Professional Documents
Culture Documents
في المغة العربية ُيقال :حضر يحضر فيو حاضر من الحضور أي التواجد ،وقد استخدم لفظ
الحضارة قدرىا سيكسر الحاء وفتحيا لإلشارة إلى اإلقامة في الخضر" 1وىو خالف البادية،
ثم أجاز مجمع المغة بالقاىرة أن يطمق لفظ الحضارة عمى كل مرحمة سامية من مراحل
التطور اإلنساني" ،وعمى "مظاىر الرقي العممي والفني واألدبي واالجتماعي في الخضر،
إضافة إلى المعنى المتقدم ،وكل ما اشتق من الجذر السابق لم يكن يخرج عن معنى
الحضور واالستقرار والمدينة و البادية.
استنتاج :ما يستنبط من التعاريف المغوية المتعمقة بمفيوم "الحضارة" ،ىو أنيا ارتكزت عمى
الجانب السوسيولوجي ،و كأنيا تشير إلى أن الحضارة مفيوم اجتماعي منذ نشأتو ،حيث ال
تقوم حضارة عمى الصعيد الفردي؛ بل عمى مجموعة من العالقات االجتماعية المثمرة ،وما
ينعكس من صور التبادل واإلنتاج والتعاون والتنظيم ....الحضارة في المغة العربية .اإلقامة
في الحضر ----الحضور الشيادة ----االستقرار التعمير ----الحياة االجتماعية.
أما تعريف الحضارة في المغة األجنبية ،فإننا نجد أصميا منبثقا من الجذر الالتيني siviC
siviviC/siviviC/ونجد أن الكممة ظيرت في المغة الفرنسية في عصر األنوار ،عام
1734م ،وىي مشتقة من صفة " viviCusiمتحضر ،ومن الفعل "تحضر " .siviviCucفي
القرن الثالث عشر ميالدي وكميا تعني مدني – مواطن ساكن المدينة و ما ىو خالف
الوحشية والتخمف واليمجية ،ومنو كانت سمات الرجل المتحضر تعني صفات الرجل االوربي
في القرن الثامن عشر الميالدي.
(ابن منظور) جمال الدين :لسان العرب ،القاىرة ،دار الحديث ( 2 2/485 ،2003أنيس) إبراىيم 1
وكأن التعريف قد تجاوز معطيات الحضارة إلى معنى العولمة " .1" nuCtiiviCiviuC
" ثم معنى الكونية" أوما اصطمح عميو حضارة الكوكب األزرق ،أي حضارة مشتركة ومتحدة
ويذىب بعض الباحثين إلى المعنى السابق ،ويرى بدوي من الجية االصطالحية-
أنو ليس ثمة فارق بين تعريفي الثقافة والحضارة من الوجية األنثروبولوجية المطمقة .غير أن
البعض يرى الحضارة ثقافة معممة ،امتدت خارج خصوصيتيا المجتمعية المحددة ،وأخذت
ويالحظ ىنا أن
تتسيد وتفرض نفسيا بالمعنى الشامل في عصر أو مرحمة تاريخية معينةُ ،
( 1بدوي) أحمد زكي معجم .مصطمحات العموم االجتماعية ،ط ،2بيروت ،مكتبة لبنان ،1982 ،ص62
( لبيب) فخري :صراع الحضارات أم حوار الثقافات القاىرة ،منظمة تضامن الشعوب اإلفريقية األسيوية،
،1990ص .80
ىذه الرؤية تفترض عدة مستويات ثقافية في أي جماعة إنسانية ،تكون حضارة الجماعة ىي
المستوى األقوى من ىذه المستويات جميعا .نضرب عمى ذلك مثاال لما يحدث في سيل
البنجاب باليند أين تعيش طائفة كبيرة من الثقافات المختمفة باختالف الطبيعة الدينية
والعرقية في إطار واحد ،والحقيقة أن نموذج سيل البنجاب ىذا يعد أحد النماذج المشيورة
عمى ما يسمى بتعايش الحضارات ،ومع ذلك فإن الواقع الذي ُيختمف حولو ىو أن ىذه
الثقافات المختمفة تعيش جميعا في إطار حضارة واحدة ىي الحضارة اليندية ،وىكذا تمارس
الفن والصناعة والديمقراطية دون تمايز بين عناصرىا.
ٍ
ثقافات أكثر من كونيا ثقافة عامة وبناء عمى ذلك فإن الحضارة يمكن أن تعد وعاء
قاىرة في مقابل ثقافات أخرى مقيورة وجزئية ،وتقترب ىذه النتيجة مما وصل إليو المفكر
األلماني ألبرت اشفيتسر في كتابو "فمسفة الحضارة" ،إذ يرى أن الحضارة ىي بذل المجيود
بوصفنا كائنات إنسانية من أجل تكميل النوع اإلنساني وتحقيق التقدم ،"..وفكرة تكسيل النوع
اإلنساني تمك .ىي ما يتخذ لإلشارة إلى أن الحضارة وعاء ثقافات".
أما النظرية القائمة بتسيد ثقافة عمى األخريات لتصبح ىي الحضارة في أي أمة من
األمم ،فإنيا أخي ار إلى أن الحضارات العالمية كذلك تتصارع .وعمى الرغم من المحاوالت
الكثيرة لعولمة العالم وفرض الحضارة الواحدة عميو ،فإن مسألة التباين الحضاري قائمة إلى
يومنا ىذا.
المطمب الثاني :الداللة االصطالحية لمحضارة
يقول ابن خمدون" :الحضارة نياية العمران وخروجو إلى الفساد ونياية الشر والبعد عن
الخير" . 1فالحضارة بالمعنى الخمدوني مرافقة لممدنية ،حيث إنيا تعني درجة عالية من
التقدم ،التي تبمغو األمم التي تنتقل من مستوى الفساد إلى مستوى الالتعقل مارة بشيء من
الرفو لتكمل دورة حضارية ثم تعود من جديد إلى حالتيا األولى التي كانت عمييا ..وىي
ايضا" :أحوال عادية زائدة عمى الضروري من أحوال العمران زيادة تتفاوت بتفاوت الرفو
2
المادي"...
تطورت فمسفة التاريخ عند المسممين انتقل مفيوم الحضارة من التفسير البطولي إلى
التفسير العممي .وما يظير من القول السابق ىو ان الحضارة في نظر ابن خمدون مرحمة
من الرقي تمنح اإلنسان تفكي ار مبدعا ،يتج أر من خاللو عمى اإلنجازات الخالدة ،كالعمران
وحسن التصرف ثم يتدرج منحد ار إلى الالحضارة متى يحين موعد السقوط والتولي
واالنحطاط.
تطورت فمس فة التاريخ عند المسممين انتقل مفيوم الحضارة من التفسير البطولي إلى التفسير
العممي.
وما يظير من القول السابق ىو ان الحضارة في نظر ابن خمدون مرحمة من الرقي تمنح
اإلنسان تفكي ار مبدعا ،يتج أر من خاللو عمى اإلنجازات الخالدة ،كالعمران وحسن التصرف ثم
يندرج منحد ار إلى الالحضارة متى يحين موعد السقوط والتولي واالنحطاط.
فالحضارة دورة مكتممة تبدأ من النيوض والتعقل ،فاإلبداع واالزدىار والتشيع واالستقرار
والرفعة ثم الخمد إلى معطيات الغناء والنكوس من ترقب وفساد واستبداد ،ومنو إلى
1
ابن خلدون ،مقدمة ابن خلدون لكتاب ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان األكبر ،دار الفكر ،7112
بيروت ،ص.032
2
المرجع السابق ،ص.511
االضمحالل والزوال .يعد ابن خمدون من المفكرين القدامى الذين أناروا الفكر اإلنساني بعمق
نظرتيم وموسوعيتيم ،فيو واحد من الذين استخدموا التحميل العقمي في دراسة الحضارة
ومقوماتيا .إذ يظير لنا ذلك من خالل توظيفو لممذىب العقمي في طرح أفكاره ،حين أكد
عمى ضرورة المزج بين المجالين العقمي والنقمي االعتراف بالقوانين األلفية والطبيعية والعمل
عمى التخمين البشري في مواجية األزمات والحدي المشكالت .ويمكننا توضيح الفكرة بالمثال
التالي:
التعرض لظروف طبيعية معينة ،كالجفاف أو الزالزل ينتج عنو صعوبة تحقق عممية
الزراعة ،واالكتفاء الذاتي في الغذاء والنتيجة الحاجة إلى االستعانة بحمول عقمية بشرية "بناء
السدود ،االدخار ،االستيراد باالعتماد عمى األمم األخرى ضعفا" .يظير أن التأسيس العممي
المتنوع الروافد قد ساعده في صياغة متعددة االتجاىات .فيواذ يقدم المفيوم بداللتو
االصطالحية يعطي وجية نظر المؤرخ واالقتصادي وعالم االجتماع.
إذن الحضارة في التفكير الخمدوني مجموع العوامل المحققة لالستقرار بأنواعو المزج
بين القوانين االليية والعقمية مزجا ايجابيا /الوصول إلى مستوى االستفحال متمثال في قدرة
األمة عمى مواجية األزمات المسات من اإلبداع البشري كالعمران /قضا عمر من العطاء
والتميز واالرتق اء ثم التحول إلى مستوى أدنى بعد إتمام دورة مكتممة /تغيير مستمر لظروف
الحياة في الميادين المختمفة.والتعقل ،فاإلبداع واالزدىار والتشيع واالستقرار والرفد تم تخمد
إلى معطيات الفناء والتكوس من ترف وفساد واستبداد ،ومنو إلى االضمحالل والزوال .بعد
ابن خمدون من الم فكرين القدامى الذين أناروا الفكر اإلنساني بعمق نظرىم وموسوعيتيم ،فيو
واحد من الذين استخدموا التحميل العقمي في دراسة الحضارة ومقوماتيا .
استنتاج :الحضارة في التفكير الخمدوني مجموع العوامل المحققة لالستقرار بأنواعو المزج
بين القوانين االليية والعقمية مرجا ايجابيا /الوصول إلى مستوى االستفحال متمثال في قدرة
األمة عمى مواجية األزمات المسات من اإلبداع البشري كالعمران قضا عمر من ا العطاء
والتميز واالرتقاء ثم التحول إلى مستوى أدنى بعد إتمام دورة مكتممة /تغيير مستمر لظروف
الحياة في الميادين المختمفة .ب الحضارة في فكر مالك بن نبي :قدم المفكر والفيمسوف
الجزائري مالك بن نبي تعاريف شتى لمحضارة من مستويات مختمفة.
مثمت الحضارة اىم مجاالت الدراسة التاريخية وقد جعميا محر الدراسات التاريخية في
موسوعتو . uv tiCvucs Cvotsوقد تطورت دراسة التاريخ بعد العصور الوسطى حيث اخذ
اصبح لو منيجو وأصوليا لمعوالم الداللة" مع األفكار +ع األشخاص ع األشياء " عناية
واعية بالمراتب المسؤولة عن تماسك المجتمع.
وأل ن التاريخ بحاجة إلى مناىج الفكر الفمسفي فقد اتسع مجال فمسفة التاريخ
حتىاصبحت مصطمحا يشير الى جانبين مختمفين من جوانب دراسة التاريخ الجانب األول
يتعمق بدراسة مناىج البحث فيو من الوجية الفمسفية وىذه الدراسة تنضمن – في جممتيا –
الفحص النقدي الدقيق وىو يدخل في مجال النشاط التحميمي ،واما الجانب اآلخر فيو النشاط
التركيبي وفيو يبحث الدارس عن اشمل راي يمكن من تفسير معنى الحياةة ىدفيا حيث
تكتمل بو نظرة شاممة الى الوجود أو صورة كاممة عن الكون والحياة .ومن خالل ذلك نصل
الى تحديد الموقع الحقيقي لمحضارة وفمسفتيا بين كل من التاريخ والفمسفة فيي تقع في
المنتصف بينيما .كما نجد أن توينيي يركز في دراستو لمحضارة عمى النزعة الدينية .فيو يرد
الحضارات إلى األديان ذلك أن االمبراطوريات ليست المقياس األمثل في تفسير الحضارات.
بل ىي الفكرة الدينية والتي تقوم عمييا فكرة تويني التارخية بكامميا ،وانما الحضارة تنطمق
منيا .وبأن المجتمعات البشرية كل متماسك حيث إن الحضارة السميمة شيء متكامل
فنشاطيا اإلقتصادي ال ينفصل عن مقاييسيا الخمفية ،ومنو يبدو ان لمفكرة الدينية أىميتيا في
تفسير تويني لمحضارة وشروط قياميا .وال يعتد بمقياس التوسع االمبراطوري لبناء الحضارة
أي القوة والتوسع ،إذ تمجا االقمية المسيطرة إلى التوسع حينما تفقد مقومات اإلبداع وذلك
عمى خالف األديان وتأثيرىا إذ وراء كل حضارة من الحضارات القائمة ديانة عالمية.
فالعقائد الدينية ىي التي تسير مجرى التاريخ .مثال ذلك الحضارة الغربية "األوربية
واألمريكية" المسيحية والحضارة الشرقية "روسيا والبمقاد" األرثوذكسية والحضارة اإلسالمية
اإلسالم ....
فالحضارة كما سبق وأن ذكرنا ىي كممة تصف مرحمة متقدمة من المجتمعات البشرية
متطورة من منظماتيا االجتماعية وثقافتيا وطريقة وأسموب حياتيا في فترة
ّ تتضمن أشكاالً
زمنية معينة ،وىي تشمل جميع الجوانب كالزراعة والصناعة واألعراف االجتماعية المشتركة
وطريقة الحكم والقانون والفنون وغيرىا ،كما أنيا تشمل الجانبين الروحي والمادي معاً ،وقد
تطورت الحضارات المبكرة بين 4000و 3000قبل الميالد ،وذلك عندما ازدىرت الزراعة
والتجارة والمين واالىتمامات األخرى المختمفة ،وقد ظيرت الحضارات ألول مرة في بالد ما
بين النيرين (العراق) والحقًا في مصر ثم ازدىرت في وادي السند والصين وأمريكا الوسطى
(المكسيك) ،وفي نياية المطاف يمكن القول بأن الحضارات تطورت وازدىرت في جميع
القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية.
المظهر السياسي:
ىناك عدة جوانب ييتم المظير السياسي فييا نذكر من أىميا ما يأتي:
ييتم المظير السياسي أيضاً بدراسة أشكال الحكومات والتي يظير أنيا كانت في الماضي
عادةً تحت قيادة المموك والممكات الذين نظموا الجيوش لحماية شعوبيم ،ووضعوا القوانين
ٍ
أشكال أخرى عبر الزمن لتنظيم حياة رعاياىم ومواطنييم ،ثم تطورت ىذه الحكومات إلى
وحتى يومنا ىذا.
وأخي اًر فيو يبحث في ىياكل الحكم واإلدارة وأنواع الحكومات دستورية أم مطمقة ،ممكية أم
جميورية ،والمؤسسات اإلدارية والمحمية التي تنتمي إلى المجتمع.
المظهر االقتصادي:
يبحث المظير االقتصادي في وسائل اإلنتاج الزراعي والتجارة وتبادل المنتجات ووسائل
اإلنتاج الصناعي أيضاً والسموكيات االقتصادية لألفراد كاالستيالك واالدخار واالستثمار
وغيرىا.
المظهر االجتماعي:
يبحث في الييكمية التي تتشكل وتُبنى منيا المجتمعات وأنظمتيا وييتم أيضاً بدراسة الجوانب
المتعمقة بالعائمة والمرأة واآلداب واألعياد.
كما ُيعنى بطبقات المجتمع والتي انقسمت تاريخياً حسب القوة االقتصادية في كثير من
الحضارات فكانت لدينا الطبقات المختمفة كاألسياد والعبيد والطبقات المتوسطة بينيما وقد
تغيرت أشكال ىذه الطبقات ومسمياتيا حسب المجتمعات واألزمنة وصوالً إلى اليوم والتي
يغطييا جميعاً ىذا الجانب.
المظهر الفكري:
ييتم بالموروث الفكري لممجتمعات وغالباً ما يدرس تمك المكتوبة منيا فقد استخدمت
الحضارات األولى الكتابة كطريقة لمتعبير اإلبداعي وكانت ىذه أول األعمال األدبية في
العالم.
كما ييتم أيضاً بكل ما أنتجتو المجتمعات في مختمف الحقول الفكرية من فمسفة وأدب وعموم
ومنطق وغيرىا.
المظهر الفني:
الفنون التي مارستيا المجتمعات كالنحت والموسيقى والعمارة والرسم وغيرىا بصفتيا شكالً
ميماً من أشكال التعبير.
ييتم بالجانب المعماري أيضاً ويشمل من خاللو كل ما قام المعماريون ببنائو من معابد وأبنية
وأيضاً ما شيدوه من آثار ال زالت ماثمةً وحاضرةً لمعيان.
كما يبحث في األعمال الفنية والنتاج اإلبداعي الذي ظير في المجتمعات كالموحات
والمجسمات والتماثيل حيث استخدميا الفنانون لتصوير قصص الطبيعة وتاريخ األمم
وحكاياىا وأمجادىا.
المطمب الثاني :أبرز الحضارات
تاريخ البشرية يمتد آلالف السنين ،وقد شيدت العديد من الحضارات الميمة التي تركت
بصمتيا في التاريخ .فيما يمي أبرز الحضارات بالتفصيل:1
.1حضارة سومر :تعتبر حضارة سومر أول حضارة ظيرت في منطقة الشرق األدنى
القديم في جنوب العراق حوالي 4500قبل الميالد .وكانت تعتمد عمى الزراعة والري
والتجارة ،وقد أسس السومريون أول الكتابات المعروفة (الكتابة السومرية) وبنوا أول
المدن والمعابد والمدافن.
.2حضارة مصر القديمة :تعد حضارة مصر القديمة واحدة من أعظم الحضارات في
التاريخ ،وقد استمرت ألكثر من 3000سنة .كانت تعتمد عمى نير النيل والزراعة،
وتطورت في مجاالت مثل اليندسة والعمارة والفنون والطب.
.4حضارة الصين القديمة :تعد حضارة الصين القديمة واحدة من أقدم الحضارات في
شرق آسيا ،وتمتد تاريخيا ألكثر من 5000سنة .تشتير بتطورىا في مجاالت مثل
الزراعة والعمارة والفنون والفمسفة ،وقد ساىمت بشكل كبير في تطور العديد من
االبتكارات واالختراعات مثل الورق والبوصمة والبارود.
.5حضارة اإلغريق القديمة :تعتبر حضارة اإلغريق القديمة واحدة من أىم الحضارات
في عصور قديمة ،وتمتد تاريخيا من القرن الثاني عشر قبل الميالد حتى القرن الرابع
قبل الميالد .تشتير بتطورىا في مجاالت مثل الفمسفة واألدب والعمارة والرياضة ،وقد
ساىمت في تشكيل الثقافة الغربية.
1
انظر محمود شاكر ،موسوعة الحضارات القديمة والحديثة ،ج ،0ص.72
ىذه فقط بعض الحضارات الميمة التي تركت بصمتيا في التاريخ ،وىناك العديد من
الحضارات األخرى التي ليا أىميتيا الخاصة.
تعد المشاىد الحضارية من أىم المظاىر التي تعبر عن تطور المجتمعات البشرية وتركت
بصمات في التاريخ .وفيما يمي بعض المشاىد الحضارية البارزة بالتفصيل:1
-1بناء األىرامات في مصر القديمة :تُعتبر األىرامات من أعظم اإلنجازات اليندسية في
التاريخ ،حيث تم بناءىا في العصور القديمة لتكون مقابر لمفراعنة .تتميز بتصميميا
الدقيق واستخدام التقنيات المعمارية المذىمة.
-2مدينة بومبي باإلمبراطورية الرومانية :تعتبر مدينة بومبي في إيطاليا من أىم اآلثار
حاليا .تعرضت المدينة لثوران بركاني في القرن األول قبل ً الرومانية المحفوظة
الميالد مما أدى إلى دفنيا تحت الرماد البركاني .تم اكتشاف المدينة في القرن الثامن
عشر ،وىي اليوم تعرض مقتنيات وآثار الحضارة الرومانية.
1
انظر محمد سعيد حمدان ،الحضارات البشرية ومنجزاتها ،7101 ،الشركة العربية المتحدة للتسويق و التوريدات ،ص.14-13
-5الحضارة اإلسالمية في األندلس :تعتبر األندلس المرحمة اإلسالمية في جنوب إسبانيا
مركز لمعموم والثقافة
ًا من أىم المشاىد الحضارية التي شيدتيا أوروبا .كانت األندلس
والفنون ،وقد تميزت بالعمارة اإلسالمية الرائعة مثل القصور والمساجد والحدائق.
ىذه مجرد بعض المشاىد الحضارية البارزة التي يمكن ذكرىا ،وىناك العديد من المشاىد
األخرى التي تعكس تطور الحضارات البشرية عمى مر التاريخ.
خاتمة
في النياية يمكن القول بأن الحضارة ىي نتاج الثقافة والتطور والتواصل بين
البشر ،إنيا العالمة المميزة لتطور المجتمعات وتقدميا في مختمف المجاالت مثل
العموم والفنون والتكنولوجيا والعمارة واألدب وغيرىا.
تزخر الحضارة بالفكر واالبتكار والتعاون ،وىي تعكس قدرة اإلنسان عمى التكيف
واالستفادة من موارده الطبيعية وتحويميا لصالحو.
تساىم الحضارة في تطوير البشرية وتعزز التواصل والتفاىم بين الثقافات المختمفة.
فالحضرة ىي إرثنا الذي نتركو لألجيال القادمة لذا يجب أن معمل عمى تعزيز
القيم اإلنسانية األساسية والعمل عمى تحقيق التقدم والتطور بشكل شامل وعادل،
فيي رمز اليوية اإلنسانية وسبيمنا لمتعبير عن أنفسنا وتحقيق إمكاناتنا الكاممة.
قائمة المراجع
عمر فروخ ،تجديد التاريخ في تعميمو وتدوينو ،2017 ،دار الباحث ،بيروت.
حسين مؤنس ،التاريخ والمؤرخون ،دار المعارف.1985 ،
( ابن منظور) جمال الدين :لسان العرب ،القاىرة ،دار الحديث 2 2/485 ،2003
(أنيس) إبراىيم وآخرون :المعجم الوسيط ،اسطنبول ،المكتبة اإلسالمية ،د.ت
.1/181
( بدوي) أحمد زكي معجم .مصطمحات العموم االجتماعية ،ط ،2بيروت ،مكتبة
لبنان ،1982 ،ص ( 62لبيب) فخري :صراع الحضارات أم حوار الثقافات القاىرة،
منظمة تضامن الشعوب اإلفريقية األسيوية.1990 ،
ابن خمدون ،مقدمة ابن خمدون لكتاب ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر
ومن عاصرىم من ذوي السمطان األكبر ،دار الفكر ،2007بيروت.
محمود شاكر ،موسوعة الحضارات القديمة والحديثة ،ج.1
محمد سعيد حمدان ،الحضارات البشرية ومنجزاتيا ،2010 ،الشركة العربية المتحدة
لمتسويق و التوريدات .