You are on page 1of 2

‫يختص في الصندوق الوطني للضمان االجتماعي بدفع إعانات اجتماعية مختلفة لفائدة العمال المستفيدين‬

‫وذلك عن طريق االشتراكات المهنية ‪ ،‬ويقصد بها األطراف المهنية ‪ ،‬أي االجير والمشغل و التي‬
‫تكتسي أهمية بالغة ‪ ،‬أوال في تمويل نظام الضمان االجتماعي ألنها تعتبر موردا ماليا مهما بالنسبة‬
‫لمؤسسة الصندوق الوطني للضمان االجتماعي و ثانيا تعتبر ضمانا للحماية االجتماعية لإلجراء من‬
‫خالل منحهم مجموعة من التعويضات ‪ .‬وهو ما يجعلنا نتساءل عن مبلغ هذه االشتراكات و عن أنواعها‬
‫و عن مسيطرة تحصيلها و تقديرها و عن الجزاءات المترتبة عن عدم دفعها ‪.‬‬

‫‪-‬انواع االشتراكات المهنية‬ ‫ارال‬

‫لمعرفة أنواع االشتراكات المهنية يجب التميز ما بين واجبات االشتراك المخصص للتعويضات العائلية‬
‫‪ ،‬و االشتراكات المخصصة لإلعالنات قصيرة األمد ‪ ،‬ثم االشتراكات المخصصة للمعاشات ‪.‬‬
‫‪ - 1‬االشتراكات المخصصة للتعويضات العائلية‬
‫تكتسي االشتراكات المخصصة لتمويل التعويضات العائلية أهمية خاصة في تمويل نظام الضمان‬
‫االجتماعي وذلك بالنظر لعدة إعتبارات اهمها ‪:‬‬
‫‪ -‬أن هذه الشركات يتم تحديدها على أساس كل األجر المحصل عليه دون وجود أي صقف او حد‬
‫اقصى‪.‬‬
‫‪ ⁠ -‬المشغل وحده الذي يلتزم بدفع حصة االشتراك المخصصة لتمويل اإلعالنات العائلية حيث تقدر‬
‫حصة اشتراكه ب‪%6.40‬‬

‫‪ - 2‬االشتراكات المخصصة لإلعانات قصيرة األمد‬


‫تنقسم اإلعالنات االجتماعية قصيرة األمد إلى ثالثة أنواع طبقا للفصل ‪ 1‬من ضهير ‪ ، 1972‬وهي‬
‫اإلعالنات اليومية عن المرض واإلعانة الممنوحة عن الوالدة أو األمومة واإلعانة الممنوحة عن الوفاة ‪.‬‬
‫تقدر االشتراكات المخصصة لتمويل هذه اإلعالنات ب ‪ %1,57‬من األجر الخاضعة لإلشتراك و‬
‫المحددة في ‪ 6000‬درهم ‪ .‬توزع بنسبة ‪ %0.52‬على عاتق االجير ‪ %1,05‬على عاتق المشغل‬

‫‪ -3‬االشتراكات المخصصة للمعاشات‬


‫تنقسم التعويضات المخصصة للمعاشات بدورها إلى معاش الزمان ومعاش الشيخوخة ومعاش الوفاة ‪,‬‬
‫بحيث تقدر هذه االشتراكات بنسبة ‪ %11.89‬من األجر الخاضع لإلشتراك في حدود ‪ 6000‬درهم كحد‬
‫اقصى ‪ ،‬وتوزع بنسبة ‪ %3.96‬بالنسبة لألجير و ‪ %7,93‬بالنسبة لي للمشغل ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مسطرة تحصيل االشتراكات المهنية و الجزاء المترتب عن عدم دفعها‬

‫جاء في المادة ‪ 19‬من ظهير ‪ 1972‬ما يلي “تقدر واجبات االشتراك الواجب أدائها للصندوق الوطني‬
‫الضمان االجتماعي على أساس مجموع األجور التي يتقاضاها المستفيدين بما في ذلك التعويضات و‬
‫المنح والمكافآت وجميع المنافع النقدية األخرى و المنافع العينية وكذا المبالغ المقبوضة بصفة مباشرة أو‬
‫بواسطة الغير برسم الحلوان"‪.‬‬
‫وبهذا فقد أعطى المشرع المغربي لألجر مفهوما واسعا ‪ ،‬وذلك من أجل تمكين الصندوق الوطني‬
‫للضمان االجتماعي من الحصول على أكبر قدر ممكن من الموارد المالية‪.‬‬
‫اإلشكالية المطروحة هنا هي كيفية تقدير المبالغ الممنوحة بواسطة الغير اذ نجد بعض العمال يتقاضون‬
‫هذه المبالغ بشكل موسمي ‪ ،‬بحيث يتعين عليهم أن يدفعوا للمشغل واجب االشتراك عن المبالغ التي‬
‫يقبضونها مباشرة أو بواسطة الغير ‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان أداء االشتراكات‬
‫لضمان االشتراكات المذكورة ‪ ،‬اعتبر المشرع المغربي المشغل من الناحية القانونية هو المدين الرئيسي‬
‫اتجاه مؤسسة الصندوق الوطني للضمان االجتماعي ‪ .‬كما اضاف انه يجب عدم اإلعتداد بأي اتفاق آخر‬
‫يكون من شأنه إبعاد المسؤولية السابقة عن المشغل ‪ .‬و بما أن المشغل هو المدين الرئيسي فما الحكم‬
‫في حالة رفض األجير اقتطاع هذه االشتراكات ؟‬
‫و هنا نص الفصل ‪ 23‬من طهير ‪ 1972‬على أنه يقتطع واجب اشتراك األجير من أجرته عند كل أداء‬
‫و ال يجوز لألجير التعرض عن ذلك‪.‬‬
‫و من التساؤالت األخرى المتعلقة كذلك به تحصيل االشتراك كات ما الحكمة في الحالة التي يكون فيها‬
‫احد اإلجراء يعمل لدى اكثر من مشغل واحد فمن سيدفع االشتراك في هذه الحالة ؟وهل كل مشغل يجب‬
‫أن يدفع واجب اشتراكه؟ وهل يلتزم العامل بدوره كذلك بدفع واجب االشتراك عن كل أجر يتقاضاه ؟ أم‬
‫أنه ملزم بدفع واجب اشتراك عن أجر واحد يتقاضاه من مشغل واحد فقط؟‬
‫وجواب على هذه التساؤالت نص الفصل ‪ 25‬من ضهير ‪ 1972‬على ما يلي “إذا كان احد الشغالين يعمل‬
‫عند مشغل واحد أو عدة مشغلين وجب على كل واحد من المشغلين أداء واجبات االشتراك المطابقة‬
‫لألجرة التي يدفعها لألجير‪.‬‬

‫‪ -‬اإلجراءات التكميلية لتحصيل االشتراكات ‪:‬‬

‫يجب على كل مشغل خاضع لقانون الضمان االجتماعي أن يقوم كل شهر بملء وثيقتين يتم تحميلهما‬
‫من الموقع اإللكتروني للصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪.‬‬
‫تعرف الوثيقة األولى بوثيقة التصريح باألجور التي تتضمن عدة بيانات ويتعين وعلى المشغل أن‬
‫يقوم بإرسالها في اجل ‪ 10‬أيام‪.‬‬
‫يصرح‬
‫ّ‬ ‫و اإلشكال المطروح هنا أن هناك آالفا من األجراء تُهضم حقوقهم رغم التصريح بهم‪ ،‬إذ ال‬
‫ويصرحون فقط‬‫ّ‬ ‫مشغّلوهم بعدد األيام الحقيقي التي اشتغلوها خالل الشهر‪ ،‬وهي‪ ،‬قانونيا‪ 26 ،‬يوما‪،‬‬
‫باثني عشر يوما‪ ،‬أو خمسة عشر أو عشرين؛ وهو ما يحرم األجير من جمع عدد األيام المطلوب‬
‫للتمتع بالتعويضات”‪.‬‬
‫مصرح به من طرف مشغله لدى الصندوق‬ ‫ّ‬ ‫وبالرغم من أن بإمكان األجير أن يعرف هل هو‬
‫طلع بانتظام على عدد األيام المصرح بها‪ ،‬فإن‬ ‫الوطني للضمان االجتماعي أم ال‪ ،‬وبإمكانه أن ي ّ‬
‫بعض األجراء يخشون مطالبة مشغّليهم بالتصريح بهم خوفا من طردهم من العمل‪ ،‬وهناك عامل‬
‫آخر يتعلق بضعف الوعي بالحقوق لدى األجراء‪.‬‬
‫و تفرض في هذه الحالة في حدود ‪ 5000‬درهم غرامة قدرها ‪ 50‬درهما على كل نقص في‬
‫التصريح في األجور أو على اغفال كل مأجور ‪.‬‬
‫اما الوثيقة الثانية فهي وثيقة تسديد األجور‪ ،‬تتضمن هي األخرى مجموعة من البيانات و يتم تحميلها‬
‫من الموقع االلكتروني للصندوق الوطني للضمان االجتماعي ‪.‬‬
‫و يخضع المشغل لجزاء في حالة عدم تسديد هذه االشتراكات التي نص عليها الفصل ‪ 26‬من‬
‫ضهير ‪ ،1972‬حيث تفرض زيادة ‪ %3‬عن المبالغ غير المدفوعة في األجل المحدد في الشهر‬
‫األول و ‪ %1‬عن كل شهر تالي من التأخير ‪.‬‬
‫و تفرض في حدود ‪ 5000‬درهم غرامة قدرها ‪ 50‬درهما عن كل مأجور لم يتم دفع واجبات‬
‫اشتراكه عبر الوسائل اإللكترونية ‪.‬‬
‫و نالحظ هنا فرض المشرع المغربي لغرامة بسيطة و ذلك لتحفيز المشغل على أداء االشتراكات‪،‬‬
‫و السبب يرجع إلى مرونة مسطرة تحصيل االشتراكات‪ .‬لكن في المقابل نجد غياب ضمانات‬
‫حقيقية لحماية الموارد المالية للصندوق الوطني للضمان االجتماعي لكون هذه االشتراكات تعتبر‬
‫المصدر الرئيسي له ‪.‬‬

You might also like