Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة 1
المحاضرة 1
لغة :ذكر أهل اللغة فيه معاني عدة :فمن قائل :إن التاريخ هو اإلعالم بالوقت ،أو التعريف
بالوقت ،يقال :أرخت المولود أو الحدث في يوم كذا ،أو أرخت الحادثة الواقعة في بلد كذا ،أي:
عرفتها بالوقت أو حددتها بالوقت أو أعلمت بوقتها .ونقل صاحب كشف الظنون عن بعض أهل
اللغة :أن التاريخ هو تعيين وقت ينسب إليه زمان يأتي عليه أو مطلق الزمان ،سواًء كان
ماضيًا أو مستقبًال .وقيل أيضًا فيه :إنه تعريف الوقت بإسناده إلى أول حدوث أمر شائع ،من
ظهور ملة أو دولة أو أمر هائل مما يندر وقوعه .وهذا معنى واضح ومهم؛ ألن األحداث
مرتبطة بالزمن ،إضافة إلى أن بعض الحوادث تجعل مقياسًا تاريخيًا ،على سبيل المثال :حادثة
الفيل ،يقال فيها :ولد بعد عام الفيل بعامين ،ولد قبل عام الفيل بكذا ،أي :أن هذه الحادثة كانت
عظيمة وهائلة وغير مألوفة ونادرة وليست متكررة؛ فعرفها الناس ،وتناقلوا خبرها ،وضبطوا
وقتها ،ثم جعلت مقياسًا بعد ذلك .وكما أرخ المسلمون أيضًا في عهد عمر رضي هللا عنه
بهجرة النبي صلى هللا عليه وسلم؛ ألنها كانت حدثًا عظيمًا ترتب عليه بناء الدولة اإلسالمية،
والتحاق المسلمين بالنبي عليه الصالة والسالم في المدينة المنورة ،فجعل هذا الحدث العظيم -
الذي هو حدث نادر غير متكرر -مقياسًا تاريخيًا ،وال يزال حتى هذا اليوم مقياس تاريخنا إلى
.هجرة النبي صلى هللا عليه وسلم
التاريخ اصطالحا:
أما تعريف التاريخ في االصطالح كعلم مستقل بذاته ،فإن األقوال فيه مسترسلة ومطردة،
بمعنى :لم يأخذ العلماء فيه بما يقال في التعريفات :البد أن تصان عن اإلسهاب ،وأن تكون
جامعة مانعة ،وإنما ذكر بعض المؤرخين تعريفات فيها إطالق القول ،وتكثير المترادفات ،مما
األصل أن يصان عنه التعريف ،فمن ذلك ما ذكره صاحب كشف الظنون في تعريف التاريخ
حيث قال :إنه معرفة أحوال الطوائف وبلدانهم ورسومهم وعاداتهم وصنائع أشخاصهم وأنسابهم
ووفياتهم .وهذا التعريف شامل لألبعاد الثالثة التي هي :البعد المكاني ،والبعد الزماني ،والبعد
اإلنساني المتعلق باألشخاص .قوله :معرفة أحوال الطوائف .أي :األشخاص والقبائل .وقوله:
وبلدانهم ورسومهم وعاداتهم ووفياتهم .هذا من الناحية االجتماعية .وقوله :وبلدانهم .هذا يتعلق
بالناحية المكانية
يقول االدريسي" ( :التاريخ" و"التوريخ" ،تعريف الوقت .تقول :أرخ الكتاب بيوم كذا،
و"ورخه" بمعنى واحد) ،وترى بعض اآلراء وجود أصول غير عربية ،فارسية أو سريانية أو
.إثيوبية للكلمة
المنظور الحضاري في التدوين التاريخي عند العرب » الفصل الثاني :نشأة التدوين التاريخي
والمنظور الحضاري
يقول محيي الدين محمد بن سليمان الكافيجي (879-788هـ1974-1386-مـ)" :وأما علم
التاريخ فهو علم يبحث فيه عن الزمان وأحواله ،وعن أحوال ما يتعلق به من حيث تعيين ذلك
وتوقيته" .يذهب سيد قطب إلى أن التاريخ ليس هو الحوادث وإنما هو تفسير هذه الحوادث،
واالهتداء إلى الروابط الظاهرة والخفية التي تجمع شتائها ،وتجعل منها وحدة متماسكة
الحلقات ،متفاعلة الجزئيات ،ممتدة مع الزمن والبيئة امتداد الكائن الحي
في المكان والزمان
قد عّر ف ابن خلدون التاريخ بما يلي :إن خبر عن االجتماع اإلنساني الذي هو عمران العالم،
وما يعرض لطبيعة ذلك العمران من األحوال :مثل التوجس ،والتأنس ،والعصبيات ،وأصناف
التغلبات للبشر بعضهم على بعض ،وما ينشأ عن ذلك
من الملك والدول ،ومراتبها ،وما ينتحله البشر بأعمالهم ومساعيهم من الكسب والمعاش ،والعلم
.والصنائع ،وسائر ما يحدث في ذلك العمران بطبيعة األحوال
:تعريف التأريخ
قال الجوهري في الصحاح في مادة أّر خ :التأريخ تعريف الوقت ،والتوريخ مثله ،يقال :أّر خ
.الكتاب ليوم كذا :وّقته ،ويقال :أّر خت و ورخت
.فهو يدل على الفعل أي القيام بتدوين و جمع المادة التاريخية
و في اللغة العربية التاريخ و التأريخ تعنى اإلعالم بالوقت ويدل تاريخ الشيء على غايته و
وقته الذي ينتهي إليه زمنه ويلتحق به و على العموم التاريخ هو فن يبحث في وقائع الزمان من
ناحية التعيين و التوقيت و موضوعة اإلنسان و الزمان و االثنان مرتبطان ببعض كل ارتباط
وهو إعادة تناول هذا الحدث بالدراسة و التحليل و الكتابة عنه فمجرد الكتابة عن حدث ما فهو
تأريخ و ليس تاريخ
:الفرق بينهما
التاريخ دراسة الزمن فيما يتعلق باإلنسان
التأريخ هو علم كتابة التاريخ يعنى الحوادث و الوقائع التي حصلت فى الماضى