You are on page 1of 32

‫‪1‬‬

‫مدخل‪ :‬النكاح هذه الكلمة إذا أطلقت انصرفت إلى العالقة الشرعية التي تربط الذكر‬
‫باألنثى‪ ،‬تمييزا لها من السففحاح(‪ )1‬الذي هو عالقة محرمة‪ ،‬وقد يعرب عنها أيضففا بالزواأل أل‬
‫كل واحد منهما زوأل لصاحبه‪.‬‬

‫وكلمة "زوأل" يف العربية ليسففففت مرالفا للعدل ا نا كما يتوهم كثير من الناس‪ ،‬وإنما‬
‫يرال هبا ال َح ْر ُل الذي له َق ِرين كما قال ابن سفففيده(‪ ،)2‬وقال ابن األنباري‪ :‬ال يقال لال نين زوأل‪،‬‬
‫ال من الطير‪ ،‬وال من شفففين من األشفففيان‪ ،‬ولكن كل ى‬
‫ذكر وأنثى زوقا ‪ .‬يقال‪ :‬زوقا حما‬
‫لال نين‪ ،‬وال يقال لال نين زوأل حما هذا من كال الجهال بكال العرب‪ .‬قال اهلل تعالى‪:‬‬
‫ى‬
‫شين من اإلناث والذكور(‪.)3‬‬ ‫(فجعل منه الزوقين الذكر واألنثى) وكذلك كل‬

‫و قال الحران‪ :‬ي قال ل لذكر واألنثى من كل نوع زو قا ‪ ،‬وعلى لسففففا العرب قان‬
‫الذكر َو ْاألُ ْن َثى)‪ ،‬وقال سففففبحانه‪َ ( :‬ف َج َع َل مِ ْن ُه‬
‫الز ْو َق ْي ِن ّ‬
‫التنزيل قال سففففبحانه‪( :‬و َأ نه َخ َلق َّ‬
‫الز ْو َق ْي ِن الف َّفذك ََر َو ْاألُ ْن َثى)‪ ،‬وقففال سففففبحففانففه‪( :‬أو يزوقهم ذكرانففا وإنففا ففا)‪ .‬قففال الرا ف‬
‫َّ‬
‫او َق ُة‬ ‫لذكر واألنثى يف الحيوا نات ا ْل ُمت ََز ِ‬ ‫كل وا حد من القرينين من ا ّ‬ ‫األصففففب ها ‪ :‬ي قال ل ّ‬
‫َز ْوأل(‪.)4‬‬

‫فالعالقة الزوقية إذا هي عالقة تكامل نوعي ال يمكن أ تتصففففور بين مثلين(‪)5‬؛ ولهذا‬
‫اختارت الشففففريعة لحز الزواأل تحديدا للتعبير عنها‪ ،‬ألنه هو اللحز األنسفففف يف الو فففف‬
‫اللغوي‪.‬‬

‫)‪ (1‬السحاح‪ :‬الزنا‪ ،‬وسمي الزنا سحاحا ألنه كا عن ير عقد‪ ،‬كأنه بمنزلة المان المسحوح الذي ال يحبسه‬
‫شين؛ فكل واحد منهما سحح منيته أي لفقها بال حرمة أباحت لفقها؛ وكا أهل الجاهلية إذا خط الرقل‬
‫المرأة‪ ،‬قال‪ :‬نكحيني‪ ،‬فإذا أرال الزنا‪ ،‬قال‪ :‬سافحيني‪ .‬ينظر لسا العرب (سحح)‪.‬‬
‫)‪ (2‬المحكم والمحيط األعظم‪.525/7 :‬‬
‫)‪ (3‬المذكر والمؤنث‪.516/1 :‬‬
‫)‪ (4‬المحرلات يف ري القرآ ‪.384 :‬‬
‫)‪ (5‬ولذا يعرب عن العالقات المثلية بالشذوذ‪ ،‬فإذا كانت بين الذكور فهي لواط‪ ،‬وإذا كانت بين اإلناث فهي‬
‫سحاق‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫والعالقة الزوقية هي أقد العالقات اإلنسففففانية على اإلطالق‪ ،‬فهي تأيت قبل األبوة‬
‫واألمومة واألخوة‪ ،‬فكل العالقات اإلنسففففانية هي فرع عن هذه العالقة وامتدال لها‪ ،‬ومن‬
‫أقل خطورة هذه العالقة وقيمتها وقدنا الشففففريعة اإلسففففالمية توليها عناية خاصففففة‪ ،‬ألنه‬
‫بصالحها واستقامتها تستقيم حياة الناس وتستمر‪ ،‬وباختاللها يختل الوقول اإلنسا على‬
‫هذه األرض‪.‬‬

‫لقد كانت الشففريعة واعية بما أولع اهلل يف كال الجنسففين من لواف الشففهوة والتوقا يف‬
‫ميل بعضففهما لبعض‪ ،‬فلم تقصففد لكبت ذلك وإماتته‪ ،‬ولكنها سففعت لتهذيبه وتوقيهه‪ ،‬عرب‬
‫مسلكين متكاملين‪:‬‬

‫أولهما‪ :‬الثنان على الزواأل للرت ي فيه‬

‫‪ -1‬فتارة يذكر أنه من سنن االنبيان وهدى المرسلين‪ ،‬وأهنم القالة الذين يج علينا أ‬
‫نقتدي هبداهم‪( :‬ولقد أرسلنا رسال من قبلك‪ ،‬وقعلنا لهم أزواقا وذرية)‪ .‬وعن أبي أيوب‬
‫ر ي اهلل عنه أ رسول اهلل ﷺ قال‪( :‬أرب من سنن المرسلين‪ :‬الحنان‪ ،‬والتعطر‪ ،‬والسواك‪،‬‬
‫والنكاح)‪.‬‬

‫‪ -2‬وتارة يذكره يف معرض االمتنا ‪( :‬واهلل قعل لكم من أنحسففكم أزواقا‪ ،‬وقعل لكم‬
‫من أزواقكم بنين وححدة‪ ،‬ورزقكم من الطيبات)‪.‬‬

‫‪ -3‬وأحيانا يتحدث عن كونه آية من آيات اهلل‪( :‬ومن آياته أ خلق لكم من أنحسففففكم‬
‫أزواقا لتسكنوا إليها‪ ،‬وقعل بينكم مولة ورحمة‪ ،‬إ يف ذلك آليات لقو يتحكرو )‪.‬‬

‫‪ -4‬وأحيانا يعتربه خير متاع الدنيا‪ :‬عن عبد اهلل بن عمرو بن العاص أ رسففففول اهلل ﷺ‬
‫قال‪( :‬الدنيا متاع‪ ،‬وخير متاعها المرأة الصالحة)‪.‬‬

‫‪-5‬وعدّ ه اإلسففففال من أسففففباب الرزق والغنى فقال تعالى‪( :‬وأنكحوا األيامى منكم‬
‫وال صالحين من عبالكم وإمائكم‪ ،‬إ يكونوا فقران يغنهم اهلل من ف ضله‪ ،‬واهلل وا س عليم)‪،‬‬
‫وعن أبي هريرة أ رسففول اهلل ﷺ قال‪ ( :‬ال ة حق على اهلل عوهنم‪ ،‬المجاهد يف سففبيل اهلل‪،‬‬
‫والمكا َت الذي يريد االلان‪ ،‬والناكح الذي يريد العحاف)‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪-6‬كما كره اإلسال كل شين من شأنه تعسير النكاح فنهى عن العضل‪ ،‬وعن اإلسراف‬
‫والمغاالة يف تكاليف الزواأل‪ ،‬فعن َعائِ َش َة َع ِن النَّبِي ﷺ َأ َّنه َقال‪َ :‬أ ْع َظم النِّس ِ‬
‫ان َب َركَة َأ ْي َس ُر ُه َّن‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ ْ‬
‫ُم ْؤنَة‪ ،‬وسففففهل أسففففباب النكاح فشففففرع للرقل أ يخط ‪ ،‬وللمرأة أ تخط ‪ ،‬وللولي أ‬
‫يخط البنته‪.‬‬

‫ثانيهما‪ :‬ذ الزنا والمعاقبة عليه‬

‫اعتربت الشففريعة أ الزنا قريمة شففنيعة‪ ،‬وكبيرة من الكبائر تجل على مرتكبها الحد‬
‫يف الدنيا‪ ،‬والعذاب يف اآلخرة‪.‬‬

‫ﱼﱾﱿﲀﲁ ﲂﱴ(‪.)2‬‬
‫‪ -‬سمته فاحشة(‪ )1‬قال اهلل تعالى ﱵﭐﱺﱻ ﱽ‬

‫‪ -‬وقعلته سففببا لغضفف اهلل تعالى وعقوبته على الدول التي ال تحاربه‪ ،‬قال النبي عليه‬
‫اب اهللِ َع َّز َو َقل»‬
‫َّ (‪)3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الزنَا‪ ،‬إِ َّال َأ َح ُّلوا بِ َأ ْن ُحس ِه ْم ع َق َ‬
‫ِ‬
‫الصالة والسال « َما َظ َه َر في َق ْو ى ِّ‬
‫الر َبا َو ِّ‬

‫اس ﭬ‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُسففففو ُل ﷺ‪:‬‬ ‫‪ -‬واعتربته عمال خبيثا يتناىف م اإليما ف َع ِن ا ْب ِن َع َّب ى‬
‫ِ‬ ‫ال َي ْس ِر ُق ِحي َن َي ْس ِر ُق َو ُه َو ُم ْؤمِن‪َ ،‬و َ‬
‫ال َي ْزنِي ال َع ْبدُ ِحي َن َي ْزنِي َو ُه َو ُم ْؤمِن‪َ ،‬و َ‬
‫« َ‬
‫ال َي ْش َر ُب ح َ‬
‫ين‬
‫ال َي ْقت ُُل َو ُه َو ُم ْؤمِن»(‪.)4‬‬
‫َي ْش َر ُب َو ُه َو ُم ْؤمِن‪َ ،‬و َ‬

‫ْت َب ْع ِدي َع َلى ُأ َّمتِي فِ ْتنَة‬


‫‪ -‬وحذرت منه ألنه أخطر الحتن‪ ،‬قال رسففول اهلل ﷺ‪َ « :‬ما َت َرك ُ‬
‫ان»(‪ .)5‬قال ابن العربي رحمه اهلل‪ :‬كل فت نة لصففففاحبه‪ ،‬ولكن‬ ‫ال مِن النِّسفففف ِ‬ ‫َأ َ ففففر َع َلى الر َق ِ‬
‫َ َ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫الخوف على الرقل أكثر ألنه قوا ‪ ،‬فاذا فسد القوا عم الحسال قمي األقوا ‪.‬‬

‫)‪ (1‬وهو األمر القبيح البش الذي تتنزه عنه الطبائ السوية قال ابن األ ير‪ :‬وكثيرا ما ترل الحاحشة بمعنى الزنا‪.‬‬
‫)‪ (2‬اإلسران‪.32 :‬‬
‫)‪ (3‬رواه أحمد‪ ،‬وصححه ابن حبا ‪.‬‬
‫اس يحارب الزنا يف عبيده‪ ،‬يقول لهم‪َ « :‬م ْن َأ َرا َل مِن ُْك ُم ا ْل َبا َن َة‬ ‫)‪ (4‬أخرقه البخاري يف صحيحه‪ ،‬وقد كا ابن عَ َّب ى‬
‫يما ِ مِ ْن َق ْلبِ ِه‪َ ،‬فإِ ْ َشا َن َأ ْ َي ُر َّل ُه َر َّل ُه‪َ ،‬وإِ ْ َشا َن َأ ْ َي ْمنَ َع ُه‬ ‫ِ‬
‫ُور ْاإل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫زَ َّو ْقنَا ُه‪َ ،‬ال َيزْ ني من ُْك ُم الزَّ اني إِ َّال نَزَ َع ُ‬
‫اهلل ن َ‬
‫َمنَ َع ُه»‪ .‬انظر مصنف ابن أبي شيبة‪.46/4 :‬‬
‫)‪ (5‬متحق عليه‬
‫‪4‬‬

‫ول اهللِ ﷺ‬ ‫‪ -‬وبينت أنه أكثر ما يدخل الناس النار فعن أبي هريرة ﭬ قال‪ُ :‬سففلِ َل َر ُسفف ُ‬
‫الجنَّةَ‪َ ،‬ف َق َال‪َ :‬ت ْق َوى اهللِ َو ُح ْسففف ُن ُ‬
‫الخ ُل ِق‪َ ،‬و ُسفففلِ َل َع ْن َأ ْك َث ِر َما ُيدْ ِخ ُل‬ ‫َّاس َ‬
‫ِ‬
‫َع ْن َأ ْك َث ِر َما ُيدْ خ ُل الن َ‬
‫َّاس الن ََّار‪َ ،‬ف َق َال‪ :‬ال َح ُم َوال َح ْر ُأل(‪.)1‬‬
‫الن َ‬
‫مفهومه أو تعريف النكاح‬
‫لغة‪ :‬التداخل والتضففا ‪ ،‬تقول تناكحت األشففجار إذا لخل بعضففها يف بعض‪ ،‬وأنكحت‬
‫البذر‪ ،‬ونكحت الحصاة خف البعير‪.‬‬
‫األرض ُ‬
‫َ‬
‫والوطن تداخل فسففففمي نكاحا‪ ،‬ويطلق مجازا على العقد ألنه بمعنى الجم ومآله إلى‬
‫الوطن‪ ،‬وقيل‪ :‬العكس‪ ،‬وقيل‪ :‬هو حقيقة فيهما معا(‪.)2‬‬

‫ويقال‪ :‬كل نكاح يف كتاب اهلل تعالى فالمرال به العقد‪ ،‬إال قوله تعالى‪{ :‬حتى تنكح‬
‫زوقا يره}(‪ ،)3‬وقوله تعالى {وليستعحف الذين ال يجدو نكاحا} ‪ 4‬فالمرال به الصداق‪.‬‬
‫( )‬

‫اصطالحا‪ :‬عقد على مجرل متعة التلذذ بآلمية‪ ،‬ير موق قيمتها‪ ،‬ببينة قبله‪ ،‬ير عالم‬
‫عاقدُ ها حر َمتها‪ ،‬إ حرمها الكتاب‪ ،‬على المشهور‪ ،‬أو اإلقماع‪ ،‬على اآلخر (‪.)5‬‬

‫شرح مفردات التعريف‪:‬‬

‫عقد‪ :‬م صدر عقد‪ ،‬تقول عقدت العهد والحبل(‪ ،)6‬فانعقد‪ ،‬ويطلق على الربط‪ ،‬وو صل‬
‫الشففين بالشففين‪ ،‬وعلى االلتزا به على سففبيل االسففتيثاق واإلحكا ‪ ،‬وعرب به الفتقاره إلى‬
‫المتعاقدين وهما الزوأل والولي وإلى المعقول عليه وهما المهر ومتعة التلذذ بالزوقة وإلى‬
‫المعقول به وهو الصيغة الدالة على اإليجاب والقبول‪.‬‬

‫)‪ (1‬أخرقه الرتمذي وصححه‪.‬‬


‫)‪ (2‬قال ابن قنِّي‪" :‬سألت أبا علي الحارسي عن قولهم "نكحها"‪ ،‬فقال‪ّ :‬فرقت العرب فرقًا لطيقًا يعرف به‬
‫العقد من الوطن‪ ،‬فإذا قالوا‪" :‬نكح فالنة" أو "بنت فال " أرالوا تزويجها والعقد عليها‪ ،‬وإذا قالوا‬ ‫مو‬
‫"نكح امرأته" لم يريدوا إال المجامعة؛ ألنّه بذكر امرأته وزوقته تستغنى عن العقد"‪.‬‬
‫)‪ (3‬البقرة ‪330‬‬
‫)‪ (4‬النور ‪32‬‬
‫)‪ (5‬المختصر الحقهي البن عرفة‪.‬‬
‫)‪ (6‬فهو قنس يشمل قمي العقول حسية كانت أو معنوية‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫على مجرد متعة التلذذ‪ :‬أخرأل به عقول المناف فهي ال تعقد لمجرل المتعة والتلذذ‪،‬‬
‫وخرأل ملك اليمين أيضا وإ كانت فيه متعة أل العقد فيه شامل لملك الرقبة أيضا‪.‬‬

‫بآدمية‪ :‬ليخرأل التمت بالطعا والشراب‪ ،‬وقيل‪ :‬احرتز بقوله بآلمية من الجنية‪.‬‬

‫غير مو جب قيمت ها‪ :‬ليخرأل به األ مة المح َّل لة‪ ،‬وهي التي أ باح سفففف يدُ ها و طأ ها لمن‬
‫اسفففتعارها‪ ،‬فإ التلذذ هبا يوق على المتلذذ قيمتها‪ ،‬وتبقى بيده على ملك اليمين‪ ،‬م أ‬
‫تحليلها يصدق عليه عقد على مجرل التلذذ بآلمية‪ ،‬فلهذا أخرقه‪.‬‬

‫ببينة قبله‪ :‬ليخرأل الزنا‪ ،‬فإنه تمت بال بينة‪.‬‬

‫غير عالم عاقدها حرمتها‪ :‬أي بشففففرط كو المعقول عليها ير عالم عاقدها حرمة‬
‫نكاحها‪.‬‬

‫ر‪ :‬مقصففففوله أ ما ُحر‬ ‫إن حرم ها الك تاب‪ ،‬على المشهههههوو‪ ،‬أو اعج مال‪ ،‬على ا‬
‫بففالكتففاب العزيز كنكففاح البنففت واأل ‪ ،‬ليس حكمففه حكم النكففاح‪ ،‬وأ وطففأه زنى على‬
‫الم شهور‪ ،‬وأ ما حر باإلقماع كنكاح بنت األخ من الر اع‪ ،‬فهل ي صدق عليه أنه نكاح‬
‫تثبت فيه لواز النكاح‪ ،‬وترتت عليه آ اره‪ ،‬ير أنه يحسخ لحساله إذا عثر عليه‪ ،‬أو ال يصدق‬
‫عليه ذلك ويكو وطؤه زنى؟ قوال ‪ :‬المشهور منهما األول(‪.)1‬‬

‫احلكمة منه‪:‬‬

‫يف النكاح وندب إليه‪ ،‬لما فيه من المصفففالح الشفففرعية‬ ‫لقد نبهنا إلى أ اإلسفففال ر‬
‫اهلل لينكم و َّب َت لكم يقينَ ُكم‪ -‬أ ّ النِّ َ‬
‫كاح ُركن‬ ‫المعتربة‪ ،‬قال ابن العربي‪ :‬اعلموا ع ّلمكم ُ‬
‫الخ ْل ِق‪ ،‬وقع َل ُه ِش ْر َعة من‬ ‫الخلق وال صالح‪َ ،‬شر َعه اهلل طريقا لن ِ‬
‫َمان َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صلحة يف‬ ‫من أركا ِ الم‬
‫َ ُ‬ ‫َّ‬
‫ِلين ِ ِه‪ ،‬ومنهاقا من سبِيلِ ِه‪.‬‬

‫وقال ابن راشد القحصي‪ :‬الحكمة من الزواأل لف التوقا و وائل الشهوة‪ ،‬واالستدالل‬
‫باللذة الحانية على اللذة الباقية‪ ،‬وموافقة إرالة اهلل تعالى يف بقان النسففل إلى الوقت المعلو ‪،‬‬
‫وإرالة رسول اهلل ﷺ يف المكا رة(‪.)2‬‬

‫)‪ (1‬ينظر شرح حدول ابن عرفة للرصاع‪.‬‬


‫)‪ (2‬لباب اللباب‪.230 :‬‬
‫‪6‬‬

‫نعم الزواأل فيه كلحة من قهة الححاظ على الحقوق الواقبة بين الزوقين‪ ،‬وكذا السعي‬
‫المضاعف يف كس الرزق الحالل‪ ،‬ولكن مقابل هذه اآلفات فيه فوائد وهي ابتغان النسل‪،‬‬
‫وبقان العمل‪ ،‬ووقول العحة والعصففمة‪ .‬قال ابن حز ‪ :‬ولو عمل المسففلمو بكال من يزهد‬
‫يف النكاح النقط النسفل‪ ،‬ولو انقط النسفل لبطل اإلسفال ‪ ،‬والجهال‪ ،‬والدين‪ ،‬و ل أهل‬
‫الكحر‪.‬‬
‫حكمه‪:‬‬

‫لما كا النكاح فيه معنى قضفففان الشفففهوة‪ ،‬وفيه تحقيق العحاف‪ ،‬فقد اختلف العلمان يف‬
‫حكمه‪ ،‬فمنهم من قال‪ :‬إنه مباح‪ ،‬ألنه َن ْيل لذة وقضان شهوة‪ ،‬فصار كسائر اللذات المقتضاة‬
‫ِقب َّلة‪ ،‬ومنهم من قال إنه ُقربة‪ ،‬ألنه تحصين للنحس وللغير عن الحرا ‪ ،‬وهذا هو الصحيح‪.‬‬

‫وأ صحاب هذا القول منهم من قعل هذه القربة من قبيل الم ستحبات وهم الجمهور‪،‬‬
‫ومنهم من قعلها من قبيل الواقبات وهم الظاهرية‪.‬‬

‫و سبب الخالف تعارض ظواهر الن صوص؛ فللظاهرية قوله تعالى‪ :‬ﱵﭐ ﱺﱻﱼﱽ‬
‫ﲂﲄﲅﲆﲇ ﲈﲉﲊﲋﲌﱴ(‪ )1‬وصففففيغة األمر يظهر منها‬ ‫ﱾ ﱿﲀﲁ ﲃ‬
‫اع مِنْ ُك ُم ال َبا َن َة َف ْل َيت ََز َّو ْأل (‪ ،)2‬ولهم قوله ﷺ يف حديث‬ ‫الوقوب‪ .‬ولهم حديث‪َ ( :‬م ِن ْ‬
‫اسفففف َت َط َ‬
‫عن ُسنَّتي فليس مني"‪.‬‬ ‫ذكر فيه التزويج‪" :‬فمن ر‬

‫الجمهور‪ :‬أ اهلل ت عالى خ َّير يف اآل ية بين الن كاح وم لك اليمين‪ ،‬والت ََّسفففف ّري‬ ‫و مذ ه‬
‫باتحاق‪ ،‬فلو كا النكاح واقبا ما صففففح التخيير بينه وبين ملك‬ ‫بملك اليمين ُير واق‬
‫اليمين؛ إذ ال يصففففح على مذه أهل األصففففول التخيير بين واق وما ليس بواق ‪ ،‬أل‬
‫ذلك ُم َؤ ٍّل إلى إبطال حقيقة الواق ‪ ،‬وأ يكو تاركه ير آ م‪.‬‬
‫ولهم أيضفففففا قول اهلل تعففالى‪{ :‬إِ َّال َع َلى َأ ْز َو ِ‬
‫اق ِه ْم َأ ْو َم فا َم َل َك ف ْت َأ ْي َم فان ُُه ْم َف فإِن َُّه ْم َ ْي ُر‬
‫َم ُلومِي َن} وال يقال يف الواق ‪ :‬أنت ير ملو إ فعلته‪.‬‬

‫ف ااا ااد ‪ :‬وأ ما من قال بأ حد يث ال بانة ال يدل على الوقوب لقو له ﷺ‪ :‬ومن لم‬
‫يسففتط فعليه بالصففو ألنه خ ّير بينه وبين الصففو ‪ ،‬والصففو المذكور ها هنا ليس بواق ‪،‬‬

‫)‪ (1‬النسان‪.3 :‬‬


‫)‪ (2‬متحق عليه‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫فليس هذا األمر كذلك‪ ،‬أل الحديث رت فقال‪" :‬ومن لم يسفففتط فعليه بالصفففو " وهذا‬
‫ير مسففتحيل أ ُيجم فيه بين واق و ير واق ؛ فيصففح أ يقول قائل‪ :‬أوقبت عليك‬
‫أ تحعل كذا‪ ،‬فإ لم تستط فأندبك إلى كذا(‪.)1‬‬

‫مالك أ النكاح مندوب إليه‪ .‬وقد يختلف حكمه بحسفففف‬ ‫والذي يطلق من مذه‬
‫ينكف عن الزنا‪ .‬ويكو مندو ًبا إليه يف‬
‫ُّ‬ ‫اختالف األحوال؛ فيجب تارة عندنا يف حق من ال‬
‫حق من يكو مشففتهيا له وال يخشففى على نحسففه الوقوع يف المحر وال ينقط به عن أفعال‬
‫مكروها لمن ال يشفففتهيه وينقط به عن عبالته وقرباته‪ .‬وقد يختلف فيمن ال‬
‫ً‬ ‫الخير‪ .‬ويكو‬
‫يشتهيه وال ينقط به عن فعل الخير‪ ،‬فيقال‪ُ :‬يندب إليه للظواهر الوارلة يف الشرع بالرت ي‬
‫فيه‪ .‬وقد يقال‪ :‬يكو يف حقه مباحا(‪.)2‬‬

‫ينظر المعلم للمازري‪.128/2 :‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫المعلم‪.129/2 :‬‬ ‫)‪(2‬‬


‫‪8‬‬

‫الركن ما ال يتم الشين إال به‪ ،‬سوان أكا قزنا منه‪ ،‬أ الزما له‪ .‬وأركا النكاح خمسة‪:‬‬
‫الصدَ ُاق(‪.)1‬‬
‫الز ْو َقةُ‪َ ،‬و َّ‬ ‫الصي َغةُ‪َ ،‬وا ْل َول ِ ُّي‪َ ،‬و َّ‬
‫الز ْو ُأل‪َ ،‬و َّ‬ ‫ِّ‬
‫أوال‪ :‬الصيغة‪ ،‬لحز(‪ )2‬يدل على التأبيد مدة الحياة‪.‬‬

‫وينع قد باللحز الصففففريح يف الن كاح م ثل‪ :‬أنك حت‪ ،‬وزو قت‪ ،‬وأ ما بالك نا ية كب عت‬
‫ووهبت وملكت فأقوال ال ة‪:‬‬

‫ق‪ :1‬يمن مطلقففا‪ ،‬لقول النبي ﷺ «أوصففففيكم بففالنسفففففان خيرا فففإهنن عنففدكم عوا‬
‫اتخذتموهن بأمانة اهلل‪ ،‬واستحللتم فروقهن بكلمة اهلل»‪ ،‬وكلمة اهلل التي أمرنا باالستحالل‬
‫هبا‪ :‬اإلنكاح والتزويج‪ ،‬وبه قال الشافعي‪.‬‬
‫ق‪ :2‬يجوز بكففل لحز يقتضففففي التففأبيففد لو التوقيففت‪ ،‬فينعقففد بملكففت‪ ،‬ووهبفت(‪،)3‬‬
‫واسفتدلوا بحديث سفهل بن سفعد‪ :‬م َّل ْكتكها بما معك من القرآ ‪ ،‬وبقوله تعالى‪ :‬ﱵﭐﲤ‬
‫ﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﱴ‪ ،‬وأما األلحاظ التي ال تدل على التأبيد مدة‬
‫الحياة‪ ،‬كلحز العارية‪ ،‬والرهن‪ ،‬والوصية فإنه ال ينعقد هبا النكاح‪ .‬وبه قال الجمهور‬

‫ق‪ :3‬ال يجوز من ألحاظ الكناية إال الهبة‪ ،‬بشرط تسمية الصداق‪ .‬قاله بعض المالكية‪.‬‬

‫سففففب الخالف‪ :‬إذا اسففففتعمل لحز مو ففففوع لعقد يف عقد آخر هل العربة باللحز أ‬
‫بالمعنى؟‬

‫واألصل أ تكو الصيغة مطلقة ال مقيدة‪ ،‬فإ قيدت فلها صور‪:‬‬

‫قام األمهات‪.255 :‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫عرب باللحز أل النكاح يحتقر إلى التصريح ليق اإلشهال عليه‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫قال السرخسي‪ :‬لما كا النكاح كالملك للحرأل يستباح به الوطن‪ ،‬قاز بلحز الهبة والبي كناية‪ ،‬وباب الكناية‬ ‫)(‬
‫‪3‬‬

‫ليس حكما شرعيا وإنما هو نظر لغوي‪ ،‬وقد قرت االستعارة يف كال العرب واستعملت يف القرآ ‪ ،‬كقوله‬
‫تعالى‪( :‬إ أرا أعصر خمرا)‪ ،‬وقولهم‪ :‬مازلنا نطأ السمان حتى أتيناكم‪ ،‬والبي والهبة ملك الرقبة‪ ،‬وملك‬
‫الرقب ة سب يف ملك المتعة‪ ،‬والمقصول من النكاح ملك المتعة‪ ،‬وهو خاص بالزوأل‪ ،‬وهو من يملك رفعه‬
‫بالطالق‪ .‬ينظر المبسوط‪60/5 :‬‬
‫‪9‬‬

‫الصههههووو ا ولى‪ :‬أ تقيد بشففففرط الخيار(‪ ،)1‬فإ كا يف المجلس قاز‪ ،‬وإ كا لليو‬
‫واليومين فممنوع‪.‬‬

‫الصهههووو اليانية‪ :‬أ يتقيد اإليجاب بوقت‪ ،‬فإ كا الوقت معينا بطل العقد‪ ،‬كقوله‪ :‬إ‬
‫مضت سنة زوقتك ابنتي‪ .‬وإ لم يكن معينا كتعليقه على الموت مثل إذا مت فقد زوقتك‬
‫ابنتي‪ ،‬وكا مريضا قاز(‪ ،)2‬وإ كا يف الصحة‪ ،‬فحيه قوال ‪.‬‬

‫الصووو اليالية‪ :‬أ يتقيد بأقل وهو نكاح المتعة ويحسخ أبدا‪.‬‬

‫وأما القبول من الزوأل فيكحي فيه كل لحز يدل على القبول من ير لزو صفففيغة معينة‪،‬‬
‫ولو ابتدأ الزوأل ف قال للولي‪ :‬زوقني فالنة‪ ،‬فقال‪ :‬فعلت‪ ،‬صففففح‪ ،‬فال فرق بين أ يبتدئ‬
‫الولي أو الزوأل‪.‬‬

‫فإ قال‪ :‬ال أر ففى‪ ،‬لم ينحعه‪ ،‬ألنه هو من طل التزويج وذلك يقتضففي ر ففاه مسفبقا‪،‬‬
‫وال هزل يف النكاح‪ ،‬بخالف البي (‪ ،)3‬أل العالة قارية بمسففففاومة السففففل وإيقافها للبي يف‬
‫قصد معرفة األ ما ‪،‬‬
‫األسواق‪ ،‬فناس أال يلزمه ذلك يف البي إذا حلف‪ ،‬الحتمال أ يكو َ‬
‫وال كذلك النكاح‪.‬‬
‫اخلطبة‪:‬‬

‫ويسفففتح للناكح أ يوطئ للعقد بالخطبة‪ ،‬ألهنا هدي السفففلف‪ ،‬ولما بت من عمو‬
‫يه بِ َح ْم ِد اهللِ َأ ْق َط ُ (‪. )4‬‬
‫ال َال يبدَ ُأ فِ ِ‬ ‫ِ‬
‫قول النبي ﷺ «ك ُُّل َأ ْم ىر ذي َب ى ُ ْ‬
‫يورل من ُ‬
‫الخط يف استدعان النكاح واإلقابة إليه ‪ ،‬وهو يف ير‬ ‫وهي بكسر الخان ما َ‬
‫الخطبة بضم الخان(‪ ،)5‬وال يستح إطالة الكال فيها بل تقليلها أف ضل‪ ،‬وصحتها‪ :‬أ‬ ‫ذلك ُ‬
‫ِ‬
‫يحمد اهلل تعالى ويثنى عليه ويصلي على نبيه عليه الصالة والسال ‪ ،‬م يقول‪َ ( :‬يا َأ ُّي َها ا َّلذ َ‬
‫ين‬

‫) ( طل خير األمرين الحسخ أو اإلمضان‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)(‬
‫‪2‬‬

‫كثيرا ما يشبهو النكاح بالبي ‪ ،‬إال أ بينهما فرقا‪ ،‬فالنكاح مبني على المكارمة‪ ،‬ولهذا فهو أوس يف باب‬ ‫)(‬
‫‪3‬‬

‫الصداق‪ ،‬وهو يف العقد أ يق من البي ‪ ،‬أل هزله قد‪ ،‬وال خيار فيه‪.‬‬
‫أخرقه أبو لاول والنسائي يف السنن‪.‬‬ ‫)(‬
‫‪4‬‬

‫الخطبة فيما له أول وآخر‪ ،‬أما ِ‬


‫الخطبة بكسر الخان فهي ما يجري من المراقعة‬ ‫وقال أبو إسحاق الزقاأل‪ُ :‬‬ ‫)(‬
‫‪5‬‬

‫والمحاولة للنكاح‪ ،‬ألنه أمر ير مقدر‪ ،‬وال يتعين له أول وال آخر‪.‬‬
‫‪10‬‬

‫اهلل ا َّل ِذي َت ّسففففا َن ُلو َ ِب ِه‬


‫(وا َّت ُقوا َ‬
‫‪1‬‬ ‫اهلل َح َّق ُت َقاتِ ِه َوال َت ُمو ُت َّن إِ َّ‬
‫ال َو َأ ْنت ُْم ُم ْسففففلِ ُمو َ )( ) ( َ‬ ‫آ َمنُوا ا َّت ُقوا َ‬
‫اهلل َو ُقو ُلوا َق ْوال َسفففف ِد يدا )(‪ .)3‬م يقول‪ :‬أما‬ ‫ِ‬
‫اهلل كَ ا َ َع َل ْي ُك ْم َرقيبًا) ‪( ،‬ا َّت ُقوا َ‬
‫(‪)2‬‬
‫َواألَ ْر َحا َ إِ َّ َ‬
‫فيكم‪ ،‬وانطوى إليكم‪ ،‬وفرض لكم من الصداق كذا‪.‬‬ ‫بعد‪ ،‬فإ فالنا قد ر‬
‫وقال أبو إسففففحاق الزقاأل (ت‪ِ :)310‬‬
‫الخطبة ال تعني الكال المؤلف الذي يؤتى به‬
‫عند انعقال النكاح‪ ،‬وإنما يرال هبا ما يرتاق به القول عند محاولة ذلك ومراو ففففته‪ .‬ف هذا‬
‫اللحز قد يسففففتعمل يف كل ما يسففففتدعى به النكاح من القول وإ لم يكن مؤلحا على نظم‬
‫الخط ‪ ،‬فيقال‪ :‬فال يخط فالنة‪ ،‬إذا اسففففتدعى نكاحها‪ ،‬وإ لم يوقد منه لحز يسففففمى‬
‫خطبة‪ ،‬ويدل على ما ذه إليه أبو إسففففحاق الزقاأل قوله ﷺ‪« :‬ال يخط أحدكم على‬
‫خطبة أخيه»‪.‬‬

‫والخطبة يف استدعان النكاح مستحبة وليست بواقبة‪ ،‬وعلى ذلك قمي الحقهان‪ ،‬وقال‬
‫لاول الظاهري‪ :‬هي واقبة‪ ،‬والدليل على صففففحة ما ذه إليه الجمهور حديث سففففهل بن‬
‫سففففعد‪ ،‬وفيه‪ :‬أ النبي ﷺ قال للذي لم يجد خاتما من حديد‪ ،‬قد ملكتكها بما معك من‬
‫القرآ »‪.‬‬
‫النظر إلى المخطوبة‪:‬‬

‫األصل يف النظر إلى المرأة األقنبية الحرمة‪ ،‬فقد أمر اهلل المؤمنين بغض البصر‪ ،‬وهنت‬
‫السنة عن إتباع النظرة النظرة‪ ،‬وبينت أهنا سهم من سها إبليس‪ ،‬ومن شيم الصالحين أهنم‬
‫يغضو أبصارهم‪ ،‬بل هذا الخلق كا محمولا يف الجاهلية‪ ،‬فقد قال شاعرهم‪:‬‬

‫وأ ّض طريف إ بدت لي قاريت ‪ ...‬حتى يواري قاريت مأواها‬

‫والحكمة يف تحريم النظر بين الرقال والنسان أل الدواعي متوفرة فيهما على شيلين‪:‬‬

‫أحدهما‪ :‬الشهوة‪.‬‬
‫ر‪ :‬التناسل الذي هو يف ِ‬
‫الجبِ َّلة‪.‬‬ ‫وا‬

‫[آل عمرا ‪]102 :‬‬ ‫)(‬‫‪1‬‬

‫[النسان‪]1 :‬‬ ‫)(‬‫‪2‬‬

‫[األحزاب‪]70 :‬‬ ‫)(‬‫‪3‬‬


‫‪11‬‬

‫النففاظر والمنظور إليففه‪ ،‬بخالف نظر‬ ‫وكففل ذلففك موقول يف الجففانبين‪ ،‬أعني‪ :‬قففان ف‬
‫الرقال إلى الرقال‪ ،‬ونظر النسان إلى النسان‪.‬‬

‫وكل ما يحذر فيما بين الرقال والنسان‪ ،‬أوله النظر‪ ،‬والقائد إليه البصر‪ ،‬فبحس ذلك‪،‬‬
‫اشتد األمر يف هذين البابين‪ ،‬فاعلم ذلك(‪.)1‬‬
‫لكن الشففريعة إذا كانت ففيقت يف النظر بين الجنسففين سففدا للذريعة‪ ،‬فإهنا فتحت هذه‬
‫الذريعة إذا أمن الحرا كما يف النظر بين المحار ‪ ،‬أو إذا كا النظر يحضففففي إلى الحالل‪،‬‬
‫إلى‬ ‫عل يه أ نه ذري عة للحالل ك ناظر ال خا ط‬ ‫كنظر الر قل إلى زوق ته‪ ،‬أو كا ال غا ل‬
‫مخطوبته‪ ،‬ونظرها هي إليه‪ ،‬فقد روى قابر قال‪ :‬قال رسففففول اهلل ﷺ‪ :‬إذا خط أحدكم‬
‫المرأة فإ اسففففتطاع أ ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليحعل‪ .‬قال‪ :‬فخطبت امرأة فكنت‬
‫أتخبأ لها حتى رأيت منها ما لعا إلى نكاحها فتزوقتها(‪.)2‬‬
‫وألمحت الشففففريعة إلى معنى آخر يف النظر بين الخطيبين وهو أنه لما كا النكاح من‬
‫أعظم العقول والموا يق وينبغي الحرص على بقففائففه‪ ،‬وعلمففت أ ممففا يعين على بقففائففه‬
‫حصففففول االقتناع‪ ،‬أقازت النظر بينهما ألنه وسففففيلة هذا االقتناع‪ ،‬فقد ورل عن المغيرة بن‬
‫شعبة ر ي اهلل تعالى عنه قال‪ :‬خطبت امرأة فقال لي ر سول اهلل ﷺ‪ :‬أنظرت إليها؟ قلت‪:‬‬
‫ال‪ ،‬قال‪ :‬فانظر إليها فإنه أحرى أ يؤل بينكما(‪.)3‬‬

‫النظرة الشرعية‪:‬‬

‫وبنان على هذه الن صوص أقاز الحقهان النظر إلى المخطوبة‪ ،‬بل منهم من رأى أ ذلك‬
‫مطلوب على سبيل الندب‪ ،‬لكنهم اشرتطوا لمشروعية النظر‪:‬‬

‫‪-‬أ يكو الناظر إلى المرأة مريدا نكاحها‪.‬‬

‫‪ -‬أ يعلم أنه يجاب إلى نكاحها‪ ،‬أو يغل على ظنه‪.‬‬

‫)‪ (1‬ابن القطا ‪ :‬إحكا النظر يف أحكا النظر‪.363 :‬‬


‫أخرقه أبو لاول يف السنن‪.‬‬ ‫)(‬
‫‪2‬‬

‫) ( أخرقه الرتمذي والنسائي وابن ماقه‪.‬‬‫‪3‬‬


‫‪12‬‬

‫وأما ما روي عن المالكية من من النظر للمخطوبة فراق إلى التلصففففي عليها‪ ،‬للال‬
‫يتطرق الحساق للنظر للنسان ويقولو ‪ :‬نحن خطاب‪ ،‬أما إ كا بعلم منها إ كانت رشيدة‪،‬‬
‫فجائز‪.‬‬

‫تحريم الخطبة على الخطبة‪:‬‬


‫لما كا العقد على المرأة يحرمها على ير العاقد‪ ،‬وكانت الخطبة مقدمة للعقد و سببا‬
‫فيه‪ ،‬ورل النهي بتحريم الخطبة على الخطبة صفففيانة للعقول‪ ،‬واصفففل ذلك ما رواه مالك يف‬
‫الموطإ و ُيره أ رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ال يخط أحدكم على خطبة أخيه»‪.‬‬

‫يشترط يف تحريم الخطبة على الخطبة شرطان‪:‬‬

‫الر قل‬ ‫أوله ما‪ :‬أ تكو الخط بة ب عد الركو (‪ ،)1‬قال ما لك‪ :‬النهي هي أ يخ ط‬
‫المرأة فرتكن إليه‪ ،‬ويتحقا على صففففداق واحد معلو ‪ ،‬وقد ترا ففففيا‪ ،‬فهي تشففففرتط عليه‬
‫لنحسففففها‪ ،‬فتلك التي هنى أ يخطبها الرقل على خطبة أخيه‪ ،‬ولم يعن بذلك إذا خط‬
‫الرقل المرأة فلم يوافقها أمره ولم تركن إليه أ ال يخطبها أحد فهذا باب فسال يدخل على‬
‫الناس(‪.)2‬‬
‫أما الخطبة على الخطبة قبل الركو فجائزة‪ ،‬لما روي عن قرير البجلي أ عمر بن‬
‫عليففه امرأة من لوس‪ ،‬م أمره مروا بن الحكم من بعففده أ‬ ‫الخطففاب أمره أ يخط ف‬
‫يخطبها عليه‪ ،‬م أمره عبد اهلل بن عمر بعد ذلك‪ ،‬فدخل عليها فأخربها هبم األول فاألول‪،‬‬
‫م خطبها معهم لنحسففففه‪ ،‬فقالت‪ :‬واهلل ما ألري أتلع أ أنت قال؟ قال‪ :‬بل قال‪ ،‬فنكحته‬
‫فولدت له ولدين(‪.)3‬‬

‫انيهما‪ :‬أال يكو من ركنت إليه رقل سففففون‪ ،‬فإ كا رقل سففففون فإنه ال حرمة له إذا‬
‫خطبها رقل صففففالح بعده‪ ،‬فالواق عليها أ ترله‪ ،‬وعلى وليها أ يحضففففها على تزويج‬

‫الركو ‪ :‬عند أهل اللغة السكو إلى الشين بالمحبة له واإلنصات إليه ونقيضه النحور عنه‪ ،‬ومن ذلك قوله‬ ‫)‪(1‬‬

‫تعالى (وال تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار)‪.‬‬


‫الموطأ‬ ‫)‪(2‬‬

‫أخرقه ابن وه يف موطله‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬


‫‪13‬‬

‫الرقل ال صالح الذي يعلمها الخير‪ ،‬ويعينها عليه‪ .‬قال ابن القا سم‪ :‬وأرقو أ ال يكو هني‬
‫عن أ يخط أحدكم على خطبة أخيه‪ ،‬إال يف رقلين صالحين‪.‬‬ ‫النبي‬
‫‪14‬‬

‫الثان‪ :‬ي‬
‫الول‬ ‫ي‬ ‫الركن‬

‫الوالية يف اللغة‪ :‬تدل على القرب والدنو‪ ،‬يقال‪ :‬تباعد بعد َو ْل ىي‪ ،‬أي‪ُ :‬ق ْرب‪ ،‬وقلس‬
‫مما يليني‪ ،‬أي‪ :‬يقاربني‪.‬‬
‫والوالية بحتح الواو‪ ،‬بمعنى النصفففرة‪ ،‬والتولي‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪َ َ:‬ما َل ُك ْم مِ ْن َو َال َيتِ ِه ْم‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫والخطة واإلمارة والملك‪.‬‬ ‫مِ ْن َش ْي ىن ﴾‪ ،‬وبكسرها‪ :‬السلطا‬

‫قال ابن األ ير رحمه اهلل‪" :‬وكأ الوالية تشففعر بالتدبير والقدرة والحعل‪ ،‬وما لم يجتم‬
‫ذلك فيها لم ينطلق عليه اسم الولي"‪.‬‬

‫"والولي ‪ -‬فع يل بمعنى فا عل" من ول ي ُه‪ :‬إذا قا به‪ ،‬وتولى أمره‪ ،‬وأ عا نه‪ ،‬ونصففففره‬
‫اهلل َول ِ ُّي ا َّل ِذي َن َآ َمنُوا ﴾‪ ،‬أي‪ :‬نصففففيرهم وظهيرهم ويتوالهم‬
‫وأح به‪ ،‬وم نه قو له ت عالى‪ُ َ :‬‬
‫بعونه وتوفيقه"‪ ،‬وبمعنى محعول يف حق المطي ‪ ،‬ومنه قيل للمؤمن‪ :‬ولي اهلل‪.‬‬

‫وولي المرأة‪ :‬الذي يلي عقد النكاح عليها‪ ،‬وال يدعها تستبد بعقد النكاح لونه‪.‬‬

‫الجمهور أ الولي ركن من أركا النكاح‪ ،‬وخالحهم أبو حنيحة(‪ ،)1‬واسففففتدل‬ ‫مذه‬
‫الجمهور لمذهبهم بأحاليث عدة منها‪:‬‬

‫‪ -‬ما رواه أبو هريرة ﭬأنه عليه الصففففالة والسففففال قال‪" :‬ال تزوأل المرأ ُة المرأة وال‬
‫المرأة نحسها‪ ،‬فإ الزانية هي التي تزوأل نحسها"‪.‬‬

‫‪-‬وقوله ﷺ أيضا‪« :‬ال نكاح إال بولي»(‪.)2‬‬

‫لليلهم ما روي أ امرأة زوقت ابنتها بر اها فجان أولياؤها فخا صموها إلى علي ‪ -‬ر ي اهلل عنه ‪ -‬فأقاز‬ ‫)(‬
‫‪1‬‬

‫النكاح ‪ .‬قالوا فحي هذا لليل على أ المرأة تزوأل نحسففففها‪ ،‬وقال محمد بن الحسففففن‪ :‬يتوقف نكاحها على‬
‫إقازة الولي سففففوان زوقت نحسففففها من كفن أو ير كفن فإ أقازه الولي قاز وإ أبطله بطل‪ .‬وقال أبو‬
‫يوسف‪ :‬األحوط أ يجعل عقدها موقوفا على إقازة الولي‪ .‬انظر المبسوط للسرخسي‪.13-10/5 :‬‬
‫أخرقه أبو لاول‬ ‫)(‬
‫‪2‬‬
‫‪15‬‬

‫‪-‬وقو له ﷺ‪« :‬ال تنكح المرأة بغير إذ ولي ها فإ نك حت فن كاح ها با طل‪ ،‬فن كاح ها‬
‫اشتجروا‬
‫َ‬ ‫باطل‪ ،‬فنكاحها باطل ‪ -‬الث مرات‪ -‬فإ أصاهبا فلها مهرها بما أصاب منها‪ ،‬فإ‬
‫ولي له»‪.‬‬
‫ولي من ال َّ‬
‫ُّ‬ ‫فالسلطا‬

‫واسفففتدلوا أيضفففا بآيات من القرآ تحيد اشفففرتاط الولي‪ ،‬فقالوا إ اهلل سفففبحانه خاط‬
‫وه َّن َأ ْ َينكِ ْح َن‬
‫األوليان يف النكاح فقال‪َ { :‬و َأنكِ ُحوا األَ َيا َمى مِنْ ُك ْم}(‪ ،)1‬وقال‪َ { :‬فال َت ْع ُضفففف ُل ُ‬
‫دل ذلك على أ األوليان لهم م الن سان إذنا يف‬ ‫وف}(‪ )2‬ف َّ‬ ‫َأ ْزواقهن إِ َذا َترا َ وا بينَهم بِا ْلمعر ِ‬
‫َ ْ َْ ُ ْ َ ْ ُ‬ ‫َ َ ُ َّ‬
‫أنحسففهن‪ ،‬ولوال هذا الحق لما نزل النهي عن العضففل يف شففأ م ْعقل بن يسففار لما امتن عن‬
‫إرقاع أخته إلى زوقها السابق بعدما بانت منه‪.‬‬

‫وقد فهم الصففففحابة من هذه األحاليث أ الولي شففففرط يف صففففحة النكاح‪ ،‬فقال عمر‬
‫ﭬ‪ :‬ال تنكح المرأة إال بإذ وليها‪ ،‬أو ذي الرأي من أهلها أو السلطا ‪.‬‬
‫قال مالك‪ :‬وذو الرأي من أهلها‪ :‬الرقل من العصففففبة أو العشففففيرة أو الحخذ‪ ،‬وكذلك‬
‫المعتق‪ ،‬وليس العبد والمرأة من األوليان‪.‬‬

‫وعلل الحقهان الشرتاط الولي على المرأة بأمرين‪:‬‬


‫أولهما‪ :‬خطورة عقد النكاح‪ ،‬قال السرخسي‪ :‬وهذا أل النكاح عقد عظيم خطره كبير‪،‬‬
‫ومقاصففففده شففففريحة ولهذا أظهر الشففففرع خطره باشففففرتاط الشففففاهدين فيه من بين سففففائر‬
‫المعاو ات فإلظهار خطره تجعل مباشرته محو ة إلى أولي الرأي الكامل من الرقال(‪.)3‬‬

‫ثانيهما‪ :‬أ المرأة لها قيمة عند أهلها‪ ،‬قال القا ففففي عبد الوهاب‪ :‬وإنما كا الولي‬
‫شففرطا يف النكاح حياطة للحروأل للال تحمل المرأ َة شففهو ُة النكاح إلى و فف نحسففها يف ير‬
‫ك ى‬
‫ُفن‪ ،‬ف ُت ْل ِ‬
‫ح ُق عارا بأوليائها(‪.)4‬‬

‫)‪[ (1‬النور‪]32 :‬‬


‫)‪[ (2‬البقرة‪]232 :‬‬
‫)‪ (3‬المبسوط‪.11/5 :‬‬
‫)‪ (4‬الجام البن يونس‪ . 43/9 :‬ولذا ميز بعض العلمان بين المرأة الشريحة والخسيسة‪ ،‬فقالوا إذا كانت نية‬
‫شريحة لم يجز تزويجها نحسها بغير ر ا الولي‪ ،‬وإ كانت فقيرة خسيسة يجوز لها أ تزوأل نحسها من ير‬
‫ر ا الولي‪ .‬ينظر المبسوط للسرخسي‪.10/5 :‬‬
‫‪16‬‬

‫مراتب األولياء‪:‬‬
‫الوالية يف النكاح على ففففربين عامة وخاصففففة‪ ،‬فالعامة هي أ المسففففلمين يف النكاح‬
‫َات َب ْع ُضف ُه ْم َأ ْول ِ َيا ُن‬
‫بعضفهم أوليان بعض بحق الديانة قال اهلل عز وقل { َوا ْل ُم ْؤمِنُو َ َوا ْل ُم ْؤمِن ُ‬
‫ض}‪ ،‬والوالية الخاصففففة والية النسفففف والقرابة‪ ،‬لقول اهلل عز وقل { َو ُأو ُلو األَ ْر َحا ِ‬ ‫َب ْع ى‬
‫المقدمة‪.‬‬
‫ض}‪ ،‬ووالية النس هي ُ‬ ‫َب ْع ُض ُه ْم َأ ْو َلى بِ َب ْع ى‬

‫وإذا تزاحم األوليان فأوالهم األب‪ ،‬م األخ‪ ،‬وابن األخ وإ سفف ُحل‪ ،‬م الجد‪ ،‬م العم‪،‬‬
‫م ابن العم وإ سففحل‪ .‬والبِ ْكر والثي يف هذا سففوان؛ إال أ يكو للثي ولد‪ ،‬أو ولد ولد‪،‬‬
‫فيقدَّ على األب(‪ .)1‬ويسفففتح للمرأة إذا لم يكن لها ولي نسففف أ ُتوكِّل من المسفففلمين‬
‫رقال َل ِّينا فا ال‪ ،‬وال ُتوكِّل ير عدل‪.‬‬

‫فإ تسففففاوى األوليان يف الدرقة وتنازعوا فيمن يلي العقد بعد اتحاقهم على الزوأل‪،‬‬
‫فاألحق بالتقديم أفضففلهم م أسففنهم‪ ،‬فإ تسففاووا يف الحضففل والسففن عقدوا قميعا‪ ،‬وقيل‬
‫تتخير المرأة منهم من يتقد لعقدها‪.‬‬

‫أمفا إ اختلحوا يف تزويجهفا من هفذا الرقفل المتقفد إليهفا‪ ،‬فر ففففيفه بعضففففهم ورله‬
‫اآلخرو ‪ ،‬فإنه يرف أمرها إلى السفففلطا لقوله ﷺ يف األوليان‪« :‬فإ اشفففتجروا فالسفففلطا‬
‫ولي من ال ولي له»‬

‫جب الول‪ :‬هو تزويج من له الجرب من األوليان وليته بدو توقف على إذهنا ور اها‪.‬‬
‫ر‬
‫قال أبو الحسن اللخمي‪ :‬المعروف من قول مالك أ الجرب يختي باآلبان‪ ،‬وبمن أقامه‬
‫الزوأل الذي يزوأل ابنته منه‪ .‬وقال القا ففففي‬
‫َ‬ ‫األب يف حياته‪ ،‬أو بعد وفاته‪ ،‬وإذا عين األب‬
‫عبد الو هاب‪ :‬أ اإلقبار خاص باألب ألمر يرق إل يه ال يو قد يف يره‪ ،‬وهو ما ق عل‬
‫سففبحانه يف اآلبان من الحنا والشففحقة والرأفة على الولد‪ ،‬فكأ ما خصففوا به من ذلك‪ ،‬يبلغ‬
‫هبم من االقتهال لبناهتم ما ال يبلغه يرهم‪.‬‬

‫وهذا الحق ابت لألب بال خالف يف ابنته البكر الصففففغيرة‪ ،‬لقول اهلل عز وقل حكاية‬
‫عن شففففعي ى عليه السففففال ‪َ ( :‬ق َال إِنِّي ُأ ِر يدُ َأ ْ ُأنكِ َح َك إِ ْحدَ ى ا ْبنَت ََّي َها َت ْي ِن) (‪ )2‬ولم يذكر‬

‫)‪ (1‬انظر التبصرة للخمي‪ ،1782 :‬قالوا أل االبن اقوى تعصيبا من األب‪.‬‬
‫)‪[(2‬القصي‪.]27 :‬‬
‫‪17‬‬

‫زوأل ابنتيه لعثما ولم ي ست شرهما‪ .‬ويف الموطأ أ القا سم‬


‫م شورة‪ .‬ويف ال سنة أ النبي ﷺ َّ‬
‫وسالمًا كانا ينكحا بناهتما األبكار وال يستأمراهنن‪ .‬قال مالك‪ :‬وعلى ذلك األمر عندنا(‪.)1‬‬

‫ررا فال يلزمها‪ .‬والمق صول بال ضرر‬ ‫رر‪ ،‬فإ كا‬ ‫تنبيه‪ :‬الجرب مقيد بما إذا لم يكن‬
‫هو ال ضرر المحض‪ ،‬أما أ يزوقها من ال ضرير‪ ،‬واألعرأل‪ ،‬فليس ب ضرر إ كا على وقه‬
‫النظر‪ ،‬علمت به أو لم تعلم‪.‬‬

‫ويسففتح له اسففتلذاهنا‪ ،‬لقوله ﷺ «شففاوروا النسففان يف أبضففاعهن»‪ ،‬وأل ذلك أطي‬


‫رر يلحقه به‪.‬‬‫ى‬ ‫لقلبها من ير‬

‫وقيل‪ :‬إنه ربما كا هبا عي لم َيعلم به ولو علمه لم يزوقها‪ ،‬فإذا اسففففتأذهنا أعلمته به‬
‫َفت ََح َّرز منه‪.‬‬

‫‪-‬وأما الصغيرة إذا كنت يبا فحيها قوال ‪:‬‬


‫ق‪ :1‬يجربها؛ أل الثيوبة يف حال الصغر كالعد ‪.‬‬

‫ق‪ :2‬ال يجربها؛ أل علة الجرب البكارة وقد زالت‪.‬‬

‫‪-‬وأما البنت البالغة فإ كانت بكرا فالمشفففهور عندنا أ األب يجربها‪ ،‬لقول النبي ﷺ‬
‫«الثي أحق بنحسففها‪ ،‬والبكر تسففتأمر وإذهنا صففماهتا»‪ ،‬وقيل‪ :‬ال يجربها األب‪ ،‬وخاصففة إذا‬
‫كانت عانسا‪ ،‬برز وقهها‪ ،‬وصارت عارفة بمصالحها تباشر أمورها بنحسها‪.‬‬

‫فتبين هبذا أ المعنى الموق لإلقبار يف الصففغيرة قِ َّلة خربهتا باألمور‪ ،‬وعد معرفتها‬
‫بمصالحها‪.‬‬

‫‪-‬وأما البكر المطلقة‪ ،‬وهي التي طل قت قبل ا لدخول‪ ،‬فإ أ قامت عند زوقها مدة‬
‫طويلة أقلها سفففنة وشفففهدت مشفففاهد النسفففان‪ ،‬فإ األب ال يزوقها إال بر فففاها‪ .‬فإ كانت‬
‫إقامتها عند زوقها يسيرة ولم يمسها كا له أ يزوقها بغير إذهنا(‪.)2‬‬

‫‪-‬وأما الثي البالغ وهي من ُوطلت وطلا يوق المهر والعدة‪ ،‬فال قربا لألب عليها‪،‬‬
‫وال يعقد نكاحها إال بإذهنا‪.‬‬

‫)‪ (1‬الموطأ‪. :‬‬


‫)‪ (2‬انظر الكايف‪.523/2 :‬‬
‫‪18‬‬

‫تنبيه ‪ :‬الثي بعارض كالبكر‪ ،‬فكل من زالت عذريتها بغير قماع فهي ملحقة بالبكر‪،‬‬
‫وأما من زالت عذريتها بجماع حرا كالزنا وخلعت قلباب الحيان فال تجرب ألهنا كالثي ‪.‬‬

‫عضل الولي‪:‬‬

‫العضفففل هو المن ‪ ،‬وقد هنى اهلل سفففبحانه أوليان المرأة عن منعها من نكاح من تر فففاه‪،‬‬
‫ولكن هل يعد رل الولي للخاط والخاط َبين عضفففل يف حق موليته؟ قال ابن القاسفففم‪ :‬وال‬
‫يكو األب عا ففففال البنته البكر البالغ يف ر ِّل ألول خاط ى أو خا َطب ْين حتى يتب َّين ففففرره‪.‬‬
‫كذلك إ كا األب ائبا فال يتقد عليه أحد يف ابنته ألنه هو من ينحق عليها فال ينبغي أ‬
‫يزوقها أحد إال بإذنه(‪.)1‬‬

‫وإذا لم ُي ْعرف من األب يف ذلك ففففرر لم يهجم الحاكم على ابنته يف إنكاحها إال أ‬
‫ُيعرف فففرره وإعضفففاله لها‪ ،‬فإذا تب َّين ذلك منه‪ ،‬فأرالت الجارية النكاح قال له اإلما ‪ :‬إما‬
‫أ تزوقها‪ ،‬وإما زوقناها عليك‪ ،‬أل النبي ﷺ قال‪« :‬ال َ َر َر وال ِ َرار»‪.‬‬

‫وأما ير األب من األوليان فإ منعوها من تر فففاه فللسفففلطا الحق أ ينظر يف منعهم‬


‫إياها‪ ،‬فإ تبين صوابه َ‬
‫عذره‪ ،‬وإذا رأى الغبطة والحز زوقها بر اها وإ كره ول ُّيها‪.‬‬
‫والمق صول بالغبطة والحز هنا الكحانة‪ ،‬بمعنى أ يكو الخاط كحؤا لها‪ ،‬وقد و‬
‫الحقهان معايير للكحانة وهي‪:‬‬

‫‪-1‬الدين‪ :‬وهو معترب يف الكحانة بال خالف‪ ،‬فإ كا فاسففففقًا باعتقاله فقد صففففح عن‬
‫يزوقوا‪ .‬وأما الحاسففففق بجوارحه فالظاهر منعه‪،‬‬
‫مالك أنه قال‪ :‬ال يتزوأل إلى القدرية‪ ،‬وال َّ‬
‫ولكن بعض الحق هان يتهربو من الحتوى يف هذا‪ ،‬خو فا من أ يؤلي إلى فسففففخ كثير من‬
‫األنكحة‪.‬‬

‫‪-2‬النسفففف ‪ :‬المعترب يف الكحانة عند المالكية الدين لو النسفففف ‪ ،‬خالفا ألبي حنيحة‬
‫والشففافعي يف أهنا للنسف ‪ ،‬لقوله تعالى‪{ :‬إِ َّ َأك َْر َم ُك ْم ِعنْدَ اهللِ َأ ْت َقاك ُْم}‪ ،‬وقوله عليه الصففالة‬
‫والسففففال ‪« :‬إذا قانكم من تر ففففو لينه وأمانته فزوقوه إال تحعلوه تكن فتنة يف األرض‬
‫وفسال كبير»‪ ،‬فاعترب الدين واألمانة لو النس ‪.‬‬

‫)‪(1‬إذا انقط عنها نحقته وطال يبته فليزوقها اإلما أو وليها بر اها‪.‬‬
‫‪19‬‬

‫وذه بعض فقهان المالكية إلى أ النسفففف معترب‪ ،‬وأولوا قول مالك على أنه خاص‬
‫بمن كا من أهل التقوى والدين‪ ،‬أما إ لم يكن من أهل التقوى والصففففالح كا نكاحا‬
‫مرلولا‪.‬‬

‫‪-3‬الخلقة‪ :‬لقول عمر ﭬ‪ :‬ال يزوأل الرقل وليته للقبيح الذميم‪ ،‬وال للشفففيخ الكبير‪.‬‬
‫فإ زوقها من ناقي‪ ،‬فإ كا نقصفففًا يضفففر هبا كالجنو والجذا والربص‪ ،‬أو يؤلي إلى‬
‫نقي الوطن كأ حد العيوب المثب تة لخ يار الرل‪ ،‬لم يكن كحؤا‪ ،‬و كا ل ها رل الن كاح ك ما‬
‫سيأيت‪ .‬وإ كا النقي ير ذلك‪ ،‬لم يثبت لها به خيار‪.‬‬

‫‪-4‬المال‪ :‬والمقصففففول به أ يكو قالرا على اإلنحاق عليها‪ ،‬فإ كا معدما يعجز عن‬
‫اإلنحاق عليها والقيا بحقوقها لم يكن كحؤا‪.‬‬

‫إنكاح اليتيمة‪:‬‬
‫قال مالك‪ :‬وال تتزوأل اليتيمة حتى تبلغ وتأذ يف ذلك‪ ،‬أل رسول اهلل ﷺ أمر باستلذا‬
‫اليتيمة‪ ،‬وال إذ إال للبالغة‪.‬‬

‫فففي أبيها ال يزوقها حتى تبلغ ويشففففاورهما‪ .‬قال‪ :‬ولو‬


‫قال ابن المواز‪ :‬وكذلك وصف ُّ‬
‫ر فففيت يف الصفففغر فزوقت ما كا ذلك تزويجا‪ ،‬ويحسفففخ إال أ يتقال ذلك بعد الدخول‬
‫قرا عليه‪.‬‬
‫ف ُي َّ‬
‫وسفففلل مالك عن صفففبية بنت عشفففر سفففنين يف حاقة تتكحف الناس؟ فقال‪ :‬ال بأس أ‬
‫تزوأل بر اها‪ ،‬وإ كانت صغيرة لم تنبت(‪ .)1‬فأباح أ تزوأل‪ ،‬وإ لم تنبت‪ ،‬لمكا ما هي‬
‫به من الخصاصة والكشحة‪ ،‬وهذا أحسن؛ لتغلي أحد الضررين‪ ،‬وألهنا بلغت سنا يمكنها‬
‫التمييز فيه‪ ،‬وأصبحت مأمورة بالصالة‪ ،‬ولم يسقط استلذاهنا للال يخالف الحديث(‪.)2‬‬

‫وإذا بلغت اليتيمة فزوقها وليها بغير أمرها م أعلمها بالقرب فر يت قاز‪ ،‬وال يكو‬
‫سففففكوهتا ها هنا ر ففففًا‪ .‬وإنما لم يجعل سففففكوهتا ها هنا ر ففففًا لتعدِّ يه يف العقد عليها قبل‬
‫إعالمها‪ ،‬فزال الحيان عنها الذي أوق أ يكو صمتها ر ا‪.‬‬

‫)‪ (1‬التبصرة‪.1800/4 :‬‬


‫)‪َ "(2‬ال ُتزَ َّو ُأل البِ ْك ُر َحتَّى ُت ْست َْأ َذ َ "‪.‬‬
‫‪20‬‬

‫الركن الثالث‪ :‬الزوج‬


‫هو أحد العاقدين‪ ،‬ويشرتط فيه‪:‬‬

‫ﱴ ﱶﱷ ﱸﱹ‬
‫ﱵ‬ ‫‪ -1‬أ يكو مسففففلمففًا لقولففه تعففالى‪ :‬ﱵﭐﱰﱱﱲﱳ‬
‫احتقار‬
‫َ‬ ‫ﱺﱻﱼﱴ‪ ،‬فحر اهلل زواأل الم سلمة من الكافر(‪ )1‬أل يف ذلك‬
‫اإلسال واستيالن الكحار على المسلمين(‪ ،)2‬فإ وق هذا النكاح فإنه يحسخ‪ ،‬ولو‬
‫اسلم بعد العقد أل العقد وق فاسدا‪ ،‬ويؤلب من أقد على ذلك ولو كا قاهال‬
‫‪ ،‬وقيل يصففففحح عنه لقوله تعالى‪ :‬ﱵﭐ ﲓ ﲔ‬ ‫لجرأته على هتك حرمة اإلسففففال‬
‫ﲟ ﲠ ﲡ ﲢﱴ ‪،‬‬ ‫ﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞ‬

‫واختلف ىف حففد المرأة إذا تزوقتففه عففالمففة بففأ ذلففك ال يجوز‪ ،‬قففال ابن محرز‪:‬‬
‫والصواب حدها‪ ،‬وهى كالمسلم يتزوأل مجوسية عالمًا بذلك‪ ،‬فقد قال مالك أنه‬
‫يرقم‪ ،‬يعنى إذا كا محصنًا(‪.)3‬‬
‫‪ -2‬أ يكو خاليا من موان النكاح وسيأيت بياهنا أ نان الحديث عن الركن الراب وهو‬
‫الزوقة‪.‬‬
‫‪ -3‬أ يكو مميزا‪ ،‬فال ينعقد نكاح المجنو والصففففغير ير المميز‪ ،‬ويف انعقال نكاح‬
‫السكرا خالف‪.‬‬
‫ِ‬
‫مشكال‪ ،‬فإ كا كذلك فالمنصوص أنه ال َينكح وال ُينكح(‪.)4‬‬ ‫‪ -4‬أال يكو خنثى‬

‫وهذه شففروط صففحة‪ ،‬وهناك شففروط لزو وهي‪ :‬الرشففد‪ ،‬والبلو ‪ ،‬والحرية‪ ،‬والطوع‪،‬‬
‫والحل‪.‬‬

‫)‪ (1‬كل كافر بالحقيقة مشرك‪ .‬انظر أحكا القرآ البن العربي‪.‬‬
‫ت ْاألُم ُة عَ َلى َأ َّ ا ْلم ْش ِر َك َال َي َط ُأ ا ْلمؤْ مِنَ َة بِ َو ْق ىه‪ ،‬لِما فِي َذل ِ َك مِ َن ا ْل َغ َضا َ ِة عَ َلى ْ ِ‬
‫اإل ْس َال ِ‪.‬‬ ‫)‪ (2‬قال القرطبي‪َ :‬أقمع ِ‬
‫ْ َ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الجام ألحكا القرآ ‪.72/3 :‬‬
‫)‪ (3‬ينظر التو يح لخليل‪.590/3 :‬‬
‫الحنحية إلى أ الخنثى إ زوقه أبوه رقال فوصل إليه قاز‪ ،‬وكذلك إ زوقه امرأة فوصل إليها‪،‬‬ ‫)‪ (4‬و ذه‬
‫أقل كالعنين‪.‬‬
‫وإال ِّ‬
‫‪21‬‬

‫قلنا إ الصففغير ال يصففح زواقه‪ ،‬لكن إ قربه أبوه على الزواأل صففح زواقه‪ ،‬وأما‬
‫إ زوقه ير األب كالوصي فإ كانت ذات شرف‪ ،‬أو مال‪ ،‬أو ابنة عم قربه على ذلك‬
‫وإال فال‪.‬‬

‫المغلوب على‬
‫ُ‬ ‫وأما المجنو فقيل حكمه كحكم الصففففغير‪ ،‬وقيل‪ :‬ينبغي أال يزوأل‬
‫عقله‪ ،‬وقال اللخمي‪ :‬إ خيف منه الحسال زوأل‪ ،‬أل الحد وإ سقط عنه فال يعا على‬
‫الزنا‪.‬‬

‫وأما السفففحيه فالمشفففهور قواز قربه على النكاح‪ ،‬وقيل ال يجرب ألنه لو زوقه أبوه‬
‫بمن ال يح طلقها‪ ،‬وطالقه الز ‪.‬‬

‫تنبيه‪ :‬إذا تزوأل صفففبي مميز بغير إذ أبيه أو وصفففيه‪ ،‬ومثله يقوى على الجماع‪ ،‬فإ‬
‫أقازه من يلي عليه قاز‪ ،‬كبيعه وشففففرائه بغير إذنه يجيزه على وقه النظر له‪ ،‬وإ أرال‬
‫فسخه فسخه‪ ،‬وإ فسخه قبل البنان أو بعده فال صداق لها‪.‬‬

‫صداق الصغري‪:‬‬

‫الصفداق ركن من أركا النكاح‪ ،‬فهو ال يسفقط بحال حتى وإ كا الزوأل صفغيرا‪،‬‬
‫ولكن لما كا الصغير ال يصح نكاحه إال بإذ أبيه كا الصداق على األب إال إذا كا‬
‫االبن َمليا فالصفففداق عليه ال على األب‪ ،‬والعربة بحاله عند العقد ال عند الدخول فمن‬
‫كا موسففرا عند العقد م أعسففر عند الدخول فالصففداق لين عليه‪ ،‬وال ينتقل بإعسففاره‬
‫الطارئ إلى أبيه‪ ،‬أما إ كا االبن فقيرا عند العقد فالصففففداق على األب ولو اشففففرتطه‬
‫على ابنه‪ ،‬أل االبن ال مصلحة له يف تعمير ذمته بالصداق م عد حاقته إلى المرأة يف‬
‫الحال‪ ،‬وال يلز االبن الحقير الصففداق المؤقل ولو أيسففر قبل حلول أقله‪ ،‬أل العربة‬
‫بحاله عند العقد‪.‬‬

‫ولو أصفففدق األب من ماله عن ابنه‪ ،‬وقبضفففت المرأة الصفففداق‪ ،‬م طلق عند بلو ه‬
‫لما لم يتم له مراله فكا كهبة لم‬
‫وقبل الدخول‪ ،‬رق نصففففف المهر إلى األب ألنه َّ‬
‫تقبل‪ ،‬وقيل‪ :‬بل يرق نصف المهر إلى االبن ألنه هبة مقبو ة(‪.)1‬‬

‫)‪ (1‬ينظر الكايف البن عبد الرب‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫إذا من(‪ )1‬األب ال صداق يف ماله لزمه ولو كا االبن مو سرا‪ ،‬فإ مات األب قبل‬
‫لف الصداق ُأخذ من تركته قبل القسمة‪ ،‬ولو طلق االبن امرأته قبل الدخول ولم تقبض‬
‫شيلا من صداقها رقعت بالنصف على األب‪ ،‬وال يرق األب على االبن بشين‪.‬‬

‫وإ تعذر على المرأة أخذ صففففداقها من الحامل قبل الدخول فلها أ تمن نحسففففها‬
‫من الدخول حتى تقبض صففففداقها‪ ،‬كالبائ له من سففففلعته حتى يقبض العوض‪ .‬وكما‬
‫قعلوا للمرأة من نحسففففهففا حتى تقبضفففففه‪ ،‬قعلوا للزوأل الخيففار بين لف الصفففففداق‬
‫والدخول‪ ،‬أو يحارق وال شين عليه‪ ،‬ولم يجربوه على لفعه وإ كا له مال‪.‬‬

‫وقال اللخمي‪ :‬إ كا الحمل بر ففففاها لم يكن لها من نحسففففها‪ ،‬أل هنا تحولت‬
‫بصداقها يف ذمة الحامل‪ ،‬فلو مات الحامل فإهنا تتب تركته(‪.)2‬‬

‫ولو زوأل األب ابنه الرشففيد فقال االبن‪ :‬إنما ظننت أ يكو الصففداق على األب‪،‬‬
‫وقال األب‪ :‬إنما أرلت أ يكو على االبن‪ ،‬فيحسففففخ النكاح وال شففففين على واحد‬
‫منهما‪ ،‬وقيل‪ :‬بل يحلحا ومن نكل منهما كا الصففففداق عليه‪ ،‬فإ نكال معا يثبت‬
‫النكاح‪ ،‬ويغر كل واحد منهما نصف الصداق‪.‬‬
‫وال يمضفي فما األب لصفداق ابنه الصفغير إذا كا ذلك يف مر فه؛ ألهنا وصفية‬
‫لوارث‪ .‬ولو لخل هبا االبن يف مرض أبيه الذي مات فيه رلت ما أخذته من مال األب‬
‫إ أخذت شيلًا‪ ،‬وتتب به الزوأل‪ ،‬فإ صح األب من مر ه بت النكاح والضما ‪.‬‬

‫ويف صفففحة هذا النكاح وفسفففخه قبل الدخول خالف‪ ،‬أل بقانه معلقا على صفففحة‬
‫األب كالخيار يف النكاح‪ ،‬وال خيار يف عقد النكاح‪ .‬أما إ كا الضففففامن للصففففداق هو‬
‫أب الزوقة‪ ،‬م مات من مر ففه‪ ،‬فالنكاح صففحيح‪ ،‬لكن هل يخرأل الصففداق من تركته‬
‫لكو الزوأل أقنبيا عنه‪ ،‬أو ال يخرأل أل الصداق سيؤول إلى ابنته‪ ،‬خالف‪.‬‬

‫الرشوط ىلع الصغري‪:‬‬

‫)‪ (1‬ما األب ابنه يف النكاح محمول على الحمل ال على الحمالة‪ ،‬والحمل هو ما خرأل مخرأل الصلة والهبة‬
‫فهو الز ال رقوع فيه‪ ،‬أما الحمالة فأ يتحمل بالحق فيؤليه عن المطلوب ويرق به عليه‪ .‬انظر البهجة يف‬
‫شرح التححة‪.449/1 :‬‬
‫)‪ (2‬ينظر التو يح‪.587/3 :‬‬
‫‪23‬‬

‫إذا ا شرتط ولي الزوقة على ال صغير شروطا يف العقد وأم ضاها وليه‪ ،‬فإنه ال يلزمه‬
‫شفففين من تلك الشفففروط إال إذا قبلها بعد البلو ‪ ،‬أو علم هبا قبل الدخول ولخل‪ ،‬فإنه‬
‫تلزمه‪ ،‬أما إ رفضففففها قبل الدخول فعليها أ تتنازل عن الشففففرط ويثبت النكاح‪ ،‬أو‬
‫يطلقها ولها نصف الصداق‪.‬‬
‫زواج السفيه بغري إذن ويله‪:‬‬

‫إذا تزوأل السففففحيه بغير إذ وليه فللولي فسففففخ النكاح وإمضففففاؤه‪ ،‬فإ فسففففخ قبل‬
‫الدخول فال شين للمرأة من الصداق‪ ،‬أما إ لخل هبا فحيه ال ة أقوال‪:‬‬

‫ق‪ :1‬لها رب لينار أقل الصداق بما استحل منها‪.‬‬

‫ق‪ :2‬لها من الصداق على قدر حالها‪.‬‬

‫ق‪ :3‬ال شين لها ال رب لينار وال يره‪.‬‬


‫فإذا لم يعلم الولي بنكاح السففففحيه حتى ماتت الزوقة‪ ،‬فإ وليه ينظر يف ذلك‪ ،‬فإ‬
‫رأى األ صلح له إقازة النكاح‪ ،‬بإ كا ميرا ه أكثر من ال صداق أقازه‪ ،‬ولف ال صداق‬
‫وأخذ الميراث‪ ،‬وأما إ مات هو‪ :‬فال تر ه‪.‬‬

‫وروي أهنما يتوار ا ‪ ،‬ويمضففي الصففداق؛ أل النظر للسففحيه مختي بحال حياته‪،‬‬
‫ويحوت بموته‪ ،‬ولذلك قازت وصيته ولم تجز هبته‪.‬‬

‫نكاح املحرم‪:‬‬

‫المحر عندنا ممنوع من عقد النكاح لنحسففففه أو لغيره ما لا محرما‪ ،‬لقول النبي‬
‫ﷺ‪« :‬ال ينكح المحر وال ينكح»(‪ ،)1‬وألهنا عبالة تمن الطي والوطن فمنعت عقد‬
‫النكاح كالعدة‪.‬‬

‫و خالف يف ذ لك الحنح ية واحتجوا ب حد يث ابن ع باس ﭬ «أ النبي ﷺ تزوأل‬


‫ميمونة ڤ‪ ،‬وهو محر »(‪ ،)2‬وهذا الحديث اختلف فيه عن ابن عباس فروي عنه أنه‬

‫)‪ (1‬الموطأ‪.348/1 :‬‬


‫)‪ (2‬متحق عليه‪.‬‬
‫‪24‬‬

‫ول اهللِ ﷺ‬
‫تزوقها وهو حالل‪ ،‬وروي عن ميمونة نحسففففها أهنا قالت‪َ « :‬ت َز َّو َقنِي َر ُسفففف ُ‬
‫َون َْح ُن َح َال َال ِ بِ َس ِرف»‪.‬‬

‫أما الرقعة فله أ يراق زوقته ألنه ليس بابتدان عقد‪ ،‬وإنما هو اسففففتصففففالح لما‬
‫انثلم منه‪.‬‬
‫نكاح املريض‪:‬‬

‫النكاح يف المرض المخوف الذي أشفففرف فيه صفففاحبه على الموت ال يجوز‪ ،‬ألنه‬
‫إ رار بالور ة‪ ،‬فإذا وق فسخ قبل البنان وبعده‪ ،‬فإ صح قبل الحسخ بت النكاح‪ ،‬أل‬
‫فساله ليس من قهة العقد‪ ،‬وإنما من قهة حق الور ة‪ ،‬ولها صداقها المسمى‪.‬‬

‫أما إ مات فإ كا قبل البنان فال صففداق للمرأة وال ميراث‪ ،‬وإ كا بعد الدخول‬
‫فلها صداق المثل يف لثه‪ ،‬وال تر ه‪.‬‬
‫‪25‬‬

‫الركن الرابع‪ :‬الزوجة‬


‫كل النسففففان يجوز الزواأل هبن ما عدا من تلبس هبا مان ‪ ،‬والموان على نوعين منها‬
‫ما يرق إلى صففحة المرأة كالقرابة‪ ،‬والر ففاع‪ ،‬والمصففاهرة‪ ،‬ومنها ما يرق إلى حالها‬
‫كالعدة واللعا ‪.‬‬
‫النول ا ول‪ :‬المحرمات بالصفة‬

‫‪ :1‬المحرمات بالقرابة أو بالنسب‬

‫وهي السففففب المففذكورة يف قولففه تعففالى‪ :‬ﱵﭐﱳﱴﱵﱶ‬


‫ﱷﱸﱹﱺ ﱻﱼﱽﱴ(‪ ،)1‬والففمففرال هبففن‬
‫هي أصففول الرقل وفصففوله‪ ،‬وفصففول أول أصففوله‪ ،‬أي أخواته وبنات إخوته وأخواته‪،‬‬
‫وأول فصل من كل أصل وإ عال(‪.)2‬‬
‫فرع‪ :‬اختلف يف البنت مِن زنى هل تحر أ ال‪ ،‬والمشففففهور أهنا حرا وإ لم تكن‬
‫لها أحكا البنت الشرعية من الميراث ووقوب النحقة و يرها‪.‬‬

‫‪ :2‬المحرمات بالرضال‬

‫األصل يف التحريم بالر اع قوله تعالى‪ :‬ﱵﭐﱾﱿﲀﲁ‬


‫الر َ فففا ِع َما َي ْح ُر ُ مِ َن الن ََّسففف ِ (‪ ،»)3‬فكل‬ ‫ِ‬
‫ﲂﲃﱴ‪ ،‬وقول النبي ﷺ « َي ْح ُر ُ م َن َّ‬
‫امرأة أر عت شخصًا‪ ،‬أو أر عت من أر عته‪ ،‬أو أر عت من يرق نسبه إليه فهي‬
‫أمه‪ ،‬وكذلك كل امرأة يربطها ن س بالمر عة كأختها فإهنا خالته‪ ،‬أو ابنتها فهي أخته‪،‬‬
‫أو أمها فهي قدته‪.‬‬

‫وال تسففري حرمة الر ففاع من قبل المر ف إال إلى االبن والبنت ما سففحال‪ ،‬فيجوز‬
‫للرقل أ يتزوأل أخت ابنه من الر ففففاعة‪ ،‬وأ ابنه وإ علت من الر ففففاعة‪ ،‬وأ أخيه‬
‫من الر فففاعة‪ ،‬إذ ال حرمة بينه وبين واحدة منهن‪ ،‬بخالف النسففف ال يحل للرقل أ‬

‫)‪ (1‬النسان من اآلية‪.23 :‬‬


‫)‪ (2‬المقصول به العمات والخاالت فإهنن أول فصل من الجد والجدة‪ ،‬وأما ير الحصل األول من األصل فهن‬
‫حالل‪ ،‬كبنت العمة وبنت الخالة‪.‬‬
‫)‪ (3‬متحق عليه‪.‬‬
‫‪26‬‬

‫يتزوأل أخت ابنه من النس ؛ ألهنا ربيبته‪ ،‬وال قدة ابنه من النس ؛ ألهنا أ زوقته‪ ،‬وال‬
‫أ أخيه من النس ف ؛ ألهنا زوقة أبيه‪ .‬وكذلك للمرأة أ تتزوأل أخا ابنها من الر ففاعة‪،‬‬
‫وأبا ابنها من الر ففففاعة‪ ،‬وأبا أخيها من الر ففففاعة‪ ،‬إذ ال حرمة بينها وبين واحد منهم‪،‬‬
‫بخالف النس ‪.‬‬
‫الفرل ا ول‪ :‬لبن الفحل‪ ،‬المقصففففول به زوأل المرأة التي لرت الل َبن من مائه‪ ،‬وقد‬
‫ذه قمهور الحقهان إلى أ الححل ينزل منزلة األ فأوقبوا به التحريم‪ ،‬فمن أر عت‬
‫فزوقها أبوها من الر اعة‪ ،‬لقول اهلل تعالى‪َ ( :‬و َوال ِ ىد َو َما َو َلدَ )‪ ،‬ومعلو أ األب‬
‫صبية ْ‬
‫لم يلد ولده بالحمل والو ف كما صففنعت األ ‪ ،‬وإنما ولدهم بما كا من مائه المتولد‬
‫عنه الحمل واللبن‪ ،‬فصففففار بذلك والدا كما صففففارت األ بالحمل والو فففف أما‪ ،‬فإذا‬
‫أر عت بلبنه طحال كانت أمه وكا هو أباه(‪.)1‬‬
‫اس َت ْأ َذ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل َعن َْها‪َ ،‬أن ََّها َقا َل ْت‪َ :‬قا َن َع ِّمي م َن َّ‬
‫الر َ ا َعة‪َ ،‬ف ْ‬ ‫ولما روي َع ْن َعائ َش َة َر َي ُ‬
‫ول اهللِ ﷺ َف َسففف َأ ْل ُت ُه َع ْن‬ ‫ول اهللِ ﷺ‪َ ،‬ف َجا َن َر ُسففف ُ‬ ‫َع َلي َف َأ َب ْي ُت َأ ْ آ َذ َ َل ُه‪َ ،‬حتَّى َأ ْسففف َأ َل َر ُسففف َ‬
‫َّ‬
‫الم ْر َأةُ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َذل ِ َك‪َ ،‬ف َق َال‪« :‬إ َّن ُه َع ُّمك‪َ ،‬ف ْأ َذني َل ُه» َقا َل ْت‪َ :‬ف ُق ْل ُت‪َ :‬يا َر ُسفف َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اهلل‪ ،‬إن ََّما َأ ْر َ فف َعتْني َ‬
‫ك‪َ ،‬ف ْليلِج َع َلي ِ‬ ‫ول اهللِ ﷺ‪« :‬إِ َّنه َعم ِ‬ ‫الر ُق ُل‪َ ،‬ف َق َال َر ُس ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫ك»‪.‬‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫ُ ُّ‬ ‫َو َل ْم ُي ْر ْعني َّ‬
‫المحرمة هي التي تكو يف الحولين‪ ،‬لقوله‬
‫ِّ‬ ‫الفرل الياين‪ :‬وضههاعة الكبير‪ ،‬الر ففاعة‬
‫ﲞﲠﲡﲢﲣﲤﱴ‪ ،‬وقو له ﷺ‪« :‬إنما‬ ‫ﲟ‬ ‫تعالى‪ :‬ﱵﭐﲙﲚﲛﲜ ﲝ‬
‫ال َما َفت ََق األَ ْم َعا َن فِي ال َّثدْ ِي‪،‬‬
‫الر َ ا َع ِة إِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫الر اعة من المجاعة» (‪ )2‬وقوله‪َ « :‬‬
‫ال ُي َح ِّر ُ م َن ِّ‬
‫الح َطا ِ »(‪ ،)3‬وكل ذلك منتف عن ر اعة الكبير‪.‬‬ ‫وكَا َ َقب َل ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫بعد الحولين‪ ،‬لكن ما قارهبا ولم يح صل بمثل شهر أو‬ ‫قال مالك‪ :‬ال ُيحر ما ر َ‬
‫شهرين فإنه يحر ‪ ،‬أل ما قارب الشين له حكمه‪ .‬قال ابن القاسم‪ :‬ولو َف َصلته أ ُّمه بعد‬
‫يحر ما ُأر ِ ففف بعد ذلك‪ ،‬وكذلك لو َف َصفففلته بعد‬‫الحولين حتى اسفففتغنى بالطعا لم ِّ‬

‫)‪ (1‬المقدمات الممهدات‪.489/1 :‬‬


‫)‪ (2‬متحق عليه‪.‬‬
‫)‪ (3‬سنن الرتمذي وقال حسن صحيح‪.‬‬
‫‪27‬‬

‫ى‬
‫حول وانقط ر اعه وا ستغنى بالطعا ‪ ،‬فأر عته أقنبية بعد ذلك قبل تما الحولين‪،‬‬
‫حر (‪.)1‬‬
‫لم يكن ر اعًا ُي ِّ‬
‫قال مالك‪ :‬ولو أر ففعته أمه الث سففنين ولم َت ْح ِصففله‪ ،‬م أر ففعته أقنبية لم يكن‬
‫يحر (‪.)2‬‬
‫ذلك ر اعًا ِّ‬
‫وذه الليث بن سففففعد وطائحة من العلمان إلى أ الحرمة تق بر ففففاع الكبير‪.‬‬
‫وحجتهم يف ذلك حديث سفففالم مولى أبي حذيحة(‪ ،)3‬وهذا الحديث حمله مالك وأكثر‬
‫أهل العلم على أنه خاص بسالم مولى أبي حذيحة‪.‬‬

‫قال ابن حبي ‪ :‬إ االختالف الواق بين أهل العلم يف ر ففففاع الكبير إنما هو يف‬
‫السرت والحجاب‪ ،‬وأما النكاح فلم يختلحوا فيه أنه ال يحر به‪ .‬قال ابن رشد‪ :‬والصحيح‬
‫أ االختالف لاخل فيه(‪.)4‬‬
‫الفرل اليالث‪ :‬مقداو الرضهههال المحر ‪ ،‬مذه مالك ‪ $‬وقمي أصفففحابه‪ ،‬وهو‬
‫قول أكثر أهل العلم‪ ،‬أ قليل الر اع وكثيره يحر ؛ ألنه ظاهر القرآ (‪ ،)5‬وأما أحاليث‬
‫المصففففة والمصففففتا واإلمالقة واإلمالقتا ‪ ،‬فهي أحاليث مضففففطربة‪ ،‬وأما حديث‬
‫عائشففة‪« :‬كا مما أنزل فيما أنزل اهلل من القرآ عشففر ر ففعات معلومات يحرمن‪ ،‬م‬
‫نسفففخ بخمس معلومات‪ ،‬فتويف رسفففول اهلل ﷺ وهو مما يقرأ يف القرآ »‪ ،‬فال تصفففح به‬

‫)‪ (1‬قال ابن حبي ‪ :‬يحر على تما الحولين‪.‬‬


‫)‪ (2‬ينظر الجام البن يونس‪.407/9 :‬‬
‫ِ‬
‫ول اهلل‪ ،‬إِنَّا‬ ‫)‪ (3‬أخرأل أبو لاول يف سننه‪ :‬أ َس ْه َل َة بِن َْت ُس َه ْي ِل ا ْم َر َأ ُة َأبِي ُح َذ ْي َح َة قانت إلى النبي ﷺ َف َقا َل ْت‪َ :‬يا َر ُس َ‬
‫ِ‬ ‫ى ِ ى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل عَزَّ َو َق َّل‬ ‫ُكنَّا ن ََرى َسالما َو َلدا‪َ ،‬وكَا َ َي ْأ ِوي َمعي َو َم َ َأبِي ُح َذ ْي َحةَ‪ ،‬في َب ْيت َواحد‪َ ،‬و َي َراني ُف ْضال‪َ ،‬و َقدْ َأنْزَ َل ُ‬
‫ات َف َكا َ بِ َمن ِْز َل ِة‬ ‫يه»‪َ ،‬ف َأر َ ع ْته َخمس ر َ ع ى‬
‫ْ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫يه؟ َف َق َال َلها النَّبِي ﷺ‪َ « :‬أر ِ ِع ِ‬
‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫ف َترى فِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يه ْم َما َقدْ عَ ل ْم َت َف َك ْي َ َ‬ ‫فِ ِ‬
‫الر َ اعَ ِة‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫َو َلد َها م َن َّ‬
‫َات إِ ْخ َوتِ َها َأ ْ ُي ْر ِ ْع َن َم ْن َأ َح َّب ْت عَائِ َش ُة َأ ْ‬ ‫َات َأ َخواتِها وبن ِ‬
‫َ َ ََ‬
‫َت عَائِ َش ُة ر ِ ي اهلل عَ نْها َت ْأمر بن ِ‬
‫َ َ ُ َ ُُ َ‬ ‫َفبِ َذل ِ َك كَان ْ‬
‫األ النَّبِ ِّي‬ ‫ات‪َّ ُ ،‬م َيدْ ُخ ُل عَ َل ْي َها‪َ ،‬و َأ َب ْت ُأ ُّ َس َل َم َة َو َسائِ ُر َأزْ َو ِ‬‫ير َاها ويدْ ُخ َل عَ َليها‪ ،‬وإِ ْ كَا َ َكبِيرا َخمس ر َ ع ى‬
‫ْ َ َ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ََ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر َ اعَ ة أ َحدا م َن النَّاس‪َ ،‬حتَّى َي ْر َ َ في ا ْل َم ْهد‪َ ،‬و ُق ْل َن ل َعائ َش َة‪َ :‬واهلل َما نَدْ ري‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ﷺ أ ْ ُيدْ خ ْل َن عَ َل ْيه َّن بت ْل َك َّ‬
‫َت ُر ْخ َصة مِ َن النَّبِي ﷺ ل ِ َسال ِ ىم ُلو َ الن ِ‬
‫َّاس‪.‬‬ ‫َل َع َّل َها كَان ْ‬
‫ِّ‬
‫)‪ (4‬ينظر المقدمات الممهدات‪.449/1 :‬‬
‫)‪ (5‬أي قوله تعالى‪( :‬وأمهاتكم التي أر عنكم)‪.‬‬
‫‪28‬‬

‫حجة؛ ألهنا أحالت على القرآ يف الخمس ر ففعات فلم توقد فيه‪ ،‬ولذلك قال مالك‬
‫‪ :$‬وليس العمل على هذا‪.‬‬

‫الفرل الرابع‪ :‬يف طرق وصههول اللبن إلى الجوف وأثرها يف التحريم‪ ،‬قد يصففل اللبن‬
‫إلى قوف الصفففبي من ير مي كالوقور وهو ما ُصففف َّ يف وسفففط الحم‪ ،‬وال َّلدول‪ :‬ما‬
‫ُص َّ يف أحد قانبي الحم‪ ،‬والسعوط ما لخل من األنف‪ ،‬وكلها تحر ألهنا وصلت من‬
‫الحلق إلى الجوف‪ ،‬أما ما يصففل إلى الجوف من ير مروره بالحلق كالحقنة وشففبهها‪،‬‬
‫ذاؤه منها‪ ،‬وعليها اعتماله‪.‬‬ ‫فحيها خالف‪ ،‬ومذه ابن القاسم أهنا تحر إذا كا‬

‫‪ :3‬المحرمات بالمصاهرو‬

‫المصففاهرة هي المناكحة‪ ،‬ويحر هبا زوقات اآلبان واألصففل فيه قوله تعالى‪َ { :‬و َال‬
‫اؤكُم مِن النِّسففف ِ‬
‫ان إِ َّال َما َقدْ َسففف َل َ‬ ‫ِ‬
‫ف}‪ ،‬وزوقات األبنان‪ :‬واألصفففل فيه‬ ‫َتنْك ُحوا َما َن َك َح آ َب ُ ْ َ َ‬
‫قوله تعالى‪َ { :‬و َح َالئِ ُل َأ ْبنَائِ ُك ُم ا َّل ِذي َن مِ ْن َأ ْصففف َالبِ ُك ْم}‪ ،‬وأمهات النسفففان‪ :‬واألصفففل فيه‬
‫ات نِ َسفائِ ُك ْم}‪ ،‬وبنات النسففان‪ :‬واألصففل فيه قوله تعالى‪َ { :‬و َر َبائِ ُب ُك ُم‬ ‫قوله تعالى‪َ { :‬و ُأ َّم َه ُ‬
‫ورك ُْم}‪ ،‬والجم بين األختين‪ ،‬واألصفففل فيه قوله تعالى‪َ { :‬و َأ ْ َت ْج َم ُعوا‬ ‫الالتِي فِي ُح ُج ِ‬ ‫َّ‬
‫ف‪.‬‬‫َب ْي َن األُ ْخ َت ْي ِن إِال َما َقدْ َس َل َ‬

‫والتحريم بالصهر على ربين‪:‬‬

‫‪-‬تحريم بمجرل العقد الصففففحيح ومن ير حاقة إلى لخول‪ ،‬وهو تحريم زوقات‬
‫اآلبان‪ ،‬واألبنان‪ ،‬وأخوات الزوقات‪ ،‬وأمهات النسففففان‪ ،‬فالثالث األول ال خالف فيها‪،‬‬
‫أما الراب فحيه خالف‪ ،‬والصففففحيح أ مجرل العقد على البنت يحر األ ‪ ،‬لما بت يف‬
‫الموطأ أ ابن مسففففعول ﭬ كا يحتي بأ العقد على البنت لو مس ال يحر األ ‪،‬‬
‫فلما قد المدينة سأل عن ذلك فأخرب أنه ليس كما قال‪ ،‬فرق عن فتواه السابقة(‪.)1‬‬

‫‪-‬وتحريم ال يق بمجرل الع قد لو ا لدخول وهو تحريم الر با ئ ‪ ،‬لقو له ت عالى‪:‬‬


‫الالتِي َل َخ ْلت ُْم بِ ِه َّن َفإِ ْ َل ْم َت ُكونُوا َل َخ ْلت ُْم‬
‫ورك ُْم مِ ْن نِ َسففففائِ ُك ُم َّ‬
‫الالتِي فِي ُح ُج ِ‬
‫{ َو َر َبائِ ُب ُك ُم َّ‬
‫بِ ِه َّن َف َال ُقن َ‬
‫َاح َع َل ْي ُك ْم}‪.‬‬

‫)‪ (1‬ينظر الموطأ‪.533/2 :‬‬


‫‪29‬‬

‫تنبيهات‪:‬‬
‫‪-‬ليس من تحريم الربي بة أ تكو يف حجر المتزوأل ب ُأم ها‪ ،‬وذكر ِ‬
‫الحجر يف اآل ية‬
‫خرأل مخرأل الغال ‪.‬‬

‫‪-‬القبلة واللمس للذة يقوما مقا الوطن يف التحريم‪ ،‬أما مجرل النظر للذة فال‪.‬‬
‫الئ ُل َأ ْبنَائِ ُك ُم ا َّل ِذي َن مِ ْن َأ ْصففففالبِ ُك ْم}(‪ )1‬لليل على‬
‫‪-‬ليس يف قول اهلل عز وقل‪{ :‬وح ِ‬
‫َ َ‬
‫أ حالئففل األبنففان من الر فففففاع حالل؛ أل ذلففك إنمففا قففان تحليال لحالئففل األبنففان‬
‫األلعيان‪ ،‬ال لحالئل األبنان من الر اعة(‪.)2‬‬

‫‪ -‬الجم بين األختين محر بني القرآ ‪ ،‬والجم بين المرأة وعمت ها أو خالت ها‬
‫محر بني السففففنة‪ ،‬وال خالف يف ذلك‪ ،‬والعلة التي ألقلها من الجم بين األختين‬
‫هي نحسها التي من ألقلها الجم بين المرأة وعمتها أو خالتها‪.‬‬
‫النول الياين‪ :‬المحرمات بالحال‬
‫َات مِن النِّس ف ِ‬
‫ان‬ ‫‪-1‬المعتدو‪ :‬كل امرأة ذات زوأل فهي محرمة‪ ،‬لقوله تعالى‪َ { :‬وا ْل ُم ْح َص فن ُ َ َ‬
‫إِال َما َم َل َك ْت َأ ْي َما ُن ُك ْم}‪ ،‬فإذا قارقها زوقها فإهنا تصبح حالال بشرط أ تنقضي عدهتا‪.‬‬

‫أما المعتدة فال يجوز نكاحها بل ال تجوز خطبتها صفففراحة لقول اهلل تعالى‪ :‬ﱵﭐﱝﱞ‬
‫ﱩ ﱫﱬﱭﱮ‬
‫ﱪ‬ ‫ﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥ ﱦﱧﱨ‬
‫ﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱴ(‪ ،)3‬أ ما التعريض بالخط بة ف جائز( )‪ ،4‬كأ‬
‫يقول لها‪ :‬إ لك لمح ‪ ،‬وإ على القرب منك لحريي‪ ،‬وإذا حللت فآذنيني‪.‬‬

‫فإ خطبها صففريحا يف العدة م تزوقها بعد العدة‪ ،‬فحيها روايتا ‪ :‬إحداهما اسففتحباب‬
‫الحراق‪ ،‬واألخرى إيجابه‪.‬‬

‫)‪[ (1‬النسان‪.]23 :‬‬


‫)‪ (2‬انظر البيا والتحصيل‪.157/5 :‬‬
‫)‪ (3‬البقرة من االية‪.235 :‬‬
‫)‪ (4‬ذه الشافعي إلى من التعريض للمطلقة طالقا رقعيا‪.‬‬
‫‪30‬‬

‫وه َّن ِسرا}‪ ،‬والنهي يقتضي الحسال‪ .‬ووقه‬ ‫وقه اإليجاب قوله تعالى‪{ :‬و َلكِن َال ُتو ِ‬
‫اعدُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫االستحباب أ الخطبة ليست بعقد‪.‬‬

‫ومن تزوأل امرأة يف عدهتا ولخل هبا يف العدة فسففففخ نكاحه وتأبد عليه تحريمها‪ ،‬خالفا‬
‫ألبي حنيحة والشففففافعي‪ ،‬لقول عمر ﭬ‪« :‬أيما امرأة نكحت يف عدهتا م لخل هبا فرق‬
‫بينهما م اعتدت بقية عدهتا من األول‪ ،‬م اعتدت من اآلخر‪ ،‬م لم ينكحها أبدا»( )‪.1‬‬

‫وإ تزوقها يف العدة ولخل هبا بعد العدة فحيها روايتا ‪ :‬إحداهما تأبيد التحريم لظاهر‬
‫قول عمر‪ ،‬واألخري نحي التأبيد‪ ،‬ألنه لم يدخل شبهة يف النس ‪.‬‬

‫‪-2‬المالعنة‪ :‬هي المرأة التي يرميها زوقها بالزنا وليسففففت له بينة على لعواه‪ ،‬فإنه‬
‫ُيحكم بينهما باللعا ‪ ،‬لقوله اهلل عز وقل‪ { :‬‬
‫‪     ‬‬
‫‪             ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪          ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪           ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪.2) (}       ‬‬
‫وبعد اللعا تق التحرقة بين المتالعنين من ير توقف على حكم القا ي‪ ،‬هذا مذه‬
‫الجمهور‪ ،‬وذ ه الحنحية إلى أ اللعا وحده ال يو ق التحرقة‪ ،‬وإنما تق الحرقة بعد‬
‫حكم القا ففففي‪ ،‬لما بت يف الحديث‪ :‬أ النبي ﷺ فرق بين المتالعنين( )‪ ،3‬فدل ذلك على‬
‫أ الحرقة ال تق باللعا وحده‪.‬‬

‫واسففتدل الجمهور بقول النبي ﷺ للمتالعنين‪« :‬حسففابكما على اهلل أحدكما كاذب ال‬
‫سبيل لك عليها»( )‪ ،4‬وقالوا أ اللعا لما قط الن س الذي هو أقوى من الحراش‪ ،‬كا بأ‬
‫يقط الحراش أولى‪.‬‬

‫)‪ (1‬أخرقه مالك يف الموطأ‪.‬‬


‫)‪ (2‬سورة النور‪.9 :‬‬
‫)‪. (3‬‬
‫)‪ (4‬متحق عليه‪.‬‬
‫‪31‬‬

‫وال يق التحريق إال بعد تما اللعا ‪ ،‬أما إ العن هو ونكلت هي فإ الزوقية تبقى‬
‫قائمة بينهما خالفا للشافعي يف قوله‪ :‬إ الحرقة تق بلعا الزوأل وحده‪.‬‬

‫والحرقففة بففاللعففا فسففففخ بغير طالق‪ ،‬وتق مؤبففدة ال رقعففة فيففه‪ ،‬لقول عمر ﭬ‪:‬‬
‫«المتالعنا إذا تالع نا يحرق بينهما وال يجتمعا أبدا»( )‪ ،1‬فال تحل له بعد اللعا على أي‬
‫وقه‪ ،‬ال بنكاح وال بملك يمين‪ ،‬أكذب نحسه بعد ذلك‪ ،‬أو أقا على ما كا عليه‪.‬‬

‫‪-3‬الراكنة للغير‪ :‬وهي المخطوبة التي ركنت إلى خطيبها‪ ،‬فال تجوز خطبتها وال العقد‬
‫عليها‪ ،‬لما يف ذلك من العدوا على حق الغير‪ ،‬وحكم العقد على الراكنة أنه يحسففففخ قبل‬
‫الدخول‪ ،‬أما بعد الدخول فقيل يحسفففخ أيضفففا‪ ،‬والمشفففهور أنه ال يحسفففخ‪ ،‬وليسفففتغحر اهلل‪،‬‬
‫ويتحلل من خطيبها األول‪ ،‬قال ابن وه ‪ :‬فإ أبى فليحارقها‪ ،‬فإ نكحها األول فذاك‪،‬‬
‫وإال رقعت إليه( )‪.2‬‬
‫‪-4‬الخامسههههة‪ :‬ال يجوز للر قل أ يجم بين أكثر من أرب نسففففوة‪ ،‬لقول اهلل تعالى‪:‬‬
‫اع}‪ ،‬ولما روي أ يال بن سففففلمة‬ ‫{ َفانْكِحوا ما َطاب َل ُكم مِن النِّسفففف ِ‬
‫ان َم ْثنَى َو ُ الَ َ‬
‫ث َو ُر َب َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫أسلم وعنده تس نسوة‪ ،‬فأمره رسول اهلل ﷺ‪ :‬أ يختار منهن أربعا( )‪.3‬‬
‫فمن كا يجم بين أكثر من أرب نسففففوة أمر بمحارقتهن إ كا تزوقهن بعقد واحد‪،‬‬
‫أما إ كا تزوقهن بعقول متحرقة فإنه يحارق آخرهن‪.‬‬

‫‪-5‬المطلقة ثالثا‪ :‬وهو كو المرأة مسففتوفاة الطالق الذي قعل لزوقها‪ ،‬وعدله الث‬
‫ﲝ ﲟ ﲠﲡ ﲢ ﲣﲤ‬
‫ﲞ‬ ‫لففلففحففر‪ ،‬لففقففولففه تففعففالففى‪ :‬ﱵﭐﲖ ﲘ‬
‫ﲗ ﲙ ﲚﲛﲜ‬
‫ﲭ ﲯ ﲰﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ‬
‫ﲥﲦﲧﲨ ﲩﲪ ﲫﲬ ﲮ‬
‫ﳀ ﳂ ﳃﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ‬
‫ﳁ‬ ‫ﲺﲼﲽﲾ ﲿ‬
‫ﲻ‬
‫ﳢﳤﳥﳦﳧﳨ‬
‫ﳔ ﳖﳗﳘﳙ ﳚﳛ ﳜﳝﳞ ﳟ ﳠ ﳡ ﳣ‬
‫ﳕ‬ ‫ﳓ‬
‫ﳩﳪﱴ(‪.)4‬‬

‫)‪ (1‬سنن البيهقي‪.‬‬


‫)‪ (2‬ينظر شرح ابن عبد السال على ابن الحاق ‪.104/7 :‬‬
‫)‪ (3‬سنن الرتمذي‪.‬‬
‫)‪ (4‬سورة البقرة‪.‬‬
‫‪32‬‬

‫فمن طلقها زوقها الث مرات فإهنا ال تحل له ال بعقد بني الكتاب والسففففنة‪ ،‬وال‬
‫الجمهور حتى تنكح زو قا يره ن كا حا صففففحي حا( )‪ 1‬الز ما( )‪،2‬‬ ‫بم لك يمين على مذ ه‬
‫ويطؤها وطأ مباحا على المشففهور‪ ،‬لما روي عن عائشففة أ رفاعة القرظي طلق امرأته ال ا‬
‫فتزوقت عبد الرحمن بن الزبير فجانت إلى النبي ﷺ فقالت يا نبي اهلل إهنا كانت تحت‬
‫رفاعة فطلقها آخر الث تطليقات‪ ،‬فتزوقت بعده عبد الرحمن بن الزبير‪ ،‬وإنه يا رسففففول‬
‫اهلل ما معه إال مثل هدبة الثوب‪ ،‬فتبسفم رسفول اهلل ﷺ‪ ،‬وقال‪ :‬لعلك تريدين أ ترقعي إلى‬
‫رفاعة؟ ال‪ ،‬حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك( )‪.3‬‬

‫وقد ذه سففففعيد بن المسففففي ‪ ،‬وإبراهيم النخعي إلى أ النكاح يف اآلية العقد لو‬
‫الوطن وأ ذلك يحلها لألول(‪ ،)4‬وهو قول عيف‪.‬‬

‫حر وأمته‪ ،‬فوق بذلك‬


‫‪-6‬الرق‪ :‬أقمعوا أنه ال يجوز نكاح بين امرأة وعبدها‪ ،‬أو بين ٍّ‬
‫إذا ملك أحد الزوقين صاحبه بعد النكاح أ يحسخ النكاح‪ ،‬فال يجتم ملك ونكاح‪.‬‬

‫وإن ما لم يجتم م لك ون كاح أل الحقوق ف يه تت عارض‪ ،‬فيؤلي ذ لك إلى بطال هنا‪،‬‬


‫وذلك أ الحرة إذا تزوقت عبدها فمعلو أ نحقة الزوقة على زوقها‪ ،‬ونحقة العبد على‬
‫سفففيده‪ ،‬فإذا طلبت الزوقة يف هذا نحقتها من زوقها الذي هو عبدها طلبها هو بنحقته‪ ،‬فألى‬
‫ذلك إلى إبطال النحقة عن كل واحد منهما‪ ،‬وذلك خالف السنة‪.‬‬

‫وأل الرقل إذا تزوأل أمته فالزوقة لها عليه حق يف الوطن‪ ،‬وليس ذلك لألمة‪ ،‬فإذا‬
‫طلبته بالوطن بالزوقية طلب ها برفعه عنه بالملك‪ ،‬ولم يصففففح لها مرافعته يف اإليالن منها‪،‬‬
‫فخالف يف ذلك الكتاب والسنة وإقماع األمة(‪.)5‬‬

‫)‪ (1‬إلخراأل نكاح المحلل‪.‬‬


‫)‪ (2‬إلخراأل نكاح العبد لو إذ سيده‪.‬‬
‫)‪ (3‬متحق عليه‪.‬‬
‫)‪ (4‬ينظر أحكا القرآ البن الحرس‪.‬‬
‫)‪ (5‬الجام لمسائل المدونة‪.139/9 :‬‬

You might also like