Professional Documents
Culture Documents
وهي نظام وسط بين الديمقراطية المباشرة والنيابية ،حيث تقوم على وجود برلمان منتخب كما
هو الشأن في النظام النيابي مع احتفاظ الشعب لنفسه ببعض مظاهر السيادة يمارسها وفق وسائل
معينة يحددها الدستور.
-1االقتراع الشعبي :ويراد به قيام الناخبين بأعداد مشروع قانون يعالج مسألة محددة ثم يعرض
على البرلمان لمناقشته ،وفي الغالب يشترط الدستور توقيع عدد محدد على المشروع بغية
مناقشته من قبل البرلمان ،وقد ال يقدم الناخبون مشروع قانون كامل وانما يقترحون فكرة او
مضمون للموضوع المراد تشريعه ويتولى البرلمان مهمة الصياغة القانونية ،وتجد االشارة أن
الدستور اليشترط في االقتراح الشعبي شكلية محددة سوى شرط تقديمه من قبل مجموعة من
الناخبين وقد طبق االقتراح الشعبي في سويسرا وفقا ً لدساتيرها الصادرة في االعوام [1874
(الملغي)( 2000، 1998،النافذ)] ،ويالحظ ان الدستور االتحادي الجديد اجاز للناخبين اللجوء
الى االقتراح الشعبي في المسائل الدستورية دون التشريعية ،كما اجاز الدستور لمائة الف شخص
حق مراجعة الدستور وبصورة شاملة او جزئية وفقا ً للمادتين ( 138و )139على ان يقدم هذا
االقتراح للشعب للتصويت عليه وفي حالة تقديم اقتراح شعبي لغرض التعديل الجزئي فاللجمعية
االتحادية الموافقة او الرفض وفي كال الحالتين وجب تقديم االقتراح للناخبين للتصويت عليه.
اما اذا كان االقتراح يتضمن نص التعديل المقترح يجب عرضه على الشعب والمقاطعات
للتصويت عليه ،على ان تعطي الجمعية توصياتها بالرفض او القبول ،وفي حالة الرفض وجب
تقديم اقتراح مضاد للتصويت عليه ،وفي هذه الحالة يصوت الشعب في أن واحد على االقتراح
الشعبي واالقتراح المضاد وفي حالة حصول احد االقتراحين على االغلبية من الشعب واالقتراح
االخرعلى االغلبية من المقاطعات اليأخذ بأي منهما.
-2االستفتاء الشعبي :ويراد به عرض موضوع معين على الشعب لغرض معرفة وجهة النظر
فيه ،ولألستفتاء الشعبي صور متعددة وهي:
أ .االستفتاء من حيث الموضوع :اذا كان االستفتاء يتعلق بقانون عادي يكون (استفتاء
تشريعي) ،واذا كان يتعلق بأمر دستوري كتعديل او الغاء الدستور يطلق عليه (استفتاء
دستوري) اما اذا كان االستفتاء يتعلق بموضوع سياسي كرسم حدود بين دولتين فيطلق
عليه (استفتاء سياسي) ،اما اذا كان يتعلق باختيار شخص مثل رئيس جمهورية فيطلق
عليه (استفتاء شخصي).
ً ً
ب .االستفتاء من حيث وجوبه :وله صورتان اجباريا او اختياريا فأذا ألزم الدستور
السلطات المختصة بعرض موضوع معين على الشعب فيكون االستفتاء (اجبارياً) ،اما
اذا ترك الدستور تقدير االمر للسلطة المختصة فيكون االستفتاء (اختياريا ً) .
ت .االستفتاء من حيث اجرائه :ويكون اما استفتاء سابق أو الحق على القانون ،ففي حالة
عرض المشروع القانون على الشعب قبل اقراره من قبل البرلمان فيكون (سابق) ،اما اذ
عرض مشروع القانون على الشعب بعد اقراره من قبل البرلمان يسمى استفتاء (الحق)،
وفي كال الصورتين الينفذ مشروع القانون اذ لم يوافق عليه الشعب.
ث .االستفتاء من حيث قوة االلزام :يكون االستفتاء الزاميا ً اذا نص الدستور على وجوب
تقيد السلطات التي اجرته بنتيجة ،اما اذا لم يلزم الدستور السلطات بنتيجة االستفتاء
فيكون (استشارياً).
تطبيقات االستفتاء الشعبي :لم يكن االستفتاء الشعبي مأخوذ يه في بادئ االمر اال في عدد محدود
من الدول ،فقد اخذت دساتير الواليات المتحدة بمبدأ االستفتاء على القوانين العادية منذ منتصف
القرن التاسع عشر ،أما سويسرا فأخذت باالستفتاء الدستوري منذ عام ، 1798ويالحظ على
الدستور السويسري لسنة 1998قد اخذ باالستفتاء التشريعي وبنوعيه االختياري واالجباري ،
اما فرنسا فقد اخذت باالستفتاء التشريعي في دستور العام ( )1793اما الدستور العام ()1946
فقد اخذ باالستفتاء الدستوري ،و دستورها لعام ( )1958فقد اخذ باالستفتاء التشريعي
االختياري ،وقد اخذت بعض الدساتير العربية بــ ( االستفتاء الدستوري) مثل الدستور
الصومالي ، 1960المصري 1958و 1971وكذلك العراق .2005
-3االعتراض الشعبي :ويراد به حق الشعب في االعتراض على قانون اقره البرلمان ،ويجب ان
يقدم هذا االعتراض من عدد محدد من الناخبين وان يقدم خالل مدة محددة .وفي حالة انقضاء
المدة التي حددها الدستور لألعتراض دون استعماله فيستمر نفاذ القانون واليجوز االعتراض
عليه بعد ذلك.
ً
اما اذا حصل االعتراض وفقا للضوابط التي وضعها الدستور فيجب عرض القانون على الشعب
الخذ رأيه فيه ،فأذا وافق يعد القانون نافذ ،واذا رفض سقط القانون وبأثر رجعي .
-4اقالة الناخبين للنواب :يجوز للناخبين عزل النائب الذي انتخبوه ،وذلك وفق االلية التي
وضعها الدستور ،اذ اليجوز اقالة النائب اال اذا طلب ذلك عدد محدد من الناخبين ،ويجوز للنائب
المعزول ان يرشح نفسه في االنتخابات القادمة ،وفي حالة فوزه يتحمل من اقترحو عزله
مصاريف حملته االنتخابية وقد طبق هذا النظام في بعض دساتير الواليات المتحدة.
-5الحل الشعبي:ويراد به حق الشعب في حل المجلس النيابي ،ويشترط ان يقدم طلب الحل عدد
محدد من الناخبين ومن ثم يعرض االمر على الشعب الخذ رأيه .وفي حالة موافقة الشعب يحل
المجلس ،ويجب تحديد موعداً النتخابات مجلس جديد ،اما اذا رفض الشعب يعد بمثابة تجديد الثقه
باعضاء المجلس النيابي ،وقد اخذ بهذا النظام في بعض المقاطعات السويسرية.
-6عزل رئيس جمهورية :قد يجيز الدستور للشعب عزل رئيس الجمهورية اذا تبين له ان
الرئيس ليس على قدر المسؤولية واالمانة المناطتان له ،وقد اخذ بهذا النظام الدستور االلماني
لسنة 1919م ،والذي اجاز عزل رئيس الجمهورية ولكن مع مرعاة االجراءات التالية -:
أ .ان يقدم طلب من قبل عدد محدود من الناخبين .
ب .موافقة مجلس (الرايشستاغ) على طلب العزل باغلبية الثلثين.
ت .بعد اكمال االجراءات يعرض طلب العزل على الشعب البداء رأيه فيه .
وعند عرضه طلب العزل على الشعب البداء الرأي فيه يجب ان يتوقف الرئيس عن مهامه
الدستورية حتى اعالن نتيجة االستفتاء فأذا وافق الشعب على طلب العزل يتنحى رئيس
الجمهورية ،واذا لم يوافق الشعب يعتبر ذلك تجديد الثقة برئيس الجمهورية .ويترتب على ذلك
حل مجلس (الريشستاغ).
هنالك من يرى من الفقهاء الدستوريين ان االقتراع ،االعتراض ،االستفتاء من التطبيقات
الديمقراطية شبه المباشرة .أما أقالة الناخبين للنواب ،الحل الشعبي ،عزل الرئيس انها التدخل
ضمن التطبيقات الديمقراطية شبه المباشرة النها التتعلق بموضوع ممارسة السلطة انما تدخل في
مسالة اسناد او عزل من السلطة ،كما يالحظ ان معظم الدساتير الحديثة اتجهت نحو االخذ بمظهر
االستفتاء الشعبي دون االخذ بالمظاهر االخرى .
تقييم نظام الديمقراطية شبه المباشرة
ان نجاح هذه النظام (الديمقراطية شبه المباشرة) يتوقف الى حد كبير الى مدى النضج السياسي
والثقافي للشعوب (حكاما ً ومحكوميين) ،وان مشاركة الشعب لها االثر البالغ في نجاح تطبيق
القرارات المختلفة التي تهدف الى خدمة الصالح العام ،اما ذا كان الشعب يعاني من التخلف
السياسي والثقافي فأن المشاركة في صنع القرار ومراقبة تطبيقة سيكون محدود ،وستوظف تلك
المشاركة لتظليل الرأي العام الداخلي والدولي ،وكما يالحظ عند تطبيقه في النظم السياسية
وخاصة في دول العالم الثالث ،حيث تصل نتائج االستفتاءات في بعض تلك البلدان الى %100
وذهب بعض الرؤساء الى جعل انفسهم رؤساء مدى الحياة.