Professional Documents
Culture Documents
وذلك عن طريق االشتراكات المهنية ،ويقصد بها األطراف المهنية ،أي االجير والمشغل و التي
تكتسي أهمية بالغة ،أوال في تمويل نظام الضمان االجتماعي ألنها تعتبر موردا ماليا مهما بالنسبة
لمؤسسة الصندوق الوطني للضمان االجتماعي و ثانيا تعتبر ضمانا للحماية االجتماعية لإلجراء من
خالل منحهم مجموعة من التعويضات .وهو ما يجعلنا نتساءل عن مبلغ هذه االشتراكات و عن أنواعها
و عن مسيطرة تحصيلها و تقديرها و عن الجزاءات المترتبة عن عدم دفعها .
لمعرفة أنواع االشتراكات المهنية يجب التميز ما بين واجبات االشتراك المخصص للتعويضات العائلية
،و االشتراكات المخصصة لإلعالنات قصيرة األمد ،ثم االشتراكات المخصصة للمعاشات .
- 1االشتراكات المخصصة للتعويضات العائلية
تكتسي االشتراكات المخصصة لتمويل التعويضات العائلية أهمية خاصة في تمويل نظام الضمان
االجتماعي وذلك بالنظر لعدة إعتبارات اهمها :
-أن هذه الشركات يتم تحديدها على أساس كل األجر المحصل عليه دون وجود أي صقف او حد
اقصى.
-المشغل وحده الذي يلتزم بدفع حصة االشتراك المخصصة لتمويل اإلعالنات العائلية حيث تقدر
حصة اشتراكه ب%6.40
جاء في المادة 19من ظهير 1972ما يلي “تقدر واجبات االشتراك الواجب أدائها للصندوق الوطني
الضمان االجتماعي على أساس مجموع األجور التي يتقاضاها المستفيدين بما في ذلك التعويضات و
المنح والمكافآت وجميع المنافع النقدية األخرى و المنافع العينية وكذا المبالغ المقبوضة بصفة مباشرة أو
بواسطة الغير برسم الحلوان".
وبهذا فقد أعطى المشرع المغربي لألجر مفهوما واسعا ،وذلك من أجل تمكين الصندوق الوطني
للضمان االجتماعي من الحصول على أكبر قدر ممكن من الموارد المالية.
اإلشكالية المطروحة هنا هي كيفية تقدير المبالغ الممنوحة بواسطة الغير اذ نجد بعض العمال يتقاضون
هذه المبالغ بشكل موسمي ،بحيث يتعين عليهم أن يدفعوا للمشغل واجب االشتراك عن المبالغ التي
يقبضونها مباشرة أو بواسطة الغير .
-ضمان أداء االشتراكات
لضمان االشتراكات المذكورة ،اعتبر المشرع المغربي المشغل من الناحية القانونية هو المدين الرئيسي
اتجاه مؤسسة الصندوق الوطني للضمان االجتماعي .كما اضاف انه يجب عدم اإلعتداد بأي اتفاق آخر
يكون من شأنه إبعاد المسؤولية السابقة عن المشغل .و بما أن المشغل هو المدين الرئيسي فما الحكم
في حالة رفض األجير اقتطاع هذه االشتراكات ؟
و هنا نص الفصل 23من طهير 1972على أنه يقتطع واجب اشتراك األجير من أجرته عند كل أداء
و ال يجوز لألجير التعرض عن ذلك.
و من التساؤالت األخرى المتعلقة كذلك به تحصيل االشتراك كات ما الحكمة في الحالة التي يكون فيها
احد اإلجراء يعمل لدى اكثر من مشغل واحد فمن سيدفع االشتراك في هذه الحالة ؟وهل كل مشغل يجب
أن يدفع واجب اشتراكه؟ وهل يلتزم العامل بدوره كذلك بدفع واجب االشتراك عن كل أجر يتقاضاه ؟ أم
أنه ملزم بدفع واجب اشتراك عن أجر واحد يتقاضاه من مشغل واحد فقط؟
وجواب على هذه التساؤالت نص الفصل 25من ضهير 1972على ما يلي “إذا كان احد الشغالين يعمل
عند مشغل واحد أو عدة مشغلين وجب على كل واحد من المشغلين أداء واجبات االشتراك المطابقة
لألجرة التي يدفعها لألجير.
يجب على كل مشغل خاضع لقانون الضمان االجتماعي أن يقوم كل شهر بملء وثيقتين يتم تحميلهما
من الموقع اإللكتروني للصندوق الوطني للضمان االجتماعي.
تعرف الوثيقة األولى بوثيقة التصريح باألجور التي تتضمن عدة بيانات ويتعين وعلى المشغل أن
يقوم بإرسالها في اجل 10أيام.
يصرح
ّ و اإلشكال المطروح هنا أن هناك آالفا من األجراء تُهضم حقوقهم رغم التصريح بهم ،إذ ال
ويصرحون فقطّ مشغّلوهم بعدد األيام الحقيقي التي اشتغلوها خالل الشهر ،وهي ،قانونيا 26 ،يوما،
باثني عشر يوما ،أو خمسة عشر أو عشرين؛ وهو ما يحرم األجير من جمع عدد األيام المطلوب
للتمتع بالتعويضات”.
مصرح به من طرف مشغله لدى الصندوق ّ وبالرغم من أن بإمكان األجير أن يعرف هل هو
طلع بانتظام على عدد األيام المصرح بها ،فإن الوطني للضمان االجتماعي أم ال ،وبإمكانه أن ي ّ
بعض األجراء يخشون مطالبة مشغّليهم بالتصريح بهم خوفا من طردهم من العمل ،وهناك عامل
آخر يتعلق بضعف الوعي بالحقوق لدى األجراء.
و تفرض في هذه الحالة في حدود 5000درهم غرامة قدرها 50درهما على كل نقص في
التصريح في األجور أو على اغفال كل مأجور .
اما الوثيقة الثانية فهي وثيقة تسديد األجور ،تتضمن هي األخرى مجموعة من البيانات و يتم تحميلها
من الموقع االلكتروني للصندوق الوطني للضمان االجتماعي .
و يخضع المشغل لجزاء في حالة عدم تسديد هذه االشتراكات التي نص عليها الفصل 26من
ضهير ،1972حيث تفرض زيادة %3عن المبالغ غير المدفوعة في األجل المحدد في الشهر
األول و %1عن كل شهر تالي من التأخير .
و تفرض في حدود 5000درهم غرامة قدرها 50درهما عن كل مأجور لم يتم دفع واجبات
اشتراكه عبر الوسائل اإللكترونية .
و نالحظ هنا فرض المشرع المغربي لغرامة بسيطة و ذلك لتحفيز المشغل على أداء االشتراكات،
و السبب يرجع إلى مرونة مسطرة تحصيل االشتراكات .لكن في المقابل نجد غياب ضمانات
حقيقية لحماية الموارد المالية للصندوق الوطني للضمان االجتماعي لكون هذه االشتراكات تعتبر
المصدر الرئيسي له .