Professional Documents
Culture Documents
النكاح
النكاح
مدخل :النكاح هذه الكلمة إذا أطلقت انصرفت إلى العالقة الشرعية التي تربط الذكر
باألنثى ،تمييزا لها من السففحاح( )1الذي هو عالقة محرمة ،وقد يعرب عنها أيضففا بالزواأل أل
كل واحد منهما زوأل لصاحبه.
وكلمة "زوأل" يف العربية ليسففففت مرالفا للعدل ا نا كما يتوهم كثير من الناس ،وإنما
يرال هبا ال َح ْر ُل الذي له َق ِرين كما قال ابن سفففيده( ،)2وقال ابن األنباري :ال يقال لال نين زوأل،
ال من الطير ،وال من شفففين من األشفففيان ،ولكن كل ى
ذكر وأنثى زوقا .يقال :زوقا حما
لال نين ،وال يقال لال نين زوأل حما هذا من كال الجهال بكال العرب .قال اهلل تعالى:
ى
شين من اإلناث والذكور(.)3 (فجعل منه الزوقين الذكر واألنثى) وكذلك كل
و قال الحران :ي قال ل لذكر واألنثى من كل نوع زو قا ،وعلى لسففففا العرب قان
الذكر َو ْاألُ ْن َثى) ،وقال سففففبحانهَ ( :ف َج َع َل مِ ْن ُه
الز ْو َق ْي ِن ّ
التنزيل قال سففففبحانه( :و َأ نه َخ َلق َّ
الز ْو َق ْي ِن الف َّفذك ََر َو ْاألُ ْن َثى) ،وقففال سففففبحففانففه( :أو يزوقهم ذكرانففا وإنففا ففا) .قففال الرا ف
َّ
او َق ُة لذكر واألنثى يف الحيوا نات ا ْل ُمت ََز ِ كل وا حد من القرينين من ا ّ األصففففب ها :ي قال ل ّ
َز ْوأل(.)4
فالعالقة الزوقية إذا هي عالقة تكامل نوعي ال يمكن أ تتصففففور بين مثلين()5؛ ولهذا
اختارت الشففففريعة لحز الزواأل تحديدا للتعبير عنها ،ألنه هو اللحز األنسفففف يف الو فففف
اللغوي.
) (1السحاح :الزنا ،وسمي الزنا سحاحا ألنه كا عن ير عقد ،كأنه بمنزلة المان المسحوح الذي ال يحبسه
شين؛ فكل واحد منهما سحح منيته أي لفقها بال حرمة أباحت لفقها؛ وكا أهل الجاهلية إذا خط الرقل
المرأة ،قال :نكحيني ،فإذا أرال الزنا ،قال :سافحيني .ينظر لسا العرب (سحح).
) (2المحكم والمحيط األعظم.525/7 :
) (3المذكر والمؤنث.516/1 :
) (4المحرلات يف ري القرآ .384 :
) (5ولذا يعرب عن العالقات المثلية بالشذوذ ،فإذا كانت بين الذكور فهي لواط ،وإذا كانت بين اإلناث فهي
سحاق.
2
والعالقة الزوقية هي أقد العالقات اإلنسففففانية على اإلطالق ،فهي تأيت قبل األبوة
واألمومة واألخوة ،فكل العالقات اإلنسففففانية هي فرع عن هذه العالقة وامتدال لها ،ومن
أقل خطورة هذه العالقة وقيمتها وقدنا الشففففريعة اإلسففففالمية توليها عناية خاصففففة ،ألنه
بصالحها واستقامتها تستقيم حياة الناس وتستمر ،وباختاللها يختل الوقول اإلنسا على
هذه األرض.
لقد كانت الشففريعة واعية بما أولع اهلل يف كال الجنسففين من لواف الشففهوة والتوقا يف
ميل بعضففهما لبعض ،فلم تقصففد لكبت ذلك وإماتته ،ولكنها سففعت لتهذيبه وتوقيهه ،عرب
مسلكين متكاملين:
-1فتارة يذكر أنه من سنن االنبيان وهدى المرسلين ،وأهنم القالة الذين يج علينا أ
نقتدي هبداهم( :ولقد أرسلنا رسال من قبلك ،وقعلنا لهم أزواقا وذرية) .وعن أبي أيوب
ر ي اهلل عنه أ رسول اهلل ﷺ قال( :أرب من سنن المرسلين :الحنان ،والتعطر ،والسواك،
والنكاح).
-2وتارة يذكره يف معرض االمتنا ( :واهلل قعل لكم من أنحسففكم أزواقا ،وقعل لكم
من أزواقكم بنين وححدة ،ورزقكم من الطيبات).
-3وأحيانا يتحدث عن كونه آية من آيات اهلل( :ومن آياته أ خلق لكم من أنحسففففكم
أزواقا لتسكنوا إليها ،وقعل بينكم مولة ورحمة ،إ يف ذلك آليات لقو يتحكرو ).
-4وأحيانا يعتربه خير متاع الدنيا :عن عبد اهلل بن عمرو بن العاص أ رسففففول اهلل ﷺ
قال( :الدنيا متاع ،وخير متاعها المرأة الصالحة).
-5وعدّ ه اإلسففففال من أسففففباب الرزق والغنى فقال تعالى( :وأنكحوا األيامى منكم
وال صالحين من عبالكم وإمائكم ،إ يكونوا فقران يغنهم اهلل من ف ضله ،واهلل وا س عليم)،
وعن أبي هريرة أ رسففول اهلل ﷺ قال ( :ال ة حق على اهلل عوهنم ،المجاهد يف سففبيل اهلل،
والمكا َت الذي يريد االلان ،والناكح الذي يريد العحاف).
3
-6كما كره اإلسال كل شين من شأنه تعسير النكاح فنهى عن العضل ،وعن اإلسراف
والمغاالة يف تكاليف الزواأل ،فعن َعائِ َش َة َع ِن النَّبِي ﷺ َأ َّنه َقالَ :أ ْع َظم النِّس ِ
ان َب َركَة َأ ْي َس ُر ُه َّن ُ َ ُ ِّ َ ْ
ُم ْؤنَة ،وسففففهل أسففففباب النكاح فشففففرع للرقل أ يخط ،وللمرأة أ تخط ،وللولي أ
يخط البنته.
اعتربت الشففريعة أ الزنا قريمة شففنيعة ،وكبيرة من الكبائر تجل على مرتكبها الحد
يف الدنيا ،والعذاب يف اآلخرة.
ﱼﱾﱿﲀﲁ ﲂﱴ(.)2
-سمته فاحشة( )1قال اهلل تعالى ﱵﭐﱺﱻ ﱽ
-وقعلته سففببا لغضفف اهلل تعالى وعقوبته على الدول التي ال تحاربه ،قال النبي عليه
اب اهللِ َع َّز َو َقل»
َّ ()3 ِ ِ
الزنَا ،إِ َّال َأ َح ُّلوا بِ َأ ْن ُحس ِه ْم ع َق َ
ِ
الصالة والسال « َما َظ َه َر في َق ْو ى ِّ
الر َبا َو ِّ
اس ﭬَ ،ق َالَ :ق َال َر ُسففففو ُل ﷺ: -واعتربته عمال خبيثا يتناىف م اإليما ف َع ِن ا ْب ِن َع َّب ى
ِ ال َي ْس ِر ُق ِحي َن َي ْس ِر ُق َو ُه َو ُم ْؤمِنَ ،و َ
ال َي ْزنِي ال َع ْبدُ ِحي َن َي ْزنِي َو ُه َو ُم ْؤمِنَ ،و َ
« َ
ال َي ْش َر ُب ح َ
ين
ال َي ْقت ُُل َو ُه َو ُم ْؤمِن»(.)4
َي ْش َر ُب َو ُه َو ُم ْؤمِنَ ،و َ
) (1وهو األمر القبيح البش الذي تتنزه عنه الطبائ السوية قال ابن األ ير :وكثيرا ما ترل الحاحشة بمعنى الزنا.
) (2اإلسران.32 :
) (3رواه أحمد ،وصححه ابن حبا .
اس يحارب الزنا يف عبيده ،يقول لهمَ « :م ْن َأ َرا َل مِن ُْك ُم ا ْل َبا َن َة ) (4أخرقه البخاري يف صحيحه ،وقد كا ابن عَ َّب ى
يما ِ مِ ْن َق ْلبِ ِهَ ،فإِ ْ َشا َن َأ ْ َي ُر َّل ُه َر َّل ُهَ ،وإِ ْ َشا َن َأ ْ َي ْمنَ َع ُه ِ
ُور ْاإل َ
ِ ِ ِ
زَ َّو ْقنَا ُهَ ،ال َيزْ ني من ُْك ُم الزَّ اني إِ َّال نَزَ َع ُ
اهلل ن َ
َمنَ َع ُه» .انظر مصنف ابن أبي شيبة.46/4 :
) (5متحق عليه
4
ول اهللِ ﷺ -وبينت أنه أكثر ما يدخل الناس النار فعن أبي هريرة ﭬ قالُ :سففلِ َل َر ُسفف ُ
الجنَّةََ ،ف َق َالَ :ت ْق َوى اهللِ َو ُح ْسففف ُن ُ
الخ ُل ِقَ ،و ُسفففلِ َل َع ْن َأ ْك َث ِر َما ُيدْ ِخ ُل َّاس َ
ِ
َع ْن َأ ْك َث ِر َما ُيدْ خ ُل الن َ
َّاس الن ََّارَ ،ف َق َال :ال َح ُم َوال َح ْر ُأل(.)1
الن َ
مفهومه أو تعريف النكاح
لغة :التداخل والتضففا ،تقول تناكحت األشففجار إذا لخل بعضففها يف بعض ،وأنكحت
البذر ،ونكحت الحصاة خف البعير.
األرض ُ
َ
والوطن تداخل فسففففمي نكاحا ،ويطلق مجازا على العقد ألنه بمعنى الجم ومآله إلى
الوطن ،وقيل :العكس ،وقيل :هو حقيقة فيهما معا(.)2
ويقال :كل نكاح يف كتاب اهلل تعالى فالمرال به العقد ،إال قوله تعالى{ :حتى تنكح
زوقا يره}( ،)3وقوله تعالى {وليستعحف الذين ال يجدو نكاحا} 4فالمرال به الصداق.
( )
اصطالحا :عقد على مجرل متعة التلذذ بآلمية ،ير موق قيمتها ،ببينة قبله ،ير عالم
عاقدُ ها حر َمتها ،إ حرمها الكتاب ،على المشهور ،أو اإلقماع ،على اآلخر (.)5
عقد :م صدر عقد ،تقول عقدت العهد والحبل( ،)6فانعقد ،ويطلق على الربط ،وو صل
الشففين بالشففين ،وعلى االلتزا به على سففبيل االسففتيثاق واإلحكا ،وعرب به الفتقاره إلى
المتعاقدين وهما الزوأل والولي وإلى المعقول عليه وهما المهر ومتعة التلذذ بالزوقة وإلى
المعقول به وهو الصيغة الدالة على اإليجاب والقبول.
على مجرد متعة التلذذ :أخرأل به عقول المناف فهي ال تعقد لمجرل المتعة والتلذذ،
وخرأل ملك اليمين أيضا وإ كانت فيه متعة أل العقد فيه شامل لملك الرقبة أيضا.
بآدمية :ليخرأل التمت بالطعا والشراب ،وقيل :احرتز بقوله بآلمية من الجنية.
غير مو جب قيمت ها :ليخرأل به األ مة المح َّل لة ،وهي التي أ باح سفففف يدُ ها و طأ ها لمن
اسفففتعارها ،فإ التلذذ هبا يوق على المتلذذ قيمتها ،وتبقى بيده على ملك اليمين ،م أ
تحليلها يصدق عليه عقد على مجرل التلذذ بآلمية ،فلهذا أخرقه.
غير عالم عاقدها حرمتها :أي بشففففرط كو المعقول عليها ير عالم عاقدها حرمة
نكاحها.
ر :مقصففففوله أ ما ُحر إن حرم ها الك تاب ،على المشهههههوو ،أو اعج مال ،على ا
بففالكتففاب العزيز كنكففاح البنففت واأل ،ليس حكمففه حكم النكففاح ،وأ وطففأه زنى على
الم شهور ،وأ ما حر باإلقماع كنكاح بنت األخ من الر اع ،فهل ي صدق عليه أنه نكاح
تثبت فيه لواز النكاح ،وترتت عليه آ اره ،ير أنه يحسخ لحساله إذا عثر عليه ،أو ال يصدق
عليه ذلك ويكو وطؤه زنى؟ قوال :المشهور منهما األول(.)1
احلكمة منه:
يف النكاح وندب إليه ،لما فيه من المصفففالح الشفففرعية لقد نبهنا إلى أ اإلسفففال ر
اهلل لينكم و َّب َت لكم يقينَ ُكم -أ ّ النِّ َ
كاح ُركن المعتربة ،قال ابن العربي :اعلموا ع ّلمكم ُ
الخ ْل ِق ،وقع َل ُه ِش ْر َعة من الخلق وال صالحَ ،شر َعه اهلل طريقا لن ِ
َمان َ ِ ِ
صلحة يف من أركا ِ الم
َ ُ َّ
ِلين ِ ِه ،ومنهاقا من سبِيلِ ِه.
وقال ابن راشد القحصي :الحكمة من الزواأل لف التوقا و وائل الشهوة ،واالستدالل
باللذة الحانية على اللذة الباقية ،وموافقة إرالة اهلل تعالى يف بقان النسففل إلى الوقت المعلو ،
وإرالة رسول اهلل ﷺ يف المكا رة(.)2
نعم الزواأل فيه كلحة من قهة الححاظ على الحقوق الواقبة بين الزوقين ،وكذا السعي
المضاعف يف كس الرزق الحالل ،ولكن مقابل هذه اآلفات فيه فوائد وهي ابتغان النسل،
وبقان العمل ،ووقول العحة والعصففمة .قال ابن حز :ولو عمل المسففلمو بكال من يزهد
يف النكاح النقط النسفل ،ولو انقط النسفل لبطل اإلسفال ،والجهال ،والدين ،و ل أهل
الكحر.
حكمه:
لما كا النكاح فيه معنى قضفففان الشفففهوة ،وفيه تحقيق العحاف ،فقد اختلف العلمان يف
حكمه ،فمنهم من قال :إنه مباح ،ألنه َن ْيل لذة وقضان شهوة ،فصار كسائر اللذات المقتضاة
ِقب َّلة ،ومنهم من قال إنه ُقربة ،ألنه تحصين للنحس وللغير عن الحرا ،وهذا هو الصحيح.
وأ صحاب هذا القول منهم من قعل هذه القربة من قبيل الم ستحبات وهم الجمهور،
ومنهم من قعلها من قبيل الواقبات وهم الظاهرية.
و سبب الخالف تعارض ظواهر الن صوص؛ فللظاهرية قوله تعالى :ﱵﭐ ﱺﱻﱼﱽ
ﲂﲄﲅﲆﲇ ﲈﲉﲊﲋﲌﱴ( )1وصففففيغة األمر يظهر منها ﱾ ﱿﲀﲁ ﲃ
اع مِنْ ُك ُم ال َبا َن َة َف ْل َيت ََز َّو ْأل ( ،)2ولهم قوله ﷺ يف حديث الوقوب .ولهم حديثَ ( :م ِن ْ
اسفففف َت َط َ
عن ُسنَّتي فليس مني". ذكر فيه التزويج" :فمن ر
الجمهور :أ اهلل ت عالى خ َّير يف اآل ية بين الن كاح وم لك اليمين ،والت ََّسفففف ّري و مذ ه
باتحاق ،فلو كا النكاح واقبا ما صففففح التخيير بينه وبين ملك بملك اليمين ُير واق
اليمين؛ إذ ال يصففففح على مذه أهل األصففففول التخيير بين واق وما ليس بواق ،أل
ذلك ُم َؤ ٍّل إلى إبطال حقيقة الواق ،وأ يكو تاركه ير آ م.
ولهم أيضفففففا قول اهلل تعففالى{ :إِ َّال َع َلى َأ ْز َو ِ
اق ِه ْم َأ ْو َم فا َم َل َك ف ْت َأ ْي َم فان ُُه ْم َف فإِن َُّه ْم َ ْي ُر
َم ُلومِي َن} وال يقال يف الواق :أنت ير ملو إ فعلته.
ف ااا ااد :وأ ما من قال بأ حد يث ال بانة ال يدل على الوقوب لقو له ﷺ :ومن لم
يسففتط فعليه بالصففو ألنه خ ّير بينه وبين الصففو ،والصففو المذكور ها هنا ليس بواق ،
فليس هذا األمر كذلك ،أل الحديث رت فقال" :ومن لم يسفففتط فعليه بالصفففو " وهذا
ير مسففتحيل أ ُيجم فيه بين واق و ير واق ؛ فيصففح أ يقول قائل :أوقبت عليك
أ تحعل كذا ،فإ لم تستط فأندبك إلى كذا(.)1
مالك أ النكاح مندوب إليه .وقد يختلف حكمه بحسفففف والذي يطلق من مذه
ينكف عن الزنا .ويكو مندو ًبا إليه يف
ُّ اختالف األحوال؛ فيجب تارة عندنا يف حق من ال
حق من يكو مشففتهيا له وال يخشففى على نحسففه الوقوع يف المحر وال ينقط به عن أفعال
مكروها لمن ال يشفففتهيه وينقط به عن عبالته وقرباته .وقد يختلف فيمن ال
ً الخير .ويكو
يشتهيه وال ينقط به عن فعل الخير ،فيقالُ :يندب إليه للظواهر الوارلة يف الشرع بالرت ي
فيه .وقد يقال :يكو يف حقه مباحا(.)2
الركن ما ال يتم الشين إال به ،سوان أكا قزنا منه ،أ الزما له .وأركا النكاح خمسة:
الصدَ ُاق(.)1
الز ْو َقةَُ ،و َّ الصي َغةَُ ،وا ْل َول ِ ُّيَ ،و َّ
الز ْو ُألَ ،و َّ ِّ
أوال :الصيغة ،لحز( )2يدل على التأبيد مدة الحياة.
وينع قد باللحز الصففففريح يف الن كاح م ثل :أنك حت ،وزو قت ،وأ ما بالك نا ية كب عت
ووهبت وملكت فأقوال ال ة:
ق :1يمن مطلقففا ،لقول النبي ﷺ «أوصففففيكم بففالنسفففففان خيرا فففإهنن عنففدكم عوا
اتخذتموهن بأمانة اهلل ،واستحللتم فروقهن بكلمة اهلل» ،وكلمة اهلل التي أمرنا باالستحالل
هبا :اإلنكاح والتزويج ،وبه قال الشافعي.
ق :2يجوز بكففل لحز يقتضففففي التففأبيففد لو التوقيففت ،فينعقففد بملكففت ،ووهبفت(،)3
واسفتدلوا بحديث سفهل بن سفعد :م َّل ْكتكها بما معك من القرآ ،وبقوله تعالى :ﱵﭐﲤ
ﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﱴ ،وأما األلحاظ التي ال تدل على التأبيد مدة
الحياة ،كلحز العارية ،والرهن ،والوصية فإنه ال ينعقد هبا النكاح .وبه قال الجمهور
ق :3ال يجوز من ألحاظ الكناية إال الهبة ،بشرط تسمية الصداق .قاله بعض المالكية.
سففففب الخالف :إذا اسففففتعمل لحز مو ففففوع لعقد يف عقد آخر هل العربة باللحز أ
بالمعنى؟
عرب باللحز أل النكاح يحتقر إلى التصريح ليق اإلشهال عليه. )(2
قال السرخسي :لما كا النكاح كالملك للحرأل يستباح به الوطن ،قاز بلحز الهبة والبي كناية ،وباب الكناية )(
3
ليس حكما شرعيا وإنما هو نظر لغوي ،وقد قرت االستعارة يف كال العرب واستعملت يف القرآ ،كقوله
تعالى( :إ أرا أعصر خمرا) ،وقولهم :مازلنا نطأ السمان حتى أتيناكم ،والبي والهبة ملك الرقبة ،وملك
الرقب ة سب يف ملك المتعة ،والمقصول من النكاح ملك المتعة ،وهو خاص بالزوأل ،وهو من يملك رفعه
بالطالق .ينظر المبسوط60/5 :
9
الصههههووو ا ولى :أ تقيد بشففففرط الخيار( ،)1فإ كا يف المجلس قاز ،وإ كا لليو
واليومين فممنوع.
الصهههووو اليانية :أ يتقيد اإليجاب بوقت ،فإ كا الوقت معينا بطل العقد ،كقوله :إ
مضت سنة زوقتك ابنتي .وإ لم يكن معينا كتعليقه على الموت مثل إذا مت فقد زوقتك
ابنتي ،وكا مريضا قاز( ،)2وإ كا يف الصحة ،فحيه قوال .
الصووو اليالية :أ يتقيد بأقل وهو نكاح المتعة ويحسخ أبدا.
وأما القبول من الزوأل فيكحي فيه كل لحز يدل على القبول من ير لزو صفففيغة معينة،
ولو ابتدأ الزوأل ف قال للولي :زوقني فالنة ،فقال :فعلت ،صففففح ،فال فرق بين أ يبتدئ
الولي أو الزوأل.
فإ قال :ال أر ففى ،لم ينحعه ،ألنه هو من طل التزويج وذلك يقتضففي ر ففاه مسفبقا،
وال هزل يف النكاح ،بخالف البي ( ،)3أل العالة قارية بمسففففاومة السففففل وإيقافها للبي يف
قصد معرفة األ ما ،
األسواق ،فناس أال يلزمه ذلك يف البي إذا حلف ،الحتمال أ يكو َ
وال كذلك النكاح.
اخلطبة:
ويسفففتح للناكح أ يوطئ للعقد بالخطبة ،ألهنا هدي السفففلف ،ولما بت من عمو
يه بِ َح ْم ِد اهللِ َأ ْق َط ُ (. )4
ال َال يبدَ ُأ فِ ِ ِ
قول النبي ﷺ «ك ُُّل َأ ْم ىر ذي َب ى ُ ْ
يورل من ُ
الخط يف استدعان النكاح واإلقابة إليه ،وهو يف ير وهي بكسر الخان ما َ
الخطبة بضم الخان( ،)5وال يستح إطالة الكال فيها بل تقليلها أف ضل ،وصحتها :أ ذلك ُ
ِ
يحمد اهلل تعالى ويثنى عليه ويصلي على نبيه عليه الصالة والسال ،م يقولَ ( :يا َأ ُّي َها ا َّلذ َ
ين
)(
2
كثيرا ما يشبهو النكاح بالبي ،إال أ بينهما فرقا ،فالنكاح مبني على المكارمة ،ولهذا فهو أوس يف باب )(
3
الصداق ،وهو يف العقد أ يق من البي ،أل هزله قد ،وال خيار فيه.
أخرقه أبو لاول والنسائي يف السنن. )(
4
والمحاولة للنكاح ،ألنه أمر ير مقدر ،وال يتعين له أول وال آخر.
10
والخطبة يف استدعان النكاح مستحبة وليست بواقبة ،وعلى ذلك قمي الحقهان ،وقال
لاول الظاهري :هي واقبة ،والدليل على صففففحة ما ذه إليه الجمهور حديث سففففهل بن
سففففعد ،وفيه :أ النبي ﷺ قال للذي لم يجد خاتما من حديد ،قد ملكتكها بما معك من
القرآ ».
النظر إلى المخطوبة:
األصل يف النظر إلى المرأة األقنبية الحرمة ،فقد أمر اهلل المؤمنين بغض البصر ،وهنت
السنة عن إتباع النظرة النظرة ،وبينت أهنا سهم من سها إبليس ،ومن شيم الصالحين أهنم
يغضو أبصارهم ،بل هذا الخلق كا محمولا يف الجاهلية ،فقد قال شاعرهم:
والحكمة يف تحريم النظر بين الرقال والنسان أل الدواعي متوفرة فيهما على شيلين:
أحدهما :الشهوة.
ر :التناسل الذي هو يف ِ
الجبِ َّلة. وا
النففاظر والمنظور إليففه ،بخالف نظر وكففل ذلففك موقول يف الجففانبين ،أعني :قففان ف
الرقال إلى الرقال ،ونظر النسان إلى النسان.
وكل ما يحذر فيما بين الرقال والنسان ،أوله النظر ،والقائد إليه البصر ،فبحس ذلك،
اشتد األمر يف هذين البابين ،فاعلم ذلك(.)1
لكن الشففريعة إذا كانت ففيقت يف النظر بين الجنسففين سففدا للذريعة ،فإهنا فتحت هذه
الذريعة إذا أمن الحرا كما يف النظر بين المحار ،أو إذا كا النظر يحضففففي إلى الحالل،
إلى عل يه أ نه ذري عة للحالل ك ناظر ال خا ط كنظر الر قل إلى زوق ته ،أو كا ال غا ل
مخطوبته ،ونظرها هي إليه ،فقد روى قابر قال :قال رسففففول اهلل ﷺ :إذا خط أحدكم
المرأة فإ اسففففتطاع أ ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليحعل .قال :فخطبت امرأة فكنت
أتخبأ لها حتى رأيت منها ما لعا إلى نكاحها فتزوقتها(.)2
وألمحت الشففففريعة إلى معنى آخر يف النظر بين الخطيبين وهو أنه لما كا النكاح من
أعظم العقول والموا يق وينبغي الحرص على بقففائففه ،وعلمففت أ ممففا يعين على بقففائففه
حصففففول االقتناع ،أقازت النظر بينهما ألنه وسففففيلة هذا االقتناع ،فقد ورل عن المغيرة بن
شعبة ر ي اهلل تعالى عنه قال :خطبت امرأة فقال لي ر سول اهلل ﷺ :أنظرت إليها؟ قلت:
ال ،قال :فانظر إليها فإنه أحرى أ يؤل بينكما(.)3
النظرة الشرعية:
وبنان على هذه الن صوص أقاز الحقهان النظر إلى المخطوبة ،بل منهم من رأى أ ذلك
مطلوب على سبيل الندب ،لكنهم اشرتطوا لمشروعية النظر:
-أ يعلم أنه يجاب إلى نكاحها ،أو يغل على ظنه.
وأما ما روي عن المالكية من من النظر للمخطوبة فراق إلى التلصففففي عليها ،للال
يتطرق الحساق للنظر للنسان ويقولو :نحن خطاب ،أما إ كا بعلم منها إ كانت رشيدة،
فجائز.
الر قل أوله ما :أ تكو الخط بة ب عد الركو ( ،)1قال ما لك :النهي هي أ يخ ط
المرأة فرتكن إليه ،ويتحقا على صففففداق واحد معلو ،وقد ترا ففففيا ،فهي تشففففرتط عليه
لنحسففففها ،فتلك التي هنى أ يخطبها الرقل على خطبة أخيه ،ولم يعن بذلك إذا خط
الرقل المرأة فلم يوافقها أمره ولم تركن إليه أ ال يخطبها أحد فهذا باب فسال يدخل على
الناس(.)2
أما الخطبة على الخطبة قبل الركو فجائزة ،لما روي عن قرير البجلي أ عمر بن
عليففه امرأة من لوس ،م أمره مروا بن الحكم من بعففده أ الخطففاب أمره أ يخط ف
يخطبها عليه ،م أمره عبد اهلل بن عمر بعد ذلك ،فدخل عليها فأخربها هبم األول فاألول،
م خطبها معهم لنحسففففه ،فقالت :واهلل ما ألري أتلع أ أنت قال؟ قال :بل قال ،فنكحته
فولدت له ولدين(.)3
انيهما :أال يكو من ركنت إليه رقل سففففون ،فإ كا رقل سففففون فإنه ال حرمة له إذا
خطبها رقل صففففالح بعده ،فالواق عليها أ ترله ،وعلى وليها أ يحضففففها على تزويج
الركو :عند أهل اللغة السكو إلى الشين بالمحبة له واإلنصات إليه ونقيضه النحور عنه ،ومن ذلك قوله )(1
الرقل ال صالح الذي يعلمها الخير ،ويعينها عليه .قال ابن القا سم :وأرقو أ ال يكو هني
عن أ يخط أحدكم على خطبة أخيه ،إال يف رقلين صالحين. النبي
14
الثان :ي
الول ي الركن
الوالية يف اللغة :تدل على القرب والدنو ،يقال :تباعد بعد َو ْل ىي ،أيُ :ق ْرب ،وقلس
مما يليني ،أي :يقاربني.
والوالية بحتح الواو ،بمعنى النصفففرة ،والتولي ،ومنه قوله تعالىَ َ:ما َل ُك ْم مِ ْن َو َال َيتِ ِه ْم
َ
ِ
والخطة واإلمارة والملك. مِ ْن َش ْي ىن ﴾ ،وبكسرها :السلطا
قال ابن األ ير رحمه اهلل" :وكأ الوالية تشففعر بالتدبير والقدرة والحعل ،وما لم يجتم
ذلك فيها لم ينطلق عليه اسم الولي".
"والولي -فع يل بمعنى فا عل" من ول ي ُه :إذا قا به ،وتولى أمره ،وأ عا نه ،ونصففففره
اهلل َول ِ ُّي ا َّل ِذي َن َآ َمنُوا ﴾ ،أي :نصففففيرهم وظهيرهم ويتوالهم
وأح به ،وم نه قو له ت عالىُ َ :
بعونه وتوفيقه" ،وبمعنى محعول يف حق المطي ،ومنه قيل للمؤمن :ولي اهلل.
وولي المرأة :الذي يلي عقد النكاح عليها ،وال يدعها تستبد بعقد النكاح لونه.
الجمهور أ الولي ركن من أركا النكاح ،وخالحهم أبو حنيحة( ،)1واسففففتدل مذه
الجمهور لمذهبهم بأحاليث عدة منها:
-ما رواه أبو هريرة ﭬأنه عليه الصففففالة والسففففال قال" :ال تزوأل المرأ ُة المرأة وال
المرأة نحسها ،فإ الزانية هي التي تزوأل نحسها".
لليلهم ما روي أ امرأة زوقت ابنتها بر اها فجان أولياؤها فخا صموها إلى علي -ر ي اهلل عنه -فأقاز )(
1
النكاح .قالوا فحي هذا لليل على أ المرأة تزوأل نحسففففها ،وقال محمد بن الحسففففن :يتوقف نكاحها على
إقازة الولي سففففوان زوقت نحسففففها من كفن أو ير كفن فإ أقازه الولي قاز وإ أبطله بطل .وقال أبو
يوسف :األحوط أ يجعل عقدها موقوفا على إقازة الولي .انظر المبسوط للسرخسي.13-10/5 :
أخرقه أبو لاول )(
2
15
-وقو له ﷺ« :ال تنكح المرأة بغير إذ ولي ها فإ نك حت فن كاح ها با طل ،فن كاح ها
اشتجروا
َ باطل ،فنكاحها باطل -الث مرات -فإ أصاهبا فلها مهرها بما أصاب منها ،فإ
ولي له».
ولي من ال َّ
ُّ فالسلطا
واسفففتدلوا أيضفففا بآيات من القرآ تحيد اشفففرتاط الولي ،فقالوا إ اهلل سفففبحانه خاط
وه َّن َأ ْ َينكِ ْح َن
األوليان يف النكاح فقالَ { :و َأنكِ ُحوا األَ َيا َمى مِنْ ُك ْم}( ،)1وقالَ { :فال َت ْع ُضفففف ُل ُ
دل ذلك على أ األوليان لهم م الن سان إذنا يف وف}( )2ف َّ َأ ْزواقهن إِ َذا َترا َ وا بينَهم بِا ْلمعر ِ
َ ْ َْ ُ ْ َ ْ ُ َ َ ُ َّ
أنحسففهن ،ولوال هذا الحق لما نزل النهي عن العضففل يف شففأ م ْعقل بن يسففار لما امتن عن
إرقاع أخته إلى زوقها السابق بعدما بانت منه.
وقد فهم الصففففحابة من هذه األحاليث أ الولي شففففرط يف صففففحة النكاح ،فقال عمر
ﭬ :ال تنكح المرأة إال بإذ وليها ،أو ذي الرأي من أهلها أو السلطا .
قال مالك :وذو الرأي من أهلها :الرقل من العصففففبة أو العشففففيرة أو الحخذ ،وكذلك
المعتق ،وليس العبد والمرأة من األوليان.
ثانيهما :أ المرأة لها قيمة عند أهلها ،قال القا ففففي عبد الوهاب :وإنما كا الولي
شففرطا يف النكاح حياطة للحروأل للال تحمل المرأ َة شففهو ُة النكاح إلى و فف نحسففها يف ير
ك ى
ُفن ،ف ُت ْل ِ
ح ُق عارا بأوليائها(.)4
مراتب األولياء:
الوالية يف النكاح على ففففربين عامة وخاصففففة ،فالعامة هي أ المسففففلمين يف النكاح
َات َب ْع ُضف ُه ْم َأ ْول ِ َيا ُن
بعضفهم أوليان بعض بحق الديانة قال اهلل عز وقل { َوا ْل ُم ْؤمِنُو َ َوا ْل ُم ْؤمِن ُ
ض} ،والوالية الخاصففففة والية النسفففف والقرابة ،لقول اهلل عز وقل { َو ُأو ُلو األَ ْر َحا ِ َب ْع ى
المقدمة.
ض} ،ووالية النس هي ُ َب ْع ُض ُه ْم َأ ْو َلى بِ َب ْع ى
وإذا تزاحم األوليان فأوالهم األب ،م األخ ،وابن األخ وإ سفف ُحل ،م الجد ،م العم،
م ابن العم وإ سففحل .والبِ ْكر والثي يف هذا سففوان؛ إال أ يكو للثي ولد ،أو ولد ولد،
فيقدَّ على األب( .)1ويسفففتح للمرأة إذا لم يكن لها ولي نسففف أ ُتوكِّل من المسفففلمين
رقال َل ِّينا فا ال ،وال ُتوكِّل ير عدل.
فإ تسففففاوى األوليان يف الدرقة وتنازعوا فيمن يلي العقد بعد اتحاقهم على الزوأل،
فاألحق بالتقديم أفضففلهم م أسففنهم ،فإ تسففاووا يف الحضففل والسففن عقدوا قميعا ،وقيل
تتخير المرأة منهم من يتقد لعقدها.
أمفا إ اختلحوا يف تزويجهفا من هفذا الرقفل المتقفد إليهفا ،فر ففففيفه بعضففففهم ورله
اآلخرو ،فإنه يرف أمرها إلى السفففلطا لقوله ﷺ يف األوليان« :فإ اشفففتجروا فالسفففلطا
ولي من ال ولي له»
جب الول :هو تزويج من له الجرب من األوليان وليته بدو توقف على إذهنا ور اها.
ر
قال أبو الحسن اللخمي :المعروف من قول مالك أ الجرب يختي باآلبان ،وبمن أقامه
الزوأل الذي يزوأل ابنته منه .وقال القا ففففي
َ األب يف حياته ،أو بعد وفاته ،وإذا عين األب
عبد الو هاب :أ اإلقبار خاص باألب ألمر يرق إل يه ال يو قد يف يره ،وهو ما ق عل
سففبحانه يف اآلبان من الحنا والشففحقة والرأفة على الولد ،فكأ ما خصففوا به من ذلك ،يبلغ
هبم من االقتهال لبناهتم ما ال يبلغه يرهم.
وهذا الحق ابت لألب بال خالف يف ابنته البكر الصففففغيرة ،لقول اهلل عز وقل حكاية
عن شففففعي ى عليه السففففال َ ( :ق َال إِنِّي ُأ ِر يدُ َأ ْ ُأنكِ َح َك إِ ْحدَ ى ا ْبنَت ََّي َها َت ْي ِن) ( )2ولم يذكر
) (1انظر التبصرة للخمي ،1782 :قالوا أل االبن اقوى تعصيبا من األب.
)[(2القصي.]27 :
17
ررا فال يلزمها .والمق صول بال ضرر رر ،فإ كا تنبيه :الجرب مقيد بما إذا لم يكن
هو ال ضرر المحض ،أما أ يزوقها من ال ضرير ،واألعرأل ،فليس ب ضرر إ كا على وقه
النظر ،علمت به أو لم تعلم.
وقيل :إنه ربما كا هبا عي لم َيعلم به ولو علمه لم يزوقها ،فإذا اسففففتأذهنا أعلمته به
َفت ََح َّرز منه.
-وأما البنت البالغة فإ كانت بكرا فالمشفففهور عندنا أ األب يجربها ،لقول النبي ﷺ
«الثي أحق بنحسففها ،والبكر تسففتأمر وإذهنا صففماهتا» ،وقيل :ال يجربها األب ،وخاصففة إذا
كانت عانسا ،برز وقهها ،وصارت عارفة بمصالحها تباشر أمورها بنحسها.
فتبين هبذا أ المعنى الموق لإلقبار يف الصففغيرة قِ َّلة خربهتا باألمور ،وعد معرفتها
بمصالحها.
-وأما البكر المطلقة ،وهي التي طل قت قبل ا لدخول ،فإ أ قامت عند زوقها مدة
طويلة أقلها سفففنة وشفففهدت مشفففاهد النسفففان ،فإ األب ال يزوقها إال بر فففاها .فإ كانت
إقامتها عند زوقها يسيرة ولم يمسها كا له أ يزوقها بغير إذهنا(.)2
-وأما الثي البالغ وهي من ُوطلت وطلا يوق المهر والعدة ،فال قربا لألب عليها،
وال يعقد نكاحها إال بإذهنا.
تنبيه :الثي بعارض كالبكر ،فكل من زالت عذريتها بغير قماع فهي ملحقة بالبكر،
وأما من زالت عذريتها بجماع حرا كالزنا وخلعت قلباب الحيان فال تجرب ألهنا كالثي .
عضل الولي:
العضفففل هو المن ،وقد هنى اهلل سفففبحانه أوليان المرأة عن منعها من نكاح من تر فففاه،
ولكن هل يعد رل الولي للخاط والخاط َبين عضفففل يف حق موليته؟ قال ابن القاسفففم :وال
يكو األب عا ففففال البنته البكر البالغ يف ر ِّل ألول خاط ى أو خا َطب ْين حتى يتب َّين ففففرره.
كذلك إ كا األب ائبا فال يتقد عليه أحد يف ابنته ألنه هو من ينحق عليها فال ينبغي أ
يزوقها أحد إال بإذنه(.)1
وإذا لم ُي ْعرف من األب يف ذلك ففففرر لم يهجم الحاكم على ابنته يف إنكاحها إال أ
ُيعرف فففرره وإعضفففاله لها ،فإذا تب َّين ذلك منه ،فأرالت الجارية النكاح قال له اإلما :إما
أ تزوقها ،وإما زوقناها عليك ،أل النبي ﷺ قال« :ال َ َر َر وال ِ َرار».
-1الدين :وهو معترب يف الكحانة بال خالف ،فإ كا فاسففففقًا باعتقاله فقد صففففح عن
يزوقوا .وأما الحاسففففق بجوارحه فالظاهر منعه،
مالك أنه قال :ال يتزوأل إلى القدرية ،وال َّ
ولكن بعض الحق هان يتهربو من الحتوى يف هذا ،خو فا من أ يؤلي إلى فسففففخ كثير من
األنكحة.
-2النسفففف :المعترب يف الكحانة عند المالكية الدين لو النسفففف ،خالفا ألبي حنيحة
والشففافعي يف أهنا للنسف ،لقوله تعالى{ :إِ َّ َأك َْر َم ُك ْم ِعنْدَ اهللِ َأ ْت َقاك ُْم} ،وقوله عليه الصففالة
والسففففال « :إذا قانكم من تر ففففو لينه وأمانته فزوقوه إال تحعلوه تكن فتنة يف األرض
وفسال كبير» ،فاعترب الدين واألمانة لو النس .
)(1إذا انقط عنها نحقته وطال يبته فليزوقها اإلما أو وليها بر اها.
19
وذه بعض فقهان المالكية إلى أ النسفففف معترب ،وأولوا قول مالك على أنه خاص
بمن كا من أهل التقوى والدين ،أما إ لم يكن من أهل التقوى والصففففالح كا نكاحا
مرلولا.
-3الخلقة :لقول عمر ﭬ :ال يزوأل الرقل وليته للقبيح الذميم ،وال للشفففيخ الكبير.
فإ زوقها من ناقي ،فإ كا نقصفففًا يضفففر هبا كالجنو والجذا والربص ،أو يؤلي إلى
نقي الوطن كأ حد العيوب المثب تة لخ يار الرل ،لم يكن كحؤا ،و كا ل ها رل الن كاح ك ما
سيأيت .وإ كا النقي ير ذلك ،لم يثبت لها به خيار.
-4المال :والمقصففففول به أ يكو قالرا على اإلنحاق عليها ،فإ كا معدما يعجز عن
اإلنحاق عليها والقيا بحقوقها لم يكن كحؤا.
إنكاح اليتيمة:
قال مالك :وال تتزوأل اليتيمة حتى تبلغ وتأذ يف ذلك ،أل رسول اهلل ﷺ أمر باستلذا
اليتيمة ،وال إذ إال للبالغة.
وإذا بلغت اليتيمة فزوقها وليها بغير أمرها م أعلمها بالقرب فر يت قاز ،وال يكو
سففففكوهتا ها هنا ر ففففًا .وإنما لم يجعل سففففكوهتا ها هنا ر ففففًا لتعدِّ يه يف العقد عليها قبل
إعالمها ،فزال الحيان عنها الذي أوق أ يكو صمتها ر ا.
ﱴ ﱶﱷ ﱸﱹ
ﱵ -1أ يكو مسففففلمففًا لقولففه تعففالى :ﱵﭐﱰﱱﱲﱳ
احتقار
َ ﱺﱻﱼﱴ ،فحر اهلل زواأل الم سلمة من الكافر( )1أل يف ذلك
اإلسال واستيالن الكحار على المسلمين( ،)2فإ وق هذا النكاح فإنه يحسخ ،ولو
اسلم بعد العقد أل العقد وق فاسدا ،ويؤلب من أقد على ذلك ولو كا قاهال
،وقيل يصففففحح عنه لقوله تعالى :ﱵﭐ ﲓ ﲔ لجرأته على هتك حرمة اإلسففففال
ﲟ ﲠ ﲡ ﲢﱴ ، ﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞ
واختلف ىف حففد المرأة إذا تزوقتففه عففالمففة بففأ ذلففك ال يجوز ،قففال ابن محرز:
والصواب حدها ،وهى كالمسلم يتزوأل مجوسية عالمًا بذلك ،فقد قال مالك أنه
يرقم ،يعنى إذا كا محصنًا(.)3
-2أ يكو خاليا من موان النكاح وسيأيت بياهنا أ نان الحديث عن الركن الراب وهو
الزوقة.
-3أ يكو مميزا ،فال ينعقد نكاح المجنو والصففففغير ير المميز ،ويف انعقال نكاح
السكرا خالف.
ِ
مشكال ،فإ كا كذلك فالمنصوص أنه ال َينكح وال ُينكح(.)4 -4أال يكو خنثى
وهذه شففروط صففحة ،وهناك شففروط لزو وهي :الرشففد ،والبلو ،والحرية ،والطوع،
والحل.
) (1كل كافر بالحقيقة مشرك .انظر أحكا القرآ البن العربي.
ت ْاألُم ُة عَ َلى َأ َّ ا ْلم ْش ِر َك َال َي َط ُأ ا ْلمؤْ مِنَ َة بِ َو ْق ىه ،لِما فِي َذل ِ َك مِ َن ا ْل َغ َضا َ ِة عَ َلى ْ ِ
اإل ْس َال ِ. ) (2قال القرطبيَ :أقمع ِ
ْ َ َ
َ ُ ُ َّ
الجام ألحكا القرآ .72/3 :
) (3ينظر التو يح لخليل.590/3 :
الحنحية إلى أ الخنثى إ زوقه أبوه رقال فوصل إليه قاز ،وكذلك إ زوقه امرأة فوصل إليها، ) (4و ذه
أقل كالعنين.
وإال ِّ
21
قلنا إ الصففغير ال يصففح زواقه ،لكن إ قربه أبوه على الزواأل صففح زواقه ،وأما
إ زوقه ير األب كالوصي فإ كانت ذات شرف ،أو مال ،أو ابنة عم قربه على ذلك
وإال فال.
المغلوب على
ُ وأما المجنو فقيل حكمه كحكم الصففففغير ،وقيل :ينبغي أال يزوأل
عقله ،وقال اللخمي :إ خيف منه الحسال زوأل ،أل الحد وإ سقط عنه فال يعا على
الزنا.
وأما السفففحيه فالمشفففهور قواز قربه على النكاح ،وقيل ال يجرب ألنه لو زوقه أبوه
بمن ال يح طلقها ،وطالقه الز .
تنبيه :إذا تزوأل صفففبي مميز بغير إذ أبيه أو وصفففيه ،ومثله يقوى على الجماع ،فإ
أقازه من يلي عليه قاز ،كبيعه وشففففرائه بغير إذنه يجيزه على وقه النظر له ،وإ أرال
فسخه فسخه ،وإ فسخه قبل البنان أو بعده فال صداق لها.
صداق الصغري:
الصفداق ركن من أركا النكاح ،فهو ال يسفقط بحال حتى وإ كا الزوأل صفغيرا،
ولكن لما كا الصغير ال يصح نكاحه إال بإذ أبيه كا الصداق على األب إال إذا كا
االبن َمليا فالصفففداق عليه ال على األب ،والعربة بحاله عند العقد ال عند الدخول فمن
كا موسففرا عند العقد م أعسففر عند الدخول فالصففداق لين عليه ،وال ينتقل بإعسففاره
الطارئ إلى أبيه ،أما إ كا االبن فقيرا عند العقد فالصففففداق على األب ولو اشففففرتطه
على ابنه ،أل االبن ال مصلحة له يف تعمير ذمته بالصداق م عد حاقته إلى المرأة يف
الحال ،وال يلز االبن الحقير الصففداق المؤقل ولو أيسففر قبل حلول أقله ،أل العربة
بحاله عند العقد.
ولو أصفففدق األب من ماله عن ابنه ،وقبضفففت المرأة الصفففداق ،م طلق عند بلو ه
لما لم يتم له مراله فكا كهبة لم
وقبل الدخول ،رق نصففففف المهر إلى األب ألنه َّ
تقبل ،وقيل :بل يرق نصف المهر إلى االبن ألنه هبة مقبو ة(.)1
إذا من( )1األب ال صداق يف ماله لزمه ولو كا االبن مو سرا ،فإ مات األب قبل
لف الصداق ُأخذ من تركته قبل القسمة ،ولو طلق االبن امرأته قبل الدخول ولم تقبض
شيلا من صداقها رقعت بالنصف على األب ،وال يرق األب على االبن بشين.
وإ تعذر على المرأة أخذ صففففداقها من الحامل قبل الدخول فلها أ تمن نحسففففها
من الدخول حتى تقبض صففففداقها ،كالبائ له من سففففلعته حتى يقبض العوض .وكما
قعلوا للمرأة من نحسففففهففا حتى تقبضفففففه ،قعلوا للزوأل الخيففار بين لف الصفففففداق
والدخول ،أو يحارق وال شين عليه ،ولم يجربوه على لفعه وإ كا له مال.
وقال اللخمي :إ كا الحمل بر ففففاها لم يكن لها من نحسففففها ،أل هنا تحولت
بصداقها يف ذمة الحامل ،فلو مات الحامل فإهنا تتب تركته(.)2
ولو زوأل األب ابنه الرشففيد فقال االبن :إنما ظننت أ يكو الصففداق على األب،
وقال األب :إنما أرلت أ يكو على االبن ،فيحسففففخ النكاح وال شففففين على واحد
منهما ،وقيل :بل يحلحا ومن نكل منهما كا الصففففداق عليه ،فإ نكال معا يثبت
النكاح ،ويغر كل واحد منهما نصف الصداق.
وال يمضفي فما األب لصفداق ابنه الصفغير إذا كا ذلك يف مر فه؛ ألهنا وصفية
لوارث .ولو لخل هبا االبن يف مرض أبيه الذي مات فيه رلت ما أخذته من مال األب
إ أخذت شيلًا ،وتتب به الزوأل ،فإ صح األب من مر ه بت النكاح والضما .
ويف صفففحة هذا النكاح وفسفففخه قبل الدخول خالف ،أل بقانه معلقا على صفففحة
األب كالخيار يف النكاح ،وال خيار يف عقد النكاح .أما إ كا الضففففامن للصففففداق هو
أب الزوقة ،م مات من مر ففه ،فالنكاح صففحيح ،لكن هل يخرأل الصففداق من تركته
لكو الزوأل أقنبيا عنه ،أو ال يخرأل أل الصداق سيؤول إلى ابنته ،خالف.
) (1ما األب ابنه يف النكاح محمول على الحمل ال على الحمالة ،والحمل هو ما خرأل مخرأل الصلة والهبة
فهو الز ال رقوع فيه ،أما الحمالة فأ يتحمل بالحق فيؤليه عن المطلوب ويرق به عليه .انظر البهجة يف
شرح التححة.449/1 :
) (2ينظر التو يح.587/3 :
23
إذا ا شرتط ولي الزوقة على ال صغير شروطا يف العقد وأم ضاها وليه ،فإنه ال يلزمه
شفففين من تلك الشفففروط إال إذا قبلها بعد البلو ،أو علم هبا قبل الدخول ولخل ،فإنه
تلزمه ،أما إ رفضففففها قبل الدخول فعليها أ تتنازل عن الشففففرط ويثبت النكاح ،أو
يطلقها ولها نصف الصداق.
زواج السفيه بغري إذن ويله:
إذا تزوأل السففففحيه بغير إذ وليه فللولي فسففففخ النكاح وإمضففففاؤه ،فإ فسففففخ قبل
الدخول فال شين للمرأة من الصداق ،أما إ لخل هبا فحيه ال ة أقوال:
وروي أهنما يتوار ا ،ويمضففي الصففداق؛ أل النظر للسففحيه مختي بحال حياته،
ويحوت بموته ،ولذلك قازت وصيته ولم تجز هبته.
نكاح املحرم:
المحر عندنا ممنوع من عقد النكاح لنحسففففه أو لغيره ما لا محرما ،لقول النبي
ﷺ« :ال ينكح المحر وال ينكح»( ،)1وألهنا عبالة تمن الطي والوطن فمنعت عقد
النكاح كالعدة.
ول اهللِ ﷺ
تزوقها وهو حالل ،وروي عن ميمونة نحسففففها أهنا قالتَ « :ت َز َّو َقنِي َر ُسفففف ُ
َون َْح ُن َح َال َال ِ بِ َس ِرف».
أما الرقعة فله أ يراق زوقته ألنه ليس بابتدان عقد ،وإنما هو اسففففتصففففالح لما
انثلم منه.
نكاح املريض:
النكاح يف المرض المخوف الذي أشفففرف فيه صفففاحبه على الموت ال يجوز ،ألنه
إ رار بالور ة ،فإذا وق فسخ قبل البنان وبعده ،فإ صح قبل الحسخ بت النكاح ،أل
فساله ليس من قهة العقد ،وإنما من قهة حق الور ة ،ولها صداقها المسمى.
أما إ مات فإ كا قبل البنان فال صففداق للمرأة وال ميراث ،وإ كا بعد الدخول
فلها صداق المثل يف لثه ،وال تر ه.
25
:2المحرمات بالرضال
وال تسففري حرمة الر ففاع من قبل المر ف إال إلى االبن والبنت ما سففحال ،فيجوز
للرقل أ يتزوأل أخت ابنه من الر ففففاعة ،وأ ابنه وإ علت من الر ففففاعة ،وأ أخيه
من الر فففاعة ،إذ ال حرمة بينه وبين واحدة منهن ،بخالف النسففف ال يحل للرقل أ
يتزوأل أخت ابنه من النس ؛ ألهنا ربيبته ،وال قدة ابنه من النس ؛ ألهنا أ زوقته ،وال
أ أخيه من النس ف ؛ ألهنا زوقة أبيه .وكذلك للمرأة أ تتزوأل أخا ابنها من الر ففاعة،
وأبا ابنها من الر ففففاعة ،وأبا أخيها من الر ففففاعة ،إذ ال حرمة بينها وبين واحد منهم،
بخالف النس .
الفرل ا ول :لبن الفحل ،المقصففففول به زوأل المرأة التي لرت الل َبن من مائه ،وقد
ذه قمهور الحقهان إلى أ الححل ينزل منزلة األ فأوقبوا به التحريم ،فمن أر عت
فزوقها أبوها من الر اعة ،لقول اهلل تعالىَ ( :و َوال ِ ىد َو َما َو َلدَ ) ،ومعلو أ األب
صبية ْ
لم يلد ولده بالحمل والو ف كما صففنعت األ ،وإنما ولدهم بما كا من مائه المتولد
عنه الحمل واللبن ،فصففففار بذلك والدا كما صففففارت األ بالحمل والو فففف أما ،فإذا
أر عت بلبنه طحال كانت أمه وكا هو أباه(.)1
اس َت ْأ َذ َ ِ ِ ِ ِ
اهلل َعن َْهاَ ،أن ََّها َقا َل ْتَ :قا َن َع ِّمي م َن َّ
الر َ ا َعةَ ،ف ْ ولما روي َع ْن َعائ َش َة َر َي ُ
ول اهللِ ﷺ َف َسففف َأ ْل ُت ُه َع ْن ول اهللِ ﷺَ ،ف َجا َن َر ُسففف ُ َع َلي َف َأ َب ْي ُت َأ ْ آ َذ َ َل ُهَ ،حتَّى َأ ْسففف َأ َل َر ُسففف َ
َّ
الم ْر َأةُ، ِ ِ ِ َذل ِ َكَ ،ف َق َال« :إ َّن ُه َع ُّمكَ ،ف ْأ َذني َل ُه» َقا َل ْتَ :ف ُق ْل ُتَ :يا َر ُسفف َ
ِ ِ ِ
ول اهلل ،إن ََّما َأ ْر َ فف َعتْني َ
كَ ،ف ْليلِج َع َلي ِ ول اهللِ ﷺ« :إِ َّنه َعم ِ الر ُق ُلَ ،ف َق َال َر ُس ُ ِ ِ
ك». َ ْ ْ ُ ُّ َو َل ْم ُي ْر ْعني َّ
المحرمة هي التي تكو يف الحولين ،لقوله
ِّ الفرل الياين :وضههاعة الكبير ،الر ففاعة
ﲞﲠﲡﲢﲣﲤﱴ ،وقو له ﷺ« :إنما ﲟ تعالى :ﱵﭐﲙﲚﲛﲜ ﲝ
ال َما َفت ََق األَ ْم َعا َن فِي ال َّثدْ ِي،
الر َ ا َع ِة إِ َّ ِ الر اعة من المجاعة» ( )2وقولهَ « :
ال ُي َح ِّر ُ م َن ِّ
الح َطا ِ »( ،)3وكل ذلك منتف عن ر اعة الكبير. وكَا َ َقب َل ِ
ْ َ
بعد الحولين ،لكن ما قارهبا ولم يح صل بمثل شهر أو قال مالك :ال ُيحر ما ر َ
شهرين فإنه يحر ،أل ما قارب الشين له حكمه .قال ابن القاسم :ولو َف َصلته أ ُّمه بعد
يحر ما ُأر ِ ففف بعد ذلك ،وكذلك لو َف َصفففلته بعدالحولين حتى اسفففتغنى بالطعا لم ِّ
ى
حول وانقط ر اعه وا ستغنى بالطعا ،فأر عته أقنبية بعد ذلك قبل تما الحولين،
حر (.)1
لم يكن ر اعًا ُي ِّ
قال مالك :ولو أر ففعته أمه الث سففنين ولم َت ْح ِصففله ،م أر ففعته أقنبية لم يكن
يحر (.)2
ذلك ر اعًا ِّ
وذه الليث بن سففففعد وطائحة من العلمان إلى أ الحرمة تق بر ففففاع الكبير.
وحجتهم يف ذلك حديث سفففالم مولى أبي حذيحة( ،)3وهذا الحديث حمله مالك وأكثر
أهل العلم على أنه خاص بسالم مولى أبي حذيحة.
قال ابن حبي :إ االختالف الواق بين أهل العلم يف ر ففففاع الكبير إنما هو يف
السرت والحجاب ،وأما النكاح فلم يختلحوا فيه أنه ال يحر به .قال ابن رشد :والصحيح
أ االختالف لاخل فيه(.)4
الفرل اليالث :مقداو الرضهههال المحر ،مذه مالك $وقمي أصفففحابه ،وهو
قول أكثر أهل العلم ،أ قليل الر اع وكثيره يحر ؛ ألنه ظاهر القرآ ( ،)5وأما أحاليث
المصففففة والمصففففتا واإلمالقة واإلمالقتا ،فهي أحاليث مضففففطربة ،وأما حديث
عائشففة« :كا مما أنزل فيما أنزل اهلل من القرآ عشففر ر ففعات معلومات يحرمن ،م
نسفففخ بخمس معلومات ،فتويف رسفففول اهلل ﷺ وهو مما يقرأ يف القرآ » ،فال تصفففح به
حجة؛ ألهنا أحالت على القرآ يف الخمس ر ففعات فلم توقد فيه ،ولذلك قال مالك
:$وليس العمل على هذا.
الفرل الرابع :يف طرق وصههول اللبن إلى الجوف وأثرها يف التحريم ،قد يصففل اللبن
إلى قوف الصفففبي من ير مي كالوقور وهو ما ُصففف َّ يف وسفففط الحم ،وال َّلدول :ما
ُص َّ يف أحد قانبي الحم ،والسعوط ما لخل من األنف ،وكلها تحر ألهنا وصلت من
الحلق إلى الجوف ،أما ما يصففل إلى الجوف من ير مروره بالحلق كالحقنة وشففبهها،
ذاؤه منها ،وعليها اعتماله. فحيها خالف ،ومذه ابن القاسم أهنا تحر إذا كا
:3المحرمات بالمصاهرو
المصففاهرة هي المناكحة ،ويحر هبا زوقات اآلبان واألصففل فيه قوله تعالىَ { :و َال
اؤكُم مِن النِّسففف ِ
ان إِ َّال َما َقدْ َسففف َل َ ِ
ف} ،وزوقات األبنان :واألصفففل فيه َتنْك ُحوا َما َن َك َح آ َب ُ ْ َ َ
قوله تعالىَ { :و َح َالئِ ُل َأ ْبنَائِ ُك ُم ا َّل ِذي َن مِ ْن َأ ْصففف َالبِ ُك ْم} ،وأمهات النسفففان :واألصفففل فيه
ات نِ َسفائِ ُك ْم} ،وبنات النسففان :واألصففل فيه قوله تعالىَ { :و َر َبائِ ُب ُك ُم قوله تعالىَ { :و ُأ َّم َه ُ
ورك ُْم} ،والجم بين األختين ،واألصفففل فيه قوله تعالىَ { :و َأ ْ َت ْج َم ُعوا الالتِي فِي ُح ُج ِ َّ
ف.َب ْي َن األُ ْخ َت ْي ِن إِال َما َقدْ َس َل َ
-تحريم بمجرل العقد الصففففحيح ومن ير حاقة إلى لخول ،وهو تحريم زوقات
اآلبان ،واألبنان ،وأخوات الزوقات ،وأمهات النسففففان ،فالثالث األول ال خالف فيها،
أما الراب فحيه خالف ،والصففففحيح أ مجرل العقد على البنت يحر األ ،لما بت يف
الموطأ أ ابن مسففففعول ﭬ كا يحتي بأ العقد على البنت لو مس ال يحر األ ،
فلما قد المدينة سأل عن ذلك فأخرب أنه ليس كما قال ،فرق عن فتواه السابقة(.)1
تنبيهات:
-ليس من تحريم الربي بة أ تكو يف حجر المتزوأل ب ُأم ها ،وذكر ِ
الحجر يف اآل ية
خرأل مخرأل الغال .
-القبلة واللمس للذة يقوما مقا الوطن يف التحريم ،أما مجرل النظر للذة فال.
الئ ُل َأ ْبنَائِ ُك ُم ا َّل ِذي َن مِ ْن َأ ْصففففالبِ ُك ْم}( )1لليل على
-ليس يف قول اهلل عز وقل{ :وح ِ
َ َ
أ حالئففل األبنففان من الر فففففاع حالل؛ أل ذلففك إنمففا قففان تحليال لحالئففل األبنففان
األلعيان ،ال لحالئل األبنان من الر اعة(.)2
-الجم بين األختين محر بني القرآ ،والجم بين المرأة وعمت ها أو خالت ها
محر بني السففففنة ،وال خالف يف ذلك ،والعلة التي ألقلها من الجم بين األختين
هي نحسها التي من ألقلها الجم بين المرأة وعمتها أو خالتها.
النول الياين :المحرمات بالحال
َات مِن النِّس ف ِ
ان -1المعتدو :كل امرأة ذات زوأل فهي محرمة ،لقوله تعالىَ { :وا ْل ُم ْح َص فن ُ َ َ
إِال َما َم َل َك ْت َأ ْي َما ُن ُك ْم} ،فإذا قارقها زوقها فإهنا تصبح حالال بشرط أ تنقضي عدهتا.
أما المعتدة فال يجوز نكاحها بل ال تجوز خطبتها صفففراحة لقول اهلل تعالى :ﱵﭐﱝﱞ
ﱩ ﱫﱬﱭﱮ
ﱪ ﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥ ﱦﱧﱨ
ﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱴ( ،)3أ ما التعريض بالخط بة ف جائز( ) ،4كأ
يقول لها :إ لك لمح ،وإ على القرب منك لحريي ،وإذا حللت فآذنيني.
فإ خطبها صففريحا يف العدة م تزوقها بعد العدة ،فحيها روايتا :إحداهما اسففتحباب
الحراق ،واألخرى إيجابه.
وه َّن ِسرا} ،والنهي يقتضي الحسال .ووقه وقه اإليجاب قوله تعالى{ :و َلكِن َال ُتو ِ
اعدُ ُ َ َ ْ
االستحباب أ الخطبة ليست بعقد.
ومن تزوأل امرأة يف عدهتا ولخل هبا يف العدة فسففففخ نكاحه وتأبد عليه تحريمها ،خالفا
ألبي حنيحة والشففففافعي ،لقول عمر ﭬ« :أيما امرأة نكحت يف عدهتا م لخل هبا فرق
بينهما م اعتدت بقية عدهتا من األول ،م اعتدت من اآلخر ،م لم ينكحها أبدا»( ).1
وإ تزوقها يف العدة ولخل هبا بعد العدة فحيها روايتا :إحداهما تأبيد التحريم لظاهر
قول عمر ،واألخري نحي التأبيد ،ألنه لم يدخل شبهة يف النس .
-2المالعنة :هي المرأة التي يرميها زوقها بالزنا وليسففففت له بينة على لعواه ،فإنه
ُيحكم بينهما باللعا ،لقوله اهلل عز وقل { :
.2) (}
وبعد اللعا تق التحرقة بين المتالعنين من ير توقف على حكم القا ي ،هذا مذه
الجمهور ،وذ ه الحنحية إلى أ اللعا وحده ال يو ق التحرقة ،وإنما تق الحرقة بعد
حكم القا ففففي ،لما بت يف الحديث :أ النبي ﷺ فرق بين المتالعنين( ) ،3فدل ذلك على
أ الحرقة ال تق باللعا وحده.
واسففتدل الجمهور بقول النبي ﷺ للمتالعنين« :حسففابكما على اهلل أحدكما كاذب ال
سبيل لك عليها»( ) ،4وقالوا أ اللعا لما قط الن س الذي هو أقوى من الحراش ،كا بأ
يقط الحراش أولى.
وال يق التحريق إال بعد تما اللعا ،أما إ العن هو ونكلت هي فإ الزوقية تبقى
قائمة بينهما خالفا للشافعي يف قوله :إ الحرقة تق بلعا الزوأل وحده.
والحرقففة بففاللعففا فسففففخ بغير طالق ،وتق مؤبففدة ال رقعففة فيففه ،لقول عمر ﭬ:
«المتالعنا إذا تالع نا يحرق بينهما وال يجتمعا أبدا»( ) ،1فال تحل له بعد اللعا على أي
وقه ،ال بنكاح وال بملك يمين ،أكذب نحسه بعد ذلك ،أو أقا على ما كا عليه.
-3الراكنة للغير :وهي المخطوبة التي ركنت إلى خطيبها ،فال تجوز خطبتها وال العقد
عليها ،لما يف ذلك من العدوا على حق الغير ،وحكم العقد على الراكنة أنه يحسففففخ قبل
الدخول ،أما بعد الدخول فقيل يحسفففخ أيضفففا ،والمشفففهور أنه ال يحسفففخ ،وليسفففتغحر اهلل،
ويتحلل من خطيبها األول ،قال ابن وه :فإ أبى فليحارقها ،فإ نكحها األول فذاك،
وإال رقعت إليه( ).2
-4الخامسههههة :ال يجوز للر قل أ يجم بين أكثر من أرب نسففففوة ،لقول اهلل تعالى:
اع} ،ولما روي أ يال بن سففففلمة { َفانْكِحوا ما َطاب َل ُكم مِن النِّسفففف ِ
ان َم ْثنَى َو ُ الَ َ
ث َو ُر َب َ ْ َ َ َ ُ َ
أسلم وعنده تس نسوة ،فأمره رسول اهلل ﷺ :أ يختار منهن أربعا( ).3
فمن كا يجم بين أكثر من أرب نسففففوة أمر بمحارقتهن إ كا تزوقهن بعقد واحد،
أما إ كا تزوقهن بعقول متحرقة فإنه يحارق آخرهن.
-5المطلقة ثالثا :وهو كو المرأة مسففتوفاة الطالق الذي قعل لزوقها ،وعدله الث
ﲝ ﲟ ﲠﲡ ﲢ ﲣﲤ
ﲞ لففلففحففر ،لففقففولففه تففعففالففى :ﱵﭐﲖ ﲘ
ﲗ ﲙ ﲚﲛﲜ
ﲭ ﲯ ﲰﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ
ﲥﲦﲧﲨ ﲩﲪ ﲫﲬ ﲮ
ﳀ ﳂ ﳃﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ
ﳁ ﲺﲼﲽﲾ ﲿ
ﲻ
ﳢﳤﳥﳦﳧﳨ
ﳔ ﳖﳗﳘﳙ ﳚﳛ ﳜﳝﳞ ﳟ ﳠ ﳡ ﳣ
ﳕ ﳓ
ﳩﳪﱴ(.)4
فمن طلقها زوقها الث مرات فإهنا ال تحل له ال بعقد بني الكتاب والسففففنة ،وال
الجمهور حتى تنكح زو قا يره ن كا حا صففففحي حا( ) 1الز ما( )،2 بم لك يمين على مذ ه
ويطؤها وطأ مباحا على المشففهور ،لما روي عن عائشففة أ رفاعة القرظي طلق امرأته ال ا
فتزوقت عبد الرحمن بن الزبير فجانت إلى النبي ﷺ فقالت يا نبي اهلل إهنا كانت تحت
رفاعة فطلقها آخر الث تطليقات ،فتزوقت بعده عبد الرحمن بن الزبير ،وإنه يا رسففففول
اهلل ما معه إال مثل هدبة الثوب ،فتبسفم رسفول اهلل ﷺ ،وقال :لعلك تريدين أ ترقعي إلى
رفاعة؟ ال ،حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك( ).3
وقد ذه سففففعيد بن المسففففي ،وإبراهيم النخعي إلى أ النكاح يف اآلية العقد لو
الوطن وأ ذلك يحلها لألول( ،)4وهو قول عيف.
وأل الرقل إذا تزوأل أمته فالزوقة لها عليه حق يف الوطن ،وليس ذلك لألمة ،فإذا
طلبته بالوطن بالزوقية طلب ها برفعه عنه بالملك ،ولم يصففففح لها مرافعته يف اإليالن منها،
فخالف يف ذلك الكتاب والسنة وإقماع األمة(.)5