You are on page 1of 3

‫ثالثاً‪:‬الديمقراطية شبه مباشرة‪:‬‬

‫وهي نظام وسط بين الديمقراطية المباشرة والنيابية ‪ ،‬حيث تقوم على وجود برلمان منتخب كما‬
‫هو الشأن في النظام النيابي مع احتفاظ الشعب لنفسه ببعض مظاهر السيادة يمارسها وفق وسائل‬
‫معينة يحددها الدستور‪.‬‬

‫مظاهر الديمقراطية شبه المباشرة‬

‫‪ -1‬االقتراع الشعبي‪ :‬ويراد به قيام الناخبين بأعداد مشروع قانون يعالج مسألة محددة ثم يعرض‬
‫على البرلمان لمناقشته ‪ ،‬وفي الغالب يشترط الدستور توقيع عدد محدد على المشروع بغية‬
‫مناقشته من قبل البرلمان ‪ ،‬وقد ال يقدم الناخبون مشروع قانون كامل وانما يقترحون فكرة او‬
‫مضمون للموضوع المراد تشريعه ويتولى البرلمان مهمة الصياغة القانونية ‪ ،‬وتجد االشارة أن‬
‫الدستور اليشترط في االقتراح الشعبي شكلية محددة سوى شرط تقديمه من قبل مجموعة من‬
‫الناخبين وقد طبق االقتراح الشعبي في سويسرا وفقا ً لدساتيرها الصادرة في االعوام [‪1874‬‬
‫(الملغي)‪( 2000، 1998،‬النافذ)]‪ ،‬ويالحظ ان الدستور االتحادي الجديد اجاز للناخبين اللجوء‬
‫الى االقتراح الشعبي في المسائل الدستورية دون التشريعية ‪،‬كما اجاز الدستور لمائة الف شخص‬
‫حق مراجعة الدستور وبصورة شاملة او جزئية وفقا ً للمادتين (‪ 138‬و ‪ )139‬على ان يقدم هذا‬
‫االقتراح للشعب للتصويت عليه وفي حالة تقديم اقتراح شعبي لغرض التعديل الجزئي فاللجمعية‬
‫االتحادية الموافقة او الرفض وفي كال الحالتين وجب تقديم االقتراح للناخبين للتصويت عليه‪.‬‬
‫اما اذا كان االقتراح يتضمن نص التعديل المقترح يجب عرضه على الشعب والمقاطعات‬
‫للتصويت عليه ‪ ،‬على ان تعطي الجمعية توصياتها بالرفض او القبول ‪ ،‬وفي حالة الرفض وجب‬
‫تقديم اقتراح مضاد للتصويت عليه ‪ ،‬وفي هذه الحالة يصوت الشعب في أن واحد على االقتراح‬
‫الشعبي واالقتراح المضاد وفي حالة حصول احد االقتراحين على االغلبية من الشعب واالقتراح‬
‫االخرعلى االغلبية من المقاطعات اليأخذ بأي منهما‪.‬‬
‫‪-2‬االستفتاء الشعبي ‪ :‬ويراد به عرض موضوع معين على الشعب لغرض معرفة وجهة النظر‬
‫فيه ‪ ،‬ولألستفتاء الشعبي صور متعددة وهي‪:‬‬
‫أ‪ .‬االستفتاء من حيث الموضوع‪ :‬اذا كان االستفتاء يتعلق بقانون عادي يكون (استفتاء‬
‫تشريعي) ‪ ،‬واذا كان يتعلق بأمر دستوري كتعديل او الغاء الدستور يطلق عليه (استفتاء‬
‫دستوري) اما اذا كان االستفتاء يتعلق بموضوع سياسي كرسم حدود بين دولتين فيطلق‬
‫عليه (استفتاء سياسي) ‪ ،‬اما اذا كان يتعلق باختيار شخص مثل رئيس جمهورية فيطلق‬
‫عليه (استفتاء شخصي)‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ب‪ .‬االستفتاء من حيث وجوبه ‪ :‬وله صورتان اجباريا او اختياريا فأذا ألزم الدستور‬
‫السلطات المختصة بعرض موضوع معين على الشعب فيكون االستفتاء (اجبارياً) ‪ ،‬اما‬
‫اذا ترك الدستور تقدير االمر للسلطة المختصة فيكون االستفتاء (اختياريا ً) ‪.‬‬
‫ت‪ .‬االستفتاء من حيث اجرائه ‪ :‬ويكون اما استفتاء سابق أو الحق على القانون ‪ ،‬ففي حالة‬
‫عرض المشروع القانون على الشعب قبل اقراره من قبل البرلمان فيكون (سابق) ‪،‬اما اذ‬
‫عرض مشروع القانون على الشعب بعد اقراره من قبل البرلمان يسمى استفتاء (الحق)‪،‬‬
‫وفي كال الصورتين الينفذ مشروع القانون اذ لم يوافق عليه الشعب‪.‬‬
‫ث‪ .‬االستفتاء من حيث قوة االلزام ‪ :‬يكون االستفتاء الزاميا ً اذا نص الدستور على وجوب‬
‫تقيد السلطات التي اجرته بنتيجة ‪ ،‬اما اذا لم يلزم الدستور السلطات بنتيجة االستفتاء‬
‫فيكون (استشارياً)‪.‬‬

‫تطبيقات االستفتاء الشعبي‪ :‬لم يكن االستفتاء الشعبي مأخوذ يه في بادئ االمر اال في عدد محدود‬
‫من الدول ‪ ،‬فقد اخذت دساتير الواليات المتحدة بمبدأ االستفتاء على القوانين العادية منذ منتصف‬
‫القرن التاسع عشر ‪ ،‬أما سويسرا فأخذت باالستفتاء الدستوري منذ عام ‪ ، 1798‬ويالحظ على‬
‫الدستور السويسري لسنة ‪ 1998‬قد اخذ باالستفتاء التشريعي وبنوعيه االختياري واالجباري ‪،‬‬
‫اما فرنسا فقد اخذت باالستفتاء التشريعي في دستور العام (‪ )1793‬اما الدستور العام (‪)1946‬‬
‫فقد اخذ باالستفتاء الدستوري ‪ ،‬و دستورها لعام (‪ )1958‬فقد اخذ باالستفتاء التشريعي‬
‫االختياري ‪ ،‬وقد اخذت بعض الدساتير العربية بــ ( االستفتاء الدستوري) مثل الدستور‬
‫الصومالي ‪ ، 1960‬المصري ‪ 1958‬و ‪ 1971‬وكذلك العراق ‪.2005‬‬
‫‪-3‬االعتراض الشعبي‪ :‬ويراد به حق الشعب في االعتراض على قانون اقره البرلمان ‪ ،‬ويجب ان‬
‫يقدم هذا االعتراض من عدد محدد من الناخبين وان يقدم خالل مدة محددة ‪ .‬وفي حالة انقضاء‬
‫المدة التي حددها الدستور لألعتراض دون استعماله فيستمر نفاذ القانون واليجوز االعتراض‬
‫عليه بعد ذلك‪.‬‬
‫ً‬
‫اما اذا حصل االعتراض وفقا للضوابط التي وضعها الدستور فيجب عرض القانون على الشعب‬
‫الخذ رأيه فيه ‪ ،‬فأذا وافق يعد القانون نافذ ‪ ،‬واذا رفض سقط القانون وبأثر رجعي ‪.‬‬
‫‪-4‬اقالة الناخبين للنواب‪ :‬يجوز للناخبين عزل النائب الذي انتخبوه ‪،‬وذلك وفق االلية التي‬
‫وضعها الدستور‪ ،‬اذ اليجوز اقالة النائب اال اذا طلب ذلك عدد محدد من الناخبين‪ ،‬ويجوز للنائب‬
‫المعزول ان يرشح نفسه في االنتخابات القادمة‪ ،‬وفي حالة فوزه يتحمل من اقترحو عزله‬
‫مصاريف حملته االنتخابية وقد طبق هذا النظام في بعض دساتير الواليات المتحدة‪.‬‬
‫‪-5‬الحل الشعبي‪:‬ويراد به حق الشعب في حل المجلس النيابي ‪ ،‬ويشترط ان يقدم طلب الحل عدد‬
‫محدد من الناخبين ومن ثم يعرض االمر على الشعب الخذ رأيه‪ .‬وفي حالة موافقة الشعب يحل‬
‫المجلس‪ ،‬ويجب تحديد موعداً النتخابات مجلس جديد‪ ،‬اما اذا رفض الشعب يعد بمثابة تجديد الثقه‬
‫باعضاء المجلس النيابي ‪ ،‬وقد اخذ بهذا النظام في بعض المقاطعات السويسرية‪.‬‬
‫‪-6‬عزل رئيس جمهورية‪ :‬قد يجيز الدستور للشعب عزل رئيس الجمهورية اذا تبين له ان‬
‫الرئيس ليس على قدر المسؤولية واالمانة المناطتان له‪ ،‬وقد اخذ بهذا النظام الدستور االلماني‬
‫لسنة ‪1919‬م ‪ ،‬والذي اجاز عزل رئيس الجمهورية ولكن مع مرعاة االجراءات التالية ‪-:‬‬
‫أ‪ .‬ان يقدم طلب من قبل عدد محدود من الناخبين ‪.‬‬
‫ب‪ .‬موافقة مجلس (الرايشستاغ) على طلب العزل باغلبية الثلثين‪.‬‬
‫ت‪ .‬بعد اكمال االجراءات يعرض طلب العزل على الشعب البداء رأيه فيه ‪.‬‬
‫وعند عرضه طلب العزل على الشعب البداء الرأي فيه يجب ان يتوقف الرئيس عن مهامه‬
‫الدستورية حتى اعالن نتيجة االستفتاء فأذا وافق الشعب على طلب العزل يتنحى رئيس‬
‫الجمهورية ‪ ،‬واذا لم يوافق الشعب يعتبر ذلك تجديد الثقة برئيس الجمهورية ‪ .‬ويترتب على ذلك‬
‫حل مجلس (الريشستاغ)‪.‬‬
‫هنالك من يرى من الفقهاء الدستوريين ان االقتراع ‪ ،‬االعتراض ‪ ،‬االستفتاء من التطبيقات‬
‫الديمقراطية شبه المباشرة ‪ .‬أما أقالة الناخبين للنواب ‪،‬الحل الشعبي ‪،‬عزل الرئيس انها التدخل‬
‫ضمن التطبيقات الديمقراطية شبه المباشرة النها التتعلق بموضوع ممارسة السلطة انما تدخل في‬
‫مسالة اسناد او عزل من السلطة ‪،‬كما يالحظ ان معظم الدساتير الحديثة اتجهت نحو االخذ بمظهر‬
‫االستفتاء الشعبي دون االخذ بالمظاهر االخرى ‪.‬‬
‫تقييم نظام الديمقراطية شبه المباشرة‬
‫ان نجاح هذه النظام (الديمقراطية شبه المباشرة) يتوقف الى حد كبير الى مدى النضج السياسي‬
‫والثقافي للشعوب (حكاما ً ومحكوميين)‪ ،‬وان مشاركة الشعب لها االثر البالغ في نجاح تطبيق‬
‫القرارات المختلفة التي تهدف الى خدمة الصالح العام ‪ ،‬اما ذا كان الشعب يعاني من التخلف‬
‫السياسي والثقافي فأن المشاركة في صنع القرار ومراقبة تطبيقة سيكون محدود‪ ،‬وستوظف تلك‬
‫المشاركة لتظليل الرأي العام الداخلي والدولي‪ ،‬وكما يالحظ عند تطبيقه في النظم السياسية‬
‫وخاصة في دول العالم الثالث ‪ ،‬حيث تصل نتائج االستفتاءات في بعض تلك البلدان الى ‪%100‬‬
‫وذهب بعض الرؤساء الى جعل انفسهم رؤساء مدى الحياة‪.‬‬

You might also like