Professional Documents
Culture Documents
دير المدينه
دير المدينه
اعداد الطلبه
2023
جبانة دير المدينة
هي أحد الجبانات المكونة لطيبة الغربية ،وقد عرفت في النصوص المصرية بـ st mAst
أي "مكان الصدق" أما االسم الحالي فيرجع إلى الدير الذي أقامه األقباط فترة االضطهاد.
وقد خصصت ألولئك الذين قامت على أكتافهم ما شيد من معابد ومقابر في البر الغربي ،وذلك
ابتداء من الدولة الحديثة وهم مجموعة الفنانين والنحاتين والمعماريين وحفاري القبور الذين عملوا في
تشييد مقابر الملوك والملكات واألشراف بطيبة الغربية في عصر األسرتين ، 20 ، 19وقد اتخذوا
من دير المدينة مسكن وجبانة لهم .
مسكن العمال في دير المدينة :
القرية السكنية بدير المدينة كان يحيط بها سور سميك من اللبن ،وجد على اغلبه خرطوش الملك
تحوتمس األول ،مما قد يشير إلى أن هذه القرية ترجع إلى أوائل األسرة ، 18إو ن االحتمال األكبر
أن جماعة عمال دير المدينة ترجع إلى عهد الملك أمنحتب األول الذي كان له قدسية وشعبية بين
عمال دير المدينة بل اعتبروه حاميا لهم ورفعوه هو وأمه أحمس نفرتاري إلى مصاف اآللهة واإللهات
وكانت تقدم لهما الدعوات والقرابين في المواسم واألعياد .
القرية السكنية بدير المدينة كان يحيط بها سور سميك من اللبن ،وصل عدد منازل العمال بداخله
سبعين منزال ،قسمت إلى قسمين متساويين ،ويفصل بينهما شارع يمتد من الشمال إلى الجنوب ،
وكانت المنازل متجاورة ،فلم يترك مسافات بين كل منزل وآخر وغالبا ما يشترك المنزالن المتجاوران
في جدار واحد ،وكانت بالقرية محكمة جميع أعضائها من أهل القرية للفصل في خالفات األهالي .
وكان هناك خارج القرية شماال وغربا بعض المقاصير الصغيرة التي خصصت لآللهة .
النظام اإلداري لعمال دير المدينة :
كان عمال دير المدينة يكونون فرقة تنقسم إلى مجموعتين األولى تعمل في الجانب األيمن للمقبرة
مجموعة الميمنة ،والثانية تعمل في الجانب األيسر من المقبرة (مجموعة الميسرة) وقد كان لكل
مجموعة رئيس عمال وكان لكل رئيس وكيل يعاونه ،وكان هناك كاتب مسئول عن الجانب اإلداري
الخاص بفرقة العمال ،فكان يحتفظ بيومية خاصة بالعمل ،يسجل فيها أسماء العمال الذين تخلفوا
عن العمل وأسباب تخلفهم ،وكان يسجل كل شيء هام وقع متصال بالعمل ويرفع تقاريره إلى مكتب
الوزير أو إلى المندوب الملكي .
كان العامل يستخدم أدوات نحاسية ،توزع عليه وكانت تسترد منه عندما تفقد حدتها ليعاد تصنيعها
من جديد ،كما استخدموا المصابيح الفخارية المصنوعة من الطين المحروق إلنارة أعماق المقابر ،
وكانت تمأل بزيت نباتي يضاف له ملح طعام لتقليل األبخرة المتصاعدة منه ،ويزود كل مصباح
بفتيل ،تصنع من الخرق البالية .
النظام العام لتخطيط مقابر دير المدينة :
بالنسبة للمقابر التي بنيت على ارض مسطحة على حافة الهضبة مثل مقبرة سن نجم كان تخطيطها
العام ينقسم إلى قسمين علوي وسفلي :
تبدأ المقبرة بمدخل على شكل صرح يوصل إلى فناء ،يحيط به جدران من اللبن ،وكان به اغلب
الظن حديقة وحوض ماء لكي يتمتع بها المتوفي في حياته في العالم اآلخر .وكان يوجد في نهاية
الفناء هرم أجوف من اللبن ،مقام مباشرة على سطح األرض أو على قاعدة منخفضة من اللبن أو
الحجر ،وكان له قمة من الحجر الجيري األبيض ،نقشت في جوانبها صورة صاحب المقبرة وهو
يتعبد إلله الشمس وفى واجهة الهرم المواجهة للفناء توجد مشكاة كان فيها تمثال لصاحب المقبرة ،
يمثله راكعا ممسكا -أحيانا -لوحة صغيرة .وكان بداخل هذا الهرم مقصورة القربان التي تتميز
بسقفها المقبي ،وقد زينت جدران المقصورة بمناظر تمثل طقوس الدفن وحياة المتوفي التي يبتغيها
في العالم اآلخر.
منقور في باطن الصخر ونصل إليه عن طريق بئر غالبا ما يوجد في الجزء الشمالي من الفناء
األمامي أو عن طريق درج هابط -كما في مقبرة سن نجم -هذا البئر أو هذا الدرج الهابط يؤدي
إلى حجرة صغيرة أو حجرتين ،ومنهما نصل إلى حجرة الدفن ،وهي عبارة عن حجرة مستطيلة ذات
سقف مقبي ،بها تابوت المتوفي أو توابيت عائلته ،وقد رسم على جدران هذه الغرفة مناظر تمثل
العالم اآلخر .
مقبرة سن -نجم ومناظرها كنموذج لمقابر دير المدينة
تاريخ اكتشافها :اكتشفت المقبرة عام 1886م وهي محفوظة اآلن بالمتحف المصري .
على الجدار الموجود يسار الداخل إلى غرفة الدفن (رقم 1في الشكل) نشاهد :
- 1منظر مومياء المتوفي راقدة على سرير داخل مقصورة بين كل من إيزيس ونفتيس .
على الجدار رقم 2في الشكل الموضح على يسار الداخل نشاهد :
- 1منظ ار مزدوجا لإلله أنوبيس في صورة ابن آوى راقدا فوق مقصورته ،وفوق شكليه رسمت عن
وجات ،ربما لكي يستطيع المتوفي من خاللهما الرؤية لتقبل القربان .
-2منظر سن نجم وخلفه زوجته وهو يتعبد لمجموعة من آلهة العالم اآلخر.
على الجدار المواجه للداخل (رقم ( )3نشاهد :
-2مناظر زراعية من الحياة اليومية ،وجزء من حقول االيار والتي يود أن يذهب إليها المتوفي في
العالم اآلخر.
-1منظ ار للمتوفى وزوجته يتعبدان إلى عشرة من حراس البوابات المختلفة برؤوس أمية وحيوانية
ورؤوس طيور .
على سقف حجرة الدفن المقبي شاهد ثمانية مناظر مقسمة إلى صفين منها ما يصور بعض اآللهة
مثل رع -حر -اختي وأتوم ،ومنها ما يصور المتوفي يتعبد لبعض اآللهة مثل جحوتي.
مقابر أشراف أو نبالء أو أفراد طيبة :
عثر في البر الغربي لطيبة على أكثر من 411مقبرة لألشراف أو النبالء أو األعيان أو كبار القوم
وذلك لكي نميز بينهم وبين مقابر الفقراء الذين يدفنون في مقابر بسيطة وترجع اغلب هذه المقابر
إلى الدولة الحديثة .
مقابر األفراد في طيبة الغربية تنقسم إلى عدد من الجبانات الصغيرة التي سميت بأسماء القرى
الحديثة ومنها :
علوة الخوخة.
على أن اختيار مواقع مقابر األشراف كان يخضع لشروط معينة ،فمن المالحظ انه مع بداية األسرة
الثامنة عشرة نجد أن الجزء األعلى من منحدر جبانة شيخ عبد القرنة كان مخصصا لكبار رجال
الدولة من موظفين وكهنة .أما الجزء األسفل من نفس المنحدر فكان مخصصا للموظفين األقل شأنا
،أما صغار الموظفين فنراهم قد اتخذوا منطقة ذراع أبو النجا جبانة لهم.
ومما يجدر اإلشارة إليه أننا نجد أن بعض الموظفين األقل شأنا الذين كانت لهم مقابر بالفعل في
أسفل التل عند جبانة شيخ عبد القرنة ،نجدهم يقومون عندما يرقون إلى وظيفة أعلى بحفر مقبرة
ثانية لهم في أعلى التل ،فعلى سبيل المثال نرى أن الكاهن من -خبر -رع -سنب) ترك مقبرته
األولى أسفل التل رقم ( )112وحفر مقبرة جديدة له في أعلى التل رقم ( )86وذلك عندما تقلد
منصب الكاهن األول آلمون .
ومن المالحظ أن جبانة شيخ عبد القرنة قد امتألت بالمقابر في نهاية حكم تحتمس الرابع ،مما
اضطر كبار موظفي الدولة في عهد الملك أمنحتب الثالث للبحث عن أماكن جديدة.
فنرى مقبرة "رع -مس" رقم 55وهو وزير الملك أمنحتب الثالث أسفل التل .
واختار أشراف عصر الرعامسة منطقتين األولى في الجزء األسفل من جبانة شيخ عبد القرنة مثل
مقبرة الوزير "با -سر" الذي عاصر كل من الملك سيتي األول والملك رعمسيس الثاني ،والمنطقة
الثانية فكانت الجزء الجنوبي من ذراع أبو النجا مثل مقبرة "باك إن خونسو".
وهو المزار ،ويتألف من فناء مكشوف ( )1منحوت في الجبل وأكملت جدرانه باللبن أو الحجر ،
ويتوسط جداره الخلفي باب ،ويلي الفناء المكشوف صالة مستعرضة ( ، )2تؤدي إلى دهليز طويل
( ، )3يوصل إلى مقصورة ( )4في جدارها الخلفي مشكاة ( )5لتمثال صاحب المقبرة وحده أو مع
بعض أفراد عائلته ،وتقع جميع أجزاء المقبرة على محور واحد .
ويختص بدفن الجثة ،وكان يؤدي إلى غرفة الدفن بئر فوهته في البناء العلوي .
.3هريم صغير يعلو سطح المقبرة :
نعرف من الصور التي خلفها لنا المصريون لبعض مقابرهم انه كان يعلو سطح المقبرة من الخارج –
فوق الصخر -هريم صغير من اللبن ،تهدم في اغلب المقابر ،وكان هذا الهريم يحوي -في اغلب
الظن -تمثال أو لوحة صغيرة عليها اسم وألقاب صاحب المقبرة .وهكذا أصبح الهريم من حق أفراد
الشعب بعد أن كان حقا للملوك والملكات قبل ذلك.
تميزت هذه المناظر بشكل عام في عصر األسرة الثامنة عشر بتضمينها للموضوعات التالية :
* مناظر الحياة اليومية المختلفة مثل مناظر الصناع في مصانعهم ،والمزارعين في حقولهم ،فضال
عن مناظر األلعاب والحفالت التي تتضمن مشاهد من الرقص والغناء .
* مناظر تصور الملك الذي عاش في عهده صاحب المقبرة فنراه جالسا على عرشه .
* مناظر استقبال الوفود األجنبية ومنتجاتهم كالسوريين والنوبيين واألسيويين والكريتين .
* مناظر تمثل االحتفال بعيد الوادي وهو احتفال يقام مرة كل عام في فصل الصيف (شمو) وكان
آمون يخرج من معبده في الكرنك لزيارة وادي الملوك ،فيعبر النيل لزيارة المعبد الجنائزي للملك
المحتفى به .
* أما المناظر المسجلة على أسقف الم ازرات فهي مأخوذة -اغلب الظن – من منازل األحياء فهي
تمثل الحصير وأحيانا شكل سقف من الجلد .
* أما مناظر مقابر أشراف فترة الرعامسة أي األسرتين 20 ، 19فقد حلت بها المناظر الجنائزية ،
ومناظر العالم اآلخر محل المناظر الدنيوية ،كما زين السقف بأشكال مختلفة ألزهار وطيور .
وكان العمل في المقبرة يبدأ بالنحاتون الذين يقومون بحفر إو عداد الفناء الخارجي ثم حفر واجهة
المقبرة ومزارها ثم يلي ذلك الصالة العرضية للمزار وصقل جدرانها ،وعندما يبدأ النحاتون العمل في
الصالة الطولية يقوم النقاشون برسم المناظر ونقشها ثم تلوينها على جدران الصالة العرضية .
طريقة تنفيذ المناظر على جدران مقابر األشراف بطيبة الغربية :
مما يجدر مالحظته أن مناظر هذه المقابر كانت منقوشة نقشا بار از أو غائ ار أو مرسومة فقط واغلبها
ملون ،ولعل السبب في ذلك هو طبيعة الهضبة نفسها إذ أن المالحظ أن الصخر في سفح هذه
الهضبة تتكون من طبقات صخرية هشة تتكسر أجزائها بين أصابع اليد ،مما جعل الفنان يلجأ إلى
النقش وذلك لتنفيذ المناظر وذلك بغطاء الجدران بطبقة سميكة من الطمي ،تعلوها طبقة من طالء
جيري كانت ترسم فوقها الصور الملونة بعد صقلها ،كذلك اضطر الفنان الستعمال المالط لتالفي
عيوب الصخر والرسم أو النقش فوقه وذلك بعد صقله .
مقبرة رع -مس رقم 55بطيبة الغربية (كنموذج لمقابر األشراف)
تقع المقبرة في جبانة شيخ عبد القرنة ،وكان صاحبها رع -مس حاكم طيبة ووزي ار في عهد كل من
الملك أمنحتب الثالث وبداية حكم الملك اخناتون ،وقد ترك هذه المقبرة قبل أن يتم العمل بها ،ربما
النتقاله إلى تل العمارنة مع اخناتون ،وقد تعرضت المقبرة للتخريب ،اغلب الظن في عهد حور
محب ،إذ قامت في عهده حملة انتقامية ضد أتون وأتباعه .
يتقدمها فناء يؤدي إلى صالة عرضية ،يوجد بها أربعة صفوف من األساطين تحمل سقف الصالة ،
وكل صف يحتوي على ثماني أساطين ،اتخذت تيجانها شكل زهرة البردي المقفولة ،وتؤدي الصالة
العرضية إلى صالة طولية بها صفين من األساطين على جانبي محور المقبرة ،كل صف به أربعة
أساطين على شكل حزمة البردي ،وتنتهي الصالة الطولية بحجرة التقدمات وتتميز بوجود ثالث
نيشات (فجوات) على يمين ويسار الداخل ،خصصت اغلب الظن لتماثيل المتوفي ،على أن العمل
لم يتم في هذه الصالة الطولية ربما ألن رع مس توفي قبل االنتهاء من المقبرة أو لتركه طيبة
واالنتقال إلى تل العمارنة مع مليكه الجديد.
نبدأ اآلن بمشاهدة مناظر الصالة العرضية فنشاهد على يسار الداخل صاحب المقبرة (رع -مس )
يقدم القرابين ويتبعه مجموعة من كبار الموظفين ويحملون في أيديهم باقات من البردي .
وعلى الجدار الجنوبي للصالة العرضية الجدار رقم 2في التخطيط) يظهر منظر رائع للجنازة حيث
نشاهد مجموعة من النساء النائحات بين مجموعتين من الرجال ،مجموعة تحمل األثاث الجنائزي .
كما نشاهد في النصف األعلى التابوت وهو يجر فوق قارب ويتم جره بواسطة الزحافة ويتقدم التابوت
زحافة اصغر ،ونشاهد صندوق يعرف باسم (تكنو) وكان بداخله مادة التحنيط .وكذلك صاحب
المقبرة يتعبد أمام اإلله أوزير .أما على الجدار الغربي فهناك بعض المناظر التي لم ينتهي منها ما
يمثل رع -مس واقفا أمام الملك أمنحتب الرابع الجالس داخل مقصورته وخلفه تجلس اإللهة ماعت .
أما يمين الزائر للصالة العرضية فنشاهد منظر هام وهو تطهير تمثال المتوفي (رع -مس) الذي
يقف وعلق على رقبته دالية على شكل القلب وتقوم الكهنة بتطهيره ،ثم منظر لثالث فتيات تحملن
السالسل أمام رع -مس وزوجته.
أما المناظر التي على الجدار الغربي فنشاهد أهم المناظر التي لها مدلول تاريخي في المقبرة حيث
نشاهد "رع -مس" يستقبل مجموعة من كبار رجال الدولة وبعض ممثلي الوفود األجنبية من النوبيين
واألسيويين والليبيين ،ثم نشاهد الملك أمنحتب الرابع وزوجته يقفان في نافذة الظهور ويقوم اخناتون
بإلقاء األوسمة لرع -مس .ويالحظ في هذا الجدار بعض الرسومات بالمداد األحمر وعليها بعض
التصحيحات باللون األسود .أما باقي المقبرة فلم يتم االنتهاء منها وذلك النتقال رع مس مع أمنحتب
الرابع إلى تل العمارنة .
* مناظر جنائزية تتمثل في :تشييع المتوفي إلى البر الغربي ،وتقديم القرابين ،وتطهير تمثال
المتوفي .
* رع -مس واقفا أمام الملك أمنحتب الرابع الجالس على عرشه داخل مقصورة وخلفه تجلس اإللهة
ماعت وتحت العرش أسماء شعوب األقواس التسعة .
المصادر :
الرابط :
https://www.youm7.com/story/2016/10/2/50-
%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A9-
%D8%B9%D9%86-%D8%AF%D9%8A%D8%B1-
%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9-
%D9%88%D8%A3%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D8%AB
%D9%88%D8%B1%D8%A9-
%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-
%D9%81%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AA
%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE/2904840