيــه ج
رمس ،ويصبــح دافــع الـراع ويعــزز تالمحهــا هــو التنظـ يـم الغـ يـر ي
الماعــة ـار� داخــل التنظـ يـم الــذي ي�ــدد ج الـ يج الطــر خ ضــد خ
ا� ،أو ج�ــوي ،أو هــو الــوالء أواالرتبــاط ب�ــا عــى أســاس ق ـر ب ي
الصداقــة والقدميــة.
ف
ـال للقبي ـ�ة املرتبــط واملب ـن ي عــى العصبيــة ي� -إن الواقــع احلـ ي
ـى ســياقه عــى املنظمــات يشـ يـر امك ي�ى البعــض 1إىل اهلويــة الـ ت
ي ف
تطلــق عــى بعــض املناطــق ي� إفريقيــا املعــارصة للحديــث
كأ
الــاه والســلطة ،و ن الـراع الماعــات املتنافســة عــى ج عــن ج
ـدول» إىل أصغرهــا» التنظيــ� مــن أكـ بـر التنظـ يـامت «الـ ة
ي
ـى تتحــم إىل حــد املنظمــات الصناعيــة مبـن عــى العصبيــة الـ ت
ي ي أ ف
بعيــد ي� والء الفـراد.
ف
ـر� ،مركــز دراســات الوحــدة
بي ـ الع ـرب
ـ املغ �
--1حممــد نج�يــب بوطالب:سوســيولوجيا القبليــة ي
العربيــة ،بـ يـروت ،ط ، 2002 ، 1ص.56
2-Maurice , Godelier :Horizon trajets marxistes en anthropologies , petite collection
.Maspero, 2vol, paris ,1977,p191
95
محاضرات في نظريات التنظيم
-3بعــض المســلمات الخلدونيــة فــي تحليــل بنيــة الفعــل
ا لتنظيمــي
مــن خــال مــا تطرقنــا إليــه ســابقا ي�كــن اعتبــار الــوالء جلهــة
أو �ج اعــة داخــل التنظـ يـم تتحــم فيــه العصبيــة حســب رأي
ف ن بن
ذكــر� تتمثــل ي� البعــد «ا� خلــدون» وهــذه العصبيــة امك
ا� أساســا ،وعــى أســاس الــوالء تتحــدد شــبكة العالقــات القـر ب ي
الغ� رمسيــة ،كعالقات الـراع ،واملصلحة، االج�عيــة وخاصــة ي ت
ن رث ف خ
ـ�
ي ـ ي ـام
ي ـ ف ـاولـ� ـال
ـ املج ـذا
ـ ه �ي ـ أك ـع
ـ وللتوس ، ـلطة...ال والسـ
تأ ـد� بعــض ت
االف�اضــات حــول الــوالء و�ثـ يـره عــى العالقــات تقـ ي
ا� االج�عيــة داخــل املنظمــة والعكــس بنــاء عــى مــا قدمــه ب ن ت
ـدول والسياســة والعصبيــة أساســا 1وهــذا من خلــدون حــول الـ ة
ذا�ــا وبعــض أفــار خــال اعـ تـام ند� عــى مــا جــاء ف� املقدمــة ت
ي
ودراســات الباحثـ ي ن
ـ�.
ف
الماعــات ج أشــال �
ا -اهلــدف مــن التحالــف والــوالءات ي
الغــر رمسيــة هــو البحــث عــن املناصــب والســلطة فتقــوى ي
«ا� والهويــة واملصلحــة ،امك يقــول ب ن بذلــك عالقــات القرابــة ج
ت ت ف
الــى ج�ــري يإل�ــا العصبيــة يه خلــدون» »:ي� أن الغايــة ي
امللــك».
1-عبد الرمحان ب ن
ا� خلدون ،مرجع سبق ذكره ،ص .178-137
96
محاضرات في نظريات التنظيم
التنظــم
ي ب -وجــود العصــب املتحالفــة واملتصارعــة داخــل
ـرمس ،نظ ـرا الختــاف ي بضعــف الســلطة وعالقــات التنظـ يـم الـ
أ أ
الكث�ة الهــداف وتضــارب املصــاحل ،بنــاء عىل قــوهل «الوطــان ي
ف القبائــل والعصائــب قــل أن تســتحمك يف�ــا ة
دول والســبب ي�
والهــواء فيكـرث االنقضــاض عــى الدولة أ آ
ذلــك ،اختــاف الراء
ت أ ف خ
عل�ــا ي� لك وقــت .لن لك عصبيــة ممــن �ــت يدهــا والــروج ي
ف
تظــن ي� نفهســا املنحــة والقــوة» ،وهــذا مــا يؤدي إىل اســتفحال
العالقــات الغـ يـر رمسيــة والـراع.
ج -الــوالء عــى أســاس عالقــات القرابــة هــو أكـرث أنــواع الــوالء
ف تأ
�ثـ يـرا وحضــورا ي� بعــض املنظمــات ب� إلضافــة إىل الــوالء للجهــة
ف الغرافيــة ،فنجــد ب ن
«ا� خلــدون» يقــول »:ي� هــذا واملنطقــة ج
ن
الســياق «أن العصبيــة إ�ــا تكــون مــن االلتحــام ب�لنســب أو
ف
مــا ي� معنــاه».
د -الــوالء عــى أســاس العالقــات الغـ يـر رمسيــة أصــه الثقافــة
الريفيــة لبعــض العمــال والقــادة ذوي الســلطة داخــل التنظـ يـم،
ـا� خلــدون يؤكــد م ـرارا عــى أن البــدو ســابق مــن ن�حيــة فـ ب ن
احلــر ،وأن الباديــة أصــل العمــران ،واملنظمــة مــن ض الزمــن
ة
حــال تعــر عــن
الــرمس وأطرهــا القانونيــة ب خــال تنظيمهــا
ف ي لك�ــا ق
الريــى تمــع املج لقــم
ي امتــداد ــردمج تبــى احلضــارة ،ن
ي آ
الغــر رمسيــة والــوالء لــذوي وأن التضامــن ال يل والعالقــات ي
97
محاضرات في نظريات التنظيم
الوانــب الرمسيــة لملنظمــة ـر� وأبنــاء املنطقــة يتغلــب عــى ج
القـ ب
مادامــت العصبيــة أصــل الثقافــة الريفيــة.
الز ئا� ي ن
يــ� أو ين
الباحثــ� ســواء ج الكثــر مــن
ي هــذا وقــد ت
اهــم
ئ ن أ
الـزا�ي بفكر ـذ� قدمــوا دراســات حــول املج تمــع ج ي الجانــب الـ
�ة ت أ بن
ا� خلــدون وخاصــة فـ يـام يتعلق ب�لعصبيــة والقبيـ و� يث�ها عىل
أ ت ف الـ ة
ـدول والتنظـ يـامت ي� الواقــع املعــارص ،و�حــورت هــذه الفــار
أساســا حــول العالقــات والـراع والتنافــس ،حـ تـى وإن اكنــت
االج�عيــة الكـ بـرى هــذه إالهسامــات عــى مســتوى الوحــدات ت
ف ت املاكروسوســيولوجيا ،إال أنــه ي�كــن ت
اع�دهــا ي� �ليــل واقــع
فــام ي خ�ــص العالقــات ،أشــال الــوالء، املنظمــة االقتصاديــة ي
التنظـ يـامت الغـ يـر رمسيــة ولك مــا هل صـ�ة ب خ�لفيــة ثقافيــة ريفيــة.
-4تعقيب على المنظور الخلدوني:
ا� خلــدون قــدم إهسامات مــن الناحيــة املوضوعيــة الشــك أن ب ن
ف
فـ يـام ي خ�ــص دراســة بعــض الظواهــر التنظيميــة املوجــودة فعليا ي�
ئ ف
الزا� يــة ي� الوقــت الراهــن وهــذا مــا ينطبــق واقــع املنظمــات ج
االج�عيــة والــوالء ،لكــن املنظــورعــى موضــوع العالقــات ت
خ ن ف
النظــر�ت
ي وكغــره مــن
ي لــدو� ي� هــذه النقطــة ب�لــذات
ي ال
ن أ
الخــرى ي�ــوي الكثـ يـر مــن الثغ ـرات وم�ــا:
ت ف
التنظــم والعالقــات االج�عيــة ي -املبالغــة ي� ربــط قيــام
والماعــات داخــل املنظمــة ب�لعصبيــة ،واعتبــار الــوالء قــا�ئ ج
98
محاضرات في نظريات التنظيم
االفــراض ت عــى أســاس عصبيــة القرابــة دون يغ�هــا ،وهــذا
ا� خلــدون حيــث اكنــت القبيــ�ة بر�ــا اكن صاحلــا ف ي� زمــان ب ن
االج�عيــة والعصبيــة أكــرث حضــورا وســيطرة عــى احليــاة ت
واملؤسســات.
ف
-قيــام الســلطة التنظيمية والعالقات الرمسيــة ي� واقع املنظمات
ت أ احلاليــة هل بعــد قانـ ن
ـو� ب�لدرجــة الوىل وليــس اجــام يع يتمثــل ي
تأ ن ف
ي� العصبيــة امك ذهــب إىل ذلــك با� خلــدون ،أي وجــود �طـ يـر
الوىل للســلطة والعالقــات التنظيميــة ،ث� ت أ��ت أ قانـ ن
ي ـةـ لدرج �ب ـو�
ي
أ
املتغـ يـرات الخــرى.
ا� خلــدون عــى �ج يــع املنظمــات تعمــم أفــار ب ن ي -يصعــب
االج�عيــة والثقافيــة ،والسياســية للتغــرات ت ي احلاليــة ،نظــرا
ا� خلــدون مل تكــن عبــارة واالقتصاديــة ونظ ـرا لكــون أفــار ب ن
ن خ ئ
والحصائيــة ـا� دراســة تعتمــد عــى الطــوات امل�جيــة إ عــن نتـ ج
ن
امك هــو موجــود اليــوم ،وإ�ــا اعتمــد عــى أســلوب التمحيــص
االجــام يع لكــن ليــس بنفــس ت واملالحظــة واالســتقراء للواقــع
امل�جيــة املعــارصة امم جعــل أفــاره تقـ تـرب إىل أن تكون فلســفة ن
اج�عيــة أك ـرث نم�ــا عملــا. ت
خامســا :نظريــة التبــادل االجتماعــي (المصلحــة
والســلوك):
النظر�ت ت
االج�عية «امليكروســكوبية» ي تعــد هذه النظرية من
99
محاضرات في نظريات التنظيم
ت أ
وتعتقــد ب�ن ســلوك الفــرد وعالقاتــه االج�عيــة مــا يه إال نتيجــة
أ
لعمليــة تفاعليــة تبادليــة فــل طرف من أطـراف التفاعــل ي�خذ
ـرد� أوـ� فـ ي ن وتعــ� لبع�ض ــا البعــض ،ســواء اكنــت العالقــة بـ ي ن
أ ي
بــ� �ج اعــات أو مؤسســات ،فــل طــرف مــن الطــراف ال ين
ن أ آ
ـ� للطــرف الخــر وحســب وإ�ــا ي�خــذ منــه وهــذا هــو ي يعـ
أ
ســبب اســتمرارية العالقــة ،فــإذا حصــل الخــذ دون العطــاء
مــن طــرف مــا فــإن ذلــك يــؤدي إىل انقطــاع العالقــة أو فتورها،
�عـ نـى امك �ى «هومـنز » أن التفاعــات وحدهــا ال تكـ فـى ن
وإ�ــا ي ي ب
لك نشــاط اجـ تـام يع مــن فــرد مــا ي ج�ــب أن يقابــه ماكفــأة وهــذا
ي�فــز الفــرد عــى بــذل املزيــد للحصــول عــى ماكفــأة أخــرى،
ف لكــن هــذا أيضــا ال يضمــن اســتمرار العالقــة ن
وإ�ــا يه ي� حاجة
إىل أن ت�د للجهــة الثانيــة ســواء اكنــت فــرد أو �ج اعــة ماكفــأة
«بي� بــاو» كثـ يـرا مــع «هومـنز » ف� مســألة اممثـ�ة ،وال ي خ�تلــف ت
ي ة كأ
املصــاحل املتبــادل ســاس الســتمرارية العالقــات ،لكــن ي�ى
ف أ
ب�ن اختــال التــوازن ي� معليــة التبــادل قــد يقــوي العالقــات،
ـا�ـد� تنــازالت مــن طــرف مــا فــإن الطــرف الثـ ن ي ـ تق فـ فـى حـ ة
ـال
ي أ ي
ـال مــن املمكــن اعـ تـامد ي ز�داد والء وتشــبثا ب�لطــرف الول ،ب
و�لتـ ي
ت ف
هــذا املنظــور ي� بنــاء بعــض االف�اضــات حــول العالقــات
ت آ
الــوالء داخــل املنظمــة اكل ي�:
ن أ -هنــاك عالقــات متبـ ة
ـادل داخــل التنظـ يـم ســواء بـ يـ� الفـراد أو
100
محاضرات في نظريات التنظيم
الماعــات الرمسيــة والغـ يـر رمسية. ج
أ
-تعتمــد هــذه العالقــات عــى الخــذ والعطــاء وتبــادل املصــاحل
التنظيميــة ســواء ماديــة أو معنويــة .
-تســامه املاكفــآت املاديــة واملعنويــة الـ تـى تقدهمــا إالدارة ت
اع�افــا ي ف أ
ن ن
ـد�ا لداء العمــال ي� تقويــة العالقــة بـ يـ� االثنـ يـ� وكســب وتقـ ي
ئ
وال�ــم.
ت رث أ
ـى تبادهلــم املصــاحل
مو�ــا أكـ للجهــة الـ ي -والء الفـراد يكــون ج
ســواء الرمسيــة أو غـ يـر الرمسيــة.
ـر ب�صلحــة طــرق مــا ســواء إالدارة أو العمــال -لك تبــادل يـ ض
ت
الهــات الغـ يـر رمسيــة قــد يــؤدي إىل �طـ يـم العالقــات أو أو ج
ت ف
ضع�ــا ،أو �ــول الــوالء جلهــة معينــة.
أحيــا� لعوامــل قيميــة أو ثقافيــة وليــس ن -ي خ�ضــع التبــادل
دا�ــا ،مثــل املســؤولية والواجــب ،ومثــل أشــال املصلحــة ئ
ف أ
الغــر رمسيــة. التبــادل ي� الوســاط العماليــة ي
لقــد ذهــب معظم رواد نظرية التبــادل إىل اعتبار أن العالقات
ـ� ،فــإذا انتفــت هــذه ـ� طرفـ ي ن تعتمــد عــى تبــادل املنفعــة بـ ي ن
أ املنفعــة قــد تنقطــع العالقــات ،مــع تال�كـ ي ز
ـ� عــى هــذا الســاس
ت ت ت ف أ متجاهلـ ي ن
ـى ي� غالبي�ــا اج�عية ي ـ وال ـرى ـ خ ال ـل ـ العوام ـكـ بذل ـ�
101
محاضرات في نظريات التنظيم
ن أ
ا� الدموي ،أو الســاس الديـ ي امك أنه ليس ثقافيــة ،اكلبعــد القـر ب ي
لك املج تمعــات ومنــه املنظمــات تســيطر يف�ــا نز
ال�عــة املصلحيــة
أو املنافــع املتبـ ة
ـادل ،وهنــا يمكــن قصــور املنظــور ،مــع االعـ تـراف
والهسامــات الـ تـى ت
قدم�ــا. بدقــة التحليــل إ
ي
اإلثنوميتودولوجــي المنظــور سادســا:
(الخلفيــات القريبــة للفعــل داخــل التنظيــم)
ف ـا� ت
االج�عيــة مــن خــال �ــم عامــة ـال هــذا املنظــور القضـ ي يعـ ج
ف ت
وســلوكيا�م اليوميــة عــى مســتوى العالقــات ي� النــاس هلــا
أ
خمتلــف املنظمــات والماكــن ،عــاوة عــى ذلــك فإ�ــا تبحــث
ن
ـى يشـ تـرك ب�ــا معظــم النــاس ي
عــن القــوامس املشـ تـر كة العامــة الـ ت
ف وي� ن ف
مو�ــا بدرايــة بغيــة ي� دراســة الفواعــل (�ج ــع فاعــل) امك
نز ف
مه ومه ي�ارســون نشــاهطم ي� الشــارع واملـ ل واحملمكــة واملدرســة
ـ� حقيقة والامعــة بشــل إيقــاع مســتمر إلثبــات لملتخصصـ ي ن ج
ت ي
وتفك�مه وليس ي ـمـ ت
اد� ر �بإ أداؤه � مفادهــا أن فعــل الفواعــل قــد
االج�عيــة ، 1وبذلــك والقــم ت ي لملعايــر
ي امز لــال
إ ضوهعــم خ
� ب
ف ي
ـا� والســياق حاولــت هــذه النظريــة إبعــاد القـ يـم والبعــد الثقـ ي
الــى تقــع خلــف العالقــات ومتلــف العوامــل ت التــار� خ
يخ
ي ي
ـوم وخضوع ـ الي ـدد ـ التج ـى ـ ع ـ� ت
االج�عيــة والســلوك مــع ال�كـ ي ز ت
ي أ
ـال ال و�لتـ ي هــذا الســلوك إلرادة الف ـراد ،ب
102
محاضرات في نظريات التنظيم
ـ� ـ التنظي ـل ـ والفع ـائدة ـ الس ـةـ عي ي�كــن تفسـ يـر العالقــات ت
االج�
ي
داخــل املنظمــة االقتصاديــة بعوامــل ثقافيــة مرتبطــة ب�ملج تمــع
وإ�ــا نعتمــد عــى مــا واملو�ــات التنظيميــة الرمسيــة ن ر�ــه ج تو� ي خ
�ة ف
ي ج�ــري ب�لفعــل ي� وقــت حمــدد ومــاهل صـ ب إ�رادة النــاس وكيفيــة
ت ف
ـ�: �مهــم ودراي�ــم ب�ــذا الواقــع داخــل التنظـ يـم امك يـ ي
ف أ
-الفـراد داخــل التنظـ يـم هلم دراســة و�ــم لديناميكية وأشــال
التنظيم اكلــوالء مثال. ـل
ـ والفع ـة
ـ عي العالقــات ت
االج�
ي
ت خ ت
-ال �ضــع العالقــات االج�عيــة والــوالء للجماعــات واملؤسســة
ـذ�ن ن أ خ
ي ـ ال مه اد ر ـ ف ال ـا ـوإ� ـة ـ والتنظيمي ـة
ـ الثقافي ـل ـ العوام ـف ـ تل مل
اد�ــم. ووال�ــم ب إ�ر ت عالقا�ــم ئ ت ي خ�تــارون شــل
-لك فــرد داخــل التنظـ يـم ال ي خ�ضــع إل ك ـراه ســواء داخليــة أو
خ ي ت ن ف
خارجيــة ي� توجيــه ســلوكه ،وإ�ــا فعــه االجــام يع �ضــع لقضية
ف
موضوعية تعتمد عىل مبدأ احلرية ي� العالقات والوالء.
-تظهــر أشــال العالقــات والــوالء داخــل التنظـ يـم نتيجــة لتكرر
ت �غ ث
حدو�ــا وتنا هــا امم يســاعد عــى انتظــام احليــاة االج�عيــة
داخــل التنظـ يـم.
لــو� إرســاء املوضوعيــة لقــد حــاول املنظــور إالتنوميثودو ت ج ي
ـ� ـ التنظي ـل ـ الفع ـرك ـ� ـى الارجــة عــن نطــاق العوامــل الـ ت خ
ي ي
103
محاضرات في نظريات التنظيم
لك�ــا أمهلــت مــن خــال احلــدوث اليــوم هل وإســتمراريته ن
ف أي
ـى هلــا ت�ثـ يـر كبـ يـر ي� هــذا الفعــل ،أضــف ي
العوامــل الثقافيــة الـ ت
ـار� لظاهــرة مــا اكلعصبيــة مثــا إىل ذلــك فــإن الســياق التـ ي خ
ن ف ي ئ ف ت ف
الفاعلــ� ي�
ي ادةر إ حــول النظريــة �
ي القــا� اض االفــر ينــى
ي
ف
الز ئا� يــة امك
ـ� ،فالســلوك ي� املنظمــة ج اختيــار الفعــل التنظيـ ي
ر�يــة وثقافيــة الزالــتأثبتــت الدراســات مرتبطــة بعوامــل ت� ي خ
الف ـراد العاملـ يـ�.ن أ
عالقــة بذهــن
المحور الثامن :التنظيم كنسق مفتوح
أوال :نظرية التحليل النسقي
أ
تعتـ بـر املدرســة النســقية (نظريــة النظمــة) مــن أمه واحــدث
ف النظــر�ت ت
الــى تعرضــت اىل دراســة املنظمــة ،وتســتفيد ي� ي ي
أ
غالــب االحيــان مــن عنــارص خاصة ب�ملــدارس الخرى حســب
احلاجــة ال�ــا ،واكن أول ظ�ــور هلــا ف� ميــدان البيولوجيــا� ،ث
ي ي
االج�عيــة ،ويعتـ بـر Lee Bertalanffyمــن انتقلــت اىل العلــوم ت
ف ف ن أ
ـذ� حاولــو وضــع تصــور لالنســان ي� املنظمــات ي� الوائــل الـ ي
ســنة 1937م ث� توالــت بعــد ذلــك الدراســات بواســطة عــدد
ـى تتعلق ـر� ،لتشــمل بعــد ذلــك الدراســات الـ ت
كبـ يـر مــن املفكـ ي ن
ي
ب�ملنشــآت االقتصادية ســواء من الناحية السوســيولوجية أو من
الناحيــة التصوريــة النظريــة والوظيفيــة والتقنيــة ،وقــد عرفــت
ـع� وذلــك لغ ـزارة ج
انتا�ــا هــذه النظريــة تطــورا وانشــارا واسـ ي ن
104
محاضرات في نظريات التنظيم
وطرهحــا العميق ،واســتعماهلا الواســع ،وانتشــار مفاهيمها برسعة
ـ�ة لملنشــأة اكنــت تعــرف تطــورا رسيعــا خاصــة وأن البيئــة املمـ ي ز
ت ت ف
جــدا ي� ذلــك الوقــت امم جعلهــا �ــم ب� جلوانــب التنظيميــة
ـا�ت واهــداف الارجيــة ،غـ ي لملنشــأة (العالقــات مــع البيئــة خ
ـي� املــوارد ومعليــة االنتــاج). ي ـ وتس ـم
ي ـ تنظ اتيجيات، ـر ت واسـ
املقــار�ت
ب وتعتــر مقاربــة التحليــل النســق ي مــن أحــد أمه ب
ت ف
املســتحدثة ي� نطــاق العلــوم االج�عيــة خاصــة دراســة
ف التنظــامت ،ت
الــى بــدأت ي� التبلــور والظهــور مــع منتصــف ي ي
ف ت َّ
�خ ســينيات القــرن العـ شـر ي ن� .واحلقيقة أن إدخــال م�وم �ليل
ً
النظــم إىل نطــاق دراســة التنظـ يـم جــاء متأخـرا ،امك مل يكــن ذلــك
ـا�ة؛ بــل جــاء مــن خــال عملــاء االجـ تـامع مــن بطريقــة مبـ ش
وغــرمه مــن
وهومــا� ،Hommansي نز رســو� ،Parsons أمثــال ب� نز
ـو� فم�ــوم النظــام االجـ تـام يع ،ومــن خالهلــم ـذ� قامــوا أبتطـ ي الـ ي ن
�كــن عــدد ال ب�س بــه مــن عملــاء السياســية مــن أمثــال دايفيد ت
وجا� يــل املونــد Gabriel Almond اســتون ،David Eastonب
ف
ـو� واســتخدام اقـ تـراب النظــم ي� املنظمــات. وغـ يـرمه مــن تطـ ي
.1تطور المقاربة النسقية:
ق ت
ي�تكــز أحصــاب اقـ تـراب �ليــل النظــم /التحليــل النس ـ ي إىل
و»ال ز�ان ،“Equilibriumومهــا إت ــوم ”النســق ،“System ف
م�
ُ ي
ـ� ي�ء ،ونقــا إىل جمــال العلــوم فم�ومــان منقــوالن عــن عــم الفـ ي ز
105
محاضرات في نظريات التنظيم
ش ف ف
االج�عيــة ليـ تـم اسـ ُـتخداهما ي� القــرن التاســع عــر ي� التحليــل ت
ً ف االجـ تـامع واالقتصــادي ،ث� ُ
ـياس منــذ ي ـ الس ـل ـ التحلي �
ً ي ا
ر ـ تأخ م ي
أوائــل القــرن العـ شـر ي ن� فصاعــدا.
ـ� يســتخدمون فم�ــوم ”النســق“ يســتخدمونه والف� ي�ئيــون حـ ي ن يز
أ ت تُ ف كأ
عل�ا الجســام ـى ج�رى ي العالقــات الـ ي داة ذهنيــة ل�ــم وتفسـ يـر
َّ َّ
الطبيعيــة ،وعــى أســاس أن أيــة جمموعــة مــن جمموعــات
ً ف أ
الجســام ي� الطبيعــة (اكملج موعــات الشمســية مثــا) يه
ف
جمموعــات مــن قــوى -حيــث ُيعــد لك جــم ي� عــامل الطبيعــة
ن َّ ف
قــوة ي� ذاتــه ،-فتتفاعــل هــذه القــوى فـ يـام بي�ــا بعامــل قانــون
ن ً ً
الفعــل ورد الفعــل تفاعــا مياكنيــا ،وتتبــادل التأثـ يـر فـ يـام بي�ــا
الكل� هلــذه املج موعــة. ان ال ز
� ـال إ ت عــى وضــع يُ� ّي ئ�ــا حلـ ة
ي ِ
ف ت
ـو� ايســتون القـ تـراب �ليــل النظــم ي� عــم السياســة ي جــاء تطـ
أ ش ف ً
ـى عــام ،1953نــر اللبنــات الوىل تدر�ــا وعــى مراحــل .فـ في يج
الســياس ي� كتابــه ،The Political System النظــام ــوم ف
مل�
ف ض ي
والـ تـى تطــورت بصــورة وا�ــة � مقالتــه العملية املنشــورة ب� ة
جل
فً ي ي
World Politicsعــام 1965وبصــورة أك ـرث وضوحــا ي� كتابــه
A System Analysis of Political Lifeالصــادر عــام ،1965
والــذي ي�ى فيــه إيســتون وجــوب تبســيط احليــاة السياســية
املعقــدة واملركبــة ،والنظــر يإل�ــا ت�ليليـ ًـا عــى أســاس آل منط�ق
ي ي ت ت ف
ـى تــم ي� إطــار النظــام ـ ال ـات ـ التفاع ـنـ م ـة ـ موع م
ج ـا
ـ أ� عــى نَّ
ي
106
محاضرات في نظريات التنظيم
ُ
ـ� بيئتــه مــن ن�حيــة أخــرى. الســياس مــن ن�حيــة ،وبينــه وبـ ي ن
ي
ت ت ت ً
والماعات إىل ووفقــا القــراب �ليل النظــم� ،يل املج تمعــات ج
ش ف ً
أن تكــون كيـ نـا�ت مســتمرة نســبيا تعمــل ي� إطــار بيئــة أ�ــل.
ً أ نَّ تُ هــذه الكيـ نـا�ت ي�كــن ت
نع�ــا بصفــة النظــام نظ ـرا ل�ــا �ثــل
جمموعــة مــن العنــارص أو املتغـ يـرات املتداخـ�ة وذات االعـ تـامد
ت بي�ــا ،والـ ت املتبــادل فـ يـام ن
ـى ي�كــن �ديدهــا وقياهســا .امك أن هلــذه ي
َّ ً ً
الكيـ نـا�ت أيضــا حــدود ممـ يـ�ة تفصلهــا عــن بيئ�ــا فضــا عــن أن
ت ز
لك نم�ــا ي�يــل إىل احلفــاظ عــى ذاتــه مــن خــال جمموعــة مــن
املتلفــة ،خاصــة عندمــا يتعــرض لالضطـراب ســواء العمليــات خ
أ
مــن داخــل أو خــارج حــدوده مــع بيئتــه الوســع.
ت َّ
ـ� ،ب�ــا تتضمنــه مــن ي يؤكــد ايســتون أن فكــرة النظــام إكطــار �ليـ
تُ ّ
عالقــات ومفاهـ يـم نظريــة هلــا دالالت تطبيقيةِ � ،ثــل نقطة بداية
ف
التحليل
ي ـو� الدراســات السياســية .هــذا إالطــار حقيقيــة ي� تطـ ي
ف
الســياس ي� أبســط صــوره امك ي�اه ايســتون ال يعــدو ي للنظــام
ـ� مــن التفاعــات ـ دينامي ـع ـ طاب ذات دا�ة متاكمـ�ة أن يكــون ئ
ي َّ ن
املو�ــة بصفــة أساســية �ــو التخصيــص الســلطوي السياســية ج
ئ ف
للقـ يـم ي� املج تمــع .تبــدأ هــذه الــدا�ة الديناميكيــة ب�ملدخــات
ـه ب� خملرجــات ،وتقــوم معليــة التغذيــة االسـ تـرجاعية ب�لربط ي
وتنـ ت
واملرجــات. ـ� املدخــات خ وال�ايــة ،أي بـ ي ن ـ� نقطـ تـى البدايــة ن بـ ي ن
ض ي
ـال:
امك يو�ــه الشــل التـ ي
107
محاضرات في نظريات التنظيم
108
محاضرات في نظريات التنظيم
ً
ـياس ،لك ذلــك انطالقــا مــن َّاحملــددات الرئيســية للســلوك السـ ي
أن املفاهـ يـم تشـ يـر إىل متغـ يـرات مــن واقــع احليــاة السياســية.
املرجــات، وأمه هــذه املفاهـ يـم ه( :النظــام ،البيئــة ،احلــدود ،خ
ن ي
االســرجاعية) ،ســوف �ــاول ش�هحــا ت التحويــل ،التغذيــة
ب�ختصــار ث(�بــت:)2007 ،
ُ
• النظــام :Systemي�ثــل النظام عند ايســتون وحــدة التحليل
ُ َّ َ ْ ت ف
ـق� ،ويعــرف النظــام بصفة ي ي الرئيســية ي� اقــراب التحليــل النسـ
ً ت �ة أ َّ
عامــة ب�نــه جمموعــة مــن العنــارص املتفاع ـ وامل�ابطــة وظيفيــا
َّ
مــع بع�ض ــا البعــض بشــل منتظــم ،ب�ا يعنيــه ذلك مــن أن ي
التغ�
ف ث ف ُ ََّ ف
ي� أحــد العنــارص املك ِونــة للنظــام يــؤ� ي� بقيــة العنــارص �ــو
مكو�تــه ،وهل حــدود ـ� ن يتمتــع بنــوع مــن إالعـ تـامد املتبــادل بـ ي ن
أُ
ـ� النظــم الخــرى ،وهل حميــط أو بيئــة يتحــرك فاصـ�ة بينــه وبـ ي ن
مــن خالهلــا.
ـى تـ تـم داخــل النظــام يه معليــة تعريــف ي
ومعليــة التحليــل الـ ت
ن ت لأ
الــى يتكــون م�ــا الــل ب�ــدف إدراك هــذه ي وتقيــم ل جــزاء أ ي
ـاول معرفــة الضوابــط ـو�ت لــل مركــب مــع حمـ ة الج ـزاء مككـ ن
ين
والقوانــ� عالقا�ــا ببع�ض ــا البعــض مــن ج�ــة، ت الــى ت� بــط ت
تي ت
ـى �ــم حركــة وتطــور الــل املركــب مــن ج�ــة أخــرى. الـ ي
• البيئــة :Environmentيشـ يـر فم�ــوم البيئــة لــدى ايســتون
109
محاضرات في نظريات التنظيم
ـياس
بصفــة أساس فــية إىل لك مــا هــو خــارج حــدود النظــام السـ ي
الســياس النظــام فكــرة اكنــت وملــا تــه. وال يدخــل � ن
مكو�
ي ت ي
ـ�ال تعــدو أن تكــون فكــرة �لي ـ�ة ،فــإن الفصــل التعسـ فـى بـ ي ن
ي أ أ
ـياس والنظمــة االج�عيــة الخــرى ال وجــود هل، ت
النظــام السـ ي
يتــأ� ببيئتــه مــن ب�ــا يعنيــه ذلــك مــن أن النظــام الســياس ث
ي
عل�ــا مــن خــال جمموعــة ـؤ� ي خــال جمموعــة املدخــات ويـ ث
املرجــات. خ
ف
ـياس ي� فـراغ ـدود :Boundariesمل يوجــد النظــام السـ ي • احلـ
قــط ،بــل ف ي� إطــار بيئــة ،اكن البــد مــن الفصــل التحليــ� بـ يـ�ن
ض ي
وبيئتــه بوضــع نقــاط تصوريــة تــو� مناطــق ـياس أُالسـ ي النظــام
أ ت
الســياس.
ت ي النظــام حــدود وبــدء خــرى ال نظمــة الُ ــاءان�
ي�هــا وبعبــارة أخــرى ،هنــاك حــدود للنظــام الســياس -ي�كــن � ي ز
ي ً ت
جوان�ــا ،وإن �ليليــا -تفصــه عــن احمليــط أو البيئــة ب�ختلــف ب
ـياس ـ الس ـام ـ النظ اكن هــذا ال يعـن إلغــاء عالقــات التأثـ يـر بـ ي ن
ـ�
ي ي
ـى تـ تـم عـ بـر خ
ـة..ال الـ ت ـ افي
ر غ وال
ج ـةـ واالقتصادي ـة
ـ عي وبيئتــه ت
االج�
ي ف
ت
تطو�مهــا إلقــراب و�ول ي� إطــار ي احلــدود .ويضيــف املونــد ب
ت
الديــدة حديثــة �ليــل النظــم ليتــا� ودراســة املج تمعــات ج ئ
ـياس وبيئته ـ الس ـامـ النظ ـ�الهعــد ب�الســتقالل إىل أن احلــدود بـ ي ن
أ ي ث ف ت
�تلــف مــن جمتمــع إىل آخــر ،وتتــأ� ي� ذلــك ب�لوضــاع والقـ يـم خ
االج�عيــة والثقافيــة الســائدة. ت
110
محاضرات في نظريات التنظيم
ـياس
• ً املدخــات : Inputsتشــمل مدخــات النظــام السـ ي
وفقــا القـ تـراب التحليــل النسـق ي عــى لك مــا يتلقــاه هــذا النظام
ث َّ
مــن بيئتــه .ويالحــظ أن هنــاك �ــة اختالفــات حــول هــذه
ً
املدخــات .فطبقــا ل ـرأي ايســتون تشــتمل مدخــات النظــام
ـي� فقــط مهــا املطالــب والتأييــد. ـر� رئيسـ ي ن الســياس عــى عنـ ي ن
أ ي
االج�عيــة ،خاصــة تلــك املتعلقــة تشــر الوىل إىل الرغبــات ت ي
ف ت ن
وه ي� رأيه ي ـع، ـ تم املج ـدافـ أه قيق و� ـم ي ـ الق ـعـ توزي ـةـ بكيفي ـا ـ م�
قــد تكــون عامــة امك قــد تكــون حمــددة .وقــد يكــون التعبـ يـر ن
ع�ــا
ت ـا�ة أو غـ يـر مبـ ش بصــورة مبـ ش
ـا�ة .وتشـ يـر الثانيــة إىل إال ج�اهــات
واملواقــف ســواء املؤيــد نم�ــا أو املعــارض للنظــام.
ن أ َّ ف خ
املرجــات : Outputsعر�ــا ايســتون ب��ــا جمموعــة •
ت أ
ـى يقــوم ب�ــا النظــام وتكــون القـرارات والفعــال والترصفــات الـ ي
هلــا الصفــة إاللزاميــة ،ويـ تـم ب�قتضاهــا التخصيــص الســلطوي
ف
للقــم ي� املج تمــع. ي
.3االفتراضات األساسية التي يرتكز عليها االقتراب:
ت
ي�تكــز اقـ تـراب �ليــل النظــم امك قدمــه ايســتون عــى جمموعــة
أمههــا:االف�اضــات لعــل َّ مــن ت
اق�اب • العمليــة السياســية معليــة آليــة ديناميكية :يفـ تـرض ت
ن ن َّ
بــ� مكــو�ت النظــ� أن التفاعــات السياســية ي ي التحليــل
املتلفــة وبع�ض ــا البعــض ،مــن خــال التأكيــد عــى النظــام خ
111
محاضرات في نظريات التنظيم
خ ت أ أ التفاعــل بـ ي ن
ـ� النظــام ب�نظمتــه الفرعيــة والبيئة ب�نظم�ــا املتلفة.
ث أ • النظــام الســياس نظــام مفتــوح ث
يــؤ� ويتــأ� ب�لنظمــة ي
َّ ت ف أ
الخــرى :نقطــة البدايــة ي� التحليــل لــدى ايســتون تفــرض أن
ت ف
ـياس تــم اســتجابة التفاعــات السياســية ي� إطــار النظــام السـ ي
ـياس بطبيعتــه كنظــام اجـ تـام يع ي للتأثـ يـرات البيئيــة .النظــام السـ
الخــرى املشــل�ة أ ت أ ً ت
قــد فصــل �ليليــا عــن النظمــة االج�عيــة
ت ن ت َّ
للبيئــة ،أن مــا ي ج�عــل �ديــد هــذه البيئــة ب�ختلــف مكو��ــا
االفــراض الــذي ينظــر إىل احليــاة ت أمــر هــام وحيــوي هــو
السياســية عــى نأ�ــا تشــل نظــام مفتــوح عرضــة للتـ ثـأ� ب�لبيئــة
ث آ
احمليطــة ،وإن اكن هــو الخــر يــؤ� يف�ــا بــدوره وطاملــا أن احليــاة
َّ َّ ن ف ُ
السياســية ت�ــم عــى أ�ــا نظــام مفتــوح ،فــإن املطالــب -امك
ي�ى ايســتون -تقــدم لنــا أحــد املفاتيــح الرئيســية فل�ــم الطــرق
ت الـ ت
ـى مــن خالهلــا �ــدث البيئــة اللكيــة انطباهعــا عــى معليــات ي
النظــام وعــى خمرجاتــه.
َّ
• النظــام يقــوم ب�جموعــة من الوظائــف ال ُبد م�ا الســتمراره:
ن
�ة َّ
ـ� قيمــة للدراســة التحليـ للحيــاة السياســية كنظــام ي إن مــا يعـ
ت
ـلوك امك ينظــر إليــه اقـ تـراب �ليــل هــو التســاؤل الــذي يثــور ي سـ
ف َّ أ
حــول كيــف أن النظمــة السياســية تســتمر ي� عــامل يتضمــن
عنــارص التغـ يـر امك يتضمــن عنــارص االســتقرار .يقــول ايســتون
ة َّ
أن حمــاول إالجابــة عــى هــذا التســاؤل كشــفت مــا أامسه ”دور
112
محاضرات في نظريات التنظيم
ت أ
ـى تتبلــور حــول جمموعــة مــن حيــاة النظمــة السياســية“ ،والـ ي
بدو�ــا ال يســتطيع أي نظــام الوظائــف اهلامــة واحليويــة الـ تـى ن
ي
ـياس أن يســتمر وأن ي�افــظ عــى بقــاؤه. سـ ي
غ ً
• البيئــة تفــرض عــى النظــام ضغوطــا :عــى الــر� مــن أن
َّ �ة ت ت
جوان�ــا �ثــل مشــل �ليليــة خطـ يـرة ،إال أن ب البيئــة ب�ختلــف
أ َّ َّ
ايســتون أكــد عــى أنــه ي�كــن إىل حــد كبـ يـر تبســيط المــور
ـ� االهـ تـامم حــول فـ يـام يتعلــق بتحليــل ثأ� البيئــة إذا مــا ت� ت�كـ ي ز
مكــؤ�ات الــى ي�كــن اســتخداهما ش جمموعــة مــن املدخــات ،ت
ي أ
املــؤ�ات ال كــ أمهيــة مــن حيــث مــدى إهساهمــا رث تلخــص ث
ت ت ف
ـى تعـ بـر احلــدود مــن البيئــة إىل ي� خلــق التــو� والضغــوط الـ ي
ين
رئيســي� ين
مدخلــ� كــ� عــى داخــل النظــام الســياس ب� تل� ي ز
ي
ومهــا :املطالــب والتأييــد.
َّ ف ُّ َ َ
ـى :يعتقــد ايســتون أن القــدرة احلقيقية لبعض ي ِ • النظــام تكيـ
ت غ أ
النظمــة عــى االســتقرار والبقــاء ر� الضغــوط والتــو�ات غـ يـر
بيئا�ــا ي�مــل عــى االعتقــاد العاديــة الـ تـى تتعــرض هلــا مــن ت
لأ ت أ ي
ـرورة مقدرات ل ســتجابة ب�قيقــة أن هــذه النظمــة �تلــك ب�لـ ض
ت ف ت ف
موا�ــة هــذه الضغــوط والتــو�ات وعليــه� ،ــو يفــرض أن ي� ج
رث أ ف النظــام الســاس هــو نظــام تكيـ ف
ـى ويقــوم ي� الواقــع ب� كـ مــن ي ي
جمــرد رد الفعــل بصــورة ســلبية للتأثـ يـرات البيئيــة.
113
محاضرات في نظريات التنظيم
.4العالقات األساســية التي يطرحها االقتراب النســقي
داخــل التنظيــم:
اقــراب التحليــل النســق ي جمموعــة مــن العالقــات يطــرح ت
ن ت ن أ
التنظ�
ي ـى يتكون م�ــا الساســية بـ يـ� العنــارص أو املتغـ يـرات الـ ي
ـ� البيئــة خ
الارجيــة احمليطــة عـ بـر احلــدود مــن ن�حيــة .ن
وبي�ــا وبـ ي ن
أ غــره مــن النظــم ت ت
االج�عيــة الخــرى مــن الــى تفصــه عــن ي ي
ن�حيــة أخــرى.
و�ــة نظــر ايســتون عــى التنظـ يـم نج�ــد أن عــن طريــق اســقاط ج
خ ن أ هنــاك مموعــة مــن العالقــات ئ
القا�ــة بـ يـ� النظمــة املتلفــة ج
لتأثــرات مــن بع�ض ــاب�عتبــار نأ�ــا أنظمــة مفتوحــة تتعــرض ي
اج�عيــة - البعــض .فالواقــع أنــه ليســت هنــاك ث�ــة أنظمــة ت
ة ت ً ن
التنظــم ب�لطبــع -ي�كــن أن تكــون معــزول �امــا عــن ي وبي�ــا
البيئــة احمليطــة ،وعــى ذلــك فــإن التحليــل النس ـق ي ي ج�ــب أن
اه�مــه عــى دراســة العالقــات عـ بـر احلــدود بـ يـ�ن ُ ي� ِّكــز ُجـ َّـل ت
خ ن أ
وبــ� املدخــات واملرجــات. النظمــة ي
ن غ
وعــى الــر� مــن أن هــذه املفاهـ يـم املتعــددة تتفــاوت إال أ�ــا
مدلوال�ــا ب خ�صــوص مــا يـ تـم
ت تتشــابه إىل حــد كبـ يـر مــن حيــث
ف
تبــادهل وانتقــاهل عـ بـر حــدود التنظـ يـم ي� بيئتــه الداخليــة وبينــه
ف أ
ـ� خمتلــف النظمــة ي� البيئــة الارجيــة.
خ وبـ ي ن
114
محاضرات في نظريات التنظيم
.5اإلنتقادات الموجهة إلى اقتراب تحليل النظم:
ف
ـى أضا�ــا اقـ تـراب التحليــل ي
الوانــب إال ي ج�ابيــة الـ ت ج ـ�بعــد تثمـ ي ن
ت النسـق
التنظ� ،ج�در ي أو ـية ـ السياس ـات ـ اس ر الد ـواء
ـ س حقل إىل ي
إالشــارة � نال�ايــة إىل أمه إالنتقــادات الـ تـى تعرض هلا ت ف
االق�اب ْ ي َّ ي
اقــراب التحليــل �ــت إىل ت الــى ُو ِّج َ ولعــل أول االنتقــادات ت
ئ ي
ـ� ـ يع اب ـرـ� للوضــع القــا� .فاالقـ ت النسـق هــو احملافظــة والتحـ ُّي ز
ي ي
اهـ تـامم مبالــغ فيــه لالســتقرار كقيمــة عليــا تســيطر عــى ســلوك
المــود، النظــام حـ تـى وإن اكن االســتقرار املقصــود ال يفـ تـرض ج
بــل يفـ تـرض التغيـ يـر املنظــم الــذي يطـرأ عــى البيئــة أو النظــام
َّ
التغيــر
ي أو يلك�مــا اســتجابة إىل املطالــب إال أنــه ال يتضمــن
ت
الثــوري ب�ــا يعنيــه ذلــك مــن �ــول جــذري شــامل للنظــام
ت ف أ
والتنظـ يـم ،وهــو المــر الــذي ال موضــع هل ي� اقــراب النظــم.
ف أ ت َّ
امك أن االقــراب جعــل مــن اســتمرار النظــام والمــر الواقــع ي�
ز ت ت ُ َّ
حــد ذاتــه هــدف هل ،وأعىط جــل اه�مــه و�كـ يـ�ه ب�لبحث عن
ار النظــام وتدعيمــه وليــس عــن عوامــل تغيـ يـره مقومــات اســتمر ُ
وتطــو�ه .بعبــارة أخــرى يكشــف عــن عنــارص االســتمرارية ي
ف
واالســتقرار ي� النظــام ،دون أن يســتطيع تفسـ يـر كيــف وملــاذا
يتطــور النظــام مــن وضــع إىل آخــر بصــورة دقيقــة .وهنــا يوجــه
َّ ت ً
البعــض إنتقــادا إىل االقــراب ب�عتبــار أن أغلــب الدراســات
لأ ئ الـ تـى اتبعتــه ت
ـا� حمافظــة أو مؤيــدة ل مــر الواقــع. ان�ــت إىل نتـ ج ي
115
محاضرات في نظريات التنظيم
ت ت ُ ً
هنــاك أيضــا إنتقــاد آخــر يوجــه إىل اقــراب �ليــل النظــم امك
ف
وامل�ــم للعمليــة ب صاغــه إيســتون يتمثــل ي� التنــاول الرسيــع
أ ف
التحويليــة .هــذه العمليــة تتمثــل ي� جمموعــة النشــطة
ـى ب�قتضاهــا والتفاعــات الداخليــة الـ تـى يقــوم ب�ــا النظــام والـ ت
في خ ي
تتحــول مدخــات النظــام إىل مرجــات .اكتــى ايســتون
ت
إل أن هــذه العمليــة التحويليــة �ــدث داخــل النظام ي ب� إلشــارة
ت أ
ـى تقــوم ب�ــا وكيفيــة القيــام دون أن يذكــر لنــا بوضــوح البنيــة الـ ي
ب�ــا .ومــع ذلــك ي�كــن القــول أو وظائــف النظــام عــى مســتوى
ـى.و�ول تتــدارك ذك بعــض الشـ ي ئ ب ـد ـ املون ـا ـ غ
صا� امك ـاتـ رج خ
امل
ن
الــى أدخلــت عــى �ــوذج ايســتون وحــى بعــد التعديــات ت ت
ي
االقــراب ال ي ز�ال يواجــه بعــض ت لتحليــل النظــم ،فــإن
ا� إالنتقــادات ال ســام فــام يتعلــق بصعوبــة التحويــل إالجــر ئ
ي ي ي
ف املفاهــم ن
كو�ــا مبالغــة ي� التجريــد ،امم جعــل ي لكثــر مــني
قابلي�ــا للقيــاس ،ومــن ث� اختبــار العــروض وإج ـراء صعوبــة ت
اع�ضــت الــى ت الصعــو�ت التطبيقيــة ت ب الدراســات ،ولعــل
ي ف
ســام ي� جمــال دراســات ي ال اب، ت
االقــر حمــاوالت اســتخدام
ـدول أصــدق دليــل عــى ذلــك. العالقــات الدوليــة والنظــام الـ ي
116
محاضرات في نظريات التنظيم
.6ملخص حول نظرية النظم (التحليل النسقي)
117
محاضرات في نظريات التنظيم
118
محاضرات في نظريات التنظيم
المحور التاسع :التنظيم كتعلم ثقافي
أوال :اإلدارة اليابانية و نظرية J A Z
قبــل الدخــول بتفاصيــل و أبعــاد و عنــارص إالدارة
الصائــص العامــة للفــرد و اليا�نيــة ال بــد مــن التطــرق إىل خ ب
ز أ
ـا� ن ي� بشــل عــام ،حيــث تعتـ بـر الركـ يـ�ة الساســية املج تمــع اليـ ب
ـى أطلــق ـا� ن� ف� إالدارة ،حيــث أن أوتـ ش
ي فلنجــاح النمــوذج اليـ ب ي ي
ـى يتصــف الصائــص و السمات الـ ت � هــذه الكتــاب مــن تلــك خ
ي ن ف ي
الانــبج ـى ـ ع ـا
ـ انعاكهس ـدى ـ م و دارة ال
ـا� ي� ي إ
� ب�ــا املج تمــع اليـ ب
اليا�نيــة و اكت ـر ش ـ ال و ـات ـ املؤسس ـل ـ داخ ـ� ـ العم و ـى ف
ب ت ي الوظيـ ي
أدر�ــا �ــت عنــوان حاجتنــا إىل التعــم. ـى ج الـ ت
ي
أ ف
• الثقــة :فالــدرس الول ي� نظريــة Zهــو الثقــة و ربطهــا
ف
ـ� خمتلــف القطاعــات ي� املج تمــع مــن مؤسســات ب� إلنتاجيــة بـ ي ن
نقــا�ت و يغ�هــا ،و كذلــك اتبــاع النظــام إالداري املوســع و ب
ـ� و ينعكــس ـ� العاملـ ي ن الــذي يؤكــد احملافظــة عــى جــو الثقــة بـ ي ن
ش ف ن
أوت� أســاس ي هيعت�
ب ـذي ـ ال و دارة ال
إ �عــى مشــاركة العاملـ ي ي
ـ�
االرتقــاء ب�ســتوى إالنتاجيــة.
• الرقــة و تال�ذيــب و حــدة الذهــن :أو مــا ي�كــن تســميته
ـ� أفـراد ب�حلــذق و املهــارة ،و �ج يــع هــذه الصفــات مشـ تـر كة بـ ي ن
ف املج تمــع و الـ ت
ـى تنعكــس عــى الكفــاءة و الفاعليــة ي� العمــل. ي
119
محاضرات في نظريات التنظيم
ت ف أ
اليا�نيــة
• اللفــة و املــودة :و يه رابطــة مشــر كة ي� احليــاة ب
ن آ ملــا تنطــوي عليــه مــن ت
خــر� و مــن مشــاعر اهــامم و دمع لل ي
ت ت ن أ
الــى �كــن املــرء مــن العيــش االنضبــاط و عــدم ال�نيــة ي
االج�عيــة الوثيقــة و الــىتالمــن مــن خــال إقامــة العالقــات ت آ
ي أ
تنعكــس عــى الفـراد ب�الســتقرار و عــى املنظمــات ب� إلبــداع و
االبتــار .مــن السمات الســابقة تـ بـرز مشــاعر الــوالء و االنـ تـامء و
آ ن ت ت
ـر� و ج�ــاه العمــل و الماعيــة ج�ــاه الخـ ي الشــعور ب�ملســؤولية ج
املؤسســات بشــل عــام.
.1التعريــف بنظريــة :Zي�كــن تعريــف هــذه النظريــة
خ ن ن ن
عــى نأ�ــا� :ــوذج إداري ي� ب� ي� ي ج�مــع مفاهـ يـم و أ�ــاط متلفــة
اليا�نيــة
ـى مــن خــال مقارنتــه لملنظمــات ب وضهعــا العــامل أوتـ ش
أ ي أ أ
و المريكيــة باكفــة البعــاد و يفــر هــذا النمــوذج الســباب
اليا�نيــة .و ســنعرف أمه الاكمنــة وراء نج�ــاح املنظمــات ب
ز ت
أبعــاد هــذا النمــوذج مــن خــال �ليــل خصائــص و ممـ يـ�ات
اليا�نيــة و ذلــك لربــط النظريــة ب� جلوانــب العملية.املنظمــات ب
اليا�نيــة :اتســمت املنظمــات .2خصائــص املنظمــات ب
أ
اليا�نيــة بعــدة خصائــص انفــردت ب�ــا ،و اكن مــن الســباب ب
�ج ق
لم�،
يل( :الس يالرئيســية لنجاهحــا و تفو�ــا مــا ي�كــن إ ــاهل ب�ــا ي
)1975
120
محاضرات في نظريات التنظيم
ـ� ب�ــا املنظمــة • التوظيــف مــدى احليــاة :أمه خاصيــة تتمـ ي ز
لد�ــا مــدى احليــاة ،و هذه ث
أك� ـ� ياليا�نيــة ه توظيــف العاملـ ي ن ب
ي
عل�ــا العديــد ـى تقــوم ي مــن جمــرد سياســة بــل تعتـ بـر القاعــدة الـ ت
ي
اليا�نيــة و لذلــك نج�ــد أن هــذه الســمة مــن أوجــه احليــاة ب
ت ت ن ف أ
ـى للعاملـ يـ� و ز� يــد مــن إنتاجي�ــم ي تنعكــس عــى الداء الوظيـ
ـى و و إبداهعــم ملــا يتمتــع بــه هــذا النظــام مــن اســتقرار وظيـ ف
ي آ
خ
إ�ابيــة متلفــة ،امك و ينتــج عــن ث
ـ� ينعكــس عــى الفــرد ب��ر ي ج نفـ ي
هــذه الفلســفة فوائــد عديــدة نم�ــا:
ن أ
• حصــول الفـراد عــى ماكفــأة �ايــة املــدة بعد ســن التقاعد
كر�ــة. ـيل لـ ضـامن حيــاة ي و الـ تـى تعتـ بـر وسـ ة
ي
• نظام املاكفأة املستخدم لك ستة ش�ور أو سنة.
التنظ�
ي ـص ـ خصائ ـن ـ م ـر
ي ـ كب ـزء
ـ ج ـاك
ـ هن ـة: ـ قيال�ت • التقيـ يـم و
ـا� ن� تتعلــق بطــرق التقيـ يـم و تال�قيــة ،حيــث يتمـ ي ز
ـ� إالداري اليـ ب
ت ي
نظــام تال�قيــة ب�لبــطء امم يــؤدي إىل �قيــق االنفتــاح و دمع ميول
أ أ
الفـراد للتعــاون و رفــع مســتوى الداء ،حيــث أن النظام الذي
الســل� ال بــد أن تظهــر نتيجتــه الــىت أ
ي ي ينطــوي عــى أن الداء
ن ف
الميــع ي� �ايــة املطــاف. يســتفيد نم�ــا ج
• مســارات احليــاة الوظيفيــة غـ يـر املتخصصــة :و يه تفسـ يـر
ف
ـا� ن ي� ينتقــل
ب ـ الي ـلـ العام أن ـث ـ حي ـة ـ قيال�ت �لعمليــة البــطء ي
121
محاضرات في نظريات التنظيم
ن ف
مــن مســار إىل آخــر ي� املنظمــة امم يعـ ي يز�دة مســتوى اطالعــه
الشــامل لاكفــة أبعــاد العمــل و طبيعــة ة و هماراتــه و معرفتــه
ين
املوظفــ� بــ� الوظائــف و كذلــك قــدرة املتلفــة ي ن العالقــات خ
ف �ض أ
عــى القيــام ب�معــال بع ــم تــؤدي إىل عــدم توقــف العمــل ي�
حــال غيــاب أي فــرد.
ف
اليا�نية:
.3مقومات العمل ي� املؤسسة ب
ش ز ت ز ت
اليا�نيــة مــن الناحيــة اليا�نيــة و �ـ يـ� الــر اكت ب إن �ـ يـ� إالدارة ب
الدوليــة بــا شــك يقــف وراءه الكثـ يـر مــن املقومــات الداخليــة
وه: ـة
ـ ارجي و خ
ال
ي
ف
• الرقابــة الضمنيــة :حيــث أن وســائل الرقابــة إالداريــة ي�
الـ بـرة و املفاهـ يـم اليا�نيــة تتصــف بقــدر كبـ يـر مــن خ الـ شـراكت ب
ن كأ أ
الضمنيــة و المــور الداخليــة لدرجــة تبــدو مهعــا و �ا ليســت
خ أ ش
موجــودة ب�لنســبة لي �ــص غريــب و لكــن العمليــات
�ة أ ف
إالداريــة ي� حقيقــة المــر معليــة متاكم ـ و ب�لغــة االنتظــام و
ف ت
�تــاج إىل قــدرات خاصــة و ي� نفــس الوقــت تتــم ب�ملرونــة.
ً و نســتنتج مــن ذلــك أن اســتخدام الرقابــة الضمنيــة يـ ث
ـؤ� كثـ يـرا
لتــال �ب و الثقــة و نتــاجل إ �ب ين
للعاملــ� عــى الــروح املعنويــة
ي ف أ ت
�قيــق الكفــاءة و الفعاليــة ي� الداء و هــو بطبيعــة احلــال مــا
ـ� إالدارة ب
اليا�نيــة. ي�ـ ي ز
122
محاضرات في نظريات التنظيم
• الثقافــة التنظيميــة :و ي�كــن مالحظــة هــذه الســمة مــن
ـ� ســواء اكنــوا خــال خمتلــف املمارســات و الســلوكيات للعاملـ ي ن
ن ت زً أ مــدراء أو موظفـ ي ن
ـ� و كذلــك �يـ يـ�ا لهــداف التنظـ يـم مــن �حية
ن ت ً
تو�ــات إالدارة مــن �حيــة أخــرى .و من و �قيقــا لرغبــات و ج
املعــروف أن الثقافــة التنظيميــة ذات ثأ� كبـ يـر عــى معتقــدات
ز ت ن أ
و أفــار العاملـ يـ� ,المــر الــذي ينعكــس عــى مــدى الــ�ام و
ـ� لعملهــم. والء العاملـ ي ن
الــى ت� يــ�ز الصائــص ت ا�ــاذ القــرار :مــن أمه خ • طريقــة ت خ
ي خ ت ف
اليا�نيــة طريقــة املشــاركة ي� ا�ــاذ القــرارات ب�يــث إالدارة ب
ـيتأ� ب�ــذا الق ـرار ،و هــذا بــدوره يع ـن يـ تـم شإ�اك لك مــن سـ ث
ي خ ف ت ت
�مــل املســؤولية مــن قبــل مــن يشــارك ي� ا�ــاذ الق ـرار لــذا
أ
فــإن صنــع القـرار ي�ثــل الوصــول إىل القـرار الفضــل و بنفــس
ت ت
الوقــت �مــل املســؤولية و �قيــق الــوالء هلــذا القـرار بقبــوهل و
تنفيــذه بشــل جيــد ،و هــذا ينعكــس عــى مــدى نج�ــاح القـرار
و موضوعيتــه.
املــ�ة مــن املشــر كة :و ي�كــن أن تكــون هــذه ي ز ت القــم
ي •
ً ف ً ف
اليا�نيــة و خصوصــا مــن الوانــب �مــا ي� إالدارة ب أصعــب ج
الماعيــة املوحــدة و قبــل الغــرب و يه االهـ تـامم القــوي ب�لقـ يـم ج
ـاع ب�ملســؤولية ،و ي�كــن النظــر إىل هــذه الســمة ي المـ الشــعور ج
ن ت ً خ ين
تلفــ� �امــا: ي م منظــور� مــن
123
محاضرات في نظريات التنظيم
ت ز ت أ
الماعيــة املشــر كة مــن لقــم ج • املنظــور الول :االلــ�ام ب� ي
ف املفارقــات الـ تـى ال تتفــق مــع الواقــع الصنــاع و ن
لك�ــا تــؤدي ي� ي
غ ي ت
الوقــت ذاتــه إىل �قيــق النجــاح االقتصــادي ب�لــر� مــن تقييــد
ـ� لــدى الفــرد لوحــده ،و إالبــداع و عــدم وجــود حوافــز التميـ ي ز
طمــس الشــخصية و فقدانــه احلريــة بســبب التمســك ب�لقـ يـم
الماعيــة. ج
اليــا� ن ي� يتــم
مــاع ب ي ال
ج العمــل أن هــو : • املنظــور ن
الثــا�
ي
أ
ب�لكفــاءة االقتصاديــة لنــه ي�مــل النــاس عــى العمــل املشـ تـرك
�ض ف أ
الهــود و و تشــجيع الف ـراد لبع ــم ي� ســبيل بــذل أفضــل ج
ئ
ســام و أن احليــاة الصناعيــة النتــا� ال ي ج الوصــول إىل أفضــل
ـ�ـ� العاملـ ي ن تتطلــب وجــود العالقــات املتشــابكة و املتاكمـ�ة بـ ي ن
ـا� ن ي� هــو مــا
ـاع اليـ ب ـ م الج ـل ـ للعم الأىمس ببعــض و يبـ قـى املعـ ن
ـى
يأ
مــاع.
ال ي الماعيــة عــن الداء ج يتعلــق بتحمــل املســؤولية ج
ن أ ت
العاملــ� :و مفادهــا أن ي لالهــامم ب�لفــراد النظــرة الشــمولية
ـ� منذ دخوهلــم إىل املنظمة و اليا�نيــة تعـ نـى ب�ملوظفـ ي ن املنظمــات ب
مــن مرحـ�ة التدريب و إجراء ما يســى بعمليــة socialization
ـه املوظــف مــن معــه و يصــل إىل مرحـ�ة التقاعــد و ي
إىل أن ينـ ت
ـو� القــوى العامـ�ة و العمــل ي ذلــك ب إ�جـراء معليــات تنميــة و تطـ
ً ف ت ت
ـى هلــم و خصوصــا عــى �قيــق االســتقرار االجــام يع و الوظيـ ي
اج�عيــة و حضاريــة و مــؤ�ات ت أن هــذا املبــدأ ينبثــق عــن ث
124
محاضرات في نظريات التنظيم
وظيفيــة.
ـا� ن ي� فإنــه مــن
و بعــد اســتعراض أمه خصائــص النمــوذج اليـ ب
ن
املناســب أن �ــاول االجابــة عــى الســؤال هــل ي�كــن تطبيــق
ف
هــذا النظــام � منظمــات االمعــال ب�لــدول االخــرى ؟.
اليس� عن املنظمة“”Z التقد� ي ي لالجابة البدلنا من
ت
اوال :إن لك ش�كــة مــن نــوع Zهلــا خصائــص � ي�هــا عــن
ز
ت يغ�هــا ,خ
فالصائــص الســابقة و يغ�هــا ج�عــل هــذه املنظمــات
ذات سياســة و فلســفة إداريــة خمتلفــة و عــاوة عــى ذلــك فإن
ً ً ت
النــوع “ ”Zمــن الـ شـراكت �تلــك قــدرا كبـ يـرا مــن املمتلــات
أ
ـرمس
التخطيــط الـ ي املتعلقــة ب�ملعلومــات و النظمــة احملاســبية و
و إالدارة ب� ألهــداف ،لذلــك نج�ــد هــذه املنظمــات ت�تلــك حــالة
ف ض ن أ
بــ� المــور الوا�ــة و الضمنيــة ي� الوقــت مــن التــوازن ي
خ ت
الــذي يعتمــد فيــه ا�ــاذ الق ـرارات عــى اكمــل احلقائــق فإنــه
ش أ
ي�اىع االهـ تـامم ب�ــدى مناســبة الق ـرار لوضــاع ال� كــة و مــدى
انســجامه مــع سياسـ تـها.
أ ممــ�ات هــذه ش و ب�لتــال فــإن ي ز
الــراكت متعلقــة ب�ســلوب ي
الر�يــة الـ ت لأ ال� كــة و تش
تعت�هــا ماكفأة ـى ب أ ي ب إىل و ـداف ـ ه ل ـا
ـ نظر�
ـد� الفضــل ،فاهلــدف و ـع�ا املتواصــل لتقـ ي ال� كــة و سـ ي لبقــاء ش
ت ئ ً الغايــة لــل منظمــة التمـ ي ز
ـ� املســتمر دا�ــا .و امم ج�ــدر إالشــارة
125
محاضرات في نظريات التنظيم
ً ت خ أ
إليــه ب�ن اللفيــة النظريــة للنــوع “� ”Zثــل نوعــا مــن التناســق
ئ ت ف
تشــب�ها ب�لعشــا� أو و التوافــق ي� ثقاف�ــا الداخليــة فيمكــن ي
ت ً ً العائــات املتآلفــة الـ تـى ت
ـاد� .و �ثــل الثقافة ي ـ اقتص ـاطا ـ نش ـارس ـ � ي
ف
ـ� ي� تطبيــق النظــام صعوبــة و حاجــز رئيـ ي و الفــوارق الثقافيــة
أ ف
اط يقيــد الب�وق ـر آي “ ”Zي� املنظمــات الخــرى ،امك أن التنظـ يـم ي
ـر�ن أ
هــذه الثقافــة و ي�ــدد حريــة الف ـراد أو تعاملهــم مــع الخـ ي
ـ�.و هــذا ينعكــس عــى جــو العمــل و الداء الوظيـ فـى للعاملـ ي ن
ي
ومــن خــال ماذكــر ســابق ي�كــن تطبيــق هــذا االســلوب او
ف
التحــول مــن النظريــة Aإىل النظريــة � Zمنظمــات االمعــال
ب�لــدول االخــرى و ي�كــن توضيــح ذلــك مــن خــال جمموعــة
الطــوات املتناســقة املتسلســ�ة بشــل منطــق ي و إداري مــن خ
ض و هــذه خ
الطــوات تــو� ب�لتحديــد مراحــل إرشــادية لعمليــة
الطــوات التاليــة: التحــول حســب خ
ف أ خ
ـد�
الطــوة الوىل :ت�ــم النــوع “ ”Zمــن املنظمــات و دور املـ ي
يف�ــا و ذلــك مــن خــال قيــام املــدراء بعــض القـراءات للتعرف
ت أ
ـى تنطوي عــى ثالفــار الاكمنــة وراء النظريــة “ ”Zو املبــادئ الـ ي
ـ� ب�نفتــاح و ثقــة ملعرفــة آر ئا�ــم عل�ــا � مناقشـ تـها مــع العاملـ ي ن ي
حوهلا.
ت ش أ خ
الطــوة الثانيــة :إعــداد بيــان ب�هــداف ال� كــة و فلســف�ا
ـى يفـ تـرض أن يعملــوا ب�ــا ي
ـ� فكــرة عــن القـ يـم الـ ت يعــ� العاملـ ي ن
ي
126
محاضرات في نظريات التنظيم
ف
و يتقيــدوا ب�ــا و كذلــك توضيــح طــرق التــرف و الســلوك ي�
ت
املنظمــة و ج
خار�ــا و مــن خــال هــذه العمليــة ي�كــن �قيــق
الفوائــد التاليــة:
ت
• �ض ورة فت�ــم فكــرة و ثقافــة املنظمــة مــن خــال �ليــل
القــرارات و مــدى نج�اهحــا.
لد�ــا بعــض العيــوب و التناقضــات و • لك منظمــة تتطــور ي
كشــها مــن خــال التحليــل. يــم ف ب�لتــال ت
ي
اســراتيجيات العمــل و فلســفة بــ� ت • معرفــة تال�ابــط ي ن
الدارة. إ
الطــوة الثالثــة :يـ تـم يف�ــا معرفــة إالجـراءات و املمارســات غـ يـر خ
ت ت املناســبة و الـ ت
ـى �تــاج إىل إضافات ي ـ ال و ـا
ـ ه غ�
ي ـع
ـ م ـض ـ تتناق ـى
ي
ف معينــة و ف� هــذه احلـ ة
ـال تـ بـرز أمهيــة مشــاركة إالدارة العليــا ي� ي
التنظ� إالداري لملؤسســة. ي
ت ف خ
الطــوة الرابعــة :عالقــات االتصــال الرمسيــة ي� املؤسســة �دد
بي�ــم و ي�ى ـ� و مــدى التعــاون ن عالقــات الرؤســاء ب�ملرؤوسـ ي ن
ـى تتصــف ب�لكفاءة و أوتـ شـى أن اهليــل املناســب لملؤسســة الـ ت
ي ي
التاكمــل هــو النمــوذج الــذي ليــس هل خارطــة تنظيميــة و يشــبه
ـاع ـ مال ـاون
ـ التع ـى ـ ع ـلـ يعم ـذي ـ ال � ـر� ض
ي ج ذلــك ب�لفريــق الـ ي ي
لتحقيــق اهلــدف.
127
محاضرات في نظريات التنظيم
ن آ الطــوة خ خ
ـر� و يه ـو� همــارات التعامــل مــع الخـ ي امســة :تطـ ي ال
ف أ أ
مــن المــور الساســية لتطبيــق الطريقــة “ز” ي� العمــل و ذلــك
لتحقيــق التعامــل و العمــل ب�وح الفريــق و مــن هــذه املهــارات
خ ت ف ن أ
مــا يتعلــق ب��ــاط التفاعــل ي� معليــة ا�ــاذ الق ـرارات و حــل
توفــر عنــارص اليــد و كذلــك كيفيــة ي االســامع جت املشــالك و
القيــادة للجماعــة.
ـد� لنفســه و النظــام ،و قبل قيام الطــوة السادســة :تفحــص املـ ي خ
ـتو�ت ـد� ي ن� بتطبيــق النظرية “ز” عىل املسـ ي الفئــة العليــا مــن املـ ًي
ف ن أ
عل�ــم أوال تفحــص أنفهســم لتحديــد مــدى ت�مهــم الد� فــإن ي
عل�ــا هــذه النظرية. ـى تقــوم ي للفلســفة الـ ت
ي
ف ت خ
الوظيــى و ذلــك مــن ي ار
ر االســتق قيــق � الســابعة: طــوة ال
ـدال و املشــاركة و خــال توفـ يـر بيئــة معــل مناســبة تتصــف ب�لعـ ة
ـال توفـ يـر ـ لت �ب و ـ�ـتقال بعــض العاملـ ي نالتغلــب عــى احـ تـامل اسـ ة
ي
اكفــة أســباب و متطلبــات االســتقرار و الــوالء للتنظـ يـم و ي ج�ــب
ف
ـا�ت العماليــة قبــل إج ـراء أي تغيـ يـر ي� مراعــاة مشــاركة النقـ ب
املنظمــة.
ـا� ن ي� فإنــه مــن و بعــد اســتعراض أمه خصائــص النمــوذج اليـ ب
ـ� املنظمات املناســب أن نقــوم بعمــل مقارنــة بســيطة و عامة بـ ي ن
ن أ
اليا�نيــة و المريكيــة ملعرفــة أمه نقــاط االختــاف بي�مــا ب
128
محاضرات في نظريات التنظيم
ن ض
امك هو مو� أد�ه :
129
محاضرات في نظريات التنظيم
130
محاضرات في نظريات التنظيم
131
محاضرات في نظريات التنظيم
والضــوع لســلطة الرئيــس والتضامــن مــع أعضــاء هــذه الفئــة ،خ
ف
الزعــم ،ويتجســد هــذا النمــط أساســا ي� فئــة العمــال ي أو
ين
املتخصصــ� .
ن
• �ــط أو ثقافــة التفــاوض ،الــذي نج�ــد عنــد املهنيـ يـ� ذوي ن
ن ف ة
والذ� يســعون ي االنتاج �
ي العامل ـال ،وعند االطــر التأهيــل العـ أي
خصوصي�ــم عــى أرض الواقــع ،والتفاوض ت ب�ســتمرار اىل ت� كيــد
ت ت ف ت
حــول �ال�ــم واالعــراف الــذي ي�ضــون بــه اج�عيــا ،نظ ـرا
ليا�م املتعــددة. لكفاءا�ــم ومســؤو ت ت
• �ــط أو «ثقافــة االنســام» ،مــع االخــر الــذي يعـ بـر عــن ن
ئ
تلــك العالقــات االنســانية القا�ــة ليــس عــى أســاس التضامــن
واالنــامء اىل �ج اعــات معينــة ،بــل عــى املــودة واالنســجام ت
خ ف والتواصــل العاطـ ف
ـى والدخــول ي� شــبكة من العالقــات الاصة ي
ـ� الزمــاء أو مــع بعــض الرؤســاء أحيـ نـا�. بـ ي ن
ي
• وأخـ يـرا �ــط أو «ثقافــة االنكماش» ،الــذي ج�عــل بعــض ن
ـ� ف ز ت أ
الماعيــة ،او العضــاء يبتعــدون عــن لك الـ ام ي� العالقــات ج
ي خ ش
الــوالء جلماعــات او لعالقــات �صيــة معينــة امك �ــدث عــادة
داخــل التنظـ يـم ،وهــذا النــوع من التــرف ال يعـن ي أن تال�اجع
�ء مــن هــذا لو� أو ش
ي واالنكماش يتولــدان عــن جعــز ســيكو ج ف ي
القبيــل ،ان االمــر يتعلــق بســلوك شــائع ي� التنظـ يـامت حيــث
132
محاضرات في نظريات التنظيم
املؤهلــ� ،والعمــال الشــباب، ين نج�ــده عنــد النســاء والعمــال
ين
املنحــدر� ين
املهاجــر� ،والعمــال واملســتخدم� ،والعمــال ين
مــن الباديــة ،ألن هــذه الفئــات تــول أمهيــة ب�لغــة للحيــاة الــىت
ي ي
ت�ارهســا خــارج التنظـ يـم.
االج�عيــة تظهــر مــن يبــ� رونــو ســان ســوليو أن اهلويــة ت ين
ـى قــام يتحليلهــا بنــاء عــى ت ن
االربعــة الـ ي خــال هــذه اال�ــاط
الــى يتشــل نم�ــا بــ� خمتلــف الفئــات ت الفــوارق املوجــودة ي ن
ي
التنظـ يـم ،عــى اعتبــار انه وســط غـ يـر متجانــس نظـرا للكفاءات
�ة
ـى �ـ يـ� لك فئــة مــن الفئــات العامـ داخــل ز ت والصوصيــات الـ ت خ
ي
التنظـ يـم ،امك انــه مــن ج�ــة ث�نيــة وســط يعكــس مســتوى التطــور
االج�عيــة عنــده ـار� ،فاهلويــة ت الــذي حققــه املج تمــع عـ بـر التـ ي خ
ـى ي�ــر نم�ــا ،ولــذك يخ
التار�يــة الـ ت تعكــس خصوصيــات املرحـ�ة
ف ي
ـى واال�ــاز واملســار ي� املهنــة الـ ت نج اع، ر ـ وال ء ـامطبقــا ملعايـ يـر االنـ ت
ض ي ف ن ت
�ــدد أ�ــاط بنــاء اهلويــة ي� العمــل وهــذا ماســوف نو�ــه
ـوال: ـ امل ـدول ـ ال
ج ـال ـ خ ـن ـ م أك ـرث
ي
133
محاضرات في نظريات التنظيم
134
محاضرات في نظريات التنظيم
خاتمة:
ـر�ت تقد�ــه حــول تصنيفــات نظـ ي ان العــرض الرسيــع الــذي ت� ي
التنظـ يـم يبــدو اكفيــا لعطينــا صــورة ولــو مصغــرة عــن التطــور
الــذي عرفتــه سوســيولوجيا التنظـ يـامت منــذ نشــأة عــم اجـ تـامع
ت
التنظـ يـم كتخصــص قـ ئـا� بذاتــه اىل يومنــا هــذا ،فقــد �ـ يـ� هــذا
ز
ـى قدهمــا التطــور ب�لـ تـرامك الضخــم لملســامهات والدراســات الـ ت
ي
ب�ثــون وهمندســون واداريــون ومدراء وسوســيولوجيون ،ينتمون
ومتلفــة اكالدارة االقتصــاد عــم اىل حقــول معرفيــة متقاربــة خ
ـاد�. وغ�هــا مــن امليـ ي ن االجـ تـامع عــم النفــس ،العلــوم سياســية ،ي
ف ز ت
التنظ� لسوســيولوجيا ي ولعــل مــن بأ�ز مــا � ي� بــه هذا التطــور ي�
ف
املقــار�تب التظــم هــو التنــوع والــرث اء واالختــاف ي� ي
والطروحــات ،ســواء عــى املســتوى النظــري أو عــى مســتوى
امل�جيــة ،وهــذا مــا ي ن
بــ� ت
وأطروحا�ــا ن االمب� يقيــة
البحــوث ي
وا�
و� ي بوضــوح ان التنظـ يـم ي�كــن ان ينظــر اليــه بطــرق خمتلفــة ب ز
� ويتكيــف مــع خصوصيــة وتعقيــد متعــددة وهــو أمــر يـ تـام ش
ف ي
كو�ــا ب�لدرجــة االوىل عالقــة انســانية ي� الظاهــرة التنظيميــة ن
تفاعــل مســتمر.
135
محاضرات في نظريات التنظيم
المراجع:
التنظ�،
ي احلســي�ن الســيد ( :)1983النظريــة ت
االج�عيــة ودراســة ي
دار املعــارف ،الطبعــة الرابعة.
اامسعيــل ,ا .م .)2013( .عــم اجـ تـامع التنظـ يـم .مــر :املكتبــة
اال�لــو مرصيــة.
نج
ـ� .القاهــرة :دار
السلم� ,ع .)1975( .تطــور الفكــر التنظيـ ي
ي
غريــب للطباعــة والنـ شـر والتوزيــع.
املســرة
ي الــامع ,خ .م .)2011( .مبــادئ االدارة .االردن :دار ش
للنـ شـر والتوزيــع.
ث�بــت ,ع .)2007( .النظــم السياســية ،دراســة للـامن ذج الرئيســية
ف
ـياس
احلديثــة ونظــام احلــم ي� البلــدان العربيــة ولنظــام السـ ي
الديــدة.
الامعــة ج
ـام .دار ج إالسـ ي
ـى ,ع .ع .)1989( .عــم اجـ تـامع التنظـ يـم النظريــة والتطبيق. جلـ ب ي
الامعية.مــر :دار املعرفــة ج
ت
وعالق�ــا فاعليــة جليغــم ,ع .ه .)2009( .املعوقــات التنظيميــة
ف
ـر�ض .الســعودية: إدارة الوقــت ي� إدارة جــوازات مدينــة الـ ي
ـت� منشــور. رسـ ة
ـال ماجسـ ي
اال ت�ع املعارص مشــالت قيــاري ,إ .)1988( .مدخــل إىل عــم ج
136
محاضرات في نظريات التنظيم
التنظـ يـم وإالدارة والعلــوم الســلوكية . ,مرص :منشــأة املعراف.
اك�ن فيليــب ،فرانســوا دورتيــه جــان ( :)2010عــم االجـ تـامع: ب
ـر�ت الكـ بـرى إىل الشــؤون اليوميــة ،أعــام وتـ ي خ
ـوار� مــن النظـ ي
أ
وتيــارات ،ت��ج ــة يإ�س حســن ،دار الفرقــد ،الطبعــة الوىل.
ف
كــول ,ج .)2014( .االدارة ي� النظريــة والتطبيــق( .ح .ا.
خضــور ).Trans ,ســورية :دار الفرقــد.
االـ تـامع التنظـ يـم مدخــل للـ تـراث
حممــد ,م .ع .)2009( .عــم ج
وامل�ــج( .ط ).Ed ,3 .مرص :دار املعرفة واملشــالت واملوضــوع ن
الامعية. ج
ســكوت جــون ،مارشــال جــوردون ( :)2011موســوعة عــم
ـوم تلل��ج ــة،
ي ـ الق ـز
ـ املرك ـرون،
ـ وآخ ـد
ـ اي
ز ـد
ـ أمح ـةـ �ج�االجـ تـامع ،ت
الطبعــة الثانيــة.
ف
معمــري حلبيــب ( :)2009التنظـ يـم ي� النظرية السوســيولوجية،
أ
منشــورات مــا بعــد احلداثــة ،الطبعــة الوىل.
137
محاضرات في نظريات التنظيم
الفهرس
الصفحة املوضوع
03 مقدمـــــة
أ
التنظ� كعقلنة ي احملور ال نول:
08 أوال :ه�ي فايول مبادئ االدارة
15 ث�نيا :ت�يلر االدارة العملية
23 يلر �ث�لثا :االدارة العملية بعد ت
24 ة
لسلسل رابعا :نه�ي فورد العمل ب�
27 الب�وقراطية في� ي خامسا :نماكس ب
ع اج� التنظ� كفاعل ت ي : الثا� احملور
ت ي ي
37 اتي�
االســر يج أوال :ميشــال كــروزي التحليــل
ين
للفاعلــ�
التنظ� كتفاعل ي احملور الرابع:
58 أوال :مدرسة العالقات االنسانية
التنظ� كسلوكي الامس: احملور خ
64 أوال :سمل احلاجات بال�اهام ماسلو
65 ث�نيا :نظرية Xو Yللدوافع
66 هلاز�رغ ين
العامل� ب ث�لثا :نظرية ذات
اج� يعالتنظ� كبناء ت ي احملور السادس:
72 التنظ� كنسق ت
اج� يع ي أوال :ت�لكوت ب� نز
رسو�
ف ث
78 رو�ت يم�تــون املعوقــات الوظيفيــة ي� ب نيــا:�
التنظــم
ي
84 ث�لثــا :فليــب ســلزنيك االبعــاد يغ� الرمسيــة داخل
التنظيم
ي النســق
138
محاضرات في نظريات التنظيم
ف
التنظ�
ي احملور السابع :منظور الرصاع ي�
86 التنظيم
ي أوال :اكرل ماركس وفكرة الرصاع
ت ي ن ث
87 واال�اهــات ج القــم
ي اع رص ــا� ما� اكرل نيــا:�
التنظــم
ي داخــل
88 ث�لثــا :رالــف داهنــدروف رصاع الســلطة والنفــوذ
ف
اللدو�ن ف ـم
ي ـ التنظ �ي
90 التنظ� � الفكر خ رابعا :نظرية
ي ي ي
99 االج� يع املصلحة والسلوك خامسا :التبادل ت
102 الفيــات لــو� خ
سادســا :املنظــور االثنوميثودو ج ي
التنظيــ�
ي القريبــة مــن الفعــل
التنظ� كنسق مفتوح ي احملور الثامن:
104 أوال :نظرية التحليل النس�ق
ي
ف
ثقا�
التنظ� كتعمل ي ي احملور التاسع:
ف
119 التنظ�
ي أوال :النموذج J A Zي�
ف ث
131 ثقا�
ي كتعمل التنظ�
ي نيا: �
135 ت
خا�ة
136 املراجع
139
محاضرات في نظريات التنظيم
140